بارت ٦

50.7K 460 42
                                    


ضربت ورد كتفها وضحكت قصيد : تعالي بساعدك
‎هزت راسها بزين وهي ترفع صوتها لجل يسمعها ذياب : ذياب تنتظرون ؟ بنجمّع الباقي ونطلع
‎ما كان منه رد وهو يمشي حول المخيم من الخارج يشيّك على كل شيء وبإيده كشّافه ورفع حواجبه من لمح شيء يلمع بوسط التراب وإنحنى له ياخذه بإيده من كانت إسوارة بسيطة ، رفعها لإيده وهو يشوف نهيّان نزل من السيارة : صار وقت الصلاة ، نصلي دامهم مطولين ؟
‎هز راسه بإيه ، وفرش نهيّان سجاد الصلاة ونزلوا فهـد وتركي وعذبي يصفّون خلف ذياب إمامهم ، إبتسمت ورد وهي تترك يلي بإيدها من صوت الأذان يلي تسمعه منهم : تعالي نصلي ببيت الشعر ، بما إنهم يصلّون ثم نشيل باقي الأغراض
‎دخلت قصيد بيت الشعر وضحكت ورد من كانت تضم يديها لجل تتدفى ، كانت دقائق بسيطة لحد ما إنتهوا كلهم وعدلت قصيد فروتها وهي مستحيل تطلع بدونها : ما توقّعت الجو بيوصل لهالبرد
‎إبتسمت ورد : بردنا أقوى من ثلج لندن إذا ما تدرين ، المهم قولي لي الحين إنبسطتي ؟
‎هزت قصيد راسها بإيه بشدة : ما توقعت واحد بالمية بنبسط كذا ! يموتون البنات مره !
‎هزت ورد راسها بإيه : إنهارت عليك وسن وقت تودّعني تقول ما أحب جمعات المراهقين دايم بس الجمعة يلي فيها قصيد ياويلكم ما تنادوني ، عاجبها إحساس الأمومه
‎ضحكت قصيد : ترى كلها كم سنة تفرقين فيها عنيّ لا تغترين هالقد طيب !
‎هزت ورد راسها بالنفي بغرور وهي تشد على فروتها : هالفرق هو الأساس ! لو أقول بنتي يحق لي
‎ضحكت وهي تودعها ، وخرجت ورد خلفها قصيـد يلي توجهت لسيارة أخوها لكن سكنت ملامحها من تركي الجالس بالأمام وفهد يلي بجنبه وإبتسمت ، نزّل تركي الشباك من جهته من لمح بإيدها شيء وهو يناظرها: وش فيها إيدك !
‎ضمت يدها بإنتباه ، وركبت بالخلف بجنب عذبي أخوها ولف تركي ناحيتها : أشوف
‎غطى فهد راسه بتجمّد : تركي سكّره برد ! مدت قصيد إيدها بالوسط توريهم وتشرح لهم إنها شوكة ودخلت بيدها ، تكى فهد راسه على الدركسون وهو يسمع مناقشات عذبي وتركي : يبه تراها شوكة على قولها وش هالدراما ! ما يحتاج لصق ولا شيء ياحبّكم للمبالغة وإنتِ إتركي الدلع إسترجلي !
‎ضرب تركي كتفه : أنزل أجيب وحدة أغرسها بيدك ؟
‎هزت قصيد راسها بإيه بحنق : أتمنى
‎فتح تركي الباب ومسكه فهد مباشرة يرجعه : ترى أنا سوّاقكم تغرسها بيدي يضيع مستقبلكم ما تدلّون الدرب
‎هز عذبي راسه بالنفي : لا ماهو مشكلة ندلّه ، معطينك السواقة لأن أصغر القوم خادمهم بس لا تسوي فيها
‎تنهّد فهد من أعماقه وهو يتعدل ويمسك لسانه عن الرد : أرد عليكم بعدين
-
‎ركب بمكانه بهدوء الواضح إنّه بالقوة رسمه على ملامحه وسط إستغراب نهيّان الشديد منه ، كانت ثانية وحدة لحد ما طّلع الإسوارة من جيبه وهو يمدها لورد بالخلف وما تبيّن من نبرته أي شيء لأخوه : لكم ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تمد إيدها تاخذها : إسوارة قصيـد
‎ناظر ذياب نهيان بهدوء : إنزل ودها لهم !
‎إبتسمت ورد : الحمدلله إنك شفتها ! تموت عليها قصيد
‎رفع نهيّان حواجبه وهو ياخذها بيده منها : دامها تموت عليها يعني من غالي ، يا أبوها يا أمها ياعذبي صح عليّ ؟
‎هزت راسها بالنفي بإبتسامة عبيطة : من غالي صح بس مو منهم
‎فصل ذياب مباشرة وهو يناظر نهيّان : إخلص ودّها !
‎نزل وهو ياخذها من إيد ورد ، وما طاوع ذيّاب نظره يلي لف تجاه السيارة وهو يشوف نهيّان مدها لتركي يلي أخذها منه وهو يضحك له ولف لناحيتها بالخلف ، سكّر شباكه ودخل نهيان بمكانه وهو يدندن : ما نسيتي شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظر ذياب الغريب ، وكانت دقائق فقط لحد ما حرّك ذياب يلي كل ما شدّ تذكر إن معاه نهيان وورد وخففّ سرعته ..
‎ناظر نهيّان سيارة عذبي يلي سبقتهم بسرعة مهولة : والله إني داري إن هالليّ إسمه فهد مب صاحي شف كيف طاير الله يصلحه ، غريبة ما يعقّلونه تركي وعذبي
‎سكت ذياب وميّلت ورد شفايفها من هدوئه وحاله شديد الغرابة حتى سرعته مو المعتادة : ذياب مو عادتك
‎لف أنظاره لها وهو يهز راسه بالنفي ، وهز نهيان راسه بالنفي بالمثل لأنه يدري ذيّاب وش يسوي بالسيارة وقت يسرع : إمنعينا ما إحنا مستعجلين عالرياض
‎لف ذياب أنظاره لنهيّان بهدوء : خايف إنت ؟
‎هز راسه بالنفي : لا ياعيني بس إنت واضح مزاجك طقّ فجأة ما ودي تصبّه على العداد المسكين
‎شدّ ذياب وباقيه أنظاره على نهيّان يلي هز راسه بالنفي ورمى إعتراف مباشر وهو يدري إن فيه شيء مو طبيعي : إيه خايف أنا ! خلّ عينك على الطريق ولا تسرع كذا رجع ذياب أنظاره على الطريق بهدوء وهو يهدي سرعته ، ولمح سيارة عذبي يلي هديت سرعتهم بالمثل بالأمام لأنهم صاروا قريب وسط الرياض وإفترقت طُرقهم من البداية كلٍ يتوجه لبيـته ..
‎دخل حيّهم وهو يشوف أبوه يلي توّه طالع من المسجد مثل عادته ما يطلع منه إلا بعد الشروق ويمشي بكل هدوء لبيتهم ، لف حاكم من حسّ بسيارة خففت سرعتها أكثر خلفه وكان متأكد إنهم عياله وبالفعل لف يأشر لهم يتقدمونه للبيت ، نزلت ورد وإبتسمت من أبوها يلي وجّه أنظاره لها يدخلها تحت ذراعه : مثل ما تبين ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تقبل خده : وأحلى الحمدلله
‎إبتسم بخفيف وهو يهز راسه بزين : الحمدلله ، نامي زين
‎هزت راسها بزين وهي تمشي من قبّل راسها ، وتدخل للداخل والواضح إن أمها نايمة لهالسبب توجّهت لغرفتها مباشرة ، لف حاكم لنهيّان وذياب يلي ينزلون الأغراض : رجال الله يحفظكم ، صار شيء هناك يا ذياب ؟
‎هز راسه بالنفي فقط وكان نهيان بيقول عن الشوك لكن حسّ بالمبالغة شوي ولأن أبوه يشيل هم كثير : ما صار إلا كل خير وديناهم سليمين ورجّعناهم سليمين
‎إبتسم وهو يناظر ذياب يلي على جواله وقبل لا يسأله بشيء نطق ذياب بهدوء : بمشي ، توصون شيء ؟
‎هز نهيّان راسه بالنفي ، وما سأل حاكم عن وجهته وهو يجاوبه بالنفي فقط ، لف حاكم أنظاره لنهيّان من مشى ذياب : وش صار له أخوك ؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : على خبري ؟ ما صار لكن يمكن مشتاق لنصّار وده يجلس عنده
‎هز راسه بزين وهو يدخل بيته وما يصدّق هالشيء لأنه يدري بذيّاب ، ودخل نهيان خلف أبوه وهو يتوجه لغرفته يدوّر سريره بعد أمسه الطويل بالبر وجلسته ..
_
‎« بيـت تركـي »
‎دخل فهد يلي كانت المفاتيح بيده أولهم ، ثم تركي يلي يكلّم بجواله ثم عذبي وقصيد يلي الواضح إنها ما تشوف خطواتها من رغبتها بالنوم وبالفعل كانت مُرهقة جداً وجو بيتهم الهادي زاد رغبتها بالنوم أكثر وأكثر ، صعدت لغرفتها وهي تنزع فروتها وأغراضها ترميها عالكنبة وفتح عذبي الباب على أقلّ من مهله : بنت نامي على طول عشان تصحين معانا بكره مو تقولين ما حسيّت !
‎هزت راسها بزين وهي ترمي نفسها على السرير : ليش ما قلت لي إنهم يوصلون اليوم ؟ يعني أمس متى الساعة كم
‎إبتسم بخفيف وهو يدخل : الظهر بعد ما مشيتي بشوي هم وصلوا ، سمييّ وعمتي نيارا ناموا آخر الليل وأبوي وقت رسلنا وتطمّن إننا عندك نام هو وأمي والعيال للحين ما ناموا فهد إنسدح على الكنب ونام على طول توه وتركي بيلحقه شكله دايخين ما يشوفون من النوم
‎إبتسمت وهي تاخذ مخدتها لحضنها : شغّل المكيف وسكر الأنوار والباب ، بتسحب عليّ الأيام الجاية ؟ هز راسه بإيه بشدة : حق اليومين الماضية يلي سحبتي عليّ فيها باخذه بس بعدين نرجع حبايب ونطلع سوا
‎ضحكت ، وسكّر عذبي الأنوار والباب خلفه وضمّت اللحاف عليها من برودة الجو وحتى عقلها ما يسمح لها تفكر بأي شيء ، تأملت باطن يدها واللصق يلي فيه وسكنت ملامحها لدقائق بسيطة وهي تلف نفسها للجهة الأخرى بمحاولة للتشتيت لكن زادت خطوات ذهنها للتركيز على كل تفصيل وكل كلمة ، كل جُملة بالماضي ..
‎هزت راسها بالنفي لأن تفكيرها يشعل كل ملامحها من الخجل الشديد وهي تشتت أنظارها للسقف وكأن كل تعب جسدها وإرهاقها من يومها الممُتع تحوّل لكونه طاقة تفكير عظيمة تستحلّ عقلها لكنهّا تمسكت بأطراف التعب ترتجيه ينتزعها من تفكيرها للنوم ولا غير النوم ..
_
‎« مكـان آخـر »
‎نزل وهو ياخذ نفس من أعماقه وتاهت به خطاويه لوقت طويل شديد الترددّ وين يرمي نفسه ووين يتوّجه لأن ودّه بأبعد نُقطة وأقرب نقطة بالوقت ذاته وهذا سرّ إحساس التيه يلي بصدره . نزل عكاز جده من الشنطة وهو يدخل للمكان صاحب النخل طويل الهامة وبيت الشعر الوحيد بوسطه . المكان يلي لو تعدّت سيارات آل سليمـان من جنبه وشافوا سيارته محد بيدخله لأنّ إسمه عندهم " السر المفضوح " مثل ما سمّاه نهيانهم ويعني إنّ الشخص الموجود بداخله ودّه يختلي بنفسه وإن فُضح وجوده لغيره بشخصه أو سيارته أو شيء يخصّه ، هالمكان يمنع باقي الناس يخربون عليه خلوته ويحفظ سرّه ومن هنا كان سبب تسميته ..
‎جلس على باب بيت الشعر وهو يسند عكاز نهيّان لكتفه ويتأمل المكان حوله لثواني بسيطة ، المكان يليّ كله لنهيان ومُلك لنهيان ومن ريح نهيّان بنخيله الشامخ يلي يملّي مساحته بالكامل يغطي ترابه ، من بيت الشعر الأسود البسيط يلي هو جالس على بابه ، من الطريق الصخري يلي يوصل بين الباب الخارجي والأسوار لبيت الشعر ، من المواضئ يلي عن يمين بيت الشعر وصنبور الماء النازل عليها ويلي نزّله بهالشكل أبوه لجل يسهّل على نهيان إنحناءاته وقت يتوضأ ، رقّ قلبه وهو يتأمل وهدأ كونه كله بعدم محاولة منه لمجرد إنه بهالمكان لكنّه باقي ما وصل لمرحلة الإستقرار ، أخذ نفس من أعماقه وهو يطلع جواله من جيبه " صاحي ؟ "
‎وصله الرد من نصّار بالثانية نفسها لكن مو كتابة ، ولا صوت ولا إتصال إنما بصوت الباب يلي قدامه للسر المفضُوح يلي يفتح على أقل من مهله وكان خلفه نصّار نفسه ، إبتسم بهدوء وهو يشد على العكاز يلي على كتفه وإبتسم نصّار وهو يمشي لناحيته : ولو إني خالفت قاعدة هالمكان لكن لي إستثناء دامك تبيني
‎هز ذياب راسه بالنفي : من قال إني أبيك
‎جلس نصّار على العتبة بجنبه وهو يناظره جلس نصّار على العتبة بجنبه وهو يناظره : قول وإحلف إنك ما تبيني والحين أرجع دربي وأمشي تم
‎ضحك وهو يهز راسه بالنفي ، وإبتسم نصار وهو يتأمل المكان وأطلق تنهيده من أعماقه من كثر الحنيّة والشموخ المستحيل يلي بهالمكان وعضّ ذياب شفايفه وهو ينزل أنظاره للأرض فقط يجمّع نفسه لأن نفس الشعور يلي داهم نصّار وتركه يتنهد بهالشكل داهم قلبه .
‎إبتسم نصار وهو يناظره : الظاهر إنك ما إستوعبت للحين تراني رجعت بالرياض والمفروض تقول إنتهى وقت هيامي الوحداني ، رجع يمّي رفيقي
‎ناظره ذياب لثواني : شفيك إنت كل دقيقة رفيق ورفيق
‎ضحك نصّار وهو يشد على كتفه : أذكّرك إني رفيقك يمكن شهور غيبتي جابت لك رفيق غيري مع إن ما ظنتي
‎رفع حواجبه لثواني ، وقبل لا يسأل إبتسم نصّار وهو يوقف يدخل بيت الشعر : ما ظنتي أحد يتحمّلك غيري ..
‎دخل ذياب خلفه وهو يتمدد على المركى ورفع إيده لخلف راسه يناظر نصّار يلي سكّر باب بيت الشعر وجلس بالجهة الأخرى : إنت ليش ما نمت ؟
‎تمدد نصار على المركى يلي خلفه وهو يرفع إيده بالمثل : أنام وأنا أدري مزاجك به شيء وقلبك به شيء ؟
‎رفع ذياب حواجبه وهز نصار راسه بإيه : ولا تحاول تقول اللّا أدري بك لكن ما بقول شيء ، باكر تبيّن الأمور
‎غمض ذياب عيونه ، وضحك نصّار من إبتسامته الخفية بثغره : إبتسمت يعني إني على حق ، وعلى طاري الحق به أشياء كثير بتجهّز نفسك لها جدولك مليان معي
‎هز راسه بإيه وهو يرمي لنصّار فروته يتغطى بها : إنت توّك جاي من سفر ، المفروض تنام ببيتك ماهو يميّ
‎ضحك نصار وهو ياخذ الفروة يلي إرتمت عليه : وإنت ؟
‎هز ذياب راسه بالنفي وهو يشوف رسائل من دوامه : نام
‎نطق نصّار وهو يشوفه طلع من عنده : ترى واصله دعوة لي ولك وكم واحد معانا بمكان تحبّه ، لا تطول بالحيل
‎هز راسه بزين وطلع من عنده يكلم بجواله لدقائق طويلة إنتهى منها وتوجه لسيارته ياخذ الفروة الأخرى ويرجع لمكانه ، تمدد بمكانه وهو يناظر نصّار النايم وكانت دقائق بسيطة لحد ما نام هو بالمثل ووجود نصّار وجيته أشغلوه عن كثير أمور كان يضجّ بها عقله وتفكيره ..
_
‎« بيـت تركـي »
‎فتحت عيونها وهي تشوف صار الوقت آخر ساعات العصر ، كان إستغرابها إن صوت البيت هادي جداً بشكل يشككها إن فيه أحد موجود فيه ومباشرة تبدّلت ملامحها لشبه الحزن إنهم يكونون طالعين وتاركينها لوحدها وتنهّدت وهي ترسل لأمها تسألها ووصلها الرد بعد ثواني بسيطة " إفتحي الستارة " وبمجرد ما أبعدتها بأطراف أصابعها إبتسمت بخفوت وهي تشوفهم بالجلسة الخارجية ، سكّرت التكييف وهي تتوجه للحمام - الله يكرمكم - تتحمم بأسرع ما يكون لجل ما تتحمم بأسرع ما يكون لجل ما تفّوت على نفسها شيء أكثر من جلستهم ، طلعت وهي تجهّز نفسها وإبتسمت من رسالة ورد يلي أرسلت لها فيديوهاتهم بالأمس وضحكت من رسالتها الأخيرة " وسن تقول لك لازم نتقابل ، تشكّ إنها حامل ودها تتوحم عليك"
‎ردت عليها " حامل وسبقتنا أمس ماشاءالله ؟ "
‎وصلها تسجيل بصوت وسن مباشرة " يعني الإنسان ما يبرر لنفسه ؟ غصب يصير خفيف ويقول ترى نبي نشوفك مره ثانيه لا إحنا حوامل ولا قاله الله ؟ "
‎وعضّت أصباعها من الصوت الصغير يلي خلف صوت وسن ويناديها بـماما وعرفت إنها بنتها ، دخلت سلاف وهي تشوفها تعض أصباعها ورفعت حواجبها :عسا خير ؟
‎هزت قصيد راسها بإيه وجات سلاف خلفها وهي تمشط لها شعرها المبلول وقصيد توريها صورهم بالأمس وتسمعها التسجيل الخاص بوسن وضحكت سلاف بإعجاب : روحها حلوة حيل ماشاءالله ، شكلهم متجمعين عند ملاذ لأنها كلمتني اليوم الظهر قالت لي تعالي يميّ
‎تو تفكّر قصيد بهالشيء وتستوعبه وناظرت أمها بإستغراب : ليش ما رحتي ؟
‎توجهت سلاف للدولاب وهي تناظرها : أروح وأترك الجايين ؟ قلت لها وقت ثاني إن شاء الله لكن المهم الحين اللصق يلي بإيدك من جرح الشوكة ؟
‎هزت راسها بإيه وهي توقف من طلّعت لها أمها هودي وبنطلونه وهي تاخذه منها وتلبس ، وعدلت شكلها من جات أمها بجنبها تاخذ لصق آخر : تعلّمي تبدلينه
‎بدّلت لها أمها اللصق يلي براحة كفها وتطمّنت عالجرح بالوقت نفسه وإبتسمت قصيد بعبط : أتعلّم أبدله وإلا ما صدقتي إنه بسيط وكان ودك تتأكدين بنفسك ؟
‎ما جاوبتها أمها وهي تتوجه لناحية الباب تطلع من عندها : لا تطولين
‎وضحكت قصيد : طيب ياصاحبة الغرور ما بطوّل
‎عدلت نفسها لآخر مره وهي تمسح بدهن العود على راحة يدها ، عُنقها وخلف آذانها وأخذت جوالها لكن سكنت ملامحها من رقم غريب وصلتها رسالة منه " قلنا الشوك لا يجيك أكثر وراك ما سمعتينا ؟ " ، سكنت خطوتها بمكانها وهي دخلت على المحادثة بعدم إستيعاب وكانت ثواني وقّف فيها كل شيء بعقلها لحد ما أُرسلت ضحكة وحيدة تبعتها " ليش خفتي ؟ " ومع عدم ردها المستمر أُرسلت رسالة أخرى "أنا ديم بس بقلّد ذياب حبيت عصبيته كأن بكيفه يدخل الشوك أو ما يدخل" ووقتها إستوعبت إن لازم ترد وضحكت لأن ما تدري وش ترد غير الضحك ونطقت سلاف يلي شافت خطواتها المتجمدة : يا بنت إنزلي !
‎دخّلت جوالها بجيبها الخلفي وهي تنزل للأسفل ركض من أصواتهم يلي وصلتها وتسبق أمها وإبتسم عذبي الكبير من الباب الداخلي للبيت ويلي إنفتح وهو يصفّر بحماس : حيّ بنتـي !
‎تنحنح فهد وهو يناظر أبوه : إستح وش حركات المراهقين يلي تسويها تصفير وما تصفير عيب ! فتح راحة يده وهو يأشر له بمعنى كفّ ، وأشر فهد بالسكوت ورجع عذبي يضحك ويحيّي بقصيد وتعالت ضحكاتهم أكثر من ركضها لحضنه كالعادة بينهم ومن شالها يقبّلها ، كحّ تركي ولده وهو يناظر أبوه : يبه تراك شيّبت ماكو عضلات لا تشيل البنت
‎إبتسمت قصيد من وصلت أقدامها عالأرض ، وهز عذبي راسه بالنفي وهو يجلس بمكانه ويوقّف فهد من جنبه : إن شيّبت بعينكم بعين بنتي ما أشيّب وإلا ياقصيدي ؟
‎إبتسمت مباشرة وهي تهز راسها بإيه وتجلس بمكان فهد يلي كشّر لها : أكيـد ! هم يشيبون لكن إنت وتركييّ لا
‎عدل تركي ولد عذبي أكتافه لكن أبوها ناظره : قالت تركيها يعني إنت إستريح الله يعافيك لا تشد لا أقوم لك
‎تنهّد فهد وهو يناظرهم : يقومني من مكاني عشانها ، الله يكون بالعون يابنته ترى شوي ينامون شيّابنا أدق خشمك
‎كان النطق منهم كلهم بكلمة وحدة " تخسي " ورجع جسده للخلف بإرتياح : والله صدق للأمانة باقي أحد يسمّي أول عياله على خويه ؟ شف الحين دبل تركي ودبل عذبي وش هالسماجة والجو السخيـ
‎رمى أبوه علبه المناديل يلي بجنبه كلها عليه ، وتعالت ضحكاتهم من طاح فهد من الكرسي لأنه رجع جسده للخلف بقوة وشهقت نيّارا يلي توها تجي من الداخل : شفيكم على ولدي ، بسم الله عليك قوم !
‎حاول فهد إستعطاف أمه لكنها دخلت بسواليفهم وجاوبته بجملة وحدة : قوم ياماما محد شاف إنك طحت
‎قام تركي الكبير من صوت الأذان : حق ياولد ، قمّ توضى
‎قام عذبي مع أبوه يتوضون ، وبالمثل تركي وفهد لكن عذبي الكبير بقى مع قصيد ونيّارا وإبتسم بهمس : بعد العشاء على طول بوديج لمكان تحبينه
‎رفعت حواجبها لثواني وإبتسمت بإنبهار : بوديجّ ومكان تحبينه ؟ إكتفيت من الأوديّج أنا بس ما أبي المكان
‎ضحكت نيّارا وهي تعرف المكان يلي بيوديها له عذبي وين يكون : صدقيني بتحبين المكان أكثر من لهجته
‎هزت راسها بالنفي برفض شديد ، وتوجه عذبي معاهم للداخل لجل يتوضى ويمشون للمسجد يصلّون المغرب ، تربّعت قصيد وهي تسولف معاهم وإبتسمت بإمتنان : كم شكراً ممكن أقولها لكم وتكفيّكم على فكرة إنكم تتركونا نصير أخوان ولو إن فهد المفروض عدويّ
‎ضحكت نيّارا وهي فعلاً أرضعت قصيد مع فهد لأن عذبي كان يتشفّق عليها ولا يقدر يتخيّل تكبر وتتغطى عنها ما تكون معاه ولا تكون قريبة منه : شوفتكم مع بعض تكفينا عن المليون شكراً يلي بتقولينها
‎إبتسمت بخفيف وهي ما تقول لا لنيّارا ولا لعذبي أُمي وأبوي وتستنكرها مثل ما يستنكرونها هم نفسهم لكنها وقت السؤال تعترف بإنهم أمها وأبوها من الرضاعة وش المكان يلي أحبّه ويلي بياخذني له ؟ كيف ألبس
‎رفعت سلاف حواجبها لثواني : وين المكان مين بياخذك
‎رفعت قصيد أكتافها بعدم معرفة وإبتسمت نيّارا : سر بين قصيد وعذبي بس ، حتى العيال بمسكهم عندي
‎إبتسمت قصيد بحماس شديد وهي توقف وكانت بتصعد للأعلى لكن إستوعبت : طيب كيف ألبس ؟
‎إبتسمت نيّارا وهي تفكر لثواني ، وسحبت سلاف معاها : تعالي نشوف ونختار لك ..
‎دخلت نيّارا مع سلاف لغرفة قصيد يلي وسط مشيها إستوعبت إن أبوها ما سأل عن يدها نهائياً ولا جاب الطاري وسكنت ملامحها : ماما
‎لفت سلاف لناحيتها بإستغراب : شفيك بتبكين !
‎هزت راسها بالنفي وهي تتعدل : بابا ليش ما سأل عن يدي ولا شافها ولا قال توجعك أو لا
‎ضحكت نيّارا مباشرة وبالمثل سلاف يلي تنهّدت : أبوك أول ما صحى من نومه فجعوه العيال قصيد يدها وقبل لا يكملون جاء يمّك وإنتِ نايمة يتطمّن على يدينك
‎ضحكت نيّارا وهي تشوف ملامحها تميل للإحمرار : ياويلي ياقصيد بتبكين لأنه ما سأل عنك والحين بتبكين لأنه سأل وجاك وإنتِ نايمة ؟
‎ضحكت وهي تاخذ نفس ، وجلست على السرير مع أمها لأن نيارا الوحيدة يلي تعرف المكان يلي بيوديها له عذبي وهي أمها يرمون إقتراحات فقط لحد ما همست سلاف : يعني مكان بتجلس فيه بعبايتها بس تبينها تتدفى إنتِ ؟
‎هزت نيّارا راسها بإيه وهي تطلع لها بلوزة عالية الرقبة وطويلة الأكمام بدون أي تفصيل ما عدا الأزرار الذهبية الثلاث يلي بأكمامها وبنطلون يتناسب معاها وكلهم بنفس اللون الأسود ، وعباية تناسب برودة الجو وتناسب المكان لأنها من القماش الثقيل ولفت أنظارها لشراب قصيد الطفولي : باقي عليك الشنطة والشوز خلاص لكن أول شيء تغيرينه الحين هاللون ؟
‎لفت قصيد أنظارها لشُرابها وبالمثل أمها يلي ضحكت من كان لونه أحمر : بغيّره يعني شدعوه ما بطلع فيه للناس للبيت هذا بس !
‎إبتسمت سلاف لثواني : عجزت أعرف وش بيكون المكان طيب وش هالغش ما بسمح لك تروحين لحد ما يقولون
‎هزت نيّارا راسها بالنفي بعبط : ما ننتظر إذنك وما بنقول لك المكان ، أنا أمها وهو أبوها ما نفرق عن بعض
‎عضّت شفايفها بغيض من صدق جملة نيّارا يلي تمددت على السرير تسولف مع سلاف على ما تتجهّز قصيد ..
‎عدلت نفسها وهي تترك طرحتها على شعرها وإبتسمت نيّارا وهي تشوف رسالة من عذبي إنه جاهز وينتظرها تحت : يلا ينتظرك تحت ، يقول تركي راح المكتب
‎نزلت قصيد مع نيّارا وإبتسمت من فتح عذبي إيده لجل تحاوط ذراعه : بس أنا وياك بنروح ؟
‎هز راسه بإيه وقبل لا ينطق بكلمة طلع تركـي ولده وفهد وعذبي يلي متجهزين بثيابهم ، شمُغهم وسبحات يديهم ولهم معرفة بالمكان يلي يلي بيروحونه لهالسبب كانت أشكالهم رسمية مُلفتة ، رفع عذبي الكبير حواجبه مباشرة : على وين إنت وياه ؟
‎إبتسم عذبي : سمييّ تراك كنت متشفّق علي قبلها بنروح معاكم يعني بنروح ، يحق لنا مثل ما يحق لها
‎هز راسه بالنفي وهز تركي راسه بإيه بموافقة : قصيد تبينا ! متأكد أنا وإنت ما تكسر بخاطر قصيـد وأدري إنها دعوات لك ولها مدري كيف جبتها بس مسموح لكل واحد فيكم يجيب معاه إثنين يعني كلنا نقدر ندخل
‎هز راسه بالنفي بإستمرار وهو يمسك أعصابه : دش الغرفة إنت وياه لا أنزّل عقالي عليكم الحين لا تنرفزوني
‎هز فهد راسه بزين : زين إنت روح بدونّا لكن حنا وراك وبتدخلنا معاك غصب وإن ما دخلتنا معاك عند البوابة بقول ترى هذا أبوي خاطف إختي
‎قبل لا ينزل عذبي عقاله مدت قصيد إيدها وهي تضحك : ناخذهم معانا ؟ رحمتهم شوي بس شوي
‎هز راسه بزين بتنهيدة ، وتوجهت قصيد للمرايا تعدل نفسها لآخر مرة وتلبس نقابها وترجع لذراع عذبي وسط إبتسامات سلاف ونيّارا بالإعلى ..
_
‎« بيـت حـاكم »
‎عدل شمـاغه وهو يشد على السبحة يلي بإيده ولا يدري المكان وش يلي بيروح له لكنّه من ضمن جدول نصّار وقال له " مكان تحبّه " ، تنحنح وهو يفتح طرف باب غرفته لأن كل أقاربه عندهم بالبيت : درب يابنـت
‎إبتسمت ملاذ وهي تفتح الباب حقه أكثر من الخارج وإبتسمت بإعجاب : تحصّن يا أُمي ماشاءالله عليك
‎قبّل راسها وهو ينزل للأسفل ، وإبتسم نصّار يلي كان متكي على السيارة ينتظره وهو يأشر للخلف : شف
‎لف ذيّاب أنظاره لنهيان الجالس بكامل ثقة بثوبه وشماغه ولأول مرة يلبس الثوب بيوم عادي ماهو الجمعة : جدول فخمين ما أضيّعه والله بشوف حياتكم
‎رفع ذياب حواجبه مباشرة : وش جدول فخمين نصّار !
‎هز راسه بالنفي قبل لا ينزل ذيّاب ويقرر إنه ما بيروح : هذا ما يعرف يسولف ، بتنبسط إنت إتركك منه !
‎إبتسم نهيّان وهو يتكي بتأمّر : سق لا تأخرنا على الناس
‎رفع نصّار أنظاره للمرايا يلي قدامه ويلي تعكس له صورة نهيّان يلي بالخلف : لا أنزّلك الحين إنتبه
‎ضحك ذياب وهو يعدل نفسه من تأدّب نهيان وهو يدندن بصوت هامس ، وحرّك نصّار لوجهتهم يلي يحاول ذيّاب يعرفها طول الطريق لكن ما كانت له المعرفة الأكيدة وإبتسم وهو يناظر نصّار من صارت له : تقول لي دعوة لي ولك أجل ؟
‎هز نصّار راسه بإيه : إي والله دعوة لي ولك وصلت لإيميلي ، اليوم ماهو يوم عام كل الحضور فيه دعوات بس وزين إنّه صار لجل الزحمة تكون قليلة وتروّق إنت
‎رفع نهيّان حواجبه : بتتركوني بالسيارة أجل ؟
‎ضحك نصّار وهو ينزل : لا ، كل واحد منّا مسموح له يجيب إثنين معاه وإنت عن الأربع كلهم إبتسم نهيّان مباشرة بإفتخار : الله يعزّك يانصار الله يعزّك
‎سكر ذياب بابه وهو يعدل شماغه ، والسبحة يلي بإيده ويتوجهون للداخل وسكنت ملامح نهيّان مباشرة من الفخامة يلي يشوفها ويلي بالمكان بأكمله ، كل الحضور يتقيّدون باللبس الرسمي السعودي بالثيّاب والأشمغة والعُقل والنساء فيهم بالعبايات لكن فخامة المكان من فخامة حضوره هذا كان أول إيمانه ، رغم لمحه لإماراتيين وقطريين وكويتيين وحتى عُمانييّن وبحرينيين إلا إن كلّهم زيهم واحد تقريباً أساسه الثوب وإن إختلفت قصته وإن إختلفت العُقل على هاماتهم ..
-
‎إبتسمت قصيد بإنبهار من المكان المُستحيلة فخامته ، حلاوته اللامُتناهية وإختيارهم الدقيق للمكان بالإنارات الخافتة وبالسجاد الأحمر يلي يُفرش من بداية مدخل السيارات لحد الباب وصولاً للواقفين عنده ، تحوّلت إبتسامتها للخجل من دخلت مع عذبي يلي باقي متمسكة بذراعه هي ومن القهوجي يلي صبّ القهوة من الدلة النحاسية يلي بإيده اليُسرى يمدّ لها الفنجال هي أولاً بيمينه ، ثم لعذبي يلي بجنبها ثم للبقيّة يلي رفضوها بإبتسام لطيف له ، دخلت بإنبهار وهي تشوف كمية الصقور يلي قدام عينها وهي بحديث عابر جمعها معاه قالت له " على وشك يصير هالحب والبحث اليومي لشغف باقي الصقر الحقيقي يكون قدامي " ، إبتسم وهو يشد على إيدها : تبين الصج حنّا مالنا بالصقور والصقارة أبد بس دامج تبين نلبيّ ما نقول لا
‎إبتسمت بإنبهار مُستحيل وهي تناظره : يكفّي جبتني !
‎إبتعدوا تركي وعذبي وفهد ، وبقت قصيد مع عذبي الكبير تدور حول المكان وتتأمل بالصقور يلي بإيدين الصقاّرين ، إبتسم عذبي وهو يأشر لها : إشرحي لي
‎هزت راسها بالنفي بإعجاب شديد وهي تتأمل الصقر يلي قدامها : ودي أتأمل وبس أتأمل !
-
‎وبالطرف الآخر من المعرض ، ضحك وهو يعدل شماغه ورغم إنه ما يهتم بحديث الأشخاص يلي أمامه لكن يضطر يكون معاهم بحكم الدبلوماسية ويبتسم ويتفاعل لأن هذا الأصل والأساس ، لف أنظاره لأخوه يلي يتأمل الصقور من بعيد لبعيد وهو وده يقوم ويتأمّل معاه لكن من أول دخولهم مع البوابة مسكوهم زُملاء عملهم لهالجلسة ، على الكنب الجلد البني المُعتّق حول طاولة دائرية باللون الأسود يتجاذبون أطراف حديث ما يوليّها أدنى إهتمام ، إبتسم نصار وهو يعدل شماغه : عاد حنّا نشوف الصقور ثم نرجع عندكم بإذن الله ..
‎وإنسحب هو وذيّاب من جمعة الرجال الكثيرة يلي صارت توها ، إبتسم ذياب من أحد المنظمين يلي يأشر له وهو يمشي له : مألوف عليّ إنت ؟
‎هز راسه بإيه : لقيتك بالوزارة قبل فترة ياطويل العمر
ابتسم ذياب وهو يشد على كتفه ، ومد المنظم الدّس لإيد ذياب يلي لبسه وكانت ثواني بسيطة لحد ما إستقرّ الصقر على إيد ذياب يلي كان منه الإبتسام له ، هز نصار راسه بالنفي من مد ذياب إيده بيفتح للصقر برقعه يلي يغطي عيونه: لا إمنعنا
‎هز ذياب راسه بالنفي وهو ينزعه عن عيونه بهدوء ، وبقى الصقر بمكـانه وهو يناظر ذياب لثواني ولف أنظاره للمنظّم : ما تطلقونه هنا ؟
‎هز المنظم راسه بالنفي وهو يبتسم : غالي هالصقر إن طلقته وما رجع لذراعك تدفع قيمته ياطويل العمر
‎ضحك ذياب وهو يهز راسه بزين ، ومد إيده الأخرى لرأس الصقر لثواني بسيطة فقط وهو يهز إيده هزة وحدة فقط تركته يطير فوق الحضور كلهم ، رفعت قصيد عيونها بإنبهار لأنها أول مرة تشوف صقر يطير فوق رأسها بهالشكل وبالواقع المُبهر قدام عيونها ، كانت ثواني تحليق سريعة خُطفت فيها أنفاس قصيد من الإنبهار يلي حسّته وهي تتبعه بعيونها من صار نزوله تدريجي من السقف العالي لإيد شخص واحد فقط ، كان صوت التصفيق عالي بشكل لا يُصدق والضحكات من حولها لكن سكن المكان بأكمله بداخلها من إستوعبت من يكون هالشخص يلي رجع الصقر يستقرّ فوق إيده ، العيون صاحبة الرموش الكثيفة يلي تعرفها أكثر من باطن كفّها والهيئة وكل تفصيل كان شديد الصدمة عليها ، سكنت ملامحها كلها من رجع يلبّس الصقر برقعه لكن وقفت أنامله على رأسه من إنتبه لها ، من طاحت عيونه عليها هيّ من إحساسه بنظراتها وسكنت كامل ملامحه بإنكار يحاول منه يبعد ظنونه لكن قُطع شكه باليقين من لصق الجروح يلي بكّفها ومن عذبي أخوها وتركي ولد عذبي يلي صاروا بجنبها ، سُرقت نظرته من نفسه للمرة الثانية وهو ينزل أنظاره من حس على نفسه ويمد الصقر للمنظم بدون أي كلمة ، لف له نصّار بتعجّب من تبدل حاله الشديد : وش صار لك !
‎قبل لا ينطق ذياب بكلمة سكنت ملامحه من عذبي الكبير يلي كان أمامه وهو يتعدل يصافحه : أبوتركـي
‎إبتسم عذبي وهو يشد على يده : حيّ الذيب ، أبوك هنا؟
‎هز راسه بالنفي ، وإستوعب عذبي : إنت لك بالصقور الله يحفظك ودامه لك لي طلب صغيّر منك الحين
‎هز ذياب راسه بإيه مباشرة : سم آمر
‎أخذ عذبي الدّس وهو يلبسه ويأشر على الصقر يلي قدامه : ودي بهذا يجي لإيدي ، ودي أوديه لها
‎هز راسه بزين وهو يخفي توتره ، وأخذ الدس الآخر من المنظم وهو يحاول بالصقر يتوجه لإيد عذبي لكنّه ما تزحزح من مكانه ووقت تحرك ، تحرّك يستقر على إيد ذيّاب نفسه ..
‎إبتسم المنظم لعذبي وهو يأشر له على الصقور الأصغر : الصقر يلي هناك ما بيعنّيك ويجيك على طول
‎هز راسه بالنفي بهمس : هي تبي هذا يعني هذا
‎هز ذياب راسه بإيه من التوتر يلي يحسه : نحاول ؟
‎مد عذبي إيده من جديد يحاول لكن ما تحرّك من مكانه وجاء فهد يمّه : يبه ينادونك ، لقوا عذبي يسألونه عن أبوه قال جيت مع عمي قالوا ناده
‎هز راسه بزين وهو يناظر ذياب : إترك هالصقر العنيد خلاص يعطيك العافية يبه ما قصّرت !
‎هز ذيّاب راسه بإيه : حاضرين ، إن بغيت شيء نادنا
‎توجه عذبي خلف فهد ولده ، وخلف تركي يلي تبعهم من إشارة أبوه وما طاوع ذيّاب نظره بالصد وهو يلف أنظاره لها من كانت واقفة عند صقر آخر تتأمله ..
-
‎هزت راسها بالنفي بإرتباك : ما قد شلت صقر بحياتي لا !
‎مد لها المنظم الدس وهو يبتسم بطبيعة عمله : ما بتندمين ، عليه برقعه ما بيأذيك ولا يشوفك
‎تمنّعت لثواني لكنها كانت مقررة بهالشغف بالذات ، تترك التمنّع وتتجرأ أكثر وبالفعل أخذته وهي تلبسه وصعّد المنظم الصقر على إيدها ورجفت بدون مقدمات بتوجّس وهي ترجع خطوة للخلف ، سكنت ملامح ذياب من ضحك الموظف على خوفها وإنها رفضت يبقى على يدها أكثر ومن شاله عنها لكن سكنت ملامحه من ستّل الصقر يلي بإيده جناحه بدون مقدمات يحوم فوقهم ، ما يدري كيف نطق بسرعة من توجّه الصقر لها : لا تتحركين !
‎ثبّت المنظم إيدها لجل ما تحركها من عرف توّجه الصقر وين بيكون وتغيّرت ملامح قصيد كلها من إرتعابها من حام قريب منها ثم إستقرّ على يدها ومع كل رجفة ترجفها كان يفرد جناحه بطريقة ترعبها ، بطريقة تركت إيدها ترجف من الرعب يلي تحسّه لأنها تشوف عيونه مو مثل الصقر الصغير يلي كان على إيدها توه وعليه بُرقعه ما تشوفه ..
‎نصّار بذهول : دامك تعرف البنت روح يمّها وش تنتظر !
‎ثبتت خطى ذيّاب بالأرض لأنها جات مع عمّها وعياله وأخوها ولا له جراءة يقرّب صوبها وهم ماهم موجودين ولا يدري ليه لكن توجه لها من فزت بإرتعاب منه ومن كان المنظم يحاول يطيّره لكن يزيد غضب الصقر أكثر : إثبتي باخذه منك
‎هزت راسها بالنفي بإرتعاب شديد من كان ينفر جناحيه بكل مرة وهي ترجع للخلف وما يدري كيف مد إيده يثبتها : إثبتي يابنت !
‎كانت إيدها أو كل جسدها بالأصحّ يرجفون بعدم إستطاعة منها وهز راسه بالنفي لأن الصقر مستحيل يتحرك من على إيدها دامها بهالخوف ولف أنظاره لعيونها بالتحديد : إن حسّ بخوفك ما بيتحرك ، إهدي
‎حاولت تهديّ نفسها لكنها صرخت برعب وعدم إستطاعة من رجع يفرش جناحه أكثر وأكثر وبغضب يوضح من حركته على إيدها : ذيّـاب !!
‎سكنت ملامحه كلها من نطقها لإسمه يلي ما توقّعه ولا واحد بالمية يطلع منها ، عضّت شفايفها بإرتعاب وهي على وشك تبكي أو قد إحمّرت كل محاجرها أساساً وهي تناظره من لف أنظاره لها وهمس برجاء أخير : بس إثبتي ثانية وحده ، باخذه وما يأذيك بس ثانية كان منها شديد الرجفة والإرتعاب وهي تسمع الضجة حولها ومن غضب ذياب الشديد من المنظم يلي كان يحاول ياخذ الصقر لكن الصقر يزيد بغضبه : إتركه !
‎لف أنظاره لقصيد وهو يهذّب نبرته وباقي إيده تثبّت ظهرها من الخلف وهمس من جديد : إثبتي
‎هزت راسها بالنفي بإرتعاب وهي مو قادرة تثبّت نفسها من رعبها من الصقر وأكثر من ذيّاب وعينه لكنّه شد عليها وحتى حروفه ضاعت ما تطاوعه إنه ينطق بإسمها ورجع يكرر كلامه بهمس : بس ثبتي عينك وتثبتين معي !
‎وبعد ما جالت أنظارها بالمدى كله قدرت بكُل جهاد إنها تثبّت عينها على عيونه ، كانت ثوانيّ بالعالم لكن بقلبه وقلبها مثل السنين من نفس إلتقاء عيونهم قبل سنين وقت كانت ترجف من محاولاته لأنه ينزع الشوك ووقت نطق لها بجملة وحيدة " ثبّتي عينك بعيني " وما تدري كيف ثبتتها قبل سنين تسمح له يشيل الشوك من إيدها والحين رجع يتسطّر نفس الموقف لكن بعدم ثبات منها ولا من عينه يلي كانت تتحرك مع عينها الراجفة لجل تستقر وتثبت لحد ما هدّيت وثبتت معاه لكنها فزّت من حست بإيده تبتعد عن ظهرها ونطق بهمس : إثبتي معي
‎وبالفعل أخذت نفس على أقّل من مهلها وهي تثبت معاه
‎ووقت ثبتت كانت منه ثواني بسيطة أخذ فيها الصقر يلي هديت حركته من سكون قصيد وجسدها وهو كان يفزع من خوفها ويتحرك بسبب خوفها وغضبه ، بدون لا يرمش وبدون لا يبتعد عن عينها ترك البرقع على رأس الصقر من جديد وهو يشيله ويبتعد للمنظم وسكن كل كونها وهي تحاول تسترجع نفسها وتستوعب كل شيء صار وعجزت ترجّع عينها على ذياب المبتعد ويلي يرجع الصقر لمكانه وما تشوف منه إلا ظهره الحين ، ركض تركي بجنبها مباشرة وهو يشوف إيدها ترجف : قصيـد !
‎ما كان منها رد نهائياً بعدم إستيعاب وهي ترفع إيدها لعينها تعدل نفسها وسكنت ملامحه من إحمرار محاجرها ونظراتها يلي للأعلى بمحاولة ثبات لجل ما يصير شيء خارج عن سيطرتها : بنت !
-
‎عدل ذيّاب شماغه وهو ياخذ نفس من أعماقه وتوجه له نصّار بإعجاب : ياقّوك ياخوك ، مستوعب وش سويت ؟
‎هز راسه بالنفي وهو صدّع من كثر التوتر يلي حسه من خوفها الرهيب ومن رغبته بالإنفعال الشديدة على القيود يلي حسّها بقلبه وحوله وإنه مو قادر يسوي شيء ثم رفضه لها كلها وتثبيته لها معاه ، لف أنظاره للخلف وتغيّرت كامل ملامحه للهدوء الشديد من أطراف أصابعها يلي تلامس باطن إيد تركي ولد عمها يلي واقف أمامها والواضح إنه يحاول يهديها من طريقة حواره معاها ، طقّت أعصابه مباشرة وهو يتوجه للخارج وأشّر نصار لنهيّان يلي والواضح إنه ما شاف شيء من الأحداث يلي صارت لجل يلحقهم للسيارة ركب وهو يعدل شماغه بقروشة ويشتم ورفع ذيّاب حواجبه وهو يلفّ لناحيته وتقروش نهيّان : ياخي وش وضعهم هالفخمين ؟ جاني بني آدم نشب بحلقي يا ذيّاب يسألني وجهك ماهو غريب ولد من إنت كل دقيقة يكرر
‎رفع ذياب حواجبه وهو يناظره : وقلت له ؟
‎هز راسه بإيه : أبيه يفكّني قلت له ولد حاكم آل سليمان قال إيه أعرفك إنت أخو المغرور ذيّاب اللي بالوزارة
‎رفع ذياب حواجبه لثواني وبالمثل نصّار وهو يلف له : وش ؟ كيف يعني المغرور ذيّاب ليه ما دقيت خشمه
‎كشر بسخرية : قلتله جرّب تعيدها وهج عني ألحقه ؟
‎هز ذيّاب راسه بالنفي ، وحرّك نصار من حس إن كل دقيقة تمرّ تشبّ بصدر ذياب وتطق أعصابه أكثر ..
‎أشر نهيان على زاوية الخط : نصّار إرميني هنا
‎وقف نصّار على جنب ، ورفع ذيّاب حواجبه : على وين
‎أشّر نهيان على سيارة أصحابه : مع العيال ، تبي شيء ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يرجع أنظاره للأمام : إنتبه
‎نزل نهيّان مع أصحابه ، وحرك نصّار وهو يناظر ذيّاب ومن ملامحه كان يبيّن إن ما وده بشخص يسأله حتى كيف حاله وإكتفى بالسكوت لكن نظرات الإطمئنان لحد ما طقّ ذيّاب : نصّار لا تطالعني كل دقيقة ! تكلم
‎هز نصّار راسه بالنفي : سلامتك ياطويل العمر ، سلامتك
_
‎« بالمعـرض »
‎كانت إيدها بذراع تركي يلي ما سألها عن شيء من صدمتها وبقى يهديها فقط وشافت خروج ذيّاب من المكان كله ومن وقت وهي تحاول تهدّي نفسها وأعصابها ورجفتها ، فزت من الصوت يلي خلفها وإبتسم عذبي الكبير : بسم الله عليج يبه ، نمشي ؟
‎إبتسمت بإرتباك وهي تهز راسها بإيه : إيه خلاص نمشي
‎رفع عذبي أخوها حواجبه وهو يشوف نظرتها أبداً مو نظرتها المُعتادة ولا ثباتها وقرب من عندها بهمس : أحد كلمك إنتِ ؟ وش صار لك
‎هزت راسها بالنفي ومد إيده لطرف نقابها يرفعه من حسّ إنها تعض شفايفها وبالفعل كان منها وهمس : لا تكذبين عليّ
‎هزت راسها بزين بهمس : بعدين أقول لك
‎كان فهد يمشي بالمقدمة مع أبوه ووصلوا للبوابة لكن وقف عذبي يلتفت من ما حسّ بسميه ولا ولده تركي ولا قصيد خلفه وحسّ بشيء من لمحهم والواضح إنهم يتهامسون : تعال إنت وياه
‎مشى تركي مع عذبي وفهد بالمقدمة يسبقون أبوهم ، ومدت قصيد إيدها تمسك ذراع أبوها عذبي يلي ناظرها بتفحّص لكنه ما سأل ، بيسأل العيال ويطلّع الإجابة منهم برضاهم أو بدونه :تبين تركبين يمّي ؟
‎إبتسمت لأن الواضح ودّه يهاوش العيال ويبي حجة وهزت راسها بإيه : لو يسمحون لي ما أقول لا
‎توجه عذبي الكبير لتركي وعذبي يلي يتشاورون مين يركب بالأمام وهو يناظرهم : إثنينكم وراء
‎طلّع فهد راسه منه الشباك الخلفي : وأنا يمّك صح ؟
‎هز راسه بالنفي من هز راسه بالنفي من جات قصيد جنبه : بنتي يميّ
‎هزّ عذبي راسه بزين وهو ينزل عقاله : إذا قصيد تم
‎وبالمثل تركي يلي توجه للباب الآخر بدون رد بس قبل لا يتوجه فتح الباب الأمامي لها ورفع عذبي حواجبه وهو يناظر قصيد يلي ضحكت من إستغرابه من طاعتهم المباشرة وإنهم ما تهاوشوا أكثر : يعرفون إنك تحبّني
‎وإبتسم برضى من إجابتها وهو يركب بمكان السائق ، وقصيد بجنبه ، وتركي وفهد وعذبي أخوها بالخلف ..
‎رغم غُناهم ، وطقطقاتهم يلي تضحك هي فيها إلا إنها ما كانت معاهم نهائياً وكل دعوتها ما تنسرق من نفسها أكثر بالتفكير وسطهم ، عضّت شفايفها وهي تمرر أناملها على اللصق يلي بباطن إيدها وتحسّ بشعور يشبه شعور حرّ الستين عام بالصحاري ووسط اللهيب ولا تدري كيف طرى هالتشبيه عليها لكنّه قليل مقارنة بالشعور يلي تحسه والتوتر يلي تحسّه والإحراج وكل باقي المشاعر المُخيفة كثرتها ، المُخيفة وهي ما إستوعبت كل تفاصيل الموقف وتساؤلها كله لو إستوعبت كل تفصيل وكل كلمة وكل نظرة من بيمسك زمام إنهياراتها ..
_
‎« عنـد ذيّـاب ، ونصّار »
‎نزل نصّار خلفـه وكان كل إستغرابه من ذيّاب يلي رفض البُعد عن الرياض ، إو إنه يختلي بنفسه بالسرّ المفضوح أو بأي مكان من أماكنه وطلبه يوديّهم لجمعة العيال والديوانية وتأكد نصّار إنه يبي كثرة الناس لجل ما يشغله التفكير بشيء بيرهقه ويحرقه أكثر لكن لو كانت لنصّار نُقطة المعرفة عن ذياب ونفسه ، لو كان الشيء يلي مرّ فيه قوي ووقعه ماهو هيّن عليه فهو بيبقى بعقله ويفكّر فيه حتى وسط الجموع ..
‎إبتسم نهيان بإستغراب وهو بشوف أخوه يلي ما يذكر متى آخر مره دخل فيها الديوانية وصفّر مع العيال المصدومين : حيّ الذيب ! لو دريت بتجون ما سبقتكم
‎إبتسم نصّار وهو يناظر نهيّان : ما كان بالحسبان
‎وهمس له نهيّان مباشرة : داري ، وش فيه ؟
‎هز نصّار راسه بالنفي وهو يضحك : مافيه شيء ! ما تبينا
‎ميّل نهيان شفايفه : أبيكم بس ماهي عادته يجي هنا
‎هز نصّار راسه بإيه وهو يتوجه جنب ذياب يلي جلس ويرد على العيال وأسئلتهم على حاله وأحواله ووش جابهم لباله اليوم وكان نصّار يجاوب بداخله مُخالف إجابة ذيّاب الأخيرة بإنه جاء يسيّر عليهم وكان جواب نصّار الداخلي " جاء يهرب من نفسه لكن ماله قدرة " وكان جواب نصّار هو الصحيح لإن بمجرد ما إنتهت أسئلة العيال بفترة بسيطة وإنتهى ذيّاب من قهوته عانق باطن إيده يسرح لدقائق بسيطة ويرجع يمثّل الإنتباه معاهم لكن ما يخفى على نصّار ، مستحيل يخفى ..
‎سكنت ملامح ذيّاب كلها من رسالة من أبوه " تعال بيت المحامي " ولا يدري وش صار بين ضلوعه من من كان منه التأخر بالرد ونوّرت شاشته بإسم أبوه وهو يرد ورفع إيده لحواجبه يجمّع نفسه : سم
‎رفع حاكم حواجبه مباشرة بعدم إرتياح : فيك شيء ؟
‎طق أصابع إيده بهدوء : لا ، إن كان ماهو ضروري ما بجي
‎رفع أبوه حواجبه وهو كان بيسأل ليش ومشغول أو لا لكن سمع أصوات العيال وعرف إنها الديوانية ونطق بكلمة وحدة : الحين تجي
‎وقبل لا يكون لذياب فرصة الرد كان من أبوه إنهاء المكالمة وعضّ شفايفه يمسك غضبه وأعصابه ونطق نصّار وهو يمد له مفتاح سيارته : تبيني أروح معاك ؟
‎هز راسه بالنفي وهو ياخذه منه فقط : برجع أمرّك
‎هز راسه بزين وهو يناظره : بس هدّي إنت ماعليك مني
‎توجه ذياب للخارج لسيارة نصّار وهو ياخذ نفس من أعماقه قبل يركب وفتح الباب وهو يعدل نفسه وأعصابه ويتمنى شديد التمنيّ إنه ما يلمح طرفها بهالأعصاب يلي الظاهر تهدأ عواصف الصحاري وأعاصيرها وتهدأ ثورات الموج ما تهدأ هي ، وقف بسيّارة نصار أمام بيت تركي وهو ياخذ نفس من أعماقه ويتعدّل ونزل يخضّع أنظاره غصب عنه ما يشوف السيارات مين موجود ومين لا من عيال عذبي الكبير ، وقف عند البوابة الخارجية وهو ينادي ووصله صوت تركي الكبيـر يسمح له بالدخول وإن ما حوله أحد وتوجه لبيت الشعر : السلام عليـكم
‎وقف تركي وهو يسلّم عليه وإبتسم : حيّ الذيب ، حيّاك
‎قبل رأس أبوه الجالس على الأرض وهو يجلس بجنبه وتو يكون منه الإستيعاب والإستغراب إن النداء كان له لحاله وإنهم لحالهم ببيت الشعر ورفع حواجبه : عسى ما شر ؟
‎هز تركي راسه بالنفي : مابه شر يابوك الحمدلله ، بس إنتم وش عندكم بالوزارة باكر مؤتمر وإلا شلون ؟
‎هز راسه بإيه وهو كان ناوي ما يروحه ، وهز حاكم راسه بإيه وهو يناظر ذياب : اليوم كله أنتظر ألقاك بقولك ترى وصلتني دعوة للمؤتمر وقبل شوي يوم كلمت عمك تركي حتى هو واصلته دعوة والظاهر بيجمعون من كل وزارة وجهة وفد بهالمؤتمر ، من المستشار القائم عليه ؟
‎ذكر ذيّاب إسمه وهز تركي راسه بإيه : وإنت معاهم ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء وهو يسمع مشاورات أبوه والمحامي الغريبة وإستغرابهم من هالمؤتمر يلي وصل حتى لوزارة العدل وهذا الغريب عليهم لإن لو كان حاكم المدعو فقط كان شيء طبيعي ما يثير ريبتهم لأنه كان بالقوات المسؤولة عنها وزارة الداخلية ومو أول مرة يكون بينه وبين وزارة الداخلية تعامل لكن يوصل حتى لوزارة العدل ولمكتب تركي بالخصوص شيء حيّرهم وكانوا يبون الجواب منه من بيكون المستشار ومن أعضاء المؤتمر لكن الشيء الوحيد يلي ما يعرفونه هو الموضوع وسبب هالمؤتمر الأوّل من نوعه من سنين ..
‎كان يسمع حوارهم ولا يستوعب منه شيء ماعدا الشيء يلي يوجهونه يوجهونه له بنفسهم وكل محاولاته للتمسّك ضاعت من سمع صوتها من بين أصواتهم لكنه ما حرك أنظاره عن باطن إيده ولا عن الأرض وكيف يحرّكها وهو يدري إن أبوه بيفهم خافي روحه مو بس ظاهره لو بدرت منه أبسط حركه ، وقف تركي على باب بيت الشعر وهو يناظرهم وإبتسم من ضحكاتهم وإبتسامة قصيد : الله يديمها عليكم ، عندي بوذيّاب وذياب هنا تعالوا سلّموا
‎إبتسم عذبي الكبير وهو يدخل ويسلّم وخلفه عياله وسكنت ملامحها وهي تسمع صوته من بينهم ، دخل عذبي أخوها خلفهم وإبتسمت هي بدورها تلّوح لأبوها يلي إبتسم لها وتتوجه لداخل البيت ، ركضت لغرفتها مباشرة وهي تسكّر الباب ، تقفّله مرتين من التوتر يلي حسّته بعروق قلبها ونزعت عبايتها تتوجه للشباك مباشرة تبعد طرف ستارته ، ما كان يطلع من بيت الشعر شخص غير النّور من بابه المفتوح وعضت شفايفها بهمس : قصيـد وش تسوين قصيد ؟
‎وقبل لا تكمّل عتابها أو كلامها لنفسها بردت أطرافها وهي تشوفه طالع من بيت الشعر لوحده والظاهر إنه طلبهم الإذن ماله طاقة بالجلوس ، سكنت ملامحها من طلع جواله من جيبه وهو يرد على الإتصال يلي وصله ويتوجه للبوابة الخارجية ، لخارج أسوار بيتهم وإختفى عن مدى نظرها لأن الواضح سيارته مو بالمكان يلي تقدر تلمحه منه لكنّها لمحت إبتعاده وسكنت ملامحها ترجّع الستار لحاله الأول وتتوجه على السرير مباشرة ..
-
‎دخل سيارة نصّار وهو ما تحمل يجلس أكثر ببيت الشعر ولا عنده قُدرة تحمّل وطاقة يجلس وتبقى أعصابه بمحلها وهو كل ما لمح باطن إيد تركي ولد عذبي تشبّ بداخله ولا يدري وش السبب أو يدري لكن صعب الإعتراف والبوح ، هو ما يحبّها ولا يكنّ لها شعور هذا يتأكد منه أكثر من إسمه لكن مواقفه معاها بطفولتها هي الشيء الوحيد يلي ما زال من عقله أبداً وبقُوة ما تكرر هالأحداث وهم كبار يوترّ أعصابه كثير وأكثر من الكثير ، عدلّ نفسه وهو يرسل لنصّار يتجهز من الديوانية لأنه بيمره ياخذه ورجع جسده للخلف بسكون تلاشى بمجرد ما تكرر نُطقها لإسمه بذهنه وهذا كان أقسى شيء يمرّ عليه بهاللحظة ، دخل نصّار بجنبه : هديت إنت ؟
‎هز ذياب راسه بإيه وهو يعدل نفسه ، وركب نهيّان بالخلف وهو يدندن : الفريق ما عنده ولد ثاني يناديه ؟
‎إبتسم نصّار وهو يناظر نهيّان ثم وجه سؤاله لذياب : لا تحرج نفسك بالمقارنة ، بتنام بالبيت اليوم وإلا وين ؟
‎هز راسه بإيه وهو لو بيدّه يبعد لأبعد أرض ينام فيها بيروح لكن المؤتمر يلي عنده باكر وإصرار أبوه وعمه تركي على حضوره بيجبرونه يبقى بالرياض ويجهّز نفسه ، وقف عند بيتهم وهو يناظر نصّار : تنام عندنا اليوم ؟
‎هز نصّار راسه بالنفي هز نصّار راسه بالنفي : برجع البيت أجهّز للمؤتمر ، من وقت رجعت من السفر تراي ما نمت فيه
‎نزل ذياب ، وركب نصّار بمكانه : لا صحيت كلمني
‎هز راسه بزين ، وحرّك نصار متوجه لبيته ودخل ذيّاب وأنظاره على جواله وهو يصعد الدرج بعدم إنتباه لأمه وورد الجالسين بالصالة ولا هو حولهم لحد ما نادته أمه بإستغراب : يلي سرقك مننا يتهنّى ، ذيّاب ؟
‎لف أنظاره وهو تو يستوعب وجودهم ، ونزل يقبّل رأسها : عن إذنكم
‎ورجع يصعد للأعلى مباشرة قبل لا تسأله أمه عن أي شيء ، رفعت ورد حواجبها : فيه شيء مو عادته
‎هزت ملاذ راسها بإيه وهي تشوف حاكم دخل البيت : الحين نعرف ، عدّلي القهوة وإبعدي مكان لأبوك
‎سكر حاكم الباب خلفه وهو يسلّم ، وإبتسمت ملاذ : وعليكم السلام ما بغيت تنّورنا ؟ تعال تقهوى
‎رفع أنظاره للدرج وللأعلى : ذياب جاء البيت ؟
‎هزت ورد راسها بإيه وهي تقوم تقبّله من جاء يمهم : جاء
‎قبّل خد ورد وهو يجلس بينها وبين أمها ، ولف أنظاره لملاذ يلي كانت بتصبّ له قهوة : لا تجربين
‎مدت له الفنجال وهي تزمّ شفايفها ، وعدل أكتافه ياخذه منها وإبتسمت ورد وهي توقف : بطلع فوق أنا ، أمي إذا ما جاك النوم تعاليني
‎هز حاكم راسه بالنفي : نامي ما بتجيك أمك
‎ضحكت وهي تتوجه لغرفتها ، وميّلت ملاذ شفايفها : كنت عند تركي ؟
‎هز راسه بإيه : كنت عنده وناديت ذيّاب ، به شيء
‎تكت على صدره وهي تناظره ، وكمّل حاكم : وقت هو عندنا ببيت الشعر ، يختلف حاله كل شوي ولا هو قادر يقرّ بأرضه حتى يوم كلمته قلتله تعال قال إن كان ماهو ضروري ما بجي ، من متى ذيّاب يسألني ضروري ؟
‎رفعت حواجبها بإستغراب : كيف كان حاله طيب ؟
‎تنهّد بخفيف وإبتسمت : تنهيداتك كثار على ذيّاب
‎هز راسه بإيه بتنهيدة : هدّ حيلي وأنا الليّ ما ينهد لي حيلي ، هدّ حيلي هالولد لا أعرف خوافيه ولا أوصله
‎إبتسمت ملاذ : مو لازم تعرف خوافيه ، والوصل ماهو إنك تعرف كل تفصيل بحياته يكفيّ إنك تعرف قلبه
‎هز راسه بالنفي وهو ياخذ نفس : تذكرين أيامنا أوّل ، نهيّان كان يدري بقلبي ويدلّني ، وقلتي لي إفهمه ياحاكم كيف بفهمه إن ما صرت مثل نهيّان له حتى قلبه أدري به
‎إبتسمت بإعجاب لأن حاكم يرمي لها بالصريح إنه جالس يحاول يتجرّد من كونه حاكم ومن أطباعه ويلتزم بأطباع نهيّان بس لجل يفهم ولده وأخذت إيده بين إيديها تمرر أناملها على حدودها ورسمة أصابعه : ذيّاب إنت قلته الخافي البيّن ، ظني مشوارنا لقلبه صعب حيل ..
‎هز راسه بالنفي وهو يشرب فنجال آخر ، وهمس بجملة هزّت قلبها من طريقة نطقه ومن إحمرّت ملامحه بمجرد ما أنهاها " يامال الجنّة يانهيان مهّد لي درب قلبه "تمدد على سريره وهو يصارع الأرق العظيم يلي ما سمح لعينه تغفى وهذا مو من صالحه لا صالح صحّته وعقله وإستعداده للمؤتمر يلي لازم يكون متواجد فيه من الظهر وقبل الكل لأن وزارته هم راعين المؤتمر وهم راعين الظهور الإجتماعي الأكثر ، مد إيده لباطن كفه وهو يتحسسه وما غفيت عينه ثانية وحده من كان ينعاد الموقف قدامه وبسط يديه الثنتين قدام عينه يتأملها ، إيد باطنها المفضّل له من طفولته والحين إيده الأخرى حاوط فيها ظهرها وسكنت ملامحه لوهلة من تفكيره وهو يجلس على السرير ، فرك وجهه لثواني وهو كل ما طرى عليه تلامس أطراف أصابعها بباطن إيد تركي تطقّ أعصابه ولا يذكر من تركي جملة بطفولة قصيد إلا وقت جاء للمخيّم مع أبوه من الكويت ومد لها إيده يسألها
‎" تردين الكويت معاي ؟ " وحاوطت إيده ترّد الكويت معاه فعلاً مثل ما قال ، أخذ المخدة يلي بجنبه وهو يتركها بجنبه ويتكي عليه بمحاولة للنوم وإن ما ياخذه التفكير أكثر لكنّه عجز ، أكل التفكير عقله وقلبه كل ما قرّب يغفى يطري عليه نداها له وسكن بإستيعاب إنها رغم السنين الطويلة يلي ما شافته فيها ولا هو شافها عرفته مرّتين ، المرة الأولى وقت رجع الصقر يتكي على إيده وكانت هي أول المذهولين ، والمرة الثانية وقت أعلنتها بالصريح ونطقت إسمه لأوّل مرة بحياتها على مسمعه ووسط شروده ما كان منه الإنتباه لآذان الفجر لحد ما دقّت ورد الباب وسمح لها بالدخول وإبتسمت بإستغراب : يقولك أبوي المسجد يلا ، ما نمت ؟
‎هز راسه بالنفي ، وجلست على طرف السرير يمّه وتعدل يجلس هو بدوره يسمح لها تتأمل ملامحه مثل عادتها من طفولتهم وقت تحس إن فيه شيء وهزت راسها بالنفي بهمس غير مُعجب : مو قادرة أشوف شيء طيب
‎هز راسه بإيه وهو يوقف ، ورجع ينحني يقبّل خدها ورأسها : لأن مافيه شيء تشوفينه
‎إبتسمت وهي تناظره لثواني من توجه يتوضأ ، وطلعت تترك ياخذ راحته يبدّل وسكّرت الباب خلفها ، لف أنظاره لناحية الباب وهو يشدّ على إيده ويتوجه للدولاب يطلع ثوبه ويبدّل ، أخذ شماغه بدون عقال وهو ينزل من لمح أبوه ونهيّان سابقينه للباب وتركه على راسه وهو يتلثم ويتبعهم ..
‎إنتهت الصلاة ، وجلس حاكم بجنبه نهيّان ولده الصغير لكن ذياب كان بآخر الصفوف عنهم ومو عادته أبداً ، إنتظر حاكم لحد ما خفّت الصفوف وفضى المسجد بشكل تقريبي صاروا الرجال متفرقين حول العواميد منهم الليّ يقرأ قرآنه ومنهم الليّ يسبح بإيده إلا ولده ، ذيّاب يلي وقت لف أنظاره لجل يشوفه كان تارك شماغه على راسه يغطّيه وإيده تتأمل باطن إيده الأخرى ..
‎ما كان من حاكم كلام ما كان من حاكم كلام نهائياً وهو يتأمل ذيّاب يلي حس على نفسه بعد دقائق بسيطة ووقف يعيد لثامه ويتوجه لخارج المسجد وهالتواري كلّه ما يعرف حاكم أسبابه ..
‎دخل وهو يفتح لثامه ويسمع أمه وورد يلي يسولفون ولف يسكر الباب على أقلّ من مهله وهو يسمع حوارهم من نطق ورد لإسمها : كلّمت قصيد قبل شوي وقلتلها إنك عازمتهم عندنا قالت بتجي أمها بس هي ما تعتقد
‎رفعت ملاذ حواجبها لثواني : قولي لها مو بكيفها لو ما عندها شيء حتى هي بتجي معاهم غصب ، ذياب أُمي رجعت بدري تبي شيء ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يصعد الدرج لغرفته بدون رد آخر ..
_
‎« العصـر »
‎تركت جوالها وهي تمسح دموع عينها من كثر الأرق يلي حصل لها ونومها المقطع يلي ما يتواصل لساعتين لكنّها ما تحركت من غرفتها ، من وقت كلمتها ورد إنهم بيجتمعون ببيتهم ولا يقبلون منها الرفض وإختلف حالها أكثر وأكثر وما عاد تثبّت وش الشيء يلي تقدر تركز عليه وتعيش شعوره بالكامل ، بالأصل إختلف الفجر وقت طلعت تاخذ لنفسها مويا وسمعت أبوها يقول لأمها عن المؤتمر يلي راح يحضره وسؤال أمها يلي هز كيانها كله
‎" مع ذيّاب ؟ " وكان جواب أبوها بالإيجاب إنه مع ذيّاب وأبوه وما تدري ليه كان وقع إسمه عليها كبير للقد يلي رجّعها أدراجها قبل لا يُلحظ إختلافها على ملامحها ..
‎شدت اللحاف عليها وهي تتأمل المكيف وتعرف إن غرفتها قطعة من جليد من برودتها بهالوقت لكن باقي هي ما بردت ، ما برد فيها شعور الربكة يليّ حسته وهي كل ما تحركت تحس بإيده باقي بظهرها وسكن كونها من جديد من رجع بالها وتفكيرها لعينه وطريقة نظراته لها ، كيف كانت عينه تتحرك مع عينها بكل الإتجاهات من رجفتها هي لكنه كان هادي ، كانت حركة عيونه مع عيونها تبيّن لها إنه يبيها تهدأ وتستقر معاه وهذا أصعب شيء قدّ مر عليها بحياته لأن لأولّ مرة ، تحس للعيون ونظراتها حروف وجُمل تهدّي وهالإحساس مُربك بشكل تعجز عن وصفه ، تعجز لأن مو سهل عليها إنها تحاول تهرب من عينه وقت كان يحاول يثبّتها وتلاقيه بكل إتجاهات نظرها يناظرها لحد ما خضعت أنظارها تثبت معاه ..
‎غطت ملامحها وهي تاخذ نفس من أعماقها وكل ما رجعت للموقف وتفاصيله المستحيلة تحسّ كل مشاعرها تتجمع بوسط جوفها ما تقدر تعبّر عنها حتى بنبضات قلبها السريعة ، أخذت نفس وهي تسمع خطوات أمها يلي تدندن قريب الباب وبالفعل كانت ثواني لحدّ ما دخلت سلاف يلي سكرت التكييف ، وتوجهت للستائر تفتحها وتغنّي كعادتها : يلا ياماما قومي
‎فتحت عيونها وهي تناظر أمها لثواني ، وسكنت ملامح سلاف من إحمرار عيونها وأنفها وهي تمشي لناحيتها مباشرة : تعبانة ! هزت راسها بالنفي ، وجلست سلاف بجنبها على السرير وهي تناظرها لثواني وأخذت قصيد نفس من أعماقها وهي تتمدد بحضن أمها يلي إبتسمت بهمس وهي تخلل إيدها بشعرها : إشتقتي لي هذا الأكيد والواضح والظاهر ، صح ؟ بنروح لأم ذيّاب اليوم كلنا ..
‎هزت راسها بالنفي بهمس : بجلس بالبيت
‎هزت سلاف راسها بالنفي وهي تقبّل رأسها : ممنوع لوحدك ، العيال بيطلعون مع أصحابهم وأنا ونيّارا بنروح لعند أم ذيّاب وأبوك عنده المؤتمر وعذبي عنده شغل
‎رفعت أنظارها لأمها برجاء : تكفين !
‎هزت راسها بالنفي بممانعة شديدة : قلت كلمتي لا تحاولين ، بتروحين معانا يعني بتروحين قومي تجهّزي بنمشي بعد ربع ساعة ينتظرونا نيّارا جهزت وأنا باقي ملابسي بس ، قومي بسرعة
‎تنهّدت وهي ترمي مخدتها بعيد عنها ، وسكنت وهي تشوف أبوها الواقف يعدل شماغه قدام المرايا ومن أمها يلي وقفت أمامه تعدل له ياقته ومن نطق يوجه نظراته لها ويمثّل الشدة لكن خانته إبتسامته: إسمعي كلام أمك
‎إبتسمت وهي تقوم تصحصح رغم قلّ نومها وإرهاقها ، ومن ضجة أصوات العيال بالأسفل يلي الواضح إنهم يلعبون ، دخلت سلاف وهي لابسة عبايتها : خلصتي؟
‎هزت قصيد راسها بالنفي بإعجاب : ماشاءالله ماما تكفيّن ما يحتاج أروح أنا ما تتحمل قلوبهم حلاوتك وحلاوتي
‎ما ردت عليها سلاف وهي تفتح دولابها تطلع لها ملابس ، وإبتسمت قصيد وهي تجلس عالسرير : أتوقع إني الوحيدة بالدنيا يلي تحب تلبس من ذوق أمها
‎هزت سلاف راسها بإيه بغرور : إذا صارت الأم سلاف مايحق لك تقولين لا ، خلّصي لا تاخذيني بحلو الكلام
‎ضحكت من طلعت أمها من عندها وهي تبدل ، وتعدل نفسها لآخر مره ورجع التوتر يصيب قلبها من لفّت نظرها للمرايا وكان لبسها يكشف جزء من ظهرها ، سكنت ملامحها بإستيعاب وهي تعدل شعرها ودخل فهد يلي إبتسم لكنه محى إبتسامته : وع
‎ميّلت شفايفها وهي تلبس كعبها : وع إنت ، فهودي
‎توجه لدولابها وهو يدور لنفسه بلوفر : لبيه فهودي
‎رفعت حواجبها وهي تشوفه أخذ بلوفر وهزت راسها بالنفي مباشرة : لا لا لا مو هذا ! حق تركي هذا رجّعه
‎رفع حواجبه وهو يرميه بالدولاب : خايس مثلج ومثله ، طلعي لي شيء بسرعه بمشي
‎رفعت حواجبها وهي تاخذ عبايتها : ما عندك دولاب ؟
‎ناظرها لثواني بمعنى نص ملابسه عندها دائماً ، وإبتسمت : خلاص طيب ما قلت شيء خذ يلي تبي ، ناديتك بالبداية أنا ليش ما تقول لي وش بخاطرك ؟
‎رفع حواجبه لثواني : ووش لي بخاطرك أنا عندك أبوي وسميّه وأبوك وسميّه لا تدخليني بتشكيلتهم
‎كشرت وهي تتوجه للباب : أكرهك أكرهك
‎كح وهو يغطي فمه ويهمس لها تتحصن وتقرأ على نفسها وضحكت بدورها وهي تنزل للأسفل للصالة يلي فيها تركي متمدد على كنبة يلعب سوني وعالكنبة الأخرى عذبي أخوها المتمدد يقرأ كتاب كالعادة ، لفت أنظارها لنيّارا وأمها النازلين من الأعلى وعرفت إنهم بيروحون مع أمها مو مع أحد من العيال : ملاذ تقول لا تطولون نبي نشوف المؤتمر سوا
‎سكنت ملامحها وهي تعدل شعرها وطرحتها وتاخذ نفس تتبعهم للسيارة وتتمنى كل التمنيّ ، ما تلمحه ..
_
‎« بالوزارة »
‎كان يضغط على نفسه يصحصح وهو من الظهر جاء بالوزارة ولا نام من أمسه إلا نص ساعة إن كثرت من كثر تفكيره والأرق يلي إستحلّ روحه وعقله ولا قدر يغفى وإن غفى ترجع وتتصّور بباله ، أخذ نفس وهو يعدل بشته عليه وجلس بمكانه بهدوء وهو ما يحس برهبة من كثر الجموع يلي قدامه ولا من الحضور الإعلامي عن يمينه وعن شماله وأمامه المطلوب منه فقط يكون مع المُستشار مثل كل إجتماعاتهم ويتقيّد بصمته وإن عُرضت عليه مداخلة يدخل بالحوار وإلا يكون مجرد مستمع وما يتمنى ذيّاب شيء أكثر من الإستماع ..
‎جلس تركي وهو يتأمل الوزارة ولأول مرة يدخلون لقاعة المؤتمرات منها وما ينكر عظمها أبداً ، الرهبة يلي تتركها بداخل كل شخص يدخلها ، قاعة بأولها منصة عليها طاولة مستطيلة من الخشب العتيق خلفها الكراسي لأصحاب المؤتمر السياسيين من وزارة الداخلية المُستشار والمحللين السياسين يمينه ويساره ، يمين هالطاولة المنبر وبصدرها يجلس المستشار وقدام المنصة تبدأ الكراسي للحضور يلي من ضمنهم بأول الصفوف هو وحاكم وأصحابه العسكريين وراعين الرُتب وبعض من المحامين معاه ، وإبتسم وهو يأشر لحاكم على مكان ذياب يلي كان بعد المستشار بشخصين عن يمينه : الذيب
‎أخفى حاكم إبتسامته وهو يحس بغرور لامُتناهي فيه ، على ثقته بنفسه ونظراته الهادئة للكل وكأن المنصب وكل هالجموع يلي أمامه ما يهزّونه ، ما يهزون ثباته لو ذرة وما كان يدري عن كمية الإرهاق يلي يحسّها والتعب المستحيل يلي شكاه لنصّار قبل دقائق بسيطة وقت كان يعدل شكله وبشته " ما نمت لي يومين ، نصّ ساعة غفيتها هي حصيلي " وهوّنها عليه نصّار قد ما يقدر لكن الواضح صاحبه ما كان يحتاج شيء يهّون عليه ، كان متماسك بشكل ما يعرف يوصفه ولا تظهر عليه ذرّة إرهاق ، ساد الصمت بين الحضور من نطق المُستشار بالسلام وإعلانه بداية المؤتمر بالصلاة على النبي والسلام عليه وإكماله لباقي خطابه يلي فيه معايير كثيرة تهمّ كل شخص من الجهات المدعوة سواءً وزارة الخارجية أو وزارة العدل أو الجهات الحكومية الأخرى ويطلب بتنفيذها بالقريب العاجل ، مد أحد المحللين الورقة لبن مساعد لجل يقرأها ويكمل من بعد المستشار لكن كان لبن مساعد رأي أخر بهمسه للمستشار إنه ما يقدر ويعاني من وجع بحلقه لكن ذياب بيكون خير منه ، سكنت ملامح ذيّاب من نطق المستشار بإسمه يترك الباقي عليه وهو يدري إنه ماهو له إنما لبن مساعد ..
‎" ذيّاب بن حاكم يُكمل باقي النقاط " ..
‎مرر بن مساعد الورقة لذياب يلي عدل جلسته بهدوء ولا إلتفت تجاه بن مساعد نهائياً وهو ما يحس بشيء إنما وجه أنظاره للحضور يلقي السلام بداية ، ويحييّهم ، ثم يسترسل بباقي الخطاب ورفع أنظاره يختتم بكل ثقة وما إهتزّت له نبرة ولا تردد بثانية رغم عدم إستعداده وإنه ماهو شيء يخصّه : هذا والله وليّ التوفيق ..
‎إبتسم تركي بإعجاب وبالمثل حاكم يلي عدل أكتافه ، زادت إبتسامة نصّار وهو عرف نوايا بن مساعد كلها بإنه يحرجه قدام الناس كلهم لأن وقت شكى ذيّاب عن قل نومه مرّ بن مساعد من خلفهم لكن ما توقع ولا واحد بالمئة إنه يلفّ الموضوع بهالشكل ويتركه تحت الأمر الواقع وتحت ضغط عدم الجاهزية مع قلّ النوم ، وقف المستشار يتبعه وقوف أتباعه بعد ختام المؤتمر وأشّر على ذياب يجي يمه : ذياب
‎شد على بشته وهو يقرب منه : سم طال عمرك ..
‎همس له المستشار إن وده يقابل أبوه ، وأشّر ذياب على خشمه لكن كلمة المستشار أثارت ريبته إن وده ينزل له يقابله علن الآن ونزع الشك من داخله إنه أكيد لسوء ..
‎نزل المستشار وخلفه ذياب يلي بحركة سريعة نزل بشته يطويه ويتركه على إيده ، إبتسم تركي الجالس بعيد لأنه فهم المغزى من حركة ذياب وقت قرّب من أبوه بإنه ينزع بشته ويتركه على إيده لأن أبوه بالمنصب أعلى لكنه ما يلبس بشت ومن قلّ الإحترام إنه يوقف بجنبه متقلّد ببشته حتى لو كان مكان عمله ، لف المستشار أنظاره لذيّاب وهو كان يبي يشوف نباهته بخصوص البشت وأعطاه إياها على طبق من ذهب وإبتسم يصافح حاكم ويبارك جهود سنينه الماضية بعمله وجهود ولده الحالية على أمل تُثمر السنين نفس إثمارها معاه ..
_
‎« بيـت حاكـم »
‎غرقـت ملاذ بدموعها من نطق المُستشار بإسمه ومن توجّهت الكاميرا عليه ومن لمحت بين الصفوف حاكم يلي تبيّن نظرات إفتخاره بعينه حتى لو ما وضّح شيء وبكت بمجرد ما ألقى السلام وبدأ كلامه ، كانت تضحك وتدمّع بنفس الوقت وتحصّنه ومشاعر كثيرة تحاوطها ما يفهمها إلا يلي جرّب شعور يشوف ولده بمنصب تمنّاه ويستاهله ، يشوفه واثق من نفسه مو عادي وعند ملاذ بكت لأن كلمة نهيّان لهم لجل ذياب تحققت " وإن كان يتبعه إسم حاكم فهو فخر لكن السنين تعلّم الناس إنه إسمه لحاله صاحب صيت وإسم أبوه وراه ينهي النقاش " ، إبتسمت سلاف وهي تفهم مشاعر ملاذ تجاه ذيّاب وكيف عظيمة لدرجة تتُرجم على ملامحها وعلى دموعها يلي عجزت توقفها : الله يحميه لك ويقرّ عينك بعياله يارب
‎سكن داخل قصيد كله وقت شافته ، وقت نُطق إسمه ورجف كيانها لأن مثل الأرق يلي صابها الأكيد إنه صابه وما تدري ليه هالإحساس داهم خاطرها وقلبها وهي ما تجرأت على النظر فيه إلا ثانية وحدة لأنها بكل مرة يرفع عينه تجاه المصوّر تحسه يطالعها هي من بدّهم ويرتبك داخلها ، كان تماسكها مُهيب كأنه ما يعني شيء ، كأن سرورها من سرور كل يلي بالجلسة حولها من زوجات عمامه وأقاربه يلي كلهم مثله ينختم إسمهم بآل سليمان وما يدري برجفة داخلها أحد ولا لهيب ظهرها البارد يلي تحسّه من جمّعت جرائتها ترفع أنظارها للشاشة معاهم وتشوفه بآخر نطقه لـ والله وليّ التوفيق وكيف سكر الملف يلي قدامه يرجع ظهره للخلف ويناظر المدى حوله ..
‎إبتسمت بإرتياح من لمحت أبوها يلي جالس بجنب عمها حاكم وهي تلف أنظارها لأمها يلي مشاعرها تجمّعت بعيونها لكنها تخفيها والحُب الوحيد يلي تعرف إنه مستحيل يخفى عليها ، هو حُب أمها العظيم لأبوها كل مداها هو ، وكل مدى تركي هـي ورغم إن تصير بينهم خلافات بأوقات متفرقة خصوصاً وقت يختلفون هي وعذبي ويكبر الموضوع يوصل لأمها وأبوها يسبب بينهم خلاف وإذا تعرف شيء واحد تعلّمته من غضب أمها وأبوها وعواصفهم إن للسلامة العامة هي وعذبي لازم يبعدون عنهم ، ما كانت قصيد بجراءة شخصية أمها يلي تسولف معاهم وترد كانت تكتفي بالإبتسام وتجاوب على السؤال يلي يتوجه لها لكنّها ما تدخل بمناقشاتهم أبد وكل همها ما تسرح ، ولا تختلف وقت يجيبون طاريه وما تدري وش هالشعور الغريب لكن محاولاتها للتماسك فوق قدرتها بكثير ودها تسرح ، وما ترجع بعالمهم بس تفكّر وإن أرّقها نومها ممكن تلقى تفصيل يدلها ..
‎شدت على باطن إيدها لثواني من جات وسن بجنبها وهي تعرفها على بنتها : بنتي ، شَدن
‎إبتسمت قصيد بإعجاب وهي تمد إيدها تصافحها : أهلين !
‎فتحت وسن راحة يدها وما فهمت قصيد لثواني لحد ما أشّرت لها شدن : ماما قالت تعورتي بيدك ، بشوف
‎ضحكت وهي تمد إيدها لإيد وسن ، ومررت شَدن إيدها على أثر الجرح يلي بإيد قصيد وهي تناظرها : مين باس الجرح وقالك سلامات ؟
‎ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي بتمثيل للحزن : محد تخيلي !
‎إبتسمت شّدن وهي تبعد معصم إيدها وتأشر لها على أثر جرح بسيط : أنا باسني هنا ، أنا قلتله
‎إبتسمت وسن وهي تناظر قصيد يلي ما عرفت مين المقصود وتكلّمت هي توضح لها : طاحت مرّه وراحت لذيّاب تجبره يبوس إيدها ، كل دقيقة كانت ترجع له بجروح كذبية ويلا بوسني ياويلك تقول لي لا
‎هزت شَدن راسها بإيه وهي توقف : وقت يجي أنا بقول له عندك جرح لازم يبوسك سكنت ملامح قصيد مباشرة بإحراج ، وضحكت وسن وهي تناظر شّدن يلي إبتعدت عنهم تجلس قدام الشباك وهمست : ياويلك تنتظر الرجال يرجعون وتعطيه العلم !
‎إبتسمت قصيد وهي تمسك نفسها وزمام شعورها يلي إرتعش من ذكرها لقُبلة ذيّاب وتورّدت ملامحها بإحراج من رجع بالها لموقف الشوك أوّل ، يلي كان وهي صاحبة العشر سنين ورجعت تلاشيه من خيالها مباشرة ما ودها تعيده وسطهم لأنها بتنهار ولا بيبقى لها سر ..
‎إبتسمت وهي تتأمل بنات آل سليمان ، نسائهم أولاً إبتداء من جدة ورد علياء أم أبوها ، وجدتها نُهى أم أمها لحد أصغرهم وهي بنت عناد أصغر عمامهم يلي ما عرفت إسمها ولا شخصيتها عجزت تعرفها ، كانت تسلم عليهم وتجلس ما تلتفت لأحد لكن إندماجها بالمؤتمر ما خفى على قصيد وإنها هي يلي وقت تكلّم ذياب مدت إيدها ترفع الصوت أكثر ، رجعت شعرها للخلف وهي تاخذ نفس من تفكيرها يلي يميل لأشياء ما ودها تفكرها وسكنت من الشعور يلي حسّته لوهلة وهي تشتت أنظارها فقط ، إن كانت غيرة هي مالها حق لكن لمُجرد ما مرّ بالها طرف تفكير إن بنت عناد تكون تحبه شتت عقلها الموضوع كأنه شيء مستحيل يكون وتراجعت وهي تدري إن بنت عناد صغيرة توها بدايات الـ١٧ تقريباً مستحيل يكون هذا شعورها وتفكيرها وعضّت شفايفها وهي تحاول ترجع تركيزها من ورد يلي وقفت تناديها مع باقي البنات : تعالي ..
‎قامت وهي تعدل نفسها تتبع قصيد للمطبخ ، وإبتسمت ملاذ من إبتسامة أمها الخفية : يحق لك
‎ضحكت سلاف وهي تسمع حواراتهم ونقاشاتهم وإبتسمت ملاذ وهي توقف بعد رسالة من حاكم تبيّن إنه يبيها بالمجلس ، ركضت شَدن لإيد ملاذ يلي ضحكت لأنها لمحتهم جايين ولأن وجهتها محددة هي تبي ذيّاب ، إبتسمت وهي تدخل عند حاكم : الرجال معاك ؟
‎هز راسه بإيه : معي تركي وهذام ، الباقيين بالطريق
‎ميلت شَدن شفايفها بعدم إعجاب : فين ذياب ؟
‎رفع حواجبه وهو يناظرها : ما بعد جاء ذياب
‎كشرت وهي تترك إيد ملاذ وتتوجه للخارج ، وضحك حاكم بذهول : وش يعني عصّبت علينا كذا ؟ مالنا هيبة ؟
‎إبتسمت ملاذ بهمس وهي تناظره : فخور إنت ؟
‎سكت وهو يناظرها لثواني ، ومدت يديها على أكتافه وهي تبتسم : لو تخفي إفتخارك عشرين سنة حضرة الفريق ، تفضحه عينك لليّ يحبونك ، أولهم أنا ..
‎رفع حواجبه بخفيف وهو يميّل شفايفه ، ومرر إيده على شامة نحرها لكنها ضحكت : كبرنا يابوذيّاب عيب كبرنا
‎ميّل شفايفه وهو يخفي إبتسامته من خروجها لعندهم وهو كان يبي يشوف شعورها لو شافت المؤتمر ومن لمعة عيونها وسؤالها صارت له أتمّ المعرفة إن قلبها صابه التوسّع من كثر حبها وإفتخارها يلي ما يلومها عليه أبد ، طلع وهو يدري بذيّاب إنه كان بيمشي لديار ما يدري عنها وين من بعد المؤتمر لكن هو مسكه غصب عنه وقال له الرجال بيجون عنده وإنه بيجلس معاهم وما كان من ذياب الرفض ولا الكلام إنما هز راسه بزين وإبتعد عنه ..
‎نزل من سيارته مع نصّار يلي يناظره : بتنام صح ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يعدل نفسه بهدوء وهو فعلاً ماله خلق شيء وكان بيرجع البيت وينام مباشرة لكن صُعق من كلام أبوه عن الرجال ومجيئهم : ما سمعت أبوي يقول الرجال بالمجلس لا تغيب ؟
‎تنهّد نصار وهو يناظره لثواني : نهيّان موجود ، أنا موجود ما بروح بس إنت إدخل ونام الرجال ماهم لحالهم
‎هز راسه بالنفي من دخل وجات شَدن تركض لعنده مباشرة : بقولك سر بيني وبينك !
‎رفع حواجبه لثواني من ناظرت نصّار يلي ما تبيه يبقى عندهم ورفع نصّار حواجبه بتعجب : عجيب يالنتفة ! بروح المجلس قولي له يلي تبينه خلاص ما ببقى هنا
‎إبتسمت وهي تشوف ذياب ماله خلق أبداً ، ومن سكر جواله يرجعه بجيبه : روحي جيبي لي مويا ..
‎أشّرت على عيونها وهي تركض للداخل وتصرخ له يبقى بمكانه ما يتحرك لأن ما قالت له موضوعها للآن ، دخلت المطبخ وهي تناظر البنات يلي فيه وأشّرت على قصيد من بينهم : ممكن تعطيني مويا ؟
‎رفعت دُرة حواجبها : مدي يدك وخُذي وش هالدلع ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظر قصيد المُستغربة ويلي هزت راسها بزين تمد لها مويا من خلفها ، إبتسمت شَدن بخفيف وهي ترجع للخارج ركض لعند ذيّاب الجالس على أحد الكراسي البعيدة وإبتسمت تمّدها له : تعرف ، يدها من هنا فيها جرح لازم تبوسها زي الجرح حقي
‎سكنت ملامحه وهو يناظرها تأشر على باطن يدها وتغيّر جوفه بثانية وحدة من إستوعب إنها تقصد قصيد يلي الأكيد موجودة ببيتهم وإلا ماكان شافتها شَدن ، مثّلت الحزن مباشرة وهي تستعطفه : أنا قلتلها مين باس جرحك وقال لك سلامات قالت لي محد ! حتى هيّ زعلانة لازم إنت تروح وتبوسها زيي عشان ما تبكي ..
‎هز راسه بالنفي وهو ما يدري وش يقول وكيف يصرّف الموضوع يلي صدمته فيه ، وهزت شَدن راسها بإيه بإصرار : هي أعطتني المويا قالت عشان ذياب ، تعرف ؟
‎عضّ شفايفه بخفيف وهو يدري إنها تكذب وحتى لو هي تكذب جالسة توتّره وتطقّ بعقله : بنت !
‎إبتسمت بعبط وهي تهز راسها بالنفي : آسفه ، أنا قلتلها تعطيني عشان إنت تاخذها شوف كيف هيّ ما قالت لا إنت ليه تقول لا ما تبي تبوسها ؟
‎هز راسه بالنفي ، وناظرته لثواني بإستغراب من أسباب رفضه وهي تفكّر وطغى تفكيرها على جملها يلي تسطّرها بتساؤل خافت : ليش ما تبوسها ؟ تعرف إنها مره حلوه
‎وقف مباشرة من عرفت توتّره بالحيل وترجّع له ذكرى كان يحترق إنه ينساها من طغيانها عليه إرجعي لأمك !
‎هزت راسها بالنفي بإصرار وهي تحاول بشتّى الطرق تقنعه لحد ما طلبها تنادي له ورد وتوجهت للداخل ركض ، جلس بمكانه وهو ما وده يرجع لموقف الشوك أبداً لكن غصب عنه رجع بعقله ..
-
‎« قبـل عشر سنـوات »
‎إرتخت أكتافه ومد إيده تصير تحت إيدها ، وإيده الأخرى تطلع الشوك لكنّ كان الثبات منها مستحيل من رجفتها ، من محاولتها لإنها ما تبكي لكن دموعها كانت تنساب بدون حول منها ولا قوة رغم إنها ترفع إيدها الأخرى تمسحها بعشوائية وتتلبّس لباس القوة ، كانت ترجف بشكل ما يقدر ذيّاب منه يسيطر على إيدها بالشكل الكافي لجل يطّلع كل الشوك أبداً : إثبتي !
‎ما كان منها الثبات ولا جُزء منه وهز راسه بالنفي وهو يرفع أنظاره لثواني يتبع نظرات عينها الراجفة بكل المدى وسكن جسدها ونظراتها من عيونه الهادئة يلي تناظرها لحدّ ما إستقرت عينها بوسط عينه ، كان منها شديد السكون لمجرد إنه ناظرها وهز راسه بإيه بهمس : إيه ثبّتي عينك معي
‎ورغم ثباتها بعينه إلا إنها كانت ترجف بكل مرة يبعد عينه عنها ويوجه أنظاره للشوك يلي بإيدها وهز راسه بالنفي من جديد يناظرها ويرجع يكرر جملته " ثبّتي عينك وتثبتين معي " ، وهمست بدورها تبيّن له إن ثباتها من ثبات عينه معاها : لا تبعد عينك !
‎ورفع أنظاره من ما تبقى إلا القليل من الشوك الواضح يناظرها وينزع الباقي بدون لا يزيح أنظاره عنها من طلبها ، وقت إنتهى ونزّل أنظاره كانت تتأمل إيدها هي ورجّفت كل كيانه من رجعت لنفسها ، وقربت تترك إيدها على كتفه ، تقبّل خده وتبتعد بعد ما بيّنت إمتنانها وهزت كل كيانه لأنه ما تعوّد ، أو ما توقع بالأصح ولأنها ضيّعت تفكيره عن هوشته مع أبوه وتعب جده وتركت تفكيره بيدّها والشوك وحتى وقت طلبته يبقيّ عينه معاها ، كان منه السمع والطاعة وهذا الغريب عليه ..
-
‎رجع لواقعه على صوت ورد يلي تناديه وهو يمسح على جبينه ويوقف ، وإبتسمت ورد بإفتخار : بنموت من الفخر وتعّبتنا ممكن تعطينا من هيبتك شوي بس ؟ إيش سوّت فيك شَدن ؟
‎إبتسم وهو ما إستوعب ولا جمّع نفسه من ذكراه الأخيرة عنها ومن حكي شَدن يلي حتى وهي طفلة قدرت تربكه بطاريها وإنها جات تطلبه يقبّل الجرح يلي ما قدر يشوفه : ما سوت شيء لا تجلس هنا برد
‎هزت راسها بزين : ماظني بتطلع أساساً إستلمت قصيد تسألها عن كل شيء بحياتها ، ناويه عليها البنت مو هينة الله يحفظها ..
‎شد على المويا يلي بإيده وهو يشوف رسالة من أبوه يطلبه يجيب له غرض من مكتبه : شوفي لي درب بدخل المكتب
‎هزت راسها بزين وهي تسبقه : مو حولك إحنا البنات بالمطبخ وأمي والبقية بالصالة الداخلية دخلت ورد ، وخلفها ذيّاب يلي توجه للمكتب يسكّر بابه خلفه ولا يدري وش جالس يصير بداخله من التعب والإرهاق والشعور المُهلك إن المسافة بينه وبينها جدران وألف حاجز ما يقدر يحصيها من كثرها ، أخذ نفس وهو قرر ماهو لجل نومه لكن لجل يدرّك نفسه بيمد لأبوه الأوراق يسلّم على باقي الرجال ويبتعد لأن ماله طاقة يبقى ، جاته شَدن تطلبه يبوس جرحها وتعاتبه ما درت إنه وقت جُرحت هالجرح تقطّع داخله وعقله وقلبه بين وده يرجّع خطوته يمّها لجل يشوفه وبين إنه يخضّع نفسه للحدود ويجلس بمكانه يلي عجز يقرّ فيه راح يهيم بالبراري وبجنبه عكّاز نهيان ، أخذ نفس من أعماقه وهو يشوف رسائل أبوه إنه يبيه يفتح خزانته ويقرأ له مضمون ورقة فقط ويحفظه يجي يقوله له لجل ما يغيب عن ذاكرته شيء ، مد إيده للدرج للمكان يلي يترك أبوه فيه مفتاح خزنته وهو يفتحها ، وطلّع الأوراق وهو يدور الورقة المطلوبة ومد إيده ياخذ الصور الصغيرة يلي طاحت من بينها وإبتسم من كانت صور لورد بطفولتها ، سكنت ملامحه من صورة لها بجنب أبوها قررت تطيح للمرة الثانية من إيده وتستقّر قدام عينه تاخذ إنتباهه لها ، مد إيده ياخذها من الأرض وكانت ثواني لحد ما رجع كل الأوراق للخزنة والصورة من ضمنهم وهو يطلع من المكتب مباشرة لمجلس الرجال ، جلس بجنب أبوه وهو يهمس له بمحتوى الورقة ويجلس بجنبه لكن كل كيانه ماهو معاهم نهائياً من تعب الأرق وتعب التفكير ، يشوفهم ويشوف حركات جسدهم ويسمع تخالط أصواتهم لكنه ما يوعى كلمة وحدة يقولونها ويركّز لو كان إسمه حديثهم ولا شيء غيره ولا يقدر يمشي لأن نهيّان بدون مقدمات طلع عنده مباراة وإعتذر يروح لها ، جلس نصّار بجنبه وهو ما يدري وش إختلف بصاحبه وهمس : وش صار لك قول لي ؟
‎هز ذياب راسه بالنفي وهو يفرك عيونه لثواني ويرجع يصحصح معاهم وتنهّد نصار : تعال نطلع شوي
‎وقف وقبل لا يطلع نطق أبوه : ذيّاب يابوك إرتاحوا إنت ونصّار إن كان ودكم تطلعون وإلا تنامون ، ما قصرتوا
‎هز ذياب راسه بزين وهو كان ينتظرها من أبوه وما نطق بكلمة إنما طلع مع نصار يلي نطق : بتطلع تنام الحين
‎هز راسه بالنفي وهو يطلع مفتاح سيارته من جيبه : بنام ببيت الشعر اليوم ، إنت روح دّور لك شيء غيري
‎هز راسه بالنفي وهو ياخذ مفتاحه من يدّه : قبل لا تفصل عليّ غرفتك أقرب نام وباكر نروح وتغيب عن الوزارة وعن البيت شهر لو ودك ما برّدك ، الحين روح
‎مد إيده يفتحها ويناظر نصّار : هات مفتاحي
‎هز راسه بالنفي وهو يمشي : لا صحيت كّلمني أمرك
‎تنهّد من أعماقه وهو ماله خلق يتجادل معاه أبداً ، ودق الباب وهو ينادي : ورد
‎جات له شدن وهي تناظره جات له شدن وهي تناظره بزعل شديد لثواني ورجعت يمّهم وهي ما نطقت ولا كلمة له ، رفع حواجبه بإستغراب لكن ما كان منه الإهتمام ليه تخاصمه مع إنه يتوقع أسباب خصامها إنه ما قبّل جرح قصيد وهو ينادي على ورد يطلب الدرب وبالفعل قالت له ماحوله أحد وتوجه للأعلى ، سكر باب غرفته وهو يرمي ثوبه ويبدّل على وجه السرعة ورمى نفسه على السرير مباشرة ويتمنّى ، يترجى عقله بالأصح ما يجي لها طاري لأنه مُرهق وهي تزيد فيه هلاك ما وده يعيشه ولا وده يحاوله ، ما وده يجيه ..
‎رفع وجهه عن المخدة من صوت الباب يلي يدقّ : تعالي
‎دخلت ورد وهي تبتسم وتتعذر له على إزعاجها : معليش عالإزعاج بس ذيّاب عندك بنادول ؟
‎رفع نفسه وهو يناظرها لثواني بتفحّص : فيك شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تدور بأدراجه : قصيد تبي
‎عضّ شفايفه وهو يرجّع سؤاله بجوفه غصب عنه ، وناظرها لثواني وإبتسمت ورد وهي تسولف له : ما نامت عدل أمس والبنات مو راضيين يفكونها يقولون خذي بنادول ويخفّ الصداع لكن ما بتمشين عنّا ، جيت معاها ومع شدن ندوّر بغرفتي بس ما لقينا قلت بشوف عندك
‎منع كلامه للمرة الثانية وهو كان وده يهاوش كيف تبقى عشان البنات وتمنع نفسها من النوم لكنّه سكّت نفسه غصب ونطق بعد ما أخذت بنادول من الدرج الآخر حقه : هذا ثقيل عليها رجعيه
‎رفعت حواجبها لثواني : مافي غيره بالدرج هنا ؟
‎تمدد للجهة الأخرى من سريره وهو يطلع واحد آخر ، وسكنت ملامحه من لمحها تنزل مع الدرج وبجنبها شدن ومن تأكد إنها هي من شدن يلي رجعت تناظره مع الباب وتبتسم بعبط ، لفت ورد أنظارها له لثواني من سكونه وإنه ما مده لها : ذيّاب ؟
‎مده لها وهو يغطي وجهه بالمخدة بدون رد آخر وهُلك عقله تماماً وهو مو قادر ينام ، ولا قادر يبقى بمكانه وهو لمحها ، وإبتسامة شدن الأخيرة له دمّرته تماماً كأنها تعاقبه إنت ما قبّلت إيدها ، لكن لمحتها وبالفعل وقف ياخذ جاكيته ويتصل على نصّار مباشرة : إرجع
‎تنهّد نصار من أعماق قلبه وهو ما حرّك من قدام بيت حاكم وكان متوقّع إتصال ذياب عليه : بالسيارة تحت والله إني دريت ما بيجيك النوم ولا بتبقى بأرضك ، تعال
-
‎إبتسمت وهي تاخذ البنادول من إيد ورد يلي توجّهت للبنات وبقت قصيد لوحدها بالمطبخ تعيد توازنها ونفسها وقدامها شدن الجالسة على الكرسي الآخر وتتأمل قصيد لثواني ، وتكمل تأملها ببلكونة المطبخ يلي تطل على يلي تطل على بيت الشعر ومجالس الرجال الخارجية وبابها مفتوح وما تكلمت وهي تشوف قصيد سارحه تتأمل كوب المويا يلي بإيدها وحبّه البنادول ، هزّتها شدن ما قصرت بداخلها من جات تحكيّها عن ذياب لكن حكّتها وسطهم ، جابت أجلها كله وزادت صداعها فوق صداع النوم كون كلامها صار قدام البنات وإنها فعلاً ما كانت تستهبل وقت قالت بتطلبه يقبّل جرح إيدها وما قصّرت بشيء نهائياً ، رجع الإحمرار يكسي ملامحها من مررت أناملها على باطن إيدها لثواني ورفعت البنادول تاخذه وهي تشرب مويتها وإبتسمت لها شدن مباشرة : راح الصداع خلاص ؟
‎ضحكت وهي تهز راسها بإيه رغم إنها ودها تبكي من كثر الوجع يلي تحسّه بعقلها لكن براءة شدن وإنها بمجرد ما أخذته توقّعت إنتهى صداعها وإبتسمت تجاوبها : راح خلاص كيف ما يروح !
‎وسكنت ملامح ذيّاب يلي كان بيخرج من جهة المجالس لكنه لمحها للمرة الثانية ومو بس ظهرها هالمرة إنما كلّها ورغم سكون حركته لثواني إلا إنه فصل مباشرة من أصوات الرجال وهو ينادي على شدن : سكري الباب !
‎لفت قصيد لناحيته بعدم إدراك وسكن كونها كله من تصادمت عينه بعينها وهي ما تدري وش تتصرف أو وش تسوي أو لأي جهة ممكن تبعد عن أنظاره ولحُسن حظها إنه هو تدارك وضعه ووضعه قبل لا تلمحهم شدن وتنتبه إنه شافها ومشى ، تغيّرت كل ملامحها للإحمرار الشديد وهي تجلس بمكانها من سكّرت شدن الباب وهي تناظر قصيد يلي إختلفت ملامحها بشكل مو عادي : فيك شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي كانت جمّعت نقطة من نفسها تلاشت النقطة وصارت تحس اللهيب بداخلها كله مو بس ظهرها ، سكنت ملامحها وهي ما عاشت وقت تستوعب فيه من دخلت ديم المبتسمة : راح صداعك ؟
‎هزت راسها بإيه بعدم إدراك ، وإبتسمت ورد وهي تشوف شدن تتأمل قصيد : شدن مامتك تناديك
‎هزت راسها بزين وهي تنزل عن الكرسي ، وتركض لأمها يلي بتمشي ورجعت تودّع قصيد وهي تتوجه لناحيتها بهمس : لا تزعلي لو ماباس يدّك وقال سلامات
‎إبتسمت قصيد وهي تناظرها بهمس : إنتِ قلتي لي سلامات ، يكفيني ما أبي أحد ثاني يقول لي
‎إبتسمت شدن وهي تقبّل خدها وتركض لأمها يلي ودّعتهم من بعيد ، جلست ديم بجنب دُرة أختها : نقترح عليك إقتراح ؟ بننام هنا لو ما تدرين ووش رايك تفكّرين تجلسين معانا ؟ بما إن العيال مو موجودين
‎هزت ورد راسها بإيه : نهيّان ما بيرجع البيت قال بينام عند أصحابه بس ذياب نايم بغرفته ، نصحح معلوماتكم
‎كشرت دُرة : ماعليه هذا يروح يداوم من الصباح ما يدري عننا ولا ندري عنه ، المهم قصيد كيف ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي كانت بتغلط وتقول ذيّاب خرج تصحح معلوماتهم لكن مسكت لسانها بآخر لحظة ما يجيني النوم بعيد عن بيتنا ، حقيقة هالشيء
‎ضحكت ورد وهي تهز راسها بإيه وإبتسمت : نعرف وندري بهالشيء أكثر من باقي الأشياء كلها ، ياكثر الصور لك عندنا بس محمية حماية خاصة ما تطلع لنا !
‎عضّت ديم شفايفها : بغار طيب ! يعني حاكم عمّنا إحنا ليش أحسّه يميل لك أكثر مننا وإحنا بنات أخوه ؟ أقصّ إيدي لو عنده صورة وحده لي وتُحمى هالحماية
‎همست دُرة وهي تطقطق : طبعاً ديم أكثر وحدة تخاف من عمي حاكم بس الحين متمردة شوي تقول إسمه بدون عميّ ولو جاء يمّنا أول من يخاف هي لا تغرّك
‎ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي : يبيّن عليها
‎إبتسمت جود وهي تجلس بينهم : صدق ورد لنا صور إحنا وإلا مالنا ؟ بس قصيد ؟
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة : لكم الصور يلي معي وإحنا صغار بس أقصد صور قصيد وهي صغيرة حتى إحنا ما نشوفها ولا نلمحها تقول أمي كثيرة حيل وما كان يحتفظ فيها بجواله ولا بالكاميرا كان يطبعها لجل جدي نهيّان لأنه يكره صور الجوال يقول مالها طعم ..
‎رجف داخل قصيد وهي تناظر ورد لثواني ، وتنحنحت ورد وهي تاخذ نفس : من كثر ماكان يحبّك جدي نهيان ، صار أبوي يمسك الكاميرا ويصوّر عشانه كل ما جيتي ..
‎ساد الصمت لثواني ، والشعور القوي عليهم كلهم من طاري نهيّان العز يلي رجف دواخلهم ، عضّت قصيد شفايفها بخفيف لأنها تعرف الحكايات ، تعرف حب أبوها العظيم لنهيّان وتعرف إنهياره بالفترة الطويلة يلي إنهدّ حيله فيها كان لجل من ، ما دام صمتهم من دخلت ملاذ تناديهم يجلسون عندهم وكانت ساعة وحدة لحّد ما ودعت قصيد البنات مع أمها ونيّارا يرجعون للبيت ..
‎لفت نيّارا تجاه قصيد وهي تناظرها لثواني من حسّت بإختلاف حالها لكنّها ميّلت سببه للتعب وإن صار وقت نومها ، نزلت قصيد قبلهم وهي تناظرهم لثواني : بنام
‎هزت سلاف راسها بزين وهي تسكر باب السيارة : تمام
‎دخلت وهي تنزل طرحتها على أكتافها وما إنتبهت لشرودها لدرجة ما إنتبهت لوجودهم بالصالة ، إبتسم أبوها وهو يناظرها لثواني وما يدري كيف إختار تحيّة مغايرة عن باقي تحيّاته الدائمة : حيّ محاميتي
‎إبتسمت مباشرة وضحك من تُوردت ملامحها ، ومن عدلت نفسها تستوعب نفسها : مو حيّ قصيدي ، ولا حيّ بنتي ، ولا حيّ حبي ، صار حيّ محاميتي ؟
‎هز راسه بإيه من جات بجنبه ، وقبّلت عذبي الكبير قبل تجلس وسطهم وكمّل تركي : جات من الخاطر
‎إبتسمت وهي تتكي على صدر أبوها يلي قبّل راسها ، وإبتسم عذبي الكبير وهو يأشر على المؤتمر يلي ينعرض من جديد على الشاشة : الله يعينهم بيحللونه إعادة
‎هز تركي راسه بإيه : شيء من الآخر ، يحق لهم يعيدونه
‎ما كانت تناظر الشاشة أبداً ولا تتجرأ وإبتسم عذبي وهو يناظرها : شفتي أبوك ؟ وإلا ما شفتيه ؟
‎هزت راسها بإيه بإفتخار وهي تناظر أبوها : شفناه ، وتجمّعت مشاعر الناس بعيونهم تعرفهم ؟
‎ضحك تركي من عرف إنها تقصد أمها ولف أنظاره تجاه الباب يلي دخلت منه سلاف مع نيّارا وهو يقبّل رأس قصيد بهمس : الله لا يحرمني يابوك ، الله لا يحرمني ..
‎تجمّعت الدموع بمحاجرها وهي تناظره لثواني ، وضحك تركي وهو يضمّها لأن بكل مرة يعبّر فيها عن أمها أو يدعي إنها تدوم له تغلب قصيد عواطفها ومشاعرها مباشرة : وإنتِ تغلبك العواطف دايم ؟
‎إبتسم عذبي وهو ياخذها بحضنه : لو تتركها عليّ ، ما يغلبها الشعر ولا تغلبها العواطف تعاديها ..
‎ضحكت قصيد وهي تناظره وتاخذ نفس تمسك مشاعرها : يبي لي كثيرة عليّ كل هالمشاعر ، نترك درب المحامي ونلتزم دربك العصبي ؟ أفضل لنا وما يبكينا ؟
‎هز راسه بإيه : دربي ما يحتاج تجاهدين فيه ولا يبكيّك ، عصّبي وبس وقبل تمشينه تناديني وأمهّده لك ..
‎ضحك تركي وهو يناظرها : بمعنى آخر إلزمي الغضب وإن مالك حيل تعصّبين وتتهاوشين ، ناديه يخلّص لك الموضوع كله وتمشين الدرب وهو مستوي ما به عثرات
‎إبتسمت بعبط وهي توقف : كثير هالدلال بس أحبه
‎ضحك عذبي وهو يناظرها وصعدت للأعلى وهي تسمع مناوشاتهم على عذبي الكبير بإن التربية مو كذا وكالعادة يرجّع ظهره للخلف ببرود وينطق بجملته المعتادة " بنتي تسويّ يلي تبيه وإبن أمه يعارضني عليها بكلمة " ..
‎دخلت غرفتها وهي تنزع عبايتها ترميها على الكنب وسكنت ملامحها لوهلة وهي تشوف نفسها بالمرايا ، هزت راسها بالنفي وهي ما بتسمح لنفسها تفكّر بنُقطة وحدة من تفاصيل اليوم ومباشرة توجهت للدولاب تبدّل وترمي نفسها على السرير وعضّت شفايفها من بدأ التفكير يتسلل لخلايا عقلها لكن ما كان له فرصة من فهد يلي فتح طرف الباب بدون لا يدقه : بنـت
‎عدلت جلستها وهي تناظر الباب والنور الخارجي يلي دخل لغرفتها من فتحته له : تعال
‎إبتسمت وهي تلمح تركي وعذبي أخوانها وراه ، ودخل فهد خلفه تركي وعذبي وتمددت هي تفتح الأبجورة يلي بجنبها من عرفت إنهم ناويين يجلسون : ليش جايين ؟
‎جلس فهد على الكنبة ، وعذبي جلس على السرير بجنبها وبالمثل تركي يلي تمدد بالعرض وهو يدخل يديه خلف راسه ، ميّل عذبي شفايفه وهو يتأمل الكتب يلي بجنبها لكنه إختار يسولف لها ويمنع فضوله لوقت آخر : تدرين وين رحنا اليوم ؟ حضرنا مباراة لولد الفريق حاكم
‎إبتسمت مباشرة : نهيّان ؟ فاز أكيد وإلا
‎رفع تركي حواجبه وهو يناظره : ليش تبتسمين ؟
‎ضحكت وهي تهز راسها بالنفي : شكو ما أبتسم يعني ؟ البنات كانوا يسولفون عن مباراته بس ما كنت أفهم هز فهد راسه بإيه : لعيّب الولد ماعنده واحد إثنين ماشاءالله ، شفت الليّ طرحه ؟ المغرور خصمه
‎هز تركي راسه بإيه وهو يضحك : شفته يوم طاح كيف رجع يوقف له ؟ ينتظره يقول كلمة عشان يفقّع وجهه
‎هز عذبي راسه بإيه وهو يضحك : وربي كنت أنتظر تصير هوشة وجالس أعدّ من وقف يناطحه ، توقّعته هادي مو مثل أبوه ولا ذيّاب بس طلع حتى هو يشبّ بسرعة
‎رفعت قصيد حواجبها وهي ما فهمت شيء : إشرحوا لي
‎تعدل عذبي أخوها يمنع فهد وتركي من الشرح : بشرح لها إنتم ما تعرفون ، بس إذا بتقومون تمثّلون عادي
‎ضحكت من وقف فهد يسحب تركي ، ومن بدأ عذبي يشرح لها الموقف : الحين بنص الملعب هم زين ؟ الكورة كانت مع نهيّان وجاء هذا من بعيد رمى نفسه عليه يطرحه على الأرض ورجع يوقف كأنه ما سوا شيء
‎ضحكت وهي تشوف فهد طرح تركي على الأرض : بشويش طيب مو بالملعب إحنا !
‎هز تركي راسه بإيه وهو يضرب فهد يلي تعدّل : إسكت
‎كمّل عذبي يشرح لها : المهم هذا الثاني يلي هو فهد حالياً قدامك قال كلمة والله العالم هي وش ، شبّ نهيّان على طول وقف يناطحه بمعنى يحطّ راسه برأسه
‎سكنت ملامحها بإرتعاب من وقف تركي يحط راسه برأس فهد ويمثّلون بوادر الهوشة صدق : خلاص ما بشوف
‎ضحك عذبي وهو يرجع يتمدد : وربي إنه رجّال صدق ، ما أمداه يناطحه إلا هجّ يرجع لفريقه ويترك نهيّان بحاله
‎هز فهد راسه بإيه : سمعت يلي يمّنا وش يقولون إنت ؟ يقولون كان يمديه على الإحتراف بس أبوه ما يرضى
‎رفع عذبي حواجبه لثواني : ما ظنيّ ، الفريق دايم مع عياله كيف يحرمه من شيء يبيه !
‎هز تركي راسه بإيه بتفكير : بس يمكن صح ! بالنهاية أبوه فريق وأخوه سياسي هو بيختلف يصير لاعب ؟ ماظنيّ
‎رفعت قصيد حواجبها لثواني : ووش يعني إذا صار لاعب
‎هز تركي راسه بالنفي : قصدي كلهم راعين مناصب ، بس سمعت العيال يمّنا إنت مستغربين ذيّاب ما جاء مباراة أخوه الواضح إنهم يدعمونه بس هو ما يبي الإحتراف
‎ميّلت شفايفها بعدم إعجاب ، وإبتسم فهد : يدعمون بعض ، نهيّان واضح عليه يحبّ ذياب بالحيل وقت كنتي بالمخيم مع البنات إنتِ شفت خلفية جوال نهيّان ، سألته من يلي فيها قال ذيّاب أخوه ماشاءالله عليه
‎ناظره تركي بإعجاب : راعي الثوب الأسود الليّ متلثم بالبر ؟
‎هز راسه بإيه وإبتسم عذبي : ليش مستغرب إنت تركي ؟ ذيّاب كل حياته بالبر لو تدري عنه ما يحب يبقى هنا
‎ما كان من قصيد المشاركة وهي تناظر باطن إيدها ،
‎وناظرها عذبي لثواني : فيك شيء إنتِ ، نطلع تنامين ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تبيهم يبقون عندها ويسولفون لحدّ ما تغفى وتنام بدون ما تفكر بشيء يربكها : لا وبالفعل كانت منهم السواليف ، وصوت ضحكاتهم يلي كل ما تعلى ينبههم أحد من الكبار ، إبتسم تركي وهو يشوفها على وجه نوم وأشّر لفهد يلي يدندن ويفتش بدولابها بالسكوت ، إبتسم عذبي وهو يعدلها من غفت على كتفه يتركها على مخدتها ، وخرج مع فهد وتركي يتركونها تبقى بنومها ولا يزعجونها عليه أبداً ينزلون للأسفل ..
_
‎« بيـت نصّـار »
‎إرتاح نصّار وأخيراً وهو يشوفه نايم وجلس فوق راسه لثواني بسيطة ، وده يعرف وش إختلف بصاحبه ووش صابه لكنّه ما قدر يطلع أدنى إحتمال يرسى عليه ويقول هذا سبب إختلافه ، مو طبيعي حاله هذا الشيء الوحيد يلي يعرفه ويتأكد منه لأن ذياب ما يختلف ، ما يُرهق لهالدرجة إلا لو كان باله مشغول وحسب علم نصّار المحدود ، كل أموره بالوزارة تمام وكل أموره مع أبوه تمام وغير هالشيئين مايظن فيه شيء يقدر يشغل ذيّاب لدرجة يسرقه من نفسه ، من وسط مجالس الرجال ..
‎غطاه وهو يتوجه لمكانه يتمدد وأنظاره على السقف لدقائق لحد ما غفى هو بالمثل خلفه وباله مرتاح لأنه كان خايف ما يجيه النوم حتى اليوم من حاله شديد الإختلاف ، ذيّاب ما يدري كيف نام لكن كل شيء كثير عليه ، كثير عليه لدرجة ما يقدر يستوعبها وهو كل ما حاول يهرب بتفكيره عنّها يرجع طيفها يتشكّل قدامه بصورة مُهلكة ، خدعته شَدن وقت قالت " حلوة " لأنها ظلمتها بهالوصف ، ظلمتها بشكل أدركه ذيّاب حق الإدراك من شوفه البسيط لها يلي ما تجاوز الثواني القليلة لكنّه إستوعب طغيان الحسن يلي مرّت عليه عينه وما يكفيّها وصف شَدن البريء بإنها " حلوة " . إستوعبه وكأن ما يكفي على قلبه وعقله أكوام الذكريات يلي يهرب عنها سنينه الماضية كلّها وإن طاريها خفّ ذكره عنده وأمامه من حياتها البعيدة عنه بين الكويت ولندن ورجعت بفترة قصيرة تهّد كل حيله وكل أسواره المحكمة على ذكرياته ، ترجّع فيه الماضي وتثبت نفسها بحاضره ووده يصرخ لأن يعرف هذا مداه معاها ، ذكريات الماضي وعذاب الحاضر لكن المستقبل ، مالهم مستقبل سوا يتأكد من هالشيء أكثر من إسمه وأكثر من إسم أبوه خلفه ، هي بنت الشاعر ، هي صاحبة الدلال يلي مُستحيل يتركها أبوها لشخص ما يكون حسب طوعها ورغبتها وهو مايعرف للدلال دروب ودلالها هي بالذات ما يقواه ، ما يقواه وقت كانت صغيرة سنّ كيف الحين ..
،
‎صحى من نومه وهو يعرق من شدة الحلم ووقعه عليه وسكن كونه كله بإستيعاب لمكانه وإنه ببيت نصّار ، مد إيده لجواله يتأمل الساعة وإرتخت حتى أكتافه لأنه فوّت صلاة الفجر ما حس بنفسه وصارت الساعة قريب الظهر الحين ، رجّع راسه للخلف وهو يحاول يتوضأ ويصلي مافاته وطوّل بعد ما إنتهى من السلام وإبتسم داخله إنها ما جات بباله لكن بعد ثواني بسيطة كان منه السكون الشديد من رجعت بباله بشكل أشدّ وقعاً عليه من أي شيء آخر وهو ما وده يفكّر ولا وده تطري عليه ، ما وده يتأمّل وظن إن نظرته بسيطة ما لمح كاملها لكن حتى إسوارة الغالي يلي على معصمها لمحها وهذا تأكيد له إن الثواني يلي لمحها فيها كانت كافية وأكثر ياخذ كل شيء بعقله ويصّوره . لف أنظاره يتأمل باطن إيده وما يستوعبه كل إستيعابه بليلة الأمس ولمحته لها ، لمحها كثيرة على عينه بشكل ما يعرف يوصفه وبشكل يعجّزه بكل مرة يتذكر فيها طريقة جلوسها ، إيدها المستقرة على الطاولة وإنحناءها وتأمل عيونها للكوب والبنادول ، شعرها البُني يلي يوصل لنصف ظهرها ويستقرّ عليه وكل حلمه وأمنيته بهاللحظة ما يرجع يطري على باله لأن له قلب واحد وله عقل واحد ما يقدر يستوعب كل شيء بليلة وحدة ، فزّ من مكانه من حس بعقله يميل لملامحها وهو يصارع نفسه ما يفكّر ولا يرجع يسترجعها بعقله لأن وقتها ما بيبقى له قرار ، ولا زمام أمر يمسكه ويتداركه وإن كانت له أمنية فهي من شديد الأماني لإنه ما يلمحها مثل لمحته لها بالأمس مره أخرى إلا بحالة وحدة مُستحيلة ، إنها تكون له بدون حد وبدون قيد ..
‎دخل يتحمم ، يبدل ملابسه لثوب ويترك شماغه على رأسه يتجهّز للصلاة ورجع الغرفة لكن ما كان نصّار موجود : نصّـار
‎طلع من الطرف الآخر وهو يسكر كبك ثوبه : مشينا ؟
‎كان بيمنعه لكن نصّار ماله نية ومجهّز نفسه ويدري إن ذيّاب بيروح للخيام ما بيجلس بالرياض ونطق : مشينا
‎خرج مع ذيّاب متوجهين لمسجد الحيّ القريب يصلون الظهر ، ثم يرجعون للسيارة وسكر ذياب جواله : مرّ البيت
‎هز نصّار راسه بزين : وأنتظرك وإلا أروح قبلك ؟
‎هز راسه بالنفي : رح قبلي والعامل قل له يروح بيته
‎نزل ذيّاب للبيت وهو يشغل سيارته ، ومن إنه شغّلها قبل يدخل البيت عرف نصّار إنه يبي يمشي بأسرع وقت ما يبقى وتنهّد لأنه ما يدري هو وش فيه وتمتم بهمس لنفسه : أشهد إنك صادق ياحضرة الفريق يومك تقول الخافي البيّن لكنّ الظاهر بيترك البين ويبقى على خفاه ولا لنا حيلة ..
-
‎دخل البيت وهو باله ماهو معاه نهائياً ويستغرب إن أبوه ماهو موجود لأنه ما لمح سيارته ، دخّل مفاتيحه بجيب ثوبه وهو يناظر البيت حوله وقبل لا ينطق بكلمة طلعت من الغرفة يلي قدامه ، تغيّرت ملامحه مباشرة وهو يصد وقفلّت الباب بدورها وهي ترجع لداخل الغرفة عند البنات ، وقفت ورد وهي تشوف ملامحها تغيّرت ومن كانت على وشك تطلع لكنها رجعت بهالطريقة : جاء أحد ؟
‎هزت راسها بإيه بتوتر : ذيّاب ضحكت دُرة وهي تدندن ، وتطقطق على إحمرار ملامح تَوق بنت عناد : بنت عناد وولد ملاذ ! بتتحقق أُمنية أبوك وينتهي عالمه الموازي خلاص هو ما قدر يتزوج الأم ما تجوز لأنه عمها ، لكن ذيّاب يقدر ياخذك وننبسط كلنا
‎جلست بدون رد ، وضحكت ورد وهي تدوّره لكن سمعت صوت الباب ورجعت عندهم : مشى ، ما لحقت أشوفه
‎إبتسمت جود وهي تشوف توق إختفت من الخجل والإحراج : بمقام أخوك لا تستحين
‎هزت ورد راسها بإيه وهي تجلس : أنا نسيت ما قلت له إنكم نايمين عندي ، هو مو نايم بالبيت أصلاً وقت رحت له الفجر بصحيه ما كان بغرفته وشكله تو راجع
‎إبتسمت درة وهي تناظر ديم يلي تتأمل بجوالها : تو راجع وما لحق يجلس رجع لدربه على طول ، لسان حاله يقول وش جابني أنا بس توق لا يهمك يعني عادي ذيّاب
‎هزت ورد راسها بالنفي بضحك : لو نهيّان بصدق تقولين عادي وبقول لها عادي معاك لأنه بيكمّل دربه لغرفته كأنه ما شاف بس ذيّاب طلع من البيت كله وتقولين عادي ؟ ما أصدق
-
‎ركب سيارته وهو يتمتم بالإستغفار من الغضب يلي يحسّه وحتى أمه ما شافها ولا لحق يسأل عن أبوه لأنه من الصدمة رجع أدراجه لسيارته وما يبي شيء من البيت ، ما عاد يبي على الموقف يلي صار ..
‎سكنت ملامح ملاذ يلي كانت مع حاكم بسيارته من تعدّت سيارة من يسارهم بأقصى سرعتها : هذا مو ذيّاب !
‎لف حاكم أنظاره للسيارة يلي إختفت عن أنظاره وقدر يلمح طرفها فقط تبتعد للمدى وهو يطلع جواله من جيبه ويستغفر من سرعته المجنونه وبمجرد ما ردّ عليه ذياب عصّب أكثر إنه مسك الجوال وهو مسرع : هدّ لا أجي وراك الحين ، قفّل
‎رمى الجوال بعيد عنه من نبرة أبوه الغاضبة وإنه قفّل بوجهه ولا كان وده يسمع ردّه ولفت ملاذ أنظارها لحاكم يلي إحمرّت ملامحه من الغضب وهي مصدومة بشكل ما تقدر توصفه : هدّ لا أجيك ؟ وتقفل بوجهه قبل تسمع منه رد ؟ حاكم وش تسوي إنت بفهم !
‎ما كان منه رد وهو يستغفر ، وتكتّفت ملاذ بزعل شديد وهي تمد إيدها لجواله لأن جوالها مو معاها وتتصل على ذيّاب يلي ما رد وناظرته بغضب إنه هو السبب بكونه ما ردّ هالمرة : إرتحت الحين خلاص ؟
-
‎نزل عند نصّار وهو يمسك نفسه : جاك أحد ؟
‎هز راسه بإيه وهو يأشّر له على الصقر يلي بمكانه : جاء العامل ترك هالصقر قال إنت شريته من المعرض ، متى شريته متى صار ؟
‎تقدم بهدوء ينزع برقعه ، وهديت براكين داخله لثانية وهو يلبس الدّس : لازم تدري متى صار ؟
‎هز راسه بإيه : ما كانت لك نية تشتري صقر ولا قلت ، إيه لازم أدري متى صار وليه صار
‎ما كان من ذيّاب الرد وهو يتأمل الصقر يلي بذراعه ، وناظره نصّار بهدوء : شيء يخصّها ؟ ما لفّ ذياب لناحيته ولا كان منه رد وهو يتأمل الصقر يلي بإيده ، وسكن نصّار من إستوعب إن فعلاً ممكن تكون هي سبب إختلافه ، هزّ ذياب إيده يسمح للصقر يطير بالسماء وتوّسعت نظرة نصّار مباشرة : تستهبل !بكم شريته إنت يومك تطلقه كذا وما بعد تعوّدك !
‎ناظره ذيّاب بهدوء وهو ينتظر ويتأمل الصقر يلي يحوم بالسماء حوله ، جمّع يديه يتأمله وجلس نصّار بمكانه وهو مصدوم منّه ما يدري كيف يوصف صدمته ، ما درى إنه بيشتري هالصقر يلي قيمته توضح من شكله وما إستوعب إنه هزّه يسمح له يطير بالسماء بدون لا يبقى معاه ثواني عالأقل وترك الدلة على النار : مثل اللّي يرمي فلوسه بالبحر يا ذيّاب ، مثله
‎جلس وهو يتكي ويناظر نصّار ، ومدّ إيده يعلن للصقر موعد عودته وسكت نصّار من رجع الصقر يستقر على إيد ذيّاب ، استغفر وهو يناظر ذيّاب يلي ترك الصقر بجنبه وما عادت له قدرة ولا طاقة يجادله ويسأله لأن لو كانت فعلاً هي سبب إختلافه ، ما بينطق ذيّاب كلمة ..
‎تمدد ذيّاب وهو يتأمل الصقر يلي بجنبه وعينه عليه وعلى الجمر والمدى الواسع من الخيام خلفه ، الإبل يلي مشى راعيها يتركها بعهدته ويلي يلقى فيها أُنسه وقت وحدته ، الخيول يلي من ضمنها خيله ، والصقور يلي مكانها خالي لأنه أمر العامل يطلقها ، يبيعها ، يتصرف فيها وهو حر بمالها ويبقيّ المكان لصقره الجديد .
‎لف نصّار أنظاره لذياب يلي يمرر إيده على جناح الصقر وريشه ، يتأمل حدة نظراته وإبتسم نصّار لأن نظرة الذيب أحدّ لو ماكان للصقر علم وضاع ذيّاب بعوالمه وهو يمرر إيده على ريشه ، على جناحه ومن نفض الصقر نفسه يفرد جنحانه قدام ذيّاب يذكّره بطاريها ، بإنها إرتعبت من حركته ورجع الحلم لذيّاب يسرقه من واقعه كله ، كان حلمه بهالمكان لكن بشوف شخص يعزّ عليه أكثر من عمره وغالي سنينه ..
‎كان نهيّان يتوسد صدر بيت الشعر الكبير يلي خلفّ نصار بهاللحظة ، كانوا الرجال كثار ، عظيمين الجيّة والكثرة وهو وسطهم لكنّه خالي رغم الزحام ، جوفه ماهو معه ولا قلبه معه قلبها معاها مو حوله ، يسمع ضجيجهم ، يحسّ أصواتهم وسُرق قلبه ونفسه من نفسه من نظرة نهيّان يلي إلتفت يمّه من بدّهم كلهم ، رعّش جسده يناظر قلبه وخافيه لكنّه ما يحاكيه ، ما يقول له الكلمة وقرّب ذياب يمّه يسأله : دلّني
‎بسط نهيّان راحة كفه ياخذ إيد ذيّاب ، وضحك يناظر عينه ما ينطق له الكلمة وتوّه ذياب يلي صابه شديد العرق والتوتر والحب ، والشعور الكبير من الضحكة السَمحة يلي يبيع كونه لجل يرجع يشوفها قدامه كتم تنهيدته بصدره وهو يرجع لواقعه من الرجفة يلي ملت داخله : نصّار
‎لف نصّار أنظاره له وهو يمد له فنجال قهوة : لبيّه
‎ما يدري ليه نطق إسمه لكن كان وده يدرّك نفسه ويترك حلمه ورجفته يستوعب الواقع ، وإبتسم له نصّار : مثل الليّ يقول والله إني معاكم شكل ومساحة وحيّز لكن عليم الله إني بوادٍ غير واديكم ، وين واديك ياخوك قل
‎رفع ذيّاب أكتافه بعدم معرفة : إن صار لي قرار وقريّت بأرض قلتلك يانصّار تراني هنا ، لكن الحين مثل ما تقول عليم الله إني مدري هو أنا بأرض وإلا سما
‎إبتسم نصّار بخفيف : دامك تقدر ليه تختار الحيرة ؟
‎رفع ذياب حواجبه لثواني ، وإبتسم نصّار من ما كان من ذياب سؤال ينفي شكوكه وتأكد كل التأكد إن صاحبة الصقر يلي فزّ لها ذياب هي سبب إختلافه وإختلاف مو عادي دامه جاب الصقر كله وهمس : شريت الغالي وهي ماهي حولك ، وقت تصير حولك بتجيب الدنيا بيديها ذيّاب ؟
‎لف ذيّاب لناحيته ، ودندن نصّار كأنه ما نطق كلمة وهو يتأمل الخيام حوله ويستمتع بكل شيء يشوفه من الوسع رغم إنه ما يهوى البر ولا هو حوله هو له إهتمامات مغايرة تماماً ، لكن ديار ذيّاب دايم دياره ..
‎وقف نصّار وهو ينزل ثوبه بعيد : أحس غداك اليوم من يديني ، تحسّ نفس الإحساس إنت ؟
‎إبتسم وهو يهز راسه بإيه من نصّار يلي ما يشاوره أصلاً إنما نيّته يطبخ صدق : دام ودك ما بقول لك لا ، ناقصك شيء كلّم العامل يجيبه
‎ضحك نصّار وهو يتوجه لسيارته ينزل أغراض : ناقصني شيء ؟ أنا مبيّت النية طبخ من الرياض بس نسيت شغلتني بحالك الغريب ونسّيتني ، طبخ ما تلقى زيّه
_
‎« الريـاض »
‎فتحت عيونها وهي تتأمل السقف لثواني وعدلت نفسها بإستيعاب لكونها نامت أمس وأخوانها عندها والحين هي لوحدها بالغرفة ، مدت إيدها لجوالها وسكن إحساسها كله من دخلت تدور على إسمه بالمؤتمر وتراجعت قبل تلمحه وهي ترمي جوالها بعيد عنها ، ما ودّها تغرق بالتفكير لكن غصب عنها رجع لبالها شوفه ، وقوفه ونظراته لها وكلّه بكوم وظهرها يلي يشبّ لهيب بكل مرة يطري عليها كوم آخر ، ووقت شَدن كانت بكل براءة تقول لها " قلت لذيّاب يجي ويبوس يدك " كانت تترك اللهيب يسري بجسدها كله مو بس ظهرها وما ترحمها أبداً ، ما تدري وش تفسّر كل هالشعور يلي تحسه ولا تدري وش تقول عن أي شيء يخصّها ويخصه لكنه شيء يعجّزها تقوله لأقرب الناس لها ، يعجّزها إنها تسولف لأمها عنه ، أو تحكيّه لأبوها مثل حكاية عابرة وحتى مواقف الطفولة تتظاهر بنسيانها لأنها تحسّ شيء يخصها ، ويخصّه ما تقدر تبوحه لأحد ولا تقوى البوح عنّه لأنها هي بنفسها مو محددة وش يكون كل شيء فيه طاري لذيّاب هو شيء عادي وإلا مستحيل يقرب العادي ، رفعت نفسها تتكي على طرف السرير وما تعوّدت من وقت طويل يطري على بالها شخص بصحوتها ، قبل منامها ، ووقت منامها نفسه ، ما قد جرّبت تهرب من تفكيرها لجل شخص ولا قد جربت ياخذ شخص مساحة كبيرة من عقلها وتفكيرها ، شدت على إيدها لثواني وهي تمنع ظنونها وتاخذ نفس بهمس : هو ذيّاب ، وإنتِ قصيد ..
‎وبمجرد نطقها لإسمه وإسمها أخذت نفس تهدّي بالها ، تمنع باقي تفكيرها عن كل شيء آخر وكل خيال غيره يوديّ لدروب أكبر منها لكنّها بكل دقيقة تمر تنسرق من نفسها تفكر فيه هو ، نظراته المُستحيلة ومراعاته لعينها وقت تخاف هالشيء تعجز توصفه لأنّه أكبر من إستيعابها للآن ، إنه ما إختلف من وقت طفولتها كان يناظر عينها لو تهرب بكل الإتجاهات ويلتزم الهدوء الشديد لحد ما تثبت هي معاه وما تدري هي كيف تثبت لكن الأغلب إن قدرته وقدرة عينه أقوى من خوفها بموقف الشوك ، وأقوى بكثير وقت الصقر وثورته والأقوى من كل شيء هو معرفته لها ، ثقته وتكراره لنفس جملة الطفولة " ثبّتي عينك وتثبتين معي " وسكن كونها من نظراته لها بالأمس وسكونها الغريب وتغيّرت ملامحها كلها من تذكّرت إنها كانت تتأمل البنادول يلي قالت لها ضمن سوالفها إنّه من ذياب وعضّت شفايفها مباشرة لكنها أبعدت سخافة أفكارها إن مستحيل يفكر بإنها تتأمله لأنه منه وعضّت شفايفها أكثر كيف يطري على بالها هالشيء ..
‎لفت أنظارها لظهرها العاري وأبعدت عن المرايا وهي تتوجه للدولاب تبدّل ملابسها ، تجمّع نفسها لكن يبين شتاتها على ملامحها وهي كل ما حاولت تنسى يرجع لها تفصيل ما تقدر تتخطاه وجلست على الكرسي تتأمل الشباك وما عندها قدرة تطلع وتقابل أبوها وأمها والبقية ..
‎دخل عذبي أخوها يلي مشغّل فلاش جواله لكنه قفله من نور غرفتها ومن لمحها ، سكّر الباب خلفه من لفّت لناحيته وإستغرب بدوره : متى صحيتي ؟
‎تعدّلت وهي تناظره لثواني : قبل شوي
‎رفع حواجبه وضحكت من مد إيده لجبينها وكمّل طريقه للسرير يدور دفتره الصغير لأنه شكّ بكونه طاح عندها من تمدده بالأمس وبالفعل لقاه ، دخّل دفتره بجيبه : صدق مافيك شيء إنتِ ؟ أحد مضايقك مكلّمك غلطان عليك ؟
‎هزت راسها بالنفي ، وتذكّر : الكبار ماهم موجودين ترى ، إحنا بنطلع مع العيال إنتِ وش بتسوين ؟
‎ناظرته لثواني وهي ترفع أكتافها بعدم معرفة ورفع حواجبه بإستغراب : زين لو تبين شيء كلميني
‎هزت راسها بزين من طلع رغم إستغرابه وعدم إرتياح داخله لأن مو قصيد ولا شخصيتها ، رجعت تتمدد على السرير وهي تقاوم ما تدخل على المؤتمر من جديد وتشوفه وتذكّرت بنت عناد وتركيزها معاه ، إنها إنها رفعت الصوت وما تدري ليه سكن كونها لوهلة تترك جوالها وتطلع من غرفتها مباشرة لكن البيت فاضي ، حتى لو ودها تطلع مكان وتهرب من تفكيرها مافي أحد يشغلها ، توجهت لمكتب أبوها وهي تجلس على الكرسي حقه وإبتسمت بخفيف من دفاتر أشعاره يلي تعرف إن كلها بأمها لكن ما قويت تفتحها لأن مشاعرها مو مستقرة ولا تعرف للإستقرار درب ، لفت أنظارها للقضايا يلي عنده وإبتسمت من صورة أمها بين دفاتره وهي تلف الصورة للخلف ورجف قلبها من أشعاره الكثيرة خلف صورتها ، تجمّعت دموعها مباشرة وهي تزمّ شفايفها لكنها ما لحقت البكي من صوت الدق على الباب يلي أرعبها لكن تركها تجمّع نفسها لدقائق بسيطة وتتوجه له وإبتسمت من كان عمّها تميم وقبل تفتح الباب هو دخّل مفتاحه يدندن ويفتحه ، إبتسمت وهي تناظره وتضمّ يديها وضحك من همست : كنت بفتح طيب !
‎هز راسه بالنفي وهو يميّل شفايفه : من أول يابنتي ، أبوك قال لي قصيد نايمة وش صحّاك !
‎ميّلت شفايفها بخفيف وهي تسلّم عليه ، ترفع نفسها لجل يقبّل خدّها وإبتسمت : لحالك جيت ؟
‎هز راسه بالنفي ، وإبتسمت بحب مباشر وهي تشوف زوجته وجد ، بنته أسيل ، وولده الأصغر عديّ : حيّهم
‎إبتسم تميم من تحيّتها : تاخذين إسلوب أبوك يعني
‎إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : كبير تأثيره ما أنلام !
‎ضحكت وجد وهي تقبّلها : كنت أتوقع تأثير سلاف الأكبر
‎إبتسمت قصيد بعبط : تأثير سلاف وتركي واحد !
‎دخلت وجد وإبتسمت قصيد وهي تناظر عدي صاحب الـ١٦ سنة : أتغطى عنك وإلا عادي ؟
‎ميّل شفايفه بتفكير : إذا أخوانك موجودين تغطّي ماهم موجودين لا ، وأتوقع ماهم موجودين ما شفت سياراتهم
‎شهقت أسيل مباشرة : طالعين مع بعض بثلاث سيارات ؟
‎ضحكت قصيد وهي تناظرها : ليش الإستغراب يعني؟
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تضمّها بهمس : كنت ناوية نهرب شوي قلت أكيد سياراتهم موجودة !
‎تنحنحت وجد وهي عرفت نوايا بنتها : أسيل هالحركات كنا نسويها قبلكم ونعرفها ، مافي سيارات لا تدورين
‎كشّرت مباشرة ، وضحك تميم وهو يناظر وجد : إعترفتي يعني ؟ بس ما كنّا نسمح لكم تاخذون سياراتنا
‎رفعت حواجبها لثواني وهي تناظره ، وإبتسمت قصيد بهمس : بس كلنا ندري إنك كنت تعطي سيارتك لها
‎رفع حواجبه وهو يناظرها : يابنت عمّك ثقيل ما يعطي
‎هزت أسيل راسها بإيه وهي تجلس : ثقيل إلا مع وجد ما ينفع يصير إستثناء مره ثانية وتصير ثقيل مع الكل إلا بنتك وبنت أخوك وتتنازل لهم عن سيارتك ؟ حتى مو زي سيارتك أيام الشباب يعني ما تعني لك مره
‎هز راسه بالنفي : وين تبون تروحون أنا أوديكم
‎ميّلت قصيد شفايفها بتساؤل : بيجون الباقين ؟
‎هز تميم راسه بإيه هز تميم راسه بإيه : أهل الكويت بالطريق الحين ، عمتك لتين جاية بعد وكلنا بنبقى هنا عندكم الله يوسّع داركم
‎هزت أسيل راسها بإيه وهي تناظر قصيد : جهّزي غرفتك
‎ضحكت وهي تهز راسها بزين : أسوي قهوة يعني ؟
‎هزت وجد راسها بالنفي وهي توقف : قالت لي سلاف آخر مره سويتي فيها قهوة وش صار ، بسوي أنا إجلسي
‎كشّرت مباشرة وضحك عمها تميم : تعالي
‎جلست قصيد بجنب عمها لكن وجد نادتها للمطبخ : تبي أجيب لك شيء ؟
‎هز راسه بالنفي من عدي يلي تمدد بالأرض يشبك السوني : بدق راس بعض الناس أنا ، أسيل روحي معهم
‎ضحك عدي وهو يلف أنظاره لأبوه يلي جلس بجنبه ياخذ اليد الثانية : إن دقيت خشمك ؟
‎ناظره تميم لثواني : أبوك أنا لا أقطع عقالي عليك
‎دخلت قصيد عند وجد وهي تجلس على الدولاب ، وسحبت أسيل الكرسي تجلس : أمي كلهم بيجون هنا ؟
‎هزت وجد راسها بإيه : عمّك تركي قال الكل يجي بيتي ، حتى جدانكم بيجون هنا
‎ما كان من قصيد السؤال لأنها تعرف أبوها ما يدخل بيت جده محسن الله يرحمه نهائياً ودائماً إجتماعات آل نائل تكون ببيتهم إذا جمعتهم الرياض وصادفتهم مع بعض رغم تفرّقهم ، هالمرة الواضح بيكون منهم الإجتماع هنا وممنونة لأن وقتها بتضطر تبقى معاهم طول الوقت ويبعد طاري الذيب عن بالها لأن البنات بيكونون معاها طول الوقت حتى وقت نومها ولا يمديها تبعد عنهم وبالفعل كانت أقلّ من ساعة لحد ما ضجّ بيتهم بأصوات إجتماعهم وإبتسمت بإرتياح من رجوع أمها ونيّارا لأن كان صعب عليها شعور المسؤولية وإن هي يلي تستقبل كل شخص يجي من آل نائل رغم إن مابينهم حواجز وحدود لكن صعب عليها الموضوع ما تحبّ تكون بالواجهة ، أخذت جلالها مثل أمها وهي تتلثّم وتتوجه للصالة المليانة بوجودهم لأنهم ما يفرّقون المجالس إنما يجلسون مع بعض والبنات بجلالاتهم ولثامهم عن الليّ ما يحل لهم يشوفونهم ، جلست بجنب أمها وهي تشوف رجال آل نائل جدّها سلطان أبو أبوها ، وجدها خالد أبو أمها ، جدها أمين وجدها فهد يلي هم عمام أمها وأبوها ، جدّتها جهير القلب الكبير أم أبوها ، وجدّتها جميلة أم أمها وزوجات عمام أبوها وأمها لطيفة وفضّة .. عمّتها لتين وزوجها سعود وولدهم فيصل وبنتهم ودّ ، وعمّتها سوار وزوجها نوّاف وعيالها الإثنين وبنتها ملاك ، عمّها رياض وزوجته وولده راشد وبنته أصغر آل نائل ضيّ ، ويكمل المجلس بوجود أبوها تركي وعذبي وأخوانها وبقيّتهم ، كان الزحام والسوالف أمان لها عن تفكيرها لكن ما طال الأمان من طرى إسمه عابر بالمجلس لكن مو عابر بكونها وإنما كان طاريه كافي يسرقها من وسطهم رغم شديد خصامها لنفسها وعقلها بهاللحظة كيف يتجرأ يسرقها وهي
وهي مُحاطة بكل رجال آل نائل ، كيف تصير له القوة يجي بتفكيرها وبجنبها أبوها ، بجنبها أخوانها وجدّانها وسكنت تشد على باطن إيدها وخاصمت نفسها أو خاصمته هو ومجيئه بعقلها " وإن كنت ذيّاب ما يحق لك تسرقني من بينهم " وسكن كونها لثواني بتفكير هي تطري على باله مثل ما يطري أو مالها وجود ..
_
« بيـت حاكـم ، العصـر »
كان يفتّش بالملفات قدامه وذيّاب له إسبوع ما رجع البيت وهالشيء يعصّبه أكثر من كل شيء آخر ، من الضغوط يلي ترتمي عليه ومن الهرج يلي صاير يتردد عليه وعلى مسمعه بخصوص ذيّاب وبخصوص نفسه ويحاول قد ما يقدر ما يعطيه مجال لكن بنفس الوقت يشبّ لأنه ما يقدر يتفاهم مع ذيّاب بدون ما يعصب ولجل رغبة ملاذ هو يعطيه راحته وتاركه بالبرّ لحاله ما يسأل عنه لكنّ بتضرب أعصابه لو إنتهى هاليوم وما جاء هو ، رمى الملفات بعيد عنه وهو ياخذ نفس من أعماقه ورفع أنظاره من صوت الباب : إدخل
فتح ذياب الباب بهدوء وهو يناظر أبوه : بمشي الوزارة
ناظره لثواني وهو يشوف بعينه غضب : أحد كلمك ؟
هز راسه بالنفي ، وما نطق حاكم وهو يشد على إيده فقط من طلع ذيّاب يسكر الباب خلفه ويمشي خارج البيت ، طلع من مكتبه وهو يشوف سكون ملامح ملاذ وورد ونهيّان الواقف : قال لكم شيء ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء وهي تناظره : إتركه يتصرف
كانت بتطق أعصابه لكن نهيّان ناظر أبوه : بن مساعد مسوي شيء بس ما ندري وش يكون ، سمعته يكلم نصّار يقول إن لقيته قدامي ما برحمه
طلع حاكم من البيت مباشرة ورفعت ملاذ أنظارها لنهيّان بغضب : لازم تقول له وتعطيه خبر يعني ؟ ما يكفي ذيّاب يروح لهم وما ندري وش بيسوي الحين ترسل أبوك وراه ؟
تكى بهدوء : بن مساعد ورع يحتاج من يربيّه وإن ربّاه ذياب يحتاج ظهر وراه ، فيه أقوى من حاكم ظهر ؟
ميّلت ورد شفايفها لثواني : يمكن نصّار ما يتركه يروح
هز نهيّان راسه بالنفي : نصّار قال إمسكه إذا كنت تقدر
تنهّدت ملاذ من أعماقها ، وميّلت ورد شفايفها لثواني وهي ودها تفكّر بشيء لكن تعجز وتفكيرها يميل لشيء واحد ، هو بعد ما لمح تَوق ما عاد رجع البيت ومهما حاولت تفسّر الموضوع ما تطلع بشيء يرضيها أو شبه منطقي ، وقف نهيّان يطلع وناظرت ورد أمها لثواني : أمي
تركت ملاذ جوالها على جنب ، وشبكت ورد يديها : أُمي تحسين ذياب فيه أحد بقلبه ؟ يعني بعيد عن كل شيء
رفعت ملاذ حواجبها لثواني : شفتي شيء إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي : قبل إسبوع ، رجع البيت وطلعت تَوق بوجهه بالغلط ومن بعدها ما عاد رجع البيت ..
سكتت ملاذ لثواني وهي تناظرها : يعني يبي تَوق ؟ وقبل لا تجاوب ورد هزّت ملاذ راسها بالنفي : مستحيل تَوق صغيرة حيل وذيّاب ماهو حولها ، بحسبة أخوها
‎ميّلت ورد شفايفها لثواني ، وتنهّدت ملاذ : يضحك إن أنا وأبوك يلي ما يخفى علينا شيء صار يخفى علينا ولدنا ما ندري هو وش بجوفه ولا ندري هو وش بعالمه
‎هزت ورد راسها بإيه : يخوفّ بس عندي أمل ما تعرفون حكاياتنا حتى إحنا يعني نبي خصوصية شوي
‎ميّلت ملاذ شفايفها : ووش عندك حكايات يا بنته ؟
‎ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : قبل كم يوم نتكلّم أنا وعماتي هتان وريف ، على قفطات أبوي لهم زمان إنه قدر يعرف إن هذام يحبّ هتان ، وإنه مرعب لؤي زوج عمتي تقول ريف حافظ جملة أبوي له أكثر من كل شيء بالدنيا وقت قال له لو ما جيت بالحلال يا لؤي كان راسك بـنجد ورجولك بالحجاز
‎إبتسمت ملاذ وهي تهز راسها بإيه : أبوك من النوع يلي يدري لكن ما يقول ، يخوف هالطبع فيه وقت يتمّ كل شيء يجي يقولك زين إنك عدّلتي خطوتك ..
‎إبتسمت ورد وهي تهز راسها بإيه ، وتمددت ملاذ وهي تفكّر بذياب لثواني بسيطة لكن عجز تفكيرها يطلع بنتيجة وهي تتنهد : الله يكون بالعون يارب ما يشبّ لا هو ولا أبوه من يوقفهم بعدين ، ذيّاب يبي لي جلسة مطوّلة معاه مو طبيعي بيقضي وقته كذا ما أدري عنه
-
‎« الـوزارة »
‎نـزل من سيارته وهو يدخل للداخل ولمكتبه مباشرة وما يدري كيف يمسك أعصابه لو شاف بن مساعد وما يهدّ حيله لأن وصلته رسالة من زميل له يبيّن إن له يومين يفتح مكتبه ولا يدرون وش ياخذ منه ووش يسوي ، توجه لدرجه المقفول وهو يشوفه على حاله وهذا الليّ يهمه ، وطلع من مكتبه يتوجه لبن مساعد يلي رفع حواجبه من ما دقّ ذياب الباب : وش عندك ما تدق ؟
‎ناظره ذيّاب لثواني بسخرية : تبيني أدقّ خشمك جرب تدخل مكتبي مرة ثانية ، وصل ؟
‎هز بن مساعد راسه بالنفي : بدخله متى ما بغيت ، إنت أخذت هالمنصب وهالمكتب بإسم أبوك وجدّك أنا جالس هنا بتعبي وعرق جبيني وأي شيء بحتاجه باخذه من مكتبك أو من حضن أبوك بعد عرفت كيف ؟
‎إبتسم ذيّاب وهو يناظره لثواني ووده يمسك أعصابه : تعال لي لا طلعت من هالمكتب
‎هز راسه بالنفي : حيّاك هنا إن كنت تبي شيء ما أجيك
‎عضّ ذياب شفايفه لوهلة ، وإبتسم بن مساعد بسخرية وهو يشوف حاكم بالممر وراء : علّمه عليّ لا أوصيك
‎لف ذيّاب وهو يشوف أبوه بالممر خلفه ، ودخل لمكتب بن مساعد وهو يسكر الباب خلفه : تبي تبكي إنت ؟
‎إبتسم بن مساعد بسخرية وهو يناظره ، وقرب ذياب بخطواته وهو فعلاً ناويه لكن أبوه يلي فتح الباب منع كل تهوّر براسه وهو يناظره : ذيّاب
‎ناظر بن مساعد بسخرية فقط وهو يخرج مع أبوه يلي كان واضح عليه يمسك غضبه وبالمثل ذيّاب يلي وده يفصل لكن ما كان يقول كلمة ، وقف حاكم من شخص يناديه من الخلف ولف ذيّاب مع أبوه من ضحك المستشار وهو يسلم عليه ولا يبي يعرف شيء ، نزل خلف أبوه من درج الوزارة وهو يشوف النظرات عليهم ويغضب ، كثير الغضب يحتلّ داخله وهو يناظر أبوه بمجرد ما طلع للمواقف وما نطق الكلمة لكن حاكم عرف داخله وجوفه وعصّب : إنطق لي بكلمة إن كنت رجّال
‎ضحك ذيّاب بسخرية وهو يناظر أبوه : إن كنت رجّال ؟ صرت الحين مو شايفني رجال يعني ! دامي مو رجال ليه جاي وراي غصب تبيهم يقولون الفريق حاكم مع ولده ؟
‎ما رد عليه أبوه بكلمة وهو يركب سيارته ويحرك ، وركب ذيّاب سيارته بالمثل يحرك وراه لأن الغضب يلي فيهم مستحيل يبقى على حاله ومستحيل يكون قدام الناس ..
‎كان يمشي بجنب أبوه بالخط وأنظاره عليه من أشّر له يتبعه لمكان آخر وتنهّد من أعماقه لأن مهما عصّب ومهما وصل فيه الغضب ما يقدر يبتعد الحين وهو له إسبوع غايب وفيه أمور كثير لازم يتفاهم مع أبوه عليها ..
‎تبعه لكن سكن داخله كلّه من عرف الحي يلي دخل له أبوه وكيف ما يعرفه وكأنه رجع يرمي على نار جوفه حطب أكثر وأكثر ، سكن كونه من زحمة السيارات قدام بيت تركي وما يدري ليش حسّ بنبض عروق إيده بدون مقدمات وسكن فقط وهو يوقف خلف سيارة أبوه من رجال آل نائل يلي بالخارج ولأول مرة يشوف إجتماعهم كلهم ، نزل من نزول أبوه ومن لف يرمقه بنظرة وحيدة تبيّن إنه يبيه ينزل وبالفعل نزل معاه يسلّم عليهم ويمسك أعصابه عن أبوه يلي يبيّن إن كل شيء طبيعي وعادي ويناديه يسلم معاه ، وقف بجنب أبوه من جاء تركي من الداخل : حيّ حاكم ، الذيّب بعد نوّرت الدار
‎إبتسم حاكم وهو يصافحه : الله يبقيك ، ها وش العلم ؟
‎هز تركي راسه بإيه وهو توّ كلمه ووقت قال له إنه قريب أصرّ عليه يجي : العلم يسرك مامن ضرر ، شيّكت على الملفات أنا مثل ما طلبت ما يقدر يسوي شيء أبد
‎هز حاكم راسه بزين : الحمدلله دامه كذا ، ما قصّرت
‎هز تركي راسه بإيه : وأنا ناديتك تجي يمنّا تجلس معي
‎هز حاكم راسه بالنفي : إنتم توّكم متجمّعين ياخوك وقت ثاني أجيك إبشر لكن الحين بتعـ
‎هز تركي راسه بالنفي مباشرة : والله إن تدخل مجلسنا مابه أحد العيال الحين بيتركونا ويطلعون وإنت ما عندك شيء ، تبقى عندي إنت والذيب
‎هز حاكم راسه بالنفي وهو يصرّ عليه يأجّل دخوله ، وإصرار تركي أكبر وهو يقول له إن الكل بيمشي من البيت بيطلعون للكوفي والممشى وما بيبقى إلا الكبار وحاكم لازم يبقى عنده ، تنهّد حاكم من إصرار تركي يلي همس بالأخير : إنت فيك شيء ولا وديّ تشب بالرياض اليوم إبتسم تركي وهو يناظر ذيّاب : الذيب ، حيّاك
‎هز ذيّاب راسه بالنفي وهو كل إرتباكه من الأصوات يلي يسمعها بالداخل ويخاف يميّز صوتها من بينهم وتضيع فيه خطاويه : الله يبقيك لكنّي ماشي عن إذنكم
‎هز تركي راسه بزين وهو ما وده يصرّ عليه أكثر لأنه ما يحسه بحال يسمح له يتقبّل إصرار أحد ، توجه لسيارته لكن أبوه ناظره لثواني : إنتظر لا تمشي
‎هز راسه بزين وهو يشوف أبوه رد على مكالمة وصلته وفتح الشباك يناظره ووده يعرف وش المكالمة عنّه وصار يتوقعها من المصطلحات يلي يستعملها أبوه إنها عن الشغل ، شد على نفسه وهو ما وده يفصل من حركة أبوه إنه مبقيّه وهو جالس يكلّم مو حوله ..
-
‎طلعت وهي تعدل نقابها ونفسها وكان إقتراح من عمتهم لتين لهم إنهم يطلعون للكوفي حقهم وياخذون جوّ الرياض لداخلهم شوي ويشوفون ذكرياتهم بأول فرع لهم وأول نجاح كان لعمامها تميم وسعود ورياض ، كلهم تناديهم بعمّي حتى وهم ماهم أخوان أبوها لكنّهم عيال عمه ومن هالباب تقول لهم مثل ما تقول لأخو أبوها تميم ، إبتسمت وهي تشوف تركي وفهد وعذبي أخوانها طالعين من الباب الآخر يركضون للسيارات إلا تركي جاء يمّها ، إبتسمت بإستغراب : ليش ما تركض معاهم
‎رفع حواجبه لثواني وقبل يتكلم عدّلت قصيد نفسها وشنطتها وطاحت الإسوارة يلي طلّعتها من الشنطة للأرض وميّل تركي شفايفه بشبه زعل : ليش منزلتها
‎ضحكت وهي تناظره : نزّلتها وقت كنت أتحمم
‎ميّل شفايفه بعدم رضا ، ومدّت له معصمها : أو ودي أحس إحساس أميرات شوي ؟ تنزل تجيبها وتلبّسني ؟
‎إنحنى ياخذها وهو يوقف ، وناظر عينها : إحساس أميرات
‎هزت راسها بإيه وهي تعرفه ما يحبّ هالسوالف ورمشت : وش ما أحس يعني ؟ ما يحق لي ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يعدل الإسوارة بإيده ويتركها على معصمها يلبّسها ، وضحكت من طوّل لأنه يكره يلبّسها أساورها ولا يعرف يقفّلها لها دايم يترك المهمة لفهد وعذبي ومن إبتسم بالنهاية من إنتصاره وإنه قدر يسكرها ..
‎إبتسمت وهي ترفع أنظارها لكن سكن كونها كله من لمحته بالخارج قدام البوابة ونظراته ناحيتها ،
‎رمّد داخله وهو إلتفت يشتت أنظاره عن أبوه وتشتت كونه كله من لمحها ، من ميّزها وميّز وقفتها أمام تركي يلي إنحنى ياخذ شيء من الأرض والواضح إنها إسوارة لها ومن وقف ومدّت هي معصمها له ومن مد إيده هو يلبسّها ، يبتسم لها ويضحك ويناظرها ولا يحس بجوفه يلي إحترق بثانية وحدة من شدّته إلا صار رماد وهو ما نطق لأبوه كلمة إنما حرّك بدون مقدمات يبتعد قبل لا يوضح عليه وينفجر من الشعور يلي بصدره لف حاكم أنظاره لسيّارة ذياب يلي خرجت من الحي بثانية وحدة وحسّ بغضبه لكن قررّ يلزم الهدوء ويرسل لملاذ إنه لا يطلع من الرياض ولا من البيت أبداً ودخل وهو ما يدري وش أسباب غضبه لكن يتوقّعها من تأخره عليه ومن موقف الوزارة مستحيل تكون شيء ثاني ..
-
‎خرجت قصيد وهي تركب مع أخوانها ، وضحك فهد وهو يناظر عذبي : هذا يلي السيارة بيدّه حلال ما تطارحه !
‎رفع تركي حواجبه وهو يناظرهم : من ؟
‎لف فهد أنظاره لتركي : ذياب ، أحسّه مغرور تدرون
‎هز عذبي راسه بالنفي : عصبي ! عصبي مره مثل أبوه
‎دخل تركي بالنقاش وهو يميّل شفايفه : ما أحسّه ، غريب
‎ما كانت قصيد معاهم إنما تتأمل باطن يدها وما تتوقع الشعور يلي بقلبها تقدر توصفه ، التوتّر يلي حسته من نظرته وإنه حرّك بدون مقدمات ترك بداخلها إحساس مو حلو نهائياً كأنها غلطت بشيء وما تدري ليه هالشعور ..
‎لف تركي أنظاره لشرودها لكنّه ما علق من رفعت أنظارها للشارع تتأمله بهدوء وكل عتابها لنفسها هي ليه أبسط تصرفّ منه يحدد شعورها وليه تحسّ بشعور غريب بهاللحظة إنه مشى بهالطريقة ولا تقدر تفهم شيء ، حسّت بإنقباض بقلبها من نطق تركي المفجوع من حادث أمامهم : لا حول ولا قوة إلا بالله !
‎سكنت ملامحها مباشرة بتوتر غير طبيعي وهي حتى السؤال ما قويت تسأله ولا تنطق الحرف إنما لفت أنظارها للحادث وبالقوة طلعت حروفها : فيهم شيء ؟
‎هز عذبي راسه بالنفي : لا شكلها بسيطة الحمدلله هذا راعي السيارة الأولى وهذا الثاني شكله كلهم بخير بس السيارات راحت عَدم الله يعوضهم
‎هز فهد راسه بإيه : بالحديد ولا فيهم الحمدلله يتعوّض
‎شدّت على باطن إيدها لأنها كانت تتمنى ما يذكرون إسمه وبالفعل ما كان منهم الذكر وتأكدت من ملامح الأشخاص إن هو ماله علاقة بالحادث يلي صار لكن شعورها الغريب كان سبب للفزع بداخلها بشكل ما تقدر توصفه وتحاول تداريه ، تخبيّه بقلبها ..
‎نزلت للكوفي يلي تعرف حكاياته حقّ المعرفة ، الكوفي الخاص فيهم وملكيته ترجع لعمها تميم وسعود ورياض يلي كان شغفهم مجنون ولامُتناهي بالقهوة وكل شيء يخصها ، الكوفي يلي سطّر حكايات حبهم ، وهوشات تخصّهم ويلي تستمتع قصيد بكل مرة يذكرونه ويجيبون طاريه ، إبتسمت من فهد يلي جاء يمد ذراعه لجل تحاوطه لكن ضحكت من نطق : قهوتي عليج مطفّر
‎هزت راسها بزين : بس الكوفي حقنا ما يحتاج عليّ !
‎هز راسه بإيه بتذكر وهو يتركها وإبتسمت وهي تدخل مع البنات للداخل ، تجلس معاهم بطاولة والعيال بطاولة أخرى وعدلت نفسها لثواني وهي تحاول تبعده عن تفكيرها وتبقى مع البنات وتغيّرت ملامحها من وتغيّرت ملامحها من فهمت سبب الشعور يلي حسّته بعد ما حرّك وإنه ممكن يكون غار لكن هزت راسها بالنفي تطرد أفكارها وسخافتها من عقلها وترجع توازنها للمرة الألف من وقت صحوتها للآن تحت " ما يحق لك تسرقني من بينهم " ..
_
‎« بيـت حـاكم »
‎نزل وهو ناوي ياخذ أغراضه ويبتعد وندم قد شعر راسه إنه رجع للرياض وترك البر ومهربه ، رجع لجل يحترق من أبوه والغضب والشعور يلي حسّه من وجوده معاه بالوزارة وتكمّل عليه قصيد يلي مع تركي تتركه من كثر إحتراقه يرمّد ولا يبقى فيه حيل للحرف الواحد ينطقه ..
‎وقفت ملاذ قدام باب غرفته وهي تشوفه يدّور تيشيرته ، وأشّرت على جرح بظهره : تذكر هالجرح كيف جاك ؟
‎لف أنظاره لأمه بدون لا ينطق الحرف وهو يلبس تيشيرته ، وكمّلت ملاذ : جرح كتمته عن أبوك ، لأنك تدري به بيرجّعه باللي جرحك مره عشرين جرح وكنت تبي تاخذ حقّك بنفسك ، تركته يلتهب إسبوع ما درينا عنّه وكنت تشوف الموت من حرارتك ولا نطقت لنا الكلمة ، إلى متى طيب ؟
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يناظرها وأخذت نفس من أعماقها وهي توجه أنظارها لعيونه : والحين بك شيء يلتهب ولا أدري وش يكون جرح بداخلك وإلا جرح بجسمك يرجّعك طريح الفراش ، متى بتفهم إني أحترق وقت ما أدري وش بجوفك ؟ متى بتقول لي ؟
‎توجه لناحيتها وهو يقبّل راسها وقبل ينطق ضحكت ملاذ بسخرية : طبع أبوك ، تتهرب من الحكي وقت تبوس راسي لكن تدري بشيء ؟ إن تصرّفت من كيفي بخلط الحابل بالنابل وبيزيد لهيبك يا أمي لا تتركني بالهواجيس إن كان بجوفك شيء ودّك تقوله لي إنطقه الحين
‎رفع حواجبه لثواني وهو يناظرها : تخلطين الحابل بالنابل ؟ وش بتتصرفين من كيفك ؟
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تناظره لثواني : ما أدري وش خافيك ! ما أدري وش تبي إنت ولا أدري خاطرك وش فيه يا أمي ماهو حال ! طقّتني ورد بأفكار باقي لي هالقد وأصدّقها إنت قلبك ميّال ؟ أحد من بناتنا ؟
‎سكنت ملامحه مباشرة من رفعت إيدها تبيّن له صغر المسافة بين أناملها يلي أشّرت فيها وقت تقول له " هالقد " البسيط إنها بتصدّق إن قلبه ماهو له وكمّلت ملاذ تبين له إنه نقطة من بحر إحتمالاتها هالشيء ورميته عابر ما كانت فعلاً تعنيه وأخذ إيدها يقبّلها : لأن ما عندي خافي أقوله لك ، ما عندي شيء ماهي أوّل مرة أختار البر والخيام ولاهي الأخيرة وش إختلف ولا تخلطين لي شيء الله يخليك لي بس إتركيني
‎تنهّدت فقط وهي تناظره ، وما قوت تتمسك بعتابها وزعلها وتسأله أكثر لأنها تدري بضغط أبوه عليه ما ودها تضغطه هي بالمثل ، وإبتسم يقبّل إيدها مرة ثانية لكنّها ميزت زيف إبتسامته يلي تبيّن إنه بخير وهو أبعد ما يكون عنه وإبتسمت له فقط وهالمرة ما بتردّه مثل ما طلب حاكم ، بتتركه إن كان ناوي أبعد ديار وبتمنع حاكم عنه ما يروح له لعلّ وعسى إن لقى مساحته بعيد عنهم يقر داخله ويكشف لهم خوافيه ما يخبيها ..
‎نزل لسيارته بعد ما ودع أمه وما لمح نهيّان ولا ورد وجاوبت أمه سؤاله إن نهيّان عنده تمرين ، وورد عند البنات وتردد إن أمه لحالها وسألها يجلس عندها لكنها إختارت راحته وبيّنت له إنها تنتظر بنات عمامها ..
‎إنحنى على الدركسون لثواني طويلة وهو يجمّع نفسه من الحال الغريب يلي يحسّه ولا وده يستوعب شيء إنما أخذ نفس من أعماقه يتصل على نصّار : وينك
‎إبتسم نصّار وهو يقبّل خوذته : برسل لك المكان تعال
‎رفع حواجبه وهو يلمس إبتسامة نصّار من حروفه ، وسكر يحرك للمكان يلي رسله له نصّار وضحك وهو ينزل من إبتسامة نصّار يلي متكي على دبابه الجديد ينتظر من ذيّاب يلاحظه : شفت الله يعطيك خيره ويكفيك شرّه
‎إبتسم نصّار بحماس وهو يتأمله ، ومد خوذة لذياب : لا تردني تكفى ما أبيك تقاوم معي هالمرة أبيك معي
‎ضحك وهو يهز راسه بزين لأن نصّار هالمرة ما يبي يتسابق معاه بالشارع إنما يبيه يركب معاه ، وقفّل سيارته : وصل توّه ؟
‎هز نصّار راسه بإيه : توّه ، دوّرت عليه قريب السنة ولا لقيته لكن الحين جبته طرق تعرف وش يعني طرق
‎إبتسم ذياب بخفيف : وكم دفعت عليه ؟
‎تنحنح نصّار وهو يلبس خوذته : كم دفعت على الصقر إنت ؟
‎ضحك وهو يلبس خوذته بالمثل ويصعد خلف نصّار يلي يدري ذيّاب إنه لو يلف الأرض كلها ما بيلقى شخص بسعادة صاحبه المهووس بكل شيء يخص الدبابات وهنا تختلف عوالمهم ، نصّار يعشق المقاومات والسباقات وكل هوشاته لجلها وجروح جسده منها ، وذيّاب عالمه ما يحتاج التعريف لكن كل منهم يحب إهتمامات صاحبه لجل صاحبه ماهو لجلها حتى لو ماله ميول عندها ..
‎تعالت ضحكات نصّار يلي وقف نهاية الطريق بفخر شديد ، ونزل ذيّاب ينزع الخوذة عنه : إصرخ لا تكتمها
‎ضحك وهو يضرب على دبابه ويصرخ من حماسه الشديد : إيه كذا القوة كذا ياعمي
‎إبتسم ذياب وهو يهز راسه بإيه : قل ماشاءالله طيب
‎إنحنى نصّار يقبّل دبابه ويذكر الله عليه ، وضحك ذياب يجلس ويناظره لثواني : إنتبه منه ولا تقرّب السيارات
‎ميّل نصّار شفايفه بإفتخار : مجنون الليّ يجيني بسيارته وأنا معي هالوحش ، مجنون صدق
‎هز ذياب راسه بإيه : مجنون عشان كذا لا تقرّبهم
‎إبتسم نصّار وهو يسكر جواله : بروح لليّ قالوا لي ما تلقاه يانصّار ودي أشوف ملامحهم ، وين بتروح إنت
‎سكّر ذياب جواله بعد رسالة من أبوه يحذّره يطلع خارج الرياض هز نصّار راسه بزين ، ورجّع ذياب الخوذة على راسه وهو يرجع لمكانه لجل يتوجه لسيارته وبالفعل كانت دقائق لحد ما وصل يمّها ، نزل خوذته وهو يشوف نصّار وده يقول شيء بس يتراجع : تكلّم إخلص
‎إبتسم نصّار بخفيف : إنت لاحظت قلت بتروح للصقر ماهو للخيام مثل ما تقول دايم ؟ لك إسبوع من أول ما أخذته كله كل ما جيت يمّك وهو بيدك وتراعيه ما تتركه
‎رفع ذيّاب حواجبه بمعنى وش المغزى ، ورفع نصّار أكتافه : غريب لأنك حتى العامل ما تتركه يلمسه ، ما تحس إنك غريب يعني أبد ؟
‎تعالت ضحكاته من ركب ذيّاب سيارته بدون لا يرد عليه يحرك ، وحرّك هو خلفه بالمثل أو يسبقه بالمعنى الأصح تفترق طُرقهم كل واحد لمشواره ..
_
‎« مكـان آخر ، ملعب منعـزل »
‎كانت الأصوات تتعالى ، تُرمى الكور بكل مكان ومن كل الجهات من تدريباتهم الجماعية والفردية ، وقف نهيّان بمكانه وهو يحمي ، يهرول على إمتداد نصف الملعب ويرجع لمكانه ، يزيد بهرولته كل شوي لجل ينضمّ للتدريبات الجماعية يلي سبقوه فيها وأخذ نفس من أعماقه وهو يتصببّ من العرق لكن سكنت ملامحه من لمح أبوه داخل من المدرجات وتغيّرت ملامحه وهو يشوف النظرات توجهت لأبوه والإشارات له ، كان يراقب أبوه يلي جلس على أحد كراسي المدرج يناظره ويأشر له يكمّل تدريباته ولا يقطعها لجل يجيه ولمح الشرود بملامحه لكنّه كمل تدريبه مثل رغبته وإشارته ورجع يستعيد تركيزه وتوازنه يكمّلها لأنه بمجرد ما دخل أبوه خفّت هرولته يناظره ، كمّل وهو يدخل معاهم بالجماعية ووصل لآخر مرحلة من التدريب يلي ينتهي بعدها وبالفعل كانت ربع ساعة وإنتهى يرمي نفسه على العشب من التعب يلي يحسّه لكنه جلس من تذكر وجود أبوه يلي واقف على المدرج يأشّر له يجي يمه ووقف على حيله مباشرة يركض لناحيته ، فتح حاكم المويا يلي بإيده وهو يمدّها له وإبتسم نهيّان : من قال لك عندي تمرين
‎هز راسه بالنفي وهو يناظر نهيّان يلي ينسى ويشرب بيساره كثير : بيمينك ، قالت لي أمك سيارتك تعطّلت اليوم وجيت مع خويك للملعب ، خلّص وتعال لي
‎هز راسه بزين وهو يناظر أبوه ، وسكّر المويا بعد ما شرب نصفها : فيكم شيء إنتم ؟ إنت وذياب أو أمي وورد
‎هز راسه بالنفي : يقولون لي ولدك ما يعرف يلعب جيت أشوف ، إخلص
‎ضحك نهيّان وهو يناظر أبوه يلي أعطاه ظهره يمشي ، وتوجه ركض للداخل يغسّل بأسرع ما يكون ويبدل ويطلع لسيارة أبوه : لو ما تعنيّت أجي مع العيال عادي
‎هز راسه بالنفي بهدوء : ليش ما جيت وقلت لي
‎ميّل نهيان شفايفه بخفيف وهو يرفع إيده لحاجبه : لأن توك قبل فترة معطيني البطاقة آخذ لها قطع الغيار ، مالي حيلة دامها رجعت تتعطل بفترة قصيرة هز راسه بالنفي بحدة : تجي وتقول لي وش مالك حيلة
‎أشّر على خشمه لأن أبوه يكره كلمة مالي حيلة : إبشر ترى سيارتي متعطّلة
‎ناظره حاكم لثواني ، وضحك نهيّان بخفيف : الحين إنت قلت لي تجي وتقول لي شف قلت لك لا تعصب !
‎ما تكلم حاكم ولف نهيّان أنظاره لأبوه من السكوت البسيط يلي صار وإبتسم بخفيف : شفت كيف قطعت تدريباتهم وقت دخلت ؟ يأشّرون ويتهامسون الفريق حاكم دخل والفريق حاكم جاء الملعب
‎ناظره حاكم لثواني ورجع نهيّان أكتافه للخلف بإفتخار : الله يديمك لنا ويديم هالهيبة ويرزقنا مثلها ، عندي مباراة بعد يومين إذا ودّك تزيدها هيبة الله يحفظك ومنها تعطيني مجال أسوي إني قوي بالملعب
‎ضحك حاكم لأن نهيّان مستحيل يسكت لحد ما يضحكه ، وإبتسم نهيّان بإنتصار يدندن من وصولهم للبيت وهو ينزل ورفع حواجبه من ورد يلي نزلت من سيارة السواق وهو يناظر الساعة يلي تأشر على نصف الليل : من وين جاية ماشاءالله ووش عندك لهالوقت ؟
‎رفع حاكم حواجبه لثواني : ورع !
‎ضرب جبينه بإستيعاب إن أبوه خلفه : ما يحق لي آسف
‎إبتسمت ورد بخفيف وهي تدخل تحت ذراع أبوها : عادي أطلبك طلب ؟
‎هز راسه بإيه : على قد قدرتي بقولك تم على خشمي
‎إبتسمت وهي تميّل شفايفها لثواني : بروح مع بنات عمامي للبحر ، الشرقية يعني لحالنا بدون العيال
‎هز راسه بالنفي برفض ، وعدل نهيّان أكتافه : أجي معاكم
‎هزت راسها بالنفي برجاء : مع البنات ! لو سمحت
‎هز راسه بالنفي بممانعة شديدة : لا تناقشيني ياورد
‎زمّت شفايفها مباشرة بزعل ، ولف نهيّان أنظاره لعيونها يلي لمعت مباشرة : دلع كل ما قال لك لا بتبكين يعني ؟
‎نزل حاكم أنظاره لها من ناظرت نهيّان بحدة : بنت
‎هز نهيان راسه بإيه : قول لها شف كيف تناظرني ولا كأني أخوها الكبيـ
‎ما كمّل جملته من ناظره أبوه بحدة وهو يتنحنح ويدخل للداخل وأخذت ورد نفس تستعد للجدال لكنه نطق : لا تجادليني ولا تحاولين الشرقية لحالك مافيه
‎ناظرته برجاء لكنه دخل للداخل يسبقها : على غرفتك
‎تبعته مباشرة وهي تناظره من لف لها : بكلم أمي طيب !
‎فتح لها الباب وهو يأشّر لها تدخل ، وناظرته لثواني بزعل : ليش واثق إنها ما بتغيّر رأيك يعني ؟ ماعاد تحبها مثل أول واضح عليك وإلا ما أشّرت لي أدخل كذا
‎رفعت ملاذ حواجبها وهي تنزع جلال الصلاة عنها وتناظر حاكم الهادي : ما عاد يحبّني مثل أول ؟ وش هالكلام ؟
‎ترك أغراضه على الطاولة وهو يجلس على السرير بهدوء : تبي تروح الشرقية مع بنات عمامها لحالها
‎هزت ملاذ راسها بالنفي مباشرة : طبعاً لا مستحيل
‎ناظرتها ورد بذهول أبيك تقنعينه معي طيب ! عشان كذا أشّرت لي أدخل قبلك تعرف إنها بتوافقك الرأي
‎هزت ملاذ راسها بإيه وكمّل حاكم : عرفتي الحين إنه مو مثل ظنك المحدود ، على غرفتك
‎هزت راسها بالنفي بزعل : عندي أمل أغيّر رأيكم طيب !
‎جلست ملاذ على طرف السرير وهي تناظرها : ورد
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظر أبوها برجاء : بنات عمامي ! وبكلّم قصيد تروح معي الله يخليك
‎هز راسه بالنفي بسخرية : بيتركها الشاعر تروح بعيد عنه ولحالها ، روحي غرفتك يا أبوي الله يهديك بس
‎إبتسمت ورد لثواني : يعني لو عمي تركي وافق وقال تمام بتوافق نروح خلاص تم
‎وطلعت قبل تسمع الرد منه وهي تسكر الباب خلفها ولف أنظاره لملاذ : ولدك وينه
‎ناظرته لثواني : ولدي يلي هو ولدك ذياب ، مدري وينه
‎ميّل شفايفه وهو يجلس ، وأخذ جواله بيده وعدلت ملاذ نفسها تبعد الجوال عن يده وإرتكت على كتفه : حاكم
‎لف أنظاره لها لثواني ، وحسّت إنه يكتم شيء بجوفه : وش صار لك ؟
‎هز راسه بالنفي وهو ما وده يثقّل عليها بس بجوفه سؤال واحد : عاجبك حاله ؟ إسبوع ما يطبّ البيت ولا يدري عن أخوانه ، بنصبح الجمعة وينه ولدك ؟
‎ناظرته لثواني بهدوء : ما يفوّت صلاة الجمعة معاك
‎ضحك بشبه سخرية وهو ياخذ نفس من أعماقه لأنه ما يدري كيف يتصرف معاه وتحوّل النفس لتنهيدة يلف فيها ويتمدد لجل ما يفكر أكثر وينام لكن ماكان النوم من نصيب عينه أبد ، رفع أنظاره لملاذ يلي سحبت نفسها من السرير وخرجت من الغرفة ووجه أنظاره للسقف بسكون تام وهو ما يطري بباله شخص غير نهيّان ، نهيّان يلي كسر ظهره بشكل ما قدر يجمّع نفسه من بعده للآن ويوضح عليه بملامحه ، نهيّان يلي شد على إيده يوصيه بذيّاب لا يضيع من بعده وكان منه التراجع عن قوله بإن بكر فارس هي يلي بتمنع حاكم عن ذياب ، كان منه التوصية بإن ذياب يمنع نفسه عن نفسه لأنه شديد اللهيب بشكل ما توقعه نهيّان ولا شافه بشخصيته وقت طفولته ، نفض نفسه عن الجزع يلي بدأ يتسلل بقلبه لكنه غطى وجهه من جلس ياخذ نفس لثواني طويلة ، يوقف ويفرش سجادته وإنهد عظيم حيله من كبّر يفوض أمره وقلّ حيلته لربه ، ومن سجد يذكر نهيّان بين دعواته ولا طال سجوده ما رفع راسه منه ، حس بإيدها تمر على ظهره وعضّت شفايفها من إحمرار ملامحه وآذانه يلي تشوفها وإنتهى حاكم من صلاته يجلس بمكانه ، يجمّع نفسه من إيدها يلي تمر على ظهره وأكتافه تقويه وإنحنى يتمدد على الأرض يترك راسه بحضنها ويغمّض عيونه ، فتحت ورد طرف الباب لكنّها عضت شفايفها مباشرة من لمحت أبوها المتمدد بحضن أمها وعالأرض عند سجادته ، من إيد أمها يلي تمر على والواضح إن كان أبوها يصليّ لكن ما قدر يوقّف نفسه من مصلاه وعرفت محتوى صلاته ودعواته لمين ، تجمّعت الدموع بمحاجرها مباشرة وهي ترجع بخطواتها لغرفتها ركض تسكّر الباب خلفها ومُهيب الشعور يلي تحسه بكل مرة ترتخي أكتاف أبوها فيها ويبقى بهالشكل بجنب أمها ترد له حيله وقوّته لمجرد وجودها جنبه ، كانت تعرف إن المصائب لا تأتي فُرادى وتذكر دموع أمها يلي شهرين ما وقّفت من غابت شمس فاطمة عن حياتهم وبشهر بعده تبعها نهيّان يلي هد حيله رحيل فاطمة وضاعت به دروبه عن يوم ما كان وده يشهده ، تذكر للآن إنهيار أبوها وهد الحيل يلي حصل له وإنه بقى شهر وأكثر متلثّم بشماغه ما يشوفون منه إلا عيونه يلي يهرب فيها عنهم لأنها تعبّر عن شديد حزنه وهلاكه ولا وده يكون بعيون عياله مهدود الحيل ، تذكر تواريه عنهم ، هلاكه ووقت تجي تسلّم عليه يرسم طيف إبتسامة بثغره وكل ملامحه تبكي لمجرد إنه يحسسها إنه بخير وحاله قوي ووقت كانت تنهار هي لأنها ما تقدر تمسك دموعها قدام أبوها كان يضمّها ، يقبل راسها لوقت طويل ويداري خاطرها وهو أكثر من يحتاج المدارة وهالشيء مُرهق إن مرّت سنين على وفاته لكن للآن ما قدر أبوها يجمّع شتاته ولا قدر يرجع حاكم الأولي يلي تسمع الحكايات عنه ، رق قلبها من طرى على بالها حال أمها بالفترة الأولى وتعبها يلي كانت تخفيه بكل ما تقدر من قوة لأنها تبكي ثلاث مو بس فاطمة ونهيّان ، كانت تبكي حاكم يلي إنهدّ حيله وحيلها خلفه تذكّره بإيمانه كل دقيقة وصبره لأنها فعلياً كانت خايفة تفقده من إنهياره المكتوم بداخله ويلي ما طلع لهم ، أخذت نفس تمنع أكوام الذكريات المؤلمة يلي تُرتمى عليها ولا ودها تفكر فيها نهائياً ..
_
‎« الخيـام »
‎وقف سيـارته وطلع العامل من خيمته يناظره لثواني بإستغراب لأن له إسبوع ذياب هنا والعامل ما جاء إلا العصر بعد ما ناداه وتوقع إنه ما بيرجع اليوم : أمشي ؟ هز ذياب راسه بالنفي يبيّن له إنه ما بينام هنا ، ومشى للصقر يلي رقى على كفّه وهو يناظره لثواني طويلة ، يمسح على راسه لثواني من فرد جنحانه ورقى من على كفّه لصدر السماء يستّل جناحه وناظره ذيّاب لثواني من كان يحوم حوله ولا ينزل لإيده رغم إنه مدّها له ورفع حواجبه لثواني وهو يناظره من كان يحوم بدون توقف ولف أنظاره للمدى ما حولهم أحد ، صعد على صهوة خيله وهو يطلعه من مكانه من حام الصقر يبتعد وتبعه ذيّاب مباشرة لكن ما يدري وش غايته ووين المكان يلي يبي يوصل له وسكنت ملامحه وهو يوقف خُطى خيله من المكان يلي يعرفه أكثر من إسمه ومن رجع الصقر حوله ، نزل وصابه سكون الكون كله لأن بهالمكان جلس مع نهيّان بهالمكان جاء بعد ما سُرقت نظرته من نهيّان أخوه وقت إنحنى يطلب قصيد تبوسه وإستقبله جدّه نهيان يسأله
‎" من سرق نظرتك " وما عطاه الجواب أبد ، نزل يجلس على التراب شديد البرودة من الجو وهو يلف أنظاره للخيل يلي خلفه وسكونه رغم إنه بدون لجام وبدون سرج ، والصقر يلي إستقرّ على كتفه بهاللحظة وسكن كونه بشديد الهدوء يتأمل القمر يلي يضوّي سماهم والنجوم المتفرقة حوله ويتذكر جلوسه مع نهيّان بهالمكان ، وقت ترك فروته على أكتافه ، ووقت قال له بين كلامه " مرّت السنين وصار بينك وبين بنت الشاعر ٩ سنين " وسكن يستوعب الفرق بينهم بهالوقت هو نهايات العشرين وهي توّها بداياته ويتذكر كل الحوار لكن هالمرة ضج كونه بصوت نهيّان يلي يسمعه بمداه يوصيّه " لا تضيع من حكايتك شيء " وشد على إيده لأنه ما يدري وش حكايته ، ولا يدري بشيء غير إن البر ديرته ، سقفه سماء وفرشه ثرى ولا يرتجي شيء غيرهم ولو بيده ترك حتى منصبه وإكتفى بوجوده بهالخيام لأنها هي ذكرياته مع نهيّان ، هي هوسه وكل غايته رغم صعوبة طلبات نهيّان عليه وإنه يتبع غايته لو هي بآخر أرض ..
‎نفض أفكاره وهو يرجع لصهوة خيله ويناظر المدى حوله من حس بإن كانت لنهيّان غاية وقت قال بنت الشاعر والفرق بينهم ثم وصّاه على غايته وإنه يتبعها : غايتي هالبرّ يانهيان ، ما أجي بمكان به غيري وأرضٍ ما توسعني ما أطبّها لو على موتي ..
‎رجع لخيامهم وهو يترك خيله بمكانه ، ويرجّع صقره لمكانه ويناظره لثواني بسيطة من نظرات الصقر له ورجعت لباله ورقة لمحها بمكتب عمّه تركي بزمن من الأزمنة وصادفت إنها أغنية يحبّها بشكل مستحيل لكنها ترتبط بحكايا عند عمه وهمس وهو يمرر إيده على رأس صقره : لا تسرق الوقت ياطيري ما دام قلبك لأحد غيري
‎وكمّل يشد بأسه ، يقوي عزمه ويبيّن لنفسه إن حال التردد ما يرضيه : أنا ما أبي زمن غيري ولا يكفيّني من أيامك نهار إما العمر ، أو العدم ..
‎وتركه قبل لا يرجع يلعب بعقله من جديد وهو له نوايا أخرى الحين ، نوايا ما تشملها لكن تشمل هدوء كونه وإستعادته لتوازنه وثباته ..
_
‎« بيـت حـاكم »
‎نزل من سيارته وهو يستغرب إن أبوه ما إتصل عليه ، ما هاوشه نهائياً إنه عصى كلمته وتوجه للبر ولا كأنه طلبه ما يخرج من الرياض كلها ، توجه للسيارات وهو يشوف سيارة أبوه موجودة وزادت حيرته أكثر لأنه لو يعرف حاكم ، فهو يعرف إن مافيه شيء بالدنيا ممكن يستفزه أكثر من إن كلمته تُعصى ولا تُسمع ، دخل بهدوء وهو يتوجه لغرفته لكن رجع ينزل للأسفل لأنه يبي المطبخ ..
‎وقف خطاه من صوت ورد يلي تكلم وسَن وشدن : بنت
‎إبتسمت ورد وهي تلف له : تعال أكلمها صوت دخل وهو يتوجه للثلاجة ، وإبتسمت ورد تكمّل سوالفها مع وسن يلي يسمع ذياب صوتها لأن ورد تكلمها بالسبيكر لكن ما يشده حوارهم لحد ما سألت ورد : وشَدن راحت عندها ؟
‎إبتسمت وسن بخفيف : هي وقت شافت شَدن نادتها ، تهبل تهبل البنت والبنات يلي معاها يموتون بعد بنات عمامها وعيالهم ، تحسين كلهم أخوان من الميانة يلي فيهم لدرجة شَدن راحت لأخوها عذبي تقول له إختك حلوة مره عادي ناخذها بيتنا معانا وكلهم يرفضون
‎ضحكت ورد وهي تشرب من قهوتها : إي علاقتهم حلوة مره كلهم زي الأخوان وأكثر ، بالمخيم تذكرين وقت طلعنا يلي جو ياخذونها من عندنا عذبي وتركي وفهد
‎هزت وسن راسها بإيه : هم يلي معاها أكثر شيء ، يهبلون وفيهم عرق كويتي صح ؟ تركي وفهد وإثنين عيال عمتهم سوار تقول قصيد وبعد واحد إسمه راشد ولد رياض كلهم كويتيين أتوقع ، ما ألومها تموت عالكويت
‎ضحكت ورد بذهول : نقول أخوان يابنتي وش تموت عالكويت عشانهم يعني ؟ يمونون مره كلهم نايمين عند قصيد الحين وقت كلمتها قلتلها تروحين الشرقية معانا تقول لو مكان ثاني تم لكن الشرقية بعيدة ما يسمحون
‎إبتسمت شدن وهي تدخل للحوار : سألتها مره ثانيه قلتلها مين باس يدك قالتلي مافي أحد كمان ! بس قلتلها مين لبّسك الإسوارة أشّرت لي على واحد تقول إسمه تركي مره حلو تعرفين ؟ إشترى لي كيكة عشاني حلوة
‎قفل ذياب الثلاجة وهو يطلع للصالة مباشرة ولو إن ورد هدّت له نار جوفه من نطقت إن كلهم مثل الأخوان ومن ضاع كلامه لصقره بمجرد ما سمع إسمها لكنه رجع يشتعل من طاري تركي وبشدّة ماهي هينة نهائياً ..
‎إبتسمت وسن : ليش ما نعيد الجمعة دام بنات عمامها موجودين ؟ بدل الشرقية نروح البر
‎ميّلت ورد شفايفها بتفكير وهي تطلع من المطبخ : نشوف البنات ليش لا ، تدرين هي قصيد قالت لي بنات عمامها يبون الخيول باكر ودهم يروحون يمّها
‎إبتسمت وسن : عز الطلب ، ناخذهم للخيام ؟
‎هزت ورد راسها بالنفي : ما يسمح لنا ذياب أحس ، ذياب عادي نروح للخيام حقتنا ؟ للخيول وما نقرب خيلك
‎قبل ينطق ذياب نطقت وسن تمسكه مع إيده يلي توجعه : ذياب تراني أول أحفاد أحفاد نهيّان ما ينقال لي لا ، قول لي تم وخيلك ما نقربه على مسؤوليتي
‎ما كان منه رد وإبتسمت ورد وهي تشوف إسم قصيد : وسن قصيد تتصل ، شوي وأرجع أكلمك تمام ؟
‎قفّلت منها ، وعض ذياب شفايفه من جلست ورد بجنبه ترد على قصيد وما قفلت السبيكر أبداً كإنها تقصد تزيد حرقته وتمنعه من الهروب يلي كان منه تو لمجرد إنهم جابوا طاري تركي : يا أهلاً
‎إبتسمت قصيد وهي تنزل للأسفل : يا أهلين ، ممنوع تقولين لي لا بكره بنطلع كلنا مع بعض للخيول تمام ؟ ميّلت شفايفها لثواني : على كيفك ممنوع ؟ عندي إقتراح أحسن من المربط وناس ما نعرفهم نجيهم جماعة ونفجعهم ، نروح للخيول حقتنا ؟ الخيل البُني يلي كنتي تحبينه للحين موجود ترى
‎رفعت قصيد حواجبها لثواني وسكن كونها من نطقت ورد : خيل ذياب بس ممنوع اللمس يعني لكن فيه غيره
‎رفعت إيدها لعنقها وهي تاخذ نفس من الحرارة يلي حسّتها وتبيّن إن طاري ذياب ما يوترها أبداً : ما نروح المربط أحسن ؟ نترك الخيام لذياب ياخذ راحته
‎إبتسمت ورد بخفيف : جنبي ذياب وأحس راحته من راحتنا ما يقول لا وما يرضى لنا حوسة المرابط ، صح ذياب ؟ بس عندي طلب يعني نبي الخيول الثانية
‎ناظرها وهو يرجع أنظاره لباطن إيده ويمسك نفسه لا تلمح ورد إنها تقطّع فيه كل عروق صبره وتمسّكه بإنها تكلمها بجنبه وتسمح له يسمع صوتها وتشاوره ما تكتفي ، وعضّت قصيد شفايفها بإرتباك : بس ورد إحنا شوي ما نعرف وشوي نخاف يعني المربط أحسن
‎ضحكت ورد لثواني : إحنا معاك ما تخافين ، المربط مو أحسن صدقيني خيامنا أحسن وأحس إشتقتي لها
‎شد ذياب على باطن إيده وهو وده يقوم ويتركها لكن ورد مُصرّة إنه يجلس ولا ودّه يكشف نفسه دامه ماسك زمام أمره للحين ، رد على جواله من مكالمة نصار يلي وده يقبّل رأسه بهاللحظة لإنه بيبعده عن سماعها : سم
‎رجف داخل قصيد من ميّزت صوته وهي ترفع إيدها لشعرها ، وتذكرت ورد : طاح جوالي مني اليوم ومن وقتها للحين مكالماتي كلها على الملأ للأسف غيره ما أسمع ، لو دريت من زمان طيّحته لأن لأول مره يسمح ذياب وما يعارض إننا ندخل الخيام يلي فيها الخيول
‎توّترت بشكل ما تقدر توصفه من نبرته بداية ومن حكي ورد عن سماحه لكن هدّت ورد من توترها وإنه مو عشانها : وسن إستغلّت إنه يسمعها تقول له ترى أنا أول حفيدة ما ينقال لي لا
‎رجع يدخل وهو يسمع ورد للآن تسولف معاها ومن ضحكتها الأخيرة وصعد لغرفته مباشرة لأن ما يقدر عالأكثر اليوم أبداً وهو غاب كم ساعة كانت نيّته يرميها من خياله ويبتعد عن طاريها ورجع يلقى الأكثر من طاريها صوتها ، رمى نفسه على السرير ورجع أنظاره للباب من دقّته ورد وهو متأكد إنها خلفه يسمح لها : تعالي
‎إبتسمت وهي تفتح طرف الباب : وافقت صح ؟ عادي ؟
‎هز راسه بإيه وهو يناظرها لثواني ، وإبتسمت وهي ترجع لغرفتها تتركه بهواجيسه وأفكار عقله يلي ما إنتهت تاخذه يمين ويسار عن كل شيء ، عن التوجّسات يلي بعقله من " كلهم زي الأخوان " ويلي تعطيه مجال لكن بنفس الوقت حتى لو صار له المجال هي صعبة عليه بالحيل ، صعبة على نفسه إنه يقول يبيها وصعب عليه يعيش بالتردد وهو ما عمره تردد بشيء يقول يقول يبي الشيء ويجيبه يمّه على طول لكن هي تخالف كل قواعده ، هي تتركه رهين أعصابه يلي ما يضمنها لأنه ما يبي الدرب الملتوي ولا يرضاه على نفسه ، ولا عليها ..
‎جلس وهو يفكّر متى رجعت هي بحياته لهالكثر وهالقد المُهيب لدرجة إنها ما تطلع من مدى تفكيره ، متى بعثرت كل شيء بداخله تترك لنفسها مجال وهو سنينه كلها ما يذكر منها إلا طفولتها وإختلافها ثم غاب ذكرها عنه سنين ورجعت ترجّع ذكرها والأكثر وصورة لها بعقله مهما حاول يغضّ التفكير عنها ما يقدر وهالشيء يحرق جوفه لأنه يحس بألف شيء وشيء بكل مرة ترجع بباله ، بكل مرة يقول ما بيتذكر تفصيل منها ولا بتمر باله يلقى نفسه بالساعات يتأمل صقره وهي المرسومة بباله ..
‎أخذ نفس من أعماقه وهو يغطي وجهه ولا يدري كيف الدرب يلي يريّحه من لهيب جوفه ، ويقوّي خطوته يقول يبيها بدون لا ينطقها بصريح العبارة لأبوه وبدون لا يهز نفسه وقبل كل شيء ، كيف ينطقها بعالي الصوت بينه وبين نفسه إنه يبيها وهو حتى لنفسه يهمس وقت يجي طاريها من كثر إن ما وده شخص يلمح إن لها محلّ بقلبه وما وده أصلاً يعترف بهالمحل لكن حاله ما يرضيه وسكن من حس إن النوم بيجافيه ما بينامه وهو يهز راسه بالنفي لأنه ما يبي يفصل بالساعات القادمة أبداً : يارب لا
-
‎« بيـت تركـي ، الظهـر »
‎رفعت نفسها وهي ما نامت إلا ساعة وحدة من تفكيرها بكل شيء وشعورها الغريب إن يومها ما بيمرّ بسلام على شعورها إنما بيهز فيها شيء ما تعرف توصفه وإذا كانت لها أُمنية فهي إن ما يهزها قدام أحد ، ما يُكشف لها سر ولا يُفضح لها ثقل ولا تضيع فيها خطوة والباقي ما يهمها ، ودها تتراجع وتعتذر لورد وحتى لبنات عمامها وتبقى بس بغرفتها اليوم لكن تعرف مستحيل يصير هالشيء وتأكدت أكثر من حماس أسيل يلي دخلت غرفتها وهي جاهزة : صحصح يانايم ، يلا مشينا
‎ناظرتها لثواني ، ودخلت ودّ خلفها : الجو ما يتفّوت أبداً
‎أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تجلس على طرف السرير ، ومر أبوها من قدام غرفتها لكنه رفع حواجبه من حسّ فيها شيء : تعالي لي لا خلصتي
‎هزت راسها بزين وهي ترفع شعرها للأعلى ، وتوجهت للحمام - الله يكرمكم - تجهّز نفسها وتتحمم على وجه السرعة لجل ما تتأخر عليهم ، أخذت نفس وهي تطلع لنفسها ملابس وتبدل وتوجهت لغرفة أبوها يلي كان يكلّم بجواله وسكن كونها من ضحكته " إذا الذيب معاهم أنا متطمّن " ، تعدلت وهي تشد على قبضة الباب من قفل وإبتسمت بخفوت : ليش تعالي لي ؟
‎إبتسم وهو يناظرها لثواني : فيك شيء إنتِ ؟ خاطرك ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تدخل لعنده ، وقبّلت راسه وإبتسم وهو يوقف : لا تطلعين و شعرك به مويا و تدفي ، هزت راسها بزين وهي تناظره لثواني ، ودخلت أمها تسأله عن وضعهم بما إن عيالهم ما بيروحون معاهم وهز تركي راسه بالنفي : ود وأسيل وملاك تنتبه لهم قصيد ، وقصيد تنتبه لها ورد ، وكلهم بحفظ الله ثم بعهدة ذيّاب
‎هزت راسها بزين وهي تناظر قصيد : البنات جاهزين ينتظرونك ، الجو يمكن يصير بارد اليوم تدفي عدل
‎إبتسمت بخفيف وهي تميّل شفايفها : بس ترى كبرت يعني إذا ما تدرون ما يحتاج توصوني على شيء ..
‎إبتسم تركي وهو يناظرها ، وناظرته لثواني بتساؤل وهي تبتسم : ليش نظراتك غريبة اليوم ؟
‎دخل عذبي أخوها وهو يحاوط كتفها من الخلف ، وإبتسم تركي وهو يعدل أوراقه : الله يحفظكم يابوك
‎إبتسم عذبي وهو يناظر أمه يلي تبتسم ، وطلع مع قصيد وهو يشد على كتفها : إنتبهي لنفسك زين
‎هزت راسها بزين وهي تناظره : مين بيودينا على الطاري؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : مدري والله محد قال شيء ، بشوف الحين وأجي
‎هزت راسها بزين من نزل ركض للأسفل ولمجلس الرجال عند عمامه وعيالهم ، ودخلت غرفتها تكمل تجهيزها لنفسها وأخذت نفس بخفيف من دخلت أمها : أمي
‎لفت سلاف لناحيتها وهي تفتح دولابها : لبيـه
‎إبتسمت وهي تشوف أبوها كان متعدي لكنه رجع يدخل مع الباب لأنه يحبها بشكل مجنون وقت ترد " لبيه " وما يخفى هالحب عليهم ، وضحكت قصيد : عيب طيب !
‎لفت سلاف أنظارها لتركي الواقف عند الباب ، وضحكت وهي تهز راسها بالنفي : شيّبت البنت تقولك عيب !
‎هز راسه بزين وهو يناظر جواله : لا رجعت نتفاهم !
‎ميّلت سلاف شفايفها وهي تسكر الدولاب ورفعت قصيد حواجبها من طلعت أمها وما قالت غايتها : ليش كذا
‎ما ردت عليها سلاف وهي تدخل لغرفتها : تأخرتي عليهم
‎عدلت نفسها وحجابها وهي تنزل للأسفل ، وطلع تركي من المطبخ وهو يناظرها : العيال بالصالة
‎غطت وهي تطلع للبنات بالخارج ، ورجعت خطوتها للخلف من العقال يلي إرتمى بدون مقدمات من باب المجلس لظهر فهد يلي كان يركض وسكنت من طلع عذبي الغاضب من المجلس وهي تناظره : لا تعصّب !
‎أخذ نفس من غضبه من فهد يلي يرسل له قُبلات من بعيد ، وقبّل رأس قصيد : هات عقالي
‎هز فهد راسه بالنفي : ليش ترميه عليّ من البداية ما بـ
‎وقبل لا ينطق إنه ما بيجيبه أشّر على خشمه من نظرات أبوه الغاضبة : إبشر شدعوه تعصب بسرعة شفيك
‎إنحنى ياخذ العقال وهو يمده لأبوه ووقف خلف قصيد مباشرة قبل لا توصله ضربه العقال يلي نزعه أبوه من يده : يبه والله أتغشمر شفيك ما تعرفني
‎طلعت نيّارا لأنها سمعت أصواتهم وهي تتكتف على طرف الباب ، وعدل فهد نفسه يناظر أمه : له عشر ساعات يضربني كل ما قلت كلمة لقّمني ضربة تكفين يوقف ناظره عذبي لثواني وهو يضحك : وتشتكي لأمك بعد ! ودّ أختك وتعال عشان تكمّل شكوتك عدل
‎هز راسه بزين ، وضحكت قصيد : ماشاءالله عالأدب بتوديني وترجع تنجلد عادي ما عندك مشكلة ؟
‎هز راسه بإيه بهمس : طلعت نيّارا يابنت إنتهى الموضوع
‎ضحكت وهي تتبعه للسيارة لأنه مروق ولا كأنه إنجلد توه ولا كأن العقال ضرب ظهره أبداً وجلست بالخلف من كان عدي جالس بالأمام بيروح معاهم ومدت أسيل إيدها تضربه على راسه : وش جابك إنت !
‎لف لناحيتها بذهول وهو يرجع لها الضربة على يدها : لا تمدين يدك لا أبكيّك ! أبوي قال رح مع فهد ماهو لجلك
‎كشّرت وهي تناظره ،ولف فهد أنظاره لقصيد : وين برّهم
‎إتصلت على ورد يلي ردت عليها وقبل تنطق تكلّمت هي: يا أهلاً ، إتصلتي تسألين عن المكان صح ؟ وراكم إحنا
‎إبتسمت قصيد : طيب بسّلم بالأول ! خلاص تمام فهد
‎لف أنظاره لها : لبيه ، كأني لمحت ذياب وراء صح ؟
‎هزت راسها بإيه : إي ورانا
‎هز راسه بزين وهو بيقول قولي له يسبقنا لكن ما قدر ينطق من تقّدم قدامهم فعلاً ، وضحك : ماشاءالله
‎إبتسمت ورد بخفيف لأنها سمعته ولفت أنظارها لذياب يلي مزاجه من وقت صحى معكّر لكن الحين شدته كانت تبيّنه أكثر : نتلاقى هناك
‎سكّرت قصيد وهي تفك إيد أسيل يلي ضربها عُديّ : عدي وش تسوي !
‎لف فهد أنظاره لهم وناظرته قصيد : ركز عالخط لا تلف
‎ضربته أسيل مره ثانيه ، ومدت قصيد يدها قبل يرجع الضربة لأخته لكنه ضرب بدون ما يشوف وجات على يدها وعصّبت : شفيكم إنتم تستهبلون ! عدي خلاص
‎شهقت أسيل وهي تناظر فهد : تراه ضرب يد إختك
‎لف فهد أنظاره لعدي : أثول إنت أثول تبيني أسطرك ؟
‎عصّبت قصيد مباشرة وهي تناظر أسيل ، ولفت أنظارها لفهد يلي ضرب عدي قبل تنطق الكلمة ووجهت أنظارها لودّ يلي حاطة سماعاتها بأذنها ولا هي حولهم ، وملاك يلي تدندن وتتأمل هوشتهم : ماشاءالله على روقانكم !
‎لف عدي أنظاره لقصيد بهمس : أشوف يدك
‎وقف فهد على جنب مباشرة وفتح عدي الباب ينزل ركض وصرخت أسيل من الضحك يلي صابها : غبي !
‎ضربتها قصيد مباشرة : ليش تبينهم يعصبّون إنتِ ليش تحارشينه وش مسوي لك بفهم
‎إبتسمت بخفيف وهي تعدل نفسها : يحركون الجو شوي
‎إتصلت ورد عليها وردت قصيد وهي تاخذ نفس : لبيه
‎لفت ورد أنظارها لذياب يلي هدت سرعته من نبرتها ، وميّلت توق شفايفها بإستغراب وهي ما تلمح سيارتهم خلفهم : وقفوا هم صح ؟ على جنب الخط
‎سكنت ملامح قصيد وهي تجاوب : بنلحقكم شوي بس أوصفي لي المكان يمكن نتأخر ، كملوا إنتم
‎لف ذياب أنظاره لورد مباشرة : فيهم شيء ؟
‎تّوترت قصيد وهي سمعت صوته ، وطال جوابها وطال جوابها من التوتر لحد ما سألتها ورد : بنت فيكم شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي بتوتر وهي تنزل من الحر يليّ حسته من صوته وما تقدر تجلس جنب البنات : مافينا شيء
‎صرخ فهد من رمى الحجرة على أساس إنها على عدي لكنها ضربت سيارته بجنبها : إنتبهي !
‎لف ذيّاب مباشرة وشهقت توق من سرعته ولفّته الممنوعة لأن الخط واحد ما يقدر يعكسه إلا لو لف للخط الآخر : بتعاكس كذا !
‎قفّلت قصيد بدون مقدمات ، وسكنت ملامح ورد وهي تناظره من رجع يمهم بدقيقة وحدة ونزل من السيارة بغضب يرفع نبرته لهم لأنهم يتهاوشون وصارت هي بينهم من ركض عدي خلفها : ولـد !
‎سكرت ود أغنيتها وهي تناظرهم ، وعضّت أسيل شفايفها بشبه إرتعاب : جبت العيد فيهم شوي ؟
‎تمتم فهد بالإستغفار وهو يسحب عدي بعيد من خلف قصيد ، وما نطقت هي الكلمة إنما رجعت تركب بمكانها وهي ترجف من غضبها منهم وطاحت عينها بعين ذيّاب الغاضب أكثر منها وحسّت بشعور ما توصفه من غبائه ووقعه عليها ، لف فهد أنظاره له : إقعد والله ما تركب
‎تربّع عدي عالأرض وهو يناظره : ودهم وإرجع لي تم
‎رجع ذياب لورد وهو يفتح الباب : قولي لها تجي معاك
‎هزت راسها بالنفي : مستحيل تترك بنات عمها
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يناظرها ولا يقبل النقاش ، ولفت أسيل أنظارها لفهد بتساؤل : بتتركه هنا ؟
‎هز راسه بإيه : بتركه هنا لين يسترجل ثم أجي له وإنتِ إن تكلمتي بكلمة قسماً بالله نزلتك مع أخوك سمعتي ؟
‎فتحت قصيد الباب وهي تناظره ، ولف فهد أنظاره لها : سكري الباب بس والله ما بشيله بيجلس هنا
‎هزت راسها بالنفي بغضب : مو بكيفك ولا تحلف ما بتتركه هنا لحاله لو وش ! بتتركه بجلس معاه هنا
‎لف أنظاره لها بذهول ، ونزلت قصيد ومباشرة ضربت ملاك أسيل المصدومة : مبسوطة الحين !
‎أشّرت بالسكوت وإنها ما بتقول شيء ، ورفع عدي أنظاره لقصيد يلي جات يمّه تطلبه يقوم ويركب معاهم : ليش إنقهرتي إنتِ ! بيرجع لي غصب عنه روحي ماعليك
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظره ، وسكن كونها من صوت ذيّاب لعُدي ويلي يبين نفاذ صبره : قم إركب محلّك
‎ناظره عدي لثواني ، وفصلت أعصابه بدون مقدمات : إرجعي السيارة
‎ناظرته لثواني وهي ما حبّت نبرته عليها نهائياً وعصّب من السيارة يلي وقفت خلفهم وهو يناظرها ورجعت تركب بمكانها بغضب ومو عشانه ولا عشان نبرته إنما عشان الأشخاص يلي نزلوا من السيارة يلي خلفهم ، كانت ثواني بسيطة لحد ما رجع عدي يركب بمكانه ومشت السيارة يلي خلفهم ورجع ذياب لسيارته وهو يستغفر من غضبه ، لفت ورد أنظارها له وهي ما تقوى السؤال أبداً ولا تتجرأ وبالمثل توق يلي إنكتمت تماماً من من الغضب يلي شافته ومن رجوع ذيّاب المو عادي لهم حتى الطريق ما إهتم له ، رجعت جسدها للخلف من شدّ بدون مقدمات للمخيمات وهي تستغفر بداخلها وتقرأ المعوذات وتتحصن وتعرف إن ذياب ما يسرع لما معاه أحد لكن الحين من غضبه مو جالس يفرّق هم معاه أو لا ، ما نطقت ورد الحرف بالمثل وهي تشوف شاشته تنّور بإسم نصار لكنه مو معاه ولا إنتبه ومو قادرة تنبهه عشان ما يفصل أكثر وهي تدري إن أبوه عصّب عليه بالبيت كمان لكنّه كان يمسك نفسه وأعصابه عشانها ، نزل من السيارة أولهم وهو يتوجه لخيمته ومكانه ونزلت ورد وهي تلف أنظارها لتوق : وصلنا بالسلامة الحمدلله
‎ناظرتها توق : مو طبيعي طيب ليه هالعصبية
‎رفعت أكتافها تتوجه للداخل ، ونزلت ملاك مع أسيل وود قبل قصيد يلي أخذت نفس تحاول ترجع جزء من مزاجها المتعكر ولف فهد أنظاره لها : قصيـد
‎ما كلمته أبداً وهي تنزل ، ونزل من مكانه وهو يوقف قدامها : طيب إسمعيني خلاص آسف أنا ما بكلمه والله
‎ناظرته وما تكلّمت لكن وقت أبعدت عنه مسافة كافية طاوعها لسانها تلف له : إنتبه للخط
‎أشّر على خشمه ، ودخلت هي وكان وده يروح لذياب لكن إختار السلامة وهو يحرك مع عدي وطول الطريق وهم يتهاوشون ، يتضاربون ، ويضحكون ..
‎إبتسمت ورد وهي تمشي لقصيد يلي نزلت عبايتها ترفع شعرها وكل ملامحها تحتقن بالأحمر : وتّروك ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس من أعماقها : ليش رجعتوا لنا إنتم المفروض تكمّلون
‎رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : صدقيني لو عرفت بقول لك ، سألتك فيكم شيء جاوبتيني مافينا شيء ثم صرخ يلي معاك ولا أدري كيف لفّ ذياب ولا أدري كيف صرنا عندكم ، يتهاوشون منجدهم يعني ؟
‎هزت راسها بإيه : دايم فهد وعدي كذا مستحيل يجتمعون بمكان وما يتهاوشون بس متعودين إحنا
‎إبتسمت بخفيف : صادفوا عصبية ذيّاب يارب ما يزعلون
‎هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بخفيف ترجع نفسها لكنها مو قادرة ، حتى تأملها للمكان وعظمته ما تحس فيها من القهر والعصبية يلي تحسّها وما تتوقع ممكن يخفف عليها شيء اليوم بأكمله ..
‎دخلت ملاك وهي تناظرها : البنات برا تعالي
‎عدلت نفسها لآخر مرة وهي تطلع معاهم ، ورسمت إبتسامة غصب عنها من ديم يلي جات تضمّها وهي تسلم على وسن ودُرة وتوق وجود ..
‎أخذت وسن نفس من أعماقها بحب وهي تتأمل الخيام ، الخيول يلي بمكانها والإبل يلي مكانها فاضي : يا هالمكان
‎إبتسمت ورد وهي تتأمله لثواني ، وإبتسمت ود بإعجاب من المنظر المُهيب يلي تشوفه بالمدى قدامها من الإبل يلي طلعت من على تل منخفض من الرمال وتنزل لناحية خيامهم ، لمكانها وخلفهم راعيهم يلي يحرك عصاته وسبقهم لمكانه يجلس ويرتاح تحت أنظار البنات وخصوصاً بنات آل نائل يلي لأوّل مرة تطيح عينهم على رعي الإبل بالواقع وبهالشكل ، نزولهم من على التل وهيبة عددهم ومشيهم الهادي على التراب ، بين الخيام وتوجههم لمكانهم مع توجيهات الراعي وإبتسمت ملاك : ماشاءالله الله يبارك لكم فيها
‎إبتسمت وسن وهي تناظر ورد : الراعي بيمشي ؟
‎هزت راسها بإيه : يمشي الحين ما يجلس وذياب موجود
‎جلست ديم عالأرض وهي تتأمل خيامهم : حظّه هالراعي ماشاءالله أتوقع أيامه بالرياض أكثر من أيامه هنا لو كل ماجاء ذياب أرسله لبيته
-
‎تلثّم بشماغه وهو يتكي بمكانه ويحترق من الغضب يلي يحسه وإنه من أول ساعات جيّتهم سمع كل الأصوات ، كل الصراخ إلا صوتها ما كان له وجود وهو يميّزه من ألف صوت وصوت ويحرقه هالتفكير بشكل ما يتوقع إنه يقدر يهديه أبداً ، يسمع خطوات الخيول من أول ويسمع صراخهم وتعزيزهم لبعض لكنه ما يهتم ، لف أنظاره لصقره يلي بمكانه وهو ما يبي يطلعه اليوم لأنه ما يضمن تصرفاته ووين يروح ولا وده يعصّب أكثر من عصبيته وطاقته المحدودة يلي نُزعت من أبوه بداية ومن الموقف يلي صار نهاية وإنه أصلاً ما نام من أمسه إلا ساعة وحدة ، حرك العصا يلي بجنبه يعدّل الجمر ولهيبه وما يفرّق هي نار الجمر وإلا جوفه يلي يحترق بهالكثرة وإنه صرخ عليها لكن مو لذاتها هي ، هو صرخ لأن السيارة يلي وقفت خلفهم كلهم عيال كانت نيّتهم مساعدة وإن فيهم شيء لكن هو يطق بسرعة ما عهدها بنفسه أبد ..
‎مدت له جواله وهي تجلس بجنبه لثواني : جوالك من أول يتصل بالسيارة ليش ما أخذته
‎لف أنظاره لها وهو ناسيه ولا طرى على باله أصلاً ، وإبتسمت ورد وهي تضم فروتها من البرد : برد صح ؟
‎هز راسه بإيه وهو يشد على أسنانه من كان وده يسأل عنها لكن بأي حجة ، بحجة إنه ما سمع صوتها ؟ وإنه يحس إنها مو بحال مبسوط مثل بقيّتهم وهمس وهو يفتح جواله : تدفوّا ، متى ودكم ترجعون ؟
‎إبتسمت وهي تناظره لثواني : مليّت من إزعاجنا ؟ البنات ودهم يروحون الحين مع الخيول للجهة الثانية
‎هز راسه بزين والمنطقة كلها مامنها خوف : إنتبهي لهم
‎هزت راسها بزين ، وإتصلت وسن على جوالها وردت : هلا
‎إبتسمت وسن وهي تبعد عنهم : ورد مو هاين عليّ إن مزاجها معكر كذا ، صح تبتسم بس تحسيّن مو قصيد
‎سكر جواله وهو ما يبي يسمع لأنه يحترق من كان توقّعه إنها مو بمزاجه وإنه صاب هالتوقع الحين ، ورفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : برجع أشوف ، بتروح معانا ؟
‎إبتعد ذيّاب لخيمته ما يبي يسمع الأكثر ، وكانت دقائق لحد ما طلعت ورد تتوجه عند البنات وإبتسمت ود بحماس : أسيل لا تركبونها ما تعرف شهقت أسيل وهي تناظرها : إذا أنا ما أعرف مين يعرف
‎أخذت وسن خيل وهي تصعد على صهوته ، وصعدت ديم خلفها لكن درة شهقت : تتركيني !
‎هزت راسها بإيه : السيارة أركبها معاك وأتشهّد تبيني أركب خيل معاك ؟ والله ما أركب
‎كشرت درة وهي تاخذ الخيل الآخر ، وجات توق خلفها وإبتسمت لديم : وسن بتوصّلك بكره إذا ما تدرين
‎هزت ديم راسها بإيه : بتوصلني بكره عالأقل أوصل ، تمسكي فيها زين لا تغدرك
‎جات ورد وهي تناظر قصيد يلي تعدل لودّ الوشاح يلي عليها ووصّتها وسن إن ما تبين إنهم يشوفون إختلافها إنما يعاملونها عادي لجل ما يتعكّر مزاجها أكثر من سؤالهم ومراعاتهم لها ، أخذت الخيل يلي بجنبها وهي تركب على ظهره : يلا
‎توجهت ود لخيل وخلفها ملاك ، وأسيل يلي أخذت واحد مع جود ولفت ورد أنظارها لقصيد : تعالي معي ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي ترجع إيدها لداخل جاكيتها : بشوفكم أنا ماودي
‎إبتسمت لثواني وهي تميّل شفايفها لأن حتى العصر وقت أخذوا البنات الخيول هي ما ركبت معاهم : قصيد بلا خوف
‎هزت راسها بالنفي وهي تبتسم : مو خوف عيب عليك
‎هزت راسها بزين وهي تحرك خيلها : تمام يلي مو خوف
‎إبتسمت وهي تناظر بنات عمامها : إنتبهوا ولا تبعدون
‎كانت ثواني بسيطة لحد ما إعتلى صراخ البنات على بعض من سبقتهم وسن ، وإبتسمت قصيد وهي ترجع للخلف من إبتعدوا عن أنظارها كثير لكن وقفت من إستوعبت إنها بالخيام لحالها الحين وتلاشى الخوف من تذكرت إن ذياب بالجهة الأخرى وهي تاخذ نفس من أعماقها بترجي لمزاجها المستحيل وإنها كل ما حاولت تتعدل وتخفّ تتعكر أكثر وهمست برجاء : بس تعدل اليوم وبكره ما أطلبك ..
‎لفت بأنظارها حول الخيام وهي تعدل نفسها ومرعب الشعور يلي تحسّه لأنها تعرف حكايات هالمكان ، تذكر صخبه السابق بأصوات الرجال ورغم إن كثير أشياء متغيّرة على آخر مره جات فيها إلا إنها تجزم هالتغييرات كانت من نهيّان وإستقرت من بعده لأن ذياب مايغير شيء حطه نهيّان ، سكنت من توجه تفكيرها له قبل حتى أبوه وعمامه وعزّت تفكيرها لأن هو الدائم بهالمكان لهالسبب جاء طاريه وتوجهت تمشي وهي ما لمحت الخيل يلي قالت عنه ورد ، الخيل البُني ما شافته أبداً ..
‎طلعت من خلف الخيمة من سمعت صهيله ووقفت لثواني وهي ما تلمح مكان ذياب وتوقّعت إنه مو هنا وإبتسمت بشبه إرتياح تتوجه لناحيته وهي لقيت جزء من الهدوء والقرار وقت جلست لحالها شوي بدون البنات ، تكّت على بابه وهي تتأمّله لثواني بسيطة ومدت ، وشبّكت يديها على بابه : ما بتذكرني صح ؟
‎ناظرته لثواني من إبتعد وهي تميّل شفايفها بهمس : تعال يميّ ، أعرفك وإنت صغير وتعرفني وأنا صغيرة توجه لصقره من هدوء الخيام ومن سمع صوت الخيول تبتعد وتبتعد معاها أصوات البنات وصار الوقت لجل يطلقه الحين لأن صار له يوم ما فرد جناحه ولا طار بصدر السماء ولا طلع من مكانه والحين بغيابهم بيضمن إنه ما بيطلع من تحت سيطرته والمهم والأهم ما بيفضحه رغم إنه يصيبه الشك إن كون قصيد تذكره أو تميّزه ..
‎طلعه من مكانه وهو يثبت البرقع عليه من كان بيطير : إهجد وش جاك !
‎رجع يضمّ جنحانه لأنه ما يشوف ، وناظره ذياب لثواني وهو يمسح على جناحه بهدوء : لا تعاندني ، وإرجع لا مدّيت لك يدي ما ودك تشبّ بيني وبينك بعد
‎فتح البرقع عنه من سكون الصقر ، ومشى وهو ناوي يرجع مكانه لكن سكنت ملامحه من لمحها عند خيله ويميّزها بدون لا يشوف وجهها ، يميز ظهرها وشعرها ، وقوفها وإنها رفعت إيدها تعدل الكاب يلي على رأسها والواضح إنها تسولف للخيل من كانت تميل راسها ويميل شعرها معاه وصابه شعور ما يقدر يوصفه من وقوفها أمام خيله ، مقارنة الأحجام بينهم وإن إيدها ما تصير ربع وجهه لأنه كبير الحجم وأكبر من باقي الخيول لكن عدم خوفها منه كان غريب عليه ، عضّ شفايفه من صد الخيل عنها بهمس لأنه هو يحاول يصد ما يقدر : غبي
‎ما كلّت محاولتها وهي ترجع تمشي للجهة الأخرى تقابل الخيل : كلمني ما بتركك لو ما تدري
‎لف الخيل لناحيتها وهو يضرب الباب برجله ، وميّلت شفايفها وهي تناظره لثواني : ما بخاف منك يعني !
‎ضرب الباب برجله بقوة أكبر ، ورجعت خطوة للخلف وهي تناظره لثواني وسكنت ملامحها : ما تبيني ؟
‎لف ذياب أنظاره لصقره وهو مو مستوعب وجودها أمامه وتو يصيبه قليل الإستيعاب وقبل لا يداهمه ويغطي عينه ، فرد الصقر جناحه بدون مقدمات يطير لناحيتها ، فوقها وسكن كونها وهي ترفع عينها للأعلى من الجنحان يلي فُردت فوق رأسها وحامت حول الخيل وحولها ، كان يدور حولها ويقرّب منها يطير من جنبها كل شوي بشكل يرعبها لدرجة إنها لفّت لناحية ذياب لكن ما إستوعبته ، نزل الصقر من إرتفاعه يطير قدامها وما عرفت وش تسوي من ترددها لكن تذكر إن هالمعنى يبي يوقف على يدها وهز ذياب راسه بالنفي : لا تمدين يدك !
‎وقبل لا تستوعب كلمة ذيّاب هي مدت إيدها وعضّت شفايفها ألم من إستقّر على إيدها العارية بدون دَس يحميها من مخالبه ، توجه لجنبها مباشرة وهو كان بياخذه لكن فرد جنحانه يكرر غضبه بمعرض الصقور ورجعت هي خطوة للخلف مباشرة تبعد نفسها عنه لكنه على إيدها وما إستوعبت إنها بهالخطوة قربت من ذياب أكثر مد إيده خلف ظهرها من رجعت خطوة أخرى للخلف وهو يشتعل من غضبه على الصقر يلي ينفض جنحانه كل دقيقة بتمثيل للقوة يلي لو عصّب ذياب بهاللحظة بيرديه قتيل منها .
‎رجفت برعب وهي تشوف إيدها إحمرّت مكان مخالبه وتحس بغضب ذياب الشديد عليه وإنه مو قادر يمسك نفسه إنما وده ينزع رأس الصقر من محله ، ناظرته لثواني وهي ما تدري من خوفها وش تسوي ولا تستوعب إنه معاها ، إن ظهرها يلاصق صدره وإيده عليه ونزل أنظاره لها : لا تتحركين !
‎حاولت وهي ترجف من قربه مو من توترها من الصقر ، ومد إيده على معصمها ورجف كل جسدها لأنه يلمس معصمها غصباً عنه لجل يوصل لمخالب الصقر يتركه يبدّل بين إيدها وإيده ورجفت مباشرة وهي تعض شفايفها وكانت تحاول تمنع نفسها ما تنطق إسمه لكنّها عجزت ونطقت غصب عنها من رجّف الصقر يدها : ذياب !
‎هز راسه بالنفي وهو ينزل أنظاره لها لثواني وما تقوى إنها تحط عينها بعينه من إرتباكها ، من اللهيب يلي تحسه من إيده يلي تمرّ على معصمها ويلي إستقّرت بجنب مخلب الصقر ولفت أنظارها لناحية صدره ما تقوى تشوف أكثر وعضّ شفايفه وهو يناظر الصقر يلي يتحداه بعينه وما بقلبه شيء غير إنه يحلف ويتوعّده بيرديه قتيل قبل ينتهي الليل .
‎عضّت شفايفها وهي ما ودها تشوف شيء وحسّت بالثقل يبتعد عن إيدها وشد ذياب على إيدها يرجعها لناحيته من طار الصقر لكن كانت نيته يرجع لها وسكنت ملامحها كلها من إيده يلي تحاوط معصمها ، وإيده الأخرى يلي على ظهرها وهي ترجف من توترها ، ترجف وكل البرد يلي كانت تحسّه قبل دقائق بسيطة تحول للهيب ما تقدر توصفه وحتى ملامحها تحترق من الخجل يلي تحسه ، ترك حذره وترك كل تردده وقيوده وهو يناظر معصمها وما خفت على قصيد نظرته العابرة لباطن يدها وهي تضمها من الرجفة يلي تحسّها لكنه رفع أنظاره لعينها بالتحديد وما كان ضروري يتكلم من رفعت عينها ويدري إن ودها تصرخ من خجلها وخوفها لكن هو ما يهمه الحين ، يهمّه معصمها شديد الإحمرار ويلي جرحه مخلب الصقر جرح بسيط لكن بعين ذياب هو أكبر من عظيم الجروح ولأنه أكبر من عظيم الجروح بعينه هو ما بيتركها تروح مكان ، رجفت لأنها مدت إيدها الأخرى بترجع كُم جاكيتها المرتفع للأسفل وتغطي كل معصمها لكنه مد إيده يوقف إيدها : إتركيه سكنت ملامحه وهو ينتبه للجروح يلي بمعصمها من الأسفل ومباشرة رفع أنظاره لها بذهول وشبه غضب : غيرتي جهة وقوفه ! حركتي يدك للطرف الثاني كيف !
‎إنتبه لنبرته وهو يمسك إيدها لثواني وعضّ شفايفه يمسك نظرته يخضّعها غصب عنه من كان فوق ألمها رغبتها بالإختفاء لأنها بدون عبايتها قدامه وبدون غطاها ، أخذت نفس وهي ودها تصرخ من الألم يلي وقت شافت معصمها إستوعبته وإستوعبت جروحه وإن الجرح البسيط يلي طمّنها وطمّنه كان آخر جرح وقت قرر إنه يطير ويبتعد ليد ذياب مو يدها ولمحت إحمرار ملامحه ونظراته للصقر يلي يحوم بصدر السماء ويليّ ما تبين شيء غير إنه بيحرقه ويمحيه ، كانت تحس بنبض عرق عنقها من أشدّ ما يكون من توترها ومن إنها تتألم لكنها تكتم وحتى عيونها إحترقت من الإحمرار لكن ما بكت ، ولا بتجرب تبكي نهائياً لأن فيه قهر العالمين وتعرف هالشيء بدون ما تتجرأ ترفع نظراتها له وما تدري لو بكت وش ممكن يتصرف ويسوي ووسط سكونها ومحاولاتها للإدراك كان يحترق جوفه كله من ما طاعته عينه ورجع يناظرها ما يكتفي بمعصمها : يوجعك ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تنزل أنظارها لمعصمها ، لإيده يلي تمسك كفّها وإيده الأخرى على طرف جاكيتها المرفوع وتركها وهو يأشّر على مكانه : إجلسي
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظره لكن ما كان منه كلام وهو يبتعد لسيارته ، رفعت إيدها الأخرى لعيونها مباشرة يلي بمجرد إبتعاده سمحت لدموعها تنساب بدون مقدمات وهي تمسحها وتوجه ذيّاب لسيارته وهو يوقف لثواني بجنبها ، أخذ نفس من أعماقه من توتره وإن نظره مو جالس يطاوعه ويصدّ عنها إنما يقطّعه لجلها وهو من وقت لمحها لحد ما صارت بهالقرب منه ما يدري هو بأي أرض ولا يدري إن كان بالأرض أصلاً ، أخذ يلي يحتاجه من السيارة وهو يرجع لناحيتها وعضّ شفايفه يمسك غضبه من الصقر يلي يحوم بالسماء للان وسكن وهو يشوفها ترجع شعرها للخلف والواضح إنها بكت بمجرد ما إبتعد والحين تحاول ترجع توازنها لكن ما يخفى إحمرار ملامحها من البكي عليه ، لفت أنظارها له من جاء يمّها لكن تركها الصقر تفز من رجع يخفض إرتفاعه يقرب منه وعضّ ذياب شفايفه يمد إيده خلف ظهرها بهدوء : ما بيقربك
‎ما رفعت أنظارها لناحيته من مسك إيدها لكنّها هزت راسها بالنفي بهمس : برجع للبنات ، وَسن تعـ
‎قاطع كلامها وهو يدري إنها بتقول له وسن تعرف للجروح : ما يهمني إن كانت تعرف ، يهمّني من جرحك وبجنب من ..
‎رجفت إيدها ، وناظرها بهدوء : ولا يصيبك الخوف مني إنتِ بنت أصول ، وأنا مالي بالطرق الملتوية درب
‎ما كان منها كلام وهي تشوفه خضّع أنظاره لمعصمها يمسحه بالمُطهر ، ويضمّدها وما تدري وش يسوي أكثر لكن الواضح إنه يعرف أكثر من وسن بكثير أو هي ما حسّت بشيء لأن خوفها وإحراجها منه أكبر من ألمها ، قرب الصقر منها من جديد ولمح ذيّاب خطوتها يلي كانت بتقرب منه لكنّها تجمدت ، كانت بجوفه كثير الأسئلة لها وهي كان ببالها لكن عن الصقر ، هو الصقر يلي كان بالمعرض ومستحيل تخطي فيها لأنها حسّت برعب ما تتصوره منه ولأنها تذكر إيده يلي إستقرت خلفها بسببه وجمّعت جزء من شجاعتها : نفس الصقر ؟
‎ما كان منه الجواب الصريح إنما ناظرها بهدوء : ما بيبقى له وجود
‎تغيّرت نظرتها وهي ما تقوى تقول له كلمة أكثر ، وترك معصمها بعد ما إنتهى وما خفت عليه نظرتها يلي سرقها هو وقت نطق إن الصقر ما بيبقى له وجود ، نزل الصقر على الأرض قدامهم يجمع جنحانه ، ورجع خطوتها للخلف من طار يقرب منها لكن إيد ذياب منعته ، رجعت للخلف وهي تطلع جوالها من جيبها الخلفي وسكنت ملامحها من كان أبوها وناظرها ذياب : ردي
‎هزت راسها بالنفي وهي ما تبي تقول له الكلمة من توترها وكمّل : إما تردين عليه وإلا رديت أنا
‎أخذت نفس تعدل نبرتها لأنها متأكدة بمجرد ما يقول لها حيّ بنتي بتهلّ دموعها ، وبالفعل ردت وبمجرد ما لمست إبتسامته ونطق بـ " حيّ بنتي " نزلت دموعها ورفعت إيدها تمسحها مباشرة : يا أهلاً
‎عضّ ذياب شفايفه بقهر مباشر إنها بكت وهو يمسك الصقر يلي جاء بجنبه يغطيّه ببرقعه ويشيله ، وردت على أبوها يلي يسألها عن الفروة يلي بسيارة فهد : إي حقتي
‎تنهّد تركي من أعماقه وهو يسكر باب السيارة : يابنتي برد البرّ ما يمزح كيف تنسينها ! تبيني أجيبها لك طيب ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تعض شفايفها : مافي برد متدفين ما أحتاجها ولو بردت البنات معاهم فروات
‎حس تركي إنها تبي تنهي الحوار وهز راسه بزين وهو يتنهد : الله يهديك يابوك تدفّي زين بس لا تتعبين عليّ
‎إبتسمت وهي تهز راسه بزين : ما بتعب إن شاء الله
‎مر من خلفها وهو يترك فروة على أكتافها ويكمّل طريقه لمكان الصقر وقبل لا تتكلم ردّت بعدم إنتباه على ورد يلي إتصلت عليها : هلا
‎إبتسمت ورد : خذي خيل وتعالي ، لازم تجين ضروري المكان مو عادي
‎هزت راسها بزين بتوتر وهي ما تدري المكان وين : جاية
‎قفّلت بدون مقدمات وهي ودها تمشي من عنده لكنه نطق : لا تطلعين من الخيام
‎هزت راسها بالنفي وهي تتمنى ما يلتفت لناحيتها : بروح عندهم
‎لف لناحيتها مباشرة وهو يعضّ شفايفه : هم يجون عندك ما بتطلعين لحالك
‎ناظرته لثواني وهي ما ردت إنما أعطته ظهرها تمشي بعيد عنه ، وضرب بيت الصقر يلي إنتفض من قو الضربة بغضب لأنها زعلت ومو صعب عليه التمييز وهو زعّلها مرتين للآن : بوديك ما رجعت أنظارها له وهي تحاول تمسك نفسها ، ترجّع الحدود بينهم لأنها تستوعب كل شيء صار وكل شيء من أثقل ما يكون عليها وبنفس الوقت هي أبعد ما يكون عن الحدود مثله ، المُطمئن بالموضوع إنه يغضّ بصره كل ما قدر والأكثر إنها أعطاها العلم هو ماله بالردى شيء ، وهي بنت أصول ما يليق فيها الردى ولا يصير لها ..
‎سكنت ملامحها بإستيعاب من لمحت إنه طلّع خيله من مكانه وترك السرج عليه ، وهزت راسها بالنفي مباشرة لكنه نطق قبل تعارضه بدون ما يلف أنظاره لها : يدّل دربه وإن صرتي على ظهره ما يرميك ، ولا يبعدك عنه
‎ما رضيت بداية لحد ما مشى الخيل لناحيتها ، وتوجه ذياب جنبه من كانت بتنزل فروته : إتركيها
‎هزت راسها بالنفي بإرتباك : البنات بيعرفون
‎عضّ شفايفه لثواني بتمالك لصبره ، وحدّه وهي تتوقعه ما يحسب حساب شيء : وش يعرّف البنات بفروتي ؟
‎ناظرته لثواني وبنفس الوقت كانت عينه تجاهها ورجعت لبالها بدون مقدّمات وقت نزع الشوك من إيدها وقبّلت هي خده تعبيراً عن إمتنانها ولأوّل مرة تجرب شعور إنها تختنق من الخجل ، قربت من ناحيته وهي تناظر الخيل وسكنت من مد إيده وهي تناظره لثواني وبعد تردد ما طال مدت طرف إيدها تمسك إيده ، تشد على باطن يدّه وتصعد على ظهر الخيل وسط إرتباكها من كل شيء تحسه ولأول مرة يحسّ ذياب بقوة كلام نهيّان عن مكان قلبه وإنه بباطن إيده ، ردت على ورد وهي تحاول ما تبين إرتباكها من شيء رغم إن ودها تصرخ ولا يكفيها الصراخ أساساً من التوتر يلي تحسه وشدّت على اللجام من تحرك الخيل وإبتسمت ورد : سمعت صوت الخيل تطمنت إنك جاية خلاص ، يلا لا تطولين وبتشوفينا على طول بس سميّ بالله وإمشي
‎سكرت وهي تلف أنظارها لذياب يلي يتأمل خيله ، وطلع قبلها بدون كلمة أخرى لكن سكنت ملامحها من طلع الخيل يتبعه ولا يمشي بأمرها هي إنما خلف ذياب يلي وسط مشيه إنحنى ياخذ عكاز تتوقع هو لمن يكون ورق قلبها مباشرة ، لف أنظاره وهو يشوفها رفعت طرف الفروة تتأمل ضماد معصمها : يوجعك !
‎هزت راسها بالنفي وهي ترجع الفروة عليه ، ورجع بخطواته لناحيتها : شديته ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي ما ودها ترتبك أكثر : لا
‎ما تكلم وهو يسمع صوت سيارة من ناحية الخيام ، ومشى يقرّب لها نصف المسافة من حس بإرتباكها إن البنات موجودين ومن كانت كل نظراتها لإيديها يلي على لجام الحصان وتركها من صارت أصوات البنات واضحة له ، أخذت نفس وهي متأكده إنه خلفها ولو إلتفتت بتلمحه ولهالسبب هي يرجف كل جسدها ما ودها تلتفت ، قربّت من البنات ورجعت تلتفت وهي تشوف ظهره لأنه مشى بمجرد ما تأكد إنها حولهم ، نزلت من على ظهر الخيل وهي تمسك لجامه تتركه عند باقي الخيول ، ودخلت لعند البنات يلي تعالى صراخهم مباشرة وعرفت إنها كانت موضوع رِهان عندهم وإبتسمت وسن بإفتخار : قلتلكم ذيبة قصيد تجي ما تخاف من شيء ، يعرفها برّنا ما يضيعها ولا تضيّعه
‎إبتسمت ود : برّكم صاحب وفاء لو يعرفها من كم زيارة
‎هزت ورد راسها بإيه وهي تتأمل الفروة يلي عليها : إي ما ينسى ، راعي أصول وخيامنا مثله ما تنساها ولو إنها كانت تموت على الكويت ولندن أكثر منه بس يحبها ..
‎إبتسمت ديم وهي تشوف مزاج قصيد شبه متغيّر للأفضل الواضح : سعد عينه غيّر مزاجك
‎رفعت قصيد أنظارها لها ، وإبتسمت وسن بإستغراب : وش صار لك إنتِ بكيتي ؟ فيك شيء متغير ؟
‎هزت راسها بالنفي لإنها خافت من نطُق ديم " سَعد عينه " وما تدري ليه حسّتها تقصد ذياب مو البر لكنها رجعت تهدي نفسها إن محد يدري وش صار ، ولا بيدرون مستحيل يكون لهم العلم والموقف أشخاصه هي ، وذياب والصقر يلي بيلقى حتفه وهذا شيء أكيد وخيله يلي بجنبها ، عضّت شفايفها وهي تتشفّق على الصقر بشكل ما تقدر تقوله وما قدرت تنطق لذيّاب إن لا يمحيه لأن بأي حق ، بأي صفة تطلبه وهو صقره ماهو لها وسكنت ملامحها بإستيعاب إنه إختار هالصقر بالذات من بين كل الصقور يلي كانت بالمعرض وهزت راسها بالنفي مباشرة لأن الكون ما يدور حولها ، كون ذياب نفسه ما يدور حولها ومستحيل يدور ..
‎لفت ملاك لملامحها يلي كل ثانية تتلون بالأحمر وتلمح تواريها عنهم بهمس : فيك شيء إنتِ ؟
‎هزت راسها بالنفي ، وناظرتها ود : معي بنادول بالشنطة
‎أخذت نفس وهي تضم طرف كم الفروة بإيدها بهمس : مو مصدعة بس ليش تداروني كذا ؟ مو عوايدكم
‎جلست أسيل بجنبها وهي تناظر الفروة يلي عليها : قال لي عدي فروتك بالسيارة ، لقيتي فروة بالخيام ؟
‎ما نطقت الكلمة وهي تحس توتّرها صار واضح لهم كلهم ، وإبتسمت ورد : إي كل خيمة فيها فروة ما ينخاف عليكم من البرد عندنا لو قلتوا لهم ما تبرد وهي يمّنا
‎هزت راسها بإيه وهي تعدل الكاب يلي على راسها ، وأخذت نفس من قامت وسن تفضّ كلامهم : يلا مشينا
‎قامت قصيد وهي تعدل نفسها ، تمسك زمام أمرها وكتمانها للي صار كله لكن ما طال من شهقت توق بذهول وإعجاب : خيل ذياب !
‎شهقت وسن وهي تعضّ شفايفها : ياويلك مني ياقصيد قلتله محد بيقرب خيله كيف رحتي له !
‎إبتسمت ورد وهي تصعد على خيلها : يحق لبنت الشاعر الليّ ما يحق لغيرها ، سمعت أبوي يقول لأمي هالشيء قبل كم سنة وشكلك نفّذتيه الحين ياقصيد ويحق لك
‎سكنت ملامحها ليش عمها حاكم يقول هالشيء ، وإكتفت بإنها تبتسم وميّلت درة شفايفها بتساؤل وإكتفت بإنها تبتسم وميّلت درة شفايفها بتساؤل : يخوفني هالخيل حجمياً وعصبية وكل شيء لأنه ما يرضى لكن السؤال كيف صعدتيه ؟ وكيف وثقتي فيه ماشاءالله
‎إبتسمت بخفيف وهي تناظرها وتمسك نفسها لأنها لو وضح عليها أبسط شيء ما بيبقى لها سر ولا ثقل ولا بتبقى لها خطوة ما تتوه وهي تخارجت من الفروة والخيل شوي باقي موضوع صعوده : ساعدت نفسي ما يجي ؟ والحين لو بتساعديني ما بقول لا
-
‎رجع للخيام وهو ما يشوف السيارة يلي سمع صوتها وشد على العكاز يلي بيدّه وهو ينادي : ولـد !
‎دار حول الخيام لثواني بسيطة وهو ما لقى أثر لأحد أبداً لكنه ينادي باقي لأنه سمع الصوت متأكد أكثر من إسمه وماهو الراعي ولا أحد من العيال لأن السيارات ماهي موجودة ، كانت ثواني بسيطة لحد ما تعدت السيارة من جنبه وسكنت ملامحه من أصواتهم لأنه يعرف متى الإنسان يكون طبيعي ومتى لا وما طرى على باله شيء غير إن البنات بعيد عنه ، توجه للخيل الآخر وهو يركب على ظهره وطلع من الخيام مباشرة للسيارة يلي وقفت بنص الطريق بينه وبين البنات : من إنت
‎فتح طرف شباكه وهو يناظر ذياب لثواني ، وتلثّم ذياب وهو يدري إنه مو طبيعي من نظرة عينه وإحمرارها وشدّ على لجام خيله يوقفه بجنب السيارة : إرجع دربك
‎هز راسه بالنفي بسخرية : لا صار البر حلال أبوك رجعت
‎إبتسم ذيّاب بسخرية : وش السم يلي مدخّله بجوفك أنا ما عندي علم لكن تدري وش العلم يلي عندي ؟ إما ترجع دربك ومن وين ما جيت وإما رجّعتك بنفسي
‎ضحك بسخرية وهو يناظره ، وحرّك بعيد عنه شوي ومباشرة رجع ذياب بخيله لناحية قريبة من البنات وهو يغض أنظاره ونطق : بنت !
‎لفت ورد لناحيته بإستغراب إنه جاء يمهم وبإرتعاب بالمعنى الأصح من نبرته وحدتها : سم !
‎كان يكلمها وهو ما يناظرهم أبداً لأن كلهم على الخيول ولف خيله للجهة الأخرى : إرجعوا للخيام لا تطلعون منها
‎هزت راسها بزين بإستغراب : راجعين الحين فيه شيء ؟
‎ما كمّل وهو يشوف السيارة رجعت تحوم بالجهة القريبة منه وعصّب مباشرة وهو يبتعد عنهم لناحية السيارة ، سكنت ملامح ديم وهي تشوفه راح للسيارة البعيدة : بنات يخوف ! يتركهم بحالهم ليش يروح لهم
‎هزت ورد راسها بإيه وهي تشد على خيلها ووصلتها أصواتهم : الأكيد إنهم مو طبيعيين وما يبيهم يقربون هنا ، رجعنـا
‎ناظرتها توق لثواني بخوف : لو يأذونه طيب !
‎لفت ديم أنظارها لتوق بضحكة : توق ترى باقي لي هالقد وأشك إنك تحبينه من بعد ما شافك وإنتِ حالك مو حال
‎ضحكت درة وهي تتفحص ملامح توق : لا تخافين الذيب ما يصير له شيء بأرضه ياماما لا تخافين سكنت ملامح قصيد كلها لأنها بمجرد ما سمعت صوته إنخطف لونها ، إنخطفت هي كلها من كونها وما حسّت إلا باللهيب يلي هدّته برودة الجو وغيابها عنه لوقت مع البنات يرجع يسري بكامل جسدها بشكل خافت إنه يبين على ملامحها ، بالقوة رفعت نظرها عن باطن إيدها وهي تجبره ما يتوجه لناحيته رغم همساتهم وكلامهم يلي هي ما تستوعبه أبداً ، تبعت البنات للخيام وهي تحس مالها طاقة ولا قدرة إنها تبقى معاهم أكثر وتُكشف أكثر وكل دعواتها من وقت صحوتها للآن تحسّها بمهب الريح ما جات بصالحها أبداً ، نزلت ورد عن خيلها وهي ترجع للخلف تتطمّن على أخوها يلي ما تشوف له أثر وتوجهت لناحية خيمته ممكن يكون رجع وهي ما تدري عنه ، طلع من داخل الخيمة وهو ينادي ويوضح توّتره على نبرته ونداه : ذياب ياولـد !
‎شهقت مباشرة وهي ترجع للخلف ، وسكنت ملامحه وهو يصد بأنظاره مباشرة وتلثّمت ورد لكنه سألها بدون مقدمات من حس إنها جاية تدوره : ذياب وينه !
‎عضّت شفايفها من التوتر يلي سرى بكل جسدها بدون مقدمات وهي حتى الحروف نسيت ترتيبها وكيف تتكلّم : بتسمع صوته لو طلعت من الخيام
-
‎رجفت قصيد وهي تسمعهم يتطارون إسمه لكن الحين يهمها شيء واحد ، يهمها إنه يرجع لأن تحس بشعور غريب بجوفها ما تقدر توصفه ولا تقدر تخبيه وبالفعل قامت تبتعد عنهم وتوقف قدام خيله يلي ما صدّ عنها هالمرة وإبتسمت بتوتر تهمس له : صرت تبيني الحين ؟
‎مدت إيدها لوجهه لثواني وهي تحاول ما تفز ، وما تبيّن رجفة جسدها لأحد ورجعت ورد يلي كل ملامحها مخطوفة بشكل وتّر قصيد : شفيك !
‎هزت ورد راسها بالنفي بتوتر وهي ترفع إيدها لجبينها ، وتغيّرت ملامح قصيد وهي كانت بتسأل عن ذياب ما بتمنع حروفها لكن سبقوها بنات آل سليمان بأسئلتهم عنه ، مضمونها ذياب وإن إختلفت صيغهم وأخذت ورد نفس تهدي الرجفة يلي وضحت على عينها : نصّار راح له
‎ناظرتها وسن لثواني ، ورجعت قصيد أنظارها على الخيل يلي قدامها وهي تعض شفايفها لثواني وتمسك نفسها لكن قرر عقلها يستوعب جملة وحدة نطقتها ديم لتوق
‎" بعد ما شافك " وسكن كونها كله بإستيعاب إنه شاف توق وعضّت شفايفها تدارك نفسها وأفكارها لكن كان منها العجز الشديد وهي تذكر المؤتمر إن توق هي يلي رفعت صوته ، إنها كانت أكثر المنسجمين معاه والحين إنه شافها وما تدري بأي موقف شافها وسكنت ملامحها تتأمل خيله لثواني ورجعت للخيام تجلس بمكانها بدون ردة فعل أخرى لكنها تحس بشعور بقلبها من كثرته ودها تبكي منه ، أخذت نفس وهي تشتت أنظارها للمدى وعقاباً لنفسها ما لفت أنظارها لباطن يدها أبداً لكن كان عقلها يزوّد عذابها بكل الطواري ، بكل النظرات وعضّت بكل النظرات وعضّت شفايفها تطلع من عندهم ويخوفها إنها مو قادرة تجلس بمكان ، يخوّفها عدم الإستقرار يلي صار بداخلها والشعور الليّ ودها تنزعه من داخلها وترميه ..
-
‎عدّل خيله وهو يناظره لثواني من كان يتحداه بنظراته ، ومن أشّر له بسخرية يبين له إن هالمدى كله له ولا لذياب الحق بإنه يقول له الحرف ، يتحدّاه بعينه وطقّ بأعصاب ذياب من لف يناظر تجاه خيامه وحلاله
‎" وإن بغيت خيامك دخلتها ولا تقدر تقول لي الكلمة "
‎إبتسم بسخرية وهو يشد على لجام خيله من زحمة المشاعر بداخله يلي يعرف إنها ما بتترك له قَرار بأرضه ولا حول يستجمع فيه نفسه : ورّني كيف تدخل حدودي
‎نزل من خيله وهو يناظره ومد إيده لجيبه وده ياخذ هويته يشوف هو من يكون لكن مد هالشخص يده على إيد ذياب يمنعه بغضب : تعقب !
‎ناظره ذياب لثواني وهو يحاول ما يكفر فيه لكنه بدون مقدمات هشّم أنفه من جرب يشتمه : لا أدفنك هنا !
‎إبتعد عنه وهو يستغفر ولا يبي يشوف حتى هويته لكن نزل هالشخص يجرّ خطاه وحاول ذيّاب يغض الطرف عنه لأنه مو طبيعي لكن ما طالت محاولته من مد إيده يلمس كتف ذياب يصرخ فيه ، ركض نصّار يلي كان يدوّره ويسرع بخطاه بذهول وهو يمسك ذياب يبعده ، وصرخ هالشخص بعالي صوته يترك قلوب البنات تتحرّك من محلها من قو صرخته والغضب يلي وصل لمسامعهم ، شدّ نصار على كتف ذياب بذهول من طاح هالشخص عالأرض لكنه باقي يسولف ، باقي يسب وحسّ إن ذياب يشبّ ما يهدأ وهالشيء مو عادته أبداً لأن ياما مرّوا عليه ناس يستفزونه ، مروّا عليه الموصاحيين والليّ لهم بالدروب الخفية ويختارون البر ستر لهم من الناس لكن مو ستر لهم من ربّ الناس ، تفل ذيّاب من غضبه : والله إني لأصير سمّ أشد لك من يلي تتعاطاه والله
‎سكنت ملامح نصّار كلها من غضبه المجنون : ذياب !
‎ترك صاحبه وهو يبعد عنه مسافة كافية يجمّع فيها نفسه ، غضبه المجنون واللامتناهي لأن تفكيره مو معاه إنما بيدّها وغيضه من الصقر وجاء هالشخص يكمّل عليه يفجّر آخر قدرة له على التماسك والكتمان ، سكر نصّار سيارة هالشخص وهو يرميه بداخلها وكان ذهوله من الإثنين يلي بالخلف كمان لكنهم ما يحسّون بشيء من الدنيا نايمين وحالهم مو بعيد عن حاله ، سكر جواله لأن مو أول مرة يطيحون بأشخاص مثله وعادة ما يحتكّون معاهم إنما يبلغون لكن هالمرة لقى هالشخص نصيبه على يد الذيب ما قصّر فيه ، وبيلقى باقي نصيبه بالمركز وإهتمام نصّار الحين مو فيهم ، إهتمامه بصاحبه يلي ترك حتى الخيل خلفه يمشي للخيام ..
-
‎سكنت ملامح ورد وهي لمحته يمشي لناحية مكانه من خلف الخيام وبالمثل قصيد يلي رفعت نظرها للمدى لكن لمحته بشكل غيّر توازنها كله من الغضب يلي لمسته حتى بدون ما تشوف عينه ولا تشوف منه شيء غير مشيته وهيئته بدون ملامحه ، خضّعت أنظارها لباطن إيدها ووقفت ورد تتوجه لمكانه : ذياب
‎رفع أنظاره لمجيئها وهو ياخذ عكاز جده يلي تركه قبل شوي لجل يلحق السيارة مع الخيل : ما به شيء إرجعي
‎ناظرته لثواني بتفحّص ، وقرب لناحيتها بهدوء : روحي يمّهم نصار جاء ، لا تقربون هالطرف
‎هزت راسها بزين وهي تناظر إيده يلي تشد على العكاز وما خفى عليها لونها شديد الإحمرار لكنها سكتت بدون سؤال وهي ترجع عند البنات وقبل لا يسألون كان منها طمئنة لهم : مضيعين دربهم ياتوق ودلّهم
‎رفعت وسن حواجبها بعدم إعجاب وهي ما صدّقت : دلّهم بطريقته الذيب يعني الله يعزه
‎ردت على مكالمة أبوها وهي توقف بعيد عن البنات ، وقامت قصيد تدخل الخيمة لأنها ما تتحمل جلسة يُذكر فيها إسمه كل دقيقة وتبقى هي بتوازنها وصابها قليل الإرتياح من لمحت الفروات يلي بطرف الخيمة لأنها شكّت بكون ورد تراوغ وأكيد تعرف فروة أخوها لكن صابها الإطمئنان شوي من لمحتها ، هزت ورد راسها بالنفي : والله كلنا بخير بس قبل شوي جات سيارة ومشّاهم ذياب ما فيه شيء ، نصّار عنده أصلا لا تخاف
‎رفع حاكم حواجبه لثواني : مشّاهم بأي طريقة
‎عضت شفايفها بتردد وهي ما تعرف كيف تقول لأبوها إنه عصّب بدون لا يفصل ويخاف عليه وعليهم وقررت تاخذ فرصتها : بطريقة ذياب ولد حاكم ؟
‎شد على قبضة إيده مباشرة لأنه توقع ، أو تأكد أكثر من إسمه من وقت قالت مشّاهم ذياب هو بأي طريقة مشاهم ولأن الوقت متأخر يتوقع نوعية السيارة يلي مرّت بدون لا يسأل : وأخوك بخير وإلا به شيء ؟
‎عضّت شفايفها لثواني من نبرة أبوها يلي تبغضها أكثر من كل شيء لأنها تكشف روحها مو بس تسألها : لا تحقق معي أعرف بدون ما أجاوب بتكشفني ، ما به شيء ولا جرح ولا دم ولا أي شيء بس يده حمّرت والسبب تعرفه
‎أخذ نفس وهو يهز راسه بزين : إنتبهي لنفسك وللبنات
‎سكّر وتنهدت ورد من أعماقها وهي تمشي لناحية البنات وعضّت قصيد شفايفها وهي ما بتكتفي بكونها تبي تبعد عن البنات بس ، هي تبي تبعد عن البرّ كله لأنه كثير عليها بشكل ما تقدر توصفه ، ما تقدر تعبّر عنه بصراخ ولا بكي ولا حتى حروف ولا خلوة بسيطة مع نفسها ترتب فيها بعثرتها والمشاعر يلي تحسّها لأنه مو شعور واحد هي توالت عليها المشاعر شعور وراء الثاني من الإرتعاب والخجل والإحراج والألم وحتى شبه غيرة أو غيرة تامّة هي ما تعترف فيها لحد آخر شعور حسّته بهاللحظة ، شعور الخوف اللامُتناهي من الأشخاص ، من مشيه لمكانه ومن همس ورد الأخير لأبوها إنه بخير لكن يده تلّونت بالأحمر والسبب ما ودها قصيد تفكر فيه ولا ودها يطري عليها أو تتخيله أبداً لأن يكفيها الإرتعاب يلي حسّته منه ومن الصقر والحين عليه ، هالكم من الخوف كثير على مشاعرها وما كان خوف لوحده إنما مع مليون شعور تهدّ فيها كل حيل وكل تماسك ترتجيه . رجع الصقر لبالها ، حومه بالسماء وشكله المُهيب وقت يستّل جناحه ويرقى للسماء وإبتسمت من طرى أبوها على بالها لأن لو حصل وطار صقر قدامه ما بيتغنّى إلا بـ
‎" ستّل جناحه ثم حام ، يَرقى على متن السماء " المكتوبة بأوراقه وما تخفى على أبوها أشعار الفيصل ويلي هي تعرفها منه ، تعرف ستّل جناحه ومعناها منه ومن أوراق أشعاره يلي بكل ورقة شطر يكمّل ورقة غيرها وتتعب من هالضياع لكنّها تحبه لأن لعبتها المفضلة وقت طفولتها وللآن ، تكتشف أشعار أبوها المفرقة بأوراقه ترتّبها وتطلع لها كامل القصيدة ويبتسم ، يضحك لها " ما يخفى على قصيدي كمالة القصيد " وإن غلطت جمعت قصيدة مع قصيدة ثانية يبتسم ، يبيّن لها إن كل القصايد والأشعار بترتيبها وبرؤيتها هي تصير صح وإن ما كانت مقصد كاتبها وشاعرها ولا سطوره ولا حتى نيّته ..
‎طلعت وهي تشد الفروة عليها من البرد وحتى وهي كانت بتنزعها من النار يلي حسّتها بجوفها إلا إنها ما قوت تركها وسكن كونها من الشعور الغريب يلي تحسّه لأن هي ما يوسعها المكان يلي فيه غيرها ولا تتقبّل شيء ممكن يصير لغيرها لكنها مو قادرة تنزع فروته وتصدق رميهم إن توق تحبه وإنه شافها وأخذت نفس وهي تجلس بينهم وتعب حيلها من المقاومة والجهاد يلي جاهدت نفسها فيه بإنها ما توضح شيء حتى لنفسها وقلّ نومها يأثر بشكل غير عادي عليها فوق قلّ النوم أفكار مالها حدّ
-
‎جلس بمكانه وهو ياخذ نفس من أعماقه ، وجنّت كل أفكاره من كل إتجاه لدرجة إن صدره يغلي من قو القهر يلي يحسه ومن الأفكار يلي تتوالى عليه من كل مكان وتذكّره إنه مسك معصمها ، وبمعصمها الآخر إسوارة الغالي مثل ما يقولون عنه ولف أنظاره لباطن يدّه يلي لمسته ، شدّت عليه تهز كل خطوة ثبّتها قبل كم يوم وتهدم كل همسة همسها لصقره بإن لا يسرق العمر منه دام قلبه مع غيره لكن الحين ما يرضى بقلبها لغيره ولا يتصّور ، ما يقدر يتصّور وهي كثيرة هدّت كل حيله تضيّعه ولا يرضى بغيرها تجمّعه وترد فيه قرار روحه ..
‎لفّ نصار أنظاره لصاحبه وهو يجهّز الدلة يلي قدامه لجل يحطها عالجمر ويسوي قهوته : قل لي وش فيك
‎لف ذياب أنظاره لثواني وهو وده يشرح له عظيم الإحتراق يلي يحسّه بصدره ولا يقدر يخبيه وعضّ شفايفه لثواني يصوّر حاله وحال النار يلي بصدره وقوّتها : لو أركي الدلة على صدري فاحت يانصّار ناظره نصّار لثواني من ما كان لصاحبه طاقة كلام أكثر لكنّه نطق بجملة تبيّن له مقدار النار وشدّتها بداخله ولا وده يسأل عن السبب ، رجع يدّه لخلف راسه وهو يتلثّم بشماغه ولمح نصّار إيده يلي تمر على عكاز جده وعرف إنه يحتاجه يدّله لدرب لكن السؤال من توّه الذيب بوسط أرضه ، من ضيّعه لهالقد ومن هزّ ثباته ما يدري ..
‎ميّل شفايفه وهو يوجه أنظاره لنار الجمر قدامه وما أعطى لنظرته مجال تطغى على عقله لأنه لو يدري بشيء وحيد هو إنها بنت الفريق يلي لو فكر فيها بتهلكه وبيدري الفريق بتفكيره ويهدّ حيله ولا وده ينهدّ له حيل وتفكيره بهالوقت بصاحبه وحيله ، صاحبه يلي متلثّم يواري نفسه ويتأمل المدى حوله لكن توّجهت أنظاره لصقره يلي بمكانه وتغطي عيونه برقعه وتذكر نظرتها بدون مقدمات ، سؤالها وجوابه يلي سَرق نظرتها كأن كان ودها تمنعه عن الصقر لكن تراجعت عنه وعضّ شفايفه لأن صارت القيود تهلكه هو وده يعرف وش بخاطرها ولعلّه تعوّد الوقت القليل يلي مضى وهي بجنبه لدرجة إنه يبيها حتى الحين جنبه لكن ما يحصل له ، ما بيحصل له ، شدّ على عكاز جده يثبت نفسها وشعوره وقام نصّار للجهة الأخرى يرد على جواله وثبّت ذياب أنظاره ما يلتفت وهو يسمعهم ينادون بإسمها يلي ما يجرّب ينطقه وقام من مكانه يبعد لأن ما وده يسمع الأكثر ولا يشوفه ..
-
‎لفت أنظارها للخيام الخالية وخلوّ المكان من الأصوات من شدة الهدوء وهي ما تدري كيف مسكت نفسها وحيلها لهالوقت مع البنات يلي يسولفون ما وقفت سواليفهم إلا قبل قريب الساعة تقريباً وقت صار لازم يجمّعون أغراضهم ويمشون لأن وصل البرد لأشدّه وإنتهت منهم كل طاقاتهم والحيل ، لفت أنظارها لبنات عمامها يلي توجهوا لسيارة فَهد ، وسن يلي جاء زوجها ياخذها وورد يلي جاء خالها بتّال ياخذها وبتاخذ توق ودُرة وديم وجود معاها ومن كلامهم عرفت إن ذيّاب بيبقى يومه هنا ما بيرجع للرياض وتوجّست ما تنكر هالشعور ولفت أنظارها للخيام خلفها ، لأماكن جلستهم يلي كانت تضجّ بالأصوات قبل شوي والحين من هدوئها موحشة وما تتخيّل شعور ذياب يلي دايم بهالمكان الخالي وعضّت شفايفها لأن مالها حيل ولا طاقة لكن باقي تفكر فيه ، أخذت نفس وهي تمد إيدها لأطراف فروته وتوجهت لخيله يلي صد عنها مباشرة وإبتسمت بخفوت لأنها بتترك فروته عليه وهمست : بترك فروة صاحبك وما بتشوفني مرة ثانية لا تخاف ..
‎سكنت ملامحه من همسها لخيله " ما بتشوفني مرة ثانية " ومن مدت إيدها لأطراف فروته تبعدها عن أكتافها بتنزلها وصد أنظاره بهدوء : لا تنزلينها كان يغضّ بصره ، يغضّ عينه ويجاهد نفسه يتمنى يتجمّل بجهاده وما يرفع أنظاره لها لأن قلبه ما يتحمل شوفها أكثر وسط الحدود والقيود ، يغضّ وكل مافيه يبي يلتفت بشكل يعصّبه من نفسه هو ما تعوّد يكون لنفسه عليه سلطان إنما تعود يعرف يمسك زمام أمره وأعصابه وشعوره بكل المواقف ، عضّت شفايفها وهي تهز راسها بالنفي ولا لها حيل حتى صوتها شبه إختفى من البرد والإرهاق يلي تحسّه : بتركها هنا
‎كان يخضّع نظره ولمحت هالشيء من شدته على إيده ، وسكنت ملامحها من كانت للآن تكتسي باللون الأحمر وهذا دليل إنه تجرّح مو بس جَرح وضَرب ، نزلت أنظارها مباشرة من رفع عيونه لها وإنتبه إنها تطالع بيده ، وعضّ شفايفه يشتت عينه للخيام : لا تتركينها هنا ، ولا تنزلينها
‎ما قوت تقول الكلمة من وجّه نظرتها لها لكن هي ودها تنزلها ، ودها تتركها هنا لأن وجوده هو لوحده بتفكيرها يهلكها كيف لو كان معاها شيءّ يخصه كل لحظة والثانية تشم فيه عطره وتحسّ بوجوده وجمّعت آخر نقاط جرائتها وحيلها تسأله عن الصقر : بتمحي الصقر ؟
‎ناظرها لثواني وهو لمس بعينها رغبتها إنه ما يُمحى ، وهزت راسها بالنفي تمد إيدها للفروة لكنّه شد على إيده يناظرها بشبه غضب : إتركيها لجل البرد ماهو عشاني !
‎هزت راسها بالنفي وهي تعضّ شفايفها تحاول ترجّع حروفها لكنها همست وسط خوفها من ما قدرت تكتمها أكثر : لا تقتله
‎رفع أنظاره لها لثواني وهو يحسّ بإحتراق بجوفه ما تقدر حتى هي تتصّوره لأنه يستوعب كلمتها لخيله ما بيشوفها ثاني والواضح تقصده حتى هو مع خيله وما يرضى بهالشيء ، ما يقدر يرضاه وحتى هو عقله يطقّ من قل نومه وإرهاقه لكن ما يقدر يفكر بشيء ولا يقدر يمسك حده ما يناظرها أو يقدر يعاملها بالهدوء ، لفّ يعطيها ظهره ونزلت فروته من أكتافها من عرفت إنه ما بينفّذ طلبها وبيقتله وتوجهت للخارج مباشرة ما تبي الأكثر ولا تقدر عليه وهي ودّها تسافر أبعد مدى من الأرض من كثر المشاعر يلي تحسّها وإن لآخر لحظة كان لهم لقاء ..
‎دخلت السيارة وهي تسمع فهد مروق ويدندن ونزلت أنظارها لباطن يدها مباشرة ما ودها تسمع شيء ولا ودها تتكلم ولا ودها تقول كلمة ، لف عذبي أخوها أنظاره لها وتو تستوعب إنه موجود لكنه إبتسم ، وتنهّد يعاتبها : وش غيّرك علي ما عاد تنتبهين لي ولا عاد تدوريني ولا تسألين عني ؟
‎إبتسمت بخفيف وهي ترفع أكتافها بعدم معرفة ، وإبتسم وهو يرجع أنظاره للأمام مع فهد ولفت قصيد أنظارها لخيام آل سليمان يلي يبتعدون عنها وهي ما ودها تلمحه لكن بنفس الوقت تتمنى وهالمشاعر ما ترضيها ، هالإختلاف والتيه بخطواتها وأحاسيسها ما يرضيها فتح عينه من ضوء الشمس يلي دخل لروحه قبل عيونه لكن ما تحرّك من مكانه من حملت الريح عطرها من فروته يلي تغطيّه لأعماق قلبه ولا يذكر هو كيف نام أصلاً ، رجّع لثامه على نفسه وهو يلف أنظاره للصوت يلي خلفه وسكن من كان أبوه خلفه عند الإبل يحاوطها بيديه ومن رجف كونه كله لأنه تذكر وقوف نهيّان بين الإبل بنفس الشكل يلي واقفه أبوه بهاللحظة ومن رجف الليّ ما بين ضلوعه من شعور إن نهيّان حوله ، جاء يدّله ونّزل أنظاره من نزل أبوه شماغه يتركه على الشبك ويفتح البوابة للإبل لجل تطلع من مكانها وما كان فيه الحيل يتحرّك من مكانه وهو ما يدري كيف نام بمكانه خارج بيت الشعر وبجنبّ الجمر وكيف غربله وقته يردّه لهالحال ، يذكر إنه صلّى الفجر لحاله من مشوا عنه جميع وأجبر نصّار يمشي لأنه يبي يجلس لحاله ، يذكر إنه تمدد بعد صلاته وكان يتأمل السماء والمدى حوله والصقر يلي بمكانه لكن ما يذكر كيف نام ، ما يذكر كيف جات فروته عليه والحين عرف السبب ، جلس وهو يمد إيده لعكّاز نهيّان وآخر شخص توقع يشوفه ويلقاه هو أبوه يلي بمجرد ما لمح جلوسه نطق بشبه جمود : صليّت الفجر ؟
‎هز راسه بإيه وهو يترك فروته ، يتدارك نفسه لأن ما كان يبي يقرّبها منه نهائياً وأبوه غطّاه فيها يجدد فيه لهيب ما يَطفي من أول صحوته ويحرقه بوصل جزء منها ، يحرقه بعطرها يلي دخل لأعماقه بالأمس وهو يحاوطها من الصقر وألمه ورجع يتعمّق بداخله يخالط عطره بفروته يلي حرقت كل كيانه وقت تركتها له ، تترك له شيء منّها وهي تعهّدت للخيل بعدم الرجوع لكن إرتخت أكتافه من إكتشف إنها ما تركت شيء منها ، هي تركت أشيائه وسرقت منه أشياء كثير أولها ثباته وقَرار روحه بمحلّها ، هي تركت فروته يلي تضمّ عطرها ، وتركت له كلمة " لا تقتله " عن الصقر يلي عجز يمدّ إيده عليه بعد نُطقها وسكنت ملامحه ، خفّ وهجه يلي ما خفى على أبوه وهو يوقف للمواضئ يغسلّ ، ويتوضأ يصليّ الضحى كعادته لكن أبوه كان يراقبه هالمرة ، يراقب طول سجوده وغيابه عن كل شيء ولا يدري وش هدّ حيله لهالقد غيّبه حتى عن أرضه لكن داخل حاكم أصلاً ماكان مرتاح وعدم الإرتياح تركه ينتهي من صلاة الفجر بمسجد الحيّ ويكمّل دربه للخيام يتطمّن على ولده يلي لقاه نايم بجنب الجمر ومتلثّم لكنه حتى عن البرد ماهو متغطي ويعرف حاكم إن هالحال ما يصيبه إلا من ضياع أو ضغط وشديد إرهاق لمسه بملامحه لهالسبب ما صحّاه ، الشمس تتكفّل بإنها تصحيه هو عليه يغطيه وينتظر صحوته لجل يعرف خوافيه رغم إنه يدري ذيّاب ما ذياب ما يقدر ينطق له هو ليش يحسّ بهالمشاعر ووش سببها ، إنتهى ذيّاب من صلاته وهو ياخذ جواله من الرسائل يلي وصلته من زملائه ، ورجع يقفله بنفس الوقت لكن سؤال حاكم كان سبّاق : ما عندك دوام إنت
‎هز راسه بالنفي وهو مُرهق ، مُتعب بشكل شرحته نبرته القاسية : ما عندي ، بتجلس هنا إنت ؟
‎هز حاكم راسه بإيه ، ورفع حواجبه من حسّ إنه يتهرب وبيرجع للرياض لكن نطق بسخرية : تتهربّ مني إنت ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يناظر أبوه لثواني هو ما يتهرّب منه ، هو يتهربّ من طاريها وقربها يلي يهلكه ويحسّه بكل الأماكن حوله ولا وده أبوه يلمس هالشيء بداخله : لا
‎هز حاكم راسه بزين وهو يناظره : إجلس بمحلّك
‎جلس بمكانه ما بيجادل أبوه ، وأخذ نفس من أعماقه وهو ما كفاه كل شعور حسّه جاء شوف أبوه يلي ذكّره بنهيان يهد فيه كامل حيله بشكل ما يقدر يرجّعه وكم يتمنّى يكون جنبه ، يشد على يده الراجفة ويدلّه إن قلبه بالأصل ماهو بباطن يده ، قلبه بالأصل معاها هي لأنها لمست باطن إيده وحاوطته لأول مرة وعمرها خمس سنين تحت المطر تطبّع فيه عادة تأمل لمحلّ لمستها ، ورجعت تلمس نفس المكان ثلاث مرّات بطفولتها مره حاوطت كفّه بأكمله تحت المطر تمشي بجنبه ، ومره تجبره يصعّدها السيارة ، ومره تجبره ينزّلها منها وهالمرة كانت رغبة منه يمدّ لها إيده ، تلمس باطنها وتصعد على خيله لكن ذياب مو مستوعب هالأشياء ولا تطري بباله ولا يفكر فيها ، ذيّاب إستيعابه لو كان نهيّان موجود كيف بيدلّه ويقول له عن شعوره يلي ما يقدر يوصفه ، ما يقدر يلقى بقواميس كلماته كلمة توصفه من مرارته عليه ..
‎أخذ نفس يمحي طاريها من عقله لأنه ما يبيها تجي له قدام حاكم ، ما يبي يقول له الكلمة عنها أبداً وهذا موضوع آخر لأنه بمجرد ما يقول أبي بنت الشاعر بيعرف أبوه إن صارت حكايات بينه وبينها ، صارت أشياء ما يتحمّل ذياب يعرفها غيره وغيرها ولا يبي لأحد غيرهم يكون شاهد عليها وله علم فيها ..
‎جلس حاكم قدام ولده يلي أشعل النار من جديد لجل يجهّز قهوته لكن إحمرار محاجره يبيّن له كمية الإرهاق يلي يحسّها : إرجع نام بالبيت
‎هز راسه بالنفي ، وعدّل حاكم نفسه يسوي قهوته بنفسه من لمح إيده المتجرحة : ما حطيت على يدك شيء
‎لف أنظاره لمفاصله يلي تو ينتبه لها ومن تذكّر نظرات قصيد لها وهو يهز راسه بالنفي بهدوء : ما يحتاج
‎ما كان من حاكم الكلام لكن شدّه الصقر يلي بمحلّه وهو يرجع أنظاره لذيّاب : هالصقر ما شريته لغرض صيد
‎هز راسه بإيه وهو يلف أنظاره لأبوه : ما شريته للصيد
‎ميّل شفايفه بعدم إعجاب وهو ما يدري كيف يوصل له أكثر لكن يدري إن وراه خوافي كثيرة ما وهو ما يدري كيف يوصل له أكثر لكن يدري إن وراه خوافي كثيرة ما يقدر يفهمها ولا يوصلها لكن فهم شيء واحد من بدّ مشاعر ولده كلها ، لمس إشتياقه الغير معقول لنهيّان وإنه لمحه فيه وناظره : تشوف نهيّان فيني ياذياب ؟
‎رفع ذياب أنظاره لأبوه ، ورجع ينزلها وهو يشد على إيده بعدم إجابة وإبتسم حاكم بإعتراف : ما أوصل مواصيله
‎هز ذياب راسه بالنفي : إنت أدرى منيّ إن ما مثله إثنين
‎هز راسه بإيه وسكنت ملامحه من لمح عكاز نهيّان يلي بجنب ذياب وهو يوقف مباشرة يبتعد مع الإبل يلي تمشي بعيد ولف ذياب لأبوه وهو يدري إن داخله بأكمله تزعزع من مكانه وهذا مو هيّن عليه ولا سهل ، الصعوبات بينه وبين أبوه كثيرة من شخصياتهم لكن أصعب شيء عليهم هو نهيّان يلي كان دليل لكل واحد فيهم يربطهم غصب ويدلّها والحين المفروض يدلّون نفسهم بنفسهم وضحك بسخرية إذا أبوه ما إستجمع نفسه ولا لاقى دروبه وهو كل حياته على يدّ نهيان كيف هو بيقدر يستجمع نفسه وهو وقت ما كبر وإشتدّت عليه حياته فقده ، أخذ نفس وهو يناظر فروته لثواني من البرد وهبّ الريح يلي يشتد يثّور تراب الأرض ، وقام ياخذ فروة جدّه من الداخل وشماغ أبوه من على الشبك ويتوجه خلفه ، خلف أبوه يلي يمشي بخطواته يراقب الإبل وما عليه إلا ثوبه ، لا شماغه ولا فروته ..
‎لف حاكم أنظاره لذياب يلي ترك الفروة على أكتافه ومدّ له شماغه ، وتكلم بهدوء : أنا معهم إن كان ودك ترجع
‎هز حاكم راسه بالنفي وهو يعدّل الفروة يلي عرف إنها فروة نهيّان وتلثّم بشماغه ، وناظره ذيّاب لثواني وهو يمشي بجنبه مع الإبل يلي تمشي حولهم ، وأخذ حاكم نفس : دربك صعب وإنت أصعب يابوك
‎لف ذياب أنظاره لأبوه لثواني ، وهز حاكم راسه بإيه بشبه سخرية : تعوّدت المسؤولية عليك وعلى أخوانك وعلى نهيّان وعلى كامل آل سليمان من سنّ صغيرة ياذياب ، من سنّ صغيرة والعيب ماهو فيك يومك طلعت شخص مسؤوليته بنفسه ولا يحبّ أحد يشيل همه ، العيب فيني ما خضّعت هالطبع وتركتك براحتك
‎هز ذياب راسه بالنفي بهدوء : إنت على عيني وراسي لكن
‎لف حاكم وهو ينتظره يكمّل ما بعد لكن ، وما نطق ذياب يفضل السكوت ويهزّ راسه بالنفي وتنهّد حاكم : إرجع نام يابوك ، إرجع نام بالمكان يلي تبيّه
‎هز راسه بالنفي وهو يشوف رسالة من السكرتير : بروح الوزارة
‎ناظره حاكم لثواني وهو يخضّع سؤاله عن فيه شيء وبوقت صلاة الفجر قرر ما يتدخل بذيّاب وحياته وقرارته خصوصاً شغله لأنه يعرف إنه يكسر صورته قدام الرجال وقدام الموظفين لكنّه ما يقوى يشوفه بيحرق نفسه ويسكت ، جاوب ذيّاب السؤال يلي بخاطر أبوه قبل لا يقوله المستشار ودّه بإجتماع عاجل ، بشوفه
‎هز راسه بزين : إنتبه ، ولا ترجع للخيام بعده
‎قبّل رأس أبوه وهو يبتعد للخيام ، وناظر فروته وهو ياخذها ويمشي لسيارته ويناظر أبوه لثواني لأنه نجى من معرفة حاكم لأسراره وباقي تصير له النجاة من نفسه وباقي مشاعره ، لف أنظاره للسيارة يلي دخلت وسكنت ملامحه من كان نهيّان أخوه وبجنبه أمه يلي صابها نفس إحساس حاكم وما قدرت تجلس بالبيت إنما قررت تتبعهم ، نزل من سيارته وهو ما سكّر بابها أساساً من نزلت أمه لناحيته وعاتبته نبرتها : عشان جينا بتمشي ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يقبّل رأسها : عندي إجتماع
‎إبتسمت لثواني : ما تتأخر عليه شوي عشاني ؟ ما يضرّه
‎رجع حاكم بخطاه وهو من وقت شاف السيارة من بعيد لفّ أدراجه لأنه متأكد ملاذ مع نهيّان : إتركي الولد
‎هزت راسها بالنفي : تأخّر عليه ، بشوفك شوي بس
‎هز راسه بزين ، وتنهّد حاكم وهو يناظرها : ملاذ
‎إبتسم نهيّان وهو يناظر أمه : ياويلك قال لك ملاذ !
‎إبتسم ذياب بخفوت وهو يشد على يد أمه : بروح للإجتماع وأجي يمّك وين ما تبين على خشمي
‎هزت راسها بزين وهي تناظره بتفحّص ، وإبتسم نهيّان : مشكلة المهمين ، بالتوفيق ياخوك ورّهم الذيب
‎تقّدمت ملاذ بجنب حاكم يلي لفّ أنظاره لنهيّان : لا تجي
‎تنهّد وهو يجلس : أنا داري ما تبيني ، جاي سوّاق مع زوجتك أصلاً أنا بس مالي نصيب بشيء ثاني الله يعين
‎فتح فروته يدخلها بجنبه ، وإبتسمت ملاذ بتنهيدة من أعماقها وهي تتأمل الخيام ، والإبل حولهم ومشيها ومشيه يلي على نفس الوتيرة وتحاوطها فروته وإيده عن الهبوب : وش صار له ليه مهلوك كذا ما عرفت ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يشتت أنظاره للمدى وما قدر يطلع من ولده إلا بشعور وحيد وهو فقده يلي فَاق حيله وهدّه لنهيّان : يَفقد نهيّان ، يفقده وأدري بجوفه جمر من كثر ما يفقده ولا أدري وش الدرّب الليّ يوديني له
‎تنهّدت لثواني وهي تدري بصعوبة الوضع ، وتنهّد حاكم من أعماقه وهو يناظرها : نهيّان غابت شمسه بعد ما تطمّن علي ، بعد ما تركك ليّ يدري بك تداريني وثبّتني بأرضي بينك وبينهم لكن ما لحق يثبّت ذياب ، كان يحترق يقول لي ياحاكم هوّن عليه ، يا حاكم ذياب ياحاكم وأنا وين أودّيني ياملاذ وين أودّيني من صورتي ؟
‎أخذت نفس بخفيف وهي تناظره وبالفعل نهيّان ثبّت كل من عياله وأحفاده المتعلقين فيه بشكل شديد بأشخاص يليقون فيهم ، يقوونهم ويبقّون فيهم حيلهم لكنّ ذياب الأشدّهم تعلق تُرك بدون أحد يمسكه ، بدون أحد يفهمه ويدّل دربه حق الدلالة ووجعها الحين من نطق حاكم بـ " وين أوديني من صورتي " يلي تعبّر عن مقدار الشبه بينه وبين ولده وكيف يدلّ دربه معاه ، تنهّد من أعماقه وهو يحاول يصير له مثل نهيّان لكنه ما يقدر ، ما يقدر هو شخصيته غير ونهيّان غير عن كل الشخصيات يلي قابلها وعاشرها بحياته ما مثله أحد ولا يكون ، يفهم المجروح ، والغاضب ، والمُحب وما يكتفي بالفهم إنما يمدّ له حلوله بنفس اللحظة يثبّته بأرضه وهذا أعظم شيء بنهيّان ، جلست على شبه التل من الرمال بجنبه ، وشد بفروة نهيّان عليها وعليه وأخذت نفس وهي تمد إيدها لركبة حاكم الجالس بجنبها وبجوفها شيء واحد لكن ماتقدر تبوحه ، مثل الشيء يلي بجوف حاكم ما يقدر يبوحه بالمثل لأن ماهو الوقت المناسب له ..
-
‎عدل نهيّان تكيته وهو يتأمل مملكتهم المصغّرة وتوجهت أنظاره لأبوه وأمه الجالسين على التراب ووقفت أنظاره عليهم لثواني طويلة يتأملهم ، طالت الثواني تتحول لدقائق سكن فيها داخله وهو يشوف جلوسهم على التراب وكيف أمه عن يمين أبوه تغطيّهم فروة وحدة عن الهبوب ، كيف يده تحاوطها وكيف تبتسم له وقت تسولف لحد ما أجبرته يبتسم وما إنتبه إنه حتى هو صابه الإبتسام من وجودهم ومن إبتسامة أمه ونظراتها يلي من حنيّتها تغطي هالصحاري كلها ووقف يتوجه لناحيتهم : لا تقول لي وش جابك
‎إبتسم حاكم بخفيف وهو يهز راسه بالنفي : إجلس
‎جلس بجنب أمه وهو يعدل أكتافه : أبوي
‎لف حاكم أنظاره له ، وتنحنح نهيّان : إن ما كان عندك شيء تجي الملعب ؟ المباراة يعني
‎ناظره حاكم لثواني ولأول مرة يطلبه نهيّان يجي ويحضر له مباراة ولهالسبب كان منه الإستغراب : فيك شيء ؟
‎هز راسه بالنفي ، وهز حاكم راسه بزين : أجي إن شاء الله
‎إبتسمت بخفيف ، وعدّل نهيان أكتافه وهو يوقف وهز حاكم راسه بالنفي لأن نهيّان دائماً ما يعرف يتعامل مع الإبل : وراك مباراة لا تنرفس ، لا تروح يمّها
‎ناظر أبوه لثواني : ليه تعاملني إني نهيّان الصغير للحين ؟
‎عضّ حاكم شفايفه من قرب صوب واحد منها وكانت ثواني بسيطة فقط لحد ما إنطلق صوب الخيام من لفّ لناحيته أحدها يركض وراه ، ضحكت ملاذ : قول له يرجع الرياض هذا أرضه ماهي هنا ، ماهو مكانه ولا هو راعي إبل وبرّ
‎إعتلى صوت حاكم يأمره بالرجوع ، وأرسل نهيّان قبلاته لهم من بعيد وهو يدخل سيارته يهرب عن الجمل الغاضب منه لأنه حارشه محارشة بسيطة ويتوجه للرياض تحت أنظار أمه وأبوه ، شدّت على إيده من كان بيرجع لهواجيسه بخصوص ذياب : تعال نرجع للخيام دخل البيـت وهو يسمع صوت والأكيد إنها مو ورد ، تنحنح مباشرة : يا بنـت
‎نطقت ديم وهي تعدل جلالها : برجع الغرفة دقايق
‎لف لناحية الباب ، ومرّت ديم من خلفه تركض لغرفة البنات وهو كان شبه متأكد إن ورد ماهي لحالها بالبيت لأن أبوها ما سأل عنها وصار له اليقين الحين لكن الهيّن عليه إنّه كان داري ومنتبه لجل ما يصادف أحد ، لف وهو يصعد للأعلى ولغرفته مباشرة وطلع أغراضه من جيب ثوبه لكن صابه السكون من يده المتجرحه وهو يذكر معصمها يلي ما بيحصل له شوفه من جديد وهي قالت هالشيء لخيله لكن كيف بيتحمّل ويقدر ما يتطمّن عليه وهو أحرق فيه جوفه أكثر من كل شيء آخر ، دخل يتحمم ويجهّز نفسه ولأوّل مرة يحس إنه مجبر ومُكره على الدوام وهو ماوده وكل أمنياته محد يجرّب يحارشه لأن أعصابه ماهي بمحلها ولا تبقى لأنه كل ما حاول يهدأ يرجع فيه الصقر وطاريها ويثور ..
‎نزل للأسفل وهو يتوجه لسيارته ولف أنظاره لفروته يلي بجنبه وهو يشتت أنظاره لأن ما وده بشيء أكثر من إنه ينهي الإجتماع ويرجع يتمدد ينهي هواجيسه كلها ..
‎دخل للوزارة وهو يتوجه لمكتب الإجتماعات ويعرف إنه تأخّر لكن ما يهمه دام كانت لهم الدعوة له وما إعتذر ما يقدرون يستفتحون الإجتماع بدونه ، ألقى السلام بدون عذر وهو يجلس بمكانه ولف بن مساعد أنظاره لإيده وإحمرارها وهو يهمس للمحلل يلي بجنبه : تشوف ؟
‎هز راسه بإيه ، ورجّع بن مساعد جسده للخلف بهمس : قايل هالأشكال ماهي حول سياسة ووزارة بس من يصدّق ، همجي مثل أبوه العنف أولاً والكلام آخر شيء
‎هز المحلل راسه بإيه : وراه ما قال عذر لتأخره ؟
‎ضحك بن مساعد وهو يفتح أوراقه من بدأ المستشار بالكلام : لأنه واضح على وجهه والكِبر يمنعه من الإعتذار
‎ما كان ذياب يحتاج يلتفت لجل يفهم إن بداخلهم غيض منه لكنه ما يهتمّ الحين أبداً إهتمامه بالإجتماع ومن لف المستشار يناظره : هالموضوع عليك ياذياب أبيه نهاية اليوم جهّز لي ملف عنه لجل تروح إنت للديوان
‎هز راسه بزين وهو كان يتمنى ما يرميه على عاتقه لأنه مُهلك ولا وده بضغط إضافي : إبشر به
‎نطق أحد المحللين وهو يعترض على قرار المستشار : العذر والسموحة ياطويل العمر لكن الملف يحتاج تركيز وذهن حاضر واللي أشوفه ذياب ماهو خير من يمسكه الحين ، ماهو موضوع شخصي ياذياب
‎لف المستشار أنظاره لذياب يلي شد على قبضة إيده ، وما تكلم من جاء السكرتير يهمس له بإذنه وهو يوقف : إن غيّرت رأيي بيوصلكم الخبر ، إنتهى الإجتماع .
‎طلع المستشار أولهم وبقى ذيّاب الأخير لأن ما وده يحتك مع أحد فيهم وهو يدري إن كلهم بدون مقدمات صار فكرهم مثل فكر بن مساعد عن ولعلّ طلب المستشار إنه هو يلي يتوجه للديوان أثار فيهم شُعل غضب وتعجّب ليه هو دون غيره .
‎طلع وهو يشوف بن مساعد ينتظره عند الباب الخارجي للوزارة وضحك بسخرية : دوّر لك مكان تلعب به
‎هز راسه بالنفي وهو يمثّل الجدية بكلامه : بكلمك بموضوع أنا عندي واحد ودي تشوف له أبوك يمسّكه منصب معانا ، قالوا لي الفريق له علاقات أكثر هنا ما
‎إبتسم ذياب بسخرية وهو يقرب من خطوته له : كمّل ، وما أكون ذياب إن ما تركتك تطلع من الوزارة تجرّ خطاك
‎إبتسم بن مساعد بسخرية : تعقـ
‎قبل لا يكمل كلمته مدّ ذياب إيده لياقة ثوبه يعدّلها له وضحك بسخرية : إنت لا ترجف لا مديّت يدي ثم تكّلم
‎ضرب على صدره وهو يهدده بنظراته ما كان يحتاج الكلام لكن كان لبن مساعد رأي آخر : إنت داري أيامك معدودة هنا وماهو رأيي أنا بس لكن إنتظر إنتظر
-
‎« بيـت تركـي »
‎فتحت عيونها وهي تحس بمحاجرها تغلي من الحرارة ومباشرة مدت يدها للتكييف تقفّله ، أخذت جوالها من جنبها وسكنت ملامحها من الساعة يلي توّضح لها إنها رغم هلاك الأمس والبر وكل تفاصيله هي ما نامت إلا كم ساعة محدودة ما تعوّض عن تعب الأمس وإرهاقه وشدّته أبداً ، أخذت نفس وهي ترفع أنظارها للسقف وما تذكر غير إنها بالسيارة ما كانت معاهم لو واحد بالمئة ، ووقت رجعت البيت البنات إسترّدوا نشاطهم من العيال السهرانين يجهزون لنفسهم قهاوي وسهرة وقرروا يجلسون معاهم وهي صعدت لغرفتها حتى ما بدّلت وسكنت ملامحها بخفوت من نزلت أنظارها لملابسها وتخالطت عليها الروائح بين عطرها وعطره يلي سرقته من فروته وريحة الحطب وعضّت شفايفها لثواني لأنها ما تبي تهلك أكثر ويكفيها هلاك الأمس أكثر من كل شيء ..
‎أخذت جوالها وهي تشوف رسالة من أمها إنها مو موجودة بالبيت وإن عندهم إجتماع مافي أحد بالبيت إلا البنات النايمين وما تتوقع إن العيال موجودين ..
‎رفعت نفسها عن السرير بالقوة تتوجه للحمام - الله يكرمكم- تحاول تصحصح ببرودة المويا يلي تعانق ملامحها لكن هي كل أنظارها على معصمها ، على ضماده يلي أهلكته بالتأمّل وأهلكها باللهيب يلي يتركه يسري بجسدها كلها لأنه مكان لمسته ومدت إيدها لدولابها تبدّل ملابسها لأول هُودي قدامها وأول جينز وما تدري وش بتسوي لكن تعرف إنها لو بقيت بسريرها بيزيد عليها تعبها ، وبيتوالى عليها كل شيء هي ما تبيه وبيوضح عليها لليّ حولها وهي لو تبي شيء ، تبي تبيّن إنها بأفضل حال ظاهرياً وإن كانت قلبياً وشعورياً من أبعد ما يكون عن الحال الأفضل ولا تدري وش تخبّي لها أيامها لكن لها أمنية وحيدة وهي إنها تجي خفيفة هيّنة على قلبها وشعورها ، ما تضيّعها ولا تترك ولا تترك بداخلها لهيب شعور ما لها قُدرة عليه ..
‎توجهت لستائر غرفتها تفتحها كلها ، تسمح للضوّ ينور غرفتها ويدخل فيها حياة هي تحتاجها ، تتأمل مدى هي تحتاجه ولو إنها عضّت شفايفها لأن أغلب سياراتهم ماهي موجودة ورفعت حواجبها من الأشخاص يلي يدورون حول البيت ، حول سيارة أخوها عذبي وجلست بمكانها تراقبهم لثواني لكن قررت توقف تسوي لنفسها قهوة ونزلت للأسفل وإبتسمت من الورقة يلي على الثلاجة " آخر وحدة سوّت قهوة تراها ودّ هي ما شالت أغراضها وراها ماهو أنا ماهو فهد " وعرفت الخط إنه يكون لفهد لجل ما يعاقبونه إنه حوّس المطبخ وراه لأن النظام عندهم تسوي شيء لا تتركه وراك خصوصاً آخر الليل ، أخذت كوب قهوتها لكن سكنت ملامحها وهي تشوف مقبض الباب تحرّك لثواني ووقفت حركته ومباشرة توجهت لغرفة أخوانها لكنّهم مقفلين الباب بالمفتاح ، هزت راسها بالنفي بخفيف تمنع الشّك : بلا شك !
‎وما طالت جملتها وهي تتوجه للأعلى مباشرة ، لغرفة نيّارا ممكن يكون أبوها عذبي موجود ونايم لأنها شافت سيارته لكنها فتحت الباب والسرير فارغ مافيه أحد ، رجعت لغرفتها وهي تمد إيدها لجوالها ورجعت للشباك وهي تشوف نفس الأشخاص للآن قدام الباب وشخص منهم كان خارج من السور الداخلي لبيتهم وعرفت إنه هو يلي حرّك مقبض الباب ومباشرة إتصلت على أبوها
_
‎« بـالوزارة »
‎رجع يطلع من سيارته من سمع صوت مألوف يناديه " الذيّب " وسكنت ملامحه من كان عمه تركي وهو يسّلم عليه : الله يبقيك ويسلّمك ، منّورنا وش الطاري !
‎إبتسم تركي وهو يعدل أكتافه : عندي إجتماع هنا
‎هز ذيّاب راسه بزين : مع من ؟ المستشار وإلا
‎هز تركي راسه بإيه وهو يسكر جواله : دلّني وين دربه
‎سكر ذياب جواله وهو يمشي مع عمه للداخل وإبتسم تركي وهو يصافح المستشار يلي كان خارج غرفة الإجتماعات : بخير الله يطوّل بعمرك بخير ما رديّناك
‎إبتسم المستشار وهو يشدّ على إيده ويلف أنظاره لذياب لجزء من الثانية ويرجّعها لتركي يلي رن جواله : ننتظرك
‎هز تركي راسه بإيه وهو تغيّرت ملامحه إنها قصيد يلي أمها قالت له إنها جات الفجر مُرهقة ونامت بدون ما تكلمهم لكنها الحين صحيت وما يكفيّها هالنوم : حيّ بنتي
‎إبتسمت وهي تحاول ما ترعبه لكن هي مرعوبة من أشكالهم ، بيض ثيابهم وعددهم وإن شخص منهم تجرأ يقرب لباب البيت الداخلي يحرّك مقبضه : بالمكتب إنت وإلا جاي البيت ؟
‎سكنت ملامحه مباشرة لأن صوتها مبحوح ويلمس تعبها منه وما يحتاج تقول شيء : تعبانة إنتِ !
‎هزت راسها بالنفي وهي تجمّع نفسها : لا تصير حنون وجاوبني ، بالمكتب وإلا جاي البيت ليش مافي أحد ؟
‎رفع إيده لجبينه مباشرة رفع إيده لجبينه مباشرة : بالوزارة عندي إجتماع يابابا ، البيت فيه عذبي والعيال بالمجلس تبين شيءّ صحيهم
‎عضّت شفايفها لثواني : مقفلين الباب عليهم بس
‎حسّ بالسوء من ترددها الكثير وإنها ما كمّلت جملتها ما تركت فيه عقل يستوعب شيء الحين : قصيد وش فيه
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تشوف السواق يتكلّم معاهم وإذا تعرف شيء عن أبوها فهي تعرف إنه شديد الإرتياب بخصوص الغرباء وممكن يجنّ لو عرف إن فيه ناس عند بيته وهي الوحيدة الصاحية ولا قالت له ودائم يحذّرهم من هالشيء : فيه رجال عند الباب ، كثير شوي
‎سكنت ملامحه مباشرة : كيف رجال وش كثير شوي
‎طلع السكرتير وهو يناديه : المستشار يطلبك
‎لمح ذياب التوتر والغضب يلي بوجه تركي بدون مقدمات وهو يعضّ شفايفه لأنه ما يقدر يقول شيء بدون ما يكون مُلمّ وفاهم وش الموضوع بالضبط ، عضّ تركي شفايفه لثواني : باب البيت مقفّل ؟ من صاحي معاك
‎هزت راسها بإيه وهي لمست منه توتره : مقفّل ، بس أنا
‎أشّر للسكرتير إنه ما بيحضر لكنه رجع ينطق له : يطلبك المستشار ياطويل العمر لازم تكون حاضر ، الحين
‎عضّ شفايفه وهو ما يقدر يأجل الإجتماع وهو شاف المستشار وبنفس الوقت بيجّن من الشعور يلي يحسه وقفّل من قصيد وهو يتصّل على عذبي ، تميم ، وسعود والبقيّة من عيال عمامه لكن كلّهم مقفلة جوالاتهم وقبل يفصل طلع سكرتير آخر خاص بالمستشار بنفسه ونطق ذيّاب يلي كان يحاول شديد المحاولات ما ينطق ويترك عمه بنفسه يتعامل مع الموضوع ويخبّي اللهيب يلي بصدره لأنه سمع كل المكالمة وسمع سؤاله لها " تعبانة " وهو كان شاك إنها بتتعب من صوتها بالفجر كيف كان مهلوك والحين عرف إن الموضوع كله عبارة عن أشخاص قدام بيت عمه : سمعت وإن ما كانت نيّتي ، بروح قل تم
‎هز راسه بالنفي وهو يعرف إنهم راعين قضيّة هذا شيء أكيد ، وسكنت ملامحه من صورة من قصيد له عن كثرتهم وعددهم قدام البيت ولف جواله لذياب يلي سكنت ملامحه بدون ينطق بكلمة ومد تركي إيده لجبينه وهو تشنّجت يده الأخرى من التوتر يلي حسّه بدون مقدمات وهز ذياب راسه بالنفي يطّمن عمه يلي ما عاده بحاله : إتركهم عليّ
‎عضّ تركي شفايفه وهو يمسك أعصابه ، يحاول يثبّت نفسه وأرضه لأنه ما يقدر يترك الإجتماع وبنفس الوقت ما عاد يدري عن شيء من التوتر يلي يحسّه : وراك أنا جاي وراك عضّت شفايفها وهي مرعوبة من وجودهم وإن ما خفّت نظراتهم على البيت ولا إشاراتهم المستمّرة وحتى سواقهم طلع من مكانه يكلمهم كلمتين لكن رجع أدراجه يقفل باب البيت خلفه وهذا سبب إرتعابها لأن لو ما كانت لهم نيّة شر ما كان تراجع السواق بهالشكل ..
‎نزل من سيارته وهو يسكر الباب خلفه وجواله بأذنه : عطني عشر دقايق
‎رجف داخل قصيد يلي كانت جالسة لكنها ما قوت تكمّل جلوسها من شافته إنما وقفت بذهول تتأمله مع الشباك وسكنت ملامحها من سكّر جواله يتركه بجيب ثوبه ويناظر هالأشخاص وهي كل إرتعابها إنه لحاله لكن هم جماعة كثار ماهم واحد ولا إثنين ولا حتى خمس ولا عشر ، ميّل شفايفه لثواني وهو يرد السلام على شخص رماه منهم وعدّل وقفّته ينتظر إجابة لسؤاله هم وش يسوون هنا وما يدري إن بكل كلمة تطلع منهم وبكل حركة منه سواءً يعدّل أكتافه أو يحرك راسه هي كانت ترتعب ، ياكلها الرعب وما تدري وش تتصرف ووش تسوي غير إنها تبعد عن الشباك ثواني وترجع يمّه وما يحتاج تسمعهم لجل تحسّ بحدة الموقف وقوّ نقاشهم كله يوضح على تعابيرهم وحركاتهم ، شهقت من نزّل شخص منهم عقاله يرفعه بالسماء يهدد وما تدري كيف نزلت للأسفل مباشرة ولا تدري وش بتتصرف لكن عالأقل تسمع الحوار وإن إضطرّت تدور لها تصرف تسويه ، ضحك ذياب بسخرية من تهديده ومن نزل عقاله يتوعّد : رجّعه على راسك الله يرضى عليك وتوكل من هنا إنت والليّ معاك لا يصير به شيء غير الكلام لا يرضيني ولا يرضيك دامك جاي بالشر
‎رفع حواجبه لثواني بسخرية : لا يرضينا ولا يرضيك ؟ وش بتسوي إنت يعني قلت لك جايّ للمحامي وماهو بكلّمه بس بدق خشمه وإن وقفت بدربي دقّيت خشمك معاه لو إنك من تكون ومن يكون جدك وأبوك
‎ضحك ذياب بسخرية وهو يناظره : توكّل الله يصلحك ما ودي أبكيّ شيباتك توكل
‎رجف قلبها وهي تسمع صوته ، ونبرته يلي إعتلّت بغضب من تلفّظ هالشخص على أبوها وسكّته بكلمة وحدة " إقطّع ! " ولا تدري وش الموضوع يلي صاير بالزبط ، شهقت من ضربة وصلت للباب وهي ترجع للخلف ومباشرة تغيّرت ملامح ذياب بغضب وهو سمع الضربة يلي كانت من شخص يحاول يفتح الباب لكن ما سمع صوتها ولا شهقتها يلي كتمتها : ورع !
‎ناظره أكبرهم بغضب ليه ينادي ولده " ورع ": حشّم !
‎مشى ذيّاب لناحية الباب وهو يشوفه يحاول باقي وما يدري كيف مسكه مع ياقة ثوبه يلوي ذراعه وتعالت الأصوات بغضب ، بشكل أرعب قصيد يلي عضّت شفايفها مباشرة من إعتلى صوت ذياب يلي رمى هالشخص بعيد عن الباب ووصلتها نبرته الغاضبة المُهددة لهم شف قسماً بالله إن ما شلت ورعانك ورجعت من وين ما جيت إني لا أهدّ حيله قدامك على هالحركة إقطع الشرّ من بدري ! وإنت توكل وراء أبوك الحين لا أبكيك
‎تمتم كبيرهم وهو يرفع أصباعه بتهديد لذيّاب : بعرفك ، وببكي المحاميّ على إنه نزل ضدي بالقضية وببكيك من بعده بس إن ما لعنت خيرك ما أكون سالم
‎أشّر له ذياب بمعنى توكل وهو كان بيمسك أعصابه لكن إحتدّت نظراته تجاه الشخص يلي وقف قدامه قبل شوي وضرب الباب : إن كنت رجال تعال وناظرني كذا قدامي ماهو وراء أبوك ، ما بلويها وبس بكسرها تجرّها وراك
‎أشّر له بمعنى إنتظرني ، وزفّر ذياب وهو كان يمسك أعصابه ورد على عمه يلي يتصّل عليه من تلاشى جمعهم وكلٍ منهم توجه لسيارته : لا تشيل هم مشى مع جماعته
‎عضّ تركي شفايفه وهو يثبت يده : سالم صح ؟
‎رفع ذياب إيده لجبينه وهو ما يدري كيف مسك أعصابه عن الولد يلي ضرب الباب وإكتفى بإنه يلوي ذراعه لأن أغلب أهل الحيّ طلعوا على أصواتهم ولا وده يتشابك معاهم يسبب كلام له أول ماله آخر على عمه : سالم
‎هز تركي راسه بزين وهو يتنهّد من أعماقه : ما قصرت
‎هز ذياب راسه بإيه وهو يرفع إيده لجبينه : كمّل إجتماعك ما صار شيء أبد
‎إبتسم تركي بهدوء : الذيب الله يحميك ، ذيب أنا أشهد
‎سكّر من عمه وهو يتوجه لسيارته يحرك لبداية الحيّ وكانت نيّته يخرج ويرجع بيتهم لكن ما كان داخله مرتاح أبداً وهو يدري إنها بالبيت لوحدها وما يضمن نظراتهم ولا وجودهم لأن كانت لهم القدرة والجراءة يحاولون يفتحون البيت وهم يشوفون إن نص سيارات رجاله ماهي موجودة والأكيد ما بيهجدون لأنه جاء وبس ، عضّ شفايفه من رجع نفس الطريق لناحية بيتهم وألغى فكرة رجوعه للبيت وسكنت ملامحه من كانت خارجة من البيت تسكّر الباب خلفها وتركب لسيارة السواق ..
‎إبتسمت وهي تحاول تطمّن أبوها القلق يمكن يلمس إبتسامتها بحروفها ويعرف إنها مو مرعوبة : ما بقى أحد قدام البيت والله بروح الصيدلية وبرجع
‎عضّ تركي شفايفه لثواني : أبوي أجي وأوديك أنا إرجعي البيت أو قولي لي وش تبين أجيبه لك لا تطلعين تكفين
‎هزت راسها بالنفي : ما بطوّل والله لو ودك تبقى معي بالمكالمة خليّك ما بقفل ! ما بيصير لي شيء الله يخليك لا تخاف كذا راحوا الرجال ما بيرجعون
‎تنهّد وهو يمد إيده لعيونه يفركها ، وزعلت نبرتها مباشرة وهي تعض شفايفها : ما أروح ؟
‎عضّ شفايفه وهو يناظر حوله لثواني ويعصّب من نبرة الزعل يلي حسّها بصوتها : روحي الله يهديك ، إنتبهي لنفسك ولا تطولين وعطيني السواق الحين بكلمه ..
‎مدت جوالها للسواق يلي يوصّيه تركي ويحذره رغم إنه يعرف ما بيفهم من كلامه شيء ولا بيسويّ شيء عضّت شفايفها وهي تسكر جوالها ترجعه للسيارة ولا تدري وش إختلف فيها من بعد كلامه معاهم ومن بعد ما هديت الأصوات لكنّها تعرف إن داخلها كله يتعب أكثر وأكثر ويزيد صداعها ما يهدأ وهي غير عواصف الشعور عصف فيها الخوف لدرجة غير معقولة من نبرته ومن أصواتهم وكثرتهم وتكره عقلها لأنه يفرض الأسوأ دائماً ويتركها تضيع بدوامات الصدّاع والقلق لو تحققت مخاوفها ، تكره إنها قالت ما بتشوفه وإن شافته بتهدأ ما بيصيبها نفس شعورها المُهلك بالأمس ويلي فسرّته لأنه قريب منها مسافة لكن خابت ظنونها حتى وهو بالشارع هيّ ما قدرت تهدأ ولا قدرت تفكّر بشيء يبعده عن مداها ومدى وتفكيرها وكأن الدنيا توريها إنه هو بالذاّت مالها مفر منه ولا من اللهيّب يلي يتركه طاريه وشوفه وحتى مروره بتفكيرها بظهرها ، وبمعصمها ، وبقلبها وعقلها قبلهم كلهم وإن كان أبعدهم مسافة ..
‎نزلت وهي تسمع السوّاق يوصيها لكنها ما تستوعب شيء هي الصداع ينهش أجزاء رأسها وكانت بتاخذ من شنطة ودّ لكن الشنطة عندهم ومقفّلين الباب عليهم بالمثل وأُضطرت تطلع وإلا هي مالها خلق ولا حيل ومال تفكيرها البسيط لو طلعت بيبعد عن تفكيرها لكن ما أبعد ثانية وحدة كان يزيد بحضوره وبهلاكها ..
‎دخلت وهي تتوجه للبنادول وكل شيء يحارب حرارتها من إنها ترتفع من جديد وتحاسب ، إبتسمت وهي تشوف إستفهام من أبوها وصوّرت الكيس " راجعة " لجل تتركه يرتاح وبالفعل طلع من المحادثة حتى وإن كان بدون رد عرفت إن خاطره بَرد وإستقرّ بمكانه وأخيراً ..
‎عضّ شفايفه وهو يشتت أنظاره عن الفروة يلي بجنبه وما يدري وش الإرتياب يلي صابه لكن هو يبي يتطمّن إنها بترجع البيت بس ما يبي الأكثر ولا غايته بالأكثر وسكنت ملامحه من كانت طالعة وأنظارها على الكيس يلي بإيدها تشوف داخله لكنه طاح من إيدها من إرتطم فيها شخص ما تسنّى لذياب يشوف ملامحه لكنه نزل مباشرة وهو يمشي لناحيتها ..
‎كانت بتنحني تاخذ الكيس وما ردّت على هالشخص لكن سكنت ملامحها من دعس على الكيس برجله وهو يناظرها ورجعت خطوة للخلف من قرّب يهمس بشبه غضب : حنّا قلنا مصير ولده يطلع من البيت وطلعتي إنتِ بداله بس كلكم واحد ، قولي لأبوك يطلع من القضية لا أحطّك بدال هالكيس وهو يشـ
‎شهقت مباشرة من سُحب هالشخص بدون مقدمات من أمامها ومن ثارت براكين ذيّاب كله لأنه كان هادي ويحاول ما يرتاب لحد ما لمح إنه دعس على الكيس يلي كان بيدّها ومن عرف إنهم من الأشخاص يلي كانوا قدام البيت ، طقّت أعصابه بدون مقدمات وهو يشدّ على ياقته : ما قلت أبكيّك أنا ما قلت رجعت خطوة للخلف من صوتهم العالي وهي كانت بالموت تستوعب صداعها وحرارتها ثم هالشخص يلي ما قدرت تنطق وتردّ عليه بكلمة وما تدري كيف ضاعت حروفها والحين مُجبرة تستوعب منظر مستحيل تكون لها قدرة عليه من بكّاه دم ماهو دموع إنما كان قدّ كلمته بشكل أرعبها هي ، بشكل رجع خطواتها للخلف من إرتمى شماغ هالشخص عالأرض قدامها وطاح حتى عقاله ونفض ذيّاب نفسه بغضب وهو يدفه بعيد عنه ويشدّ على إيده شديدة الإحمرار : لا أمسح فيك الأرض أكثر
‎أخذ شماغه يلي بالأرض وهو يناظر ذيّاب بحنق ويتوعّده : والله إن تندم والله من ما تكون وإصبر عليّ
‎عضّ شفايفه وهو ما يخاف من شيء ، ما يخاف من تشابكه مع هالشخص بوسط الشارع ولا يخاف على منصبه ولا يخاف من براكين الغضب يلي تهلكه هو قبل لا تهلك غيره وإنفعاله الشديد بكل شيء يمسّها سواءً صقر أو هالشخص الحين ، تمتم بالإستغفار بغضب وهو كان بيرجع لسيارته لكن سكنت ملامحه من نظراتها المرعوبة منه وإنها كانت بتمشي للسيارة وحتى أغراضها يلي دهسها هالشخص ما عادت تبيها ومد إيده بعدم إستيعاب منه يرجعها قدامه بهدوء : إرجعي
‎هزت راسها بالنفي وهي ما تجرأت ترفع عينها لعينه إنما رجفت حروفها من إيده يلي تمسك ذراعها ويلي تشوف إحمرارها ووضوحه أكثر من كل شيء آخر : برجع البيت
‎ما حرّك نظرته لحد ما رفعت عينها له وسكنت ملامحها كلها من الغضبّ يلي بملامحه ، من محاولاته للهدوء ومن تركت إيده ذراعها تنزل عنها بهدوء وهي ما تتوقع فيه أحد بالدنيا يقدر يشوف إن إيده كانت تمسك ذراعها ترجّعها قدامه لأنه يغطيّها بوقوفه أمامها ، عضّ شفايفه وهو وده يجنّ من عقله يلي كان متعاهد معاه هو ما يبي الأكثر لكنه مسك ذراعها يرجّع خطاها عن الزعل والخوف من هالشخص وإنها تترك أغراضها ، والحين يحارب نفسه ما يشوف معصمها وضماده ولمحت قصيد كل هالتغيّر بملامحه لكنها ما قوت النطق ، أشّر لها برجاء أخير ترجع تاخذ يلي تبيّه وما كان منها الكلام إنما رجعت تدخل للصيدلية وإنحنى ذيّاب يشيل الكيس يلي عالأرض لأن ما بيفيدها بعد الطيحة وبعد ما دهسه هالشخص يتركه يتفتت ، نفض يدّه ودخل خلفها وهو كان يمنع نفسه عن الدخول لكن دخل بعد ما صاروا أصحاب الثياب البيض كثير بالصيدلية ولا يدري هو ليه دخل لكنه ما يأمن أحد بهالوقت ولا يوثق إن الوحيد يلي كان حوله من عيال المسمى بسالم هو الشخص يلي كسر غروره توه ، سكنت ملامحه وهو ما يلمحها بين الرفوف ومستحيل إنها طلعت وما إنتبه لأن السواق باقي بمكانه ما تحرّك ، توجه لناحيتها مباشرة وسكنت ملامحها من حسّت فيه خلفها وهمست : ذياب ! عضّ شفايفه لأنه يجرّب إرتياب لأول مرة يجرّبه من كل شخص تكون خطاه متوجهة لناحيتها : خلصتي ؟
‎هزت راسها بإيه ، وأخذ الأغراض من يدها وهو يرد على جواله ورجعت قصيد جسدها للخلف مباشرة من الإرتعاب يلي تحسّه وما كأن أطباعه تختلف عن أطباع أبوها وهي تعرف هالشيء والإرتياب كيف ممكن يقلب شخصياتهم ولهالسبب تقدّره شوي وتتفّهم ، لهالسبب مو جالسة تسوي أي تصرف لكنها تنهار داخلياً لأنها مو جالسة تسوي شيء ولا جالسة تفكر ، رفعت إيدها لعيونها وهي تاخذ نفس من إحمرار محاجرها وحست بمجيئه خلفها وهي تلف أنظارها له لثواني لكنّها رجعت أنظارها للأمام تخرج تبيّن إن كل شيء عادي ، وما صار شيء يدعيها تقلق لكن كل شيء مو عادي كل شيء ثقيل عليها أكثر من اللازم وعضّت شفايفها لأن السواق مستحيل يسكت وما يقول لأبوها كل شيء وهذا يكفيّ يزيد صداعها أضعاف ماهو بس شوي ، أخذت الكيس من مده لها وهي تتوجه للسيارة بدون رد وبدون إلتفات لناحيته وناظرت السواق : كلمت بابا ؟
‎هز راسه بالنفي ، وعضّت شفايفها وهي متأكدة بيضرب بكل كلامها عرض الجدار : لا تقول له شيء صار هنا تمام...

وهذا بارت طويل لعيون الي طلبو🤎

- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن