_
« بيـت فـزّاع ، العصـر »
أخذت ديم نفس من أعماق قلبها لأن كثيرة أسئلتهم عن نهيّان وعن علاقتها معاه ، عن المشاكل لو بينهم شيء وكلهم إستغراب من نومها عندهم لأنها طوّلت بشكل ما سَبق من بداية زواجها : متى آخر مرة كلمتيه ؟
كان سؤال غير متوقع من أبوها : مين ؟
رفع أبوها حاجبه : نهيّان
ترددت ، وما بتقدر تكذّب أو تخبي عليه لو مهما يصير ونطقت بتردد : يمكن إسبوع ، ما أذكر
رفع حاجبه بذهول : يمكن إسبوع وما تتذكرين ؟ وش ؟
ضحكت درة : وش يدريك عن هالجيل ؟ عادي بالشهور ما يكلمون بعض ما تفرق معاهم
هزت أمها راسها بالنفي : الليّ ما يكلم مستغني يا درة سكنت ملامح ديم لثواني تناظر أمها يلي هزت راسها بإيه بصدق : تقولينها بكل برود كأنه شيء طبيعي إنكم ما تكلمون بعض والمفروض إنك زوجته هو وزوجك ، مو طبيعي لو ما عندكم ظرف قاهر وإلا لو ما بينكم مشاكل وحنّا كل ما سألنك قلتي مافيه بيننا إلا كل خير ولا بيننا مشاكل وإنتِ عندنا مبسوطة ونهيّان مبسوط عند أهله ، يا إنك مستغنية عنه ، يا هو مستغني عنك مافيه غيرها
تنهد فزاع بعدم معرفة وكان بيتكلم لكنه قرر السكوت لأن غريب الوضع ، والأغرب إنه بعدم قدرة منه هو رجع يفكّر من بداية الحكاية وهزت ديم راسها بالنفي من حسّت بالخطر : بس صدق ما فيه شيء يعني ولا مشاكل ولا شـ
هزت درة راسها بالنفي : ولا فيه لهفة ولا شوق ولا شيء ؟ كذا طبيعي سادة بدون سؤال ولا كلام ولا كيف حالك ؟
نطق فزاع : تبين تتطلقين إنتِ ؟ وماودك تقولين ؟
ناظرته نادين بذهول ، وهز راسه بإيه بصدق ينتظر إجابة ديم يلي ضحكت من الصدمة : شلون يعني ؟ مين قال ؟
من وقف أبوها يتوجه للداخل ، ومن تنهّدت أمها لثواني توقف خلفه حسّت ديم بشيء آخر تماماً : درة ؟
شتتّ درة نظرها لبعيد لكن ديم قربت لها مباشرة : درة وش صاير شيء أنا ما أدري عنه ؟
عضّت درة شفايفها لثواني : أمي علياء تسأل ، وكثّرت السؤال على أبوي ويمكن كلهم كثّروا السؤال عليه وأمي تقول صار بس يفكر ، يفكر بكل شيء من البداية ديم
ناظرتها لثواني ، وهزت درة راسها بإيه بهمس : والمفروض إنك فعلاً تحددين قبل لا يكثر التفكير ويكثر الكلام بعده ، بالبداية صارت قصّة ومرّت بينك وبينه غلطة وزلة وتمام ، تشفّيتي منه لما خلاص ديم وأنا أعرفك ، أعرفك لكن موضوع التعليق هذا مو حلو ولا هو صح لا لك ولا لأبوي وتفكيره وإنت تعرفين كيف تشتغل عقولهم
عضّت ديم شفايفها لثواني : يعني ؟
ناظرتها درة بقهر : ديم مو فاهمة يعني ؟ يعني أبوي يفكّر إنه تطمن عليك وإنك فعلاً مبسوطة ونهيّان يحبك وتحبينه بشعور حقيقي ودنياكم مستقرة وجالس ينصدم الحين لدرجة إنه يفكر بشوفته لكم ببيت عمي حاكم ، باللّي صار وقتها ولو نبّش أكثر وفكّر أكثر بتكون مصيبة لأنه يقول لأمي ما أشوف من الليّ قلتوه لي أول شيء
رفعت ديم حاجبها لثواني : كيف يعني ؟
ناظرتها درة ، وطلعت نادين من الداخل : أبوك كلم نهيّان
بردت ملامح ديم مباشرة بذهول : أمي سلامات !
هزت نادين راسها بالنفي : بيسأله ويتطمن عليكم
ناظرتها ديم بعدم تصديق : ويبيّن إني ملهوفة عليه لدرجة إن أبوي يتدخّل بيننا ؟ وجودي مضايقكم ؟
ضحكت درة بذهول من تفكير أختها : ياساتر ! تراه زوجك وإن تلهفتي عليه ليش لا ووش دخل وجودك مضايقنا أبو يتطمن على حياة بنته مع زوجها إنتبهت نادين لأول مرة على شيء مختلف بداخل بنتها ، بتفكير بنتها أساساً ووقفت درة تسحب أختها للأعلى : تبين الأمور تكون تمام قبل تتشبك أكثر على الملأ ؟ بتلبسين وتنزلين تحت مع أبوك وزوجك وتحددين
كان ودها تصرخ من الضغط يلي تحسّه : أحدد وش ! أحدد وش كيف أحدد شيء وإنتم حتى جيّتي حرّفتوها
ناظرتها درة لثواني ، وأخذت ديم نفس من أعماقها ما تبي أي نقاش أكثر : لا تحاولين حتى تناقشيني ما أحتاج نصايح
هزت درة راسها بالنفي : إيه إنتِ عقلك ما يشتغل بالنصح والكلام ، يشتغل تحت الضغط ووقت الشدة بس
لفت نظرها لأختها يلي تركتها وخرجت ، وأخذت نفس من أعماق قلبها هي تدرك مقدار الدمار بعلاقتها مع نهيّان وتدرك السوء يلي فيها ورجفت كلها بدون مقدمات من تذكرت الأعظم ، تذكرت إن صار بينهم وصل عقّد كل الأمور لا البعد بعده سهل ، ولا القرب سهل من كل الجروح قبله وما تدري كيف حصل بينهم لكنها عضّت شفايفها : غباء ! لأن كل شيء غباء
_
صافح عمّه وهو حس من طريقة كلامه بالجوال إن " فيه شيء " غير طبيعي وما لقى نفسه إلا هنا مباشرة : والله الحمدلله طيبين وبخير يسلّم عليك الوالد
إبتسم فزاّع يهز راسه بإيه : الله يسلمك ويسلّمه ، حياك
جلس نهيّان ، ومرّت خمس دقائق بالسلام والسؤال عن الحال لمح فزّاع إنه ما سأل عن ديم فيها ، وزادت شكوكه أكثر لأنه يدري بإنهم ما يتكلّمون وعدل جلسته : نهيّان
حس بالجدية من نبرة عمه مباشرة وبالفعل سأل فزاع : أنا ما أحكم شيء ، ولا أقول شيء الحين لكن وش بينك وبين ديم ، شيءّ المفروض نعرفه ندري به ؟
هز راسه بالنفي بإستغراب : ما بيننّا إلا كل خير الحمدلله ياعمي ، بها شيء ديم ؟
هز راسه بالنفي بتساؤل : ما بها شيء ، بس أعرف الزوج يسأل عن زوجته لا صار غايب عنها وإلا ما عادت عندكم ؟
ضحك نهيّان : أدري إنها بخير دامها عند أبوها ومرتاحة وأنا موجود قريب ولا غبت ليه السؤال ، ما تغيّر الزواج أول عن الحين ياعمي
رفع فزاع أكتافه بعدم معرفة لكنه أُعجب بردّ نهيان يلي حتى نهيّان نفسه أُعجب بنفسه فيه : والله على حالكم أشوفه تغيّر بالحيل ، ما كنّا كذا بأول أيامنا يابوك أبد
إبتسم نهيّان وهو ياخذ الأمور - بسلاسة - مستحيلة ويمكن فهم نصف الحكاية وأكثر من طُرق الباب لمرة تدخل خلفه ديم يلي بيدّها القهوة وبّين بملامحها ألف شيء كانت تحاول تخفيه وإبتسم ، مو تصنعاً ولا عشان أبوها ولا عشان شيء طلعت منه تلقائياً بمجرد ما لمحها : ياهلا
تعجّب فزاع لأن بنته حكاية ، ونهيّان عالم آخر بترحيبه وإن كل شيء يوضح على ملامحه ووقف نهيّان يسلم عليها من توجّهت له لكنه شد يدها بهمس : وش فيك ؟ ما كان منها إلا تهزّ راسها بالنفي وكانت على وشك تجلس بعيد عنه لكنه مسكها يجلّسها بجنبه وهي من الضغط يلي تحسّه " ما قاومت " إنما جلست جنبه فعلاً ، وعدل فزاع نفسه : كل ما سألت ديم عن مبارياتك قالت ما تدري ، إنت وشلون تلعب ياعمي ماهو إحتراف ؟
هز راسه بإيه : يُقال إنه إحتراف لكن ياعمي ماهو لي ، ما أحب التقّيد وجاء الحادث قلب الدنيا بعد وسحبت بس
رفع فزاع حاجبه : وما عليك شيء دامك سحبت ؟
هز راسه بالنفي : علي ، لكن يعتبر هيّن لأن العقد عند عمي تركي وأنا قد كلمته بعد الحادث قلتله ما عاد أبي ومن هالكلام قال العقد عندي ودبرته باللي يناسبك لكنّي ما بلغيه وإنت متى ما شفت نفسك قادر إرجع وإنتظم
رفع حاجبه بتعجّب : ويمدي ؟ ما عندي علم بهالأمور
هز نهيان راسه بإيه يتقهوى : والله ولا أنا عندي لكن كلها عند عمي تركي يفهم بها يقول هي من ناحية قانونية على قوله وشرحها لي وأنا ما أفهم إلا باللّعب ونية اللعب والعقود كنت متوقعها بسيطة أول طلعت معقدة والله
هز راسه بالنفي : لا الحين قام ذياب بالسلامة ، ونصّار إن شاء الله قومته قريب وعاد نبي نشوفك بالملعب وقتها
إبتسم يهز راسه بإيه : عاد الصدق ودي لو هم معي
ضحك فزاع يعدل ثوبه ويوقف : إيه ندري بك كلنا ، المهم ذياب ونصّار موجودين وبخير وإنت ما تنرد وقتها
ضحك نهيّان فعلاً ، وتطمّن فزاع جزئياً إن الوضع بينهم " بخير " مو مثل توجّسه نهائياً حتى مع هدوء بنته يلي ما تعوّده وطلع للخارج بحجة واهية فهمت ديم مقصد أبوها منها لكن نهيّان رجع جسده للخلف : كيف الحال ؟
ناظرته لثواني ، وطلع جواله من جيبه بكل هدوء الأرض لأنها ما ردت ، ولأنّ نظراتها لوحدها تبيّن إنها مو طايقة وجوده أصلاً ولا كان منها حرف واحد غير إنها شتتّ نظرها لبعيد لكنها لمحت أبوها يلي مر لأن طرف الباب مفتوح ، ولمحت نظرته لعينها يلي قلّبت كل الموازين بداخلها بلحظة لأنه نظر وإبتعد وهي تخاف هالحركة منه لأنها تعرف نظرات أبوها ، وتميّزها وعضّت شفايفها لثواني بشبه غضب : أبوي شاف ، ما كان لجيّتك داعي
قفل جواله يدخله بجيبه بإستغراب : طيب ؟
ناظرته لثواني بضغط غير عادي : وكان له داعي تكون كـ
قطع كلامها بشدّة لأول مرة : أكون شلون ؟
ضُغط داخلها ، ضُغطت كلها تشتت نظرها لبعيد : ما كان له داعي تجي أساساً وما كان له داعي توضّح إن الوضع عـ
رفع حاجبه بذهول ؛ إنتِ شفيك ؟ وش المشكلة ؟ أبوك قال تعال وجيت له ما تبيني ؟ مشكلتك ماهي مشكلتي
ضحكت تهز راسها بإيه : وتجي كذا تكون عندي ؟ رفع حاجبه لثواني : وش ؟ أبوس راسك عشان تجاوبيني كيف حالك وإلا وش فيك ؟ أجلس ساكت أنتظر متى تحنّين وودك تتكلمين ؟ إنتهت من عندي ذي
ناظرته لثواني فقط تشتت نظرها لبعيد ، وعضّ شفايفه بعدم قدرة لأنه بينفلت بالكلام والغضب ولا ودّه وهو بمجلس أبوها وبرد داخل ديم كله من وقف يجمّع أغراضه , من وجّه نظره لها بغضب لأوّل مرة تلمحه : تقولين لأبوك نهيّان مشى لأنه ما يتحمّل ، طيب ؟
ما نزّلت عينها عنه لو ثانية وحدة بشكل ضرب كل عقله بغضب مستحيل : وش تبيـن ! وش تبيـن قولي لي ! ما تبيني خير شر ؟ تم والله ما أقولك لا عليها تم
عضّت شفايفها لثواني بغضب : ما أقولك لا عليها ؟ لا تمثّل عليهم إن الأمور عادي وما بيننا شيء وهي كذا طيب
ضحك يهز راسه بإيه : إني جاي لأبوك أمثّل ؟ إيه صح
كانت على وشك تتكلم لكنه توجه للباب بشكل ضرب عقلها كلّه مستحيل تتحمل التجاهل ، ومن سمعت صوته مع أبوها هي ضُرب نبضها بشكل لا يُطاق ما تدري كيف تحمّلت ترجع توازنها ، تتوجه لهم ولا توعي كلمة نطقها نهيّان لكنها تلمح إنه يضحك لأبوها وإن أبوها هز راسه بإيه يدخل للداخل وإن نهيّان كمل خطوته بدون أي كلام لكنها نطقت : مستفز إنت ! مستفز كيف تضحك وتبيّن إن كل شيء عادي كأن مـ
قطع كل كلمتها من قرّب لها بغضب لكنه مع ذلك يهمس ، يحاول يخفّض نبرته : مستفز أنا ؟ لا والله ماني مستفزّ أنا فاهم نفسي ، وفاهم وش أبي وجيت لأبوك أكلّمه لأنه عمي وعشانك إنتِ لا يجي ببـ
قاطعته بذهول : لا تجي عشاني ! لا تجي عشان تبيّن له إن كل شيء عادي وإحنا أصلاً مو فاهمين كيف بتنتهـ
قاطعها مباشرة بذهول : أنا فاهم نفسي ! وفاهم وش أبي إستوعبي وإنتِ لا فهمتي نفسك وفهمتي وش تبين وإستوعبتي إنّ الدنيا أبسط من الليّ بعقلك وقتها كلميني ، وقتها قولي نهيّان أبي كـ
قاطعته مباشرة بنفس اللحظة لأن داخلها إنتهى من الضغط يلي تحسّه ، من الجنون يلي تعيش به : أبي ننفصـل ! أبي تنتهي خلاص إنت لحالك وأنا لحـالي
سكنت ملامحه لوهلة يناظرها لو ما شاف الضغط يلي دخلت فيه ، ولو ما صار وصل بينهم ، ولو ما كانت عيونها غارقة بهاللحظة تجاهدها بكّل ما أعطاها الله من قوة كان نطق " طالق " وإنتهى بذات اللحظة لكنه هز راسه بإيه : تم ، دام كل شيء عندك لعب تم
تسمّرت خطوتها بالأرض ، بمحلّها من أعطاها ظهره وخرج بدون لا يلتفت هي تعرف مشاهد الوداع وتعرف وجعها لكنها ما تعرف شيء بخصوصها هي ونهيّان ، ما تعرف ولا شيء غير إنها مو مستعدة تتقبّل كونها معاه ، ولا تعرف لو كانت مستعدة تتقبل الإنفصال لكن شعورها بهاللحظة غريب وشعور نهيّان يلي توجه لسيارته بدون لا يلتفت أعجب ، وأغرب بشكل مجنون ضرب سيارته ألف مرة قبل يركب من قهره ، من الشعور " القبيح " يلي وسط ضلوعه ورفع نظره لبيت عمه لآخر مرّة حتى ما نطق كلمة غير إنه ركب ، وحرّك وداخله يحترق من إنه ما يحب القسوة ، لكنه مجبور ..
_
« بيـت ذيـاب »
دخل على صوت آذان المغرب وبقت أنظاره بالخلف لثواني كانت نيّته يوصل قبل المغرب بوقت لكن ما يدري كيف تأخرّ لهالقد ، أو يدري لأنه تعب أكثر من مرة وصارت أبسط المشاوير بالنسبة له جهاد : حقّ
أخذ نفس من أعماق قلبه يوجّه نظره لداخل بيته لكن سكن قلبه بمجرد ما إستقرت عينه عليها ، من كانت جالسة بالصالة والواضح إنها تفكّر بعمق لدرجة ما حسّت بدخوله ، أو هو كان هادي ما يُحس به وسرقت نفسه من نفسه لأن بعد كل أعاصير داخله جاء منظرها هادي لقلبه ، مُريح بشكل ما توسعه ضلوعه وسكن كل كيانه من لفّت نظرها تجاه الباب ، من تبدّل سكونها لهفة ونطقت تعدل جلستها ، توقف : ذيـاب !
هز راسه بإيه يسكّر الباب خلفه ، يترك جوالاته وأغراضه على الطاولة ويتفحّصها بعينه : ذياب ، بك شيء ؟
هزت راسها بالنفي بتوتر لأن نظراته غير طبيعية لها نهائياً : لا ، توك ترجع ؟ على لما مشيت الصباح يعني ؟
هز راسه بإيه وهو ينتبه لنبض عنقها وإن الخجل يأكلها بشكل هي تحاول تقاومه ، ونزّل شماغه يتوجه للمغسلة وتبعته هي بشبه تردد لأنها تخجل : تبي قهوة ؟
إبتسم لأنها جات جنبه ، ولأنها تموت خجل تحاول تخبيّه لكن هو أكثر من يعرفه : تعرفين ؟
هزت راسها بإيه وهي تستمتع بكل مرة توقف بجنبه وقت يتوضأ ما تدري ليه ، ومدّت له المنشفة القريبة منه يجففّ يده لكن نظرها توجه للخلف : جوالك
توجّهت هي لجواله ، وطلع هو يجففّ يديه وملامحه وسكن قلبها من مدّت له الجوال ، وبقت المنشفة على شفايفه وشنبه عرفت إنه " شال هم " لأن المتصل نهيّان وردّ بهدوء : نهيّان
نطق نهيّان بتوتر : السلام عليكم ، عندكم وظايف؟
هز راسه بإيه : وعليكم السلام والرحمة عندنا ، مرّ
هز نهيّان راسه بإيه : إيه قريب منك أنا ، بصلي معك المغرب سمعت آذان المسجد تو ألقاك هناك ؟
هز ذياب راسه بإيه ، ونطق نهيّان بتردد وهو يكره هالتردد : بتصلي بالمسجد وإلا أمرّك البيـت ؟
كان داخل قصيد القلق لأنها ما تشوف من ملامحه أي تعبير ونطق بهدوء : بالمسجد ، جاييك الحين
توتّر قلبها من قفّل ولأن ملامحه ساكنة :صار شيء ؟
هز راسه بالنفي يقبّل راسها لوقت طويل ، وذاب قلبها لأنها تخجل ، ولأنها تحسّه ولأنه ساكت وسكن قلبها من كانت يده على نبض عنقها هي ما تخطّت الأمس للآن ونطقت مباشرة بتوتر : الصلاة تبين شيء ناقصك شيء؟
هزت راسها بالنفي من ترك عقاله بين يديها ، ومن توجه للباب رجف قلبها لأن كل حركة عادية منه وهي ما تشوف شيءّ عادي منه كل شيء منه مُلفت ، حتى تركه للعقال بيدها وإنه أخذ الشماغ بس وكيف طلع يلبسه هلاكها وشتت نظرها لثواني طويلة تتأمل الصالة خلفها ، تتأمل بيتهم يلي كل أركانه قائمة بودّ ، وحب ، وشعور مجنون ورجف قلبها تشتت نظرها عن كل محاولة للتذكر منها لأنها وقت صحيت الصباح على تجهّزه وإنه بيخرج ما تنسى نظراته لها ، ولا تنسى جلوسه جنبها ومن تسللت الإبتسامات لملامحها تنبّض عنقها هي عضّت شفايفها برعب مباشرة تخاصم نفسها : قصيد ! عيب
_
« المسجـد »
كان نهيّان يحس بربكة مستحيلة وما تحرّك نظره عن الباب لو ثانية وحدة ينتظر يشوف العكّاز ، ينتظر يلمح أخوه أو حرّاسه مع إنه ما يتوقّع وجودهم معاه ويتمنى عشان يكون هو جنبه وسكن قلبه بعدم إستيعاب من دخل ذياب بدون عكاز ، بدون أحد يسنده ، وبدون شاش يغطّي نصف راسه وعيونه ما إستوعب : ذيـاب !
إلتفت كل المسجد على نطقه يلي ما حسب حسابه ، وإبتسم ذياب غصب عنه لأن أخوه " مربوش " ولأن صابه الإحراج من لُفت الأنظار له : سـم
توجه نهيّان له مباشرة يضمه من ذهوله ، يقبّل راسه لأنه مذهول وضحك ذياب : على مهلك وش معجلك !
إبتسم نهيّان بذهول : تشوفني إنت ؟ هذي كم ذياب ؟
ضحك لأن نهيان يأشر له بيدّه عشان يقول له الأرقام : تعدل بتقوم الصلاة ، إركد
على قدر الضيق يلي كان بداخل نهيّان إلا إنه ضاع كله من شاف ذياب بهالحالة ، لأنه إبتسم ، ولأنه ضحك له ، ولأن وأخيراً نهيان ما يحتاج يداري شيء ومتيّقن يقين ، ذياب بيحلّ أموره ، وبعثرته حتى لو ما شكى له الحال ..
نطق الإمام " الله أكبر " تعتدل الصفوف ، تتجاور الكتوف وتبدأ الصلاة يلي بمجرد ما إنتهت مدّ نهيان نظره لأخوه الساكن يعرف إنه يقول أذكاره ، وتذكّر بطفولتهم هو أول ما تخلّص الصلاة يفزّ يدور اللعب ونهيّان الكبير يهاوشه على هالطبع والحين سكن حتى هو ينتظر المسجد يفرغ ، وينتظر أخوه ينتهي ونطق : الحين إنت بخير مرة ؟
هز راسه بإيه : بخير الحمدلله ، إنت وش علومك ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ما عندي علوم ، كنت أبي أشوفك
هز ذياب راسه بإيه : البيت كلهم طيبين ؟
هز نهيّان راسه بإيه : طيبين كلهم ، أمي أتوقع ببيت جدي هي وورد والظاهر أبوي لحاله بالبيت أو عنده خوياه
هز ذياب راسه بإيه : وإنت وش تسوي ؟
شتت نهيّان نظره لبعيد لثواني : كنت ببيت عمي فزاع
رفع ذياب حاجبه لثواني ، وتربّع نهيان بصدق : ذياب هز ذياب راسه بإيه بمعنى كمّل ، وتوجّس نهيان مباشرة لأنه للآن ما تخطّى غضب ذياب الأول وإنه وقت يغضب إحتمال يكفر فيه وللآن ما تخطّى أول أسئلته وغضبه " إترك النفاضة عنك لا أنفّضك الحين وش جايك إنت !" ، نطق ذياب من سكوت نهيان المستفز : نهيّـان ! إخلص
توتّر مباشرة ينطق : تذكر يومك قلت لي لا يوصل لي شيء جديد يا نهيّان لأنّك طقيّت بي مرة ولو طقيّت الثانية تدري وش يصير ؟
هز راسه بإيه يعدل جلسته لأن الواضح أخوه " جايب العيد " ، وتوتّر نهيان مباشرة بمجرد ما عدل ذياب أكتافه : وقلت لي تعدل وأجيك عون أنا ؟
هز راسه بإيه : إيه أذكر وش قلت لك ، تكلّم إنت الحين
عضّ نهيان شفايفه لثواني من وين يتكلّم بالضبط ، أو كيف يتكلم بالأصح من أي موقف يبدأ ، ومن أيّ كلمة يبدأ بالضبط من أول الحكاية ؟ غلطه بحقّ ديم ؟ المشكلة يلي حصلت ؟ بعدها وشكوك ديم ؟ الزواج يلي صار بلمح البصر لأن ما وده يكبر الموضوع أكثر وهاللحظة إن الزواج على وشك ينتهي لكنه صعب ! صعب مهما فكّر فيه من كل النواحي هي بنت عمه وهم ما تعوّدوا على " الطلاق " ويستنكرونه بشدّة مستحيلة لو وقع وحتى من كلامهم عن الزواج والطلاق لهم جملة تُكرر دائماً ولا حس فيها إلا الآن " خذ تصون .. لا تاخذ تسلّي " ، هي بنت عمّه وهم حدث بينهم وصل والأهم ، هو يحبّها ، يمكن يحبها وتوتّر من حس إنه غرق بأفكاره وإن ذياب ما نزّل عينه عنه حسّ لوهلة إنه مفضوح بشكل جمّع الدم بملامحه : خلاص
كان على وشك يقوم ، ويقول نمشي لكن ذيّاب جلّسه بأرضه بشبه حدة : ما تقوم وإنت ما قلت علّتك ، لا أعصّب وأنا ما ودي أعصّب يا نهيان
أخذ نهيّان نفس من أعماقه : متعافي الله يحفظك
ناظره ذياب لثواني بسخرية ، وضحك نهيّان يتحسسّ يده : أوجعتني صدق ترى ما أمزح ، أوريك تبي تشـ
هز ذياب راسه بإيه يسايره : ضيّع الموضوع قد ما تبي نهايتك تنطق لكن لا تطولها وتزعل مني بعدين ، تكلّم
هز نهيّان راسه بالنفي وهو فعلاً بدون شعور يستفز ذياب بأكثر شيء يكرهه وإنه يستعبط : مستفز صح ؟ والله أدري
هز ذياب راسه بإيه : تكلّم ، إن ما قلت لي تقول لمن ؟
ناظره نهيّان لثواني ، وضحك يمسح على ملامحه إحتمال يفجّر فيه ذياب من نطقه لكنه تشجّع : بطلّق ديم مد ذياب يدّه ينزل شماغه عن راسه لكن نفضة نهيّان يلي إبتعد مباشرة كانت مُضحكة بشكل مريب وفعلاً ضحك ، ضحك لأنه ما يصدّق كلامه وضحك لأن أخوه يتوجّس من كل حركة منه ويخاف جدياً : صادق إنت ؟
إنخطاف ملامح نهيّان يلي إبتسم من ضحكة أخوه فقط كان يبيّن صدقه ، وناظره ذياب : ووش السبب ؟
إستوعب نهيّان إن عقاله مو معاه ، وإستوعب إنه يتوجّس بخوف مو من طلاقه لديم لو حصل ، لكن من الحكاية يلي هو على وشك ينطقها لذياب ونطق ذياب بجدية : وش السبب نهيّان ؟ إنت ناوي ومعزّم ما تشاور وش السبب ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ما عاد فيه درب بيننا ، ما ننفع
ناظره لثواني لأن أخوه يهرب بعينه بشكل مجنون ونطق بجدية مرعبة : أمس يا زواج واليوم ما عاد به درب ؟
هز راسه بإيه وهو إحتمال يموت من توتره قبل ينطق ، وشتت ذياب نظره للمسجد : تكلّم لا تسكت وش بعد
أخذ نهيّان نفس من أعماق قلبه : مدري .. أنا أخطيت بحقها وهي أخطت بحقي وتشابكت الدنيا وتزوجنا صار الزواج والحين تـعقد كل شيء من جديد ولا فيه درب
عض ذياب شفايفه لثواني وهو بعقله ألف شيء : نهيّـان !
مسح على ملامحه لأن الموضوع شرحه كبير ، وتفصيله كثير ، وغضبه أكثر لو درى ذياب بكل خافي يدري إن ذياب ما بيجي ضدّه ، لكن ممكن يزعّله كثير لأنه مخطي ولأنه من البداية ما نطق ولا شاور ونطق ذياب يلي للآن ما نسى الرسالة يلي وصلته عن تجبّر نهيان : إنت غلطت بحقها هي ؟ ثم تزوجتها هي ؟ والحين بتطلقها هي ؟
ناظره نهيّان لأنه يحس ذياب بيغضب بأيّ لحظة ، ومسح ذياب على ملامحه لأن الأفكار تلعبّ به بإتجاهات ما يبيها : تكلّم لا أفكر أنا ، تكلّم
رفع نهيّان أكتافه بشبه إرتعاب ، نطق بتوجّس يبين من نبرته: كل شيء تفكر به هو الليّ صار ، لا أتكـ
نفضه ذياب بلحظة وحدة من ذهوله : صاحـي إنت !
وقف نهيّان مباشرة لأن تبدّلت ملامح ذياب كلها للغضب ، تبدّلت نبرته لنبرة مرعبة من ذهوله وما عاد ذياب يفكر من ذهوله لأن نهيّان يقوله بالصريح إنه غلط غلطة شرف وسكنت ملامحه بعدم تصديق : تستهبل علي إنت ؟ ما يخليّك حي !
كان يقصد أبوه ، ونُفض نهيّان : ماهو هنا الكلام ، ماهو هنا خلّاني حي وصار يلي صار بس هي ما عادت تـ
سكّته ذياب من ذهوله بلحظة لأنه ما يستوعبه ولا بيستوعب التفكير : لا أسمع لك حسّ دخل تشدّ كل عروق راسه من الصداع ، من الألم يلي يحسه والغضب يلي حاول يرميه خارج أسوار بيته قبل يدخل ما كان لقصيد أي صوت ولا أثر بالصالة ولا غيرها وتوجه للمغسلة بعد ما ترك شماغه على الكنب ، توجه يغسّل يديه يلي تورّمت عروقها من كثر عصبيته ، يمسح على ملامحه يلي رُسمت بالحدّة الشديدة من غضبه ووده يخففها ، يخففّها لأنها مرعبة إلى مالا نهاية وتنهّد من أعماق قلبه ياخذ نفس : لا حول ولا قوة إلا بالله
بردت ملامح قصيد بإرتياح من لمحت إنه ذياب يلي رفع حاجبه مباشرة لأن يبيّن عليها الخوف : بك شيء ؟
إبتسمت تخفي خوفها مباشرة : ما سمعت صوت الباب لما دخلت ، سمعت الصوت من هنا وجيت أشوف
إبتسم لأن بيدها ملعقة : وتوقّعتيه آدمي وبتضربينه؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : لا ، أعرف إنه إنت طبعاً
هز راسه بإيه : دامك تدرين إنه أنا الخوف وش داعيه ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : إحتياط يمكن ؟ ليش لا
هز راسه بإيه ، وجففّ يديه يتأملها : تقهويتي ؟
هزت قصيد راسها بالنفي : لا ، كل شيء تمام ذياب ؟
هز راسه بإيه يقرب منها ، يرد على سؤالها بنفس القياس : كل شيء تمام
ما بعّدت لوهلة لأن جوابه ما كان مقنع على ملامحه بالبداية ويلي ما إبتسمت إلا لها ، وسكن قلبها من قبّل راسها للمرة الثانية اليوم : قهويني
ناظرته لثواني طويلة ، وهزت راسها بإيه فقط تتوجه للمطبخ تتبعها نظرات ذياب للنهاية ، لحد ما بعدت تماماً عن عينه ورمى نفسه مباشرة على الكنبة هلك حيله نهيّان بشكل ما توقّعه لأنه نطق له كل الحكاية ، أو يتوقع ذياب إنها كلها لأن مع ذلك فيه جزء مخفي عليه والواضح إنه الأعظم وإلا ما خبّاه نهيان ، شد على راسه لوقت طويل يطلع جواله ، يتصل على أسامة : رسلت لك رقم ، طلع لي مكانه
ما يدري ليه الشكوك تساوره وتنهشه بشكل فضيع إن الرقم من بيت عمه فزاع ، إن ديم نفسها هي يلي رسلت الرسالة وهالشيء يضغط عروق عقله قهر لأن كلام نهيّان كان مؤلم ، كان مؤلم حسب الحكاية يلي رواها وتدخّل أبوه فيها هو ما ردّ عن البنت شيء ، ولا حاول حتى يخففّ قهرها أو يتصرف بالليّ تجري عليه العادة ويعاقب نهيّان ما يخفف عنها وطأة كلامه فقط ، تُضغط عروق عقله بشكل مؤلم لأن ما وصلت له الرسالة إلا من قهر من المُرسل وكان يبيه يتدخل ويعرف الحين ليه يبيه يتدخل ويُضغط ألف مرة لأنه تدخّل صح ، ما دّور مصدرها بوقتها ولا دّور تمام الحكاية راح يدّور من نهيّان إجابات وعض شفايفه : قلت ما يظلم الفريق ، ما يظلم يردّه إن غلط ..
أكل نفسه بالأفكار ينتظر رد أسامة عشان يعرف لكنه سُرق من نفسه بلحظة من نوّرت شاشته بالأعلى بإسم أبوه مو شخص آخر ، لو حط كل الإحتمالات قدامه ما كان أبوه من ضمنها وجلست قصيد بجنبه لأن جواله يرنّ بيده وهو يتأمل وساكن ، هادي تماماً ونطقت قصيد يلي تعرف كل أسباب سكونه لكن مع ذلك تبيه يرد : أبوك
ردّ فعلاً وسكن قلبها لأنها هي جنبه ومع ذلك بدون شعور منه مسك فخذها عرفت إنه ما يبي يعصّب ، وما يبي ترتعش يدّه وللآن ما فهمت منظر شماغه يلي لأول مرة تشوفه " ملتوي" لهالقد ولا فهمت السبب كان شماغه بهيئة مرتبة وقت طلع ، والحين شكله غريب ورجف قلبها من رفع حاجبه : وهو قـال ؟
هز حاكم راسه بإيه : تصرّف به ، كان عندك وإنت تصرف
ضُغطت أعصابه فعلاً لأن نهيان " بيسافر " وهو توّه ماسك نفسه بالقوة عنه ، عن إنه ما يكفر فيه والحين من مكالمة أبوه توضّح له إن نهيّان يبي الهجّة عن كل شيء وعادته ، نهيّان يكره المسؤولية ولا يتحملها لكن هالمرة مو بكيفه وعضّ شفايفه بإيه فقط : سم ، توصي شيء ؟
ما تصّورت قصر الحوار يلي بينه وبين أبوه يتركه كومة غضب بهالشكل ما يُخفى عليها ، من دقّ على نهيان بنفس اللحظة يخضّع نبرته : الحين تجيني
هز نهيّان راسه بالنفي وهو فيه من التخبّط ما يكفيه : ما قلت تصرّف وحلها ! أنا بتصرف خـلا
صرخ بغضب ، بعدم قدرة على الإحتمال : الحيـن تجيني !
قفّل ما يسمح له ينطق كلمة وما عادت قصيد تنطق من رمى جواله يحاول ياخذ نفس ، من فصلت أعصابه بشكل مجنون ومدّت يدها لظهره لثواني : ذياب
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماق قلبه ، يتأكد إنه ما شدّ عليها بيده ولا أوجعها : عونك ذياب
ناظرته لوقت طويل أول رجوعه كان يبيّن عليه الغضب بشكل مرعب لكنها ما حطّته ببالها ومشّته لأنه ضحك لكن الحين ، الحين مُفجع شكله وإنه يحاول يهدأ رغم هذا كله عشانها لكن الواضح " عبث " ومدّت يدها ليده تعدل فستانها ، تتورّد ملامحها بالخجل يلي لمحه هو بعد وسكن قلبها من مدّ يده بيتقهوى وترددت : بتتقهوى ؟
هز راسه بإيه : ما سويتيها عشان نتقهوى ؟ نتقهوى
هزت راسها بإيه : نتقهوى بس مو الحين أحس
رفع حاجبه بإستغراب ، وشرب أول فنجال وكان ذهول قصيد كله إنه ما تركه ، أو علّق عليه لأنها تعرف مستحيل تكون رائعة وعلى ذائقته هو وما إنتبهت إن نظراتها كانت فخورة بنفسها ، إن نظراتها كانت مبهورة بشكل غير طبيعي : حلوة ؟
ماكانت حلوة ، كانت خفيفة ما تبيّن فيها نكهة بُن ، ولا طعم هيل نهائياً وما يشرب مثلها هو لكنه هز راسه بإيه : حلوة
ضحكت لأنها ما تصدّقه ، وإبتسم من أعلنت الخصام بعينها لأنها شبّكت يديها ترجع جسدها للخلف ما كان الفنجال الوحيد إثبات ، وشرب آخر يوقف بعده عشان يبيّن لها إنها فعلاً حلوة : أجيك
'
« ساحـة المسجـد »
نزل نهيّـان من سيارته وهو مقهور إلى مالا نهاية ، مكتوم إلى مالا نهاية وينتظر مجيء ذياب يلي عصف فيه أول لكنه حاول قدّ ما يقدر ما يلمسه بشيء حتى لسعة الشماغ يلي نفّضت قلبه من غضبه وخوفه على أخوه بنفس الوقت كانت للأرض مو له هو وعضّ شفايفه لثواني من لمح ذياب : لا عقال ولا شماغ .. الحمدلله
عدل وقوفه من لمح السبحة بيدّه ، وتمتم بهدوء : سبحة نهيّان ، غالية ما يقطّعها على ظهري بعد الحمدلله
نطق ذياب بهدوء يشد على سبحته : متى تتعدل إنت ؟
شرّع له نهيّان خده بقهر مباشرة : أبوي ما مد يدّه ، وإنت ما مدّيت يدك للحين وكلكم ودّكم وش يردك ؟ وش ير
نفضه ذياب بغضب : لو بغيت الكف هدّيت لك حيلك أول ما نطقت لا تشرّع لي وجهك الحين ! لا جاك وبكيت منه بترتاح ؟ بتقول جاني نصيبي وما غلطت ؟
ناظره نهيّان يرفع أكتافه بعدم معرفة : وش أسوي ! وش أسوي إنت قل لي غلطت وراحت مـ
نفضه ذياب بغضب : عدّل غلطك ! خلّك وراه إنت تصرف ما تطيع لي شور فاضي وتتزوج وإنت مو قد الزواج ! البنت ما غلطت يومك بليتها وتزوّجتها كأن بها العيب وهي ما عابها شيء والحين تقول لي بطلّق !
ناظره نهيّان بذهول : ووش أسوي ! وش أسوي إن ما طلقت يروح عمري وعمرها ذياب ما تستوعب البنت ما لها خاطر ما تبي بعقلها إني ........ وإني ...... وإني .....
نفضه ذياب بحدة : وإنت كذا دامك ما ترجّلت للحين ! إنت كذا دامك تبي شور حياتك من غيرك البنت ما تبيك ؟ قل لها روحي وإخلعي وعدّاك العيب وهذا شنبي
ناظره نهيّان بذهول ، ونطق ذياب قبل يفتح فمّه بشيء يجننه : ما رضيت الحين ! ما رضيت الحين وإنت عارف إن البلاء كله من تحت راسك والحين بتطلّق وحنّا ندري وش مجتمعنا ووين عايشين به بترتاح إنت والبنت تشقى !
ناظره نهيّان بيأس مستحيل ، وعصّب ذياب مباشرة بغضب لأنه بنفس الوقت محترق على الحكاية الغلط وعلى إن أخوه يحكمه الطيش والحين فعلاً هو ضايع بشكل مؤلم : لا تناظرني كـذا ! لا تناظرني كذا ما قلت لي من أولها لا تناظرني !
شتتّ نهيان نظره لبعيد حُرق داخله ، وتمتم ذياب بالإستغفار من رفع نهيّان أكتافه بحرقة : ووش أسوي أنا ! وش أسوي يرحم شايبك غلطت بحقها وإعتذرت غلطت هي بحقي وعذّرتها حطيت وجهي قدام أبوها قلت أبي بنتك وحقها علي وحقكم كلكم علي عشان لا تشب بينه وبين أبوي وتزوّجتها وما بقى شيءّ ما سويته ! ما بقى شيء
كانت عيونه تلمع بشكل يبيّن إنه بيبكي ، إنه محروق لدرجة بيدمّع فعلاً ونطق ذياب : كل شيء سويّته عشان أبوك وأبوها وحطيّتها بشيء هي ما تبيه ثم تقول وش قصّرت به ؟ وش الليّ سويته للبنت ؟ وش اللي سويّته لها وتقول ما قصرت ؟ مسح نهيّان على ملامحه بيأس : إنت ما تعرف شيء
ضحك ذياب لأن نهاية النقاش مع أخوه بتنفجر أعصابه ، بتطق عروقه وبيموت بأرضه : قل خلّني أدري باقي شيء ؟
هز راسه بالنفي يرفع أكتافه بعدم معرفة : وش أقول ؟ أقول ترى الدرب مستحيل وإني أبيها لكنها تشّك وكل حركة مني تشوف إني عدوّها ولا ترضى ؟ إنّي بموت من القهر لأن كل شيء ماهو مفهوم ولا يتعدّل
ضحك ذياب بسخرية : بالله تبيها ؟ حطّ الأمر بيدها وإنت عضّ جمرة واسكت مالك كلمة دامك حكمت عليها شيء ما تبيه من البداية فهمتني ؟ ما ودّك تروح ؟ أنا أروح وأقبر الموضوع من أصله على ما تبي هي مو إنت
ناظره نهيّان لثواني بسخرية : وإن قلت لك
كان على وشك يتهّور ، على وشك يقول إن قلت لك هي تشكّ إني دنيء لدرجة أفكّر بزوجتك لكن إستوعب إنه يكلّم ذياب ، وإنها قصيد ، وإن حتى لو ودّه البراءة بصفحته من هالإتجاه إلا إنّه بيسطّر موته هو مو براءته ، إن ذياب شديد الغيرة وما جاء الظنّ إلا بقصيد ؟ يعني إحتمال يقطع راسه هو ، وراس ديم معاه وكلّ من يفكر ولا يكتفي وناظره ذياب بحدة : لا تقول كلمة وتسكت
أخذ نفس من أعماق قلبه ، وعضّ ذياب شفايفه من البداية : إن كنت منت راضي ولا قدّه من أولها لا تدق الصدر يازواج ثم الحين تبي تطلق وتقبر الموضوع وتهجّ
ضحك نهيّان يناظر أخوه لثواني ، يمسح على ملامحه فقط وهز راسه بإيه : أنا غلطان .. فعلاً غلطان بس طالت وكبرت و....... ولا عاد أتحمّل الليّ يصير يصير خلاص
ضحك ذياب بسخرية : ياشيخ الليّ يصير يصير ؟ هجّ إنت وخلّ البنت معلقة هنا وإترك أبوك وأبوها يحددون وش الجاي وإنت نفّذ لهم ياوحش وقل تراي خلّصت المراجل وحاولت ما قصرت !
ضحك نهيّان من قلة حيلته ، ومن قهره بنفس الوقت : خلّصت ؟
ناظره ذياب لثواني فقط يحكم غضبه ، يحكم نفسه لأنه لو إنفلت عليه على إسلوبه هذا بدون باقي الأشياء إحتمال يدفنه وإنتبه نهيّان على هالشيء يلي هو فعلاً يبيه وقرّب لذياب يقابله : إيه عصّب ، أنا أبيك تعصب وأبيك تمد يـ
مسكه مع ياقته بلحظة وحدة يكتم حروف نهيّان كلها ، ينفض كلها من الغضب : إنت تبيني أنفضك وترتاح صح ! إفهم لو بغيت الكفّ هديت حيلك من أول ما نطقـت !
ما كانت من نهيّان مقاومة ، وذياب عارف كلّ خوافي أخوه لدرجة إنه نفضه يبعده عنه ويتمتم بالإستغفار فقط لو كان للكف معنى وداعي ، كان سُطّر على وجه نهيّان من أبوه نفسه لكن ما حصل وهو ماله طاقة بإنه يصير الظالم حتى لو نهيّان مخطي ، هو كان بنفس الموقف بإختلاف الأشخاص والظالم والمظلوم ولا ودّه يتجبّر وهو محروق قلبه للآن من تجبّر أبوه ولف نظره لأخوه يلي يمسح على ملامحه : إمش قدامي
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...