بارت ٣٨

15.1K 220 35
                                    

_
« قصـر ذيـاب »
عدلت لبسها تشوف إنه يتأملها ، أو يتأمل فستانها اللي صارالسرير وسأل بهدوء : متأكدة ما تبين شيء ؟
هزت راسها بإيه تتوجه له ، وإنحنى يقبّلها من وقفت تقابله لأنها لعبت به وقت سألها " ما بتبدّلين ؟ " وكان منها بارد النفي بإن ما يحتاج توّها لبسته ، وما به شيء عشان تغيّره وكل مقاصدها " تلعب به " ونجحت فعلاً لأنها وقت صعدت للغرفة هنا هو تبعها مباشرة " بتبدّلين " توقف له " ما يحتاج ، ليه أبدّل ؟ " ووقت فهم عبطها هو ضحك " ما يحتاج ، بس يصير يحتاج " ويعنيها وهمست بين شفايفه بالنهاية " يكفي لو قلت أغار وبس تدري ؟ " ونطق شخصيته هو " ما أقول ، أعرف أورّيك " ، تُوردت ملامحها من صوت الجرس تبعد عنه : وصلوا
نزل نظره لساعته لأنهم سمحوا له بوقت كافي : ما قصروا
سوّت إنها ما تسمعه لأنه ما يخجل ، مستحيل يخجل وما يعرف للخجل درب ولو كلمته تدري بتفتح الباب لهم وهي تتلوّن خجل وفتحت الباب تبتسم : يا أهلاً
إبتسمت جوانا أولهم تضمّها مباشرة : إشتقت لك !
ضحكت قصيد بذهول : إشتقت لك أكثر !
كشّر فهد مباشرة : راعية محل واقفة قبلنا بعد وتسلم قبلنا ؟ يوم درت إننا بنمرج ركبت السيارة أولنا وما تسمعني يوم أقولها إنزلي ومابتروحين ولا شيء
ضحك تركي يضرب عنق أخوه ، وإبتسمت قصيد تشوف أشبال فهد يلي ماسك حبالهم بيدّه : يا أهلين !
دخل عذبي يلي تمتم " ماشاءالله " أولهم بعد ما ضمّها ، ودخل تركي يتأمل بالمثل : ما سيّر عليكم أحد للحين ؟
هزت راسها بالنفي تنتبه لوقفة جوانا اللي تسأل عن مكان المطبخ وإبتسمت تأشر لها : هناك ، أجيك الحين
دخل فهد اللي ماسك أشباله : ماشاءالله تبارك الله ، ماشاءالله قصيد تبين أعيش عندج ؟ أحرّك لج البيت ؟
نطق ذياب النازل مع الدرج : الله يحييك وين تبي بس
إبتسم فهد مباشرة تسكّر قصيد الباب وتوجهت لجوانا بالمطبخ ركض لأن ذياب يسلم على أخوانها : جوانا
إبتسمت جوانا : إنتِ كنتي تعبـانة ، أنا بسوي عشاء الحين وأسوي قهوة وماما تقول نامي عند بيبي اليوم
ضحكت قصيد تضمّها فقط ، وإبتسمت جوانا تضرب ظهرها بإن " شدّي حيلك " فقط ورجعت قصيد تطلع لأخوانها وإبتسم عذبي أخوها : يقولون الله يحييكم يامرحبا شيء
كشّرت مباشرة توقف بجنب ذياب : ليش واقفين طيب ؟
حسّت بيده إستقرت على ظهرها : راعيين واجب يودّعوني
هز فهد راسه بإيه : قلتله بروح معك قال خلك عند أختك
ضحكت قصيد لأنه قالها بنبرة شكاية ، وناظره ذياب ينتظره يكمّل وإبتسم فهد : قال لي الله يحييك الصدق بس ما ودي من يروح البر هالوقت وما فيه إلا إنت بعد ؟ أنا إنسان زلاتي واجد وأبوي بالبيت ماهو معي يردّك
ضحك ذياب فقط : البيت بيتكم ، الله يحييكم والمعذرة منكم لكن أبطيت على محمد والحلال وإلا ما مشيت
إبتسم تركي مباشرة : أهل يا ذياب ، أهل
هز راسه بإيه ترافقه قصيد لعتبة الباب ، وإبتسمت : بتطول هناك ؟ وإلا بترجع قريب بس بتشوفهم ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : بيمرني أبوي ، إن بغيتي شيء دقي علي لا تقولين بعيد ولا بالخيام ولا شيء قصيد
إبتسمت فقط تهز راسها بإيه : تمام ، إنتبه لنفسك
هز راسه بإيه ينطق " أستودعتك الله " وتوجه لسيارته تقفّل الباب خلفه وقلبها يخفق له لآخر لحظة وتكّى عذبي بهمس : ماشاءالله ، ولي وجه أقول لأبوي وش فرقي عنه
إبتسم تركي تجلس قصيد على طرف الكنبة : توقعت كلكم تجون !
إبتسم فهد أخوها يضم الشبل بحضنه : بيمرون يسلمون عليج بعد شوي ، طولنا القعدة إشتاقت لنا الكويت
سكنت ملامحها بإستيعاب إنهم بيمشون : بتمشون !
هز تركي راسه بإيه : مشتاقين حيل
كشّر عذبي لأنه يكره هالطاري بدون شيء ، وعدل أكتافه : ما يمدي باللعب أقول بروح معاهم وإلا بروح لي ديرة ، عاهدت الوالد ينتهي هالترم على ما يبي عشان يوافق
ضحكت تشدّ كتفه : لعين ود تكرم مدينة يعني ؟
هز راسه بإيه يبتسم فقط لأن أبوه وافق عالخطبة لكن بنهاية الترم وبشروطه تكون خطبة فقط ومن وقتها ما تشيل عذبي أرضه : الحين إنتم بتروحون الكويت ، وأنا بنشغل بدراستي ، وبعض الناس يعني يومين موجودين وعشر لا .. إيه يالدنيا
وقف فهد من نادت عليه جوانا عشان القهوة ، وضحكت قصيد لأنها تسمع يدندن بكل شيءّ يخص الكويت ويتغنّى بأغانيها : مشتاق الولد هذا مره !
هز عذبي راسه بإيه : اليوم كله وهو يدندن ، أبوي أول يشتغل بالملفات وكان مفعّل وضعية أبونوره يغني شوي تلخبطت إعداداته عاشت لنا الكويت وعاشوا أهلها
ضحك تركي لأنه يتذكر الموقف وكيف إستوعب سميّه ، وإبتسمت قصيد : ما سأل عني طيب ما قال شيء ؟
كشّر فهد يلي جاء وبيده صينية القهوة : ما تدرين كيف رديت هوشته عني ؟ قلتله قصيد تسلم عليك وذاب على طول بالله وش قالت لك طيبة هي الحمدلله ؟
_
« مدريــد »
جلسـت بأحد الكوفيهات تتأمل المارّة مع سحاب ، وبنات خوال نصّار الباقيين ورغم كثير إندماجها معاهم إلا إنها باقي تفقد بنات آل سليمان وإبتسمت سحاب تشوف تأمل ورد : باقي ما تعودتي ؟
ضحكت ورد تهز راسها بالنفي : مو على التعوّد بس يجيني حنين مرة
إبتسمت تأشر لها على نصار اللي واقف ياخذ له قهوة : شوفي مين هنا
لفت ورد نظرها تشوفه ، تليق عليه حياتهم بشكل ما قد تخيلته بحياتها وعلى رغم كثر الإختلاف بين تعوّده وتعودها إلا إنه - يعجبها - وما يضايقها بالشكل اللي تصورتهقلتي لي مكانكم المفضل بس ما تخيّلت الصدف
ضحكت سحاب فقط : روحي الصدفة أحلى من الموعد
إبتسمت ورد تاخذ أغراضها لأن وصلتها رسالة منه أساسًا " طولتي معهم متى بترجعين ؟ " : متى تبيني أرجع ؟
فز لوهلة لأنه ما توقع يسمع ردها صوت ومن جنبه ، وإبتسم مباشرة : هلا والله ، ما شفتك هنا !
إبتسمت ورد لثواني : محترم ما ترفع عينك وتتأمل !
إبتسم نصّار بالغرور مباشرة ، وضحكت ورد : وش ؟
هز راسه بالنفي ياخذ قهوته ، ومدّ يده ياخذ الأكياس اللي بيدها : ولا شيء ، ودك تتمشين معي نرجع القصر مشي؟
إبتسمت لثواني : وش سر حبك للمشي ما عرفت
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو فعلاً يعشق المشي : متعة
إبتسمت ورد تلف نظرها له ، وبمجرد ما صار بخالي الممر يلي مافيه أحد ، ولا يشوفه مخلوق هو إنحنى يقبّلها لثواني بسيطة تسكن هي بذهول : نصّار !
إبتسم فقط يسبقها : تعبت ، يجي السواق يشيلنا خلاص
ضحكت بذهول لأنه أخذ يدها يمشي للشارع الرئيسي تشوف السواق يلي وقف بالسيارة يفتح الباب ، ودخلت بجنبه تستوعب : نصار ، ما تحس إنك تتهور
لف نظره لها لثواني بإستغراب : أتهور في وش ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : مدري ، تنزل تتمشى لحالك تاخذ قهوتك لحالك وتمشي بالشوارع عادي وتسوي حركـ
ضحك يهز راسه بإيه : دام يمديني ما بقيّد نفسي بتجي أوقات بنشغل ، بفقد الروتين العادي ذا يا ورد ما تدرين
إبتسمت لأنها تدري وشافت إنشغال أبوه على أصوله وقالت لها أمه بإن يومًا ما ، بيصير نصّار مثله ومسح على حاجبه : الحين توها البدايات وبديت أنشغل بس ما ودي ، ما ودي يسرقني الشغل من الدنيا لو تبين الصدق أنا إنسان يحب يعيش ، يحب نظام حياته كذا ما يحب طول وقته بالشغل والأوراق وأتوقع لو جاء وقت من غير شر وإنجبرت يكون طول وقتي بالشغل ، بتركه
ضحكت بذهول لأنها ما توقعت يكون هذا جوابه ، وإبتسم : والله ، ما أمزح ترى
أشّرت على عقلها بالجنون فقط ، وإبتسم : ودي ذياب يتعلم ، علميه ياخي جيبيه كلمي زوجته شوفي حل
_
« الخيـام »
جمّع آخر الحطب بيده لمكانه يتأمل الخيام وهو رسل حتى محمد الرياض لأن وده يختلي لو دقائق بسيطة بنفسه يرتب حساباته ، ويرتب وضعه ويفكر بالأيام الجاية وش خطته فيها وش حساباته لكن بقيت عينه على مكان الخيول لوقت يفقد وجود لزام ، فعلاً يفقده وهو ما عاش حزنه عليه لأن كان كل همه قصيد ورعب قصيد وأخذ من العلف يتوجه قريب منهم يبي يشوف من أول خيل يركض له ويجيه وضحك بحزن : يدرون بك ماعاد إنت موجود
لأن ما كان يقرب له أحد إلا لزام ، والحين كلهم يقربون له بمجرد نداه والأكل يلي بيده ومسح على ناصية أحدها : تشبهه ؟ لا ماله شبيهلأن كلها مسرّجة ، وبقى سرج لزام الوحيد على السياج لأن صاحبه غير موجود ما يدري ذياب وش صار بصدره لوهلة تمره ألف ذكرى لزام ما يشابه شيء ، ما يشابه أحد وما له بالدنيا كلها إلا ذياب " يعشقه " ، يتبعه من مكان لمكان وقت يكون خارج السياج ، ينتبه له ، وما يخاف من الحلال بدون لا يعوّده هو ، يجي له وهو يتقهوى ، يجي له وهو يصلي ، وبكل وقت يجي له ولا بغى يطير بأرضه ويشدّ التراب خلفه من ركضه ، يطيّره لزام على ما يحب وما يبي ولا ينافسه خيل بقوته وما يدري كيف لقى نفسه قدام سرجه ، ما يدري كيف بقيت يده تتحسسّ سرجه ينتفض صدره : أذكر يوم سرّجك لي نهيان ، أول مرة بعد ما جابك
سكت لوهلة ، ونفض صدره مرة ثانية : يوم طلعت على ظهرك ، كنت أشوف إنيّ عالي على الدنيا كلها من قدّي وجاء نهيان يقودك ، يشدّك وأنا على ظهرك وصار ما ودي أصير عالي ، ولا أشوف أنا وين والأرض وين صرت أشوف ظهر شايبي ، وحيل شايبي ، ويدّ شايبي اللي تشدك
سكت لوهلة ينتفض صدره لأنه يذكر للآن طفولته ، وكيف كان يركب على ظهر لزام لكن ما يتركه نهيّان كان بنفسه يمسك حبل الرسن ويمشي قدام لزام يسحبه ما يترك اللجام بيد ذياب نهائيًا ولا يرضى أحد يمشيه غيره وضحك : يوم ، زعلت على نهيان يوم جاء لك وأنا على ظهرك قال لي عصب علي خلاص يقول ولدي وأدري به وبعدها قال شفت ؟ يدري بك لزام ما يطيّحك ، ما يغدرك ، يمتثل لك باللي تبيه سمعٍ وطاعة يدري بظهره ذيب وإن كان صغيّر لكنه ذيب
ضحك يشد على عيونه لوهلة من صارت الذكرى توجعه : وراح شايبي وبقيت إنت ، كبرت معي إنت وشيّبت معي إنت ، ورحت عشاني إنت ..
شتت نظره من حس إنه بينهد يتوجه للخيل يطلّعه من مكانه : تعال
هو طلعه ونيّته يصعد على ظهره لكن ما طاوعه قلبه ، ما طاوعته قدمه يمسح على ناصيته : ما بك عيب ، لكن عمري ما ركبت غيره إلا لا جيت أردّه عن ثورته ولا حدّتني الدنيا ..
لأن الخيل حرك راسه ، ضحك ذياب يهز راسه بإيه : تقول حدتني اليوم يعني ؟ ذكي بس من إنت ما عرفتك
مسح على ناصيته لأنه ما يعرف إسمه ، وضرب على عنقه يعدل لجامه لأنه بيركبه وبالفعل إستقر على ظهره بعد ما مشاه مسافة بسيطة : تعرفني إنت ؟ أنا بعرفك الحين
ضحك لأنه حرك راسه ، وشدّ ذياب اللجام يلفه يمين ، لفة كاملة ، ويرجع يلفه يسار لفة كاملة وسكن حاكم من كان المشهد تحت عينه من تركه يفز كله يرفع نفسه على خلفي أقدامه فقط وذياب على ظهره وإبتسم ذياب يضرب على عنق الخيل : تفهم ، تفهم وحش
كان يشوف حاكم حزنه حتى من إبتسامته ، لأن ذياب مع لزام " نشيط " بشكل مجنون والحين الخيل يمتثل له لكن هو به شيء ناقص ، هو فرحته ناقصة ومشى بإتجاهه : السلام عليكم
رد السلام مباشرة كان على وشك ينزل لكن حاكم أشّر له بالجلوس : خلّك ، مبطي ما ركبت أنا
إبتسم ذياب فقط من توجه أبوه يفتح البوابة يطلع أول خيل منها ولوهلة مرّته أمنياته بطفولته ، كلهم جرّبوا يركبون بحضن أبوه لكن هو لأنه كان يعرف ، ولأن لزام يخصه من طفولته كان يركبه لوحده بدون ما يكون أبوه معاه ونزل نظره للخيل الليّ ماهو لزام يمسح على طرف حاجبه من صعد أبوه على صهوة الخيل يشد لجامه : وين ناوي تروح ؟
أشّر ذياب على الحلال : بروّح لهم ، مبطي عنهم كم لي
حرك حاكم خيله بإتجاه الحلال مثل ولده ، وسكن داخل ذياب لأن ما يدري وش الشعور اللي خالج صدره بهاللحظة لكنه " مريح " ، وفيه من الهدوء شيء كثير هو وأبوه وبينهم سكون ، بينهم هدوء بدون تجريح ويتمشى معه بأرضه على ظهر الخيل وبين حلاله ، منظر يسّره فعلاً ونطق حاكم لأنه خاف وقت شاف ذياب وكيف شنّع الخيل " يرفعه على أقدامه الخلفية فقط" : لا تشنّع بخيل ما تعرفه يا ذياب
لف نظره لأبوه كان على وشك يجاوبه لكن حاكم أشّر له على خيله بشبه قلق : متحمس إمسكه
إبتسم ذياب فقط : العهدة على الخيّال ماهو الخيل
هز حاكم راسه بإيه وهو يشوف حماس الخيل الشديد لكن ذياب مو حوله ، ذياب يمسح على الناقة اللي جات قريب منه : يا ذياب إمسك لجامه لا يهج بك !
مسكه بيده يلف نظره لأبوه : ما يهج ، لو تركته ما يهج
هز حاكم راسه بالنفي : هذا ماهو لزام يا ذياب ، امسكه
لف ذياب نظره لأبوه لثواني يهز راسه بإيه فقط وهو يدري إنه ماهو لزام لكن وقت جات بهالطريقة من أبوه ما يدري ليه جات غريبة : ما قد قلت لي إمسك خيل
هز حاكم راسه بإيه : ما عمرك ركبت إلا على لزام يابوك ولزام هو يمسكك بدون لا تمسكه
لف نظره لأبوه لثواني يشد لجام الخيل اللي معاه ، وإبتسم حاكم : تبي تشوف أبوك كبر وضاعت مهارته وإلا باقي له خبرة ؟
لف ذياب بالخيل يبتسم : ودي لكن هاللي معي متحمس وإنت تشوفه لكن خفت عليك ، مبطي ما ركبت تقول
هز حاكم راسه بالنفي : أنا حاكم يا ذياب ، حاكم
إبتسم ذياب فقط يشوف نية أبوه بالسباق : والنعم
هو ما سمح له يستوعب أساسًا من نطق واحد ، إثنين ، ثلاثة وطار يسمع ضرب اللجام على الخيل وبعده كان الصهيل يلي ضحك له ذياب بالذهول : عطني علم طيب !
هو لف خيله مباشرة يفزّ لجل يلحق أبوه اللي طار بالمدى - حرفيًا - يشوف غبار خيله ، ولف حاكم نظره لذياب اللي خلفه بمسافة بسيطة : ما يمديك يابوك ، ما يمديك !
ضحك ذياب لأن يمديه ، يمديه لأن خيله متحمس بشكل مجنون لكنه هو يهديه : إن كان يمديني تحسبه عقوق ؟
ضحك حاكم بالإستحالةيرخي ذياب لجام الخيل يسمح له هو يطير ما يهدي ، ورجع حاكم يضحك من أعماق قلبه من تعدّاه ذياب يسبقه : إيه هذا عقوق يا ذياب !
إبتسم ذياب فقط يهدي خيله ، يلف نظره لأبوه وهو مليان إستغراب يمكن هاللحظة حتى بأحلامه ما تخيلّها وما تصّورها ولا توقعها وإنتبه حاكم على يد ذياب اللي تمسح على عنق خيله : تعرف تعاملها يا ذياب ، تعرف
هز راسه بإيه : يقول نهيّان تجي باللين ، ما تجي بالقسوة
سكت حاكم لأن طفولة ذياب ، أطباع ذياب ، تربية ذياب كلها إكتسبها من نهيّان مو منه وشتت نظره يبتسم : فرق السن يابوك ، فرق السن هو اللي خلاّك تفوز علي الحين
إبتسم ذياب يمسح على عنق خيله : ما فزت الله يطول لي بعمرك ، إنت روّحت المسافة كلها الخيل هج آخر شيء
ضحك حاكم وإبتسم ذياب لأنه مستحيل يفاخر أبوه بشيء ، من وهو صغير مستحيل يجرب يتكلم معه مثل ورد ونهيان حتى لو باللعب بإن " أنا أفضل منك ، أو فزت عليك " أو أي شيء من هالكلام وسأل حاكم : كيف حالها قصيد ؟ تركتها لحالها وإلا عندها أحد ؟
إبتسم ذياب يخضّع خيله اللي يلعب ، يلعب بشكل مجنون تحت يده وللآن متحمس : طيبة الحمدلله تسلم عليك ، عندها أخوانها
قلق داخل حاكم مباشرة من لمح ولده اللي يلفّ الخيل يمين ، ويسار ، وما قرّ بمحله يخضعه وحتى وهو يدري إن ذياب " خيّال " ماعليه غبار إلا إنه يقلق بهاللحظة : وش فيه هو
هز ذياب راسه بالنفي : متحمس ، به طاقة ما فرّغها
ناظره حاكم لدقائق طويلة يتأمله ، يتأمل إنسجامه معه ويمكن لأول مرة يترك خوفه على جنب ويشوف ولده فقط بدون لا يعصب عليه مباشرة بسبب خوفه وإبتسم لأن ذياب يفصل إذا صار بعالمه ، فعلاً يفصل كأن ما على الأرض إلا هو ولزام سابقًا ، وهو وحلاله ، وهو وصقوره وشنّع الخيل يخضعه ذياب مباشرة : نعوّد ؟
هز حاكم راسه بإيه وهو إنتبه إن ذياب - عشانه - خضّعه بهالسرعة وعشانه شد لجامه بهالقوة : نعوّد بس لا تشد
إبتسم ذياب يأشر على خشمه فقط لأن بالخفي - لا تشد - يعني ما بي حيل لكن ما يعترف حاكم ولفت إنتباه حاكم نور السيارة عند الخيام : كأن فيه أحد جاء ؟
هز ذياب راسه بإيه : محمد ، معه سيارتي أكيد هو
نزل حاكم نظره للخيل يكلمه : شد بس لا تشد
إبتسم ذياب من فهم إن ما وده يطير بالسرعة لكن وده يسرع وتيرة مشيه يسرّع هو خيله بالمثل ..
-
وقف محمد المذهول من المنظر اللي يشوفه من إقترابهم ، حاكم ؟ وذياب على خيول والواضح إنهم كانوا يتسابقون وإبتسم مباشرة يوقّف خيل حاكم : يامرحبا ياعم ! يامرحبا
إبتسم حاكم ينزل عن خيله : يا هلا يا محمد
نزل ذياب بالمثل لكنه بقى يمسح عليه ، على ناصيته : هذا من يامحمد؟رفع محمد أكتافه بعدم معرفة : ما له ينادونه البني
هز ذياب راسه بإيه يتأمله لثواني بمحاولة للتذكر : هذا اللي شريته أنا يوم كان صغيّر توه ؟ اللي يناشب لزام ؟
هز محمد راسه بإيه : هذا هو اللي قلت شيلوه عنه
ضحك ذياب فقط لأنه نسى موضوعه أساسًا ولا يطري بباله لأن لزام كان يتضايق منه وما يخليه جنبه نهائيًا وشاله ذياب عن لزام ينسى موضوعه تمامًا، وإبتسم حاكم لأنه يشم ريحة الحطب والقهوة : سمّه عزّام يا ذياب
إبتسم ذياب للخيل يضرب على عنقه : عزّام راعي العزم
نفض يديه يراقب عزام إلى وقت رجوعه للسياج ، وتوجه يغسل يديه خلف أبوه لأن محمد يجهز القهوة لهم وجلس بالإرتياح مثل أبوه اللي سأل : وش تقول عنه ؟
إبتسم ذياب وعينه على عزّام اللي يدور بمكانه : صغيّر توه ، ومتحمس بالحيل لكنه يطيع ، وبسرعة يطيع
هز حاكم راسه بإيه : بديل للزام يا ذياب ؟
سكنت ملامحه لثواني يهز راسه بالنفي : ماله بديل لزام ، هذا يوم جبته حتى لزام ما رضى به وشلته عنه ونسيته
ناظره حاكم لثواني من إنتبه إنه يتأمل باطن يده ، وجاء محمد المبتسم يقهوي حاكم ، ويقهوي ذياب اللي نطق : قرّب الحلال يامحمد لا تبعده بالحيل والعمال وينهم
هز محمد راسه بالنفي : أنا قلت لهم يمشون ياعم
رفع حاكم حاجبه ، وضحك ذياب : ودك تختلي لحالك ؟
إبتسم محمد فقط يمد التمر لحاكم ، ولف ذياب نظره له : شجاع وينه ما جاء ؟ مبرقعه ؟
هز محمد راسه بإيه : مزعج شجاع مزعج ياعم
إبتسم ذياب فقط : فكّه خله يسير علي ، لا تجيبه فكه
هز محمد راسه بإيه يتوجه لمكان شجاع يفتح عنه برقعه ، يفكّه لكنه ما تحرّك من مكانه يرجع محمد عندهم : شلته ، بروح أقرب الحلال تبي شيء ياعم ؟
إبتسم ذياب : ما قصرت يامحمد مشكور روّح
كان حاكم فعليًا يتأمله فقط ، يتأمله ويتقهوى فقط وصفّر ذياب يشوف حاكم بعد تصفيره شجاع اللي شدّت جنحانه بالسماء بهيمنة ، بغرور مستحيل يحوم حولهم لثواني لين نزل لمقرّه ومحله على ذراع ذياب المبتسم فقط وإبتسم حاكم : مطوّل الغيبة عنهم أشوفك مشتاق وهم مشتاقين
مسح على جناح شجاع يلف نظره لابوه : أول طول وقتي يمهم ، الحين بين اليومين والثلاث مرة وما أطوّل بالحيل
إبتسم حاكم فقط ، ورفع نظره من صوت السيارات يلي قربت منهم يسأل حاكم : تنتظر أحد ؟
هز راسه بالنفي يرفع حاجبه ، وسكنت ملامحه من كانت سيارات القصر ، سموّه وخلفه أسامة يسكت حاكم تمامًا من فُتحت الأبواب ينزلون بثيابهم ، بهيبتهم ، بشُمغهم ووقف ذياب مباشرة لأنه ما توقع : عن إذنك دقيقة
توجه مباشرة لسموه بهدوء رغم ذهوله : طال عمرك ؟
مد سموّه يده يصافحه : الله يبقيك يا ذياب !سكنت ملامح ذياب يقرأ ملامح أسامة وشدّ يد سموه بالمثل بذهول : الله يحييك ما قلت لي جاي
-
كانت عين حاكم تراقب سلام ذياب على سموه ، حارّ السلام اللي يشوفه بينهم من تمسّك سموه الشديد بذياب وذراعه وإنه يهمس له بإذنه بطريقة ما " كان يستفزه " ، ونوّر جواله بالإشعار من الفريق أول سعد " ماشاءالله تبارك الله يا حاكم ، تو يوصلني العلم رجع ذياب للوزارة ألف مبروك " تسكن ملامحه مباشرة ولف نظره لشجاع يوقف فقط ، يوقف عشان يسلّم على سموه اللي إبتسم له مباشرة : شكلنا جينا بوقتٍ غلط دامها جلسة أبو وولده لكن يشهد الله إن ذياب بمقام نايـف عندي ، ولا أصبر عنه ويوم دريت إنه هنا لحاله جيت بنفسي له
إبتسم حاكم فقط يهز راسه بإيه : الله يحييكم يابونايف ، الله يحييكم ويخلي لك نايف ويحفظه حياك
إنتبه ذياب إن أخلاق أبوه - قفلت - بشكل غير طبيعي ، ووقف أسامة قريب منهم : طال عمرك بكلمك شـ
هز ذياب راسه بالنفي : دقيقة يا أسامة ، قّلطهم بس
توجه أسامة للداخل يقلطهم ، وسكنت ملامح ذياب من تعدّاه أبوه يمشي للجلسة بدون ولا كلمة وهو كان يناوي يتكلّم معه ، كان ناوي يفهمه وما يدري ليه صار بموقف التبرير مباشرة لكنه مسح على طرف حاجبه : يا محمد
كانت عين سموه تتأمل المكان ، تتأمل الصقر اللي بوسط جلستهم من وسّع ذياب الجلسة بدل لا تكون محفوفة له ولأبوه رجّع المركى للطرف يصير هو جالس بالطرف مثل أبوه مو مثل ما كان مقابله وقريب منه : الله يحييكم
جاء محمد اللي أخذ الدلة بيده يقهويهم تتعالى الأصوات بالضجة بين سموه ورجاله وحاكم اللي يرد على سؤالهم بكيف الحال ، وكانت إشارة ذياب لمحمد تفيد بإنه يجيب باقي العمال فقط وإبتسم سموه من الصقر اللي توجه لذياب : وش إسمه يا ذياب ؟
نطق ذياب بهدوء : هذا شجاع طال عمرك
نطق مساعد سموه يبتسم : تبي تشريه طال عمرك ؟
ضحك سموّه : لك نية تبيعه يا ذياب ؟ إن كنت ناوي
إبتسم ذياب فقط : والله ماهو للبيع ، يخصّني هالصقر
ضحك سموه يهز راسه بإيه : دامه يخصك مانقربه يا طويل العمر ، ماشاءالله تبارك الرحمن ، ماشاءالله
كان يلف نظره للمدى يتأمل الخيام ، الحلال اللي صار قريب منهم ورغم إنها شبه مُظلمة لأن مافيه ضيوف لكن يقدر يتصّورها بمجيء الضيوف وما بقى على التصور من شعّت أنوارها تصير واقع ينتبه لمحمد اللي نوّرها : ما عندك إلا هالعامل ياذياب
هز ذياب راسه بالنفي : لا معه ، محمد أقدمهم عندي
كان سموه يتأمل فعليًا على عين حاكم ، يتأمل الإبل ، ويتأمل الجلسات ، والخيول ، ومكان الصقر ومسح حاكم على يده : ما عطيتنا علم يابونايـف ، إبتسم سموه بإعجاب : هذا وماهي جاهزة ياحاكم ، الله يعزه ولا يعز عليه ماشاءالله يوم يقولون لي خيام ذياب أقول يبي لنا زيارة لها والنصيب لليوم ، لو دريت كل إجتماعاتنا الأوله قلت لك بالخيام يا ذياب
ضحك مساعده : الخوف لا جينا هنا ننشغل بشبة النار والقهوة وينشغل ذياب بحلاله ويروح الإجتماع
ضحك سموه يهز راسه بإيه : صادق من يفوّت مثل هالجو ومثل هالدنيا ويقابل الورق ، ما تنلام يا ذياب
تعالت ضحكاتهم يبتسم ذياب فقط لأن همس سموّه له بسلامه ، شدته على ذراعه بالإعتذار ونطقه له بالنهاية " جاي لك أبو ، وصاحب وما جيت بالشغل وعلومه يا ذياب إنت ولدي قبل لا تصير بمكتبي وقبل لا تصير هالعلوم بينّا وأدري بالعلم كله إنت راعي حق ، ومرتك راعية حق وإن كان باقي بالخاطر شيء من هالشنب تاخذه " كان بمحله ونطقه : الله يحييك بكل وقت طال عمرك محلّك ومكانك
لأن كم التقدير واضح ، ولأن السوالف ضجّت عن الحلال والخيول والصقور والمكان فقط بدون أي سالفة خارجية أو تخص الشغل كان من حاكم السكون والإندماج معاهم لكنه يشوف نظرات أسامة لذياب ، أسامة بجنب سموه صحيح لكن نظراته لذياب مريبة ويشوف حاكم إن السوالف مختلطة ، متداخلة لكن إلتفات سموه لذياب بين كل موضوع والآخر يقوله " وش يا ذياب ، وش العلم يا ذياب ؟ وش يقول ذياب ؟ " وضحكاته صحيح بالسرور ويبين إهتمامه بولده لكن يغصّه وما يدري ليه ووقف سموّه ينطق من كانوا بيوقفون رجاله خلفه : لا إرتاحوا ، باخذ لي لفة مع ذياب حول الخيام بس
سكنت ملامح ذياب يلف نظره لأبوه اللي نطق : لا ينتظر أبونايف
ناظره ذياب يوقف مع سموّه ، ونزل على نظر حاكم اللي شاف توجههم للخيول أول شيء ومن عزّام اللي جاء ركض لذياب يضحك له سموه ، يقدر حاكم يسمع حوارهم لكنه إختار يشد تركيزه لسوالف الرجال قدامه ويشاركهم
-
ضحك سموّه من جاه بكل هاللهفة : هذا إنت راعيه ؟
هز ذياب راسه بإيه يبتسم لعزّام : توّي وتوّنا نسميه ، عزام
إبتسم سموه بإستغراب : عزّام ؟ سمي لأحد حولكم وإلا
كان من ذياب النفـي يبتسم : سمّاه أبوي عقب ما شافه
ضحك سموه يمسح على ناصيته : راعي عزم شكله ؟
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه فقط ، ووقف حاكم يدخل جواله بجيبه وهو ما عاد يطيق الجلسة : يا ذيـاب
نطق لسموه عن إذنك يتوجه لأبوه اللي واضح نيّته يمشي من نزوله عن جلستهم : بتروّح ! على وين !
هز حاكم راسه بإيه : دقت علي أمك ، بروح لها أرجعها البيت
نطق ذياب مباشرة : أروّح لها أنا وينها عند من
ناظره حاكم لثواني نظرة غريبة ينطق خلفها بشبه حدة : وتترك ضيوفك !
سكنت ملامحه لأن وش يعني يتركهم : أبوي موجود ولاولاني مطوّل لا رحت ! خلّك أروّح لها أنا خلّك ، محمـد
لأنه نادى محمد ، وترك أبوه مباشرة يتوجه لمحمد يبي مفتاح السيارة وتحت أنظار حاكم توجه أسامة مباشرة يمسك ذراع ذياب يشوف الحوار اللي دار بينهم وتأكد له بإن " إستحالة " ما يدري ذياب وما عنده خبر ولهالسبب بقى حاكم بوقوفه يبي يشوف آخرها ولمح ملامح التعجب تُرسم على ملامح ذياب اللي نطق له أسامة بشيء وسط مشيه يوقفه ، فعلاً يوقفه يلتفت له ولهالسبب نطق حاكم يستعجله فقط لأنه ما عاد يبي يجلس : ذيـاب
أشّر ذياب لأسامة بإن وقت آخر ، وتوجه لأبوه مباشرة : روّح إرتاح أروّح لها أنا وينها ؟
سكت حاكم لوهلة وهو ما كان ودّه يتكلم ، ما كان ودّه لكن يحده ذياب بهاللحظة بعد ما نطق " أبوي موجود " وبعد ما راح للمفتاح ويحاور أسامة اللي أكيد بلّغه : به شيء ودك تقوله لي يا ذياب ؟
ناظر أبوه بذهول لأنه جالس يتوتر داخله بشكل ما عهده ، بشكل آخر عهده به طفولته لأنه يحس بأبوه ويحس إنه بيمشي ما بيطيعه : وش أقول لك ؟
سكت حاكم يناظره لثواني مرّت على ذياب " دهر " فعلاً وأكثر من تبدّلت نظرته ، من نطق حاكم بيأس منه فقط : أبوك موجود ، بس بك خافي أبوك ما يعرفه دايم يا ذياب ولا تعتدل ، ما تعتدل يابوك خلّك على اللي تودّه وإقعد مع ضيوفك
سكنت ملامح ذياب لوهلة لأن وش يعني هالكلام بهاللحظة ، ونطق حاكم يرفع صوته يودّعهم بدون لا يلتفت لذياب اللي وقف عقله لوهلة يتبع أبوه لسيارته مباشرة : وش الخافي بي ؟
هز حاكم راسه بالنفي فقط يسكن داخل ذياب بذهول لأن أبوه ينظر له نظرة غريبة ، نظرة مؤلمة من الإجحاف اللي فيها ونطق مرة ثانية بذهول لأن ما قد تعرّى بعالمه عند أبوه مثل هالمرة : وش صار بي خافي !
هز حاكم راسه بالنفي يأشر له على سموه اللي رجع للجلسة : روّح له ، وتمسك به دامه يحبك وشاد حيله عشانك ومبروك الوزارة يا ذياب ، مبروك تقول وتطول
سكنت ملامحه لثواني بإستغراب : وش وزارته ؟
رد حاكم على جواله يكتم ذياب اللي كان وده يتكلم ، كان وده يسأل لكن إن أبوه حرك بهالشكل ، وإبتعد عنه بهالشكل بينهم ويدري ما بيرجع له " نفضت صدره " أكثر من إنها تحز وتنتهي ، نفضت صدره لأنه ما حسّب تطيب جروحه بضحكة من أبوه له ، ضحكة تعرف مكانها لصدره وإنه يحسه فعلاً أبوه وحتى الكف ، ماضي الكف ما عاد يعرفه ولا يحسبه بعد ضحكة أبوه لكن بهاللحظة ؟ صار وقع الكلام أشدّ من وقع الكف ومن ضرب السيف لو حصل " ما تعتدل " لأن ما يذكر به خافي أبوه ما يدري به ووقت نطق الوزارة بهالشكل هو رجّف صدره يلتفت لأسامة اللي جاء يقابله : وش وزارته ؟ أبوي يقول مبروك الوزارة وش وزارته ؟رفع أسامة أكتافه بعدم معرفة بهمس : هذا اللي بسألك عنه طال عمرك ، اللي أعرفه قلته لك ما عندي غيره لكنّ من ضمن الهواش أنا سمعت كلمة وزارة منها طال عمرك لكن ما أدري ، ما أدري وما قال لي شيء طال عمرك
ما عاد فيه بعقله تركيز حتى للكلام اللي نطقه له أسامة قبل شوي ، وقت بلّغه إنه بالصدفة سمع شجار عالي الصوت بين سموّه وحفيدته ومحتواه يخصّ قصيد يوقفه وراء هالشيء لكنه كان مستعجل لأبوه ويضمن سموّه تجاه حفيدته والحين ما عاد يدري بشيء ، فعليًا ما عاد يدري ونطق أسامة : طال عمرك ؟ ذياب ؟
هز راسه بالنفي فقط : استريح يا أسامة ، استريح جاي
ناظره أسامة من توجه ذياب لمحمد يكلمه ، ورجع يجلس بمكانه فقط للآن الضحكات تصدح ، وللآن السوالف ما وقفت لكن ملامح ذياب إختلفت تمامًا من جاء يجلس ينطق له سموه : أبوك وين راح يا ذياب ؟
مسح على طرف حاجبه فقط : للأهل
_
« بيـت حـاكـم »
تركت عبايتها بمكانها تلف نظرها له : ما دقيت على نهيان قلت أكيد نايم ولو دريت إنك معصب كذا ما دقيت ، وش صاير حاكم ؟
هز راسه بالنفي فقط يناظرها لثواني ، ورفعت حاجبها بإستغراب : وين كنت ؟ وش اللي معصبك هالكثر ؟
نطق " عند ذيـاب "يسكت بعدها ، وسكن داخل ملاذ كله مباشرة : تهاوشت معاه حاكم ؟ وش سويت له ؟
كانت منه نظرة غضب ترجّفها ، فعلاً ترجفها ينطق بالغضب : وش سويت له ؟ وش بسوي له قولي لي يعني
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق بذهول : ما أدري حاكم ما تشوف وجهك ؟ وش صار طيب وش حصل
هز راسه بالنفي يجلس: أنا تعبت ، تعبت وعلوم ولدك توصلني من غيره وهو ساكت وأنا قدام وجهه ، تعبت من طبعه ومن دنيته وتعبت من كل شيء يا ملاذ ، كل شيء
ناظرته لثواني بذهول : وش صار طيب ما فهمت ! وش
رفع حاكم أكتافه بعدم معرفة : أنا معه ، رايح له والأمور طيبة شوي إلا وربعه أهل القصور جايين له وشوي سعد راسل لي مبروك لولدك رجع الوزارة وقلت ما يدري ، مشّيتها قلت ما يدري ما جاه علم بس ماني غبي يا ملاذ ، ماني غبي يوم أسامة يشدّه يعلمه وأقوله به شيء بتقوله لي يا ذياب يقول وش
ناظرته ملاذ لوهلة لأنها ما فهمت ولا حرف من اللي قاله : وأهل القصور عنده الحين ؟ بالخيام عنده ؟
هز راسه بإيه تسكت ملاذ لثانية فقط : وتركت ولدك ؟
ضحك بذهول يناظرها ، ضحك يوقف كله على حيله بذهول : محتاجني ولدك ؟ محتاجني ؟ ما يحتاج
ناظرته لثواني لأنها تفهم شخصية حاكم بطريقة ما ، تفهمه وتفهم حتى أسباب غضبه بهاللحظة إنه ما يحس بمكانه عند ولده نهائيًا وشتت نظرها : مو شرط يحتاجك إنت أبوه حاكم ، إنت أبوه يكفي مكانك بقلبه وعنده ما يجيه أحد ولا يساويه أحد ما تعرفصرخ بغضب مباشرة يسكتها : ما أعـرفه ! ما أعـرفه !
سكتت لأنها صارت تفهم أكثر ، بطريقة ما صارت تفهم أكثر وهزت راسها بإيه فقط : تبي مكانك عند ولدك ؟ تروح ترجع له الحين يا حاكم ما تبعد عنه وقدام ضيوف ثم تقول وينه مكاني عند ولدي ، تعوذ من الشيطان
ناظرها بذهول ، وهزت راسها بإيه بتأكيد فقط يطلع خارج الغرفة ، خارج جناحهم وخارج البيت كله وهو ما يدري فعليًا وش جاه ، وش صار به يتمتم : استغفرالله العظيم وأتوب اليه ، استغفرالله ..
_
« الخيـام »
فضت عليه الخيام لآخر مرة من توجه محمد ينام ، وبقى أسامة اللي قرر يرجع معاه لكنه هو بهاللحظة إختار يترك أسامة ، ويترك محمد يمشي بعاري أقدامه على الرمل وتمدد يسند ظهره على أحد نياقه بالأرض ، وده يفكر ، بس وده يفكّر لكن من كثر ما ينفض صدره بهاللحظة هو مو قادر حتى يستوعب إن رجع تكرر فيه ذات الموقف وقت طلع من الدعوى يدور أبوه ، وهالمرة كان موجود لكنه مشى عنه ومو هنا ألمه ، ألمه إنه حاول ، وحاول بكل جهده لدرجة رجعت له أحاسيس طفولته كلها وهو يحاول يرضي أبوه وما رضى ، ما بقى معه : لا إله إلا الله رنّ جواله بإسمها يسكت تمامًا ، يسكن كله لأنه يدري بقلبها زي ما يدري بدمه هو بهاللحظة ولو تكلّم ، لو رد هي بتعرف وتدري به ومشى له أسامة : طال عمرك
قلب جواله يرفع نظره له ، وأشّر أسامة على الناقة اللي جالسة مقابل ذياب : لو جلست على ظهرها تقوم ؟
ناظره ذياب لثواني لأنه ما يبي يجلس مثله على الأرض ويسند ظهره على الناقة : خايف على ثوبك من التراب ؟
إبتسم أسامة يهز راسه بالنفي : لا طال عمرك بس بجرب
أشّر له ذياب بمعنى إجلس يجلس أسامة عليها فعلاً ، ولفت بإتجاهه يبتسم برعب لحظي : أنا أسامة
ضحك ذياب من تعبه ، من إرهاقه وحرقته فقط ومن جات الناقة تسند راسها على ضلوع ذياب وصدره يسكن أسامة : هي تضمك ؟
هز راسه بإيه لأن حلاله يلتفّ حوله بطريقة تواسيه ، بطريقة هو يحسّها يرتكي على وحدة وترتكي عليه أخرى ومسح أسامة على جبينه : وش بتسوي ذياب ؟ بترجع ؟
هز راسه بالنفي فقط وهو ما درى بالصريح للآن وما نطق له سموه بإنه رجّع أوراقه للوزارة وطلب يُلغى عنه طي قيده الأول لكن صار واضح له من جات السوالف مخفية من سموه يجسّ نبضه وهو ولا نطق بحرف : مشينا
ناظره أسامة لثواني من وقف يشدّ حيله ، ياخذ أغراضه وتوجه لسيارته يركب أسامة بجنبه : وش بتسوي بالموضوع اللي قلت لك عنه ؟ ما كان جدال عادي طال عمرك والصدق أخاف تسوي شيء لأنها وصلتها للكرامة طال عمرك حسب ما سمعت
ناظره ذياب لثواني بهدوء لأنه يقصد لجين : دامك بلّغتني ما يمديها حتى لو ودها ، ما قصرت

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن