-
" بـالأمـس "
مسكت طرف كمّه وتحس أناملها يلي تلامس باطن كفّه ، تحس رعشة يده أصلاً وهز راسه بالنفي : لا تردّيـني
تدري إن أصلاً قلبه يموت وسط داخله من نظرتها ، من إن فعلاً وصلت أقصاها من هذا اليوم وهزّت راسها بالنفي لأن آخر شيء تتحمّله هي روحته ، وإنها تجلس على أعصابها بإنتظاره وقبل حتى تنزل دموعها يلي غرّقت عيونها بشكل يخافه هو ، بشكل يرعبه لأنها نزلت على يديه وموتتّه والحين إحتمال تنهيه لو نزلت من جديد وبردت خطوته يضمّها كلها لصدره ، يقبّل جبينها من رفعت نظرها للأعلى تكتم دموعها لكن محاجرها تحترق من إحمرارها : خلاص
هزت راسها بالنفي تشدّ ثوبه بشكل قطع له قلبه تماماً يحاوط وجهها بيديه : وش تبين يصير ؟ قولي لي
عضّت شفايفها تهز راسها بالنفي : ما يصير ولا شيء ، اليوم بس صار كثير ويكفي ما أتحمل أكثر ولا أبي !
ناظرها لثواني لأن بعيونها خوف ، لأن فعلاً ترجّفه بهاللحظة وإنها تبيّن له إن ما ودها بشيء أكثر وهز راسه بإيه بقيت بحضنه لثواني طويلة يقبّل جبينها : أرتاحي
هزت راسها بالنفي من تحرّك ما تأمنه : ما بتروح ؟
هز راسه بالنفي : ما تبيني أروح ، إرتاحي وجاييك أنا
تنفسّت رعبها كله من خرج من الغرفة ، من أخذت نفس من أعماق قلبها تبي تعدّل نفسها ، ووضعها وتوجهت لدورة المياه - الله يكرمكم - تغسّل يديها ، الميكب يلي بملامحها وتعدّل نفسها ودها تهدأ ، ودها تتنفّس لو شوي وعدلت نفسها ، وشعرها كانت تتمنى تخرج قبل يجي عشان تبدّل لكن ما حصل من فتحت الباب وهو قدامها ، من إنتبهت لنظراته لها : تعالي يمي
هزت راسها بإيه تاخذ نفس من أعماق قلبها وجلست بجنبه من لف نظره لها يمد لها كأس المويا وسكنت ملامحها من إشارته يلي تركتها ما تكمّل شربها : إرفعيها
هزت راسها بالنفي بتردد : ذياب ، أنا أتصرف معاها بعدين
ناظرها لثواني فقط ، وعدلت جلوسها تبعد عنه جزئياً لجل تقدر ترفع قدمها له ، إنتبه لشدّة تمسكها بالروب لا يُكشف وهي تحاول تمثّل إنه عادي ، وإنه ما يهمها لكن إنتبه إن ودها تغرق بكأس المويا يلي تشرب منه : قصيد
ما تكلّمت من كانت قدمها بحضنه ، من لف نظره لها ترفع نظرها له لكنها ماتكلّمت يشوف إحتراق ملامحها من الخجل وما تكلّم غير إنها شافت - شنطة إسعافات بجنبه - : وش قالت لك
هزت راسها بالنفي : ما أبي نتكلم عنها
هز راسه بإيه بهدوء : ما تبين نتكلم عنها ، وما تبين أشوف رجلك ، وما تبين أروح لها ، وما تبين أقرب لك ، وش تبين إنتِ ؟
ما توقّعت بشكل خوفها لوهلة لأنه قال هالكلام وهو يمسح على جروح قدمها ولا لف لها ، عضت شفايفها ألم لوهلة وسرعان ما إستوعبت إنه قال هالكلام لجل يخوّفها فعلاً ، لجل ما تحس المسحة الطبية : ليش تسوي كذا ؟
هز راسه بإيه بهدوء لأنها فهمته : لجل تقولين لي ، وش قالت لك ؟
عضّت شفايفها تشتت نظرها لبعيد وما كان ودها تتكلّم لكنها شبّكت يديها لوهلة : ما فهمتها ، ما عرفت كلامها كانت تتكلم عنك ، كانت تقول يدك قوية ويدي أنا
لو قالت تهديدها ، وبإنها " تكسر يدها " تعرف إنه ما بيجلس بهالهدوء يضمّد قدمها وهزت راسها بالنفي ترفع أكتافها بعدم معرفة : قالت كلام كثير ، عنك عن البر وقالت كانت عندها عذبة ، كانت وإن إنت قتلتها
رجفة نبرتها بـ" إنت قتلتها " تركته يوجه نظره لعيونها بالذات ، لمح الخوف بملامحها من تلعثمت كلّها من نظرته ترجف لوهلة وضيّعت حروفها : ما أعرف ، قالت إن عشاني بعدين قالت منك ما أبي شيء منك يا عـ
بترت حروفها كلها ما تكمّل ، وهز راسه بإيه بهدوء : يا ؟
شتت نظرها لثواني تحاول تسحب قدمها : يا عذبـته
ثبّت قدمها بحضنه بهدوء ، ما تكلّم بشيء تشوفه يضمّد جرحها يلي كان من الكعب بعد ضربة العجوز ، يهز لها قلبها خجل ، وإحراج إن قدمها بحضنه ، على ثوبه بهالشكل ورجف قلبها تثبت روبها لأنه إنتهى من الضماد يلي صار يحاوط قدمها وإنه ساكن تماماً : خلصنا ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : قلتي كلامها ، ما قلتي وش صار
تقوله إنها سحبت سلسالها بالقوة ؟ وإلا تقوله إنها ضربتها بشكل مؤلم بعكازها الخشبي على قدمها ، وإلا تقوله " تهنّي معه كانك تقدرين " وهي بدون لا تقولها تشوف ثاير النار منه وهزت راسها بالنفي بهمس : لا
لف نظره لها لثواني وهي كلها تتوتر إن قدمها بحضنه ، كلها تخجل لأن ما تتخيل بكل الأحوال وتنحنحت تنزلها عن حضنه لكنه أشّر لها تقرب منه وبالفعل هزّت راسها بالنفي بتردد : ذياب لا تفكر بالليّ صار ، ولا فيها اليوم
هز راسه بإيه فقط تتغيّر ملامحها من مدّ يده يبدل مكانها لحضنه ، من عجزت تتنفس لأن يده أبعدت الروب عن نحرها وعنقها لكن مافتحه أكثر وهزت راسها بالنفي تمسك يده : وش يفيد إنك تشوف طيب ؟ عشان تزعل؟
ما كان منه كلام لأنها مسكت يدّه بشكل يوتّر عروقه ، يوتّر عروقه غضب ، ورغبة ما تُجادل تشوفها من عينه : عذبته
رجف قلبها لأن يده على خصرها ، لأنه كرر " عذبته " بشكل غير طبيعي ولو عنده معرفة بسيطة بالعجوز حسب ظنّه فهي وصفت أكثر ، وشرحت أكثر ووصفت قصيد على كونها ذات العذبة وبذات أوصافها ولهالسبب جرّحت منها عنقها وحس بإن عقله يفصل : أقربي
كان يبيّن خوفها بشكل غير طبيعي ، بشكل غير منطقي لأنها تعرف نيّته وخافيه لكنها إنحنت تسمح له يقبّلها ، تسمح له يسرق نفسها من نفسها ورجّف لها قلبها لأنه يقبّلها بشكل تعرف نهايته وآخره وش بيكون ، من تغيّر المكان كله من وقوفه ، من ما صاروا على الكنب كان يحملها بحضنه وهمست لثواني : ذياب
من كان وده يتأكد من شيء واحد وقت تركها على السرير وتأكدّه كله من قبّل عنقها لكن يدّها شدت عليه تبيّن إن الجروح توجعها للآن وما تكلّمت ، ما بيّنت ألمها لكنه شافه بملامحها شديدة الإحمرار ، شافه بعيونها ، بأنفها ، وبنبضها يلي يثّور عقله من شدته ويشوفه بكل وضوح بعنقها : قصيـد
-
ما إنتبهت إنها بمجرد إسترجاعها لهالأحداث نبض قلبها بشكل مجنون ، بشكل غير عادي ما تتذكّر إلا إنه لجل وجعها تمالك نفسه ، ولجل إنها نامت بشكل غير مسبوق بحضنه لكن الغريب ، تتذكر إن الروب كان على جسدها ويغطيّها وتصيبها رهبة داخل ضلوعها للآن من حركته وسهولتها كيف مد يده لربطته يلغيها ، يبيّنها كلها قدامه والخافي يلي ما تدري به قصيد ، إن فعلاً وقت نامت بحضنه هو حلّ عقدة الروب " يغضب على نفسه " ، ويشتم نفسه ألف مرّة وهمس جملة وحدة من تردد كلمة العجوز ونداها بباله " الظاهر إنك عذابـي " وما تدري هو نام ، وإلا ما نام لكن هو مات من هواجيسه كيف هي بحضنه مستحيلة ، وهو يسكّت كل ما به لجل جروحها وخرجت من الشاور تجفف مبلول شعرها ، تتوجه لدولابها تختار لبسها ، تختار عذابه الأكيد من كان إختيارها فستان " أبيض " كل تفصيله بإنه يتزين بالفصوص من حد الصدر ، يمسك على خصرها ويوسع من بعده بطُول خفيف يوصل لأعلى ركبتها فقط وتنحنحت تتورد ملامحها لكنها همست : عادي
وهذا الستايل يلي هي تحبّه ، وتتقبله دائماً ولفّت نظرها لجروح عنقها تحتار بين إنها تغطيها ، أو تتركها وهزت راسها بالنفي : على أساس ما شافها وما شفتها أنا ؟
طلعت من الغرفة تتوقع وجوده بالصالة عندها لكن ما كان ، وسمعت صوته بالأسفل تتوجه للدرج بتنزل له وبالفعل كانت تنزل لحد ما سكنت ملامحها من جلوسه ، من الأوراق يلي على الطاولة أمامه ويلي بيديه ، من دلة القهوة وفنجاله وإنه ما إنتبه لنزولها ووقفت هي ودها تتأمله لثواني ، ودها تتأمل تشميرته لأكمام ثوبه وفز قلبها من كان يتكلم تنتبه على السماعة يلي بأذنه : صحيح راجع المكتب وتواصـ
بترت حروفه من كانت بالدرج وقت إلتفاته ، لأول مرة يسكت بهالشكل لأنه ضيّع وش كان يقول أصلاً من جات لعينه مستحيلة ، كلها مستحيلة من فستانها ، من شعرها ، من تورًد ملامحها ، من نزولها ووقوفها تتأمله وشتت نظره عنها : تواصل مع أسامة ثم كلمني
قفّل يترك أوراقه : خلّك فوق لا تنزلين تحت
هزت راسها بالنفي تكمل مشيها للأسفل ، وله رغم خجلها : وما أتقهوى معاك؟
هز راسه بالنفي يرفع نظره لها : تتقهوين معي فوق
كان منها الرفض تكمّل خطواتها للأسفل : أحب هنا
كانت تنتبه لنظراته ، لإنه وقف لها هي توجهت له تتركه ينحني لها يقبّل خدها ، طال إنحناءه وطالت قُبلاته لخدّها ، نهاية فكها وأول عنقها يلي ما قربّته الجروح تحسّه ياخذ نفس منها لأعماقه ، ياخذ عطرها ، وريحة المسك ، ويحاول يرد جزء من ثقله يلي ضيّعه وإنتبهت لهالشيء تحس نبض عنقها تحت شفايفه وتخجل : إنت سويت القهوة؟
هز راسه بإيه وهو طول عمره يتقهوى بنفسه ، وإبتسمت لأنه عادي تماماً دلة ، وتمر ، وفنجالين بدون أي إحتراف آخر ووسط زحمة أوراقه لكنها رجعت تتذكر : متى صحيت
جلس يجلّسها بجنبه ، يقهويها بنفسه وتنحنح : الظهر
هزت راسها بالنفي لثواني : يعني ما يعتبر نمت ؟ قبل الزواج ما نمت أعرف كان عندك إجتماعات وأمس خرجت للفجر بعدين رجعت ؟ ومتى صحيت بعدها
هز راسه بإيه : صحيت الظهر للصلاة ، ثم قيّلت هنا
ناظرته لثواني بذهول : ليش ما جيت فوق عندي ؟ لـ
بترت حروفها كلها تخجل مباشرة ، من أول مجيئها تحس نظراته عليها ، تحس صمته وسكونه والحين تحس حتى الإبتسام المخفي خلفها من تلعثمها ومدّ التمر لها قبل القهوة لكنها هزت راسها بالنفي : لا أبي القهوة بس
هز راسه بالنفي يردّ بنفس أسلوبها : تبين وبتاخذين ، القهوة تحرقك
_
« بيـت حـاكـم »
نزلت بتمللّ غير عادي لأن مشرفتها إتصلت بنص نومتها تبلّغها إن عندها موعد ، وإنّها لازم تحضر وتجي وعدلت عبايتها : نهيّـان ، أبيك توديني مالي خلق أروح لحـ
بُترت جملتها كلها من كان أبوها بالصالة ، ونهيّان ، ونصار المبتسم بشكل - يضحّك - لكنها شهقت تتغطى بدون مقدمات لأن ملامحها تبيّن غضب ، لأن مالها نفس وما كان ودها تصحى أصلاً والحين تحس الدوخة إن نصار عندهم وضحك نهيّان : تعالي تعالي زوجك مو غريب
ما قاوم حاكم الإبتسام لأن فجعتها لا تصدق ، ورجعت خطوتها للأعلى مباشرة تعدل نفسها ، وتتعدل وترجع تنزل من جديد تشوف إن نهيّان ميت ضحك ، وملامح نصار على وشك تتفجر من مسكه لضحكه وإبتسم أبوها : تعالي ، مر علينا نصار يقول عنده موعد عندكم بالمركز
ناظرته بذهول تشهق : الموعد اللي مصحيني عشانه ؟
لف حاكم نظره لنصار يلي أشّر لها بالسكوت : تصحي بنتي عشان موعدك يانصار ؟
هز راسه بالنفي وهو - مذهول - لأن ما توقعها تفضحه ولأن من أمس يرسل لها وما ترد لو ردّت يكون ردها كلمة وترجع تكمل نومها : دوامها دايم أولوية ياعمي
هز حاكم راسه بإيه : ووش بتسوي بدوامها لا رحت هناك
لف نهيّان نظره لأبوه بإستغراب : وين تروح ؟
حاكم :بعد ما يخلص نصّار علاجه ، يباشر دوامه بالخارج
سكنت ملامح نصّار لثواني ، وسكنت ملامح ورد بالمثل لأن هذا ما يدرون به كثير والحين ينطقه حاكم بهالشكل ورفع نهيّان حاجبه : شلون ؟ كم تروح وين تروح ؟ برا ؟ تنحنح نصار بهدوء : حدود الأربع سنين إن شاء الله ، إن تمّت على خير بإذن الله
هز حاكم راسه بإيه : أربع سنين وإحتمال تزيد ما تقل
حسّت ورد إن الحوار بيتوجه لمكان محدد ، وما تكلّم نصار لأن نفس إحساس ورد صاب داخله لكن حاكم هز راسه بإيه فقط ينهي الموضوع كله : الله يكتب لكم الخير
ناظره نهيّان لثواني بذهول : شلون ؟ بيروح نصار وإلا بتروح ورد معاه وإلا كيف الوضع وش الله يكتب الخير
رفع حاكم أكتافه بعدم معرفة يمسك جواله يلي يرنّ وكل إنتباهه صار له ، ما نطق لحد ما وقف : إذا كانت زوجته بياخذها ، وإذا كانت باقي بنتي وبعهدتي تجلس معي
لفت ورد نظرها لأبوها لثواني بذهول لأن هالجملة عبارة صريحة على عدم ممانعته ، وهز نصار راسه بالنفي لثواني : قال إذا زوجته ياخذها ؟ عادي يعني ؟ آخذك ؟
ناظره نهيّان بذهول : تستهبل ؟ وين تاخذها ؟
ما أستوعبت ورد يلي لفّت نظرها تجاه مكتب أبوها يلي دخل وسكر الباب خلفه : كيف ؟ وش يعني ياخذني ؟
إبتسم نصار يعدل كتفه : يدري إنك عند رجّال ، حتى الحين يوم جيت قال ورد تروح معك شكله يحبني
هز نهيّان راسه بالنفي بعدم تصديق : والله تارك الدنيا ، شكله للحين بفوضى الزواج ما صحصح وإلا إنه مستوعب إنه زوّج ذياب وخلاص ما عاد يدرّك شيء بعده ولا يهمه
ضحك نصّار يوقف : تتوقع بجلس لين يغيّر رايه ؟ لا ياحبيبي مشينا ياورد ، الدوام ما ينتظر يا بنت الحلال
ناظرته لثواني ، وكشّر نهيان : ودوامها إنت يعني ؟ وع
ضحك نصّار بذهول من مشى نهيّان لمكتب أبوه ، ووقفت ورد بمكانها بعدم تصديق : فهمني ، وش هذا كله ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : شكلها دعوة أمي ، تأخرنا يالله
ناظرته بذهول من لمحت نهيّان دخل مكتب أبوها ، ولفت نظرها له ما تستوعب : باقي بالحلم ما صحيت ؟ أبوي أنا حاكم يبيني أروح معاك الدوام وراضي بكل شيء؟
ضحك بذهول يناظرها : شفيك تحسسيني إن فيني بلاء ما تروحين معي ! زوجتي على سنة الله ورسوله ترى !
هزت راسها بالنفي : يعني ما أدري إنك زوجي بس أقصد شلون كذا ؟ كيف كذا ؟
رفع حاجبه بعدم فهم : وش شلون كذا كيف كذا ؟تساؤلات مالها داعي ريحي عقلك يابنت ومشينا الحين
كتمت السؤال بداخلها تمشي للسيارة معه ، وركبت بجنبه لكن لمح نصار كم الأسئلة بعقلها : ورد وش فيه ؟
_
« المكتـب »
سكر حاكم جواله ينزله بهدوء فقط على دخول نهيّان المذهول : وش اللي صار توّه ؟ ليه سمحت على طول ؟
رفع حاكم حاجبه مباشرة : تحاسبني؟
هز راسه بالنفي مباشرة : لا ، بس أقصد وشلون راضي ؟ يعني إذا نصار قال زواج بيتزوجون وتروح معه ورد برا ؟
هز حاكم راسه بإيه : ما بيصير زوجها ومكانه مكانها ؟ ناظره نهيّان بذهول : إنت شلون مقتنع !
نطق حاكم بشبه غضب : نهيّـان ! وش تناقشني عليه ؟
هز راسه بالنفي بعدم تصديق : سلامتك آسف ، أمي ببيت جدي صح ؟ بروح لها أودي ديم عندهم ثم بروح لبيت عمي تركي إنت بتروح مكان وإلا بتجلس ؟
حاكم بهدوء : وش تبي من عمك تركي ؟
هز راسه بالنفي يبتسم : كم إستفسار بسيط بس
هز حاكم راسه بإيه يوقف بعد ما وصلته رسالة وحدة لجواله ، يخرج من المكتب وسط ذهول نهيّان يلي تبع أبوه للخارج يشوفه يركب سيارته ، ويحرّك فقط : وش هالغرابة طيب رد علي ؟
عدلت عبايتها لأنه يكلم نفسه وواقف بالخارج : نهيان ؟
هز راسه بإيه : لا جده ، ساعة تتجهزين ديم ؟
كشّرت مباشرة : مو نصار عندكم ؟ ما قلت لي مشى
ركب بمكانه تركب بجنبه ، ورفعت حاجبها : سلامات؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : سلامتك إنتِ ، مطولين هناك؟
هزت راسها بإيه : مطولين ، عندك شيء ؟
نهيّـان : بروح لبيت عمي تركي ، والعيال عنده أصلاً ناويين يسافرون وعزموني معهم وش تقولين ؟
ناظرته لثواني بإستغراب : مين العيال ؟ عيالهم ؟
هز راسه بإيه : جو خوياهم من الكويت ويضبطون جدول يبون يسافرون وقالوا معانا ، أنا ونصار محفولين مكفولين
ضحكت بذهول تناظره لثواني ، وهز راسه بإيه : صدق
هزت راسها بالنفي : ونصار بيروح يعني ؟ ما بيروح
هز راسه بالنفي : نصار مرتبط عنده إلتزامات ما بيروح
ضحكت بعدم تصديق : وإنت فاضي ماشاءالله يعني ؟
هز نهيان راسه بالنفي : لا ، عندي إلتزامات الكورة بس أ
ما كمّل جملته من إستوعبها يتراجع : بعدين أنا قلت نسافر أنا وإنتِ لين يستقر الوضع وتشوفين دراستك
هزت راسها بإيه فقط لأنه تعدّل ، وضحك يوجه نظره للشارع : أحبك ديم ، ما تحبيني إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي ، وضحك لأن يشوف العكس وما يبي منها كلام أصلاً : طيب ، إذا عندكم فعاليات إرسلوا لي
ناظرته بذهول لثواني : بتروح بيت تركي وش تبي فينا ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : ما أحب أفّوت شيء تعرفين
هزت راسها بإيه بهمس غير راضي نهائياً : كيف ما أدري
وقف قدام بيت جده يلف نظره لها من نزلت ، وضحك فقط لأنها تتهرب من كل الكلام ، ما تعرف تواجهه ، ما تعرف تكلّمه بشيء تعرف تتهجم وبس ، وتعرف تلتفت له بكل مرة وضحك يرسل لها قُبلة لأنه كان يعدّ لها " واحد ، إثنين " ومجرد ما نطق ثلاثة هي لفت تجاهه يفتح الشباك : أدري تحبيني وإلا ليه تلفيّن لي دايم يا ديم ؟
كشّرت رغم إن داخلها ضحك ، وضحكت وسن يلي جالسة بالحديقة وسمعت : عصافير الحب
ضحكت ديم : تكفين ، البنات مو معاك الحمدلله !
هزت وسن راسها بإيه : يحللون داخل ، راسي إنفجر والحمدلله طلعت أكلم أبوشدن لقيت شيء أحلى منه ضحكت وسن بسرور : والله مبسوطة بس تراكم مو أحلى من أبوشدن ، سياق الجملة بس وإلا وش إنتم عنده ؟
ضحكت ديم تتوجه للداخل ، تلقي سلامها يردّون كلهم تحس الإبتسامات من طريقة ردهم قبل لا تشوف ملامحهم المبتسمة وضحكت علياء مباشرة : هلا بنتي
إبتسمت ديم بإستغراب : هذا الترحيب لي أنا ؟
هزت علياء راسها بإيه : أم الحفيد ، الترحيب كله لك
إبتسمت ملاذ تترك فنجال قهوتها : تو الناس
هزت علياء راسها بالنفي : أنا شفت لي صغيّر بالحلم يلاعبني وقلت الله أعلم إنه ولد نهيّان خلاص ما غيره
إبتسمت وسن يلي توّها دخلت على هالجملة من علياء ، وإنتبهت درّة : وسن حبيبتي وش عندك اليوم كله أبوشدن وأبو شدن وكل شوي إتصالات ومكالمات ؟ غريبة
سكنت ملامح جود تلف نظرها لوسن : هذا صار وقت حملك بشدن بس كل شوي يدق ! وسن !
من تورّد ملامح وسن الغير طبيعي ، وإنها ضحكت تعالى الصراخ بلحظة بعدم تصديق ، تعالت أصوات التباريك و" ماشاءالله " وشهقت توق : وسن الزواج ما جلسـ
صرخت مباشرة : قولي ماشاءالله ! كنت شاكه بس قلت ما بتأكد إلا بعد الزواج عشان ما أشيل هم وقتها وتأكدت اليوم والحمدلله كل شيء تمام أنا والولد يلي له شهرين وشوي ببطني ما دريت عنه
ضحكت ديم : يعني إنت كانت نيتك بعد ما تزوجين البنات بس خلاص زوجتي ذياب تطمنتي عليه يكفي
هزت راسها بإيه تتمدد : الصدق ؟ إي والله خلاص زواج ذياب وقصيد المهم وإنتم عاد بكيفكم تتزوجون تعنسون يصير اللي يصير خلاص سبع سنين قدام ما ودي زواج طلعت كل طاقتي بزواج ذياب
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : الله يتمم لك على خير ما قصرتي أمس كلنا نشهد ماشاءالله ، بس إرتاحي خلاص
هزت راسها بإيه تبتسم : برتاح الحين دلعوني بس يستاهل ذياب ، قولي له وسن شالت الليلة عشان يدري يمكن يسجل لي ناقة بإسمي تعيّشني أنا وعيالي
-
« بيـت تركـي ، العشـاء »
إبتسمت سلاف يلي تسمع صراخ العيال بالملحق لأنهم يجهزون لرحلتهم ، وكل ما كان السؤال " متى رحلتكم " ، يكون الجواب بدون أي تفكير أصلاً " لا جات قصيد " لأنهم بيمشون الكويت ، ومن الكويت يكمّلون دربهم لكن كل هذا بيصير بعد ما تجي قصيد ويشوفونها وأساسا هالإسبوع ، إسبوع مُفترق طرق كلٍ يرجع لديرته من كل أفراد آل نائل بين الكويت ، والشرقية ، وكل أرض : بيحس البيت بوحشة ما حسّها قبل ، يعني الحين ضجة الصوت تغطي شوي لكن وقت يمشون كلهم ؟ قصيد وببيت زوجها وعذبي مسافر والباقيين كلهم بيمشون
هز تركي راسه بإيه يسكّر الملف قدامه : نرجع قصيد من بيت زوجها وعذبي الحين نقفّل عليه ما يروح مكان
ضحكت تهز راسها بالنفي : وهذا الحل يلي شفته ؟ هز راسه بإيه بجدية : جايبينهم ويمشون بدري ويتركونا ؟ تو الناس ياسلاف وعذبي إن قال زواج قبل لا يصير عمره ثلاثين ضربته
ضحكت بذهول منه ، وضحك عذبي يلي كان داخل وسمع أبوه وكلامه : طلعت تحبّني ودايم تتغلى علي كأن ما قبل قصيد ولا بعدها أحد ، بيّن لي ما أردك ياشاعري
ضحكت سلاف بذهول من عبط عذبي يلي توجه يضمّ أبوه الجالس على الكرسي ، يقبّل راسه وما إستوعب تركي يمسك ملامح ولده : قصيـد ؟
ضحك يهز راسه بإيه : ليتك تشوفني قصيد ! ليتك
إبتسم تركي من شعر ولده يلي رجع يطول ، وبعثره هو له هالمرّة : ما ودك تحلّق إنت ؟ مالك نية تعتدل ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : سلافك تحبني فيه وهو كذا ما تهمك ؟ عمي تميم قال بيمشي الشرقية الصبح ويبينا كلنا بالكوفي اليوم ، يقول بيحضّرنا عنده
رفع تركي حاجبه لثواني : يبينا كلنا ؟ مين كلنا ؟
هز عذبي راسه بالنفي : لا قصده يبينا كلنا الشباب مو إنـ
ضحكت سلاف بذهول لأن تركي ضربه مباشرة ، وضحك عذبي يوقف من على المكتب لكن تركي ناظره بذهول : وش تقول عني إنت يا ولد !
ناظره عذبي بذهول : والله إنت تلعب ياحضرة المحامي ، عند سلاف وقصيد أنا الشايب عشان يقولون لك سيد الشباب والحين يوم قلت أنـ
صرخت سلاف من ضحكها لأن تركي يناظره بذهول وما إستوعب عذبي إنه جاب العيد لحد ما وقف له أبوه يتركه يركض كله من خوفه للخارج ، وجلس تركي يسمع شهقة ودّ يلي كانت جاية للمكتب وتفادى عذبي إنه يصدمها لكنها تلعثمت تضيّع كلامها : أمي تقول بتروح معاكم
هز راسه بإيه : أمك مين قال لها بنروح ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : خالي تميم قال كلنا بنروح
هز راسه بالنفي : قولي لها يقول خالي روحي مع عذبي ولده ، قولي له يوديك المكان يلي تبينه
ضحكت سلاف : تعاقبه بـ لتين يعني ؟ ود روحي معاهم
طلعت ودّ تتوجه للخارج ، ورفع تركي حاجبه : وش ؟
هزت راسها بالنفي : أخاف على ولدي من لتين لحالها
ضحك يهز راسه بالنفي بعدم إهتمام : وترسلين بنتها معهم ؟ تحامي لأمها ما تدافع عن ولدك صدقيني ، كلمتي قصيد ؟
هزت راسها بالنفي ، وإبتسمت من وصلتها رسالة من قصيد : حبيبتي توها ترد تقول الحمدلله تمام
ترك ملفه يقرّب من سلاف ، يشوف المحادثة كلها ونطق برغبة خفيّة : تدقين عليها ؟
هزت راسها بالنفي : أدق عليها الحين ؟ ليه أدق عليها
هز راسه بالنفي : لا مشيت العشاء بتدقين عليها أدري ، دقي الحين ذياب تلقينه بالمسجد ما بقى عالإقامة شيء
لأنها إتصلت بدون مقدمات ضحك تركي يمسح على ملامحه ، وإبتسمت قصيد ترد مباشرة : أهليـن
ضحكت سلاف لأن تركي بس إبتسم من صوت بنته ، وتعالت ضحكاتها بشكل ترك قصيد تضحك بشكل ترك قصيد تضحك بإستغراب : ماما ؟ ليش تضحكين ؟
إبتسم تركي يشد على كتف سلاف : شافت إني ذبت بثوبي وتضحك علي الحين ، تفرح علي أمك يا قصيد
إبتسمت بحب يشّع من ملامحها مباشرة : حبيبي بـابـا
صرخت سلاف لأن تركي ضيّع علومه ، وضحكت قصيد تصبّ لها قهوة وتحاول تسمع أمها لكن تورّدت ملامحها من إنتبهت لذياب يلي إنتهى من وضوءه يرجّع أكمام ثوبه المشمّرة لوضعها ، يتأملها بطريقة - تخجلها - وسمع وأكثر من إبتسمت سلاف من أول ما خرج تركي من المكتب : حبيبي بابا ؟ ما صارت حبيبي ذيـاب ؟
إنتهت تماماً لأن ذياب سمع ، لأن ذياب إبتسم بشكل حرق دمها من الخجل يتوجه للباب ويخرج وضحكت سلاف من صمت بنتها وصوت الباب : بسم الله على قلبك يا ماما ، راح ذياب الصلاة ؟
هزت راسها بإيه تاخذ نفس : إيوه ، كيف الحال ؟
ضحكت سلاف مباشرة تهز راسها بالنفي : الحمدلله الحال تمام بس ما تضيّعيني ، كيف الوضع معاك الأمور تمام ؟
_
« المركـز »
رفعت أكتافها بعدم معرفة : ما فهمت يعني وش القصد
ناظرها لثواني بعدم إستيعاب : ورد لنا ثلاث أيام نتناقش على نفس الموضوع وش اللي ما فهمتيه بالضبط ؟
كانت تألمه بدون لا تنتبه لكنه ما يوضح ، وتركت كتفه توقف لثواني : ما فهمت يعني عادي عنده أروح بعيد ؟
هز نصّار راسه بالنفي يناظرها وهذا كان محتوى الجلسة من بدايتها ، لحظة علاج وحدة وتمرين ، ولحظات من التساؤلات والوقوف : عادي عندك إنتِ ؟
كان الإستغراب من ورد على سؤاله - بعدم إستيعاب - لكنه هز راسه بإيه بجديّة : صدق ورد عادي عندك إنتِ ؟ ما فيه تعليق من أول ما قلت لك غير إن أبوك ما بيسمح ، وأبوك ما بيوافق واليوم وافق وتستغربين ليش
هزت راسها بالنفي لكنه قاطعها قبل تتكلم : موقّف إستيعابي وش يعني الكلام هذا كله ؟ ما تبين تروحين ؟
ناظرته لثواني وهي ما تدري وش تبي بالفعل لأنها مصدومة ما توقّعت وإنتبهت إنها عبّرت عن عدم توقعها - بطريقة خاطئة - من إستغراب ملامح نصّار قدامها : لا مو عن كذا بس ما توقعت يعني لكن الحمدلله ؟ نقفل
ما كان مقتنع تماماً لأن فيها إختلاف غير طبيعي ، وشتت نظره لبعيد من دخلت المشرفة : ورد ، إنتهت الجلسة ؟
هزت ورد راسها بإيه : خمس دقائق وتنتهي ، ليه ؟
هزت راسها بإيه : مريني مكتبي مباشرة أول ما تنتهين
رفع حاجبه لثواني من خروج المشرفة : وش الموضوع ؟
رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : مد يدك لي
هز راسه بالنفي : الحين مد يدك لي بعد ما كسرتي كتفي ؟ ، بدور لي دكتور غيرك ما يسرح ويعالج بكيفه
ضحكت بذهول تناظره : مستحيل ما أوجعتك !
كان على وشك يقول الحقيقة وإنها مو حوله ولا حول الجلسة من إنشغالها لكن من نظرتها الحين هو هز راسه بالنفي : صحيح ، خلصنا حنّا الحين ؟ كم باقي ويرجع طبيعي طال عمرك ؟
هزت راسها بإيه : باقي تلتزم طال عمرك لأني أشوف إنّك ما تشد إلا بالجلسات ، تروح البيت وش تسوي ؟
ميّل شفايفه فقط يمد يده لتيشيرته لكنها هزت راسها بالنفي مباشرة : ليش ؟
ضحك لثواني بإستغراب : ما ألبس ؟ ما عندي مشكلة
نطقت المتدربة يلي كانت عند الباب يلي ما قفّلته المشرفة تماماً من وقت خروجها ، وسمعت : إنتهت الجلسة ، ورد تفضلي على مكتب المشرفة لو سمحتي
تُوردت ملامح ورد بإحراج غير طبيعي من ضحك نصّار بعدم إهتمام يلبس تيشيرته ، إنتبهت إن نظراته ما تبيّن - عادية - بينهم نهائياً وتوتّرت لوهلة : يارب ما سمعت
هز راسه بالنفي : وش عليك منها لو سمعت ؟
ما كان منها الإعجاب تناظره : مكان دوامي نصار
هز راسه بإيه : أحب العمليين ، بس ينتهي دوامك معي
هزت راسها بالنفي : كيف يعني ؟
هز راسه بإيه : يعني ما كان عشاني إنتِ مكمّلة دوامك بهالمركز أكثر من الثاني اللي أبوك يبيه ؟ خلّص وقتي
إنتبهت لوجود المتدربة يلي تشوف للآن ، وشدّت على يد نصار يلي بطريقة ما دائماً تستقر على طرف اللابكوت : داومت عشانك اليوم بس ما يعني ما عندي غيرك
ناظرها بذهول يضحك ، يعدل وقوفه ويطلع خلفها من مرّت هي من الممر قدامه لكن إستوقفها شخص : ورد
سكر نصار الباب خلفه توقف خطوته ويضبط عقله بإنه - دوامها - وطبيعي بتصادف مراجعين يكلّمونها إن إستدعت الحاجة لكن مراجع بطوله ، وفارع بصحّته ما يبين عليه شيء يحتاجه غيّر عقله يمشي بإتجاهها ، هزت ورد راسها بإيه : تقدر تتواصل مع المشرفة بتحدد لك
لفت نظرها بإتجاه نصار يلي صار جنبها : نصار ؟
شتت نظره لبعيد بهدوء : وش مشكلته ذا ؟
ورد بإستغراب : مراجع ويسأل ، وش يعني ؟
هز راسه بإيه : والمراجع لا جاء يسأل يقول ورد حاف ؟
ناظرته لثواني لأنها تشوف منه نظرة غريبة : وش نصار ؟
طلع المراجع يفتح باب مكتب المشرفة من جديد : ورد
هز نصار راسه بالنفي مباشرة لأنه نطق إسمها ويأشر لها تجي : لا أنا أهد له فمه الحين
مسكته بذهول لأنه فعلاً بيمشي له : نصّار ! لا تفشلني
ناظرها لثواني من ذهوله فقط ، بداية ما كانت تستوعب إنها بتروح معاه لمكان ، والآن " لا تفشّلني " : تم
سكنت ملامحها بذهول تبرد خطوتها مباشرة من نفض ذراعه من يدها يتوجه للخارج وعضّت شفايفها : مجنون
_
« طريـق الكـوفي »
طول الطريق فعليـا كانت لتين بمكالمة مع سوار كالعادة وكل شوي تدقّها ود من الخلف لأنها تدخل بتفاصيل عميقة وشهقت لتين شفتيها ؟ تبارك الخالق أذكرها هالطول صغيرة متى صارت كبيرة ماشاءالله تبارك الله ؟
هز عذبي راسه بإيه : عمتي ما يصير اليوم كله تمدحين ولا تقولين لي ، دامهم حلوات شحقه ما تخطبين لي ؟
هزت لتين راسها بإيه مباشرة تضحك من إسلوبه ، ولهجته : صار يتحچى لغات بعد ، سوار لا وصلت أكلمج
تنحنحت ود وهي عرفت نيّة أمها : ما يجوز ماما حرام
هزت لتين راسها بإيه : حرام بس على عذبي مو حرام يقولك إخطبيها لي ، هذا الله يسلمك تذكر جيران أم ناصر ؟ جارتها وأختها بعد بنتهم الصغيرة إسمـ
ما عاد يسمع حرف ، ولا عادت لتين تعرف تتكلم من فتحت ود الشباك يصير صوت الهواء مزعج مع سرعة السيارة وتحججت بعد صراخ أمها : فتح من نفسه
كان يكتم ضحكته ، وهز راسه بإيه : سيارتي لك عليها
صدّعت لتين مباشرة : قفله وش تنتظر إزعاج !
رفع نظره للمرايا لأن ودّ تضغط بيدّها على تحكمه ولأنه يبيها تشيله بدون ما تستوعب أمها ولا يقول هو ، كانت نظرتها تبين الرفض لحد ما ضحك فعلاً - بصوت - وناظرته لتين لثواني بذهول : الحين نطرح ود بالكوفي وناخذ لنا فرّة أنا وأنت ، أشم ريحة حب غريبة منك
ضحك يهز راسه بإيه : مبيّن علي صح ؟
ضحكت بإنبساط تهمس : وطاح ولدك بيدي ياتركي
ضحك عذبي لأنه سمع همسها ، وإنتبه لودّ يلي صارت مشغولة بعالم آخر تمثل عدم الإهتمام من الكل ، علاقاتهم أساساً قريبة ، مثل الأخوان بكل جمعاتهم لكن بينه وبين ودّ قواسم كثير مشتركة ، بينهم " سوالف " مو مثل علاقته مع أسيل ولا وملاك ولا أي أحد بينهم الضحك والجمعات فقط ، بينهم مقاطع خفية تصوّره بأحيان يجهلها ، ويصّورها بأحيان هي تجهلها وكلّ الحكاية ، بديت من فترة وقت صادفها يميّزها نفسها قبل الكتاب يلي بيدّها ومن وقتها وهي بعالمه الخفي عن كل الناس تشوف كتبه ، والكتابات بكتبه ، وهو بعالمها ووقف عند الكوفي ينزل تشهق لتين : ما قلت بنروح أنا وإنت !
هز راسه بإيه : وتنزل ود لحالها الحين ؟
لفت لتين نظرها للتجمع عند الكوفي وإبتسمت : ياغيّور
نزلت ود تكّشر مباشرة بهمس : ما يحتاج تجي معي
هز راسه بالنفي : سيارتي لك عليها تقولين ؟
ضحك لأنها ما تكلمه نهائياً يبين غضبها ، لأنها فتحت الباب بنفسها تدخل ما كانت تنتظره يفتح لها : معصبة
لفت نظرها له لثانية وحدة فقط يضحك بعدها ، ووقف يشوفها دخلت تسلم عليهم ، تضحك لهم وإبتسم تبرد إبتسامته من إلتفت يشوف أبوها سعود خلفه يلي رفع حاجبه لأنه ما يشوف إلاّ تميم وما يشوف مين معه ، مين قدامه : تبتسم لمن ومفهي ؟ الظاهر ماهو تميم ؟
هز راسه بالنفي وهو كان بيتحجج بـ لتين يلي تنتظره بالسيارة لكنها جات ، وبيدّها المفتاح عمتي جات
لف سعود نظره يشوفها ، ودخل عذبي الكوفي مباشرة : روحي فوق عند البنات
هزت راسها بالنفي تلف نظرها له : ليش !
قرّب تميم من عندهم بإستغراب لأن عذبي جاء لودّ مباشرة قاصدها : عذبي ؟ شفيك ؟
نزل نظره لودّ بهمس : إذا تهمك حياتي روحي فوق الحين
سمع تميم همسه مع إنه مثّل العدم ، وطلعت ودّ للأعلى من إنتبهت لدخول أبوها وأمها وضحك تميم يكمّل قهوته ورسمها : ما لقيت إلا بنت سعود يالذيب ؟
ناظره عذبي لثواني يجلس قدامه ، يمثّل عدم الفهم وضحك تميم : أبوك أول خلّى سعود يصلي الفجر عشر ركعات عشان لتين ، وشايلها سعود بقلبه للحين إنتبه
ما إستوعب لوهلة يلف نظره لعمه تميم يلي توجه لطاولة العيال ويضحك بشكل رهيب مع سعود ، وضحك من إستوعـب يدخل يده بشعره ، يبعثره لأنه ما توقع : إيه طلع الموضوع صعب كذا ، بدري طيب
إبتسم من نزل فهد من الأعلى بيده شبل واحد فقط لكن ما إستوعب لبسه ، ما إستوعب إن فهد لابس ثوب اليوم وهو أمس كان متقروش منه بالعرس : فهودي ؟
إبتسم فهد بغرور : تشوف ؟ طلع ذياب ساحرهم بالثوب اليوم كله ما مد يده علي القطو ، يهابني ويحبني مؤدب
ضحك يهز راسه بإيه : عشان الثوب يعني أخوانه وينهم ؟
أشّر على تركي الجالس والباقيين عنده ، وهز راسه بالنفي : تدور عذر هذا تركي لابس شورت وتيشيرت ولا قطعوه ولا شيء ، وإن عطيتني إياه بثبت لك
هز فهد راسه بالنفي : لا تمد يدك على عيالي ! وخر
ضحك يأشر على عقله من توجه فهد لعند العيال ، وإبتسم لأن كل آل نائل يشوفهم قدامه ، كل الآباء والعيال والأمهات والبنات يلي بالأعلى كالعادة ما عدا جدّانهم وضحك من دخل أبوه ، وبجنبه أمه يكمّلون آخر عائلة وإبتسم : كملت ، هلا بسيد الشباب
ضحك سعود : أي شباب ؟ قهونا يا عذبي
أشّر عذبي على خشمه يشوف ضحكات عمه تميم يلي تعالت من العدم ، وضحك تركي بإستغراب لأنه شاف ضحكة عذبي يلي دخل يربط لبس الباريستا على ملابسه وبيسوي قهوتهم : وش بينك وبينه ؟ ليش ضحكت له
هز تميم راسه : أقول هذا الشبل من ذاك الأسد
ضحك عذبي يهز راسه بالنفي : ماهي بمحلها والله
ضحك تركي بذهول : تغلط على نفسك وإلا علي !
صرخ تميم من ضحكه لأنه كان يقصدها ، وضحك عذبي : أبو عدي ناويها علي اليوم ، أبوي محامي إن كنت ما تدري
ضحك تميم يهز راسه بالنفي : إسمعي يا جارة
صرخ عذبي هالمرة من ضحكه لأن عمه يحرّف كل كلامه بشكل مجنون وما يفهم أحد من " هذا الشبل من ذاك الأسد " يلي عرف إنه بيرد عليها بإنها مو بمحلها ، ولما نطق " إسمعي ياجارة " كان يقصد بإن سعود المفروض يسمع عشان يخاف وإنه ما يقصد يخوّف تميم نفسه : أمي ما تبي قهوة ؟ ضحك تركي على ولده يلي طلع للأعلى يشوف أمه لو تبي قهوة ، وضحك على غرابة الوضع بينه وبين تميم : وش ؟ أنا قلت لتين تتسلط عليه ما قلت تميم
ومن بين الكل وضجة الضحكات كان فهد عالم آخر تماماً : ذياب هني ؟ شالسالفة عذبي يبي أمه
_
« مسجـد الحـي »
شتت نظره بهدوء للبعيد وهو يدري إن المُفترض يسافر وهي معاه لكنه مو من الأشخاص يلي يترك الأشغال خلفه ، عاهدها ليلة يتمّها لها على ما ودّها وما يمسّ أحد لكن صبره ما يحتمل الأكثر إذا يبي حياته تمشي ويبي يحلّ عالق الأمور يلي تقيّده ويتهنى ، يهنيّها على ما تبي وطوى الورقة بحجم كفّه يلي يتأملها من أمسه ، وقبله يدخلها بجيبه ، ووقف لأول مرة يطلع بعد ما إنتهت الصلاة مباشرة ، توجه لأسود السيارة الواقفة بمقدمة الحيّ لكن وقفت خطوته بهدوء من الشخص يلي يمشي من الطرف الآخر له ونطق بكل هدوء : قل لا إله إلا الله
كانت من يد ذياب إشارة للشخص خلف زجاج السيارة المُعتم يبيّن له إن لا يفتح ، ونطق بهدوء على ما طلب منه : لا إله إلا الله ونعم بالله ، عسى خير ؟
هز حاكم راسه بإيه بهدوء : عندنا ؟ خير الحمدلله لكن إنت وش يصير معك يا ذياب ؟
هز راسه بالنفي : كل خير الحمدلله ، ما به شيء مهم
حاكم بهدوء : يوصلني العلم يا ذياب وسمعته ، إنت وش تسوي ؟
حرّكت السيارة من جنب ذياب ، وضحك حاكم يشتت نظره لكنها كانت ضحكة - فقدان أمل صريحة - : وتقول ما غرّتني ، أمس ما كنت عريس يابوك ؟ اليوم وش الهرج يلي يوصلك ويوصلني ؟ وش تحت أمرك السيارة بإشارة يدك يفتح وبإشارة يدك يمشي ؟ وأمس الهرج ما سكت طارق كان حوله وهو المتسبب بحادثه هو وخويه وذياب يعرض ولا همه ؟ الهرج كثير ومن عندكم طلع
هز ذياب راسه بالنفي : ما توثق بي ؟
ناظره حاكم لثواني طويلة ، يطول صمته لأن ذياب سأل بصراحة هالمرّة وخلف الصراحة السكوت وطال جواب حاكم ، طال وقد تعرّت روح ذياب بالكامل تحكي عينه كل خفي منه وما يجهله أبوه ، ما يجهل عين ولده يلي شتت نظره عنها بهاللحظة : ماهو عن ثقة لكن الهرج ماله داعي إنت قوي إيه والله والدنيا تدري إنك قوي لكن ماهو كذا ! ماهو بكثر الكلام عنك يابوك الكلام يضرّ ما يفيد
هز راسه بالنفي وهو إنتبه لجملة أبوه الغريبة : الهرج من عندنا طلع ؟ من يمّنا ؟
هز حاكم راسه بإيه يناظره ، وضحك ذياب لأنه يتحمّل كل شك ممكن إلا هالشّك : ماني راعي هرج ولا أدوره لا خير ولا شر
لف حاكم نظره للسيارة يلي مرّت من جديد ، ورجّع خطوته للخلف يمشي : هالسيارة ماهي من طرفك وهذي لفّتها الخامسة على عيني ، إنتبه يابوك
_
« قصـر ذيـاب »
وقفت على الشبـاك تنتظر رجوعـه يلي طال بشكل ما توقعته وأخذتها هي أفكارها تغرق بكل عالم ممكن ، بكل حدث من أول الحكاية لكن عقلها يكرر آخر الشهور ، حادث ذياب ، تعبه بعده وتعبها هي ، كل الأحداث بعده وآخرها زواجهم يلي تشوفه " معجزة " كيف تمّ بالعلن ، وكيف هو بالحقيقة بينها وبينه وشتت نظرها لبعيد تتحسس جروح عنقها يلي طول وقت قهوتهم تشوف نظر ذياب لها بطريقة خفيّة ، تعرف إن داخله " خوف " عليها بشكل بيّن وغير طبيعي لأن نظره طول الوقت بين قدمها وجروح عنقها ، تعرف وتأكدت خوفه من تصرّفاته كيف قرّب لها التمر تتعود أطباعه هو ، تتقهوى ، وإجباراً تتغدى بعدها وكل هذا وسط تأملات مالها آخر وآخر محطات الخجل والإحراج مكالمتها مع أمها " ما صارت حبيبي ذياب ؟ " يلي كانت على مسمعه وقت خروجه والأعظم كان بعد خروجه من سوالف سلاف " أنا قلت بتطمن على بنتي بس الواضح إن الأمور فل الفل " ولقيت قصيد نفسها تغرق بشكل غير طبيعي وقت كان سؤال سلاف الأخير " قولي لي كيفه معك ؟ " وإحتارت وش تقول غير إنها حسّت قلبها يذوب " زي ما أبي ، وأكثر " وصرخت سلاف وقتها " الله يديمه لك ويديمك له يا حبيبتي إنتِ " وكانت آمين من كل أعماق قلبها تاخذ نفس لكنها فزّت من حست بيده تضمّ وسطها : جيـت !
هز راسه بإيه بهدوء يقبّل راسها من الخلف : وإنتِ يم الشباك ولا شفتيني ، وش يشغلك ؟
هزت راسها بالنفي : دخلت بدون صوت ما حسيت !
هز راسه بالنفي وهي فعلاً ما حسّت مع إنه دخل ، وكان سارح بدخوله وبيده ملف أصلاً ومن البوابة الخارجية ، للداخلية ، لجناحهم بهاللحظة ودخوله ما حسّته ونطق بهدوء : وش يشغلك قصيد ؟
مدّت يدها ليده يلي تضمّها ، على خصرها ونيّتها الإلتفات لأنها تحس خفق قلبها من جيّته والأكيد هو بنفسه يحسّه من سكونه خلفها ، ومن محاوطته لها بهالشكل وتعرف ما بتقدر تتكلّم لو ما لفّت لكن سكنت ملامحها من شديد إحمرارها : ذيـاب !
كان على وشك يسحب يدّه لكنها هزت راسها بالنفي تتحسس مفاصله : ما كانت كذا لما مشيت !
هي إنتبهت ليدّه ، لكن ضاع الإنتباه كله من رفعت نظرها لملامحه يلي تبيّن جموده بشكل تعرفه : ذيـاب وش صار ؟
هز راسه بالنفي يبيها تجاوبه عن شيء واحد لأن صدره يحترق فعلاً ، لأنه هدّ ضلوع بن مساعد توّه بشكل مجنون مو لأنه بن مساعد ، ولا لأنّه مستفزه وجاء بنية " داعي سلام " يفكّر بإن لو سلّمه الملف ، ولو بيّن إنه تاب ما بيهد حيله ولأن داخله أصلاً يحترق من أبوه والحين من إنه يفكر بإن يشغلها شيء يخصّ الأمس وفهمت مباشرة تهز راسها بالنفي بذهول : ما يشغلني شيء ذياب ، ما يشغلني وما تشغلني هـي
هز راسه بالنفي يشبّ داخله : لكن طاريها معك هزت راسها بالنفي ما تكلّمت ، حتى هي هالمرّة ما تكلمت كانت نظراتها كافية وهز راسه بالنفي يشدّ قبضة يدّه يتقبل منها الكلام ، لكن نظراتها ما يتحمّلها : قصيـد
هزت راسها بالنفي تمدّ يدها لقبضته يلي شدّت تبرز الإحمرار بشكل مخيف ونبض عنقها بشكل مجنون لأنها ما تتحمل عذاباته ابداً : طاريها معك عني ذياب ، مو معي
ما أشغلتني ووقفت هنا أنتظرك إنت ، وبشوفك إنت
هز راسه بالنفي لكنها همست كل خجلها : وأشغلتني أنت
يكذب لو يقول ما هدّ حيل بن مساعد مرّة من بحر سخطه على كل شيء ، وألف مرة من سخطه على رغبته يلي ما يقدر يطيعها ولا يبدّيها عليها لو تحرقه وبيّن عليه تمنّعه ، بيّنت عليه ناره وحتى جملتها يلي فهمها تحرقه وكل كلامها تختلف نبرته : وش تسـوين بـي ؟
هزت راسها بالنفي ينبض عنقها ، تشتتّ نظرها لثواني وشدّت كم ثوبه لأن يمنعه عنها خوفه عليها ، ولأنها تشوف كيف هالخوف يموّته بشكل غير طبيعي وقبل حتى ينطق هي نطقت تنزع قلبه من محله ، تزلزل أرضه تحته هو فهم " طاريها معك عني " بإن طاري العجوز وفعلها هو اللي يردّه عنها : إنت وش تسوي فينا ذيـاب ؟
شتت نظره يحاول ، يحاول لكنه يكذب لو يقول يقدر وهز راسه بالنفي يعيدها من جديد ، يرجّف قلبها من ملامحه وطريقة نطقه ومن مدّ يده يمسح على ملامحه ، على شنبه ودّه يتوازن : وش تسـوين بـي قصيـد ؟
ما كان ينتظر منها الجواب وقّف لها قلبها من ما طال تشتيته لنفسه يلي ما يقدره ، من أخذها كلّها بلحظة ينحني لها ، يلغي كامل المسافة بينهم يقبّلها يهز قلبه وقلبها ، من إستقرّت يدها على صدره ، محلّ قلبه يلي تحس ناره من خلف ثوبه وضلوعه يقبّلها قدّ لهفته ، وإشتياقه ، وجامح رغبته والأكثر يلي هي تحسّه من ملامحه ، من لهيبه وما رحمته تستقر أناملها بين أزرار ثوبه هو كان يحاول يمسك نفسه لكنه يذكر " إن بغيتيها وصل بيني وبينك .. أمسكي ثوبي " والحين يحسّ يدها تمسك قلبه ما تمسك أزرار ثوبه وبس ولا عاد عنده صبر ، ولا قُدرة تحمّل يقبّلها كلها ، يقبّل نبض عنقها وما طال سكونه ياخذها بحضنه كلّها على ما يبي ، ومثل ما يبي ينهي عذابه الأكبر بقربها ، بوصلها ..
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...