part"25"(!كَـيف السّبيل إلى وِصَـالكـَ ، دُلنـي ؟)

907 27 4
                                        

تنهدت مريم بحزن ، ثم ابتسمت لعلي ، وتحدثت بينما تفتح ذراعيها له "ت تعالى يا علي !".

اتجه لها علي ومن ثم استلقى على السرير وذهب لحضنها ، وهتف بحب "افضل كده حضنك علي طول !".

ابتسمت مريم بخجل ، ومن ثم بدأت بالتربيت على ظهره بلطف ، بينما عقلها وقلبها يتصارعان ، فكانت غارقة في عالمها الخاص ..

كان علي يشعر بسعاده غامره تسيطر على قلبه ، رغم الحُزن والضيق ، كان يستنشق ريحها الدافئ الحنون ، كان حقا يتمنى أن يبقى هكذا في أحضانها طوال عمره ، وبعد وقت قد غالبه النوم ..

نظرت له مريم بحزن وقبلت جبهته ، وبدأت بتأمله وهي تفكر في ماذا سيخبيء لهم القدر ؟! ، هي تشعر بمشاعر غريبة لأول مره بحياتها ، هي تريد أن يتوقف الزمن الآن وأن لا تبتعد عنه اطلاقا ! ، ولكنها تريد الإنفصال فعقلها يقول أن هذا الزواج كان بالإجبار ، وهي لا تحب علي ، لذلك يجب أن تبتعد كي لا تسبب المشاكل لكلاهما ، وبعد وقت من التفكير ، استسلمت للنوم ..

وبعد مرور فترة فتح علي عيونه ورأى محبوبته بجانبه ابتسم لها متأملا ملامحها الجميلة ، فأردف بهدوء "وقعت وقعة بنت لذينة ! ، بس تستاهلي ! ، امتى بقى تحسي بيا !".

ضحك بخفوت واقترب منها ببطء ، ثم قبل شفتيها برقة ولطف ، ثم وضع عليها الغطاء ، ووقف واتجه للمرحاض بينما يحك عنقه بيده ..

وبعد دقائق ، استيقظت مريم على رنين هاتفها فنظرت له قائله بضيق "اوووف مين اللي مش مهنيني على النومه دي ؟!".

التقطت هاتفها ونظرت إليه بعبوس ، وجدت أن والدها المتصل ، فأردفت بعبوس "والله أصيل يا حاج ! ، أنا كُنت كده كده هرن عليك ! ، كويس وفرت عليا رصيد !".

أجابت مريم على الهاتف ، بصوت ناعس قائله "صباح الخير يا حاج !".

هتف الحاج بتعجب "قولي مساء الخير ! ، صباح ايه ده اللي الساعة ٣ العصر ؟!".

هتفت مريم بصدمة "قول والله ! ، معلش يا حاج أصل نمت الصبح وماخدتش بالي من الوقت !".

أردف الحاج ببرود "ونايمة الصبح ليه يا ست مريم ؟! ، الواد علي اتصل بيكِ ؟!".

تحدثت مريم بتوتر "ل لا يا حاج ! ، هو مش في الحارة ؟!".

تنهد الحاج ، ثم أردف بهدوء "لا ! ، مختفي من أول ما مشيتي ! ، شكله رجع الصعيد فعلا !".

شعرت مريم من نبرة والدها أنه قلق عليه ، فإستغلت الوضع ، وأردفت مريم بخبث "احمممم ! ، زمانه دلوقتي نفسيته وحشه اوي وخسر كُل حاجه ! ، ده غير إهانة الحاجة ليه ! ، أنا فكرته اصلا هيخرب الدنيا عليا وهيتخانق معاك !".

هتف الحاج بضيق "ليه يعني ؟! ، هو يتجرأ ؟!".

أردفت مريم بحزن "يا حاج أنت عارف إن علي راجل وليه مكانته في الحارة ! ، والصغير قبل الكبير بيعمله الف حساب !، على الرغم من إهانتك ليه قدام الحارة كُلها ! ، إلا إنه مفكرش يجرحك بكلمة أو يعمل اي حاجه ! ، ده غير إنك بعدتني عنه ! ، وهو يقدر بسهولة يقدم بلاغ ضدك ! ، لأني قانونيا ودينيا مراته ! ، علي اثبت للمرة المليون إنه راجل وبيعاملك فعلا كأب ! ، بس أنت يا حاج للأسف محبتهوش كأبنك !".

يَمْعلِّمْنِي الغَرام!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن