بارت ١٧

24K 265 24
                                    


‎« بيـت تركـي ، آخر الليل »
‎نزلت من الأعلى تتأمّل أكوام الورد يلي على الطاولات بأسفل الدرج من أهلها ، صحباتها ، كلّ شخص سمع طاري تعبها وإنها جلست بالمستشفى وتحمّد بالورد يلي أبهجها لأنها تعرف أشخاصه وباقة وحيدة للآن بغرفتها لأنها أوّل باقة وصلتها وأغرب باقة ما تعرف مين راعيها .. مرّ على خروجها من المستشفى يومين ما تعرف مين صاحبها ويحيّرها هالموضوع كثير مو شوي .. خرجت للخارج تتوجه لأمها سلاف يلي جالسة لوحدها وتتصفّح الآيباد ورفعت نظرها لها : ما عرفتي من مين ؟
‎هزت قصيد راسها بالنفي وهي تقفل جوالها : مو من البنات ، ولا وحدة من البنات مو منهم نهائي يعني صوّرت لكن ولا وحدة جات تبيّن إنها منها
‎رفعت سلاف حاجبها وهي تقفل الآيباد : ومتأكدة إنه مو من البنات يعني ؟ ولا من ذياب
‎ناظرت أمها لثواني ولمع بعينها شيء غريب : مو من البنات ، وذياب مو حركاته يهدي ورد ..
‎رفع تركي أبوها يلي كان مار حاجبه : مو حركاته ؟ شددّت سلاف على هالكلمة من بنتها ، وبالمثل تركي يلي مسح على أنفه بهدوء ما جلس : مو حركاته الورد ؟
‎كيف تبرر ، وكيف تقول مو حركاته لأن هو حركاته أخرى ما تشابه أحد ، وتذوّب قلبها وما يوضح طاغي حبها لهم وجلس أبوها هالمرة : يعني لو ودك بالورد ما يجيبه لأنه مو من حركاته ؟ ولا يجيبه على سلامتك مثل الباقي ؟
‎ناظرت أبوها لثواني بتمنّع ، وهز راسه بإيه : إيه جاوبيني
‎هزت راسها بالنفي وهي تتوتر من مثل هالمواضيع : فهد يقول مو حركاته ، يعني لما شاف الباقة أول مرة قال
‎رفعت سلاف حاجبها : إنتِ زوجته وإلا فهد ؟
‎توترّت لثواني ، ونطق تركي أبوها بهدوء : متى آخر مرة لقيتي ذياب ؟ ووش قال لك آخر مرة يا قصيـد ؟
‎لأول مرة من شهور يسألها هالسؤال عنه ، وهز راسه بإيه : لا أنا بعرف طريقة العلاقة بينكم يلي تترك تقولين الورد مو حركاته وتسمعين كلام فهد على هالموضوع
‎توتّرت لثواني تعدل جلستها : ليش هالأسئلة بابا ؟
‎رفع حاجبه : تبين تعرفين أسبابي وإلا ودك تجاوبين بدونها ؟ عشان ما نزعل لا أنا ولا إنت تكلّمي الحين
‎هي حست إن أبوها يميل تفكيره لألف شيء وشيء ، وهزت راسها بالنفي لكن سلاف ردّت بهدوء : غلطنا إحنا ؟
‎سكنت ملامحها لثواني بذهول : لا ! لا لا ذياب مو غلـ
‎قطع أبوها حروفها مباشرة : أجل وش هذا وش !
‎قبل يرمي أبوها ظنونه يلي كانت بتجرحها وتجرحهم هم قبلها : أفهمه ! أفهمه ذياب مو زي ما تتوقعونه إنتم مو زي ما يتوقعه فـ
‎عضّ شفايفه لثواني بهدوء : آخر مرة وصلك منه علم متى
‎مستحيل تقول إنّه ودعها بعد الكويت ورجع عشان عينها ببيت أهله ، إنّه زارها بالمستشفى يسّور يدها بسبحته وإنه ترك أثره بعيد عن عيونهم ، مستحيل تقول شيء وعضّ تركي شفايفه يمسح على عيونه فقط لأنه عرف ذياب وين يكون ، عرف بأيّ القصور هو ويشبّ ضوء من وقت معرفته لأن يلي يدخل مثل هالقصور ما يعطي الأشخاص يلي بحياته حقّهم ووقت قالت قصيد إنّ مو حركاته الورد هي طقّت بباقي أعصابه كلها صار يتوتر ، يتوتر لأن غياب الشهور هذا مو هيّن ولا بعمره يكون ووقف يتوجه لمكتبه فقط بدون أي كلمة أخرى وسكنت ملامح قصيد : زعل ؟
‎هزت سلاف راسها بإيه بهدوء : زعل ، لأنّ قلبه مو مرتاح ولا يعرف إنتِ كيف علاقتك مع ذياب تقولين الورد ما يهديه ويلي ما يهدي الورد حتى رقيق الكلام ما يعرفه هذا منطق الشاعر ، زعل لأن من متى خطبتكم والملكة ياقصيد والحين أخوه الصغير بيتزوج قبله ويمكن حتى هو بنفسه ما يحضر ، الله يحلّ هالموضوع قبل يزعل أكثر وقبل تتعقّد الأمور أكثر
‎إستوعبت توها لأوّل مرة إن نهيان فعلاً بيتزوج هي لما قالت لها أمها نهيّان ملّك على ديم ما ما إستوعبت ، والحين وقف إستيعابها : الله يوفقهم
‎رفعت سلاف حاجبها : الله يوفقهم ؟ وبس ؟
‎وقفت مباشرة : ما تتوقعين إني أحضر صح ؟ مستحيل
‎ضحكت سلاف لثواني : يالله ! بكيف مين حضرتك ؟
‎رفعت قصيد حاجبها بإستغراب : بكيفي ؟ ما يقدرون ينتظرون لما يصير ذياب موجود يعني ليش العجلة ؟ مالي داعي بينهم وما بحضر لو يصير ألف شيء
‎رفعت سلاف حاجبها بذهول من مشيت قصيد فعلاً تتركها بدون رد آخر لكن هي لمحت شيء آخر ببنتها ، لمحت خوف ، وقّوة ، لمحت ذهول وما تلومها عليه لأنّ على قد صدمة قصيد هي سلاف نفسها صُدمت لما عرفت الخبر وإن ذياب مو موجود وهي تعرف أسبابه ، تعرف إنه شغل وإمتداده لفترة ماهي بعيدة بالحيل ما توصل لأطول من سنة أو سنتين بالكثير لكن حيّرتها الأفراح وإستعجالهم يلي ما يخفّ ما كأن فيه ركيزة ناقصة بينهم ومُصريّن على التمام : الله يتمم
_
‎دخلت للداخل وهي وصل نبضها لرأسها من التوتر ما تحب هالشعور يلي تحسه ، ما تحب شعور الغلط وإنها تُشاف غلط معاه وإنها مو قادرة تقول كلمة لأنه قال لها " لا يدري بي أحد " وهي تكفيّها معرفتها فيه ، وقف الدم بعروقها من نطق أبوها الجالس بأحد الكنبات وما إنتبهت له : راجعتي عقد نهيّان عدل ؟
‎هزت راسها بإيه وهي لمحت إن أبوها ما عدّل عليه نهائياً ورفعت يدها لجبينها تحاول تبيّن إنها طبيعية : حددت لك على بند ، ماله داعي وأحسّه خداع بدونه الباقي تمام
‎هز راسه بإيه : تركته لك ، أنا تركته لك عمد بشوف بالك وينه ياقصيد وإن شفع لك شيءّ عندي الحين وبيسكّتني عنك هو هالبند لكن والله ، والله بعالي سماه
‎رجف قلبها لأن أبوها تحتدّ أطباعه بشكل متكرر من وقت تعبها وسكنت ملامحها لثواني من عضّ شفايفه : ولا أكمل حلفي يا قصيد ، ولا أكمله الحين نشوف النهاية وش هي
‎ما كان منها كلمة أكثر كانت على وشك تطلع أوّل عتبات الدرج لكنه وقّف خطوتها ، ونبضها من نطق بشكل مرعب : يدرّسك شاهر آل فاضل وما قلتي لي عنه
‎رجفت نبرتها تلف بإتجاهه : ما سألتنـ
‎هي قطعت جملتها مباشرة من نظرته يلي أرعبتها وإنه ترك حتى العقد يلي بيدّه بشكل وتّر الدم بعروقها ترمش عينها : وقت تعبت ما كمّلت دوام ولا حضرت محاضرات أكثر وما حصلت فرصة أقول ، توّه
‎عرفت إن أبوها نفض الأوّل والتالي بعد تعبها وأعطاها يومين راحة ما يناقشها لكن الحين صار الوقت وعرف كثير أشياء ما يعرفها وإلا ما كان منه هالإنفعال ..
‎ما كان منه نظر أكثر لها لكن هي وقفت حروفها بجوفها بشكل مؤلم حسّت بيدّ تحاوطها كانت يد عذبي أخوها يلي نزل من الدرج وحاوط أكتافها بهمس : تبين نطلع ؟
‎نطق تركي بدون ما يلتفت لعياله : غرفتك إنت وهي سكنت ملامح عذبي ، حتى سلاف يلي توّها دخلت من الخارج وسمعت الحدّة بآخر جملته كان ودها ترجع تطلع للمرة الثانية لكن ما عاد لها مهرب وأشّرت لعيالها يصعدون للأعلى لكن خطفت قلبها ملامح قصيد يلي تبدّلت ، الإحمرار يلي حاوط ملامحها يبيّن إنها بتبكي فعلياً لأن " هي " ، كنطق من أبوها موجعة ، تجي قاسية بشكل مستحيل وتوجهت للأعلى مباشرة يتبعها عذبي أخوها ركض قبل تقفل الباب ، وجلست سلاف مع تركي يلي دفّ الطاولة قدامه يبعثر كل شيء فوقها يتكسّر حتى الكوب والمزهرية وما نطقت هي لكنهّ عض شفايفه غضب : تدرين حاكم وش يقول لي يوم سألته وش وصلت له بالعلم عن ذياب ؟ تدرين وش يقول لي حاكم ؟ يقول الخافي البيّن ما تلاقيه إحنا قاطعين الأمل متى ما وده يطلع بيسيّر علينا لكن ماله أثر ولا أدري عن دياره من أول ما مشى للحين ! أقوله تزوّج نهيان بدون ذياب يقول لي الدنيا تمشي ! تقولين لي ذياب رجال أقولك سيد الرجال وشيخهم تقولين لي قصيد تتحمّله ! أقولك لا ما تتحمله ولا أنا أطيق بنتي يصير هذا وضعها لأنّي واثق فيه وأشوفه رجال إن زادت ، إن زادت يا سلاف هو خير الرجال لكن مو لبنتي
‎ما تكلّمت كلمة هي كيف تطفي جمر داخله يلي من أيام يخفيه عشان خاطرها والحين طلع بشكل يحرقه قبلهم : قلتي لي خاطر البنت إتركها لا تهوّل البعد والمسافة وشغله والبشوت ، قلتي لي بنتك يا تركي إيه بنتي ما أرضى لها الكسر وإن كان به شخص بيكسر خاطرها ويعنيّها فهو أنا ما يكسرها غيري وإن كان ذياب ، وإن كان ولد حاكم وإنّ كان من يكون وفهّميها
_
‎« مزرعـة آل سليمـان »
‎نزل نصّار من سيارته رغم شديد إستغرابه إن نهيّان طلبه يجي بالمزرعة مو غيرها ، كلّ يوم يمر هو يضيق خاطره أكثر من سابقه والحين إنّ ما بقى على زواج نهيّان الشيء الكثير وما بانت لذياب شمس عن كلّ ضيقة مر فيها بحياته ، رفع نظره وهو يشوف الخيول يلي كانت بالخيام بساحة المزرعة قدامه ونهيّان جالس على أحد الكراسي يتأملها : نهيّان
‎لف نظره لنصّار يلي رفع طرف حاجبه يتوجه له : وش
‎مسح نهيّان على راسه : كنت بروح الخيام ، اليوم ..
‎سكنت ملامح نصّار يناظره ، وعضّ نهيان شفايفه : مقفل خطها تدري ؟ رجّعتني الدورية يقول لي من هنا ما تفرق تبي تطلع من الرياض إطلع لكن هنا ما تدخل ، قلت له خيامي وحلالي قال قلت ما تفرق وإرجع دربك
‎سكنت ملامح نصّار : ما فرقت من مكان غيره !
‎هز راسه بالنفي : دوريات طول الخط ، أنتظر أبوي يعرف وش العلم عشان أفهم ليش يردّونا عن البر والخيام
‎ناظره نصّار لثواني ، وعضّ نهيان شفايفه : ما وصلك خبر من ذياب للحين ؟ ماله نية يجي يعني ؟ رفع نصّار حاجبه : وش هالنبرة ؟ ما ظنتي يلعب ولا ظنتي مسافر متعة عشان تقول عنه كذا أفهم متوتر وأفهم تبيه معك لكن ما تقولها بهالطريقة كأنه هو ما يبي الجيّة !
‎ناظره نهيّان لثواني وعلى قدر توتره هو ، نصّار متوتر بالمثل لأن فعلياً طول هالشهور هو ما قدرت خطوته تزور الخيام بين سفره وبين وجوده مع أهله وبين باقي الأحداث وبين كلمة ذياب نفسه يلي تردّه دائماً ، نهيّان ماله بالتعامل بالخيام والإبل يكفي يعرف إنها بخير وإن كل شيء بخير واليوم وقت قرر يروحها ما كانت له فرصة ..
‎سكنت ملامح نصّار يلي جال نظره على كل الخيول لكن لزام مو وسطهم : لزام وينه !
‎ناظره نهيّان لثواني : ما جابه ، يقول العامل لزام ما جاء أبد بس تدري هالخيول من متى هنا ؟ بعضها من أوّل وبعضها كان بالخيام آخر فترة لكنّه ردها بآخر يوم شفناه فيه ! آخر يوم وقت إنّه ودعنا هو رد الخيول هنا ليش ؟
‎كُتم نفسه للحظة لأنه يفهم صاحبه ، لأن تو يحصل له كامل الفهم وطاغيه إنّ صاحبه مبعد ، إن صاحبه مقفّل خيامه يلي الكل ما زارها ويمكن ما تملّكته بحياته ضيقة أكثر من هالضيقة الحالية يلي تركته يفتح جاكيته : طيب
‎جلس نهيّان وهو بحياته ما حسّ بتوتر شديد يشبه هالتوتر إلا بهاليوم بالذات ، بقى على زواجه يومين والتجهيزات على قدم وساق وما إستوعب هالشيء إلاّ العصر اليوم ، العصر اليوم وقت قفّل أبوه غرفة ذياب هو إستوعب هالشيء ، وقت ركض للخيام وسُدّ طريقها بوجهه هو إستوعب هالشيء ووقت تغيّرت غرفته كلها هو إستوعب هالشيء ، إستوعب إنّ ما عاده وحده ولا عاد فيه رجعة ولا مهرب ورفع نظره لنصّار يلي كُتمت ملامحه : وش فهمت إنت ؟
‎هز نصّار راسه بالنفي : ما فهمت شيء ، ما فهمت شيء إنت وش أخبارك ؟ وش علومك ؟
‎ناظره نهيّان لثواني ، ومسح نصّار على أنفه : بجيك الحين
‎توجّه لزاوية بعيدة هو يعرف الجواب ، يعرف الجواب عن كلّ شيء لكنه مع ذلك بيحاول : السلام عليكم عمي
‎رفع حاكم حاجبه وهو يركب سيارته : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يانصّار ، فيك شيء ؟
‎هز راسه بالنفي وساقته خطوته لداخل المزرعة من توتره ، يسمع ضجةّ أصوات بسيطة لكنه ما يوعيها : فيه شيء ، عمي إنت رحت الخيام هالشهور ؟ مريّت عليها ؟
_
‎« الزاويـة الأخـرى من المزرعـة »
‎رتبت آخر فازات الورد على أحد الطاولات وهي كلها سرور بالجو ، كلها حب غير عادي تجاه الجو وبارده وتجاه نفسها ، تجاه البنات يلي صار منهم القرار بإنّهم يحتفلون بديم حتى لو ما بقى على كبير الزواج إلا يومين هي ودّها تفرح ، وودها الدنيا حولها تفرح وهمست لوسن وهمست لوسن : لو كان زواجي ما كنت بفرح بهالشكل لأنّ كانت العلاقة موترتني بينهم وللآن متوترة ، نهيّان ما يشاركني شيء عنها ولا يجلس بالبيت ولا هي تتكلم لكن أول فكرة إني بالوسط بين أخوي وبين صحبتي وبنت عمي كانت مؤلمة
‎إبتسمت وسن لثواني : كلها خيرة بس أنا حسوفتي على ذياب بس يارب يصير أيّ موضوع ويرجعه قريب
‎مسحت على ملامحها لثواني تتنهد : أمي تقول يكفي إنه بخير وإن لو كان موجود وغيره غايب هو ما بيرضى التأجيل بس تحز ، والله تحز يعني ذياب مين عنده أخوان غير نهيّان وما بيشوفه عريس ؟ يارب تحصل له فرصة
‎ناظرتها وسن لثواني ، ومسحت ورد على ملامحها : إدخلي شوفي توق وجود وش صار معاهم بموضوع الهدايا ، وشيّكي على درة وديم الأكيد إنهم على وصول خلاص
‎هزت وسن راسها بإيه : بروح أشوف وأكيد عماتي والباقين على جيّة ، بدخلهم المجلس الثاني أول من يجي هنا ديم
‎إبتسمت وهي تهز راسها بإيه وتتأمّل مزرعتهم لثواني ، تتأمل الورد يلي يحاوط كل زاوية لأنه إحتفال ما قبل الزواج عندهم ، بينهم هم لوحدهم عشان تفرح ديم ويفرحون هم نفسهم وتنهّدت تشوف محادثة قصيد يلي ما أعطتها رد نهائي : يارب تجين
‎سكرت الجوال تضمّه ليدها ، وسكنت ملامحها لثواني من لمحت شخص بالطرف الآخر وقفت خطوته من لمحها هي ، هي كانت بكامل وقوفها قدامه تحاوط يدها أحد الكراسي وتتأمّل ولو إن المسافة بينهم أشبه بالشارع تقدر تقطعه لكن وقوفه وتّرها بشكل غير عادي يسمّر خطوتها مكانها ، ويثبّت عينها عليه بعدم إدراك منها ..
‎ما رمشت عينه لحظة وحدة هو مشى بدون إدراك منه لأنه يكلّم عمه يلي صدم كلّ طموحاته ، صدم كل أحلامه بإعترافه إنه ما زار الخيام لو مرّة وما قربها ، وإنّ محمد ما رد عليه لو مرّة وكان يعض الجمر منه بسبب هالشيء والحين يعضّ الجمر ألف مرة من قهره وشعوره القبيح ، ومن ورد يلي قدامه بدون أيّ تخطيط يمكن حتى الصدفة نفسها ما تدري لكنها قّلبت موازينه ورفع حاكم حاجبه من طال صمته : نصّار عندك شيء ثاني ؟
‎هز راسه بإيه باقي رما رمشت عينه ، وباقي ما تحرّكت خطوته رغم إنّ كل شيء يحرقه عقله يلي يفكر بذياب وقلبه يلي يفكّر بالليّ ما حصلت له لكنها بأصفر فستانها قدامه ونطق بهدوء : دامها كذا أنا طالبك بطلب واحد
‎هز حاكم راسه بإيه : ملبّى قبل تقوله ، هات وأنا عمك
‎هو كان يعضّ الجمر مرة ، وصار ألف مرة من خطفته هي من نفسه تحرق جوفه نار وشتت نظره بعيد عن ورد يسوق خطوته لإتجاه آخر نروح الخيام أنا وياك الحين ، تقابلني بخطّها وأنا جاي
‎ولو إنه كان يقدر يستغل دام الموافقة وصلت جيبه وهو يدري بعمه حاكم إن قال موافق يعنيها لو هي على موته وتكون على أيّ شيء لكن عقله ما يطيق ، إن كان قلبه يبيها مرة عقله يرّده ألف مرة لأنه ما يطيق كل هالحاصل بدون ذياب ، طال صمت حاكم بشكل تركه ينطق وهو : عمي ؟ هز حاكم راسه بإيه بهدوء : قابلني على مخرج الرياض ، ونهيّان وده يروح كلّمه معك
‎قفل من عمه مباشرة يرجع لعند نهيّان : مشينا
‎ناظره نهيّان لثواني : على وين ؟
‎ركب نصّار سيارته ، وتوجه نهيّان ركض يركب بجنبه وتوجهت عينه للسيارة يلي دخلت البوابة توها كانت سيارة درّة لكنه ما طول نظره إنما ركب مباشرة : وين !
_
‎لفت درة نظرها لأختها ديم يلي تعلّقت عينها بنهيّان للحظات طويلة ، ديم يلي تمثّل إنها ما تعرف شيء لكن الحقيقة هي تعرف ، تعرف إن البنات ودهم يحتفلون إحتفال له أول ماله آخر لأن ما بقى على الزواج إلا يومين وهي فعلياً ، فعلياً ما تدري عن نهيّان من آخر مرة لاقته فيها عند محل الآيسكريم بشيء ، زوجها صحيح ، لكن ما بينهم أدنى تواصل حتى رقمها مو معاه ، ويمكن حتى وجودها على وجه الأرض هو ما يوعيه ولا يستوعبه وعلى كثر ما قالت أفضل هي تعرف إنه ما يقرّب الأفضل بشيء وودها تعرف عنه ، ودها تعرف وش بيصير بالجاي عشان تفهمه وتوعيه ما تكون على عماها لهالدرجة هي بكل تفصيل ، بكل تفصيل حتى فستانها ما كانت مسؤولة ولا كانت مختارة شيء واحد فيه أمها إختارت ودرّة إختارت هي كانت تجرب ، وتقيس فقط ..
‎أخذت نفس بهدوء والسرور أخذ الكلّ بفرح ينسون كل ماضي وكل سابقة حصلت بينها وبين نهيّان ، وهي أخذها التوتّر كانت تقول ما بيتمّ الزواج لكنه الآن بيتم هي تعرف هالشيء ، وتعرف إنّ ما منه مهرب ولا رجعة : مين فيه ؟
‎إبتسمت دّرة لثواني : كلّ اللي يحبون العروس موجودين
‎نزلت مع أختها وهي باقي فيها رجفة مستحيلة من نظرة نهيّان البسيطة للسيارة وركوبه كأنّ ما شاف شيء ولا يعنيه وتنحنحت : بدخل للمغاسل وأجي
‎هزت درة راسها بإيه : تلاقيني بالساحة هنا بشوف وش تغيّر فيها
‎وبالفعل مشيت ديم للداخل ، ورفعت درة حاجبها من لمحت جلوس ورد البعيد : ورد ؟
‎ما إستوعبت درة ، ولا إستوعبت ديم لوهلة هي وقف إستيعابها بعد الغرابة المخيفة يلي حصلت من نصّار كانت عينه عليها بشكل مختلف عن كلّ سابق الصدف ووقت صدّ ومشى هي هانت عليها نفسها بشكل بشع ما توصفه ووقفت تصحصح نفسها : أخيراً طولتو -
'
‎« الخيـام »
‎رجفت قدم نهيّان الجالس بجنب نصّار يلي يسوق وهو يشوف إنّ بوسط الخط ووسط طريقهم للخيام كانت سيارة أبوه قبلهم ، وسيّارة عمه تركي يلي وتّرت قدمه تنفضها هو يحس بسوء ما يُوصف وعرف إنّ نصار نفسه يحسه من همس : يارب سترك
‎دخلت سيارة حاكم أولهم تفرق من على الخط لداخل البر ، ودخلت سيارة تركي وآخر السيارات كانت سيارة نصّار يلي تضم نهيّان ونصار بداخلها ولو تُسمع الضجة ، ما كانت ضجّة السيارات ونزولها بالبرّ ولا ضجة الغبار يلي تثّوره خلفها ، كانت ضجة قلوبهم يلي ما خفّ خفقها لو لحظة وحدة لأن من حاكم لنهيّان ، وبينهم تركي ونصّار كل واحد فيهم يرددّ قلبه دعوة تختلف صيغها ودروبها ، لكن نهايتها وحدة " السلامة " ..
‎وقف حاكم ، ووقف تركي ، ووقف نصّار يلي ما عاد طاوعته يدّه يمسك الدركسون ولا حتى الباب ولا ينزل وسكنت ملامح نهيّان ينزل أولهم بذهول : وش هذا !
‎نزل تركي يمسك باب سيارته فقط ، ونزل حاكم يلي شابت نظرته هو كان متوقع من مدّة طويلة ما يكذب لكن ما صدّق شكوكه قال ذياب مستحيل يمحي خيام نهيّان .. مستحيل يطفى ضوّها ومستحيل تغلق أبوابها ورجف صدره لأوّل مرة ما بقى على الأرض إلا بيت الشعر يلي كان شامخ بأيام نهيّان ، وأيام ذياب لكنه الحين تهالك من الهجران ما بقت حوله إلا حطام الخيام يلي هُدت هاماتها تصير على الأرض وتساويها ، يغرّقها التراب يلي محى معالمها ، ما بقى شبك يضمّ داخله حلال مُهيب هُجر الشبك يلي ما بعُمره هجر حتى وقت مات الحلال الأوّل ، هُجر من الروح ما بقى فيه إلا يابس العلف ومجرى الماء اليابس يلي غيّرت حرارة الشمس والتراب والإهمال لونه يصير الباهت ، الباهت المُحرق ..
‎نطق تركي يلي شبّ جوفه بلحظة وحدة هو طول ماضي الفترة يتمنّع ، يقول حاكم بعقله شيء وبينفّذه مستحيل يكون منه هالسكوت والبرود والغرابة : من غرّبه عن دياره
_
‎شدت لثام طرحتها بهدوء وهي تتأمّل السيارات يلي دخلت تتبع بعضها للخيام ، الأشخاص يلي نزلوا منها وشدّت بعينها تحاول تميّزهم ونطقت بنت أخوها تعرفها عليهم : أبوه ، وأخوه وصاحبه ، وعمّه تركي
‎رفعت حاجبها لثواني بنسيان : عمه تركي ؟ من متى له عـ
‎وسكنت ملامحها بإستيعاب تنطق بهدوء : أبو زوجته
‎رفعت حاجبها وهي تحاول تتذكرها وهزت راسها بإيه : بنت لندن ، قصيـد الشاعر
‎هزت راسها بإيه تلف نظرها لعمتها : ما مرّت خيام رجلها مثلهم ، من أول ما هدها هو وما درينا به ما جاها أحد
‎هزت راسها بإيه : جاء أبوه ، وجاء أخوه وخويه وأبو زوجته الحين ، وتمر زوجته قريب ، تمر قريب يا ضحى
‎ناظرت عمتها يلي توجهت للبعيد وهي تتأمل الخيام وسكنت ملامحها من من لمحت إن نهيان أخوه توجه لبيت الشعر ركض لكن هُد طرفه بلحظة من أول ما لمس بابه ، هُد شامخه كأنّه ينتظر شخص يلمسه عشان ينهار ووقت إنهار حصل السكون المؤلم يلي ترك نصّار يتوجه لخلف السيارات فقط
‎وترك حاكم يتأمّل لوهلة بسيطة هو قال لنصّار يقابله بالخيام ، وقال إنّ نهيان يكون معاه ، ولأن تركي راعي شأن معاهم هو كلّمه يجي عشان يعيش الشعور مرّة وحدة ما يتوّزع عليه كل مرة بجرح جديد ..
‎رجفت يدّ تركي يأشّر على البقعة يلي قدامه : أنا هنا ، هنا بهالأرض شهدت كلمة نهيّان لذياب يا حاكم ، هنا بهالأرض شهدت له كلمته يوم قال ديارك وأرضك ومكانك لا تفنيها الدنيا ، ولا يفنيها إلا الشديد القوي عنك يابوك ! هنا يومه قال هالخيام لك ومحلّك وهنا ركض سنين عمره ما يمسّها الهجران تبقى مثل ماهي بزمان جده !
‎ناظره حاكم لثواني ، وعضّ تركي شفايفه : وإنت الشديد القوي عليه يا حاكم ؟ من الشديد القوي عليه يلي تركه حتى أرض نهيّان يهدها ويهجرها لا تقول الشغل ، أول شغله غاب سنة وبقت هالخيام عامرة ما هُدّت
‎ناظره حاكم لثواني وإلتهب جوفه بشكل غير معقول : تركي
‎مشى تركي لسيارته وهو ما تصّور يبلغ فيه القهر هالمبلغ وبهالسرعة : إن جلست هي زعلة بيني وبينك يا حاكم ، زعلة لأني سألت وقلت ولو كان الغلط مني وما سألت ما كان تكلّمت
‎كان الشيء يلي وقّف خطوة تركي ، ووقف حتى خطوة حاكم يلي شبّ قهر مستحيل هي رجفة نهيّان يلي مسح على طرف حاجبه يضحك : نهيّان كان يقول لي ، يقول إذا إشتقت لي ليلة تعال دياري تراها عامرة دايم ما تهدّ
‎إبتسم تركي بحرقة وهو يناظر حاكم : عمار الدار ذياب يا نهيّان ، عمار الدار ذياب يا أخوه إن إشتقت دوّر أخوك
‎كان الحق ، وكلمة الحق يلي ما يختلف عليها شخص ..
‎ركب تركي سيارته يحرّك فقط لأن الموضوع بيكبر وبتصير زعلة بينه وبين صاحبه قبل كل شيء ولا هو مستعد ..
‎وقف نصار يمسح على أنفه إحترق من الشعور القبيح يلي إعترى قلبه هو شمّ ريحة الموت مرة بهالمكان وقت مات الحلال وبقى صاحبه يودّعه ميت ، يودّعه جثث .. وقت بقت ناقة تمسك فيه حيله يتبعها من مكان لمكان وماتت بحضنه هو ، وقت قررّ يرجع يشتري ويحب ويشدّ حيله ماتت أحبهم لقلبه ، ووقت شدّت دنيته هو شال كلّ شيء يخصه لأنه عارف ما أحد بينتبه له وصار الهجران ، صارت ريحة الهَجر يلي شبّ داخله جمر ومع ذلك ما سمع صاحبه يشتكي ، ما سمعه يقول حرف يشتكي به وهنا النار يلي شبّت بصدره ، صدر نهيان ، وحرقت حاكم كله ياخذ نفس من أعماقه ويتوجه لسيارته فقط ورجع نهيّان يركب بجنب نصّار .. رجع يركب بجنبه وش بقى لهم بهالمكان وسكنت ملامح نصّار من إنتبه إن إن نهيّان تبدلت ملامحه بشكل مؤلم وما خفّت نفضة رجله : ولد
‎ما كان من نهيّان كلام غير إنه لف نظره له : نرجع المزرعة
‎هز نصّار راسه بإيه : أُقرب
‎وقت أخذ نصّار راس نهيّان لحضنه هو إهتزت حتى أكتافه يكذب لو يقول ماهو خايف من زواجه ، وماهو خايف من جايّ حياته ، وماهو مقهور بشكل ما يتصّوره شخص لأنه ما يقدر يقول لا ، ولأنّ ذياب ما جاء ولأنه شهد هالحال وعضّ نصار شفايفه وهو حاله مو أقلّ من نهيان : شدّ حيلك ، شدّ حيلك الحين ماهو وقت طيحة ولا حزن
‎مسح على ملامحه وهو يشدّ حيله ، وتنهّد نصار : تزين
_
‎« المـزرعـة »
‎ضجّت الأصوات من قامت علياء بنفسها ترقص ، تراقص ديم يلي ضحكت لأوّل مرة بهالجمعة لأنّ علياء تركت عكازها كامل ترقّصها ، تحاول تحسسها بالحفاوة والفرح لأن صحيح من أوّل يغنون ومن أول يرقصون لكن الفرح غايب كلّ شخص فيهم باله يشغله شيء ثاني تماماً ..
‎جلست ملاذ بجنب ورد : ما ردت عليك قصيد ؟
‎هزت راسها بالنفي : ردت ، بس قالت باركي لها عني
‎هزت ملاذ راسها بإيه ، ولفت ورد لها : صار شيء ؟
‎هزت ملاذ راسها بالنفي وهي تشد على يدها لثواني : أبوك لما حددّ الزواج وأعلنه ، كان وده يوصل الخبر لذياب
‎هزت ورد راسها بإيه : نعرف هالشيء مو غريب
‎شتت ملاذ نظرها بعيد مستحيل تقول لها إنه كان وسط التوقّعين يحضر أو ما يحضر واليوم وضح عليه توتّره يلي يتركه ما يتكلم كثير لأن ما بان لذياب أثر باقي ولأنه يُضغط فعلياً من هالشيء وصار يجزم بإنه حاصل بدونه وما خفى هالإحساس على ورد يلي شتت نظرها لبعيد ، للبنات يلي يصرخون ويرقصون بشكل مجنون وحتى ديم وسطهم هي تضحك من أعماق قلبها معاهم هم ، على شعورهم..
‎ضحكت وسن وهي تركض لورد : يعني لابسة أصفر وحلوة لدرجة إني أضيعك بين الورد وما ترقصين ؟
‎إبتسمت لثواني وسحبتها وسن تدخلها بينهم وسط تعالي أصوات الزغاريط بينهم ، التصفير ، والتصفيق إخترقت صفوفهم شدن يلي ركضت لديم : نهيّان يبيك يبيك
‎ما كان لديم رد من حاوطت شدن كفّها تسحبها من وسطهم ، من تعالت أصوات الصفير بشكل مجنون وصرخت وسن : تهنّى ياعريس !
‎ضحكت ديم بذهول : طيب بشويش بجـي معاك !
‎هزت شدن راسها بالنفي تركض ، وتترك ديم نفسها تسابق خطوتها وتركض بالإبتسام المستحيل وما بمرّة خُطفت نظرتها مثل ما خُطفت بهاللحظة من لمحت نهيّان ، ملامح نهيّان يلي الواضح إنه يتألم داخله وسكن قلبها من تركت شدن يدها تتوجه لبعيد : نهيّان
‎على قد نطقها لإسمه ، هو لفظ إسمها : ديم
‎لأوّل مرة من مدة هي تحس بشيء مختلف تماماً ، لأول مرة تحس بخفقان شديد من جات ببالها فكرة وحدة ترسمها ملامح نهيّان الغير طبيعية أمامها فكرة وحدة لُغيت بالكامل من نطق بهدوء : تعالي معي
‎هي وقفت قدمها لثواني ما تحرّكت ، وهو مشيت قدمه خطوتين لكنه لف نظره لها بهدوء ينتظرها تجي جنبه وأوّل ما جات جنبه ، أوّل ما جات جنبه هو مد يده يقدمها قبله من خصرها ما يعني خصرها بذاته ، لكنه كان يبيها تسبقه بمشيها ونطقت بتوتر : صار شيء ؟
‎هز راسه بالنفي وهو جاء ما يدري كيف وناداها هيّ ما يدري كيف لكن يدري إنّ كان بنيّته ألف شيء وشيء ووقت خُطفت ملامحها بهالشكل عشانه ، هو صابه السكون يلي ودّه يسيره بطريقة أخرى : صار ، إجلسي معي هنا
‎عدلت فستانها وهي تجلس بجنبه لأوّل مرة بشكل طبيعي ، لأوّل مرة هي ما تتهجم على كونه لمسها رغم إنه مسك خصرها ،ولأوّل مرة يكون ودها بالهدوء الغريب لكنها تحس بإستماعه لصوت قلبها هي متوترة ، بتنتهي من التوتر لأنه ناداها جنبه ومن إنه ساكت ما يقول حرف يتأمل الجو حوله ، ويتأمّل المكان حوله وكل الجهات إلا هيّ وشبكت يديها لثواني : عندك فرصة تقول لا
‎رفع نظره لها ، يمكن لأول مرة يواجه نظرها بصريح عينه وإبتسم : أقول لا والزواج باقي له يومين ؟ أقول لا
‎هزت راسها بإيه وهي يرجف قلبها : قل ما إرتحت ولا ناسبتني ، قل ذياب ما جاء ويفهمونك ويلغون
‎عضّ شفايفه لثواني هي ضغطت أعصابه بآخر جملتها : ذياب ما جاء ، فعلاً ذياب ما جاء لكن أنا ما بلغي شيء
‎هزت راسها بإيه وهي تشوفه مكسور بشكل مستحيل ، بشكل يصعب على عديم الإحساس وهي ماهي لهالدرجة متبلّدة تجاهه لكن تخوّفها العاطفة يلي صار طغيانها مُهلك من أول مجيئه للحين ، هي جالسة بجنبه على كرسي واحد ، تتأمّل كل حركة صدرت منه وهدوئه الغريب هالشخصية منه بالذات ما عمرها شافتها .. الهدوء من شخص دايم الضجة مثله ما تعوّدته وفز قلبها من وقف يتبدّل حاله وينطق بالهدوء : إن قلت لا الحين ، طلع الكلام عليك إنتِ وأنا أرضاه عليّ ما أرضاه عليك
‎كانت تقدر تشوف إنه " إهتمام " منه فيها هي لكنها شافته هجوم غير مباشر بإن هو ما يعيبه شيء ، وهي لو تركها تُعاب : يعني فعلاً هذا تفكيرك للآن ؟ فعلاً ؟
‎إبتسم يهز راسه بالنفي : أنا شخص تفكيره واحد لكنه ما يعرف يسولف إن كان ودك تفهميني خير وبركة ، وإن ما كان ودك وبتدققين على كلّ حرف تتعبين إنتِ ماهو أنا
‎رفعت حاجبها لثواني ، وجمّع نفسه بأسرع ما يكون من إستوعب إنه كان على وشك ينفض كل شيء من وراء حزنه وشعوره وما كان يفكر نهائي : طالعة حلوة اليوم
‎رمى هالجملة مع إبتسامة عادية يمشي بعدها لكنها إستفزّتها ، ما حركت فيها شيء لأنها وبكل بساطة ، بكل بساطة تعرف إنها تعرف إنها جملته الدائمة لورد ولأمه ولكل شخص على وجه هالأرض " طالع حلو ، وطالعة حلوة " وما تحب تكون مثل الباقي ولهالسبب هي حتى لو حبّت نهيان ولو حبها ، هو ما يوصل للمستوى يلي هي تحبه نهائياً ..
_
‎« بيـت تركـي ، قبل الفجـر »
‎دخلت مكتب أبوها تسحب خطوتها لأنه خارج البيت وهي تحتاج مكتبه ، من أوّل إنفعال لأبوها للآن وهو مو تركي ، ولا هي قصيد وكلّ شيء مختلف تماماً ، يكلّمها ويحاورها لكن باقي بقلبه شيءّ هي حتى الدوام ما تداومه من مدّة ماهي هينة تحضر مرّة ، وتغيب عشر ولا عاد يهمها شيء ولا يعنيها من كلّ الإفراح هي بقلبها شعور سيء ، شعور مستحيل توصفه من قُبحه واليوم بالذات هو جبل من الضيق يخيّم على قلبها ما نامت ، وباقي تنتظر رجوع أبوها يلي سمعت بعابر حديثه إنّه بيروح مع عمها حاكم لخيام ذياب وكلّها لهفة ، كلها شوق تعرف وش أخبار خيامه ..
‎جلست على كرسي مكتبه تتأمّل أشعاره ، أشعار أبوها يلي مستحيل تملّها هو يكتب كلّ ما يجي على باله ووسط الأوراق هي مرّت يدها على ورقة سطورها حرّكت كامل كيانها ، سطورها وقّفت لها قلبها لأنها تعني لها ، لأنها تحبّها ولأنها سمعتها معاه ، بخطّ الكويت معاه وقت غفيت على كتفه هي غفيت على ألحانها وسكن قلبها من مرّت الذكرى عليها برد أو لهيب ما تعرف وش شعورها ..
-
‎"حاوطت ذراعه بهدوء تتكي على كتفه بعد عواصف لها أوّل مالها آخر كانت منه بعد ما صلّى الفجر وهي خلفه ، تحاوط ذراعه بيسارها ويدّها وسط يدّه وبينهم السبحة ، ويدها الأخرى معاها جواله تتصفح وش تشغلّ ، وش تحط شيء يسمعونه : تختار معي ؟ إحترت ما أعرف
‎هز راسه بإيه وهو ينزل نظره لها من رفعت الجوال تتركه بين نظره ونظرها ، تقّلب بيدها وسط صمته وصمتها لحد ما نطق بهدوء يأشّر : هذي
‎إبتسمت توقف عندها ويغلبها النوم : العنا ؟ تحبها ؟
‎يعرف منها قليل وهز راسه بإيه فقط ، وبالفعل فتحتها من جواله هو ترتكي على كتفه ، تتأمّل يدها يلي وسط يدّه ، تمددها هي وراسها على كتفه ، جروح يدّه من غيرته يلي دمّت جدران الكويت ، وآثار جروحها من الصقر يلي هو يتأملها والسبحة يلي بين يده ويدها تحبّ الأغنية ، وكلّ إنهيارها إن " العنا وشهو العنا غير إنتِ وجروحك وأنا " أول الحكاية هي ، وجروحها هي من الصقر ، وهو ذياب نفسه وما خفى لذيذ إبتسامتها عليه بشكل تركه يبتسم هو لأنها تستمتع بأقل تفصيل لو كان خطّ جوه غريب تشعّ الشمس تبددّ ظلامه ، وسيارة تضمّها هي معه وأغنيه تحبها فقط ..
_
‎كانت الذكرى باردة ، باردة لكنّها ضيقت فيها نفسها من صارت أخرى تماماً ، من ذاقت كلّ كلمة بالأغنية بإنها وضعهم الحالي ، وضعهم الآن بهاللحظة يتحوّل البرد للهيب آخر ، لهيب رجع جسدها للخلف تفكّر لثواني ..
‎من الأكيد إنها بكت الذكرى ما إبتسمت ، وإنّ المفارق صعب .. إنّ ما للجفا كلمة ولا للغياب لسان لو بيدها غرقت بهالشعور بس من قوّته ، من شدّته هي تسمع أخبار أهله وأفراحهم لكن ما ودها تكون جزء منها بغيابه ولا تعنيها ، تسمع ضجّة أخوانها اليومية بالخروج لكنها تبقى بالبيت تضحك وتسولف معاهم ويكفيّها ..
‎بردت ملامحها من سمعت صوت أبوها ما تبيه يعرف إنها بمكتبه ، مستحيل تسمح بهالشيء وهو يدور الزلة عشان يحددّ موقفه ويقول ذياب ما يناسبك ووقت يشوفها غارقة بين أشعاره هو بيستوعب هالشيءّ وتخبّت ، فعلاً تخبت ما كأنّ لها وجود بالمكتب ولو فضحها شيء فهو صوت نبضها الشديد ..
‎رمى شماغه وهو ياخذ نفس من أعماقه ، من أعماق قلبه أخذ نفس وضحت حرقته حتى بجملته : قصيد قالت لك ما ودها تروح حتى الزواج ؟ أنا ما ودي تروح وإتركيها
‎سكنت ملامح سلاف لثواني ، وإحترق جوف تركي كامل : اليوم كله ، اليوم كله يا سلاف وأنا أحاول بس أستوعب هو وش صار لذياب غير شغله شيءّ يحرقه ؟ شيء يتركه حتى خيامه يهدها ويعلن بعده عنها مابقت بها روح وحدة ! لا حلال ولا خيول ولا طيور ولا شجر وش حصل له قولي يوم أقول هو رجال ماهو لقصيد ويوم أقول قصيد ما تليق على غيره ! يوم أقول أعرفه وعشرة ما أعرفه من بيرّيحني أردّه عنها وتصرفي صح أبو خايف على بنته ؟ وإلا أتركه معها أجني على نفسي وبنتي بالنار من هالخفاء وش حلّه
‎ما حصل من سلاف رد ، وسكنت ملامح قصيد يلي ما تصّورت تسمع هالشيء طول سنينها من قبل لا يكون زوجها هي تعرف تعلّقه بالخيام ووقت سمعت هالشيء الحين بحُرقة من أبوها تغيّر كل تفكيرها ، ما تفكر بخيام ، ولا بحلال ، ولا حتى بأفراحهم يلي على الأبواب هي تفكر بقلبه وحاله مو غير قلبه شيءّ جاء وطمنها ، جاء وضمّ سبحته عندها وجاء قبّلها وبعدها ؟ هي ما تدري عنه ..
‎نبض عنقها يلي خبّته بيدها مباشرة تسمع صوت أمها يلي نطقت : قصيد بتروح معي للزواج أنا ما يهمني شيء ، يهمني بنتي ما يوصلها كلام زوجة كبيرهم ما حضرت ما بيقولون لها أسبابها ، بيقولون مقصّرة بحق أهل زوجها ..
‎عضّ شفايفه لثواني : أنا ودي أفهم ، بس ودي أفهم هي تبيه ؟ هي تحبّه عدل ؟ هي تحبّه وهي متعلقة وهي كلّ شيء بس هو ! هو يا سلاف أنا ودي أفهمه هو وبنتك ما تساعدني إن غلطت وقلت ما عاد به نصيب هو غلطها هي لأن أنا إنسان ما عاد عنده منطق ولا يبيه
‎عرفت قصيد مقدار تخبّط أبوها يلي شب نار بضلوعها وعقلها ودها توقف ، ودها توريه السبحة يلي تحاوط يدها وودها تقول له إنّ غيابه عن الكل لكن مو عنها وإنّ تأخير كل شيء منها هي مو منه وإنّ مخاوفه يلي سُطرّت بعقله عن الهجران وإنه يهجرها ، ودّها تقول له إن ذياب يهجر كل الأماكن ويسكنها هي ، إنها هي الإختلاف الأكيد عنده ومن سمعت تنهيدة أبوها يلي شعّلت جمر بصدرها هي ما عاد تثبت حتى خطوة لقدمها لكنها بتطمّن خاطره ، بأيّ طريقة كانت بتطمّنه وبأنسب وقت يلي مستحيل يكون الحين ..
‎خرج أبوها من مكتبه ، وخرجت أمها تتبعه وطلعت هي من مكانها تخرج مع الشباك للحديقة ، للخارج مو لداخل البيت ودّها تمسك نفسها شوي ووقت قررّت هالقرار هي دخلت سناب تشوف أفراحهم ، مبسوطة عشانهم ، وعشان ديم لكنها ما تفكر فيهم كثر ما تفكر بذياب وشعوره هو بيجي زواج أخوه ؟ هو بيقدر ويجي عَلن ما يصير سرّ بينها وبينه ، يجي يهز الدنيا بجيّته وهمست : يارب تجي
_
‎« قصـر صـاحب السمـو ، العـصر »
‎كان أسامة يسرد له كامل الأحداث من آخر إسبوع هو كان متغيّب تماماً فيه عن الإدراك ، كان طريح الفراش بشكل غير عادي ضيّع حسبة الأيام من قوته لأنه هُلك بدون مقدمات وإستنفر سموّه وكل فريقه بالفحوصات يلي هلكته ، يشوف أوراق التحاليل يومياً أكثر من أوراق الشغل تغيرت ملامحه للمُخيف ، للمُرهق الشاحب وجمّع يديه يسكّت أسامة يلي صدّع له راسه بكلامه : خلاص
‎هز أسامه راسه بالنفي : طال عمرك آخر شيء ، تاريخ اليـ
‎لفّ نظره له بحدة مستحيلة تركت أسامة يسكت لثواني ، يمسك الخوف ويحاول يكمّل : طال عمرك بـس لازم تـعرف إن اليـ
‎هو نفض الكرسي يلي قدامه يقطع حروف أسامة كلها بدون لا ينطق كلمة ، وعلى هاللحظة بالذات دخل سموه يلي ما يدخل غُرف القصر ولا الأجنحة الخاصة كثير لكنه هالمرةّ دخل ومو أول مرة ، من أوّل ما تغيّب ذياب عن عينه لأيام هو جاء يتطمن عليه ووقت عرفت بتعبه هو كان المشرف الأوّل على كل شيء ..
‎لف نظره لذياب الواقف على حيله خلف كرسي مكتبه ، حيله المهدود الطاغي ، الرعب يلي تسطره ملامحه والقسوة يلي تتسرب من كل تقسيم بوجهه على نفسه هو ، على تعبه هو يلي ما يرضاه وبانت هالصفة بوضوح له : كيف أمسيت يا ذياب عساك بخير وطيب ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء : أحسن حال الحمدلله ، أحسن حال
‎هز سموه راسه بإيه : تعال مكتبي بيني وبينك موضوع
‎هز راسه بإيه بهدوء ، وطلع سمّوه ورجاله بقى أسامة الواقف بأحد الزوايا ويلي تمتم بهمس : طال عمـ
‎عصّب مباشرة يرمقه بنظرة وحيدة تركت أسامة يسكت ، وجلس ذياب يجمّع أوراقه ، يجمّع نفسه يلي ضاعت منه بهالإسبوع قبل لا يتعب وطاحت من يدّه ورقة تركته يرفع نظره لأسامة مباشرة يسمّر خطوته بأرضه : إطلع
‎كان على وشك يقرب يرفعها له لكن من نظرته ، وكلمته ، هو هز راسه بإيه وتوجه للباب : إبشر طال عمرك ، إبشر
‎إنحنى ذياب يجمع ورقته ، هزيمته المستحيلة يلي سطّرها قبل يهزمه التعب يلي شدّ عليه أكثر من الكويت ، المرسام يلي ما عانق يديه من فترة طويلة عانقه بطُغيان مهلك على أربع أوراق مربعة صغيرة بحجم الكفّ يرسم بكل وحدة حال من أربع أحوال ما تضيع من عقله ..
‎أحوال تثبّت مجنون خطوته ، أربع أحوال تخصّها هي لوحدها هي ..
‎أولها كان وجود يده الدائم على ظهرها ، آخر طول شعرها يلي دائماً يلامس يدّه ، موطنه الأحبّ والمخيف إنه رسم هالرسمة وهالتفصيل وفيه لهيب ما يطفي من الشوق لدياره ، لخيامه ، لحلاله لأرضه يلي ما سطّرتها يده رسم لكن سطّرت قصيد ، وظهر قصيد ..
‎ثانيها حال تهلك له قلبه فيه بكلّ موقف ، يدها ، وأزرار ثوبه هو بكل موقف بينهم وكلّ حال وقت تمسكه ..
‎آخر منظر له معاها ، زيارته الأخيرة لها بالمستشفى وحالها يلي قطع له عروق قلبه يرسمها ويرسمه بدون ملامح ، لكن بطاغي الهيئة يلي تبيّن صفتها ، جلوسها ، لحاف المستشفى ، يدها ، مبعثر شعرها ، كلّ تفصيل فيها وكتفه هو ، وجوده هو ..
‎وعذابه يلي صرخ من بعده من صداعه ، قلب مكتبه كله لأنه ما صار يشوف شيء بعده من الضغط هو رسم آخر عذاباته وقت نامت على كتفه ، غفت على كتفه لكنّ يدها ما كانت تحاوط شفايفها هي كالعادة ، كانت على شفايفه هو وشنبه هو وهالتفصيل هزّ فيه كل سنين عمره ما يمرّه عادي ..
‎فتح أزرار ثوبه من حس إنه يُكتم ، من حس إنه ما عاد يشوف شيء قدامه ومن حسّ إن ضغط عقله وحرارة رأسه تزيد بشكل مجنون مو قادر يقرب ، ولا يبعد لكنه ينتظر يهدأ الحين ، وبيتوجه لمكتب سموّه على حال آخر وبالفعل بعد ربع ساعة بالكمال خفّ فيها صداعه هو وقف مباشرة يجمع نفسه ، يخرج وركض خلفه أسامة يلي ما فارق باب جناحه يبي يبلّغه بمهم : طال عمرك
‎تجاهل تماماً يمشي بممرّات القصر نيّته مكتب سموه وما وقف خطوته الكلام ، ولا النظرات ، ولا البشوت يلي تبيّن إن فيه إجتماع يتجهّزون له ما وقف خطوته إلا شخص واحد ، شخص نزّل دموع قصيده عليه ، وشخص كانت له الجراءة يشهر السلاح بملامحه وشخص كانت له الوقاحة يختفي بعد هذا كله ما يعتّب خطوات القصر لكنه الحين قدامه ، الحين قدامه وعلى ثغره أقرف إبتسامة ودّ ذياب يغير كامل ترتيبها لكن وش حجته ، وش عذره ..
‎إبتسم طارق يعدل أكتافه : ماشاءالله موجود هنا ؟
‎تنحنح أسامة مباشرة : طال عمرك سموه ينتظر
‎ضحك طارق لثواني : طال عمرك ؟ والله وكبرنا يا ذياب
‎رفع حاجبه لثواني وهو يحاول يتذكره من يكون وسرعان ما ضحك يمسح على شنبه : إيه الحين عرفتك إنت إبتسم طارق لثواني بسخرية : سبحان الله صح ؟ يوم كنّا صغار ما نداني بعضنا ويوم كبرنا ما تلّك إلا أنا
‎ناظره ذياب لثواني وهو حاسّ إن نهايتها مو خير ، حاسّ إن نهايتها مو خير وضحك طارق بالفعل يثّور الدم بعروقه : النتيجة وحدة طول السنين يا ذياب ، أنا القوي وإنت ما ترد شيءّ وين راح وعيدك أول وين راحت قوّتك ؟
‎إبتسم ذياب : إنت أكثر من يعرف قوتي وينها ووش علّمت بك
‎إبتسم يهز راسه بإيه بهدوء : قوتك وراء المناصب من يوم الدنيا دنيا هذي قوتك ، أول أبوك فريق تحتمي به والحين تحتمي بالقصور ما تغيّر شيء يا ذياب ما تغيّر
‎نطق أسامة من لمح إن ذياب يعصب : طال عمرك
‎إبتسم طارق : حارسك يردّك عني بنداه ؟ ماشي أنا بس إنت ما كان لك أخو ؟ ذاك المهايطي
‎رفع ذياب طرف حاجبه لثواني لأنه لمس له شيءّ حساس بهالكلمة وهنا عرف أسامة إنه يسطّر موته وشتت نظره بعيد ، وإبتسم طارق : أزعجتنا به يمشي ومحد قده لانك وراه اليوم زواجه وإنت هنا ؟
‎سكنت ملامح ذياب هو نسى حسبة الأيام من تعبه ، وإبتسم طارق : الله يتممّ له دامه عريس الليلة بس ما هقيت المناصب وحب البشوت يردّونك عن أخوك يلي أبلشتنا به وهو صغيّـر والحين غايبٍ عنـه
‎نفض له أسنانه وفكه بلحظة يشدّه مع ياقته ، ونفض الدم بعروق أسامة يلي حسّ بدوخة غير معقولة من تعالت الأصوات بلحظة ويدري لو تدخّلت يده بيشلّها له ذياب يلي ثار بشكل مجنون ما يحسب حساب لمين من كان بالأول إنه تو يتذكر بكونه شخص من طفولته وماضيه ، شخص رفع السلاح بوجهه مرّة ، وشخص أقلق منام قصيده ، وشخص الحين جاب طاري نهيّان بطريقة ما يحبها وشخص أصلاً هو ذياب بنفسه يكرهه ..
‎طلع سموه من مكتبه وسرعان ما تبدّلت ملامحه ، تبدّلت بشكل مستحيل من لمح الحرب يلي قدامه وسكون أسامة يلي ما حرّك ساكن وصرخ بلحظة من لمح إن ذياب ترك دم طارق يسيل من جنونه ، نطق غضب يهزّ أركان القصر كامل : بـس !
‎نفضه ذيّاب من يده يطرح توازنه كلّه قدام سموّه ، نفضه غضب ونفضه قرف ونفضه بعد ما شفى نصف غليله لو يتكبّل الحين ، لو يُحبس ولو يموت ما عاد يهمّه شيء وبردت ملامح أسامة تتغيّر من كُبّلت يدين ذياب خلف ظهره : طال عمرك ! طال عمرك دقيقة طـ
‎صرخ بالجمع ، بمستشارينه بالكلّ يفض المكان : على شغلكم خلاص عاد ! خلاص عاد
‎حاول أسامة ينطق لآخر مرة ونطق أساساً ، نطق يترجى بطال عمرك لكن صرخ فيه سموه بغضب ما يسمعه : إن سمعت لك حرف تطلع برّا هالقصر يا أسامة !
_
‎« بيـت حـاكـم »
‎إبتسم حاكم يعدل لنهيّان بشته ، يعدل له توتّره يلي ما خفّ لو لحظة وحدة : الطّيب يستاهلك يابوك ، الطيب جاك وتستاهله بس شدّ قلبك هز راسه بإيه وهو ينفض من توتره ، حتى بشته يهتزّ ما عنده ثبات إلا أبوه ، وإبتسام أبوه يلي لاحظ إنه ما يخففّ إبتساماته من أوّل اليوم ويدري إنّ كله عشانه ، عشان يحسسّه بيومه يلي آمن إن ذياب ماله جية ولا طريق ولا درب وهالشيء يحرق جوفه بشكل غير معقول لكنه ما يقدر يلبس الخوف الحين ، ما يقدر يسوي أيّ شيء نهائي ولا بيسوي عشان هالإبتسامات من أبوه لو كانت مزيفة هو يزيّف معاه لكن ما يزيد الجرح ..
‎إبتسم حاكم بخفيف ، وضحك نهيّان : والله يا إنت تتأملني اليوم قسماً بالله أدري إني حلو بس الفريق ماهو خفيف
‎ضحك حاكم يهز راسه بإيه ويمشي لمكتبه : الفريق ماهو خفيف على قولك لكنّ سميّ غاليه إنت
‎ضحك يعدل بشته بذهول : عشاني سميّه ؟ مو عشان وجهي ولا عشان البشت يعني يابونهيّان ؟ يجي منك أكثر
‎دخل حاكم مكتبه بدون رد ، وإبتسم نهيّان يلي زادت إبتسامته لضحك من أصوات الزغاريط المستحيلة يلي ضجّت بمسمعه كلّهم هنا ، آل سليمان كلهم هنا ، أهله كلهم هنا يسطّرون عظيم الإحتفالات والسرور عشانه ، تبخّر لحد هاللحظة ألفين مرّة من أمه ، جدّاته ، عمّته الوحيدة ، حتى ورد ، وحتى شدن جات تبخّر بشته وكانت دقائق بسيطة طلع فيها حاكم من مكتبه : مشينا
‎طلع نهيّان يفتح له أبوه باب البيت وبلحظة وحدة هو رجفت عظامه بجسمه من أهله ، من جموع الثياب قدامه ، من الضحكات يلي تحاوطهم والإبتسامات جدّانه ، خاله ، عمّه ، أقاربه وعيال أقاربه وكلّ من له صلة ونسل منهم وضحك من لمح نصّار يلي كان متكي على جواله لكنه بمجرد ما لمح خروجه هو ترك جواله وإبتسم بشكل ترك نهيّان يضحك ، فعلاً يضحك من حرقة قلبه أول ومن شعور مجنون إستحلّ ضلوعه لأنه يدري نصّار يبي يخفف عليه إن ذياب ماهو موجود ، وبنفس الوقت نصّار أكثر من يفقده وإبتسم نصّار : الله يحييّ العريس
_
‎إبتسمت ورد من أعماق قلبها هي كانت تصّورهم ، ووقت تقدم نصّار من بينهم يضحك مع نهيّان ويعدل له بشته هي ذاب قلبها بالخجل ، بالشعور المُريح يلي عضّت شفايفها بهمس عليه : ليت ذياب جنبكم ، هنا ، وبالملعب ، وبكل مكان ..
‎وقت لمحت إن نصّار إبتسم من خلف نهيّان يلي مشى للسياره ، ووقت لمحت إنّه نزّل راسه لثواني يرفع يده لعنقه من الخلف هي سكتت ، وإنكتم شعورها يمحي إبتسامتها لأنه مسح على وجهه ومشى ما إنتبه له أحد إنّه مكسور ، لكن هي إنتبهت بشكل محى إبتسامتها يبدّلها كلهم يقاومون شعور واحد ، شعور ما يقدرون عليه وكلّ كسرهم إن ذياب ماهو موجود هذا المنطق الوحيد ..
_
‎« أحـد القـاعـات ، العشـاء »
‎ضجّ قلبها من كل تجهيز هي تشوفه وما كانت تدري عنه ، كانت تقول " عليكم " وتتحجج بإنّ وتتحجج بإنّ مالها خلق ولا يعجبها ذوقها والحين هي ودّها تجلس بزاوية وحدة وتتأمّل ، تتأمّل كل تفصيل يبيّن إنها هي عروس ، إنّ كل الورد يلي يحاوط هالمكان عشانها هي ، لأنها ليلتها هي ويومها هي يلي كانت تتخيله بضحك وسخرية وجاء بشاعرية مالها حدّ غير عن كامل الظروف ، يلي يشوف الصورة من بعيد يقول هي أسعد عروس وهي إختارت كلّ تفصيل على كيفها وشخصيتها وحبها وتشكر أمها ودرّة على هالشيء لأنه يحسسها بدفء ما حسّته من مدّة ..
‎جلست على آخر عتبات الدرج يلي هي راح تُزفّ منه ، ودها تسّكت قلبها يلي ما خفّ ضجيجه الزواج عشان أهلهم لكن ليش يتيسّر بهالطريقة الغريبة ما تعرف وليش ركضت الأيام لين صارت هنا هي ما تعرف ، وش سحابة الشعور يلي تحوم حولها من مدّة ما تعرف ، ما تعرف ناوية تمطرها رحمة أو عذاب لكن تعرف إنّ كل شيء فوق طاقتها ، فوق إحتمالها العادي ..
‎ركضت درّة ترفع فستانها : بنت ! مافي وقت يلا عشان تلبسين فستانك يجون الضيوف الحين ويبدأ الليّل
‎هزت راسها بإيه وهي توقف ، هي سوت شعرها مثل ما تحب ، وجهّزت نفسها ونفسيتها مثل ما تحب تماماً وباقي بروبها يلي يبيّن إنها عروس والحين بتحسّ فعلاً بهالشيء أو حسته بمجرد ما دخلت غرفتها تتعالى أصوات البنات بلحظة بالصراخ ..
‎صرخت وسن بحماس : يلا يلا يلا الفستان ينتظر يلا
‎إبتسمت ديم لثواني : وش كلّكم بتلبسوني يعني ؟
‎إبتسمت ورد بخفيف : مو أول عروسة بيننا ؟ يمكن حنّا كلنا نلبسك
‎إبتسمت علياء يلي جالسة بأحد الزوايا : أو يجي نهيّان يلـ
‎تعالى صراخ البنات بلحظة يقطعون كلمتها ، وضحكت ديم فقط أحلامهم كبيرة وهي تعرف وش حكايتهم وخفاياها لكن وقت ضحكت هي ثبتت الشكوك وتوقعاتهم بشكّل ورد ملامحها تمسك فستانها : سلامات ؟ عندكم شيء يعني ما أضحك وإلا كيف ؟
‎كشرت جود مباشرة : ياشينك حتى وهو يوم زواجك الأخلاق ماش ، جاهزة تتهاوشين على طول ما عندك وقت
‎إبتسمت تهز راسها بإيها : يومي معليش قولي لي تم ولبيه بس وإلا أزعل ومشكلتك وقتها
‎ضحكت توق لثواني : مالك داعي تزعلين العروسة ياجود
_
‎« بيـت تركـي ، بعد العشاء بمدّة طويلة »
‎تأملت فستانها لألف مرة ، كلهم بالزواج من وقت لكن هي طلبت من أبوها وقت والحقيقة هي ما كانت لها نيّة تروح لكن سلافها قدرت تقنعه يجبرها ، قدرت تقول له إنّ حضورها ضروري وقدرت تتركه يضغط عليها بشكل تركه ما يمشي خطوة للزواج إلا بعد ما تأكّد إنها جهزّت نفسها وشاف فستانها بنفسه وإنّها ما تحتاج شيء ومشى معاهم كلهم ما باقي بالبيت إلاّ هي ، وجوانا ..
‎أخذت نفس ورسل لها عذبي أخوها من وقت إن ذياب فعلاً مو موجود وعضت شفايفها بهمس أنا وش محلّي بينهم طيب ليش !
‎قبل حتى تفكر تعاتب نفسها أكثر نوّرت شاشتها بإسم أبوها يلي تركها تفزّ وتوقف : بابا
‎إبتعد عن ضجّة الرجال بهدوء : أمك تقول ما جيتي للحين
‎مسحت على جبينها مباشرة : إيوه ، بجي الحين كلّمت السواق يجهّز السيارة وبجي ما بطوّل وأبلّغك على طول
‎هز راسه بالنفي : لا ، أنا أرسل لك واحد من العيال الحيـ
‎قاطعته مباشرة برجاء : لا ، لا خليهم بجي أنا
‎رفع حاجبه ، وعضت أصباعها بتوتر : شفتهم مبسوطين مع نهيّان ، خليهم لأنه حتى هو متوتر وماله داعي يجون والسواق موجود ، مو عالفاضي وإلا ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء : مثل ما تبين ، لا تطولين وكلمي أمك تطلع لك عند الباب لا تدخلين لحالك وتحصّني
‎إبتسمت تهز راسها بإيه تتوقع إنه يسمع صوت قلبها : من عيوني ، قول للعيال يصّورونك كثير وتصوروا كلكم مع بعض ، أشكالكم حلوة وما لحقت أصّوركم
‎ضحك يهز راسه بإيه : إبشري ، لا تتأخرين ..
‎قفّلت وهي يسبقها نبضها بشكل مجنون ، طمّنته بطرق غير مباشرة على مدى الأيام بإنّها بخير ، وطلبت منه شيء واحد فقط " إنت لا تشيل همي وبس إضحك لي وأعطيني وقت ، فترة وأبي أثبت لك فعل يرضيك مو كلام وبس مو تقول كبرنا ياقصيد ؟ أنا بوريك إني كبرت شوي لو تسمح لي " وهنا هي عجبت أبوها بشكل مستحيل لأنه يحب إسلوبها ورغم إنه ضحك لأنها دمّعت حتى وهي تبتسم وقت قالت هالكلام وجاوبها " كبرتي وإنتِ باقي حنون الكلام ما تقولينه بدون دموع ؟ " وتعالت ضحكاتها هي ، وأبوها يلي عجبته لأنّها واثقة ، لأنها جاته بنته يلي تعوّدها بشيء يحبه ، جاته تقول له شوف الأفعال يلي تجي واضحة ما تخدع مثل الكلام ..
‎توجهت تلبس فستانها ، ودخلت جوانا يلي إبتسمت مباشرة : حلوة
‎إبتسمت قصيد وهي ما خفّ نبضها من بداية اليوم ويشدّ كل لحظة بشكل غريب تتمنى يكون وراه مجيء لذياب لإن إحساسها طاغي : ساعديني
‎جات جوانا خلفها تساعدها ، تتأملها وضحكت قصيد من نظراتها تحاورها بلغتها المحببة : كيف شكلي ؟
‎أرسلت جوانا قُبلة هالمرّة عن الكلام ، وإبتسمت قصيد بخجل ترك جوانا تضحك وتتوجه للدولاب عشان تجهّز لها عبايتها وجلست قصيد تلبس كعبها ، ووقفت تلبسّها جوانا عبايتها ، تمد لها شنطتها وإبتسمت : تعرفين إني أحبك؟
‎إبتسمت جوانا بغرور : أعرف ، أنا أحب نفسي
‎إبتسمت قصيد بتعجّب : مغرورة جوانا
‎ضحكت جوانا توّدعها للخارج وطلعت قصيد تسكر شنطتها بيدها ، تتعدل ومدّت يدها لجوالها تدخل الواتس كانت نيّتها ترسل لأمها عشان تجهز لكن سكنت خطوتها لثواني من رقم غريب صار بالأعلى ، من إنّ هالرقم مرسل مقطع وحيد وسرعان ما تسمّرت خطوتها بلحظة وحدة من ذهولها هي تشوف هي تشوف ذياب ، ذياب مو غير ذياب تشهق من القوة يلي تشوفها منه ، أو تشهق من إنّ شخص يصوره وإن التصوير قُطع بطريقة مريبة ، تشهق من إنها تشوف لزام وجنونه أو تصرّخ من وصلت رسالة جديدة تبيّن لها إنّ تاريخ التصوير اليوم ، تبيّن لها إنه بالخيام وبرّه وما ببالها شيءّ إلا إنه بحرب لوحده ، وأهله بإحتفالات ما جنبه أحد ولا حوله أحد هي تشوف منظر وإرتعبت كيف هو بوسط هالحدث ..
‎غطّت بأسرع ما يكون هي ممكن لأوّل مرة تركض للسيارة بهالشكل ، وحرّك السواق لكنها مباشرة نطقت تصحح وجهته : بنروح الخيام
‎هز السواق راسه بالنفي لكنها تكلّمت مباشرة : أنا أعرف مكانها وإنت تعرف مكانها وبنروح الحين أو أقول لعذبي
‎كانت تقصد عذبي أبوها يلي يتهاوش على أبسط شيء ما يمزح ولا ياخذ بالعقل والمنطق بشيء وتمتم بالإستغفار يسطّر مخاوفه لو حصل وراحت ، ويسطّر مخاوفه لو حصل ومنعها وهي خوفها أكبر منها هي تتهّور ، تتصرف من كيفها يلي عمرها ما طاعته وتعرف إنه خطر لكن هالمرة يسبقها نبضها بشكل تحسّه مجنون من شدته ، بشكل ماله قرار آخرها مخاوف ؟ خطر ؟ أصلاً كل روحتها لوحدها لمكان زي الخيام ومع السوّاق غلط ؟ هي تعرف هالمخاطر وتعرف إنه شيءّ ما تقدر له ولا بعمرها واجهته لكنها بنفس الوقت تعرف إن قلبها ماعاد وسط صدرها ولا ضلوعها من بعد شوفته يلي تدّورها لو بشمعة ..
_
‎« قـاعـة الرجـال »
‎ما وقفت ضجّة الثياب بالمسير من كثر المعازيم ، كثر الأسئلة يلي هلّت بإستغراب عن ذياب " وينه " والكلّ ما عنده جواب حتى كلمة " جاي " ما نطقها أحد بسبب عصبّية متعب يلي وقت طُلب منه إن لو أحد سأل عن ذياب يقول إنه جاي فقط هو عصّب بشكل مستحيل يجاوب" لا ماهو جاي ولا يقولها واحدٍ منكم ، ما بقول شيءّ هو ما قاله ينتظرونه يجي وإن ما بيّن يركّبونه ذنب غيابه ويتشمّتون به وهو " ..
‎ووافق حاكم الصامت على هالرأيّ بدون لا يقول كلمة لكن بالفعل كانت كلمة متعب صحيحة ويمكن متعب فكر بإتجاه أخذت حاكم اللهّفة ورغبة التصديق بالعكس لدرجة إنه ما فكّر بهالشيء وقت قرر الزواج وإستعجله هو فكر بنهيّان وديم إن نهيان يحتاج يلمّ خطاه معاها ويحتاج يستقرّ أساساً ، وتمسّك بشيء بسيط من الأمل إن ذياب ممكن يحضر ويجي ويطلع بشكل يسمح له يشوفه ..
‎إبتسم نهيّان المتوتر يثبت السيف على كتفه ، يعرض مثل ما يعرض جدّه الهزيل ويعرضون آل سليمان يلي ما وقّفت أفراحهم ، ما خفّت إبتساماتهم ولف نظره لأبوه : عمي
‎كان يأشّر له إن فزاع أخذ السيف ونزل ساحة العرضة ، وهز حاكم راسه بإيه يعدّل السيف بيده وتعالت أصوات آل سليمان بلحظة ، حتى تركي إبتسم لأنه يعرف يعرف قوّة العلاقة بين فزاع وحاكم والحين هالمنظر ، إنّ حاكم وأخوه يلعبون بالسيوف قدام الجموع لأنّ العلاقة صارت أقوى ، صارت بنت فزاع لولد حاكم وإبتسم من لمح متعب يلي كانت إبتسامته مستحيلة تبيّن سروره ، تبيّن إبتهاج خاطره ..
_
‎« عنـد ديـم »
‎كانت تضحك بعالي الصّوت لأن البنات مبسوطين ، لأن البهجة تحوفها مع كل إتجاه ويمكن كل عروس على وجه الأرض يخالجها قليل التوتر والخجل لكن هي ما تشوف إن لهالشعورين مكان بقلبها وبما إن الفرح طاغي ، هي ودها تفرح وباقي المشاعر تجيها بوقت آخر ..
‎إبتسمت ورد يلي تراقص أمها المسرورة لكن بكل لحظة يطغى الحزن بنظرتها إن ذياب مو موجود ، ولا حتى قصيد جات ويمكن هنا صدمتها يلي ما تخطّتها وقت لمحت نساء آل نائل وبناتهم لكن قصيد مو ضمنهم ..
‎أخذت ملاذ نفس وهي تضم ورد بجنبها : أبوك ما كلمك؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تمسك جوالها ، وإبتسمت : خالي يقول جايين الرجال الحين بيسلّمون على ديم قبل الزفة
‎يمكن هالجملة الوحيدة يلي رجّفت خطوة ديم بلحظة تسكن ملامحها ، وشدّت مسكتها لثواني توقف فضيت الغرفة من الكل إلاّ ورد يلي بقيت عشان تساعد ديم ..
‎دخل جدّها متعب ، ودخل عمها حاكم ، ودخل أبوها فزّاع ، ويمكن ما نُفض كل جسدها إلا وقت دخل نهيّان خلفهم عينه بالأرض ، وتخنقه خطوته ، وما إبتسم إلا وقت لمح أخته بس ..
‎إبتسم فزاع يسلّم على بنته : تستاهلين الطيّب يا بنتي
‎إبتسمت بخفيف وهي تسلم على عمها حاكم يلي قبّل راسها بشكل وتّر كل عصب بداخلها هو للآن يعتذر تحسّ بهالشيء لكن الحين جات قُبلته غير ما تفهمها ..
‎إبتسم متعب وهو يعدل عكازه : بصّور معاكم أنا
‎الشيء الوحيد يلي إختارته ديم ، هي ما تبي تصوير نهائياً البنات بيصورون بكيفكم .. يغرّقونها تصوير بكيفهم لكن صور تضمها هي ونهيّان بألبوم مثل أي عرسان طبيعيين بالدنيا هي ما تبي ولا قبلت وإبتسمت ورد تفتح جوالها : بصوركم
‎تلقائياً بعد نهيّان لجده مجال عشان يصير بينه وبين ديم ، وضحك متعب لثواني : إنت من دخلت ما رفعت عينك يابوك ولو رفعتها ما بعّدت هالشبر عشان أدخله بينكم
‎وقت قال جده هالشيء هو رفع نظره لديم لا شعورياً وضحك أبوه حاكم أوّلهم لأن نهيان أكثر شخص يوضح كل شيء على ملامحه ، كانت ديم مبتسمة لجدها يلي يعدل وقوفه وعكازها وصادف إنها مدّت يدها تساعده وإبتسم متعب : أشوفك رجّعت خطوتك يا نهيّان
‎نطق مباشرة : تلومني ؟
‎ضحكت ورد لأنّ هالمرة أوّل مرة تخجل فيها ديم من بداية الزواج بشكل يوضح عليها ، وإبتسمت تصّور أبوها الواقف على يمين نهيّان ، ديم يلي بجنب نهيّان ، جدّها متعب الواقف على يسارها وأبوها الواقف بجنب جدّها
‎إبتسم نهيّان لثواني : وإنتِ ؟ تعالي معانا إنتِ
‎هزت راسها بالنفي لكن بعّد لها أبوها مجال تحت ذراعه وبالفعل ثبتت جوالها وتوجهت تركض لجنبه ، ووقت طلع فزّاع ومتعب دخلت ملاذ تتصّور معاهم مع نهيّان وديم وورد وحاكم يلي ضمّها تحت جناحه يبتسم ، وما إختفت إبتسامته إلا من رفعت نظرها له بسؤال : جاء ؟
‎هز راسه بالنفي بهدوء : ما جاء ، لا هو ولا أحد من طرفه
‎هزت راسها بإيه فقط ، لمح إنّ إبتسامتها ضاعت بالمدى وقبّل راسها بهدوء : يلا يا نهيّان ، بنرجع عند الرجال
‎هز راسه بإيه وهو يخرج مع أبوه بدون أي شيء آخر ليش يزيّف شيء ثاني هي حلوة وإعترف بهالشيء ، وهي ما كان منها ردّة فعل ولا حتى رفعت عينها لعينه ليش يجلس ..
_
‎« قصـر صاحـب السمو ، الساعـة 11 تماماً »
‎طلع من جناحه وقت صرخ سموّه قبل كم ساعة ما كان بمقصد كلبشته يلي حصلت من الحرّاس بالغلط وعصّب عليهم سموه ، ما كان المقصد الضّغط عليه كان ودّه يفض الجمع فقط ويثبّت لكل شخص حقه ولأن ذياب معصّب ، لأن ذياب تعب هو توّه يستوعب الساعة ويستوعب كلّ شيء من جديد ..
‎فز أسامة يتبعه : طال عمرك سمعتني وأنا أدق الباب ؟ يوم قلتلك إن سموّه تحت بالحديقة ويبيك تجيه سمعتني
‎هز راسه بإيه وهو يلف نظره لأسامة يلي إبتسم بدون شعور ، ورفع ذياب حاجبه لثواني : وش ؟
‎إنتبه إنه إبتسم وسرعان ما صحصح يستوعب : مدري والله طال عمرك حسيت ودي أبتسم يوم شفتني بس
‎ناظره ذياب لثواني ، وتنحنح أسامة : يعني طال عمرك
‎أشّر له بالسكوت : تعلم تخفّها من لسانك ، تعلّم
‎كان يقصد كلمة " طال عمرك " وإبتسم : إبشر طال عمـ
‎ناظره ذياب لثانية وحدة ، وسكت أسامة يبترها ما يدري ليش يحس إنّ ذياب هادي ، مروق ، شعوره بسيط وعادي مو شايل الدنيا فوق أكتافه وماشي بها وهو بكلّ المدة يلي جلسها معاه ما شاف ذياب بروقان يُحسب إلا مرّتين وما يعتبر روقان ، يعتبر هدوء أعصاب وهمس : يارب تممّه
‎طلع يتبع ذياب لمجلس سمّوه الخارجي ، مجلس بالحديقة الخارجية يضمّ كل رجال سموه المُقرّبين وأقاربه والكرسي يلي جنبه كالعادة فارغ ينتظر حضور ذياب يلي بالفعل جلس بجنب سموّه بهدوء : طال عمرك
‎لف سموّه له يناظره : أنا قلت لك إنت تعجبني يا ذياب ، إنت داخل عيني وكثير مثلك رجال أبيه جنبي لكن
‎رفع ذياب حاجبه وهو يشوف جوالاته على طاولة الخدمة يلي أمامه يعتليها فنجال قهوة صُبّ بأكمله بشكل يفهمه هو ، يفهم إنّ " فنجالك والباب " ونطق بهدوء : وأنا قلت يا طويل العمر أنا وجه واحد وشخص واحد ، وأعصاب وحدة إنّ كنت تبي سمعٍ وطاعة على كلّ شيء همّ حولك ، وإن كنت تبي ذياب هذا أنا ناظره سمّوه لثواني ، وإنحنى ذياب يترك الفنجال على زاوية فارغة من الطاولة ويمد يده لجوالاته هو يفهم مثل هالحركات وهالفهم كان مقتل سموه ذيّاب مكسب ، مكسب ما يُخسر لأنه يفهم قليل الشيء وبسيطه : ذياب
‎دخل مفتاح سيارته بجيبه بهدوء يناظره ، وشدّت أعصاب أسامة يلي كان يشوف النظرات ويشوف كلامهم وشاف الفنجال يلي بعّده ذياب ومع إنه ما يفهم لكنه يتوتر لأنه بعيد ما يوعي شيء ، وهز سموّه راسه بإيه بهدوء : إنت قلت لي إنك راعي صبر إلاّ على وش يا ذياب ؟
‎نطق بهدوء : إلا على حدودي طال عمرك ، إلاّ حدودي
‎إبتسم سمّوه بهدوء يأشّر للقهوجي الواقف بعيد ، يسوق قدمه لعندهم يصبّ لذياب فنجال آخر يُشاف إنه مجرد فنجال قهوة عادي من بعيد لكن بين ذياب وسمّوه هو مفهوم ، مفهوم تماماً صُبّ بقدر قليل هذا أصله ، قليل الفنجال أصل الودّ ، أصل الوجود والثبات ونطق سموه بهدوء : تقهوى ، تعال يا ممدوح
‎رفع حاجبه لثواني من وقف قدامه شخص آخر يفتح آيباد قدامه يعرض له مقاطع عن زواج نهيّان ، عن أهله وأفراحهم ونطق سموه بهدوء : تطمن خاطرك دام مالك نصيب تروّح لهم ، الله يتممّ لهم الأفراح
‎هز ذياب راسه بإيه بهدوء يعضّ جمر داخله ما يحتاج يفكر بشيء ولا ودّه وطلع جواله من جيبه يفتحه لأن كل شيء مسموح هو يشوف كم الرسائل المهوولة بجواله ، إتصالات نصّار الكثيرة ، نهيّان ، أمه ، ورد يلي ترسل رسائل بين فترة وفترة ..
‎رفع حاجبه من الجوال الآخر يلي ما كان له يفتحه ونطق سموه بهدوء : هالجوال أنا تركت الفني يمسكه برقمك يكلم أبوك وأمك ، إن كان ودك تشوف
‎وكان مثل توقعه ، من أمه رد ومن أبوه ولا حرف وقفّله يدخله بجيبه بهدوء كان وده يركز أكثر ويشوف من مرسل له لكن قُلبت كل موازينه من إنه يحرك المحادثات بعشوائية ورسالة وحدة وقّفته كانت من مدّة ماهي بسيطة ، رقم غريب وجملة وحدة أغَرب " مَرَتك يمّنا "..
‎ترك فنجاله بهدوء هو رسل إستفهام وحيد لمحه سموّه مثل ما لمح الجملة الأولى ولمح تقلّب حاله منها : ذياب
‎هز ذياب راسه بالنفي : دقيقة طال عمرك ، دقيقة
‎وصل الرد بنفس اللحظة ، بنفس اللحظة كانت صورة كانت صورة لإنسانة وسط حُطام خيامه يبيّن منها ظهرها ، عبايتها يلي تحركها الريح ، وقوفها بالوسط ما يبيّن من ملامحها شيء لكنه يعرفها وبنفس اللحظة هُزّ كل كونه بشكل مستحيل ونطق سمّوه يلي صد بنظره بهدوء يهز فنجاله : إقعد محلّك يا ذياب
‎ضحك بسخرية هو صابته نفضة ما صابته من شهور من رجع يرسل له مقطع من جديد هي قلبه ، وقلبه وسط وحشة الخيام والبرّ وما يشوف حولها أحد هذا جنونه وقف بدون وعي يدور مفتاحه ونطق سموه بشبه غضب : قلت إقعد محلّك يا ذياب ! إقعد محلّـ
‎عضّ شفايفه غضب وهو يحس مفتاحه بجيبه ولا وده يفصل على كلّ كلمة تُقال له الحين من الشعور يلي حرق صدره بلحظة من ضياعها يلي لمسه ومن إنها بمهجور برّه لوحدها : إلاّ حدودي أنا قلتها ، إلاّ حدودي !
‎ناظره سمّوه لثواني من الغضب يلي إعترى ملامحه بلحظة ، وعضّ شفايفه لثواني من توجه ذياب لسيارته يرمي بكل شيء عرض الجدار وما زلزل القصر إلا صوته بـ "إقطع " يلي نفّض فيها الحارس يلي كانت نيّته يتبعه وأشّر له سموه بالإنسحاب فقط هو سمع صوت سيّارة ذياب يلي صدح بكل أركان القصر ولمح أسامة المحتار من ذهوله يركض خلفه وإلا يجلس بمحلّه ما يدري : لا تلحقـه
_
‎« الخيــام »
‎من أوّل وصولها للآن هي ما إستوعبت شيءّ واحد ، ما إستوعبت بارد الريح يلي هزّت كيانها ، ولا إستوعبت النور الغريب يلي يبيّن لها كلّ زاوية حُطام بهالمكان يلي كان عامر بيوم والحين خراب ، فعلاً خراب بشكل شيّب راسها ما توعيه ، إلتفتت عينها ألفّ مرة تدور ذياب بالمدى ، تدور لزام يلي شافت جنونه ولمحته مستحيل وقع عليها ، تدور الخيل الآخر يلي كان ذياب على ظهره يتبع لزام .. تدور الجنون يلي لمحته بعينها وصرخة ذياب يلي ما كانت واضحة كلماتها لكن هي حسّت قلبها يتقطع منها لأنه قوي ولمحت كيف شدّ لزام لو تنقطع يده ما يهمه ، قوي ومع ذلك هي تعرف إنّ كل قوي يحتاج مستراح ويمكن هنا إنقطاع نفسها هي تشوف مستراحه دمار قدام عينها ويمكن الأنوار الموجودة هي الشيء الوحيد يلي يبيّن لها إنه فعلاً هنا لكن كيف يكون موجود وهي تحسّ الخوف ..
‎نادت لمرة ، لثنتين ، لثالثة بشكل أعلى ويمكن ما بردت ملامحها إلا من توجه نظرها على زاوية بعيدة هي لمحت طيف شخص أو خيالها : ذيـاب ؟
،
‎إبتسمت تتأمّل بهدوء ، وهمست ضحى : عمتي وش النهاية ؟ البنت وجات وش الباقي ؟
‎هزت راسها بالنفي بهدوء توجّه كلامها لليّ خلفها من لمحت إن السواق يبتعد بجواله بعيد والواضح إنه يدور أبراج إتصال : بعّدوه عن دربها ، ما أبي له وجود
‎سكنت ملامح ضحى لثواني : وش بتسوين لها !
‎لفت عكازها للخلف تأشّر للحراس : لا تحسّ بكم هي ركضت خلفها مباشرة بذهول : عمتي وش تسوين !
‎فكّت عمتها رباط " عذبه " ، توجه مسارها بإتجاه الخيام ، تضرب ظهرها بعكّازها عشان تركض وما صدّقت ضحى بذهول : تبين تمسيّنه بزوجته !!
‎هزت راسها بإيه بهدوء ، بصراحة لا متناهية : أبي الدرب الليّ يجيبه ، ما جابوه أهله لكن هالبنت تجيبه حافي
‎ناظرتها بعدم فهم ، وسكنت ملامحها من إبتسمت عمتها هي ببالها موّال هالطريقة أبسط طُرق تحديده بما إنها عرفت قصيد من تكون ، وعرفت هي وش أصلها : صوروا للمحامي وين بنته
_
‎بردت ملامحها هي تتوهم الأصوات أو تسمعها حقيقة ما تعرف ، شافت طيف حقيقة أو خيال ما تعرف لكن تعرف إنها صارت تخاف ومشيت خطوتها للسيارة لكن سكنت ملامحها من ما كان السواق موجود ولا له أثر حولها : كامـل ؟ كـامل
‎ولا كان لندائها مُجيب رعبها الآن تحوّل لشيء آخر هي ساقت قدمها لمجهول ما تعرفه ؟ فتحت جوالها مباشرة ودها ترسل لأبوها أّو تتصل عليه ما بتبلّغه إنها بالخيام لأنه بيموت بأرضه وبيحرق الدنيا وأوّل الدنيا هي وذياب .. لكن بتطمّنه عليها وهي لازم تتصرف ، بكل الطرق لازم تتصرف بأيّ طريقة كانت هي لازم تتصرف وفعلياً نورت شاشتها بإشعار واحد من أمها " وينك " ، ومن بعدها ما عاد يوصلها شيء ولا هي قدرت ترسل شيء بشكل تركها ترمي جوالها لبعيد : ما بيصير شيء قصيد ، مابيصيـ
‎كانت تطمن نفسها لوهلة لكنها سمعت صوت تكسير قريب منها نفض خطوتها لأنه من خلف بيت الشعر المهدود جزئياً ويمكن ما بمرّة خافت بهالشكل يلي رجّف نبرتها : ذياب موجود هنا
‎هي كانت تسأل ! أو كانت تثبّت لمصدر الصوت مين من كان إنها مو لوحدها وإنّ ذياب موجود ممكن يهابه لكنها خافت بشكل مستحيل ، بشكل تركها تصرخ بدون وعي ترجع خطوتها للخلف من خرج من خلف الصوّت حصان أبيض وقف الدم بعروقها ، تركها تصرخ من رعبها وعضّت شفايفها بعدم إحتمال : ميـن هنا !
‎كانت السيارة خلفها فعلاً من إرتعابها من الخيل يلي خرج من العدم لها ، كانت حتى النفس ما تاخذه من كان رأسها بحضنها ومن تألّمت بخوف إن هالخيل تحاصرها تمتمت بكل ذكر تعرفه وصرخت برعب من فتحت هالخيل فمها بشكل واضح لعين قصيد يلي صرخت رعب ما تمزح هي توقعت الخيل ياكلها ؟ هي فعلاً توقعت وتسمع ضجّة أصوات مرعبة بلحظة لكنها ما تشوف ولا توعي هي تصرخ من الشيء يلي بحضنها أو تصرخ من إنه صهل بشكل مجنون يركض للبعيد بلحظة من الخشبة يلي طاحت عالأرض قدامها ومن إنها هي سُحبت لمكان آخر صرخت بخوف ، بأكثر خوف تحسّه بحياتها لو ما حُوّطت كلّها بيد تضمّها كلها حتى راسها لحضنه ، لو ما سمعت الهمس المُرتعب والمُرعب : قضت كررّها ثلاث مرات عشان تستوعبه ، عشان توعيه لأنّها ماهي حوله ومسك وجهها يثبّت نظرها عليه : قصيـد
‎كان خوفها أكبر من إنها تستوعب ، أكبر من إنها توعي أو تحسّ هي بكت بلحظة وحدة تشبّ كامل جوفه حرقة عليها ، وغضب على الفرس الجريحة قدامه يلي وده يرديها قتيله ، تشبّ ضلوعه هو حرق مسافة الرياض ما وقّف لو ثانية وحدة ، ثانية وحدة ما وقّف هلك نفسه هلك سيّارته هلك كلّ شيء من خوفه المجنون عليها هيّ ورجع يضمّها بذراعه يعرف إنّ البر وحشة ، البر مرّعب يعرف رعبه وإنّ عليها عيون هذا كلّ جنونه يعرف إنها عيون ما تقدر توصلها " وتعقب " لكنّه شبّ كله وأكثر من بكت ، بكت تمسك أزرار ثوبه بدون وعي وعضّ شفايفه لثواني يرفع طرحتها على شعرها ويتفحّصها بالوقت نفسه : جاك شيء ؟ جاك شيء إنتِ قولي لي يوجعك شيء وش يوجعك
‎كان يتفحصها بجنون ، فعلاً بجنون كلّ زاوية منها هو نزل نظره ويدّه لها هي بكت خوف ورهبة من الشعور الأوّل ومدّ يده لخدها : قصيـد
‎هزت راسها بالنفي تثبّت يده لأنه يهزّها : لا ، لا ما يوجعنـ
‎صهلت عذبه بالخلف وبمجّرد صهيلها قُطع نفس قصيد كلّه قطع كلامها يتبّدل لشديد الدموع يلي وضّح خوفها ، قطع نفسها كله تتمسك بثوبه وهنا هيّ شبت عروقه ، سطّرت الدم بهالصحراء بهالحركة بالذّات وهو مجنون كفاية لدرجة إنه يحرق الدنيا ويرضيها هي : لا تتحركين من هنا
‎هزت راسها بالنفي لكن يدّه كانت أقوى ، يدّه كانت أطغى يوقّفها بمكانها ومشى هو للبعيد يسحب المهرة معه ولمحت إنه إنحنى ياخذ شيءّ لكن ما توعيه من الدموع ومن إنها تحاول تثبّت خطوتها ..
_
‎كانت تشوف كلّ الموقف ، شافت كيف هو رمى عذبة بخشبة من عرضها تردي الإنسان قتيل ولا تدري كيف أخذها ورماها عليها يبعدها عن قصيد يلي كانت خلفها السيّارة وقدامها " عذبة " يلي قررت ما تترك لها مجال الخطوة ، شافت كيف سحب قصيد يمّه وشافت حتى كيف رفع طرحتها يغطي شعرها وشافت نظره يلي جال للمدى هو ما يخفى عليه طبعاً وعرفت إنها حدّ من حدوده ..
‎بردت ملامح ضحى من أخذ عذبة غصب : عمتي وش يسوي ليش أخذها ؟ ما يكفي الخشب عمتي ؟
‎أشّرت لها بالسكوت بهدوء ، ورجفت ضحى من لمحت إنّه مو طبيعي نهائياً وإنه يسحبها ما كأنها روُح جريحة خلفه ورجفت بذهول : عمتي وش بيسوي !
‎نفيت عمتها بهدوء : راعي حلال ما يفرّط الأرو
‎صرخت ضحى بلحظة من صار نزف عذبه جرح قاتل قطع جملة عمتها من أساسها ومحى إستيعابها هي، من صارت جثّة بلحظة ومن مشى ما كأن صدر منه شيءّ غير إنه نفض يديه يحاوط ظهر قصيد ويمشي لسيارته فقط وهي معه ، هي معه وهو سلّ سيف ما يرحم على كلّ دنيته من هاللحظة بالذات تعب التمنّع وتعب الخوف وتعب الصّبر والعقل وكلّ شعور يردّ خطوته عنها ..
‎ناظرته لثواني هي توجّست الصوت وتوجّست حتى يده يلي حاوطت ظهرها لأنها سمعت صهيل لعذبة قبل دقائق ما وعيته وإختفى صوتها ورجع ذيّاب بعدها لها تبعته هالصرخة يلي تخيّلتها أو سمعتها حقيقة ما تدري ووضح خوفها حتى بصوتها ما تثّبت خطوتها : ذياب !
‎نزّل نظره لها بهدوء وهو يفتح لها باب سيّارته ، محلّها جنبه : لا يطري ببالك شيء
‎وقت جلست هي ، ووقت ركبت هو وجّه نظره لبرّه ، للأشخاص يلي يدري إنهم يشوفونه هنا ويلي يدري إنّ قصيد بسببهم موجودة هنا ، وإنّ عذبة جات لقصيد منهم وإنّ السواق مو موجود بسببهم ولأنّ كل شيء بسببهم ، هو يعرف كيف يتصرف ولا يرفّ له جفن إنّ كانت روح حيوان ، أو بني آدم دامه يمسّ قصيده ويتحدى عقله وقدرته فيها ..
‎نطقت براجف الهمس تمسح دموعها : السواق ما رجـ
‎بتر جملتها كلها لأنه دّور السواق بعينه مو حباً فيه لكن بيشوف وش عقله وبيحرقه عليه : يدلّ دربه
‎ما نطقت كلمة هي للآن ترجف من خوفها ، من كلّ شيء حصل لها وهو يكذب لو قال خفّ دمّه وإرتاح هو ودّه لأوّل مرة يشب نار بهالأرض كلها بس لأنها عيشته بشعور ما يوصفه من قبحه ولأنها للآن باقي ترجفها ونطق بهدوء : ما صار شيء ، إنتهى
‎هزت راسها بالنفي وهي تحاول تمسح دموعها ، تحاول تخفّ لكن إنهار كل قلبها من لمحت إتصالات أمها المتكررة ومن نّورت شاشتها بإتصال جديد من أمها ونطق هو : ردي
‎شبّت له نفسه كلّها نار من طلعت منها نظرة وحيدة تبيّن إنّ ما ودها ، تبيّن إن ما بيخفّ إنهيارها ومن رجعت تنزل دموعها من جديد هو عضّ شفايفه يضرب الدركسون لأربع مرّات من غضبه هي بكت بوسطها وما نطق حرف أكثر يمنع حروفه بالقوة عن كل شيء..
-
‎« القـاعـة »
‎وقفـت ديم المتوّترة وسط أهلها وناسها وقدّام الكل رهبة شعور ، ورهبة إلإبتسامات يلي تشوفها ، تعمّدت تأخر زفّتها لأكثر وقت ممكن عشان ما يبقون كثير الحضور لكن الحاصل إنّ باقي كثير صُعقت فيه لكنّ سر خاطرها كثير الإبتسام من الكلّ ما تنكر ، أمها ودّرة بالخصوص كانت فرحتهم غير إعتيادية ويمكن كل آل سليمان بذات الوقت يرقصون ، يغنّون ، وينبسطون بشكل ماله حدّ لكن هي طول الوقت ما لمحت قصيد ولا جاتها ولأن نظرها طاح على سلاف يلي مو حول شيء إنما على جوالها همست بتساؤل : قصيد ما جات ؟
‎هزت توق راسها بالنفي : ما شرّفت للآن رغم إن أمها قالت بتجي ، يمكن مالها نية تحضر إنتهى الزواج خلاص
‎رفعت حاجبها بعدم إعجاب كان على وشك يطغى بملامحها لكن جود يلي سمعت آخر جملة لتوق وإبتسمت غيّرت هالشيء : غريبة مستعجلة عالمشية ؟ إبتسمت لأن ما تحسّهم يزيّفون الفرح إنما هو فعلاً شعورهم حتى وحقيقة ظروف الزواج غير طبيعية لاهي عروسة ملهوفة ، ولا هو عريس يتقطّع على جيّتها لحضنه لكن مع ذلك جاء أفضل من بشع توقعاتها عن هالليّلة بكثير هي رقصت ، ضحكت ، حبّت الشعور أكثر من اللازم ويكفيها ..
_
‎وقفت سلاف بعدم إحتمال لأن قصيد نهائياً ما ترد وهالشيء مو عادتها ولأنها هي قبل وقت طويل طمّنت تركي بإنّ الأكيد هي بالطريق والحين ردّت يدها ألف مرة ما تتصل عليه وتقول له قصيد ما جات ، وما تردّ لأنها تعرف مين بيهتز كونه مباشرة ورجعت تتصّل لآخر مرة وبقلبها سيول غضب لا مُتناهية سطّرتها من أول ما ردت : ما أتوقع فيه شيء يشغلك هالقد ما تردّين على خمسين إتصال ! خمسين إتصال ! تعرفين كم مرة بكلم أبوك بقول له بنتك ما جاتني للآن والناس نظراتهم مقرفة ؟ ممكن أعرف مكانك الحين ؟ إرسلي لي الموقع ولا تناقشيني بكلمة منّك برسله لأبوك على طول
‎نطق بهدوء : مكانها عندي ، وعليكم السلام يا عمّة
‎بردت ملامح سلاف يمكن آخر صوت توقّعت تسمعه يكون صوت ذياب ، يكون هالرّد منه وهي حتى السلام ما سلّمت : ذياب ! وينكم إنتم
‎فتح باب قصيد يلي للآن تعدل نفسها : عند الباب
‎هزت راسها بإيه وهي تمسح جبينها وتتوجه ركض للباب البعيد عن الناس وضجّة الإحتفال بالداخل : فتحت الباب بس فيكم شيء إنتم ؟ قصيد فيها شيء ؟
‎شدّ على ظهرها أكثر يقرب خطوتها منه ، يبتر كلام سلاف كلّه يقدّمها هي قبله تدخل وقفّل هو جوالها يدخله بجيبه ووقف خلف الباب يراقب تعابيرها من نزلت الطرحة عن ملامحها باقي بوجهها خوفها ، وباقي بوجّها ألف شيء لكن من ضمتها أمها عرف إنه هو لوحده يلي يقرأ هالتعابير وهالملامح هي عبّرت بشكل جزئي خوفها لو ما حضرت ، وخوفها لو حضرت وهو سألها سؤال وحيد " تقدرين وإلاّ ما تقدرين ؟ " ووقت جاوبت " شوي " ، هو طلبها تجمّع نفسها وتترك الباقي عليه لأنه ما بيسمح لمثل هالحدث يهزّ علاقتها بأحد ، يهزّها هي ، أو يهز شيء يخصّها ولأن عقله يفكر بالمنطق ولأنه ما يرضى عليها شويّ هو قرر الجية رغم إن جوفه نار تجاه هالوضع كله وشعوره ..
‎تركت عبايتها بيدّ أمها يلي توجهت لبعيد عشان تتركها مع أيّ أحد وتشوف الوضع وترجع وأخذت قصيد نفس هي قدرت تجمّع شوي من نفسها بالطريق ما تدري كيف ..
‎دخل ذياب يلي رمّد داخله من كثر ما إحترق من الأحداث ، ومنها هي الحين أكثر يرسّي يده على ظهرها بهدوء وهي تحسّه وده يدخلها وسط ضلوعه دايماً يحاوط ظهرها بس اليوم بطريقة أخرى ، اليوم ودّه تلاصقه : رجعتك معي
‎قبل حتى تردّ ، أو تخاف أو تشّتت نظرها لبعيد وصل على مسمعها ومسمعه صوت صوت أمه وخطوة أخرى معاها تركته ما يرفع عينه إنما يصد للجهة الأخرى وكان على وشك يرجع للباب يطلع للخارج ما ودّه يلمح أحد لكن يدّ قصيد شدت عليه لوهلة بهمس : خليك !
‎ما رجّع نظره للخلف نهائي وهو يسمع ضحكة أمه يلي هدّت حصون قلبه كلها ، ضحكتها تكلّم جوالها عرف هالشيء من نطقت لنهيّان إنها ودها تشوفه ويجيها قبل يمشي مع زوجته ومن شدّت قصيد على يده تمنع خطوته لأنّ يلي كانت مع ملاذ هي ورد فقط يمكن لأوّل مرة ، لأوّل مرة بكل حياته يطغى تعبيره على ملامحه بشكل مؤلم وأكثر ما ودّه يشوف أحد ، ما ودّه أحد يشوفه بالأصح بهالهيئة المرعبة يلي خوّفت حتى قصيد منه وعليه وتأكّدت له أكثر من إختفت إبتسامة أمه بلحظة لأنها شافته ، لأنها ما صدقت عينها وسكتت ورد بعدم إستيعاب إختفت حتى حروفها لكنها نطقت : ذيـاب !
‎سرى اللهيب بجسد قصيد كلّه هو كان على وشك يترك ظهرها ويمشي لأنّ ما وده يلمحه أحد وهي مسكته لكن تمّنت إنها ما مسكته بهاللحظة ، من حسّت إن داخله يشبّ بشكل غير معقول ولمحت منه شعور ما يُصنّف تحت أيّ شيء هي ما تصرفت ، لكن كان ودها يقابل عينها لو ببسيط النظرة وبالفعل حصل لفّ نظره لها ونطق بهدوء يرجع نظره لورد وأمه : ذياب ، ما تصدّقينه ؟
‎ما نطقت قصيد بحرف هي لمحت صدمتهم ، ولمحت إنه ضغط عروق قلبه بشكل مجنون ينطق : أم ذياب
‎لمعت عيون ملاذ بلحظة ما تصّدقه ، ما توعيه وبمجرد ما قبّل راسها هي شدّت على ذراعه لثواني طويلة وقبّل خدها بهمس يثبّت يدها : لا تبكين ، عشاني لا تبكين ..
‎هي بمجرد ما قبّلها بكت مباشرة ، وإبتسمت ورد لثواني من لمحت إن قصيد تقلّبت ملامحها : غيرة ياقصيد ؟
‎كان شعور آخر ، آخر غير الغيرة تماماً وضحكت ملاذ تكفّ دموعها وتبتسم : لا لا ما نبكي ما نبكي ، ما يكفي جيت ؟ حيّ هالجية يا أمي ، حيّ هالجية تو يكتمل يومنا
‎يمكن أكثر مواضع تعبه بيّنت وقت إبتسم وعشانهم مو عشانه ، عشان دموع أمه وعشان إبتسامة ورد يلي سّلمت عليه بشكل طبيعي وإبتسمت : بينبسط بشوفتك نهيّان ..
‎رنّ جواله يشوف المُتصل " أسامة " يلي ما يذكر إنه سجّل رقمه نهائي لكن بيحاسب الكل على هاللعّب وقفل بوجهه بدون مقدمات ، مسح على أنفه بهدوء وهو لف نظره لقصيد لجزء من الثانية : تبون شيء توصون شيء؟
‎هزت ملاذ راسها بالنفي وهي تعدّل نفسها بتدارك سريع : لا يا أمي لا ، الحمدلله على سلامتك وسلامة الوصول وإنك جيت اليوم تروح للرجال وإحنا ملحوق علينا ينتظرونك
‎يعرف إنّ ما ينتظره أحد ، ويعرف إن هالمكان كله مو مكانه ويعرف الشعور البشع يلي هلك ضلوعه وش يكون لكنه مع ذلك ساكن ، مع ذلك هادئ تماماً الله يسلمك
‎إبتسمت ورد لثواني من لمحت إن نظره على قصيد يلي وقت قرّب من أمه أول مرة هي تجمّعت الدموع تغرق عيونها بشكل مجنون وبالقوة تداركتها ، هي تغيّرت ملامحها تكتسي بالإحمرار توضح للكل ، ونبض عنقها يحرّك حتى سلسالها يوضح له هو لوحده الحين ومن لمحت نظرته لها نطقت ورد : يسألون عنك البنات قصيد ، بنتظرك قريب عشان ندخل لا تطولين
‎هزت راسها بإيه وهي شبّت له جوفه وقت رفعت يدها لخدها تمنع دمعتها وصدّت عن ورد وملاذ ، وإبتسمت ملاذ : بيمشون الحين الرجال ، لو ودك تلحق أخوك
‎هز راسه بإيه فقط ، وإبتسمت ملاذ لثواني تراقبه بعيونها وتنحنحت تتوجه للداخل بدون أيّ شيء أكثر ..
‎شبّ جوفها كلها وأكثر من مدّ يده لعنقها بهدوء يضمّه ، يرهن نبضه تحت يدّه ويحسّها ويضم ملامحها لعنده يقبّل جبينها لثواني طويلة حسّت بحرارته ونطق بهدوء تامّ : ما ودك تدخلين ؟
‎هزت راسها بالنفي تجمّع نفسها لكنها بعثرته كله هالمرّة ما مسكت أزرار ثوبه ، هالمرّة إستقرت يدها على قلبه تنبسط هي تدّور نبضه ، أو تبي توقّفه له وكان الخيار الثاني الأصح من رفعت عيونها له : لا تدور خاطري وش يبي
‎نزل نظره لها لثواني بإستغراب ، وتغيّرت نبرتها من الحرقة يلي حسّتها إن حتى ورد ما ضمّته وبيّن خوفها منه بعادي سلامها : إنت خاطرك وش فيه ؟
‎كانت تلمس قلبه ، تتحسّس صدره المُلتهب من قُبح شعوره هو يدري إنه يخوّف ويدري إنّ جيته ماهي جيّة سرور عليهم ويدري إنه مُرهق وإنّ ملامحه تنفّر ما تريح ويدري إنّه واضح عليه : فيه إنتِ ، ما به شيءّ ثاني ..
‎وقت نزلت راسها عنه لثواني بسيطة عرف إنها على وشك الإنهيار فيها لأن عيونها تحترق بإحمرارها ، تشعّل نار هو نفض المسافة ، ونفض شعوره وشعورها والدموع يلي حاوطت عينها يقبّلها هو بنفسه ياخذ رضاها ، ويرضيها هيّ ..
_
‎« قسـم الرجـال »
‎طلع من الضجة وهو يكذب لو يقول إنه بخير ، وإنه لقى بفرح اليوم مكان يوسعه هو ضحك وإبتسم وشالّ عن نهيّان جزء كبير من همه إن ذياب مو موجود لكن الحين هو ما يطيق ، ما يطيق الجلسة ولا يطيق شيءّ آخر يحس إنه يُهد ولا يمسكه شيء يرممّه ومع إنه وعد ذياب ألف مرة لكن الحين ما بقى له حيل ولا قدرة صدره يغلي ويحتاج إنه يخففّ هالنار عنه ولا فيه مثل الدخان تخفيف بعينه وطريق يعرفه ذياب ماهو موجود ، ولا دبابه ، ولا شيء..
‎جلس على سيارته يشعل سيجارة وحدة تأمّلها لثواني : عن الخاطر ، ماهو عصيان لكن عن الخاطر ..
‎أخذ نفس من أعماقه منها ينثر الدخان غيمة حوله ما يخاف يطلع أحد ويشوفه ، ولا يخاف شيءّ لكن جوفه يحترق بشكل مو عادي ولا له حلّ ترك آل سليمان بأفراحهم هم باقي هم باقي يعرضون مع نهيّان ويرقصون وهو يحس ماله داعي ولو ما كان خاطر نهيّان ، وإن ذياب ما بيرضى العكس ما كان جلس : يجيبك بالسلامة ياحبيبي
‎رمى سيجارته بعد ما بقى منها إلا آخرها يدعسها بقدمه ، تعطّر على السريع يعدل أكتافه : والله يا تستاهل حضن يا نصّار ، تستاهل حضن تستاهل عشر بوسات وتستاهل أشياء كثير لكن الله كريم وإلاّ مثلك يجلس وحداني ؟
‎عدل أكتافه يرجع يمشي للمدخل ، للقاعة يلي فيها الرجال ويلي مشرّعة عظيم أبوابها للضيوف يلي ما بقى منهم أحد ، ما بقى إلا الأقارب ورجع يرسم الإبتسام بمجرد ما لمح نهيّان الواقف مع جدّه متعب والواضح إنه يعرض عشان خاطره ، ومن لمح عذبي وتركي وفهد بالجهة الأخرى يسولفون مع عيال آل سليمان لكن ما شدّ إنتباهه شيءّ كثر تركي المحامي يلي كان واقف يتأمّل جواله لكن ملامحه تعقّدت بلحظة وسأل من فضوله : عمي ؟
‎قرّب عذبي الكبير يلي لمح تغيّر تركي المريب : تركي ؟
‎ما نطق بكلمة وحدة من صدمته من الرسالة يلي وقّفت له عقله كله ما يستوعب حضور ولا يستوعب مكان لا يستوعب شيء وناظره عذبي الكبير لثواني بإستغرب : تركي !
‎ترك عذبي ولده العيال لأنه لمح ملامح أبوه ولمح سميّه يلي يحاول يكلمه ولهالسبب توجه له مباشرة لكن وقت قرّبت خطوته وطاح الجوال من يد أبوه يعلن تشنجها هو مباشرة مشى لناحيته يمسكه بذهول : صار شيء ؟
‎لأوّل مرة يغيب المنطق عن تركي يلي مشى بدون كلمة ، بدون حرف يتوجه للباب لكن مشيته قوّمت آل نائل كلهم خلفهم لأنّ ترتجف خطاويه هو خوف هو غضب هو وش بالضبط ما يدري ونطق عذبي الكبير يتدارك الفزّة الغريبة منه : دامت أفراحكم يابو ذياب ، دامت أفراحكم بالأذن
_
‎مسح على شنبه بهدوء هو وقفت خطوته من وقت لمح نصّار صاحبه ، صاحب عمره يلي كان جالس على السيّارة يدخن ، يسولف لنفسه كالعادة ووقت لمح هو كيف تعطّر وعدل أكتافه يرجع للداخل هو عدّل أكتافه بالمثل يعزّم خطوته على باقي الشعور كله ، يحسّ الغربة ما يكذب بهالشعور يلي ما جاء من كيفه وهو حسّه بمزاجه إنما جاء متوالي عليه من كل إتجاه والحين يسوق خطوته للغربة ، بكل خطوة هو يطعن نفسه ألف مرّة يمشي لعظيم الباب ويسمع عظيم الأفراح والإحتفالات تسعده ، جداً تسعده لكن ودّه تتم بدونه ولا له مجال الحين ..
‎وقفت خطوته بهدوء من الصّف يلي حصل قدامه ، أوّلهم الشاعر المرتجف يلي طلع يسبق خطوته يتبعونه آل نائل ولمح الخوف فيه ولهالسبب نطق بهدوء تام يوّقف كل الخطوات ، يقطعها كلها : السلام عليكم ..
‎سكنت ملامح تركي لثواني يوقف ، يوقّف آل نائل خلفه بوقوفه هم على مدخل القاعة وقدامهم على الشارع شخص واحد ، شخص شخص وقّف كثير الخطاوي وأصوات الثياب بالمشي ما نطق شخص منهم الحرف من الصدمة لكن همس فهد مذهول شخص بعد شهور يطلع من العدم ، بآخر الزواج ، بشكل غير متوقع والأهم بهالشكل : هذا ذياب !
‎سكت عذبي يتأمل أبوه لثواني كان ساكت ، كان غاضب ، كان فيه مليون شعور وشعور ما عرف يفهمها بس الصدمة يلي حصلت تمنع كلّ الأصوات ما رُدّ السلام إلا بعد ثواني ، بعد ما إستوعب عذبي الكبير يبتسم : حيّ عينه ! وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حيّ عينه !
‎كانت عينه لعمه تركي ومع ذلك ردّ بهدوء : الله يبقيك
‎نزل تركي من المدخل مباشرة يتوجه لذياب ، يوقف قدامه خُطف نفس تركي نفسه وخُطفت أنفاس آل نائل من الغرابة وتأمل ذياب عمه لثواني طويلة : آمرني
‎رجفت نبرة تركي مباشرة هو ما يستوعب عقله ، ما يستوعب إنّ وصلته رسالة محتواها صورة لقصيد بمهجور الخيام وخلفها سيارة السواق فقط وإنّ ما حولها أحد وإنه هو ما شافها إلا الحين ، إنه ركض يسبق خطوته ما يدري كيف يتصرف لكن خوفه كان أكبر من كلّ شيء : بنتي وينها
‎ناظره ذياب لثواني وهو يفهم بالشكل الكافي إنّ وصله خبر وعلم ، يفهم إنه ما يبي جواب يقوله بإنها عندهم وبس : بنتك بوجهي ، وبعهدتي ، وحمايتي ، وزوجتي ..
‎كان وده يغضب ، وده يصرخ من خوفه وده يهدّ حيل الدنيا كلها على الشعور يلي رُمى بقلبه بدون مقدمات يضيّع خطوته ومنطقه وثباته لكن إنه شاف قدامه ذياب بهالشكل ، إنه شاف ماضي سنينه من الغربة والهجران والإحتراق بملامح ذياب هو ساق خطوته يمّه يسأله ، وجاء الجواب أكثر من إنه يخالفه وأكّد ذياب هالشيء : ولا أقولها بداعي الهرج أنا ماني راعيه ، أقولها حق وسيف على كلّ فعل غيره وإنت تفهمني ياعمي ، إنت تفهمني إنّ كان بخاطرك شيءّ هاته لي أنا الحين وهي ما يقربها شيءّ ..
‎سكت لثواني يمسح على ملامحه بيده يمكن ما يكذب وقت يقول ضاعت خطوته من الأرض ورجعت تثبت الحين بيترك كلّ شعور ، كلّ كلمة ويركز على جيّة ذياب وكلامه وزوّد عليه إنّ ذياب أخذ راسه بهدوء وهنا تركي ما إكتفى إنما ضمّه يشدّ على ظهره مباشرة من الرجفة يلي حصلت له : حيّ ولدي ، حيّ ولدي بدياره حيّ عينه
‎يمكن هالحضن هو الشيء الوحيد يلي ترك آل نائل يتنفّسون وأولهم عذبي يلي مسح جبينه من توتره : أنا ليش تخيّلت هوشة ؟ ليش شفت أبوي معصب وليش نزل ما تجرأ واحد منّا يقرب منه !
-
‎رجف بشت نهيّان هو يمكن راقب ساعة يده أكثر من كل شيء ثاني كل ساعة يقول ذياب بيجي ، ووقت تمرّ الساعة وما يجي ذياب هو يجددّ الأمل ما يبيّن عليه شيء لكن الحين وقت إنتهى الزواج بشكل تقريبي طغى عليه شعوره بشكل مجنون كيف ينتهي كيف ينتهي اليوم المسمى بزواجه وأخوه ماهو موجود ، وقف نصّار عن يساره لأن حاكم للآن عن يمينه وما فارقه : أبوحاكم
‎إبتسم نهيّان لثواني يعدل بشته : ما تردّني البيت معك ؟
‎ضحك نصّار بذهول لأنها جات عفوية وعشوائية بشكل مجنون : والله ؟ ترى أصدق بسرعة وأردّك معي
‎رفع حاكم حاجبه يسمع نهيّان ونصار يلي يسولفون جنبه لكن إنشغاله إنه شاف شيء غير طبيعي بآل نائل وقت مشيتهم وإن تركي ما مرّه نهائي وإنهم الحين باقي واقفين على المدخل ، يشوف منهم ظهورهم بس ويستغرب وقوفهم ما يدري وش أسبابه ولا يسمع منهم صوت لأنّ متعب للآن ماسك الفرقة يعرضون له ويدقّون ويبيهم لين يمشي نهيّان يدقون وراه : جايكم الحين أنا ..
‎هز نهيّان راسه بإيه وبمجرد ما مشى أبوه هو عدل بشته تبيّن نفضته : ذياب ما رسل لك شيء ؟ ما قال شيء
‎هز نصار راسه بالنفي وهو يحاوط كتفه : يومك ، يومك يابن الحلال ذياب لو بيده يجيك على جناح طير ما تعرفه؟ صورتك له وولا يهمك يوم يشيلك الخيام ونلبّسك البشت بعد وتصير عريس مرّتين وش تبي أكثر ؟ تبيه يعرض لك ؟ أعرفه يخلّي السيف يرقص لك من نفسه ما تعرفه إنت ؟
‎ضحك نهيّان من توتره وهو يناظر نصّار يلي إبتسم يضم راسه لعنده : إنت المهم عنده ، إنت المهم ياعريس وبعدين طول عمرك ما تقول كلهم يلبسون بشت بزواجك بس ذياب ما يلبس ما تبيه يلبس وبتزعل منه لو لبس ؟ هاك نفّذ لك طلبك ولا جاء أبد لا هو ولا بشته
‎ضحك يمسح على عيونه لثواني : ماهو كذا يضحّكون تكفى ! ماهو كذا تكفى ياثقل دمك ياخي يا ثقله
‎ضحك نصّار وهو يدري إنه ضغط على جرحه وأخذ راسه لعنده يضمه : تصدمك الدنيا وأنا موجود ؟ ما أرضى بس صدق هذا ماهو كلامك له دايم ؟ تنفّذ كلامك عشان تحسب للجاي وتفكر كيف تطلب أشياء طرق تحقيقها كثيرة إنت تقصد هيّنه وهي تجي كثيرة حيل ما تعرفها
‎ناظر نهيّان نصار لثواني : تتفلسف الحين وأستوعب أنا ؟
‎إبتسم نصار يهز راسه بالنفي : لو تسألني يانصّار وش قلت أقولك مدري بس حكم ، كلام كبار وأدري ما تفهمه
‎ضحك نهيّان يعدل بشته ، يتأمل أبوه يلي لابس بشت مثله ، خاله ، عمّه ، جدّانه وأقاربهم كلهم بالبشوت وهو كان كلّ طاري للزواج يقول " موافق الكل يلبس بشت بزواجي إلا ذياب " وحججه كثير مره يقول إن ذياب أغلب إجتماعاته يلبس بشوت وهو ما يحب إن يصير زواجه مثل إجتماع عند ذياب ، ومرّة يفضح سرّه وخافيه ويقول إن ما وده أحد يغطي عليه ولأن منظر أخوه جدي أكثر يليق عليه البشت دايم وكلها كانت تُقال هزل لكن الحين وقت حصل فعلاً ، هو وده ينزّل البشت ويلبسه ذياب لكن يكون موجود هذا ودّه ..
‎لف نظره لنصّار يلي شرد تفكيره يتأمل متعب المبسوط ويعرض للآن ، متعب يلي وقّف حاكم عنده يتركه يعرض ويبتسم معاه ومع فزّاع للآن وتنحنح نهيّان من لمح شروده الشديد : إنت ما قلت شيء
‎إبتسم نصّار لثواني : وش أقول ؟ مبروك يا حبيبي مبروك
‎ناظره نهيّان لثواني ، وشتت نصّار نظره لبعيد فقط هو ما يبيّن شعوره لمين من كان لو يحترق لهفة وإنتظار وشوق ولو إن وده يصرخ من الألم بكونه هو موجود وذياب أحقّ منه بالوجود لكنه يداري ، يداري ويحاول يداري وما يدري متى يجي الوقت يلي يُدارى هو فيه ..
‎رفع نهيان نظره لجمع آل نائل يلي تفرّق قدامه ، ولف حاكم نظره يركي السيف على كتفه بقيت إبتسامته من أفعال أبوه لكن تحوّلت كل ملامحه لسكون تام من لمح إنّ يلي فرق الجمع يدخل من بينهم ما كان إلاّ ولده ذياب مع تركي وبجنبه ، ولده الغايب عنه من شهور دخل القاعة من صدمة دخوله حتى الفرقة يلي كانت تعرض أشّر لها متعب بالسكوت ، نطق ذياب السلام بهدوء تامّ ، هدوء وجه فيه نظره لأبوه ، عمّه ، آل سليمان كلهم وأخوه ونصّار يلي تغيّرت كل ملامحه مو صدمة ، تغيّرت ملامحه بشكل آخر ما يوصفه بني آدم ولمح ذياب هالشيء عينه أشّرت خفية لنصّار يسكت ، يصبر شعوره ورُد السلام متفّرق منهم لكن نهيّان سكت ، نهيّان سكت يشوف أخوه ويمكن ما حسّ ذياب إلا بشديد الحمل على ظهره من سكوتهم صار هو لازم يتكلم ، هو لازم يقول عشان ما يصير الموقف محرج أكثر وبالفعل نطق : مبروك يا عريس
‎بعد ما نطق ذيّاب هالجملة العادية هو زلزل شعور نصّار يلي صد بنظره مباشرة تختنق حروفه ، وزلزل القاعة كلها هو يبي يخفي جروح سوء العلاقة وسوء نفسه عن العيون بمحاولات وبلحظة وحدة ما صدح بالقاعة كلها إلا ضحك نهيّان يلي ما صدّق عينه ، ما إستوعب إن أخوه فعلاً قدامه وضحك متعب يشدّ عكازه : تو تصدح ضحكات العريس
‎إبتسم فزاع لأنه حتى هو بنفسه شاف توتر نهيّان الشديد وسمع ضحكته الحين وقت جاء ذياب : تو ما نوّر العرس يا عمي ، تو يزين الليّل زين سيّرت وجيت الحمدلله
‎توجه لأخوه بكل هدوء يقبل راسه ، يشدّ بشته عليه : تستاهل الطيب ياخوك ، تستاهل الطيب ومبروك ..
‎من أول الزواج للحين ، لهاللحظة بالذات حسّ نهيان إن حروفه تتجمع شوك بحلقه ما قدر ينطق كلمة كان على وشك الإنهيار لكن ذياب ضمّه لعنده ، يشدّ على كتفه بهدوء وهمس يضرب ظهره: رجال إنت ، رجّال الله يوفقك
‎كان نهيّان على وشك ينزل بشته يلبسه ذياب لكن ذياب شدّه عليه مباشرة يبتر حروفه كلها وحتى فعله ، ونطق نهيّان مباشرة : تكفى
‎هز راسه بالنفي ما يسمح له مجال : ما قلت ذياب ما يلبس ؟
‎رجفت نظرة نصّار يلي شتت نظره بعيد ، وإن ذياب رجفت نظرة نصّار يلي شتت نظره بعيد هو كان يذكّر نهيان بهالجملة لكن وقت جات من ذياب صار وقعها مُحرق بشكل لا مُتناهي ما خففته إلا إبتسامة ذياب بنهايتها يسبب إنهيار تام لنصّار ، ولنهيان نفسه يلي همس : ما ودك تعرف ؟ طيب على الأقل تعرف ليش صـ
‎قطع حروفه كلها بهدوء : الله يتممّ لك والباقي ما يهم
‎هز نهيان راسه بإيه وهو يدري إن ذياب ما بيسأله نهائي لأنه قد سأل مرتين وما يسأل ثالثة ، وتأكّد من لف نظره لنصّار يلي كتمته مشاعره بشكل لا محدود ونطق ذياب يبتسم له رغم هلاكه : تعزويت إنت ؟
‎هز راسه بإيه يمكن ما بعمره تجمّعت مشاعره كلها يحسّها بحلقه ،طغت حتى على عينه هو يشوف صاحبه راعي الهيبة دايم لكن بهالحال يشدّ حيله بالقوة ، حال المهلوك يلي يبتسم غصب ، حال المُتعب المرهق يلي سوّدت ملامحه من التعب ، إنتفاخات عيونه والشّدة بكل تقسيم بملامحه لكنه مع ذلك بحاله الخارجي المعتاد ، لابس ثوبه يبيّن عزه ، وشماغه يبيّن إنه بخير وبحال يليق بمكانه هو وإنه بزواج أخوه وأخذت نصّار الأفكار إلى إنّ غرقت عينه يضحك وهو ما نطق كلمة من كثر المشاعر يلي هلكته هو يشوف صاحبه مهلوك ، مهلوك بشكل مُخيف تغيّرت عينه وتغيّرت نظرته وتغيّر فيه كل شيء ويتحامل على نفسه نصّار يشوف هالشيء لكنه يكتمه ومدّ ذياب يده يشد على كتف نصّار لثواني ودّه يخفف عنه وهمس : تحسّب إني ما شفت ولا دريت وتخفى عليّ ؟ أخو ذياب وأخو ذياب وآخرها تدخن ؟
‎ضحك لأن كتمته مشاعره بما فيه الكفاية : لو دريت إن دخاني وحظي يجيبونك من زمان سويتها ! والله من زمان هو نطق هالجمل يهدّ شعوره ، ووقت إبتسم ذياب ما تمالك نفسه غير إنه ينفّض ثوبه كله يضمه ، يضحك ذياب من بعده يشدّ على كتفه ياخذ بدقنه بيدّه : لا تكررها وخفّ ، خفّ ما تخفى عليّ وأدري بك مشتاق إن ما قلته
‎ضحك نصّار يضغط على عينه ، يتمالك نفسه ما يبكي وسط جموع الرجال : من يشتاق ؟ ماهو أنا
‎ضحك ذياب يهز راسه بإيه ويشدّ على كتفه فقط لحد ما صحصح ومسك نفسه يتوجه للباقين ، يرد السلام على أهله ، على أقاربه كلهم هو توجه لنهيان بالبداية لأنّه أول شخص بدرت منه ردّة فعل ولأنه كان لازم يروح له وعلى ضجة أصواتهم بالترحيب وصوته بالرّد لكن ما وقف خطوته إلا عند أبوه يلي غيّر مكانه عشان يكون الأخير يلي يسلّم عليه ذياب ، أبوه يلي باقي السيف على كتفه لكنه ما نطق بحرف واحد أخذ ذياب يده يصافحه ، يقبل راسه ما قال حاكم كلمة بالبداية لكنه شدّ على يد ذياب لثواني : حيّاك يابوك
‎هز راسه بإيه بهدوء وهي كلمتين طلعت بالقوّة من أبوه لمح هالشيء وشدّ على يده بهدوء ما ينتظر أكثر : الله يبقيك
‎لأن الأصوات ضجت بمجيئه ما بينتبه لهم أحد ولا ودّه يجلس باقي قدام أبوه يجرح نفسه بالغربة يلي داهمته هو رجع توجه لنهيّان ، ولنصّار يلي عدل نفسه وأكتافه الفّ مرة من توتره وإن ذياب بعد سلامه على أبوه إختلف حاله تماماً ما نطق كلمة ، وشتت نظره للبعيد لكن ملامحه شدت بشكل مخيف : فيك شيء ؟
‎رفع نظره لنصّار يلي همس وهو فصل عن الدنيا كلها ما يستوعب شيء ، ما يستوعب إنّ كانت نية آل نائل المشي لكن بمجيئه رجعت ترتفع السيوف ، رجعت تضج الأفراح عشانه وما لفت إنتباه تركي الشاعر شيء إلاّ شيء واحد ، لاحظ اليوم كله إنّ نصار يضم رأس نهيان عنده كل شوي وعرف إنه من توتر نهيّان ومشاعره هو يسوي هالشيء لكن الحين عرف أصل هالحركة لمن تكون من ضمّ ذياب راس نصار عنده لثواني طويلة ومن لمح تركي نيران لها أوّل مالها آخر بذيّاب يلي مع الناس ، لكن باله بعيد ..
‎ناظره عمه فزاع يمدّ له سيفه ، وأخذه ذياب لكنه ما حرّكه إنما ركّاه على كتفه ولمح حاكم هالشيء ولمح حتى تركي إن أعصابه مضغوطة بشكل لا مُتناهي وفعلاً كان كذلك هو من أبوه لوحده تمنّى إنه ما جاء والمضحك المبكي إنّه وقت لمح إن أبوه غيّر مكانه وصار بآخر الصّف توقع إنه عشان يكلمه ، عشان يجهّز نفسه يبتسم له عالأقل ولكن وقت سلّم عليه هو حرقه الشعّور بالتفكير يلي ما يطيقه وصار له مرّتين للآن ، صار له مرّتين مرة بالمسجد ووقت وداعه وبالبيت وقت حسسه بغربة مستحيلة لكن الحين غربته غير ، غربة تفكيره عن أبوه نفسه غير هو رجع لآخر الصف لأنه ما كان وده يسلم عليه ؟ هذا التفكير يلي ما يطيقه لكن كلّ شيء يدفه له يعرف إن أبوه يحبه ، ويعرف إنه هو لو يقول له موت قدامي يموت لعينه ، ويعرف إنّ علاقتهم تسوء كثير لكنه كان يعرف الحبّ يلي بقلب أبوه له عالأقل والحين ما عاد يعرف شيء ..
‎ترك السيف بيد نصّار من لمح شخص واقف على باب المدخل يعرفه ويبيه ، وبردت ملامح نصّار : وين ؟
‎نطق بشكل بيّن ضيق أعصابه غصبٍ عنه : جاي
‎توجه ذياب بمشيه لأسامة يلي بمجرد ما مدّ ذياب يده يحركه قدامه نطق : طال عمرك جيت أتطمن عليك بس
‎عضّ شفايفه لثواني يمشيّه قدامه وفصل بدون رغبة منه : شفت لسانك الليّ تهرج به ؟ إن قلت طال عمرك به مرة ثانية نزّلته لك تاكله سمعتني ؟
‎ناظره أسامة لثواني بذهول : بس
‎كان يستناه يقول طال عمرك فعلاً عشان يفصل عليه ، وما لقى أسامة لنفسه مهرب غير إنه يسكر فمه : حاضر ، بس بشتك بالقصر أجيبه لك الحين أنا عشان تقعد به طـ
‎قطع جملته كلها من نظرة ذياب وهو يناظره ورجع يأشّر بشديد السكوت فقط : آسف طال عمرك ، آسف
،
‎لف تركي نظره لحاكم يلي باقي عينه لف تركي نظره لحاكم يلي باقي عينه تراقب ذياب ، وتراقب الشخص غريب الهيئة يلي ما لمح وجهه نهائي لأن ذياب ما ترك وجهه يقابل المدخل هو لمح هالشيء وتأكّد إنه تقصّد من ولده من تركه حتى وقت بيمشي يتلثم عشان ما يشوفه أحد وما قاطع تفكير حاكم إلا تركي يلي نزّل السيف من على كتفه : وش تقول عنه إنت دايم ؟
‎لف حاكم نظره لتركي لثواني بإستغراب ، وهز تركي راسه بإيه وهو إحساسه يدله على سوء غير طبيعي بعلاقة ذياب وحاكم وسوء ما يطيقه هو ولا يتمناه لذياب : وش تناديه
‎نطق حاكم بهدوء من لمح رجوع ولده للداخل ما كأنّه طلع : الخافي البيّن ، يليق يه غيره يا تركي ؟
‎هز تركي راسه بإيه لثواني : إنت تقولها لأنه ولدك ، لأنّ له خوافيه وله شيءّ يبينه ، تعرف الشاعر وش يقول ؟
‎لف حاكم نظره له ، ونطق تركي بهدوء : يقول ما شفت جرحٍ عليه هدوم ؟ هذا أنا ، البيّن الخافي
‎وقبل ينطق حاكم إبتسم تركي : الله يديمه لك ولا تشوف به جروح توجعه ، ماهو كل شيء يقوله الشاعر حقيقة

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن