بارت ١٠

30.7K 320 19
                                    



-‎
وهي ما كانت نيّتها وكمّل بهدوء : تستوعبين ، وغير سبب الإستيعاب ؟
‎رجفّت نبرتها لثواني وهي ترفع يدّها لجبينها : ذياب
‎كان منه الهدوء الشديد بنبرته : قولي
‎ما كان منّها كلام هي شعورها يتأججّ بشكل يمنعها من الكلام هي ودها تسأله ، ودّها تكلّمه مثل ما يبي هو لكنّ يحرقها الخجل يلي ما تعرف لغيره درب وعضّت شفايفها لثواني من سكونه هو بالمثل هي تسمع صوت الخطّ معاه ، وتعرف إن السكوت موحش لكنّها بالوقت ذاته ما تعرف وش تقول له ولا ودّها تسكر بدون شيء ، ولا ودّها يسكر هو لو تسمع صوت الخط معاه وتتأكّد إنه يوصل بيكفيّها عن كل شيء ، أخذت الروب يلي بجنبها من صوت الباب يلي يدقّ وسكنت ملامحها من نطق هو يقطع صمته بهدوء : لا تقفلين
‎سكنت ملامحها لثواني من الشعور يليّ حسته : ما بقفل
‎أخذت الجوال معاها وهي تفتح الباب ، ورجعت خطوتها للخلف مباشرة من سمعت صوت لكن ما لمحت أحد : ميـن ؟
‎شتت أنظاره للخطّ وهو يسمعها ترد على أحد لكن ما يدري مين ولا يسمع صوته بشكل واضح وعضّ شفايفه بهدوء لأنه يختلف ، يختلف هو ما يحسب للكلمة حساب ولا يفكّر بحروفه قبل ينطقها حتى وقت طلب إنها ما تقفّل الحين هو ما إستوعب طلبه ولا ممكن يستوعبه والشيء الوحيد يلي يتمنّاه بعد هالطلب ، وبعد عدم التفكير منّه وقيد الشعور إنها تتمّم العقد وتوافق لأن لو ما حصل ، هو يعرف كيف يردّ خطاه بالقوة حتى لو فيها هلاكه وعضّ شفايفه من رجعت تناديه هي تهلك عقله ورجّع حروف سؤاله من يكون الشخص يلي ناداها وصوته بعيد لوسط جوفه هو باقي عنده نقطة أعصاب وقت يكون جوابها إنه أحد من عيال أقاربها هو ما يدري وش ممكن يصير ولا ودّه تكون عواقب أعصابه وخيّمة : لبيّـه
‎سكنت ملامحها لثواني كانت نبرته تختلف ، تختلف من إرهاقه هو ماله حيل الكلام وصوته يقسى كلّ شوي وما تدري كيف هديت نبرتها هي : بتوقف مكان ترتاح ؟
‎كان منه النفي والسكون ، ورجفت نبرتها لثواني : ليه فجأة ، من العدم ووقتها نتفاهم
‎أخذ نفس من أعماق قلبه : ما قلت الردى ماهو دربي ولا دربك ؟ ما قلت إنتِ بنت أصول وأنا ماني ردي ؟
‎عضّت شفايفها بندم هي تعرف هالشيء ، ورفعت يدّها لجبينها هي تحس بتوتر العالمين بقلبها : متى توصل ؟
‎عضّ شفايفه بنبرة ما توقّعها تطلع منه : لا تغيريّن الموضوع ، إمّا تحاوريني مثل ما تبين وإمّا جيت يمّك دام التفاهم الثاني يلي تبينه !
‎أخذت نفس وهو يوتّرها بشكل ما توقعته ، ورفع يده لعيونه هو صار يفصل أكثر من اللازم لأنه يبيها ، يبيها وإكتشافه صار الحين هو ما هلك نفسه وسيارته بالمسافة لجل عين الرّياض هو هلك نفسه لجلها ، لجل يقرّب منها لكن هي تطوّل المسافة بشكل يرهقه ، يعصّبه : نامي
‎سكنت ملامحها من تبدّل نبرته بين جملته الأولى ، وكلمته الأخيرة يلي توضّح إن ماعاد فيه حيل نهائياً وما تدري كيف همست : ما بنام لكن لو تبي بقفّل
‎عضّ شفايفه هي تنوي قتله بهالسؤال ، ورجفت نبرتها لثواني وهيّ تشد على يدها من كان منه جملة قاتلة " لو بيديّ ، وعلى رغبتي ووش أبيّه إنت أدرى" هي كانت مجرّد تلميح منّه لكن هي إرتخت أكتافها مباشرة تغرق بسريرها من رجع يكمّل جملته : تبين تروحين ؟
‎سمعت صوت وقوفه على جنب وسكنت ملامحها بعدم رد على سؤاله : وصلت ؟
‎نزل من السيّارة بهدوء وهو يتأمل المدى : لا
‎عضّت شفايفها هي ما تبي تسأل أكثر لكن هو ما يبي سكوتها ، هو يتعمّد يجاوب بشكل مُبهم لجل تسولف أكثر وفهمت هي غايته بهمس : نزلت من السيارة ليش
‎ناظر حوله بسخرية ، بهمّس لنفسه هي مستحيل تسمعه : أتوقىّ لهيبك بالهبوب ، جاوبيني
‎ما سمعت من كلامه شيء ، وعضّت شفايفها عرفت إنها جملة ما يبي تسمعها ، وجاوبت بـ" لا " نفياً هي ما تبي تروح مكان وإرتخت نبرته بهدوء : جاييك
‎رميت المخدة عن حضنها بمجرد إبتعاده يلي سمعته وهي ودّها تقطع نفسها من الخجل من عدم قدرتها على الرّد بشكل سلس ومن التمنّع المستحيل يلي يحصل بداخلها هي تحترق ما تبي تقفّل ودها تبقى معاه ، وما تبي تقول شيء هي مو أكيده منّه وبنفس الوقت هي كل حرف يخرج من جوفها يحرقها من الخجل يلي ما تعرف له حلّ والواضح ماله نهاية ..
‎ترك جواله بالسيارة وهو ياخذ نفس من تراكمات جوفه وتوّه يستوعب هو سيارته جديدة ، ما معاه أغراضه بالخلف لا فروته ولا سجادته ولا حتى عكَّاز نهيان وما كان منه كلام أكثر توضّى على جنب الطريق ، ودوّر بالثرى بقعة تناسب الصلاة وبالفعل أذّن بالمدى الخاليّ وأقام الصلاة يصلّي بغياب وعيّ عن الدنيا كلها ، ما يدري حتى وش يصير بالخطّ حوله ولا يسمع حتى أصوات السيارات يلي تمرّ الخط بجنبه ولا يدري لو كان حوله أحد ، بمجرد ما لامس التراب جبيّنه بسجوده تسللّ كل مافيه لداخل الثّرى ، شقى يومه وتعب أمسه وهمّ مستقبله هو طال سجوده ، طال سجودّ راحته الأخيّر بشكل ما كان يحسبه ورغم إنه أنهى صلاته إلا إنه ما تحرك مكان ، هو جلس بمكانه لدقائق طويلة ياخذ فيها نفس ويرفع دعواته ورغم سماعه للأصوات حوله هو ما لفّ راسه ولا حتى أنظاره ، ماهو الوحيد يلي يصليّ هو وقفت خلفه سيارتين يصلّون معاه وكلهم شباب يصلّون خلف ظهره ، رجف قلبها كلّه هي سمعت آذانه وما تدري ليه خُطف نفسها منّها ، كانت تسمع كل شيءّ ولو كان خافت هي ودّها تسمع أكثر ، ودها تسمع أكثر حتى لو يكلّفها قلبها ونبضاته وحتى لو يكلّفها كل ثباتها وتبدّل حالها لألف حال هو أكثر من إنه يكون عادي عليها ، قامت من مكانها تصليّ بما إنه مشغول وتهدّي لهيب نفسها وقلبها بالوقت ذاته هو نطق " جاييّك " قصده بيرجع للمكالمة وبيجيها ، لكن هي رجف قلبها تميّل جيّته لحضور كامل أمامها ، حضور يرجّفها هي وأخذت نفس من أعماقها وهي ترجع شعرها للخلف وترجع لمكانها ، ترجّع الجوال لإذنها وسكنت ملامحها من فتح باب السيارة ومن تخالطت عليها الأصوات أكثر ، شدّ على يد الشخص يلي يصافحه : ماعليك زود الله يحفظك ويستر عليك
‎عضت شفايفها هي تسمع أصواتهم لكنّها ما تدور الفهم منهم هي تنتظر كلامه ، تنتظر صوته هو ورجّعت جسدها للخلف بمجرد ما رجع يدخل بمكانه ، رجع سماعته لأذنه بهدوء : بنـت
‎ما تدري كيف طلعت لبيّه نطقاً من بين شفايفها ، من أعماق قلبها لكنّها سكتت لثواني بشكل أحرّق جوفه ورفع يدّه لجبينه هو تعب من التمنع ، والتردد بنبرتها هو يعرف مستحيل تكون مكالمة كلامها أكثر من السكوت لكن إكتشف هو عقله يطلب سكوت الكوّن كلّه لكنّه يرتجي صوتها وحروفها وهذا مو طبّع ذياب هو دايمّ حتى صوت داخّله يسكتّه : دامها لبيّه ليه السكوت ؟
'
‎« بيـت حـاكـم »
‎دخل نهيّان وهو يفتح طرف باب المكتب : سم أبوذيّاب
‎أشّر له يجي يمّه ، ودخل نهيّان بإستغراب: وش آمر ؟
‎ما كان من أبوه الكلام ، وقرّب نهيان منه أكثر يتخطى الطاولة يلي قدامه ويقربّ من كرسيّه لكن سكنت ملامحه من مد أبوه يده يمسك ياقته وهو ما يدري ليه إرتعب بدون مقدمات : ابوذيّاب !
‎ناظره حاكم لثواني بهدوء وهو يخفف قبضته مباشرة من لمح لصق الجروح يلي على جبينه : من كلّمك !
‎هز راسه بتغييّر للموضوع : أنا كنت بعيد ، جيّتك من أول ما قلت وراك هجمت عليّ على طول
‎ما كان من حاكم الرد بشكل أقلق نهيّان يلي يشوف بأبوه غضب مستحيل ما يظنّه يتفرّغ بشيء هيّن وعادي ، وهديت نبرته وكلّ إستهباله مباشرة : صار شيءّ ؟
‎هز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيّان وهو يبعد جسده شوي يعرف كلمته وش بتسببّ له : شفت أمّي يومها تقول عروق دمّك تثور وتسطر كلام ما تقوله إنت ؟ بسويّ نفسي فهيم وبقرأ وأقولك عيونّك الحين تثّور لأنك تبي الذيّب يمك ، نهيّان يغلط ؟ ما يغـ
‎فز من مكانه من لمح قبضة أبوه على يده ومن رفع له نظرته : آسف والله وش تبي آمرني مالي بعروقك ولا ثورانك ولا أي شيءّ ، قل لي وأصيّر لك الذيب لو تبي
‎تنهّد لثواني وهو يجمع أوراقه : جهز السيارة بنمشي
‎ناظر أبوه يلي يدخّل الأوراق بخزنته : وين تبي طيب
‎تمتم بهمس إنه يبي خيام ذيّاب ، وسكنت ملامح نهيّان لثواني لأوّل مرة أبوه ينسب الخيام بكونها لذّياب رغم إنه يعارض دائماً وقت يقولون هم حتى بالحكي العابر إنّها خيام ذياب ويرفض بتشديد هوّ بقوله هيّ خيام آل سليمان ، وخيام نهيّان ماهي خيام ولده لحاله ..
‎لف أنظاره على سكون ولده بغضب : إخلص لا توقف !
‎هز راسه بإيه وهو يطلع من المكتب بإستيعاب وحتى ركضته كانت تسابق حروف " إبشر " يلي كان ناوي يقولها ، رفعت ملاذ حواجبها لثواني وهي تشوف نهيّان طلع يركض للخارج ، وسكنت ملامحها من حال حاكم الغريب وخروجه من مكتبه وهو يشد على جيب ثوبه السفلي ومفاتيحه وباقيه أنظاره للخلف : ذياب فيه شيء !
‎هز راسه بالنفي ما عنده حروف يقولها لكن خوفها كان أكبر ومباشرة مدّت يدها توقف خطوته : حاكم !
‎ضمّ يدها يلي صارت على جزء من صدره وبطنه بين يديه : ما فيه شيء ! نايم بحضّن دبي مافيه شيء
‎هزت راسها بالنفي بقلق هي مو مرتاحة لحركاته نهائياً : إنت فيك شيء طيب ؟ نهيّان تو كان يركض نهيان وورد
‎وقفت حروفها مباشرة وهي تستوعب إن ورد ما رجعت البيت ، ورمشت عينها بذهول : ورد !
‎هز راسه بالنفي برعب من خوفها هيّ مو من شيء آخر : بخير توّي مكلمها مافينا شيء الله يصلح قلبك شفيك !
‎ناظرته بتفحّص لثواني وهي تشد على يده ناظرته بتفحّص لثواني وهي تشد على يده : حاكم
‎رفع يدّها لشفايفه يقبّلها لثواني بسيطة هو لازال يعتذر عن خصامهم الأخير بخصوص ذيّاب كل ما سمحت له الفرصة ولو ما طاوعته حروفه بمرّة يقول " آسف " بصريح العبارة لكنّه يبدلها بحكيه هو ، بطريقته هو يلي تتلّخص بالأفعال دائماً وتكّى نهيان على طرف الباب بتنهيدة : من قدّك يابكر فارس يصبّحك ببوسة رأس ويمسيّك ببوسة يدّ وإن طاوعته الحروف وهو حاكم قال لا تزعلين يامال الغناة ماعاش اللّي يزعلك ولو إنه أنا !
‎ناظره حاكم لثواني بقلّ صبر من جيته : خلّصت ؟
‎هز راسه بإيه وهو يشوف البنات خلفه : أميّ جبت لك هديّة مع ورد تعرفين أنا ماني مثل بعض الناس أقصاهم كلام وبوسات أنا عندي أفعـ
‎وقبل يكمل جملته شهقت ملاذ من العقال يلي طار من يد حاكم لظهر نهيّان رغم محاولته للهروب ، وعضّ شفايفه بهمس من غبائه : يعني فريق كلّ عمره ماسك قنّاصة بيخطي ظهري ؟ ما يخطيه
‎ناظرته ورد لثواني من ما كان معطي لوجودهم أهميّة نهائياً ولمحت نظرات ديم يلي تتشتت للمدى هي ما تدري ليه كانت تتمنّى منه نظرة لو عابرة عليهم يبيّن إن كل شيء عادي لأن ديم بتطّق من توترها لكن ما كان نهائياً ، هو إنحنى ياخذ العقال ويدخل يلبّسه أبوه طواعية ولا كأنه إنرمى به توّه ، همست ملاذ بشبه غضب : لا تتجبّر على الولد ياحاكم ! إنت إلبسه
‎ما كان منه رد عليها إنما خفض راسه لنهيّان يلي لبّسه عقاله يقبّل راسه : بنتظرك بالسيارة
‎طلع نهيّان ، ولف حاكم أنظاره بهدوء لملاذ : ماهو جبروت ، ولا هي قسوة ، هو الحقّ يلي عيالك يعرفونه ..
‎وتنهّدت هي تعرف إحترامهم لأبوهم بهالشكل ما يذّلهم هو يزيدهم عز ورفعة لكن هيّ قلبها رهيّف ، هي قلبها ما يبيهم يجرّبون قسوة أي شيء بالدنيا حتى لو كان مقابل هالقسوة إحترام لها ولأبوها وتعرف إن هالشيء غلط ، لكنها لهالدرجة تحبّهم ، تحبّهم لدرجة ودها بالغلط يصير صواب لجلهم همّ ولجل خواطرهم ..
‎توجه حاكم لسيّارة نهيّان : ذياب ما كلمك ؟
‎هز راسه بالنفي ، ورجع حاكم جسده للخلف بهدوء بشكل توقّع نهيان وش بعده وبالفعل كان من أبوه السؤال هو مد يده على من ، ولجلّ من وجاوب الأوّل لكنه راوغ الثاني : على سلطان يلي تعرفه وتعرف أهله ولجل إنّي ما أحب أشوف الغلط وأسكت عنه
‎ناظره لثواني بتفحّص هو وصل له الخبر بطرق مختلفة ما يدري وش أكيدها : ونصّار ؟
‎شد على الدركسون بهدوء : واصلك العلم ليه تسألني
‎ضحك حاكم بسخرية : إيه عشت ، عشت أخو ذياب
‎ناظره نهيّان لثواني بتنهيدة " أخو ذيّاب " كانت كفيلة بإنها توضّح له بإنه قسى بعدم جوابه مثل قسوة ذيّاب يلي ما يجاوب كثير أشياء بحجة إنها واصلتهم وهو حروفه ما تفيد : ما قصّر نصار ، كلّم العسكري وإنت تعرفه
‎هز راسه بإيه بهدوء : تخرّج على يدي ، أعرفه
‎ناظر نهيّان أبوه لثواني هو يتلّون ، يختلف حاله بشكل مستمّر بأول دخوله عليه كان غاضب ، بعيد عن الدنيا وكان حتى هو بيصيبه نصيب من غضبه وقت مسك ياقته لكن هدت أعصابه وقت شاف جرحه ، ورجع يتوتّر يعصف بأوراق غريبة يخبيّها ثم يخرج بحال آخر وقت يلاقي أمّه والشيء الوحيد يلي يطلعّ فيه نهيان من إستنتاجه وتحليله إن وضع أبوه غرابة مالها مفهوم ..
-
‎طلع الراعيّ من خيمته بعد نور السيارة يلي وصل لعينه ، وسكنت ملامحه من لمح حاكم نزل من السيارة يتوجه لمكان الصقر ومباشرة ركض يمّه : عمي حاكم
‎لف حاكم أنظاره له وهو يفتح مكان الصقر لكن رعب الراعي يلي كان بعينه أكبر من إنه يتخطّاه ويتجاهله ، ناظره لثواني : من روّعك إنت ، ذياب ؟
‎هز راسه بالنفي بدون كلام ، وفهم حاكم إن الصقر من محرّمات ذياب يلي يخاف منها حتى محمدّ راعيهم لكنه عجز يفهم السبب ليه هالصقر بالذات ، هز راسه بإيه : روح بيتك يامحمد ، روح إرتاح ساعتين دامي هنا
‎إبتسم بإمتنان شديد : الله يطول بعمرك ياعمّنا
‎نزل نهيّان يجلس على كبّوت سيارته يتأمل أبوه يلي واقف أمام مكان الصقر لكن يدّه ما تطاوعه يلمسه ، لأوّل مرة يشوف أبوه يتأمّل شيء وتتردد يده بين لمسه والعدم ورفع حواجبه من كفّ يده يدخلها لجيب ثوبه بدون لا يلمس لو ريشة وحدة من الصقر : غريب
‎نزل أبوه شماغه يتركه بداخل بيت الشعر ، يشمّر أكمام ثوبه وسكن داخل نهيّان من توجه بنفسه لشبك الإبل يفتحها ، ياخذّ علفهم بنفسه وينحنيّ لمكانه يتركه ، يوزعه بكلّ مكان ويتوجه لخزّان المويا بنفسه يعبّي أحواضه ونزل مباشرة من إستوعب إنه ما ساعده لكن بمجرد نزوله نطق أبوه : إجلس بسيارتك لا تجيني
‎ما كان منه رد هو ما تحرّك خطوة إنما نزل من على الكبّوت وكلمة أبوه بيّنت إنه يبي الوحدة ولا غير الوحدة وبالفعل رجع يجلس بسيارته من فتح أبوه الشبك كلّه يسمح للإبل بالخروج ، ومن إلتقط عصا الراعي يلي ترتكي على الشباك ياخذها بيدّه ويبتعد خلف الإبل ، ما كان من نهيّان حراك غير إنه ضمّ يديه حول رجوله ويحني راسه عليها يتأمّل أبوه ونداه للإبل يلي يسري له مع المدى وما كان منه إلا إبتسامة وحدة ، هو شاف ذياب بنفسه بمثل هالموقف مرّات كثيرة وعرف الحين إنّ أبوه مشتاق لذيّاب حتى لو غيابه ما كمّل اليوم وصار يدور وجوده بأبسط أشيائه ..
-
‎جلس على التراب بعد ما أبعد مسافة كافية تغيّبه عن أنظار ولده ، تمشي الإبل حوله تخفي هوانه الشديد وإرتخاء أكتافه هو مقبل على أيام صعبة ، أيام ما يقدر يمنع سوئها عن ذيّاب وهالشيء توضح له بشكل مرعب من وصلته برقيّة خاصة من المستشار مع أحد موظفينه والمؤلم ، كان المستشار يرمي له أهون الحلول على مستقبل ذيّاب لكن أوجعها على حاضره ، كان يبيّن لحاكم بإنّه ما بيقدر يرّد عنه شيء فيه أشياء كثيرة وأدّلة هو يجهلها إن ذياب ماهو قد منصبه وتشكّلت لجنة للتحقيق والطريقة الوحيدة يلي تتركه يطلع بأقلّ الأضرار إنه يقدم إستقالته ، يغيب ويتوارى عن الأنظار لو فترة ..
‎أخذ نفس من أعماق قلبه هو ما يقدر يتخارج من القضايا يلي جالسة تُرفع عليه هو بنفسه ، تتشّوه سمعته ولو إن تركي مو جالس يسمح ويعطي مجال بمجرد ما تُفتح قضية أو تُرفع شكوى بين طيّاتها إسم حاكم هو يلغيها مباشرة لكن تتكالب عليه القضايا ، ويتزايدون عليه الأعداء يلي يسحبون إسمه ويهون عليه هو كمّل خدمته على أكمل وجه ، بنى حياته وبيته وإستقرّ لكن إسم ولده ما يبي ينسحب هو توّه بأول حياته ، أولّ مستقبله إن إحترق ما بيكون خلفه إلا رماد وحُطام ما يُرمم ورعبه الأكثر ، هو ما يبي يطلع الخبر ، ولا يبي ينتشر الصيّت إنه وولده معرّضين لأشياء ما تُصدّق ..
‎جاء نهيّان يركض : عمّي تركي يتصل ، مصرّ بالحيل
‎ناظر حاكم شاشة جواله يلي تبيّن ٤ مكالمات فائتة من تركي ، ووقف على حيله مباشرة يتصّل عليه : أبوعذبي !
‎وقف نهيّان خلف أبوه من لمح تبدّل ملامحه المباشر وسكونه ، ورجف قلبه من رفع أبوه يدّه لعيونه يفركها ومن توضّحت له قلة حيّلته من عضّ شفايفه يمنع حروف كثيرة وينطق : شوي وجايك ..
_
‎« عنـد ذيـاب »
‎إبتسمت قصيد بهمس من وصلتها أصوات السيارات الكثيرة ، وتوقّفه بأحد الإشارات هي تميّز صوت الرياض ، وضجّة الرياض رغم إنها ما تحبها : وصلت الرياض
‎رد بالنفي بهدوء هو ما يبي تغيب : لا
‎ميّلت شفايفها لثواني : سمعت صوت السيارات ، وصلت
‎ما كان منه رد هو رفع يديه لعيونه من الإرهاق والتعب لكن هي خففّت عنه أهم شيءّ ، هي مسكت عقله وقلبه معاها ، رهن نبرتها ولو كانت أكثر ساعات مكالمتهم حوار قليل إن سولفت بأّوله تخجل بآخره ، وسكوت طويل يكون منها يطلع من خلفه سؤال تُجرّ حروفه بالقوة لكنّها شالت عنه همّه الوحيد وهي الوحدة بالخط الموحش هو ما حسّها حتى وهي كانت تقول جملة وتسكت لكنّه يحس بوجودها معاه ويكفيّه غرقه بالوجود ، وبجملها يلي رغم قلّها هي بالنسبة له تكفيّه ولا هو طمّاع هو يدري بتصير كلها لّه ولا يستعجل وقته ، رجّع جسده للخلف بسؤال كررّه كثير لكن هالمرة الأخيرة : متى عضّت شفايفها هي تعرف ما بيهدأ إلاّ وقت يلقى منها جواب ، وتوجهت للشباك تفتح الستائر وتتكيّ عليه هي ما عندها جواب صريح ، وغريب عنادها يلي هي ما توقّعته منها وطال جوابها لكنّها رجّعت شعرها للخلف بهمس : لما يصير وقته ، إنت قلت لي
‎لف أنظاره للطريق هو يتمنّى تفهم إنه وده يعقد لأنّ كل شيء ضده ، كل شيء بيعكّر له ولا بيقدر يعقد بوسط معمعة أمور مزدحمة هي تستاهل عقد يليق فيها ، تستاهل عقد يُحكى فيه براحته وراحتها ما تستاهل عقد يُقال خلفه إنه طايح بدوامات لها أوّل مالها تالي وبالوقت ذاته ، هو ما يقدر ينطق بصريح العبارة لها إن تعجيله لأنّه يحترق من التأخير ، ولأن تأخير وراء تأخير بيعقّد دنياه ما بيهونها : ومتى وقته عندك
‎كانت بتنطق إنه وقت يرتاح من سفره بيصير وقته لكن سكنت ملامحها من لمحت عمّها حاكم نزل من سيارة نهيّان ومن طلع له أبوها المُبعثر بأوراقه ، وما تدري كيف طلع السؤال منها : بتجي ؟
‎رفع حواجبه لثواني بإستغراب ، وإنتبهت إنها من التوتر نطقت شيء ما تحسب حسابه وعضّت شفايفها بتردد : لأن عمي موجود هنا ، توه جاء يعني
‎غيّر مساره لجل يرجع لناحية بيتهم : عمك حاكم
‎هي ما تدري ليه وصل قلبها لوسط عنقها من طريقته بالنطق وفزّته " عمّك حاكم " ما كان سؤال ، كانت نبرة تأكيد منه وكأنه شيء ما يبيه وتحقق بوجود أبوه عندهم وتبدّل نبرته المستحيل هو كان فيه إرهاق الدنيا لكنّ فز بداخله شيء من نطقها لوجود أبوه عندهم ، وهزت راسها بالنفي بهمس : مستحيل بتجي ، ذياب ؟
‎ما كان منه رد هي بتمنعه عن الجية يلي هو يبيها وجاء سبب له بدون لا يحاول ، وحاوطت عنقها بكفّها هي يلتهب كلّ مافيها لمجرد التفكير بإنه بيجي وبتشوفه هي مو مستوعبة للآن إنّها مرت ساعات وهي معاه ، تكلّمه ويكلمها ووقت تغيّرت نبرتها هي من الأرهاق ورغبة النوم بدون لا تستوعب أو تنتبه كان منه هو الإنتباه " تبين النوم ، نامي ما بقى شيء " وكان منها الرفض " ما أبيه " يلي هي فسّرته بمنطق ورّدها خجل إنها ما تبي النوم تبيه هو ، ومن سكت هو لأن نفس التفسير صار بعقله .. وقت قال " دامها لبيّه ليه السكوت " هي ضيّعت كل حرف تعلّمته بحياتها ، كل لغة تعرف تتكلّم فيها وكل كلمة تعرف تصيغ منها جملة ما عادت ترتبّها وعضّت شفايفها تاخذ نفس تستجمع فيه نفسها هي تسكت ، وهو يسكت وكلّ له أسبابه هي تخجل ، وهو يبي العقد يلي ما يشيل همّ شيء فيه ، كل ما يطول السكوت بينهم هي تسأل سؤال لو عابر وعادي أو أقل شيء تناديه تتأكّد إن ما بيطغى عليه النوم بالطريق ، كان ردّه الأخير بعد ما أحرقت بداخله آخر حبال صبره تتركه يتهاوى بين نيران الرغبة والوقت والتمنّع " لا تناديني تتطمنين لو صاحي وإلا نمت ، نامي إنتِ " وكان منها إبتسامة لا وعي وصلت له من نبرتها الشبه نائمة " يهزمني النوم بس ما يهزمك يعني ؟ " وما كأنها وقت إبتسمت إلا تزيد لهيبه ، ترمي على ناره حطب هو ما يبي يبقى على الصّوت وسماعه ما وده يرسم كل تحركاتها وحركاتها بعقله يتخيلها هو ودّه يشوفها ، وده وقت تتحرك على السرير ويسمع حركتها يشوف ما يتخيّل ، ووده وقت يطغى عليها النوم يشوف ما يسمع ويتخيّل وياكثر وده يلي يرعبه هو عمره ما صار بهالودّ الكثير تجاه شيء ، رفعت أنظارها للشارع من سمعت صوت توقّف سيارته عنده لكن وقف نبضها كّله ، رقّت نظرتها كلها من حسّت بإنقباض كل نابض بداخلها : جيـت
‎فتح باب السيارة وهو ينزل بهدوء يأكد : جيـت
‎سكنت ملامحها مباشرة هي ما تدري تمسك عنقها ، وإلا قلبها يلي ودّه يطير من داخل ضلوعها وكمّل هو بعد ما رفع أنظاره لجزء من الثانية للبيت : وتراها الأخيرة
‎عضّت شفايفها لثواني بتساؤل : الأخيرة ؟
‎نزل أنظاره يدخل بوكه بجيبه ، ويرفع أنظاره لأبوه وعمّه تركي الواقفين أمام الباب : الأخيرة وإنت مو على ذمّتي
‎ما كان سؤال ولا كانت مشاورة ، هو كان قرار حقيقي منه هو ما بيقرّب بيتهم لو ماهي زوجته وسكنت ملامحها هي ماتعرف وش تقول من لمحت جمود ملامحه وحركته ، ما تدري يخطفها وقع جملته الصريحة ، أو وقع وجوده المُهلك هو يوضح فيه تعب طريقه لكنّ ما إرتخت أكتافه ، ما هديت نبرته ولا لمست فيه إرهاق من جديد ورجف قلبها وسط ضلوعها من إلتفات عمّها حاكم وأبوها له ومن مشيه لهم لكن هي باقي على الخط ، هي باقي تكلّمه بشكل وتّرها : بتروح لهم
‎عضّ شفايفه لثواني : والحق إنك تشوفيني لكن ما يحصل لي الشوف أنا ؟ ماهو عدل يابنت المحامي
‎رجفت خطوتها بتوتر من إنه يقرب من أبوها وأبوه : ذياب
‎رجع أنظاره للخلف هي تطقّ بأعصابه بدون إدراك : قولي تم وأجيّ يمك تكملين وش بعد ذيّاب
‎هزت راسها بالنفي هي تعرف إنها تناديه بشكل يبيّن إن ما عندها كلام تقوله ، بشكل يطلع تلقائي منها من توترّها لكن الواضح وصل الصبر فيه أقصاه وتوّها تستوعب إن طول الخط هو يحترق بنفس الطريقة يلي تشوفها منه الآن وعزّ عليها كل شيء بهاللحظة هي مهما كانت تحاول تتخيّله تعجز ، مهما كانت تحاول تصوّره مُرهق مثل نبرته وصوته وتوقعها بناءً على نومه تعجز هي ما تتخيّله ولا قد شافته إلا بأحوال هو بكلّ حيله فيها والحين تشوفه بالمثل لكنّ تشوف منها إحتراق ، محاولات للتمنّع وما تصّور ببالها ولا طرى بفكرها شيء إلا كلام أهله عن أطباعهم عامة ، صابها شديد التّوتر من قربت خطاه أكثر : قربت منهم
‎هز راسه بإيه بهدوء : منهم ، ماهو منك لا تتوترين
‎عضّت شفايفها هو كيف يعرفها لهالقد ورفعت يدها لجبينها ما عاد للعقل مكان بداخلها من التوتر : ذياب
‎عضّ شفايفه بهدوء وهو يرجع أنظاره للشارع : قولي تم
‎ما كان منها رد من التوتر يلي تحسّه ، من الشعور يلي يهلكها هي وما تدري كيف همست بخوف : لا توترني
‎وقفت خطوته من جات نبرتها وطلبها أكبر من توقّعه وإحتماله ، عدل أكتافه بهدوء : نامي
‎ما ردّت هي تتوتر من كونه يقربّ لهم وتتوقع إنه يسمع صوت نبضها من شدّته ، نطق بهدوء لأن غصبٍ عليه صار وقت يتركها ويلتفت لأشياء أخرى : توصيّن شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي كأنه يشوفها وهي ترفع يدها لجبينها يلي يشتعل من الحرارة من قوّة قلبه هو يقرب بخطوته لأبوه وأبوها وهو يكلّمها والواضح ما يوتّره : سلامتك
‎سكر هو يرجع جواله بجيبه ، يستجمع نفسه ونظراته هو لمح نظرات الذهول بعمّه تركي يلي كان غارق بأوراقه وملفّات يده لكن رفع عينه له وكانّ منه ذهول ترك أبوه يلي كان معطيه ظهره يلتفت وتسكن ملامحه هو بالمثل من صدمته لأنّ وقت شاف ذهول تركي ، هو آخر شخص توقّعه يكون وراه ذيّاب ولده ، قبّل رأس أبوه وهو يصافح عمه يقبّل رأسه بالمثل ، وناظره حاكم لثواني هو مصدوم بشكل ما توقّعه بحياته لأوّل مرة يقول ذياب كلمة ويخالفها : متى وصلت
‎عدل نفسه وهو يناظر أبوه لثواني بسيطة : توّي
‎ما كان من حاكم التصديق لوهلة ، ولا تركي يلي ناظر ساعته هو ودّه يستوعب ذياب أكثر من إستيعابه لملفات يدّه : إنت مشيت من عندي الصبح ، ورجعت الحين !
‎هز راسه بإيه وهو يناظر أبوه يلي عرف من نظراته وذهوله إن وصلته أخبار تشيّبه لكنّه يبي يوضح له إنه ماسك زمام أمره : ما ينتظر الشغل ياعمي
‎سكنت ملامح حاكم وهو يناظره لثواني ، وهز تركي راسه برفض شديد : الشغل إن كان يهلكك يابوك ماهو حق
‎هز راسه بالنفي بهدوء ، بشكل يرعب أبوه نفسه : إن كان يثبّتني ياعمي هلاك اليومين ما يضرّني
‎تنهّد تركي لثواني هو يدري عن بضع أمور محورها المحكمة فقط ما يدري عن الخوافي الأخرى : وهي الدنيا كذا يابوك ، الله يقويّك وينصرك على كلّ من يعاديك
‎كان منه همس الآمين ، ومن أبوه يلي ما يدري يرقّ قلبه على ولده المهلوك ، أو يعصّب إنه جاء وما رحم نفسه ، أو يحترق إن صار له الإثبات بمجيء ذيّاب بهالشكل وإرهاقه إن هو كلّ محاولاته راحت بمهبّ الريح ما منع شيء عنّه وكلّ شيء واصل لذيّاب نفسه ..
‎تنحنح حاكم وهو ياخذ الملفات من يد تركي ويمنع تنهيدته ما قصرت بس إرتاح إنت ، وحنّا نتصرف
‎هز راسه بالنفي : بمشي المحكمة بعد شوي ، عندي إجتماع مع القاضي لأن يلي يصير يابوذيّاب لعب أطفال كيف جالسين يفتحونه بشكل متكرر هذا أولّ مرة يحصل
‎ما كان من حاكم رد هو يدري يبونها طيحة له ، وتهون عليه طيحته لو كانت توقّف ولده وسكن داخل تركي من لمح نظرة عابرة بعين حاكم يلي دائماً ، دائماً متقّدة بالحرص والغضب والقوّة وسكنت نظراته مباشرة : حاكم
‎هز راسه بالنفي وهو يعدل أكتافه : لا تشيل هم ياخوك ، لا تشيل هم بس إنت الحين تبي شيء توصّي شيء ؟
‎هز راسه بالنفي : أبد ومثل ما قلت لك ، لو يجيك أكبر شنب لا تقول كلمة إترك كلّ شيء علي
‎ناظره حاكم لثواني ، وإبتسم بسخرية هو متى صار ينحطّ بمواقف ما يحلّها بنفس وقتها وهز راسه بإيه : ما تقصّر
‎طلع تركي جواله من يدّه ، وتوه ينتبه إنه مع شدّة توتره من مكالمة كان محورها إن ممكن يُستدعى حاكم لجلسة أمام الشيخ وممكن تطلع للعلن بشكل يضره هو إتصل على حاكم يطلبه يجيه ، وقابله بالشارع قدام البيت ما إستوعب إلا توه : بوذيّاب قهوتك عندي
‎هز راسه بالنفي : لا ياخوك لا ماحنّا أغراب ، بنمشي الحين أنا وذياب ونلتقي قريب بإذنه
‎وما خضع حاكم نهائياً تحت إصرار تركي من مبدأ عيب يوصلون لبيته وما يدخلونه كانت لحاكم مواويل أخرى ودّه يعرفها من ولده ولهالسبب إعتذر عن الدخول إنما مشى بخطوته جنب ولده ، مد يده يبي المفتاح من ذيّاب يلي هز راسه بالنفي بهدوء : بسوق أنا
‎ناظره حاكم لثواني بعدم رد لكن نظرته كانت تتكلّم هو ما يبي ذيّاب يتعب أكثر وهو توه جاي من خط لكن خانته نظرته كانت تمتليّ شدة وأمرّ ما كانت تسطر خوفه ، ما نزّل حاكم يده نهائياً وعندهم عيب تطول مّدة اليد بدون لا يصير بوسطها شيء وناظر أبوه يترك المفتاح بوسط كفّه على مضضّ وتوجه حاكم لمكان السواق لكن وقفت خطوته هو يلمح بولده أشياء مختلفة لها أوّل مالها تالي ، فتح ذياب الباب وهو يركب بجنب أبوه وما كان من حاكم إلا سؤال واحد من لمح بولده لهيب ، لهيب يكفّي إنه يحرق هالحيّ كله ماهو بس جوفه وداخله وهالمرّة تعمد حاكم يسأل سؤال يكشف له هو لهيب ولده لها فيه شيء وإلا مالها من أشغاله وبلاوي شغله فقط : متى بتعقـد
‎ناظر أبوه ولأوّل مرة ، لأوّل مرة ينتبه حاكم لحركة فكّ ولده يلي ضغط أعصاب صبره مو بس أسنانه ولف تسطّر عينه ألف كلمة قبل ينطقها هو مرهق ، وهو يتمنّع ويدري واضح بعينه تمنّعه لكنه ما يهتم : الحين
‎ما كان من حاكم إلا السكون هو ما توقع يقول له بهالشكل الصريح ولا توقع ينظر له ما ينزّل عينه عنه : الحين ؟ نزل أنظاره لباطن يدّه هو وده ينفض الحوار كله من إنتبه إن أعصابه صارت تطقّ أكثر وأكثر ، وأشّر حاكم على بيتهم : قدام بيتهم حنّا ، الحين يلي نعرفه !
‎عضّ شفايفه وهو يهز راسه بالنفي : الحين لو هي بنت عميّ ، الحين لو إنّ لي سطوة ودنيا تمشي على كيفي
‎ما كان من حاكم رد من رفع ولده يده لشنبه وشفايفه بعد ما نطق بجملة حرقت جوف أبوه كلّه توضح له كمّ أشياء كثير هو نطق بالحين لأن الوقت صباح ، ولأنّ ملكة أبوه وأمه كانت صباح بشكل مستعجل مثل ما يُحكى له من وقت كان صغير لكن الفرق إنّها بنت عمه ، إن الدروب كانت ممّهدة له وإنّ كان خلف حاكم نهيّان جده يلي تركه هو ياخذ الموافقة بنفسه من أمّه ، هو عرف إن ودّه يمسك أعصابه قدر الإمكان من إرتكزت يده الأخرى على فخذه وهديت نبرة حاكم نفسه هالمرة : دامك تبي ، ليه تماطل وما تقول لي نعقد من وقت
‎عضّ شفايفه بهدوء هو ما يبي يقول كلمة أكثر ، يعرف أبوه ماهو قليل حيلة ولا هو قليل فهم لو قال له يبي بس ما يقدر ، ما بيفهم إن هي أسباب تمنّعه وتأجيله يلي ما يطيقه ، ما بيفهم إنها هي رجعت خطاه من دبي على أمل يرجع وتقول نعقد لكنّها مثل يلي يوديّه البحر ، ويرجّعه ميت من الظمأ وما كان من حاكم نطق الحرف زيادة هو يدري ولده ودّه كل شيء بكيفه ، هو وقت قال بيخطب تركه تحت أمر واقع ومحتوم بعمره ما تعرّض له وكل خوفه وقت يصير ودّه يملك ، يتركه تحت أمر واقع ومحتوم لأنه مثل ما كان يضمن أعصابه بشبابه ، هو ما يضمن من ذيّاب أبسط صبره وأبسط فعله وما يرعبه شيء كثر إختلافه ، إختلافه يلي ما يقدر يسأله عن أسبابه ويعزيّه لألف شيء هو من أسباب شغله ، هو من أسباب حيرته أو هو وصل لمرحلة يبي الإستقرار فيها والشيء يلي ما ودّه حاكم يفكر فيه بإن سبب إختلافه يكون إجتماع لهالأسباب كلها ووقتها من يرتّبه ، من يرجّعه لهدوء طبعه الأوّل وما كان منه كلام نهائياً من رفع ذياب جواله لإذنه يرد على نصّار : إيه بالرياض
‎فرك عيونه لثواني هو وده يستوعب : يعني مسكت خط والحين بالرياض لكنك ما بتجي عندي بتروح للبيت
‎قبل يردّ سكنت ملامح نصّار من سمع صوت حاكم بجنبه : معك الفريق الحين تطمّنت خلاص ولا تجيني
‎رفع يده لعيونه من صداعه يلي صار ينهشه : كمّل نومك
‎سكر من نصّار وهو يلف أنظاره لأبوه الهادي ، ورجع جسده للخلف وما تكلم حاكم بشيء وقت غمّض ذياب عينه وتوضّح له كمية التعب يلي يحسّها لكن جاء بباله سؤال ثاني : كيف عرفت إني ببيت عمك
‎فتح عيونه بهدوء رغم إنه من التعب صار يحسّ حتى رموشه جبال فوق عينه : نهيّان
‎وبالفعل ما كان كلام غير منه هو عرف من قصيد إن أبوه عند الباب ، لكن نهيّان كتب له من وقت توجّه للخيام أعطاه الخبر كلّه ، كتب له بالساعة الأولى إنه ما يدري أبوه وش فيه لكن الواضح إنه شوق له ، كتب له إنه مشى مع الإبل لحاله وكتب له إن به شيءّ يثقل ظهره والنهاية ، كتب له إنّ من غرابة أبوه طلبه يتركه عند بيت تركي ويمشي ومن حسن حظّ ذياب إنه مرّ على محادثة نهيان بعد ما قفّل منها وقدر يشوفها كلها ، وقف حاكم قدام البيت هو وده يسولف معاه لكن الحاصل إن إثنينهم ما يعرفون يسولفون أبداً : لا صحيت روح بيت جدك ، إجلس عنده بيجونه ضيوف أنا مشغول
‎ناظره لثواني يرفض لأن ما ودّه : عندي شغل نهيّان يروح
‎رفع حواجبه بإستغراب وهو ينزل : نهيّان عنده مباراة إنت تروح ، شغل مع من ولمن
‎أخذ ذياب أغراضه وهو حتى الشمس صارت توجع عيونه ويعرف إن أبوه بيلعب بأعصابه : مع الليّ يتشكّى مني
‎رفع حواجبه : الليّ يتشكى منك للديوان ؟ وإلا للوزارة
‎أشّر ذياب بإثنينهم وهو يفتح باب البيت لأبوه ، ودخل حاكم يلي لف أنظاره له لثواني بتحذير : إنّ كنت ناوي تاخذ بخاطره وتقنعه يسحب شيء ، إمسك أرضك إمّا تـ
‎قاطع كلام أبوه مباشرة بغضب ولو إنها ماهي أطباعه لكن تفكير أبوه فيه بإنه يخضع ويراضي ويطيّب الخواطر ما يعجبه : ما آخذ بخاطر أحد ولا أسايسه
‎ضحك بسخرية لثواني : وش ؟ بتضربه بيمينك يعني ؟
‎هز راسه بالنفي هو همس بجملة وحدة " بحلق شنبه " ، وأعلن لأبوه جملة أخرى : بالإسلوب يلي يفهمه
‎وقت طال صمت أبوه هو لف ظهره يصعد الدرج ، وفصلت أعصاب حاكم يلي كان يستوعب بعقله وما لمح إلا ظهر ولده : ما تعطيني ظهرك وتمشي !
‎كتم حروفه من طلعت ملاذ من المجلس وسكنت ملامحها بذهول وهي تشوف ذياب صعد أوّل خطواته للدرج لكن حاكم كان بوسط الصالة والواضح من حدة نظراتهم إن الحوار ماهو عادي وهي سمعت نبرة حاكم الحادة لكنها ما سمعت وش يقول ، لف ذياب أنظاره لأبوه لكنه ما نطق كلمة من لمح أمه : أم ذياب
‎جلس حاكم على الكنب بدون لا يلتفت أكثر ، ونزل ذياب بخطوته لأمه يقبّل راسها ، يديها الثنين من شدّت على يده وحنّت حتى نظرتها بتشفّق : ما نمت ولا ساعة ..
‎قبّل يدها مرة ثانية : لكنّي وصلت ، ينتهي همّك وتنامين مرتاحة
‎عضّت شفايفها لثواني بسيطة ، يتشفّق داخلها كله ويحترق من لمست كل إرهاق ملامحه وإن كان حواره حاد مع أبوه هي ما يهمّها من الغلطان فيهم ، هي يهمّها تطلع الرحمة يلي بقلوبهم بمثل هالأوقات على بعض : وصلت بعد ما حرقت نفسك مسافة يا أميّ ؟ بعد ما هلكت عيونك وكلّ شيء فيك من يستاهل العنا
‎إبتسم يهلك كل ذرّة بقلبها ، وينحني يقبّل خدها يسطر إجابات خفيّة إن قصيد الشاعر تستاهل العنا ، وتعنّى لجلها كثير وتعنّى لجلها كثير لكنها للآن ما ترحمه ، إبتسمت بخفيف وهي تمد يدها لخده ، تكررّ جملتها الأولى بتعمّد أشدّ هالمرة : عقبال ما تكون قصيدك
‎إبتسم هو عرف وش ترمي له نبرتها ودّها بالعقد بدري ، وما خفّت إبتسامته يلي يرسمها لجل عين أمّه وهمس لأوّل مرة يحرق أمه من الخجل : ما تبيني يابكر فارس ؟ كلّ ما قربت قلتِ عقبالها
‎ضحكت وهي تهز راسها بالنفي وتوّردت ملامحها : ومن الصاحي يلي ما يبيك ؟ لكنّ ودي تاخذ إنت نصيبك وتبي الصدق ؟ وإلا الصدق إنت تعرفه وقت تصير لك
‎شتت أنظاره لثواني أمه تلعب بعروق قلبه وقت تجيب طاريها مرّة قالت ما ينشبع من شوفها ، والحين تلّمح إن قصيد أولى بقُبلاته والنصيب يلي تبيه ياخذه وبيعرفه مثل ما تقول" وقت تصير لك " هو إنها أكبر من إحتمال عروق تحمّله وصبره هي ما يقبّل خدها والسلام ، رجّع أنظاره لعين أمه يلي ضحكت بذهول لكنّها خفّضت صوتها : والله ولك نوايا ياذيّاب !
‎ما كان منه كلام إلا إنه تنحنح من فهمت أمه نظرته المليانة تمنّع ولهيب وهي ما تدري إن ما جاء ببال ولدها إلا شكلها الكاملّ ، وتمنّعه عن عنقها وعرقه النابض قبل أي شيء آخر، وقبّل يدها : تبين شيء ؟
‎إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي : نومك هنيّ يارب ..
‎لف أنظاره لأبوه يلي كان يتأملهم ، وما طالت نظرته لكن هالمرة ما كان منه الهروب إنما وقف بهدوء : تبي شيء ؟
‎هز راسه بالنفي بدون رد ، وصعد ذياب لغرفته بعد يوم مُرهق وتساؤله الوحيد ، هو عقله بيرحمه وينام أو بيبقى يفكّر بالجاي ، والحاضر ، ويلي كان بنبرتها ..
_
‎« بيـت تركـي ، الفجـر »
‎سكر باب بيته وفيه من الإرهاق ما يكفيه لإنه يجلس خلف الباب ما تطاوعه خُطاه عالمشي هو صار له إسبوع ما دخل فيه بيته ولا قرّبه نهائياً من الضغط يلي إنهمر عليه وصار يقاتل ما يدافع وبس ،يقاتل القضايا يلي هو ماسكها ومالها دخل بشيء ، ويقاتل لجل أخو دنيته حاكم يلي ما يبي خُطاه تدخل للمحكمة لأن لو دخلها بينتشر الصيّت بكل مكان ومو شرط يكون حاكم غلطان ، لكن دخوله لوحده بيهزّ كثير أشياء هم بغنى عنها وكلّ إحتراقه مو من ضغطه ، من هم حاكم وكسرته الفضيعة بأمور ولده يلي ما يتخارج منّها حتى هو ، لأوّل مرة يشوف تركي حاكم واقف بإنتظار ويدّه على قلبه ينتظر الواقع يلي هو ما يقدر يغيّره ولا يقدر يتصرفّ فيه حتى لو حاول..
‎مدت يدها لظهره ، لكتفه من الخلف : بابا
‎رسم إبتسامة مباشرة لكنها ما تخفي إنتفاخات التعب يلي تحت عيونه ، ما تخفي جحوظ عينه ولا تخفي إرهاق ملامحه ولا تخفي تعبه لكنّ كانت تكفيّها تبتسم ، كان يلمس القلق من ملامحها قبل يبتسم وضحك : من روّع بنتي هالمرة أبوها وإلا ذيبها ؟ ناظرته بعتاب شديد ، وإبتسم يضمّها تحت جناحه : زين إني لقيتك ، ببالي كلمتين بقولهم لك وأوضح لك كم شيء
‎حسّت بالسوء مباشرة هي تسمع مقدار الكلام عن أبوها وعمّها وعنه ، عن المستنقع يلي يُسحبون له وعن الإرهاق والكلام يلي يتعرّضون له ويعايشونه : لا
‎ناظرها لثواني من رفضها ، ولمس الخوف بقلبها من رجفت يدّها لكنه هز راسه بالنفي بهمس : لا وش !
‎رجفت شفايفها لثواني هي تخاف من كلّ كلمة سمعتها ، تخاف إنّ من تبعات الغرق يلي يغرقه ذيّاب تُجبر هي تبتعد عن عالمه لأنها من إسبوع للآن ما تسمع إلا القلق عليه وعلى مستقبله وما سمعت منّه هو خبر ، ولا إتصل ولا كلمها ولا كانت منه أبسط الحروف آخر وأوّل مكالمة كانت بينهم ، مكالمة رجوعه من دبي فقط ولا زاد بعدها حرف وهي لو ما يُطرى إسمه عابر بسوالف بين أخوانها وأمها وأقاربها بتكون ما تعرف عنه شيء نهائياً : لا بتعدّي هالفترة لا نقول عنها شيء ، إنت بتنام وترتـ
‎ناظرها تركي بمقاطعة من لمح بداخلها خوف أكبر من إنه يكون عادي : وش مخوّفك إنتِ ؟ أحد كلمك قال لك شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي ، ومد ملفات يده ليدّها بشبه صرامة : وديّها المكتب ، وإنتظريني فيه بغسّل وأجيك
‎ناظرت أبوها لثواني هي تتهرّب عن التفكير يلي يسرقها من الناس كلهم ومن نفسها هي وما يريّحها بالإسبوع يلي مرّ إلا إبتسامة أمها لها بكلّ مرة تشوفها فيها وتنتبه إن القلق يأكلها تهمس لها بـ " ما يضيعون كلّهم ذيابه الله يحفظهم ، ما يضيعون " ومالها مهرب من أبوها مستحيل يكون ، تركت ملفاته على الطاولة وهي تحسّ بشعور غير عن شعور كل أيامها السابقة يلي تحارب فيها نفسها عن الإطمئنان وغيره هي كانت تدخل بالساعات لمحادثته تنتظر لحظة وحدة يصير فيها متصّل لكن ما حصلت ، ما حصلت وتجلس طول اليوم تشتم سخافة تفكيرها هو فوق ظهره جبال كيف بيفكّر يدخل أو حتى يرسل يسولف وللآن ، باقي رقمه بجوالها مثل ماهو بدون ما تسميّه حتى بإسمه من الضياع والغرابة يلي تحسّها ..
‎دخل تركي يلي سكّر الباب خلفه ، وما إكتفى بتسكيره إنمّا قفله بالمفتاح يترك قلب بنته يزيد بشدّة نبضه مع كل قُفل تسمع صوته ، رجعت شعرها للخلف وهي تشد الكم على يدها : صار شيء ؟
‎هز راسه بإيه لأوّل مرة : صارت أشياء ، بس إسمعيني ولا تقاطعيني بشيء أبدّ
‎ناظرته لثواني وتملّكها القلق ، تملّكها الخوف يلي ما يقصّر بترجيفها وناظرته لثواني من تغيّرت نظرته لشيء ما تعرف تفسّره هو يشفق عليها ، أو هو بيختار درب صعب عليه وعليها ، أو هو بيقول شيء ما ودّه يقولها ووقف فيها النفس بتوتر ضيّعت فيه حتى لُغتها الأمّ تسولف بغيرها : لا تخوفّني هز راسه بالنفي بهدوء : ما بخوفك لا تتوترين ، بقول لك الحق يلي أنا أشوف إنك تتبعينه
‎رجف قلبها هي ما تتوقع يقول شيء إلا إنهم بيلغون الخطبة لأنها بصالحها هي وهم تعرفهم ما عندهم شيء أهم من صالحها ، ما تفكّر بشيء إلا الندم يلي ينهش قلبها كلّه هي لو قالت تم ، ووقّعت العقد تصير زوجته ما كان مر إسبوعها ما تعرف هي حيّة أو ما تشعر من القلق : ووش الحق يلي ما أعرفه
‎رجع تركي جسده للخلف بهدوء : الحق والصح إني أبوك يلي ما ودّه تضيعين بمعمعة الأمور الحاصلة ، ويلي بتحصل ودي دروبك واضحة ومكانك واضح ، شاورت عذبي ويوافقني الرأيّ وبيرجع من الكويت اليوم
‎سكنت ملامحها هو بدون يكمّل تحسه يشدّ على قلبها يعصره ما يشد على يده ، وما حسّت إنها من توترها هي غيّرت لون باطن يدها للأحمر الشديد من ضغطها عليه : كيف بضيع بوسطها ليش تقول كذا
‎طالت نظرته لثواني هو يحسّ برعبها بشكل ما يقدر يوصفه وقام من خلف مكتبه وطاولته وكرسيه يتوجه للكرسي يلي يقابلها يقرّبه منها ، ويمد يديه ليديها بشبه شّدة : لو خفتي بهالشكل وأنا ما قلت كلمة باقي ، ما بتفاهم معك وبتصرفّ بكيفي ، وصلت ؟
‎هزت راسها بالنفي بتماسك لثواني : لا ، تفاهم معي أول
‎ناظرها بإستغراب هي تحيّره بشكل مستحيل : من وش إنتِ خايفة وتردّين حروفي ؟ وش مخوّفك ؟
‎هزت راسها بالنفي بإرتباك هي وصل قلبها لوسط جوفها ما تخفيه ، ولا يخفى عن أبوها يلي تنهّد من كمية إرتعابها لكنّه لازم يوضح لها مليون شيء : بتسمعيني ، حتى وأنا يعزّ علي خوفك يلي أشوفه منك الحين لكن بتسمعيني يابابا وبتفهمين كلامي ما تضيّعينه وظنّي صار الموضوع واضح لك وفهمتيه دام هالخوف كلّه تمّلكك ، الموضوع ذياب ياقصيـد
‎هي كانت تنتظر يقول إسمه بس لجلّ يهتز كل ضلع بداخلها من التوتر يلي حسّته ، تنتظر يقول إسمه لجل يلتهب ظهرها ، ومعصمها ، وعنقها وكلّ جزء كان لها ذكرى معاه وتحتقن كل ملامحها باللّون الأحمر هي ما تدري وش تقول ، ما تدري وش تتصرّف ووش المنطق يلي بتتصرف فيه بتقول لا ؟ بتقول تبيه وإن قالت وش أسبابها يلي بتسطّرها ، بالحكاية المرئية للجميع هو خطبها وإنتهى ما حصل بينهم تواصل ، ولا شوف ولا حتى موقف لقاء بسيط ما جمعتهم الأرضّ مرة من وقت كبرت هي ، وبحكايتها هيّ معاه برد ولهيب ما ينوصف ولا يُفهم وتنهّد تركي من أعماقه هو يعوف الحكي دام منها هالرعب لكن تملّكه الشك : به شيء لازم أدري به ؟
‎هزت راسها بالنفي ترفع يدها لجبينها : مافي شيء
‎عضّ شفايفه وهو يعدل أكتافه : دام مابه شيء عندك ، عند الذيّب به أشياء وإن وصلك خبرها أو ما وصلك بتاخذين علمها الأكيد مني الحين رفضت نظرتها هي ما تبي تاخذ علم أكيد نهايته طلب ترك ، ما تبي تسمع شيءّ يبين إن من مصلحتها تتركه وسكن داخل أبوها كله هي تتمنّع بشكل يخوفه هو ، بشكل ما يعرف كيف يشرح لها عنّه وتنهّد من أعماق قلبه هو مضطر يفهّمها ، مضطر يشرح لها لأنه ما عاد يضمن شيء : الأمر أمرك يا أميّ ، والقرار لك من مبطي تركته بين يديك لكن الحين به أشياء لازم تفهمينها ، به أشياء أنا لازم أقولها لك وإلا وش قلبي أتركك للدنيا ؟
‎رجف قلبها من نطقه الأخير " أتركك للدنيا " ، رجفت حتى نظرتها وتنهّد من أعماقه بقهر شديد : هالإسبوع نقطة من بحر دنيانا يابوك ، نقطة من بحر المعمعة يلي يسحبنا جميع ما يسحب واحد فينا ويكتفي ، ما أوصف لك الحال ما ودي تشيلين الهم لكن به أشياء ودي تعرفينها ، به أشياء يابوك هي الأساس والأصل بحياتنا كلّنا ونتبعها ، حتى لو نغصب نفسنا عليها وما نبيها ..
‎ما تدري هي من التوتر والندم يلي ياكل داخلها تحّور كل كلام أبوها لأنه تمهيد للترك وإلا هو كلامه فعلاً تمهيد لهالشيء ، ناظرها بهدوء : عمك حاكم اليوم قال لي
‎وقفت مباشرة تبتعد عن أبوها للشباك ، وتنهّد من أعماقه : قال لي الوضع ما يطمّن ياتركي حتى هو ما بيدّه شيء ، والذيب ما ودي بشيء أقوله عنّه لكن لو طالت المدة ما بيبقى منه شيء يابوك والصح
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظره بعد ما إحترقت محاجرها كلها : مافي صح بأي شيء ، الصح إننا كلنا ننتظر لما ينتهي هالموضوع كلّه وما نقرر شيء فيه
‎تنهّد هي تتوتر ، تتوتر تكلّمه باللغتين من توترها ، تتوتر ترجف يدها وعضّ شفايفه : تبين حال ذياب لجل تستوعبيني ؟ إن قلت ينام ونومه هني أكذب عليك يابوك ، أكذب عليك إن تبينها بالبحر الرجّال غارق ما بقى منّه شيء وإن تبينها بالنار هو لو طالت المدة ما بيبقى إلا رماده
‎كان يقول الكلام يتوقّع وقعه طبيعي عليها لكن ما يدري إنه يضرب قلبها ، يحرق جوفها كلّه من رفعت يدها لجبينها ورجعت تنزّلها لعنقها يلي صار نبضه أوضح من الشمس بصدر السماء هي ترجفّ من التوتر ، ترجف وما تاخذ من حكي أبوها إلا معنى واحد هو بيلغي كلّ شيء ، وأخذ نفس بهدوء : وقت أقول لك هالكلام أنا ودي أبيّن لك كل الدروب يلي تملكينها ، كلّ الدروب يلي قدامك إنتِ بكيفك وش الأفضل لك لكن أنا ، أنا ما بشوف قدامي دربين واحد فيه راحتك والثاني شقاك وبقول روحي للثاني ، أنا وش عندي شيءّ أهم منك ؟
‎كان يجمّع الدموع بمحاجرها غصب عنها هو يتكلّم بحنيته هو ، ويتكلم بعذاب ذيّاب وهي وحدة ، قلبها واحد ما يتحمّل الأمرين سوا وتنهّد بهدوء : لكن ودي تسمعين شي مني ، ودي تسمعين إن ذيّاب هو راعي الحق بهالمعمعة كلها ، هو الدنيا تضربه وتوجعه لأنّه راعي حق ماهو غلطان ولو كان غلطان أنا أوّل من يردّه عن خطاه ولا أوقف ضده ، أوقف معه أمنعه بس أنا ودي تعرفين الجاي
‎بردت ملامحها كلّها هو يقول كلمة ، وينتظر ردة فعلها ومن لمح السكون يلي توسطّ ملامحها وعيونها الراجفة كمّل بهدوء : ودي تعرفينه منيّ هو الذيب ما بيقوله لكن أنا كنت بمكانه مره وعشت شعوره ، هو راعيّ الحق لكن الناس مالهم بالحق مع من ، الناس لهم من يلي ينهدّ أكثر ومن يلي كلّ شيء ضده يقولون هذا الغلطان وغلطه بيّن مثل الشمس ، هم ما يعرفون القلوب يابوك ما يعرفون الدواخل لهم الظاهر
‎ما عادت تفهم من كلام أبوها شيء ، وأخذ نفس من أعماقه هو جلس يجلّسها قدامه بهدوء : أنا قلت ما أعطيك إلا لليّ يوقفون من بعده الرجال بعيني ، للرجّال يلي أدري بقلبه وداخله ودينه ومعدنه وأرضاه لك وهذا كلامي أنا وكلام الظروف الحين شيء ثاني يا أمي هو الدنيّا تضيعه ، تحرقه ولا به دروب واجد قدامه
‎هزت راسها بالنفي ، برجاء إنه يقطع حروفه عند هالشيء ما يقول إن بعد الرضا بيحصل القطع دامه يبيّن إحتراقه يلي هدّ حيلها هي هو يقول ما بيبقى منّه إلا رماده وكلّ ندم داخلها إنها هيّ من قبل الظروف رمّدت فيه داخله وقت تمنّعت والحين يشيّب راسها الندم يلي ما تعرف له درب هي ما يتصّور لها إلا نزوله يلي كانت تراقبه قدام بيتهم ، وقت كان يكلّمها ويبلغها إنّ هالزيارة الأخيرة وهي مو حرمه ، وقت لمحت إحتراقه بسببها هي ووقت وقف كل نبض بقلبها من نظراته هو وأبوه لبعض ومن صار ظهرها يقابله يترك المفتاح بيدّ أبوه وكّل حرقتها الحين إنّها هي بالوقت يلي كانت تقدر تخفف عليه إحتراقه منّها ، ما رحمته والحين تجمّعت عليه الظروف تحرقه : ما يهمني كلام الظروف
‎هز راسه بإيه بهدوء ، وتنهّد لثواني وهو يمرر يده على خطوط باطن كفّها هي تحرقه ذكرياته صح لكنّه مضطر يوضّح لبنته ، مضطر يشرح لها وهمس بهدوء : كنت بمثل حاله مرّة ، بمثل وضعه وكانت أمّك يمي ، كانت يميّ لكني ما أضمن هي تبقى معي أو تسمع للناس هي ما كانت تعرفني ، ما كانت تعرف إنّي راعي الحق لكن كان لي درب معاها حتى لو ماكانت حروف كثيرة والحين بعيد لك نفس الشيءّ عنه هو ما يقدر يجي ويقولك ياقصيد كذا وكذا وكذا ، لكن أنا بقولك إنّ صرتي زوجته والحين كمّلتي خطيبته مثل ما قلت لأمّك من قبلك ويمكن لولا الله ثم كلامي من البداية ما كان كمّلت دروبنا سوا ، ودي تعرفين إن عن الذيب نفسه بيوصلك كثير الهرج يابابا ، بتقابلين ناس من كل جنس يتكلمون عنه ، الطيب والخبيث والصاحي والمجنون كلهم بيقولون إنتِ للذيب ؟ ترى فيه ويخطيه وما يردّ حروفهم شيء .
‎هزت راسها بالنفي هي ما وجّهت عيونها لأبوها نهائياً كانت تحرق باطن كفّها يلي كلّ مرور لأبوها على خطوطه يوترها ، يحرقها من التوتر والخجل هو يدري بتصير لذيّاب لكنه يمهد لها المستقبل يلي أبوها بنفسه يخافه ماهو مغيّب عليها هالخوف : ما يهمني كلام الناس
‎إبتسم بخفيف وهو يهز راسه بالنفي بتنهيدة : قلبك تربّى بين يديني يابابا ، بين يديني أدري به حنيّن وهالناس يضرّونه ويضرّونك معاه والضرر ما أرضاه لك
‎أخذت نفس من أعماقها لثواني بسيطة قبل تكمّل وتناقشه ، وتنهّد هو ما يبي بنته تبقى بهالمعمعة أو حتى قريب منها : بتروحين مع عذبي الكويت هالفترة
‎هزت راسها بالنفي مباشرة : ما بروح مكان ، بجلس هنا
‎كان منه الرفض الهادي : بتروحين ، كلّكم بتروحون ما بيبقى أحد هنا والوضع ما بيتغير لو جلستوا هنا ما بيستجدّ شيء ، حتى العقد يلي كانت أمك تظنّ إنه قريب وتهوجس فيه ما أتوقع يكون قريب إنما بعيد حيل الذيب أيامه صعبة ، صعبة ما هقيتها تصعب عليه ولا عليّ ولا حتى على أبوه يلي ما يشوفه إلا ساعة من النهار بس الله معاه ، الله ما يتركه ولا حنّا بنتركه ..
‎ما كان منها كلام هو يهزّ قلبها بدون لا يُدرك ، أو صار له الإدراك من إحتقنت كل ملامحها باللون الأحمر ما عاد للتمنّع والثبات معنى وهز راسه بالنفي : فهمتيني ؟
‎ما كان منها رد ، وتنهّد هو يرجع جسده للخلف وتركها لثواني بسيطة لكن هي رجعت ظهرها له ، تستند على صدره وبكت بمجرد ما حاوط كتفها تغطي ملامحها ، وضحك هو يتنهّد : صارحيني ، وش الشيء يلي تبينـه
‎ما كان منها كلام ، وإبتسم هو مثل يلي يحسّ بحيرتها وودّه يغير الضيق كلّه : أقولك عن الذيب ؟
_
‎« بيـت حـاكم ، الظهر »
‎نـزل من سيارته وهو كاره لنفسه ، كاره لوجوده بهالمكان كلّه ولولا إضطراره هو ما بيقربّ من بيتهم لو ثانية وحدة لأن ما يرهقه شيء كثر إرهاقه بإنه وقت يرجع يلمح نظرات الترقّب والخوف والهم بعين أمه يلي مهما حاولت ترسم طيف إبتسامة هي يوضح حزنها من عيونها ، يوضح همّها يلي ما تقدر تخبيه هي حتى وقت يدخل لغرفته من خوفها ومن قلقها تبقى على الباب تتأمّله ويعرف إن قلبها ينعصر بوسط ضلوعها ، يعرف إنها تقاوم دموعها ويشوف كيف عيونها تغيّم بكل حركة منه حتى لو كان عادي هي بمجرد ما تشوفه يرقّ قلبها ، هو زار البيت ثلاث مرّات فقط بهالإسبوع وما لمح ورد إخته من إسبوع هي بديت تطبّق ووقت يرجع البيت يكون بالنهار وهي مو موجودة ولا يكون بالبيت إلا أمه أصلاً ، أمه يلي كلّ مرة توقف تترقبه وتتأمله وما تنساب دموعها إلا وقت بيمشي ويقبّل جبينها ، يسأل لو توصيّه شيء وتطلبه شيء وتنهار هي كيف حتى وقت ضغوطه يدور هي وش تبي وهي كل مطاليبها سلامته ، وكلّ دعواتها الله ينصره وتفك هالأيام يلي غيّرت ملامحه عنه ، الأيام يلي طفت أنوار بيتهم كلّه حتى نهيان المرح لأوّل مرة تشوف الهم ياكله وكل أنظاره لجواله ينتظر أخوه يرسل له لو يحتاج شيء وورد تجي لغرفتها مباشرة تعرف إن مالها نصيب تلقى أحد منهم : بترجع ؟
‎رفع أنظاره من سؤال أمه يلي فعلاً جات مثل قبل توقف على باب غرفته ، ورفع أكتافه بعدم معرفة هو ما عاد له حيل حتى حروف الرد جمع الأشياء يلي يحتاجها ، وبدّل ثوبه يتوجه لها يقبّل رأسها بهدوء وتحرق قلبه بنظراتها : لا تشيلين هم ، باقي ما تغيّر شيء
‎ناظرته لثواني ، إحترقت محاجرها لكنّها ما دمعت ورفع أنظاره لورد يلي كانت تصعد الدرج تفتش بشنطتها ووقفت كل ملامحها من لمحته : ذياب !
‎رسم إبتسامة غصب عنه ، إبتسامة بكّت أمه تصد عنه وعن بنتها من نطق : ورد حاكم
‎توجهت له مباشرة تضمّه ورجفت حتى نبرتها برجاء لأن يكفي إحتراق أمها عليه ، ويكفي غياب أبوها : بتجلس ؟
‎هز راسه بالنفي بهمس صريح لها هي : لا ، خلّك مع أمي
‎أخذت ملاذ نفس من سمعت صوت جواله يدق ، تمالكت نفسها وزمام أمرها بهدوء : لا تأخرين أخوك
‎جمّعت نفسها وهي تناظره لثواني وطلع جواله من جيبه لكن سكنت ملامحها هي من لمحت يدّه وتغيرها لجزء من الثانية لكنّه إبتعد ينزل للأسفل : جاي
‎تبعته ملاذ للدرج تودّعه بعيونها ، ورجعت ورد لداخل الغرفة ولثوبه يلي تركه على السرير وتوّ لبس غيره وبردت ملامحها كلّها من الدم يلي بأطراف كمه وياقته من الخلف : أمي !
‎سكنت خطوتها من كان ذياب يفتح الباب من الداخل بيمشي ، وقدامه أبوه يلي توه يرجع البيت ولمحت سكون أمها يلي تناظرهم وتتمنى ، تتمنى نار كلّ واحد فيهم ما تعدي على الثاني وتحرقه ..
‎سكر حاكم الباب خلفه وهو يناظره ، وسكنت ملامح ورد هي تسمع همساتهم لكنّها مو معاهم نهائياً عكس أمها يلي تحاول تسمع ، تحاول توعي ولفت أنظارها لورد بذهول من لمحت الدم من رأس ذيّاب من الخلف وتوها تستوعب إنه كان يمسح على عنقه بأول دخوله وبغرفته ما نزلت يده من على عنقه : أخوك !
‎سكنت ملامحها وهي تشوف ثوب ذيّاب بيدينها ومن أشّرت لها ورد على الدم يلي بكمّه وياقته لكن ما بقى لها ولا لورد صوت من صرخة أبوها الغاضب يلي تبعها تسكيرة باب رجّفتهم كلهم إن ذياب مشى
‎نزلت ركض قبل أمها لجل توريه الثوب : شوف !
‎تغيرت ملامح حاكم يلي كان يفرك عيونه من الغضب ووقت رفع أنظاره كان الرعب بعين بنته يرعبه ، وأكثر من سكنت ملامحه كله من الدم يلي بالثوب : ثوبه دخل الحيّ وهو يحس بقلبه نقطة ويوقف نبضه من التوتر يلي يحسه وتغيّرت كل ملامحه من لمح سيارة ذياب خارجة من عند بيتهم ولو يموت بهاللحظة مستحيل يقدر يلحقه ولا هو بدبابه لجل يعرف يتصرف ويلحقه لو راح لأبعد مدى : لا لا لا تكفى لا
‎سكنت ملامحه من لف بيطلع من الحي مع المخرج الأول لكنه لمح حاكم يلي طلع يركض من البيت لسيارته وبهاللحظة فقط عرف نصّار إنها شبّت ، شبّت بشكل ما يهديه بني آدم على وجه الأرض ولا تطفيها البحور وغزير الأمطار ..
-
‎« عنـد ذيـاب »
‎ما بقت عنده ذرّة أعصاب من أبوه يلي وصل الضغط فيه لأقصاه لكنّه مو جالس يفهم إن هو مضغوط بالمثل ، هو مجبور ما يبقى بالبيت مثل ما أبوه يبي وكلّ غضبه بهاللحظة هو من صرخته فيه " استرجل ! " يلي ثّورت فيه براكين ما يتوقعها تهدأ ، يدري أبوه ما يعنيها لكنها كانت كفيلة بإنها تقهره أكثر من قهر إسبوعه كامل ، مد يده لخلف عنقه من حسّ برطوبته من جديد لكنه ما يبي يشوف الدم ، ما يبي يشوفه لأنّ لو لمحه من جديد هو بيرجع يحرق دارهم ما يكسر خشم ولدهم وينتهي ، هو كان طالع من الوزارة بعد ضغط ما يتصّوره من اللجنة يلي كانت تحقق بكل شيء يخصّه من مكالمات جواله ، وروحته لدبي ، والشخص يلي ضربه بوسط النهّار وش كان السبب وبعد تفتيش عميق كان عندهم حتى العلم بوجوده أمام بيت تركي آل نائل وقت وجود رجال بن سالم والإشتباك يلي حصل بينهم ، سيارته الأولى وش سبب الإعتداء عليها وبأيّ مكان باعها ، كلّ مكان راح له بالشهر الماضي وآخر شيء ، كلّ ورقه قد مرت عليه ووقّعها بحياته من بداية شغله للآن هو يعرف إن هالإجراءات كلها تمهيد لنزول القيد فيه لكنّهم يدورون الدليل يلي ينزّل القيد ويثبته ما يكون غير تام ، وقت طلع من الوزارة وصلته رسالة من رقم غريب ومعاها الموقع " أبوك ينتظرك هنا " وما كانت مُستغربة لأنّ أبوه دائماً حوله ناس ودائماً تجيهم رسائل من أرقام مو مسجلة عندهم لكن خلفها أبوهم ، كان إستغرابه إنه مكان قريب من بيت تركي لكنّه تبع الموقع وتوجّه له
‎ووقت وصل وإستوعب إنّه مكان خلف الصيدلية يلي يعرفها أكثر من نفسه عرف إن أبوه ماهو هنا ، عرف إن هنا شخص راعي ثار ماهو أبوه نهائياً وكان يقدر يمشي ويتجاهله لكنّه لمحه مع أخوه بين الممّرات وقرر ينزل ، ينزل يشوف وش عندهم ووش النهاية معاهم ..
-
‎« قبل ساعات بسيطـة »
‎نزل يسكر سيارته وأعصابه كانت تالفة بشكل ما يتوقعه بني آدم على وجه الأرض هو حتى الخيام صار له من وقت رجع ما يزورها : وش عندك
‎وقف بسخرية : تذكر يومك استرجلت هنا لجل البنت ؟ وتذكر يوم حلفت بالله إنك بتندم لو إنك من تكون ؟ إبتسم ذياب بسخرية وهو يجمع يديه خلف ظهره وناظر أخوه يلي بجنبه بسخرية : كمّل كمّل
‎تكّى على الجدار بسخرية : بنكمل ، طبعاً بنكمل وإلا تخيّل محاميكم المغرور يندقّ خشمه بالمحاكم ماهو قادر يتخارج ، وأبوك مسحوب على وجهه كلٍ يضرب به من جنب وإنت قيدك قريب بس ماهو مُستغرب ، منصبك من منصب أبوك ونسكت حنّا ؟ لا ياحلو الشماتة على الشكليات يلي مثلكم أحب منفوخ الريش وقت الدنيا كلّها تشوف كيف ريشه ينّتف
‎إبتسم ذياب بسخرية وهو يعدل أكتافه : لا تكثر هرج يبكيّك ، للحين خشمك ما راحت من عليه آثاري
‎إبتسم بسخرية شديدة ، بغضب متقّد داخل عينه لكن ذياب غني عن هالأمور كلّها هو ما وده يشتبك الحين ولو إنّ كل خلية بعقله تصارعه لأنه يكسر صف إبتسامته الساخرة هالمرة ، تصارعه يفرّغ ضغط الوزارة والشغل كله على ملامحه وملامح أخوه لكن له نوايا أخرى هو ما ودّه يزيد النار حطب : خلّصت هرجك ؟ توكل
‎إبتسم بسخرية لثواني : وما نسيت كلمتك لأبوي يومك تقول له توكل ، ياكثر الويل ياولد حاكم ياكثره
‎هز راسه بإيه : إيه قلتها له وأقولها لك الحين لا أبكي شيباته عليك وعلى أخوك
‎ناظره لثواني ، ورد ذياب على جواله بإستحقار تامّ لهم هو ما بيخوض نقاشات أكثر معاهم ولا بيمد يده نهائياً لكن هم كان لهم رأي آخر بمجرّد ما قفل من مكالمته هو ما يدري وش الشيء يلي ضرب براسه من الخلف لكنّ كانت ثواني بسيطة لحد ما حس برطوبة بمكان الضربة ووقتها بس ضحك بسخرية من شاف نيّتهم الشديدة على شنّ حرب بوضح النهار وحتى وقت كان بيمشي ويتجاهل صابوا ظهره ، إبتسم وقتها ينطق بجملة وحدة فقط "لا تخاف برجّعك لأبوك تشهق "
_
‎رجع لواقعه يلي ما يرتجيه ولا يدري وين توديّه خطوته ، أو يعرف بالأصح من خفّ ضجيج السيارات ونزل على رجوله يمشي مسافة بعيدة ، يمشي مسافة طويلة هو ما يهتم لنزيف راسه من الخلف ، ولا يهتم لشمس الرياض الحارقة ولا وجعه يلي يشتدّ عليه هو بداخله وجع بروحه أكبر من أي وجع آخر ، تبدّلت الأرض تحته من الرصيف للتراب من دخل لمكان وقف بالبداية أمام بابه ، يلقي السلام بهمس على أهله ويدعي لهم ودخل وجهته معروفة بين كثر القبور لقبر واحد فقط ، قبر ما طاوعته خُطاه لسنين طويلة إنه يزوره هو كلّ ما حاول وقربت خطوته يرجع من عند الباب ولا يدخل المكان لكنّه يعرف مكانه ، يعرف وين دفنوه ووين توارى وجهه السمح تحت الثرى ، بمجرد دخوله إرتخت كل أكتافه هو ما يبي يتكلم ، ولا يبي يقول شيء يبي يجلس بجنبه فقط ..
‎جلس فوق الثرى بجنب قبره ، يدعي له لوقت طويل ويتأمّله ولا طاوعته حروفه لو ثانية وحدة تقول شيء وأعطى ظهره لجهة بوابة المقابر هو يدري هو يدري ما عاد له قلب يتحمّل شيء ، ما عاد له ظهر يتحمل الجاي يلي يرهق أمه ما يرهقه هو وإبتسم لثواني من حسّ إن كل شيء بداخله يخونه هو كان وده يسطر كلمة وحدة يقولها لكن إرتخت أكتافه مباشرة يغطي ملامحه ، ملامحه يلي إحتقنت باللون الأحمر لكنه أخذ نفس من أعماقه يرفع أنظاره لقبر جدّه بهمس : كنت أعاتب الشيب يومه يغطّي ملامحك ، كنت أعاتب العكاز ليه يسندك وأنا موجود و
‎ما طاعته حروفه يكمّل جملته هو الآن وده يعاتب الثرى كيف تغطيّ وجهه السمح تواريه خلفها ووقّت عزّ عليه كلّ شيء مسح دمعة نزلت من عينه : قلت لي غايتك يا ذيّاب لو هي بأبعد أرضّ ، تبعتها ، وحاولتها لجل كلمّتك
‎وضحك لثواني تتبدّل حتى نبرته من عزّت عليه كلمته : وأكذب لو قلت لجل كلمتك بس ، لجل هالشعور يانهيّان ما قلت لي عنه ، ما قلت لي لهيبه يحرقك ياولدي
‎ورجفت نبرته بشكل ما كان له وصيف وقت نطق " ياولدي " وجات لمسامعه بصوت جده الراقد تحت الثرى وعضّ شفايفه لوقت طويل يكتم كلّ تنهيدة ، كل حرقة وكل صرخة بجوفه لكن ما كتم دموع عينه يلي نزّلت بعد ما ردد يدعي له بالرحمة ، ولا يعترض على القضاء والقدر لكنّه يشتاق له ، يشتاق له ويبي شدّته على يده هو ما عاد فيه حيل لشيءّ ما يعرفه ، ما يطيقه وأخذ نفس من أعماقه يفرك باطن كفّه يتدارك نفسه وضحك لثواني من حرّ جوفه يرفع يده لحاجبه ويرجع يكلّمه عن آخر وصاياه له وقت كان يطلبه يلحق غايته : غايتي قريبة ماهي بأبعد أرض ، قريبة لكنّي ما أوصلها ولا أبعد خطوتي عنها وهذا ماهو أنا
‎ضحك لثواني وهو يمسح على ملامحه هو إعترف ماهو طبعه يلحق شيءّ بعيد عليه وصوله ، ماهو طبعه يلحق شيءّ يتمنع عنه وعضّ شفايفه لثواني هو يمنع ضحك نفسه على نفسه حتى بهالوقت يفكّر فيها وبموضوعها : مثل يلي يقول لو هي جمرة تحرق كفوفي ، أبيها
‎تنهّد من أعماقه هو ما عاد يدري حروفه وش تقول ، ولا عاد يدري خطوته وين ولا عاد يدري بأيّ شيء من مد يده على ثرى قبر جده يتحسسّه وإهتّزت كل ضلوع صدره ما بقى به حيل لشيءّ ورفع يده لعيونه ، لوجهه يكمّل دعوته وسكن قلبه : قلت لي مرة المقابر وحشة ياذياب إن مريّت يمها إدعِ لأهلها ، وكمّل طريقك ما دريت إن الميزان يختلف بعدك يانهيّان ، ما دريت إنه يختلف
-
‎ركب سيارته بعد ما غرق ثوبه بدمّه من الخلف ، وبعد ما كوت الشمس أعصابه وبعد ما غسل وجوده بهالمكان قلبه ورفع جواله يرد : سم
‎نطق بغضب مباشر : تستهبل معي ! ما بقت أرض بالرياض ما دوّرتك فيها وينك فيه
‎حرك بهدوء : جاي عندك ، بالبيت إنت
‎هز راسه بالنفي بغضب : كنت أدورك مع الفريق وحتى هو غاب ما أدري وينه رفع يده لجبينه بهدوء : لي ثياب عندك ؟
‎تنهّد هو يدري إن صاحبه يغيّر الموضوع : ما ظنّي لكن الحين بشوف صاحبنا وديتها له أمس يغسلها ويكويها
‎كانت حروفه بتسأل عن أبوه لكنه رجع سؤاله لجوفه ، وتنهّد نصار : الفريق وقت شاف إني بالشارع بعد إتصّل علي يقول شفت وين راح ذيّاب ، ندّور نفس الأماكن لين صار حتى هو بعيد مدري وينه ، ما لقيته ؟
‎رفع يده لعنقه من الخلف بهدوء ورجعها لأمامه من تلّونت بالأحمر هو للآن يحاول يتذكر وش الشيء يلي ضرب راسه ونزّفه بهالشكل ما يدري : لا
‎تنهّد من أعماق قلبه هو وده يتهاوش معه على هالأطباع هو يدري إن به ألف شيء لكنّ ما يقول ، وما بيقول هو بدوره شيء بهاللحظة : إنتظرني بالبيت بجيب الثياب والغداء معي ، تبي شيء أجيبه معي بعد ؟
‎كان بيطلبه يجيب نفسه لنفسه لو يقدر ، وعضّ شفايفه بهدوء يبيّن له إنه ما يبي شيء ويقفل يتوجه لبيت نصّار ، بيت صاحبه يلي ما يتغيّر عليه ويلي لوحده يعيش فيه هو أهله خارج المملكة من وقت طويل بسبب شغل أبوه وغير عن أهله لنصّار ملحق متكامل بالخارج من أيام صغرهم كان خاصّ فيهم الإثنين نصف حياة ذيّاب بهالمكان ، دخل وهو يترك أغراضه بعيد بجنب فوضى نصّار ، ويرمي ثوبه المليان دم للمهملات هو ما عاد له حاجة به وتذكّر إنه مع دوخته من أمه وورد هو ترك ثوبه الأول على السرير ما رماه ، عضّ شفايفه وهو يشد على منشفته ويدخل للحمام - الله يكرمكم - يغرق تحت الماء يلي تبدّل لونه للأحمر من دمه يلي ما يهمه هو ، كان بارد ملامح وهو يشوف إنه ما يخفّ ولا يعني له شيء نهائياً ما كأنه نزيف منه ، جففّ شعره وهو يبدل ملابسه وفتح نصّار الباب ينادي : ذياب
‎ناظره لثواني ، وعلّق نصار الثياب على الدولاب لكنه إبتسم من كان ذياب لابس شورته يلي علامة على إنه بيجلس ما بيمشي : ما بتمشي !
‎ناظره لثواني وهو يأشر على الفوضى يلي بالأرض لدرجة إنه مو قادر يطلع لنفسه تيشيرت واحد ، وميّل نصار شفايفه لثواني : والله إسمع أمس كنت مستعجل ونسيت أرجعهم بالدولاب ، هذا الأسود نظيف
‎أخذه يلبسه ، وسكنت ملامح نصّار من رجع ذياب ياخذ مفتاح سيارته يسأل بذهول : وين بتروح !
‎فتح باب الملحق وهو يناظره لثواني : جاي شفيك إنت
‎ميّل نصار شفايفه بذهول وهو يشوفه يبتعد : مسبب لي نفاضة بمشاعري مدري وش خطوته ويسأل شفيك إنت ! أنا على نفسي ما خفت كذا ولا ظنيّ بخاف على زوجتي كذا وذا بكل برود يسأل شفيك إنت
‎رجع ذياب بيده بنادوله ، وضماد لجرح راسه من الخلف ولف نصّار له بيهاوشه مباشرة لكن ذياب رمى الضماد لصدره يقطع حروفه ونظرته : اخلص علي
‎كشّر بوجهه وهو ياخذه ويدري بالإشتباك يلي حصّل لأنه هو لحق ذياب على آخر لحظة قبل يطيح الولد قتيل بين يديه وكان منتبه على جرح عنقه لكنّه توقعه ضمده من وقت لأنه غاب من قدامه بلمحة عين ، عدل الضماد على راسه وهو يضرب كتفه من لمح إنه ماهو معاه أبداً : قم ، كلها بتهون ياصاحبي كلها بتهون
‎ولو إن نصّار قال إنها بتهون إلا إنه يشك بهالشيء لو على المعطيات كل شيء يبين العكس وإنها بتشتد لكن هو ثقته ماهي بالمعطيات ، هو ثقته بربه يلي يقول كُن وتكون كل الأشياء ، هو ثقته بالجبّار العزيز يلي أكبر من كل معطيات دنياهم وأكبر من كل عقبة تواجههم وأكبر من كل كسورهم ، أكبر من كسر صاحبه يلي قدامه أخذت الدنيا بإسبوع فقط منّه سنين ، حطّمت حيله ، غيّرت ملامحه لملامح تمتلي تعب وإرهاق وأكثر من تمدد على الكنبة يتأمل جواله لوقت طويل وكلّ دعوات نصار إنه ينام ما يقول بمشي وبالفعل كانت دقائق بسيطة لحد ما غفى بمحله وعضّ شفايفه بغضب من ما مّرت ساعة ونصف إلا ورن جواله ومد يده له مباشرة يصمّته لكن ما منع شتيمته نهائياً ، فتح ذياب عيونه يلي تحرقه من الإرهاق : من
‎عضّ شفايفه بخفيف بوهقة : جوالي مو جوالك ، نام
‎ما فتح عيونه أكثر من التعب والإرهاق ، وإرتاح نصّار جزئياً هو ساعة ونصف كان يحسبها وعلى أعصابه لكنه مبسوط فيها وإنه نام بشكل متواصل لكنه ما بقى شتيمة ما شتمها المُتصلّ بهالوقت ، كان يتوقعه رجع يغفى لكنه جلس ولو إن ما به نقطة حيل : هات
‎عضّ شفايفه لثواني هو كان فيه نقطة أمل إن ذياب يصدق بكونه جواله هو :ياخي صدقني وإبلعها مو جوالك
‎مد يده ، وترك نصّار الجوال بيده ورجع ذياب يرميه من شاف إنه مو رقمها وسكنت ملامح نصّار من لمحه كيف رمى الجوال ورجع يتمدد كأنه ينتظر شيء وما حصل له وتنهّد نصار فقط يرمي نفسه على الكنبة الأخرى بعد ما صمّت كل الجوالات ، وقفل آخر نور بجنبه ولو إن ما كان وده ينام لكن بينام ..
_
‎« بيـت تركـي »
‎ما تدري ليه صحيت بهالوقت لكنّها من وقت كلمها أبوها وهي مو قصيد ، هي مو نفسها ما بقى بقلبها وفيها ومنها إلا فيضانات الشعور يلي ما توقف ، ما بقى أحد ما سأل وش أسباب إختلافها وبجلستهم وقت وصل أبوها عذبي من الكويت كانت جالسة بجنبه ، يحاوط أكتافها وتسمع ضحكاتهم وضجّتهم لكن لو يسألونها وش يسولفون عنه ما تعرف شيء هي كانت تبتسم فقط ، حتى تركي أخوها تبعها لغرفتها يسأل وش فيها وقالت إنها تبي النوم فقط وأعلنت جزء من الخصام عليهم بحجة إن نومهم عكسها وصارت أيام معدودة وبيرجعون فيها هم للكويت لأشغالهم ، ناظرت ومستحيل إن أحد منهم صاحي وتنهّدت تتوجه للحمام - الله يكرمكم - تتحممّ وتغرق بأفكارها عن حوارها مع أبوها وقت إبتسم " أقول لك عن الذيب ؟ " وجاء حواره على مقاس تساؤلاتها طول الإسبوع ، جاء جواب لكلّ حيرة بقلبها وكل سؤال كان منها لنفسها عنه وقت كانت تتأمّل رقمه طول إسبوعها وإلتفاتها كان لصورة عرضه يلي كانت لنهيّان وحده هي تعرفه ، تذكر من طفولتها أشياء قليلة عنه لكنها مهما حاولت تسأل نفسها " كيف علاقتهم " ما تلاقي جواب وافي أو مخيّلة تقدر تتخيل علاقتهم فيها ، جلست بمكانها وهي تجفف شعرها وتنهّدت هي مر إسبوعها بأكمله تجلس عند الشباك وتتأمّل رقمه ، يمتلي داخلها تساؤلات لو سمّته وش بتسميه ، ولو كان يُوصف بلون هو وش اللّون يلي يوصفه وكان منها شديد السكون وقت تذكّرت فروته ، وحصانه ، والريح يلي هبّت عليها بدون مقدمات تحرك شعرها كأنها بلحظتها تنبهها للونه البُني وسكن فيها داخلها هو يوصف بهاللّون ؟ وقتها غرقت فيه واللّون الغير إعتيادي يلي طرى ببالها يناسبه وتنهّدت من أعماقها وقتها ما تدري وش الإجابات يلي تبي توصل لها ولا تدري وين بتاخذها أفكارها وجاء حوار أبوها لها على مقاس قلبها وقت كان يسولف لها عنّه ، عن أطباعه ، وحياته لكن الحين هي بشيء آخر ، ودها تخرج خارج البيت ولا تدري وش هالرغبة يلي نزلت عليها وميّلت شفايفها بالفعل ترسل للسواق لو كان موجود ووصلتها صوتية منّه تشرح لها إنه موجود لكن ما بيطلعها لأن أبوها ما يسمح ، ميّلت شفايفها وهي تاخذ عبايتها بدون ما ترسل له شيء آخر : حتى إنت بترّدني يعني ؟
‎طلعت من غرفتها وهي تشوف غرفة أبوها وأمها مسكرة ، والبيت كلهم نايمين مافي أي شخص ولو إنها ما تتجرأ تطلع بدون ما تعطيهم خبر إلا إنها هالمرة ودها تطلع أكثر من أي شيء ، دخلت لمكتب أبوها ورجعت خطوتها برعب من كان نايم عالكنبة وبمجرد ما تحرك إعتذرت بهمس مباشر ولا تدري ليه كتمت حتى نفسها لجل ما يصحى ، سحبت ورقة تكتب له " بطلع مع السواق لو صحيت لا تفقدني " وتعمّدت تتركها بين أوراقه ما ترسل له على جواله لأنه ينتبه للأوراق حوله أكثر من الجوال ..
‎طلعت تسكر الباب ، وطلع السواق من غرفته يهز راسه بالنفي برفض قطعي : المفتاح مو معي
‎رفعت المفتاح يلي بيدها ، ورفض لكنها نطقت بعدم إهتمام : بطلع لحالي طيب
‎ما صدقها لكن من تقدّمت هو ركض يهاوشها ويبيّن إنه بيقول لأبوها وركبت بالخلف رغم إنه يهاوش لكنها ما تهتم لهواشه لأن مصيره يسكت ، إبتسمت من كان توقعها صحيح من إبتسم يبدّل هواشه لسالفة ما كانت من إهتمامها بالبداية لكن من نطق " عضلات " وأشّر على ذراعه بحركة هي تفهمها : شفته هز راسه بإيه يوصف لها إنه دائماً معصّب لكنه ميل شفايفه يرجع يهاوشها من جديد بدون لا يوصف لها شيء عنه من باب إنها " ما تسمع كلامه " ، وعدلت جلستها هي ترتجي الحرف الواحد عنّه : قول لي
‎كان منه الرفض ، وعضّت شفايفها بحنق : بقول لبابا عنك
‎لف أنظاره للشارع بذهول مُعاتب كيف تقول لأبوها عنه وهو من كانت صغيرة ما يقول لها لا لكنّه هالمرة هو أعلن عليها الخصام يلي ما تقبله بإنه هو يلي لازم يقول لتركي إنها ما تسمع الكلام نهائياً وإنها - دلوعة - لو صحّ وصفه ، تكتّفت للخلف هي ما تقدر تجبره عالكلام لكنها بنفس الوقت زعلت ، زعلت وكثير مو شوي حتى وقت صار يسأل وين وجهتها هي إختارت الصمت ما ترد نهائياً بشكل هو يفهمه وكانت دقائق بسيطة لحد ما وصف لها المشهد يلي سمعته بإنصات أكثر من كل شيء آخر ولو كان وصفه هزلي يشبهه لها بالأبطال لأنه مبسوط عليه لكنّه وقف قلبها هي تصّورت الموقف كله بشكل صار ما يوسعها بالتفكير ، عضّت شفايفها لثواني وهي تأشّر له على مكان بالشارع القريب : وقف هنا خلاص
‎هز راسه بالنفي ، وعضّت شفايفها بنفاذ صبر جزئي هو يعاندها لكنها ما تطيق هالشيءّ : لا تقول لي لا !
‎وقّف وصحيح إن المكان يُعتبر عادي للوقوف لكنها مو أماكنهم المعتادة ، مو الأماكن يلي قدّ وقفوا عندها رغم إنّها تعتبر قريبة من بيتهم ومثل الممشى يُمره الكل يجلس على مقاعده أو يسوي أي شيء فيه ، نزل من السيارة من لمحها إبتعدت عنه مسافة وهو يتذمّر منها وكلّ همه تركي وش بيقول له ، توجهت بعيد عنه لكن باقي بمدى نظره مو لجله هو ولا لجل أي شيء آخر إنما لجل إرتياب أبوها لو إتصّل على السواق وقال له إنه ما يشوفها وش بيحصل بقلبه، أخذت نفس من أعماق قلبها هي من وقت سكرت باب المكتب بعد خروجها الأوّل ، بعد حديث أبوها عنه ما عادت تلاقي نفسها ولا خطوتها رغم إنها بعده جلست معاهم ، سمعت ضحكاتهم وسواليفهم ، اختلت بنفسها فترة ، نامت ورجعت تصحى وكل هالأفعال وما خفّ لهيب الشعور فيها هي ضيّعت قلبها بمكتب أبوها مرتين مرة بسببه هو ووجوده يلي ما تجاوزته ولا خفّ شعوره ، ومرّه بسبب حكي أبوها وأشعاره وشاعريّته العذبة يلي ما كانت تتكلم إلاّ عن ذيبها مثل ما يوصفه بكل جملة يقولها لها ويلي تعرفه إنّ كلمة أبوها الدائمة " بالهون " ، لكن كل شيء تعيشه هي وتعايشه مو هيّن ..
-
‎« مكتب تركـي ، قبـل وقت »
‎ما كان منها الرد لكنها مسحت دموعها تبيّن إنها تبيه فعلاً يسولف لها عنه ، إبتسم بخفيف وهو يشد على كتفها ووقف يدور بدفاتر مكتبه وأوراقه وعدلت جلستها هي تشد على الكنبة : تدور شيء ؟
‎إبتسم وهو يهز راسه بالنفي ومسك دفاتره لو بكلّمك عنه ، لا تحاوريني ولا تسأليني إلا بالعربي يلي يليق فيه
‎ناظرته لثواني بإستغراب ليش ، وجلس بجنبها يبتسم ويمد لها إحدى الصور يلي بيده لكن خلفها كان كلام بخطّه هو وسكنت ملامحها : بشوف الصورة أول
‎هز راسه بالنفي يمنعها من لفّها ، ينتظرها تقرأ وبالفعل رجعت شعرها للخلف هي تفهم حركات أبوها وإبتسمت بخفيف" أصلي أنا بيتي شَعر ، والبرّ هو ديرة هلي " ولفت أنظارها لأبوها يلي كمّل باقيها عنها يسرق قلبها مرّتين ، مرة بإنه هو بنفسه يقولها وتعشقه وقت يقول بهالطريقة ، ومرة لإنها عرفت إنّ المقصود ذيّاب مو غيره : فرشي ثرى ، وسقفي سماء وترابها غاليّ عليّ ياقصيد وهذا لسان الذيب من أول سنينه للآن ، البّر ديرته هو قبل هله
‎ناظرته لثواني ، وإبتسمت بخفيف من تحوّل ملامحه بين عذوبة الأشعار لجديّة ما ترعبها هي لكنها تحبّها ، تغرّقها بأبوها يلي أخذ الصورة من بين يديها يقلبها وسكنت ملامحها من لمحت الخيام بشكلها الأوّل ، مجلس يمتلي رجال ، ثياب ، وفروات كثيرة ما تلمح ملامح أحد منهم لكنّ وصلتها رهبته : هنا حياته ، هنا طفولته وهنا كان وهالشيء ما يصير إلا عند الذيب نفسه من بهالوقت ووقت صغره يختار البرّ على باقي الدنيا ؟ من يختار الإبل على اللّعب ومن يختار مجالس الرجال الشديدة على دنيا الضّحك والسهالة ؟
‎ورغم إنه يرجفّ قلبها بكل كلمة وما تتوقع تخفى عليه إلا إنها إبتسمت لثواني لكن إلتفاتها كان لسطور أخرى هزت كل ضلوع قلبها ، سطور بورقة وسط دفتر أبوها ما جات بوقع خفيف ، سطور رغم قلّها ، رجّفتها ..
‎" رِمشه غدا .. جُند وحراسه
‎يبيد من ودَّه يبيده
‎رمشه أنا .. أخاف من باسه "
‎ومدّت يدها لها لثواني تمثّل عدم الفهم ، تمثّل إنها ما عرفت إنها رموش ذياب لكنها تبي الموقف نفسه وإبتسم تركي يلي كتم تنهيّدة بصدره لكن رقّت نظرته ، رقّت عينه ترتخي أكتافه : تعرفين هذا خطّ من ؟
‎هزت راسها بالنفي لكن شدّ نبضها كله من أكتاف أبوها وحاله يلي تبدّل ترتخي نبرته : خط جدّه نهيان ، قال ياتركي وش تقول عن صاحب الرّمش وكان واقف الذيب على باب بيت الشعر وكنت أدري يقصده لأنه بوقوفه بس هو ردّ جموع الرجال ما يدخلون المجلس وجده ماهو مستعّد ، وقتها كان يضحك نهيّان ، يبتسم ، كانت عينه تسطّر أشعار أكبر من سطوري أنا وكلّ ما يطري على بالي لكنه كان يبي القول مني ، قلت " رمشه غدا جند وحراسة ، يبيد من ودّه يبيده " وتنهّد يضحك قال وش آخرها ، قلت ما يمثّلك آخرها يقول " رمشه أنا ، أخاف من بأسه " ، وقتها خاصمه عمّك حاكم يقول له إي ما تهاب شيءّ يانهيان ولا حتى رمشه وعينه وشّدت نبرة نهيّان قال أهابه ، أهاب الذيب ورمشه وشعوري لي مالكم به وكتبها كلّها الله يرحمه ..
‎إبتسمت تبعد أنظارها عن أبوها ، تملّكها الخجل وضحك يتذكّر تركي : يومها ما عجبت الفريق أشعاري وما عجبه يقول حكيكم زين لكن به أشدّ منه ياتركي قلّ الرمش سيف ، وراعي الرّمش سياف
‎رقّ قلبها كله من ضحك أبوها ضحكة ما كانت سرور ، ضحكة كانت تعبّر عن قو الذكرى ووقعها على نفسه وصدره هو إرتخت أكتافه وغيّر حركته بأكملها يترك دفاتره يحاوط أكتافها هي ، يحاوطها هي قبل يطغى عليه شعوره يلي لمسته من عينه هي وقت وصف الموقف يلي ما كانت حاضرته حسّت بإنها وسط المجلس معاهم ، سمعت صدى ضحكاتهم ، ووصلتها حركة يدّ نهيّان وقت كتب هالسطور الراجفة وما تتصّور إلا الندبة يلي بقلب أبوها من بعد شمس نهيّان يلي تعرف إنه يحبّه أكثر من نفسه ، إبتسم يشدّ على معصمها لثواني وقّف فيها نبضها صحيح يغطي كمّها جروح الصقر ولمسة ذيّاب لكنها تتوتر ، وتخجل تّوردت كل ملامحها خجل ومد تركي يده يرجع شعرها للخلف : الذيّب راعي بأس ، راعي شدّة يعرفونها أهلنا ويسألون ياتركي كيف عطيت بنتك راعية الدلال يلي نعرفها له
‎سكنت ملامحها وقت عرفت إن هالإختلاف ما يغيب عن أبوها وحتى عن أقاربهم ، شد على أكتافها بخفيف يقبّلها وما جاوب عن إختلافها وإختلافه شيء هو أنهى حديثه بقبلته ، وإبتسامة وآخر جمل نطقها " يستاهلك الذيب ، وتستاهلينه وإنّ ما وضحت لك الصورة الحين لكن وقت تعرفين قلبه بتفهميني " ..
-
‎رجعت لواقعها من الهبوب يلي يحرّك قلبها من محّله ما رحمها عقلها ولا شعورها لو ثانية بمجرّد ما حاولت تهرب من حكي أبوها وطاري المكتب ، رجع لها حكي السواق يلي يوصفه لها بإنه كان غاضب ، بإنهم كانوا إثنين قريب من الصيدلية نفس المكان الأوّل وشخص منهم هو نفس الشخص يلي دقّ خشمه المرة الأولى ، كان يوصف لها إنه بطل وكلّ توترها إنه مبسوط على عضلاته بهالشكل شدت على جوالها بيدها تدخل لمحادثته الفارغة لدقائق وعضّت شفايفها تلبس قناع الشجاعة هالمرة تتصّل عليه رغم إنها ترجف من قوّ نبضها ، ترجف من حروفها يلي رجعت لوسط جوفها بمجرد ما رد ينطق بشكل بيّن لها إستعجاله وإنه ما إنتبه لرقمها أصلاً : سم
‎سّم " ونبرة مو هي المقصودة فيها مو نبرة كلامه معاها ، فتح باب سيارته هو كان خارج من الوزارة ورد بدون ينتبه من الملفات يلي بيده ويتوقع إن محد بيتصّل عليه إلا شخص له شغل معاه ، رجفت يدها يلي حرقت باطن كفّها بالضغط عليه وعضّت شفايفها هي تحترق من الخجل ومع ذلك جمّعت شجاعتها : سميّ
‎سكنت ملامحه من عدلت له نطقه تبيّن له إنها هي مو غيرها تبيّن له إنها هي مو غيرها ، تبيّن له إنه رد بسمّ ونبرة مو لها هي وما كان منه رد لثواني طويلة هو ما يستوعب ، دخل سيّارته يسكر الباب خلفه وعضّت أصابع الندم ترجف فيها حتى نبرتها : مشغول ؟
‎عضّ شفايفه هو ما توقع لو أبسط التوقع تجيه بهالوقت ، أو بأيّ وقت لو كان على توقعاته منها وما توّقع تجيه بعد ما جّفت عروقه من الأسئلة والتحقيق والحين تسأله لو مشغول لجل تغيب عنه ، ما تدري إنها لو إتّصلت بينهم كلهم هو بيتركّ الجمع كله يرتجي نبرتها وتدارك أمره وزمامه من حسّ إنه صار يضيّع : وينك
‎سكنت ملامحها لثواني ليه كان منه هالسؤال وكان الغضب من عقلها لعقلها يلي فسّر كلمة وحيده منه " وينك " لألف تفسير بالثانية هو يقصد وينها بالأيام الماضية عنّه ، أو وينها بالمسافة ، أو وين مكانها بهاللحظة وعضّت شفايفها من سمعت صوت سيارته لكنه رجع يسألها بهدوء : أسمع صوت السيارات ، وينك
‎عضّت شفايفها هي ذاب قلبها وسط ضلوعها ما تدري ليه : قريب البيت
‎كانت تتوقع يسأل مع مين ، أو ليه هالوقت قبل كل سؤال لكن كان سؤاله الأوّل مغاير تماماً : فيك شيء ؟
‎عضّت شفايفها هي ودها تصرخ من النبض يلي تحسّه ، ومن وقفت ما عاد تقدر عالجلوس : لا ، ذياب
‎حرك من أمام الوزارة وهو يعرف بتوترها ، يعرف بكل شيء هي تحسّه ورجع ما يختار لبيّه ولا سمي هو عنده أولويات الحين ورفع يده لحاجبه : من معك
‎كان جوابها يلي سكّن داخله كله إنها لوحدها وعضّ شفايفه الساعة متأخّرة على خروجها بهالوقت لحالها لكنه ما قال كلمة ، ما نطق بكلمة من عضّت هي شفايفها لأوّل مرة ترجّف داخله بسؤالها : متى بتنتهي
‎سكر جواله الآخر بهدوء : وش ينتهي
‎عضّت شفايفها هي تعرف يفهم مقصدها ، يفهم كل كلمة تقولها لكنه يبي منها الكلام الأكثر : أموركم
‎رجع جسده للخلف بهدوء : متى تبينها تنتهي
‎ما كان منها كلام من مرّت مجموعة من جنبها ، ومن جاء السواق جنبها لكنها هزت راسها بالنفي تطمّنه إنها بخير ما يحتاج يجي يمّها وما تدري إنها بكلمتين تغيّرت فيها لغتها تنطقها للسوّاق هي حرقت جوفه كله من تذكّر كلامها له بطفولته وقت كان يتجاهلها ينتظرها تعدّله وتحاوره بالعربي يلي يحبّه حتى لو كانت أغلب مخارج حروفها بالعربي خاطئة ولهجتها غير واضحة ، رجع لواقعه من كان منها تساؤل وحيد : بالسيارة ؟
‎ما كان منه الرفض هو كان منّه إثبات مُغاير : أجيك ؟
‎رجفت يدها لثواني هو يوتّرها ، يوتّرها أكثر من اللازم هي كانت لها نية تسأل عن يلي حصل قدام الصيدلية ، وتسأل عن أمورهم الغريبة والأهم تتطّمن على حاله لكن تشّكلت عقدة حروف بلسانها ما تقول شيء وعضّت شفايفها من الشعور الفضيع يلي بداخلها هي ما تقوى تقول الحرف لكن هي إتّصلت عليه لازم تقول شيء ..
‎سكر الباب خلفه يتكي على سيارته : قولي
‎عضّت شفايفها هي تسمع صوت الباب عنده : بتروح مكان
‎التهب فيه كل جوفه بهاللحظة يسمع صوتها ، ويشوفها لكن ما يقدر على الخطوة : الحين ؟ لا
‎عضّت شفايفها لثواني هي تحترق من الخجل ومنّه لكنها بتحاوره لو بكلمة : وبعدين
‎هز راسه بإيه وهو يشد على يده : بعدين إيه
‎ما تدري كيف نطقت "وين " رغم إنها كانت بتختار الصمت ، ورجع جسده للخلف : الخيام
‎كانت ما بتقول كلمة أكثر لكن سكن قلبها هي سؤال جوفها من وقت طويل عن شيءّ واحد فقط : الصقر !
‎عضّ شفايفه بدون رد ، وسكنت نبرتها كلها من الرعب يلي حسّته من سكوته : ما سويت فيه شيء صح ؟
‎ما كان منه رد وعضّت شفايفها هي زعل داخلها ، زعل أكثر من كل شيء تختار السكوت وكانت دقائق ما تدري هي برودة الجوّ أثّرت عليها وإنها تعرّضت للجو البارد بعد إستحمامها مباشرة ، أو إنّ تخالط اللهيب والبرد عليها له نيّة يتعبها وسكنت ملامحه من أبعدت الجوال عنها تكحّ وهنا إنتبه ذيّاب إن شروده منع حروفه من الرد : بنـت
‎أخذت نفس تتنحنح ، تسترجع توازنها وعضّ شفايفه هو يدري الجوّ بارد ويحسّ فيه وأقصى طموحاته إنّه يلبسها فروته دامها رفضت ذراعه وحضنه ما قالت تمّ : إرجعي البيت
‎كان منها التمنّع يلي حرق قلبه ، حرق صبره كلّه هو على بعد شارع منها لكنّ هو حلف ، حلف وتمنّع هي مالها بالرّدي ولا هو ردي ، هو خُطاه ردّها حتى عن بيتهم دامها مو حلاله والأكيد إنّه بيرد خطاه عنها هي ولو كانت على بعد شارع منّه ، لو كانت قدام عينه ما بينه وبينها إلا قطع الشارع لكنّه عض شفايفه هي كل سؤال نطقته كان وده يجاوبه بطريقته هو ، يقول الخيام وإنتِ معي ، والصقر تشوفينه معي وحتى وقت كّحت والحين تبدلت نبرتها تعلن الخفوت من البرد هو وده ياخذها بحضنه ما يحاوطها بفروته بس لكنه يقاسي الأمّرين سوا يشوفها ، يسمع تساؤلاتها وتهلك قلبه كلّه بقيد وحيد منّها هي باقي ما قالت تم لجل حتى الزعل يلي وصل لداخلها إنه ما جاوب يلغيه وعضّت شفايفها بهمس : تبي شيء ؟
‎سكن قلبه من عرف إنها بتلفّ للسيارة وبترجع البيت بتختفي عن شوفه ، ورجفت هي ما تعرف وش تقول أكثر لكنها بتختار الهروب هي باقي ما تعوّدت عليه ولا تعرف كيف بيتعامل مع كلّ أطباع داخلها لهالسبب هي تهرب كل ما تمنّع عن سؤال ، أو كل ما رفض لها طلب وما جاوب ، طال صمته من كانت تمشي للسيارة والواضح إنه سرق نظرتها كلّها ولا يدري كيف طلعت حروفه تجاوب سؤالها بجواب لأوّل مرة يتفق مع داخله هو يبيها داخله وتبيها حتى حروفه : إنتِ رفعت أنظارها للشارع بعد سكون طويل كان بكيانها " إنتِ " يلي هي ربطتها مع " تبي شيء " وتعرف إنها قصده ، إيه يبيها هي لكن لأوّل مرة يصير ما ودها تفهم وتتلبّس عدم الفهم لكنها فهمت ، فهمت بشكل هدّ حيلها يحرقها من الخجل هي ترتجي الهيّن من كلّ شيء وما عاد للهيّن وصف أو معنى من كان هو قدامها بينها وبينه شارع وحيد ما تمرّه السيارات إلا قليل ، ما مشت خطوة وحدة مستحيل تصدّق إنه طول الوقت كان خلفها ومستحيل تصدق شكله الآن ، هدوئه يلي لمسته من وقوفه واللهّيب يلي حسته بدون مقدمات وما تدري كيف إنسابت حروف ذهولها والخجل : إنت هنا
‎هز راسه بإيه بهدوء من وقفت خطوتها هي إنتبهت له ، إنتبهت ووقّفت قلبه من كلمتها يأكّدها : هنا
‎ما نزل عينه عنها لو ثانية وحدة ، وعضّ شفايفه فقط يهلك قلبها كله من تبدّل هدوئه للهيب لمسته من عدل إرتكائه الأوّل لوقفة صحيحة وقّف فيها نفسها من الرهبة هي ما تدري وش خطوته الجاية بيقطع ويجي يمّها ، أو له نيّة أخرى : ذياب
‎نطقت إسمه تحت ألف معنى ، وألف خجل وألف رهبة وفتح باب سيارته بهدوء : بيني وبينك شارع ، صح
‎رجّف قلبها كله هي ما عادت تقول كلمة وحدة وما تستشعر إلا قوة كلامه بهاللحظة سؤاله وجوابه لنفسه يلي ما تعرف وش تاليه صحيح بينهم شارع وحيد فقط ، قوة نظرته لها وجمر نبرته يلي توّه خطوتها من كمّل : شارع أقدر أقطعه ، آخذك منّه ما يردني عنك شيء لكن يلي بيني وبينك كلمة ، ووجه أبوك والرّدى ، ماهو شارع
_
‎« العصـر ، بيـت حاكـم »
‎تعالت ضحكات شدن المعجبة من نهيّان يلي يلعب قدام البيت مع بعض جيرانهم وتوجّهت له ركض متجاهلة أمها والبقيّة يلي تو ينزلون من السيارة : بلعب معاكم
‎هز راسه بالنفي وهو يتوجه لناحيتها : لابسة فستان إنتِ
‎ناظرته بمعنى وإذا كان فستان كيف يحرّم لعبها ، وإبتسم بخفيف من تعجّبها : غصب طيب ودّك تلعبين يعني ؟
‎هزت راسها بإيه برجاء ، وإنحنى يعطيها ظهره : تعالي
‎ما فهمت لوهلة وسرعان ما إبتسمت : بجي على راسك ؟
‎ضحك وهو يهز راسه بإيه ، وصعدت على أكتافه تعدل فستانها : نهيّان أحلى واحد بالدنيا كلها تعرف
‎وقف وهو يمسكها بيده بهمس : يجي ذيّاب وتجحديني
‎ما خفّت ضحكاتها من كان نهيّان يلعب لكنها فوق أكتافه وهالشيء يكفيها بإنها تضحك بكلّ هالصوت ، ضحك نهيّان من رفعت يديها للأعلى تحتفل وتصرخ بإن نهيّان "أقوى واحد " ، ضحك يودعهم ويمشي بإتجاه بيتهم : كم هدف جبتي عليهم ؟
‎إبتسمت تأشّر له بأصابعها إنها ٥ ، وإبتسم بإعجاب وهو يفتح باب البيت : أوف وش هالقوة ! بدون لا تلمسين الأرض خمس أهداف !
‎هزت راسها بإيه وضحكت من لمحت ديم تركض للداخل ديم تركض هناك ! شكلها يضّحك
‎إبتسم وهو يرفع يده لها بينزلها وما ألقى إهتمام أو بال ليش ديم هناك ، أو تركض مثل ما تقول شَدن : إنزلي
‎هزت راسها بالنفي وهي تمسك راسه : ما بنزل !
‎ميّل شفايفه لثواني لأنها تعانده حتى وقت يحاول ينزلها تتمسك وتضحك وهمس : أوديك لحاكم الحين
‎قبل يكمل حتى جملته طلع أبوه من الداخل يناظره ، وسكنت ملامح نهيّان من لمح مفتاح سيارة ذياب معه : بتروح مكان أعطيك سيارتي ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يتوجه لسيارة ذياب وما يدري ليه خاف نهيّان بدون مقدمات حتى وهم ما عندهم شيء يخبّونه ، نزّل شدن من على أكتافه وهو يتبع أبوه يلي رفع حواجبه : وش عندك ؟
‎هز راسه بالنفي بفضول : تصدق ما شفت سيارة ذياب وداخليتها ؟ ما ركبها أحد بعد أتوقع بس حضرتك
‎ناظره بهدوء وهو يفتشّ بالأوراق : أدلّك الباب وينه ؟
‎ما ناقش أبوه أكثر يرفع يده لصدره : وصلت الله يسلمك
‎أعطاه ظهره يدخل للداخل ، وتنحنح من أصوات البنات وصراخهم : درب يابنـت
‎جات ورد المبتسمة لناحيته وقبل تنطق بكلمة سكنت ملامحه هو : ليش حلوة
‎ناظرته لثواني : وش يعني ما كنت حلوة هالإسبوع ؟
‎هز راسه بالنفي بصراحة : شفتي نفسك هالإسبوع ؟
‎إبتسمت لثواني وهي فعلاً أُرهقت لأنه أول إسبوع لها بالتطبيق والتعب ما توقعته يكون مُضاعف لدرجة إنها حتى شكلها أهملته ، إبتسم بإعجاب وهو يفتح ذراعه بمعنى ضميّني لكنها رجعت خطوة للخلف مباشرة : لا طبعاً !
‎تنهّد وهو يناظرها بشبه زعل ، وجات ملاذ : نهيّان
‎إبتسم وهو يفتح ذراعه لأمه : أمي بنتك قليلة أدب ما تضمّني ليش إني كنت ألعب كورة ، يرضيك ؟
‎هزت راسها بالنفي بشهقة : ورد ! وش هالتصرف ؟
‎ميّلت شفايفها وهي تتكي : ضميه إنتِ طيب
‎ميّلت ملاذ شفايفها وهي ترفع يدها لجبينها ونطقت بعد ثواني طويلة : أكيد بضمه بس تقولين لي أبوك وينه ؟
‎تعالت ضحكاتهم من زعل نهيّان يلي كان بيمشي ويتخطّاهم ، ومسكته ملاذ تضم ذراعه : ولد حاكم
‎ما كمّلت نطقها من صوت حاكم يلي يناديه ، ومن تنحنح يرجع لأبوه لأن نبرته ما كانت تحتمل تأجيل ..
‎أخذت ورد ذراع أمها يدخلون للداخل ، لعند البنات وباقي آل سليمان يلي توّهم يوصلون بإقرار إن صار وقت طويل على جمعاتهم وإسبوع واحد مرّ على حاكم وبيته بالضيّاع شتتهم كلهم ولا يرضيهم هالوضع ، شدت علياء على خاتمها بتساؤل : ذياب وينه
‎جلست ورد بجنب جدتها : نايم ، ما جاء بدري توه غفى
‎إبتسمت بهمس وهي تناظر ورد : ما قال عن بنت الشاعر شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي ، وناظرتها توق لثواني : وش يقول ؟
‎تنهّدت علياء بغضب صريح منه وهي تنادي ملاذ : ملاذ
‎تركت القهوة من يدها وهي تتوجه لها وعضّت علياء شفايفها بهمس : ولدك ما قال بيشوفها ؟ يبيها ؟ ماهو مستعجل وش دمّه هالولد ؟
‎رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : عمتي عليه يلي يكفّيه ماهو فاضي الحين ماله دخل وش دمّه والعجلة
‎هزت راسها بالنفي برفض صريح : شلون عليه يلي يكفيّه وش هاللعب والأعذار الواهية ؟ حاكم وش كان عليه يوم قال يا عقد وعقد ؟ الولد عنده خوافي لا تقولين لي غيرها
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة لكنها إبتسمت بتنهيدة : ما يسميّه الخافي البيّن عبث
‎ناظرت ورد جدتها لثواني : ليش مستعجلة إنتِ ؟
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وتبّدل حديثها للصراحة : ما عاد يدخل العقل ، هبّت ريحه فجأة قال خطبة وخطب والحين كم صار له بدون صوت وبدون خطوة حتى شوف للبنت ما شاف ؟ الفكر يتغيّر أول قلنا يبيها الحين نقول وش غايته هو ما عاد يدخل عقولنا ماقدّ سويناها
‎ما نطقت ورد بكلمة لأن أول مرة تنطق جدتها بهالشكل والواضح إنها كانت تفكّر لكن ما حسبت حساب إن صوتها مسموع وإن حروف تفكيرها صارت مسموعة ، ناظرت توق لثواني وقامت وسن يلي لمحت همس علياء لهم وتعابيرها الغاضبة الغريبة ، أشّرت ورد لأمها تجي عند جدتها وهي توقف مع البنات لزاوية أخرى : شفيكم
‎رفعت توق أكتافها بعدم معرفة : معصبه عليه هي ؟
‎هزت ورد راسها بإيه : حيل ! حيل أول مرة تقول كذا
‎هزت توق راسها بإيه وهي علقت ببالها جملة وحدة : قالت أول قلنا يبيها ، الحين نقول وش غايته ، ما فهمت
‎رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة ، وسكنت ملامح درة يلي مرّت من عند علياء وملاذ لكنها سمعت شيء رجّفها كلها بذهول : هو ذيّاب ألغى الخطبة !
‎ناظرتها ورد لثواني بذهول : تستهبلين وش هالكلام !
‎وقفت ديم تتوجه لهم من طردتها علياء من جنبهم : شفيها أمي علياء
‎رفعت ملاذ صوتها بهدوء : روحوا الغرفة الثانية إنتم
‎تنحنحت وسن بخفيف : أجلس معاكم أنا ؟ تقولون إني كبرت زيكم دايم مالي مع البنات مقعد
‎ناظرتها ملاذ لثواني وقبل تنطق حرّكت علياء عكازها تبي توقف وطلعت وسن أولهم من المجلس ما تدري شلون ، خرجت ورد يلي لآخر لحظة ودها تسمع وش يقولون لكنها ما تسمع إلا سخط جدتها وغضبها الشديد على ذياب : ليش قلبت عليه هي !
‎رفعت جود أكتافها بعدم معرفة : درة شلون قلتي كذا
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة : مدري مريّت وأمي علياء تقول يترك البنت بحال سبيلها وما سمعت شيء ثاني
‎ميّلت توق شفايفها لثواني بتفكير مطوّل ، وناظرتها جود لثواني : كيف تقول قلنا يبيها والحين غاية غير ؟
‎ناظرتهم ورد لثواني : لا تقولون كلام ما ندري عنه
‎ميّلت وسن شفايفها لثواني ميّلت وسن شفايفها لثواني : بس صح يحيّر بنات ، فجأة من العدم يبيها بعدين مافي صوت أكثر ولا كلمة ولا نقاش يحدد شيء ثاني ، قد ناقشكم بموضوعها ؟
‎هزت ورد راسها بالنفي بتفكير مستحيل يناقش أمها لوحدها مثلاً ولا تقول لها : لا
‎كانت بتتكلم ديم لكنها شهقت برعب قبلهم من ضرب شيء بالشباك خلفها تسميّ بالله ومدت يدها للستارة تبعدها ، ورد الوحيدة يلي ما شهقت نهائياً لأنها كانت متوقعة لكن سكنت ملامحها من كان أبوها واقف أمام الشباك ونهيان هو يلي جاء يركض ياخذ الكورة يرجعها عند أقدام أبوه ، شهقت جود لثواني بذهول من رفع حاكم طرف ثوبه يربطه : هذا ما يصير بالعمر مرتين !
‎إبتسمت ورد وهي تهز راسها بالنفي : يصير ، يصير ما تتصّورن وش كثر يحب نهيّان والكورة دايم كذا
‎ناظرتها وسن بعدم فهم : دايم يلعب معاه ؟ عمنا حاكم ؟
‎هزت راسها بإيه : ما يلعب بالمعنى الصحيح بس وقت يكون مارّ ونهيان يلعب ، لازم يرمي له ويشوت معاه خصوصاً لو كان عنده مباراة أو غاب عنه فترة طويلة
‎سكنت ملامح ديم من نظرات التحدي من حاكم يلي توضحت لهم وقت رفع ثوبه : ما يخاف منه نهيّان ؟
‎هزت ورد راسها بالنفي ، وسكنت ملامحها من شات أبوها الكورة بكل قوته تجاه نهيّان وتخطّته لكنه ركض لها بأسرع ما عنده يوصل قبلها يردّها قبل تدخل للمسبح ومدت درة يدها لظهرها تلقائي من ردّها لكنه طاح بالأرض لأنه قفز مسافة : ياظهري !
‎إبتسمت ورد وهي تشوفه يضحك ويأشر لأبوه يلي ما كتم إبتسامته ، وتّوردت ملامح ديم مباشرة من نزع تيشيرته يستعرض قدام أبوه يلي ضحك له ويحاوره وفتحت وسن طرف الشباك لجل تسمع حوارهم ما تتمالك نفسها وبالفعل كان إعتراف من حاكم " ترى ماهو البرّ أبوك يتحداك وتغلبه "
‎ضحك يناظر أبوه بذهول : تو قلت عليك بالتحدي مو راعيه وأنا أخذته كذا
‎هز راسه بالنفي هو كان يحتاج شيء يخففّ عنه الضغط ووقت نادى نهيّان لجل الكورة هو ناداه لأن له فترة قاسي عليه ولأنه كان يحتاج شيء يخفف غضبه ، أول ما ناداه شات له الكورة يطلبه يوريّه مهاراته وما كان من نهيّان يلي إبتسم إلا يقول تم على خشمه ، ما كان من حاكم إلا نطق وحيد : قفّلي الشباك
‎طلعت وسن من المجلس ، وضمت درة المخدة لها برعب كيف عرف إن الشباك مفتوح وكان من ديم وتوق وجود السكون الشديد كأنهم مو موجودين ، ضحكت ورد تمد يدها تقفّله : وسن وين الشجاعة ؟
‎ما زاحت أنظار ديم عن نهيّان يلي يسولف لأبوه ولا خف توّردها يلي تتمنى ما يلمحونه ، مشى حاكم خطوات بعيدة عنه وضحك يرجع يلبس تيشيرته من جديد ويلحق أبوه ..
‎طلعت ورد مع توق للصالة ، ورجعت خطوتها من كان ذيّاب نازل مع الدرج وأنظاره على على جواله لكن صوته كان يبيّن أشياء كثير هو حادّ بشكل رجع حتى خطوة ورد إخته من الرعب : مفتاحي وينه
‎رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : يمكن مع أبوك ونهيان
‎حركت علياء عكازها لكن ملامحها سكنت من حدّة ملامحه والغضب يلي يخفيه ومع ذلك ما منعها لسانها من الحديث : إجلس معنا
‎هز راسه بالنفي وهو يسكر جواله ، يقبّل راسها وما نطقت علياء بكلمة أكثر هي لمست فيه شيء غريب ما تدري وش توصفه أو وش تقوله لكن لأوّل مرة تختار الصمت عن الكلام معه ، لمست ملاذ خوف جدته منه من رد على جواله يبتعد عنهم مسافة بسيطة فقط ورجع أنظاره لأمه هو كان بيسأل أبوه وينه لكن دخل حاكم من الخارج يتوجه لمكتبه وخلفه نهيّان ينادي ورد وملاذ ، كان إنقباض قلب ملاذ من نظرة عابرة مرّت من حاكم على ذياب يلي يكلم بجواله بعيد ولو إنها كانت عابرة إلاّ إنه فصّل ملامح ذياب الغاضبة تفصيل ، هي تعرف بيصير شيء وبتنقال كلمة من ملامح ذيّاب ومن نظرة حاكم وما تطلب إلا إن العواطف والعواقب تجيّ هينة عليهم ، دخلت ورد يلي أشّر لها أبوها تجي يمه يطلع مفتاح سيارة ذياب من جيبه وكان ينتظر منه غضب ، أو شيء آخر لكنه ما نطق كلمة هو أنظاره على جواله ولا يدري حاكم وش يسوي وليه مشغول فيه هالقد لكنه ينتظره يتكلّم رغم إنه بعالم مو عالمهم ..
‎مشيت ورد لناحيته وهي تمد له المفتاح يلي دخله بجيبه بدون رد ..
‎جلس نهيّان على ذراع الكنبة بجنب أمه ، ووقفت ورد على طرف الباب وجلس حاكم نفسه بصدر مكتبه هو يحسّ بشيء لكن ما يعرف كيف يصنفه وكيف يوصفه وقرر الحوار هالمرة يحاول : أخذت سيارتك للوكالة الظهر ، إنتبه لها وخفّ عليها
‎هز راسه بإيه بهدوء يرجّع جواله لجيبه ويرفع أنظاره لأبوه : كلمت الشيخ ، نعقد بعد العشاء
‎سكنت ملامح حاكم لثاني مرة ولده ما يعطيه تحذير ولا ينبهه إنّه ناوي على شيء وتغيّرت نظرة نهيّان من لمح إن أبوه ما يدري عن شيء ووقت نطق ذياب هو ما يشاور إنما محدد كلّ شيء ، سكنت ملامح ورد وبالمثل ملاذ لكن كان من ورد همس مذهول توّهم يقولون ويشككون بإنّ كل شيء غلط وفيه أشياء غلط والحين بدون مقدمات حددّ وقت العقد : وسط هالأمور ؟
‎لف أنظاره لها وقبل ينطق حاكم بكلمة أساساً تعالت زغاريط علياء يلي كانت بالخلف وسمعت ، سمعت ولمحت الذهول بملامح ولدها حاكم يلي تنحنح من طلب ذياب الإذن فقط يناظر ورد : شوفي الدرب
‎مشيت قدامه بذهول هي للآن مو مستوعبة كلمته ، ولا مستوعبة سكون أبوها ولا مستوعبة أي شيء ولا قدرت تكلمه أصلاً من توجه لسيارته ..
‎ترك حاكم القلم من يده ، وسكنت ملامح ملاذ بعدم إستيعاب : قلت له شيء إنت ؟ هز راسه بالنفي هو كان متوقع ، متوقع ولمح نظرة عين ولده الظهر أول ما رجع وقت كان بيقول له شيء لكنه هو بنفسه " استقبله بغضب " تركه يردّ حروفه لجوفه ويحترق ما يقول كلمة ، وغفوته وقت دخل ياخذ المفتاح من عنده لكنّه ما حس عليه ولأوّل مرة بحياته ما يفتح عينه من أول ما يُفتح باب غرفته ، والحين نظرته كلّها كانت تبين شيء واحد هو جفّت عروق صبره ولا يطيق شيء ولهالسبب وقف ينطق بكلمة لملاذ : تجهّزوا
‎توجه مباشرة يطلع خلفه قبل يطلّع سيارته من حدود البيت ، ونزل ذياب من لمح أبوه جاء يمّه هو يتوقع عواصف غضب ما يتوقع شيء هين من أبوه ووقف الدم بعروق ملاذ يلي ركضت لجنب الشباك من كان ذياب بيمشي لكنه فتح باب السيارة ينزل لأبوه ، عضّ حاكم شفايفه بهدوء يمشي له : تبيها
‎هز راسه بإيه لأول مرة بإعتراف وحيد ترك حاكم يضرب بكل شيء عرض الجدار بهاللحظة ، يرفع يده لحاجبه بهدوء وتساؤل وحيد على هالسرعة : عندها خبر
‎ما كان منه رد نهائياً وتوقّع حاكم هالشيء ، ناظره بهدوء هو يحترق من الحاجز يلي بينهم بهاللحظة لكنه ما بيسمح له مجال ، لو اليوم عالأقل : الظهر كنت بتقول
‎هز راسه بالنفي بهدوء ما بيندّمه ولا يعاتبه ولا يفكّر : راح وقت الظهر
‎عضّ شفايفه لثواني فقط ، ووقف الدم بعروق ملاذ كلها هي مستحيل تحسّ بالفرح دام هذا وضعهم واقفين قدام بعض ثلج وقدامه ثلج ما بيذوب واحد فيهم لكن نبض قلبها كله من رفع حاكم يده لثواني بسيطة لكتف ولده يشدً عليه ، وكانت ثانية وحدة فقط لحد ما ضمّه لعنده وبهاللحظة بس إبتسمت ، إبتسمت تطيح دموعها بنفس الثانية من تعالت زغاريط علياء أكثر وأكثر وما كانت لوحدها ضجّ البيت كله من كباره بفرح كان غايب عنهم مدّة وصغاره كان عدم الإستيعاب بينهم أكبر ..
‎ما كان من ذياب رد غير إنه شدّ على كتف أبوه لثواني طويلة هو محتاج له أكثر من كل شيء ثاني ، وقرر يخضع نفسه لأول مرة يهمس له دامه ما صدّه : تعال معي
‎ناظره حاكم لثواني بهدوء : خذ فرحة أمك وإختك
‎هز راسه بالنفي وهو يناظر أبوه بهدوء : أبيها كاملة
‎فهم حاكم إن به شيء معكّر صفوه وبالفعل توجه ذياب لمكان السواق وركب أبوه بجنبه ورقص قلب ورد وسط ضلوعها هي شافت لين أبوها مع نهيّان مرات ، لكن لينه مع ذيّاب هذا يلي ما يحصل بالعمر مرّتين ..
‎رجعت ورد للمكتب وهي تشوف نهيّان باقي جالس بمكانه ما تحرك والواضح إنه يفكر ، أو مقهور وجلست بجنبه لثواني : صح إنك لعبت كورة وما تحممت والمفروض ما أقرّبك لكن ما يهون عليّ ، شفيك ؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يناظر ساعة الجوال : يمديكم تجهزون إنتم ؟ ما صار فجأة يعني ؟
‎هزت راسها وإبتسمت لثواني : تدري أمي كم لها متلهفة عشان كلمة من ذياب يقول فيها مشينا ؟ كلّ يوم تجي تقول يارب يقول نعقد لو باللحظة نفسها ما عندها مشكلة ..
‎رفع حواجبه لثواني ، وإبتسمت : بعدين متعوّدين ، أمي نفسها متعودة على المداهمات عندها مناعة منها ، عالأقل ذيّاب قال لنا الحين وباقي العقد بعد العشاء باقي له ساعات والحين إترك هالموضوع كله ، تدري وش صار ؟
‎هز راسه بالنفي هو من وقفة أبوه عرف إن مستحيل يمر الموقف عادي ومستحيل يفرحون الإثنين : لا تقولين لي
‎إبتسمت بخفيف وهي تدري إنه شايل هم ويفكّر أكثر من إنه ينبسط : حضن ذياب
‎ناظرها لثواني بعدم إستيعاب : من حضن من وش ؟
‎ضحكت من ما كان مستوعب نهائياً ، وهزت راسها بإيه من علق عقله هو ما يتخيل صورة فيها أبوه يضمّ ذياب وضحكت بدورها : قوم تجهّز ، يعني حدّة الموقف يلي قبل شوي عوايد آل حاكم بس بعد كم ساعة تعرف الأصول أو من الحين لو شفت الحضن يلي صار ..
‎دخلت ملاذ للمكتب تسكّر الباب خلفها ، ووقف نهيّان مباشرة من دموعها يلي نزّلت قلبه من مكانه : أمي
‎ضحكت ، ما تدري وش تسوي إلا إنها ضحكت تضمّ نهيان يلي وقف قدامها وضحكت ورد لأن أمها ما تدري عن شيء ، عضّ شفايفه لثواني وهو يضحك : والله وضيّعوك يابكر فارس تركتيهم وتضمّيني أنا !
‎أخذت نفس من أعماق قلبها هي مو مستوعبة شيء وشدّت على يد نهيان هي ما تدري بأرض أو سماء لكنّها ضحكت من ذهولها : طول عالإسبوع أدعي يرتاح خاطر ذياب وتحنّ قلوبهم على بعض ، يالله يا أميّ يالله
‎إبتسمت ورد وهي تتكي عالمكتب : وصارت الثنتين
‎أخذت ملاذ نفس من أعماقها هي شافت حاكم له يوم وأكثر من وقت طلع ذيّاب والدم بثوبه وهو يهوجس ما خفّت هواجيسه حتى بعد رجوعه وبعد ما تطمّن وطمنها إنه عند نصّار لكن ما خفّت هواجيسه أبداً والحين ميّلت هالهواجيس إنها توقعات منه برغبة ولده بالعقد ولهالسبب هو هادي ، لهالسبب هو ضمّه بهالشكل ..
‎إبتسمت ورد بهمس : أمي نهى دايم تقول على نيّاتكم يجي الخير ، فيه خير أكثر من كذا ؟ تو يتجادلون ويتهاوشون ليه تأخّر العقد وبلحظة غيّر ذياب الميزان يقطع كلامنا كله وبوقت أنسب منه مافيه ، بوقت إحنا شبه جاهزين فيه لأن لأول مرة نتجمع من فترة
‎إبتسمت ملاذ هي حتى التوتر لأوّل مرة ما يصيبها ، لأوّل مرة ما تقدر تفكر بشيء إلا شعور الرضى ولدها بيعقد ، وأبوه جنبه ويمّه ماهو وقوف إنما حتى شعور ومواساتها الأكبر إنه وأخيراً بيترك التمنع يلي تدري إنه يحرقه حتى لو ما تدري بكم إحتراقه وقدره لكنها تلمسه وتتوقّعه من تصرفاته وضغوطه
_
‎« بيـت تركـي »
‎جلس أبوها على الكنبة بغرفتها وهو يلاحظ فيها شيء مختلف ما يدري وش يوصفه لكنها تمنّعت عن الكويت لأول مرة بدون أسباب مُقنعة . رفضت تروح بشكل أجبره ما يضغط عليها فيه خصوصاً بعد ما عرف من السواق إنها طلعت بوقت متأخّر بالليل ومو لغاية أو هدف إنما لجل تجلس لوحدها وهالشيءّ يسبب بعقله كثير التساؤلات ماهي أطباعها نهائياً..
‎جلس عذبي أخوها على السرير وبجنبه فهد وتكّى تركي أخوها على الدولاب يلي هي واقفة أمامه على أساس ترتبه لكن الحقيقة هي تعيد وتزيد بنفس القطعة من توترها الواضح لأنها تتهرب من عين أبوها : شفيج ؟
‎هزت راسها بالنفي بهمس : مافيني شيء
‎شتت أنظاره بسخرية : لو إني أعمى وغبي ما صدقت ، شفيج
‎ناظرته لجزء من الثانية لأن أبسط نظرة منهم اليوم تربكها ، وتنهّد يعدل تكيته ويرفع أنظاره لعذبي وفهد يلي ينتظرون منه إجابة لكنّه رفع أكتافه ما أخذ منها شيء ، عضت شفايفها بمحاولة للهدوء لكن نبض عنقها قبل تحاول من رد أبوها على جواله " حيّ أبوالذيب "، وما شال تركي أنظاره من عليها هي ما لها قدرة تخفي خجلها ولا حتى توترها من نطق أبوها أولاً ، ومن مشاعرها ، ومن نظرات تركي لها هو يكشف روحها ما يتأملها وبس ، شتتت أنظارها عنه لأنّ لو طوّل بنظرته لعينها أكثر بيسرق كل خباياها وما كان منها كلام أو خطوة تتدارك من رفع أبوها حاجبه يعدل جلسته بعد السلام وسؤال الحال : أبوابنا دايم مشرّعة يابوذياب عسى خير ؟
‎إبتسم حاكم : كل خير الحمدلله ، الإسبوع الماضي كان ثقيل الله يعلم به وودّنا نقطع بينه وبين جايّ الأسابيع بإذن الله
‎كان إحساسه وتوقّعه بمحله قبل يكمّل حاكم باقي كلامه ، وإحساس سلاف نفسها يلي صحّته من نومه بالأمس تبلّغه إن قلبها ما صار له قرار وإنها هالمرة تشعر بالشكل الأكيد إن ذيّاب بيعقد قريب مو بعيد ، كمّل حاكم يسمعونه كلهم من تركي يلي فتح السبيكر
‎" بعد العشاء جاييّنك وشيخنا معنا ، نعقد ونتممّ على خير بإذن الله "
‎سكنت ملامح قصيد من جملته يلي هي توقّعتها لكن وقعها كان أكبر منه ومن سمعت صوت ذياب جنبه ولو إنه كان هادي والواضح يكلّم شخص غير أبوه إلا إن إنتباهها كلّه كان لصوته ، دخلت سلاف على جملة حاكم يلي وقّفت خطوتها لكنها رفعت أنظارها لتركي تنتظر ردّه وش بيقول وبالفعل كان منه الإبتسام " أبرك الساعات الله يحييّكم " ..
‎سكّر يرفع أنظاره لسلاف يلي سكنت ملامحها تستوعبه ، وتركي يلي كان أول المستوعبين يعدّل وقفته : يعني وافقت ؟
‎هز راسه بإيه ، وتعدل عذبي بذهول من أبوه : مستوعب إنك ما سألت قصيد ! ما شاورتها عطيته كلمتك بس !
‎ميّل فهد شفايفه وهو يشوف قصيد تخبيّ يدها من التوتر بداخل بلوفرها وهز راسه بالنفي : لو ماشية معنا الكويت وموافقة ! الحين وريني دموعج
‎ضربه عذبي مباشرة بذهول : شفيك عليها إنت ! قصيد
‎ضحك تركي من عصبية ولده وإنه يشوف خجل بنته صار واضح بعينها وحتى تصرفاتها ، وعدل أكتافه بهدوء هو لاحظ شيءّ وحيد بهالمكالمة وبيريّح خاطر ولده مثل ما إرتاح خاطره بنفسه : ياعذبي وقت نطق عمك حاكم ، ووقت تكلّم الذيب ولو إنه ما كان واضح أنا أخذت الموافقة من عينها ما أحتاج الحروف هيّ إنتبهت لصوته من بعيد تبيها تردّه ؟ ، بنتي تعرف من إختارت من البداية ليه التأخير دامهم معزّمين والوقت يسمح
‎رجف قلبها وسط ضلوعها من نظرة أبوها لها هي متى صارت واضحة لهالقد ، متى وضحت بعينها نظرة ما قدرت تميّلها لإنه شيء عابر ومتى قدر ينتبه إنّ قلبها كان على بُعد خطوة من إنه يطلع من وسط صدرها لمجرد إنها سمعت صوته وما يثبّتها شيء بهاللحظة إلا محاوطة تركي أخوها لها هو بمجرد ما نطق عذبي إن كيف يصير الموضوع بدون مشاورة ، وبمجرد ما نطق فهد بكلامه ولمح إن توترها صار أضعاف هو حاوط أكتافها يضمّها جنبه وما كانت تحتاج شيء أكثر من هالمحاوطة بهالوقت ، دخل عذبي الكبير : صار لنا ساعة ننطر تحـ
‎وقفت كلمته من لمح حال مُختلف بينهم ، ووقف تركي ياخذ شماغه من على الكنبة ويعدل ثوبه وضحك يهزّ كل موازينهم من توجه لقصيد يلي رفعت نفسها له يقبّل خدها من كان هذا مقصده ، وإبتسم يوجه حواره لعذبي يبيّن له سبب حالهم : جايّك ذيب آل سليمان اليوم
‎صدت بملامحها عنهم مباشرة لحضن تركي أخوها هي ما تدري أبوها يتعمّد يجيها بهالكثرة ، أو كلهم يتعمّدون يجونها بهالكثرة من كانت جملة أبوها مسموعة حتى لعمّتها لتين يلي عند الباب وما كان منها إلا الصراخ من ذهولها وإنها تركض تبلّغ باقي البنات ، ضحك تركي من صدمة أبوه المذهولة وهو يحاوطها ورفع عذبي الكبير أنظاره لها هو صدمته كلمة تركي ونطقه : ترى ماهو خوف من إسمه بس ما ودك نمشي الكويت ؟
‎تعالت ضحكاتهم من نظرات عذبي ، وضحك تركي يشد على كتفه هو يدري إنّ وجودهم يوتر قصيد أكثر من كل شيء وإنه ضرب صميم قلبها وقت نطق بإسمه بهالطريقة : إمش ، سلاف تبين شيء العيال موجودين
‎هزت راسها بإيه ، وناظره عذبي بذهول من كان يطلعه معه : بشوف بنتي شفيك !
‎هز راسه بالنفي : تشوفها بعدين الحين تعال
‎هزت سلاف راسها بإيه ، وتوجه عذبي لأخته : ترى لو هو ذيب آل سليمان أنا عذبي
‎همس فهد " بالخيبة " : إذا أبوي قال نمشي الكويت لأنه ذيب آل سليمان إنت وش بتسوي ؟
‎عدّل أكتافه وهو يرفع يده لجبينه ، وضحكت قصيد غصب عنها وإبتسم هو : أنا أضحكها إبتسمت من ضحك فهد ، وضحك حتى تركي يلي يناظرهم ومد عذبي يده ليدها بتساؤل : متأكدة إنه عادي وجاهزة ؟ لو غيرتي رأيك أو ودك بوقت قولي
‎ناظرته سلاف لثواني : يعني لو ودها بوقت أو غيّرت رأيها أبوك بيجبرها ؟ ممكن تطلعون وتتركون هالكلام ؟
‎ناظرها فهد لثواني وهو يتكيّ : تدرين إن مافيه بني آدم أسعد مني ؟ كم أتمنى يداهمونك وإنتِ ما جهزتي شيء
‎إبتسمت لثواني : توّك صغير ما تعرف من تكون سلاف
‎هز عذبي راسه بتأييد لأمه : عطها ساعتين بس ، الحين تشوف الوضع عادي وبعد ساعتين تدوّر حروف تسأل فيها كيف صار كل شيء ، أم عذبي ما تتغشمر
‎ناظرته سلاف لثواني ، وضحك يقبّل رأسها ويتوجه للخارج مع العيال وإبتسمت سلاف وعدلت قصيد بلوفرها من التوتر من نظرات أمها : لا تشوفيني كذا
‎تعرف إن التوتر ببنتها واصل أقصاه هي تعدّل بلوفرها ، ضيّعت حروفها العربية وحتى يدها تمسك باطنها بشكل ياكل قلبها هيّ وضحكت من رجع التوتر ببنتها أكثر تكرر نفس جملتها بذهول أكثر : لا تشوفيني كذا !
‎ضحكت وهي تتنحنح : ما بشوفك كذا خلاص تمام
‎عضّت شفايفها لثواني من شتتت أمها أنظارها لجزء من الثانية لكنها رجعت تناظرها بنظرات مستحيلة ، نظرات حرقتها هي من الخجل : ماما !
‎تنحنحت تتعدل ، تتوجه لدولابها بصدق لثواني : خلاص ما بقول شيء ، بس سمعتي وش يناديه أبوك ؟
‎توجهت بعيد عن أمها وهي تسمع صوتها العالي بـ" اليوم يقول ذيب آل سليمان ، بكرة يقول ذيب بنتي "
_
‎« بيـت حـاكم ، قبل العشاء بشوي »
‎رجفت خطوتها بتوتر للآن ما رجع هو ، ولا أبوه وحتى وكل شيءّ جاهز ينتظرون رجوعهم إلا إنها تتوتر ، ما بقّى التوتر مكان بقلبها إلا واستحلّه صاروا رجال آل سليمان كلّهم بالمجلس ، وحريمهم جاهزين وكلّهم ينتظرون حاكم وذيّاب يلي مالهم أثر ولا كان منهم خبر هي كلمة نطقها حاكم قبل يطلع " تجهّزوا " يعرفون منها إنّ كل شيء بيتمّ وعليهم التجهيز لكن للآن ما نُطقت كلمة بعدها هم تجهّزوا مثل ما قال لكن التفكير صار يطغى عليهم ..
‎دخل نهيان المتوتر أكثر منهم كلهم : ما رد للحين ! الشيخ بالمجلس يقول متى بنمشي
‎رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : ما يرد
‎نطقت درة بهمس : حتى شيخنا يبي يعقد بسرعة ، غرابة
‎إبتسمت جود لثواني طويلة : يعجبني
‎رفعت ديم حواجبها ، ولمحت نصّار يلي جايّ لجهة نهيّان يلي طلع له : صاحب ذياب ؟
‎هزت راسها بإيه هي تراقب حوارهم يلي الواضح إنهم متوتّرين فيه لكنها ما تسمعه ، رفع نصّار يده لحواجبه لثواني : لا تتوتر طيب إنت شفيك توترني !
‎عضّ نهيان شفايفه من توتر المجلس يلي ما يحبّه : أكلوا راسي بالأسئلة أبوك وينه أخوك وينه وش أسوي أنا ناظره نصّار لثواني حتى هو ما يعرف وش يتصرّف ، طلع متعب من المجلس ينادي حفيده : نهيّـان
‎قبل ينطق بكلمة ويرد على جدّه دخلت سيّارة ذياب وسكنت ملامح نهيّان بإرتياح مباشر : الحمدلله !
‎توجه يركض لجده ، ونزل حاكم من السيارة وهو يناظر أبوه يلي يشد على يد نهيّان : فيكم شيء !
‎هز راسه بالنفي وهو يأشّر على ساعة معصمه : تأخّرنا
‎نزل ذياب بعد ما قفل سيارته ، وسكنت ملامح نصّار مباشرة بدون يسأل توضّح له كل شيء من ملامحه وتعابيره ، مد يده يشد على كتف صاحبه لثواني تركت عقله يعلّق فيها ما يستوعب شيء : جايك
‎ناظرهم نهيّان لثواني من دخل ذياب البيت ، وتبعه أبوه بدون لا يعطونهم كلمة : طيب وش نسوي به عقد وإلا ما به !
‎شد متعب على عكازه بغضب : من متى نقول عقد وما نعقد ! تجهّزوا بس الحين ينزلون ونمشي
‎رفع نصّار حواجبه وهو يسمع صوت حاكم العالي يكلّمه ، وإستوعب يلف أنظاره لنهيّان : بنصلي بمسجد المحامي
‎رفع يده لجبينه مباشرة : إي الحين أعرفكم ، جدي
‎ما كان جدّه ينتظر منه كلام هو رجع للمجلس يبلّغ البقية ما بقى على الصلاة شيء يكفيّهم الوقت يوصلون للحيّ عالأقل لجل يدركونها من الركعة الأولى وبدايتها ..
‎وقفت ملاذ مباشرة من سمعت صوت دخول ذيّاب ونقاشه مع أبوه ، إبتسمت وسن يلي كانت تمشي بتمرّ للصالة من مشاوراتهم وإن وقت سأل حاكم كيف ومتى يروحون كان من ذياب رد يبيّن عجلته وإنه مو مثل توقعاتهم بعد التأخير إنهم بيأجّلون " بنصلي بمسجدهم " ، شهقت بذهول من دخل ذياب لكن أنظاره كانت للخلف وما تدري كيف لقيت لنفسها مكان تتخبّى فيه قبل يلتفت ، توجه لأمه الواقفة قدام الدرج وحتى إنتباهه ما كان للبنات الموجودين بالصالة نهائياً هو لمح نظرة عتاب بعينها أجبرته ينطق : أم ذياب
‎إبتسمت بشبه زعل : وقفت قلبي يا أميّ ليش ما تردون
‎قبل تكمّل وتعاتب تلاشى زعلها من إنحنى يقبّل خدها وإبتسمت : لو أصير متفائلة مرة وأقول ساعة وتكون قصيد محلّي ؟
‎إبتسم يناظرها لثواني ، وضحكت بهمس : بس بشويش على بنت الشاعر لو تبي نصيحتي ، خجلها مو عادي
‎ما كان منه رد لكن كانت منه نظرة رجّعت حروف أمه لجوفها تكتفي بالضحك المذهول : وش هالنظرة ذياب !
‎إبتسم يقبّل يدها ويتوجه للأعلى مباشرة قبل يطوّل وقوفه وقبل يتأخّر عليهم : جاي
‎وقفت ورد من أبوها يلي دخل يناديها لكنه مو مركّز يلمحها من إستعجاله : هنا أنا !
‎هز راسه بإيه من جات يمه وهو يمسك يدها : حطي كيس ثلج وطلعيه لأخوك
‎سكنت ملامحها لثواني : ليش ! ليش ثلـ
‎قبل تكمّل هو صار ما يسمعها وإبتعد يدخل مكتبه ينادي على أمها وناظرتها توق من ما تحركت من مكانها : تحركي أكيد ضروري سكنت ملامح درة لثواني بإستغراب : شفيهم طايرين
‎ضحكت وسن بعدم تصديق وهي تجلس : يروّعون أمي علياء وش مطلّعة إنتِ ماشاءالله ؟ ما يعترفون بالتأجيل طيب تتأخرون شوي نص ساعة شفيها ليش طايرين كذا
‎إبتسمت علياء توضح نواياها بعينها ، وضحكت وسن بذهول : أتمنى من قصيد تتمالك نفسها وتكون قويّة لأن لا نظرات الولد طبيعية ولا نظرات جدّته
‎إبتسمت ديم بحماس : بترك كل ردود أفعالي السابقة على جنب وبستمتع بإني أتخيّل كيف بيجتمعون
‎ناظرتها توق لثواني : كيف بيجتمعون يعني توّ يتعرفون تو يشوفون بعض وش ممكن يصير ؟ أفكاركم غريبة
‎عضّت وسن شفايفها وهي تاخذ نفس لثواني : لو شفتي نظرة ذيّاب يلي شفتها لأمه وقت قالت تصير قصيد بتعرفين وش ممكن يصير ومو أفكارنا غريبة هذا المنطق
‎ضحكت جود لثواني : منطق وهو ما قد شافها بحياته ولا كلّمها ؟ وش منطقه يعني أكيد ما بيصير شيء وهي قصيد لو سولفت معاه كويس على الخجل يلي فيها
‎إبتسمت درة وهي تبعد شعر شدن عن ملامحها : المخابرات حقّتنا نايمة ! لو تدري إن ذياب بيلقى قصيد اليوم أتوقع ما تنام تنشب لين تشوف بوسة أحلامها وتكسر حواجز الخجل بينهم
‎ضحكت وسن لثواني : أصحيها ؟ إذا ما طلعت من بينهم تاركته يبوسها عشر مرّات ما تكون شدن
‎ناظرتها درة لثواني ، وما تمالكت وسن ضحكتها من التخيلات يلي ما خفّت بعقلها لو ثانية ومن حماسها : أدفع يلي وراي ودوني لجل أشوف لحظة وحدة له مع قصيد
‎خرجت ورد من المطبخ ومعاها كيس الثلج ، وخرج حاكم من مكتبه يصعد لغرفته مباشرة وخرجت ملاذ خلفه : بنمشي مع نهيّان والعيال إحنا ، طلعتي لذياب ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تصعد للدرج : الحين بروح
‎دقت الباب وهي تسمع صوته يسمح بالدخول : جبت لك ثلج بس ليش ، صار لك شـ
‎ما كمّلت جملتها من إستعجاله يقفلّ كبك ثوبه ، ومن صوت نصّار يلي تسمعه من جواله ومن رجع يمد يده لمنشفته يجففّ شعره والرحمة الوحيدة لها إنها دخلت على نهاية مكالمتهم ونطق نصّار بـ"على مهلك لا تستعجل " ، توّردت ملامحها قبل تنطق بكلمة من أبوها يلي كان خلفها من وقت وتوّه ينطق : ليش واقفة كذا مستحية من مين ؟ لفت أنظارها لأبوها يلي ما توقّعته ، يعرف حاكم إن فيها شيء لكنّه بيتجاهل لأن بنته ما تضيّع حروفها ولا تتبدّل نظرتها بهالشكل لكنه الحين بيعتبره خجل طبيعي : أمك تناديك
‎تركت الكيس وهي تخرج من الغرفة لأمها يلي بالدرج ، ومسك حاكم الكيس : حطه على يدك يخفّ أثرها ، الحين وبالسيارة
‎هز راسه بإيه وهو يعدل شماغه ، ودخلت ملاذ يلي بيدها العُود وإبتسمت من كان يعدل شماغه لكن هي إنتباهها كان لنظرات حاكم المتأملة له ومن طلع سبحته من جيبه يشد عليها بيده ، رق قلبها من نظراته لولده يلي ما كان حوله هو يتجهّز وأخذت نفس تقرب منه من إبتسم يفتح شماغه لجل تبخّره : تنتظرينها
‎هزت راسها بإيه ، وإبتسمت : ما تدري من متى ! عقبال زواجك والبشت يارب
‎إبتسم يقبل راسها لكنها ما إكتفت إنما رفعت نفسها تضمّه ، إبتسمت ورد تتكيّ على الباب وقطع حاكم العواطف قبل تزيد من لمح نظرات ورد يلي لمعت عيونها وتصير سيول ما يوقّفونها : نمشي ؟
‎هز راسه بإيه وهو ياخذ أغراضه : نمشي
‎طلعت ملاذ مع ورد بالبداية ، وطلع حاكم يلي وقف أمام غرفة ذياب ينتظره وبيده كيس الثلج لأن ذياب أكيد بينساه وشدّت ورد على يد أمها : الله يديمه
‎هزت ملاذ راسها بإيه ، وطلع ذياب يسكّر باب الغرفة خلفه ورفع أنظاره لأبوه الواقف ينتظره : فيك شيء ؟
‎هز حاكم راسه بالنفي ، وسكنت ملامح ذياب من مد يده له يترك السبحة بباطن كفّه من جديد يرقق كل قلبه ونظرته ، لفت ملاذ أنظارها لهم ولأوّل مرة تتمنى ما تلتفت ، ما تشوف لأنها إستوعبت قلبها ما يتحمّل وجودهم الإثنين مع بعض ويمكن كلّ خلافاتهم السابقة رحمة لقلبها فقط ، أخذت نفس من ترك حاكم سبحته بيدّ ولده ، السبحة يلي هي تعرف لمن تكون ومن ما إرتفعت أنظار ذياب من عليها وعضّت ورد شفايفها تتدارك أمها ونفسها قبل تطغى مشاعرهم لأن مثل ما شافت أمها هي شافت بالمثل : ننزل
‎ما رفع ذياب عينه هو كانت كلّ نبضاته تتسارع من إستعجاله ، وتفكيره وبعد أحداث الساعات القليلة الماضية لكن رقّ كل قلبه أبوه عرف كيف ينسيّه كل شيء ، عرف كيف يهدّي نبضه لشيء آخر وما كانت منه حروف إلا إنه شد على السبحة يلي بيده يعدل ملامحه وأكتافه ويمشي مع أبوه للأسفل ..
‎إبتسمت ملاذ يلي ركبت السيارة لكن أنظارها باقي متعلقة بذيّاب وأبوه ، بنهيّان يلي إنضمّ لهم ونصّار وباقي آل سليمان وما تتمنى شيء بهاللحظة كثر ما تتمنّى إن كل أيامهم تكون بيضاء مثل ثيابهم ، مثل وجودهم وإبتسامات السرور منّهم وتمتمت تحصّنهم وبالمثل ورد يلي إبتسمت : أحبهم
‎ضحكت ملاذ وهي ترفع المناديل لعينها قبل تدمّع كلمة بنتها جات على مقاس شعورها بالضبط ، جات تدمّرها دخل فهد المتأخر للمسجد وهو كان على وشك يطيح من إستعجاله ، ومن زحمة السيارات حوله بالقوة وصل لكن سكنت ملامحه مباشرة من بيض الثياب الموجودة وزحمة المسجد ، من قدّم بخطوته بيصفّ ويدرك الركعة لكن لفت نظره الصفّ جنبه ، العُقل يلي عالأرض قدام كل شخص منهم وما كان منه إلا الشعور المُهيب من عرف إنهم آل سليمان ، يصلّون جماعة بمسجدهم وتوه يستوعب جديّة الموقف ومن يكونون هم وقبل تاخذه الأفكار والتفكّر كبّر يصلي ، يدرك الركعة ويجاهد نفسه ما يفكر بشيء إلا الصلاة ..
‎سلم حاكم وهو يعدل أكتافه بهدوء ، ولف أنظاره لولده الساكن والواضح إنه يسطر دعواته ما بعد فرغ يلي بجوفه وكان منه شديد السكون من لمح إنه يشد على السبحة يلي بيده ومن عدل أكتافه يبين إستعداده ..
‎كان من نصّار ونهيان يلي بآخر الصفّ نفس النظرات المتأملة ، نفس السرور هم للآن ما يستوعبون الإختلاف بهاليوم حاكم وذيّاب دائماً كتف بكتف لكن اليوم بطابع آخر تماماً ، اليوم سيارة ذياب ساقها حاكم بجنبه أبوه متعب وبالخلف ذياب ونصّار ومو هنا الإستغراب ، الإستغراب يلي سكّن داخل نصار كله إن بمجرد ما دخل حاكم السيارة رجع يده للخلف يمد لولده كيس الثلج يثبته على يده والمرعب إن بدون ما يكون بينهم كلام إمتلى قلب نصّار من الشعور المهيب يلي يحسه ويعيش بوسطه ..
‎طلع ذياب للخارج مع بقية آل سليمان ، وكانت ثواني فقط لحد ما تعالت الأصوات بالسلام والمصافحات اللامُتناهية من طلعوا رجال آل نائل من المسجد ذاته لكن متأخّر لأنهم كانوا بأوّل الصفوف وإبتسم حاكم بهدوء : تسبقونا ياتركي حنّا وراكم
‎هز راسه بالنفي وهو يشد على يده برفض شديد : لا صرنا أغراب سبقناكم ، إنتم معنا يابوذياب خطوتنا وحدة ..
_
‎« بيـت تركـي »
‎رجفت يدها من رسالة عذبي أخوها " شوفي الشباك " هي تعرف إنه يبيها تشوف منظرهم ، وكثرتهم يلي صوّر فهد نصفها يرجّف قلبها منها وعدلت فستانها ، ونفسها تتوجه للشباك وما هديت نبضاتها حتى والشارع فاضي للآن ما حصل شيء لكن هي من وقت نطق أبوها ، من وقت ضجّ بيتهم بالتجهيزات ومن وقت وصلت ريحة العُود لأعماقها هي صار نبضها طبول مو التوتر ، من لمحت أبوها بنفسه يمشي قبل العشاء يفتح كل الأبواب هو بذاته ماهو العمّال ولا حتى العيال ورجف كل كيانها ..
‎رفعت يدها لعنقها ، لعقده من لمحت نساء آل سليمان يترجّلون من بعض سياراتهم وتعرف إن الرجال بعدهم وما خفّ نبضها لو ثانية وحدة هي تقتلها أطباعهم يلي ما عادت تشوفها عادية ، ما عادت تشوف ترابطهم عادي أو مثله مثل أي عائلة ومثل ترابطهم هي تعرف إختلافهم بكلّ شيء وحتى أبسط الأشياء هم مختلفين فيها ، رجف قلبها من لمحت كبارهم أوّل ، جداته يلي يمشون بعكازاتهم ويرفعون أطراف عباياتهم السوداء يلي لفوق الرأس تبيّن أطراف ثيابهم من الأسفل ، من ملاذ يلي تمشي مع ورد خطوتهم وحدة ، وباقي أفرادهم هي ما خفّ نبضها لو ثانية وحدة ما يدخلون مع بعض ، يتأخّرون لو دقائق بسيطة عن بعضهم كأنهم يحلفون يمين على قلبها يهلكونه ..
‎دخلت ملاك ، وخلفها ود وأسيل يلي ركضت للشباك مباشرة بجنبها لجل تشوف معاها ، إبتسمت ودّ تجلس على الكنبة : قصيد وش شعورك ؟ كيف أحاسيسك ؟
‎ما كان منها رد من التوتر ، وقبل تنطق أصلاً إبتسمت أسيل : لو جاييّن لي هجيت ما أرجع والله ماشاءالله
‎رجفت يدها من لمحت السيارات يلي دخلت الحيّ خلف بعضها ، ومن سيارته بينهم هي وقف كل نبضها من التوتر وإبتسمت أسيل : شفنا عينك راحت على أي سيارة
‎قامت ود من على السرير توقف بجنبها ، ودخلت سلاف يلي يدّها ترجف من التوتر يلي حسّته : قصيد مامـ
‎ما كمّلت من شافت إنها بعالم آخر ، وأشّرت لها ملاك تجي جنبهم وبالفعل وتوجهت للشباك جنب بنتها يلي سرحت بعالم كلّ أشخاصه هو ، عالم هو إسمه ، وجوده إسمه وصوته كلّ مؤثرات هالعالم ، نبض عُنقها من كثرته هو عليها قبل كثرتهم جميعاً ، من نزوله ونظرته يلي توجهت لأبوه هي نبض عنقها مباشرة ومدت يدها تخفيه ، تغطيّه لو كانت تعرف إنه ما يخفى عليه هو وقت يكلمها وللآن ، تخاف يدلّه على مكانها وترتفع عينه لهنا وضاع تفكيرها بين عُنقها ، وبينه ، وبين تذكّرها بالموافقة الخفيّة هي سطّرتها له وأخذ الأكيد من بين شفايفها هي نطقت " متى ما إنتهت أموركم " ، وكان منه سؤال وحيد " ووقت تنتهي يصير العقد ؟ " ، وتّرها رجّف كل خلاياها بسؤاله هي تعرف لو قالت إيه بينهي كلّ شيء ويجيها من باكر يعقد لكن هي قالت إيه بعد ما تلّونت من الخجل واللهيّب ، وجاها بنفس اليوم ما طوّل بساعاته وما جاء عادي أبداً ..
‎رجف قلبها من لمحت إبتسامته لجده ، ومن مسك يده يصير هو بدل عكازه هي حسّت بكل مشاعرها تتجمع وسط عنقها وقلبها وإبتسمت سلاف تشد على ذراعها : خير الرجال ، وخير ما إخترتي يا ماما
‎ما خفت إبتسامة خجلها عليهم ، إبتسامتها النابعة من مشاعرها الكثيرة هي رهبة ، أو خجل ، أو عظيم أحاسيس ما يوسعها صدرها أو رجفة توتر وإستيعاب لحظي بإن أقلّ من نصف ساعة وهو بيثبّت كلمته ، بتصير له ما تمنعه كلمة ، ولا ردى ، ولا يفكّر بأبوها هي بتصير حلاله ، ووجهه هو ..
‎رفعت يدها تشد على يد أمها ، وإبتسمت ودّ يلي وثّقت دخولهم : وش تعطيني وأرسله لك ؟
‎تنحنحت أسيل بتصحيح : كم إنتِ تعطينها وتشاركك مقاطع أخوانها ، بيسجلّون كل حرف وقولي أسيل ما قالت ما كانت بعالمهم هيّ يرجف كل داخلها من حضورهم ، أهلها وأهله ومنّه هو لوحده بكفّة هي تتمنى الهون ، وكلمة بالهون من أبوها أو منه هو ذاته ، كانت دقائق قليلة فضى فيها الشارع من وجودهم وعرفت إن صار إزدحامهم بالمجلس مو على عينها ورؤيتها ولو إنه رحمة لقلبها إلا إنها صارت تضجّ بالمشاعر يلي مالها حد ولا مدى هي إستوعبت إنّ الوضع أكبر منها من لمحت الشيخ يلي يمشي وسطهم ببشته ورغم كل دلالات الإستيعاب إنها بتصير له ، وزوجته هي ما ثبت بعقلها هالشيء للآن من خجلها ، أو توترها ، أو إستحالته السابقة ..
‎إبتسمت سلاف تشد على يدها : ننزل ؟ ما نأخّرهم
‎أخذت نفس من أعماق قلبها ، تعدل نفسها لآخر مرة هي ترجف من لقاهم هم بالأوّل ، ومن لقاه هو يلي مهما حاولت تتصّوره تعجز ما يجي ببالها شيء ولا طريقة ..
‎عدلت فستانها قبل الدرج وهي تشد على يد أمها يلي غرقت عيونها بالدموع تعضّ أصباعها مباشرة وضحكت قصيد من توترها وهي تضمها لثواني طويلة : لا توتريني
‎هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس ؛ تعدل لبنتها شعرها ونفسها : ياكبر حظه فيك ياماما
‎نزلت مع أمها هي كانت تتوتر من صوت كعبها هي ، وزاد توتّرها من تزامن مع أصواتهم هم بالزغاريط والسرور المستحيل يلي يورّدها هي حتى لو حاولت ما تخجل هم بمجرد ما قربّت خطوتها منهم تعالت أصواتهم بشكل أكبر من إحتمال قلبها ..
_
‎« مجـلس الرجـال »
‎عدل ذيّاب جلسته من إنتهى السلام وسؤال الحال ومن تركت فناجيل القهوة على الطاولات إستعداداً لنُطق الشيخ يلي كان يتقهوى وإنتهى يترك فنجاله بيدّ القهوجي ، كانت ثواني بسيطة لحد ما نطق يستفتح سبب إجتماع مجلسهم بذكر الله ، والصلاة على الرسول والدعاء بالخير بداية ، وبحُسن الإجتماع والقبول يلي تتابعت عليه همسات الآمين من شفايفهم وتحرّك قلبه من محله هي كلمتين زيادة وتُعقد له بالحلال يلي هو ينتظره أكثر من كل أمور دنياه ، تعدل الشيخ يوجه حواره لعمّه تركي ، يسأله عن رضاه وموافقته ويذكر إسمها وإسمه وإبتسم تركي من نهاية الحوار ومن طلب الشيّخ منه ينطق جملة خلفه كلماتها هزّت كل كيانه هو ،
‎" زوجتك إبنتي قصيد ، على كتاب الله وسنة رسوله " ، رجف داخل عذبي أخوها يشد على يده من طريقة نطق أبوه ، إبتسامته الخفيّة ومشاعره يلي طغت عليه توضح بعينه ومن نطق ذياب يكرّر جملة خلف الشيخ يتمّ العقد بعدها " رضيت بهذا الزواج ، وقبلت به عدلت فستانها لآخر مرة رغم إنها ترجف من توترها ، يرجف كل كيانها من أصوات الرجال ومن جات أمها تبلّغها إن أبوها ينتظرها بالمجلس وطمّنتها إنه لوحده يبيها أوّل ، رفعت إيدها تدق الباب هي تتمنى يسمعها وتتأكد أكثر إنه لوحده لكن ما كان منه رد ، وصل قلبها لباطن كفّها من فتحت الباب هي تعرف إن ذياب ماهو خلفه لكنها تتّوتر ، تتّوتر بشكل ما يصدقه بشر على وجه هالأرض هي ما تدري كيف طلعت من أهله وأهلها سليمة ومن إحراجاتهم وصراخهم وقت صارت فعلاً حرمه تممّت حتى هي العقد من جهتها ..
‎فتحت الباب على أقل من مهلها ، وسكنت ملامح أبوها يلي صادفت عينه عينها مباشرة لكن هي رجفت من كمّ الموجودين بالمجلس مو أبوها لوحده إنما كل آل نائل يلي يكشفون عليها ، عمامها ، أبوها ، أجدادها ، وأخوانها وحتى فهد يلي كان مشغول بجواله فهى يدخل جواله بجيب تركي يلي جنبه بدل جيبه وهنا كان توترها إن حتى أخوانها مو مستوعبينها ولا مستوعبين شيء كيف هي تستوعب ، وعضّت شفايفها مباشرة كان المجلس يضجّ بأصواتهم قبل تدخل ، ووقت دخلت صار شديد السكون يلي هي ما تحبّه ويوترها ، ما نزلت يدها عن المقبض من توترها هم يبتسمون ، وتعبّر نظراتهم لكن ما ينطقون : ناديتني
‎رق قلبه من توترها مباشرة ، من رجفت يدها على المقبض ومن لمح عيونها يلي لمعت وحتى توترها والخجل يلي طغى بملامحها : تعالي جنبي
‎إبتسم عذبي لأن أبوه بدون شعور منه صار يحاورها بالإنقلش حتى لو هي تكلّمت عربي رغم توترها : هالمرّة الشاعر ضيّع ماهو قصيدته ، طلعت تحبّ ياشاعرنا
‎إبتسم تركي وهو يضمّها تحت جناحه : وإنت ما تحب ؟
‎إبتسم بإعتراف : أحب ، والله أحب واجد
‎توّردت ملامحها من تعالت ضحكاتهم هي ما توقعت من أخوها عذبي هالإعتراف الصريح ، وإبتسم عمها تميم يقصدها :مين ما يهوى الجمال ياتركي ؟
‎إبتسم تركي مباشرة من أخوه يلي جاء على مزاجه : إي والله مين ! هنيّ يلي بقلبها بالوصال هذا يلي نقوله
‎توردت ملامحها من تعالت أصواتهم ، وضحكت غصب عليها من أبوها عذبي يلي حضنها يضمها تحت شماغه : لا تزودونها على بنتي لا نقلبها هوشة الحين ! بسّكم
‎ما كان من فهد كلام وسط إبتساماتهم كلها ووسط حواراتهم كلها هو كان ساكن يتأمّلها هي بجنب أبوها ، وعمامها ، ومحاوطة أبوها لظهرها وكتفها هو تو يستوعب إنها حلوة لهالقد ، وإن منظرها بينهم وبين ثيابهم وشمُغهم وهيئاتهم وهي بفستانها ولُطف وجودها أكبر من إستيعاب عقله وتوهّ بهاللحظة يجمع خيوط نهايتها ونتيجتها وجودها هي بكل هالرقة بجنب ذياب ، سكن داخله هو ما يستوعب إلا موقف وحيد ما يغيب عن باله كل ما شاف ذياب أو لقى عينه وهو وقت رجع وقت رجع من نصّ الخط كله وقت شاف وقوفهم ونطقه الشديد بـ " ولـد " وقت شاف خصامهم وإن قصيد كانت موجودة يومها لكن ما خفّت شدته حتى لو أمامها ، رجع يستوعب نفسه من ضحكاتهم ومن خجل قصيد يلي يحاوطها أبوها لكن ما إستوعب القلق يلي بداخله إنهم راعيين " بروتكولات " لو صح وصفه وما طرت بباله إلا هالكلمة هم راعين قواعد ، راعين إختلاف وأهل شدة وذياب بنفسه راعي شدة وصرامة وأخته هو بحياته كلّها ما شاف مثلها ومثل دلالها يلى حتى بهاللحظة يتوضّح له من كانت تستقبل أحضانهم وتحضنهم بكل خجل ، من إبتساماتها لهم ومن وقوفها معاهم ومقتله كلّه من تركي أخوه يلي مد يده لها يدوّرها ، ويدّور فستانها حولها بعد خروج كبارهم هم بهالطريقة يعاملونها ، بهالدلال الكثير يحاوطونها وذياب ما يبيّن عليه راعي دلال أبداً ..
‎إبتسمت لثواني من شرود أخوها الغريب ، الغير مُعتاد : فهد ؟
‎نزلت يد تركي من على أكتافها ، ومشيت لناحيته لثواني هي ما تدري ليه إستحلّ القلق أعماقها مباشرة : شفيك
‎إستوعب نفسه وهو يهز راسه بالنفي ، وعدل شماغه يتنحنح لثواني : ما ينفع نخطفج ونرد الكويت ؟
‎إبتسمت ، وعدل عذبي شماغه : إخطفها ، وإن تعديت أسوار البيت بدون لا يتلّونك ياخذون بنتهم لك يلي تبي
‎كشر فهد : شفيك إنت بنتهم وبنتهم لا بنتنا ياعمي يولّون ياكثر بناتهم ماشاءالله
‎ضحك تركي بذهول ، وإبتسمت قصيد من ناظرها لثواني طويله ما نزّل عينه وما كانت نظراته عادية : فهد لا تستهبل معي
‎إبتسم بخفيف من سمع صوت أبوه يناديهم ، وقبّل خدها يبتعد مع أخوانه للخارج وأخذت قصيد نفس من أعماقها هي ما حسّبت يخف توتر المجلس وضغطه عليهم ، ونزلت يدها للخاتم يلي يحاوط أصباعها هو هدية من أمها وأبوها لكن شعوره مختلف ، إبتسمت من فُتح الباب ولمحت طرف فستانها وصغرها هي مباشرة عرفت إنها ضيّ : تعالي
‎دخلت ضيّ بتساؤل : منو عندج
‎رفعت قصيد أكتافها تأشّر على المجلس الفاضي : أنا ونفسي بس ، بجي عندكم الحين
‎إبتسمت بخفيف ، ورفعت قصيد أنظارها للباب مباشرة لكن سكنت ملامحها بإرتياح من كانت أمها ، ضحكت سلاف لثواني هي الحين تقدر تنهار من فرط الشعور يلي تُرك بقلبها إنها تشوف بنتها عروس ، يُعقد إسمها بإسمه وكل المباركات لها هيّ عليها ، إبتسمت قصيد وهي تفتح ذراعها لأمها يلي طغت عليها مشاعرها تقبّلها من أول ما حاوطتها ولحد ما نزلت دموعها تاخذ رائحتها لأعماقها ، ضحكت قصيد من شعور أمها الطاغي وهي تردّ دموعها : لا تسوين كذا تبكيّني !
‎هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس تعدل لقصيد شعرها ، تلمس وجنتها المتوّردة وتمتمت تسطّر دعوة وحيدة : وسط حضن الوصل تدفون يارب ناظرت أمها يلي رجّفت قلبها لثواني من دعوتها ، ووقعها أبوها يهنيّ ذياب بالوصال وإنه بقلبها ، وأمها الحين تسطر دعوة ما تلاقي بعذوبتها وما قدّ سمعت مثلها بحياتها هو الدفى يصير بالوصل ؟ هم وصالهم والشوف البعيد أثره عليهم لهيب .. رجفت يدها تمسك باطن كفّها من ردت سلاف على جوالها وإبتسمت بدورها لأن أمها إبتسمت تنفي إن فيها شيء والشخص الوحيد يلي يمكن يميّز أمها ويكشفها من أبسط نبرة ماهو إلا أبوها ، إبتسمت بخفيف تضمّ يدها لباطن يدها الأخرى وتعدل نفسها من ضيّ يلي تتأملها : ضيّ ؟
‎أشرت لها بمعنى إنتظري وهي تطلع للخارج من جهة مجلس الرجال ، ووقف قلب قصيد كله تسكر الباب لأن وصلتها أصواتهم بشكل أوضح وهي ما تبي تتوتر أبداً ، عدلت نفسها بترجع لهم من جديد بس وقت تتعدّل وتهدّي من نفسها وتعرف إن مستحيل تشوف ذياب الحين لأن باقي الرجال ، وباقي ضجّة ..
‎دخلت ضي يلي بيدها شدن ركض ، وإبتسمت قصيد لثواني : متى جيتي إنتِ !
‎إبتسمت شدن وهي تمد لها الوردة يلي بيدها : تو جيت مع بابا ، أنا كنت نايمة بعدين صحيت وجيت
‎ضحكت ضيّ يلي إنبسطت على شدن لأنها كانت رايحة بنفسها تقطف وردة لقصيد ووقت شافتها شدن بدون مقدمات صارت جنبها تاخذ معاها ، رق قلبها كله لأن الورد مليان شوك : تعوّرت يدكم ؟
‎هزت شدن راسها بالنفي وهي تتأمل يدها ، وبالمثل ضيّ وإبتسمت تنحني تقبّل كل وحدة فيهم بقبلة على خدها تحت أنظار أبوها ، وذياب يلي خلفه كانت النيّة إنه يجلس بالمجلس لأنه فاضي ثم تجيه قصيد لكن الحاصل إنها كانت قدامه وتقبّلهم بشكل هز فيه كل كيانه ، إبتسم تركي وهو ما يبي يكون طرف موجود بينهم وإكتفى إنه يشدّ على كتف ذياب يلي كان بيوصيّه لكن من نظراته لها هو عرف إنه ذيب ما يحتاج توصية وتوجه تركي للخارج ..
‎هي سمعت دخول أحدهم من الباب يلي جهة الرجال وتوقّعته أبوها ، أو أحد من أهلها ولهالسبب إبتسمت لضيّ وشدن تهمس لهم بإنها بتحطّ هالوردة بقلبها ، وإبتسمت تتأمّلها رغم الشوك وضحكت من قربت شدن تقبّل خدها : عيوني إنتِ
‎إبتسمت شدن وهي تشوف نظرات ذياب يلي بالخلف ، ورجعت خطوة ضيّ من لمحته وإنتبهت له لكن شدن إنطلقت تركض لحضنه مباشرة ، وقفت قصيد تعدل فستانها قبل تلتفت وتشوف وين راحت شدن ، : شـدن ويـ
‎إنبترت جملتها من كان هو أمامها ومن بدون إدراك منها هي رفعت يدها الأخرى تمسك غصن الوردة فيها لكن تغيرت ملامحها لجزء من الثانية تبعد يدّها من الشوكة يلي قررت تجرحها ، رجعت خطوة هي تداري الخجل ، أو ألم وخز الشوكة يلي رغم بساطته غيّر ملامحه هو حروفه كانت تسطّر " إنتبهي " وقبل يكملّها هي لمست الوردة تتعكّر ملامحها نزل أنظاره لشدن يلي رفعت نظرتها له بذهول إن الشوكة جرحت قصيد وما طالت نظرتها لأنه قطع كلمته يلي ما كمّل حروفها أصلاً يعضّ شفته بغضب وبمجرد ما نزّل أنظاره عليها هي ركضت تاخذ بيدّ ضي وتخرج من الباب الآخر تسكّره خلفهم حتى البوسة هوّنت ما تبي تشوفها .
‎تسمّرت خطوتها بمكانها من رفعت أنظارها له هي كل مافيها شدّ نبضه من الخجل ، من التوتر يلي حسّته ومن عدم الإستيعاب يلي كان منها تنزّل أنظارها على الأرض لثواني تشوف أقدامها وكعبها لوحده ، وسكن قلبها من صارت تشوف أقدامه معاها ورجف قلبها كله ترفع عينها له هالمرة هي ما تحمّلت شفاف كعبها وكريستاله مع سواد جزمته الرسمية وثوبه ، نبض عنقها كلّه من مسك يدها يطلع بيده الأخرى مناديل من جيبه يحاوط أصباعها يلي جرحته الشوكة ، رجفت حتى يدّها ما تقوى النظر لعينه نهائياً لكنها همست تغيّر كل موضوع ممكن يزيد خجلها أكثر وتحاول تتوارى عنّه بطاري شدن : خافت منك...
________________________________________________

- بارت طويل لعيون الي طلبو🤎
- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن