بارت ٢٤

14.2K 223 18
                                    

_
‎« بيـت فـزاع ، العصـر »
‎من أول ما نطق لها أبوها ، ومن أول ما قال لها كل الحلول وكل كلمة وهي تحس بشيء غريب وإن الأمر بيدها عجزت تفهم الغاية والسبب ، عجزت تفهم مقصده وعجزت تستوعب كل شيء من أول كلمة نطقها أبوها ، لآخر كلمة قالها وإنه طلع من عندهم غاضب معزّم إنه بيرجع وورقتها معاه ورجع مختلف تماماً ، رجع مليان تعقّل يقول إن مصدره نهيّان وإن كل الكلام كلام نهيّان لكن هي ما تصدق تعرف نهيان يشد ما يرخي ومدت يدها لجوالها مباشرة تتصل عليه ورد يضحك : هلا عيوني
‎تقتلها عدم جدّيته ، تقتلها بشكل مجنون وإنها تسمع صوت ضحك عنده : مستوعب إني ديم صح ؟
‎هز راسه بإيه : ليه قلت عيوني لو مو مستوعب ؟
‎ما تكلّمت لثواني ، وإبتسم : دقيقة بس دقيقة ، نصار
‎ضحك نصار يمسح على ملامحه : روح الله يستر عليك
‎طلع من عند نصار يسكر الباب خلفه ، ومسح على جبينه : وش الأخبار ؟ وش الطاري من جابنا عالبال ؟
‎هزت راسها بالنفي لثواني : ولا شيء ، بس كلمني أبوي يقول إنك قلت له طلاق ما بتطلق والخلع بيدي
‎هز راسه بإيه : فيها شيء ؟ بعد ما تبين هالحلول ؟
‎ما تكلّمت لوهلة ، لكنها رجعت تسأل : ليه ما بتطلق ؟
‎رفع حاجبه لثواني لكنه نطق بهدوء : تبيني أطلق ؟
‎ترتعب بكل مرة يتبدل ضحكه لهالجدية رغم إنه يستفزّها بشخصيته يلي ما تاخذ شيء على محمل الجد ، ورجع من جديد يكرر : تبيني أطلق ديم ؟ تبين الطلاق ؟
‎ما جاوبت ، ورفع أكتافه بعدم معرفة : مدري وش تبين ، والله صدق مدري وش تبين الأمور بيدك أكثر من كذا ما عندي تبيني أجيك جيت وما يردّني شيء ، ما تبيني ؟ الأمر بيدك وما يوصلك بعده شيء والله ما قال لك أبوك ؟
‎هزت راسها بالنفي : الأمور بيدك وبسيطة يعني بس كذا
‎هز راسه بإيه : لأن وش أقول أكثر وش أسوي بأكثر تارك حياتنا كلها بيديك وش أكثر ديم ؟ وش أكثر حتى لنفسي أنا مو جالس أسوي شيء أستنى وش يرضيك ووش تأمرين به كأن مالي كلمة .. به أحد يسكت على شعوره ؟
‎رجّف قلبها ما تدري ليه ، وشتت نظره : ما بقول كلمة وأنا مدري إنتِ وش تبين بالضبط ، تبيني وإلا ما تبيني ووش النهاية يلي تبينها وترضيك لكن قلت لك من قبل ، كل شيء قلته لك من قبل وكل شيء شفتيه إنتِ مني قبل
‎هزت راسها بالنفي : ومع ذلك تقول كل شيء بيدك والنهاية يلي تبينها وترضيك مو حياتي لحالي ! مرة مو حيـ
رفع أكتافه بعدم معرفة : وأنا قلت لك حياتي وشلون أبيها ! قلت لك وشلون أبيها ومع من أبيها وش بيدي أكثر
ما تكلّمت ، وسكت حتى هو لأنه يفهمها ، يفهم شعورها ويمكن يفهم شخصيتها بشكل غريب هي بنفسها ما تتصوره ولهالسبب تاركها على راحتها عشانها ، وعشانه هو يدري إنها حتى الوصل تفكّر فيه غلطة وهو ما يفكر بهالإتجاه نهائياً هو فعلاً وجدياً " حبّها " ولا يدري شلون رغم إنها ضد شخصيته بشكل مستفز لكنه حبّها ، ولا يدري وش يسوي لأنه مستحيل يجبرها أو يقول أكثر من اللي قاله وبالنهاية ما بيكون فيه درب بينهم : ديم
ما ردّت علقت كل الحروف بجوفها بين " ما أبيك " ، وبين إن فيه شعور وصوت مزعج بداخلها يقول لها إنها تبيه ، إنها تحبّه " للآن " ومواقف مزعجة تمر بعقلها بكل لحظة كانت " هادية " وطبيعية بينهم ونطق نهيان بعد ما مدّ يده لعنقه : إذا ما كان به فرصة تشوفيني نهيان بدون الماضي كله ترى ما به درب ، نظرتك لي بيدك ماهي بيدي لو كانت بيدي وعليّ كان تغيّرت من زمان والله
ما تكلّمت ، ونطق لآخر مرة بجدية : قولي لي وش تبين بس ، والله بس وش تبين وأنا أقول تم ديم عشانك إنتِ
دخلت درة يلي نطقت مباشرة من ملامح ديم بإستغراب : صار شيء !
مسح على راسه لأنها ساكتة ، ولأنها نطقت لدرة تقول " لا مافيه شيء " وهو حسّ من نبرتها إنها وصلت أقصاها ويمكن حتى ملامحها تصّورها : أنا أدري وش صار وأسمعك وودي إني ما أقول صار شيء ودي أكون معك الحين وما يردني شيء ، آسف ديم وحقّك علي ..
ما تكلّمت هي قفلت قبله ، وسكنت ملامح درة تتأمل أختها يلي فعلاً يبين ضياعها على ملامحها ، يلي غرقت عيونها بالدموع مباشرة ونطقت بعدم إدراك : تركتوا !
بكت بكل دموعها يلي من مدة طويلة كاتمتها ، بكت كل شعورها من الذهول والشعور يلي بقلبها لا يُشرح ، ولا كان يُبكى لكن الحين فعلاً تبكي شعورها وتبكي نفسها وتبكي الشهقة العالقة بقلبها قبل حلقها وإرتعبت درة يلي توجهت تضمّ أختها بدون مقدمات : بسم الله عليك ديم !
_
« بيـت تركـي »
ما رُحمت من أفكارها بشكل مؤذي لأن الأفكار تلعب بها بشكل ما يرحم تحس بشعور غريب ، شعور ما قد حسّته مرت الأيام ثقيلة لأن جيّات ذياب شبه معدومة فيها حبل الوصل الوحيد بينهم مكالمات يسكت فيها كثير ، يسكت وهي تعرف كل أسباب سكوته وتفهمه لكنّها ما ترضيها ، وترهقها لأن ودها تخفف عنه لكن مو بيدها هو شايل حمل نصّار ، وتعب نصّار ، وضغط شغله ، ووقته بين نصار وأسامة وأوراقه فقط لا غير وتعرف إن الشوق ينهشه لها بشكل مؤلم ما يطيق معاه إلا شديد التمنّع عن أبسط الجية لأنه بياخذها ، وهو ما يبي ياخذها إلا على ودّ أهلها واللي يليق فيها ، اللي يليق بقصيد الشاعر وكونها حرمه وهالشيء صارت تشوفه قصيد بعيد بشكل عوّر لها قلبها يمكن آخر إهتماماتها صار الزواج والحفل ، كل همها هو وشتت نظرها للبيت كلّه ، للشعور الغريب يلي بقلبها ما تحس بالراحة ومدّت يدها لجوالها تدق عليه لكن ما كان منه الجواب ، لمرّة ، ومرّتين ، وثلاث ما كان منه الجواب : يارب خير !
_
‎« بيـت ذيـاب »
‎ما تحرّك من جلوسه على وقت تركه أسامة ببيته ، ما تحرّك يموت قلبه بشكل غير طبيعي ، تشدّ عروقه بشكل غير طبيعي بينتهي بمكانه من قهره هذا الأكيد سكوت نصار ، سكوت ورد ، وضع نهيّان يلي لآخر لحظة يتصل عليه ، وضع شغله وضغط سموه " أنا مثل هالوضع ما يرضيني ذياب " ، علمه الصريح بإن بن مساعد ويلي معاه رجع يقوى عودهم من جديد لأن صار لهم العلم الكافي بخصوص نظره وأعصابه ، وضع أعصابه هو ووضع تقصيره مع قصيد وإنّ داخله ينهشه بشكل مؤلم اليوم ما ودّه يروح لها لأنه يحس بثقل غير طبيعي ، يحس حتى خطوته على الأرض ثقيلة ويكفيّها ، ومات كل قلبه من كان وده يروح لحلاله ولخيامه لكنه ما يشوفها وما يشوف قصيد وما يشوف الدنيا حوله ، كل دنياه قهر وكل مكان يضرب بوجهه بشكل ينفض صدره من القهر ومسح على ملامحه : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
‎كان يحاول يخفف لهيب داخله المشتعل لكنه ما خفّ ومد يده يتحسس الشنطة جنبه فيه شعور مزعج بقلبه ، شعور مخيف يحاوطه فتح الشنطة يطلّع " ذهبه " من داخلها ، يتركه على فخذه بشعور غريب وسكنت ملامحه من صوت باب بيته يدري إنه مو أسامة ، ويدري إن ولا مخلوق ممكن يوصل له بهالوقت ولا يدري به لكنه مع ذلك ما تحرّك خطوة كانت يده تتحسس الليّ على فخذه فقط بكل هدوء الأرض ينصت ، يسمع بكل إنصات لكون هالشخص فتح الباب بكل هدوء " مخيف " وما كان معاه صوت مفتاح ، أو صوت آخر ولا يدري أسامة قفل الباب خلفه أو لا لكنه ألغى كل حواسه يعتمد على سمعه ، ونبض قلبه الشديد يلي يحسسه إن هالشخص يقرب منه بهدوء مريب وبدون لا يميّز خطواته هالمرة ما إنتظر من أوّل لحظات قرب هالشخص منه هو رفع السلاح بإتجاهه بالضبط كأنه يشوفه ، بشكل مرعب هو نطق : مـن ؟
‎ما يشوف ، ذاب قلبها لأنه ما يشوف ولأن هالقلق مستحيل ومنظر عيونه مرعب والشيء يلي بيدّه مستحيل أكثر وصرخ يفزع كل عروق قلبها ما قدرت حتى تنطق كلمة وحدة : مـن لا أبتـلي بك !
‎رمى بإتجاه آخر يتركها تصرخ من رعبها من الصوت ، ومن إنه " معصّب " ما يثبت فعلاً ، من صوت تحطم الزجاج يلي رجّف قلبها من ذهولها وسكنت ملامحه بذهول ينزل السلاح مباشرة ، يحاول يستوعب : قصـيد؟ ما أدركت صرختها ، ما أدركت قلبها يلي بيخرج من وسط ضلوعها صوت الرصاصة ، وصوت الزجاج يلي تحطّم لأن الرصاصة هزت الشباك كله تخترقه وإلا صرخته هو كلّ شيء مرعب وبردت ضلوعه من الذهول يفز لها مباشرة : ما جاك شيء ! ما جاك شيء قصيـد !
‎هزت راسها بالنفي لكنه ما يشوفها ، ما يدري ما يشوفها وهي عجزت تتكلم من أول دخولها كان رعبها شكله ، سكون جلسته وإن شيء بيده كان ودها تشوف ملامحه عشان تستوعب إنه ما حسّ عليها لكن السلاح يلي رُفع يقابل ملامحها ، عيونه والإنتفاخات المرعبة تحتها ، الشاش يلي تحت أقدامه وهي تدري إن كل مدى نظره ضرب ألوان فقط ما يشوف شيء ثاني والأرعب غضبه ، غضبه يلي ما ميّزها ولا عطاها الوقت إنما رمى يرجّفها ويرجّف الأرض تحت أقدامها : ما جاك شيء ! ما جاك شيء إنتِ هنا والـ
‎رجّف قلبها لأنه يتحسس كل جزء بملامحها ، بجسدها ورجعت يده لملامحها يمسح دموع رعبها مباشرة ، يضمّها كله لصدره بيده يلي إستقرت بنهاية راسها يقبّلها بخوف الدنيا ، بخوف هي لمسته منّه وبكى قلبه : قصيد ما جاك شيء ؟ ما صار لك شيء قصيد
‎هزت راسها بالنفي تشدّ أزرار ثوبه : ما صار شيء ، أنـ
‎ما كان يسمح لها حتى تكمل حروفها لأن رجفة صوتها تبيّن خوفها ، لأن هو شدّ عليها بكل مافيه من ذهوله ، من رعبه إنه ما حسّها وتسمعه يتمتم بـ" الحمدلله " وبهمس ما تفهمه لكن تدري إنه مرتعب ، وإن حاله من سيء لاسوأ وعلى قد ما كان ودها تمسك نفسها ودموعها إلا إنها بكت فعلاً ، بكته هو ، وبكت رعبه قبل رعبها من ضمّها بشكل تدري منه إن وده يدخلها داخل ضلوعه ، من كانت كل يده تغطيها ، من تكررت قبلاته لألف مرّة لرأسها كان يكرر " أبوي إنتِ " ، ويكررّ " آسف يا دنيتي " بشكل يرهبها ، بشكل يرعبها وأخذت نفس من أعماق قلبها : ذياب ما صـ
‎طُرق الباب يبتر حروفها ، يبتر كل كلمة كانت على وشك تنطق فيها وبردت ملامح ذياب عَجز أرعبها ، وما يشوفها : روّحي فوق
‎هزت راسها بالنفي بذهول من زاد صوت الضرب عالباب : لا ! لا ما بروح مكان ذيـ
‎سمع صوت الزجاج بشكل جننّه وما طاع يسمعها ، ولا طاع يوقف فيه شخص وصل لحطام الزجاج من الخارج يعني يبي يشوف وبردت ملامحها لأنه ما إستكن هو توجه بإتجاه الباب وكل رعبها السلاح يلي تشوفه عالكنبة بجنبها ، جنب الشنطة يلي كان منها سؤال عن محتواها وما جاوبها عليه وبردت ضلوعها بلحظة من نطق " مـن " يزلزل ضلوعها هي تنتظر الجواب ما كان شخص ، ولا إثنين ، كانت الأصوات أكثر تبيّن من ركضهم وإعتلى صوت واحد من بينهم طال عمرك .. عسى ما شر ! " ، تنفّست قصيد بشكل نسيته من وقت من " طال عمرك " يلي طمّنتها إن يلي حولهم رجال ذياب ، أخذت نفس ترجف من فرّق ذياب مجيئهم ومسح على ملامحه تدري ما يشوف شيء ، وتدري ما تشيله الأرض من رعبه من رجع بخطوته عندها يدلّها وسكن قلبه من كان وده يمسك يدها لكن كان السلاح فيها : قصيـد !
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة غرقت عيونها بالدموع حتى هي ما تصّورت لكن رعبها أكبر ، كل رعب الدنيا إستقرّ بصدرها من حاله الأوّلي والرصاصة ، من رعبه عليها ، ومن الجمع المريب يلي صار حول البيت خافت تخسره ، خافت يضيع من يديها وما تصّورت تتحرك خطوة أو تتصرف بشيء إلا إنها مسكت سلاحه ممكن تقدر تسوي شيء وبرد قلبه مباشرة : لا تكفين .. لا تكفين قصيد ما
‎هزت راسها بالنفي ما سمحت له يكمّل لأنها بعدت يدها عنه يدري إنها تكتم دموعها ودها تستجمع نفسها ورفعت أكتافها : ما أعرف ! ما أعرف كان المفروض أسكت وأشوف وأخاف ؟ بس أخـاف ذيـاب ؟
‎هز راسه بالنفي يشدّ يدها ، يقبّلها : ما تخافين خسى الخوف بس لا يجيك شيء إنتِ ، لا تشيلين هم شيءّ لا تخافين
‎أخذت نفس من أعماق قلبها لأن رعبها كثير ، لكن بنفس الوقت ودها تهدأ ، ودها هو يهدأ من إرتكت على صدره يضمّها ، يجلس وهي بحضنه وهالمرة لمحت ألف شيء بملامحه يلي تبيّن نار داخله ، تبيّن لهيبه ما سنّدها هي على صدره ، هالمرة إستند هو على صدرها يواري وجهه عنها ، وعنّ كل شيء بحضنها وعضّت شفايفها : ما بقول ولا شيء
‎هز راسه بإيه بينفجر عقله ، بينفجر من الضغط ومن الأفكار لو صار ، ولو وصلها الضرر منه وإنتهى كله لأن يدها إستقرت على خدّه وجرحه الأعمق ونطق هو : تبيـن لندن ؟
‎سكتت لوهلة ما توقّعت ، ما توقعت تشوف الرعب بعينه وكمّل : بقول الصحّ تبعدين ، وإنّي ماعاد بي صِحّ لكن ماني قدّه ، ولا أقدر أبعدك وما عاش من يبعدك ولا بقول أزين لك بعيد عني
‎سكنت ملامحها لثواني بذهول : ذياب ليش تقول كـ
‎نطق يستعجل حروفها لأنه بينفجر : تبينها ؟ نروّح ؟
‎هزت راسها بالنفي ، ولمحت الخوف من شدّته عليها : إنت تحب الرياض ذياب ، أهلك ، وديرتك ، وخيامك ، ودنيـ
‎هز راسه بالنفي كان وده يأكد إن دنيته هي ، وإن كل أهله هي بهالوضع وإن وجوده بالرياض يموّته بشكل مؤلم على كل شيء يحبّه والحين بوسط بيته من كثر الضغوط كان على وشك يضرّها وهز راسه بالنفي من فهم إنها تبي الجواب منه ، تبيه يبرر لها شلون يترك الرياض وهمس بشكل يرجّفها من حرقت الحروف داخله وده يقول تغيّرت دنيتي كلها وما بقى لي شيء ، تضاربت الكلمات بقلبه سكّين لحد ما طلعت جملة وحدة فقط : إنتِ الرياض ، وديرتي -
'
‎« بيـت حـاكـم ، صبـاح العيـد »
‎عدل نهيّان شماغه يبتسم لأبوه ، وأمه يلي تبخّر شماغ أبوه قبل صلاة العيد وإن العادة تقول يصلّون ثم بعدها يكونون الرجال كلهم بالمجلس ، تُفتح المجالس ويُستقبلون ضيوفهم ، وأهلهم وتكتمل بهجة أفراحهم دائماً بوجود الأحبّة ، بوجود كل أفراد آل سليمان : أم ذياب
‎إبتسمت ملاذ ترجع خطوتها للخلف : هلا أمي ، عيوني
‎فتح شماغه تبخّره : أظن لي حق ، وإلا لحاكم بس ؟
‎إبتسم حاكم : مالك حق عند أمك ، حقك عند زوجتك
‎ما تكلّمت ملاذ وكان حاكم قاصد كل أنظاره للدرج ، لنزول ورد يلي من بعد ما صار لها العلم بخطبة نصار لها ما تكلمت عن شيء ولا قالت شيء لكنها أبدت موافقتها ، وتمّت تحاليلهم ، وما تدري متى العقد لكن عجلة الأمور أربكتها وكلها قياساً على - وجود أهل نصار - يلي هاليوم آخر يوم لهم بالرياض وبيرجعون لحياتهم بالخارج : ورد ، العقد اليوم بعد صلاة العيد
‎سكنت ملامحها بذهول ، وهز راسه بإيه : تجهّزوا
‎إبتسمت ملاذ : أبوك قال يقولك بوقتها ، الشيخ بيصلي معاهم ويجي ورسمياً بعدها تصيرين حرم نصار وأخيراً
‎إنتبهت لإبتسامة أبوها لخجلها ، حتى الاسئلة يلي بعقلها تُلغى كلها ما ودها تعرف ولا شيء لأن ذياب بآخر مرة وقت ثبّت كل الأمور قال لها هي " لا تسألين عن شيء قديمه يزعلك دام الجاي يرضيك " وهذا المنطق يلي ودها تعيش عليه هي زعلت كثير ، أُهلكت كثير ولا ودها تعرف بشيء يزعّلها يمكن يصير ودها بالمستقبل ، لكن الحين ما ودها بشيء حتى أبسط المعرفة ، ما ودها : آل نائل جايين ؟ قصيد وأهلها ؟
‎هزت ملاذ راسها بإيه : كلم أبوك تركي ، قال له نجمع العيد والغداء واحد دامنا أهل ليش متفرّقين وقال له تركي إن شاء الله وتصير عادة عيد الفطر ما يتغيّر لكن الأضحى نعيّد مع بعض بإذن الله
‎هزت راسها بإيه بتوتر : يعني ما قال له عن العقد ؟
‎إبتسمت تهز راسها بالنفي : ما قال ، ما قال لأحد باقي بس
-
‎دخل حاكم تتفقد عينه أفراد آل سليمان المتوزعين كل ثلاث وأربع منهم يدخلون لوحدهم ، وصية من سنين طويلة يحافظون عليها للآن ما يدخلون المصلى ولا المسجد ولا أي مكان جماعة ، يدخلون متفرّقين ومن أبواب مختلفة لو سمح المكان كانت عينه تتفقدهم كلهم من أكبرهم أبوه ، لأصغر حفيد فيهم والوحيد يلي ما كان له وجود ، ولا تواجد هو ذياب وشتت نظره فقط يصافح الشيخ : الله حيّه ، بنتعّبك اليوم تعيد معنا ثم مع أهلك
‎ضحك الشيخ يشد على يد حاكم : الفرح ما يتعب ياحاكم الله يتمم لكم على خير ويديم دياركم عامرة بالأفراح
‎إبتسم حاكم فقط يصلّون صلاة العيد ، وما كان لذياب وجود فيها نهائياً سكنت ملامح حاكم يشتت نظره فقط ما يدري وين ولده ، ولا وين أرضه ، وداخله شعور غريب يبيّن له إن كل بر سابق ، وكل ركض سابق من ذياب له بيختلف تماماً من آخر لقاء ، من آخر مرة كان يكلمه عن " ورد " ، وخاطر ورد ، ويجيب كل خاطر إلا خاطره هو ولفحته برودة أرعشت عظامه : ذياب بار .. ذياب ولدي
‎لمح نهيّان أبوه يتمتم : أبونهيّان ، ما ودك نروح المجلس؟
‎عدّل له حاكم بشبه غضب : أبوذياب ، كلمك وإلا ما كلمك؟
‎هز راسه بالنفي : ما كلمني ، بس يجي ما يتأخر أكيد
‎كانت تبيّن على ملامح حاكم عدم ثقته بمجيء ولده ، وضحك نهيّان : نصّار ما يعقد بدون ذياب ، بيجي ترى
‎هز حاكم راسه بإيه يشتت نظره ، يتوجه لمتعب يسنده ويلي ما نطق إلا كلمة وحدة : ذيـاب حي ؟
‎سكنت ملامح حاكم وأبوه من فترة يودي ويجيب ، يضيّع ويدرّك ودائماً ضيعاته تعكس هموم قلبه ، ما تكون الأسئلة إلا عن ذياب : حي ، حيّ ذياب الله يطول عمرك وعمره على طاعته يبه يجي ويسلّم عليك ويعايدك اليوم
‎هز متعب راسه بإيه يسنده حاكم يلي يمشي للسيارة ، ويمشون خلفه آل سليمان كل ثلاث وأربع مع بعض لسياراتهم متوجهين لبيته ، لمجلسه المشرّع للكل ..
_
‎« بيـت تـركـي »
‎ضحكت قصيد تسكّر جوالها بعد مقاطع أخوانها يلي فعاليتهم المفضلة بعيد الأضحى هي وجود أضاحيهم بالحديقة عندهم يسولفون لها ، ويتصّورون معاها صورة تذكارية كل عام وفعاليتهم المفضلة الأكثر ، إنهم يتركونها تركض خلف البنات أو يدخلونها المجلس عليهم ، ضحك فهد يناظرها ويعدل شماغه : ما خفتي إنتِ
‎هزت راسها بالنفي بإنكار : ما خفت ، ما جاء لي راح لودّ
‎ضحك فهد يهز راسه بإيه : وشاله عنها الخروف عذبي ، ابو ابليسها شبر ونص هالصراخ كله يطلع منها !
‎ضحكت تشوف عذبي يلي يعدل شماغه وبالفعل كان صراخ ود مفجع لأنهم دخلوها عليهم فجأة ، ولأنه تركهم كلهم توجه يركض خلف ود يلي ما قدرت إلا تصرخ من رعبها وتتجمّد بمكانها : حتى قصيد صرخت يوم جاها الصغيّر لا تكذبين ، بعدين شنو تموت البنت خوف يعني ؟
‎ضحكت قصيد بذهول : ما كانت هالحنية علي عذبي !
‎هز راسه بإيه : دايم عندج تركي إنت أول ما تصرخين يشيله عنج واليوم لو جاك يرسبن الذيب بعد لا تغارين
‎هزت راسها بالنفي ، وإبتسمت سلاف : قصيد شفتي وش فيه على باب غرفتج ؟
‎هزت راسها بالنفي بإستغراب ، وإبتسم تركي أخوها يلي توه دخل : يالله قصيد ننتظرج ، خلّها بعدين تشوفين
‎ناظرته لثواني بفضول : كأنك تعرف وش فيه ؟ لا ما أقدر
‎ضحك يهز راسه بإيه : زين لا تطولين ، قبل تشدّ الشمس
‎إبتسمت سلاف بحب وهالعادة جميلة عندهم بشكل غير طبيعي ، كل عيد أضحى بالذات تكون لهم صور جماعية للكل بحديقة البيت ، نساء ورجال كل عائلة وكل بيت وآخر صورة دائماً وأرقّها ، وأجملها ، وأعذبها بالنسبة لها هي صورة قصيد الدائمة مع جدّانها ، أخوانها ، وآبائها ، وكل محرم لها من آل نائل دائماً تكون بين بيض ثيابهم فارقة بكل لون تلبسه ، وبكل لبس تزهيه قبل يزهاها وهالعيد بالذات ما قدرت تمسك دموعها من نزلت قصيد ركض تقبّل خد تركي أخوها يلي ضحك لأنه هو تارك كيس هدية معلّق على باب غرفتها ، وتتوسطهم يستعدّون للصورة يلي دائماً خلفها أنواع الصراخ من الكل وضحكت تضمّ أبوها عذبي يلي رقّ قلبه بشكل مجنون بمجرد ما إنتهت الصورة وتعالى الصراخ لأنها رهيبة ، لأنها مستحيلة يُشاف الحب منها ، من إبتساماتهم ووقفاتهم وإبتسامة قصيد يلي تتوسطهم بشكل يأسر: الله يخليج لنا يبه
‎إبتسمت تقبّل خده : ويخليكم لي يا حبيبي ، يخليكم لي
‎إبتسم تركي أبوها لثواني : شفيه صوتج ؟ تعبانة وإلا شنو
‎هز فهد راسه بالنفي : من الدلع والصراخ تصارخ عشان شنو عشان والله دشت عليهم الذبيحة تركض وراهم
‎ناظره أبوه عذبي لثواني بفقدان أمل : دشت عليهم الذبيحة ؟ جذي تسميها وما بعد ذبحناها ؟ مالها إسم
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : شنو يدريني هي تيس خروف نعزة ماعز حمار
‎ناظره أبوه بذهول لأن كل المسميات غلط : نعزة ؟
‎هز راسه بإيه بثقة يعدّل شماغه : ريلج يضحّي وإلا ما يضحي إنت ماله بهالعلوم ؟ إذا يبي نعلّمه ترى
‎ضحك تركي يخوّفه : يضحّي إبل ذياب ، تقدر لها إنت ؟
‎سكنت ملامح قصيد قبل فهد يلي ناظره بذهول : شلون !
‎هز تركي راسه بإيه ، وسكنت ملامح قصيد : بس يحبهم !
‎هز فهد راسه بإيه : قايل لج ، قايل لج ما عنده حب هذا إسم على مسمى ذيب أمس يربي وحلالي واليوم يضحي شهالحب طلقيه خلاص ما تبينه صح
‎ضحكت بذهول لأنه ما أخذ نفس ، وضحك أبوه : لا يضحّي بك هالعيد الولد ما جاك ولا كلمك شفيك عليه !
‎كشّر فهد لأنه إنتبه لضحكهم ، ومزحهم وإن تركي يشرح لقصيد إنه ما يسويها : شنو تقنعونها إنه ما يذبح يعني؟
‎هز تركي راسه بإيه : يذبح مع أبوه ذياب دايم ، لكن ما يذبح من حلاله شيء صاحي إنت تصدق ؟ مع أبوه
‎ناظرهم بشك : لا تصدقينهم ما يبونه يشين بعينج تراه يذبح وبدم بارد ويغرق ثوبه بالدم بعد تبين أثبت لك ؟
‎كان يتوقع إنها بتقول لا ، لكن طال تفكيرها هي ما تعرف أطباعه بالعيد ، ولا تعرف حياته وأيامه بهالوقت كيف تكون وتجدد فضولها : أنا بشوف ما يحتاج تثبت لي شيء
‎إبتسم تركي وهو يلمح بنته تسرح بأوقات كثير يحس إنها تخص ذياب ، لكن يشوف حب الأرض بعيونها وبكلامها وبشخصيتها وقت يتكلمون عنه ، أو يجيبون طاريه لو عابر وهو ما يمرّ له طاري عابر ويتراجع عن كل ظنونه يدري إنها مرة راحت له بوقت متأخر ورجعت شبه مختلف حالها ، وللآن ما تكلم إنه يدري لأن ما وده يقول شيء : قولي لهم يجهزون بنروح بيت عمك حاكم عيدنا عندهم
_
‎« بيـت حـاكـم ، المجـلس »
‎رجفـت أقدام نصّار يلي بالقوة يمشي ويشدّ حيله لكن مع ذلك يسندونه أبوه وخواله لأن للآن ما رجعت قدرته التامة على المشي وكلهم إستغراب من " إستعجاله بالعقد " رغم إنهم يعرفونه ، ويعرفون إنه مستحيل يرضى النقص ومستحيل يرضى يعقد وهو ما تمّت صحته وعافيته ولا كمّل علاجه للحين لكنهم معاه بكل الأحوال ولا يشوفونه ضعيف أو به ضعف ، يشوفونه قوي لأن ما يهمه : ذيـاب ما جاء للحين ؟
‎هزّ أبوه راسه بالنفي : يجي الحين أكيد ، لا تشيل هم شيء
‎كان داخل نصّار متوتر ، قَلق أكثر من كونه فرح لأن إختفاء ذياب غريب يدري إنه بيجي ، وأكيد بيجي لكن ما يدري بأيّ حال راح يجي وكيف راح تكون جيته ووضعه وجلس بعد السلام بمكانه كان داخله متوتر بشكل مجنون إن ذياب ما جاء وإن الشيخ ممكن بأي لحظة ينطق ولا قدر هو يقول ننتظر ذياب لكن نطق أبوه : لا جاء ذياب إن شاء الله ، نقول بسم الله على بركة الله ما للعجلة داعي
‎هز حاكم راسه بإيه وهو متوتّر بشكل شديد إن ذياب ما جاء للآن ، وسكنت ملامحه من دخل ولده بشكل هادي ما يتبعه أحد ، ما يدرون هو يشوف ، أو ما يشوف لكنه نطق بجهوريته المعتادة : السلام عليكـم
‎كانت عين حاكم تدور أسامة خلفه لكن ما كان ، ورد السلام على قدر جهوريته من كل رجال المجلس فز نهيّان يدل ذياب وين يجلس لكنه كان عارف تقريباً وما قدر نهيّان يسأله تشوف أو ما تشوف هو جلس بجنبه فقط : نصّار شكله توه يتنفس يوم دخلت ، متوتر بشكل
‎إبتسم ذياب ما يعكس داخله بأي شيء ، باقي بقلبه جرح ما يُصدق لكنه يحاول يكتمه بكل مافيه : الله يتمم على خير
‎لمح نصار إبتسامة ذياب بشكل شرح له صدره ، بشكل تركه يبتسم وترجع ثقته بنفسه من جديد ما يُرد دام ذياب موجود ، ما يصير شيء عكس بإذن الله وما ينكر نصّار ، ما يضمن حاكم وشروطه نهائياً للآن وإبتسم الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله .. الله يحييّ هالوجيه الطيبة ويديم الأفراح والمسرّات علينا وعليكم وكل عام وإنتم بخير أولاً ، والله يتمم الأفراح بإذن الله إجتمعنا اليوم بفضل الله نعقد قرآن الشاب ، نصّار آل عبدالله على كريمة حاكم آل سليمان على سنة الله ورسوله وعلى ما يرضي الله
‎رجف قلب ذياب يلي يحس بشعور صاحبه ، وما يخفي الإبتسام يطمّن به نصّار من طلبه الشيخ ، وطلب حاكم يرددّون خلفه كل كلمة يُعقد بها قرانهم ورجف حاكم بشكل شديد من نطق " زوّجتك ابنتي ورد "  وحتى نهيّان يلي شد على يد أخوه لا شعورياً كان الوضع مهيب ، مهيب بشكل مجنون بمجلس الرجال ، وأكثر عند ورد يلي سمعت كل كلمة نُطقت بشكل ذّوب لها قلبها هي والبنات يلي يكتمون صراخهم ما عرفت تتنفس هي وصرخت وسن تهددها بالمويا يلي بيدها بمجرد إبتعادهم عن المجلس : برشّ عليك تنفسي ! تنفسي
‎هزت ورد راسها بالنفي بعدم تصديق : يعني الحين صدق
‎ضحكت درّة تهز راسها بإيه : صدق ، صدق رجعت عيونه من الإمارات لراسه وصار زوجك على سنة الله ورسوله الحين
‎تعالت أصوات الزغاريط من دخول نساء آل نائل ، ومن فرحتهم بورد يلي أكلها الخجل بشكل غير معقول تسمع المعايدات ، والتهاني بنفس الوقت منهم كلهم وإبتسمت قصيد تضمّها : الله يتمم لكم على خير ويهنيّكم ياحلوتي ، عقبال ما نزفّك له عروس يارب !
‎إبتسمت ورد : نزفّك إنتِ وذياب أول لو سمحتي
‎ضحكت لأنها تعرف ذياب ، وتعرف إنه ما بيرتاح له بال لحد ما يزوّج نصار وورد وتعرف كل خافي قلبه ولمحت ديم إبتسامتها ، وضحكتها وإنها صافحتهم تعكس شعورها لهم ، علاقة طبيعية ومحبة وإبتسمت جود : تجنن !
‎ما إستوعبت وسن هالكلمة من جود ، وهزت راسها بإيه من نظرة وسن : تجنن صدق ليش الكذب ! قبلة البنت
‎ما إستوعبت ورد مدح جود ، ولا من جات ملاذ يلي إبتسمت : ورد أهل نصار جايين أمه وخالاته روحي تجهّزي عشان تروحين المجلس مع ذياب أو نهيان تشوفين زوجك ووقت يجون أهله بجي عندك أنا
‎بردت ملامحها لثواني بذهول توها تستوعب فعلياً وجدياً إنها ملّكت ، إنها صدّقت على عقد قرانهم وإنها فعلياً تزوجته لسّا قبل كم يوم كان الموضوع خطبة وكانت تشوف جياته للمركز ترك كتفه تماماً كان وده بس يشدّ حيله يمشي كم خطوة وما كانت هي بعلاجه والحين عرفت كل أسبابه ، الحين رقص قلبها من الخجل والذهول والحين إستوعبت ضجة أصوات الحريم حولها وإن إجتماع آل سليمان وآل نائل وكمان أهل نصار ، يعني شيء مرعب من الآخر من الكثرة وهي أساس إنتباههم دام عقدها بهالوقت : بسم الله طيب كثير بسم الله !
‎ضحكت ديم يتوجهون كلهم للأعلى ، لغرفة ورد يلي تنسى تتنفس كل لحظة ما تصدّق وإبتسمت توق : مبسوطة
‎بشكل ! وأخيراً نصار يعني ما بغينا !
‎ضحكت درة تهز راسها بإيه ، وطُرق الباب تتكلم قصيد من خلفه : ورد ؟
‎ذابت عظامها بلحظة ، بثانية من تصّورت إن ذياب يلي بيكون معاها عند نصار ما تخيّلت : قصيد ! ذياب كلمك
‎هزت راسها بإيه بخجل وهو كلمها هي عن نهيان لأن ورد ما ترد ، وملاذ ما ترد : يقولك نهيّان بالمدخل ينتظرك
‎رجف قلبها بشكل مستحيل : لا تقولون لي بمر من مجلس الحريم والصالة وكلهم موجودين ؟ والله ما أنزل إبتسمت قصيد تطمّنها : راحو المجلس كلهم ، باقي أنا والبنات بالصالة تخجلين منا ؟
‎أخذت نفس من أعماقها : طيب مين بالمجلس عند نصار
‎رفعت قصيد أكتافها بعدم معرفة : الرجال كلهم بالمجالس الثانية وبيت الشعر ، أتوقع لوحده يمكن ..
_
‎شبّك يديه بتوتر العالمين كله ، هو فعلاً تمم عقده ، صارت زوجته فعلاً ، حلاله ، يتربط إسمها بإسمه مثل ما إرتبط قلبها بقلبه من مدة طويلة ، مثل ما إرتبطت حلاوته بحبل فستانها ومثل ما سحب دبابه حبل فستانها من البداية توتّر قلبه بشكل مجنون يحسه بيطلع من محله ومد يده لصدره : تكفى خلّك محلك لين تجي ثم نط بيدها لو ودك عالأقل تشوف ، تدري هي وش عندي
‎رجفت ضلوعه من فُتح الباب يدخل نهيّان ، وما طاوعته رجوله عالوقوف من لمح طرف فستانها خلف نهيّان يلي يبين عليه التراجع ونطق بدون وعي : ذياب وينه
‎ضحك نهيّان : جايب لك ورد وتبي ذياب ؟ تستهبل إنت
‎ما إستوعب إن سؤاله كان بصوت ، ونطق بعجلة مباشرة : أبي ورد بس أبي ذيـ
‎بتر حروفه من إنتبه إن نهيّان يبي يلخبطه ، وإنه هو يتوتر ويجيب العيد بشكل غير معقول وهز نهيّان راسه بالنفي : غيرت رأيي ، على توترك هذا ما ودي تشوف أختي تراجـ
‎ما قدر يكمل جملته من سمع صوت ذيـاب يناديه ، وذابت عظام ورد لأن نهيان يستهبل لكنه بيتركها ويروح : جـاي الحين
‎ذاب قلبه من دخلت خلف نهيّان يلي ماسك يدها هو ما نسى شكلها وقت شافها على درج بيتهم ، ما نسى شكلها وقت كانت خلف دبابه والأكيد ما بينسى شكلها بهاللحظة خطفت له نَفسه قبل قلبه ووضح كل شيء على ملامحه بشكل ترك نهيّان يضحك ، ويطلع لأنه هو يخجل : لا تاخذ راحتك أبوي أو ذياب بيجي لك بأي وقت
‎يدري إنه يستهبل لكن ما يوعيه ، كل وعيه ورد يلي ما قدر يرمش لجل يضمّها كلها بعينه ولا ينسى منها تفصيل ، كل وعيه وجودها قدامه ، أبيض فستانها يلي تزيّنه الورود بشكل مبهر يكشف أكتافها ويوصل لنصف ساقها بإتساع خفيف ، كعبها يلي يُربط على ساقها بأحد ألوان ورود فستانها بشكل جميل ، بشكل ملفت أكثر من كونه عادي أول مرة تلمح صريح نظراته بهالشكل يلي يوتّر وفعلياً كان ودها تهرب لكنه مسح على عيونه بذهول من إستوعب نظرته : آسف ، ورد
‎برد قلبها من التوتر تتوجّه له لأنه بالقوة واقف على حيله وما توقّعت لو وهلة إن أول ما تقابله يمسك يدها ، رجف قلبها وسط ضلوعها من ضحك لأنه ما يستوعب ووده يمسك نفسه وإبتسمت هي من شدّ على يدها ونطق بدون مقدمات : زوجتي ، حرم نصار
‎توّردت ملامحها من ذهولها ، وضحك لأنها تخجل وهو ما يقدر يكون جدي من حماسه كل وضعه إنه يضحك ، من ذهوله ومن حلاوتها لعينه وتنحنح من صوت الباب يلي يعلن مجيء أهله وقفت ورد بجنبه ، وباقية يدها بيده إنتهت تماماً من الخجل من دخلت جمانة يلي تزغرط وغرقت عيونها بالدموع مباشرة من كانت هالصورة قدام عينها ، ولدها واقف على حيله بصحّته رغم التعب ، وجنبه وبيده إختيار قلبه ويلي تليق فيه من كل الإتجاهات ورد حاكم ويلي أخيراً ، صارت له ..
‎توجهت جمانة تسلّم على ورد أولاً ، تضمها بحب العالم كله : مبروك يابنتي ، مبروك يا أغلى الغوالي الله يتمم لكم على خير ونزفّكم عرسان يارب .. يا قلبي إنتم !
‎ضحك نصار لأن ورد بتنتهي من خجلها ، من سلامها على أمه وخالاته وزوجات خواله الكبار وإنتبه إن بنات خالاته خواله هالمرّة - ما دخلوا - وإبتسمت أم نصار بهمس : مو عاداتهم السلام حتى لو من بعيد ، ولا ودنا نزعّل عروستنا
‎إبتسم لأن أمه راقية ، راقية بشكل كبير وما تتصّور كيف أسعدته بهالشيء وإنها تحسب لخاطر ورد وفكرها من الحين : الله يديمك لي ياتاج راسي ياكبر هالقلب !
‎دخلت ملاذ يلي تشدّ على يد " شَدن " بتوتر العالمين لأنها ما تصورت تدخل لنصّار وهو زوج بنتها ، وما تصورت تضطر تدخل له لوحدها وهالتوتر كثير عليها بما إن خالاته وأمه وأهله موجودين : السلام عليكم
‎ركضت شدن مباشرة تدخل بين نصّار وورد ، وإبتسمت جمانة بحب شديد تضمّ ملاذ : ياحبيبتي الله يبارك فيك ويهنيّهم يارب ، قرّ قلبك وقلبي الحين بهالشوفة
‎ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه وغرقت عيونها بالدموع مباشرة : الله يهنيهم ، مبروك يا أمي نصار ، مبروك وردتي
‎إبتسم بتوتر وهو ما يجي بباله إنها أم زوجته ، يجي بباله إنها أم ذياب وإنها زوجة عمه حاكم وتوّتر بشكل مستحيل قبل يقبل راسها : الله يبارك فيك ويخليك ويحفظك ..
‎ضحكت جمانة لكن رقّ قلبها تعدل طرحتها على راسها : عاد ما أطلع من هنا قبل أسلم على ذياب ، تغار زوجته؟
‎إبتسمت ورد ، وضحكت ملاذ : حسبة أمه .. ما تغار
‎إبتسم نصّار بتوتر يشد على يد ورد يلي بيده ، وضحكت شدن لإنها شافته : الحين عادي تمسكها صح ؟
‎هز راسه بإيه : الحين زوجتي ، يدها بيدي من يقول لا
‎هزت راسها بإيه : يعني خلاص الشيخ قال صرتوا زوج بعض ؟ قالك يمكنك أن تُقبّل العروس الآن ؟
‎حست ورد بالحر لأنها بنت وسن يلي كل إدمانها المسلسلات ، وضحكت علياء يلي دخلت مع الباب وسمعت كلام شدن : يقدر ، بس ظني يستحي قدامنا
‎هزت شدن راسها بالنفي بعدم إقتناع : لازم يبوسها عشان يتزوجون ! كيف يتزوجون ويمسك يدها بدون ما يبوسها؟
‎ضحكت جمانة من لمحت ملامح ولدها يلي فعلاً يخجل ، ومن إنتبهت لورد يلي تشتت نظرها لكل الزوايا عاد من حسن حظكم اليوم عيد ونبي اللّمة ، بس يجي ذياب ونسلم عليه عندكم ثم نروح ونترككم لحالكم ما تخجلون
‎توجهت شدن من بينهم ركض : أنا بقول لذياب أنا بروح
‎ضحك نصّار وهو قلبه للآن يرجف وسط ضلوعه مع فوضى العيد والناس باقي ما إستوعب لكن ما نزلت عينه عنها ، رجف قلبه من صوت صاحبه اللي يتنحنح وتوجه نظره مباشرة للباب كانت شَدن تمسك يده ، وكان نظر ذياب يلي للآن ما يدرون - يشوف ، أو ما يشوف - للأرض ووقف عند طرف الباب ما دخل : السلام عليكـم
‎ردّت جمانة تسبقهم كلهم وبان حتى بُكاها بنبرتها لأنها تحبه ، ولأنه فعلاً أخو نصار وأفعاله كثيرة : وعليكم السلام يا هلا أمي كيف حالك ؟ كل عام وإنت بخير
‎هز راسه بإيه : بخير وأفضل حال الحمدلله ، وإنتم بخير وصحة وسلامة الله يحفظك ، الله يتمم لكم على خير
‎إبتسم نصار من محبة أمه الشديدة لذياب وكلامها له ، ومن إن صاحبه ما يُقارن بشيء من نادر أوصافه وإبتسمت جمانة يرقّ قلبها كلها : يارب ، الله يحفظك لنصار ولأهلك ، الله يحفظك ويسخّر لك الطيبين من عباده يا أمي أول كنت أزعل ما جاء لنصار أخو وشلون بيكون عقده وزواجه واليوم أشوف صار العوض إنك أخوه عن الدنيا الله يحفظكم لبعض ولا يورينا فيكم مكروه ويتمم أفراحكم بخير دايم يارب ، بوجودكم معنا
‎رقّ قلب ورد تشد على يد نصار يلي فعلاً طغت مشاعره ، ومسح ذياب على أنفه يرنّ جواله بجيبه : ويحفظكم ويخليكم ، عن إذنكم
‎رقّ قلب ملاذ كله توجه نظرها لورد يلي غرقت بمشاعرها بشكل مجنون ، وضحكت هي بدورها : الدموع ما تنفع
‎همس نصار خارج عن المألوف كله : ترى إن بكيتي عشانه بكيت معك تدرّكي
‎ضحكت تهز راسها بالنفي ، وضحك هو يضمّها تحت جناحه لأنه كان يبيها تضحك وصاب لأن عفويته ما تبقى أحد ما تضحكه وإبتسمت ملاذ تسمع صوت حاكم يلي تنحنح : أبوك جاء ، عاد يدخلون عندك الحين
‎هزت ورد راسها بإيه بتوتر ، وتعدّل نصار بعد خروج أمه وأمها يدخل حاكم يلي نطق السلام وخلفه نهيّان ، وخلفه أبوه وجدّانها ورد نصّار على تهانيهم يلي جات دفعة وحدة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الله يبارك فيكم ويخليكم
‎إبتسم نهيّان لورد يلي إختفت من الخجل من أبونصار يلي يكلمها وهو يصافح يدها ما تركها والواضح إنه يوصيها على نصار وإبتسمت : إن شاء الله لا توصي
‎ضحك أبونصار يهز راسه بإيه : هذا العشم بنت حاكم وحرم نصار ، عليك بكتفه عاد نبيه مثل أول وأحسن
‎ضحك نهيّان من إبتسامة نصار بهمس : الظاهر لو قالت حرك كتفك الحين قلت سمع وطاعة ، طلعت خفيف
‎هز نصار راسه بإيه بهمس يستغبي ووده يعصّبه : طلعت ما تشبهك غصب أصير خفيف زالت إبتسامة نهيان مباشرة بذهول : لا تتكلم عن أختي !
‎ضحك نصار يهز راسه بإيه : زوجتي ، وأختك تخيل !
‎إبتسمت ورد تضم أبوها يلي جاء جنبها ، ويلي همس : غالية وما أخذك إلا غالي .. الله يهنيكم يابوك ويحفظك
‎إبتسمت تتجمع دموعها بعينها مباشرة : ويحفظك لنا
‎توجه نهيان للخارج يدور شدن وإبتسم من لمح إنها واقفة عند ذياب ، ماسكة يده وتتأمله وهو يكلم جواله والواضح إنه مو حولها لكن هي باقي متمسكة فيه : شَـدن
‎أشر لها تجيه لكنها رفضت تتمسك بيد ذياب ، ودّها يدخل ويشوف قصيد وهي معاه لكنه بعالم آخر وبيطّول إنتظارها ولفت للمرة الثانية من نداه تتوجه له بخصام : ليش تناديني ؟ ما بروح معاك مكان بروح مع ذياب بس
‎هز راسه بإيه : طيب ذياب مشغول الحين وش رايك تجين معي ؟ وأعطيك اللي تبين بعدين ما عيّدتي علي للحين
‎تذكرت إنها ما عيّدت حتى ذياب ونصار ، رفعت حاجبها لثواني بتساؤل : أجي معاك وين ؟
‎ترك عيديتها داخل يدها ، وإبتسمت لثواني : يلا نروح
_
‎كانت عين ديم تراقب الصالة يلي تضجّ بأصوات البنات وسوالفهم ، فناجيل القهوة يلي يغري صوتها بين تركها عالطاولات ورفعها ، بين حرارتها يلي تفوح وريحتها الآسرة ، أصوات الكعوب ، والبهجة المتناقلة من مجلس الحريم بالداخل ضجة عيد وضجة فرح بعقد نصّار وورد ، للصالة يلي تضم البنات كلهم من أكبرهم وسن ، لأصغرهم بنات آل نائل ودخلت شدن تركض : درة درة
‎رفعت درة حاجبها لثواني : بسم الله عليك شفيك !
‎مسكت يد ديم تمثل إنها ما تقدر توصل لدرة يلي داخل بالكنب ، وشدّت ديم على يدها : شفيك !
‎كانت تمثل إنها من ركضها ما تقدر تتكلم ، وشهقت وسن : سويتي مصيبة ؟ سويتي مصيبة أعرفك أنا أعرفك
‎جلّستها جود مباشرة قبل تقوم لها : ديم شوفي البنت
‎قامت معها ديم فعلاً قبل تتوجه لها وسن لأنها بتضربها لا محالة : وش صار طيب قولي لي أول !
‎ما تكلّمت شدن كانت تركض بها تجاه المجلس ، ودخلت تذّوب عظام نهيان الواقف وتترك السكون يحتل ملامح ديم يلي ما توقعت ، لو لحظة وحدة ما توقعت وتوجهت شدن تاخذ باقي عيديتها من يد نهيّان وتركض للخارج مباشرة تسكّر الباب خلفها وسط ذهول ديم يلي شتت نظرها لبعيد لثواني فقط ، ثواني ما طالت من تكتفت : ما كان له داعي تستغل البنت بهالشكل وتعلّمها تسوي كل شيء عشان الفلوس بس ضحك لأنه يعرفها فعلاً ، لأنه يدري بتعلّق على هالموضوع بالذات وهز راسه بإيه يثبت لها إنه توقّع منها هالرد بدون ما يقول: وعاد عيدك .. كل عام وإنتِ بخير وسلامة
‎ناظرته لثواني ، وضحك يبيها تبتسم وبالفعل شتت نظرها لبعيد ما ودها تضحك ، ولا ودها تبتسم وقدّم خطوته هو : ترى عيد وكل الناس تعيّد حتى على عدوها
‎هزت راسها بإيه : كل عام وإنت بخير نهيّان
‎ما رد ، كان يتأملها بدون رد ما تخطى للآن آخر حوار بينهم وما تخطى إنّه يدري بحزنها لكن ما يقدر يكون جنبها وشتت نظره لبعيد : ما قررتي للحين ديم ؟
‎ناظرته لثواني ، وأول مرة تلمح إن نظرته تعبّر عن شيء خفي ما تدري عنه وفعلاً كانت كذلك ، من آخر مرة وقت كان نهاية حوارهم " آسف ديم وحقك علي " ، لشهقة درة " تركتوا " ، ولبكاها هي تخففّت روحها من ألف شيء وشيء بعد بكاها لكن بزاوية بقلبها ، داخلها خوف والحين تشوف هالخوف بعين نهيّان يلي دائماً تشوف إنه يلعب ، وما يخاف ، وما يخطط ، وما يهمه شيء لأوّل مرة تلمح هالخوف بعينه بهالشكل وشتت نظره لبعيد لكن كان منها سؤال : تخاف نهيان ؟
‎ما رد ، يشتت نظره لبعيد وتوقّعت إنه بيتهرب من الإجابة لكنه رجع يشوف عينها بالضبط : أحد بالدنيا ما يخاف ؟ ينام ويصحى ما يدري وش بيصير بحياته ما يدري إنتِ معه وإلا بتوصله رسالة تقول ترى إنتهى ؟
‎ما تكلّمت ، وما تكلّم حتى هو كان يتأملها كانت على وشك تبتسم بمعنى " مثل العادة " وإنه يتهرّب من الجواب لكنه صدمها بردّه ، بوقفته : لكني ما أعيش بخوف ، ما أطيق الخوف ولا أطيق أحس إني مقيد قولي لي كلمة ، كلمة وحدة بس بعينك أنا نهيّان الحين وإلا نهيان أول ؟
‎ما كان منها كلام تقول قلبها ، أو تقول عقلها يلي كل ما صفى ودها له قرر يوقف ضدّها ويمنعها ، تقول إعجابها الأول ، وتقول شخصيتها الأولى ، أو تقول جرحها الأول منه وقرر هو يجاوب من لمح حيرتها ما جاوب حروف ، جاوب كل تساؤلات عيونها وترددها بإنه يقبّلها بدون تفكير ويمكن تهدم هالقبلة كل شيء ، أو تبني كل شيء من أول وجديد ما يدري ، لكنه ما أبعد قبّلها بكل شعوره من أول مرة ، لهالوقت وكيف إنها حتى وهي بهالشكل ، يبيها لأن سوء ظنونها وشخصيتها كلها من جرحه الأول ولهالسبب هو يحاول ، لهالسبب هو يبيها ما وده يضيّعها أو يحطم شيء المفروض ينبني ويزيد ما ينتهي وشتت هي نظرها تبعد ،رجفت ما توقّعتها منه رغم إن كل نظراته كانت تبيّن ذهوله منها ، إعجابه بها ، بكل ملامحها وبكل تفصيل فيها ولمحت نظراته يلي ماهي إلا نظرات محب ولمحت حتى إن كل نظرة تبيّن إن وده يقبّلها لكن كانت ضامنة إنه ما يتجرأ ، وما يقرّب دامه ما أخذ إجابة هز راسه بإيه : ما أوقف على كلامك ، ما يمديني أوقف وأنا طرف وأبي هالشيء لي ولك وإنتِ تسكتين ما تحددين
‎ما تكلّمت كانت ملامحها تغلي من السكوت ، ومن أفكار داخلها هي وناظرها لآخر مرة يشدّ على يده فقط ، يشتت نظره لبعيد لأن صمتها يعني ما ودها وهالمرة فعلاً ما فيها رجعة أشّر على خشمه : حقك علي .. وآسف وأخذت جوابي إن ما تكلمتي وتم ، اللي ودك به يصير تم
‎ناظرته لثواني ، وشتت نظره لبعيد نُفض صدره فعلاً لأنه يبيها لكنها ما تبيه ، فعلاً ما تبيه يحس هالشيء وإلا ما كان منها السكوت ، ما كان منها هذا كله والمفروض الحين وش يسوي بالضبط ؟ وش يسوي لمحت إحتراق محاجره يلي شبّت نار : أكلم أبوك ، وعمي تركي يعرف الإجراءات يرتبونها تصير منك إنت وتنتهي ، حقك علي
‎ما قدرت تنطق حرف واحد من طلع من المجلس ، من لمحت إنه نزل شماغه يرميه وإنه ضرب الباب خلفه ينبه ذياب يلي كان يكلم جواله وناداه : نهيّـان ؟
‎برد قلبها لأن نهيّان كان وده تهرب خطوته عن أخوه ، لأن هي يرجف قلبها وسط ضلوعها فتحت نصف الشباك ودها تسمع وبردت أطرافها كلها من توجه نهيّان لذياب : إنتهى خلاص
‎رفع ذياب حاجبه يأشر له بالإنتظار ، وودّع الشخص يلي يكلمه بالطرف الآخر يسكر جواله ويدخله بجيبه : وش إنتهى ؟
‎رجف قلبه يشتت نظره لبعيد ، ورجع يكرر ذياب بتساؤل أحد لأنه ما يدري وش لكن يلمس بأخوه شيء غريب : وش إنتهى ؟ من إنتهى ؟
‎إحترقت محاجره يمسح على عيونه يلي بتفضحه : إنتهى ، الغلط ملازمني وأنا ....... وإنتهى ، ما ودها إنتهى !
‎ما تكلّم ذياب بشيء غير إنه يحس بحرقة أخوه ، وشتت نهيّان نظره لبعيد يمسح على ملامحه : أنا إن جلست هنا بموت ، والله بطق ذياب وش أسوي ؟ وش أسوي ما ندمت ؟ ما بكيت ؟ ما طقّيت ؟ شاريها وأبيها ولو تبي عيني عطيتها لها لكن ما يرجع الوقت ! والله ما يرجع الوقت وش أسوي أنا ؟ وش أسوي ؟
‎ما تكلّم ذياب ، وتغيّرت حتى نبرة نهيّان من قهره : إن جلست بموت ما يمديني ، ما يمديني إنت تصرف وأنا
‎هز ذياب راسه بإيه يدخل أخوه لجناحه ، يضم راسه لصدره لأنه " بيبكي " وحسّه نهيّان مهما كبر ، قلبه طيب ، ويتأثر بسرعة مهوولة ووقت يُقهر يختلف وآخر شيء ذياب ممكن يتمناه ، إن أخوه يكبر من قهره ما يكبر كبر عُمر : دام ودها ، محد يردها ..
‎نُفض صدره بشكل مؤلم ، ومد ذياب يده يمسك وجه أخوه لأنه يحس به وذاب قلب ديم من لمحت هالشيء ، من عضّ شفايفه يشتت نظره لبعيد وإن ذياب يضرب على عنقه : نهيّـان
‎هز راسه بالنفي بحرقة يشتت نظره لبعيد : ما ودي
‎هز ذياب راسه بإيه : ما قلت ودّها المهم ؟ وودها المهم إن ما كانت تبي يفتح الله إنت لك نصيبك ، وهي لها نصيبها .
‎ضحك نهيّان يشتت نظره لبعيد : وظنّك ودي بأحد ثاني ذياب ؟ يفتح الله كلٍ ونصيبه ؟ أنا لو شفتها مع غيري أموت ذياب تستوعب ؟ والله ماهو لعب والله ما لـ
‎كتمته كلمته ما قدر يتكلّم ، ووضح قهر ذياب بملامحه يشدّ على عنق نهيّان : توضأ ، وصل ركعتين وقرّ
‎أخذ نفس من أعماقه ، وهز ذياب راسه بإيه من رنّ جواله : روّح ، إن ما زانت ماهي نهاية الدنيا يا نهيّان
‎كانت نظرة نهيّان تبين إنه بينتهي ، وهز راسه بإيه فقط يتوجه لبيت الشعر بعيد وسكتت ديم من لمحت إن ذياب يضغط على عيونه ، ردّ على جواله وما عاد تسمع شيء من دوختها بخصوص نهيّان لكنها لمحت عمها حاكم الواقف من بعيد كان يتأملهم من بداية الموقف وما تدري إنتبه لوجودها جنب الشباك أو ما إنتبه لكن نُفض قلبها ، نُفضت كلها من توجه خلف نهيان للمغاسل ولبيت الشعر ومن لمحت دخول " أسامة " يلي ركض تجاه ذياب يلي سكر جواله يشد على ذراع أسامة يلي نطق مباشرة : نمشي طال عمرك ؟
‎إرتعبت تسكر الشباك لأن أسامة كان يتفحّص المكان ، وهز ذياب راسه بالنفي : لا ، خلّك قريب إنت
‎رفع أسامة حاجبه لأنه ما شاف أحد ، وما علّق ذياب على موضوع الشباك وصوته لكنه نطق بهدوء : وش العلم ؟
‎تنهّد أسامة : يمر العيد طال عمرك ، يمر العيد ونتفاهم أبوك ونهيان ببيت الشعر تبي تروح عندهم ؟
‎ما تكلم بكلمة ، وجاء فهد يتنحنح : يسألون عنك يبونك
‎هز راسه بإيه فقط ، ومشى بجنبه أسامة وفهد المستغرب ما كان منه إلا يطلع جواله يسأل قصيد لأنه ما فهم شيء " ريلج يشوف وإلا ما يشوف ؟ "
_
‎« الداخـل ، عند نصّار وورد »
‎جلس بمساعدة ورد يلي مسكت يده ، وأخذ نفس من أعماقه : ماتوقعت تطول الوقفة تشنجت
‎إبتسمت لثواني ، ونطق بدون مقدمات : وش التصرف الحين يادكتور ؟ تشنجت المفروض ما أتحرك صح ؟
‎هزت راسها بالنفي : لا عادي ، ترتاح وتمشي بعد شوي
‎رفع حاجبه لثواني : بس ما أحس يمديني ، تشنجت كم لي واقف لازم أجلس وأرتاح ما يمديني أقوم صح ؟
‎هزت راسها بالنفي لأنها تفهم مقصده : شفت تقاريرك ، عادي تقدر تقوم وتتحرك بس على خفيف والوقفة ما تأثـ
‎زعل فعلاً يبيّن على ملامحه : تبيني أتعب إنتِ يعني ؟
‎ضحكت بذهول , وإبتسم يتأمّل ضحكتها فقط كانت مقصده ، كل غاياته لأنه للآن ما يصدق إنها حرمه وتوّه يختلي معاها بدون لا يكون معاهم أحد : وش الأخبار ؟
‎إبتسمت لأنه يتكلم بدون لا يفكر : الحمدلله وإنت ؟
‎هز راسه بإيه : الحمدلله بخير بس ما كأنه غريب شوي لا نهيان ولا ذياب ما عاد أحد جاء وخرّب ؟
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة : يمكن مشغولين بالمجلس
‎هز راسه بإيه بهمس : هذا ذكاء العقد صبح عيد إبتسمت لأنها سمعت همسه ، ولف نظره لها يتأمّلها ، يتذكر كل تفصيل كان وقت كانت بمثل هالقرب له لكن مو حلاله ، ما يقدر يتصرّف بشيء يذكر للآن عطش روحه ، ويذكر إن كان ودّه يقبل أقرب شيء منها وقتها يعتذر عن قطعه لحبل فستانها وإنتبهت إن أفكاره توديه وتجيبه وهو ساكت : نصّـار ؟
‎تنحنح يمسح طرف حاجبه : سرحت شوي صح ؟
‎هزت راسها بإيه بإستغراب : شوي ؟ أحس وصلت مكان ثاني فيه شيء يشغلك ؟
‎هز راسه بإيه يتنحنح ، يتعدل : الصدق ؟ إيه فيه شيء
‎رفعت حاجبها لثواني ، وما قدر يحس بتوتر شديد : ورد
‎إبتسمت من توتره لثواني : نصار ؟ إشتقت لذياب ؟
‎ضحك يهز راسه بإيه : إيه بروح أشوفه الحين
‎ضحكت تهز راسها بإيه ، وقفت هي ووقف هو بالمثل يعدل نفسه بالقوة لأن للآن صعب موضوع المشي السريع ، الطبيعي ، حتى البطيء صعب عليه شوي يوقف ، ويحاول يتهيأ لأنه بيمشي وضحكت ورد من محاولاته يلي يحاول ما يوضحها : نصار ، عادي تمشي بشكل طبيعي لو تاخذ بالخطوة دقيقة ، عادي ما يضر
‎ضحك يهز راسه بإيه ويمكن ضاع كله لأن يدها على صدره وهي تكلمه ، إبتسمت من تبدل نظرته بذهول : وش ! الحين وش
‎ما ردّ ، قدر يجمع شجاعته وأخيراً يقبّلها لثواني طويلة رجف قلبها ما توقّعته وإنتهى نصّار كله يكذب لو يقول يقدر يثقل ، أو يقدر يثبت خطوته ويسوي إنه طبيعي هو رجع يمسك يدها يبيّن إنه ناوي الجلسة وفزّت رعب ، وخجل من طُرق الباب كانت أم نصار : ما ودي أخرب عليكم لكن كلمني أبوك نصار
‎هز راسه بإيه من خجل أمه يلي خرجت مباشرة ، وإبتسم لورد مرة ثانية يقبّلها : شوفي الدرب
‎تُوردت ملامحها تتوجه للباب ، وسكنت ملامحها من إرتباك ديم يلي خرجت من المجلس الآخر : ديم ؟
‎توتّرت ديم مباشرة ودها تضيع باكي ملامحها ، ولخبطة خروجها بهاللحظة وما تخرّب على ورد يومها وضحكت : ورد فستانك كله على وجهك كل هذا خجل !
‎ما إستوعبت ورد لوهلة ، وضحكت ديم من إستوعبت ورد ترفع يدها لخدها يلي يحترق من الخجل والحرارة وإستوعبت من صار نصار خلفها ، ودخلت ديم للداخل : مافي أحد ، تقدر تروح
‎هز راسه بإيه يقبّل خدها ويتوجه للخارج على أقل من مهله لكن ما خفي عن إحساسه ورد يلي ذابت تماماً تمسك طرف الباب كان ودها تصرخ ، وودها تنفجر من طلعت شدن يلي ضحكت على إنصهارها بجنب الباب لكنها توجهت ركض للخارج وإبتسمت من لمحت ديم المتوترة قرب الباب الداخلي : ديم صار شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي : لا ، تعالي كلهم يسألون عنك ..
‎هزت ورد راسها بإيه تدخل مع الباب لداخل البيت ، تعدّل نفسها قبل لا يستقبلونها ورجف داخل ديم من صراخهم من دخول ورد وترحيبهم يلي ضجّ قلبها كله ، ومن دخل نهيّان تسحبه شدن وما توقعت ، لو لحظة وحدة ما توقّعت الداخل خلفه كان عمها حاكم بكل هدوئه ، كانت منه نظرة وحدة كشف فيها كل داخلها وتوجّهت تسلّم عليه بإستيعاب إنها ما لقيته ، وما عيّدت عليه وإن نظرته أرعبت داخلها كله : كل عام وإنت بخير
‎هز راسه بإيه يشدّ على يدها : وإنتِ بخير وصحة وسلامة يابنتي ، وإنتِ بخير
‎رجفت نبرتها مباشرة : أشوف لك درب ؟ بتدخل لـ
‎هز راسه بالنفي يأشر لها ترتاح وتوجه للخارج ، وذاب عظمها كان نظرها لنهيان يلي يتأمل كل الزوايا إلا هي ويده للآن بيد شدن يلي تنتظر ديم تتحرك : أروح ؟
‎ما إستوعب ، ورجفت نبرة ديم تهز راسها بإيه وتركته شدن كان ودها تخرج للخارج لكنه مسك يدها : وين ؟
‎إبتسمت : جاء بابا عند الرجال ، بروح أجلس معاهم
‎رفع حاجبه لثواني بسخرية : عشان بابا بتروحين ؟
‎هزت راسها بإيه تمثل البراءة وإن كل مقاصدها أبوها وهو يدري تبي مين ووقت ركضت شدن للخارج كان وده يضحك ، وده يسولف لها عن نصب شدن ، ووده يسخر من جملتها عليها بالبداية وإنه إستغلّ شدن لكن ما عاد فيه محل يقبل هجومها من جديد وإبتسمت هي بتوتر العالمين تشبّك يدها : ما كان له داعي أستغل البنت ؟
‎كان ودها يردّ جملتها عليها لكنه سكت ، وتوتّر كل قلبها لأنه ما ضحك ولا نطق كلمة إنما مسح على جبينه ونطقت هي مباشرة بتعجل : للآن مدري ، ما أدري بس
‎كان ينتظرها تكمّل كلامها ، وإنتبه إن حروفها تعجز على شفايفها ودها تتكلم ، وودها تقول شيء ومسح على ملامحه لأنها ما بتقول شيء وذاب قلبها كله من نظرة اليأس بعينه ، وإنه شتت نظره لبعيد : نهيّـان
‎لف نظره لها ، وكان منها سؤال خارج حدود المنطق كلها : ليش راحت المجلس شدن ؟ مو عشان أبوها ؟
‎هز راسه بالنفي من وصلته رسالة : عشان عيال الكويت ، برجع المجلس تبين شيء ؟
‎كان يعرف إن جوابها المعتاد " لا " ، والأكيد بتقوله ومو بتقوله وبس ، وبتقوله وتزعل وتبني إن كان ودها تتكلم لكنه مشى وتركها وهذا طبعها يلي هو يعرفه ويعرف يتعامل معه لو هي تسمح له ، لو هي تترك سيوفها وهزت راسها بإيه بمعنى إنها تبي شيء ، ورجع جواله لجيبه : وش ؟
‎ما عرفت تتكلم ، ما عرفت تنطق كان يبيّن ضياعها بعينها وكان من نهيان السكوت فقط لأن أي كلمة بيقولها ، بتحطّها هي السبب بإنهاء الأمور وهو يشوف من عينها إن ما ودها تنتهي : ديـم
‎ما توقّعته صح ، توقعت إن صبره إنتهى من تلعثمها وسكوتها : سمعت كلامك لذيـاب
‎تغيّرت ملامحه كلها بلحظة ، وبُترت حروف ديم تحس بالخطأ بهالكلمة ونزل راسه مباشرة : ذياب يـ
‎هزت راسها بالنفي وللآن ترن بإذنها " دام ودها محد يردها " ويلي جاء وقعها مرعب دام ودها محد يردها
‎هز نهيـان راسه بإيه يأكد جملة أخوه يلي تبيّن ألف شيء وشيء ، تبين الحقيقة كلها وهزت راسها بالنفي بخوف العالمين كله ما تدري هي وش تسوي بالضبط لكنها نطقت وما تصدق نطقها من أساسه : ما ودي ..
‎ما كان منه تعليق نهائياً ، وناظرته ديم لثواني : نهيّان
‎هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه : سمعتينا أنا وذياب
‎عرفت إنها غلطت بقولها هالشيء ، وعرفت إنه يبي يتنفّس الحين لكنها هزت راسها بالنفي : مو سبب كلامي
‎هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه : ديم ، ما تـ
‎هزت راسها بالنفي تقاطعه لأنهم بالممر : ندخل المجلس
‎ما تكلّم من دخلت قبله ، هو دخل يسكّر الباب خلفهم وأخذت نفس من أعماق قلبها : سمعتكم ، بس قبل أسمعكم وقبل تطلع من عندي كان ودي أقول نهيان
‎هز راسه بالنفي : ما قدرتي الكلام بتقدرين أكثر منه ديم؟
‎ناظرته لثواني ، وهز راسه بإيه : شاريك ، بس ماني بايع نفسي ديم ولا بصدق شيءّ ما نطقتيه واتأمل وأفهم من نفسي ، يوم فهمت من نفسي وش صار ؟
‎كان يقصد وصلهم ، وغرقت عيونها بدموعها لكنه ضحك يمسح على ملامحه : مستكثرة الكلمة علي ، وتقولين ودك ؟ ما قلت تعالي لي بالدنيا قلت كلمة ، كلمة
‎كانت تبي تضمّه بهاللحظة ، وعضّ شفايفه لأنها ما تتجرأ وهو يفهم لكنه يحترق من هالشيء : أفهم من نفسي ؟
‎هي هزت راسها بإيه يتقدّم خطوة ، يضمّها لأنها ما تهون عليه حتى رغم هذا كله ، ما تهون عليه لو ما كانت تحبّه ولو ما كانت تبيه ولو كان ألف شيء وشيء هو ما يحب توصل أي علاقة بحياته لهالقد من الأذى النفسي وشدّ على ظهرها يقبل عنقها - بعدم إدراك منه - ومن باب المواساة : اللي سمعتيه ما يعني شيء ، كل شيء بخير
‎كان وده يبيّن لها إنه عادي ، وإن بتنتهي علاقتهم بشكل عادي وهذا كان فهمه هو إن سمعها لهم حدّها على هالتصرفات ، وهالحضن منه يبيّن لها إن " الأمور طيبة " لكنها خالفت كل ظنون عقله من قبّلته بهدوء ما توقّعته لكنه يحس قلبها ، يحس نبضها ويحس إنها بتصرخ من سرعة بعدها عنه لكن وضحت له كل الحكاية ، كل مقاصدها : ديم ..

- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن