هز راسه بالنفي ، وعضت شفايفها و هي متأكدة انه بيضرب بكل كلامها
عرض الجدار : لا تقول له شيء صار هنا تمام
إبتسم وهو يهز راسه بإيه ، ورفع إيده يأشّر على ذياب ثم محل العضلات بذراعه ويمدحه لها إنه قوي وآخر تشبيه تركها تنهار بمكانها ضحكته وسط مدحه وروقانه يلي هي تتمناه " أشبَه ببطل خارق " ، ل ف لناحيتها وهي يحاول يتكلم بالعربي إنه وقت شاف ذياب قررّ ما ينزل لإنه ما بيسوي شيء وذياب يكفيّ وهزت راسها بإيه بهمس مُعترف لنفسها : ذياب يرعب مو بس يكفيّ ..
-
دخل سيارته وهو يعرف إن النقاط لازم تُحط عالحروف ، لازم يترتّب كل شيء ويتعدل قبل ما يوصله الكلام أو يوصلها هي ويجننّه لأن يعرف المتربّصين كثار ، ويعرف إنه هو ما يغضّ الطرف عن أي شيء يمسّها وتأكد من هالشيء يلي كان يميّله لإنه من حرص أبوها عليها هو حريص مثله لكن يعرف إن هالكلام ماله أساس من الصحة هو حرصه عليها نابع من داخله ولا ممكن يبقى بهالحرص وهي بعيدة عنّه ما تربطه معاها أي صلة وأي علاقة يقولون فيها يحقّ له لأنها له وسكنت ملامحه من تفكيره لكونها تصير " له " لكن شتت نفسه عن هالفكر هو دروبه عثرة ، بالوزارة وبهالأشخاص ما يدري وش ممكن يصير له أكثر لكن يعرف إن أيامه الجاية بتكون من أصعب ما يكون عليه هو ما يحارب بطرف واحد بس هو حتى نفسه تحاربه على نفسه ، ما يجاهد بجبهة وحدة هو يجاهد شعور وناس ورغبة والأهم يجاهد الحدود والقيود يلي يحاول يمسكها بجنبها وعندها لكنّها ما تطلع من عقله ولا تترك له وقت يردّ فيه نفسه لأن إن ما صادفته الدنيا فيها شخصاً ، ما تخفّ طواريها أمامها وبعقله تكّى جسده للخلف وهو يناظر جواله يلي يرنّ بشكل متكرر ولا له خلقه هو وده بدقيقة ياخذ فيها نفس يستوعب وش جالس يصير فيه وليه أخلاقه هالفترة كلها تشبّ بسرعة ليه صاير يعصّب بسرعة لكن إستيعابه إن كل عصبيته على شيء يخصّها ويمسها وأخذ نفس من أعماقه وهو ينزل أنظاره لباطن يده لثواني بسيطة ويترك السماعة بإذنه يرد على الإتصالات يلي توصله ويتفاهم معاهم بخصوص الديوان وروحته لكن هُدّ فيه كل حيل يبونه بعد ساعات بسيطة يكون متواجد بالديوان ويتناظر ويتناقش مع كبار الشخصيات وهو لو جمّع نوم يومه وأمسه ما يتجاوز الثلاث ساعات ولو إلتفت لأعصابه وعقله هو ما بقى فيه أعصاب ما إحترقت ولا يدري كيف بيدخل الديوان بهالحال ..
دخل البيت وهو يكلّم بجواله وباله مشغول لدرجة ما إنتبه لضجة الأصوات حوله ولا كان يناظر أحد منهم ولا سمع أصواتهم وضجّتها والسرور القائم بالصالة بجنبه ما كان باله معاه أبداً وضحكت ورد بذهول : ما شافنا ؟
هزت دُرة راسها بالنفي : ولا درى عن هوا دارنا والله ، ليت الناس يتعلّمون منه دخل وقدامه ألف وحدة ووحدة بدون حجاب ولا نقاب ولا شيء ولا رفع عينه
ضحكت ملاذ لثواني : باله مشغول أكيد ما يدري
هزت وسن راسها بالنفي : كانت جارتي الله يذكرها بالخير تقول الرجّال يلي ما يرفع عينه لجموع النّساء المجتمعة عنده يلي ما يشوف قبلها ولا بعدها أحد
إبتسمت ورد بإعجاب ، وضحكت ملاذ بتمنّي : ياليت لكن ذياب هذا طبعه ما يلتفت وصدقيني مشغول الحين
قامت شدن من بينهم وهزت وسن راسها بالنفي : تعالي
ما سمعت كلام أمها إنمّا عدلت فستانها تطلع للأعلى ركض ، ورفعت نفسها تفتح باب غرفته بدون ما تدقه ورفع المخدة عن وجهه وهو يناظرها : روحي عند أمك
هزت راسها بالنفي وهي ترفع نفسها للأنوار تفتحها ، وغمّض عيونه يرجّع المخدة على رأسه وهو ما بيجادلها أبداً لأنه مهلك ، يسمعها تدور بالغرفة حوله وما يعرف هي وش تسوي لكن كان لها رأي ثاني وهي تصعد على السرير بجنبه وكان منها السكوت لثواني بسيطة لحد ما رفع المخدة عن وجهه : وش تسوين طيب ؟
مدت إيدها لإيده المتجرحة وإبتسمت بهمس : وريتها ؟
ناظرها لثواني ، وكمّلت شَدن إبتسامتها بهمس : لو وريتها بتبوس يدك تعرف ؟ أنا قلتلها تبوسني هنا
وأشّرت على خدها ، وسكن داخل ذيّاب لأنها تتكلم عن قصيد يلي يحاول بكل قوته يطلعها عن باله لأنه يبي يغفى بس ، بس غفوة تريّحه من هلاكه وتعطيه طاقة يواجه أشغاله لكن همس شَدن بعثره كله : إنت بستها وقلتلها سلامات ما كان منه الرد وهي تهلكه ، ترهقه لأن هو بالقوة يمسك نفسه ما يفكّر بشيء يخص شكلها وشخصها ما يفكرّ بملامحها ولا شعرها ولا ظهرها ولا حتى طريقة نُطقها بإسمه وهو يدري إنها تقوله بعدم إدراك منها إنما وقت ترتعب لكنّها تهلكه ، تهدّ حيله وقت تنطقه وأعلنت شدن خصامها عليه تزيد فيه عذاب ماله آخر بشرحها عن رقّتها : هي بنوتة وتخجل ، لازم إنت تبوسها بالأول
ما كان منه الرد وجات ورد يلي إبتسمت بخفيف : بتنام ؟
هز راسه بإيه ، ونزلت شدن من على السرير وهي ترمي له آخر نظرات الزعل لأنه ما يفهم شرحها ومدت ورد إيدها لشَدن يلي جات بجنبها تحاوط يدها : تبي أصحيك ؟
هز راسه بالنفي وهو بيصحى من نفسه هذا لو جاء له النوم ، وطلعت ورد تسكّر الباب خلفها وتتركه يغرق بتفكير له أولّ ماله تالي لحد ما هَلك منه حتى التفكير وقدر يغفى ، قدر يمسك زمام نفسه وشعوره لكنه ما إنتبه إنه أوجع باطن يده بمحاولاته للتماسك ومن شدّته عليه يبيّن له إن قوته عليه أقوى من الشعور يلي يحسّه ..
-
نزلت للأسفل وهي تبتسم لأمها : عند ذياب ، جالسة على سريره تسولف له بس ما سمعت سالفتهم
إبتسمت ملاذ بإرتياح مباشر : مطفّي بينام ؟
هزت راسها بإيه ، وجلست بجنب أمها المرتاحة إنه بينام ولا تدري وش أسباب أرَقه الشديد هذا : ما عنده شيء ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ودخل حاكم مع الباب يرمي السلام وسأل عن ذياب ووجوده وردّت له ورد بإنه نايم لكن سكنت ملامحها من كلامه لليّ خلف الباب : نايم يانصّار نايم الله يصلحك
إبتسم نصّار بوهقة وهو يرفع يده لجبينه : تعّبتك ياعمي
إبتسم حاكم يهز راسه بالنفي وهو لمح الخوف بملامح نصّار يلي كان يدور حول سيارة ذياب ويتحسس حرارتها لكن خوفه كان إن ذيّاب ما يرد عليه أبداً ولهالسبب جاء ، رجع نصّار أدراجه وهو من أول ما شاف حاكم بدون مقدمات رجعت خطوته وتذكر إنه صادف ورد ولا يدري كيف طاوعته حروفه يتكلم ولا يفضح نفسه يقول له إنه شاف بنته بالغلط ، دخل حاكم وتوجّهت أنظاره لورد بنته مباشرة : تعالي مكتبي
عضّت ملاذ شفايفها بهمس : ياويلك يا أُمي ياويلك !
لفت أنظارها لأمها وهي تحاول تسوي نفسها طبيعية وإنها أبداً ما توترت لأنها كانت تحس إنه بيناديها لكن ما توقعت يصيب إحساسها ، وضحكت جود : ورد أبداً مو واضح إنك متوترة روحي
عدلت نفسها وهي تتوجه لمكتب أبوها ، ودقّت الباب لكنها ما دخلت لحد ما سمعت صوته " تعالي يابنتي " وفتحت طرف الباب وهي تبتسم بخفوت : آمرني
أشّر لها تجي يمه وبالفعل دخلت تجلس بجنبه وعدل أكتافه لأنه يشاورها عن تخرجها ، عن المكان يلي ودّها تطبق فيه وما تدري ليش توترت بدون مقدمات : ليش صار السؤال الحين لسّا باقيلي كم شهر على القبول
هز راسه بإيه : لكنّك قدمتي طلبك للمستشفيات يلي تبينها وما وصلك الرد منهم للحين وأنا أقولك إتركي طبع ذياب وإن ودك تعتمدين على نفسك وإتركيني أقّدم لك بمكان أبيه وأرتاح له
هزت راسها بزين مباشرة : يلي ودك ما بقول لا ، أنا ما جيت وقلتلك عن الطلبات وقت قدّمت خفت أزعجك
هز راسه بالنفي وهو يناظرها : وإنتِ أدراهم إنك لو جيتي يميّ تركت الدنيا كلها وركّزت خاطرك وش يبي
إبتسمت مباشرة وهي تناظره لثواني وما تدري ليه طرى على بالها وقت تقديمها للجامعة بدون مقدمات ، وقت شبّكت يديها وهمست سرّا إنها تبي المجال الصحيّ وعرف حاكم إنها تتذكر هالوقت من تشبيكها ليديها : قبل هالوقت بكم سنة جلستي قدامي كذا ، قلتي أدري بك تخاف عليّ وتتوقع قلبي رهيّف ما يتحمل الدم والإصابات وكل شيء فيه ألمّ لكنيّ
إبتسمت وهي تكمل بهمس : لكنّي ورد حاكم ، ولأنيّ ورد حاكم بتحمّل كل شيء ما يضرّني وبدخل فيه مو غيره
إبتسم بهدوء وهو يهز راسه بإيه ، وقامت تقبّل رأسه : بس كذا ولهالسبب ناديتني ؟ تخفف عنيّ هم القبول ؟
هز راسه بإيه : ودك أدري بشيء ثاني ؟
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي وبمجرد ما دخلت عنده زال إرتباكها وتوترها ولا تدري وش السبب لكن هذا شيء غريب لأنها ربطت نداه لها بعد نصّار إنه عرف ولا تدري كيف عرف لكن بعينها وبعين الكل ما يخفى على أبوها الطير بسماه كيف شخص تصادف مع بنته ..
خرجت للخارج وهي تشوف رسالة من نهيّان إنه يبي ينزل وصعدت للأعلى وهي تشوفه شايل شنطته على كتفه وإبتسمت : لاعبنا ، ماشي من بدري هالمرة ؟
هز راسه بإيه ، وإستغربت توتّره لثواني : فيك شيء ؟
كان منه النفي لثواني بسيطة وما يدري ليه ما قدر ينطق لها إنما توجه لأقرب ورقة وقلم بجنبه يكتب بداخلها ، طواها بيده وهو يتركها بباطن يدّها : الساعة ستة وتسعة وخمسين دقيقة إفتحيها ، لا تفتحينها قبل أبداً
إبتسمت من توتره وهي تهز راسها بزين : ليش متوتر ؟
هز راسه بالنفي وهو وقّع عقد مع فريق أعلى من فريقه المعتاد لكن ما باحه لأحد من أهله حتى أبوه ما قدر يقول له أو حتى يشاوره هو جاه العقد وطُلبّ منه التوقيع عليه لإنهم يحتاجونه وإنه لازم يطلع علنياً لمباريات الظهور والبثّ المباشر رغم إنه ما يحبها ، ما يحب الأضواء ولا حتى الظهور ولا أي شيء آخر هو يحب يلعب كورة ، يحب يفوز وينتهي يطلع من الملعب ..
نزل أول درجة خلفها وهو يناظرها : ورد إحلفي ما تفتحينها تكفين لا أصير غبي أعطيك الورقة وبس
ضحكت وهي تهز راسها بإيه : والله العظيم ما بفتحها إبتسم برضى وهو ينزل للأسفل ، وقامت ملاذ تودّعه للخارج وإبتسم يقبّل يدها لكنّها ضمته وضحك : تكثّرين علي الأحضان هاليومين إنتبهي لا يغار حاكم ويهدّ حيلي
طلع أبوه من خلف أمه وأنظاره على جواله ونطق بجملة وحيدة : حاكم يدري بمكانه ما يغار
ناظرته ملاذ لثواني ، ورفع حواجبه يناظر نهيّان : تراهم عيالي ، من صلبي وأشباهي كيف أغار من شيءّ مني ؟
ضحك نهيّان وهو يناظر أمه : قصده ترى وقت تضميّنا تراك تضمينه لكن بطريقة ثانية ، يعيش بوذياب بس متأكد إني من أشباهك ؟ آخر مرة شيّكت فيها طلعت خيبة حياتك وخيبة المجتمع كيف يطلع من نسل حاكم الشديد واحد خفيف مثلي
ناظره حاكم لثواني : يعقب كل من قال إنك خيبة يابوك نعم الولد ونعم الرجل الله يحفظك
إبتسم وهو يناظر أبوه لثواني ، ولمح نظرات أمه يلي ما تدري ليش حز بخاطرها كلامه عن نفسه ونطق مباشرة لأبوه : آسف بس شكلي بكيّت ملاذك بالغلط أمي حبيبتي
هزت راسها بالنفي تعض شفايفها : الله يوفقك يا أمي
تنهّد لأنه عكر مزاجها فعلاً : تكفين والله ما أروح آسف
هز حاكم راسه بالنفي وهو يناظر ملاذ : روح الله يوفقك
هزت ملاذ راسها بإيه من حسّت بحاكم يقبل راسها ، وإبتسم يرتجي الضحكة من ثغر أمه : كيف تضحك لي الدنيا لو ما ضحكتي لي طيب ؟
ضحكت وهي ترفع أنظارها لحاكم يلي صابه الإعجاب من طريقة ولده وكلامه : ليتهم يتعلّمون يانهيان ، ليتهم
ضحك وهو يبعد عنهم ويأشر لأبوه إنه إنتصر عليه بحلو الكلام لدرجة تمنيّ أمه إن أبوه يتعلم منه : واحد صفر لي يافريق سجّلها
ضحك وهو ما ناظر ملاذ أبداً إنما كان منه الكلام : خفّي على العيال هم ما يرضون منك الزعل ، إمسكي حنيّتك
هزت راسها بالنفي وهي تعض شفايفها لثواني تشرح له أمنيتها : لأوّل مرة بحياتي كلها ، أحس ودي تصير لي جنحان كبر السماء ياحاكم أضمّهم تحتها ، ما يأذيهم شيء ولا يقرّبهم شيء من ذياب لنهيان ، ولورد
ناظرها لثواني وهو ودّه يعرف وش يضر عياله ، وضحكت وهي تاخذ نفس ولفّت له بهمس تشد على صدره من عرفت إنه شال هم الضرر يلي ودها تضمّهم عنه وهو ماهو موجود أصلاً إنما تعبير مجازي منها من كثر حبّها لهم : لكنّك أبوهم وهذا كل الخير لي ولهم والله
قبل لا ينطق الكلمة طلعت ورد تناظر أمها : أمي
لفت ملاذ لها ، وسكنت ملامح حاكم وهو حسّ بشيء بملامحها : شفيك !
هزت راسها بالنفي وهي تتنحنح : مريّت من جنب غرفة ذياب تويّ ، جواله ما وقف إتصالات ودقيت الباب ما
ما سمح لها حاكم تكمّل كلمتها من صعد للأعلى ركض وهو حسّ بقلبه كله يتحرّك من مكانه لأن ذيّاب أبسط صوت يصحيه مستحيل يكون نايم وجواله يدقّ جنبه وما يصحى دخل حاكم الغرفة بدون لا يدق الباب وبدون لا يفكّر يدق هو إندفاعه والرعب يلي حسّه أكبر من كل تفكير وكل إستيعاب ، سكنت ملامحه تماماً من كان جالس على طرف السرير ويديه تغطي وجهه إلا عيونه كانت تتأمل جواله يلي على الطاولة بجنبه والواضح إنه مُهلك بشكل ما يقدر يشرحه لدرجة مو جالس يستوعب جواله ورسائله وحتى الإتصالات يلي توصله إنما يتأمل بس ..
عضّت ملاذ شفايفها وهي تبعد مباشرة لأنها ما تتحمل تشوف إنه مرهق لهالقد ويقاوم بيروح لدوامه ..
شدّ حاكم على مقبض الباب وهو يناظره وما يحتاج ينطق هو قلبه تحرّك من محله من مال تفكيره لإن فيه شيء ما صحى وما يقدر يوصف بشاعة الشعور يليّ مرّ بداخله وهو بدون لا يشوف ملامح ذياب لمس إرهاقه وتعبه من أكتافه وضعف الحيل يلي لمسه منّه ، أخذ نفس وهو يحاول ما يعصّب : إرجع نام لا تروح مكان
هز راسه بالنفي وهو تو يستوعب مكانه من العالم وإنه غفى شوي وندم أشدّ الندم على هالغفوة لأنها صدّعته ما ريحته أبداً ، وسكت حاكم ما وده يجادله لكن يبيه يرحم نفسه من الأرق والهلاك وطلع منّه حرصه وحرّ جوفه على حاله بطريقة شبه غاضبة : ارحم نفسك يابوك ، ارحم نفسك !
رفع ذياب أنظاره لأبوه وهو يهز راسه بزين ، وترك حاكم الباب ينزل للأسفل ويتمتم بالإستغفار وغضبّه يبين من ملامحه ما كان فيه حاجة للسؤال لا من ملاذ ، ولا ورد ..
-
رفع المنشفة لرأسه يجفف شعره وأنظاره على الملف يلي قدامه يتأكد من أهم النقاط الموجودة فيه ودخلت ملاذ وهي تسكر التكييف يلي ما إنتبه له والواضح إنه مشغول جداً من أنامله يلي تقرأ الورق وتمرّ على بعض السطور ومن كثر إنشغاله هو ما إنتبه لدخولها ولا حسّ فيه وتكّت ملاذ على طرف الباب تنتظر منه إنتباهه ، تتأمله لثواني بسيطة هدّ فيها قلبها وحيلها كله من هدوئه ، طريقة وقوفه أمام الطاولة وإنحناء أنظاره ورأسه لناحية الورق وإيده يلي تقلّب الملفات وتمر على سطور ورقها وما تكلّمت هي من كثر جيّته الكثيرة على قلبها وعينها ودّها ترسمه ما ودها تعبر عنه بحروف ، رفع أنظاره وهو كان بيمشي لدولابه لكن توه ينتبه لوجودها وينتبه إن باب غرفته مفتوح أصلاً : سميّ
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بخفوت ، وتركت كوب القهوة يلي بيدها والمويا قدامه : جيت أتطمّن عليك
هز راسه بزين وهو يرفع إيده لجبينه : بطلع الحين
هزت راسها بزين وطلبته برجاء : أول ما تخلّص شغلك إرجع البيت ونام يا أمي الله يخليك يكفيّك هالضغط
هز راسه بزين ، وإبتسمت وهي تسكّر الباب خلفها تتركه ياخذ راحته وتوجهت مباشرة للورقة والقلم يلي بالصالة لجل لجل ما يضيع منظره من عينها ولجل تبقيّ الشعور يلي حسته من شافته حيّ برسمتها له ..
أخذ نفس من أعماقه وهو يعدل شماغه ويناظر نفسه لثواني بسيطة ، يتأكد إن ما يبيّن التعب ولا الإرهاق على ملامحه وطلع من غرفته وهو يسكر الأنوار خلفه وسكنت ملامحه من أمه يلي جالسة بالصالة لكنها مو حوله من إندماجها بورقتها والقلم ، توجه لناحيتها وهو يقبّل راسها وإبتسمت تخبيّها عنه : الله يحميك ويوفقك تحصّن
نزل لمكتب أبوه وهو يدق الباب وسمع صوت أبوه يسمح له بالدخول ، رفع حاكم أنظاره عن أوراقه وهو يشوف البشت على يد ذياب يلي نطق : بروح الديوان
ناظره لثواني ، وعضّ ذياب شفايفه : لو ودك تنصحني عن بعض أشخاصه إنت أدرى فيهم منيّ وعاشرتهم
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء : ما تحتاج نصحي ياذياب
ما كان من ذياب الرد أو التعليق إنما سكر الباب بندم على سؤاله ، وطلع يسكر باب البيت خلفه يتوجه لسيارته وهو ياخذ نفس من أعماقه وسكنت ملامحه من إستوعب إن يده بدون إدراك منه حاوطت داخل فروته وعضّ شفايفه يعدل جلسته ويحرك للديوان يبعدها عن باله وتفكيره ..
_
« بيـت تركـي »
طلعت من الحمام - الله يكرمكم - تجفف شعرها للمرة الثانية بهاليوم وهي ما غفت ولا جرّبت تغفى من بعد رجوعها من عند الصيدلية ، ما كانت لها الرحمة من عقلها أبداً ولا جرّبتها إنما تضاعف كل شيء عليها يذكّرها بكل موقف بينه وبينها ، يذكّرها بالمعرض ولهيب ظهرها وثباتها معاه يرجّع لها ذكرى موقف شوك دخل يدها بطفولتها وثباتها الأوّل معاه ، يذكرها بسكونها ببيتهم تتأملّ البنادول يلي كان منه وما تدري وش صار بقلبها وقت كان يتأملها هي وعضّت شفايفها هي ما تبي تفكر بهالطريقة ، ما تبي تفكّر إنه هو يتأملها ما تبي تفسّر منه أي شيء على هيئة إهتمام أو غيره ولا تبي تتذكر كل هلاكها من موقف الصقر وخيامهم يلي ضاعت من نفسها فيها ، ما تبي تذكر وقوفه خلفها ولا تبي تذكر يدّه يلي كانت تمرّ على يدها تنزع الصقر منها ، ما تبي تذكر كيف ضمّد يدها ولا تبي تذكر كيف هّون رعبها ولا تبي تذكر شيء آخر ، ما تبي تذكر وقوفه خلفها بالصيدلية اليوم ولا تبي تذكر شكله وقت نزل من سيارته يوقف قدام الرجال وعضّت شفايفها لأنها كل شيء تقول ما تبي تذكره هي تغرق فيه وتنهار ، تنهار بشكل ما يكون هيّن عليها.
رفعت إيدها لجبينها وصار لازم تغيّر الضماد لكن هي ما تبي تغيّره لأنه منه وعضّت شفايفها من تفكيرها هي مو بهالطبع ، هي مو بالطبع يلي يبقّي ملابس بجنبه لأنها تحاوط عطره وعطرها ولا بالطبع يلي يتمسّك بضماد لمسته يديه وكان منه أحنّ سؤال بالدنيا وقت كانت تتأمله " شدّيته ؟ " وعضّت وعضّت شفايفها لأنها لو إستمّرت على هالحال بتهلك ولا بيدّها شيء يمكن هي تبني أوهام ، يمكن هو ماهو حولها هو يتصرف من حقّ الحميّة والرجولة وعلى حسب المواقف يلي ترميها الدنيا عليهم ..
قفّلت باب غرفتها وهي من حرصها للآن ما تركت شخص يشوف ضمادها ولا ودها ، وأخذت ملابسها تترك بلوفرها على السرير وتوجهّت للكرسي تجلس بجنبه وأخذت كيس الصيدلية يلي من وقت رجوعها للآن تركته على جنب ما قوت تاخذ حتى بنادولها منه . هي رجعت تمددت على السرير ولا طلعت حتى لأهلها ، كانت تهرب من عالمها تغرق بعالمه وبالصقر يلي عجزت تطلّعه من بالها ، من فروته يلي حاوطتها وسرقت كل كيانها ومن شعورها الغريب وقت صار رمي الكلام عن توق وذياب هي جاها شعور غريب منعها حتى تنزّل فروته وما تنكر إنها نهاية الفجر وقت كانت تودّع خيله كان منها الضعف الشديد وقت طلب منها ما تنزّل فروته لكن كان منها شويّ من القوة على نفسها وشعورها لأنها ما تقدر تاخذ شيء منه معاها وتبقى طبيعية ..
رجعت شعرها المبلول للخلف وهي تفرغ الكيس قدامها لكن تغيّرت كل ملامحها من الضماد والمرهم يلي بداخله وهي متأكده زي إسمها ما أخذته هي أخذت بنادول وشيء لحرارتها بس لكن ما قرّبت الضمادات ولا مراهم الجروح ولا حتى القطن ، تغيّرت ملامحها لثواني وهي تمد إيدها للضمّاد وما تدري كيف خبّته من صوت بابها يلي يدق رغم إنها مقفّلة الباب لكن شدة حرصها أكبر من كل شيء هي ما تبي أحد يعرف عن شيء يخصّ ذياب ويخصها أبداً لو كان أبسط شيء ..
دق تركي عالباب وهو يدري إنها صاحية من إنحنى يشوف نور غرفتها من تحت الباب : لا تطولين إنزلي
ما كان منها الرد ما قوته ، ونزل تركي للأسفل وأخذت نفس من أعماقها وهي ترجع لنظراته وقت نزّل أنظاره لعيونها وما تدري كيف تلقى لنفسها درب نجاة من الغرق فيه وبكل تفصيل يصير بينهم هي تلقاها من غضبه على الشخص يلي نطق عليها بالسوء ، أو تلقاها من نظراته يلي يحاول يهديّها ويهدي إشتعالها كل ما نزل يناظرها وكيف يهوّن نظراته عليها أو تلقاها من الضماد والمرهم يلي بالكيس ويلي ما توقّعته لو واحد بالمية ولا طرى ببالها إن باقي الجرح بعقله وباقي ودّه يتطمّن عليه لكن ما طاعته حروفه هو حاول يخفف بطريقته يترك ضماد ويترك مرهم لكن ما يسوى بدونه ..
قامت تنفض أفكارها بذهول هي كيف تفكّر بهالطريقة وشغّلت المكيف من الحرارة يلي حسّتها بداخلها وظهرها وفتحت ضمادها لكن سكنت من آثار الجروح هي ما تعرف كيف تتصرف ، حاولت توزّع المرهم على الآثار وشدّت الضماد على معصمها تاخذ نفس من أعماقها وتحاول تتدارك نفسها من من طُغيان المشاعر المستحيل ومن أصواتهم يلي تمرّ من جنب غرفتها تناديها لأنها طوّلت النزول عليهم وما شافوها من أمس الفجر حتى أبوها آخر وقت كلّمته فيه وقت أرسلت إنها راجعة وبس وما تدري ليش الحين حسّت بإنقباض بقلبها ممكن السواق حكى وقال له حكاية هي ما بعد غرقت بكل تفاصيلها لكن فيها من الشعور شيء ما يقدر عظيم الحيل يتحمّله ..
جمّعت نفسها ، وملامحها وهي تاخذ نفس من أعماقها تعيد فيه توازنها وغطت يدها بالبلوفر يلي لبسته وهي تنزل للأسفل وتوجهت أنظارها لمكتب أبوها يلي تسمع منه صوته العالي والواضح إنه يهزئ أحد لكن ما تعرف مين ، جلست بجنب أمها يلي حاوطتها تسألها : وش صار لك الصباح إنتِ ليش ما كلمتيني ؟
هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس : ما صار شيء
ميّلت سلاف شفايفها لثواني : ما صار شيء بس أبوك ما بقّى بأخوانك عقل ولا بقّى كلمة ما قالها لهم ليش يقفلّون الباب عليهم ، توّه رجع من دوامه وطلع الضغط كله عليهم حتى أنا رافض إني أتدخّل فيهم
عضّت شفايفها وهي توقعت إنه راح يهاوشهم لكن ما توقعت يكون بهالقوة كلها ، توقّعت يكون عتب بسيط إن كيف هم الرجال الوحيدين بالبيت ولا يدرون عنه وسكنت ملامحها من طلع عذبي الغاضب جداً يكسر كلام أبوه ونداه كله يطلع من البيت ، قامت سلاف مباشرة تمنعه يطلع خلفه لأنها تعرف لو طلع ما بيرحمه وطلعوا تركي وفهد يتبعونه والواضح إن كان نصيبهم من الهواش أكبر من كل شيء بالدنيا ، سكنت ملامحها وهي تسمع أمها تناديها وطلعت نيّارا من المجلس الآخر وهي بالقوة كانت تمسك عذبي زوجها عن العيال لأنه صُعق وصدم وقت قال له تركي إن الرجال تجمّعوا عند البيت يحاولون يفتحونه وقصيد هي الوحيدة الصاحية بالبيت ولا تقدر تكلّم العيال لأن حضرتهم مقفلّين الباب عليهم وهذا كان سبب غضبه ليش يقفّلون الباب عليهم ..
دخلت لمكتب أبوها لكن سكنت ملامحها مباشرة من كانت أمها جالسة على طاولة المكتب قدامه وتاخذ إيده بحضنها تضغط عليها ، تحاول تخفف من تشنّجها ومن الضغط يلي حسّه ورجفت حتى نبرتها : ليش عصّبت ؟
هز راسه بالنفي ، وكمّلت سلاف تطمّنه بهمس : شوفها البنت بخير ونعمة وجاء الذيّب مثل ما تقول أنهى وجودهم وإذا على منصبه ما يصير له شيء بإذن الله أبوه بظهره وإنت بظهره وهو ذيب بدون شيء الله يحميه
هز راسه بالنفي وهو ياخذ نفس من أعماقه : ما تعرفين الدناءة يلي أنا ضدّها يا سلاف ، ما تعرفينها أنا خوفي عليه يروح بخرايطها وهو ماله دخل لأن النفوس لا شانت صعب تطيب ، سالم وعياله أنا قادر أهدّ حيلهم وهديّته وإلا ما كان جوّ لبابي ينتظروني
هزت راسها بالنفي : هو ما مسّهم بشيء صح ؟ نشف الدم بعروقها من هزّ أبوها راسه بالنفي يبرر إنه كلمهم ورجّعهم لدروبهم فقط هذا علمه ورجفت هي كيف تشرح لهم إنه بكّى ولدهم دم تركه يجرّ خطاه وراه ، كيف تقول إنه هدّ حيله كله بوسط الشارع ولا كان يهتمّ لشيء ولا لمنصب ولا لنظرات ناس وطلعت من المكتب مباشرة حتى نداء أبوها لها ما كانت تسمعه ولا تستوعبه ولا تدري وش ممكن تتصرف وتقول ..
صعدت للأعلى تسابقها دقّات قلبها المُرتعبة وإحساسها الفضيع بالذنب إنه ثار لجلها ، وإنه ترك حتى منصبه على جنب لجلها وسكنت من مال تفكيرها لإستحالة الأوهام منها ، مستحيل تكون الثورة المستحيلة يلي صارت منه ماهي من شعور ومستحيل ما يكون الضماد والمرهم من شعور وسكنت لأنها تلاقي طرف يقين يثبّت أوهامها إنها حقيقة وواقع لابُد منّه لكن واقع يرعبها ، واقع يخوّفها وياخذ من روحها بشكل ما تعرف توصفه وقبل لا يرجف كل طرف بجسدها وتتعمق بالتفكير فتحت باب غرفتها ورجّعت الثبات والتوازن لملامحها من البنات الجالسين على سريرها وتاخذهم السوالف بكل المواضيع لكن من وقت دخولها صار منهم سؤال وحيد " وش صار معاك الصباح " وهي عندها إستعداد تسولف عن كل شيء إلا الصباح وأحداث الصباح : ما صار شيء
سكرت أسيل جوالها وهي تدندن : ما تحسّون نبي نطلع ؟
هزت قصيد راسها بالنفي ، وناظرتها ملاك لثواني : فيك شيء موعاجبني إنتِ ، تعبتي صار لك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي ترفع أنظارها لملاك يلي تدور بالغرفة : لا الحمدلله ليش السؤال ؟
ميّلت ود شفايفها بعدم إعجاب لأنها تحسّ بشيء متغير ، وسكنت ملامح قصيد كلها من ملاك يلي توجهت للكنبة يلي عليها ملابسها صاحبة عطره ، ومن قامت أسيل تجلس على الكرسي يلي بأول الأدراج يلي أمامها الضماد القديم والمرهم وما تدري كيف نطقت من إرتباكها : نطلع أسيل ؟
هزت راسها بإيه وهي تجلس : نطلع ، السواق موجود
هزت راسها بزين وهي تتوجه لدولابها رغم كمية التعب يلي تحسّه لكن ما تدري ليه فضّلت الخروج بهالشكل رغم إنها متأكدة ما بيتميّز ملاك ريحة عطره بملابسها ، ولا بتفتح أسيل الدرج وتستوعب إن هالضماد كان على يدّها من ذياب لكنها إرتعبت ، عدّلت نفسها وهي تنزل معاهم للأسفل وإبتسمت من عذبي الكبير يلي كان واقف يكلّم بجواله وبمجرد ما لمح نزولها فتح يدّه يطلبها تجيه وبالفعل توجهت له تقبّل خده ، وحاوط ظهرها يقبّل رأسها ويهمس : بجلدهم لك ولا تشيلين هم
هزت راسها بالنفي بهمس : لو تكلّمهم تزعّلني والله
إبتسم وهو يهز راسه بزين ، وإبتسمت بخفوت لكن ما تدري ليه حسّت بتوتر غير معقول من حسّت بنظرات أبوها الجالس على الكنبة عليها وهي ما ودها تحسّ تحسّ بهالإحساس ، ما ودها يرجف داخلها خوف وشكّ إن صار له العلم عن يلي حصل وإن السواق تكلّم لأن وقتها ما بتقدر توقف على حيلها ولا بتقدر تخبّي إنها لأول مرة تتعب وترتفع حرارتها لكنّها تهرب عن الكل لجل ما يلمسون منها تعبها وتخبّيه أكثر من كل شيء آخر وهي كانت لو ترتفع حرارتها درجة وحدة يكون لهم العلم المباشر لأنها تحبّ الدلال بكل الأوقات وتستغل أبسط فرصة له ، لأولّ مرة ينجرح فيها شيء وما تتوجه لأبوها توريّه وتشكي له عن الجرح وكيف صار لها وتطلب منه يدللها بدل الجرح ويعوضّها عنه ، لأوّل مرة تخالف كل عادات سنينها الماضية تداري كل شيء بداخلها وقلبها وبينها وبين نفسها ما تبي أحد يعرف عنه وكل هالمدارة والحرص لأنه طرف بكل موقف وكل شيء وهي ما تبي أحد يعرف عنه ، ولا عنها معاه ..
-
« المـلعـب »
دخـل حاكم بين الجمهور وهو يجلس بمكانه ويعرف عن عقد نهيّان قبل لا يعرف عنه نهيّان نفسه أصلاً لكنه ما قال له الكلمة كان ينتظره هو يقول له ويبلغّه عن العقد ووقته وإنه تقّدم خطوة للدرب الكبير لكنه شاف ترددّ نهيّان من إنه يقول له ويبلّغه ولهالسبب ما ضغط عليه أبداً ووقت طلبه يجي المباراة وقال له الملعب ما علّق بشيء آخر إنما وافق والحين حاضر ينتظر يشوفه بينهم . ما قدر يمنع إبتسامته وشديد إفتخاره من طلع بزيّ فريقه الجديد يصفّ مع اللاعبين قدام الجمهور وما بقى بجلوسه إنما وقف على حيله لجل يشوف إنه معاه بكل شيء ، إبتسم نهيّان يلي زالت منه الرهبة بدون مقدمات من لمح أبوه قدامه بين الجموع وما قدر يمنع إبتسامته من كان يشوف إبتسامة أبوه وإفتخاره من جمّع يديه خلف ظهره وما يدري كيف يوصف الشعور يلي إرتمى بصدره وهو كان متردد يقول له عن هالخطوة وإنه وقّع عقد جديد لكن الحين هو يندم على كل ثانية ما قال له فيها على هالإفتخار والوقوف العظيم والإبتسامة يلي يشوفها منه ويلي ما تطلع منه كثير لكنّها طلعت له الحين وهذا سبب يكفيّه يبتهج شهره كله ماهو بس هاليوم وهالمباراة ..
جلس حاكم وعيونه تراقب نهيّان بالملعب ويحصّنه لكن إيده تنزل على جواله كل ثانية ينتظر مساعده بالديوان يبلّغه وش صار مع ذياب ووش نهاية إجتماعه ومع مين كان لأنه يحاول ما يقلق لكن إكتشف إن قلقه يزيد بكل دقيقة ، يخفف على نفسه بإنه ذيب يعتمد على نفسه لكن يعرف ثقل الديوان ومجالسه وإن ذيّاب مرهق يعني ما بيطلع من تحت حالتين إما تطقّ أعصابه من تعبه ويعصّب ما يدارك غضبه ، أو يبيّن عليه إرهاقه وتعبه يضيّع منطقه وكلامه ويسبب هوانه قدام الكبار وهذا شيء يحرق داخل حاكم كله « بيـت حاكـم »
دخلت ملاذ للصالة من أصواتهم العالية والصراخ الغريب يلي إعتلى بدقيقة وحدة وصفقاتهم يلي تبيّن حصول شيء عظيم وإنها بمجرد ما دخلت كانت كل نظراتهم مترقّبة لردة فعلها ، أخذت ورد نفس من أعماقها وهي صار لها النصيب الأكبر من الفرح والرجفة الأكثر من فتحت الورقة يلي تركها لها نهيّان بيدها وكان محتواها بعيد كل البعد عن توقعاتها ، كان طلب منه تفتح إحدى القنوات وتدعي له وبمجرد ما فتحتها كان هو أمامها ، ما كفّاها الصراخ وقت لمحته بين اللاعبيّن وصفته معاهم كتف بكتف يوقفون أمام جمهورهم ، لمحت شعار فريقه الجديد وعرفت إنه خطى خطوة كان متخوّف منها وأخيراً ولمست منه توتره بملامحه لكن وقت إبتسم هي إنهارت لأنها تعرف نهيّان وقت يبتسم لشيء عادي ، وتعرف وقت يبتسم لأنه شاف أعظم شخص بحياته وهذا سبب دموعها يلي عجزت توقّفها من عرفت إن أبوها معاه بالملعب وقدامه يدعمه وهالكم الهائل من المشاعر ما جاها هيّن تقدر تداريه بدون تصرخ وبدون تبكي من فرحها ، إفتخارها والسرور العظيم يلي حسّته ..
ناظرتهم ملاذ بإستغراب وهي تركت قلمها وورقتها على الكنبة يلي جنبها ، وتوجهت للطاولة يلي بوسط جلستهم تصبّ لنفسها قهوة ورفعت أنظارها لهم : وش طاري تتابعون مباراة اليوم ؟ مين ومين يلعبـ
وقبل لا ترفع أنظارها للشاشة تشوف مين كان تعليق المعلّق المجنون على إنطلاق نهيّان بالكورة وتغيّرت كل ملامحها من سمعت إسمه سهل التمييز بالنسبه لها ويلي يفزّ له قلبها من بد كل سميّ له ، صرخت ورد مباشرة من تعالت ضحكات المعلّق يكرر إسمه من قوّ الهدف ولقطته ، يلقّبه بالجنون على تحركاته وعلى الهدف المستحيل يلي صار منه وإنتهت ملاذ تغطي نصف وجهها بذهول من ضحكات ولدها ، رفعه لإيده وإنتصاره بهالهدف وإحتفاله ومن كان من المعلّق المديح المُهيب له " نهيّان يثبت وجوده من أول الدقائق ، لسان حاله يقول أنا هنا ، أنا موجود والأرض أرضي وهالملعب يشهد لي " وصفّرت ديم بإعجاب وتعالى تصفيق البنات بالمثل وحتى شدن صارت ترقص بينهم بدون مقدمات من كثر إعجابها وفخرها ومن إستوعبت إنه نهيّان حقهم .
كانت أمه تتأمله قدامها وكلها ذهول لدرجة إنها ما قدرت تجلس بمكانها ، ما قدرت تزيح يديها عن ملامحها المذهولة وما قدرت توصف حجم التضخّم يلي صار بقلبها ومشاعرها يلي ما عاد عرفت الحدود هي هلكها ذيّاب يجبرها ترسمه وما تحس وما طلعت من دوامة شعورها له رجع يرميها نهيّان بدوامة شعور ماله نهاية من الإفتخار والرّهبة ، نزلت دموعها من ضحكته وإبتسامته يعدل شورته ويرجع لمكانه وهي تضحك معاه ما تدري ليه لكنها تضحك من صدمتها ، من شعورها يلي مو راضي يوقفّ ولا يهدأ هي منهارة عليه بشكل ما تتوقع أحد بيفهمه ..
ضحكت وسن وهي تشوف ملاذ ما تحرّكت مكانها هي باقي على وقوفها ونظراتها الغارقة بدموع الإفتخار وما كانت ورد الجالسة على ذراع الكنبة أهون منها بالشعور ..
طارت الورقة يلي كانت على الكنبة من هواء المكيف يلي صار عليها ، وإنحنت تَوق تاخذها قبل لا تدخل تحت الكنب وما قدرت تقاوم فضولها لأنها لمحت طرف الرسمة لكن تّوردت ملامحها مباشرة ، لفت درة لناحيتها تاخذ الورقة منها وسكنت بإعجاب من عرفت إنها رسمة لملاذ يلي كلهم مُعجبين برسمها لكن ما عاد يشوفون رسماتها مثل أول وطفولتهم : عمتي رجعتي ترسمين ؟
توجهت ورد تبي تشوف وش الرسمة ، وسكنت ملامحها بإعجاب وهي تناظر أمها من الرعشة يلي حسّتها من منظره : توّك رسمتيه ، ذياب ؟
أخذت الورقة وهي كانت ما تبي أحد يشوفها أبداً لأن رغم إنها رسمتها بسرعة وبإبهام بأغلب تفاصيله وتعمّدته هي لجل تكون رسمته تعبّر عنه ، تكون مثل ما يناديه أبوه " الخافي البيّن " لكنّها ما ضيّعت الشعور يلي حسته وقت شافته ولا ضيّعت هيئته المُهلكة لشعورها وهي أمه كيف شخصٍ يحبه ، إنحناءه يتأمل الورق ويده يلي تمر على السطور وحتى قطرات المويا يلي كانت تنساب من شعره لأكتافه هي رسمتها ، ما رسمت ملامحه هذا شيء أكيد هي رسمت هيئته ، طريقة وقوفه ، وأكتافه وإنحناءه ويده يلي تمرّ على الورق يلي أمامه وعدلت ورد نفسها بهمس : ترسمينهم بطريقة تهلك لو ما تدرين
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم لورد وتعرف إنها تقصد ذياب وحاكم ، وطويت الرسمة تخبيها لأنها ما تبي تكون للكل يشوفها : أرسمهم بقلبي ، ماهي يدي يلي ترسمهم
لفت درّة لناحية توق بهمس ساخر : ترى شفت معاك وما إستحيت ليش إستحيتي هالقد ؟
هزت توق راسها بالنفي بهمس : إنتِ ما تستحين طيب
ضحكت درة بذهول : تراها رسمة له ماهو قدامك كذا لا تخافين ياماما ولا تستحين ما بيطلع لك من رسمته
-
« الكـوفـي »
سحب الكرسي يلي بجنبها وهو يجلس وكان شرودها ياكل كل خلايا عقله لأن صار له وقت طويل يناظرها ويناظر البنات حولها يلي متفاعلين يهرجون لكن هي تتأمل يدّها وبعالم غير عن عالمهم كله ، لهالسبب ما تحمّل يبقى بعيد هو جاء يجلس بنفس جلستهم يبي يشوف وش فيها هي ، وش مكدّر خاطرها لهالقد ورفعت نظراتها من حسّت بشخص يجلس بجنبها وإبتسمت بخفوت : أخيراً
ميّلت أسيل شفايفها بعدم رضا : قلنا ما تبين تطلعين وتبين البيت بس ما يعني إن يجي أخوك وتكلمينه وإحنا من أول ولا كأننا موجودين
جلس فهد بالكرسي الآخر يسكّتها : كملي قهوتك
كشّرت أسيل منه ، ورفعت قصيد أنظارها تدّور تدور عذبي أخوها بعيونها ، وعضّت شفايفها بهمس وهي تناظر تركي بتساؤل : زعلان عليّ عذبي ؟
هز فهد راسه بالنفي قبل تركي: زعلان إنه ما قام وما حسّ ، قاعد بسيارته تو كلمته ينزل يمّنا
هزت راسها بزين ، وميّل فهد شفايفه : ما بينزل ترى
تركت شنطتها على الكرسي وهي توقف : بروح له
ناظرها تركي وهو يمد يده لشنطتها قبل تطيح : إنتبهي هزت راسها بزين ، وتبعها بنظراته لحد ما طلعت مع الباب ، وعدل فهد جلسته وهو ياخذ قهوة قصيد : حرام القهوة تبرد إسراف
ناظره تركي لثواني : إذا رجعت تقوم تجيب لها بدالها
أشّر على عينه وهو يتقهوى وأنظاره على الباب بالمثل ، وما كانوا البنات يمّهم لأنهم جالسين على طرف الطاولة البعيد بجنب قصيد والبنات بالطرف الثاني منها ..
-
فتحت باب سيارته وهي تركب بجنبه ، وإبتسم بخفوت يسكر جواله ويناظرها : خاف عليك تركي إنتِ ؟
هزت راسها بإيه وهي تبتسم : هاوشك تركي إنت ؟
تنهّد من أعماقه وهو يعض شفايفه لأن قبل لا يهاوشه أبوه هو صابه من الخوف والإحتراق شيء ما يقدر يشرحه ولا يوصفه من حسّ إن كان ممكن يصير شيء سيء لأخته وهو على مسافة باب منها لكن ما يدري عن هالشيء وإحتراقه الأكثر كان من عرف إن أبوه إتصل عليهم كلهم لكن ما لقى منهم جواب وترك الموضوع غصباً عليه على ذياب ، إبتسمت وهي تمد يدها ليدّه من حسّت آنه يغضب ، ويزعل ، وتتخالط عليه المشاعر بشكل ما يقدر يبوحه : تعال معي ، نترك الأمس والصباح وكله
هز راسه بالنفي لأن أبوه زعلان أشدّ الزعل منه ويدري بغلطه إنه تركه ينادي خلفه وطلع ولف جواله لأخته يوريها إن أبوه مو جالس يرد عليه وميّلت قصيد شفايفها بهمس : تليّنه أُمي وإنت ترجع تبوس راسه ويرضى
تنهّد من أعماقه وهو يرفع إيده لشعره : كيف يرضى ببوسة رأس وأنا هزيّت فيه عالمه تركته يتخبّط قوليلي
هزت راسها بالنفي بهمس وهي تكره خوف أبوها ، تكره حاله يلي يختلف بشكل شديد ما يداريه إلا أمها وعضّت شفايفها بهمس : ما كان يحتاج يخاف ، ما خاف بالحيل
ضحك عذبي وهو يناظرها وتنهّد لأن يحرقه كونه ما قدر يكون متواجد وقت أبوه كان يحتاجه : ما خاف بالحيل ؟
تكّت للخلف وهي تهز راسها بالنفي ، وضحك عذبي لإنها تحاول تخفف عنه لكن هو ما يخفف عنه شيء وهو أدرى من قصيد ومن بقيّتهم بحكايات أبوه مع القلق والتخبّط والشكوك يلي ترعبه بكل مرة يفكّر فيها وعضّت قصيد شفايفها تحاول تخفف عليه : إنتهى الموضوع لا تفكر
هز راسه بالنفي : ما إنتهى الموضوع تخيّلي معي لو ما كان ذيّاب يمّه ، تخيلي معي إنه كان على وشك يدخل إجتماع ويعرف إنك لحالك وهم عند البيت ولا يقدر يسوي شيء ! هزت راسها بالنفي وهي ما ودها تتخيّل أبداً ، وعض شفايفه بندم : لو ما كان ذيّاب يمه كان بيضطر يجي بنفسه ، يخسر إسمه وسمعته بالوزارة ويهون لجلك لكن ما يهون عليّ إنه يخسره لأنه وقت إحتاج ما لقى ولده يمّه ، ما لقى ولد ولا رجال يضمن البيت عندهم
ما نطقت الكلمة وهي تتأمل باطن يدها وتعرف حساسية عذبي أخوها الشديده ورعبه الدائم من إنه يخيّب ظن أبوه أو ما يكون يمّه وقت يحتاجه ، وعدل عذبي نفسه وهو يتمنى تكون خفّت عصبية أبوه : برجع البيت
هزت راسها بزين : برجع معاك ، بس بقول لتـ
قبل تكمّل دخل تركي بالخلف ، وبالمثل فهد يلي مد لها شنطتها وناظرتهم لثواني : البنات بيجلسون ؟
هز فهد راسه بإيه : بيجلسون وقلنا لهم إنتِ معانا
هزت راسها بزين وهي تلف أنظارها لهم ، وهُلكت من قلّ نومها بشكل ما تقدر تشرحه لهم ولا تدري وش الحل والنهاية معاه ومتى بيكون لها نصيب من أريَح النوم وأحلاه بدون لا تصحى وتنام على طيفه وهواجيس ما تنتهي من شدّتها ووقعها عليها شعورياً وعقلياً ..
نزل عذبي يسبقهم من شاف أبوه داخل بيت الشعر ، وسكر فهد السيارة ونزلت قصيد تتوجه لجنب تركي يلي هي متأكدة إنه يعرف بشيء لكن ساكت : لا تسكت
هز راسه بالنفي وهو يدخلها تحت ذراعه : وقت تنامين ، وتصحين وإنتِ بخير ومعانا ماهو بعالم ثاني ما بسكت
إبتسمت وهي تنزل طرحتها على أكتافها ، ومد إيده لخدها : تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وقبّل خدها وهو يبتعد لبيت الشعر ودخلت هي للبيت ولغرفتها مباشرة قبل لا تلقى أمها أو عمّاتها ..
_
« الديـوان »
دخـل وهو يضم بشته تحت ذراعه وتوجه للأشخاص الواقفين أمامه يصافحهم قبل يتوجه لقاعة الإجتماع الرئيسي ، هز راسه بإيه وهو يبتسم بهدوء يشد على يد الشخص يلي أمامه : ماعليك زود الله يطوّل بعمرك
وقف شخص بجنبه ، وما إلتفت ذيّاب وهو عرف إنه بن مساعد من أول وقوفه ، ومن مد إيده يصافح يلي أمامهم وما لفّ لناحيته أبداً إنما كمّل كلامه : نبدأ ؟
أشّر له يلي أمامه يدخل لقاعة الإجتماعات : بسم الله
دخل ذياب وهو يشد على بشته ، ودخل بجنبه بن مساعد يلي ترُسم بثغره إبتسامة نصر وهمَس : حتى المستشار عرف إن وزن الديوان ثقيل ما تتحمله لحالك
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...