_
« بيـت تـركـي ، قبـل الفجـر »
هي تدري إن تمام عافيته يعني إنّه يرجع يكون لوحده لموعد الزواج ، تدري إن الأمور متوقفة على صحوة نصار يلي سمعت إستهلالهم فيها لكن قلبها ما كان مطمئن ، ولا قرّب منه الإطمئنان لو شوي لأن ذياب ما يرد ، ولأنها شافت تفكير أبوها بعد العشاء وتدري إن الأكيد ذياب شاغل باله مو أحد آخر ووقفت تتوجه جنب الشباك تفكّر بأيامها الماضية يلي مرّت بإنشغاله أكثر شيء وهي ما تعاتب ولا تخاصم هي تحاول تعينه بس ، تفكّر بالأسرار بينها وبينه ، بكثير حبّه وصمته مع ذلك وعضّت شفايفها لثواني لأن شخصيته تخالط عجيب من طويل الصمت ، والحب ، والأفعال أكثر من الكلام وكلّ ركن بجسدها شاهد على ذلك : متى ما تخبي ما أعرف
دخلت سلاف يلي تمشي على مهلها : أبوك ما شافني الحمدلله ! تتهربين مني اليوم يعني ما أصيدج ؟
إبتسمت قصيد لثواني ، وضحكت سلاف بذهول من تورّد ملامح بنتها من الخجل ومن الوشاح يلي تضمّه على جسدها وعنقها : يا أمي وش صاير ببنتي ! حكيّني بسرعة
هزت قصيد راسها بالنفي ، وضحكت سلاف تجلس عالسرير : بتقولين لي ولا شيء ، وبصدّقك أنا لأني ما شفتك وما شفت شيء طبعاً والأهم ما شفت ذياب ونظراته هذا شيء أكيد ما أشوف ضحكت قصيد بذهول من عضّت أمها أصباعها من كثر حبّها المجنون : ما أتحمّلك ما شفتي عينه يوم فهد يكلّمك ؟ جزى صبره الجنّة وده يأكلك بعينه والله
ضحكت قصيد بذهول تناظر أمها يلي شهقت من آثار عنقها يلي لمحتها بالصريح مو مثل ما توقّعت : قصيد !
كان على دخول تركي يلي بتر الحروف كلها ورفع حاجبه : تشهقين على وش ؟
ضاعت قصيد بالخجل مباشرة ، بالإحراج الشديد لأن ملامح أمها تفضحها ولأن دخول أبوها مرعب ورددّ كلمته : سلاف !
عضّت شفايفها لثواني : تركي لا تخرّب علي لو سمحت
ناظرها لثواني بذهول : الحين توك تقولين لي حرام قصيد تعبت اليوم من الناس والضيوف وأخوانها والبنات وما إرتاحت وآخر شيء جاية عندها وتشهقين ؟ ما كنتي نايمة
هزت قصيد راسها بإيه تتوجه لجنب السرير ، تشرب من مويتها : تمثلين النوم ماما كمان ؟ عيب
كشّرت سلاف مباشرة لكنها نطقت بتهديد : عيب ؟
شرقت قصيد بدون مقدمات لأنها تعرف أمها ما تخجل ، وتقول بالصريح كل شيء والأكيد بتجيب الأوّلي والتالي وضحكت سلاف : بسم الله عليك يا ماما ، بسم الله عليك
عضّ تركي شفايفه لثواني : إشربي وإنت جالسة ، إضربيها
ضحكت سلاف بذهول من كان بيسكر الباب : بتخلّيني ؟
كانت نظرته كافية لكنه نطق : البنت تكح للحين !
ضحكت سلاف تركض لقصيد تضرب على ظهرها ، وسكّر تركي الباب خلفه لكن سلاف إبتسمت : تدرين فهد اليوم كله يتحلطم وش يقول ؟ يقول أكيد قصيد تخاف منه ما تبيه بنروح نخلعه كلنا وأنا أدرى بمصلحتها !
ضحكت تهز راسها بالنفي ، وإبتسمت سلاف بجدّية : سولفي لي الآن ، مو عن حبّه ولا شيء كله شايفته بعينه وتصرفاته معك ومبيّن ، كيف الوضع معاك إنتِ؟
هزت قصيد راسها بالنفي تغيّر الموضوع : كيف الوضع معاك إنتِ ؟ وحشتك مرة ؟
ناظرتها سلاف بخصام ، وضحكت قصيد ودها تصرخ حبه أو تتوقعه باين عليها أساساً وواضح وضوح الشّمس ، ودها تشرح سرورها بكل مرة تشوفه يضحك ، وبكل مرة تستقر يدّه على ظهرها بدون لا يحط إعتبار لأحد والأهم ، إنها هي لوحدها تعرف خوافي روحه ، وهي لوحدها تعرف حبّه ، وهي لوحدها تعرف جرائته يلي توقف عند حدود خجلها هي وإلا هو ما عنده حدود ، هو نطق لها " حدودي إنتِ " ومن وقتها وهي ما تثبّت شيء : ماما
ضحكت سلاف بذهول : عيوني بس يمّه الحب يسوي كذا ؟ لهالدرجة طاغي الذيب يعني سرحتي وما نطقتي إلا ماما ؟
ما إستوعبت لوهلة ، وضحكت سلاف تشدّ على يدها : الله يديمه لك يا ماما .. ويديمك له لأنك عيونه وكلنا شايفين وتصدقين ؟ أبوك يقول لي اليوم ، يقول أول يتعجّبون من ذياب ، راعي بل وهو صغير وبالبر مع جدّه طول وقته ولا يجي الرياض إلا قليل وإن شلون وكيف يصير هالضدّ كله لدرجة واحد من الرجال قال لنهيّان ، دام الولد علومه بر وبل وطيور ودنيا عصيّة ، لا تزوّجه إلا بنت بر مثله
ضحكت سلاف لأن بانت على قصيد الغيرة : وأبوك توّه يستوعب إن نهيّان كان عنده بعد نظر ويدري قلب ذياب وينه من وقتها ، من وقت قال ذياب يحب الشتاء ، والثلج
سكنت ملامح قصيد بعدم فهم : كيف يعني ؟
إبتسمت سلاف : قولي لذياب ، تنزل على الصحراء ثلوج ؟
ضحكت قصيد لأن أمها تعرف خافي روحها وداخلها ، وعضّت شفايفها لثواني بهمس : يحب الشتاء والثلج ؟ أعرف الشتاء بس الثلج من متى ما قال لي ولا أعرف
توجهت لجوالها تشوف إنه ما ردّ على رسالتها للآن ، وعضّت شفايفها ترسل مرة ثانية إسمه فقط وتوجهت جنب الشباك تنتظر ردّه لكن ما طال إنتظارها من رنّ جوالها بإسمه : ذيـاب
ضغط على عيونه من الوجع : عونك ذياب ، أبوي
سكنت ملامحها من صوته : صار شيء ذياب ؟
هز راسه بالنفي بدون ما يجاوبها : إنتِ بك شيء ؟
ضحكت بتعجّب : لا تردّ سؤالي بدون ما تجاوبني ، ذياب
إبتسم لأنه يبي ضحكتها ما يمزح ، وضغط على عيونه : ما صار ، ما نمتي للحين وش مسهّرك ؟
رفعت أكتافها : بالبيت إنت ؟ ما أحس
هز راسه بالنفي يمشي للخارج : رايح البيت الحين
ما حسّت بالإرتياح ، ونطق أسامة يفتح له الباب : تفضل طال عمرك
سكنت ملامحها : أسامة بيسوق ؟ ليش مو إنت ؟
ما كان منه الجواب ، وعضّت شفايفها بعدم إرتياح : يصير تصلي الفجر بمسجدنا ؟
ضحك لأنها تلفّها عليه ، تبيه يجي وتشوفه ولفّها بالمثل : أنا بصلي بمسجدنا إيه ، إنتِ وينك عنّا ؟
ما يُغلب ، وكشّرت لأنه ما يُغلب " مسجدنا " هو مسجد حيّ بيتهم هذا اللفظ عنده ، لكن المسجد يلي بحيّ بيت تركي ما يعتبر يخصّه : براحتك الله يتقبل
أعلنت الخصام يدري بهالشيء لكن ما ودّه يروح لها وهو ما يشوفها : نامي وإن بغيتي شيء كلميني
سكّر يأشر لأسامة الواقف بالخارج يركب ، يسوق وبالفعل ركب بجنبه أم نصّار صارت عنده وهو ما عاد له جلسة لكنه بيرجع له ، وعضّ شفايفه من ما كانت منها رسالة لدقائق ، ما كانت لحدّ ما وصل قريب بيته هُزّ جواله يدري إنها رسالة منها ، ويدري إنها زعلت يرفع يده لعيونه بهمس : يارب ..
ناظره أسامة لثواني بتردد : أشوف من مين ؟
_
ما تحرّكت من جنب الشباك تدري ومتأكدة إن فيه شيء وإلا ما كان أسامة يسوق ، تدري وصار ينهشها الخوف من معرفتها وسكّرت جوالها بعد ما رسلت له " ما بقولك ولا شيء " وإنه ما شافها بشكل وتّرها : مو معقول
شُدّ نبضها بلحظة من كان نور السيارة يلي صار بالخارج يبيّن لها إنه جاء ، متأكدة إنه جاء بشكل ما تركها حتى تثبّت خطوتها إنما شدّت وشاحها مباشرة تخرج من غرفتها للأسفل ركض ، فتحت البوابة الداخلية ، وسكن قلبها كله لأنه دخل مع البوابة الخارجية المفتوحة لكنه ساكن ، وساكت : ذياب !
شدّ ضرب عيونه للمرة الثانية بهاللحظة من صوتها بشكل تركه يغمّض ما يتحامل عليها ، من نبرتها يلي بيّنت كل خوفها مشيت خطوته لها لكنها وقّفت له دنيته من توجهت لها ركض تضمّه من هلعها ، من رعبها يلي طغى بشكل مستحيل عرفت إن عيونه توجعه ، وإنه ما يشوفها : ذيـابي شلون !
ضحك شلون يقول لها من خوفه ، أو يمكن ما توقّع ردة هالفعل منها راح من عندها وهو بكامل عافيته والحين رجع لها ما فيه حيل الكلام حتى : شلون ؟ ما به شيء
ضحكت لثواني تشدّ يده : وأصدّق ما به شيء الحين ؟
هز راسه بإيه ، وعضّت شفايفها إمتلت عيونها دموع لأنها ما توقّعت ، وخاصمته نبرتها بدون قصد : ما كنت بتجي ؟ بتخبّي عني وما بتقول كمان يعني ؟
هز راسه بالنفي : وما تدرين إنتِ ؟ دريتي !
هزت راسها بالنفي : ما يكفي أدري ، لازم تقول لي ذياب
هز راسه بإيه ورغم إنه ما يشوفها إلا إنه ما ضيّع مكان يده الدائم بكل مرة تقابله ، على خدها : والحين تم ؟ أروح ؟
هزت راسها بالنفي لأنها تزعل ، ويدري إنها تزعل ويزعل قلبها عليه ، وعلى عيونه وعليها هي إنها ما بتكون معاه وعضّت شفايفها : أروح معاك ؟
هز راسه بالنفي ، ونطقت مباشرة : تجلس عندي طيب؟
ضحك لأن ودها تقنعه ، ودّها ما يروح عنها ولا تروح هي عنه لكنها بتشقى هو صدره مليان ، وعقله بمجرد ما يختلي بنفسه بيقتله وبينهشه وعيونه ما تطيعه ويكفيّها هي تعبت معه ، وهي عاشت شعور أكبر منها معه وهو آخر خروج لهم من بيتهم أكّد لها يلي أكّده أوّل مرة وقت لمحها وأخذها كلها بطاغي شعوره ، أكّد لها إن صبره على بُعدها قليل وإنّ لو حصل وإضطرّت وإضطرّ تكون معاه من جديد ببيته هو ما بيتمنّع ولا بيصبر مثل هالمرّة لأنه يذكر بالتمام وش حصل بينهم يذكر طاغي لهفته ، ويذكر جامح رغبته ، ويذكر كل تصرّف منه يلي يوقف على دلالها هي فقط كان يكرر لها إنّ هي حدوده ، هي حدوده وقت قبّلت كتفه خوف هو عرف حدّه يلي تركه ينطق بملء صبره " أبي دلالك لي .. ماهو عليّ " بمعنى حتى خوف الدلال يكون له ما يردّه أو يصير عليه وضدّه ، شدّت يده ودها يجاوبها وهلكت له كل قلبه تجبره ينطق : ما تروحين معي ، ولا أقعد عندك لأن
شدّت يده ما تبيه يكمّل وتستقصد تألمه ، وضحك لأنه ما يحسّها : طيب به أحد حولنا الحين ؟ ما أشوف تدريـ
ضربت صدره تترك يدّه ، وضحك لأنها بعدت : بنت هزت راسها بالنفي لأنها تشوف إرهاقه بملامحه ولا يبيها تشاركه وتدري إن عيونه تألمه ولا يبيها تعينه : لا !
ضحك بتعب الدنيا كلها : قصيد ! ما جيت لك الحين ؟
ودّها تعصب ، ودها تخاصمه بغضب له أول ماله تالي وهمست رغم إنّ ما كان ودها بالكلام : جيت وبتمشي
هز راسه بإيه وهي تقتل حيله بهالخصام تبي تكون جنبه ، وتبي ما تفارقه لكن هو إكتفى من تمنّعه ومن الكلام يلي يمسّها قبله وما خفى عليه همس جدها خالد لها وإن ما شكت له وما يدري عن صراع داخلها الحالي لأن أطباعها تشدّ عليه وهي تعرف طبعه " حارّ " يمكن يتحمل هالتخبط مرّة ومرتين لكن مو أكثر : شوفي درب
قطع صمت سكونها بهالكلمة وقبل يتراجع هي نطقت مباشرة : بيت الشعر مافيه أحد
يناسبه ، أكثر من أي مناسب بالدنيا وهز راسه بإيه يتوجه لبيت الشعر معاها بالفعل دخل قبلها ، وجلس وهو ما ودّه يجلس " بالمعنى الحرفي " لأنه وهو شادّ حيله ما يحس التعب ، لكن وقت يجلس يحس إن صار وقت راحته وهو ما له راحة : تعالي يمي ما بقى عالآذان وقت
جلست بجنبه لكن بينهم المركى يلي مدّ يده هو يبعده رغم إنه ما يشوفه ، وعدلّت جلستها تقابله لكنه ضحك : لا تلعبين علي الحين وأقربي ! ما أشوف بس أدري بك
هزت راسها بالنفي : ليش ما حطيت الشاش على عيونك ؟ لما شغّلت النور الأبيض تألمت على طول
هز راسه بالنفي : ماله لزوم ولا حاجة ، قصيد أقربي
عضّت شفايفها تسأل من جديد : متى صار وكيف صار ؟ لما مشيت من عندنا العشاء ؟ مشيت بدون ما تقولي
هز راسه بإيه ، وترددّت : عشان نصّار ؟ يعني لأن
هز راسه بإيه يتنهدّ : ما دريت بالعلم كامل ، والشاش ما حطيّته لأن نصّار ماهو ناقص يدري بشيءّ يقهره ولا أحتاجه ولاني متأذّي ، الأمور طيبة يا قصيد
ترددت لثواني تقرب منه ، ومدّ يدّه عشان ما تتراجع وتبعد عنه لكنه نطق : وش هالصوت ؟
ما تسمع شيء ، وسكنت ملامحها من كان صوت فعلاً عند باب بيت الشعر : ميـن ؟
رنّ جوال ذياب يطلعه من جيبه ، وإختفى الصوت يلي كان حول الباب لكن قصيد نطقت بتردد : محمد يتصل
عضّ شفايفه لثواني داخله ميّت من اللهفة على حلاله لكنه ما رد إنما قفّل يترك جواله بجيبه ، ميّت كله من اللهفة ويمكن هالمرة أكثر مرة يغيب فيها بهالشكل عن الخيام ومقصد الغيبة بإنه ما ينام هناك ، ولا يسيّر كثير ووقت يروح ما يطوّل وصايرة أكثر روحاته من بعيد لبعيد وفزتّ من تكرر الصوت جنب الباب للمرة الثانية : بشوف مين
وقفت قبل ينطق هو ، ورجّع جسده للخلف ما يدري كيف سرقته أفكاره تجاه الخيام والأكيد بيّنت عليه ..
مسح على ملامحه من سكونها ، من صمتها وإن ما عاد لها صوت من فتحت الباب : قصيد ؟ كان الشبل واقف بكل " شجاعة " قدام الباب كأنه يهددّها ، كأنه أسد وهو بالحقيقة صغير لدرجة المفروض ما تخوّف لكنها تخوفها هي لأنها حاولت تسكر الباب مرة ثانية لكنه قربّ منها ووقف بمحله كأنه يهددّ ، كأن عباطة فهد كلها قدامها وسكن قلبها من لمحت فهد عند باب البيت الواضح إنه طلع يدّوره لكن وقت لمحها ، والأكيد لمح جزمة ذياب يلي عند الباب هو رفع يدّه يأشر بالتهديد لها بشكل مفجع وشهقت ترجع خطوتها للخلف من لمسها الشبل بجسده بقدمها ما كان لفهد وجود عند الباب ، ووقف ذياب من شهقتها : بنـت
هزت راسها بالنفي : مافي شيء ، الشبل حق فهد بس
حتى لو ما قالت توترها كان مبيّن ، وحسّه ذياب عند أقدامه ينحني له بيدّه : وفهد موجود وإلا ماهو موجود ؟
هزت راسها بالنفي : لا ، دخل البيت فهد ما جاء
هز راسه بإيه يرجع لجلوسه والشبل بحضنه : أزين له
رفعت حاجبها بإستغراب ، وتوجهت لجنبه من نطق بإستغراب : وإنتِ للحين تخافينهم ؟
هزت راسها بالنفي لكنها ما تدري شعورها الفعلي للشبل وش يكون هي تخاف منه ؟ لا ما تخاف لكن ما تحب يلمسها ، ولا تحب تلمسه إلا بوجود ذياب : مدري .. ليش سرحت بعد ما إتصل محمد ؟ ببالك شيء ؟
ضحك يهز راسه بالنفي ويده تداعب الشبل : مرّني شوق
سكنت ملامحها مباشرة ما إستوعبت : لمين ؟
لوهلة هو ما إستوعب نبرتها ، وعضّت شفايفها لثواني لكنه نطق حتى وإن تأخّر وما وده ينطق : لحلالي ، والخيام
هزت راسها بالنفي تذكّره بوعده : بس وعدتني ، لو بتروح بروح معاك ما بتروح لوحدك وبشوف كل شيء معاك
هز راسه بإيه : ما قربتي للحين ياقصيد
هزت راسها بإيه : أحس ما ودي ، ومعاك الشبل يكفي
ضحك بذهول ، وإبتسمت لأنها تستعبط على مزاجه مثله هو بالضبط وتبيه بس يبتسم ، بس يضحك أول وتوجهت لجنبه ، لمكانها الدائم أقرب له من كل شيء ويدّه تحاوط ظهرها كالعادة : كل الأمور طيبة ذياب ؟ كلها ؟
هز راسه بإيه يأكد كلامه : كل الأمور طيبة وبخير وماعليها خلاف ، إنتِ بخير .. وأنا بخير ما عليّ .. والدنيا بخير
إبتسمت تتأمّل الشبل لثواني ، وتذكّرت تساؤل أمها عن الصحراء والثلج وما تدري وقته ، أو مو وقته لكنها نطقته بدون مقدمات : تنزل على الصحراء ثلوج ذياب ؟
سكن قلبه لثواني ، وبنفس الوقت تراجع لبالها تساؤل آخر وهي وقت تفتح باب للتساؤلات ما تكتفي : جاوبني
هز راسه بالنفي : إنتِ جاوبيني .. تنزل وإلا ما تنزل ؟
هزت راسها بالنفي : كنت بقول تنزل لكن جاء ببالي إن دايماً الهجير ما يعرف أنفاس البراد وأحسه صح أكثر من إن الصحراء يجيها ثلج ، أحسه منطقي أكثر صح ؟
ضحك يهز راسه بالنفي بيحتفظ بهالجواب بقلبه لكنها مقنعة بحجّتها : هذا كلام الشاعر مو كلامك
هزت راسها بإيه : أنا قصيد الشاعر طيب ، يعني كلامي
هز راسه بإيه تعجبه ، وإبتسمت لأنه يحاورها ، ويكلّمها وتكّت على كتفه مهما حاولت تفهّمه إنّ جيته لها كبيرة ما بتقدر ، ومهما حاولت تشرح بالكلام ما تقدر مع ذياب الصمت أبلغ من الكلام ومدّت يدها مع يده للشبّل للمرة الثانية ، يكون الشبل بحضنه ، وتكون يدّها هي معاه وما تخاف ، ما يمرّها خوف وإنتبهت إنه يسرح بأفكاره ، إنتبهت إنه يفكّر ورغم كل الكلام هي ما وصلت لخافي قلبه وروحه : ذيـاب
لفّ بإتجاهها ما يشوفها لكنه متعب ، وتعب من تفكيره والتمنّع يلي يوماً ما بيسطّر نهايته هي مستراحه ، وهي ضحكته ومع ذلك باقي ما كملت له على الشكل يلي يبيه هو ، يلي يرضاه هو وما يوقف الخجل ولا الدلال ولا الخوف حاجز بينهم ولا حتى أفكاره توقف بينهم ما ردّ نداها حروف ، ردّ تعب يومه كله وشوقه كلّه بالليّ تعود عليه ، يقبّلها بقرب " ناقص " منها لكنّه بالدنيا عنده لأن نهايته يستريح دائماً على نبض عنقها ، على هالمكان بالذات تُسطرّ راحته يلي فُضّت تماماً من رن جواله يعرف المتصل ، وسكن داخل قصيد لأنه كان ودّه يرتاح لكنه تنحنح ، شدّ حيله وردّ كالعادة : ذيـاب
هلك لها قلبها لأنه مستمع ولأن بروز الإنتفاخات تحت عيونه صار أشدّ من تعبه وألمه بالوقت ذاته ، قفّلها لأن الألم مهلك فعلاً ومسحت على ظهره تحاول تقويّه ، تحاول تشدّ حيله ما تدري مين المكالمة يلي بالطرف الآخر لكن تدري إنه هم جديد على قلبه من نطق " يصير خير " ، عضّت شفايفها لثواني : الأمور طيبة ؟
هز راسه بإيه : طيبة ، غصبٍ عليها مو برضاها طيبة
إبتسمت ، ورفعت طرف حاجبها من لمحت إنه دخل الواتس " تلقائياً " وكان على محادثة حيّرت لها قلبها ، محادثة محتويات رسائلها رقم جوال ، وموقع بيت ، ورسالة أخرى " بيت عمك عناد طال عمرك " وشتت نظرها لبعيد من تنحنح أول ما أذن : حقّ الله أكبر ..
_
« المستشـفى ، العصـر »
وقف أسامة جنب ذياب مرّت أسبوعين أصعب من الجحيم نفسه لأنه يقابل نصّار ، ولأنه يحسسّ نصار بإن مافيه ولا سيء بالدنيا ويردّ عنه كل خبر ممكن يأرّقه ، كل حادثة ممكن تزعجه يردّها عنه حتى موضوع عيونه يلي تُضغط وتفكّ للحظات فقط يردّها وأسامة يشوف ، ويحسّ الوضع ، وساكت تماماً لكنه يحترق على ذياب يلي جبال الدنيا كلها فوق كتفه لكنه ما يشتكي ، أسامة معاه بكل صغيرة وكبيرة ويشوف إجتماعاته مع سموّه وعودة شغله مثل ما كان أوّل لكن بفرق واحد ، ما عادت له نومة بأي قصر هو ينام بقصره هو ، ببيته هو ولأنه تمّكن وصار ووصل ما عاد للحكم الأولي والإختبارات الأوّلية داعي ..
أخذ نفس وضغط عيونه مستمر للآن بكل لحظة يُضغط فيها ، أو يتوتر فيها تقفّل عيونه عن الدنيا وما تتحمل تشوفها ، وزادت رعشة يده بشكل ملحوظ لأن حدّه اليومي فعلياً بشغله يوقع ١٠ أوراق ما ترتعش يده ، ثم بعد ذلك يتلاشى عزمه ويرتجف توقيعه وهالشيء ما حسب حسابه ، ولا شافه قدامه لكنه يتحامل عليه : طلع نصّار ؟
هز أسامه راسه بإيه بتردد : معاه أبوه جايين طال عمرك متى بتقول له ؟ إسبوعين مرّت بفضل الله لأنه بالمستشفى والمكان واحد وإنت حفظته لكن الحين شلون ؟
سكت ذياب بدون لا يتكلّم وهو لقى نصار بوعيه ومو بوعيه ، سمع حروفه بالوعي وباللّاوعي وقت يهلوس وكل هلاوسه توضح إحتراق قلبه على أشياء كثير والأكيد ما بيحرقه ويقول له إن وضعه هو من سيء لأكثر ، وإنه كل ما حسّ رجعت عافيته بالتمام رُجع ضرب بكل قوته بعينه ، وبيمينه يلي الكل يعرف شدّتها : ماعليك
هز أسامة راسه بإيه يوجه نظره للممر ، وسكنت ملامحه من الجاي من الطرف الآخر : طال عمرك أبوك جاء
ما تكلّم ذياب بكلمة وهو كل وقت تزيد إحتراقاته من أبوه أكثر ، من درى إنه للآن يدّور خلفه ما يسأله هو ، ومن الصمت الطويل بينهم يجي غريب ، ويروح غريب والأكثر إن أبوه يتجنّب حتى يشوفه بشكل مُحرق صح ذياب ما يشوفه ، لكنه يحسّه ويحس إن الجاي من صعوبته " مفترق طرق " بعلاقته هو وأبوه وصدح صوت عالي بالممر بدون مقدمات : وينـه الكلب ! ويـنه !
ما كانت من ذياب ردة فعل تذكر لأنه ما يشوف ، لكن يحس إنه المقصود : أسامـة
بردت ملامح حاكم بلحظة لأن كانت من أسامة حركة لسماعته ، حركة وحدة أعدمت حركة الشخص القادم كلّه من صاروا إثنين حوله كبّلوه يبعدونه وسكنت ملامح حاكم : قاصدك هو ؟
هز راسه بإيه ببرود العالمين تجاه هالشخص ، ورفع نصّار طرف حاجبه لكنه مبتسم ، وفخور بصاحبه : وش المسرحية يلي إنتهت قبل تبدأ ؟ عز الله يعزّك
ضحك أسامة ، وإبتسم ذياب فقط بشكل كان يرعب حاكم هو أكثر من يعرف هالتصرفات ، وأكثر من يعرف القسوة وش عواقبها وإنّ ما همه هو يستخدم سلطته وبس هالشيء بيرجّعهم لنقطة الصفر ، لأول شيء ..
شدّ أبونصّار على كتف نصّار بحسرة العالمين كلها : عاد الحين تطمّنا عليك ، وتأكدنا إنك طيّب وبخير وبعهدة أهلك وإنت تدري لو ماكان ضروري ما تركت الرياض يوم
إبتسم نصّار : تخاف علي وعندي ذياب ؟ تسمعه ذياب ؟
ضحك أبونصّار يهز راسه بإيه : وحنّا راضين نخليك بالرياض لأن فيها ذياب وإلا ما تركناك ، توصي شيء يابوك ؟
هز راسه بالنفي يقبّل يد أبوه من إنحنى يحضنه ، وهلّت دموع أبونصّار على كتف نصّار لآخر رمق يودعونه لأنهم ماشيين رغم إنها كم يوم ويرجعون لكنها مثل الجمر بصدره وصدر أم نصّار يلي لها إسبوع يودّعها وما تكتفي ورقّ قلب نصار من بكى أبوه : كلها كم يوم وترجعون ، وأنا طيّب والله العظيم وبخير لا تفكرون بي
هز أبونصّار راسه بإيه وهو قد غرق بدموعه : الله يحفظك ، أستودعتك الله يابوك .. أستودعتكم الله
توجّه يسلم على ذياب يلي يشدّ عزمه ، ونطق أبونصّار بشكل يسمعه حاكم : أخوك أمانة عندك يا ذياب ..
دخل نهيّان بيودّع أبونصّار وبيتطمّن على نصار لأنه يدري اليوم يوم خروجه من المستشفى ، نصّار يلي يوجه نظره لكل الجهات ، إلا لعمه حاكم فيه شعور غريب ، شعور غريب بشكل فضيع ونطق نصّار : نمشي ذيـاب ؟
هز ذياب راسه بإيه : نمشي ، بس أروح للدكتور وأجيك
قربّ أسامة يمشي مع ذياب لكن نصار نطق مباشرة: أسامة إجلس عندي ، لو إنك ظلّه ما لحقته كذا
ضحك أسامة بتردد : شغلي ياطويل العمر ، لازم
هز ذياب راسه بالنفي يشدّ على كتف أسامة : خلّك يمه ، وروّحوا السيارة أنا لاحقكم ما أطول
تنحنح نصار مباشرة لأن شدّة ذياب وحركته لأسامة تبين إنه "صحبة " أكثر من شغل : كلنا نبي نشتغل زيك أجل
إبتسم أسامة يهز راسه بإيه : تقدر تقول ، أروح معه ؟
هز نصار راسه بالنفي يمثّل التعب مباشرة : ضغطي ، ذياب إنت خلّك يمي وإرسل أسامة أحس إني ماني طيب
ضحك ذياب يهز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيّان : هذا وإنت ما تغار بس ضغطك يرتفع سبحان الله
مثّل نصار الزعل مباشرة وتوجه ذياب بعيد بدون ولا كلمة كان حاكم ودّه يرافقه لكن من لمح إن شخص آخر غير أسامة صار ملازم لذياب مثل ظلّه هو شتت نظره لبعيد فقط ، إبتسم نهيّان ينحني لنصّار : مالك إلا أنا وأسامة وأبوي
كان على وشك يجيب العيد وتوتّر دمه بعروقه من صارت عينه بعين عمه حاكم : والنعم ..
توجّه أسامة مع نهيان يلي يدفّ الكرسي المتحرك لنصّار قدامه ، وعمه حاكم يلي يتأمل المستشفى بشكب هادي تماماً وما وقّف طريقهم إلا شخص جاء يستعجل خطوته لحاكم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا عمي !
إبتسم حاكم يشدّ على ذراعه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ! يا هلا يابوك شلونك عساك طيّب ؟
تنحنح نهيّان ، ونطق فارس بعد ما صافحهم كلهم : والله بخير الحمدلله ، الحمدلله على السلامة !
ردّ نصار ولو إن قلبه إختلف شعوره : الله يسلمك
نطق فارس بتساؤل : ذياب ماهو معاكم ؟ كأني شفته أبوي يوم قلت له بجي المستشفى هنا قال تلاقي ذياب أكيد سلّم لنا عليه
، وهز حاكم راسه بإيه : معنا ذياب داخل الحين يجي
رفع نصار حاجبه بعدم إعجاب وهمس لنهيّان : نعرفه ؟
إنحنى نهيّان بهمس : فارس .. ولد الفريق أول سعد إنخطف لونه فعلاً ، سكنت ملامحه ويمكن لأول مرة يتمنى ما سأل يذكر كلام أهله " ورد خطبها ولد الفريق أول سعد " والحين قدام عينه يشوف حب حاكم لهالولد ، شدّته على ذراعه وطول السلام والهمس بينهم يمكن نسى يتنفس بالغلط وإنكتم شعوره : نمشي ؟
هز نهيّان راسه بإيه : نركب السيارة على ما يجي ذياب
توجه مع نهيّان للسيارة ولمح تردد أسامة ما وده يروح معهم وده يرجع لذياب : تراه رايح الدكتور تعال
ضحك أسامة يهز راسه بإيه ولف نصّار نظره لعمه حاكم يلي للآن يسولف بشكل يبين الألفة والمحبة مع فارس ، بشكل حرق لنصّار قلبه يشتت نظره لبعيد ونطق نهيّان لأبوه بإستغراب : ما طوّل ذياب عند الدكتور ؟
شدّ فارس يد عمه : عساه طيب ؟ أنا بروح أشوفـ
سكنت ملامح حاكم بلحظة من إستوعب إن ولده ما راح للدكتور ، وإن أسامة هنا وما يدري كيف مرّت عليه : لا
إستغرب فارس لوهلة من تركه حاكم : عمي !
نزل أسامة مباشرة من لمح إن حاكم إستوعب وبيروح لـذياب وتسرع خطوته تجاه البوابة : طال عمرك ! طـ
طلع ذياب من البوابة يمسح على يدّه ، وسكنت ملامح حاكم كلها بلحظة لأن يد ولده تبيّن إنه إفترى بأحدهم بشكل مؤلم : ما كنت عند الدكتور إنت !
هز راسه بالنفي بصدق ، وبردت ملامح حاكم ما يصدق الشخص يلي قدامه بهاللحظة ، ما يصدّق إنه ما إستوعب إن ولده ما بيمررّ كلمة " الكلب " وإن هالشخص جاي له مخصوص وإنه رجع له ما كان ناوي دكتور : ومن يكون ؟
نطق ذياب يشدّ على يده وهو محروق قلبه بشكل ما يتصّوره بني آدم مو لإنه ضرب شخص توه ، لأن بمروره سمع حديث ثوّر الدم بعروقه : كلب تكرم عنه ، نصّار وينه ؟
نطق أسامة بتوتر من لمح إن ذياب بينفجر والأكيد ثوّره شيء ثاني : بالسيارة ، معه نهيان طال عمـ
نطق حاكم وهو وده ينفجر من غضبه بهاللحظة وقطع حروف أسامة : روح عندهم ، ذيـاب
هز ذياب راسه بإيه بشكل يفهمه أسامة ، بشكل يحترم به كلمة أبوه بإنه يبعد لكن ما يروح للسيارة مثل ما طلبه وهو بينفجر لامحالة من الكلام يلي مر على مسمعه ، من إنّ وده وإشتهى إنه مات قبل يسمع ويحترق قلبه بهالشكل المجنون : ما به شيء تشيل همه ، توصي شيء ؟
مسك حاكم ذراع ذياب يصدّه عن خطوته غصب عنه ، وما إستغرب ذياب لو وهلة هو ما يشوف أبوه لكن طول صمته يبيّن إنه ما يبي شيء وعضّ حاكم شفايفه بغضب : أنا أبوك ؟ ماني أبوك أجل أنا الفريق حاكم ما تعرفني ؟
عضّ ذياب شفايفه لثواني ما قدر ينطق ، ما قدر يقول أبوي من الجمر يلي يحسّه بصدره وإن أبوه كمّل بطريقة تقتله وشدّ حاكم على ولده بغضب فعلياً لأنه يتصرّف وما يقول له : إنتبه وين توطى ، وإنتبه وش تسوي يا ذياب الغرور ضحك بذهول ، بعدم تصديق لأن أبوه ما يشوفه ياخذ حقه ، ولا يشوفه يدافع عن نفسه للآن يشوف إنه غرور ، وإنه إعجاب سلطة ، وإنها تغريه البشوت ودنيا البشوت للآن كل شيء تغيّر لكن هالفكرة بعقل أبوه عنه ما تغيّرت وعضّ شفايفه لثواني يكمل الجملة يلي كان أبوه وده يقولها: الغرور آخرته حسافة .. أنا متحسّف الحين ولا قد إغتريّت لكني متحسّف ، وتقتلني الحسايف يا أبوي
ترك حاكم يد ولده ، وتوجه ذياب لأسامة يلي مدّ يده علن قدام الكل ، قدام نصّار يلي عدل جلسته بإستغراب من ملازمة أسامة لذياب طول الوقت : هو ليش طول الوقت ماسك ذياب كأنه عصاه ؟
رفع نهيّان أكتافه بعدم معرفة : أنصحك ما تستهبل عليه
سكنت ملامح نصار لأن كلهم يعرفون هيئة ذياب وقت يعصّب : توي مودّع الموت ما بسلم عليه من جديد !
هز نهيّان راسه بإيه بإستيعاب يلف على نصّار : توّك ما كنت متضايق وزعلان إنت ؟ وش غيّـ
نطق ذياب يلي ركب بمكانه بالأمام وسمع : ووش مزعّله ؟
سكنت ملامح نصّار لأن أسامة ركب يسوق ونطق من إستوعب إن ذياب ينتظر الجواب : محد جاب طاري زعل نهيّان : لقيت ولد الفريق أول ؟ فارس ؟ كان يسأل عنـك
عضّ شفايفه وده يشتت عقله كله لبعيد : ما لقيته
همس نصّار " أحسن " لكنها كانت مسموعة لذياب يلي يحسّ عقله يغلي من الحرارة ، يحسّ عقله كله يغلي من الحرارة والضغط يلي ما توجّه ضربه كالعادة إلا على عيونه : نروّح البيت وتنزل مع نصار ، عندك شيء ؟
نطق نصّار بذهول : وإنت وين بتروح ؟ ما بتجي معي ؟
شدّ على يده يدور سبحته : عندي شغلة أحلها وأجيك
هز راسه بإيه ، وغيّر ذياب رأيه كله يأشر لأسامة : إنت تقعد عند نصار ، نهيّان بيروح معي
هز أسامة راسه بإيه مباشرة : سم طال عمرك ، إبشر
كان تبادل النظرات بين نهيّان ونصار بتعجب ، بإستغراب ، بذهول ويمكن الأكثر بخوف لأنهم يعرفونه ، كلهم يعرفونه ويعرفون نيرانه وما يدرون وش سببها بهاللحظة
_
« بيـت حـاكـم »
أخذت ورد نفس من أعماقها تلبس لبس دوامها ، تعدل نفسها لثواني طويلة وكل مافيها يجبرها ما تداوم اليوم ولا ودّها ، مرت الإسبوعين نار عليها ما تحس إلا نظرات أبوها ، سكوت أمها المستمر والأدهى إنها صارت تستوعب إنهم كلهم ، ما يجيبون طاري نصّار عندها بأي شكل ولو الحوار عنه يروحون لأبعد مكان عنها وهالشيء غير طبيعي يتعّبها بشكل مو معقول والأكثر ، إنها صارت تفكّر بتعمق مرهق لدرجة تتخيل ، هل يعقل إنه فعلاً جاء وطلب وأبوها رفض ؟ لو كان كذلك وش أسباب رفضه ؟ وليه هي ما عندها علم ..
سكن قلبها من سمعت صوت ذياب ، من نطق يزلزل أركان البيت كله يناديها هي لأول مرة تحس بالخوف ، لأول مرة ترتبك بعدم إستيعاب : بسم الله !
-
شبّ عقله كله من الكلام يلي سمعه ، يلي يصدح بعقله بشكل مجنون هو كان مارّ وتوه مفرّغ جزء من غضبه بشخص جايّ " يبي يرد إعتباره ويسترجل عليه" لكن صادفه حديث الممرضات " ما جات خطيبة نصار من صحى تدرون ؟ شفت أبوها وأخوانها كلهم يجون وأم نصار نفسه وهي ما جات ولا مرة ! " ومن كان مقتله كله نُطق آخر " ورد قصدكم ؟ ماهي خطيبته ومين قال لكم خطيبته ؟ وقت جات وقلت لها ما ردّت علي مصدومة وبس دخلت عنده وسألت بنات خالتي يعرفون أقاربها ، قالوا لا خطيبته ولا هم يحزنون ولا هي مخطوبة ورد أصلاً " ، الشهقات يلي تطعن قلبه سكّين بكل مرة يتكرر صداها بعقله والذهول " إذا مو خطيبته شلون جات ! " ، " هو صاحب أخوها حسب ظني بس " ، " وصاحب أخوها يعني عادي تزوره ؟ وتجلس عنده ؟ " بيموت من حسرته ، بيطق بأرضه وبيموت بمكانه لا محالة لو قتلوه هو ، ولو قطّعوا قلبه هو ، ولو نهشوا لحمه هو أهون عليه ألف مرة من إنه يسمع هالكلام ونطق نهيّان : ذيـاب بس تـ
أشّر له بالسكوت لأنه ما وده يغلط عليه هو كمان ، ما وده ينفجر فيهم كلهم : روّحوا المكتب
نطقت ملاذ مباشرة من رعبها : ورد مداومة ذياب
عرف نهيان إن أمه وصل فيها الخوف أقصاها على ذياب أول ، ثم على ورد لكن ضاع كله لأن ذياب سمع خطوتها ، ما شافها لكن سمع خطوتها بشكل تركه ينطق من حرقته على هالحركة لأنه مو ناقص : ما أشوف إيه لكني أدري !
نطقت مباشرة بتبرير ، برعب : ذياب أمي مو قصـ
ما كان منه رد ، وأشّر نهيان لأمه بالسكوت لأن حتى هو مرتعب ، لأن حتى هو مو فاهم شيء وعضّ ذياب شفايفه بغضب : ما قلت روّح المكتب ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي بتردد لكن نهيّان شد عليها بهمس : أمي تكفين ، أبوي جاي بالطريق أصلاً تكفين
صرخ بغضب لأن خطوتها تسمّرت بالدرج وما نزلت له : تنزلين وإلا أجيك أنا !
ما عادت ملاذ تقوى تتكلم كلمة لأنها هي إرتعبت ، ونطق نهيّان مباشرة من ذهوله : ذياب وش مسـوية هـ
ما سمح له يكمّل لأنه توجه للدرج ، توجه لمكان الدرج يحفظ مكانه ما ودّه يشوف وركضت ملاذ خلفه تمسكه : ذياب ، ذياب أمي قل لا إله إلا الله الغضب يعمـي يا أمـ
ما تكلّم نهيان من ذهوله ، من ترك ذياب أمه يكمّل صعوده لورد يلي تسمّرت بنص الدرج ما عاد تحرّكت وما كان منه إلا يطلع جواله ، يتصّل على أبوه يلي ما حصل منه الرد وركضت ملاذ بذهول لأنه مسك ورد يدخلّها الغرفة ولأنه قفّل الباب خلفهم : ذياب ! ذيـاب
ما كان له صوت ، ولا كان لورد يلي نُفضت ضلوع صدرها من الخوف صوت ، ودقّت ملاذ الباب أكثر من خوفها : ذيـاب أمي مات داخله كله وده يكسر ضلوع صدّره ويطلع قلبه منه لأنه يحترق ، فعلاً يحترق وهو يسمع بكاها وودّه يجن لأن ما كان بالحسبان ، ما كان بالحسبان وبيموت من لومه لنفسه : وش أقول ؟ قولي لي وش أقول ؟
ما كانت تتكلم لأنها ما تدري وش تقول ، وضرب صدره بحرقة الأرض كلها : وش أقول وإنتِ ورد ! وش أقول وكل شيء مو بيديني وش أقول ! وش قولي لي ! ضيّعتيني ! ما عاد تعرفيني ! ما يمديك تجين وتقولين ذياب ! ما يمديك تقـولين ! ماني أخوك أنا ما تدلّيني !
يمكن لو ما قتلها خوفها منه ، بتقتلها حرقته بهاللحظة لأول مرة تشوفه محروق بهالشكل ، لأول مرة يضرب صدره بهالشكل وتألم من حرقته : ما قلت بشنبي ! ما قلت بوجهي إنتِ ونصّار وكل شيءّ ما قلت بوجهي خلّهم ياكلون وجهي خلّهم ياكلوني أكل إنتِ وشّ له تروحين ! وش له تروحين ويجيبون طاريك وش له قولـي لي ! إن ما سمعت أنا غيري يسمعه أنا أعرفك ! غيري ما يعـرفك ! ما يعـرفك جات تسيّر على صاحـ
ما قوى يكمّل الجملة لأنه بيجرحها هي قبله ، يمكن ما مات منه حيله كثر هالمرة ، كثر النفضة يلي بقلبه لو كانت غير ورد ، ولو كان غير نصار يمكن قتلها بأرضها لكن إنه يعرف ، وإنه كان مرتّب كل شيء بعقله بطريقة ما تضرّها هي ولا تضرّه وغصب طيب هي حلاله وهو حلالها لكن نفضة الكلام ، وإنه عن ورد حاكم ، عن ورد أخته وإنه لو وصل لمسامع حاكم حكاية أخرى بتنكسر صورة ورد عند حاكم لأنه ما يغفر ، وبتنكسر صورة حاكم عند ورد وهو دنيتها وللآن ما يدري كيف يتصرّف ويقول إن نصّار قد خطبها من مدة لكن أبوها كان العائق وهالتصرف منها أكّد له إن مو بس بتنكسر صورة أبوها ، يمكن بعمرها ما تصدّقه أو تستوعبه لأن مافيه مبرر تنكسر صورته هو عندها ما عنده مشكلة ، لكن حاكم يهون وتتألم منه ورد ؟ لا والله كبيرة ما يطيقها ظهره ..
أخذ نفس من أعماق قلبه يحاول يهدي ، يحاول يهدي نفسه وعقله يلي بيقتله بأرضه لا محالة : أخوك وإلا غريب قولي لي !
بكت لأن ما عندها شيء تقوله ، لأن ما تدري وش تقول ولأنه جلس بضعف الأرض كله على أقرب كرسي يشيل مالا يطيق ، ويحسّ شيء ما يحسه أحد على وجه الأرض ومسح على ملامحه لأنه ما يحسّ نفسه ولأن بعدم إستطاعة منه هو تصرّف بكل شيءّ ما يحبه ، وما يطيقه ، ويكرهه وإستيعابه أسرع من إنه ما ينهش نفسه ندم وسط كل هالمعمعة : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله يا ورد نصّار ماهو ردي ، ولا إنتِ غير بنت أصول لكن ليـه ! ليـه وأنا موجود أنا أخليـك ؟ أنا قـد قصّرت وتركتك ؟
كان على وشك يعاتبها على نفسه هو ، على كاوي الألم يلي يحرق قلبه " ليه تحدّيني على شيءّ ما أحبه وطبع ما أطيقه " لكنه تجرّعه حارق جمرة بجوفه يسكت ، يسكت وكل ما فيه ودّه يصرخ : كلّميني .. قولي وش بخاطرك
رجفت شفتها لأن كل شيء شديد بشكل هي ما تتصّوره ، ولا حسبت حسابه وقت راحت لنصّار : بقى خاطر ؟
هز راسه بإيه : بقى وأنا أخو ورد .. بقى عن مليون خاطر
_
« بالأسفـل »
عضّت ملاذ شفايفها لأن غضبه مستحيل ولا تدري عن أسبابه ، وعضّ نهيان شفايفه بتأكيد لشكوكه : هو معصب ، أصلاً معصب ويمكن زوّدتي عليه يوم تغافلتيـ
لفت نظرها له لأن آخر شيء ممكن تكون تبيه هو إن نهيان يقول لها الغلط عليك ، وعضّ نهيان شفايفه : ورد مالها دخل هذا الأكيد لكن أمي تقولين له شيء ، وورد ما تجي له وهو أصلاً ما يتكلم ولا يقول ولا حتى يشوف وما ندري عن ولا شيء منه وتوه تهاوش مع أبـ
سكنت ملامح ملاذ تلف نظرها على نهيّان يلي عض شفايفه المفروض ما يتكلم بس هو يتكلم بدون ما يستوعب : ما تهاوش معه ، بس إن صار بينهم نقاش حاد أبوي مسك ذراع ذيـاب وتكلّموا بعدين إنقلب مزاجه
نطقت ملاذ الحوقلة لأن عقلها ما يستوعب ، وبردت ملامحها كلها من لمحت إن ذياب نازل الدرج لكن ورد مو خلفه ، من كانت ملامحه ما تبيّن شيء وعيونه تغطيّها نظارته يبيّن إنه بيمشي ما بيجلس ووقف نهيّان : نمشي
هز راسه بإيه : نمشي ، وورد بتروح معنا دوامها
ناظرته ملاذ لثواني طويلة ، وما عاد يحسّ شيء لكنه نطق لأنه ما يدري وين مكانها : أمـي
قرّبت له مباشرة يقّبل راسها ، لمرّة ومرّتين وثلاث ويمكن ما إكتفى لأنها تبكي ولحد ما سمع صوت نزول ورد : حقك علي ، وحق ورد علي وبوجهي ما أخطت أنا مخطي
هز نهيّان راسه بإيه : إنت كنت معصب وطاحت على ورد؟
هز راسه بإيه : وإنت أولى .. لكنها طاحت على ورد
إبتسم نهيّان يشوف ورد أخته : والله ما ظنّتي طاح عليها شيء ، بس إنت لو تتكلم وتفضفض أزين لك من الكتمان وتفيض على شيء ما يسوى بعدين وعلى ورد ؟
أخذت ملاذ نفس من أعماقها : الله يصلح قلوبكم يا أمي ، الله يصلح قلوبكم ويخففّ النيران منكم وتصيرون بخير
ضحك نهيّان : يخففّ النيران منا ؟ عيال حاكم إحنا ترى
تنهّدت ملاذ : عيال حاكم وما يبتلي غير الليّ يحبكم ..
كانت تقصد ديم بكلامها ونهيّان يفهم ، وذياب يفهم بشكل أوسع هي تقصد نفسها قبل نهيّان وديم وقبّل راسها للمرة الألف : آمين .. الله يديمك لنا
إبتسم نهيّان من نظرات ورد : الظاهر ورد غارت يا ذياب بس أذكر والله أعلم المفروض الغيرة لبنت الشاعر مو لها
لف يدوّر ورد يلي فعلاً دخلت تحت جناحه بدل أمه ، وقبّل راسها للمرّة الألف لأن قلبه للآن محروق عليها ، ومحروق منّه نفسه عليها وضحك نهيّان بذهول لان محاجر ورد إحتقنت بالأحمر ؛ بكت ! وأحضاني دايم ما تبكيك وإلا ذياب غير ؟
إبتسمت ملاذ لأنها تعرف شعور بنتها ، وتعرف ذياب شلون يحتوي : لأنه أخوها الكبير ، الحنون ..
ما كان من ذياب كلمة لأنه مو حنون ، لأن خاطر أخته به ألف شيءّ ما قالته وبه ألف شيءّ ممكن يجرحها ولا يدري كيف يقول الأهون بالأهون ، ما يدري كيف يلمّها ويلمّ قلبها وهي أساس جرحها مو منه لكنه مسؤول وشتت ورد نظرها : تأخرت على الدوام ، نمشي؟
هز نهيان راسه بإيه ، وبالمثل ذياب يلي مشى بعد ما تطمّن على أمه وداخله مُثقل يدري ما طاب خاطر ورد ، ويدري إنه مخطي وبنفس الوقت ، يدري إن الوضع جارح بكل الأحوال إن كان من جهة ورد ، وإن كان من جهة نصار ، وإن كان من الأساس كله أبوه سكنت ملامح نهيّان من لمح عمه فزاع الغاضب يلي بتر حروفه قبل ينطق : لا أسمع لك كلمة ، أبوك وينه ؟
طلع ذياب من الداخل يسكّر الباب ، وسكنت ملامح نهيّان من نبرة عمه : وتكلمني كذا عمي ؟
عضّ فزاع شفايفه : لأن الكلام معك يا عمي ما منه فايدة
هز نهيّان راسه بالنفي : الظاهر جاي لنا ياعمي والكلام عني ، متى كلّمتني وما كانت مني فايدة ؟
ناظره فزاع بقهر : من يوم وافقت وقلت تم ، من يومها وأنا أدري ما منك فايدة وأنا عمك لكن كلامي الحين ماهو معك ، ولا حتى مع أبوك الصدق لأنه أخوي وأدري به وأدري من إنت عنده
سكنت ملامح نهيّان لأنه يقصد ذياب : إن كان الموضوع أنا وديم أنا أول من يسمع ياعمي وإلا وش تقول ؟
ضحك فزاع بسخرية : أول من يسمع وإنت ما تدري عن البنت من متى لا هي معك ولا هي بدونك ؟ نطق ذياب بهدوء يوجه أول حواره لنهيّان ، وآخره لعمّه : ودّ ورد دوامها ، ولا لك علي يمين إن ما جيت إنت ياعمي كنّا جايين حنّا ، حياك
هز فزاع راسه بالنفي : لا يابوك ، عندي كلمتين بـ
نطق ذياب مباشرة : ووالله إن هالكلمتين ما تنقال إلا بالمجلس وأنا قبلها عندي كم كلمة ما تردها !
هز فزاع راسه بإيه يدخل مع ذياب للمجلس ، وطلع ذياب لأمه ما يشوف وما عاد يطيق إنه ما يشوف : قولي لأبوي إن عمي موجود ، يجي ويتفاهمون أنـ
هزت ملاذ راسها بالنفي : لا يا أمي ، لا أبوك ما يتفاهم إلا باللي يرضي نهيّان أكثر وعمك قلبه على بنته أكثر ، ديم وورد واحد يا ذياب ونهيّان إنت تدري به ، الله يرضى عليك !
سكنت ملامحه لأن بعد ما نهش نفسه مليون مرة عشان ورد هو ما يتحمّل يُحط بموقف آخر ، ما بيتحمّل قلبه أكثر وهز راسه بإيه : إن شاء الله ..
توجه للمجلس ما يدري وش الكلام يلي بيضربه به عمه بهاللحظة ، وما يدري وش الأعذار يلي ممكن تكون بيديه ووش الحلول وأمه تبي حل ونهيّان يبي حل ما يبون نهاية ونطق فزاع ينهي كل شيء ؛ يا ذياب الوجع له آخر ، والسكوت له آخر لكن المكابر والعناد يضيّع الوقت وأنا بنتي ماهي هينة عندي ، نهيّان يطلق ويفتح الله بينهم كلٍ ودربه
هز راسه بإيه : يطلق .. إن قلت يطلق على خشمي
سكن فزاع لأنه ما توقع ، توقع الجدال من ذياب لكن ذياب وافقه رأيه وسكت لدقائق طويلة قبل ينطق : إن كنت تشوف الطلاق حل يا عمي ، يطلّق
ناظره فزاع لثواني : كأنك ما تشوفه حل ؟
هز ذياب راسه بالنفي : وإن كنت ما أدري عن شيء ، لكن عمر الطلاق ما كان حل يا عمي ، وعن نهيان أخوي أقول ماهو حل ولا ودّه به وأنا أدري به وأعرفه وقال لي
فزاع : ولا ودّه به ؟ العقل له حدود والصبر له حدود يابوك ماهو معقول كل ما سألتها عنه ما تدري
هز ذياب راسه بإيه : عند الباب ما قلت لك جايينك حنّا ؟ جايين نطيّب خاطرك ، ويطيّب نهيان خاطرها ياعمي ووالله ما أكذبك حرف ، إنها غالية على نهيّان ، وبغلاوة ورد ولا تنقص عنها بشيء ولا نرضى عليها شيء والله
هز فزاع راسه بالنفي : الغالي تبيّن غلاوته يا ذياب ..
هز ذياب راسه بإيه : ولأنها غالية أقولك ياعمي إن كنت ناوي الطلاق ومعزّم عليه وهي تبيه ، قل لها الخلع بيدها وما نردّها عنه ولا يردّها نهيان وهو قاله إن إنتهت ولا عاد هي ودّها ، هي تخلع ولا يلحقها شيء بعده .. لكن أقولك ياعمي الطلاق ماهو سهل ، ولا هو هيّن وهو ولد عمها دربهم واحد ، وشاريها ياعمي ، والله شاريها وأنا أعرفه
هز فزاع راسه بالنفي ، وتنهّد ذياب لأنه ما عاد يطيق فعلاً ولا يقدر ولا بيدّه شيء : عنها ما أدري عن شيء لكن إن جاها شيء من نهيّان أنا ضده ، ولا أسكت عن خطاه وإن كان أخوي ، ووالله بعالي سماه إن مالك ومالها إلا طيبة الخاطر إن كان من نهيّان ، وإن كان منّا لكن الطلاق ، لا تطريه إنت ياعمي وإن كانها هي تبيه ومعزّمة عليه قل لها نهيان يحطّه بيدينك وما تلقين منه إلا اللي يرضيك
ناظره فزاع لثواني ، وهز ذياب راسه بإيه : وهذا كلام نهيّان ، ماهو كلامي ياعمي والعاقل الليّ وده يمسك بيته توّهم أول الدرب والطلاق كبير ، والله كبير
ناظره فزّاع لثواني طويلة وهو سمع تنحنح حاكم يبيّن مجيئه : والله وأنا عمك إن ما يسولف قدامي إلاّ نهيان .. عقل نهيّان ولسان نهيّان ، أخطيت السماوة ياحاكم
نطق حاكم السلام وهو سمع جملة أخوه عن إن ذياب أولى بإن يصير إسمه نهيّان ، وبعد ما رُد السلام نطق ذياب بكل هدوء الأرض : ما أخطى نهيّان ، عن إذنكم .
لف حاكم نظره لولده يلي دلّ دربه تجاه الباب ، لف وكل مافيه مذهول منه ما ينطق إلاّ شيء بمكانه ، بمحلّه حفظ قدر أخوه بردّه ، وثبّت إسمه عليه بإنه ذياب لا غير : حيّ الله ابو درّه
'
_
« بيـت نصّـار »
ما كفّ تأمل لأقدامه يلي يحركها بصعوبة شديدة مع ألم أشدّ بظهره بكل حركة ، خروجه بهالوقت رجع يحسسّه بوجع العجز بكتفه ، وأقدامه وإن مشوار العلاج جداً طويل لكن صبره الوحيد إن فيه أمل : متى يجي ذياب
سكر أسامة جواله وهو على أعصابه فعلاً لأنه ما يدري عنه ولا يقدر يفارق نصار نهائياً : قريب إن شاء الله
رفع نصار حاجبه لثواني : بشوف نهيّان ، يجون مع بعض؟
هز أسامة راسه بإيه ، ودقّ نصار على نهيّان ينتظر جوابه وبالفعل رد نهيّان : هلا عيوني
إبتسم نصّار لثواني : ليتها من اللي ببالي ، وينكم جايين ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ذياب مو عندكم ؟ توي راجع البيت ما لقيته قلت أكيد جاء عندكم ما جاكم ؟
بيّن توتر أسامة بعينه مباشرة بشكل ما خفى على نصّار يلي هز راسه بالنفي بإستغراب : ما جاء ، متى مشى ؟
نطق نهيّان يسأل أمه يلي جاوبت " كلم عمك فزاع ومشى على طول ، ما جلس " : له مدة والله ، غريب ما جاكم
توتّر أسامة بشكل مجنون من ملامح نصّار يلي نطق : ماله وجهة غيرنا ؟ وإلا بيروح مكان ثاني ؟ إذا ماله وجهة غيرنا غريب التأخير ماهي عادته
سكت نهيّان لوهلة ، وإنتبه نصّار على أسامة يلي إبتعد عنه يكلّم بسماعته وينتظر جواب على أحر من جمر بيّن توتره بشكل ما يُخفى وكله تحت مراقبة نصار يلي قفّل من نهيان ، وكل مراقبته لأسامة يلي وقف نبضه من صوت المفاتيح بالباب فزّ فزة ما تُصدق من دخول ذياب الهادي وما خفت على نصّار يلي عدل جلسته بالقوة : ذيـاب
همس أسامة يقوله إنه قدامه ، وتوتّر نصار مباشرة : وش ؟ ليه الخوف هذا كله لأنك تأخرت ؟ ليه الفزة ذي ؟
ما تكلم أسامة كان يحسّ بالأسف ، وإنه بيّن شيء ذياب يخبيّه وهمس : آسف طال عمرك
هز ذياب راسه بالنفي يمد يده لأسامة عشان يدّور مكان يجلس فيه : جاي يمّك أنا ، جاي يمّك وتعرف
بردت ملامح نصّار لأن أسامة ساعد ذياب بجلوسه جنبه ، وبردت عظامه لأنه صار يدري لا محالة إن فيه سوء : وش
مد ذياب يده يثبت قدم نصّار يلي يرجف قلبه قبل ضلوعه ، وإبتسم لثواني بسيطة وده يفك عن صاحبه رهبته : الأمور طيبة ، وبخير هذا أول شيء تعرفه
نطق نصّار بإستعجال بيموت من توتره : وثاني شي ؟
هز ذياب راسه بالنفي : مابه شيء ثاني ، الأمور طيبة أولها وآخرها
ناظره نصّار بذهول ، وضحك ذياب يشدّ على قدمه ويتأمل المدى يلي ما يشوفه أصلاً وذاب قلب نصّار كله بإستيعاب : ما تشوف ! ما تشوف ذياب !
صد أسامة بأنظاره لبعيد لأن الموقف أكبر من إحتماله هو يشوف نصّار ، وشاف قهره ودموعه يلي غرّقت عيونه فعلاً من ذهوله ، شاف تمتمات حروفه بالذهول عجز ينطق جملة وحدة : وأنا ما
شدّ ذياب على قدمه مباشرة لأن ما وده يُقهر ، ما وده يموت قلبه قهر وهو يكفيّه : ما دريت لأني أنا ما بغيتك تدري ، ما به داعي الأمور طيبة وما علي خلاف
العجز يلي ما حسّه على نفسه وتعبه لأن ذياب كل حيله وحيلته وخففّه عنه حسّه الحين بهاللحظة بشكل مؤلم ، بشكل حسّه ذياب وإن ما نطقه نصار وما باح ومد يده يدور عنق نصار يشد عليه : أول ما قمت ، ما قلتلك كلّ الدنيا بوجهي وما عليك شيء إنت ؟ ما يهمـ
قاطعه نصّار مباشرة : علي إنت ! علي إنت شلـون ما تقـ
هز ذياب راسه بالنفي : وأنا بخير ما بي البلاء الحمدلله ! يوم قمت ما قلتلك المهم قومتك وبعده كل شيء هيّن ؟ متى قلت كلمة وما كنت وراها يانصّار ؟ قد صارت ؟
ناظره نصّار بيأس ، وتنحنح أسامة لأن نصار صار يبيه هو يجاوبه ويأكّد : طويل العمر صدق بخير ، بس عنده مشكلة بالأعصاب وتأثر على عيونه وقت الضغط
هز ذياب راسه بإيه يكرر : وقت الضغط ، يعني شدّة وتمر ووش به شيء ودي أشوفه الحين ؟ إنت قمت ، والأمور طيبة والدنيا ما تغيّرت يصير ودي أشوفها كله مألوف وإن مرة بغيت شيء وغصب طيب أشوف
تنحنح أسامة بهمس سمعه ذياب : أنا موجود طال عمرك
ضحك ذياب يهز راسه بإيه : أنا أشهد ، موجود يا أسامة
ناظره نصّار لثواني ، وضحك يمسح على عيونه بتوجّع : أنا حتى لو ودي أصير موجود ما يمديني الحين ، ذيـاب
ضحك ذياب يهز راسه بالنفي : وإنت موجود ، وبتقوم على حيلك وإن ما خفّ الضغط إنت تدلني وش تبي أكثر ؟
ضحك نصار لأنه يعامله مثل الطفل بالضبط ، وإبتسم ذياب وهو ذاق شعور ما ذاقه أحد بالدنيا وهو سبب ضربة عيونه بهالشدة : دامك حيّ وقدامي ، ودامني حيّ وقدامك ، والنفس باقي الأمور كلها هينة يانصّار ، كلها هينة وتزول بإذن الله ماعلينا منها وماهي كايدة
هز نصّار راسه بإيه يناظر صاحبه لثواني طويلة ، وتنحنح أسامة ينتظر هاللحظة : طال عمرك ، أجيب الشاش ؟
هز ذياب راسه بإيه لأنه فعلاً مصدع وما يمديه يتحامل على نفسه ، وضحك نصار لأنه فهم كل شيء ما يحتاج يسأل : والله لاعبها صح حتى الشاش ما تحطّه قدامي عشان لا أدري ؟ مستهطفني إنت ؟
هز ذياب راسه بالنفي يبتسم : لا والله محشوم ، محشوم
هز نصّار راسه بإيه لكن بجوفه كلام ، ودّه ينطق شيء ولو إنه يحسه ماهو وقته بشكل مجنون لكنه عض شفايفه يردّ نفسه ، يتأمل أسامة يلي يلف الشاش على عيون ذياب يغطيها وإن ذياب ساكن لكنه رجّف له قلبه من نطق : وش بتقول ؟
سكنت ملامح نصّار لثواني كيف يدري به : تلعب علي ؟ إذا تبي تشوف غلاتك ماله داعي نزله خلاص ضحك أسامة ، وإبتسم ذياب : وش بتقول علمني ؟
_
« المركـز »
أخذت نفس من أعمـاق قلبها من رهبة الموقف والحاصل مع ذياب هي وصلت لدوامها الأساسي وضيّعت الفرصة إنها تقول لنهيان دوامي بالمركز الثاني وإنّها من مدة تداوم بمركزين مختلفين والحين تنتظر دوامها ينتهي على أحرّ من جمر لأنها بتطلب أبوها يجيها يعرف حكاية دوامها ويشوف هالمركز ، ويرجع ينتبه لها من جديد : ورد ، حالة جديدة
رفعت حاجبها تشيّك عالجهاز وإن ما تجدد عندها إسم جديد ولا ملف جديد: ما وصلني بالسستم شيء
هزت الممرضة راسها بإيه : مو عالسستم ، المشرفة طلبتك تبي فحص شامل وتحددي الخطة
هزت راسها بإيه بإستغراب : طيب ما جاء عالنظام شيء !
هزت راسها بإيه : يابنتي مو نظام ولا موعد ولا شيء السستم قفل ما يستقبل مراجعين الحين شوفي الوقت ، ما أدري كيف رتّبوا الوضع وإن مستعجل بس يبون يعرفون والواضح لي إنه أحد واصل ، يبي يعرف حالته ويكمل علاج بمكان ثاني كالعادة ، روحي تنتظرك
هزت راسها بإيه تتوجه للخارج ، لغرفة الفحص ما كان بداخل قلبها أي شعور ما حسّت شيء تسلّمت ملفه الطبي ولا كانت تعتزم فتحه إلا لما تدخل عنده أول ، ودها تشوف من يكون وهيئته ثم تعرف حالته وتحدد الباقي بعدين ما يكون لها حكم مسبق من الملف فقط ..
أخذت نفس من أعماق قلبها من سمعت المشرفة تناديها قبل دخولها : ورد ، ورد
توجهت لها مباشرة ، ونطقت المشرفة : ورد ، المفروض نهاية دوامك هنا من نهاية هالإسبوع لكن
ناظرتها ورد بتمنّي إنها ما تقول لها " بتجلسين " لأن تعوّض النقص ، ولأن هي أُهلكت بين الدوامين لكنها حطمت طموحاتها مباشرة : لكن رفعت طلب تمديد ، بحتاجك الفترة الجاية الحين روحي شوفي غرفة الفحص
نطقت ورد مباشرة : كم إسبوع ؟ مدة الحاجة يعني ؟
رفعت المشرفة أكتافها بعدم معرفة : حددي حالته ، على حسب مدة علاجه راح تكونين موجودة ياورد ، مسؤوليتك
ناظرتها بذهول العالمين لأن ما كان هذا بالحسبان وهي طول فترة وجودها هنا ما قصّرت ، وتوجّهت المشرفة لبعيد تترك ورد تاخذ نفس من أعماق قلبها : هانت
توجهت لغرفة الفحص تفتح الباب لكن سكن داخلها من عرفت أول شيء عن هالشخص من ظهره يلي يقابلها ، عرفت إن وجعه بكتفه هذا الأكيد ، وإن عمره بعمر أخوانها ودائماً الحالات يلي بمثل عمره تشلّ قلبها من الألم ونطقت السلام لأنه ما إنتبه على دخولها ولا لف يشوفها : السلام عليكم
ما رد لأنه ما سمع ، لأن داخله يرجف من إصراره إنه يجي ويفحص بهالوقت وباله مشغول بشكل مجنون ، وتنحنحت ورد : ما فتحت ملف المستشفى ودي تقول لي وش تحس بالضبط ، ثم نفحص إحنا ، ثم نحدد ونرجع للملف طيب ؟
هز راسه بإيه وهو ما إستوعب للآن ، وعدلت ورد نفسها تتوجه له رجف قلبها تترك الملف على طرف السرير ، وسكنت ملامحها لأنه نصّار مو غيره وقفت خطوتها بشكل غير عادي عرفت من ملامحه وشروده إنه ما إنتبه لها ، وما إستوعب وده ينتهي من الفحص ويخرج هذا الواضح ورجفت يده على فخذه من رن جواله : وعليكم السلام
رجف قلبها من إستوعبت جدياً إنه نصّار ، وإن هي يلي بتكشف عليه وهي يلي بتتعامل معاه بشكل مباشر ما أعطت بال لعاري ظهره أول ما دخلت طبيعي لكن الآن ، إنها تقابله وبتشوف كتفه والمعنى إنها " بتقرّب منه " نبض عقلها بحرارة مستحيلة أوّل مرة تحسها ما قدرت تمدّ يدها إلا لبطاقة إسمها تدخلها بجيبها من التوتر وإنه مشغول بهالإتصال يلي الواضح إنه مهم وكبير كان بوقته عشان ما ينتبه لها ، عشان ما يعرف إنها ورد ..
هز راسه بإيه يضغط على عيونه بيده:إن شاء الله خير أشوف وأرد لكم خبر ، ما تقصر الله يحفظك ، إن شاء الله
رجفت يدها ما ودّها تتكلم أو تقول له شيء لأنه ما عرفها بالبداية لكن الأكيد بيعرفها الحين ، الأكيد بيميّز لو نطقت وتكلمت من جديد ويستوعبها لأنه بدأ يستوعب المكان والمحلّ كله ورجف قلبها بالذهول من فُتح الباب هي صدت للجهة الأخرى لكنها سمعت صوت ذياب يلي نطق من عند الباب يلي فتحه له أسامة لكنه ما دخل : سم
نصار : رسلت لك ملف ، تذكر يوم قلت لك باقي التوقيع ثم أربع سنين بالخارج ويمكن أكثر ؟
هز ذياب راسه بإيه ، وسكن داخل ورد لأنه نطق : كان الوفد الأول ، الحين به وفد ثاني وكلمني السكرتير يقول عطهم الخطة وينسّقون وتروح بعد ما تخلص خطة علاجك ، تم ؟
هز ذياب راسه بإيه : تروح معاهم ، وقّع
بردت ملامح ورد لأن ذياب يقوله " وقّع " والموضوع كله " خارج الرياض " ومدة مو هينة ، يقول ويحطم آمالها ، يحطّم يلي طمنها به وقت قال كل شيء بوجهي وبردت عظامها بلحظة من إستوعبت غضبه ، من تسلل لبالها تفكير ماله بديل ذياب ما مرّ عليه الموضوع مرور السلام وبينهيه بطريقته هو ، بينهيه إن نصار يصير بأرض ، وهي تكون هنا وينتهي كل الموضوع عجزت تستوعب ، وطال إنتظار نصار يلي رفع نظره لها ينتظر الفحص يلي ما حصل حتى بعد مدة من خروجهم : مطوّلين ؟
لفت نظرها له بعدم وعي ، وشتت نظره لكن ما مرّت عينها عادية وقت لمحها ، ما مرّت وده يتأكد رغم إنه يدري ورد تداوم بمركز مختلف ومستحيل تكون هي يلي قدامه لكن قلبه خَفق ، ما يكذب قلبه خفق بشكل مجنون من لمحة ما تأكدها ويخاف يرفع عينه وتكون مو هي وسكنت ملامح ورد من تغيّر ملامحه كأنه يستوعب ، كانت على وشك تطلع ، على وشك تبعد قبل يستوعب أو هي تستوعب أكثر وما إنتبهت حتى على دخول المشرفة يلي نطقت : خلصنا فحص ياورد ؟
سكن قلبه بذهول مجنون يرفع نظره لها من أول وجديد ، رجف قلبه من الذهول هي ! طول الوقت كانت هي لكن ضجة داخله ما سمحت له يستوعب ، ضجة ندم قلبه بإصراره على ذياب إنه يفحص بهالوقت وإن ذياب ما عارضه ، طاوعه وجاء معاه : ما بدينا !
نطقها بإندفاع مستحيل مثل إندفاع نبضه بالضبط ، مثل شدة نبضه يلي عجّزت عقله عن الإستيعاب وسكنت ملامح المشرفة بذهول : ما بديتي للحين يا ورد !
ما عرفت تنطق من ذهولها من نصار ، ومن نظرة المشرفة المذهولة يلي لفت نظرها لنصار : تفضلي ياورد ، آسفين على التأخير الآن بنفسي أكمل الفحـ
هز نصار راسه بالنفي مباشرة لأن ورد كانت على وشك تتحرك فعلاً وما يدري كيف مسك طرف لبس دوامها ما تشوفه المشرفة لكنه يوقفها بمكانها : مني التأخير ، ما حصل خلاف نكمل الحين
عجزت تنطق كلمة من ذهولها ، من الحرارة يلي تحسّها بعقلها وداخلها وإحساسها بيدّه يلي مسكت طرف لبسها ، جيب معطفها الأبيض ما قدرت تتحرك وهزت المشرفة راسها بإيه تعتذر من جديد على التأخير وتتوجه للخارج ونطق نصار مباشرة : ورد
ضاع قلبها من ذهولها ، من توترها مباشرة تنطق وودها تبعد من جديد من نزل يده : ذيـاب هـ
نطق مباشرة يقاطعها من ذهوله ، من رجفة قلبه لأن عيونها تلمع بشكل مجنون ولو ما نطقت كلام ، كانت عيونها واضحة وتعبّر عن ألف شيء وشيء وهو للآن ، للآن ما نسى نظرتها له وقت تبعها لمكان دوامها ، ما نسى صدها للآن : أدري إن ذياب هنا ! أدري إن صاحبي هنا لـ
رجفت نبرتها بذهول لأنه يكلمها ، ولأن هي ما تتحمل غضب آخر من ذياب على قد حنانه هي تعرف إن سكوته على الغلط غير وارد مرّ مرة ، ما يمر مرّتين : نصار لا تـ
هز راسه بالنفي وهو بيموت بمحلّه لأنها فرصته ، فرصته بالكلام ونطق بدون تردد : نصار لا تودينّا وراء الشمس ذياب هنا أنا بقول اللي عندي وبعده بطلع لذياب وأقول له ويطحن ضلوعي لو وده بس إسمعيني ورد
رجف قلبها من ذهولها لأن الخجل مستحيل بهاللحظة ، لأنها تشوفه والمفروض تفحص كتفه والأكثر بتلمس صدره هذا شيء أكيد وهي ما تتخيّل ، ما تتخيّل ترتفع حرارة عقلها بهاللحظة لأنها قريبة منه ولأنه يتكلم ونطق مباشرة : ذياب يدري ، ذياب يدري إنّي أبيك وطالبك مثل ما يدري أبوك ويدرون أهلك ، خطبتك من أبوك مرّة وعدّت وتشبّكت ولا لنا بها نقاش الحين لكن بخطب الثانية الحين بحضور ذياب وبتتمّ ، والله بتتمّ ورد وإلا ما مـسكتك ، ما كلّمتك وذياب وراء هالباب والله
رجف قلبها من ذهولها " قلت بوجهي " كان يعنيها ذياب وهذا كل ضغطها بهاللحظة ، كل ذهولها وسكنت ملامح نصّار لأنها هي ما تعبر ولا ردت :وش ردك ، لي أنا الحين قولي تم وإلا ما هو تم بس أبي الرد منك إنتِ الحين وبعلمك إنتِ
ما نطقت تم ، ولا نطقت العدم لكن دخلت المشرفة يلي غرابة الوضع جننّتها والحين تأكدت إن ورد ما فحصته للآن لأن وقوفها ونظراتهم مو وقوف فحص وقررت هي تفحصه معاها : يلا ياورد
عدلت قفاز يدها مباشرة من الإرتباك تشتت نظرها عنه ، ما ردّت جواب لكن شتت نظرها لبعيد : تقدر تمد يدك ؟
كانت الموافقة خفيه منها هالمرّة ، كانت قبل كل شيء فعل قبل تقول حرفين بسيطة هي ما سمحت للمشرفة تقرب وتمسكه كانت هي تمسك يده : حركها لي .. عندي
كانت المشرفة واقفه على راسها ، ومدّت يدها لكتف نصار تشرح له يمد يده لورد : مدها لها على قد ما تقدر عشان نحدد مدة العلاج ونعرف إتجاه الحركة
وده يمد قلبه مو يده يلي قدرتها ضعيفة بشكل مجنون وحسّ بالضغط من وجود المشرفة مو ورد يبي يطلّعها بأي طريقة ما يكفيه الفعل ولمح إن ورد سكنت بطريقة غريبة ووجه حواره للمشرفة : الأوراق جاهزة ؟
هزت راسها بإيه ، ونطق : ماعليك أمر أبي نسخة منها على ما نخلص الفحص الحين تكون عندي إذا تقدرين
هزت راسها بإيه تتوجه للخارج : سم إن شاء الله الحين ، ورد نفحص الكتف الحين عشان آخذ التقرير مرة وحدة ؟
تورّدت ملامحها مباشرة لأنها قربت من كتفه تلمس جرحه وإصابته يلي بقت آثارها وآثار العلاج فقط ، تحاول تحدد مدى تضرره : مع حركة يدي حرك كتفك بس
تطمّنت المشرفة إنها تفحصه ، وتوجهت للخارج مباشرة وأبعدت ورد بنفس اللحظة من توترها ، من شعورها بالنار بيدها لأنها تلمسه لكنه نطق مباشرة : بعتبرها تم ، وبكلم ذياب الحين عشان ترتاحين وأرتاح أنا ما تخافين
هزت راسها بإيه فقط تنزل القفاز عن يدها لكنها ما قدرت ما تتكلّم ، ما قدرت ما تقول : لا تقول لذياب شيء ..
ناظرها لثواني بإستغراب ، وأخذت الملف مباشرة تتوجه لخارج غرفة الفحص ودخل أسامة بعد دقائق : خلصت ؟
هز راسه بإيه ياخذ تيشيرته ، يلبسه : ذياب وينه ؟
أسامة : يكلّم قريب ، عسى الأمور طيبة وما تطول ؟
هز راسه بإيه يتمتم : إن شاء الله ، إن شاء الله خير ..
جلس على كرسيه بمساعدة أسامة يلي يدفه للخارج ، نبض قلبه من ملامح ذياب يلي ما تبيّن أي شيء كأنه جدار ونطق بمجرد قربهم منه : بشّر ، الأمور طيبة ؟
هز راسه بإيه ، ونطق ذياب : الورق يا أسامة ، لا تنساه
هز أسامة راسه بإيه ، وتسلل لنصّار شعور غريب بقلبه ما وده يقول ، وزاد عليه قول ورد له وإن كل الدلائل تبين إن ذياب ماله علم بدوام ورد هنا وعض شفايفه بتردد : ذياب
نزل ذياب راسه بإتجاه صوت صاحبه : سم
سكت ، وإستلم أسامة الأوراق : معي الورق طال عمرك
هز ذياب راسه بإيه فقط ، ومشى أسامة يدف نصار بإتجاه السيارة وركب ذياب بمكانه بكل سكون ، بكل هدوء الأرض ولا نطق حرف لو تكلم أسامة هو يجاوبه ، ولو تكلم نصار يرد عليه لكن مو أكثر نهائياً ومع ذلك كان يحترق قلبه بكل لحظة يسكت فيها نصار ويصدّع بشكل ما يتصوره بني آدم ونطق أسامة : بتروح مكان طال عمرك ؟
هز راسه بإيه وهو يحس بإحتراق أعصابه وقلبه : كلّم نهيان يجي عند بيت نصّار ، وين ما كان لا يطول
ناظره أسامة لثواني بتمنّي شديد إن نهيان يجلس عند نصار هالمرة وهو يرافقه لأنه يحس بشيء غير طبيعي ولأنه يقلق ، كثير القلق يساوره : سم طال عمرك
ما هدأ نبض نصار لكنه يشوف إنشغال ذياب يلي ما توقف الإتصالات عليه ، نزل بمساعدة نهيان يلي تزامن وصوله مع وصولهم : إنتم رايحين مكان ؟
هز أسامه راسه بإيه ، وإبتسم نهيان : وإنت بعهدتي يعني
ضحك نصار يهز راسه بإيه : الله يعين ، صرت بعهدة الورع بس وش نقول ؟ مالي حيل أقول لا ما يمدي
ضحك نهيان لأن ذياب ساكت وجواله على أذنه يبين إنه يسمع شيء أو يكلم : لا يسمعك ، ينهار الحين
إبتسم نصار لثواني يهز راسه بإيه : كل حيلي هو والله الله يديمه ، لي ألف حيل دخلني البيت ياورع إخلص
-
« مسجـد بيـت حـاكم ، الفجـر »
تلثّم يتمتم بالإستغفار ويمشي للمسجد ما بقى على الصلاة وقت وهو تأخر خروجه لأنه دوّر نهيان بالبيت ما لقاه ، أخذ نفس من أعماق قلبه : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله .. لا حول ولا قـ
سكن لسانه يلي يكرر الذكر طول مشيه للمسجد من لمح السيارة السوداء واقفة قدام المسجد يعرف إنها سيارة ولده ، ولمح أسامة الجالس فيها لكن ذياب مو جنبه توجه للمسجد مباشرة يدري إن ولده داخل ، سكن قلبه لأن الصفوف إستوت وما يشوف ولده بينهم : ذيـاب ؟
نطق قبل يصف وسكن كل قلبه من لمح ولده بالركن توه إنتهى من سنّة الفجر ، سكن قلبه لأن أسامة صار جنبه قبل يستوعب هو وضاعت الحروف بلسانه من أخذ أسامة العكاز من يد ذياب يوجهه بالكلام وإستوعب حاكم إنه جاي بإتجاهه ، بيصلي جنبه : ذياب
كبّر الإمام يصفّ الصفوف ، يترك كتف ذياب يجاور كتف أبوه ويمنع كل الحروف غير " الله أكبر " يلي نفضت داخل ذياب نفض جات بعد نطق أبوه لإسمه ، وبعد موته كان الصف يضمّ حاكم ، ذياب ، وأسامة يلي بيموت من قلقه لأن ذياب ما تكلّم بشيء ، ولا قال شيء ولا أدرك حتى إنهم لفّوا نص شوارع الرياض بسبب إنه ما حدد وجهة ولا حس الوقت وبالنهاية طلب المسجد فقط ، مسجد حيّ أبوه مو أي مسجد آخر كان يحترق ، يحترق فعلاً وبهاللحظة يحترق وسط بارد المسجد وبارد الصفوف يمكن هو النار الوحيدة بينهم ، عجز قلبه من الوجع يلي بصدره ومع ذلك كمّل يصلي بثقل الأرض كله وكل دعاه بهالصلاة " اللهم إني أعوذبك من قهر الرجال " لأن داخله مقهور ، داخله ميّت من قهره على كل شيء ويبي كل شيء ينتهي بأسرع وقت ما عاد يطيق أكثر ولا ممكن يتحمل أكثر راحت عيونه ، وراحت أعصابه ، وبتروح روحه كلّها لو ما تعدلت الأمور ..
سلّم حاكم ، وسلّم ذياب ، وسلم أسامة يتوجه للباب مباشرة وعرف حاكم إن ذياب يبيه لوحدهم : صار شيء؟
هز ذياب راسه بإيه يشد على سبحة نهيّان يلي بيده : نصّار رجال وإلا ماهو رجال ؟
ناظره حاكم لثواني ، وشتت نظره لبعيد وحس ذياب بهالشيء يحترق قلبه جمر لكنه كمّل بهدوء : رجال لو طلب منك ورد إنت بتعطيه وهذا كلامك إنت ، ماهو كلامي أنا .. طلبها منك مرّة ، وبيطلبها منك مرّة ثانية و
قاطعه حاكم بهدوء : ذياب هذا الموضوع أنا أفكـ
نطق ذياب بهدوء : إنت فكرت به ، وبتفكر به على ما تبي أنا بقول اللي عندي عن صاحبي ، وورد إنت تاج راسها
سكن داخل حاكم لثواني ، وكمل ذياب بهدوء لأنه أكثر من يفهم أبوه ، وعقل أبوه يلي يجرحه بدون ما يحس : نصار طالبها عشانها هي ، لأنها ورد حاكم ماهو لأنها ورد أخت ذياب طلبها منك ، وشروطك عليه حقك لكن ماهي حق بحقه ، شرط الدباب إنت أكثر من يدري إن الدنيا ماهي مضمونة لأحد وإن نصّار رجال عمر الدباب ما طيحه ولا يطيّحه وما ردّه عنه شيء ، يقدر له ويحبّه ، ما حرمت نهيان من الكورة قبله ولا شرطت عليه يتركها يمكن يُصاب ويصير له بلاء ، من يضمن يومه ؟
نطق حاكم بهدوء : لا ماهو حق ، الحادث راح بـ
نطق ذياب مباشرة وهو ما يبي يُقهر بهالموضوع من جديد نهائياً : الحادث كان لي أنا ، وضربةٍ لي أنا بصاحبي وإنت تدري لا تردّه به رده بي أنا إن بغيت
سكنت ملامح حاكم لأن وضح قهر ذياب بشكل مجنون على موضوع الحادث ، وعض شفايفه لثواني : وشغله ، إنت تدري وإنت قلتها قبل ما أحد يكسر رجل أحد عن مستقبله لو آخر الدنيا يلحق رزقه وتدري به يحب الرياض ولا يصبر عنها ، ولا ورد تصبر عنك إن قلت تم وعطيتها له
ناظره حاكم لثواني : وإنت وش بتوصل له يا ذياب
نطق بهدوء يكرر على أبوه سبب رفضه الحقيقي يلي هو يعرفه : أقول لك عن شروطك عليه ، وكلامك أول عن مثل هالشروط قبل تشرطها على نصار وإنه يبيها لأنها ورد حاكم ماهو لأنها أخت ذياب .. بيكلّمك أبونصار ، وبيجي لو ودّك يجي لكن لا تعنيّه وإنت ناوي الرد ، ولا تحط شروط ماهي بحقه وتقهره وإنت تعرف نصّار ونيّته
ناظره حاكم لثواني ذياب ما يلتمس " لخاطره هو " نفسه ولا يجيب له طاري لكنه يكرر " ورد حاكم " مو أخت ذياب بشكل ترك حاكم يستوعب شيء أكبر من الكلام يلي نطقه بخصوص نصار وورد ، يستوعب إن ولده شايف ومتأكد إن ماله مكان ولا خاطر عند أبوه وإنه مستوعب موضوع الرفض كله بالمعنى الخفي يلي بداخله فعلاً : رديت نصار عشانك ؟
ما تكلم ، إنما وقف ما بينطق أكثر : أعرف إن نصار رجّال يستاهل الطيب ، وأعرف إنك تحب نصار وتشهد له وبه شيء ثاني أعرفه ما ظني تجهله ورد تبي العلم منك ، ما تبي الشك ولا تستاهله ولا قد ظلمتها ، ولا تظلمها ورد عندها الدنيا إنت ، إن ما كنت ناوي توافق عطها خبر ولا تسمع من غيرك ، وعطها علم إنك تدري بدوامها ، تداوم مركزين وتحسب إنك ما تدري عنها ولا شايلٍ عنها حمل وما تعوّدت هي ..
عجز ينطق كلمة من دخل أسامة مباشرة يمد العكاز لذياب يلي لمح حاكم مشيبه قدام عينه ، لمح نهيّان يمشي مو ذياب ولأول مرة يسكت عقله مباشرة بدون ما ينطق ولا كلمة طلع من المسجد بعد ثواني لكن ما كان لذياب ، ولا للسيارة وجود وشتت نظره فقط : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ما رجعت خطوته للمسجد ، هو كمّل لبيته مباشرة يسكر الباب خلفه : ورد
سلّمت ملاذ بإستغراب من رجوعه بدري ، وطلعت ورد من المطبخ سكن كل قلبها لأن رجعته غريبة : ناديتني ؟
هز راسه بإيه يجلس : تعالي جنبي ، قهوتكم جديدة ؟
هزت راسها بإيه وهي قلبها بيخرج من محلّه من التوتر ، وإحتار حاكم يبدأ بأي موضوع بالضبط لكنه مسك يدها طال صمته لثواني ، وما عرف كيف يقول لكنه نطق بدون مقدمات ، بدون لف ودوران : نصّار تعرفينه ؟
سكنت ملامحها بذهول حس برجفة يدها داخل يده ، وهز راسه بإيه يكمل تهلل وجه ملاذ - وأخيراً - لأنها عرفت غايته ومقصده ، ونطق حاكم : نصّار رجال ماعليه غبار ، ورجّال تعرفينه مثل ما أعرفه وخطبك مني ، إن كنتي تبينه شرّعنا الباب ، وإن قلتي لا ما يلحقك شيء الأمر بيدك ، والشور شورك ولا تقولين صاحب ذياب ولا تقولين قريب .. شوفي إنتِ وش تبين ووش تقولين وردي يابوك
كانت على وشك تقوم لكنه شدّ يدها يجلسها : ما تقهويت
ضحكت ملاذ : أقهويك أنا .. تستحي ورد الحين
إبتسم يهز راسه بالنفي : تقهويني ورد ، وتسولف لي الحين كيف الدوام معها وما أقصد الدوام العادي يا ورد
برد قلبها مباشرة تناظر أبوها ، وهز حاكم راسه بإيه : ليه ما قلتي لي إنك تداومين مركزين ؟ ماهي كثيرة عليك ؟
نُفضت ضلوعها بلحظة ، وأخذ حاكم الفنجال : ولو ما قال لي ذياب ما كنتي بتقولين يابوك ؟
إبتسمت ملاذ مباشرة لكن ورد نُفض نبضها بشكل مجنون ، بشكل بيّن بملامحها وما تقدر تروح غرفتها لكن ودها ترجّع شعورها من التوتر من موضوع نصار وكلام أبوها ، ومن الحين إن ذياب قال لأبوها عن دوامها وضحكت ملاذ : روحي غرفتك يا أمي ، روحي وين لقيت ذياب حاكم ما جاء ؟
لف نظره لورد يلي طلعت الدرج ركض بدون ولا كلمة الواضح إنها ما إستوعبت ولا شيء ، وشرب من فنجاله : صلى معي الفجر ، وقال لي ..- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...