« الخميـس »
مر أسبوع بأكمله لكن " بالثقل " مو مثل الماضي بالسرور والخفة ، مر يسرق ذياب لشغله من جديد ويرجعها هي لجهاد دوامها يلي تنتظر إنتهائه بهاللحظة لكن عندها مناقشة كان المفروض تتم من زمان لكن بسبب غيابها هم أجّلوا الموضوع بإنتظارها وإبتسمت دكتورتها : ما بغينا ياقصيد ؟ من متى ننتظر جيّتك حتى خصومك ما ودّهم يترافعون ضد أحد غيرك
إبتسمت فقط وهي داخلها مشمئز لأنها ذات بنت القصر يلي كان خصامها مع ذياب " بسببها " ومدّت يدها تراجع ملف القضية يلي سُلم لها من قبل وقت : يارب نخلّص
كان المدرج يضجّ بحضور الطالبات ، دكتوراتها ، ورئيسة القسم وتعرف إن بدون كلمة منها الكل يعرفها ، يعرف أبوها ولهالسبب هي جالسة لحد هاللحظة تنتظر يبدون فقط وإنتبهت لرسالة ذياب " ما خلص دوامك ؟ " تجاوب بالنفي " باقي " وكان منه الإستغراب لأنها طوّلت " ليه ؟ "
نادت عليها رئيسة القسم تطلب حضورها ، وكتبت بسرعة " عندي مناقشة " تقفّل جوالها وتوقف ، تتوجه لهم ولمكان الترافع بالمسرح وإبتسمت رئيسة القسم : كيفك ياقصيد وكيف الوالدة
إبتسمت بحب : الحمدلله ، تسلم عليك كيفك إنتِ دكتورة ؟
هزت راسها بإيه : الحمدلله ، البنات يقولون مجهّزين قضية على مستوى وهم ماشاءالله فريق وإنتِ لحالك ؟
كانت على وشك تقول هي تكفي عن الكل لكن هذا غرور مستحيل وضحكت دكتورتها يلي توّها نطقت لها " ما بغينا " : ماعليها خوف قصيد ماشاءالله تبهرك يا دكتورة
إبتسمت تهز راسها بإيه وتوجهت لمكانها ، لمرتفع المسرح يلي بطرفه بنت القصر ، والبنت اللي إستفزتها " خبرات محامين ما نبي لأن البابا ما راح يكون موجود " فقط وبقيتهم نزلوا يكونون ضمن المشاهدين وطبعًا التقاضي أمام لجنة تشكيلها رئيسة القسم ، والمشرفات بجنبها وبدأ عرض على الشاشة يشرح القضية لكن قصيد ما رفعت نظرها له نهائي لأن كان موجود بالملف عندها ، أو كانت تتوقع وجوده وبدت تشرح " لينـا " بهدوء : بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معاكم لينـا وبشرح لكم وش قضيتنا ووش موضوعنا لليوم ، أولاً مثل ما تشوفون بالعرض أمامكم هذا محور القضية ، طبعًا كلنا نعرف هيئة الرقابة ومكافحة الفساد .....
شُدت قصيد مباشرة ترفع نظرها للعرض لأن ما كان هذا بالملف ولا كانت القضية يلي بالملف تمس الفساد ولا طرف منه لكنها سكتت من لمحت نظرات البنت الأخرى يلي للآن ما تعرف إسمها لكن تعرف هي من تكون ومن كمّلت لينا بالشرح بهدوء : قضيتنا اليوم ؟ صارت فعلاً وباقي مستمرة لأن كلنا نعرف ما تنتهي الإجراءات بسهولة ، وبنقول قصة بسيطة قبلها ؟ تحصل كثير وياما سمعنا عن شخصيتدرّج بالمناصب وصولاً إلى منصب عالي ، أو لأنه كفو لهذا المنصب والأمور تمام طبعًا الشخص المناسب ، بالمكان المناسب ؟ نقولها ، تمر سنة وراء سنة يجون له عيال هالشخص ، حوله قرايب شيء إنت ما عندك وظيفة ؟ أبد وظيفتك عندي أنا منصب على وش ؟ بس هذا كله أموره بسيطة ، سهلة ما يهم لأن وش بيوظفه غير بمنصب بسيط صح ؟
كان النقاش يعلى بالقاعة ، ونطقت " لُجين " بإبتسامة توقف : لكن الكلام يصير لما شخص بمنصب ، يوصّل ولده مثلاً لمنصب عالي وبمكان مهم وحساس مثل الوزارات أو الديوان أو مجلس الشورى
هي تأكدت إن الموضوع يمسّها ، يمس ذياب وعمها حاكم ولهالسبب هي جلست على طرف الطاولة بمكانها بهدوء تنتظر نهاية " الحكاية "اللي بيسردونها فقط وتدخلّت رئيسة القسم : لكن هذا ما يصير عندنا يابنات
إبتسمت لينا : صار يادكتورة ، صار وفُتحت قضية ودعوى وجلسات لكن كم السرية فيها والتكتم عليها يبيّن لك الآن إنها ما حصلت
بدأ التشاور بلحظة ، وإنتبهت قصيد إنّهم يتصفّحون جوالاتهم بحثًا عن الخبر ونطقت لينا : محور قضيتنا لليوم يقول بإن شخص ، بمنصب حساس جدًا وعالي بالعسكرية كان فساده من نوع آخر بإنه يدخل ولده لمنصب عالي وحساس بوزارة الداخلية
سكتت لأنها عرفت ، لأنها تأكدّت من المقصودين واللي يعرف بهالمكان ذياب وحاكم بيعرف إنهم المقصودين لكن كل إنتباهها على إبتسامة لجين فقط تستفزها ، تستفزها وتعاديها بشكل ماله مبرر إلا الجنون وكمّلت لينا : الأمور تمام لو ما كان فساد الإبن ذاته بتسريب ملفات خاصة لوالده بعد التقاعد ولأيّ مصلحة ما حُدد للآن لكن لا يُعقل إن المبرر داعي الفضول ، غير الملفات كان الإتهام بإختلاسات بمبالغ هائلة ورُفعت الدعوى بداية من زملاء هذا الإبن عليه لأن من يكشف فساده لو ما كانوا اللي معاه ؟ وإلا يا قصيد ؟
كانت تتأملها فقط تنتظر النهاية ، ونطقت قصيد بهدوء : يُفترض إنك تتفضلين لي بالأدلة لأن هذا الكلام كله غير صحيح ، وحي خيال
هزت راسها بإيه بإبتسامة مباشرة : شهادة زملائه ، كان الإعتراف منهم جميًعا بإنه يسلم ملفات خاصة جدًا لأبوه
قصيد بهدوء : باخذ شهادتك يا ؟
نطقت لينا : لينـا
هزت قصيد راسها بإيه : باخذ شهادتك فيني أنا ، أنا قصيد وإشهدي عني بأي موضوع تبينه
سكتت لوهلة ، وإبتسمت قصيد لأنها كانت تبي هالسكوت : من غير المنطقي أطلب شخص في خط التنافس معي ، شخص ممكن يكنّ العداوة لي بإنه يشهد ، طلبت شهادتك بي شخصًا الآن وكان منك السكوت حتى وهي ماهي مسألة مهمة وحساسة فما بالك بالشهادة يلي تتكلمين عنها ؟إبتسمت رئيسة القسم تتكي لأن يعجبها هالمشهد ، يعجبها إنه تلاعب أكثر من كونه ترافع : حجّتك يا لينـا
هزت قصيد راسها بالنفي بتنهي الموضوع من أساسه كله : قبل الحجة ، القضية ذاتها مالها معنى ولا لها طائل إستحالة تُرفع قضايا الفساد بهالشكل وإن فُتحت بالواقع ، ورُفعت فعلاً مستحيل تُذكر كامل التفاصيل ، أو يوصل لها شخص إلا بطرق غير نظامية لأنها بكل بساطة مو من حقوقه ، صحيح ؟
لفت لينا نظرها للُجين الساكتة تمامًا ، لأن قصيد فهمت المعنى والمغزى الخافي عن الحضور هي كانت منها هالشراسة بتقفيل الموضوع والقضية تمامًا وهزت لجين راسها بالنفي بهدوء تبتسم : ما ودك نترافع ؟
إبتسمت قصيد بهدوء : تبين الباقي وحي خيال ؟ نترافع لكن قضية حقيقة مثل ما تقولين ، وتفاصيلها وهمية
لا ما نترافع فيها لأن يصير فيها تدليس غير عادي وقتها
ضحكت رئيسة القسم " تصفّق " فعلاً لأن هذا المشهد قبل الإسترسال شيء رائع ، شيء فعلاً جميل ووقفت هي بنفسها : ماشاءالله تبارك الله ، ماشاءالله يعني أنا بإسمي فخورة وجدًا بإن هالبنات طالبات عندنا ، تبارك الرحمن
جلست قصيد بمكانها وهي تاخذ نفس من أعماق قلبها فقط ، تسمع مديح رئيسة القسم يلي تشوف إنه " مشهد " وما تفهم الخافي مثل الكل بهالجلسة ويتوقعونه شيء عادي وطبيعي لكن هو ماهو كذلك وإبتسمت : طبعًا أنا شخصًا ، من أشد المعجبين بوالد قصيد الله يطول بعمره المحامي القدير تركي آل نائل ، وماشاء الله بنته مثله قمة فالتركيز والدهاء يعني تقفّلت القضية قبل نشوف الترافع ، لُجين ولينا يبي لنا موضوع آخر تترافعون فيه نبي نشوفكم أكثر لو عندكم قضية مالها صلة بالواقع لأن خصمكم شخص شرس وواقعي جدًا ما يرضى الغلط
ضحكت قصيد فقط لأن رئيسة القسم تمدحها بهالشكل ، وإبتسمت لجين تجلس على طرف الطاولة بسخرية قاتلة : المحامي القدير تركي آل نائل ، فعلاً شخصية قانونية بارزة وبما إن بنته ، طالبة معانا وماشاءالله تستفيد من خبرات والدها وقفّلت الترافع مباشرة ، أفضّل نسمع حكاية أبوها منها بدلاً عن الترافع ، شخص مكافح تركي آل نائل صح ياقصيد ؟ نسمع حكايات نبي التأكيد منك
رفعت قصيد طرف حاجبها فقط لأنها حسّت بسوء نية غير عادي ، وإبتسمت لينا بهدوء : أعرف قصته عن قرب ، في حال ما تعرفون تركي آل نائل كان مسجون لمدة لا تقل عن الثلاث سنوات ، كان في حالة تدهور إلى درجة إنه يراجع دكتور نفسي طول مـدة سجنه ، كم مرة دخل السجن أبوك قصيد ؟ كنا نـ
لأن قصيـد وقفت إبتسمت لجين مباشرة لأنها فعلاً نجحت تستفزها ، نجحت لينا تحدها على أقصاها : سوري قصيد لكن قصة أبوكملهمة ، جدًا ملهمة ونقولها طبعًا بداعي الفخر لأنه مثال كيف الإنسـ
إبتسمت قصيد تهز راسها بإيه وهي تعرف إنه مو داعي الفخر ولا الإعتزاز به ، تدري إنهم جابوا طاريه بسوء النية ورغم إن داخلها يفُور ودها تتعامل مع دناءة الموقف بطريقة أخرى لكن لأنها سمعت الشهقات ، سمعت الهمسات وتشوف الذهول وتحسّه بإن كل إنتظارهم كيف هي بتخجل من أبوها وماضيه هي إبتسمت تتكلم بالثبات ، بالفخر الليّ يشعّ من عيونها : قصـة أبوي تُحكى على لسانه ، وعلى لسان بنته وهي أنا قصيد بنت تركي آل نائل في حال كان منكم شخص ما يعرفني ، أو يعرف أبوي رغم إستحالة هذا الأمر لأن في مجال القانون والمحاماة وبالدنيا كلها الحمدلله أبوي أشهر من نار على علم وتفضّلوا بالسؤال عنه إذا ما وصلكم الصيت للآن بإنه أشرف وأعدل خلق الله في أرضه وأعظم شخص عرفه القانون وعرفته أنا ، وعرفته الدنيا .
ولفّت نظرها للجين وللينا بإبتسامة ساخرة : وظني أكثر من يعرفه إنتم
إبتسمت رئيسة القسم اللي حتى هي توترّت من الحوار تقفّل جوالها ، توتّرت من رد قصيد ومن إن الأعصاب شُدت بشكل غير عادي : إنتهى إجتماعنا ، الله يطول بعمر الوالد ويحفظه ياقصيد تقدرون تتفضلون شكرًا على حسن إستماعكم
كانت تاخذ شنطتها وأغراضها وتتمنى فقط ، تتمنى إنهم ما يقربّون منها لأنها فعلاً ما تمسك أعصابها بهاللحظة ، فعلاً ما تبي تلزم الهدوء يلي موصيه عليه أبوها ولا ودّها حتى تمسك العقل لأن طاري أبوها يُذكر بهالدناءة كلها ؟ كثير على قلبها ، كثير يرجّفها ولفت نظرها للينا من تجمّع الطالبات حولها تسمع جملة وحيدة طلعت منها " والله العظيم حتى له تقارير وسوابق جنائية وأعتقد شخصوه بالجنون شيء كـ" وتركت شنطتها على الطاولة مباشرة : إنتِ
كانت تمشي بإتجاههم وأشّرت لجين للبنات يبعدون فقط ونطقت قصيد : وش تبين توصلين له ؟
لينا بإستفزاز : أسولف عن حكاية أبوك القدير وش بوصل له ؟
إبتسمت قصيد بهدوء : قولي بوجهي وش بتقولين أسمعك
سكتت لأن حتى البنات يلي كانوا مبتسمين كان منهم السكوت ، حتى لجين كان منها السكوت لأن نطقها لجملتها بهالشكل كان غير عادي وما وجّهت نظرها لوحدة منهم كانت على وشك تبعد فقط لكن لينا نطقت : خوفتيني يعني ؟ ما قلنا شيء قلنا الحقـ
لفت قصيد نظرها لها تبتر جملتها ، بإبتسامة تمرر نظرها للُجين ثم للينا : قلت تكلمي بوجهي وما نطقتي يوم جيتك ، تعرفين مصلحتك وحدّك يعني
ناظرت لُجين لينا بذهول من أعطتهم ظهرها تمشي ، ونزلت لينا عن المسرح تتبعها وخلفها لجين يلي مسكت قصيد مع ذراعها : على وين ؟
نزلت قصيد نظرها ليد لُجين اللي تمسكها : نزلي يدكإبتسمت لجين تهز راسها بالنفي : وإذا ما نزلتها ؟
نطقت بإستصغار يثّور لجين تمامًا : ما إنتِ قدي ، نزلي
ضحكت لينا بذهول : ومن إنتِ عشان ما تكون قدك ؟
إبتسمت قصيد بسخرية فقط تنفض ذراعها من يد لُجين ، تمسح على مكان مسكتها بتقرّف غير عادي : لا تجرّبين تلمسيني مرة ثانية ولآخر مرة أقولها وإذا ما تفهمين ، أتكلّم عن اللي صار داخل والشيء اللي وصل يدك والمفروض ما يوصلها ، وصلت ؟
ضحكت لجين بذهول تلفها لكن هالمرة بقوة " هزّت قصيد " من كانت على وشك تمشي : تهدديني يعني ؟ هذا الجنون بعينه وعلمه شكله وراثة من الوالـ
ما قدرّت تكملها من كان كفّ " قاسي " بالجنون اللي هي تقوله على خدها ، كف يُسمع صداه وتسمع الشهقات خلفه وما إكتفت ، ما إكتفت هي مسكت ذراع لجين بكل قوتها ما تتركها حتى تستوعب الكفّ من نطقت بالغضب : إنتبهي تتكلمين عن مين
صرخت لينا بذهول : إنتِ اللي إنتبهي مع مين تتكلمين !
عصّبت لجين مباشرة بغضب : ما تعرفيني شكلك ؟ ما تعرفيني شفتي قضية الفساد اللي تكلمنا عنها واللي تهدديني بها ؟ إيه هي تخصّ زوجك اللي جدّي بنفسه خلصه من بلوته وفساده وكـ
ضحكت بسخرية "قتّالة " تدفها عنها فقط : أوهامك هذي وش ؟ ما تشفقين على نفسك ؟ معقول لهالدرجة الرفض يعورّ ؟
سكنت ملامح لجين لثواني بذهول تسكت ، فعلاً تسكت وأكثر من أعطتها قصيد ظهرها تمشي وهي وصل فيها الغضب إلى مرحلة إنّ لو لجين نطقت حرف واحد هي إحتمال تصرخ ، تجنّ من كم الإستقعاد اللي كل مبرراته هي تعرفها ومحد دلّها عليها نهائيًا : مريضة مقرفة
رفعت طرحتها على راسها تشوف إتصال ذياب عليها ، مكالمة من أمها ، ومكالمة من أبوها وجاء الإشعار من ذياب بالأعلى " قدام البـاب " تاخذ نفس من أعماق قلبها تلبس نظارتها عن الشمس : خلاص ، ما له ذنب وما صار منه شيء وما سوى ولا شيء قصيد ، ما سوى ولا شيء
لمحت سيارته بالخارج تتوجه له فقط ، تركب بجنبه من فتح لها الباب من الداخل ونطق بهدوء يجسّ نبضها : سلّمي
هزت راسها بإيه تهذّب غضبها ، تحاول : السلام عليكم
لأنه يدري ، هو ردّ السلام فقط يحرك : ودك تعصبين ؟
قصيـد : وليه أعصب ؟
ذيـاب : لأن ودك ، ما أعرفك ؟ , وش مضايقك قولي
كان منها النفي ، ونطق بشبه حدة : قصيـد
كانت على وشك تغضب فعلاً لو ما إستوعبت إنه مو خط بيتهم : وين رايحين إحنا ؟
مدّ يده ينزل نظارتها عن عيونها قبل حتى يجاوبها لأنه يبي يعرف ، يبي يتأكد وبعدّت نظرتها عنه مباشرة فقط تستوعب إنهم رايحين لبيت أهلها وحتى "ليـه " السؤال ما طلعت منها لأن لو كان لأي عذر ،هي بتغضب بشكل مجنون ومو بسببه كثر ماهو لأنلأن داخلها يفُور غضب للآن وما خفّ ينتبه لهالشيء منها ، ينتبه له بشكل يوتّره فعلاً ..
_
وقف تركي على العتبة وخلفه سلاف يلي تمسك الباب و عينها تترقب فقط ، سلاف يلي ما خفّ خفق قلبها لو لحظة وحدة قبل وقت كانت تنادي تركي " بالإبتسام " بإنّ تعال إسمع بنتك عندها مرافعة لكن الفويس الثاني اللي وصلها كان شيء ثاني تمامًا ، كان شيء "بالغلط " لأن الأول كان فعلاً لجزء بسيط من المناقشة " تبين الباقي وحي خيال ؟ .... " وكانت ضحكات تركي الفخور " ذيبة بنتي ، ذيبة " لكن الآخر يلي كانت بدايته " كم مرة دخل السجن أبوك ... " إلى نهاية نطق قصيد بـ" وعرفته أنا " تسكن ملامح تركي تمامًا ، يسكن قلبه مثل ما سكن داخل سلاف كله لأنه ما تكلم هو توجه لمكتبه فقط والحين تعرف منه إنه طلب بنته تجي عنده والحين تشوف خفق قلبه من نزلت من السيارة تستغرب وقوفه بهالشكل : بـابـا ؟
إنتبهت لوجود أمها عند الباب ، وسكنت ملامحها لأنها من توجهت لأبوها هو قبّل جبينها لوقت طويل بسلامه عليها تستوعب ، تفهم إن العلم عنده وما تكلّمت حتى كانت نظراتها كافية فقط لكن حتى نبرتها تغيّرت : بغسّل يدي
إنتبهت سلاف على إنها دخلت للداخل مباشرة ينتفض صدر تركي غصبًا عنه ونطق ذياب : عمي وش ؟ دقيت علي جبها يمي وجبتها وش العلم ؟
رفعت سلاف نظرها له بهدوء : ما قالت لك ؟
أشّر تركي بإنه يبي الوضع عادي فقط : خلوّها ، تعال يابوك تعال أدخل الشمس حرقتنا ، لا إله إلا الله
كان من ذياب الرفض بذهول : وش خلوها عمي شفيها ! زعلانه معصبة هي من كلمها ؟
شدّ تركي على ذراعه فقط تنتبه سلاف لإنه يبي يطمّنه ويكلمه لكنه هو بنفسه " عاجز " بشكل مؤلم ، بشكل يقهر ودخل للداخل يشوف إنّ قصيد صعدت لغرفتها ، إن تركي جلس ينتظر ومثله سلاف الساكنة فقط لكن هو بيجنّ حتى لو الإنتظار دقائق وبالفعل وقفت سلاف : بشوفها ياتركي
قبل يعتدل وقوفها كان نزول قصيد الهادي ، الساكن تمامًا مع الدرج هي نزلت عبايتها ، بدّلت لبسها حتى وما تكلّمت من لمحت نظرات أبوها عليها تجلس بجنب ذياب يلي إنتبه على إحمرار جفونها الشديد يدّل على شدة ضغطها على عينها ونطق تركي : قصيد
عضّت شفايفها لأنها تدري وش بيقول ، لأنها تدري وش بيتكلم وقامت سلاف لجوالها يضحك تركي ضحكة تبيّن قهره ، تبين حسّرته : قصيد تركي آل نائل ، والله والنعم يابوك والنعم
رجفت عينها مباشرة لأنها ما كانت تبيه يدري ، وحرقت قلب ذياب كله مباشرة من لمح إنها رفعت يدها لعينها بعشوائية ترد دموعها من ضحك أبوها ياخذ نفس : خذ العلم يا ذياب ، بنتي أنا يعايرونها بسجن أبوها ، يعايرونها بجنون أبوها وماضيهسكنت ملامح ذياب لأن داخل قصيد نُفض كله تمامًا هو يحس كتمتها ، يحس رجفتها وكيف فزّت من عنده تتوجه لأبوها مباشرة تضمّه : ما يهم ، ما يهمني
لأنها تعرف إن حرقة أبوها عليها هي مو على شيء آخر هي نطقت بهالشيء ، نطقت به تحاول دموعها بالقوة لأنها تبي أبوها بس يفهم هالنقطة وضحك تركي يلي حُرق لحد الجنون فعلاً يمسح على خدها : ما يهمها ، تقول ما يهمها قالت لهم أبوي ؟ أعدل وأشرف خلق الله في أرضه وأعظم من عرفته الدنيا ، وعرفته أنا .. بنتي تقوله هذا قصيدي تقوله عني ولهم
كان ودها تصرخ لأنها تتألم من شعور أبوها مو شيء ثاني ، لأن دموعها حرقت خدّها بهاللحظة تقبل يد أبوها اللي تقابلها يهتز داخل ذياب اللي ما عاد يعرف للجلوس محلّ لأنه يشوف ملامحها ، يشوف كيف تصرخ بالإحمرار ووقت قبّلت يد أبوها بهالشكل هي سطّرت موته هو يوقف ، يمسح على جبينه وجات سلاف الساكنة تمامًا تشوف حال تركي ، تشوف همس قصيد له يلي تحاول تقنع أبوها بكل الإتجاهات إنها ما تأثرّت ، ما ضرّها شيء وبالفعل أخذت نفس من أعماق قلبها : ويقولون ، يقولون أمس ويقولون بكرة ويقولون قبل سنين بابا ، يقولون اللي يقولونه ما أعرفك أنا ؟ ما أموت بك أنا ؟ ما أفتخر بك وأقول أنا بنت تركي ؟ ما أقول بنته ؟
ضحك وسط قهره لأنها تواسيه ، لأنها تكلّمه ومتى كبرت بنته لهالقد ما يدري لكنه لا زال مقهور ، لا زال للآن مقهور لأنه يشوف بها حرقة غير طبيعية مهما حاولت تكتمها وكانت نظرات ذياب تراعيها بشكل مؤلم ، بشكل تركي نفسه يحسه لأنها تحترق ويحسّها وهمست لأبوها - بحرقة - فعلاً : أنا ما أرضى ، ما أرضى وأجنّ لو أحد يجيب طاريك بالشين قدامي لو بشيء ما أعرفه بابا ، وما أهتم ! ما يهمني شيء أعرفك وهذا المهم
ضحك تركي ياخذ نفس من أعماق قلبه لأن فعلاً قصيد ما تعرف كامل الحكايات ولهالسبب هالموقف بالذات ضرب صدره بشكل غير طبيعي هو طول عمره يحميها من كل شيء ، هو يمهّد لها دربها واليوم سمع على أذنه وش أول شيء رموه لمسامعها بدرب ما يقدر يمهّده لها ياخذ براسها ، يقبّلها وهزت سلاف راسها بالنفي رغم حرقتها المستحيلة تفرك أصابعها لوهلة لكن الموضوع ما يحتمل التأجيل نهائياً : ضربتي البنت كف ؟
سكنت ملامح ذياب يلف نظره لسلاف ، وسكنت ملامح تركي بالمثل يرفع عينه لها لكن كان من قصيد السكون ، تام السكون وكامله تاخذ نفس من أعماق قلبها ونطقت سلاف من جديد تسأل : ضربتي البنت كف قصيـد؟أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح على ملامحها ، تعدل شعرها وهي " تحترق فعلاً " : وما كان يكفي
سكنت ملامح سلاف فقط تتأمل ، تشوف تركي يلي ما يشوفها وداخلها يضجّ لأن غضب بنتها وحرقتها شيء ، حرقة تركي وناره شيء ثاني ، والليّ سمعته هي توها شيء آخر تمسح على جبينها : البنت راحت تشتكيك تقول مدّت يدها علي ، تقول لرئيسة القسم إما تتصرفون وتفصلونها الآن حالاً وإلا كبرتها بشكل ما يعجبكم كلكم
ضحك ذياب بسخرية يمسح على ملامحه ، على شنبه لأنه بدأ يعصب بشكل مجنون : من بنته هي ؟ من ؟
سكنت ملامح تركي يلف نظره لبنته يلي تعلّقت نظرتها بذياب لوهلة فقط ، من إنتبه إن الموضوع ينهشها تماماً بشكل مهما كان حاولت تداريه هو يفهمه وعض شفايفه ما تمنى تنطق سلاف هالشيء قدامها : سلاف
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنحني قدامها لأنها مذهولة وما تخطت كفّ توق توها تُصدم بهالكف : ليه ياماما ؟ ليه يا ياحبيبتي ما أعرفك كذا ! ما أعرفك هاليد ما تضرب ! ما تضرب يا أمي قصيد مو لها !
سحبت يدها من أمها فقط ما بقى بها شيءّ ما إحترق ، ما بقى شيء ما تحسّه لهيب وأكثر من رفعت نظرها تشوف نظرات ذياب لها تحس حتى المكان كله صار يخنقها ما عادت تتحمله ..
_
« مدريـد ، بدايات المسـاء »
كانت يدّه بيدها يصعدون آخر عتبات الدرج وصولًا للبوابة الرئيسية بقصر أبوه يلي يحتفل بمجيئهم اليوم ، يضجّ سرور بجيتهم وفتحت الخادمة ترحّب بالأسبانية يرجف داخل ورد مباشرة : كل شيء أسباني بزيادة
ضحك لأن هذا كان تعليقها عليه وقت شافته بالبدلة وما طال شعورها من ريحة العود اللي إستقرّت بأعماق قلبها ، من سمعت صوت أم نصّار وخالاته يزغرطون تضحك مباشرة : لا ، دخلنا الرياض كذا خلاص
ضحك نصار يهز راسه بإيه : هذا الشوق حبيبتي
إبتسمت أم نصار من أعماق قلبها تتوجه لهم ، تسلّم على ورد قبل نصار : يا هلا ! يا هلا يا هلا تو ما نوّر البيت ! تو ما نورت دارنا هلا بعروس نصّار هلا ببنتنا
إبتسمت ورد تسلّم عليها بالمثل لكن غرّقها الخجل من ضحك أبونصّار اللي يعدل بدلته : على مهلك على البنت ياجمانة ، لا ترتاع ، يا مرحبا بالأسباني يا هلا !
ضحك نصّار يسلم على أبوه : تطقطق على البدلة ؟ إنت قلت لي وإلا أنا مجهز ثوبي بس خربت علي الله يهديك
ضحك يضرب كتف ولده ، وسلّم على ورد يبتسم : باخذه مشوار بسيط لي ربع ودهم يعرفونه وودي يتعرف عليهم ، ما نطول زين ؟
إبتسمت ورد بخجل مباشر : معقول ياعمي ؟
ضحك نصّار : معقول صدق تستأذن من ورد ؟
إبتسم أبونصار يهمس : أخاف يجي أبوها من الرياض بعد
ضحكت ورد لأنها سمعت ، وغمز نصار : إذا ذياب بيجي موافق لا تستأذنازعلي يا ورد بسرعة
ضحكت ورد مع أم نصار اللي ضربته بالذهول : توكم عرسان لا تصير دفش ! لا تسمعين كلامه يا ورد هو كذا الله يهديه مدري يشبه مين
رفع أبونصّار طرف حاجبه فقط : مشينا يابوك مشينا
ضحك نصّار : عروستي يمكن ما ودها ، تجلسين لحالك ؟
شهقت أمه مباشرة بذهول تضحك ورد : وليه ما أجلس ؟ أهلي وناسي
ضحك بذهول لأنها عرفت تطيّح أمه ، وتطيّح أبوه يغرقون مباشرة بكلمتها يأشر لها بمعنى إنها مو سهلة ما كفّت الضحكات ، ولا الإبتسامات من مشيت مع أم نصّار للداخل تشوف كل خالاته ، وزوجات خواله ، وبناتهم يلي كان منهم حار الترحيب وشديده يخجلها وإبتسمت سحاب تسلم عليها : يا أهلاً بالعروس ! عاش من شافك .. كيفك ؟ كيف مدريد معاك تعودتي عليها خلاص ؟
إبتسمت تجلس بجنبها : يا أهلاً فيك ، الحمدلله كل شيء تمام كيفك إنتِ ؟ نقول تعودنا بس باقي الشوق للرياض ماله حل
ضحكت أم نصار تقهويها " بنفسها " : البداية دايم كذا بس تتعودين بعدين لا صاروا أهلك وناسك هنا تتعودين
إبتسمت ورد تاخذ الفنجال : الله يعطيك العافية ، يقول نصّار بس أول شيء بعدين تتعودين وشكله هو ما تعود
تعالت ضحكاتهم يبلّغونها بإن نصار " نصّاب " وما يتعود مستحيل وضحكت خالته : إحنا كلنا مصدومين هو كيف جلس هنا بدون لا يقول الرياض ، فرقتي معه ياورد
إبتسمت أم نصار : قلتلك يتعوّد الحين خلاص يربطه شغله وزوجته معه أول ما له إلا حنا ويطفش معنا ما يبينا
ضحكت سحاب تهز راسها بإيه : شكلك بتسحبين البساط عن ذياب ياورد ، أول كل ما قالوا له شيء قال وصاحبي
إبتسمت أم نصار : على الطاري ، كيف حاله ذياب عساه طيب ؟ ما يبي يبشّرنا بشيء قريب بالدرب شيء ودنا نفرح
ضحكت سحاب من تورّدت ملامح ورد ترفع أكتافها بعدم معرفة ، وضحكت أم نصار : كلمت أمك قالت لي عن ديم حبيبتي الله يسهل لها ، وطول الوقت على بالي تقصد قصيد ما إستوعبت إلا يوم قالت نهيّان الله يقومها بالسلامة إن شاء الله ويتمم عليها ويبلّغكم ..
فعليًا كانت تحس بالألفة لأن ما حصل ولا لحظة صمت غريبة ومحرجة ، ولا لحظة تحس فيها رسمية كلها سوالف " إعتيادية " وعادية تبهج صدرها ، تحسسها بإن ما تغيّر عليها شيء نهائيًا ..
_
« أحـد الملاعـب »
إبتسمت وهالمرة هي كان ودها تجي معاه ووافق مباشرة لأنه ذات الملعب يلي جات له مرّة معه وتمشي بممراته تتذكر كل تفاصيله وتتذكر كيف مدّ لها التيشيرت تلبسه وكان ينتظر يشوفها : تتذكر نهيّان ؟
لف نظره لها يبتسم ، يعدل شورته : أتوقع إنها كانت أسعد لحظات حياتي بس الحين ما يمديك تلعبين معي
ضحكت بإعجاب وأكثر من صار يقابلها ، من قبّلها لوقت طويل ويدّه على بطنها فعليًا " يسرقها " من نفسها ، مع نهيّان بالذات على كم الشد والرخاء بعلاقتهم ما توقّعت تحس بكل هالمشاعر له ولا تدري هل هو تأثير الحمل أو حقيقة شعورها لكنها تتأكد دايمًا إنه يناسبها ، إنها تناسبه ، وإنه يعشقها وإبتسم : أحبك
إبتسمت فقط ترجع شعرها للخلف ، ورنّ جواله بإسم أبوه يبتسم : هلا أبونهيّان ، أنا بالملعب تجي ؟
ضحكت تتوجه لخارج غرفة الملابس للمدرج البسيط ، وكانت دقائق بسيطة لحد ما خرج هو بيدّه كورته : أبوي بيجي ، تذكر إنك حامل ما تقدرين تقومين معي
ضحكت بذهول : وإنت لازم يلعب معك أحد يعني ؟
إبتسمت ملاذ تنزل طرحتها على أكتافها : لازم ، معقول ما تعرفين زوجك للحين يا ديم ؟
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه ، وإبتسمت ملاذ تتأمل الملعب : طيب فيه كاميرات هنا نهيّان وإلا كيف ؟ ممنوع
إبتسم حاكم بهدوء فقط يأشر على نفسه : هذا الشبل من هذا الأسد ، تسألينه ؟ مقفلها الذيب
ضحكت ديم تصفّر لعمها مباشرة ، وضحك نهيّان يغمز لأمه على إطراء أبوه يلي توجه له يشوت الكورة ويسأل : أخوك كلمك ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : لا ، ما عنده دوام ؟ أكيد مداوم
رفع حاكم أكتافه بعدم معرفة ، وإبتسم من لمح ديم وملاذ يسولفون : زين إنكم بالملعب ، ملّت أمك
إبتسم : ما ودكم تسافرون ؟ تجددون الشباب ؟ أمي تمل واجد وما عندكم شيء ولا عيال تنشغلون فيهم خذها وروحوا عيشوا
_
« بيـت تركـي ، الحديقـة الخارجيـة »
هو ساكت لأن عمه أساسًا محترق وما خفت حرقته للآن ، ساكت رغم إن كل مافيه يثور نار ، يثور غضب من إنه لهاللحظة ما وصل لشيء بسبب إن كل ما حاول ينطق له عمه " خلّيها " قاصد راحتها وذياب يبي غضبها ، يبي نارها لأن ما بيهدأ صدرها ولا بيقرّ خاطرها إلا لو ثارت وشدّ على راسه فقط يرسل لها " إنزلي لي وإلا شوفي حل بجيك "
فتحت رسالته وهي تشوفه من الشباك أساسًا لكنها تعرف لو قابلته وش بيصير ، تعرف لو وقفت قدامه بس وش بيصير وهي كل مافيها " يغلي " للآن وما خفّ رغم خلو البيت إلا منها ، ومن أمها وأبوها فقط وذياب لكنها تشوفه ما يطيق الجلوس داخل البيت يدور الخارج فقط وأخذت نفس تنزل للأسفل تلمح أبوها ، وتلمح أمها اللي نطقت مباشرة : شعرك مبلول الهواء بارد لا تطلعين
هزت راسها بالنفي فقط تاخذ وشاح من جنبها : مو برد
عضّت سلاف شفايفها ينطق تركي مباشرة : ما كأنها بنتك
ناظرته لثواني فقط تشوف بنتها اللي طلعت تسكّر الباب خلفها ، وأخذت قصيد نفس من أعماق قلبها تشوف جلوسه بالجلسة ومن فز لها مباشرة من لمحها ، فزّ " ملهوف " وهو من وقت مجيئهم للآن ما خفت حرقته لأنهبشكل يشوف " ناره " الآن بملامحها من شديد إحمرارها : ندخل ليه تطلعين دام شعرك كذا !
هزت راسها بالنفي يشوف إنها تبي تتكلّم لكن يعاودها بُكاها بشكل يحرق له قلبه هو ، يشوف إحمرار محاجرها ، جفونها ، أنفها ويشوف حتى نبض عنقها اللي تحاول تسكّته فقط : لا تحرقيني ، لا تحرقيني قولي لي
هي رفعت يدها لرمش عينها تبي تقرّ بأرضها لكنها عجزت ، عجزت تكرر النفي ونطق هو برجاء : نروّح بيت الشعر تكلميني ؟ قصيد
لأنه مد يده لدقنها يرفع نظرها له هي ما تماسكت دموعها لو لحظة وحدة تحرق قلبه قبل ما تنساب على يدّه ، تحرقه كله يضمّها مباشرة لأن الجو بارد ويعرف عنادها الغير عادي وصار مع زعلها : تكفين ، تكفين أبوي
ما تدري تغضب ، تحزن على نفسها ، أو تعطي زعلها حقه لكن تدري إن كل مشاعر قلبها وداخلها لهيب من أوله لآخره ، تدري إنها بتطق بلحظة ما لأنها فعلاً ما عاد تتحمّل وهز راسه بالنفي لأن الجو " ثلج " من برودته لكن قصيد ، قصيد تحرق يدّه اللي على عنقها من شدّة حرارتها وعضّت شفايفها ترفع أكتافها بعدم معرفة : ما أعرف ، ما أعرف أعصب ؟ أزعل ؟ أصيح ؟ أكتم ؟ أمـ
جنّ عقله مباشرة بذهول يسكتها : قولي لي ! قولي بس قولي من هي وش علمها أدفن سابعها قصيد بس قولي ووش عليك من الباقي إنتِ وش عليك أنا موجود !
هزت راسها بالنفي لأن حرقتها هالكلمة و" أنا موجود " مو لجين ، ولا لينا ، ولا حتى تفاهاتهم : ما همتني ، ما همتني ما تزعّلني هي ولا يزعلّني غيرها ذياب ! إنت تزعلني وبس ، إنت وبابا وأنا موجود وبس تحرقني ، تحرقني تعرف ؟
سكنت ملامحه لأنه ما يذكر طلع منه شيء ، ما يذكر صدر منه شيءّ وعضّت شفايفها لثواني : حتى ما أعرف المفروض أقول أو لا بس تعبت ! تعبت وأنا ما أعرف شيء وتعبت تسكتون عنيّ بكل شيء يترك اللي يسوى ، واللي ما يسوى يجي يضربني فيكم إنتم ولو ما أعرف ما أقدر أرد ، لو ما أعرف بنفسي ما أقدر أرد تستوعب ؟ بيجلس يتكلّم ويشتم ويقول ويتطاول وأنا بتأمل بس تقصد بابا وذيابي بكلامك ؟ وإلا ما تقصدهم ؟ ما أعرف تقول الحقيقة وإلا ما تقولها ؟ كمان ما أعرف
ما كان يفهم ، أو عقله قرر ما يفهم وضحكت تضغط على عيونها لأنها فعلاً تتألم وحرقها تفكيرها : المرافعة اليوم ، المرافعة الغبية اليوم تعرف يتكلّمون عن مين ؟ عنك ، قضيتهم عن مين ؟ عنّك وأنا لو ما شفت الملفات بمكتب بابا من وقت ما عرفت ، ما عرفت أردّ على عيني بتقول ذياب بن حاكم بطل حكايتنا وقضية الفساد زوج قصيد هو المقصود فيها عندك شيء تدافعين عنه فيه قصيد ؟ تدرين أصلاً ياقصيد ؟
ناظرها لثواني لأنه ما يستوعب : وش ؟ وش تقـ
ضربت صدره مباشرةتمنعه ، تكمّل بحرقتها لأن مو هيّن عليها نهائياً : ولأني سألت ، لأني سألت بابا قبلك ، وسألتك عنها هي من تكون جاوبتني على قد كلّمتي قلت من القصر وبعدها ؟ جيت تبوسني ؟ تراضيني ؟ تنسيّني وبعدها ! وبعدها ذياب !
سكنت ملامحه لأنها تحترق ، لأن ودّها تصرخ ما عاد حتى يعرف يتصرّف لكن يبيها تحرقه لو كانت ترتاح بهالشكل لأنه ما عاد يتحمل : وبعدها ؟ وش سوى ذياب وبعدها
حتى يدها يلي ضربت صدره مرة ، ومرّتين ، وثلاث ما ردّها لأنها ميّتة غضب ، لأنها تحترق بشكل يبكيّ قلبه وفعلاً نطقت : أكرهك ! أكرهك لأنك تركت لها مجال تكلّمني ! تلمسني وأكرهك إنك ما قلت لي كلمة وحدة ما قلت لي حفيدته ! ما قلت لي جدّها قال لي ذياب خذها وتزوّجها وأنا موجـودة ! أنا موجـودة ذيـاب قال لك خذهـ
هو كتّف يديها مباشرة لإنها " إنهارت " بكلّ ما تعنيه الكلمة يضمّها ، يضمّها وتو يستوعب كلّ شيء لكنها ما سكتت ، ما سكتت تصرخ من وجعها : وما قلت لي ! ما قلت لي تتركني ما أعرف وأرد وأنا ما أعرف ! ما أعـ
هز راسه بالنفي : تدرين ! تدرين بي أبوي ما به إلا إنتِ ، ما به إلا إنتِ قصيد
كان منها الرفض لأنها ما تعرف ، لأنها لو ما سمعت أسامة هي ما بتعرف وعمرها ما راح تعرف وحتى لو تدري بحبه ، حتى لو تدري بقلبه بهالموقف كان يحرق ما كان كافي ، كانت تسمع همسه " بآسف " لكن من كثر ما بكت ، من كثر ما إنهارت ، من كثر ما هدّت حيلها هي بنفسها ما عاد فيها حيل حتى تشدّ على ذراعه تحسّ كل شيء بجسدها ينبض بشكل هي تسمعه وقتلته بمحلّه من حسّ إنها على وشك تفقد وعيها يمسك خدها : قصيـد ، قصيد أبوي
ما عاد يحسّ الدنيا من ركضت سلاف اللي كان كل المشهد على عينها وعين تركي تلمح ثقل بنتها هي بنفسها ، على عين تركي المذهول يلي شاف كيف شالها ذياب لحضنه مباشرة كانت سلاف تركض بعباية لقصيد تركتها بحضن ذياب ، تركض وما بقى فيها عقل لأنها ما تدري تلحق ذياب وبنتها اللي بحضنه يشيلها ، أو تتلاحق تركي اللي يده ما عاد يحسّها لكن تدري إن ذياب طار للمستشفى قبلهم تركض لتركي : ما بها شيء ، ما بها شيء ان شاء الله طيبة طيبة تركي
_
هو ركض يحاوطها شماغه وما يكذب لو يقول ما عاد يحسّ بالأرض تحته لو ما جات سلاف ترمي عبايتها له تصرخ فيه بالمستشفى يمكن بعمره ما إستوعب ودخل تركي خلفه سلاف اللي وقفت بالذهول فقط لأوّل مره تلمح ملامح ذياب بهالشكل : ذيـاب !
ما يحسّها ، ما يسمعها أصلاً يشتت نظره بمحاولة للإستيعاب إن " محبوبته " تهاوت بحضنه تعب تفقد وعيها ، قصيد اللي ما ردّ عنها ولا جرح ،ولا جرح من أوّل جروح شجاع ، لكل حدث بعده منمن ترويـع عذبة لها ، لزواجها الليّ جرحوا فيه عنقها وقدمها ، للخيام الليّ شكت له داخلها بإنه قلبها يعوّرها على لزام ، على حالها وحالهم ولآخر زواج ورد والآن بهاللحظة ما بقت حتى على حيلها تحرق روحه ، تحرق كيانه كله هو لفّ بمكانه لوهلة يبي يثبت ، يبي يقرّ بأرضه على الأقل لأنه ما عاد يحس الأرض تحته ولا يحس غير شديد نبضه وقلبه اللي ودّه يطلع من داخل ضلوعه ، من صار يحس النبض براسه هو يبي يفرّغ ، بأي طريقة يبي يفرّغ وشهقت سلاف فقط من ضرب الجدار جنبه بكل قوته لمرة ، لمرّتين ، لعشر ما يكتفي ولا يقدر يصرخ لأنه " محروق " تدمّي يده ولا يحسها وركض نهيّان قبل حاكم مباشرة يمسك أخوه بذهول : ذيـاب ! ذيـاب !
سكنت ملامح حاكم لأنه يشوف تركي يلي وقف يحاول يوقّف ذياب لكن يد وحدة ما تساعده ، يد وحيدة قدام جنون ذياب ما تساعده وسكنت ملامحه مباشرة : ذياب ! تركي ! وش فيكم ! وش !
وقفت ملاذ الليّ يدها على قلبها مع ديم المذهولة كان كثير عليها من سكنت ملامح نهيّان لأن أبوه " طار " يقطع الإشارة اللي هم واقفين فيها لأن مستحيل يقطعها بهالشكل إلا لمصيبة وبالفعل كانت رسالة ما بقّت بحاكم ثبات " صادفت ذياب بالشارع كان طاير للمستشفى عساكم طيبين ! "لهاللحظة من لمحت جنون ذياب ، محاولة نهيّان لإنه يمسكه يردّه وسكون تركي وسلاف تهمس هي لعمتها : قصيد فيها شيء ، قصيد صح ؟
توجهت ملاذ لسلاف مباشرة : سلاف ، وش فيها قصيد !
هزت راسها بالنفي فقط تهمس بإنها تعبت تطيح من حيلها وطلع الدكتور : حضرتك أبوها ؟
رفعت ملاذ نظرها مباشرة ، وسكت الدكتور لأنه لمح ملامح ذياب ، لأنه يشوف الدم بيده : زوجها ؟
بكت سلاف لأن إذا تردد الدكتور وش بيقول ، إذا لهالقد تردد وش بيقول يعني بنتها مو بخير نهائيًا ونطق حاكم مباشرة لان الأعصاب مشدودة : قل وش بتقول !
هز الدكتور راسه بالنفي بإرتباك : أعطيتها مهدئ الآن لكن الإنهيار كان ثقيل عليها جدًا حاولنا بكل مافيـ
قطع جملته من إنتبه إنه بيموت بمحلّه من نظراتهم : وتوتّر يبعد ياقته عن عنقه : أفضّل أكلم زوجها على إنفراد
سكنت ملامح ملاذ تشهق بذهول : حامل ؟
لأن ذياب كان يمشي للدكتور هو وقفت خطوته ، وقفت تسمع شهيق أمه مثل ما سمعه تركي اللي ضحك يضغط على عيونه فقط ما بقى به حيل ، وبهتت ملامح سلاف مباشرة : مستحيل ، ما قالت لي مستحيـ
رفعت نظرها لذياب مباشرة تسكن ملامح حاكم ، وهزت سلاف راسها بالنفي ترفع نظرها لذياب بذهول : لو حامل وإنهارت بهالشكل يعنـ
إضطرب عقل حاكم اللي ينتبه لولده إنه يسمع ويقتله اللي يسمعه ، إنه شُل بمحله يضرب على كتفه : روح للدكتور ، روح ياذياب !ما ودّه ، لأول مره ما ودّه يمشي خطوة زيادة ودّه ينتهي بمحله من وقف مع الدكتور بالزاوية يحس كل العيون تراقبه ، كل العيون عليه وضغط على عيونه لأنه بيطيح من طوله هذا آخره وما يتخيّل غير إن كل الأصوات بعقله تصرخ لو كانت حامل مثل ما شهقت أمه بقولها ، لو راح بعد إنهيارها المجنون مثل ما نطقت سلاف هو كيف بيشيل هالخبر ، كيف بيتحمّله قلبه قبل ظهره وكيف بتتحمله قصيد الليّ ما ودها ولا هو وده لكن لو حصل ، لو صار وحملت فعلاً يدري إنها بتطير فرح وبتطيّره والحين ، الحين ما يدري غير إن يده تنتفض يضغط على عيونه : وش ؟
_
كانت ملامح حاكم ساكنة يراقب ولده ، يراقبه بكل حركة ويحاول يفهم الدكتور وش يقول لكن فزعهم حوله غير طبيعي ، غير عادي وأكثر من لف نظره للممر بالخلف يسكن من لمح أسامة اللي توارى عن نظره مباشرة يعضّ شفايفه فقط ويرجع نظره لذياب اللي نُفض صدره يهز راسه بإيه للدكتور فقط يمشي له تركي مباشرة ، وما قدر يلمّ كلمتين على بعضها لكنه نطق : طيبة ، الحمدلله
توجه حاكم خلفه ، ومسح ذياب على ملامحه : يقول معها حرارة يبيها تخف وتقدرون تدخلون عندها
سكنت ملامح حاكم من لمح إن ولده يبعد بيمشي ، ومسك ذراعه مباشرة يوقفه : وين بتروح !
هز راسه بالنفي وهو النفضة يلي صارت بصدره غير طبيعية ، غير طبيعية بيهدّ الأرض وراها : جاي
نطق حاكم بذهول مباشرة يشدّ ذراعه : مرتك وتخليّها الحين ! إقعد ماهو طاير أسامة ولا الشغل طاير يا ذياب !
هو رفع نظره يدّور أسامة بعينه وفعلاً لمحه وهز راسه بالنفي فقط يتحررّ من يد أبوه مباشرة يتوجه لأسامة اللي نطق كل قلقه مباشرة : طال عمرك أنا ، سموّه يـ
لأن ذياب ما سمع له كلمة كانت خطوة أسامة تركض للسيارة مباشرة وما ركب مع بقية الحرس ، هو ركب لسيارة ذياب يلي ركب يحرّك مباشرة : طال عمرك بس بـقولك تراه يدري
سكت لأنه يشوف من ملامحه شيء مرعب ما ينوصف وتمتم يتمنى السلامة مو غيرها ...
_
« قصـر سمـوه »
جلسـت على أعلى الدرج تتأمل جدها اللي يمشي بالصالة ما قرّت خطوته لو لحظة ، جلست وهي تدري بالنار يلي هي أكثر من أشعلها بخدّها يلي وجّهته لجدها " أنا ، أنا أنهان ومن مين ؟ من زوجة المحترم اللي تحطّه فوق راسك وقدام الكل تمدّ يدها علي ليه ! ليـه ! " ودخل ذياب خلفه أسامة ، والحرس يلي فتحوا له البوابات يضحك سموّه مباشرة بذهول : وفوقها جاي لي الحين هالوقت ومعصّب ! جاي لي معصّب وش اللي سمعته يا ذياب ! وش اللي سمعته أنا تكلّم إخلص علي تكلّم
عضّ شفايفه لأن آخر شيءّ وده يفصل عليه هو سموه : إيه عندك العلم وجاي معصّب إيه لأن من أولها أنا قلت إلا حدودي إمّاتكف أهلك عن أهلي وإلا تدخّلت أنا ولا أحسب لشيء والله وش لها حفيدتك تروّح لـمرتي تضرّ
صرخ سموّه مباشرة بغضب يهز أسامة وضلوعه : وتقوم
مرتك تمدّ يدها على بنتي ! تمدّ يدها عليها !
مسح على شنبه مباشرة ، مسح على ملامحه لأن نبرته بتعلى وهو ما ودّه تعلى لكن ما بيرد حروفه نهائيًا : تمدّ وتكسّر راسها لا ضرّتها ما تسكت عن حقها ولا عنّي ولا عن أبوها !
نزلت لجيـن مباشرة بذهول تصرخ لأنها ما توقعت : إنت هيـه وش تحسّب نفسك ! من شايف نفسك !
صد مثل ما صد أسامة اللي مسك ذراعه مباشرة برجاء يهمس له لأنها بتولع آخرها : طال عمرك ، طال عمرك هذا سموّه هذا سمـ
وقفّها بجنبه مباشرة يعضّ شفايفه : تكلّم من يا ذياب ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : أكلّم اللي أهله اليوم قدام الملأ يعرضون دنيا أنا ما خليّت ابن امه يشوفها لأنها تمسّني وتمسّ أبوي وملفاتها بعهدتك أنت ، يقولون قدام مرتي هذا الفساد للي ما يدري به وزودٍ عليه تبي العلم ؟ قدام الملأ يقولون لمرتي أبوك به وبه يعني بتخجل به ؟ لا ما تخجل ولا تسكت ولا أنا جاي أسكت إن كنت تبيها كذا
لأن ولا كلمة من اللي قالها ذياب نطقتها لجين له هو لف نظره لها مباشرة لكنها ضحكت بسخرية : ويبرر لها تمد يدها علي صاحي إنت ؟ طيب دوّر لك مكان يلمّها
عضّ ذياب شفايفه فقط لأنها ما يبي يردّ عليها ، ما يبي لأن الإحترام لسموّه فقط وإلا هو ماهو عاجز عنها وصرخت لجين بغضب : والله ، وهذا وجهي لو خلّيتها تكمّل
ما نطق ذياب كلمة يلف سمّوه نظره للُجين : إطلعي فوق ، إطلع يا أسامة ولا يدخل علينا أحد
نفض صدر أسامة لأنها بتشب ، بتشبّ وبتولع يهمس لذياب برجاء : تكفى ، تكفى أبوس راسك تكفى هدّ
طلع أسامة يعضّ سموه شفايفه يقرب خطوته من ذياب : أنا يوم قلت لك عنها يا ذياب ، ما قلت لك ترى ماعندي بالدنيا أغلى من بنت بنتي ؟ ما قلت لك وتحدّني بها ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو بينفجر من غضبه : قلت ، وإن كنت أنا ما قلت لك ترى ما عندي بالدنيا كلها أغلى من مرتي والتراب اللي هي تمشي عليه وهي حدودي يوم أقول حدودي لا تقرّبوني بها
سكت سموّه يشوفه فقط ، يشوف الغضب بعينه وهز راسه بالنفي : بتحدّني على شيء ما أوده يا ذياب !
هز راسه بالنفي قبل يكمّل سموه حتى : أنا أوّده وإنت أكثر من يدري بي طال عمرك وإن كان به شيء ، تدّلني ويني وهي يوم تقول دورّ لك مكان يلمها وهذا وجهي لا خليّتها تكمل حشمة لك أنا ما رديّت والباقي إنت تدري به
نطق سموّه بغضب من كان ذياب بيلف ويمشي : ظهرك ما تلفّه لي يا ذياب حشّم وإحترم وقرّ لا تشب بينا حنّا
هز راسه بالنفي فقطيحترق قلبه ، يحترق يمسح على ملامحه : ما ردّيتك يوم قلت ذياب ، ولا ردّيتك يوم قلت يميني وحاطك على عيني وراسي مثل ما تحطّني ولا أعدّك غريب يوم قلت لي واحد من الأهل لكن إنت سمعت وش الهرج اللي قالته وحشّمتك إنت وقدرك ما رديت لكن أنا وراء مرتي واللي يعاديها ، يعاديني
ما نطق سموّه لأنه بيفهم الموضوع من لجين نفسها ، لأن هذا الإنفعال من ذياب " غير طبيعي " ومن هز راسه بإيه لأنه ما عاد يبي كلمة زيادة : مفاتيح المكتب مع أسامة ، ما قصرت وما جاء مني قصور
سكت سموّه فقط لأن ذياب " ثاير " إبتعد عنه ، ولف هو نظره للخلف بغضب مباشر : لجـين ، تعالي يا لجيـن
نزلت بكل هدوء تتكتف أمامه ، ونطق جملة وحيدة تعبّر عن نار غضبه اللي يحاول يكتمه بقدر الإمكان : دخلتي مكتبي وأخذتي منه ملفّ يخص قضية لذياب ؟
هزت راسها بإيه بكل هدوء ، وعضّ شفايفه لأنه "بيولّع " فيها بهاللحظة لكنها ضحكت بذهول : ما بتتجاهل إنه رفع صوته لهالدرجة عليك هنا ، وما بتتجاهل إن زوجته مدّت يدها علي أنا وتركز على ملفات سخيفة ذكرناها بدون أسماء لكن وش ذنبي إذا هم يتحسسون وصار مفهوم لها إن المقصود زوجها الفـ
صرخ بغضب مباشرة يسكّتها ، يسكّتها بالذهول : ولا كلمة ! ولا كلمة لا أسمع لك صوت لا تشوفك عيني
ناظرت جدّها بذهول لأنه فعلاً معصب عليها هي ، وضحكت بعدم تصديق : أنا كلمت رئيسة القسم وقلتلها يا تفصلها هي بنفسها يا إحنا بنتصرف ، أنا ما أقبل الإهانـ
صرخ للمرة الثانية بذهول : إقطـعي ! إقطعي ماهي علومنا ماهو سلمنا ماهو طبعنا ! إستحي يا بنت إستحي هالشيب بعد هالعمر تخجلينه ! بعد هالعمر يا لجين !
ناظرت جدها اللي يأشّر على لحيته : تفصلها هي بنفسها إنتِ تدرين من أهلها ؟ شفتي من زوجها ؟
ضحكت لجين بسخرية : أدري ، أبوها مجنون منفوخ وخريّج سجون وزوجها حدث ولا حرج لو مو إنت معه ما طلع له صيت ولا هيبة ، باقي أحد ؟
_
« المستشـفـى »
دخل يهدي نفسه بكل مايقدر له ، يمسح على ملامحه لأن كل أمنياته بهاللحظة يطير بها لبعيد ، لمكان ما به أحد غيرهم لكن يشوف إستحالة أمنياته من لمح أبوه وأمه ، وعمه تركي وسلاف والواقفين يتنفّس من أعماق قلبه : ما قصرتوا ، روّحوا أنا معها ماله داعي توقفون وتنتظرون
هزت سلاف راسها بإيه : تطمّنا عليها
ما كان قلب تركي يطاوعه يمشي ، ولا حاكم اللي عينه على ملامح ولده يلي تُخطف بالغضب ، بالثوران والعصف اللي مهما حاول يبيّن إنه العكس وإنه هادي مايقدر وسكنت ملامحه مثل ملامح تركي ، وحاكم ، وملاذ وسلاف من فتحت الباب هي : مامـ
لأنها ترنحّت مباشرة مد ذياب يده يشدها ونطق تركي : ليش تقومين !هزت راسها بالنفي تشد يد ذياب : ما بجلس هنا !
هزت ملاذ راسها بالنفي لأن حتى صوتها ما يسمع من تعبها ، لأن لو مو ذياب يسندها عليه يمكن هي ما تتحمّل حتى الوقوف : إرتاحي شوي أمي ، إرتاحي بس شوي
كان منها الرفض وشديده بعينها ، بيدّها يلي تركت يد ذياب مباشرة يمسكها من جديد : نروّح ، ما تجلسين
تنهّد تركي من أعماق قلبه يضغط على عيونه فقط ، وشدّت سلاف على يده بهمس : لازم نتركهم لحالهم
لأن داخله يضج بالقلق على المشهد اللي طاحت فيه قصيد وكيف كانت تضرب صدر ذياب بالجنون وبعده هي إنهارت وحتى لو ما كان حوارهم مسموع لكن المشهد لوحده يقلقه : ترتاحين ببيتنا ياقصيد ؟
سكنت ملامح ذياب يحس الضغط بشكل غير طبيعي لدرجة الإحمرار الليّ صار يبرز بملامحه لأنها جات من أبوها وكان منها النفي تهمسه فقط ونطق حاكم مباشرة : الحمدلله تطمنا عليك يابوك ، ما تشوفين شر وآخر الأوجاع إن شاء الله
إبتسمت ملاذ بحنان مباشرة : إنتبهي لنفسك ولصحتك يا أمي ، لا ترهقين نفسك بشيء ترى الدنيا سهالات
إبتسمت يصرخ ذياب لأنها رغم تعبها تحاول للآن وتجامل ، وأخذت سلاف يدّ بنتها من ذياب : تعالي ماما
لأن سلاف أخذت قصيد نطق حاكم مباشرة بهدوء : تعال
أخذت ملاذ مفتاح السيارة تسبق حاكم للخارج ، وشد حاكم ذراع ولده بهدوء : وش سويت عند سموه إنت ؟
مسح على ملامحه لأن ما وده يتجادل ، ما ودّه يتكلم : طويلة مالك بها
ناظره حاكم بالإستغراب لكن الموضوع اللي يضرب بصدره شيء آخر تماماً : ما عدت بالدنيا يوم أمك قالت حامل ، وش جاك أول يا ذياب بك شيء ؟
سكنت ملامحه لأنه آخر سؤال توقع أبوه يسأله ، ومسح على أنفه بهدوء ما يدري حتى كيف يجاوبه بإن ما وده ولا ودّها ولا حتى وقت هالموضوع : ما جاني غير إنّ كل همي هي وهي تعبت تطيح ويوم قالت أمي ما تركت بي عقل
ناظره حاكم لثواني يحاول يفهم الموضوع ، يحاول يستوعب لكن الواضح إنها أمور كثيرة على إستيعابه وطلع تركي من غرفة قصيد يلي يدّها بيد أمها يتنحنح فقط : ما قصرت يابوذياب ، طوّلت واقف
إبتسم حاكم : المهم شفت بنتي بخير وتطمنا عليها
كان الوداع بين تركي وحاكم يلي تفرّقوا يتبع حاكم ملاذ ، ويمشي تركي مع سلاف للخارج ومدّ ذياب يده لقصيد الساكنة تمامًا : به شيء يوجعك ؟
هزت راسها بالنفي فقط ما تنطق حرف لأن أمها ، أمها عرفت تنفّضها بشكل غير معقول : لا ، الحمدلله
تمتم الحمدلله يكتفي بها حوار لهاللحظة لأنه يبي البيت ، يبي البيت ويبيها بإرتياح بدون لا يكون حولهم أحد ، ولا معهم أحد ، ولا بينه وبينها حدّ ولا فاصل ولا مسافة ويشوف رغبته قدام عينه بهاللحظة بعد طول الصمت يلي كانيلي كان بكل المسافة من المستشفى لبيتهم ، لجناحهم ولغرفة نومهم تحديدًا من طلعت تعدل لبسها فقط كانت لابسة بجامة عاديّة تحاول تسكر ازارير بلوزتها لكنه يشوف رجفة يدها بعجز يتوجه لها : خلّيها علي
نفض صدرها لأن أمها قالت لها ، لأن لو ما قالت لها بالرعب يلي نفض ذياب كله وقت شهقت ملاذ " حامل " يمكن ما قررت ترجع معه البيت بهالوقت ، يمكن كان إختيارها بإنها تروح لبيت أهلها تفصل ، تفصل وترتاح " على هالإنهيار وإن الدكتور قال له تعال لحالك توقعنا إنك حامل وبيقول راح الجنين الله يكفيك الشر ، ما شفتي خوفه يا قصيد .. ما شفتي كيف وقف أنا ! أنا خفت وخفت بالبيت يوم شفتك تضربين صدره ماما وش فيكم ؟ وش فيكم تحملّون بعض فوق طاقتكم وش !"
ورجف جسدها لأن نظرها على يده يلي تضمّ أزرار بلوزتها يسكّرها لها ، من وصل لآخر زر أعلى صدرها يسكره ومُدت يده مباشرة لعنقها يضمّها ، يقبل حار جبينها لوقت طويل يسطّر إعتذاره ، وأسفه يلي نطقه بحروف مباشرة : آسف ، والله العظيم آسف قصيدي
إحترقت بالحرارة اللي تحسّها من قبلته ، من يده يلي تشد على عنقها ومن نزل نظره لها تاخذ نفس : ما كنت برجع معك تدري ؟
إبتسم لأنه مقهور ، لأنه ميت قهر ويدري : تخلّيني ؟
عضّت شفايفها مباشرة لأنها ما تقدر ، لأنه وقت نطقها بهالشكل جرّح قلبها ترفع نفسها تضمه وما إكتفى يضمها هو شالها عن الأرض يتوجه للكنبة محلّ جلوس له وهي بحضنه للآن : ما عاد فيه سموّه ، ولا القصر ، ولا شيء بالدنيا يزعلك قصيد ، ولا شيء أبوي
عضّت شفايفها لأنها تشوف " الرعب " من عينه بشكل غير طبيعي : ما أردك عن دنيتك يوم تكلّمت أنا عشـ
هز راسه بالنفي مباشرة : ردّيني ، ردّيني إنتِ دنيتي ولا يجيك شيء ، بس لا يجيك شيء الباقي ماعليه حسوفة
أخذت نفس من أعماق قلبها تتأمله ، تشوفه وما تدري ليه كل هالرهبة بصدرها للآن ومدّت يدها لخده ، لطرف شنبه وشفايفه من قبّل يدها مباشرة وضحكت هي تغرق عيونها بدموعها : ماما ، قالت لي عن الحمل وعن أمك
سكت ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها تمسح دموعها بعشوائية : ما كنت مستوعبة هي وش تقول لدرجة إني خفت وأنا أدري إن لا ، خفت قلت ممكن حصل وممكن صار وما عرفنا وما فكّرت لما قالت راح إلا إن
أشّر لها بالسكوت لأنها بتنهار وبتهدّه ، بتهده لأن حتى هو ما تخطى للآن وما يدري ليه كان وقع الموضوع بهالشكل عليهم وما كان حتى لها حيل كلام ولا ودّها وسكن داخل ذياب كله من إنحنت تقبّله فقط رغم إن كل توقعاته وظنونه بإنها ما بتقربه لأن زعلها منه كبير ، لكن زعلها عليه وعلى حالهم كان أكبر لدرجة إنها ما بعّدت تقبل طرف شنبه ونطق هو : قصيـدكان منها النفي تقبّله بهدوء لأنها تعرفه ، وتعرف قلبه ، وتحنّه عن الرعب يلي صوّرته لها أمها ببسيط الحروف لكن هي أكثر من يعرف محبوبها وقلبه ، وإنحنت تسند راسها على صدره فقط يضمّها لأنها تشتعل حرارة للآن ، ولأنها مهلوكة بشكل ما يستوعبه أحد ونزل نظره لها : تذكرين يوم سألتيني ، قلتي تحبّني ذياب ؟
إبتسمت لأنها سمعت جوابه من وقت لكن لأنه ما كرره ما علقت عليه وهزت راسها بالنفي : وما جاوبتني
عضّ شفايفه لثواني لأن نبرتها مرهقة ، لأن كلها ميتة تعب يجاوب : ردّيت يومها قلت وش الحب ، أنا أموت بك قصيد
ضحكت تهز راسها بإيه تشعّ ملامحها ، ضحكت يبتسم قلبه رغم تعب ضحكتها : أعرف ، وسمعتك لما قلتها
إبتسم ينزل نظره لها : دامك سمعتي ليه تخلّيني أعيدها ؟
إبتسمت ترجع شعرها للخلف : أرد على أحبك دايمًا بأموت فيك وأعشقك ، وإنت قلتلي أموت بك قصيد وما أعرف كيف صرت أقولها زيك وما أحس
ضحك يستوعب : وأبوك اليوم تقولين له أموت بك
هزت راسها : لو ركزت كان عرفت إني سمعتك من يومها طال عمرك ، تركز مع كل الناس ومعي لا ؟
ضحك لأنها تجحده ، لأنها تعشق - تجحده - : وقلتيها بأيّ حال يوم ودك أركز وش تقولين ؟ بالحال الليّ ودي أشب الدنيا ولا تنزل دموعك به ؟
إبتسمت تستند عليه فقط ، وبقيت يدّه تحاوط خصرها ينطق بتأكيد شديد : تدرين إن الأمور طيبة ، كلها ؟
هزت راسها بإيه بهمس : إحنا طيبين ، هذا المهم ..
نزل نظره لها لأن هو يبي يطمّنها عن الأحداث كلها ، وهي تطمّنه عليهم لأن الأحداث ما تهمها وبقيت عينه تتأملها فقط ، تتأملها بحضنه وكل تفكيره هو فيه بالدنيا مثلها ؟ مثل قوتها ، مثل حبها ، مثل دلالها ، ومثل حنيّتها عليه لأنها "مستحيلة " بالحنان الليّ هو ما يتعوّده تزعل منه ؟ ما تبعد عنه ، تغضب منه ؟ تغضب بنفس اللحظة عليه ما تحرقه بالصمت ولا تدور من وراه شيء ، تتركه يراضيها ويحاول عشانها ووقت ينتهي يستوعب إنه ما هان عليها ، ولا بعمره يهون عليها وهذا الشيء بعلاقتهم " مجنون " ، مجنون يسطّر الخرافة بعينها ومعناها وعلمها كلّ ما شد الغضب زاد الحنان ، وكل ما نزلت الدموع رقى الحُب والإرتباط والشِّدة ، تفتخر به بكل أطباعه ومافيه ويفتخر بها بكل مافيها وإنتبهت إنه يتأملها للآن وما حبّت تقطع تأمله بالحروف ، قطعته بإنها تقبل نهاية خدّه اللي تقابلها وتُوردت ملامحها من حست بيده على أزرار بلوزتها بهمس ، من بادل قُبلتها لخدّه بإنه يقبّلها هو تهمس بالخجل : كنت مستغربه أساسًا
_
« العصــر »
جلس بالصـالة يشيّك على الأوراق قدامه ، اللابتوب قدامه بالمثل يتأكد إن كل " الأمور طيبة " ورنّ جوالهمكالمة فيديو من نصّار يرد عليه : يالله حيـه
إبتسم نصّار مباشرة : وقت البريك من الشغل وقّف وقّف
ضحك ذياب يهز راسه بإيه : وتحدده من كيفك؟
إبتسم : إيه نصار متصل عليك ، أكيد وقت بريك خلاص بس وينك إنت مو بالمكتب ؟ مداوم من البيت ؟
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نصّار : بالله ما وحشتك ؟ ما ودك تاخذ إجازة تمرّني كم يوم بس نطفي الشوق وتتمشى معي بمدريد ؟ مبطين ما تمشينا سوا
إبتسم ذياب فقط ، وضحك نصّار يلف الكام لشوارع مدريد لأنه يتمشى لحاله وسأل ذياب : ما معك أحد ؟
كان منه النفي : لا طلعت أتمشى لحالي شلون بتحزن علي لو معي أحد ؟ يعني تخيل لو يصير لي شيء الحين بالشارع هنا ما يدري عني أحد لأنك بالرياض ما جيتني
هز ذياب راسه بإيه : إنت دايم ما تفتح فمك إلا على الشر ؟ وصخ دايم كذا ؟
ضحك من أعماق قلبه : ما يجيبك إلا خوفك وش أسوي حتى ورد قلت لها قالت ما يسمع لي ما بيجي وش نسوي وهي والله إشتاقت لك كل ما جيتها قالت كلمت ذياب
إبتسم يهز راسه بالنفي : طيبين وأموركم طيبة وتجون الرياض قريب من غير شر ونتلاقى ، ما تبطون
ضحك نصار يتذكر : ذياب ، تدري صحيت اليوم مشتاق لوش ؟
ضحك ذياب لأنه يدري ، لأن نصار إنهار بنص الشارع بهاللحظة يضحك : والله صحيت دقيت على محمد ألو قم صور لي الحلال ، قل لهم نصار مشتاق لكم وكلّمتهم فيديو بعد تعرفت على اللي ما أعرفهم
ضحك ذياب يبتسم نصار : تكفى ذياب ، تعال يومين بس
هز راسه بالنفي : ما به بل بدياركم ، إن لقيت البل جيتك
إبتسم نصار مباشرة بحماس : والله ؟
ضحك ذياب لأنه يدري بنصّار ، وضحك نصّار لأنه يعرفه : بجيبها بس مو لا جبتها تقول لا حلالي غير خلّك عند كلمتك
نطق ذياب مباشرة : ولـد ، متى ما كنت عند كلمتي !
ضحك نصّار يبتسم له ذياب : وأموركم ماشيه ناقصكم شيء تبون شيء ؟
هز نصّار راسه بالنفي يبتسم : أمورنا ماشيه ونسلم عليك الحمدلله ، عاد لا تبطي دق علي لا فضيت
أشر ذياب على خشمه بإنّ تبشر وإبتسم : الله يحفظكم !
رجع يغرق داخل أوراقه ما يفك عنها إلا من الآذان للآذان وباقي قصيد ما صحيت للآن يفتح باب البيت بعد رجُوعه من صلاة العشاء يتوقع نومها للآن لكنه همس : طولتي والله عساك طيبة
دخل ينزل شماغه وعقاله ، يتوجه للمغسلة يغسّل يديه وإبتسمت لأنه ما إنتبه لوجودها بطرف الصالة وما تكلّمت هي تتأمل تصرفاته من كان بيرقى الدرج : رايح لمين ؟
إبتسم توقف خطوته ، يرجع ينزل للأرض يمشي لها : صح نومك ، أبطيتي قلت بشوفك طيبة وإلا بك شيء
إبتسمت لأنه مد يده لعنقها ، ولجبينها يتحسس حرارتها يوقف قدامها وما تدري ليه بهالحركة بالذات - رفّ قلبها أبطيتي ، ليه ما صحيّتني معاك متى صحيت ؟
إبتسم وهو يحس منها حرارة خفيفة : لا طيبة الحمدلله ، ما صحيّتك ودي ترتاحين ما نمتي عدل
لفت نظرها له بذهول : وإنت تعرف الراحة ذيابي ؟
هز راسه بإيه : راحتك ؟ أعرفها ، الأكل بالمطبخ تعشي
جلست تشوف قهوته بين أوراقه ، وإن لها فنجال كالعادة : لو قوّمتني أسوي لك أو أتقهوى معاك ممكن
إبتسم لأن كلهم يعرفون قهوتها وش تعني ، وتكّى يشوف إنها صبّت لنفسها فنجال وأبهرته من مدّت يدها للتمر قبل تشرب يبتسم مباشرة ، يفتخر مباشرة : تعلّمتي
إبتسمت تهز راسها بإيه : تشوف عينك كيف تراقبني ؟
ضحك لأن فعلاً عينه كانت تنتظر زلتها وإنها تشرب قهوة فقط بدون التمر وهي توّها صحيت ، وإبتسمت : مروق
هز راسه بإيه وهو فعلاً - مروق - لدرجة الجنون لأنها ما تتخيل كيف تركت داخله يشعّ بمجرد ما لمحها بعادي فُستانها الأخضر بأغمق درجاته ولا فيه أي تفصيل غير إن طوله يوصل لنصف فخذها وأعلاه يُمسك بحبال رفيعة فقط وشعرها تاركته على حُريته وباقي فيه بلل خفيف وضحكت بالإحراج مباشرة : حاول تبعّد عينك شوي
إبتسم يمسح على ملامحه : تقهوي ، تقهوي
رجعت جسدها للخلف تشوف أوراقه ، ولابتوبه : طول الوقت كنت تشتغل هنا ؟ على من صحيت العصر ؟
هز راسه بإيه يشوف إنه ما عجبها ، ومسح على عيونه : ودق عليّ نصار ، سولف معي شوي وروّح
قصيـد: ما إشتقت له ؟ صحيت لقيت ورد تسأل كمان
إبتسم فقط : يقول لي ، تعال سيّر يومين على قوله قلتله أنتم طيبين أموركم طيبة نتلاقى بالرياض إن شاءالله
إبتسمت لأنه مشتاق له لكن يبيّن العكس : حلوة مدريد
رفع نظره لها لثواني ، ورجعت شعرها لخلف أذنها : وأشوف تأثير نصار عليك لدرجة إنك مروق مره اليوم
ضحك لأنها بتقنعه ، يدري بتقنعه : هذا تأثير نصّار ؟
هزت راسها بالنفي : لا هذا تأثيري الحين بس أقصد تـ
ضحك من أعماق قلبه لأنها تلعثمت مباشرة بإستيعاب ، ضحك من كل قلبه يتأملها فقط وتورّدت ملامحها تبتسم : أقصد يا عبيط يا ذياب ، إن ليش لا لو ودك ؟
رنّ جوالها تشوف رسالة من عذبي أخوها " لو صاحية بنمرك " : عذبي يسأل ، يقول بنمرك لو صاحية
هز راسه بإيه : الله يحييهم ، دامهم جايين بسلّم عليهم ثم بروّح الخيام بشوف محمد والحلال أبطيت عنهم
_
« بيـت حـاكـم »
جلست ويدها على بطنها تفكر بمرور الشهور كيف بيكون ، حماس معرفتهم بنت أو ولد كيف بيكون ، كيف بتكون الفرحة ، كيف بتكون المشاعر وهي أجّلت كل شيء فعليًا - حتى دراستها - إلى ما بعد الولادة وجلس نهيّان بجنبها : وش تفكرين فيه ؟
هزت راسها بالنفي : أفكر كيف يمر الوقت بسرعة طفشت مره
هزت راسها بالنفي : أفكر كيف يمر الوقت بسرعة طفشت
ضحك بذهول يلف نظره لها ، وإبتسمت : والله ، يعني الحمدلله بس أقصد كل ما جاء ببالي شيء قلت بعد الولادة ، بعد ما أولد إن شاء الله وكل الخطط تروح لبعد الولادة بشكل يستفزني شوي مو طبعي التأجيل كذا
إبتسم : ووش الخطط اللي تأجلينها لبعد الولادة ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : تحب الألعاب نهيان ؟ الملاهي ؟ يعني ما أذكر يوم كنا صغار إلا إنك تموت بشيء إسمه بنات هذا اللي أذكـ
سكت حاكم اللي كان طالع من المكتب على وشك يتكلم ، وكح نهيان مباشرة بذهول لأنها صدمته : وش ؟
إنتبهت على عمها تخجل ملامحها مباشرة ، وتنحنح حاكم فقط : أنا بروّح لأخوك يا نهيان ، أمك عند جدّانك
هز راسه بإيه فقط وديم صدمت حياته بقولها ، وسكّر حاكم الباب خلفه يلف نهيّان نظره لديم : وش قلتي ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : والله ، يعني أذكر كنت دايمًا مع ورد ومعانا تعشق شيء إسمه بنات
هز راسه بالنفي يأشّر على عقله : صاحية إنتِ ؟ كنتي صغيرة أصلاً وين تذكرين كم الفرق بيني وبينك ٦ سنوات ؟ وإلا خمس وإلا كم شلون تذكرين ما يمديك
ضحكت لأنه مصدوم لكن الواقع إنه بطفولته كان دايمًا عندهم ، وإبتسم : ما كنت أحبك وحنّا صغار طيب ؟
إبتسمت لثواني : تبي الصدق ؟ كنت تحبني بس مو لأني ديم ، لا لأنك تحب البنات كلهم
ضحك بذهول لأنه يذكر شخصيته كانت إجتماعية جدًا بس يحب اللُطف ، يستلطف البنات ولعبهم أكثر من جلسات أبوه وأخوه وبقية الرجال ولهالسبب : تدرين ليه ؟ كان اللعب كله عندكم ذياب أول هو خويي الوحيد وكل ما قلت له بنلعب قال أبوي ينادي ويمشي عني ما نلعب إلا بالسنة مرة وإنتم ما تقصرون ماشاءالله
ضحكت لأن فعلاً ذكرياتها مع نهيّان ما كانت خاصة ، كانت ذكريات طبيعية بين اللعب والضحك بدون مشاعر أخرى وإبتسم : تقولين لي كنت تحب كل البنات أول ؟
هزت راسها بإيه ، وضحك : الحين إنتِ عن كل البنات
إبتسمت ديم لثواني طويلة ، ونطق هو بتساؤل : اللي تبينه بعد الولادة ، ملاهي ؟
ضحكت لأنه ما نسى وربط المواضيع لأول مرة يفهم ، وهزت راسها بإيه : مره ودي ، جلست أشوف مقاطعنا أنا والبنات السنوات اللي راحت والصراخ وكل شيء وحسيت يالله بخاطري أقول لهم مشينا نلعب وتذكرت
إبتسم لأنها مدت يدها لبطنها : تلعبين ، تلعبين ولا يهمك وتبين الصدق ؟ ترى أحب الألعاب بالحيل نلعب سوا !
كشّرت مباشرة : يمكن بلعب مع البنات طيب ؟
هز راسه بإيه : مع البنات يوم ومعي يوم ياكثر الأيام ديم
ضحكت بإعجاب مباشر : وتعرف تلقى حلول يعني
_
« قصـر ذيـاب »
عدلت لبسها تشوف إنه يتأملها ، أو يتأمل فستانها اللي صارالسرير وسأل بهدوء : متأكدة ما تبين شيء ؟باقي بارتين و نوصل لتنزيل الكاتبه في الانستا حماااسس😭
- وبارت جديد تعويضاً مني لكم انجوي🤍
- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
عاطفية- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...