قام سعود وهو يبتسم : أبوعذبي يطلب وما نلبّي ؟ حشا
ميّل ذياب شفايفه وهو يناظر سعود وما حسّ إن كلامه من قلب : وش مسوي لك عمي تركي ؟
سكنت ملامح سعود مباشرة : تركي قلت له إنك مرعبني تاركني أصلي الفجر عشر مرات ؟ تركي مالك داعي تتفاخر صح إن كلامي مو من قلب بس ما يعني تقول كذا
ضحك تركي وهو يمد إيده لكتف ذيّاب : ما قلت له بس هو ذيب يفهم النوايا، توقّعك بس وإنت فضحت له
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، وإبتسم تركي وهو يشد على ذياب : إذا ودك تدخل داخل تلعب مع سيف سوني
هز راسه بالنفي : بروح للمجلس مع أبوي ، عن إذنكم
إبتسم تميم من مشى ذياب وهو يناظره : ماشاءالله صدق وش تربية الفريق هذا ! أنا بهالعمر ما أقول لا على السوني شلون !
ضحك تركي وهو يضرب على كتفه وتوجه للداخل يشوف الدرب للعيال لجل ياخذون القهاوي ..
عدلّت سلاف جلالها مباشرة : تركي ما قلتلهم حتى أهلهم يجون ؟ حريمهم وبناتهم ؟
هز راسه بالنفي بإستيعاب لوهلة ، وعضّت شفايفها مباشرة : روح قول لهم ولزّم عليهم ، البنات عندي وكل شيء جاهز والمجالس مفتوحة لازم يجون لازم
هز راسه بزين وهو يناظرها : ياكبر حظي يا أم عذبي
إبتسمت فقط وهي تناظره ، وتوجه تركي لمجلس الرجال يلي من هيبته وده يوثّقه ، نهيّان يمينه حاكم وأبوه ، ويساره باقي عياله وعيالهم يلي قاموا مع تميم ومع رياض يقهوون وكأنهم من أهل البيت مو ضيوف ، نطق نهيّان وهو يناظر تركي : ياتركي إن ما جلست معانا مشينا ، جاك العلم حنّا مو ضيوف
إبتسم تركي وهو يدور عذبي ولده بعينه ، وجلس بإرتياح من كان بحضن عذبي الكبير وكانت ثواني لحد ما رجع المجلس يضجّ بالأحاديث بين الكل ..
إبتسم عناد وهو يناظر تركي : دامنا شفناك الحين ، ما نلوم أبوي فيك ياتركي بس الله يعافيك ذكّره إني أصغر عياله كل ما قدرت ، بالأول حاكم ثم إنت ثم ذيّاب والدور باقي وحنّا الله يعوّض علينا
ضحك تركي وهو يناظر نهيّان ، وإبتسم نهيّان : أول أقول لولدك ليت الزمن جاب أبوك لي بدري
إبتسم تركي وهو يناظره : لو دريت إنك وراء أبواب الزمن شلت سنيني الماضية كلها وجيتك يانهيّان
تعالت أصواتهم مباشرة ، وضحك حاكم غصب عنه : ما تعجّز الشاعر يانهيّان ما تعجّزه ، هو يعجّزنا بهالتعابير
تنهّد عناد من أعماقه : وتأخذ أبوي بحلو الكلام بعد ياتركي ! ياوسع وجهي دامي أدور مكان بالأوائل وإنت كذا الله يحفظك ! ياحاكم إمسك مكانك لا يتعداك المحامي
عدلّ حاكم أكتافه ، وضحك تركي : لو وصلت الجدي وسهيل ما تعدّيت حاكم بقلب نهيّان خذها مني ..
إبتسم حاكم بغرور ، وضحك نهيّان : ما هقيتك تحبّ الغرور ياحاكم ! عز الله الأخو يبدّل الأحوال ويافزاع إنت أخوه بالدم صح ، لكن تركي ما شفت مثله مع حاكم
تنحنح عذبي ، وإبتسم نهيّان : وعذبي بن فهد ، ما تهون
إبتسم عذبي وهو يناظره : يا طويل العمرّ بس ودي أعقّب على شيءٍ قلته ، ما شفت مثل تركي مع حاكم بس تراه مسميّ ولده عليّ يعني إن كان ما دريّت
تعالت ضحكاتهم مباشرة وضحك نهيّان : دريت ياعذبي دريت المهم إنتّ ما تطقّ ، ما يطق لك عرق بدري سمعت إنك تشبّ بسرعة الله يهديك
هز راسه بالنفي بإنكار : أفا ! أنا ويني ووين العصبية
توجهت أنظار آل نائل كلهم عليه وأولهم تركي ، وتنحنح عذبي : يعني أعصّب ياطويل العمر بس للشيء الليّ يسوى ، أعوذبالله من الغضب وش نبي فيه !
إبتسم عناد وهو يناظر عذبي ونظرات تركي له ، وضحك بتعجّب : ياخي الحين يبه إنت تناظر حاكم وتركي وذيّاب بطريقة غريبة ، حاكم يناظرك ويناظر تركي وذّياب بطريقة غريبة ، تركي يناظرك ويناظر حاكم وعذبي بشكل غير بعد ياخي نبي من محبّتكم ذي وش نسوي كيف نسجل ؟
تنحنح تميم وهو يناظره : مالنا نصيب ياعناد مالنا
تنهّد بحزن : الله يعين بس يجيكم يوم وتعرفون قيمتنا !
_
مدت إيدها لعذبي تاخذه بحضنها بتوتّر وهي تتأمل جدتها وأمها وحريم عمامها وكل بنات آل نائل وصار موعد وصول حريم آل سليمان يلي إعتذروا عن الغداء لإنشغالهم لكنهم قرروا يجونهم بعد المغرب وصار الوقت الحين ، حكّاها تركي عنهم قليل لكنها تحسّ بالهيبة وكثير ، كثر الحكايا يلي سمعتها عنهم ، عن زوجة الفريق وأم ذيّاب ، عن جدتهم الكبيرة فاطمة زوجة نهيّان وهم أكثر تشوّقها تقريباً ، عدلت نفسها لآخر مره وهي تأخذ نفس من أعماقها وإبتسمت لها جدتها بهية : يمه الطيبين جيّتهم ما توتر ، أهل الخير ما يوترون ..
إبتسمت سلاف وهي تناظر جدتها : أدري بهم ما يوترون لكنهمّ راعين الهيبة ، بنصير أهل أدري بهالشيء أو يمكن صرنا من ناحية الرجال باقي حنّا
إبتسمت بهية ، وفتحت سوار الباب من صوت الجرس وتعالت الأصوات مباشرة ..
نزعت فاطمة نقابها وهي تبتسم بحُب : بسم الله ماشاءالله لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماشاءالله !
إبتسمت بهيّة وهي تصافحها إبتسمت بهيّة وهي تصافحها : نوّرتي دارنا أم متعب ! نوّرتي دارنا !
توسّعت إبتسامة فاطمة وهي ميّزتها : الدار منّورة بأهلها يا أم سلطان ، منورة بأهلها أبرك الساعات يوم صار لقانا
إبتسمت سلاف مباشرة من فاطمة يلي نطقت نظراتها حُب بمجرد ما طاحت عليها : وظنيّ إنك زوجة المحامي ؟ هالغرور يليق عليه وهالولد يليق عليه
إبتسمت سلاف وهي تهز راسها بإيه ، تصافحها وتقبّل رأسها : سُلاف زوجته ، حنّا متواضعين مالنا بالغرور حاجة
إبتسمت ملاذ من خلف جدتها : نعرف حكاويك يا سلاف ويليق فيك الغرور ! ما بغينا نشوفك يابنتنا !
ضحكت سلاف وهي تصافحها : صارت الفرصة أخيراً
إبتسمت ملاذ وهي تاخذ عذبي بحضنها : وش هالبشت والحركات الحلوة ! وش هالحركات ولد المحامي ؟ ما ودك تبتسم لنا يعني تأخذ غرور أمك وأبوك ؟
شهقت سلاف مباشرة من ورد يلي جات يمّها وهي تشيل باقة أكبر منها بكثير : وش هالجمال ماشاءالله !!
ضحكت ملاذ وهي تناظرها من تركت إيد أخوها نهيّان يلي لف بيمشي لمجلس الرجال من شاف الثياب البيض : نهيّان تعال هنا ، لاحظي إنها تركت أخوها عشان تجيك ولاحظي أكثر إنها أصّرت علينا كلنا ما يشيل الورد غيري !
عضّت سلاف أصباعها مباشرة وهي تنحني لها : ورد يشيل ورد كثير على قلبي ك ث ي ر !
تعالت ضحكاتهم من قبّلت ورد خد سلاف تضمها ، وضحكت سلاف وهي تقبّل خدها ويديها الثنتين : تسلم هاليدين الحلوة تسلم ! ياحظي أنا فيك وبالورد تدرين ؟
إبتسمت بخجل وهي تعدل فستانها وتتبع أمها ، ووقفت سلاف تكمّل ترحيبها بباقي حريم آل سليمان وبناتهم وما توسّط بصدرها شعور من بشاشتهم وحلو أطباعهم غير إنهم أهلها وأقرب ناسها مو بعاد ولا أغراب لأول مره يتقابلون ، قامت وجد تاخذ عباياتهم وإبتسمت فاطمة لبهية : ماشاءالله تبارك الله يا أم سلطان ، ماشاءالله الله يديم عليكم العز والخير والأدب أحفادكم خير ما ربيتوا وخلفتوا الله يقرّ عيونكم فيهم ويبلغّكم غاية مُناكم
إبتسمت بهية وهي تأمّن على دعائها ، وإبتسمت فاطمة وهي تأخذ الفنجال من سلاف يلي مدته لها : والله من يوم ما قالوا لي زوجة المحامي بصحتها وعافيتها وإني أقول لهم ودوني يمّها ، يقولون لي يمه وش هالحب قلتلهم حبيتها من حبّ زوجها ما دريت إني لا شفتك بقول حبيّت زوجها وأهلها من حبي لها ولا فيكم قصور يا أم سلطان
تعالت ضحكاتهم وإبتسمت ملاذ وهي تعدل عذبي بحضنها : إلاّ سلاف لقيتي ذياب ؟ ما شفته من الصباح هزت رأسها بالنفي : يخجل منيّ ذياب ، دخل وده يساعد تركي وشوي ويذوب بثيابه لأنه لمحني ! قال لي تركي متهاوش بالمدرسة وقلت له طيب شوف الولد يمكن يبي شيء يمكن فيه شيء يقول لي ذيب ويمشي عني
تنهّدت ملاذ وهي تناظر فاطمة يلي ضحكت : وتركي نفس أطباع حاكم اليوم كله نكلّمه ياحاكم الولد كيف يقول ذيب ويقفّل علينا ما يعطينا جواب
هزت سلاف رأسها بإيه وهي تشوف عذبي يلعب بإيد ملاذ ومروّق : إستحلّ حضنك حضرته ! لتين هاتيه
هزت ملاذ راسها بالنفي مباشرة وهي تضحك : لا والله ما تاخذينه ! دامه مروّق الشيخ وأبيه أنا ليه تاخذينه عني ؟
دق ذيّاب الباب وهو ينادي : نهيّـان
هز نهيّان رأسه بالنفي وهو يمشي لأمه : ما أبي المجلس
ضحكت سلاف بذهول : أفا هذا وإنت أخو ذيّاب يانهيّان
مشى لعند سلاف وهو يمد يده لها : تعالي معي وأروح
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، وقامت ورد وهي تعدل فستانها وهزت ملاذ رأسها بالنفي مباشرة : ماما ورد ما بتروحين عندهم ، بتجلسين عندنا ونهيّان يروح لحاله
هزت رأسها بالنفي وهي تمسك إيد نهيّان : بشوف بابا !
نطق ذياب للمرة الثانية : نهيّان أبوي ينتظرك إطلع
نادت عليه سلاف : تعال خذه ياذياب وسلم علينا
ضحكت ملاذ لثواني : لو يجيك لك الليّ تبينه والله
ما كان من ذيّاب رد لثواني ، ونطق آخر شيء : أمي تعالي
إبتسمت ملاذ بإرتياح : وأخيراً تذكر أمه ، جيتك يا أمي
قامت لتين تأخذ عذبي الصغير من حضن ملاذ يلي قامت لذيّاب وتبعوها ورد ونهيّان لجل يروحون معاه عند أبوهم ..
إبتسمت وهي تنحني تعدّل له ياقة ثوبه : ودك تحكيني ؟
هز رأسه بالنفي وهو يقبّل خدها : أبوي قال لا تتأخر نادي أخوك وإرجع ..
ميّلت شفايفها بهمس : حضرة الفريق وده يسرقك مني
إبتسم بخفيف ، ومررت إيدها على جرح بجبينه لكنه مسك إيدها يقبلها : عمي تركي شافها كلها وقال بسيطة ، أبرجع للمجلس الحين عن إذنك
إبتسمت وهي تقبّل رأسه وتتأمله بنظراتها لحد ما إختفى لناحية مجلس الرجال ، غصب عنها ضحكت من عدل ثوبه ومن مشيه يلي رغم صغّر سنه إلا إنه يذكرها بأبوه بشكل مستحيل يكون طبيعي لكن ذياب له أطباع أرّق بكثير وتمتمت : الله يحفظك ..
_
« عنـد الرجـال »
كانت الأصوات تتعالى بكل طرف وبكل زاوية عن كل المواضيع ، مع الساعات يلي قضّوها من الظهر لحد هالوقت نُزعت الأشمغة والعُقل ، تفككت الحواجز أكثر وأكثر وصارت بدل ماهي جلسة تعارف ، جلسة أهل لهم سنين مع بعض ما بينهم حواجز المجالس نهائياً .
صفّر عناد بدون مقدمات من دخلت ورد مع نهيّان ، وتعالت ضحكات جدها متعب من توجهت لعمها عناد يلي رفعها للسماء تنحنح حاكم من ولده نهيّان يلي واقف بمحله من تركته ورد : نهيّان ، سلّم ياولد
إبتسم نهيّان وهو يناظر حاكم : لا تكلّم سمييّ يا حاكم
ناظر حاكم ذياب يلي دخل توه وأنظاره للأسفل : ذيّاب
رفع أنظاره لأبوه مباشرة بعدم إستيعاب وإنتباه وهو ما يدري وش يقصد بنداه ويدري إن ما يقدر يقول له سمّ أو يسأله وش يبي وبينهم كل هالمسافة ، كمّل حاكم بهدوء من لمح نظراته : هات لي أخوك
مسك ذياب يد أخوه الأصغر وهو يمشي عند أبوه يلي مسك نهيّان وهو يأشر له على جده بهمس : رح سلّم
هز نهيّان راسه بالنفي مباشرة ، ولف حاكم أنظاره لذيّاب : وراك طوّلت ما دخلت معاهم !
جاوب ذياب بهدوء : كلمتني أمي وسبقوني هم
هز رأسه بزين ، وأخذ ذيّاب إيد نهيان لجل يسلم عليهم وتركه يجلس عند سميّه نهيان الكبير ورجع هو بجنب أبوه يلي أشر له ، إبتسم حاكم من ورد يلي نزلت من حضن عمها عناد وهي تمشي لناحية أبوها لكنّها غطت فمها مباشرة من لمحت تركي بالطرف الآخر من المجلس ، تعالت ضحكاتهم كلهم من نظراتها المليانة حُب بشكل غير عادي وصدمتها اللذيذة إن تركي موجود وهي تقرب من إيد أبوها تسحب أصباعه بمعنى " شوف "
ضحك حاكم وهو يقبّل إيدها : روحي يَمّ عمك تركي
توجهت مباشرة لتركي يلي شالها بحضنه وهو يقبّلها مذهول تماماً لأنها شافته من أشهر : حيّ الليّ مانساني !
إبتسم تميم من طريقة جلوسها بحضن تركي وكيف صارت إيدها الصغيرة بين يديه : ياماشاءالله صدق !
تنحنح عذبي وهو يهمس لتركي : أنا وإنت نتشابه هاتها وما بيميّز الفريق وإن ميّز إنت محامي وولد عمي على وش ؟
هز تركي راسه بالنفي وهو يشد على إيد ورد : متأكد ؟
نطق نهيّان وهو يشوف عذبي وده يمد يده لورد لكنه متردد : ياعذبي باكر التردد يمليّ جوفك على بنت تركي
هز راسه بالنفي مباشرة : بنت تركي بنتي ياطويل العمر ولا أرضى غير إني أصير أبوها ، أنا بني آدم أعصابه تطقّ ولا يتحمل شيء لتركي ما يصير قريب منه بدون حدود
ميًل نهيان شفايفه : هذا الليّ يقول الغضب ماله داعي
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، ووقفت ورد من على حضن تركي وهي تناظر عذبي ومدّت له إيدها يسلم عليها ، ثم لتميم ثم لسعود ورياض وسيف وضحك نهيّان من لفت أنظارها لأبوها وهي تبتسم بعبط بمعنى تجي يمّه وإلا تبقى عندهم وإبتسم حاكم : يلي تبينه يابوي ، يلي تبينه
توجهت لأحضان أبوها ركض وإبتسم تركي : أفا ! قلت أنا وياك صرنا حبايب دامك عرفتيني والحين تتركيني ؟
ميلت شفايفها وهي تناظر أبوها الليّ يبتسم ، وإبتسم تركي من رفعت ورد يدها لدقن أبوها ولشيبه بمنظر ما يُستغرب لأنهم شافوا تعامل حاكم مع ذياب الكبير ومع نهيّان يلي أصغر منه ما تجاوز الخمس سنين ، والحين مع ورد يلي الواضح إنه يعاملها بدلال لا مُتناهي من عباطتها وثقتها بنفسها رغم سنها الصغير وإنها أصغر أخوانها ما تجاوز عمرها الثلاث سنين ..
لفت أنظارها لأبوها يلي مجلّسها على حضنه ويسولف مع الرجال ، وإبتسمت لذياب بهمس : بروح عنده
رفع ذياب حواجبه لثواني وهو يدور بالمجلس مين تقصد ، وعرف إن مقصدها تركي يلي مو موجود بالمجلس وقبل لا يتكلم لفت أنظارها لأبوها : نزلني يابابا
حاوطها حاكم وهو ينزلها عن حضنه ، وما سمحت لذياب يرّد بالموافقة أو النفي وهي تمد له إيدها وحقّ ورد السمع والطاعة هذا شيء مفروغ منه ..
وقف وهو ياخذها بإيده وإنضمّ لهم نهيان مباشرة يلي توجه لإيد ورد مو لإيد ذياب ..
إبتسم ذيّاب وهو يسمعها تحكي أخوها نهيّان عن تركي : ورد تحبينه ؟
هزت رأسها بإيه مباشرة وهي تستغرب سؤاله ، وضحك وهو يناظر نهيان من تركتهم ورد ركض لتركي يلي شالها فوق كتفه يرحبّ ويهلي فيها وسط عيال آل نائل يلي إنهلوا عليها بالقُبلات والسوالف مستغلين غياب الفريق لكن ما كان تركي أهون منه وهو يمنعهم عنها ، يدللها وتتعالى ضحكاتها وهي تشوف نظرات الحزن منهم : أحسن بابا يخاصمكم بعدين ! أنا ورد حاكم بس !
ورغم براءة نُطقها ونبرتها الصغيرة مقارنة بكلامها ، تعالت أصواتهم كلها من نُطقها لورد حاكم والغرور بنبرتها وكأنها تهدد قربهم منها بإنها بنت حاكم ولا يحق لهم يقربونها ، ضحك تركي بذهول وهو يمسك خدها ويمشي للمجلس : قولي عمي تركي يخاصمكم الحين !
جلس تركي وهي باقي بحضنه ، وتنحنح عناد وهو يسمع أذان العشاء : حق ياولد ، ورد إرجعي لأمك تكفين هو أخذ قلب أبوي لا ياخذ قلبك !
تنحنح نهيّان وهو يوقف ، ووقف المجلس معاه مباشرة : نتجهّز نمشي للمسجد ، المتوضي يسبقنا لا نمشي جميع
إبتسم حاكم وهو يمشي لناحيته يساعده : متوضيّ ؟
هز نهيان راسه بإيه وهو يناظر حاكم بهمس : خذ بخاطر ذيّاب وإسأله وش أسباب هوشته اليوم بالمدرسة
ناظره حاكم لثواني بهدوء : ما يقول لي يا نهيّان وإن سألته ، ذياب به طبع عصي يكابر لكن ما يقول لي شيء فيه ضرر له وعليه ، يتضارب بنفسه لكن ما يشتكي لي
ناظره نهيّان لثواني بعدم رضا : يقول لأمه ؟ لبِكر فارس ؟
هز راسه بالنفي : يقول لها شيء يريحّ بالها بس
تنهّد نهيان من أعماقه لأن ذياب يشبه أبوه وكثير مهما إختلف : من يشابه ياحاكم ؟ من يشابه
شتت حاكم أنظاره بعيد لأنه فعلاً يشبهه بطفولته وكثير لكن الفرق إن حاكم حالياً يعصّب مباشرة من تمنّع ذياب إنه يقول له عن هوشاته وعن شيء يتعرّض له بمدرسته رغم إنه يدري بكثير المضايقات يلي تحصل له بسبب رتبته ومكانه لكنه ما يقول الحرف ..
ميّل نهيان شفايفه وهو يشد على إيده : والرجال يلي بالمدرسة عرفته من يكون ؟
هز حاكم راسه بإيه : شفت الرجال الأول يلي جاء عند المسجد وقال لذياب هالظرف توصّله لأبوك ؟ يلي قلتلك له بدرب التعاطي ووده أتوسّط له
هز نهيّان راسه بإيه : عرفته ، وش يصير لهم ؟
نطق بهدوء : يصير عمّ الولد وشكله زعلان ليش إنّي بكّيت عمه ولقى فرصة يتطاول على ذياب
إبتسم نهيّان : دامه كذا الله يسلّم يمينك ويمين ذياب ..
طلع حاكم من المجلس مع جده ، وتوجّه نهيان يركض مع ورد لأمه وجاء ذياب لجنب أبوه وجده وهو يعدل أكمام ثوبه : أجيب نهيّان الصغير ؟
هز حاكم رأسه بالنفي : لا ، عند أمك هم ؟
نطق بإيه وهو يشوف عمه : وداهم عمي عناد لها عشانه كان بيتوضى
ميّل حاكم شفايفه بعدم إعجاب ، وإبتسم نهيّان وهو يتأمل بيت الشعر والجلسة يلي قدامه : المحامي ، بعد الصلاة مقعدنا هنا يابوك
أشر له تركي على خشمه : ما طلبت شيء إبشر
كان البيت خالي من الرجال يلي توجهوا للمسجد مشي ورغم إنهم كانوا يمشون بعيد كل ثلاث أو أربع مع بعض إلا إن كان لوجودهم هيبة وحضور يُحسب ، سهل جمع العوائل من الصغر لكن صعب وكثير وقت الكُبر ، وقت إن الأطفال هم الأحفاد ولا هم بأعمار بعض لجل يكبرون سوا ويزيد القرب أكثر وأكثر بينهم ..
كان ذياب يتأمل بيض الثياب والشارع قدامه يمتلي بالرجال يلي توّ كان يضمهم مجلس تركي وتو يستوعب عددهم وهيئاتهم أكثر ، كان يتأمل وقطع تأمله ينطق لجده : تجمع حضارتين ؟
لف نهيّان أنظاره له ، ووقفت خُطى حاكم رغم إنه ما سمع وش يقول وإبتسم نهيّان بفضول : كمّل للمسجد ياحاكم
هز راسه بزين وهو يرد على جواله ويمشي ، وشد نهيّان على إيد ذياب بهمس : حضارتين ؟ يابوك أطباعنا وحدة وأصولنا وحدة !
هز ذياب راسه بالنفي : لكننا نختلف ، إنت تختلف
ناظره نهيّان ، وهز ذياب راسه بإيه : حنّا عندنا إنت ، أطباعك ، البر وديرتنا ، هم طول حياتهم بالرياض ولهالسبب حنّا حضارتين ، بس إنت جمعتنا
ضحك نهيّان وهو يهز راسه بإيه : وإنت كيف تدري إن حنّا راعين البر وهم ما قد جربوا حياته ؟
إبتسم ذياب : حسيّت ، حكايات البرّ توضح علينا
شد نهيّان بإيده عليه : نكمل هالكلام بعد المسجد
دخل وهو يساعد جده يترك جزمته - الله يكرمكم عند الباب ، يشد على إيده لجل يرقى العتبة ، ويتبعه لحد ما وصله لمكانه بالصف وتوجّه هو يترك عكاز جده على أحد العواميد ثم يرجع له لكن سرعان ما تغيّرت ملامحه من إحتقان ملامح نهيّان بالأحمر وإرتعاش يده ، سكنت ملامحه مباشرة وهو يركض يمسك جده : جدي !
إلتفت حاكم يلي كان بأول الصفوف من صوت ذياب مباشرة وهو يرجع للخلف وكانت ثواني لحد ما إلتفوا آل سليمان وآل نائل جميع ناحية نهيّان يلي يشد على إيد ذياب بكل قوته ، حاول حاكم يخفف الضغط على إيد ذياب ويمسك هو إيد جده لكن ما قدر وتغيّرت ملامحه مباشرة : نهيّان!
كبّر الأمام ، وأشر حاكم عليهم : صلّوا مع الإمام ترتبّوا !
ترتبّت الصفوف لكن القلوب تبعثرت أكثر واكثر من نطق حاكم الشديد يلي ترك حتى عمامه يلي بأول الصفوف وسط الرجال ما يقدرون يرجعون للخلف ويشوفون أبوهم ، تبعثرت من الخوف على نهيّان وحاله الغريب والمفاجئ وتبعثرت من ركض تركي يلي راح ياخذ مويا يفتحها ويشرّب نهيان بنفسه لحد ما أخذ نفس وهو يخفف قبضته على إيد ذيّاب وإحمّرت ملامحه : الله أكبـر
سكنت ملامح حاكم بإرتياح ، وبالمثل تركي يلي حس الدنيا تدور فيه لوهلة ورجع كل شيء بمحله من رجع نهيان لوعيه وهو ما يدري وش الشيء يلي مرّ فيه لكن إرتعش جسده بدون مقدمات ، لف أنظاره لإيد ذياب يلي ما كان يحس كيف ضغط عليه وكيف تبدّلت للون الأحمر وجمّع حروفه وده يتطمن عليه : ذياب يابـوي ا
ما قدر يكمّل كلمته من قبّل ذياب إيد جده مباشرة وما كانت ملامحه أقل إحمرار من أبوه ولا عمه تركي من خوفه على جده مو من ألم يده ، كانت قبلة ذياب لإيد جده سبب برسم إبتسامة مرتعشة بثغر نهيّان يتبعها نطقه بالتوحيد رغم إن نبرته باقي تهتز : لا إله الا الله ، نصلي يا حاكم نصلي
تعدّل صف تركي ونهيان وحاكم وإرتاحت قلوب باقي رجال آل سليمان ورجال آل نائل يكملون صلاتهم لأنهم سمعوا صوت نهيّان حتى لو ماكان واضح لهم كلامه ..
إنتهت الصلاة ، وما قام شخص منهم إنما لُفت الصفوف تجاه نهيان يناظرونه وسكنت ملامح حاكم يلي كان بجنبه من رفع نهيّان إيده يحاوط ذيّاب ويقبل رأسه ..
إبتسم نهيّان بهدوء : عذبي بن فهد ، إنت ترافقني الحين
هز تركي راسه بالنفي : خلّنا نجيب السيارات ، ما تمشي المسافة للبيت
ضحك نهيان وهو يناظره : ياتركي تراي ما شيّبت باقي فيني حيل الحمدلله الله يمدّ بعمري على طاعته ، بمشي للبيت وقلت لك ياعذبي بيني وبينك كلمة رأس تعال
وقف عذبي وهو يمد إيده لنهيّان ، وقام ذياب يعطي عذبي عكاز جده وإبتسم نهيّان غصب عنه لأن كلهم راعين طبع واحد ، لا صاروا بجنبه هم يسندونه وعكازه يكون بيديهم وكلهم أخذوا هالطبع من حاكم ، سنده الأول رغم عياله ..
طلعوا الرجال من المسجد ، وتبعوهم عذبي ونهيّان يلي يمشي على مهله لحد ما نطق بهدوء نهيّان يلي يمشي على مهله لحد ما نطق بهدوء : يوم إن حاكم يسولف لي عن تركي ياعذبي ، كان يقول لي عنك معاه ..
قال لي مرة عنده ولد عمّ ، شبّة نار من الغضب يتطاول ولا يهديّ لجل تركي ، سمعت بالحكايات الأوله والمشاكل الأوّله وإنك كنت بصف تركي طول الوقت وأدري بكل شيء ياعذبي وكلمة الرأس يلي بيني وبينك إنت ما تحتاج إني أقولها لك ، كنت مستعد ترمي نفسك بالنار لجل تركي مره يومك قلت أنا فعلت وخذوني أنا بداله ، وأقولك تركي يستاهلك وإنت تستاهله وإن تبي مني كلمة ؟ الزمن لا يغيركم على بعض ياعذبي وأنا داري إنت وياه أقوى من الزمن ياولدي ، الله يحفظكم لبعضكم
إبتسم عذبي غصب عنه وهو يعجز يرد عليه ، وقبّل رأس نهيان من عجز شعوره : تبي مني كلمة ؟ والله لو إجتمعت الدنيا إنس وجن يغيروني على تركي ما يقدرون بإذنه ياطويل العمر ، الله يديمك لأحفادك وعيالك ولتركي ولنا
إبتسم نهيّان وهو يشد على إيده ، ولمح ذياب وتركي وحاكم يلي يمشون قدامه وتنهّد من أعماقه يسطّر أُمنياته على هيئة تنهيد يصعد للسماء ويفهمه ربّ العالمين ..
_
« بالداخـل »
إبتسمت سلاف برضا تامّ عن كل الحوارات وعن جلستهم بشكل عام ، زال منها التوتر وأكثر من لُطف أطباعهم والأدب المتوارث فيهم كلهم .. تقديسهم لفاطمة جدتهم لا يُصدّق وحتى ورد وقت دخلت مجلسهم ، جلست بحضن جدتها فاطمة ، ثم قبّلت جداتها أم أبوها وأم أمها وتوجهت لجنب سلاف وأمها تسولف لهم عن مجلس الرجال وعن عمها تركي ، إبتسمت ملاذ بذهول : قال لي حاكم توسّدت حضن المحامي حضرتها ببيت الشعر يوم تلاقوا ما توقعت للحين تتذكر ماشاءالله وتحبّ !
هزت سلاف رأسها بإيه : ولا أنا توقعت صدقيني رغم إنه شوّقني ألاقيها بشكل ما تتصورينه ويقول لي إنها حبّته ، ما توقعت حبّته لدرجة إنها تشوفه بعد أشهر وتذكره بعد
ضحكت ملاذ وهي تأشر على سلاف لورد ثم لعذبي يلي يلعب بحضن جدته جهيّر أم أبوه : شفتي عمو تركي ؟ سلاف زوجته وهذا ولده الصغير عذبي شفتيه ؟
إبتسمت بذهول وهي ترجع أنظارها لأمها بخجل وهمس : حبيتهم كلهم !
تعالت ضحكاتهم من إحمرار ملامح سلاف ، ومن قامت ورد تناظر أمها : تجين معايا عند البيبي ؟
إبتسمت ملاذ وهي تناظرها : ناخذ البيبي معانا للبيت ؟
هزت ورد رأسها بإيه مباشرة ، وضحكت سلاف وهي تمثّل الحزن : بعدين يبكي يقول أبغا مامتي ! لازم تأخذيني معاه عشان ما يبكي صح ؟
ميّلت شفايفها بتفكير وهي تناظر أمها : ناخذهم كلهم ؟
تعالت ضحكاتهم مباشرة وإنحنت سلاف تقبّلها : أموت عليك أموت لو تأخذين قلبي عادي
قامت ملاذ وهي تشيل عذبي بحضنها من جهيّر ، وقبل لا تجلس دخل نهيّان ولدها يلي كان قامت ملاذ وهي تشيل عذبي بحضنها من جهيّر ، وقبل لا تجلس دخل نهيّان يلي كان يلعب بالخارج وهو يعدل ثوبه : ماما بابا يبيك عند المجلس !
إبتسمت ورد مباشرة : نأخذ البيبي لبابا كمان ؟
لفت ملاذ أنظارها لسلاف يلي إبتسمت من نظرات ورد لها : صار ولدكم مالي كلمة أنا الحين ، المجالس هالجهة فاضية خذوا راحتكم وإجلسي عنده لا تستحين
توجّهت ملاذ مع ورد ونهيّان لناحية المجالس ، وركضوا نهيّان وورد قبلها لأبوهم وإبتسمت بخفيف : ليه جاي
ميّل شفايفه لثواني بعدم إعجاب : وش هالأطباع يابكر فارس ؟ من طلعت من عندك الصبح ما شفتك وتنادين ذيّاب تدورينه ما تدورين أبوه ؟
ضحك نهيّان وهو يناظر أمه : يقول بكر فارس زعلان منك
ضحكت بذهول : ياسلام ! ما يقول بِكر فارس إلا وقت يزعل ؟ توك ما عرفت حكايتنا يانهيان توّك ما تفهمنا ..
إبتسمت من عذبي يلي يلعب بشعرها وهي تقبله : وش رايك بهالشيخ إنت ؟
إبتسم حاكم غصب عنه ، وزادت إبتسامة ملاذ : تلاحظ إن أطباعك تغيّرت وكثير من بعد ما لاقيت تركي ؟ صاير تبتسم لنا ، وتضحك لنا أكثر من قبل الله يديم هالتركي
ميّل شفايفه بهدوء وهو لو رجع بالزمن قبل سنين ، ماكانت أطباعه مثل أطباعه اليوم نهائياً ولكل شخص بحياته دور بتغيّره ، نهيان وأبوه وأمه وملاذه وعياله وخصيصاً ورد بنته هم سبب كل إبتساماته يلي ما يداريها ولا يخبيها ، تركي السبب الكبير بإنه وسط المجالس يحس بنفسه خفيف ماهو مُجبر يتولّى زمام شيء ويجلس على أعصابه وهالشعور ما قد حسه حاكم مع أحد أبداً ، تنهّد من أعماقه : سروري من سرور نهيّان أنا
لف نهيان تجاه أبوه ، وميّل حاكم شفايفه : ماهو إنت الله يرضى عليك نهيّان جدك
ضحكت ورد وهي تشوف نهيّان كشر بدون مقدمات يوقف بجنب أمه ، ونادى حاكم على ذياب يلي مرّ من الخلف : ذياب ، تعال خذ أخوانك وولد تركي
عضّت ملاذ شفايفها بهمس وهي تركّز أنظارها على حاكم : قل له تعال إجلس ثم خلّه يتولى مسؤوليات وياخذ أخوانه وش هالتصرف حاكم !
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء : ويترك نهيّان لحاله ؟ لا
تنهّدت من أعماقها وهي تعكّر مزاجها كله لأن فعلاً ذياب أخذ أخوانه ومشى لكنها رفضت ياخذ عذبي ولد تركي !
ميّل شفايفه بهدوء : لا يصير موضوعنا ذيّاب الحين
هزت راسها بالنفي وهي تجلس : تدري وش يقولون لي داخل ؟ يقولون لي نعم الرجل ذيّاب إنت متخيّل ؟ تراه طفل طفل ياحاكم ليه كل هالتصرفات معاه ليه !
تعكّر مزاجه مباشرة وهو ما وده يرد عليها نهائياً ، وتنهّدت من أعماقها لأن خلافاتهم كثيرة بخصوص ذياب ومو وقت خلاف حالياً : خفّ عليه شوي ، بس شوي
ناظرها لثواني وهو يشوف عذبي يبتسم له ناظرها لثواني وهو يشوف عذبي يبتسم له وشبه إحتدّت نبرته : وأنا لو خفيّت عليه هو يشابهني وش لي حيلة أنا ؟
عضّت شفايفها فقط بدون كلام : يشابهك ، يعني إنت لو تبي تصير أقرب له من نفسه وتفهمه لكنك تعصّب !
دخل ذياب وهو يناظرهم لثواني وسمع حدة الحوار قبل لا يدخل ، وشتت أبوه أنظاره لكن نطق ذياب بهدوء : جدي يقول لك تعال ينتظرك !
وقف حاكم بهدوء وهو يناظر ملاذ يلي تلعب بإيد عذبي الصغير بدون ما تناظره وما كان منه كلمة إنما خرج من المجلس مباشرة وكان يتوضّح غضبه بملامحه بدون لا يتكلم ، تقدم ذياب لأمه وهو يناظرها بتردد : عشاني ؟
هزت راسها بالنفي ، وإبتسم بخفيف يراضي خاطرها :
لا تزعلين من أبوي عشاني
عضّت شفايفها وهي تمنع تنهيدتها لأن حاكم رقّت أطباعه مع الكل إلا مع ذياب ولا تدري وش السبب ، جلس بجنبها وهو يناظرها لأنها ما تناظر عيونه : أمي
أخذت نفس بخفيف وهي تناظر كل مكان بوجهه إلا عيونه: تدري إنك مو مجبور تكون مع الرجال طول الوقت ومو مجبور تشيل مسؤوليات أحد صح ؟
إبتسم بخفيف وهو يناظرها : ليش ما تناظرين عيوني
نطقت بشبه غضب : ذيّاب !
إبتسم وهو يدري إن أمه مستحيل تغضب منه ، تمثّل الغضب لكن ملامحها ونبرتها تفضحها : سميّ
تنهدت من أعماقها وجبرتها إبتسامته إنها تفضح نفسها وشعورها وتضحك له بدل ما تحاول تحاوره ، وقف وهو يقبّل رأسها : لا تزعلين إنتِ ولا تقولين لأبوي شيء ..
رجع حاكم يدخل ، ومد ذياب إيده لعذبي ياخذه من أمه ويخرج فقط وعدلت ملاذ نفسها وجلستها : ليش رجعت
سكر باب المجلس خلفه وهو يجلس : إنتِ وش رايك ؟
أخذ نفس من أعماقه بهدوء وهي تستعمل معاه قسوة غير طبيعية لجل ذيّاب وما ترد عليها نهائياً وهو ما يتحمل هالطبع ، تطقّ أعصابه أكثر وأكثر : تدرين وش صار بالمدرسة اليوم ؟ تضارب مع ولد أكبر منه ولا بكى ولدك تدرين ؟ يأخذ الحمل عنه ويقول أنا بديت ووقت قال له تركي ردّ عليه بالحقيقة إنه بدأ لأن هالولد تكلم عليه ! لو قال لي إن هالولد تكلّم عليه وش بيضّره ؟ لهالدرجة ولدك ما يدري إني بمحيه وأمحي أبوه من الدنيا لو جاء وقال يا أبوي صار كذا وكذا وكذا ؟ رغم إنه ما قال لي تدرين بطريقة ثانية أنا فعلاً محيته ومحيت أبوه ولا يتجرأ يرجع يناظره من جديد ؟ إنتِ تدرين وش أسوي عشانه أنا ؟ وش تبين أسوي أكثر لجل تشوفين إني مو قاسي عليه هو قسوته عليّ أنا ما يقول لي الحرف ! هلكتيني ياحاكم التربية توازن التربية توازن أنا لو تركتهم عليك ضيعتيهم بالحنان لا تقولين لي الغلط مني أنا
ناظرته بذهول وهي تشوف ملامحه كلها إحمّرت بدون مقدمات ورغم محاولاته إنه يهذّب نبرته وما تعتلي إلا إنه تمتم بالإستغفار يشد على قبضة إيده فقط ..
مدت إيدها لكتفه بهدوء : ما قلت إنك سيء كأبو ، ولا قلت إنك مو متوازن ، قلتلك ذيّاب يشبهك ، عامله على إنه يشبهك وبتفهمه ، بتصير أقرب مني له
عضّ شفايفه بهدوء وهو ما وده يتكلم أكثر ، ومررت إيدها على كتفه : أدري إنه يشوفك الدنيا ، وأدري إن هو شخصيته تشبهك وأحسن ما يشابه لو تبي رأيي وبيصير شيء عظيم وكثير لكن الحين عامله بعمره ياحاكم بس
هز راسه بزين فقط ينهي النقاش ، وإبتسمت وهي تشد على كتفه ، ومدت إيدها الأخرى لقبضة إيده تفكها وتترك يدها بوسطها : لا ترجع لهم وإنت معصب وفيه تركي يقرأ ملامحك ، وحاكيني بموضوع ثاني ما يعصّبنا
ميّل شفايفه لثواني وهو يرفع أنظاره لها : الحكي لأهل الحكي وللي لهم ساعات حول بعض ماهو للمشتاقين
_
« بالخـارج ، أمام بيت الشعـر »
كانت الأحاديث ما توقف نهائياً ، ضجة أصواتهم تفوق كل ضجة وما كفتهم الساعات يلي قضوها مع بعض ودّهم بالأكثر ولو بيدهم ، قضوا العمر كله مع بعض من تشابه الأرواح والمواضيع يلي مستحيل تنتهي بينهم ، كبارهم يسولفون بمواضيع تهمهم ، شبابهم يسولفون بمواضيع تشّدهم يخيّم الصمت على نهيّان ، ومحسن يلي يتبادلون النظرات وكلٍ بجوفه كلام للآخر وده يقوله ، حرك نهيّان عكازه يأخذ زمام الحوار بهدوء : سبحان الله ياحال الدنيا يا محسن ، ما تعرفّنا أنا وياك رغم إني أجزم إنك تدري بي ، وأنا أدري بك لكن ما كان مكتوب لنا تقاطع الدروب ، ولا تعرّفوا عيالنا ، جات لنا المعرفة وشرفها من حاكم وتركي والصدف يلي جمعتهم وجاء لي أنا شرف معرفة هالذيب يلي مخبيّه يامحسن ، الذيّابة لو صح قولي من أكبرهم لأصغرهم ما أعدّهم إلا أحفادي مثل ماهم أحفادك ، وتركي أعده ولدي ماهو واحد من أحفادي لأني عرفت داخله ، عرفت روحه مثل ما عرفت عيالي وإن غاب تركي عن الرياض جعله ما يغيب إلا بالخير ، إنتم لكم إختياركم بالوصل وإلا القطاعة ، إن وصلتونا قلنا معدنهم ذهب مثل محاميهم ، وإن قطعتونا قلنا أهل العزيز الغالي ما منهم ولا عليهم
هز محسن رأسه بالنفي يرد عليه بهدوء : محد يحصل له وصلكم يانهيّان ويرده ، نعم الجد ونعم الأبو ونعم العيال والأحفاد يلي من صلبك ، عزيّتنا لجل تركي وأنا أشهد إن تركي يستاهل المعزّة ، يستاهل الغالين والطيبين مثلكم
جلس حاكم بهدوء وهو ما سمع شيء من الحوار لكن الصمت حسسه بإن شيء كبير يلي إنحكى ولهالسبب فضّل الصمت والمعرفة لاحقاً ولو إنه يتوقع ونطق بهدوء : قريب ماشي ياتركي ؟
هز تركي راسه بإيه وهو يبتسم:ولو إنّ غلا الرياض زاد من بعدكم ناظره نهيّان لثواني بتنهيدة : ولو إنّ ما ودنا تغيب يابوك إلا إن الدنيا عندك أهم منّا ، حطها بعينك وحطّ ولدك بعينك وإسعى لين توصل لكل شيء تبيه ، ما يعجّزك شيء يابوك ولايغرّك بعد المسافة لا مشيت ، إن طلبتنا جيناك سعي ملبيّن ..
لامس جوف تركي كيف نهيّان يفهمه بطريقة مُستحيلة وما يشير لسُلاف إلا بـ" الدنيا " عنده ، نهيّان رغم قصر وقت معرفتهم إلا إنه يفهم كثير ، يفهم كثير كيف سلاف كل شيء عند تركي وأول شيء والدنيا كلها عنده ، إبتسم حاكم وهو يشوف ملامح تركي تميل للإحمرار : عجّزت الشاعر يانهيان ، عجّزته !
إبتسم نهيّان وهو يناظر عياله وتوسّعت إبتسامته وهو يشد على عكازه من عذبي يلي تعلّقت نظراته بتركي وضحك : عنده عذبي ، ما أقدر أعجزه يهد حيلي لجله
تنحنح حاكم لثواني ، وإبتسم نهيّان : بس ياعذبي ترى عندي حاكم إن كأنك ما تدري
إبتسم عذبي وهو يناظره : الله يحفظه لك ويحفظك لنا نهدّ كل حيل بس حيلك ما نقواه وإن عجّزت الشاعر ، مصيره ينطق وإن ما نطق له أفعال ترضيك وإنت تدري
خففّ نهيان من أمواج المشاعر يلي طغت على تركي ، وكل آل نائل وسليمان من الشعور العظيم يلي إعتراهم من قو العلاقة بين نهيان وتركي وتوصياته كأنها توصيات أب ، طغت عليهم المشاعر من نظرات تركي يلي تعلّقت بنهيان بشكل وضّح كل شعوره وخفيّ حروفه بدون لا ينطق ولا يقول الكلمة لكنه همس : ياعوض الله يانهيّان
كملت السواليف أكثر ، وكملت المحبّة أكثر وأكثر لحد ما توسّط القمر صدر السماء وزادت برودة الجو وإنتهت طاقاتهم من سواليف اليوم وجمعة اليوم يلي كانت بالساعات الطويلة من الظُهر لآخر الليل وسط سرور مُستحيل بين الكل ، أولّهم ذياب يلي طول الجلسة وهو مع الرجال ويعجبه هالشيء لأنه يتعرّف على شخصياتهم أكثر ، يعرف معادنهم أكثر وهالشيء يرضيه كثير الرضا لأنه يشكّل شخصيته أكثر وأكثر ..
صار وقت الوداع بينهم ومثل ما كان أول الحضور لبيت تركي نهيّان وحاكم وذياب ، آخر الخارجين كانوا هالثلاث نفسهم ، وقف تركي بسلامه على نهيّان لدرجة مُستحيلة ، قبّل رأسه لوقت طويل هز داخل نهيان يلي ترك عكازه لجل يحاوط تركي ويضمّه ..
لمح حاكم تأثر ذياب يلي مسك عكازه جده قبل يطيح ومد إيده لكتفه يشد عليه ويترك أنظاره بدل ماهي مذهولة من حضن تركي وجده المؤلم من كثر صدقه وكثر المشاعر والحنان والإفتخار فيه تتبدل لأنظار على إيد أبوه يلي على كتفه ، رجفت نبرته وهو يشد على وجه تركي : أستودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتيم أعمالك ياتركي ، أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ترجع بأقرب وقت وأول ديار تطبّها دياري بإذنه ، لا تقطعني يابوك ما كان من تركي الرد من كثر تأثره ، وإبتسم نهيّان من رجع تركي يقبّل رأسه للمرة الثانية : الله يحفظك يابوي
مد ذياب إيده لجده يساعده ، ومشى نهيّان لكن بقى حاكم يناظره : سمعت كلام نهيّان ما بقول غيره
إبتسم تركي وهو يهز رأسه بإيه : وإن قلت غيره ما بعد كلام نهيّان كلام وإنت تدري يابوذياب
ضحك حاكم وهو يسلّم عليه ، يضمه ويضرب على كتفه : ترجع لنا قريب بإذن الله لا تطوّل علينا !
إبتسم تركي وهو يشد على كتف حاكم ، ومشى حاكم مع جده وذياب يلي ينتظرونه بالسيارة وبقى تركي عند بابه لحد ما غابت سيارات آل سليمان عن مدى نظره ورجع يدخل للداخل يسكر أبوابه وليت للمشاعر باب ويسكّره من عظمها بداخله ..- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...