بارت ٤٩

11K 195 17
                                    


-
'
ذياب كان خلفها ، وكذلك سلاف اللي تشوف ملامح بنتها تحترق بالإحمرار ، نظراتها حارقة تحاول تمسك نبرتها بالقوة للدكتورة : لا تقولين لي شيء بس روحي عني !
تضببّت رؤيتها ، وبيّن من عيونها إن ماودها تسمع أي خبر كان لأن كل إنتباهها كان لذياب اللي دخل وراء الدكتورة ولعيون ذياب الشاحبة ، لأن يدها ما تحرّكت عن بطنها كان على وشك ينطق لكن نزلت دموعها بطلبها يحسّ حرارتها بقلبه ، مو على خدها من نطقت : ذيـاب
وهز راسه بإيه : عـونك ، أبشري
دخل هو تخرج الدكتورة وحتى سلاف لأنها سمعت صوت تركي وعذبي ومسحت قصيد على ملامحها فقط تهلوس : ما إنتبهت ، ما عرفت ما حسيّت بس ذياب أنـ
مشى لإتجاه سريرها مباشرة يجلس يمسك يدها يبيها تسمعه : قصيـد مـ
عضّت شفايفها تحاول ما تنزل دموعها لكن ما قدرت ، ما سيطرت عليها حتى تشدّ يده تقاطعه : اليوم ، لما شفت سعود قدامك وشفت كيف تتأمل سعود أنا حسيت كيف ولدنا ! كيف بنتنا ذياب وما إنتبهـ
إبتسم بهدوء يمسح دموعها : وبتأمل بنتي ، وولدي ، وأمهم قصيد أبوي ماراح شيء ، ما ضاع شيء حبيبتي
هزت راسها بالنفي لأنها ما تستوعبه ، وما إستوعبت وش صار من دخلت المستشفى أساساً : راح أنا شفت الـدم والنـ
هز راسه بالنفي يأكد بمسكه لوجهها بيديه : ماراح شيءّ
ناظرته برجاء قطع قلبه لأول مرة يشوفه منه ، لأول مرة يحسّها تطلبه صدقه وإنهار كُونها بالدموع من نزّل يده لبطنها : أنا ، وولدي ، وبنتي ، ما نخلّيك بالساهل قصيد
ذاب قلبها تحس شعورها كله ببطنها ، على محلّ يده بالذات تعتصر روحها وهز راسه بإيه يأكد لها : ماحسّبنا نلقاك ، تبين نروّح بعد ما لقيناك ؟ من يتركك قصيد ؟
هزت راسها بالنفي تغرق عيونها بالدموع : أحلف لي ذياب
إبتسم لأن عيونها تفيض بشكل يفز له داخل ذياب كله من ضمّته فقط وقطّعت معاليقه من ضمّته تشدّ أكتافه تنهار من بُكاها ، من حاوط ظهرها يقبّل كتفها لوقت طويل يبيها تكفّ إنهيارها اللي ما كفّ كان بينها ، وبين إنها تُجنّ من عذاب ضميرها شعرة وحدة وطُرق الباب تشوف إن ذياب رفع يدّها لشفايفه يقبّلها ، يترك سبحته ، سبحتها " هديتها له بالعيد " بيدّها قبل يوقف لأنه الأكيد أبوها وأمها وبالفعل دخل تركي ، وسلاف اللي تمسك ذراعه بالإبتسام : قلت له بنتك دلوعة ما تبي يمسّها شيء
لأنها لمحت نظرة أبوها اللي يتفحّصها ، وإستوعبت إنه من فجعته تشنّجت يده هي نطقت تغرق عيونها بالدموع من جديد : لا تتأملني كذا لأني ببكي وما ودي أبكي !
ضحك تركي يضغط على عيونه اللي غرقت بالدموع : وش يفكّني الحين لا بكيتي الذيب ، وولد الذيب بعد يطلع عليّ هرولة تبكيّ مامي ياجدو ؟
'
لأنه إنحنى يقبّل رأس قصيد وفاضت المشاعر نطق عذبي يضحك : وتقنعني ولد الذيب بيقولك جدو ولقصيد مامي؟ قول بنته أهون بتاخذ دلع أمها كله لكن ولده بيطلع بالشنب من لفته ، الولد على أبوه دايم
ضحك ذياب اللي محد يتصّور فيضان داخله ، فيضان قلبه بالمشاعر ورعبه اللي ما خفّ وقت شاف إنهيارها ، ركض الدكتورة لها وإن سلاف تكرر عليها " حامل بس ماتعرف ، كلنا ما نعرف ماعندنا خبر والحين النزيف هذا .... " وسط إنهيار قصيد اللي رجعت تصحصح وقت وصلوا المستشفى لكن من الدم وركض الدكتورة والممرضات هي ما عاد تستوعب شيء وهو بكل هذا ، كان يوقف يستوعب حالها ، وإنهيار سلاف يشوف الإبرة يلي حُقنت فيها ، المغذي يلي تُرك بذراعها ويحاول يتدارك ويستوعب وبهاللحظة كلام عذبي كان القطرة الليّ فيّضت كأس شعوره كله يحاول يخفي ، لكن عينه تحكي كثير بشكل حنون وإبتسمت قصيد تشدّ يد عذبي أخوها اللي إنحنى يقبّل راسها بالمثل وينطق بالهمس : مبروك لك ؟ وإلا مبروك للدنيا بيجي منك إثنين أو من الذيب إثنين ؟
ضحكت تغرق عيونها بالدموع يضمّها ، وأخذت نفس من أعماق قلبها : هلكت لو سمحتوا شوي ستوب مشاعر
لأنها تمسح دموعها ، تكفّها بيديها بمحاولات وأخذت نفس من أعماق قلبها وضحكت من لمحت نظرات أبوها ، ضحكت يضحك ذياب اللي إنهارت أعصابه تماماً ، يضحك تركي ، وضحكت سلاف تاخذ نفس من أعماقها تغطّي ملامحها : الحمدلله على سلامتكم حبيبتي ، راح الوعد وما بتنامين عندي اليوم يعني ؟
لفت نظرها لذياب اللي يمسح على عيونه بعد ضحكه وما تدري هو يمسح دموعه ، أو يبي يصحصح لكن من رفع عينه لها هي حسّت شعورها كله ببطنها من جديد : بعد هذا كله تبيني عندك ؟ نقدر نطلع الحين خلاص ؟
ضحكت سلاف تهز راسها بالنفي ، تجلس بجنبها : بقلبي أحطك مو بس أبيك عندي قصيد ، الدكتورة قالت إنتِ تمام الحمدلله ، والبيبي تمام كمان لكن لازم تكّة إنتباه وحذر والجهد نستغني عنه ونعدل التغذية شوي وعندك مراجعة بعد أسبوع إن شاء الله ، طيبين الحمدلله
عضّت شفايفها لثواني تشب ملامحها خجل ، تشبّ لأنها تشوف نظرات ذياب لها وهمست بتردد تشدّ أمها : واللي صار ماما ؟
سلاف راسها بالنفي تبتسم : طبيعي ، إعتبريه إثبات وجود وش يعني لي شهرين ببطنك ياماما وما تعرفين ؟
سكتت تناظر أمها لثواني بعدم تصديق ، رجف حاجبها تغرق عيونها بذهول وما قدرت تهمس : شهريـن ؟
شدّ ذياب على حاجبه هو ، على عينه لأن هي للآن ما تصدق ، للآن ما صدّقت وضحكت سلاف وبنتها تهلك لها قلبها بتأثرها ، بذهولها ، بصدماتها المستمّرة تهز راسها بإيه : التغذية أهم شيء قصيد
'
هز تركي راسه بإيه : إرسلي لجوانا ياسلاف كل شيء
هزت راسها بإيه تشدّ يد قصيد : تسوي لك شوربة ، وتسوي لك كبسات ، وتسوي لك سلطات وعصيرات وكل شيء مُفيد ومغذّي بالدنيا وبدون ولا نص معارضة منك
لأن نظرات قصيد كانت تطلب من أمها السكوت فقط هي ضحكت تقبّل راسها وسألت قصيد عن عذبي الكبير وبقيتهم : الباقيين ما يعرفون؟
هزت سلاف راسها بالنفي : بيعرفون بعد ما ترتاحين شوي ، ذياب آخذ بنتي ؟ وش تقول اليوم تقعد عندنا ؟
هز راسه بالنفي : شورها ، باللّي تبيه قصيد أبد
_
« قصـر ذيـاب ، الفجـر »
بعد ما إرتاحت بالمستشفى ، وتطمّن عليها وتطمّنت هي على نفسها ما قدرت خطوتها إلا تطلب الوجود بالبيت وأخذت نفس من أعماق قلبها تلف نظرها له لأنه ساكت طول الدرب ، كانت يدّه بيدها فقط ولفت نظرها له من جاء ياخذ ظهرها ، يشدّه بيده وإستوعبت إنه بيشيلها فقط تبتسم : هذا خوف طال عمرك ؟
هز راسه بالنفي ياخذها عن الأرض : وش رايك ؟
إبتسمت لأنها تدري به ، تدري بقلبه اللي ترتكي عليه بهاللحظة تسمع نبضه من وصل لغُرفتهم ، لجناحهم ينزّلها للأرض تتكلم : كم مرة شلتني اليوم؟ نزّلتني عن الناقة بالبر ، ببيت أهلي ، والحين بدون سبب
رفع حاجبه لأنه بتخاصمه هذا الأكيد ، وإبتسمت تنزّل عبايتها فقط تصدمه : أدمنت ؟
فصخ ثوبه يتركه على الكنبة : بالحيل ، شوي أعلّمك شلون الإدمان وش مسوي
ضحكت تتوجه للسرير ترجع ظهرها للخلف تشوف إنه بيدخل ياخذ له شاور وبالفعل توجه يتحمم ، وهي توجهت للدولاب تبدّل لبسها ، تاخذ نفس من أعماق قلبها بشبه إرتياح ورجعت لمكانها تمدّ يدها لبطنها فقط ما إستوعبت ، ويمكن حتى ذياب نفسه ما إستوعب ولهفتها كلها ، لإستيعابهم سوا وطلع يجففّ شعره ، يرخي أكتافه اللي شُدت من كل اليوم لكن وقفت خطوته بمكانه من لمح جلوسها ، من يدّها اللي تحاوط بطنها فقط ، من إنها تلبس قميص سماوي يكشف ظهرها ، يشعّ جسدها منه ومن بُني شعرها المموج بحر على حريته ، يُربط من عند عنقها للخلف وطوله حسب جلوسها ، يبيّن إنه لنصف فخذها وشتت نظره فقط لأنه داخله وقت يتأملها ، يحتاج عدّة رئات عشان يستوعب اللي تشوفه عينه : لا عاد تعيدينها وما تقولين لي قصيد
رفعت نظرها له من جاء بجنبها ، من دخل للسرير بجنبها تبعد ظهرها هي يرتكي ظهره على السرير ، وهي على صدره تحاوطها يساره : ما توقعت ذياب ، توقعت من الخوف أحس بهذا الألم كله وحسيّت مبالغة قصيد أوفر
نزل نظره لها : عليّ أنا مبالغة ؟ ماهو المفروض لو يدقّك الشوك تعلّميني؟
إبتسمت لثواني تتذكر : وأخاطر بعصبيتك وإنت رايق ذياب ؟
هز راسه بإيه بإثبات : خاطري بي كلّي ، كلّي قصيد
'
ما تكلّمت من حست بيده تعانق يدها اللي على بطنها ، من رجعت تمتلي عيونها بداخلها مشاعر مستحيلة ورفعت راسها بإتجاهه ينحني هو ، يقبّلها على قدر الكلام المُفترض قوله ، يقبّلها ويحس دموعها اللي عانقت خدها وملامحه وداخله ساكن ، كل داخله ساكن من بعدت مسافة بسيطة فقط : تعرف إن ما ينفع تقول لي كلام زي اللي قلته بالمستشفى ؟ وش يعني ما نخليّك بالساهل قصيد وش يعني نحبّك لهالقد ؟
نطق يحس نفسه يُخطف : وأزود
ضحكت لأنها تشوف عينه اللي تسولف ، عينه اللي تصرخ لها بدافي المحبة ، ببحورها كلها ومدّت يدها لملامحه تقبّل خده فقط لوقت طويل ورجعت ترتكي على صدره لكن ما توقعت يتكلّم ، ما توقعت ينفض صدره بالحكي يمسح على حاجبه بهدوء : لو ما عوّدت من نص الدرب قصيد ؟ لو ما دريت لأنك ماتقولين لي ولا تناديني وش بيصير؟
إبتسمت لأنها ما تبيه يفكر حتى : ما أحتاج أناديك ذياب ، دايم منتبه لي
سكت يحس صدره يذوب ، يحسّ قلبه يذوب وعضّت شفايفها لأنها تتأمل يدها ، ويده ، الفروُقات الشاسعة بين يدٍ تعودت عالدلال ، ويد مجرحة من البر ، الخيام ، الحلال ، وظروف الدنيا أكيد وضحكت تاخذ نفس بهمس : ودايم اللي على بالي ، على خشمك
ضحك لأنها حقيقة مافيها جدال لكن ما توقعت تنفض شعوره كله من عضّت شفايفها تستوعب : أنا حامل ذياب
قبّل كتفها ينحني له لأنه بيغرق بشعوره ، وغرقت عيونها بالدموع تشد يده : يعني بهاللحظة هنا
هز راسه بإيه ينطق بهدوء ، يتحسسّ بطنها : غـزالي
صرخت لأنها ما تتحمّله ، ما تتحمله وضربت صدره مباشرة : ما قلت لك لا تقول لي كلام زي كذا !
إبتسم يرّق قلبها مباشرة تتأمله ، تتأمل ملامحه لثواني وهز راسه بإيه بإثبات : أبيها مثلك قصيد بكل شيءّ إن كانت بنت أبي ما تفرق عنك أبد ، أبيها تشبهك
هي بتبكي ، لامحالة بتبكي : وما تاخذ من أبوها شيء؟
إبتسم فقط تهز راسها بالنفي ، تغرق بدموعها تستعجل السوالف مباشرة : لو بنت ، تاخذ كلّ شيء مني بس أبيها تاخذ رموشها منك ، أبي أذُوب كل ما أشوفها ولو ولد .. لو جاء ولد ذياب أبي كل شيء منك ، كل شيء يشبهك ، أبي حتى وقت يبتسم ، أقول هذا أبوه قدامي لأن ما تتخيّل كيف أنا أحب أبوه ذياب ، ما تتخيّل !
_
« العصـر »
فتحت عيونها تحس الضجيج بعقلها من ريحة الطبخ الغريبة ، واللذيذة بنفس الوقت ، تحس الخمول بجسدها مجنون عقب ليلة الأمس ومدت يدها تسحب الروب من جنبها تربطه حول جسدها وأخذت نفس تصحصح ، تشوف إن ذياب مو حولها تنزل من نادت عليه بالأعلى وما لمحته : ذيـاب ؟
سكنت لوهلة من لمحت ورد البيوني ، وردها المفضل على الطاولة تتوجه للمطبخ لكن خطوتها وقفت بلحظة من كمية الأكياس بالمطبخ ، على حسب ما تشوف من تناثرها هي كلها عبارة عن خضروات ، فواكه ، كل شيء ممكن يخطر ببالها من الأكل هي تشوفه قدامها بطريقة " مفجعة " وضحكت بذهول : جوانا ؟
لفت لها جوانا تبتسم : مساء الخير ، زوجك مجنون بيبي
إبتسمت قصيد لأنها ما تصدق عينها : أشوف !
شدّت جوانا إنتباهها للثلاجات تفتحها لها على وسعها ، كل مالذّ وطاب تشوفه وشدّتها لثلاجة أخرى تمتلي باللحم ترجع خطوة قصيد عنها بذهول : مجنون !
ضحكت جوانا ولفّت قصيد تسمع صوت مفتاحه يُترك على الطاولة ، خرجت من المطبخ بذهول تشوفه ينزّل شماغه : حبيبي باقي عامل الماركت ماجبته
رفع حاجبه لثواني مباشرة يفتح ساعته : وش نزّلك !
ناظرته يردّ على طقطقتها : مانحتاجه لو نحتاجه جبته بعد ، وش نزّلك قصيد ؟
هزت راسها بالنفي : أحب الجلسة هنا لا تتوقع بجلس فوق طول الوقت ، على هالشخصية اللي تشوفها عيني إنت كنت رايح مكان مهم ؟
كانت منه الإجابة بإيه فقط ، وطلعت جوانا تسأله عن شغلة ترفع قصيد حاجبها لثواني إنه يجاوبها بذهول : إنت وجوانا صرتوا تتفاهمون ؟ متى صار هذا كله ؟
هز راسه بالنفي : اليوم ، يوم صحيت قلت لها وش تعرفين تطبخين وعطتني ورقة بها الأغراض اللي تبيها
كتمت ضحكتها لثواني تتنحنح : وكلها كتبتها جوانا ؟
هز راسه بالنفي : كتبت كم شيء بس قلت ماهو معقول هذا ماهو أكل ، زوّدت الباقي من عندي كل شيءّ يفيدك ولقيته قدامي أخذته
إبتسمت تعدل أكتافها لأنها تحاول تتخيّل : إنت شخصياً رحت الماركت ذياب ؟
إبتسم فقط يشوف ملامحها " تتورد " ، تشعّ بشكل مُريح بعد إنهيار الأمس يغسّل يديه : طيبة إنتِ الحمدلله ؟
أخذت المنشفة من جنبها تمدّها له : الحمدلله ، متى صحيت ذياب وقلت لأهلك أو باقي ؟
هز راسه بالنفي يجففّ يديه : قمت الظهر وقمتي معي ما تذكرين ؟ شويّات وبروّح آخذ القهوة عندهم وأعطيهم العلم وإن كان بك حيل تروّحين معي ، ليه ؟
قصيـد : ما أذكر وش قلت لك طيب ؟
إبتسم لأنها ما قالت شيء تتورد ملامحها بتشتيت : طيب وبخصوص جمعة بكرة إن شاء الله عندنا ؟
هز راسه بالنفي : كلّمتني أمك ، تسأل عنك أول وطيبة علومها وقالت نأجلها ترتاح قصيد قلت أبد تم
قصيـد : لا هذا اللي بقوله لك ، ما نبي نأجل بليز أنا تمام الحمدلله ومافي جُهد بالنهاية ومنها ، نقول للكل الخبر بنفس الوقت
ناظرها لثواني : تعب عليك قصيد
هزت راسها بالنفي ، ومسح على جبينه : كلّمي أمك شوفي وش تقول لك ، وإن شاء الله خير ..
توجهت للأعلى من توجه هو لمكتبه تاخذ لها شاور تبدّل لملابس مريحة وسكنت ملامحها من لمحت بذراعها الكدمة مكان المُغذي تتلّون بالبنفسجي ، درجات من الأخضر والأزرق وشتت نظرها بتوتر : وش بيصير لو تشوفها ؟
-
لمح رسالة منها " توقعت ما ترضى أساساً خلاص تمام إن شاء الله لا تشيل هم " ، ورجع جسده للخلف يدق على أسامة : أمانتي عندك يا أسامة ؟ وصلت سليمة ؟
هز أسامة راسه بإيه يشوفها قدامه ومذهول تماماً : قدامي وتوقّعت كل شيء يوم قلت أمانة أغلى من روحك يا أسامة بس ما توقعت تكون هذي الأمانة اللي تقصدها
ذياب : ما قلت أغلى من روحك لا تكذّب على لساني
إبتسم أسامة : ما قلتها بس من كثر ما شددّت عليها ، ليه تركتها عندي ماهو عند محمد ولا عند نصّار ولا أحد ذياب
رفع حاجبه لثواني : أخو وإلا مو أخو يا أسامة ؟
إبتسم أسامة يهز راسه بإيه : أخو دنيا ياذياب إي بالله
إبتسم يقفّل جواله فقط وبقت الإبتسامة بملامحه من فتحت الباب تدخل من جديد ، تبتسم من طرف الباب وبيدّها الورد : أدخل طال عمرك ؟
هز راسه بإيه لكنه عقّد حاجبه مباشرة من لمح إنها آخذت شاور ، وبدّلت ملابسها : وش نزّلك مرة ثانية ؟
إبتسمت تمشي بإتجاهه : إنت تحت ، وش ينزّلني ؟
توجهت تترك الورد من حضنها على الطاولة ، تخبي يدينها خلف ظهرها تجلس على الطاولة قدامه لكنه شددّ بحرص : حددي وين تبين نقعد ، فوق وإلا تحت عشان ما تقضيّنها رايح جاي قصيد العناد مايعجبني
إبتسمت تتأمله ، وتتأمل الورد : هذا كيف جاء عندنا ومن مين يا ترى ؟ وكنت تكلم مين ؟ دخلت أشوفك تبتسم وللآن تبتسم ليه ؟
ضحك يعدل ملامحه : ما تبيني أبتسم ؟ هذا مدري عنه
هزت راسها بالنفي تدق جوانا الباب ، وإبتسمت تسمح لها بالدخول : تبتسم إذا كان بأسبابي بس ، غيري لا
رفع حاجبه ، ودخلت جوانا تترك صينية الفطور بجنبها لكنها نطقت تبتسم : الكرسي أريح من الطاولة قصيد
ناظرتها قصيد لثواني تردّ عليها بكل عادية إنها مرتاحة وإبتسمت جوانا تطلع فقط ترفع قصيد حاجبها : ليه مو قهوة وليه تضحك الحين وش فاتني ؟
قرّب ذياب الصينية منها : الكرسي أريح من الطاولة قصيد والقهوة بعدين
لأنه هو على الكرسي الوحيد بالمكتب قدام الطاولة ، وهي جالسة مقُابلة له على الطاولة وما أستوعبت مع ذلك تبتسم بذهول من فهمت : أوه !
ضحك لأنها توها تستوعب ، ومدّت يدها للصحن توقف ضحكة ذياب كلها من الكدمة اللي بذراعها : هذا وش !
مدّ يده يمسك يدها مباشرة ، وإبتسمت : أثر المغذي والإبرة ، وش هالخوف !
_
« بيـت حـاكـم »
جلس حاكم يشتت نظره فقط ، بعد كل المُنحنيات بعلاقته مع ذياب ، بعد كل الشَّد ، وبعد كل الغضب ، وبعد كل التوتر اللي كانت نهايته مجيء ذياب ينطق له " إكتفيت " وتبدّلت العلاقة لعادية تامة بشكل يأرّقه لأنه ما يسمع من ذياب إلا سم وتم كالعادة لكن بشكل مختلف تماماً ، كأن ولده تجرّد من كل شيء صار بس يبي يوصل لنُقطة مابعدها جدال ونُفض صدره بلحظة من دخلت ملاذ تقطع تفكيره : حاكم ، تعال معي فوق المرسم
هز راسه بإيه يقفّل جواله فقط : ذياب بيجي اليوم ؟
هزت راسها بالنفي : دق علي يقول بكرة إن شاء الله يقول العزومة مرة وحدة وعنده خبر بعد ، يعتذر يقول مايمديه اليوم مشغول أكيد يجهّزون الله يعينهم ماشاءالله
هز راسه بإيه يدخل للمرسم خلفها ، من لمح لوحة كبيرة بحجمها جدًا تُغلف بغلاف ورقي بُني كلها وإبتسمت ملاذ تعدّلها : يساعدك نهيّان فيها ؟
هز راسه بإيه : وين بتوّدينها ماعليك من نهيّان الحين ؟
إبتسمت فقط وهي أضافت عليها ، وعدّلت عليها ، وقررّتها هدية لبيت ذياب لاغير : هديتنا لذياب ، وبيته
رفع حاجبه لأنه ما شافه : ماشفتها ليه تغلفينها ؟
هزت راسها بالنفي : تشوفها مع ذياب إن شاء الله
-
رتّبت ملابسها تجهز لعزومة بيت ذياب يفكّر نصار بإعجاب : يعني كلكم تدرون ؟
إبتسمت تهز راسها بإيه بحماس شديد : كلنا ، أساساً الكل أول مرة يدخل بيت ذياب تقريباً بشكل رسمي من بعد الزواج وعشان كذا قلنا مرة وحدة ، متحمسة بشكل
هز راسه بإيه يشوف الفساتين اللي تطلعها ، بين الأحمر ، والأخضر ، والأبيض ، والسماوي ، والأسود ، وشتّى الألوان يبتسم يضمّ المخدة بإتجاهه : والأصفر ورد ؟ من زمان ما شفنا الشمس
لفت نظرها لفستان أصفر بالدولاب تطلعه بيدها ، تثّبته على جسدها ودارت فيها عشان يشوفه لكنه ميّل شفايفه : أصفر وأشقر ؟ يليق عادي ورد ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : يليق لأن القالب غالب ، يليق
توجهت تجلس بجنبه على السرير ، وإبتسم لثواني لأن الهدوء ، الراحة ، الإستقرار وإنه بهاللحظة يزُورها ببيت أهلها - بيت صاحب عمره - كل عمره وإنه فرد من العائلة شعور يعجبه جداً ، بالحيل وإبتسمت ورد : وش ؟
هز راسه بالنفي يقبّلها بهدوء ، يقبّلها لوقت طويل ما فز إلا من صوت حاكم وطرقه على الباب : يا ورد
مسح على شفايفه يتنحنح : سـم حيّاك
فتح حاكم الباب يرفع حاجبه : إنت ورد يانصّار ؟ هز راسه بالنفي يبتسم بشكل - غبي - ، وضحكت ورد توقف : سم ؟
هز حاكم راسه بالنفي يغيّر رايه : كتفك بمحله من بعد العلاج نصار ؟ تشيل الثقل طبيعي ؟
نصّار : يعتمد إذا تبي تخلعه من جديد أو تبي شيء ثاني
هو نطقها بسرعة تضحك ورد ، وضحك حاكم يهز راسه بالنفي : تشيل معي ، نهيّان ماهو موجود مدري وينه
هز راسه بإيه مباشرة : أشيل البيت لو تبي أفا عليك ياعمي
توجه نصّار للأعلى مع حاكم ، وإبتسمت ورد تتبعهم لأن نصار أول مرة يدخل مرسم أمها ومستحيل تفوّت على نفسها إنبهاره اللي رُسم فعلاً بعينه لكن ما قدر يستوعب من إنحنى حاكم لطرف اللوحة يمسكها ، وإنحنى هو بالمثل يمسك طرفها الآخر البعيد لأنها واسعة ونزلت ورد خلفهم تشوف أمها اللي ترتّب الورد بالفازة تبتسم بإعجاب : مخصوص لبيت ذياب يعني ؟ من تنسيق ملاذ ؟
هزت راسها بإيه : تحب البيوني قصيد ، رغم إنه مو دائماً متوفر وموجود لكن يقول لي ذياب كلّمت عمال المشتل يجربون يزرعونها ، وجابوها لي العمال مع ورد اليوم على أساس لنا قلت لا ، لازم تروح لبيت ذياب خلاص حقهم
ضحكت بذهول ، بإعجاب تلمس الورد بلُونه الوردي الهادي تماماً : واو هذا من المشتل يعني !
إبتسمت ملاذ تهز راسها بإيه : من المشتل ، أول ورود البيوني بتاريخ المشتل كله
دخل نصّار اللي ينفض يديه مع حاكم ، يشوف وقوف ملاذ مع ورد أمام فازة تُنسق بالورود ولفت لورد : جهزتي هديتك إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي : لا ، بنطلع المول أنا ونصّار بعد شوي
رفع حاجبه لأنه ما يدري : بنطلع ؟
لف حاكم نظره له ، وهز نصّار راسه بإيه : إيه بنطلع أكيد
ضحكت ملاذ لثواني : نصّار ليه تخاف من عمك ؟
هز راسه بالنفي ، ودخل نهيّان من الخارج يمسح عرقه : أبوذياب ، العيال يسألون عنك يقولون أبوك مبطي ما جاء المدرج يتفرج وذياب مبطي ونصّار مبطي ، وينكم ياخي
هز نصّار راسه بإيه : مبطين والله بس ماكبرت عالكورة إنت ؟
ضحك نهيّان اللي طلع يرقى الدرج ، وإبتسم حاكم فقط يتأمل الورد اللي تعامله ملاذ بمُنتهى اللطف ومسح نصّار على حاجبه : دامنا بنروح ورد ، بروح أبدل وأجيك نروح
هزت راسها بإيه ينحني يقبّل خدها قبل يمشي ، ورفع حاكم حاجبه مباشرة : روّح يانصار
هز راسه بإيه يقبل رأس عمه ، وضحكت ورد تبتسم ملاذ لحاكم : يا غيور ياحاكم
هز راسه بالنفي فقط يجلس على الكنبة ، وإبتسمت ورد تجلس بجنبه : ما شفتنا أمس ، لما رحنا الخيام مع ذياب
جلست جنبه تمدّ له الجوال يشوف المقاطع ، أول مقطع لدخولهم لخط الخيام والإبل المُتناثرة ، مجيء ذياب يستقبلهم ، مقطع آخر لوجودها فوق الناقة وذياب يسحب الحبل : ركبتي ؟
'
هزت راسها بإيه تضحك : وركّبت قصيد الخوافة معي ، ما تتخيّل الخوف أول ما قامت الناقة تبي تصرخ مو قادرة بعدين قالت خلاص بنزل بس لا تنزل الناقة نفسها
ضحكت ملاذ تجلس : وكيف يصير ؟ بعدين غريبة تخاف
سكت حاكم : شلون خلّاها ذياب ؟
رفعت ملاذ حاجبها لثواني بإستغراب : ليه ؟
هزت ورد راسها بإيه تبتسم : حبيبي ذياب ما يبي يكسر خاطري وبنفس الوقت ما يبي يجبرها ، جلس مُحايد أنا نشبت لها قلت لا بد تركبين معي وعشان خاطري ركبت
جلست ملاذ بجنبهم تفتح ورد المقطع الآخر ، لذياب اللي مدّ يديه ينزّل قصيد وإبتسمت ملاذ : الله يخليها له ، يحبها حب ما شفت مثله بحياتي ماشاءالله تبارك الله
هز حاكم راسه بإيه : تستاهل بنت الشاعر ، تستاهل
لفت ملاذ نظرها له لأن خلف كلمته مغزى عجزت تفهمه : حاكم ليه تقول شلون خلّاها
هز راسه بالنفي : لأنها تخاف
ميّلت شفايفها بعدم إقتناع فقط ، وضحكت ملاذ من لمحت المقطع الآخر لركوب ورد ، ونصّار خلفها : بأسبانيا والدباب إنتِ وراه هنا هو وراك ؟
حست بدوخة مباشرة لأن أبوها ما يدري ، وما قالت له عشان خاطر إنه ما يشيل هم ولفت نظرها له تتأكد لو سمع وهو سمع فعلاً ، لكنه ما ردّ تبدل المقطع لتصويرها لديم ونهيّان : كلنا ركبنا ، وذياب
ضحكت تلف المقطع اللي لذياب وسعود : الشايب فينا
إبتسمت ملاذ يرقّ قلبها ، وإبتسم حاكم بهدوء : الله يحفظهم ، ويحفظكم يابوك ولا بغيتي أبوك ما يدري بالعلم قولي ترى أنا مو بنت حاكم ياورد
سكنت ملامحها بلحظة تُخطف ، وإبتسمت ملاذ لأن صياغة حاكم " مرعبة " : يدري أبوك ، بأسبانيا والدباب ويدري إنك ما قلتي عشان ما يشيل هم
هز حاكم راسه بإيه : الله يحفظكم ياورد ، الله يحفظكم
رقّ قلبها مباشرة تتجمع دموعها بعينها : بس
هز راسه بالنفي مباشرة : عادي يابوك ، عادي ودامك مع نصّار زوجةٍ له وبحفظ الله عادي ماعليك خلاف ولا علي
وقفت من مكانها مباشرة تضمّه ، تسطر إعتذارها مباشرة وهو فعلاً عصب ، فعلاً ثار وقت عرف لكن قدرت ملاذ تذكّره بإن " لازم يعيشون بدون قيد يا حاكم نستودعها الله ونصّار يحبها ما بيرضى لها الأذى ولا يخاطر بها " ورغم حرقته إلا إنه قدر يتطمّن ، ويتأقلم لأن ورد "حساسة " جداً وهذا أول حساسيتها بهاللحظة من بكت وهو ما قال شيء أساساً ، بس عرفت إنه يعرف ..
-
« قصـر ذيـاب »
شدّت الروب على جسدها تجلس على الكرسي : ليه طيب
ميّلت سلاف الكام : ذوقي ياماما ذوقي ! أبيك تلبسين كذا اليوم لو سمحتي قصيد بدون عناد وبدون أشياء ثانية
ناظرتها بشك وهي تحسّ عند أمها شيء ثاني ولفت نظرها لذياب اللي ثوبه يتوصّخ من التراب ، والغبار ودخل الغرفة توه تسأل بذهول : تشتغل مع العمال ذياب ؟
هز راسه بالنفي يفصخ ثوبه ، وما إنتبه إنها تكلم أمها يلف نظره لفساتينها اللي على السرير : بتلبسين هذا ؟
هزت راسها بإيه يرفع نظره لها وإبتسمت : مو حلو ؟
ذيـاب : يزين عليك
نطقت سلاف مباشرة : الأبيض أحلى واحد يا ذياب
إستوعب إنه صوت سلاف يمسح على حاجبه ، يلف نظره للُفستان الأبيض اللي ما يوضح موديله بهاللحظة وإبتسمت قصيد : بجرب بعد شوي وأختار ، بتجهّز خلاص مافي وقت خلّصوا العمال ذياب خلاص ؟
إبتسمت سلاف لأن قصيد ما تدري عن شيء ، وهز ذياب راسه بإيه وهو تجرّحت يده توه وكتفه يألمه : خلصوا
قفّلت من أمها تلف نظرها له : فيك شيء ؟
مدّ يده قدامها تشهق مباشرة تمسكها بيديها الثنتين : كيف ! ليه العمال موجودين ذياب عشان تشتغل إنت معاهم ؟
إبتسم ترفع نظرها له وضربت صدره مباشرة : لا تبتسم ما يضحك !
توجهت للدولاب تاخذ مسحة ولصق ورجعت تجلس بجنبه يضحك : صادقة قصيد ؟ تراه جرح صغيّر
قصيد : إيه لأن إنت ما تهتم ، أنا أهتم مره ذياب
ذياب بعدم إهتمام : بتجهزين الحين ؟
هزت راسها بإيه وهي نظرها كله لجروح يده ، وهو يتأملها فقط يتأمل جلوسها قدامه وتركت يده يرجع أكتافه للخلف بألم : كتفي قصيد
عضّت شفايفها تضرب كتفه الآخر : ذياب !
ضحك ، وعدّلت جلوسها تدخل خلفه بالسرير تمد يدها لكتفه ياخذ نفس من أعماقه : إنتبهي لنفسك اليوم قصيد ، تحصّني وإن تعبتي وإلا بغيتي شيء
نطقت بغضب مباشر : ما بناديك ولا يخصّك أصلاً لأن تعرف كيف ؟ إنت ما تنتبه لأي شيء بالدنيا ليه أنا أنتبه ؟
لف نظره لها هو يحس يدها اللي تشدّ على كتفه ، تمسّجه عشان يرتاح وأخذ نفس من أعماقه بهمس : الله يديمك لي
هي سمعت ، لكن مثّلت العكس وإن ردد داخلها آمين وزوّد ولف نظره لها لثواني من تركت كتفه : يألمك مره؟
مدّ يده لخصرها يشيلها من خلفه لحضنه ، وعضّت شفايفها بهمس فقط : رهيبة إجاباتك دايماً تعرف ؟
ضحك يهز راسه بإيه ، وإنحنت هي تمدّ يدها لخده تنحني له ، تقبّله بهدوء لوقت طويل ويدّها على خده ، على ملامحه ونطق بهدوء : وش لها داعي العزومة اليوم
ضحكت توقف ترجع شعرها للخلف وعدل ذياب أكتافه ياخذ نفس من أعماقه من جلست يرجع هو للخلف يريّح نفسه عن العمال ووجودهم ، هي تتوقع إن كل هالإجتماع لأنها عزومة فقط ، ما تدري بالخافي وبقى بجلوسه يتأملها تتجهز ، من إنتهت من شعرها ، الميكب ، وأظافرها وما إنتبه إن الوقت راح عليه لحد ما نطقت هي : ما بتدخل تتحمم ذياب ؟
تذكر يستوعب ، ولفت نظرها له من لمحت جواله بالشاحن : طول هالوقت جالس بدون جوالك ؟ نمت وإلا ايش ؟
'
هز راسه بالنفي يتعدّل ، يوقف عن السرير : أشوفك كنت
إبتسمت لأنه جاء يقبّل راسها بياخذ منشفته ، وأخذت نفس من أعماق قلبها من مشى للحمام - الله يكرمكم - ياخذ له شاور ، وطلعت هي تشوف جوانا اللي تشرف على بقية العاملات وإلتفت لها مباشرة : ليه تطلعين ؟
ناظرتها قصيد لثواني : المفروض ما أطلع ؟ بنزل أشيّك عـ
مدّت جوانا يدها قدام قصيد ترد خطوتها مباشرة وضحكت قصيد بإستغراب : جوانا ؟
هزت جوانا راسها بالنفي تناظرها قصيد لثواني لأنها جادّة جداً ، ما بتخليها تنزل للأسفل نهائياً ونطقت جوانا : كل شيء جاهز ، روحي غرفتك وجهّزي نفسك
إبتسمت قصيد لثواني بذهول : توصيات ذياب جوانا ؟
طلع من الغرفة يفتح الباب : قصيـد
لفت نظرها للغرفة ترجع له : موصّي جوانا ما أنزل تحت؟
هز راسه بإيه : وليه تنزلين ؟ وش تبين تنزلين ؟
فكّرت لثواني بإستغراب : ليه أنزل وأنا صاحبة العزيمة وهذا بيتي والمفروض أشيك على كل شيء ، غريبة
لف نظره لها لأنها تطقطق ، وأخذت نفس تشوف رسالة أمها ، وتسمع آذان المغرب بنفس الوقت : جايين ماما
هز راسه بإيه يجففّ شعره ، وتوجهت قصيد تلبس فُستانها اللي من إختيار أمها هالمرة وطلب خاص ، بالرجاء والصراخ إنها تلبسه ، بسيط جداً كل تفاصيله بإنه يميل يُشد على خصرها ، ويُمسك من أعلاه من كتف واحد فقط وطوله لأسفل ركبتها فقط : مايليق
لف نظره لها يوقف خلفها : وش ؟
عضّت شفايفها لثواني : ما أدري ماما ليه مصرّة على هذا الفستان بالذات وتحلّفني قصيد لازم تلبسينه ، ما يليق
ناظرها لثواني لأنه ما يفهم ولمح إنها فعلاً تزعل بذهول : وش يزعّلك طيب وش يليق
رفعت أكتافها بعدم معرفة تسكّر ساعتها على يدها : ما أعرف ، يليق شيء أكثر من كذا هذا مرة بسيط ذياب يعني تتخيّل هالمرة أول مرة يجتمعون أهلي وأهلك ببيتنا ؟ ما أعرف غريبة على ماما أصلاً ليه كل هالإصرار مافهمت وما كنت بلبس أبيض اليوم مو مزاجي
ناظرها لثواني لأنه ما يستوعب ، وما يفهم وهز راسه بالنفي : حلو وش فيه
عضّت شفايفها لثواني : ذياب لو ألبس ثوبك بتقول حلو حبيبي لا تقول لي وش فيه بس إفهمني شوي
إبتسم لأنها تصارحه بخفته بوجهه ، ورن الجرس تاخذ قصيد نفس من أعماقها : بشوفها ضروري
نزلت للأسفل تستغرب إنها ما لمحت أمها ، ولا أبوها ، ولا أخوانها لكنها تسمع أصواتهم وفتحت الباب : ماما ؟
مشى من خلفها بهدوء يترك قبعة على راسها فقط وسكنت ملامحها مباشرة تحاول تستوعب لكنها عجزت من لمحت أبوها يمشي أوّلهم ، يسبقه إبتسامه وعلى ذراعه تُطوى عباية تخرجها ، ووشاحها اللي يتزيّن بإسمها تغرق عيونها بالدموع وضحك تركي أبوها : من أولها دموع !
'
لفّت نظرها لذياب اللي يمّيل طرفه عن الباب فقط تشوفه هي ، تشوف كل معرفته بعينه ويدها إرتفعت تلقائي تمسك قبعة تخرجها اللي من يدّه ، صارت على راسها وإبتسم ذياب من تقدّم لها تركي تضمه كلها ، تضمّه وبكت مباشرة لأن الخطوة حنونة ، المجيء حنون وهي تشوف أبوها يمشي أوّلهم وخلفه عذبي الكبير المبتسم ، أخوانها اللي بمُجرد حضنها لأبوها هم طيّروا القُصاصات بالهواء يلمع العالم حولها بالتناثر ، أمها وبقية نساء آل نائل وكل محارمها بالصراخ والضحكات والسرور وقبّل تركي خدها بهمس : مبروك التخرّج محاميتنا ، بنتي ، خليفتي ، ومبروك شيءٍ ثاني حنا أدرى به
هو ضحك ، وغمز بجملته بالنهاية يضحك ذياب لأنها بتنهار بالدموع لا محالة وبالفعل هي ضمت أبوها تتعالى ضحكاتهم ، وضحكات تركي نفسه ، وإبتسمت سلاف من ضمّتها قصيد تاخذ نفس : كيف ما عرفت !
ضحكت سلاف تضمّها : أنا شفت الجيّه جية غضب ليه هالفستان بالذات ، عرفتي ليه الحين ؟
ناظرتها قصيد تأشر بالسكوت مباشرة ، تحاول تستوعب : لو تقولين لي إلبسي شجرة المرة الجاية بقول تم وإنتِ أدرى
ضحك عذبي أبوها من الخلف : ويلبسون الشجر هم ؟
ناظرته لأنها تعبّر فقط ، وضحك ينحني يبارك لها : مبروك التخرج يبه ، عقبال ما تغطين على تركي شخصياً ترى كل هياطي بك ، خلّي الغرور يستريح شوي
-
ما تصدّق عينها من ذهولها ، عجزت تصدق وتستوعب وإن يد ذياب خلفها يخطي خطوتها معاها لحديقة قصرهم الخلفية ، المُهملة سابقاً لكنها بهاللحظة ، تشوفها جنّة الله في أرضه من الورود اللي على مد نظرها ، من طاولات الإحتفال ، من إنها " حفلة " مُتكاملة الأركان على شرف تخرّجها تتزين هامات النخيل الشاهقة بالإنارات عشانها ، عشانها وحدها ورجف قلبها : كيف ما عرفت وما حسيت!
إبتسم بهدوء : وش اللي يهمك لا صار بي شيء أنا ؟
ناظرته لثواني تستوعب إنه كان يشغلها فيه وحده ، وضحكت بذهول تعضّ شفايفها لثواني : أنا أقول ذياب من متى يمدّ يده شوفي جروحي وقصيد اتألم ! ذياب متفق مع ماما ومتفق مع جوانا و
إبتسم بهدوء يشد ظهرها : وبتّفق مع الدنيا كلها دام الموضوع يسعدك ، تستاهلين الدنيا قصيد
رقّ قلبها مباشرة وهي للآن تحت تأثير ضجة الإستقبال اللي صار عند الباب ، إنها ما توقعت لو لحظة وحدة هالجمعة مخصوصة لها ولتخرجها مو مجرد عزيمة والسلام ، وقت لبست الوشاح ، وروب التخرج ، وضحك من تأثرها يسمع ضحكات آل نائل : حبيبتي
شدّ على ظهرها من ضمته : روّحي لهم ، أهلي على وصول
عضّت شفايفها لثواني : باخذك معي ما يصير ؟
ضحك تضحك حتى هي ، تاخذ نفس من أعماق قلبها تسمع أصوات إحتفالهم تودّعه وإبتسم من ضحك تضحك حتى هي ، تاخذ نفس من أعماق قلبها تسمع أصوات إحتفالهم تودّعه وإبتسم من توجهت تمشي لهم وعينه على كعبها فقط : الله يحفظك
بقيت خطوته واقفة إلى أن غابت عن نظره ، إلى أن تعالت أصوات الصراخ لها يلمح إن أحدهم راح يركض لها ، يمسك يدّها وإبتسم بهدوء فقط ترجع خطوته هو يبيها تكمل الإحتفال مع أهلها ، وينتظر أهله اللي قرّب وقت وصولهم وبالفعل من وصوله هو لساحة قصره الأمامية دخلت سيارة أبوه ، أول سيارات آل سليمان بشاسع المدى أمامه تتبعه سيارة نهيّان ، خاله بتّال ، عمه فزاع ، نصّار وبدقائق متفرقة وصلوا البقية متفرقين ..
نزل حاكم أوّلهم يجول نظره على شاهق النخيل ، وولده دون الأشياء على بوابة قصره واقف تُهز ضلوع حاكم بشكل " غريب " له ، على وقوفه هذا بالذات وإبتسم ذياب من نزلت ملاذ اللي تزغرط أوّلهم ، ضحك من سمع جدته علياء ولمحها ترتكي على ذراع عمه فزّاع بمثل صُوت ملاذ ، مثلها جدته نهى ، ومثلهم ورد اللي تضحك لأخوها لأنها أول زيارة لبيته منهم جميعاً وإبتسم يمشي بإتجاه أبوه : يالله حيّهم ، يا مرحبا
توجه ياخذ رأس أبوه أولهم واللي شدّ يده : تحصنت ؟
لأول مرة ينطق حاكم بهالسؤال ، وهز ذياب راسه بإيه يسأل حاكم : وحصّنت بيتك ومرتك ؟
إبتسم ذياب بهدوء : الحمدلله ، لا تشيل هم شيء
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء تام : لا ماهو عن شيل هم ما أشيله ، يليق بك العز يابوك وأخاف عليك منه
سكت ذياب لأنه ما يدري وش يردّ ، وضرب حاكم على كتفه فقط يمرّ بسلامه على أمه ، يسلّم عليه نهيان ، وسلّمت عليه ورد على عجل وعلى علياء اللي حضنت ذراعه توقف معاه بسلامه على بقية الرجال وإبتسم يسلّم عليهم ، يسلّمون عليه وتصدح الأصوات بـ" عساه بيت عامر ، ماشاءالله تبارك الرحمن ، تستاهله ويستاهلك " والكثير ، الكثير اللي يردّ عليه ذياب وإبتسم حاكم بهدوء : لا نطوّل وقوف حيّاكم المجلس ، يالله حيّهم
تنّفس ذياب لأن طول وقوف أبوه جنبه هو مبتسم فقط ، واقف فقط بدون لا يتكلّم ولا يرد شيء وهالجملة منه كانت كافية ، جداً كافية وضحك نصّار يركض لذياب بجنبه : والله طلعت مو هيّن ، تقول لي ورد اليوم العزيمة عشان ما شافوا بيتك وبعد مسوين لتخرج قصيد
ناظره ذياب ، وتنحنح نصّار : تخرج مرتك ، رحنا ناخذ لها هدية
عدّل جملته للمرة الثانية : تاخذ لها ورد هدية تخرجها ، مو عشانك مزوّجني أختك عادي أسولف لك عنها وياويلي أسولف عن مرتك حتى بالغلط شفيك إنت
هز ذياب راسه بالنفي : نصّار ، ما كلمتك ياخوك شفيك
هز نهيّان راسه بالنفي يمشي لهم وبحضنه سعود يضحك : أبوي فرمل بوجهه توه ، هذا اللي فيه
ضحك ذياب يلف نظره له ، وتنحنح نصّار يعدل أكتافه : أشتاق لأسبانيا كله من إختبارات عمي الله يحفظه ، المشكلة فرمل بوجهي وورد تكلم عمتي قال تحمد ربك ما صدمتني قلتله خايف على سيارتك ؟ قال لا بنتي معك
ضحك نهيّان يعترف له : تراه مو متعمد ، سقط عليه واحد بالطريق وفرمل عشانه بس لفّها قدامك
ناظره نصّار بذهول لأنه توقعه إختبار من عمه مثل ماقال: يعني ها تراني مدرّك الطريق ! والله ما يمزح الفريق
ضحك نهيّان ، وضحك ذياب يهز راسه بإيه : وهو مدرّكه فعلاً الله يحفظه ، قال إختبار يعني إختبار ما يضرّك
-
بمجرد ما مشيت تجاههم ركض لها عذبي ، وفهد ، وتركي يتسابقون من بيمسك يدّها وصولاً لهم وضحكت تعبّر عيونها بشكل طاغي ، بشكل غير معقول وتشوف نظرات أمها ، ومنديل يدها تنطق مباشرة : لو ماما بكت أنا ببكي
ضحكت سلاف تهفّ على عيونها ، وضحك تركي أبوها يعدل نفسه : لا تبكين ولا شيء متى شفتي سلاف تبكي ؟ما تبكي يلا يا ودّ ، لا نتأخر عن الرجال
نطقت أسيل تشوف ودّ اللي تعدل الكام بيدها : وش قصدك عمي يعني الرجال أهم من قصيد ؟
كشّر فهد : تكلّمت النكدية ، حاولي تسكتين بالله
ضحك تركي بذهول ، وعذبي الكبير اللي ما أستوعب : فهيدان شلون تكلم البنت ؟ تميم لك عظمه ولحمه
ناظره تميم اللي تكتّف مباشرة : غلطت على بنتي فهد ؟
هزت قصيد راسها بالنفي : ما تكلم على أحد ، تمام ودّ ؟
هزت راسها بإيه : تمام ، فُل الفل
إبتسم عذبي بهدوء وهالمنظر خيالي ، أُلفة آل نائل خيالية والمنظر أمامه خيالي خلف أبوه وقصيد الورود ، القصر المشعّ والنخيل وقدام أبوه وقصيد ، محبوبته ، أعذب أُمنياته بيدّها الكام تصوّرهم ، وهو بيده جواله يصّور المشهد المُفترض تصويره ، والمُصوّر معاه ووقف تركي يعدل أكتافه ، تحاوط يده بنته تُغرس الإبتسامات غرس بوجوه الكل ، تهلّ دموع سلاف اللي ما وقفت بمجرد ما وقف تركي بجنب بنته ، أنظارهم للكام أمامهم ولوّد وتشوف إبتسامات تبيع عُمرها ، وتشريها من إن حلم تركي ، حقيقة بحضنه بنته ، ومحامية مثله ، ويُشهد لها والخافي ، بداخل قصيد أول أحفادها هي وتركي وضحكت نيّارا تضمها : وشلون بتصّورين والميكب راح كله بالدموع !
هفّت سلاف على نفسها : الحمدلله إن الرجال بيصوّرون أول ومطوّلين إحنا ، يمدي أبكي براحتي لا تضغطين علي
ضحكت قصيد من جات ودّ توريهم الصورة ، وإبتسم تركي تشعّ عيونه فخر ، تشعّ عيونه حب من الصورة

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن