بارت ٤٦

12.8K 208 65
                                    


-
'
ضحك عذبي يعدل شماغه : أبوي ، أنا عريس اليوم خلّك من القطّات الله يحفظك تفهم قصدي !
إبتسم تركي يهز راسه بإيه بإعجاب : عريس ، ورجّال إي والله من يوم إنك شلت الزلة عن عمك على طول
إبتسم عذبي بإعجاب بنفسه مباشرة : بالله كيف ؟ وش فرقي عن ذياب حتى هو بنفسه قال لي سياسي ماشاءالله ما فرّطت لا بعمي تميم ولا بغايتي أرضيت الطرفين
ضحك تركي يهز راسه بإيه : تُحسب لك إي والله
لفت عليه سلاف تناظره لثواني : متى كبرت عذبي ؟
إبتسم يعدل شماغه ، وهزت راسها بالنفي تنتظر الجواب وضحكت قصيد من غرقت عيون سلاف بالدموع : لا مو معقول !
لف تركي نظره لسلاف اللي " غرقت " عيونها فعلاً تتأمل عذبي المبتسم بثوبه ، بشماغه ، بعزّ شبابه بحُلة العريس ياخذ من شباب أبوه كثير بجلسته المرتاحة تماماً يرجع أكتافه للخلف يخرجون من خطبته اليوم لأنه كبر ، لأنه صار رجُل يشهد له وأول رجولته بإنه حبّ ، ونال محبوبته ياخذها ما طوّل ، وجنبه دلوعتها ، أعذب بنات الأرض بعينها ، بغرورها الأعدل بجلستها " المرتاحة " كالعادة طرحتها على أعلى شعرها فقط لأنهم بالسيارة ومُبتسمة لأخوها تشهق بالذهول : متى كبروا تركي !
ضحك تركي يلف نظره لها : كبروا وكبرنا يا سلاف ! ، شهقت تاخذ نفس : أمس كنا أنا وأبوكم شباب بأول عمرنا ! أمس كنت تاخذ وضعية الأخو الكبير على قصيد هي بالكارسيت وإنت بنفس هالجلسة يعني ترى مالي كرسي ! أنا كبير
ضحكت قصيد لأن أمها " تنهار " ، وضحك عذبي يمد يدّه لها : وللحين شباب ما تغيّر شيء بس كبرت أنا وإلا قصيد
إبتسمت قصيد تقاطعه : حتى أنا كبرت
كانت " ضحكات " صادحة من عذبي على دموع سلاف يقبّل يدها بين كل ذكرى وذكرى ترميها عن صغره وإنها ما تصدق ، ما تصدق إن ماضي الأيام كانوا بمثل هالحال تركي يسوق ، هي بجنبه ، وبالخلف قصيد وعذبي " أطفالهم " بيديهم حلويات ، ألعاب ، كُتب ، كل مشوار وما يشتهون وهالمرة كبار ، عروسة من مُدة لكن ما يتغيّر هاللقب عنها ، وعريس توّه خطب يبي جدية بحياته ولف تركي نظره لقصيد من وصلوا لبيتها : متأكدة ؟ سيارة ذياب ما هي هنا
كشر عذبي : أصلاً مدري وش جوك راجعة البيت ، تعالي معانا بكرة ترجعين لذياب وين المشكلة ؟
لف تركي نظره لعذبي اللي نطق : خلاص آسف حقك علي الحين بيخليها بعقله لين أتزوج وتجي ود ويقول خلّها عند أهلها بكرة ترجع لك وش المشكلة ؟
هز تركي راسه بإيه : وفّرت علي الوقت باقي على زواجك سنين من غير شر يمكن أنسى
عذبي بهمس : ينسى سعود وما تنسى ماشاءالله ، شماتة علي وعشان قصيد ؟ عز الطلب
ضحكت قصيد تقبّل رأس أبوها اللي يشوف القصر وحوله : لا تشيل هم ، ذياب جاي
-
'
« الخيـام »
فتح عيونه بالخيام لكن وش الخطوة اللي جابته ، كيف وصل حيّ وكيف وصلت سيارته لهالمحل بالذات ما يدري رجفت ضلوعه ، يحس العرق يتصبّب من جسده لكنه يرجف برد ، يرجف برد بدون مبالغة وفز محمد من محله بذهول من إندفاعه خارج السيارة: ياعم !
مُخيف ، حاله ووضعه مُخيف ومفجع أكثر من كونه مُخيف هو مدّ يده يستند على السيارة يشهق النفس من إنقطاعه عن صدره ، حاول يمسك محمد مع كتفه ، مع ذراعه ، مع يده لكن ما قدر إلا يمسكه من عنقه بعدم إدراك ينطق : لا يدري بي أحد ولا يجيني أحد ، روّح !
كانت يد ذياب ترتعش رغم خانق قبضته على عُنق محمد ، كانت ملامحه تتفجر بالإحمرار يشوف عروقه وهز محمد راسه بإيه " رعباً " يحاول يمسك ذياب اللي دفعه على السيارة يفهم محمد ، ويعرف محمد أحواله يناظره : يا عـ
لأنه كان يأشر له يمشي عنه فقط ، يروح عنه ويفهمه ما يجادله فز محمد لسيارة ذياب فقط يحرك خطوة ، وما كان بيحرك أكثر لو ما لمح إنه فعلاً ما يبيه وممكن يحرق المكان كله لأنه يبي يختلي ومدّ يده لجيبه يحاول يوقف رعشته ، يحاول يمسك جواله اللي طاح من يده للتراب يعضّ شفايفه من الألم : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله
-
« قصـر ذيـاب »
نزّلت عبايتها ، كعبها وما خفّ الشعور اللي بداخلها تشوف إن رسائلها ما توصله ، وما ردّ عليها للآن وما تدري وش شعور الفراغ اللي حسّت فيه بلحظة ، تشوف ساعته على الطاولة بجنب ساعتها ، عطره بجنب عطورها ، دهن العود المفضّل عنده بمكانه ، منشفته اللي على السرير ورجف قلبها بذهول : ليه تلحقين كل تفصيل قصيد !
ما سكن قلبها تتأمل ، كبك ثوبه بجنب خواتمها وتأملت أنواع السبح عنده لكن هو يكتفي بسبحة نهيّان دائماً ولفّت تتأمل غرفتهم لثواني طويلة ، تفكّر بأحداث اليوم و "سعـود " اللي ما تصدّق ردة فعل ذياب عليه للآن ، متشفّق على مايقول وتقول عيونه وعضّت شفايفها لثواني : متشفّق ، وتقول لي بدري علينا الكل يسأل وإنت تقول لا وحتى لما سألت أنا قلت لي لا ، خوف ؟ ما نبي ؟ ليه متشفق لو ما نبي ؟
شتت نظرها من تذكرت رعشة يده ، رعشة يده اللي بكل مرة وقت تصير قدامها هي تعرف إن وده يبترها ولا تشوفها وعضّت شفايفها لثواني : المشكلة إني أعرف البلاء كله من أعصابك ، وأعرف لو لمستها بتحترق وأعرفك قوي ما تحب الضعف بس مو كل شيء بيدك
مدّت يدها لساعته تشوف الوقت وتنهّدت من أعماق قلبها من الشعور الغير طبيعي اللي يداهمها : يارب
توجهت لجنب الشباك تنتظر ، أو تحاول تصبّر نفسها بإنه جاي بأي وقت لأنها رسلت له " رجعت البيت " وسكن قلبها من دخلت سيارته فعلاً ، سكنت ملامحها تحس بضجة قلبها مستحيلة : جيـت
طفت أنوار السيارة ، وطفى محركها يُفتح الباب لكن قُلب داخلها كله برعب من ما كان ظهره ، ما كانت هيئته المترجلة من السيارة كان محمد ترجع خطوتها بذهول : محمد ! ليش محمد !
سحبت الوشاح من جنبها تركض للأسفل مباشرة : محمد
هي فتحت الباب على آخر لحظة قبل إبتعاده عن السيارة بعد ما ترك مفتاحها ، ووقف يحاول يعدّل ملامحه لكنه هو ينتفض هز برأسه فقط يبين إنه يسمعها وسكنت ملامحها لأنها تشوفه يعطيها ظهره ، هذا إحترامه صحيح لكن هالمرة تحسه يخبّي شيء : ذياب وين محمد ؟
سكت ، ورفع أكتافه بعدم معرفة تنطق هي برعب مباشرة : محمد سيارته معاك ذياب وين ؟
هز راسه بالنفي يشتت نظره : يجي إن شاء الله
نطقت بكل هدوء : يجي ان شاء الله ، بالخيام صح ؟
ما تكلّم ، ورجف قلبها تحس السوء مباشرة : محمد
هز راسه بإيه : في الخيام لكن شوي ويجي ان شاء الله بس هو عشان قال يمكن ، يجي بعد شوي
كان يتلعثم ، يدور حجة يصرخ من توتره وتشوف هالشيء بشكل يرعبها ، يكتمها :يجي بعد شوي ؟
_
« الخيـام »
إشتعلت ملامحه من شدة الحرارة يحس العرق يتصببّ من جبينه ، يشوف يديه اللي يحس حجمها " أضعاف " ، وثقلها غير عادي مو قادر يحركها هو رمى بنفسه كله على جلسته الأرضية يركي ظهره على المركى خلفه تبدّل المكان بعقله ، تبدّل ما عاد يشوف نفسه بخيامه ولا البر ، ولا عاد هذا عمره يشوف ذياب قبل سنين ، يشوف إن خطوته تمشي بعدم إرادة منه ، يشوف مروره بأرجاء بيت نهيّـان الساكن يتوجه لغرفة وحدة بيفتحها وصرخ عقله الحالي " يردّه " لكن ما يسمعه يمسك مقبض الباب على أقّل من مهله ، يسحبه تجاه جسده عشان وقت يردّه للخلف يفتحه ما يطلع الصوت ، ما يزعج نهيّان " النائم " وبكى عقله بهاللحظة يصرخ " لا تدخل ! لا تصحيه " لكن هو يمشي ما يسمعه ، وهو فتح الباب على نور الغرفة الخافت يشوف جدّه اللي يغطيه لحافه كلّه رغم إن الجو مو بارد ، مشيت خطوته وهو يشوف نفسه ، نفسه بعمره الحالي واقف مثل الجبل تماماً بدون إنهيار ، بدون تعبير ، بدون ملامح ، واقف مثل وقوفه بعزاء متعب بالضبط وتجاهل نفسه يمدّ يده لجدّه بهمس :نهيان ، أبوي
ما صحى على أول نداء ، ولا ثاني نداء ، ولا ثالث نداء ، ولا رابع نداء وقت رجفت يدّ ذياب بالقلق ينزّل اللحاف عن ملامح جده :نهيّـان !
فتح عيونه يتنفّس ذياب ، ترتخي أكتافه مباشرة بإرتياح من طلعت من نهيّان " تمتمته " أو تنهيده خفيفه لكنه صحى ، هذا المهم ومسح ذياب على ملامحه : الفجر
هز نهيّان راسه بإيه يناظره لثواني بإنه بيقوم ومد ذياب يدّه للمويا يجلّس جده :بك شيء؟
'
هز راسه بالنفي يشرب ، يغيّب عن الدنيا يشوف ذياب قطرات المويا اللي تتمردّ على ملامح جده من شدة ضعفه ، وإرتجافه ما إرتوى لكن تناثرت عليه ومد يده يمسحها عن ملامحه بقلق بعثرته كله إبتسامة نهيّان الخافتة ورجف داخل ذياب يسمع إقامة الصلاة ما كان يعرف وجه الموت ، ما يفهم وش وجه الموت خصوصاً بوجه نهيّان اللي نطق إسمه بالقوة " ذياب " ترتجف حروفه ، يزيّف الإبتسام ورجف داخل ذياب يقبل يده بقلق
: عونك ، آمرني عونك
شدّ يد ذياب يقربه ، ما كانت تُحس شدته لكن ذياب يفهمه وقرّب لين صار يجلس بمستوى راسه ، يشوف إن جده حاول يرفع نفسه يسند راسه على حضن ذياب ومدّ ذياب يده الأخرى هو يجلسه بقلق يرفع صوته : أبـوي
هو نطق ينادي أبوه لأن حال نهيّان غريب ، من إرتكى نهيّان على حضنه يشدّ يده ولمح إنه ما يشوفه ، ما يحسّه ومُغيّب عنه لكن طلعت منه إبتسامة ، إبتسامة للآن يصرخ من أثرها ذياب وشدّ يده برعب من لمح يمينه ترتفع سبابتها يشحب عالم ذياب كله ، ينتهي : نهيان !
هو تشهّد ، هو زاره الموت يقابله بالإبتسام لكن دمعة حارة نزلت على ملامح نهيّان ما يدري من عين نهيّان نفسه ، أو من عين ذياب اللي مسحها مباشرة عن ملامح جده اللي بحضنه بعدم تصديق : نهيّان أبوي ، نهيّان !
نطق نهيّان مرة ، مرتين ، ألف ما رفع صوته بولا وحدة منهم لأنه الأكيد نايم وعالي الصوت يزعجه وحتى ثقل جسده على جسد ذياب اللي يأكد موته ، رحيله ، غيابه ما صدّقه ذياب اللي صار يهزّه برجفة : نهيّـان !
دخل حاكم اللي يلبس شماغه وخلفه عناد ، ونهيّان أخوه : ما صحيت جدّك يا ذيـ
بين ذياب اللي نهيّان " جثة " بحضنه ، وبين ذياب الوهم اللي واقف بزاوية الغرفة يشوف المشهد على عينه بعمره هذا كانت تحترق مشاعره ، تلتهب روحه يشوف سكون حاكم اللي وقف بمكانه ، عمه عناد اللي دفّ كتف حاكم يدخل بذهول يمد يده لنهيّان اللي بحضنه : أبـوي ! وش فيه أبوي ذياب ! ما قام معك !
'
كانت نظراته تتشتت بين ملامح ذياب اللي ما نزلت دموعه ، ما نزلت منه إلا حارق الدمعة الوحيدة أول واللي تأكد إنه من عينه مات داخله ، وبين أبوه الواقف ولمح شيء مشترك وحيد ، مرّ العالم بينهم من إندفاع عناد لأبوه ، ومن نهيّان أخوه اللي توجه يهز سميّه يتأكد مثل عناد كان الوقت سريع ، والحدث سريع لكن على ذياب اللي بحضنه نهيّان ، وعلى حاكم الواقف عند عتبة الباب كان يمر ببُطء ، مثل بُطء الموت وقت ياخذ وجه تحبه روحهم يعذّبهم بكل لحظة ، بكل ثانية صرخ داخله بألم ، بوجع من تمتم أبوه " لا حول ولا قوة إلا بالله " ياخذ برأس نهيّان أخوه ، يوقّف عناد اللي إنهار يبكي على حضن أبوه اللي هو أساساً بحضن ذياب ياخذ براسه ، ذياب اللي لو ما كانت دموعه تنهمر على ملامح نهيّان يمسحها بالإرتجاف ، بسرعة لا تضايقه يمكن ما كان يستوعب إنه يبكي ورجع يتكرر المشهد ألف مره بعقله ، على عين حضوره الوهمي وصرخ داخله من إستوعب بتكرار وحيد إن بإندفاع عناد ، وإندفاع نهيّان هو تعلّقت عينه بعين أبوه يبيه يكذّب الحال ، يبيه يقول له ما مات نهيّان ، يبيه ياخذ بيده يبيه بس ينطق إسمه على الأقل يخفّ الصدمة عليه وبدلاً منها ، قطع حاكم النظرة يشتتها ينطق " لا حول ولا قوة إلا بالله " وأخذ رأس نهيّان أخوه ، ورأس عناد عمه ورجع يمرّ الوقت ببُطء كارثي على ذياب اللي تنهمر دموعه مات نهيّان بحضنه ، ماتت دنيته بحضنه ولا مدّ أحد له يده يقوّمه لين تشبّعت روحه من الموت ، تشبّعت نفسه من جثة نهيّان اللي بحضنه يبكيه ، يبكي حياته ، ويبكي روحه ومشى ذياب لصُورته اللي نهيّان بحضنه لكنه عجز يوصله ، عجز يقرّب منه وتحترق روحه على الوجع اللي يحسّه من الإثنين ما عاد عرف كيف يتنفّس ، ما عاد تذكّر كيف يتنفس يحس إنه يُكتم واقعاً لكنه عالق بالذكرى مو قادر ، عالق بغرفة نهيّان وموت نهيّان مو قادر يسرق نفس بالواقع ويحس إن كونه يهتز ما يوعي غير بكاء نفسه على نهيّان ، يسمع صوت يناديه لكنه ما يوعيه ..
-
صرخت برعب لأنه ما يحسّها ، لأنها تشوف إنه ما يتنفس وتشوف عيونه اللي شحبت من كتمته تبرز عروق بالأحمر داخلها ، تشوف غرقها بدموع عيّت تنزل وتعرف إن روحه تتوجع لكنه ما يحسها وما يسمعها وصرخت تضرب صدره : ذيــاب !
شهـق يتنفّس ، شـهق يوقف نفسها هي من شهقته ، من كان ما يستوعب ولا يوعي لكنها تشوف عيونه تفيض حُرقة ، تفيض دمّ لو نزل على خده بيحرقه وبكت مباشرة من رعبها عليه ، على حاله : ايش ذياب ايش !
'
هو نُزع من عز الألم لوجودها قدامه ، بخيامه يرجع لواقعه مستحيل جات ، مستحيل يشوفها قدامه وهز راسه بالنفي لأن عقله يفصل ، لأنه ما يوعيها ووقت بكت تسأل وش فيه هو بكت روحه داخله ومدّت يدها لملامحه من حسّت إنه ما يستوعبها : ذياب
ما زال ما يستوعبها رغم إنه يحسّ يديها اللي تتحسسّ ملامحه على حارق ملامحه ، يديها اللي تمسك وجهه ، وما زالت دموعها تنهمر على خدها من رعبها عليه لين عجزت حلولها ، عجز نداها يصحيّه هي مدت يديها تضمّه كله من رعبها ، من حرقتها هي لأنه ما شدّ عليها ما يوعيها : بس كلمني ذياب ، أنا هنا ! قصيد هنا ذياب
لأنها ضمّته كله ، لأنها رفعت يدها لنهاية عنقه من الخلف تضم رأسه وتحسّ حرارته تفوح من تحت ثوبه ، من عنقه ، من كلّ مكان فيه ما تحسّه إلا نار ، لهيب ، جمرة مشتعلة بحضنها وضيّع كونه ذياب صار يحسّها ، يحس حضنها ، يحسّ متكرر قبلاتها بدموعها بين كتفه وعنقه عشان يستوعبها ويردّ وهو يستوعبها لكنه ما يستوعب نفسه كل أطرافه مخدّرة ، ثقيلة وبعّدت مسافة تمدّ يدها لملامحه : ذياب
ما يدري تأثير الحرارة ، أو تاثير حرقته لكنه يشوفها " تشعّ " كأنه بحلم : قـصيد ؟
لأن نبرته كانت ترجف ، لأن حروفه بالقوة شكّلت إسمها تشوف عيونه اللي " تحترق " بدمع ما يخفّ ولا هلّ يرحم عيونه اللي شحبت مثل كل ملامحه هي بكى قلبها مباشرة تهز راسها بإيه : قصيد ، عونك
لأنها نطقتها يسمعها منها ، يحسّها منها هي سطّرت نهايته وأكثر من ضمّها كلها بدون مقدمات تنحني تغطّي ملامحها بكتفه لأنها أجهشت من بُكاها من شَدته ، من إحتياجه وضعفه الواضح هي ما تشوفه لكن تحس إن الدمع حرّق ملامحه وبالفعل نزلت دموعه تقتله بالألم ما كأنها دموع ، ولا الأشد الدم ، كانت أشدّ منها كلها تفيض من عينه بشكل حارق يقتله مرّ وقت ، مرّ وقت ما تحركت هي ، وما خفّت شدتها عليه مثل ماخفّت شدته عليها كأنه يتمسك بآماله ، بحياته ، بلفحة البراد وسط شديد لهيب الحر والقيظ ، بالماء وسط شديد عطشه والظمأ ، بالرضا وسط السخط ، وبالحياة وسط الموت وأخذت نفس من حسّت بيده الأخرى تفك ظهرها ، ترتفع لملامحه وبعّدت مسافة بسيطة تسند ملامحها على خدّه من بعد حتى هو مسافة بسيطة ورفعت نظرها له تشوف نظراته ، مع ذياب وحده هي عرفت كيف ممكن تسكت الحروف ، تخرس الأصوات ، وتصرخ العيون ، تسولف بشكل يترّك شفايفها تختار الطريق الأقصر تضمّد جروحه بقُبلات خفيفة ، عميقة يرتعش لها ذياب كله وبعد لحظات من سكونه ، من إستيعابه هو نطق يلف نظره حول الخيام : من جابـك ؟ مع من جيتي ؟
-
كان منها النفي لأن مستحيل هذا يكون إهتمامه وسط مفجع وضعه وحاله : مو مهم ، ذياب أ
هز راسه بالنفي يلف نظّره للمكان ويده لا زالت تمسك ذراعها تعرف إنه مستحيل يرتاح ونطقت هي : محمد
سكن داخله يناظرها لثواني هو يضمن محمد على روحه بس بنفس الوقت فكرة مجيئها مرة ثانية ، وحدها ، ترعبه وإنتبهت لعينه ، إنتبهت تفهمه ومدّت يدها لخده تحنّه : تخوّفك جيتي لحالي ؟ ما تخوّفني أنا وبعيدها مرة ، ومرتين ، وثلاث ، وألف بكل مرة أعرف فيها إنك
كانت تشوف ملامحه بشكل يهزّ نبرتها بالقوة تكمل : إنك هنا ، بدوني وبدون ما تعطيني خبر
ما تكلّم يتأملها فقط ، وعضّت شفايفها لثواني لأنها حتى الخيام بهاللحظة ما تبيها : نروح بيتنا ذياب ؟
ما كان منه الكلام يتأملها ، يحترق قلبها لأنها تشوف أحواله لأول مرة كأنّ داخله ، كونه ، إحتراقاته ، كلها شفافة قدام عينها وشتت نظرها لثواني ترجع تضمّه فقط ، تاخذه بحضنها لوقت طويل يحسّ قبلتها الطويلة لعنقه بالهدوء فقط وشدّ على ظهرها يسكن ، كله ساكن بشكل تبكيه هي لأن ذياب ؟ والسكون ؟ هذا ما يصير إلاّ من شدة وجعه ، من شدّة ألمه ورجفت شفايفها لثواني : خفت كيف ما تكلّمني ، كيف ما ترسل لي وأعرف مايردّك شيء ووقت جاء محمد ، وقت شفت محمد حسيّت
هي تعرف إنه يكسر صمته بكلامها هي ، ورفعت أكتافها بعدم معرفة : ما أدري وش حسيّت ، لقيت نفسي أجبره يجيبني لك وإلاّ جيتك بنفسي ما أحتاجه
ما كان منه كلام ، وعضّت شفايفها لثواني ترجع قدامه ، تقاوم غرق عيونها بالدموع : أنا مين ذياب؟
كان سؤال واحد منها بهالنبرة يهزّ كونه ، ترتعش له يده ، وترجف له نظرته بين الشحوب ، والأسى وشتت نظره فقط يمسح على ملامحه ، يتدارك حطامه ..
_
رفعت شعرها للأعلى تربطه كله ، تاخذ نفس من كثر شعورها بالكتمة وهي تسمع صوت الماء ، وإنهماره الطويل لأنه طوّل بالشاور على غير عادته تعرف إنه يبي يبرد ، يبي يتخففّ من نفسه لكن الواضح إن ما يمديه من الخيام ، لمجيئهم وهو أشبه بالجثة تماماً وما تخطّت فزعها لهاللحظة هي صرخت بمحمد وقت حاول يردّها بقوله " يبي يجلس لحاله " ، " قلت لا والحين أقولك بعّد عن السيارة وإلا بقول له إنك تردّني محمد ! " ووقتها بس هجد محمد من محاولاته لمنعها ، أو إنه ما يوافق يرجّعها للخيام ووقت ركبت سيارته ، وقت شمّت عطره فيها ولمحت الأوراق بالمقعد الأمامي تطلب من محمد يمدّها لها هي صرخ قلبها ، تفجّر قلبها لأنها تعرف نهيّان عنده ، وتعرف إن الصور مستحيل تكون منه مثلاً ووقتها بس نطق محمد " تعبان عمي ، معصب وتعبان أنا أخاف يهاوش الحين يقول ليش تجي محمد ما يحب يجي أحد " وماساعدها محمد ، ما خففّ قلقها ما حسّت كونها وقت وقفت السيارة تشوف جواله اللي ينوّر بالتراب بالأرض ووقفت رعب من بشع الإحتمالات اللي تبددّت كلها وقت رفعت عينها له ، ساكن ارتكاءه بوسط الخيام وبعالم آخر تماماً ، مغيّب بشكل مفجع حتى وقت إرتمت بجنبه بعد ركضها تصرخه ، تكلّمه ، تناديه ، تحاوله ، هو ما ردّ عليها إلا بعد ضربها له لأنه مو حولها وما كان يتنفّس حتى وفزع داخلها من صوت الباب تفز برعب : ذياب !
هو سكّر الباب على مهله لكن لأنها للآن بمنظر الخيام هي فزّت ، وعضّت شفايفها لثواني تمشي له : تمام ؟
هي مدّت يدها لجبينه لأنه كان ، ولا زال يشتعل حرارة ما يخفّ ومد يده ليدها بهدوء ينزّلها : الحمدلله
ما ردّت عليه تاخذ منشفته اللي نزّلها ، اللي كان يجفف بها شعره بهمس : الحمدلله
هي أخذتها بيدّها ، وهي مدّت يدها تجفف له صدره تشوف إنه شغّل المكيف ونزل نظره لها : وش يدرّيك بي
قصيـد بهدوء : شفت محمد وقت جاء
هز راسه بالنفي ما كان يقصد مجيئها ، يقصد كيف حسّت بحاله ورفعت نظرها لعينه اللي تصرخ بالإحمرار ، بالحرقة بكل أجفانه ، إرتخاء رمشه وعضّت شفايفها لثواني تنزل نظرها لصدره : ما أعرف ما كان قلبي بمحلّه ، طوّلت ما رديت ، ما رجعت وأعرف ما يردّك عني شيء
ما كان منه كلام ينزّل نظره ليدها اللي شدّت على منشفته ، وشتت نظرها : ملابسك هنا بجيب لك مويا
هز راسه بإيه فقط من خرجت خارج الغرفة ، ومدّ يده لشورته يلبسه وتوجه للسرير يجلس ما أحد يتخيّل التشويش ، والفوضى ، والإزعاج والسكون بنفس الوقت بعقله بهاللحظة ودخلت بعد دقيقة تشوف جلوسه على السرير ساكن تماماً ، أنظاره للأرض تعرف لو ما بترت سكونه بدخولها بيُسرق لعالم آخر وتوجهت تمدّها له ، تجلس بجنبه يشتت نظره لثواني ينطق : بك خوف ، مني
هزت راسها بإيه تردّ عليه بنفس كلامه بهمس : بي خوف
رفع نظره لها ، وكمّلت : عليك ، مو منك
هز راسه بالنفي لأنه يعرف أحواله ، يشرب وما يحسّ إنه يرتوي نهائياً ولمحت هالشيء من ترك الكوب فارغ تماماً : أجيب لك ثاني ؟
لأنها كانت على وشك تقوم هو مدّ يده يجلّسها ، يقطع وقوفها وسكتت يتكلّم هو : لا ، قصيد
عضّت شفايفها لثواني مباشرة برجاء ، برعب إنه بيفكّر يعتذر لها عن حاله ، أو ينغلق على نفسه فقط ويرجع لإحتراقه لوحده من جديد : لا تقول لي الأمور طيبة ، ولا تقول لي ما بي شيء ذياب لا تبعدني عنـ
هز راسه بالنفي بهدوء : أبي حضنك قصيد
بُترت حروفها تماماً تشوف عينه ، تشوف كيف نطقها يوعيها ، ويعنيها فعلاً على عكس توقعاتها ما تكلّمت هي رجعت جسدها كله للخلف ، تدخل لداخل السرير ورجّع ذياب نفسه ياخذ نفس لكنها ما توقّعت لو لحظة ، لو ثانية وحده بإنه يختار وجهته شفايفها قبل حضنها يقبّلها ، يقبّلها ينبض عنقها مباشرة يعرف إنها بتمّد يديها لوجهه وبالفعل ، تنّفس من كان إحساسه بيدها على خدّه ، بأناملها ولوقت طويل ما إكتفى لكن ودّه يوقف عند هالحد لأنه يُسرق من نفسه ولا وده ونزل يتمدّد بحضنها تعرف إن ودّه يتوارى عن نفسه ، عن الدنيا كلها بحضنها ومدّت يدها لشعره تعضّ شفايفها لثواني ترجّع ثباتها ، تاخذ نفس من أعماق قلبها هي تنتظره يتكلّم لكنه ساكن تحس بحرارته نار تحرق ملابسها توصل لأعماقها وماكان منه كلام يغطّي ملامحه كلها بحضنها ، بصدرها : كلّمني شوي ذياب
من كثر تجمّع الألم بحلقه ، السوالف ، الصدمات ، المشاعر هو نطق تتبدّل نبرته تماماً : كان يقولها لي ، إن ناديته ، وإن ما ناديته لا شافني قالها .. عونك نهيّان
سكت لثواني تحرقه نبرته لأن بعمره ما سولف لأحد عن نهيّان : يقولها لي ولا يرضى غيره يقول لي عونك ياذياب ، ما قالها لي أحد غيره ويوم قلتيها
رجف داخلها لثواني ، وكمّل يحس إن راسه ينبض من الحرارة لكن شعور يدها يسرقه : قلتيها مثل ما يقولها
نزلت يدها لأكتافه تحسّ إحتراقه ، وعضّ شفايفه لثواني داخله ينهار ، داخله يشتعل من مشاعره : نهيّان
تاهت حروفه ، تاهت كلماته كلها كيف يشرح لها ، كيف ينطق لها ونزّلت نظرها له لثواني : ليه ما يرضى
حُرقت محاجره من أول وجديد لأنه كان يغضب على اللي يقولها ، وما يعنيها يقولها لمجرد رد النداء : ما يعنيها أحد مثله ، إن كنت بحاجته وأخفيت وإن ما كنت بحاجته
فهمت ، ما تعرف كيف لكنّها فهمت كل علاقة نهيان بذياب من هالجملة ونطقت : تحبه
سكت لثواني طويلة تحسه يشبّ بحضنها وما عاد قدر يتكلّم أكثر لكنه نطق بعدم شعور : عشت موته
نزّلت يديها لوجهه لأنها تبي يرفع نفسها تشوفه من جديد لكنه رفع يدّه يقيد يدها ، يقيدّها لشفايفه يقبّل باطنها لوقت طويل يرجف قلبها ، رجف داخلها كلّه لأنه حاول يكتم تنهيدته لكنه ما قدر يهتزّ لها داخل قصيد كله ونطق بإرهاق : تعبان
نزلت نظرها له لأنه فعلاً مرهق ، فعلاً متعب وهزت راسها بإيه تخللّ يدها الأخرى بشعره : أشوف ، ننام الحين ترتاح
يعجبه شعور السكون اللي يحسّه بهاللحظة ، يدّها بحضن يده قريب وجهه ، ويدّها الأخرى بشعره وهو كله متمددّ بحضنها وغفى بعد دقائق بسيطة ، غفى تاخذ قصيد نفس من أعماق قلبها لأنها تعرف إن الذكريات استنزفته تماماً وودّها بس يتهنى بنومه تقفّل النور من جنبها ، ينتهي حيلها مثل ما إنتهى حيله
-
'
« مدريـد »
ما كانت تقدر تمسك ضحكاتها ، ولا تخفف قبضتها على جاكيته وإحتضانها له يمرّون بالشوارع مرور الشارع الواحد وهذا إحساسها من السرعة ، يحب هذا الوقت بسكون السُكان ، هدوء الشوارع بهالمنطقة وشبه خلُوها وإبتسم نصار يصرخ لمسمعها : وش نوقّف ؟
هزت راسها بالنفي تصرخ له لثواني : لا ، نصّار بنزل يدي
ما كان قادر يسمعها لكنه يحس بإنسحاب يدّها عن جاكيته ينطق مباشرة : ورد لا تنزلين يدك عني !
هزت راسها بالنفي من مسك يدها مباشرة : بجرب نصّار !
كان منه الرفض يشدّ يدها بقوة على وسطه لأنها تبي تجرب ثبات جلوسها بدون ما تمسكه ، تبي تحرر يديها بالسماء لأنها على حسب ما تشوف من نصّار دائماً ، شعور ما يشبهه شعور ولف نظره من حررّت يديها عنه فعلاً ، لف نظره يشوف يديها بالهواء ، يشوف شعرها اللي تلعبّ به الريح بأشقر لونه اللي غيّرته من مدة ولاق عليها يكسر ظلام الليل بنوره وإبتسم من رجعت تحاوطه لأن صار وقت الإنعطاف بالطريق ، صار وقت وقوفهم ونزولهم بمكانها المفضّل منعزل عن الكل ، بس يسمعون ضجيج الشارع والسيارات ونزلت تسحب وشاحها وإبتسم ينزل خوذته : وش الجنون اللي تسوينه ؟
إبتسمت من مدّ يده كالعادة لخوذتها : حلال عليك حرام علي ؟ حارمني من الشعور هذا طول الوقت نصار ليه !
رفع حاجبه لثواني : جبروت مني وإلا ليه أحرمك منه ؟
ضحكت لأنها تعرف إنه من خوفه ، وإبتسمت : تخاف ؟
كشّر فقط ياخذ نفس من أعماقه ، يمسح على دبابه بالإبتسامة : وحش ، وحشي
إبتسمت لثواني تجلس على الدباب مثل جلوسه ، يقابلون المدى قدامهم وخوذته بيدّه ، وخوذتها بيدها : قبل كنت أحسه فعلاً مخاطرة ، يعني عالم أحب أشوفه بدون ما أكون جزء فيه مستحيل ولا أتخيل حتى
ضحك لأنها هي الحين كل ما طفشت ، جات له بمعنى بنطلع بالدباب وما يحتاج تقول هو يفهمها أصلاً : والحين
إبتسمت بذهول : الحين ودي أتعلمه بنفسي ما أركب وراك وبس ، يعني بالعربي أبي التجربة كاملة
ضحك يهز راسه بالنفي : تبينهم يقصّون راسي ؟ وش تبين
إبتسمت لثواني تتأمله ، وأخذ نفس من أعماق قلبه يمسح على يديه : أحبه ، أحبه صدق ورد ماهو بس كذا
هزت راسها بإيه ، وإبتسم يشد خوذته : يعني مع ضغط الشغل ومثل ما تشوفين الغربة ، يمكن لو ما كان عندي ولا كنّا نطلع به أجنّ والله ما أداني الروتين !
مدّت يدها لكتفه ترتكي : بس أهلك هنا ، ما أحسها غربة
إبتسم نصّار لثواني : بعيد عن الرياض ؟ غربة لو الأهل كلهم هنا أبوي طول عمره هنا وللحين يحنّ ، للحين ينتظر تقاعده يبي يرجع الرياض بأي شكل وهم رافضين
هزت راسها بإيه يفتح جواله ، وضحكت لثواني من خلفيته تمد يدها : جديدة ما قد شفتها !
رجع يقفل الجوال عشان توضح لها ، ورقّ قلبها مباشرة كانت الصورة بالبر ، عند الخيام تشوف هالشيء من الإبل البعيدة بكل مكان لكن كل الصورة كانت دبابه ، عليه خوذته ، وبجنب دبابه ناقة من الوُضح ترفع راسها للمكان ، وبالجنب الآخر لِزام الواقف لكن راسه ينحني ليدّ تمسكه ، تمسح عليه تميّز ورد من وضوحها إنها يد ذياب وغرقت عيونها بالدموع يضحك نصّار مباشرة : متخيلة ؟ يوم شفتها مدري وش صار لي ، مدري وش جاني رجعت أتذكّر كل شيء ، من أول يوم عرفت فيه ذياب كيف صرنا سوا ، كيف صار كل شيء لي وحنّا ، حنّا مختلفين بكل شيء لكن ولا مرة ، ما أذكر مرة قال لي ياسخف إهتمامك يانصّار ولا مرة قلتله وش دنياك ذي ؟
إبتسمت لثواني تلف نظرها له : مشاعري كانت على وشك تفيض لكن الواضح مشاعرك فاضت وخلّصت
ضحك يهز راسه بإيه : أنا راعي سفر ، وهو راعي محلّ لكن وين ما قلت له ، قال تم ، قطر ؟ تم ، دبي ؟ تم ، عمان ؟ تم ، جدة ؟ نجرب بحرها ، أبها ؟ بهيّة بالحيل عسير الباحة كل الجنوب تم والشمال وحايل ؟ العقال مايل تم
إبتسمت لثواني لأنها تتذكر سفراتهم ، وإبتسم هو بشوق : دنيا
لفت نظرها له ، وضحك يبتسم : بس بهالدنيا كلها ما تخيّلت مرة آخذك إنتِ زوجتي ، زانت لي بالحيل الحمدلله
ضحكت ترجع شعرها للخلف : وما تخيّلت مرة تصير زوجي أساساً ، يعني نصّار ؟ مدري ما توقعت ولا مرة
نصّار بغرور : إيه كذا شخصيتي ما أجي على التوقعات
كشّرت ، وضحك يقبّل خدها تبتسم ورد فقط لأنها وقت لفّت بإتجاهه هو مدّ يده لملامحها تقابله يقبّلها بالهدوء ، يقبّلها لوقت طويل وإبتسم يرجع نظره بهدوء للمدى مثل إبتسامها هي بالضبط من دخّلت يدها بذراعه تتكيّ عليه..
-
« بيـت حـاكم ، العصـر »
لفّت ملاذ نظرها لحاكم اللي سارح بعالم آخر مو حولها ، ولا حول سعود اللي بأحضانها نهائياً : حاكم وين وصلت
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماقه : معك ، وينها ديم
إبتسمت ملاذ لسعود اللي يبكي شوي ، يسكت شوي ، وينام ويصحى كل شوي : نايمة ديم أخذت الولد عنها
مدّ يده ليد سعود اللي بحضن ملاذ ، وإبتسمت لثواني : يشبه نهيان ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : يوم قلت ذياب يشبهني قلتي توّ ما بينت ملامحه ياحاكم ، تبين تعيدينها ؟ ما بيّنت
ضحكت تهز راسها بإيه : ثلاثين سنة وما نسيت يعني ؟
هز راسه بالنفي يبتسم لسعود : بيطلع شبه أبوه نهيّان
إبتسمت ملاذ لثواني تتأمل سعود النائم ، ورفع حاكم نفسه تبتسم ملاذ : تتذكر ولادة نهيّان ؟
دخل نهيّان اللي يعدل ثوبه : الطيب عند ذكره ماشاءالله ! أوه الشيخ سعود هنا وين ديم أجل
إبتسمت ملاذ من جاء يقبّل سعود : وينك عنهم اليوم ؟
هز راسه بالنفي : طلعت تغديّت مع العيال ، ليه وش صار
ناظرته ملاذ لثواني : وش ما صار اليوم كل شوي أسمعه يصيح وتصحى له ديم ويصيح وتصحى له وإستحيت أروح لها آخر شيء دخلت قلتلها هاتي الولد ونامي
ضحك نهيّان لثواني : وما قالت لك لا ؟
ضحكت ملاذ تهز راسها بالنفي : ودها ، بس التعب أقوى
إبتسم يجلس وعينه على ولده اللي تلاعبه أمه ، أبوه اللي يضحك على إنهيارات ملاذ عليه وبكى سعود يضحك هو : ما يسكت إلا مع أمه الحين تفضلي
هزت ملاذ راسها بالنفي : عذر وحجة هذي ، وإنت أبوه يسكت معاك ليه لا ؟
لأنها مدت له سعود هو هز راسه بالنفي : يوم كان ساكت تبينه ويوم بكى ترمينه علي أمي ؟ ما أتحمل حتى أنا
ضحك حاكم : تتحمله ، ولدك والله يحفظه لك قم
قام نهيّان يشيل سعود بيديه : بوديه لأمه ما يسكت إلا مـ
قطع جملته يعدّلها من نظرة أمه : أو بمشي فيه لين يسكت وترتاح ديم ، ما يبي شيء شرب حليب وغيّرتي له ؟
هزت راسها بإيه : يبي ينام بس ما يبي شيء
ضحك حاكم لأنه ما توقع يسمع الجملة الأخيرة من ولده نهيّان نهائياً : والله وتعلّمت يا نهيّان ماشاءالله ، أبو
إبتسم نهيّان ينزل نظره لسعود : لجل عين تكرم مدينة
، جابني من أقصاي الشيخ
هز حاكم راسه بإيه وإبتسمت ملاذ بتذكّر : تقول لي تذكر ولادة نهيّان حاكم ؟ كيف كانت وكيف صارت ؟
هز راسه بإيه يبتسم : وأقدر أنسى ؟ كانوا يحسبونك بنت يا نهيّان وكنّا ننتظر بنت لين وقت الولادة ، طلعت إنت
ناظر أبوه لثواني بذهول ، وهزت ملاذ راسها بإيه : تخيّل
ضحك بعدم تصديق لثواني : تستهبلون ؟
ضحكت ملاذ لأن ملامح نهيّان - مصدومة - بشكل مسّ رجولته هذا الواضح ، ولأن ملامح حاكم جدية بشكل خالي من التعابير الهزلية هو نطق بذهول : اسألكم بالله !
ضحك حاكم يهزّ راسه بالنفي : لا ، كنّا ندري إنك نهيّان السّمي كلنا ننتظر تشريفك طال عمرك ، الكل
إبتسم يهز راسه بإيه : الإبن المنتظر يعني ، مميز أبوك ياسعود من يومه تسمع ؟
إبتسمت ديم من أعلى الدرج بإرهاق شديد : مميّز جداً
لفت ملاذ بذهول لأعلى الدرج : وش صحّاك يا أمي !
هزت راسها بالنفي : قلقت على سعود سمعته يبكي
إبتسم حاكم : إرتاحي يابوك ، أبوه موجود وجدّانه هنا أموره طيبة الحمدلله .. نامي وارتاحي
إبتسم نهيّان لثواني : أبوه موجود ، نامي ماعليك إرتاحي
إنتبه إن ملامحها مرهقة جداً ، وإنتبهت ملاذ بالمثل تفتح يديها : هات سعود يا نهيّان ، روح خليها تنام وترتاح
إنحنى يترك سعود بيدين أمه ، وركض للأعلى يمسك ذراعها بهمس : فيك شيء ؟
'
هزت راسها بالنفي تمشي للغرفة ، وجلست على السرير ينتبه ليدّها اللي على صدرها : فيك شيء ديم ؟
ما كان منها النفي تحسّ بضيق ، تحسّ بشعور غريب جداً : ما أدري ، أحس بكتمة غريبة أعوذبالله منها
رفع حاجبه لثواني : وش السبب ؟
ناظرته بمعنى ما أدري ، ولف نظره للغرفة : أنادي أمي؟
هزت راسها بالنفي تاخذ نفس من أعماق قلبها : لا ، بحاول أرتاح يمكن من الإرهاق ، سعود لا يتعبهم نهيان
هز راسه بالنفي يبتسم : مروّقين عليه لا تشيلين هم
تمددّت بمكانها وهي " منتهي حيلها " فعلاً يتأملها نهيّان بعدم إرتياح وإنحنى يمدّ يده لجبينها : ديم
هزت راسها بالنفي ، ومدّ يده ليدها تشدّه لثواني لأنها مرهقة وبقى بجلوسه لين رجعت تنام وعدل أكتافه يقبّل جبينها لثواني طويلة يخرج خارج الغرفة لأمه وأبوه ، وسعود : نامت ديم
هزت ملاذ راسها بإيه بقلق : شايله هم سعود مرة ، مرة
هز حاكم راسه بإيه : مايصلح لها ، إذا هذا كلّمي نادين تجي عندها بعد ودرة إن كانت تبي ، يقعدون حولها معك
_
« بيـت تركـي »
هز راسه بالنفي : لكن مدري عن قصيد نفسها ولا عن ذياب ، أقول من ناحية يمكن ما يرضون ومن ناحية يمكن
سلاف بعدم اقتناع : مو منطقي بنتك تترك مكتبك وأبوها وتتقيّد بالتدريب عند أحد ثاني تركي ، مو منطقي
ناظرها تركي لثواني : بس من ناحية السمعة ياسلاف
ضحكت سلاف بذهول : ويقولون اللي يقولون من متى نهتم للناس ووش بيقولون ؟ إحنا نعرف قصيد والكل يعـ
قاطعها بهدوء : أبي نجاحها ينسب لها سلاف ، ما يقولون عشان أبوها وبسبب أبوها وبإسم أبوها
ناظرته : وما أفهم وش المشكلة بهالشيء حتى قصيد وضحّت لك ألف مرة إن كل غرورها فيك تركي
إبتسم يهز راسه بإيه : أدري بها ، ما به ولد على وجه الأرض مايفتخر بأبوه إن كان طيّب ياسلاف بس من حقها ، من حقها لا قالوا ماشاءالله يقولون ماشاءالله عليها ، وماشاء الله على أبوها قبلها ما يقولون إيه أبوها وبس ، ودي تثبت نفسها لحالها قبل معي ياسلاف
نزل عذبي " المروّق " تماماً : وش عنده المحامي ؟
رفع تركي حاجبه من إنه لابس الثوب : إنت وش عندك ؟ آخر العلم طالع للكوفي مع العيال جدول حركات فهد وتركي ماهم لابسين ثياب ، إنت الثوب ليه ؟
حاولت سلاف ما تضحك ، وكشّر عذبي مباشرة : أمي
ضحك تركي مباشرة بفهم : المحبوبة هناك
توجه عذبي يقبّل رأس أمه : معقول أبوي ، أعدل خلق الله في أرضه ، وأكرمهم ، وأفضلهم ، وأنصفهم ، إنتِ زوجته والشماتة تمشي بعروقك لهالدرجـ
ما كمّل جملته من رمى أبوه عليه الملف بدون مقدمات يضحك بالذهول : أمدحك طيب !
'
إبتسمت سلاف تشرب من قهوتها فقط : كفّتي أرجح عنده ، ليه تجرب تقلل مني قدامه يعني ؟
ناظر عذبي أبوه لثواني : معقوله ؟ ٧ مدحات كلها تسقط قدام زلّة وحدة بحق الوالدة ؟ هذا جنون مو محبة
هز تركي راسه بإيه : كلّها تسقط ، ما تعرف قدر أمك عندي
ناظره عذبي لثواني يهز راسه بالنفي ، يبتسم يقبّل رأس أمه من جديد : تستاهل أم عذبي
تنحنح تركي لثواني يلف نظره لعذبي : ماشاءالله ، تخرّج قصيد بعد العيد إن شاء الله ، وهي أصغر منك ياعذبي
تنحنح عذبي يشتت نظره : قصيد ماشاءالله إنت وراها ومعها ، أنا هندسة طبيعي بطوّل لهالدرجة ما أتخرج
رفع تركي حاجبه مباشرة : وش يعني ؟
إبتسم عذبي يعدل ياقة ثوبه : يعني أنا مهندس يامحامي
ضحكت سلاف تهز راسها بإيه : بيطلع الجنون الحين يعني بين مهندس ومحامي ، روح الله يحفظك تأخرت عليهم
-
« الكـوفـي »
إبتسمت ودّ تعدل وضعيتها ، بحضنها باقة الورد الضخمة اللي يصوّرونها معاها وعصّبت أسيل تتوجه للدرج : فهد ، تجي تاخذ الحيوانات ذي وإلا أرميهم لك من فوق ؟
رفع فهد نظره للأعلى : مو بيت أبوج تصارخين !
ناظرته أسيل لثواني : مكان أبوي ياغبي ، تعال خذهم !
نزلت أشبال فهد للأسفل ، وكشّر ينحني لهم : شنو دريتوا الهوشة لكم ونزلتوا لي ؟ شحقه يبه شعليكم منها !
دخل عذبي اللي يدندن ، يشوف فهد المنحني على أشباله يأشر لهم على الدرج ، ويشوف تركي اللي بالداخل يجهّز لنفسه قهوته ، بقية العيال على الطاولة جالسين والبنات بالأعلى والكوفي فاضي - إلا منهم - بشكل يحسسهم بالألفة دائماً : تركي إحسبني معك
هز تركي راسه بإيه ، وإبتسم عذبي من رسلت له ودّ صورة للورد ، وليدّها فوق الورد ولخاتم يدّها يبتسم " لقيتيه ! " وضحكت هي ترسل له صورة أخرى للخاتم وسط الكتاب " أهديتني الكتاب ، وقلت لا تشوفينه إلا بعد الخطبة وبعدها قلت لي خاتم الخطبة معك من زمان " وضحك تسمع ضحكته من الأعلى " وعرفتي مكانه يعني " تضحك هي بدورها " المفروض يكون صعب وما أعرف ؟ " وهو فعلاً من مدة ترك الخاتم بالكتاب لها ، وبعد خطوبتهم بالأمس قال لها الخاتم معاك من وقت وعرفت مكانه لأنها تعرفه كله أساساً وإبتسم بإرتياح ، بحب يرجع جسده للخلف : عطني فهد
توجه فهد يشيل أحد الأشبال له : كلّمت قصيد عذبي ؟
هز راسه بالنفي : ليه أكلمها شفيها ؟
جاء تركي بيدّه قهاويهم : مافيها شيء شفيها يعني بس قصده البنات كلهم هنا ، هي ما كلّمتنا ولا شيء ما ندري
هز راسه بالنفي : لا ما قالت لي شيء ما كلمتها مدري
رسل لودّ مباشرة " قصيد كلمتكم ؟ رسلتوا لها ؟ " وجاه الجواب من ودّ " قالت ما تقدر تجي " يرفع حاجبه : غريبة
'
نزلت ودّ للأسفل مع ملاك لأنهم بيجددون قهوتهم لكن خَفق قلب عذبي اللي بحضنه الشبل مباشرة تختلف ملامحه على دخول ناس جُدد ، وضحك فهد بذهول من تبدّل حاله : ياخفيف !
هز راسه بالنفي يتأمل ، ما قدر ينزّل عينه بشكل غير طبيعي ووقف يتوجه لهم : فهد تعرف تسكت ؟
وقف يتوجه بإتجاه ودّ وملاك وبحضنه الشبل ، ونزلت أسيل من الأعلى تتوجه لهم لكن لأن عذبي قريب منهم ويكلّم ود هي شهقت مباشرة تسحب يدّ ود : يا متحرش !
لفّ الشخص اللي كان يطلب : يضايقك بشيء أختي ؟
ضحك عذبي بذهول مباشرة : شنو يعني فزيّع ؟ شتبي ؟
لأن لهجته تبدّلت للكويتية رفع هالشخص حاجبه : إنت اللي وش تبي ؟ طريقة صيد بالشبل يعني تراي ولد عز ؟ يضايقك أختي ؟
ضحك عذبي بذهول يترك الشبل من يده : إنت شتبي ؟
هزت ودّ راسها بالنفي يلف الشخص نظره لودّ ، ولأسيل : مضايقكم بشيء ؟
ضحك عذبي بذهول يلفه بإتجاهه : ورع قدامك أنا كلامك معي هنا شتبي ؟ حرّك لا أغيّر ملامحك حرّ
قبل ينتهي النقاش هو مسك عذبي مع ياقته تشهق ودّ ، يفز تركي وفهد مباشرة يركضون بإتجاههم يبعدونه عن عذبي وما تدري أسيل كيف بلحظة وحدة صاروا متشابكين كلهم لأن أصحاب الشخص اللي مسك ياقة عذبي ركضوا مثل ما ركضوا فهد وتركي تصرخ ودّ بذهول : تستهبلين أسيـل !
كانت على وشك تتكلّم لو ما شهقت من الكفّ اللي صار من عذبي للشخص نفسه يشدّه مع ياقته بذهول لأنه ما أستوعب الموقف للآن : من إنت تلمسني من إنت !
لأنه شتم عذبي - يقذفه - بكونه متحرّش بالبنات هي شبّت ، هي ولّعت بينهم يتدخلون حتى الموظفين يبعدّونهم عن بعض : دقيت على أبوي
نطقت أسيل من روعتها تهدّي غضب العيال ولف عذبي نظره لها بغضب : وليه تدقين تستهبلين !
مسح فهد على شفايفه اللي تنزف دم يمد تركي يده لملامح أخوه : طاحت ضروسك !
كشّر فهد يدف يد أخوه اللي يطقطق على الدم : تخسي
ضحك تركي يلف نظره لعذبي اللي تجرّحت شفايفه ، وحاجبه ونظرات ودّ متعلقة فيه أصلاً : روّعت البنت
هز راسه بالنفي يمسح على طرف شفايفه فقط وودّ قد مدت يدها تاخذ الشبل لأنه راح بين الأقدام وركض لها بفزع أساساً ، وهز راسه بالنفي : تعالي ودّ
توجهت معاه من دخل للداخل ، لجهة المكتب الداخلي وأخذ معاه مويا تنطق مباشرة هي : كنت تقدر تقول له خطيبتي زوجتي أهـ
عصّب مباشرة ينطق بغضب : وش عليه هو وش دخله !
سكتت بدون أي كلمة أخرى ، ومسح على شفايفه بالمناديل المبلول تترك ودّ الشبل من يدها : هات
أخذت المناديل يجلس عذبي على طرف الطاولة ، ووقفت هي قدامه تمسح حاجبه النازف فقط : دايماً نقول الضرب للهمج ومو إسلوب وبأول موقف تتضارب على شيء ما يسوى !
'
مسح على شفايفه بألم تجول عينه بالمكان لكن وقفت نظرته من لمح أسيل اللي تتأمل كوبها عند البار ، ما طلعت للبنات حتى يمشي لها : شفيج ؟
ما تكلّمت تشتت نظرها فقط : فهد مالي خلقك
رفع حاجبه لثواني يبعد الكوب عنها : أسيل !
عضّت شفايفها لثواني فقط لأنها " إرتعبت " فعلاً كيف شبّ الوضع بسبب كلمة وحدة طلعت منها : حرّك فهد
نطق بسخرية : ميّت عليج يعني ؟ شفيج اقول
ناظرته بذهول لثواني : وش دخلك ؟ وش دخلك توكل
لأنها لفّت لعينه بالتحديد هو نطق مباشرة بذهول : دموع هذي وإلا شنو ؟
عضّت شفايفها لثواني تبعد نظرها عنه فقط ، وطلعت ودّ من الداخل خلفها عذبي لكنها شهقت بدون مقدمات من ميّلت أسيل الكوب اللي بيدها على ذراع فهد - تغرّقه - ولفت له بشبه غضب : ولو مو الناس رميته بوجهك ! قلتلك ما دخّلك ومالي خلقك فهد
ركض عذبي مباشرة يمسك يدّ فهد لأنه بيلمس أسيل وهذا الأكيد وبيوقّفها محلها وبيثور ، وهز فهد راسه بالنفي فقط ينفض ذراعه بدون ولا كلمة ، ولا حرف غير الهدوء : بروح الديوانية
توجه يمشي للباب متجاهل نداء تركي أخوه ، ووقوف عذبي اللي يتأمل القهوة اللي تقطر : قال لك شيء ؟
غرقت عيونها بالدموع مباشرة وجات ودّ لأسيل : شفيكم
هزت راسها بالنفي فقط ، وتوجه عذبي لتركي الجالس بكل هدوء : وش صار ؟
هز تركي راسه بالنفي يمسح على ملامحه : كسرت خاطره
سكت عذبي لثواني يشوف دخول عمه تميم الهادي تماماً : وصل الملك الله يرحمه
ضحك تركي فقط ، ودخل تميم : خلّصتوا حفلتكم ؟
هز ولده عدي راسه بإيه ، ورفع تميم يده يأشر للموظف يجيب له قهوته فقط ومسح عذبي على ملامحه : قلت لأبوي ؟
هز تميم راسه بالنفي : لا ، فهيدان فيه شيء ؟ بس مشى
كان منهم النفي ، وتعدّل تميم : ما قلت لأبوك قلت لسميّك وجاي بالطريق ، كان يطقطق لين سمعني اسأل فهد شفيه ومدري وش جاه لكن الحين يوصل
ضحك تركي لثواني : يشيل هم فهد الحين يعرفه مايهجد
سكت عذبي تماماً ، مخطوف بعالم آخر للآن من إنها مسحت حاجبه فقط ما قدرت تنزّل المناديل لشفايفه لأنها حسّت بالحر ، والإحراج ، وإن المكتب يضيق عليهم بشكل خيالي وتأسره بالخجل ، تأكد من هالشيء وما إنتبه إنه سرح بعيد عنهم لين هزّ وجهه أحد ينطق : أعوذبالله
تعالت ضحكات تميم يكشّر عذبي الكبير مباشرة : شايف شيطان وإلا شقصتك ؟
هز عذبي راسه بالنفي : كنت سارح أشوف شيء أحلى صـ
بتر جملته من إنتبه لنظرات سميّه اللي يتفحص وجهه ، يتفحّصهم كلهم ونطق هو بإستغراب : أحسب الخوف بأبوي بس ، حتى إنت تخاف علينا ؟

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن