البارت ٥٢ و الاخير🤎

15.8K 317 113
                                    

-
'
مسح حاكم على جبينه لثواني : ويحفظكم يابوك ، ويحفظكم ، تمشي معي شوي ذياب ؟
هز راسه بإيه بإستغراب وهو كان راجع بيجلس بجنب قصيد اللي تنحنحت : بجهز الفطور ، تفطرون عندنا
هزت ملاذ راسها بالنفي : ولا تسوين ولا شيء أمي ، ماشيين حنا بس قلنا يشوف ذياب اللوحة معنا وأبوه ما شافها بعد وجات كثيرة على قلبه ، كثيرة بالحيل
إبتسمت قصيد تشوف ظهره ، وظهر أبوه اللي مشى معاه يبتعدون عنهم : كثيرة لأنه يحب أرضه ذياب ، يحب الخيام ، ويحب أهله أنا ما شفت مثله لنهيّان الله يرحمه ، ولكم كلكم الله يخليكم له ، ولنا
هزت ملاذ راسها بإيه تغرق عيونها بالدموع ، وإستوعبت قصيد بهمس ترجع نظرها لذياب وأبوه : ويحب أبوه
رفعت نظرها تبتر المشاعر التالية اللي صارت تداهم داخلها : تسلم يدك عمتي ، ما شفت بحياتي أحلى وأدق منها تبارك الرحمن نغلّف يديك بالذهب عليها !
ضحكت ملاذ توقف تتدارك دمعها ، تمسك ذراع قصيد بمحبة : الله يسلمك ويحفظك ياحبيبتي ، على اللي صار اليوم قصيد
إبتسمت قصيد تتجاهل ، ولا تبي الطاري حتى : الحفل ؟ تكلّفتوا كثير عمتي ما كنت أبي إلاّ جيتكم ، وشوفتكم وزي ما يقول ذياب تفرحون بنا ، وتفرحون لنا ما نبي أكثر الله يحفظكم ويخليكم
-
كانت الخطوة تتبع الخطوة بالصمت ، ما عرف حاكم يتكلّم ، وسكت ذياب نفسه لأن ما عنده شيء يقوله وهو يحس باللي بداخل أبوه ، الأسى ، الأسف ، الندم ، كلها مشاعر يحسّها لكن ما يبيها ونطق يبتسم بهدوء : أدري إنك بتحب ولدي ، أو بنتي بالحيل أبوي
سكت حاكم يحس داخله يتقطّع وللأسف ، هو يفهم ليه ذياب نطق هالجملة بالذات ، لأنه ما يبيه يتحسّر على ولا شيء : ما أغلى من الولد ، إلا ولد الولد يا ذياب
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم حاكم يشتت نظره لثواني : سمعتك اليوم تسولف إنت ونصّار تقول له كلهم خير وبركة لكن ودّك بالبنت ، خاطرك يبي البنت بالحيل
هز راسه بإيه يبتسم : البنت بتجي مثل أمها
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي : لأن البنت توجب اللين ، والولد يوجب الشدة هذا اللي شفته معك ، ومع ورد
ناظره ذياب لثواني من لمح عيون أبوه ، نظرات أبوه وهز راسه بالنفي بذهول : ولا طرت علي ولا فكرت بها أبوي
ناظره حاكم لثواني ، ونطق ذياب ما يصدّقه : أبوي !
هز راسه بالنفي يسمع صوت ملاذ ونداها : يلا حاكم
توجهت قصيد لهم رغم إنها تتوقعها خطوة خاطئة لكن باقي شيء هي تبيه ، باقي شيء بداخل ذياب هو يبيه وإبتسم حاكم يلّم شتات نفسه لأن ذياب سكت ، ما عاد نطق الحرف : حي بنتي ، راحت عمتك ؟
هزت راسها بإيه تدخل تحت جناح ذياب اللي شرّع يده لها تلقائي : مستعجلين مره ، وش فيها لو جلستوا تفطرون عندنا اليوم عمي ؟ ما نلقاكم كثير
إبتسم حاكم وهو يتماسك شعوره بالقوة : تعبتوا يابوك لازم ترتاحون ، والأيام طوال إن شاء الله الجايات أكثر
إبتسمت تحس نظرات عمها لذياب الساكن تماماً ، الساكت بشكل " فضيع " ومن تنحنح حاكم : نوّدعكم الله
قبّل رأس أبوه تسلّم عليه قصيد بالمثل ، يوّدعونه لكن حاكم ما قدر يمشي كل المسافة هو رجع يلتفت : ذياب
حسّت قصيد بوجود شيء ، بإن شيءّ ما حصل رغم إن ذياب رد مباشرة : سـم
رجع حاكم يمسح على جبينه ، يبتسم بآخر كلامه بالتردد : وإن كان ولد ان شاء الله ، إنت ما تقسى يابوك ولا تحتاج تسميه صقر عشان تذكر وش ليّنك ، إنت من يوم الدنيا دنيا ليّن ياذياب ، وقصيد تشهد وقبل لا تصير أبو لولدك ، أو بنتك ، حنّا شفناك على أخوانك نهيّان وورد
هز راسه بالنفي يبتسم بهدوء : إن كان ولد ، سماوته لك الله يحفظك ويخليك ويطول بعمرك بالليّ تبيه
رفعت قصيد نظرها لذياب لثواني تستوعب لكنها إبتسمت بهدوء : أشهد ، أكثر من يشهد له أنا عمي !
ضحك حاكم : أسميه إسم ما يعجب قصيد ياذياب
إبتسمت قصيد : كلك خير وبركة عمي ما تسمي إلا الطيب هذا الأكيد
نزل ذياب نظره لها لأن وش هالرد " الرائع " والمباشر ، وضحك حاكم تبتسم قصيد : لحالك سياسي وتعرف ترد ؟ معليش حتى أنا أعرف أرد
تعالت ضحكات حاكم يضحك ذياب بالمثل ، من أعماقه يضحك ولو ما كان أبوه قدامه وقدامها يمكن أكلها على هالرد دون غيره وضحك حاكم يمسح على وجهه : الله يحفظك له يابوك ، ذياب من صحراء لصحراء ما مرّه الربيع إلا معك ولا ينلام ، الله يبلغنا فيكم إن شاء الله
إبتسمت ، ونطقت تعمداً : آمين يارب ، كلمت أبونايف ذياب ؟ قبل شوي شفت رسالة منه أو مكالمة أعتقد
حاكم : يسأل عنك صح ؟ كل فترة يدق علي
، ذياب : دايم يسأل الله يحفظه ماشاءالله
نطقت قصيد " تعمداً " للمرة الثانية : دايماً نفس السؤال ؟ إن وين بتروح ذياب كيف ناوي تسوي وناوي ترجع وإلا لا ؟
هز ذياب راسه بإيه ، يسأل حاكم : نسولف اليوم بالمجلس ، وين ناوي تروح يا ذياب ؟ الأكيد ما بتقعد فاضي أعرفك ما تحب لا تقول لي البل والحلال ماهي حياة يابوك
وصلت لغايتها ، من فتحها للموضوع كله هي وصلت لغايتها ونطق ذياب بهدوء : يحلّها ربي إن شاء الله
ناظرت قصيد عمها لثواني ترحع نظرها لذياب : كانت تليق عليك الوزارة ، مرة تليق عليك وللآن أشوفها تليق عليك ومكانك ذياب إذا مفتوح لك المجال فيها ، ليش لا ؟ صح عمي ؟
'
هز حاكم راسه يبتسم : تليق لك ، معاها حق قصيد
ما كان منه حتى الرد لأن هالموضوع منتهي بالنسبة له ، هو ما يبي حرب من جديد مع أبوه نهائياً رغم إنها أطباع أبوه تجاهه ، يفهم هالشيء لكن تكفيه المشاعر اللي تشبّع منها : يجيب الله مطر
رفعت نظرها له لأنه " متحفظ " وتتمنى عمها يصرّ عليه ويشوفه لكن حاكم رجع نظره للخلف : تأخرت على أمك ، ودّعناكم الله تبي شيء توصي شيء يا ذياب ؟
هز راسه بالنفي يبتسم لأمه اللي جالسة بالسيارة وتتأمل النخيل ، والساحة : مروقة أم ذياب شكلها ما حسّت ، أبد ما تقصر على مهلكم أستودعناكم الله
توجه حاكم للسيارة يركب ، يودّعهم بالتلويح اللي ردّه ذياب ، وردته قصيد تبتسم ملاذ بهدوء : عرف يختار له نهيّان ، عرف يختار لنا كلنا
لف نظره لها : قصيد ؟
هزت راسها بإيه : شفت الحوار بينك وبين ذياب كيف كان ، وكيف إنتهى يوم جات هي ، تكسر التوتر بينكم
أخذ نفس من أعماق قلبه : تكسره ليت نهيّان حي ويشوف
ملاذ : كان يشوف ، قبل يموت الله يرحمه كان يشوف وشاف كل شيء ، شاف إني ما بردكم يوم قال أحسّ ما بترّدينهم عن بعضهم ، ولا بتمسكينهم عن بعضهم لكنّي أحاول بحياتي وبعد عيني إني أرتجي عطف ذياب مو أعصاب حاكم .. شاف كل شيء وليته شاف قصيد لذياب الحين
لف حاكم نظره لها لأنها " متأثرة " تمسح دموعها ، وأخذت نفس ينطق هو : خفيّ علي
هزت راسها بالنفي : ما عاتبتك حاكم ، ولا عاتبك ذياب إنت تشوفه بعينك .. إنت تحس به بس
إبتعد عن قصر ذياب " يسكن " فقط ، يسكت تماماً
وضحكت ملاذ بشعور غريب : قالت لي قصيد ، تعجبه حكاية الذيب ذياب ، يحب إن سالفة تعارفكم كانت بهالشكل وإن إسمه على شيءّ جمعكم وبكيت ، بكيت الحين يوم فكّرت هو ليه دايم ما يبيني أتدخل بينكم ، يوم تعمّقت بالتفكير مرّني شعور ليتني ما ولدته ولا
حاكم بذهول يغضب : مـلاذ ! استغفرالله العظيم
رفعت نظرها للأعلى : هذا مرّني أنا ، تتوقع ما مرّه هو بكل مرة تـ
سكت تماماً تبتر ملاذ جملتها لأن مشاعرها للآن تنهار على وقوف نظرة ذياب تجاه رسمته أمام أبوه وما كان من حاكم ، ومنها إلا السكوت لوقت طويل ، جداً طويل ..
-
هزت راسها بالنفي : لا جوانا شكرًا ، نامي ما نبي فطور ولا شيء
طلع يسكّر باب المكتب : تبي ماهو بكيفها
لفت نظرها له لأن جوانا توجهت للمطبخ مباشرة : وش يعني ؟ مين بياكل أنا وإلا إنت عشان تعارضني وتقولها إلا سوي ؟دخلت اللوحة ؟
هز راسه بإيه يمّد يده لها ، يشيلها لأنهم بيطلعون للأعلى ونطق بهدوء : شفتي أبو نايف مكلمني أجل ، جوالاتي كلها مافيها إشعار منه
شتت نظرها للبيت : يتهيأ لي ؟ معقولة تعبت لهالدرجة ؟
'
هز راسه بإيه يقلد نبرتها : يالله مره تعبتي ، سلامتك من التعب حبيبتي
إبتسمت لثواني لأنه طقطق عليها بأول نبرته ، وبسلامتك رجع لنبرته الطبيعية : عيب ، بس الله يسلمك حبيبي
نزل نظره لها : لا عاد تعيدينها
مدّت يدها تفتح باب غرفتهم لهم ، ونزّلها للأرض على أقل من مهله تبتسم : أعيد وش بالضبط
نزع ثوبه ياخذ شورته : حركاتك وتعرفين تردين قدام أبوي
ميّلت شفايفها من توجه يغسّل يديه ، ويبدّل : حركاتي ؟ ما سويت شيء .. أكيد بعرف أرد ليه ما أعرف
ناظرها ، وإبتسمت : مين أثقل أنا وإلا اللوحة ؟
نزل ساعته يتركها عالطاولة : إنتِ ، خفيّفة اللوحة
تنهّدت تلف نظرها له : ما عاد تحبني ذياب ؟
لف نظره لها , كانت نظرتها " صادقة " يهز راسه بإيه : إيه
توجهت تتمدد على السرير ، وناظرها لثواني : بدّلي
هزت راسها بالنفي : مابنام عشان أبدل ، مافيني نوم بنزل أفطر مع جوانا أبيها تسولف لي عن الجمعة اليوم
هز راسه بإيه يفتح الباب من دقّت جوانا دقة وحدة عليه ، وطلع ياخذ صينية الفطور المتروكة : إيه ، ما تبيك جوانا بعد سلّمت الفطور وهجت
ناظرته بذهول ، ونزل نظره للصينية : بس حطت لك وردة ، ما قصّرت تراضيك
كشّرت توقف من توجه للكنبة يترك الصينية على الطاولة ، ومدّت يدها تاخذ العصير منها فقط : إنتِ تعيشين على العصير ، عيالي ما يعيشون مدّي يدك زين
ناظرته لثواني بذهول ، وإبتسم لبطنها : صح أبوي ؟
ضحكت بذهول تضرب ذراعه من إستوعبت إنه يكلّم طفله بداخلها : عيب ! قدامي وعلى عيني كمان عيب !
إبتسم يمدّ لها الأكل من يده : شايله هم قصيد ؟
أكلت تناظره : ما غسّلت يدي مابقوم ، هم وش ذياب
رفع أكتافه بعدم معرفة : لا تقومين محد قال لك قومي ، هم الشغل ، شغلي أنا
إبتسمت لثواني : جلف ، لا ، إذا مره نبيع غزيّل ونعيش
ضحك لأنها تطقطق ما تاخذه بجدية : غالية علي غزيّل قصيد لا تغلطين عليها
كشّرت مباشرةوإبتسم هو يتأملها : ليه فتحتي الموضوع مع أبوي؟ طاري أبو نايف والوزارة ؟
ناظرته لثواني ، ونطقت تبتسم : شفت أوراقك بالمكتب اليوم ، وقبله شفتك تتأمل المؤتمرات اللي كنت فيها ، صورك بالديوان ، لما فتحت دولاب بشوتك
هو كمّل أكله ، ونطقت بجدية هي :أعرف كيف تعبت بمكتب أبونايف وأعرف كيف كانت الوزارة تتعبك بس بنفس الوقت أفكر ليه ما تعطيها فرصة ؟ الكل صار يعرفك أكثر ومحد بعقله بيتعرّض لك والماضي كله إنتهى ، ليه ما ترجع ؟
هز راسه بالنفي ، ونطقت هي تشتت نظرها :أحب جوانا على قد ما إن الفطاير مرة خفيفة وما ينشبع منها !
هز راسه بإيه يمدّ لها ووقت أكلت هي نطقت بالهمس :أعرف ليه تركتها من الأساس ذياب
'
هز راسه بإيه يشرب من الشاهي حقه : ما سولفتي لي عن اليوم ، ما قال لك فهد شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وضحك ذياب يستغفر : يقول إني أخونك فهد ، إن به بحياتي غيـ
هي غصت بأكلها مباشرة يضحك بذهول ووقت رفع يده بيضرب ظهرها هي ضربته قبله يضحك : بسم الله عليك
مدّ له المويا تشرب ، وناظرته بذهول : كيف تخونني !
هز راسه بالنفي : جاء يمّنا أنا وأسامه والغزلان بالغرفة ، نسولف عنها أقول لأسامة دامك جبتها وهي طيبة مابها شيء ما قصرّت روح المجلس ، وأسامة يقول ما شفت مثل زينها طال عمرك وإنت تحبها بعد وفهد سمع نص السالفة
ضحكت بذهول : وفهم إنه شيء ثاني يعني ؟
هز راسه بإيه : ساقها عليه أسامة ، خايف ومتحفظ وطال عمرك وبغيت شيء فهد يعني روّح الله يستر عليك وكمّلت عليه يوم قلتله مالك بها روّح المجلس قال أنا اللي لي بها ويدفّ ويضارب وشاش لين فتح الباب يشوفها
ضحكت بذهول : فهد ؟ يدفك إنت ؟
هز راسه بإيه يبتسم بهدوء : يطقّني عشانك فهيدان ، كبر
ضحكت لأنه يطقطق عليه : يعشقك موت فهد ، مجنون كيف يحبك مبسوط عالبيبي ، ومبسوط عالغزلان ، كلهم مبسوطين أصلاً تركي كل شوي يسألني تعبتي ؟ كيف وضعك حتى بعد ما مشيوا الضيوف رسل لي قال كيفك
هز راسه بإيه : كلهم ماشاءالله عليهم ، ذيابه ، ورجال
إبتسمت تتكي على كتفه ، تسولف عن اليوم عندها ، ويسولف لها عن اليوم عنده ، بكل التفاصيل ، بدون ما تغفل عن تفصيل واحد سرقتهم السوالف لوقت طويل ، سرقها الضحك اللي تغصّ منه كل شوي ويضحك لأنه يخاف يضرب ظهرها ويده ترتفع ، لكنها توقف وضحكت تحسّ إن النوم يتمكنّ منها بشدة : كل شيء مجنون أساساً ، وسن تقول ذياب ما يتعامل إلا بالحيوانات قلت بليز ، إتركونا إحنا نعرف نتعامل مع بعض
ضحك لأنها بدّلت لغتها بالأخير وما إنتبهت ، وإبتسمت تحاوط أكتافه : باقي أُمنية وحدة ، متى تحققها ؟
رفع نظره له ، وإبتسمت لثواني : أُمنيات ، مو وحدة معليش الأولى أبي أشوفك بالبشت مرة ثانية ، مرّات
هز راسه بإيه : بنزوج أسامة وبلبس له البشت تم
ناظرته لثواني تكشّر : ما بقول لك ولا نص أمنية زيادة
قامت من جنبه يضحك ، يرجع جسده للخلف لأنها " تعجبه " وقت تعصب : بنـت !
كشّرت تلف نظرها له يضحك ، وتوجّهت تغسل يديها ، تجهز نفسها للنوم وطلعت تتمددّ على السرير تشوف إن ذياب مو موجود بالغرفة ورجع بعد دقائق بسيطة يشوف تمددّها على السرير ، ظهرها يستند على ظهر السرير ودخل هو بمكانه يبعد لها مكان تستند على صدره بدل السرير وبالفعل ، بدّلت مكانها لعاري صدره ينتبه إن بيدها صورة بحجم كفّها ونطقت هي : نهيّان إختار لك السياسة ، والوزارة ، وإختارني لك يمكن لأن هالصورة من خزنته
هي رفعت صورتها بصغرها ، بفُستان أبيض تضحك للكام بإبتسامة تشعّ منها طفولتها ، حياتها بلندن ، الصورة اللي كانت مع ذياب بزواجهم وبقيت بجيب ثوبه من وقتها لكنه عاش شعورها وعاشت هي شعورها معه بالوصال ، بالحُب الطاغي ومرر يده على خصرها ، على بطنها بهدوء : ما ودي بها ، إختار لي نهيان أشياء كثير من وقت لكن ما ودي بها لا تفتحين الموضوع معي كثير قصيد
هزت راسها بالنفي ترفع نظرها له : لو ما ودك بها ما تهرّبت مني قبل شوي ذياب ، أعرف ليه تركتها
نزل نظره لها بهدوء ، وعضّت شفايفها لثواني : ولأني أعرف ما أرضى ، أعرف ليه وبنفس الوقت أعرف إنك تبيها لا تقول ما ودي بها ، قول ما ودي بالخصام
هز راسه بإيه ينطق ذات جملتها : ما ودي بالخصام
هي جلست مباشرة ينطق هو بشبه حدة : على مهلك !
عضّت شفايفها لثواني : مابيجي خصام طيب ! بينك وبين أبوك ما بيجي لأن إنت ما تغتر وهو صار يعرف والله العظيم !
ناظرها لثواني يشوف عيونها اللي تسولف " بفيض " غريب كأنها تعرف الحكاية كلها ولهالسبب هي تناقشه ، وشتت نظره لثواني يتنهّد لكنها نطقت : عشاني ذياب
ضحك يناظرها : ليه قصيد ؟ وش له ؟
ناظرته لثواني يرقّ قلبها من ضحكته ، من إنه يسألها وعضّت شفايفها لثواني : معقول مو واضح ليه ؟
رجعت تستند على صدره ، ومدّت يدها تاخذ جوالها بتذكر : عذبي رسل لي الصور ، مفتونة فيهم ذياب
فتحت جوالها توريه صورهم مع بعض ، والغزال بحضن ذياب ، إبتسامتها هي ونطق هو : تذكرين الكويت قصيد
هزت راسها بإيه ، وكمّل هو : يوم فتحتي الجوال تورّيني حلالي يوم يقطع الخط ، يوم صورتيه وإنتم ماشيين
إبتسمت تتورد ملامحها خجل : ومرر أصباعك بالغلط ، لصورتي أنا
هز راسه بإيه : كانت أول مرة تسولفين معي وما تخجلين
ضحكت تهز راسها بالنفي : روّعتني وقتها ، خوفتني لأنك جلست تتأملني وخفت قلتلك ما شفت الحلال ، قلت شفت حلالي ، وإنتِ حلالي وأشوفك الحين
ضحك لأنها قلدت جدية نبرته بقولها " وإنتِ حلالي وأشوفك " وتعجبه قصيد ، تهلكه بالإعجاب لأن شخصيتها " تتلّون وتلّونه " عادي تتكلم بأكثر المواضيع حزناً له بس ما تسمح لحزنه يسرقه عليها ، تخليه يشوفها من منظور آخر تماماً ، تتكلّم بأكثر موضوع جدي بالدنيا بطريقتها هي ، بشخصيتها هي وما توقف الدنيا عندها على موضوع واحد ، مستحيل توقف وقبّل راسها : الحمدلله إنك حلالي ، وأم عيالي
-
'
« مدريـد »
ضحك يتأمل ذياب : ذياب ، بالله ما وحشتك ما إشتقت ؟
هز راسه بالنفي : لا ، نصار ما عندك إلا هالموضوع ؟ مقروشني من اليوم بكلمك بكلمك آخر شيء ذي علومك؟
كشّر نصار : ما تبي أحد يشتاق لك إنت ؟ الله يرحم أيام كنت الوحيد اللي أشتاق لك وأدورك من لقى أحبابه نسى أصحابه سبحان الله هذا وما بعد شرّف ولي العهد
نزل ذياب نظره للكام ، وإبتسم نصار : فهمتني صح ؟
ضحك ينطق " الحمدلله والشكر " جدياً ، وضحكت ورد من الخلف لكنها تسمع أصوات السيارات بإستغراب : ما تنلام ذياب هذا كلام واحد صاحي ؟ تكلمه وهو يسوق !
هز نصّار راسه بالنفي : الشارع واقف ماعليك ، لا تغلطين
توجهت ورد تقرّب من الكام ، وإبتسم ذياب مباشرة : حيّها ، علومك ورد عساك طيبة ؟ طيبين إن شاء الله ؟
هزت راسها بإيه تبتسم ، تمسح على بطنها البارز لأنها بشهرها الخامس : بخير وأفضل حال الحمدلله طيبين ومشتاقين لكم بس
ضحك نصّار : قرب التشريف ذياب شلون إستعداداتك
ضحكت ورد : الله يبلّغنا بالسلامة يارب أول ما تولد قصيد على أول طيارة جايينكم ، جاك العلم من الحين
إبتسم ذياب : آمين ، لا تجون ولا شيء استريحوا
شهقت ورد بذهول : ما تبينا ؟
هز راسه بالنفي : بتجون الشهر الجاي إن شاء الله مرة وحدة أريح لك ياخوك المسافة ماهي هينة ، نصّار
هز نصّار راسه بإيه : بنصبر الله يعيننا ، الشهر الجاي مرة وحدة إن شاء الله نجي لكم بس عندنا شروط ، ورد عندها
هزت ورد راسها بإيه : زي ما يشوفون بالواقع بشوف أنا ، وصيّت قصيد بس بعد نوصيك إنت عشان تكبر شرهتنا لو تنسون
ناظره نصّار من تحرك الخط يتنحنح : على مهلك ذياب وش معجلك ؟
ضحك ذياب ينزل نظره للكام : ما نحب الشرهات ياخوك ولا نبيها ، تشوفين إن شاء الله على ماتبين بعد أبشري .. على مهلي يانصّار علومك إنت
ناظره نصّار ، وإبتسم : وش شعورك وإنت بتصير أبو ؟
ضحك ذياب لأن هذا سؤال نصار له طول الشهور : وش شعورك إنت يا نصّار ما علمتني ؟
ضحك نصّار يضحك ذياب بالمثل لأن صرخة نصّار وقت دق عليه يفجر بإذنه " بصيـر أبو " ومن وقتها للآن ونصّار ما يصدق إن ورد زفّت له خبر حملها وهو نايم فعلياً وأول شيء سوّاه ، كان الصراخ عليها هي بالذهول ، والصراخ لذياب يزفّ له الخبر مباشرة ، كانت الفرحة عن بُعد لأن الكل عرف وهي بنفسها عرفت وهم بأسبانيا ، بمدريد لكن كانت فرحة أهل نصّار وافية تحسسهم بالديار لأنهم عندهم ومن حمل ورد ، هي إكتشفت شيء لأول مره تعرفه بشخصية نصّار وقت سأل " ما بنكتفي بواحد ورد .. صح ؟ " ووقت ضحكت بالسؤال هي إستوعبت إنه يبي أكثر لأنه وحيد ، لأنه ضحك لها "
'
" أنا معتبر ذياب ونهيان أخواني بس ولدي أبي له أخوان ، وأخوات بنفس البيت معه " وضحكت هي بإن لو ربي كتب ، أكيد ما بيكتفون بالواحد ..
رفع حاجبه يلف نظره لشرودها : وين وصلتي ؟
إستوعبت : قفّل ذياب ؟ وصل بيته طيب عشان تقفل ؟
هز راسه بإيه : لا ما وصل بس قفلنا وينك ما سمعتي !
جلست بجنبه وإبتسم نصّار يمد يده لبطنها : ما تحرّك اليوم ؟
بمجرد ما نطق هو حس بحركة ولده داخلها يضحك مباشرة : إثبات وجود ولا أقوى ، تسمع أبوك إنت ؟
ضحكت لأنه إنحنى لبطنها يسمع ، وكشّرت مباشرة : تسمع صوت بطني ما تسمعه هو لعلمك ، مسافة شوي
كشّر من قامت عنه : أنا متأكد ولدي بيطلع نسخة مني على هالكره كله ، شفيك علي ورد ؟
ورد : بس أنا من زمان كذا أبوفارس ، مو شيء جديد
هو ما علّق إنها " تقطّ " عليه وتنطق بكرهه ، هو ذاب كله على أبوفارس يبتسم : تمونين يا أم فارس ، تمونين ..
ضحكت تمشي للمطبخ ، وإبتسم نصّار من أعماق قلبه يدندن وضحك : أخوك نهيان ، منتهي
ناظرته لثواني ، ولفّ لها جواله : مصّور الكورة مع سعود ، يلعبون هو وأبوك وسعود وعمك فزاع الله يعين سعود عليهم
ضحكت تهز راسها بإيه :أكيد ، فرحة نهيّان بسعود مرة عشانه ولده وألف مرة عشان يدرّبه عالكورة من وهو باللفة يتوعد فيه إذا ما خلّيتك أحسن لاعب على وجه الكرة الأرضية ما أكون نهيان وأبوي يعزز له وراه
هزت راسها بإيه تبتسم : تدري كانوا بيجون عندنا ، ينتظرون قصيد تولد بالسلامة بعدها قالت لي أمي بنحجز أنا وأبوك نجي عندك بس بما إننا إحنا بنروح الرياض قالت خلاص أجل شهر نصبر عادي لين تجون
إبتسم نصّار : والله ودي من الحين ، ودي ما يشيل ذياب ولده إلا أنا وعنده ودي أشوفه
ضحكت ورد : يمكن بنت طيب ! ما ندري كلنا للحين
هز راسه بإيه يبتسم : قلتله إنت تبي البنت يارب ماهي بنت ، دام فارس ولدي بيجي أصغر منها يارب ماهي بنت يارب ولد
ضحكت بذهول تناظره ، وناظرها بنفس الذهول : أجل لو بنت نخليّها لسعود ولد عمها ؟ يخسي
ضحكت بذهول : إنتم كلكم نفس التفكير ؟ كلكم نفس المخ يعني طيب بنفرح فيهم أول بنت وإلا ولد ليه الخطف على طول
نصّار : ما عندنا نعشق الصيد حنّا ، تحسبين لو فارس بنت وذياب بيجيه سليمان مثل ما يبي بيقول مبروك تترى بعزكم ؟ بيقول تراها لولدنا بس عطبنا أبو الفوارس
ضحكت بذهول تمسح على بطنها : مريض نصّار
إبتسم بتذكّر : قلت لأبوي بنسميه فارس ، قال وين خيله قلت له صح فارس بس للدبابات
_
« قصـر ذيـاب »
دخـل القصر يشوف عصيرها بمكانها ، كتبها ، وترك شنطة أوراقه ومفاتيحه على الطاولة ينطق : قصـيـد
طلعت جوانا من المطبخ : تمشي بالحديقة قصيد
-
'
هز راسه بإيه يخرج للخارج ، للحديقة الأمامية وما لمحها يكمّل مشيه للخلف لكنه ما نادى ، وما كان منه الصوت يسكن داخله من لمح إنها بعالم آخر تماماً ، رغم شديد البرد هي تلبس فستان أسود خفيف يُربط من على أكتافها فقط ، تمشي على أقل من مهلها ويدّها أسفل بطنها اللي وصل لأشد مراحل برُوزه لأن ولادتها قربت وإبتسم يتأملها فقط ، لثواني طويلة يتأملها تمشي بخُطى خفيفة ، يحرّك الريح بني شعرها المموج على عاري ظهرها ومن مشهدها الواضح ما تصدّق كيف وصلت فيها الأيام لهاللحظة وهو مثلها ، ما يصدّق كيف مرت شهور حملها أشبه بالنسمة من خفّتها ، من إستقرارهم ولفّت تتأمل المدى تنظّم نَفسها ، هَلعها لكنها إبتسمت من لمحته : أهليـن !
إبتسم يمشي لها ، ينزل شماغه من على راسه : هلا بك ، كيف حالك ؟
إبتسمت تلتفت لمجيئه لها ، من ترك شماغه وعقاله على الكراسي قريب مشيه وكمّل لها يحاوط بطنها بيدّه ، يقبّل خدها : طيبين ؟
هزت راسها بإيه وهي للآن مع كل الشهور الماضية تُهلك من فكرة إنه دائماً يحاوط ثقل بطنها بهالشكل : الحمدلله
رفع حاجبه من حرارتها : مصيّفة والجو برد وشفيك ؟ تروشتي وطلعتي ؟
هو مد يده لشعرها الجاف تهز راسها بالنفي : من صحيت أحس حر ، ما كأننا بالشتاء نهائياً ، كيف يومك
ضحكت لأنه مدّ يده لعنقها : مافي شيء والله ، طلعت أمشي شوي حسيت تعبت من الجلسة وحر مو راضي يبرد الجو حتى يدك مو باردة !
هز راسه بالنفي يشوفها تمشي بإتجاه مكان الغزلان : طيّب يومي مابه خلاف ولا جديد الحمدلله ، كلموني أبوي ونهيّان قالوا تعال حنا نلعب مع سعود قلت ما يمديني والله يستر على الولد منكم تشوتونه بدل الكورة الحين
إبتسمت ، وضحكت من تخيّلت إنهم يشوتون سعود يضحك ذياب بإستغراب : وش ؟
هزت راسها بالنفي : تخيّلتهم يشوتون سعود بدل الكورة ، هو صغير لهالقد أساساً يعني يجي عليهم شوي
ضحك يهز راسه بإيه ، وبقيت بوقوفها تبقى يدّه على بطنها تاخذ نفس من أعماق قلبها ولمح غريب نظراتها للمدى : تحسين بشيء قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : بخوف ، حسيت مدري بس وقت جيت أمشي هدّيت شوي ، كلّمتني ماما تقول لي لو حسيتي كذا وكذا وكذا كلميني لأنها بوادر ولادة قلت أنا ما أعرف وش أحس أصلاً
هز راسه بإيه : طيب ليه ما كلمتيني ؟ جوانا وينها عنك
تعقّدت حواجبها بألم بدون مقدمات تشد ذراعه ، وسكنت ملامحه كلها لأنها نزلت يدّها لبطنها : وش !
رفعت أكتافها بعدم معرفة : من أول ، أحس بالألم يجي ويروح بس هالمـ
هي كتمت صرختها تشدّ على يده بقوة - فضيعة - من إنحنت على نفسها من الألم ينادي مباشرة : جـوانـا !
-
'
هي نطقت مبـاشرة : لا ! مو اليـوم
ناظرها بذهول وهو يحس الألم من عيونها : وش لا !
لأنه نطق ينادي جوانا مرة ثانية بصوت أعلى هي إرتعبت تصرخ بذهول : لا تناديها ذياب مو اليـوم !
ناظرها لثواني هو وده يضحك من " خوفه " بهاللحظة لأن وش يعني مو اليوم لكنه إستوعب إنه بمجرد ما بيضحك هي بتبكي ، وطلعت جوانا من الداخل تشوف ، ويأشر لها ترجع للداخل ركض : أبشري ، مو اليوم !
هي حاولت توقف بإعتدال لكنها صرخت بألم تهز راسها بالنفي : ذياب لا ! لا يعني لا مو اليوم بيروح بعد شوي
هز راسه بإيه من جات جوانا تركض بعبايتها : طيب بنروّح أنا وإنتِ الحين ماهو اليوم بتولدين بس بنروّح نشوف
هزت راسها بالنفي تمسك نفسها من الألم بهدوء ولفت نظرها له بشبه غضب من حاول يمسكها : لا ! ، بشوف الغزلان
ناظرها لثواني من شدّت يده تمشي خطوة لكنها صرخت بألم تشدّ ذراعه اللي كانت تردّ مشيها وما قدرت ، من قو الألم اللي بتر خطوتها بلحظة هي ما قدرت إلا إنها تعضّ ذراعه تنطق جوانا بهلع مباشر : ماما ما ترد ، بيبي إنتِ تولدين خلاص مافي وقت !
هز ذياب راسه بالنفي ما عاد يستوعب ، حتى الألم من شدّ عضتها ما حسّه ينطق بجوانا بتوتر : إيه ثّوريها إنتِ علّميها ! وتّريها ! قصيد أبوي
ما عاد تنفّس ، وما عاد حاول يمسكها حتى من تكررّت فيه نفس الحركة بوقت نزيفها وكيف حاولت تدخل بصدره من الألم ينتهي نَفسه من لبّستها جوانا عبايتها ينطق مباشرة : إفتحي باب السيـارة
توجهت جوانا تركض لكن قصيد هزت راسها بالنفي تغرق عيونها بالدموع من الهلع ، قبل الألم : ذياب لا مالك دخل
هز راسه بإيه ينحني من توتره مباشرة : لا مالي دخل ، أبشري
-
« المسـتشفـى »
متّرت الممر روحة رجعة من التوتر تمسك هي بطنها ، متّرت المكان كله تهز راسها بالنفي : لا ما أقدر والله ما أقدر بدخل عندها تركي خلاص ما أتحمـ
هز راسه بالنفي يمسكها : هواين ، إن شاء الله هواين
هي يلوع داخلها ، يرتعب داخلها وأكثر : تركي طوّلت بنتي ، والله طوّلت بنتي الولادة ماهي هينة قصيد مـ
هز راسه بالنفي يبتر كلامها مباشرة : برد وسلام إن شاء الله ربي معها ، لا توسوسين سلاف قولي لا إله إلا الله !
جات ملاذ ركض ومعاها حاكم اللي سأل مباشرة : بشّر
هز تركي راسه بالنفي بمعنى إنها ما طلعت للآن تشوف ملاذ توتر سلاف الغير طبيعي ، شدّتها على يد تركي وعلى وشك تغرس أظافرها بيده : سلاف !
تركها تركي لملاذ ، ومسكت سلاف يدّ ملاذ بتوتر : بتطلع روحي من التوتر ما أرتاح لين يقولون لي طيبة ، والبيبي طيب الله يتمم على خير ، الله يبشرني بسلامتهم يارب !
-
'
ناظرها تركي يعدل أكتافه وهو يحمد ربه إن سلاف ما دخلت معاها لأن على هالرعب ، هالتوتر اللي يشوفه لو سمعت صرخات قصيد أكثر ممكن تتمنى تولد عنها ، توتّر قصيد هي بنفسها وتزيد عليها الخوف وتمتم بهمس يدعي : يارب ، أستودعتك إياهم ..
لف حاكم نظره للممرات ما يشوف فيها ذياب ، لكن يشوف العيال اللي دخلوا يركضون ، نيّارا ، وعذبي اللي نطق برعب مباشر : بشّر تركي !
تركـي : ما طلع لنا أحد للحين إن شاء الله خير وتقوم بالسلامة ، رحت البيت تاخذ الأغراض عذبي ؟
هز عذبي راسه بإيه : جبتها كلها مع جوانا بعد ، تقول هي رجعت تاخذ عبايتها لقت ذياب مشى عنها
ناظرته سلاف برعب : وش قالت ؟ وينها
ضحك عذبي من الخوف : تقول ذياب فصل عليها ليه تقول لقصيد إنها بتولد وليه تقول لها إنك ما تردين بعد
هزت سلاف راسها بإيه بهلع : ما رديت أنا ، ما رديت جوانا
توجهت ركض لجوانا اللي دخلت معاها الأغراض ، وسأل حاكم بإستغراب شديد يلف نظره للممر : وين ذياب ؟
-
صرخت تضرب ذياب من الألم اللي تحسه يقطع روحها وروحه بالمثل من بقى عند راسها يشدّها له يكرر بهمس ، برعب ما تصّوره حتى هو : آسف ، آسف آسف
كانت يدها تقطّع يده بالشدة يحس أظافرها تغرس بيده ، إنحنى عند راسها لأنها تصرخ بالألم اللي ما تطيقه ويحس جسدها كله يصرخه يشدّها له لكن قلبه يوقف لأنها تصرخ من وقت يشوف عروق عُنقها من صراخها بالوجع ، يحس ملامحها تشبّ من الإحمرار ودموعها اللي تنزل من الألم تحرقه بالإعتذارات ما يدري وش يسوي غير إنه يحاول يكلّمها ، يحاول يهوّن : بتقضي ، هانت أبوي
هو يحاول يهوّن ، بنفس الوقت تسمعه يتهاوش مع الدكتورة والممرضات وما توعي شيء من صراخها ولفّ نظره لها من صرخت تعقّد ملامحه كلها لأن حتى قلبه ماعاد يتحمل ، ما عاد يشيله من بكت " فعلاً " غير بكاء الصراخ ، بكاء الألم يسمع صوت الدكتورة اللي صرخت عليها " ما ينـفع كذا يا بنـتي ! " ينطق هو بغضب : لا تصـرخين عليها ! هانت ما بقى شيء
صرخت بوجع تلفّ نظرها له : أكـرهك ! أكـرهك
كان صوت الدكتورة ، صوته ، أصوات الممرضات حولهم يحاولونها لكن صار كل الصوت بإذنه وعقله وكل إنصاته لبُكاها بهاللحظة ولمنظرها من لمع جبينها من شد جُهدها وهُدّ حيلها تماماً تعرّق ملامحه هو ، تغرق عيونه يقبّل يدها وسكن كونه ، وكون قصيد من صوت بكاء قطع سيل شتائمها له ، شتائمه هو على كل شيء صوت صدح يفز له خفّاقه ، وخفّاقها يقبّل يدها عن البكاء بالإرتجاف مباشرة : قضت أبوي قضت
ما إستوعبت لوهلة ، وما كان من ذياب ذاته الإستيعاب من تعالت أصواتهم بالتصفيق ، الضحك ، ومن جات الممرضة بإتجاههم
'
بحضنها غزال ، قمر ، وأجمل بلفّة بيضاء تمدّها لحضن قصيد بالإبتسام : الحمدلله على السلامة ! ماشاءالله تتربى بعزكم
أخذتها قصيد بحضنها ما تستوعب لوهلة ، ما إستوعبت غير إنها ضحكت تحسّ سكون ذياب وغرقت عيونها بالدموع ما تصدّق ، ترجف يديها : ذيـاب تشوف ؟
ضحك هو يسكن بذهول ما يصدق ، منظر قصيد اللي شعّت ملامحها من ضحكت بدموعها لطفلتها ، أوُل مولودة له ، ولها ، من رجفت يدّها تبعد اللفة عن وجه بنتهم اللي أصغر من كل صغير شافه بحياته ونطق بالذهول : ماشاءالله تبارك الرحمن ! لا إله إلا الله يابـوي
بكت قصيد لأنه مدّ يده ليدها ، للفّة بنتهم اللي بحضنها يمسك طرفها مع يدّها وقبّل راسها مباشرة من نطقّت تهلك روحه كلها " أهليـن ياماما ! "..
_
أخذت سلاف نفس من أعماق قلبها بين تركي وعذبي الواقفين مع حاكم يسولفون ، فهد وتركي وعذبي الصغار ينتظرون بترّقب مخيف ، نيّارا اللي تكلّم بجوالها وملاذ الجالسة بجنبها تدعي بالهمس ، تتمنى السلامة ..
خرج يعدل أكتافه ، يتماسك نفسه بعد اللي حصل كلّه بداخله ألف شعور وأكثر لكن فزّتهم جماعة أمامه بدون مقدمات تركت خطوته توقف ، نطق تركي مباشرة : بشّر !
بكت سلاف مباشرة ما قدرت توقف تضمّها ملاذ ، ولف عذبي لأمه بذهول : ما قال شيء أمي أصبري !
كانت نظراتهم " كارثية " بين ترقب ، وخوف ، ولهفة مستحيلة وقت إبتسم هو لمح عيون فهد اللي لمعت مباشرة يدخل بحضن تركي أخوه ، وقت إبتسم هو لمح أبوه اللي حسّ ببارد الماء يطفي نار توتره ووقت إبتسم ، إرتخت أكتاف تركي ترجف نبرته بالذهول : ذيـاب
هز راسه بإيه يبتسم : بنتك ، وحفيدتك بنت بنتك ، طيبين الحمدلله
صرخ عذبي الكبير يشيل تركي من على الأرض فعلياً ، ضحك ذياب يضمّ أبوه اللي شرّع له كل يديه من كثر ما جفّ دمه : الحمدلله على سلامتهم ، الحمدلله !
ضحك ذياب اللي توّه يلقى النفس فعلاً بس ما بعد تنفّس بالحيل لأنهم أجبروه يخرج من عندها ، بينقلونها لجناحها وشدّ حاكم على كتفه : مبروك ما جاك يابوك ! تتربى بعزّك
إبتسم يهز راسه بإيه : يبارك فيك ويخليك ، وعزّك ياجدّها .. عمي تركي
مسح على ملامحه يتوجه لذياب يضمّه ، يضرب على كتفه يضحك حاكم نفسه اللي جاء وقع " جدّها " غير عادي عليه ينطق : ما حسّبت يا تركي
هز راسه بإيه ياخذ نفس : مبروك ما جاكم ، والحمدلله على سلامة بنتي وبنتها وتتربى بعزّكم يابوك ، تتربى بعزّكم
إبتسم ذياب : وعزّك الله يحفظك ويخليك ، الله يبارك فيك
'
أخذت نفس من أعماق قلبها تجهّز نفسها لمجيئهم ، من دخلت أمها أوّلهم تصرخ عيونها قبلها ، تبكي عيونها قبلها من لمحت تعب بنتها لكن ملامحها " تشعّ " من فرحها : وش يعني كبرنا وتصير عندنا بنوته !
ضمّت أمها اللي بكت تقبّل عنقها ، تحس حرارة جسدها من التعب والإرهاق وأكثر من يعرف شعورها الحين سلاف : الحمدلله على السلامة حبيبتي ، الحمدلله على السلامة ياقمري
ضحكت قصيد تهز راسها بالنفي : شفتيها ماما ؟ هالقد
كانت تأشّر بصغر حجمها ،وهزت سلاف راسها بالنفي تمسح دموعها : لا ، أبوها راح يجيبها الحين من عندهم ..
رقّ قلب قصيد من نطق سلاف لـ" أبوها " ، وضحكت سلاف تتأمل بنتها لثواني : بيدخلون الحين عندك ، يسلّمون عليك ويتحمدون لك بالسلامة لا تتعبين نفسك أمي تمددي ، كلهم مقدّرين ويعرفون التعب كيف
هزت راسها بإيه : مين موجود ؟
إبتسمت سلاف : أبوك ، عذبي ، أخوانك ، عمك وعمتك
هزت راسها بإيه تاخذ نفس من أعماق قلبها ، ومدّت سلاف يدها لشعر قصيد اللي ترفعه للأعلى كله تلفّه ، تنزّل منه خصل صغيرة من الأمام فقط وإبتسمت قصيد تقبّل يد أمها اللي تتأمل ملامحها ، تمسح على خدها : ماما
هزت سلاف راسها بالنفي تغرق بدموعها : يالله ما تتخيّلين يا قصيد ، ما تتخيّلين قلبي ما أحس فيه وما حسّيت فيه إلا يوم جاء ذياب قال لأبوك بنتك ، وحفيدتك بنت بنتك ، طيبّين ياعمي ، الحمدلله ،الحمدلله
ضحكت قصيد رغم الألم ، رغم التعب لكن برودة تمسح على قلبها من فيض مشاعرها ، وعضّت سلاف شفايفها : شال عذبي أبوك يطيّح شماغه وعقاله ، وحاكم أخذ ذياب كله يضمّه من فرحته ، وش يعني نرقّص الدنيا فرح قصيد ؟
إبتسمت قصيد : بنتي تسوي كذا .. بنت قصيد ، وذياب
صرخت سلاف مباشرة وسط دموعها تضحك قصيد اللي نزّلت يدها لبطنها ، ورقّ قلبها كله من دخول أبوها ، ونيّارا اللي إبتسمت : ونبي سلاف تتحمل شوفي الغرور ياسلاف
هزت راسها بإيه : بعضّها ! والله بعضّها ما كبرت ياتركي
هز تركي راسه بالنفي تلمع عيونه : كبرت .. جابت بنت
رقّ قلب قصيد كله من توجه لها أبوها ، من إن أمها تمسك يدّها تجلس بجنبها وأبوها جاء يمشي لها يقبّل راسها ، ينطق بأرقّ ما عنده : الحمدلله على سلامتكم يا بابا ، الحمدلله على السلامة يا دنيتي
قبّلت يده بالمثل يرق قلبه ، وإبتسمت نيّارا تقبل خدها : تتربى بعزّكم ياحبيبي ، شفناها بالحضانة تعرفين وش يعني تقول للقمر حرّك بجلس محلّك أنا ؟
ضحكت قصيد ، يدخل عذبي أبوها اللي يلف نظره للخلف لأخوانها اللي جو يركضون : على مهلكم !
دخل تركي أخوها أولهم ، وعذبي ، وفهد اللي كان على وشك يتعثّر تضحك قصيد : أهلين !
'
توجه تركي أخوها لها مباشرة، عذبي ، وفهد كلّهم يقبلون راسها بذات الجملة : الحمدلله على السلامة !
إبتسمت بحب : الله يسلمكم ، شفتوا بنتي ؟
نطق فهد : لا تقولين بنتي ! شنو بنتي قصيد
ضحك عذبي : طيب بنتها صج فهد ، بنت قصيد
رقّت نظرته مباشرة تضحك قصيد ، وإبتسم تركي أخوها : إرتاحي ، نطلع عمتج تاخذ راحتها ؟
هز تركي أبوها راسه بإيه : إطلعوا ، بيسلّمون ويمشون قال حاكم
طلعوا أخوانها يبقى أبوها تركي ، أبوها عذبي ، نيّارا ، وسلاف أمها وذاب قلبها ، خفق قلبها كله من دخل ذيـاب يشيل ملاكها بيديه ، خفق قلبها تغرق عيونها بالدموع مباشرة من تعالت أصواتهم ، من نطق أبوها تركي بصارخ المحبة يهلّي : مرحبا بك يا هلا .. يا هلا يا مسهلا .. جامعٍ زين وحلا يا حبيب الله عطاك !
بكت قصيد تضحك سلاف ، ودخل حاكم مع ملاذ اللي تشيل بيدها فازة ورد ، ويمسك حاكم سعود اللي بيدّه وردة صغيرة على قده وتسمع ضحكات أخوانها ، تشوف ضحكات سعود لهم لأنه يلتفت للخلف ويمشي على مهله وتوجهت ملاذ تترك الورد ، تسلّم عليها وإبتسمت قصيد : كلّفتي على نفسك عمتي ، الله يبارك فيك ويخليك !
إبتسمت ملاذ ، وإنحنى حاكم يسلّم على قصيد بالإبتسام : مبروك ما جاكم يابنتي ، الحمدلله على السلامة وتتربى بعزكم إن شاء الله !
إبتسمت تخجل ، تولّع من خجلها وشال حاكم سعود اللي قبّل خدها مباشرة ينطق ذياب : ورع !
تعالت ضحكاتهم تدري إنه نطقها بيشتت خجلها ، وإنحنى يترك بنتها بحضنها يبتسم تركي اللي كل هالمشهد فوق تصّوره ، فوق خياله : قبل كم شهر نقول يا شايل الظبي بين إيديه ، يستاهل الظبي من شاله على الغزلان والحين
إبتسم ذياب ينزّل نظره لغزاله ، لبنته بحضن أُمها وللآن محد يدري إن إسمها على الغزلان ، من الغزلان وإبتسم عذبي الكبير يكتفّ ذراعه : يستاهل الظبي من شاله يا أم
إبتسمت قصيد يرقّ قلبها بالإنهيار لأنه تساؤلهم ، أبوها يتوقعّ الإسم من وقت ، وسلاف تعرفه ورفعت نظرها تحس نبض قلبها طبول داخلها : ريـم
ضحك تركي أبوها مباشرة يغطّي ملامحه ، وإبتسم حاكم على ملامح ولده : مبـروك يا أبو الريـم ، الله يحفظها لكم
إبتسم ذياب وقلبه خفّاق تجاه الإسم ، طريقة إختيار الإسم اللي جات وسط جلسة الإقتراحات منه ومنها لكن بلحظة ، نطقت هي ، ونطق هو بذات الإسم " ريـم " ومن وقتها صار هو ، من وقتها وهي أم ريم ، وهو أبو ريـم : الله يبارك فيك ويحفظك ..
إبتسم تركيّ يقرب منهم من توجهت ملاذ لسلاف ونيّارا : عطوها جدها ، رددت الآذان بإذنها ياحاكم ؟
هز راسه بالنفي يرقّ قلبه مباشرة ما بيتحمل : ذياب يأذّن
ذياب : وجدّانها موجودين ؟
-
'
إبتسم لأبوه فقط ياخذها من حضن أمها ، يمدّها لحضن أبوه اللي يحس حصونه كلها تنهار بالحنان يردد " ماشاءالله " بكل لفظ وصيغة ورقّ قلبه يتذكر ولادة ذياب يكرر لها ، يكلّمها بنبرة سكّنت دواخلهم جميعاً بدون إستثناء : وإنتِ ريم ، بنت ذياب ، أمك قصيد ، جدك تركي ، وجدك حاكم نسل الكرام ،
نطق عذبي الكبير يقطع مشاعرهم الفياضة بملاحظة بسيطة : وجدّك عذبي
ضحك حاكم يمسك دموعه اللي لمعت بعينه لأن شعوره لها ، وهي بنت ذياب مختلف تماماً : وجدّك عذبي ، نسل الكرام ، وبنت الكرام ، وحفيدة الكريمات ، أستودع الله قلبك ، ودينك ، وحياتك الله يقر بك عين أمك ، وأبوك ، وجدّانك ياريـم
ما تمالكت قصيد نفسها تغرق بالدموع مثل ما غرقت سلاف اللي تصّور المشهد لأن تجمّع الثياب ، حول لفّة وقُبعة صغيرة بالوردي يهلك قلبها ويذكّرها بولادة قصيد، وغرقت ملاذ وذياب اللي ذاب قلبه يسمع إرتجاف صوت أبوه بالآذان بأذُن بنته ، صغيرته وضحك حاكم ياخذ نفس يرد فيّاض شعوره : يوم أخذتك بيدي يا ذياب ، قلت نفس السيرة لك وإنت ذياب ، ولد حاكم ، أمك ملاذ .. يقولها نهيّان من قبلنا كلنا
قبّل رأس أبوه مباشرة : الله يحفظك ويخليك لنا أبوي
إبتسمت ملاذ تمسح دموعها من توجه تركي لبنته تلف نظرها لسلاف : ريّحوها ياسلاف ، الحمدلله على السلامة مرة ثانية بس قلنا نشوفكم ونتطمن عليكم .. الحمدلله
هزت سلاف راسها بإيه : الله يسلمك ويحفظك يا أم ذياب
إبتسمت قصيد من جاء عمها حاكم يودّعها ، يرفع سعود بحضنه : جايب الوردة لبنت عمه من بدري بس ما يمديها تاخذها منه الحين ، تاخذها أمها
ضحكت قصيد تاخذها من سعود وإستحت تقبّله لأنه بحضن عمها حاكم لكن ذياب قبّل يد سعود يبتسم له : حركات أبوك نعرفها ، جعلها يمنى خير يالسَعد
ضحك حاكم : الحمدلله على سلامتك يابنتي ، نستودعكم الله
إبتسمت تودّع عمها وعمتها لكنها همست تلف نظرها لذياب : وش اللي بيدك ذياب؟
هز راسه بالنفي يبتسم : جاء نهيّان يبارك ، وجاب سعود بالوردة وصوّر ريم لنصار وورد بعد ، ورد تبكي بمدريد
إبتسمت تاخذ نفس من أعماق قلبها من تعدّى أبوها سريرها لسرير بنتها ، من إبتسم يوقف عند أقدامها يتأملّ وجودها وإبتسم من فتحت عيونها له يشعر بها مباشرة : ياخشيف الريم نجدٍ روضتك .. كم لنا ننتظر وأنا جدك ؟
رقّ قلب قصيد مباشرة : بابـا !
ضحك عذبي يتأمل بنتها : بابا ، تسمعين اللي تقول بابا ؟ أمك الله يخلف علينا صارت أُم وللحين تنادي بابا
إبتسم تركي يتأملها ،يتأملها يفيض قلبه : ماشاءالله
-
'
دخلوا أخوانها يصدح الصُوت إحتفالاً ببنتها ، صراعاً بينهم على كل ما فيها ، على نظراتها ، فتحها لعيونها ، حتى هي تضحك معاهم من الإرهاق بدون وعي وتشوف نظرات ذياب عليها ، تأمله الكثير لها وما تدري هي متى غفيت ، لكنّها غفيت وسط ضجيجهم يسكن الصوت ، وإبتسم أبوها تركي بهمس : بتقول أشعار لها قصيد ، بنتي وأعرفها
هز ذياب راسه بالنفي بهمس : إن ما سبقتها أنا
_
« الصبـاح ، قصـر ذيـاب »
هي أخذتها بحضنها تمشي بجنب ذياب ، على أقلّ من مهلها تمشي وتسمع ضجيج أمها ، ونيّارا ، وجوانا بالأسفل لكن مشاعرها " كثيفة " لدرجة إنها ودّها تبكي من فيض شعورها وشتت نظرها لثواني : لازم نرسل ورد للمستشفى ، للدكتورة والممرضات نعتذر لهم ذياب
هز راسه بالنفي : كلّمت الدكتورة ، قالت ما بخاطرها شيء بس لا بغيتي تحملين وتولدين لا تشوفنا عندهم الأمور طيبة
ضحكت تلف نظرها له بذهول ، وإبتسم لأنها تدري إنه يطقطق وأخذ ريم من حضنها تجلس هي على الكرسي الهزّاز بطرف الغرفة ، الغرفة اللي بأكملها بالأبيض ، من جُدرانها ، لستائرها ، لسرير بنتها ، لدولابها وكل الألوان لألعاب تنتظر لشهور قبل ما تبدأ تلعب فيها ، لوردي لحافها ، دُمى الأرانب ، الخيول ، الغزلان ، الشمس اللي تنّور الغرفة من شبابيكها الطويلة كانت كافية لأن كل الأنوار مُغلقة وأخذت نفس من أعماق قلبها تسأل : وش صار بغرفة الولادة ذياب ؟
ضحك لأنه حتى هو ما يدري ، هو آخر عهده بنفسه كان يشدّ بطنها معاها بالسيارة من الألم ويقرأ بكل شيء يعرفه ، يحصّن بكل شيء يعرفه وما سمح لأحد يرفضه هو دخل معاها غرفة الولادة لأنه يعرف شدّاتها على ثوبه ، يعرف عضّاتها له وإنحنى يترك ريم بحضنها ، يكمّل إنحناءه لين صار يقابل رُكبها يكشف يديه لها : هذا اللي صار
كانت آثار عضّاتها كدمات ، ورق قلبها مباشرة : وبذراعك فوق بعد ليه كنت تطاوعني وما تبعّد نفسك ذياب !
هز راسه بإيه : ما أحسّ بها كلها ، تشوفين أمك وش سوّت بي يا ريم ؟ ما بقّت شتيمه ما قالتها لي ، وما عادها هيّنة لينة عضّتني ولا عضّ الذيب نفسه ، يرضيك يابوك ؟
ضحكت قصيد مباشرة بذهول : ذياب !
إبتسم يقبّل يدها اللي تحاوط بنتهم بحضنها : ولو سويتي الأكثر حلالك وفداك ، فدا عينك يديني ، وذراعي ، وكتفي ، ولو تبين راسي قصيد المهم إنك طيبة ، وبنتي طيبة
لمعت عيونها بالدموع مباشرة ، وضحك يمسح على عيونه : أمي تسألني ، قالت عشر يا ذياب ؟ قلت أنا ودي من قصيد عشر بس بعد ما شفت العوق .. ريم تكفي
خجلت ملامحها مباشرة : عيب، تقول لي بيننا بس
ضحك يتأملها وإبتسمت قصيد تنزّل نظرها لبنتها : وقت شفتها نسيت كل الألم ما كأنه صار أصلاً .. غزالي
إبتسم يوقف ، ياخذها من حضنها ووقفت قصيد تتأمل القصص المصورة "الكثيرة " اللي تُرتب الأرفف لها ، عن حكايا الأميرات والغابات وأخذت منها كتاب تقرأ صفحة النهاية : عاشوا بسعادة للأبـد ، تدري وقت كنت صغيرة كنت أكره مثل هالنهايات ؟ وش يعني عاشوا بسعادة للأبد مافي شيء كذا بس الحين ، أفهم
رفع حاجبه لأنه يبيها تسولف له يبي يسمع ، يبي يتأكد إنها بخير للمرة الألف وإبتسمت : وش ؟
ضحك : وقت كنتي صغيرة ، يعني كبرتي الحين قصيد ؟ أنا للحين أشوفك قصيد اللي دخل بيدّها الشوك وجات تشكي لي ، قصيد اللي جات من لندن ما تنزل من السيارة إلا لو مسكت يدّي يا ذياب وقصيد الليّ ، جلست بحضني وهي صغيرة تشوف بيديها رمش عيني
إبتسمت وكمّل : وكررّتها ، يوم صارت حلالي كررتها وكل ما قرّبت منها كررتها كأن ما بي إلا رموش
هزت راسها بالنفي تخجل : أحبها ، بكيفي شوي يعني !
إبتسم يتأملها ، وعضّت شفايفها من فتحت بنتها عيونها : نعرف إننا بحضن بابا ونسمع السوالف وما نشارك ، بابا مبسوط على إسمها يقول السر الغزلان
هز راسه بإيه ، وإبتسمت : وقال لي بتصير شاعر لها
هز راسه بالنفي : بيني وبينها
ميّلت شفايفها ، وإبتسم من نظرتها : تعالي
توجه يمشي بإتجاه الشباك اللي يكشف الحديقة : مسّكت معك يوم إنك بتولدين بشوف الغزلان ووشفيك تردّني ذياب ، أخلي بخاطرك شيء أنا ؟
ضحكت من طلّع محمد الغزلان من مكانها تلعب بحديقة القصر ، على أنظارهم : ما تخلّي شيء ، ذيابي
لف نظره لها ، وإبتسم لبنته يكشف سرّه ، شعره لها : أمك تبي شوف الغزلان يومها ما درت إن غزالي بتجي ، ريم على غزلان الريم
إبتسمت يخَفق قلبها مباشرة تعرف اللي بينطقه ذياب اللي جات غزاله فارقه ما تشبه أحد : ما صادفت عيني على شكلها ريم ؟
ضحك يهز راسه بإيه ، ورقّ داخل قصيد كله يذوب وأكثر من إنحنى يقبّلها هي ، تمدّ يدها لخده تحس داخلها " يُفجر " من شعورها لهاللحظة بالذات ، كل دنياهم على ما يبون ، الكل بخير ، ذياب بخير بعد طول اللهايب لقى برده ، لبس بشته ، ورجع لشغله ، ويعانق غزاله ، ويعانقها هي وإبتسم بهدوء من إستندت على كتفه فقط تتأمل حديقتهم والمدى يحضن بنته بحضنه ، ويضمّ أمها بيده الأخرى ولو تصّور حياته ألف مرة بعد حارق النار وعزّ القيظ ما توقع لو مرة وحدة ، يكون هذا ربيعه ، هذا نعيمه اللي ما يبدّله بألف نعيم كل أموره مستتبة من أكبرها علاقته مع أبوه ، لأصغرها بحضنه بنته يقبّل رأس قصيد فقط : الحمدلله .

__

من أمس بعد ما شفت فيض مشاعركم ، حبكم ، إحترت كيف أعبّر لكم عن قيمة الهوى ، حبي أنا للهوى ، لكن إنتهينا أمس على خير ، وبخير ، وبفضل من الله الحمدلله وهذا المهم أعرف إن الهوى باقية في قلوبكم وهذا الأكيد ، حكاية عمرها أعوام من عمري وعمركم ، حكاية بديناها بإنطلاقاً إلى عزيز الأماني على وصف غازي القصيبي - رحمه الله - وختمناها بإننا وصلنا لعزيز الأماني ، وصلت لغايتي ، وغاياتي ، ووصل الهوى لأعماقكم لأنه من أعماقي وهذا المهم ..

ومثل ما بديناها ، إنتهى الهوى وصلنا للفصل الأخير - كتابة - ، لكن ما للشعور آخر ، ما للهوى آخر لأن كلّ الغرام الهوى ، كل الصور الهوى ، كل البراءة في عالمي وعوالمكم الهوى اللي يجي في كل عشر الآف عام من الشبه مرّة ، فارق ، ماله وصيف ، ولا له مثيل 🤎

الهوى إستنزفت مشاعري ، وطاقتي ، وجهدي ، وعشتوها معي بشكل مايحتاج أشرحه رسمنا أحلام ، وعشنا أيام ، وغنينا للهوى أغاني وتغنيّنا بأشعار كثيرة لذلك ، إذكروا الهوى كل ما جاء الطاري ، وإذكروني بالخير وإدعوا لي كل ما جاء لي طاري وجيت عالبال ..
كم سنة مرّت ؟ وكم حكاية سُطرت ؟ خُتمت بفضل الله وبإتقان بتوفيق من الله ، خُتمت بحب لأن كل حكاياتي ورواياتي كانت لكم ، معكم ، وبينكم يا أعزّ الأوطان لكن هنا كفايتي ، ما عندي قلب يقدر على عشق الربيع مرة أخرى والهوى ما بعده عندي .. أستودعكم الله 🤎

-
مثل ما تكتبوني .. ريم الأوطـان

🎉 لقد انتهيت من قراءة انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎 🎉
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن