بارت ١٢

23.7K 287 16
                                    

‎« بيت تركـي »
‎عدلت جلستها وهي تخلل يدها بشعر عذبي أخوها المتمدد على فخذها : ما قالك تحلق مرة ثانيه ؟
‎هز راسه بالنفي : ما قال ، ما بحلقه حتى لو قال يعني
‎رفعت حواجبها لثواني ، وتنحنح : يعني بحلقه غصبٍ علي بس مو برضاي الشخصي وهذا مو عدل ، قصيد
‎إبتسمت لثواني هي تعرف وش بيقول لكنها تمثّل العدم ، رفعت أنظارها لتركي وفهد يلي يلعبون : تركـي
‎عضّ أصباعها مباشرة ، وشهقت بذهول : عذبي !
‎لف تركي أنظاره له : ورع !
‎عضّ شفايفه لثواني : مستفزة ! أكلمك تنادين تركي
‎إبتسمت بذهول : طيب بنادي تركي يشاركنا الحوار ! ما يشاركنا !
‎هز راسه بالنفي : ما يشاركنا ! ما يشاركنا الحين لي ساعة جالس عندك وتارك اللعب على أمل تعطيني وجه وتقولين لي وحشتني مثل أول بس مافيه ! ولا كلمة !
‎ميّلت شفايفها تخفي إبتسامتها : أحس ودي أنام
‎ناظرها ورفع المخدة يلي بجنبه مباشرة يرميها عليها ويقوم : قسماً بالله إني أكرهك قسماً بالله
‎شهقت بذهول وسط ضحكها : لا تحلف لا تحلف !
‎لف تركي أنظاره لها : لا تغصيّن
‎أخذت نفس تعدل نفسها من إحمرار ملامحها وكحّتها ، وإبتسم فهد يلي ما مسك حروفه : أحبج لما تضحكين
‎ضحكت بذهول لأنه لأول مرة يصرح بهالطريقة ، وسكنت ملامحه بإستيعاب إن صوته عالي وإنه قالها بشكل مسموع لها ولأخوه وعذبي يلي ضحك ورفع يده لخلف راسه لثواني : تركي ما تبيني أكسّر راسك ؟
‎ضحك وهو يبدأ لعبتهم : لا تفضل ، تفضل
‎عدلت بلوفرها وهي تجلس على ذراع الكنبة بجنب فهد ، وجلس عذبي بالكنبة الثانية وهم دائماً ، دائماً يغيرون ترتيب الصالة وقت يكونون يلعبون يجمّعون الكنبات المُفردة قدام الشاشة ويتركون الباقي على حاله ولأنها ثلاث كنبات ، لتركي وحدة ولعذبي وحدة ولفهد وحدة وهي بالنسبة لها تكفيّها أي مسافة بجنبهم لأنها ما تلعب ..
‎غصّت من الضحك من فهد يلي فصخ تيشيرته كله يستعرض عضلاته ويصرخ بتركي المهزوم ، وضحك عذبي يقوم يضرب على ظهرها : صحة صحة ، إجلس يا أهبل بتصحيّ الناس
‎إبتسم بإستعباط : جذي اللعب يابابا جذي ! إما تورّدها مواريد الأبطال
‎ضحك تركي وهو يمد المويا لقصيد : فيك خير كمّلها إبتسم وهو يرجع يلبس تيشيرته ، ويجلس بجنب قصيد وإبتسم عذبي من رجعت شعرها للخلف : شفيك مانمتي
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة : جلست مع البنات ، ومع الكبار ، ومع الكل بس إنتم ما جلست معاكم من وقت
‎إبتسم فهد : تراضينا عن القطاعة يعني ؟
‎إبتسمت بخفيف وهي تهز راسها بإيه : يمكن شوي
‎إبتسم تركي يوقف اللعبة ، وتنحنح فهد : وقت صار ما باقي شيء ونرد الكويت تذكرتينا ؟
‎إبتسمت لثواني وهي تلف أنظارها له : حرام عليك ! ما نسيتكم عشان أتذكركم وبعدين تشوف نظراتهم ؟ تشوف كيف غريبين كيف بجلس معاكم وإنتم كذا حتى إنت غريب معاهم
‎رفع أنظاره لتركي وعذبي المستمتعين بكل كلمة تقولها وملامحهم وحتى نظراتهم تبيّن حب لأول مرة يشوفه ، وضحك غصب عنه وهو يتنهد : آخ مادريت إنّا واضحين جذي
‎ضحكت وهي تناظرهم من تعالت أصواتهم بالرفض وعدل عذبي أكتافه بتدارك : شدعوه مو خايفين الذيب ينسيّك حبنا شدعوه ما يهمنا حنّا مثل دايم ما تغيّرنا
‎ضحكت وهي للآن ما تخطّت كل حركة منهم بهاليوم ، أحضانهم الطويلة والعميقة لها ، رقصهم معاها ، والفرحة يلي غمروها فيها وإنّ بمجرد ما قالت لهم نيّارا إن نساء آل سليمان مشوا وما بقى أحد ، تركوا طلعتهم كلّها يرجعون يحتفلون معاها ، كان الإحتفال صاخبّ بينهم هم وأحلى ، أحلى بمليون مرة من كل لحظة توقّعتها فيها هي إحتفلت وسطهم ، وبينهم حتى جدّها سلطان رجع عشان يراقصها هي بس وهالكمّ من المشاعر كان مُهلك لأنها لمست سرورهم كلهم بعينهم وبحركاتهم ، بصراخهم وبرقصهم وهالشعور بالنسبة لها مُبهج ما يساويه شيء بالدنيا ..
‎إبتسم عذبي وهو يعدل أكتافه : والله يا إني إنحرجت بشكل ما توقّعته بحياتي وقت دخلت وهو معك
‎ضحكت وهي تهز راسها بإيه : حسيت
‎إبتسم تركي ، وضحك فهد : زين إنه إنت ووقفت على الإحراج ، لو أنا دشيت وشفته يمها إنفجرت بمكاني
‎إبتسم عذبي وهو يهز راسه بالنفي : ما تنفجر ! ما تنفجر تركي تذكر وهي صغيرة كيف كانت تستعبط على كل شخص كبير وتوقف بجنبه لكن ممنوع البوس ؟ ممنوع أي أحد يقرب ويبوسها تذكر حركاتها ؟
‎هز راسه بإيه وهو يبتسم ، ووقف عذبي يقلد وقفتها وقت توقف ورجلها خلف الأخرى وتميّل كعبها وتعالت ضحكاتهم على إحراجها لأنها بالفعل توقف بهالطريقة من الطفولة ، وإبتسم تركي : وايدها وين كانت
‎ضحك عذبي ، وتورّدت ملامح قصيد هي ما تذكر يدها كانت على ذياب أو خلف ظهرها ورفع عذبي أكتافه : ما ركّزت ، لكن إما على الذيب تمسكه وإما وراء ظهرها ما تغيّر
‎ما تكلّمت ، وضحك فهد : تختلف لا جاء طاريه تختلف
‎إبتسم تركي بهدوء : ما قلتي لنا عنه هزت راسها بالنفي لثواني وهي تشبك يديها : لأنكم تعرفونه ما يحتاج أقول شيء عنه
‎هز عذبي راسه بالنفي بتساؤل : نعرفه بالمجالس وبين الرجال ونعم الرجل إيه ، لكن لو إنه معاك مثل ماهو بالمجالس فهي مصيبة وحنّا قصدنا معك إنتِ بالنهاية ما تعرفينه ولا يعرفك وتو أول لقاء ، مستحيل ما ترك إنطباع أو شيء بقى بقلبك وخاطرك عنه مع العلم إني شخصاً ، وقت شفت وقفتك جنبه عرفت إنك بخير وإنه كفو وهذا يلي يهمني بس ..
‎إبتسم تركي وهو يناظر عذبي لثواني : تحب تسولف
‎رماه بالمخدة ومسكها تركي يحاكي قصيد : نسمعج
‎هزت راسها بالنفي تشبك يديها لثواني : لا تسمعوني ضحك فهد : لو رديّنا يهّال لعينج ، كلمة بس ما بنزوّدها
‎ضحك عذبي بتأييد ، وبالمثل تركي : قولي لا تردينا
‎إبتسمت لثواني وهي كانت وقت تخجل ويطغى فيها الخجل والتمنّع يلعبون معاها لعبة إسمها " كلمة بس " ، توصف بها الشيء ، أو تقول شعورها بكلمة وحدة وعليهم شرحها والفهم ودّورت ، دوّرت بكل الكلمات يلي تعرفها ، وكلّ اللغات يلي تتقنها ، كل أشعار أبوها وسكن قلبها لثواني ما تعرف توصفه لأحد هي تعرفه بقلبها ، وبحروف قلبها : صعب
‎عدل تركي أكتافه ، وتوّردت ملامحها تتبدل لغتها مباشرة : مو صعب بمعنى الصعوبة الحقيقي ، بسّ
‎كانت ترتبك ، ترتبك إنهم ينتظرون منها كلمة وهي ما تقدر على وصفه ورجفت شفايفها بين ألف حرف وحرف إلى ما نطقت بكلمة وحدة " مُهيب " وخلفها ألف حكاية ، ألف شعور ..
_
‎« الظهر »
‎نزل نظره ليديه المتجرحة لأنه فتح كل الشِباك يقطّعها ، يرميها بعيد ويترك الأرض فاضية ما كأنّ بيوم كانت عليها شباك الإبل ومكانهم ورمى كلّ شيء كان يخصهم حتى أحواض الماء ، والعلف ، وكل شيءّ حمّله يرسله بعيد ولليّ يحتاجه هو ماله حاجة به بالنهاية ما بقى له إلا ناقة وحيدة يتأملها قدامه ، والخيل ربطه بوتد الخيمة خلفه والأهمّ عنده الصقر موجود وبمكانه ما مسّه شيء ..
‎سند عكاز نهيان لصدره ، وتنهّد يرجع يده لشعره : قلت لي لا تفضى ، قلت ياذيّاب هالشباك لا بعمرها تفضى وحلفت لك ، قلت والله ما تفضى وأنا حيّ وقلت لا تحلف ، قلت لا تحلف يا ذيّاب
‎أخذ نفس ، وضحك يمسح على عيونه المرهقة : قلت لا تضمن ظروف الزمن وتحلف عليه ، إن فضت هالشباك بيوم هدّها وإرجع سوّر الأرض من جديد لا يبقى من القديم شيء وقل بسم الله من أول وجديد إن بقيت على خبري تحبّ هالمكان ..
‎سكن قلبه من رجعت له لمسة نهيّان على كتفه ، وقوفهم أمام هالشباك وقت وصّاه وتنهّد ، يهمس ويمرر يده على العكاز : أنا باقي على خبرك مالي أرض إلا هالأرض ، ومداي صدى ضحكاتك إنت يومها تصدح هنا مسح على وجهه قبل يضيع من جديد ويزوّد على نفسه فوق همه شعور جديد ، أخذ نفس وهو تقطّعت عروقه من تعبه وإرهاقه لكن ما يقدر ينام وما غفت له عين لأنه من وقت إتّصل عليه نصّار بآخر الليل للآن توالت عليه أحداث وتوه ، توه الآن يجلس بعد وقوفه على حيله طول الوقت لكن باقي وراه شغل أكثر من يلي راح ، باقي وراه هموم أكثر من يلي راحت وأطلق تنهيدة من وسط ضلوعه وهو يمسك جواله وطرت هي بباله مباشرة : ياكبر ذنبك ياورد ، ياكبره
‎كان يعنيها ، ياكبر ذنبها وقت ورّتها له ونطقت " بغيّر مكان قلبك " كأنها تعرف وتعمّدت تراكم عليه ذكرى نهيّان وقت قال له " لمسة وحدة تغيّر محل القلب من وسط الضلوع لمحلّ ثاني ، تغيّر مكان قلبك صار هنا ؟ " وضحك على لهيب شعوره : ماهي بس لمسة أبسط الشّوف صار يسوي بي الهوايل يانهيّان ، أبسط الشوف
‎ما كان يُدرك إنه من بد الأرقام كلها إختار رقمها وعينه على إستقرار الأبراج يلي ما إختفت ويتمنى ما تختفي لدقائق بسيطة ودّه يجمع فيها باقي حيله ثم يرجع يقوم من جديد يواجه دنياه : إيوه
‎إرتخت أكتافه ، حتى نبرته من صوتها يلي وصله : نايمة !
‎سكن قلبها لثواني من إستوعبت ، ورجعت تنطق بالعربي تستوعبه : ذياب ؟
‎عضّ شفايفه لثواني يبعد الجوال عن إذنه ويناظر ساعة يدّه بهمس غاضب لنفسه : أحد يتصّل الظهر ! الظهر !
‎رجع الجوال لأذنه بهدوء يجمع نفسه : ذياب ، إرجعي نامي لا صحيتي بكلمك ، نامي الوقت توّه ظهر
‎عدلت جلستها بعدم إستيعاب : صحيت ، فيك شيء ؟
‎رفع حواجبه لثواني من صوتها : تعبانة إنتِ ؟
‎تورّدت ملامحها مباشرة وهي تخفف التكييف : لا
‎عضّ شفايفه بندم شديد ، وضغط على عيونه لوقت طويل بهمس : نامي ، بكلمك بعدين بس نامي
‎رجف قلبها هي وقت يطول صمته ثم ينطق كلمة وحدة ما تدري وش يصير بداخلها : ما بنام ، كلّمني شوي صار شيء ؟
‎ذيّاب بهدوء : متى نمتي ؟
‎رفعت يدها لجبينها ما تذكر ، وما ردّت سؤالها من صوت الهواء عنده : الصباح يمكن ، مو بالبيت إنت ؟
‎أخذ نفس من أعماقه : بالخيام ، لو كنت بالرياض ما كلّمتك بالجوال وإنتِ قريبة وأوصلك
‎إبتسمت لثواني ، وكان تأثير النوم أكبر منها إنها تنتبه هي وش تقول : بتجيني لو كنت قريب يعني ؟ هالوقت
‎إرتخت نبرته : أجيك ، هالوقت وكلّ وقت دامك زوجتي
‎ردّت حروفها يلي كانت على وشك تنطق تعال وهي تستدرك نفسها ، وسكن قلبها من إحساسها إن صوته مو كالعادة ولا حتى سكوته وسكنت بذهول : ذياب ما نمت !
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يرفع يده لعيونه ، وعدلت جلستها مباشرة بقلق حنون : ليش ؟
‎صابت عروق قلبه من سؤالها ، ومن مرّ خيالها وهي تسأله قدام عينه وهو ما يقوى كملي نومك لا رجعت الرياض بكلمك أنا ، تبين شيء ؟
‎ما كان منها صوت هي ما تدري وش الشعور يلي رُمي بداخلها ، وعدل كتفه بهدوء من إختفى صوتها : بنت
‎ردّت بعد ثواني بسيطة فقط : تمام
‎عضّ شفايفه لثواني هو يدري إنها ما تحب ، يدري إنها ما تحبّ وتزعل بهالشكل لأنه ما جاوب ولا سؤال طرحته ، قطّعت صبره : لا تقولين لي تمام ، قولي وش بخاطرك وش تبين تقولين
‎عضّت شفايفها لثواني : إنت تبيني أقول تمام وبس
‎أخذ نفس من أعماقه وهو يسمع أصوات السيارات بالخارج : أنا لا رجعت الرياض بجيك ، تبين شيء ؟
‎دخل نصّار المذهول : ما نمت !
‎ناظره ذيّاب لثواني ، وما إنتبه إنه يكلّم أحد هو سكنت ملامحه بذهول من منظر يديه : وش صار ليديك إنت وش قطعت ! وش صار مالي كم ساعة عنك !
‎عضّ شفايفه لثواني : ما صار شيء ، إطلع وبجيك
‎إنتبه إنه يكلم توه ، وعضّت قصيد شفايفها ما بتسأله لكن يمتلي داخلها بشعور غير مريح : ما بتقول لي ..
‎لمس الزعل بنبرتها ، الخفوت يلي حصل لها ورفع يده لجبينه : لا خلصت من هنا بجيك ، لو خلصت اليوم
‎أعطاها إحتمال إنه ممكن ما يجي اليوم وممكن تطول عدم معرفتها ، وعضّت شفايفها فقط بعدم رد من رجع يسألها من جديد لو تبي شيء : لا ..
‎سكّرت قبل تسمع ردّه ، وعضّ شفايفه لثواني طويلة وهو يمسح على ملامحه ويوقف بهمس : هي ما يبي لها دلال أفعال ونقضي ، يبي لها حتى الكلمة قبل نقولها ندللّها لعينها ياذياب تعلّم ..
‎طلع من الخيمة لكن ما وده يقابل أحد ، ما وده يبقى بجنبهم وقرب خطوته من الناقة يلي أمامه يمسح على عنقها ، ورأسها يقبّلها : مشينا ، مشينا ياحبيبتي ..
‎سكنت ملامح نصّار يلي رجع للخيام يدوّره لكن ما كان له أثر : ذياب ؟
‎إعتلى صوته يناديه ، ورجع لنهيّان : ما شفت ذياب وينه !
‎هز نهيان راسه بإيه وهو يجلس على سيارته وللآن ما إستوعب عقله شيء : هناك يمشي وراء الناقة
‎تنهّد نصار من أعماق قلبه لثواني يناظر ذيّاب ورجع أنظاره لنهيّان يلي حس بإختلافه : ولد فيك شيء ؟
‎هز راسه بالنفي : فيني لنفسي ؟ لا ، على ذيّاب ؟ إيه
‎جلس نصّار بجنبه : الله يعوضه ، الحمدلله إن الجو مغيّم اليوم وما حرقته الشمس زود على حرقته
‎تمتم نهيّان بآمين ، وكمّل تأمله للمدى يلي صُعق أول ما شافه بشكل ما توقّعه بحياته وقت عرف إن الإبل والخيول كلها إنتهت ، ما فكّر بشيء إلا أخوه وجاء هنا بأسرع ما يمكن حتى تدريبات الفريق تركها ووقت وصل هنا ، وقت شاف حال الخيام وآثار الجثث يلي أُزيحت من مكانها لكن باقي آثارها على الثرى وباقية هي بمكان بعيد وقف كونه كله ، وقف نبض قلبه والحين وقت شاف والحين وقت شاف أخوه طلع من خلف الخيام يتبع آخر ما بقى له توسّد قلبه شعور ما يوصفه من قبحه : نصّار وش صار بالضبط كيف راحت كلها ليش شلون
‎تنهد نصار وهو يجلس بجنبه على السيارة : الله أعلم ، ننتظر المتخصصيّن يردون علينا الخبر للحين
‎ناظره نهيّان لثواني : يعني أحد جاء ؟ مو ذياب شالها هنا
‎هز راسه بالنفي : ما طاوعته أنا ، قال لا تبلّغ وبلّغت وجو فريق من وزارة الزراعة أخذوا عيّنات منها ومن أكلها يقولون يمكن منه والنتيجة العصر وبيرجعون بعد شوي
‎تنهّد نهيان ، وجلس نصّار يلي ملّته الهواجيس من الفجر وأول رؤيه لهم للزام يلي وقّفت شعر راسه : فيه شيء ماهو طبيعي أبداً الله يكفينا الشر ، ويكفي ذيّاب ..
‎ناظره نهيّان بإستغراب : كل شيء ماهو طبيعي مو شيء واحد بس كيف يموت كل شيء بلحظة ما تصير
‎هز راسه بالنفي : كلّه بكفة إنت ما شفت وش صار الفجر بعد موتهم جميع ، ما شفت فزّة ذياب ولا شفت لزام وش سوّى أحلف لك بالله إني للآن مدري كيف قدر ذياب عليه وقدر يمسك جموحه ولا أدري هو من وين جاء وكيف كان غايب عنهم
‎ناظره لثواني بذهول : لزام حيّ !
‎هز نصّار راسه بإيه : حيّ ، ظني هو يلي ماسك حيل ذيّاب للحين ، ما قال لي كلمة عن شعوره ولا وضح بعينه شيء
‎تنهّد نهيان : الخافي البيّن ، ما غلط أبوي ..
‎ناظره نصّار لثواني : على طاريه ليه ما جاء للحين ؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : ما لقيته بالبيت من صحيت ، المهم إنت جلست مع ذيّاب الوقت كله ما غبت ؟
‎هز نصّار راسه بالنفي : مشّاني ما تركني عنده تو أرجع ، تركته براحته لأن لو جلست عنده هو كل حيله ما يوضّح لي شيء لا تأثّره ولا زعله ولا حتى عصبيته وما ودي يكتم
‎هز راسه بإيه : زين ما سويت
‎تنهّد نصار ، وجلس يتأمل ذياب يلي صار بعيد عنهم كثير وكلّ شخص منهم بصدره أشياء لها أول مالها نهاية ، رفع نهيّان يده لشعره من الخلف : نصار
‎لف أنظاره له ، وردّ نهيان حروفه وهو يبعثر شعره وفهم نصّار إن فيه شيء لكن ما يدري وش ، مد يده يشد على كتفه : تكلم
‎هز راسه بالنفي : الله يعدل الأحوال بس ما نبي غيره ..
_
‎« بيـت تركـي ، العصر »
‎عدلت بلوفرها وهي تتأمل نفسها لثواني طويلة ، من وقت إتصل عليها هي ما رجعت تنام ، ومن وقت جلست هي إختلف حالها من كلّ المشاعر يلي تزاحمت بعقلها عنّ وجوده ، جلوسهم بالأمس ، مكالمتها معاه ، زعلها منه .. كل شيءّ حصل لكن لأوّل مرة ، لأوّل مرة يطغى التخوّف على باقي مشاعرها وعضّت شفايفها لثواني تسحب كم بلوفرها للنهاية تغطيّ حتى أصابعها هي للآن ما تخطّت كيف فتح كم فستانها ، وكيف كان يمررّ يده على آثار الجروح الباقية كأنه يتأمّل لوحة فنية بس لأنها بيدها : مو وقته
‎كانت تتدارك نفسها من المشاعر والزعل وسكنت ملامحها من نورت شاشتها بإسم وسن ، ردت مباشرة ما تدري ليه رغم إنها تحاول تخفي وساوسها : أهلاً
‎إبتسمت وسن مباشرة : عروستنا أهلين ، كيف الحال
‎دخل تركي وهو يشوفها تكلم ولهالسبب ما تكلّم ، وشدت على باطن يدها لثواني : بخير الحمدلله وإنتِ ؟
‎توسّعت إبتسامتها من شدن : طيب بتكلمينها والله بتكلمينها صبرك عليّا بس ! بخير الحمدلله نسلّم عليك ، إسمعي بقولك تعالي بيت عمي حاكم اليوم
‎هزت راسها بالنفي مباشرة : لا ما بـ
‎قاطعتها وسن مباشرة : ما نقبل كلمة لا نهائياً لو سمحتي لا تحاولين ، بعدين الجيّة مو عشان سواد عيوننا يعني بس اليوم مسوين لورد سبرايز عشان التطبيق ولازم لازم تكونين موجودة أعرف إنه بيكون ناقص عندها لو ما كنتي موجودة ، وقولي للبنات كمان يجون معاك ننبسط
‎ما قدرت تقول الحرف من قفّلت وسن كل الطرق عليها : ننتظرك ترى ولو ما جيتي بنقول لذيّاب يخطفك عندنا
‎رفع تركي حواجبه وهو يسحب الكرسي يلي أمامها ويجلس ، وإبتسمت وهي تاخذ نفس من صار صوت شدن المقابل لها : أهلين سميّ
‎إبتسمت شدن بهمس : متى بتجين عشان أستقبلك وما بجيب وردة فيها شوك عشان يدك ما تتعور وعادي ضيّ تجي معاك وإلا مو عادي ؟ عشان أنا حبيتها
‎إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : ما أعرف بس بقول لها
‎إبتسمت شدن بحب : تمام ، أشوفك بعدين
‎ضحكت قصيد : تمام ، تبين شيء ثاني ؟
‎رفضت شدن تبيّن لها إنها تنتظرها فقط ، وسكّرت من وسن وهي تناظر تركي : فيك شيء ؟
‎هز راسه بالنفي : إنتِ شفيج ! تخجلين وتتوترين وتبتسمين وتضحكين كله بأقلّ من دقيقة بشويش يبه
‎هزت راسها بإيه بتوتر : تشوف ؟
‎رفع حواجبه لثواني : انزين شحقه ليش هذا كله ؟
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تعدل بلوفرها ، وناظرها لثواني بإستغراب هي لبسها من فترة دائماً بلوفرات وهالشيء غريب عليها : فيك شيء إنتِ ؟
‎هزت راسها بالنفي من جديّته يلي ما تحبّها : تركي لا تكلمني كذا ، مافي شيء لو فيه مستحيل إنت ما تعرف ..
‎ناظرها لثواني بشك ، وإبتسمت : ننزل عندهم ؟
‎هز راسه بإيه : ننزل
‎عدلت نفسها لآخر مرة بمحاولة لتجاهل نظراته المتفحصة ، ودخلت تحت ذراعه تتوجه معاه للأسفل ولمحلّ إجتماعهم يلي تقررّ هالمرة يكون بالحديقة مو داخل البيت وكان شكلهم من بعيد يكفيّها تبتسم ..
‎أبوها الغارق بين ملفّاته لكنه مع ذلك يتقهوى معاهم ، أمها يلي تتأمّل ملفات أبوها وتضحك بينه وبين نيّارا وعذبي أخوها المتمدد عند أمها ويسمع سواليفهم وإبتسامها الأوسع كان من عذبي أبوها يلي واقف مع فهد بعيد شوي إبتسمت لثواني بإستغراب : الباقين وينهم ؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : نايمين يمكن ما شفت أحد طلعت جوالها من جيبها الخلفي وهي تشوف رسالة من وسن " ننتظرك " ، سكّرت ترجعه بمكانه وهي تتوجه لعذبي أبوها يلي توسعت إبتسامته مباشرة يقبّل خدها من دخلت تحت ذراعه : صحت الدنيا ياحبيبتي ، صحّ النوم وينج طولتي علينا
‎إبتسم فهد بهمس : كل دقيقة تصير إثبات إن الذيب داخل منافسة صعبة حيل !
‎إبتسمت وهي ترفع نفسها لخد أبوها تقبّله : صح بدنك ، قلتلك إنك لما تحلق كذا تصير أحلى وايد وإلا ما قلت ؟
‎هز راسه بإيه وهو يمد يده لدقنه : ردّتني شباب صح ؟
‎ضحكت وهي تناظره لثواني : بس إنت ما شيّبت أصلاً ! دايم شباب بعيني أنا وأحس عيني الوحيدة يلي تهمّ
‎ضحك فهد من هز عذبي راسه بإيه : ويصارحها بعد انزين يبه إحترم أمي شوي ! صح بنتك وتهمك لكن
‎هز عذبي راسه بالنفي : أبرر لك مشاعري يعني ؟ بنتي غير وأمك غير لا تصير غبي وتعصّبني وأنا ما ودي أعصب
‎هز راسه بالنفي : الحين تونا صافي يا لبن وبتعصّب علي ؟ لا حبيبي مشاعرك للي تبي ما بقول شيء خلاص
‎ضحكت قصيد لثواني ، وتوجّهت تجلس معاه للجلسة يلي فيها كلهم ..
‎تركت سلاف الفنجال من يدّها وهي تسكر جوالها : ملاذ كلمتني ، تقول لي تعالي مع قصيد كلموك هم ؟
‎رفع تركي حواجبه لثواني : على وين ماشاءالله ؟
‎سكنت ملامح قصيد مباشرة : كلمتني وسن ، قالت تعالي اليوم بيت عمي حاكم يحتفلون بورد عشان التطبيق
‎هز أبوها راسه بالنفي : لا ، توّ أمس مملكين واليوم تروحين بيتهم ؟ لا ماهو عندي إعتذري ووقت ثاني يصير خير
‎ناظرته سلاف لثواني : تركي ؟ ورد صحبتها قبل تتزوج ذياب أكيد بتروح وتشاركها فرحتها مو منطق
‎هز راسه بإيه : تشاركها فرحتها أكيد بس ماهو اليوم سلاف ! تبارك لها يوم ثاني ماهو لازم مع البنات
‎تورّدت ملامحها لثواني من نظراتهم وما تدري كيف نطقت خوف من إن تتعارض آراء أبوها وأمها أكثر : ذياب مو موجود
‎ضحك عذبي على خجل إخته وخوفها من نقاشات أمها وأبوها : وكبرنا وصرنا ندري الذيب وين دياره
‎ميّل تركي أبوها شفايفه وهو يراقب نظرة سلاف له ، وإرتخت أكتاف قصيد هي ما تدري وش يصير بمشاعرها ورجعت جسدها للخلف وودها لو تغرق بوسط الكرسي مو بس ترجع فيه لكنها لمحت نظرة تركي أخوها يلي جنبها لها وعرفت إن ما عاد لها فرصة تتوارى عنه أكثر من مد يده قريب من يدها لثواني ، هي عرفت إنه يبي يطمّنها وما بيسأل ولهالسبب هي تحس بشعور بشع إنه يعرفها ويدري إنها مو مستقرة لكنّه ما يسأل ، ما يسأل عشان خاطرها هي فقط لكنه يداري قلبها بشكل ما توصفه ويحسسها بسوئها هي إنّها ما تقول له حسّ تركي بإختلاف بنته ، وهز راسه بالنفي بعقلانية ويوضّح للكل قبل يختلط عليهم الأمر : أنا ما عندي مشكلة لو ذياب ينام ويصحى هنا ، أعرفه مثل ما أعرف كفّ يدي حتى وهو زوجك الحين وإنتِ حلاله هو صاحب مبدأ ورجّال ماله بالردى حاجة لكن أنا لي رأيّ ثاني يابابا ، حتى وإن ما كان ذيّاب موجود بالبيت اليوم وحتى وإن كان البيت بيت عمك حاكم يلي ما أردّك عنه هالمرة ماهو وقته ولا محلّه توّكم كاتبين العقد ولا يصحّ لك من ثاني يوم عندهم حتى وهم أهلنا من سنين ..
‎ناظرت سلاف بنتها لثواني : صح معاك حق بس خطفت قلب البنت شوي هي ما قالت بتروح تركي
‎إبتسم لثواني وهو يهز راسه بالنفي : بنتي تفهمني ، لو بغير محلّ تروحين ما عندي مشكلة وأنا أوديك بعد
‎هزت راسها بالنفي ، وإبتسمت سلاف لثواني هي ما حبّت إن قصيد أساسا تخجل وما قالت هي بنفسها ورفض تركي رغم صحّته جاء بطريقة ما تحبّها قصيد ولا تحبّها هي نفسها رغم إنه ما قال شيء لكن الرفض منه لوحده مو شيء مُعتاد عندهم ..
‎رجف قلبها حتى أبوها يدري إنّ ماله بالردى حاجة ، وما قدرت تميّل فكرها عنه بيّنهم هالمرة وما عادت تخاف يشوفونه ويقرونه بوسط عيونها " إنتِ بنت أصول ، وأنا ماني ردي " وما إنتبهت إنها وسط غرقها هي شدّت على يد تركي أخوها يلي إكتفى بهمس وحيد : غريبة إنت
‎هزت راسها بالنفي فقط ،ورفع فهد حواجبه لثواني : يعني الحين لو ذيّاب موجود ، ماله دخل إنك قلت لا ؟
‎هز أبوها راسه بالنفي بهدوء : لو كان موجود أو ماهو موجود ماله دخل ، ذيّاب ولدي ولو يبي يجي بكل وقت مرحّب به زوجته ما أرّده عنها ..
_
‎« الخيـام »
‎نزل حاكم من سيارته بسكون تام من المنظر يلي يشوفه ، ولده يلي واقف قدام الخيام تحاوط أكتافه فروة نهيّان ويتلثّم بشماغه لكن رعبه ما كان من طريقة وقوفه وعكّاز نهيان يلي يجمع يديه الثنتين فوقه يتأمّل ، رعبه كان من شدّة إحمرار محاجره من الغضب والإرهاق ماهو من شعور آخر وحتى وهو يتلثّم بشماغه للذيب نظرة ، نظرة ما تخفى على أبوه ولا تخفى على باقي الجموع قدامه يحللّون بأسباب موت كلّ روح كانت بهالمكان ، من الشرطة ، ومن المختّصين برعاية الحيوان ووقف على بُعد كافي منّه ما بيقربه ولأوّل مرة ، لأوّل مرة يشوف نصّار إن حاكم ما يبي يقرب ذياب : ما بتسأله عن شيء ؟
‎هز راسه بالنفي : زلزل هالأرض كلّها وصّل صداه للرياض عندي ، وش بسأله عنه ؟
‎رفع نصّار أكتافه بعدم معرفة وفعلاً ذيّاب نشّف الدم بعروق كلّ من قربّه من العصر ووصلت لحاكم أخباره لكنّه لف أنظاره لنصّار : أوصف
‎عدل نصّار أكتافه لثواني وهو يرجع يده لشعره من الخلف شيءّ ما يتصوره عقلك ياعمي ، ما يتصّوره ..
‎تنهّد حاكم وهو من الصباح وقت وصله الخبر كان بيجي له لكن ملاذ منعته ، منعته لأنّ ما ودها يلتقون بدري وبجوف ذيّاب جمر وحاكم بجوفه غضب على إنه ما درى بدري ، وعلى إنّ الحلال يعز عليه مثل ما يعزّ على ذياب والظهر كان إنشغاله بالمستشار يلي دعاه ضروري يناقشه بخصوص ذيّاب وتو يقدر يجي هنا لكنّ لو حرقة ولده بعد ساعات بهالشكل ، كيف أوّل الموقف ؟
‎حرك ذياب عكاز نهيّان وهو يحترق ، يحترق جمر يرمّد بداخله ما بقى له من كلّ روح كانت بهالأرض إلا خيل ، وصقر ، وحتى الناقة يلي كانت تمشي قدامه قبل ساعات هلكت أمام عينه بشكل قطع فيه آخر عروق صبره وترك غضبه يشتعل بشكل يخوّف يلي ما يخاف حتى وإن ما نطق لا لنصّار ولا لنهيّان بالكلمة أو الجملة هو عينه كانت تسطّر جمل وعيد أشدّ من كل حرف ممكن يمر على مسامعهم ..
‎تقدّم حاكم بخطوته يصافح المسؤول يلي توجه لذيّاب : ماعليك زود الله يقويكم ، وصلتوا لشيءّ ؟
‎هز راسه بإيه وهو يتصفّح الأوراق يلي بيده : وصلنا الخبر من المختبرات الحين حللّوها هي وأكلها والماء ومثل ما قال ذيّاب ماهي موتة طبيعية الله يعوّض خساراته ، لكن الغريب يابوذيّاب المختبر يقول ماهي مواد كيميائية مثل ما توقّعنا حنّا وقلت لذيّاب بالبداية إنما أعشاب
‎سكنت ملامح حاكم لثواني يلف أنظاره لذيّاب الساكن : وش ؟ وش أعشابه شلون أعشاب تهيّج الحلال كله وتطرحه قتيل وش مصدرها ؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : هذا يلي وصلنا ياطويل العمر ، فحصنا مكانها لو كانت بفعل فاعل لكن مابه أثر لشيء والحين ندّور وش تكون هالأعشاب وش مصدرها ونردّ لكم خبر بإذن الله قريب لو كان لها منبت هنا
‎هز راسه بإيه : ما قصرت الله يعطيكم العافية ، ما قصرت
‎رجع ذياب لثامه مثل ما كان ، وقرب بيمشي بخطوته بعيد لكن أبوه قيّده : تكلّم معي أول
‎هز راسه بالنفي بهدوء : وصلك الخبر وسمعت وش قالوا ، وش بتغيّر حروفي لا قلت لك ؟
‎ناظره وهو يمسك أعصابه بالقوة : ذيّاب ! ما قلت ما وصلني الخبر ولا قلت ما سمعت قلت كلّمني إنت
‎عضّ شفايفه هو يحترق ، يحترق بشكل ما يتصّوره حتى أبوه : كلّ حلاله ضاع منيّ أنا ! من إهمالي أنا هذا يلي تبي تسمعه ؟ إيه حلال نهيّان كله ضاع منيّ ولا حفظته ولا كمّل معي العشر سنين ووش بقى ؟ بقت ناقة وحدة وماتت قدام عيني وش أقول ؟ أقولك ترى ما مرّت غيمة وحدة ومطّرت تنبت بهالصحاري عشب ؟ أقولك إنّه بفعل فاعل وقدام خشمي وما شفته ؟
‎هز حاكم راسه بالنفي بغضب يمسك نبرته : لا صرت ورع العشر سنين قدامك قل لي يبه حرقتي على الحلال من مسّ جوفك وش صار لك إنت ماهو الحلال ناظر أبوه لثواني وحتى الرد ما يقواه هو عضّ لسانه جمر من الغضب يلي توسّد داخله هو ما خسر حلاله وبس هو نهشه التعب ، ونهشه عقله وقلبه إنه زعّلها هي وطول مشيه بالمدى الوسيع هو ما غاب عنّه صوتها ولا إنها قفلّت تقول له ما تبي شي ما قالت سلامته ، ووقت إختلى بنفسه شوي هو إنتبه إن معاها حق تزعل وماهو لمجرد الدلال إنما هو فعلاً يزعّلها وهنا توضّح له فرق بشع بينه وبينها ، هنا توضّح له إختلاف طبعه وطبعها هو جلف مهما حاول يلين ما يستوعب وهي أرقّ من كل رقيق بحياته وتأكّدت كل تخوّفاته قبل هو قدّ كل صعب ، وأعصى من كلّ عاصي لكن هو مو قدّ دلالها ولا يقرّبه وهذا يحرق أعصابه هو كان يدري بإختلافه وإختلافها ومع ذلك ، خطبها بداعي الغيرة والتخوّف والهوى ، وملّك من أسباب اللهيب والحين مثل ما ضاع منّه حلاله هو تاهت منه خطوته ووقت طاحت قدامه ناقته إختفى كلّ حيله خلفها ما عاد يثبّت ، ولا يوعي : ما به شيء
‎تمتم حاكم بالإستغفار هو المستشار طيّر له عقله بكلامه ، والحين يشوف من ولده هالحال ولا ودّه يترك لغضبه منه مجال وقطع نقاشهم نهيّان يلي جاء يكلم أبوه : يبونك ..
‎هز راسه بزين ، ومشى ذيّاب للجهة الأخرى وقبل يمشي حاكم لمح بنهيّان شيء مختلف : ولـد
‎رفع نظرته لأبوه لثواني ، وسكنت ملامح حاكم من حرقة ولده الواضحة بعينه : نهيّان ! وش من كلّمك إنت
‎هز راسه بالنفي هو خارت كل قواه وقت جاء يدوّره خلف الخيام ولمح إنحناءه عند ناقته ورجعت لنهيّان كل صدمة مرّت عليه بطفولته وقت مات أوّل خيل وما لقى يموت إلا بحضن ذيّاب أخوه يلي وقتها شحبت عينه برعب لأوّل مرة يشوف الموت قدامه ، لأوّل مرة تقرب ريحة الموت أنفه لكن الفرق يلي هدّ حيل نهيّان هو إن قبل سنين وقت مات الخيل بحضنه فزّ له سند قلبه وظهره نهيّان ، فزّ يترك مجلس الرجال خلفه ويبقى مع ذيّاب لأنه هو الوحيد يلي يفهمه ويفهم خاطره والحين يشوف أخوه وحيد بشكل أوجع فيه قلبه ، خطف فيه كل نفس كان ناوي ياخذه ورسم إبتسامة مؤلمة بثغره : ما كلّمني أحد ، بس ضروّا ذياب وحيل ماهو شوي تكفى
‎هز راسه بالنفي بذهول : نهيّان يابوك ما يضرّونكم ولا يضرّونه ! ما يهزونه أخوك شديد ويدري بالدنيا وهم أقصى أفعالهم وشهي يابوك ؟ من وراء ظهره يقولون إنّهم بيهزونه وهو قد زلزلهم
‎هز راسه بالنفي ، وسكنت ملامح حاكم من تأثّر ولده : وش شفت إنت ؟
‎جلس على الدكّة القريبة ، وأخذ كسرة خشبة صغيرة عانقها التراب : ما شفت شيء ..
‎ناظره أبوه بتفحّص لوقت ، وقرّبت خطوته للمشي لكن دخل يده بجيب ثوبه من جواله يلي يرنّ ورفع حواجبه بإستغراب يرد مباشرة : ديم ؟ عسى ما شرّ إبتسمت درة : أنا درة عمي معليش أزعجتك ، بس بقولك كلّم الحارس إذا فاضي لأن جالسين نطلبه المفتاح ويقول لا ولا ودنا نقول لورد وتعرف
‎رفع حواجبه لثواني : طيب ، وملاذ وينها ما قلتي لها
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة : تكلم من أول ما طلعت لنا
‎هز راسه بزين : الحين أشوفه ، ديم وينها ؟
‎رفعت حواجبها لثواني بإستغراب : ليش ؟
‎رفع حواجبه لثواني : متصلة عليّ من جوالها وتكلميني بموضوع عادي ليه مو هي تكلمني ؟ فيها شيء البنت ؟
‎هزت راسها بالنفي بذهول : لا وش فيها عمي أنا جوالي طافي وشفت جوالها هي أقرب وما تدري إننا ندور المفتاح قلت إختصار للمشوار أكلّمك أنا من جوالها
‎بررّت له أكثر من تبرير وهذا كافي إنه ما يحس بالإرتياح ، وقفّل بدون ما يقول كلمة زيادة يرجّع الجوال لجيبه : كلم الحارس يعطي البنات مفتاح الملحق
‎هز راسه بزين ، وتوجه حاكم للرجال يلي طلبوه لكنّه لف أنظاره لنصّار المرتكي على أحد الخيام يتأمّل يديه والواضح إنه بعالم غير عالمهم وبالفعل كان نصّار بعالم آخر هو يحترق قلبه إنّ يديه تجرحت وما تجاهل ذيّاب تضميدها له حتى وهو كان يحتاج من يضمّد جراح قلبه ، وعينه قبل جراح جسده وعرف نصّار إن جروحه غائرة وإن ما كشفها من إنحنائه على كلّ خيل ، وكلّ روح كانت تعني له وإنه ويفرّق بينها حتى بموتها ، إن قدر نصّار يمحي صورة هياجها من قدام عينه وموتها ، هو لو يحاول سنين ما يمحي إنحناء صاحبه عندّ كل جسد منها وجلوسه الطويل أمام كل جثة فيهم حتى وإن كان يتلثّم بشماغ وتحاوطه فروته ما كان نصّار يحتاج يشوف ملامحه هو وصلته حرارة إحتراقه بدون لا يشوف منه حتى عينه : الله يعوّضك ياصاحبي
‎سكنت ملامح حاكم من التنهيدة يلي طلعت من نصّار وإنه تمتم بدعوة ما لمحها : نصّار ، تعال يميّ
-
‎توجه لمكان خيله يلي عزله لمكان بعيد عن مكان الخيول الأول وهو يفتح حبله يلي ثبّته بوتد الخيمة : دلّني
‎ما تحركت خطوته على غير العادة ، وسكنت ملامح ذيّاب يفتح لثامه مباشرة وقرّبت خطوته من خيله الساكن : لزام !
‎مد يده لعنقه ، لرأس خيله ينتظر منه ردة فعل تبيّن إنه طبيعي وحتى نفسه إنخطف منه ينتظره يطيح قدام عينه مثل ما طاحت الناقة : لا تكفى لا '
‎« بيـت حـاكم »
‎جلست ورد خلف أمها وهي تتأمّل لوحاتها : والزواج ؟
‎رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : ما قال لي أخوك شيء
‎ناظرتها ورد لثواني : وما عرفتي وش صار بالخيام هناك ؟
‎هزت ملاذ راسها بالنفي رغم إنها تعرف لكن ما بتقلق بنتها وتشيّلها الهم ، ورجعت جسدها لثواني : ذيّاب ما بيقول شيء عن الزواج ، ولا عنّها ولأول مرة أعيش شعور بس ودي أزوّجهم وأعيشهم ببيت واحد وأرتاح
‎إبتسمت ورد لثواني : وإنتِ ضد هالنظام ، ضد إنّ كل شيء يصير بعجلة مثلكم حتى لو كانت النتيجة حلوة
‎هزت راسها بإيه بتنهيدة : لأن حياتنا تعبت من العجلة ، وديّ نصير ناس طبيعيين نفرح بكل شيءّ ونعطيه حقه من الفرح لو لشهور ، ما ودي يصير نظامنا دائماً خطبة ملكة زواج بأقلّ من شهر ماهو حلو
‎ميّلت ورد شفايفها لثواني : طيب وش غيّر رأيك ليه تبين تجمعينهم بسرعة وإنتِ كنتي تبينهم ما يتعجّلون بشيء
‎تنهّدت ملاذ بهمس : يمكن هي تتركه البيّن بدون خوافيه
‎إبتسمت لثواني بشبه فضول : تحسّين يحبها ؟
‎إبتسمت ملاذ ، وما خفى على ورد التخوّف يلي بداخل أمها حتى وهي تبتسم وتتكلم بهالشكل إلا إنّ لسانها يقول شيء ، وعينها تقول شيء ، والألوان يلي تلطّخ يديها وتعانق فُرشها ما كانت ألوان فرح ، ما كانت ألوان شعورها مريح أو حتى مبهجة كانت ألوان تبيّن إن أمها تحاول تنزع سوء ما بداخلها وتنثره على اللوحة ..
‎سكرت جوالها وهي ترجعه لجيبها : بنزل للبنات
‎هزت راسها بزين ، وتوجهت ورد للأسفل بإستغراب وهي تشوفهم جالسين بالصالة يسولفون وبمجرد نزولها كان منهم السكوت : تبون أرجع يعني ؟ ترى أرجع عادي
‎إبتسمت درة لثواني : ليش صايرة تزعلين مننا بسرعة ؟
‎ميّلت شفايفها : حركاتكم مو مني
‎تركت جود جوالها : آسفين على حركاتنا يابنتي من أمس وإحنا نسطّر إعتذارات ما لاقت لسموك للحين ؟
‎هزت راسها بالنفي : ما يفيد الكلام نبي إعتذار أفعال
‎إبتسمت وسن لثواني : هذا عند آل حاكم ما وصلنا حنّا
‎إبتسمت ورد بغرور : ما يرضيني غيره معليش حاولوا
‎رفعت حواجبها لثواني من صوت الجرس الخارجي ، وتوجهت للشاشة تشوف مين وردّت من كان الحارس : إيوه
‎لف أنظاره للشارع : طويلة العمر جاء واحد من الورشة ، يقول بيترك الدباب هنا حق نصّار وأنا ما وصلني خبر
‎لفت أنظارها للشخص ، ولدباب نصّار بالكاميرا الأخرى : عادي يدخّله مو مشكلة
‎رفعت جود حواجبها بإستغراب من سكّرت ورد منه : ليش هنا بيتركه يعني ؟
‎رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة وما تدري ليه كثر إحساس السوء بقلبها ، وشتت أنظارها لبعيد لكن كانت دقيقة لحد ما طُرق الباب ورفعت جود القريبة منه حواجبها : أفتح ؟ وإلا أخوانك هزت ورد راسها بالنفي بإستغراب : لا مو أخواني شوفي
‎قامت درة معاها تسمع ، وفتحت جود الباب من جاوب الحارس بإنه هو : معي مفتاح الدباب
‎مدت يدها ، وتركه الحارس براحة كفّها : إنتِ ديم ؟
‎إستغربت جود سؤاله : ليش تسأل عن ديم ؟
‎عرف إنها مو هي ، ورفعت درة حواجبها : ليش ديم
‎وقفت ديم من إشارة درة لها إنها تجي يمّهم ، وكمّل الحارس وهو يفتح المفتاح من سلسلته : عشان المفتاح
‎رفعت درة حواجبها بإستغراب : وش عشان المفتاح طيب عطينا إياه إحنا ليش ديم ؟ عمي حاكم قال لك ؟
‎هز راسه بالنفي : نهيّان قال المفتاح لديم وأسلّمه لها
‎سكنت ملامح ديم مباشرة ، حسّت بشعورها وسط بطنها هي ما توقّعت ، لو بنسبة واحد بالمية ما توقّعت يجتمع إسمها وإسمه بجملة ولا ماهي أي جملة نهيّان بنفسه قال المفتاح لديم ليش ؟ وش الطاري وكيف جات بباله
‎لفت درة أنظارها لها : إخلصي
‎مدت يدها تاخذ المفتاح منه ، ورجف قلبها حتى من حديد المفتاح يلي لامس يدها مو للمفتاح ذاته لكنها تركته بباطن يد أختها مباشرة ورجعت تجلس مكانها ..
‎ضحكت درة لثواني : ورد حارسكم مو طبيعي وش مستوى الأمانة يلي عنده ماشاءالله ؟ ما يدخل الدباب عشان ما وصله خبر والمفتاح يقول محد ياخذه إلا ديم عشان نهيّان قال ديم
‎رفعت ورد حواجبها لثواني : مفتاح وش ؟
‎تنحنحت وسن وهي تشوف ملامح ديم إختلفت لدرجة إنها ما كملت جلوسهم بينهم إنما توجّهت بعيد : ديم
‎جلست درة : مفتاح لأبوي وشكلهم ناسيين إني بنته الكبيرة متعديني الله يهديهم يقولون لديم ، دلع
‎ناظرتها جود بذهول من إتقان الكذبة ، وسكنت ملامح ورد من لمحت مفتاح نصار باقي بباطن يدّ جود يلي تتأملّه بطريقة تركت ورد تشتت أنظارها لبعيد فقط وما تحمّلت الجلوس إنما توجهت للمطبخ تشغل نفسها بشيء آخر ..
‎رفعت جود حواجبها لثواني وهي تدخل المطبخ خلفها : فيك شيء إنتِ ؟
‎هزت راسها بالنفي ، وتركت جود المفتاح على الدولاب : طيب شوي وتجهّزي ، درة تقول بنروح لصحبتها نهنيها
_
‎« بيـت تركـي »
‎دخلت سلاف وهي تشوف بنتها متمددة على السرير ، تحضن مخدتها وتتأمل بجوالها : بنت
‎رفعت نظرها لأمها ، وسكرت جوالها لثواني : عيون البنت
‎رفعت سلاف حواجبها لثواني بإستغراب ، وتوجهت للدولاب كالعادة لكن هالمرة ما طولت بوقوفها إنما طلعت لها فستان : بتروحين ، تهنيّن ورد وتجلسين شوي وترجعين هذا الحل الأمثل ويلي وصلت له
‎هزت راسها برفض : بروح لها يوم ثاني
‎رفعت سلاف حواجبها : ماما ما أشاورك ، بتروحين لأن العيب عيب وكلمتني ملاذ قالت جلسة بنات بس
‎ناظرت الفستان يلي طلعته لها أمها : ما بناقشك بالروحة لكن هالفستان ما بلبسه مستحيل ناظرتها سلاف لثواني ، وجلست قصيد : ماما تكفين
‎هزت راسها بالنفي : ماما حبيبي ما بتطولين هناك ، تسلمين على ورد وتباركين لها وتهدينها وترجعين معانا بس صدق عيب حتى ملاذ كلمتني وتسأل عنك تقول قصيد لازم تجي
‎هزت راسها بالنفي برجاء ، وجلست سلاف بعقلانية : لو ما كلمتني ملاذ ما كنت بعارض رأي أبوك وأقول لا ، حتى هي ودّها تكونين مع بنتها يا أمي نلغي الأهميّة لها عشان كلام الناس ؟
‎هزت راسها بالنفي : بابا أدرى ، وما يبي يوصله كلام
‎إبتسمت سلاف لثواني : أبوك يشيل هم أبسط الشيء بس ما يعني إنه بيصير ، صح ما ينفع بس إنتِ ما بتروحين تصيّفين عندهم ، تسلمين عليها تشاركينها فرحتها وترجعين يا ماما ما تستاهل ورد ؟ حتى ملاذ تقول لي لازم تجين ودّك تكسرين أم زوجك من بدري ؟
‎ناظرت أمها لثواني برجاء ما تبيها تجبرها ، وهزت سلاف راسها بالنفي : وأبوك لا تفكّرين بكلامه أكثر ، هو شكله يغار من الذيّب وردّها بالناس وإلا هو يقصّ كل لسان يتكلم ويعيّب عليك يا ماما ما يشقيه الكلام
‎هزت راسها بالرفض من جديد : غير هالفستان وألبس
‎ميّلت سلاف شفايفها وهي تتوجه لأدراجها ، وتنهّدت قصيد : ماما لو سمحتي بدون عناد ، هذا لا
‎ناظرتها سلاف لثواني وهي تدور بأساورها : تعالي طيب
‎رفعت حواجبها لثواني وهي تنزل من السرير تتوجه لأمها ، وطلعت سلاف إسوارة : بتلبسين هالإسـ
‎سحبت قصيد يدها مباشرة من مسكتها أمها وكانت على وشك ترفع أكمام بلوفرها تلبّسها بنفسها ، وسكنت ملامح سلاف من توتّر بنتها المباشر : بلبسها بعدين تمام بس باخذ شاور أوّل
‎هزت راسها بالنفي بذهول : العصر تحممتي ، هاتي يدك
‎تغيّرت ملامحها كلها من التوتر ، وعضّت سلاف شفايفها مباشرة هي صار نبضها بوسط عنقها من الرعب وإن فيه شيء ما تدري عنه والأكيد إنه مو عادي : هاتي يدك !
‎هزت راسها بالنفي : ماما مافيها شيء بس بـ
‎عضّت سلاف شفايفها لثواني من التوتر يلي حسته ومن بدون مقدمات رجع لتفكيرها كل شيء : لو مافيها شيء ما شلتيها من قدامي كذا بلا عبط ! أصلاً كل فستان وكل لبس أطلّعه لك من فترة تبدلينه ببلوفر وشيء أكمامه طويلة قصيد والحين فزّتك مو عبث ، وريني يدك
‎دخل أبوها يلي كان ينادي أمها لكن تغيّرت نظرته مباشرة حتى جملته قطعها من لمح توترها : سلاف !
‎أكلها القلق سلاف ما يُخفى ، وتغيّرت ملامح تركي نفسه لأنه يعرفها : قصيد ؟ وش صار
‎رجف قلبها وسط ضلوعها وهي تناظر أمها برجاء ، كلّ ملامحها إحترقت من الخجل ومن عدم رغبتها تكشف حكايتهم ، من حسّت إن سترها كله يكشف ولمست سلاف خوف غير عادي بملامح بنتها وتبدّلت ملامح تركي للقلق أو حتى العصبية : تكلّمي هزت سلاف راسها بالنفي وهي تناظر وسط عينه لكنها ما تكلّمت إنما قربت خطوتها منه ، ورجف قلب قصيد وسط ضلوعها من نظراته عليها هي مو على أمها كأنه يقول لها ما تخفين عني ، وقفت سلاف بهدوء قدامه بهمس : ما صار شيء لا تخوّف البنت ولا تخاف إنت كذا
‎هز راسه بالنفي وهو يرص على أسنانه : لا تكذبين علي
‎بردّت عظام قصيد كلها هي تنتظر منه يناديها لأن حدة نظراته تجاه أمها مو عادية وتجاهها هي ، أو يجي يكشف بلوفرها وسترها كلّه ولهالسبب نبض عنقها من توترها والشعور يلي بداخلها وصدّت بأنظارها عنهم هي تسمع همسات أمها له لكن حتى الإستيعاب ودّعها ما تدري هي تقول له ترى بنتك بيدّها شيء تخبيه ، أو تقول له مافينا شيء ورفعت يدها لعنقها تخفي نبضه الشديد من أفكارها هي وشعورها قبل أفعال أمها وأبوها الممكنة ، سكّر أبوها الباب خلفه لكن كان من أمها الوعيد المباشر : إمّا توريني الحين وإلا ترى ما بعدت خطوته
‎ما تكلّمت قصيد بكلمة إنما جلست على السرير هي إلتهب فيها كل شعورها وأكثر من قربت أمها منها ترفع كم بلوفرها وصاب ملامحها السكون الشديد من ذهولها ، رجفت شفتها بدون نطق لثواني من الآثار يلي تشوفها ويلي الواضح إنّها من مدة طويلة ماهي من يوم ولا يومين وهنا تغيّرت ملامحها كلها هي ما تدري تعصّب ، تتوتر ، أو تفكر ، أو تسأل : كيف صارت ! قصيد
‎ناظرتها قصيد لثواني بمعنى إنها مستحيل تجاوب ، وهزت سلاف راسها بالنفي وهي تمسك أعصابها : مو بكيفك ما تجاوبيني ! متى صارت ليش ما ندري أبوك يدري ؟
‎هزت راسها بالنفي : ما يدري ، ماما تكفين خلاص
‎سلاف بهدوء : كيف صارت ومن مين !
‎ناظرت أمها لثواني ، وتمّت ملامح سلاف على الجدية : شوفي إمّا تجاوبيني بنفسك وإلا بمشي على تفكيري وبقوله لأبوك وهو يتصرف وصدقيني ما بيعجبك تصرّفه ! لو تخزّك الشوكة جيتي تركضين بابا شوفها متى صارت كل هالجروح وتركي ما عنده خبر متى
_
‎« الخيـام »
‎تعب منه حيله كلّه هو قال لنصار يمشي ، وقال لنهيّان يمشي وحتى يده ماله طاقة يرفعها لكنه مضطر لأن الصقر من وقت ستّل جناحه يطير ما عاد رجع والحين صار وقت رجوعه ، رفع يده له وكانت ثواني لحد ما إستقرّ على ذراعه وإبتسم ذياب بهدوء رغم هلاكه : ما إختلفت كلمتي إلا معك
‎كان يتلفت ، وما رجّع ذياب البرقع عليه إنما تركه يتأمّل مثل ما يتأمّله هو ومد يده على ريشه بهدوء : ليلة أقول بحرقك وأمحيك ، وليلة تغيب ما أثبّت خطوتي ، ليلة يموت الحلال وتبقى إنت وظنيّ إنت مثل ما يقولون القشة الليّ تقصم ظهر البعير لو رحت معهم ..
‎فرش الصقر جنحانه ، وتنهّد ذياب يمسك جواله : إنت آخر ضلوع صبري لعينها ماهو لعينك دخل على رقمها وعينه على أعلى الشاشة يلي تبين له ضعف الإشارة ووجود برج وحيد فقط وقبل يعزم ، أو حتى يقرب إختفى يعلن عدم وجود إرسال نهائياً ورجع يقفّل جواله ويرجع أنظاره للصقر : ياكبر ذنبي أنا
‎سمع حوافر لزام خلفه ، ورفع أنظاره له لثواني هو قبل ساعات بس قُطع فيه حتى نفسه خوف من إنه يطيح ويفقده لكنّ كانت ثواني سكون منه ورجع يتنفس بشكل طبيعي ويتحرك بشكل طبيعي ويرجّع نبض ذياب كله طبيعي من بعده ، رفع يده الأخرى له من إنحنى له لزام : علامك !
‎رفع نظره لخيله يلي نزل راسه لعنده قريب كتفه ، وحاوطه بيساره وهو يقبّله لثواني بسيطة فقط ورجع يعتدل لزام بوقوفه وتنهّد ذياب : روعّوك إنت ؟
‎رجع نظره لصقره يلي ينفّض جنحانه هو يفهم منهم حتى الخوف والقلق وطار صقره من على يده يرجع لوكره ، وتوجه لزام لمكانه وتنهّد يضغط على عيونه ويرفع نظره للسماء لثواني بسيطة وتخللّت يده بتراب الأرض جنبه يجمع منه حُفنة بيده ، ورجع ينثرها من بين أصابعه بهدوء يهمس لصحراه : لا تغدريني ، إسلبي منيّ كل شيء أحبّه لكن مو شيء هي تحبه وما حصل لها شوفه
‎رجع يخط على التراب خطوط عشوائية بهدوء ، وخفّض نبرته أكثر : ما حلفت على ترابك مرّة غالي علي ، لكن والله إنّ وجعتيني قويّتي حيل غيري عليّ قلبت هالتراب رماد من نار ..
-
‎كان بين خيله وصقره بشكل سكّن داخل أبوه يوقفه خلف الخيام يتأمّله ويتأمّل حاله وكيف ما يتأمله ، جلسته عالأرض ، خلف ظهره مركاه ، الصقر على يمينه ، ويساره رفعها للخيل خلفه وكان سكون حاكم كله من منظره هالمرة رغم إن بداخله غضب ما يوصف ، ما يوصف عليه وعلى الأسرار يلي ما عرفها إلا من المستشار لكن بيأجله لوقت بسيط أو لحد ما يشوف من ولده حيل النقاش لأنه للآن هادي وما ضغط على أعصابه ، شاف طيران صقره لمكانه ، وإبتعاد خيله عنّه لكنه ما يسمع له حسّ هو بعيد عنه مسافة ولو تكلم فهو يهمس ، وحتى شفايفه ما يقدر يقراها لأنه ما ينزّل لثامه عنه ورجع خطوته لبعيد عنه يهمس فقط : الله يصلحك
__
‎« بيـت حـاكم ، العشـاء »
‎عدلت ورد لبسها لآخر مرة وهي تسمع رنين الجرس المتكرر بشكل مزعج وعصّبت : مافي أحد يفتح الباب يعني !
‎نزلت للأسفل وهي تدور أمها ، البنات ، أي أحد ومع تكرر نداها ما كان فيه صوت يرد عليها وسكنت ملامحها لثواني من رجع يرنّ الجرس من جديد لكن هالمرة بتعليق أكثر : جيت يا مزعجين !
‎ركضت درة للملحق مباشرة من سمعت صوت ورد قريب ، ودخلت عند البنات : قفلي اللمبة بسرعة
‎سكنت ملامح جود بذهول من الحارس يلي فتح لنصّار الباب الخارجي وخلفه نهيّان يلي رجع يكلّم الحارس : دخل وبالفعل دخل نصّار يلي متلهّف على دبابه بشكل ما يستوعبه شخص وكانت صدمته وقت راح للورشة وقال له سلّموه لبيت حاكم بطلب من حاكم نفسه ولا يدري عن السبب للآن ووقت سألهم جاوبوه " وصلنا إتصال منه وأعطانا العنوان نترك الدباب هنا " ولا يدري عن غاية عمه وهدفه للآن ما حصل له السؤال وإمتلت عيونه لهفة من لمح دبابه بالزاوية وقبل يوصله سطّر مشاعره : وحشتني ! قسماً بالله وحشتني يا حبيب عمري إنت
‎رفع نظره بدون وعي أو حتى إدراك منه للباب يلي فُتح وطلعت من خلفه ورد يلي من غضبها ما إكتفت بإنها تفتح الباب وتبقى خلفه وإنما طلعت على عتبات الدرج الخارجية : ميـ
‎وقفت خطوتها بذهول من كان هو أمامها بوسط الساحة وحتى كلمتها ما كمّلتها ، حتى غضبها ما عاد تدري وينه من ذهولها ونظرته لها ..
‎سكن قلبه ، حتى جملته يلي كان على وشك ينطقها من جديد غزل بدبابه وتعبير عن أشواقه بقت بشفايفه ما نطقها من ذهوله ، حتى نظرة عينه تغيّرت هو الحلال ومنظره طيّر عقله من مكانه وهي الحين طيّرت قلبه وعينه من محلّها حتى الصدّ ما يقدره لكنّه يشوف أكثر من إحتمال عقله ، يشوف أكثر من إستيعاب عينه يلي ما رمشت وعقله يلي يكرر " النظرة الأولى حلال " من طرى بباله كل شيء وطرى ذيّاب وحتى عمّه حاكم له لكنّها هلاك بالنسبة له ، ضيّع حتى منطق حروفه هو يصرخ بأخو ذيّاب يستفزع فيه من شعوره وذهوله وكيف ينطقها على إخته ، ولا يشتم عينه ونفسه وإلا يستوعب ما يفهم هي من غضبها من الجرس طلعت بعد الباب لعتبة الدرج ، وهو ما يدري كيف ثبتت عينه على هالمكان بدون إدراك وكيف ما تثبت هذا سؤاله بيصير مجنون لو ما ثبّت عينه وبتصير له قوة ما عهدها بنفسه لو قدر يصدّ ..
‎إستوعب قبل هي تستوعب ، ورفع يده لخلف عنقه بذهول حتى دبابه ما عاد يبيه ورجعت هي للداخل مباشرة من ذهولها ورعبها والخوف اللانهائي يلي حسّته ، الشعور الفضيع يلي ما تقدر تصنّفه
‎دخل نهيّان وهو يشوف نصّار متسمّر بمكانه : نصّار ؟ دبابك وراك ياحبيبي وش تسوي
‎هز راسه بالنفي بهمس : مستقبلي قدامي !
‎إستوعب هو وش يقول بذهول ، وهز راسه بالنفي تلخبطت فيه كل إعداداته ورجع نظره لنهيّان : هات مفتاحك ، تبي شيء إنت بتجي معي ؟
‎هز راسه بالنفي بذهول : بدخل أتحمم أنا بس دبابك ما تبيه مب جاي عشانه ؟ وش صار لك ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يرفع يده لعنقه من الخلف ، وأخذ المفتاح من يد نهيّان : لا لا بعدين أرجع للدباب وأكلم أبوك برجع لك سيارتك بعدين ، تبي شيء توصي شيء ؟
‎ناظره نهيّان بذهول من طلع من عنده بلمح البصر ، وتوجه نصّار للسيارة ما يدري وش يقول : يخرب بيتك يانصّار ! يخرب بيتك رفع نهيّان حواجبه لثواني بإستغراب وهو يطلع مفاتيح البيت من جيبه وتوجه للباب لكن رفع حواجبه بإستغراب لأنه يشم عطر ورد بهالمكان ، ما كان الباب مقفل بالمفتاح وزاد إستغرابه أكثر ينادي : ورد !
‎رفع حواجبه لثواني يرجع أنظاره للخلف حول البيت وإستوعب توّه إن أنوار الملحق مفتوحة ، وبابه مفتوح وتوقع إنها بداخله : ورد ؟
‎رجعت خطوة ديم مباشرة لداخل الملحق من لمحت إنه جاي جهة الشباك والباب ، وفتح طرف الباب ينادي لكن وسن رفعت صوتها مباشرة : بنات بنات ! لا تدخل
‎ترك مقبض الباب لثواني : وسن ؟ ورد عندك وإلا وينها وليش باب البيت مفتوح ماهو مقفل ؟
‎أشّرت وسن لدرة بإنها تكلّم ورد تجي عندهم وهي تناظرها بمعنى ترد عليه ، وردّت درة : ورد بالبيت ما تدري إننا هنا لا تقول لها بس حاول تسحبها تجي هنا
‎ناظرتها وسن لثواني بإستغراب إنها قالت الحقيقة ما كذّبت بهمس : كنت أبيك تكذبين وإلا رديت بنفسي
‎هزت درة راسها بالنفي : مافي داعي للكذب بلا غباء توجه للبيت وداخله يمتلي أسئلة وإستفهامات وسكنت ديم للمرة الثانية يعرف ويميّز وسن منّهم ورجعت تغيّر تفكيرها مباشرة ما تهتم ، مستحيل تهتم ..
‎نزلت ورد يلي كانت على وشك تتعثر من آخر درجة بعد ما جمّعت نفسها شوي ووصلتها رسالة من درة تبعثرها " ننتظرك بالسيارة لا تطولين ، نهيان جاء يسأل عنك " وتشكر درّة ألف مرة على تنبيهها لأن لو دخل نهيّان وهي بالذهول الأول وعند الباب ما تتوقع تسلم وتُستر قدامه ، وقفت خطوة نهيّان يلي يحاول قد ما يقدر ما يبتسم أو يبين إعجابه : ليش تاركة باب البيت مفتوح ؟
‎ناظرته لثواني بجحدة : أنا ؟ أكيد البنات تو بطلع أنا
‎ميّل شفايفه لثواني بإستغراب من عبايتها يلي بذراعها : على وين ؟ بتروحين مع مين
‎تركت شنطتها عالطاولة وهي تلبس عبايتها بإستغراب : بروح مع البنات مو بالسيارة هم ؟ درة قالت لي نهيّان يسأل عنك
‎هز راسه بإيه وهو يستوعب إنه كان على وشك يفضحهم : إيه سألتهم عنك ، شكل الحارس منظّف الملحق اليوم ، ما قفلته قلت يمكن تبينه مريّه وقفليه
‎ناظرته لثواني ، وتكّى على الطاولة هو يعرف غيرة أبوه الشديدة وتزمّته الدائم تجاه ملابسها لو تكشف أبسط شيء : أبوي شاف لبسك ؟
‎إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي : أبوي رجع البيت اليوم؟
‎ضحك وهو يصعد للأعلى لكن وقفت خطوته من قربت للباب هي وهو يرجع خطوتين : تحصّني
‎إبتسمت وهي تطلع ، وأخذت نفس من أعماقها من التوتر يلي تحسّه هي ما عاد تستوعب ولا تدرك شيء وداهمتها درة بقولها إن نهيّان جاي لها وإضطرت تستوعب وتلملم نفسها بأسرع ما يكون والرحمة الوحيدة لها من هالموضوع كله ، ما كان تحت نظر أحد توجهت للملحق وهي تتأمّل أنواره لثواني بإستغراب وتو تستوعب إنها ما هاوشت نهيّان على تعليقه للجرس لو كان هو ووش يبي عشان يعلّق عليه بهالشكل ، رفعت حواجبها لثواني بإستغراب أبوها عمره ما ترك الملحق مفتوح بهالشكل ، عمره ما ترك كلّ الشبابيك مفتوحة وعمره ما كان الباب مفتوح نصفه بهالشكل ولا حتى أنواره الخارجية مفتوحة بهالشكل ولهالسبب سكنت ملامحها بتخوّف : يارب لا
‎كان خوفها مو من الملحق نفسه ، خوفها إنّ يكون بداخل هالملحق أحد وشافها وشاف نصّار ووقوفهم بهالشكل وهزت راسها بالنفي تلغي هواجيسها : البنات بالسيارة ، ونهيّان تو دخل مستحيل يكون فيه أحد هنـ
‎مدت يدها لأزرار لمبات الصالة بتشغّلها وتتأكد إنّ مافيه أحد لكنها بمجرد ما ضغطت على أول لمبة تنّورها تعالى صراخهم بشكل فجعها هي تصرخ بدورها من رعبها ، غطّت شفايفها بذهول من المنظر يلي تشوفه قدامها ، من ضحكات البنات يلي تتعالى عليها وإن توق كانت تصّور لكنها من الضحك ما عاد تمسك الكاميرا ورقّت نظرتها مباشرة من تجهيزاتهم : مو منجدكم !
‎إبتسمت وسن بعبط وهي مسرورة على المنظر يلي شافته : سبقنا نصّار يخطف عقلك الله يصلحه بس يلا ماعليه
‎سكنت ملامحها بذهول ، وضحكت درة : على بالك ما شفنا يعني ؟ لا شفنا وتأمّلنا وانبسطنا كمان ياعزتي له الله يحمي عظامه يارب

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن