بارت ٤٥

12.4K 201 60
                                    


'
إبتسمت تهز راسها بالنفي لأنها ما بتطول ، ومدّت يدها تاخذ الفنجال من عمتها : مرتاحة كذا عمتي ، إرتاحي
تنحنحت ريف تسأل : كلنا أهل قصيد ، وودي أخجل منك بس ما أقدر ذياب ما يستحي كل ما جيت بسأله قلت لا تجيبين الكلام لنفسك ياريف ، ما ودّكم بصاحب لسعود؟
ضحكت ملاذ لأن تورّدت ملامح قصيد بشكل مجنون تنطق هي بدورها عن قصيد : ذياب ما يخجل تجين للبنت وهي خجولة بالحيل كأنك ما تعرفينها يعني ؟
ضحكت ريف ترفع أكتافها بعدم معرفة تتعالى ضحكاتهم ، وشربت قصيد فنجالها تضحك ديم بتعب : تعوّدي قصيد الله يعينك ولا تخجلين بالحيل !
بقيت أحاديثهم على هذا الوضع ، وزادت السوالف بالحمل والولادة كل وحدة فيهم ترمي تجاربها من إتجاه ترك قصيد تهوّن ، تعيد التفكير بشكل أكثر وأكثر وإبتسمت ديم : قالت لي وسن ، كله يهون وقت تشوفين النونو وما صدقتها لآخر لحظة وأنا منهارة خوف ما بولد شوفوا لكم حل بس أول ما شفت سعود ! ما أدري
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : هو كذا سبحان الله ، وقت تفكرين فيها صعبة لكن سبحان الله أول ما تشوفينه تتغير الموازين ، تقولين يستاهل التعب والله يكتب الأجر
هزت ديم راسها بإيه تتأمل سعود : يستاهل الدنيا والله
إبتسمت قصيد بحب كأن الحديث طمّنها ، لكن وقت رجع للتعمق من جديد هي كشّت كلها بخوف تضحك ريف بجنبها : لا تخوّفون العروس نبيها تفكر بالموضوع إحنا مو تقولون أشياء ثانية قدامها ! سهالات يا أمي
يمكن لو ما كان صوت عمها حاكم هي غرقت بالكنب مباشرة لأنهم جريئين بشكل هي تخجل منه ، بكل المواضيع مو بموضوع محدد وكل شوي يستلمون وحدة فيهم بدون تحديد وحتى هي ونطق حاكم : يا ملاذ ، ريـف
قامت ملاذ تتوجه لعلياء ، وعدّلت قصيد نفسها من رسالة ذياب لها " طيب " : عمتي ، قولي لعمي بسلّم عليه
هزت ملاذ راسها بإيه : حاكم ، قصيد بتسلم عليك بيمشون
لمح ذياب اللي طلع من المجلس خلفه : خليّها تجيب سعود لعمه ، وأمي قولي لها ذياب جاء تبيه من اليوم هي
إنحنت ريف لعلياء تكلّمها ، وجات ملاذ تعاونها ووقفت
_
دخل عند أبوه وهو عصّب اليوم بشكل كافي يزيد غضبه بكل لحظة ، حاول يعدل مزاجه بشتّى الطرق وعجز تمامًا لأن يده ترتعش مو بإرادته ويبي يلقى لها حل ، يبي يوقف هالنفضة بأي ثمن : توصي شيء تبي شيء أبوي ؟
'
هز راسه بالنفي : جدتك تبيك ، بتجي تسلم عليك الحين
هز راسه بإيه ينتظر خروج قصيد فقط ، ونزل نظره للأرض يبتسم حاكم مباشرة يوقف من جلوسه : حيّ بنتي !
إبتسمت بخجل ، بربكة لأن سعود بيدها هي كيف بترفع نفسها بهاللحظة تسلّم على عمها ونطق حاكم يضحك : ماشاءالله تبارك الرحمن ! ماشاءالله
رفع ذياب نظره مباشرة لأن نبرة أبوه بـ" ماشاءالله " هزّت الأرض تحته وما يتخيّل تكون نزلت عبايتها مثلاً لكن سكن داخله ، سكن كونه مباشرة من لمح سعود بيديها يعدّل وقوفه نفس فزّته بالمستشفى بالضبط ، وأشدّ صارت بهاللحظة يتوتر داخل قصيد مباشرة : ما أقدر أسلم !
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي : الشوفة تكفي يابوك ، ماشاءالله تبارك الرحمن عساك طيبة يابنتي ؟
إبتسمت تخجل ، وهزت راسها بإيه : الحمدلله كيفك إنت عمي كيف صحتك ؟
هز حاكم راسه بإيه ولاق سعود لحضن قصيد بشكل مستحيل وللآن ما شافه بحضن ذياب ويدري بيتقطّع قلبه وقت يشوفه لأن كل ما سأل ذياب ، قال بدري وهو يدري إن العمر سرّاق ولف نظره لذياب اللي يتأمل قصيد فقط : طيب الحمدلله يابوك ، إجلسوا شوي وين رايحين
إبتسمت تهز راسها بإيه ، وطلع حاكم على نداء ريف وملاذ يتنفّس ذياب بالقوة تلمح هالشيء منه وإبتسمت : ذيابي
هي توجهت له تبتسم لسعود : ما قدرت أشيله أول شيء خفت ، ما أعرف صغير مره ذياب يدخل بجيبك فعلاً !
ما كان قادر يتنفس لأنه يشوفه بحضنها بهالشكل ، يليق بحضنها لدرجة هي ما تتخيلها ورفعت نظرها له : تشيله؟
هز راسه بالنفي ينزّل نظره ليده اللي ترتعش وإنتبهت لها قصيد تبتسم فقط : قرّب مننا ذياب ، سلّم عليه
هي تقابله تماماً ، ومدّ مرتعش يده لأسفل سعود اللي بحضنها تبتسم قصيد من كان ينعس ، يفتح ويغمض وهادي تماماً ياكل قلبها : وش يعني يحبّك عمك لهالدرجة ؟ وش يعني أحبك أنا وتاخذ قلبي على طول ؟
عضّت شفايفها ودها تصرخ : أبغا أعض ما أقدر ذياب !
هز راسه بإيه يسمع أبوه اللي نطق له ينتظرون بإنه بيروح للرجال وإن علياء تبيه لكن ما رضيت تجي للآن ولفت قصيد من توجه للباب يقفّله بالمفتاح : بيجي أحد ؟
هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه فقط ولمحت شديد إرتعاشه يسكن داخلها : ذياب
هز راسه بالنفي يجلس ، وجلست بجنبه تركي سعود على حضنها ومدّت يدها ليده تشده : صار شيء ذياب ؟
هز راسه بالنفي ومد يده يبعد طرف عبايتها ينبض عنقها مباشرة بذهول : ذياب يجي أحد الحين !
ما إهتم ، ما كان منه الإهتمام يبي تحترق روحه مرة وحدة وما كانت منها خطوة من طاحت عبايتها عن أكتافها للكنب يبعد طرحتها عن عنقها هي تدري يبي يشوفها فقط ، بس يبي يشوفها ويشوف سعود بحضنها بدون عبايتها يبي يشوف عذابه ونبض عنقها من كانت متوقعة نظراته أساساً وبالفعل حصلت يهز راسه بالنفي يضغط على راسه فقط ينطق كلامه بالقوة : وش تسوين بي قصيـد ؟
رجّف مشاعرها فعلاً ، رجّفها كلها من نظراته وإنه تكى بيدّه على شفايفه وشنبه يسأل بجدية : وش تسوين ؟
نزلت نظرها لسعود وشتت نظره هو يمسح على راسه بشكل تشوف إن أعصابه بتنفجر ونطقت هي كلمة وحدة طلعت من بين شفايفها فقط : لا تخوّفني ذياب
ناظرها بذهول : وش أخوّفك به ! وش أخوّفك قلتلك ما أتحمل أشوفك كذا ما أتحمل وتجيني شايله سعود بعد
عضّت شفايفها لثواني مباشرة : ما تقول لي طيب !
ناظرها بذهول : وش أقول أكثر قصيد ما تشوفين ! متشفّق ! متشفّق عليك ! على ولد منك !
عضّت شفايفها بذهول تهز راسها بالنفي : إنت قلت لي لا
شتت نظره لأنها صادقة ، لأنها بآخر مرة وقت إرتكت على صدره كان منها السؤال بشبه تردد " ما ودك ننتبه ذياب ؟ نبي غير شجاع ؟ " وما جاوب سؤالها لأنها تلف وتدور لين نطقت بالخجل اللي حرقها تماماً تقطّع يده اللي بين يديها من شدتها " يعني ، تبي يصير عندنا بيبي؟ " وعضّ شفايفه وقتها ينطق بالنفي فقط " لا تخجلين مني وإنتِ بحضني قصيد ولا ما ودنا ، ما ودي " لكن ما يدري وش يصير بقلبه ووش صار له أساساً وقت شافها بهالشكل وعضّت شفايفها فقط تفهم ، للأسف هي تفهم حتى ثورات غيرته وناظرته لثواني : لا تسوي كذا قدامي
هز راسه بالنفي يلف نظره لسعود ، لوجوده بحضنها بهالشكل وهي أساساً تثور الدم بعروقه من لبسها الأحمر بدي يُشد على صدرها بدون أكمام تماماً وطوله لو حرّكت ذراعها ، لو تمددت ، يبيّن خصرها وتنورة بنفس لُونه توصل لنصف فخذها فقط : أهلكتيني قسماً بالله !
_
« أحد بيـوت آل نائـل ، بيت أمين »
زُين البيت كله لأنها خطبة رجال صحيح ، ببيت جدّها أبو أبوها لكن بتنتهي خطبة الرجال وتصرخ الأفراح عندهم بإحتفال يُقال إنه بسيط لكن يُجهز له من شهور تعرف إن الضجة بتكون رائعة بالأفراح وما تهدأ وخفق قلبها مباشرة من لمحت عمها تركي اللي يمشي قدام بيض الثياب أولهم يضحك لعذبي يلتفت له : بسم الله
إبتسمت ملاك اللي تدندن على الشباك تشوف تركي وخلفه عذبي ولده ، العريس : جاء العريس جاء العريس
ركضت أسيل تشوف ، توثّق مباشرة لأن دخولهم " رائع " خلفه عذبي الكبير وعياله تركي وفهد ، تميم اللي يضحك يضرب كفّه بكف رياض وراشد ولده مع عدي بالخلف كلهم يضحكون ، كلّهم بالمسرات يمشون وبقيتهم بالمجلس أساساً ينتظرون وإبتسمت ملاك : سُبرايز اليوم غير مستحيل تتوقعونه ، قصيد تقول بالطريق
'
أخذت ود نفس من أعماق قلبها تدخل لتين اللي تضحك مع سوار : العروس بنتي ، يا تبارك الرحمن !
مدّت ودّ يدها لأمها اللي أخذت يدها تدّورها ، يدور زاهي فستانها الأبيض حولها تتعالى " الزغاريط " من دخلت نيّارا ودخلت سلاف معاها : بسم الله على قلب ولدي مقدماً يا ودّ قلنا شوفة بس ما قلنا تخطفين قلبه !
ضحكت نيّارا : دافع أقوى منه مافيه لعذبي ، تلقينه يعجّل تخرجه ووظيفته كله لعيون إنه ياخذها بأسرع وقت !
إنحرجت ودّ تتعالى صرخاتهم لأن لتين - تهاوش - كيف تحرجون بنتي بهالشكل وعدلت أسيل جلستها بحماس مباشر : فتح فهد ! فتح فتح
هزت سلاف راسها بالنفي : على الشاشة أسيل على الشاشة تحت مشينا !
_
« مجـلس الرجـال »
بعد طويل السلام ، وضحكات السؤال عن الحال والإبتسامات لأنها كالعادة جمعة لآل نائل لكن هالمرة بمناسبة - مشوّقة جداً - وتعدل تركي يعدل ظهره : كيف حالك يا سعود كيف صحتك عساك طيب وبخير
إبتسم سعود بحماس شديد يرجع ظهره للخلف : والله الحمدلله بخير علومك إنت أبوعذبي عساك طيب ؟
ضحك تركي ما كمل ، وتعالت ضحكات المجلس كله ياخذ نفس يمسح على ملامحه بهمس لولده عذبي : هذا موقف تحطّني فيه ياعذبي ؟
إبتسم فهد اللي يوّثق كل شيء بجواله ، يفتح بث أساساً لأفراد العائلة فقط لأن تهديد قصيد له كان واضح وصريح وتهديد الكل له " ياويلك ما نشوف مجلس الرجال " وتنّفس تركي يفتح أزرار ثوبه العليا : عذبي ، قم صلّ ١٠ ركعات وقول للرجال ياعمي طالب بنتك إنتهينا !
ضحك سعود يهز راسه بالنفي : وبهالسهولة يا تركي ؟
ضحك تميم على أخوه اللي يضحك بشكل غير معقول ، وهز سعود راسه بالنفي يتكتّف ، الأرض أرضه والمكان مكانه يمد يده للقهوة : كم سنة أنتظر هاللحظة تركي تعدّها زيي وإلا ما تعدّها ؟ يومك حشرتني بالمسجد ؟
ضحك تركي يهز راسه بالنفي : زمان أول تحوّل ياسعود ، يدك بيدي نتمم للعيال جايينك جماعة نطلب ودّ بنتك لولدنا عذبي على سنة الله ورسوله لا تعقدّها ياسعود
ضحك سعود بذهول يهز راسه بالنفي : تدرون ياعيال ، كم فنجال أكلت ، وكم كلمة سمعت ، وكم ركعة صليت يوم فكّرت أخطب عمتك لتين ياعذبي ؟ وش سوى بي أبوك؟
تعالت الضحكات لأن سعود ما ينسى ، سعود ما نسى نهائياً وهي حكاية قديمة من زمان وقت خطب سعود لتين أُخت تركي وتميم وطفّشوه عليها ، من الموافقة لأبسط تصرّف منه كان يلقى تميم ، أو تركي قدامه ولآخر موقف الأشد ، كان تركي وقت لحقه للمسجد لأنه جاء للتين بدون مقدمات وصلّى سعود الفجر ، ووقت قرب منه تركي هو كبّر يصلي صلاة ثانية عشان ما يكلّمه تركي اللي وقت طالت صلاته ضرب عنقه يهمس له " لا تشوفك عيني " فقط
'
دخل ذياب يسلّم تتعالى الأصوات بمجيئه لأن تركي طلبه ، وكرر عليه بالتشديد " إنت أخو عذبي الكبير شلون ما تشهد خطبته يا ذياب ! " وسلّم يجلس يتعدل سعود : عززّت الدفاعات عندك ياتركي ما أقدر أغلط عليك بس
-
كان الضحك يتفجّر بمجلسهم لدرجة إن سلاف حزنت تصرخ : طيب ولدي أنا وش ذنبه لتين كلّمي زوجك !
ضحكت لتين لأن عذبي إبتلش تمسح على ظهر ودّ بنتها بغرور : بنتي بنت أبوها وش نسوي لازم رضا أبوها أول
صرخت سلاف بذهول : وولدي ولد أبوه ترى يجي ياخذها من يدها ويروح لا يردّه سعود ! قصيد قولي لأبوك يقوم يطقّ سعود خلاص زودها ولدي لا تعذبون قلبه حبيبي
ضحكت ود بذهول : عمـتي !
ناظرتها سلاف : معليش بنتي بس لين نضمنكم لبعض بعدين وعد مني لك ، أنا بمسك تركي ويطقّه سعود
ضحكت قصيد بذهول : مـاما !
ناظرتهم سلاف لثواني بذهول : وإبتلشت بالبنات كل وحدة تدافع عن أبوها ! بضمن ولدي حرام عليكم !
تنحنح تركي يعلن إنه بيتكلّم بجدية بعيداً عن الضحك ، وجلست سلاف تمسك يد قصيد تحس قلبها يُذوب من إبتسم تركي " نعم الرجال اللي عطيناه بنتنا يومها سعود إي بالله ، وأظن نعم الرجال اللي تعطيه بنتك ياسعود هو ولدي عذبي ولا أمدحه ، ولا أزكيّه لكنك تعرفه قبلي "
لمعت عيون سلاف مباشرة تتعالى صرخاتهم لأن المشاعر " فاضت " بما تعنيه الكلمة تحضن قصيد أكتاف أمها لأن حتى تركي مشاعره تفيض ، وضحك تركي ذاته يضرب على ظهر عذبي ولده " وغالي ، أغلى ما عندي وإلا ما جيت لك ياسعود تدور الدنيا علي وأنا تركي " تعالت ضحكاتهم يكشّر سعود اللي يشرب فنجاله " وما نخلّص من الغرور ياتركي ما نخلّص ! عذبي مـ"
نطق عذبي يبتر حروف عمه مباشرة " استهد بالرحمن ياعمي لا تقول شيء الحين ، أبوي تكفى " هو همس الأخيرة لأنهم بيتعاندون على حسابه ، وضحك ذياب من وهقة ملامح عذبي اللي يشدّ على يد أبوه اللي هز راسه بإيه " خلاص ، نعيد من أول وجديد " ، " أنا تركي اللي قبل ٢٠ سنة وحدودها خليّتك تصلي الفجر وتزوّد عليه يا سعـ
تعالت الأصوات يبترون كلامه ، وضحك تركي يتنفّس " وش هالحقد اللي بك ياسعود ! والله لو جايب ناقة من حلال الذيب وأكلمها رضت علي وإنت ما رضيت فكّها "
لف سعود نظره لذياب بتساؤل " وترضى الناقة ذياب ؟ "
هز ذياب راسه بالنفي " لا أزعلتها ما ترضى " وهز سعود راسه بإيه بتأكيد يوشك ينطق " ولا أنا برضى " لكن عذبي نطق بفزع مباشرة " وإنت والناقة مو واحد الله يحفظك ويخليك ياعمي ويعز مقامك ، إنت وهي مو واحد "
ذاب قلب قصيد لأن تأسرها ضحكات فهد اللي لو يشوفونه بداية الزواج ، ما يصدّقون إنه هو نفسه فهد من كثر مايحب ذياب الحين ..
-
إبتسم ذياب يشوف سعود اللي يحلل الكلام بعقله : فكرت بها ؟ ما قصّر عذبي ياعمّه !
تعالت ضحكاتهم من إستيعاب سعود إنه كان على وشك يضرب بنفسه مثل الناقة وما يرضى يأكد كلام ذياب وإن عذبي - بتر الطقطقة -قبل تبدأ يعدل سعود شماغه بذهول : والله ، عشرين سنة وإنت ما إستحيت ياتركي
ضحك تركي يرفع أكتافه بذهول :ووش قلت أنا ياسعود !
تنفّس عذبي يفتح أزرار ثوبه العُليا لأن التوتر وصل أقصاه ، لأنهم يطقطقون على بعض بشكل يدوخه كل ما قال جاء وقت الجد ، زاد الهزل وتنحنح تميم : خلاص يا سعود !
شهق سعود بذهول مباشرة : أنا من اليوم أنتظرك تفتح فمك يا تميم ! من اليوم موصيّنك ما تذكرني شكلك
رجع عذبي ظهره بيأس : ما حلت لك الفزعه إلا الحين عمي ؟ ما قلت لي بتلثم ما يشوفني وينسى ؟
إبتسم تميم عمه يشوف الفنجال يلوح بيد سعود : كبرنا ياسعود ! كبرنا خلاص إنسى ترى ما يحقد كذا إلا البعير وترى ولد أخوي ما يرضى علي لو رميت الفنجال يقولك إقعد ما نبي منك القرب هونّا
لف عذبي نظره بذهول لعمّه تتعالى ضحكات أبوه لأن اليأس بملامح ولده مستحيل بهاللحظة ، وإبتسم ذياب يمد يده لكتف عذبي بهمس : ارفع علومك !
أخذ عذبي نفس يمسح على ملامحه ، وسأل سعود بجدية : لو رميت الفنجال على عمك يا عذبي ، تقول مثل ما قال ؟
سكت عذبي لأنه يختبره ، لأن المجلس كله صار يختبره بهاللحظة يُرمى الفنجال على عمه سهالات ؟ أو الأسهل يقول إن مسيّت عمي ترى القرب ما أبيه وضحك ذياب يهمس له : قل اللي جاء بخاطرك ماعليك !
ما تكلّم كل الكلام تبخر من عقله من كثر الضغط ، ونطق سميّه يعطب آخر آماله : شفت الصلاة اللي صليتها قبل عشرين سنة ؟ المفروض تصليها مرة ثانية تحمد ربك سمييّ جاء لك أحد يلقى عذبي نسخة ثانية ويردّه ؟
لأن عذبي رفع ذراعه يستعرض عضلاته ، ضحك سعود بذهول : لا ، لا لا والله طالت
ضحك فهد يشوف اليأس يتخللّ ملامح عذبي بشكل غير طبيعي لأنه نزّل حتى شماغه ماعاد يقدر يتحمّله على راسه ، وضحك تركي أبوه يشوف إن ملامح ولده مالت للإحمرار ينهي الموضوع : عشان تعرف إن بنت الغالي ، غالية ما يقولون أخذها بالساهل وهي بنت سعود ، لازم تذوق المر يابوك ذاقه عمك قبلك وصبر وتجلّد لين أخذ عمتك ما وقّف ، توقّف إنت يا عذبي ؟
ضحك سعود يخفف حتى هو على عذبي : خلّك ذيب
ما كان يستوعب لين ضحك فهد : هو ذيب لا تحاتي وجاب لك ذيب معه بعد وش تبي أكثر ياعمي ؟
-
'
بكت سلاف بالمجلس مباشرة لأن ولدها ماعاد يستوعب ، وضحك تركي يترك فنجاله ينطق بجدية نهائية : نطلب القرب ياسعود ، على سنة الله ورسوله طالبين بنتنا ودّ ، لولدنا عذبي مايختلف عليها شيء ، ولا يتغيّر عليها شيء قدرٍ وقيمة مبطية وهي بحسبة بنتي ، وتزود بالحيل لا صارت زوجة ولدي ياسعود إن وافقت ، ووافقت البنت !
_
تعالت الضحكات ، الصرخات ، الإبتسامات وكثير الأحضان وأصوات البوسات لأن ودّ من زمان أعلنت موافقتها ، وتأكدت منها من يأس عذبي اللي وقت نزّل شماغه ينتظر متى يُقال له " تم " ذوّب لها عظامها لأن تتأكد من صحة إختيارها ، وعدّلت فستانها برجاء : ماما تكفين ، إنتِ معي
عدلت سلاف شعرها : أكيد أمك معاك لأني موجودة ، ما بترك ولدي لتركي ولا لسعود يكفيّه خلاص
ضحكت ودّ تهز راسها بإيه بإرتياح : يكون أريح والله قصيد
إبتسمت قصيد تهز راسها بالنفي ، تسكّر جوالها : بفوّت على نفسي المنظر للأسف بس ماما كفاية ، بروح لذياب
إبتسمت ودّ تمسح راحة يديها من شدّة توترها ، كان ودها قصيد تدخل حتى هي ويخفق قلبها من إنها تدري بهالمجلس ، ينتظرها عذبي مع أبوه لكنها إرتاحت إنّ سلاف بتدخل وتطّلعه وبالفعل دخلت سلاف تبتسم لعذبي الجالس بجنب تركي : مو الشخص المطلوب صح
إبتسم تركي مباشرة : لي ؟ أصحّ الأشخاص
ضحكت يتذمّر عذبي مباشرة : الحمدلله إن كله على عينك وشفتي وش سوّى بي زوجك ، أبوي الشاعر الحنون
ضحكت سلاف تتوجه لتركي تمسك يده وسط شديد إستغرابه : ما يضرّك ، أبوك ما يضرّك لو أيش عادي
رفع عذبي حاجبه لأنها وقّفت أبوه يستغرب : وش ؟
ما إستوعب حتى أبوه لين ضحك بذهول يصحى على نفسه : بتطردني ، هذا وش يابوك !
ضحك عذبي بذهول لأن حتى هو ما إستوعب جيّة أمه لهم : والله بسهولة ، ضيّعت علومك تو تصحى ياحبيبي
ضحك تركي يهز راسه بإيه : تجيك اللي تضيّع علومك الحين ، قصيد وينها ما يحبّني بالدنيا غيرها !
إبتسمت سلاف تهز راسها بالنفي : بياخذها الذيب بنتك !
ضحك تركي يخرج من المجلس يشوف لتين أخته ، وودّ بنتها : راضية على طردي يا ودّ ؟ أعلم قصيد ؟
خجلت ملامحها مباشرة تضحك لتين : بعدين نتفاهم مين اللي راضية بطردك !
ضحك يتوجه لمجلس الرجال ، ورجفت ودّ ما تتخيل إنها بتدخل بهاللحظة له يشوفها " خطيبته " والشوفة كانت بطلب منها مو لأنها ما تعرفه ، ولا لأنه ما يعرفها لكن لأن ودها تتأكد من إنه حقيقة مو خيال ولأن ودها تشوف تعابيره وخَفق قلبها دخلت أمها قبلها ، ودخلت هي يرنّ كعبها بإذنه من أول خطوة كانت منها يوقف قلبه ، ما عرف حتى يتنفس لو ما ضحكت سلاف تمسح على ظهره لأن نظرة ولدها ، نظرة مُحب تحققت أحلامه بأزهى شكل ، بأزهى حلّة بالأبيض اللي تزيّنه ألوان الورود وتوجهت تجلس أمامه ، بجنب أمها تشوف نظراته ما رمشت عينه فعلاً يهمس بالذهول : والله ما أنتِ ؟
ضحكت سلاف ودّها تصرخ ، عرفت وش بتكون إستفتاحية أغاني ليلتهم من همسة ولدها اللي جمّع لسانه ينطق بتساؤل : كيف حالك يا ودّ ؟
رجفت خجل تنطق وودها تصرخ من ضحكات أمها وسلاف المخفية ، نظراتهم المشعّة : الحمدلله !
إبتسمت لتين تجبرهم يشتتون النظر : شافت اليأس على أصوله بنتي ، لهالدرجة عذّبوك ؟
ضحكت سلاف من هز عذبي راسه بإيه يبتسم : ما ضرّني
-
طلع من مجلس الرجال لأنه بيمشي ، يشوف أشبال فهد اللي يركضون بالحديقة وصاروا يركضون بإتجاهه يبتسم لهم ، وإنحنى يمسح على رأس واحد منهم : آخذك عند البل ؟ صغيّر المشكلة أخاف على ضلوعك
رنّ جواله برسالة من سكرتير سموه " بالقصر العائلي " ، وتوجه لأنه بيودّع قصيد ويمشي لكن للآن ، ولهاللحظة هو مو هاين عليه لبسها نهائياً ومشى يشوف إنّها واقفة تنتظره ، تعدّل شعرها ولابسة عبايتها : العباية لي يعني ؟
إبتسمت بسخرية : يالله ذياب كيف تحبّ تعقدها ، قلتلك ما بلقى أحد
ما رضى ، ولا بيرضى مستحيل : شلون بتقنعيني قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : إجلس عند الرجال وبتقتنع وقت تشوف ، سهلة مرة مافي أسهل منها !
هز راسه بإيه يمسح على شنبه فقط : تبين شيء طيب ؟
ترددّت لثواني تشتت نظرها : أهل الكويت جايين
رفع حاجبه لأن وش أهل الكويت وسرعان ما سكنت ملامحه تماماً يتذكر ، ضحك فقط يهز راسه بإيه : أهل الكويت ، جيران لندن جايين .. قصيد تستهبلين معي ؟
هزت راسها بالنفي : وأنا ما كان عندي خبر ، تو دريت
نطق " إيه " فقط يرنّ جواله مكالمة من أسامة ينطق بكل هدوء لأنه بيثور لا محالة : إنتبهي لنفسك وتحصّني
ردّ على أسامة يشوف إنها ما تحرّكت من مكانها قدامه وجات الأشبال تتبعه ، جاء أبوها اللي يتمشى بالحديقة وإبتسم مباشرة يمشي لها بهمس من إبتعد ذياب بشكل جزئي : يكلّم من ؟
إبتسمت من جاء يسلّم عليها ، يقبّل خدها : أسامة
دخّلها تحت جناحه يبتسم : جاك العلم ؟ طردتني أمك
ضحكت لثواني : ماما اليوم عندها عذبي وما تشوف غيره نهائياً ، لازم تراعيها لو بيدها قبل شوي دخلت هي المجلس وياويل سعود لو يقول لا
ضحك يهز راسه بإيه : أمك ؟ والله تسويها أعرفها ، وكيف حالك إنتِ حبيبتي ؟ كيف أموركم ؟
قصيـد : بأفضل حال الحمدلله
صار يسمع مقدمة موسيقية صدحت بالجو يعرفها ، يستغربها لأن وش جابها عالبال ، ووصلته رسالة من سلاف تلمع عيونه يلفّ الجوال لها " تسمع الصوت ؟ طلع الشاعر بعذبي أول ما شاف ودّ قال والله ما أنتِ ! "
'
يضحك هو : أمك ما تفوّت الله يحفظها ، تعرف لهم
إبتسمت لأنها حتى هي سمعت اللحن ، وصارت تسمع أكثر من رفعوا الصوت جزئياً : يعني إنت زوجها كيف تبيها تفوّت أشياء كذا ؟
هز تركي راسه بإيه يغنّي مع الصوت ، يبتسم " عذبة أنتِ ... كالطفولةِ ، كالأحلامِ ، كاللحنِ ، كالصباحِ الجديدِ " وضحكت قصيد لأنه يغنيّ بالهمس ، وإبتسمت حتى هي تغنّي معاه " أنتِ ، أنتِ ما أنتِ ؟ ، أنتِ رسمٌ جميلٌ عبقريٌ من فن هذا الوجودِ .. " وضحك تركي لقصيد : حلّت عقدة لسانه بنت سعود ، تعّبني هذا الولد
إبتسمت قصيد : بس ذويّق ، بحسد ودّ مقدماً لأن وش يعني تاخذ ولد الشاعر وذوقه رهيب من أول شوفه كذا ؟
ضحك تركي ، وإبتسمت هي : مبسوط عذبي ، مره
هز تركي راسه بإيه يشد على ظهر بنته بإرتياح من جاء ذياب : أدري فيه مبسوط وإنتِ بعد ووش أهم عندي من شوفتكم مبسوطين ؟ الحمدلله
وهمس نهاية كلامه : هو يقولها لزوجته ، أنا أقولها لبنتي
ضحكت تتورد ملامحها خجل ، وضحك تركي يودّعها للداخل ، يسمع ذياب الصوت لكنه ما يميّز ، وما تكلّمت هي يشوف إنها تخجل للأغُنية رغم إن أكتافها تتمايل عليها وإبتسمت تشوف إنه " يثور " بعدم إهتمام تغنيّ له لأن نظراته ما تفارقها : يا لها ، يا لها من وداعةٍ ، وجمالٍ ، وشبابٍ مُنعمٍ أملودِ
_
ضجّت الأفراح تخجل ودّ ، يهلكها الخجل لأنها تسمع بشكل يضجّ العواطف داخلها إلى درجة الإحساس إنها وحدها بهالكون وكيف ما يصيبها هالإحساس وأُهديت لها ، من أول نظرة ، "عذبة أنتِ " على لسان محبوبها ،
من تبدّلت الأغاني يرقصون ، تشوف الكل يرقص وضحكت تصرخ خجل من جات لها سلاف اللي تتمايل أوّلهم تاخذ بيدها ، تسمع تصفير أمها تصرخ بـ " ياعروس " ، تسمع أصواتهم هم بالغناء لأن فعلياً " الحب بالأجواء " من كل الإتجاهات علناً مو سر وتتوقع على حال عذبي ، هو ما بيكتفي بالخطبة فقط هو بيطلب يعقدون لأنه ما بيتحمل بدون شوفتها ..
-
ما كان عذبي قادر يمسك سروره ، كان يبيّن بملامحه من وقف عذبي سميّه يرقص : قم دام العرس مطوّل قم !
ضحك تركي يعدّل أكتافه من لمح توجه ذياب للبوابة الخارجية يتنهّد فقط لأنه طلبه يجلس ، لكن إعتذارات ذياب كانت صادقة بإن ودّه ، لكن ما يقدر وعذره يهمس : الله يحفظك
-
« القصـر »
دخل يعرف إنها نهايات شغله ، بدايات الوداع لأنه وضّح بشكل كافي إكتفاءه من كل شيء وحتى كرسيه بالوزارة وقت صار له ولرجعته بأي وقت هو ردّه ما يبيه لكن هالمرة الواضح الجمعة ماهي لشيء هيّن نهائياً ، من قل الرجال الموجودين ، ومن نظرات أسامة القلقة ينطق سموّه بنبرة مُقلقة : ذياب ، وش تسوي يا ذياب ؟
رفع حاجبه بإستغراب : أخطيت بشيء طال عمرك ؟
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماق قلبه : جاني العلم ، وشفت الورق بعيني يا ذياب وش تسوي إنت ؟
رفع حاجبه لثواني بإستغراب أي علم يقصد ، ووش مقصده وأي ورق بالضبط ما يدري وعدل أسامة أكتافه فقط : بنت صلاح طال عمرك
عصّب سموه مباشرة يرجع ذياب جسده للخلف بهدوء : قصة وإنتهت طال عمرك ، مالها دخل بشيء
ضحك يهز راسه بالنفي : لا ما إنتهت يا ذياب ، ما إنتهت لأن الدنيا ماهي على كيفك ولا عمرها بتكون تدري وإلا ؟
ناظره ذياب لثواني لأن الموضوع ما يهمّ سموه لا من قريب ، ولا من بعيد ، ورجّع سموه جسده للخلف بكل هدوء : إنت من مدة ، تدري إنها بالرياض وكل ما سألتك يا ذياب به شيء مقلقك ؟ به شيء مأذيك تسكت وما ترد
سكت لأنه دفن موضوعها ، ودفنها كلها بعيد عن الرياض والسعودية كلها بوعيد ، بنيران من الغضب ووقت صار يحس وجودها ، كذّب ظنونه لأنها مجنونة لو تخالف غضبه وترجع : وش تقصد طال عمرك ؟
نفض صدر أسامة فقط : طويل العمر ، يوم درى بالسالفة ردّها الرياض وقال لها إنتِ بحمايتي طول ما إنّك ما تعترضين لذياب لا بالخير ، ولا بالشر
دارت به الأرض تحت أقدامه لوهلة لأن مستحيل ، وش مصلحة سموّه حتى من هذا الفعل ووش يدرّيه بالحكاية كلها أصلاً وعدّل سموه كلام أسامة فقط : رديّتها للرياض يوم تواصلوا معاها الرجال ، وقالت كلام له أوّل ماله تالي عنك يا ذياب ، تسولف كأنها تشوفك قدام عينها
إرتعشت يدّه فعلاً ، ونطق سموّه بقلق " أبوي " بحت : لأن تصرّفاتك يا ذياب تصرّفات اللي ماله كبير
سكت فقط يحس صدره يحترق بهاللحظة ، يشد قبضة يده فقط ونطق سموه بهدوء : كلّمت أبوك اليوم ، قبل لا أقول لك تجي ونفتح الموضوع معك إنت ما عاد لك بها ، أبوك خبرة ويعرف شرّها وخيرها ويشوف باللي يصدّها عنك لأن يوم كلمتها ، هي حقدها دفين يابوك
ما تكلّم يشوف أسامة إن ذياب يشتعل ، ويشتعل أسامة نفسه لأن من شهور ذياب يتوجّس من أبسط طيف وكل ما سأل عن العجوز ، قالوا له إنها بمكانها ما تحرّكت لكن هو يحس أحد يراقبه ، يحس أحد يشوفه ومسح على شنبه يستوضح الأمور فقط : يعني طال عمرك ، إنت رديّتها تبي شرّها على عينك وعلى عين أبوي ؟ ومن شهور يوم اسأل ويقولون لي بمحلّها هم يكذبّون علي ويدرون ؟
نطق أسامة يشتت نظره لبعيد فقط : وعليّ طال عمرك
هز سموّه راسه بإيه يزيد خَفق قلبه بشكل مجنون وهذا أكثر ما يجننّه ، هذا أكثر شيء يكرهه ونطق سموه بهدوء : نعرف مصلحتك ، والموضوع حنّا بنحله ياذياب بالرضا ماهو بالتهديد وماهو موضوع جمعتنا اليوم ، يوم تقابلنا أنا والوالد قلت له ذياب بيترك مكتبي ، وما يبي الوزارة وين بيروح بعمره وتواصل معي أبونصّار قال ما وده حتى عندنا ؟
مو منطقي ، الكلام اللي يسمعه بهاللحظة من سموّه مو منطقي : إنت قابلت أبوي طال عمرك ، وتناقشتوا عني ؟
هز سموّه راسه بإيه : وأبوك ماهو راضي ياذياب
نُفض صدره فعلاً ليه يسمع هذا الكلام من سموّه ، أبوه كان يقتله بكلامه بكل مرة عن الوزارة والبشوت ليه بهاللحظة قرر العكس وما يرضى : طال عمرك
إنتبه أسامة إن يد ذياب ترتعش لأنه يعصّب ، لأنه جداً يعصب ويحاول قد ما يقدر ما يفلت لسانه ، يحاول يتفهّم : متى قابلته ؟ أبوي ؟
ناظره سموّه لثواني يشتت نظره بعيد فقط ، يبيّن إنه من وقت بعيد ورجفت ملامح ذياب فقط يحاول يتماسك ، ومسح على ملامحه يرفع نظره لسموّه ، لعينه : أذكر إنها حياتي وأنا أولى بها طال عمرك وبمشاكلها كلها
نطق سموه بهدوء وهو يعرف شخصية ذياب : حياتك ، لكن لك كبير وأبوك الله يطول بعمره إنسان ماشفت مثله
سكت ذياب ، فعلاً سكت يهز راسه بإيه : الله يطول بعمره
وقف بيمشي ، ونطق سموّه بهدوء : ولا تخاف ياذياب ، ولا تشيل الهم يا أسامة رجالنا حولك طول الوقت .. بعّد صاحبك وقرّب عدوك من عينك ياذياب ماهو العكس
_
« مكـان آخـر »
رسل رسالة وحيدة لذياب ، رسالة يعرف إن موعدها بهاللحظة لأنه يدري وصل الخبر لمسمعه من سموّه وجلس بهالمكان بالذات لأنه ما عاد يبي الأسرار ، يبي يكمّل الوضوح اللي يبداه سموّه ويبي يرجع حياة ولده لمسارها ، يحاول عالأقل وأخذ نفس يشتت نظره فقط : يالله العون
شتتّ نظره لمكانهم اللي يُلقب بالسر المفضوح ، يرجع أكتافه للخلف وعينه على البوابة ينتظر متى يدخل ذياب لكن سكنت ملامحه من دخلت هيئة حُرمه ، تحرّك عكازها قبلها تنفر ضلوع حاكم مباشرة : وش جابك !
إبتسمت بهدوء تشتت نظرها فقط : تهابني ياحاكم
رصّ على أسنانه فقط لأنه ما يهابها وهي نفيت قبله أساسًا : ما تهابني ، ما تشابه نهيّان ، ولا تشابه ذياب
ما فهم لوهلة ، وكمّلت هي : نهيان قبل سنين ، يوم قررّ يكفّني عنه رماني للإمارات يخطط دنيتي وحياتي بكيفه ، وحفيده قبل شهور ، رجع يكررّ فعلته نفسها يكفّني عنه
هز حاكم راسه بإيه بهدوء يضمّ أكتافه خلف ظهره فقط : نهيّان وذياب قلوبهم طيبة ، أنا حاكم
إبتسمت تهز راسها بإيه ، تبتسم بخُبث العالمين : وأنا ما جيت للشر ، أعرف إنك حاكم
رفع حاجبه لثواني يناظرها ، وإبتسمت بهدوء : جاكم ولد
توجّس داخل حاكم لوهلة يغضب مباشرة : إخلصي علي
إبتسمت تهز راسها بالنفي : الذيب جاي ، كلامي معاه !
ضحك حاكم بسخرية يهز راسه بالنفي : وبخليك تشوفين ولدي أنا ؟
'
إبتسمت هي لثواني فقط تتأمله : ولدك ؟
نطقتها بطريقة " مشككة " ، بطريقة ما حسّ فيها حاكم إعتيادية نهائياً وإبتسمت هي تتأمله لثواني فقط ، ما تنوي الشر ؟ ، لا هي ما تنوي حاكم فقط واللي سأل بإستغراب شديد : وش يدريك عنه لو كان جاي ؟
ما جاوبت سؤاله تتأمل المكان حولها ، أفضح أسرارهم ولفّت لحاكم اللي كان يدرس خطواتها ، يدرس ملامحها ، يدرس تحركاتها ودّه يفهم وعدل أكتافه بهدوء : وش تبين من ذياب ؟ ردّك مثل ما ردّك نهيان قبله وتدرين به
هزت راسها بإيه ، ونطق حاكم بهدوء : ولا نسيت يومك تقولين بتبكي عليه تـ
قاطعته هي تلمس جذع النخلة جنبها ، تتحسه : ردّها لي ، ثار يقول من إنتِ تهددين أبوي بي تبينها .... ؟ لك اللي تبينه ودريت إنه يقصد بنيتي ، يقصد ضحى
-
ما تركه أسامة لو لحظة لأنه ما عاد صار يحسّ فيه يشوف هالشيء ، من وقت طلع من قصر سموّه ما عاد حتى يسمع نداء أسامة لأنه يحس الحرارة تتفجر بعروق راسه وركض أسامة يوقفه بصرخة : ذيـاب وقف !
لأنه وقف قدامه ، لأنه نفض صدره يدفّه للخلف يبيه يستوعبه هو ما عاد يشوف على الأرض مخلوق هو رفع يدّه ، رفع قبضته لو كمّلت طريقها لملامح أسامة هشّمت وجهه لكنه صرخ بغضب يشدّ ياقته بيده الأخرى ، يتمالك نفسه : لا تقرّبني !
ما رمش أسامة رغم إنه توقّع اللكمة بتهد فكه ، ما رمش من مسكه ذياب مع ياقته بهالشكل يهز راسه بالنفي بإصرار رغم صرخة ذياب : ماني مجنون أخليك والله !
دفّه ذياب لأنه بيجنّ ، بيجنّ بمحله هو له شهور يتأمل أبوه ، وأبوه يتأمله ، يلمس قلقه ، ويعرف مخاوفه ، ويعرف تخبطّه كله لكن ما حذّره ، ما قال له شيء وبالشهور الماضية كلها فَنت روحه فعلاً بمحاولات ، بس بمحاولات لأن أبوه ما يُهلك بالتفكير بإنه ضيّع العمر عليهم وإن الموت حسرات ورجف صدره من الألم يغمّض عيونه وفز أسامة مباشرة : ذياب ، هدّ نفسك !
هز راسه بالنفي فقط عينه تتأمل السر المفضوح اللي بنهاية الشارع ، وش يجمع من بأسه عشان يشوف أبوه ويلقاه ما يدري ووقف أسامة قدامه مباشرة : تكفى ، تكفى لا تروح الحين وهدّ نفهم الموضوع أنا ويّاك ، نحله
وقفت ملامح ذياب كلها من لمح هيئتها ، من لمح خروجها مع بوابة السر المفضوح تبرد عظامه وما حسّ أسامة اللي تعثّر من بعّده ذياب بالقوة يمشي بإتجاه البوابة ينطق بالذهول : تبين موتك إنتِ تبينه !
ركض أسامة مباشرة لأن خطوات ذياب كانت تسرع لها ، لأنه يعرف إنه بيقتلها لامحالة ومدّ ذراعه يحاول يمسكه لكن ما قدر ، ما قدر لكن بوجه ذياب كان حاكم الخارج من البوابة واللي مدّ يديه لصدر ولده يوقف إندفاعه بالقوة : ذيـاب !
هي إبتسمت لذياب من خلف حاكم المذهول ، إبتسمت لملامحه المخطوفة : سلّمت على أبوك
هدّت حيله بجملة وحدة فقط لأنه يشوف عيونها ، يعرف هو كيف بثّ الرعب بقلبها من قبل لأن ماله نية يوصخ يديه فيها لكنها شافت أنيابه وقت كشّر عنها يهددها ولف نظره لأبوه اللي يمسك صدره ، يقيدّ ذراعه وهمس يرصّ على أسنانه : أبـوي
هز حاكم راسه بالنفي يشد على ذراعه بقوة تكسر ذراع ذياب مو بس تصدّه لو شدها أكثر ونطق : ماهي صاحية يابوك وأغلب الظّن تتعامل معهم لا تقرّب منها عنـ
صرخ ذياب بذهول يقاطعه : ما عندها إلا الضعوي ماعندها !
ضحكت بنبرة رنّانة يلف حاكم نظره لها بغضب : تحرّكـي !
ما تحرّكت من مكانها يشوف ذياب بعيونها بس أبشع أيامه ، هبّت عليه الريح بأبشع أحداثه منها ، من عذبة اللي ثارت لقصيد بالبر وحدّها يقتلها هو ولألف حدث وحدث آخرها موت لزام اللي يكذب ، هو ما تخطّاه وما تخطى فجعته فيه للآن وكله ونطقت هي تبتسم له : اللي يخلّف ما يموت يا ذياب ، ما مات نهيّان
صرخ بغضب إنها للآن تسولف وأبوه يردّه ، وأسامة يردّه أو يحاول يردّه من إحكام قبضة حاكم عليه ونطق حاكم يصرخ فيها : تحـركي لا أكفـر فيك تحركي !
إبتسمت لثواني تكمّل بهدوء : وما مات متعب ، ولا بيموت حاكم يوم قالوا آل سليمان جاهم ولـ
ما قدرت تكمّل كلمتها من مُدت يده تخنقها أبوه يقيّد يد ، لكنه فلت الأخرى وما قصّر ، حاول حاكم يثنيها ويعرف إنه يألمه لكن يدّه مُدت تشدّ عنقها يصرخ أسامة يحاول يفكّ يده عن عنقها لأنها بتطيح " جثة " لو كمّل يخنقها بهالشكل : أنا أقيدها ، أنا أمسكها ذياب تكفى ذيـ
ما تحمّل حاكم يغضب ، يلوي ذراع ذياب خلف ظهره يردّه للجدار بغضب : إهجد ! إهجد يابوك إهجد سم بالرحمن !
ما تكلّم ، ما عاد تكلّم من الشعور اللي يحسّه ومشت العجوز بعدم إنتباه حتى من أسامة اللي هَلع داخله من تقييد حاكم لذياب بهالشكل ، إنه يردّه ضد الجدار وطلّع شخصية " الفريق " جدياً عليه : طال عمرك !
نفض يديه من أبوه ، نفض نفسه كله من أبوه كانت منه نظرة وحدة لعين حاكم ، نظرة سمّرت خطوته بالأرض وما عاد تكلّم حتى لأسامة نفسه يمشي للخلف ، يمشي لسيارته وقرّب أسامة يركض خلفه لكن حاكم مسكه بمحلّه : إنت بتقعـد هنـا !
-
ركب سيـارته يشوف الاوراق اللي ما كانت موجودة ، اوراق ما يعرف محتواها وما أعطاه بال لأن وده يمشي عن هالمكان بأسرع ما يكون ومدّ مرتعش يده من إبتعد كفاية ينزّل عينه لأول ورقة يشوفها ، يقلبها بيدّه عجز يرجع عينه للخط لو لحظة من اللي تشوفه عينه بالورقة ، صورة على كبر الورقة كلّها لملامحه ، لإبتسامته ، آثار السنين القاسية والطويلة بتجاعيد وجهه أكثرها حول عيونه من إبتسامته مع هيبته اللي ما كسرها الزمن بنظرته ، أحمر شماغه ، أسود عقاله ، وبُني فروته مع ثوبه الشتوي هلكته ما قدر يرفع عينه ، ما قدر حتى يستوعب كونه مبطي ما شاف لنهيّان صورة ، من مدة ما شاف لفقيده ، وظهره ، وسنده ، وشمسه وظلّه من مدة لأن قلبه ما يطيق وبهاللحظة يشوف صورته كأنه قدامه من كُبرها ، من دقّتها .
_
« عنـد آل نائـل »
كانت " سهرة " على أصولها فعلاً وبهاللحظة يجلسون حول بعض يسولفون لأن الرقص ، الأغاني ، الصرخات ، والضحكات والألعاب والتصوير ؟ خلّصت كل هالفقرات وإبتسمت ودّ تنزل كعبها : قصيد معانا وإلا بعالم ثاني؟
إبتسمت قصيد تهز راسها بالنفي : معاكم أكيد
سلاف مدّت لها كوب قهوة : ما رجع ذياب عند الرجال ؟
كان منها الرفض فقط وهي قلبها " ينبض " بشكل غريب لأنها رسلت له من وقت ، لأنه طوّل وهو قال لها بيرجع وما بيطوّل ولأن هالوقت ، وعده لمشيتهم تنتبه إن ساعة رسالتها تأشر على " 2:22 " يخفق لها قلبها ، وإبتسمت ودّ من دخلت أشبال فهد : يعني إحنا اليوم سوينا حظر على الرجال جميعاً والعيال ، أشبال فهد وش تصنيفهم؟
إبتسمت أسيل : حيوانات
ضحكت قصيد تهز راسها بالنفي بتحذير : لا يسمعج
إبتسمت سلاف : ياحلوها أم ناصر جايين متعنيين وآخر شيء ما جلسوا ، أقول لها خليّك تقول والله مرهقة برتاح بس قلنا ولدنا شلون ما نشهد خطبته ؟ حتى على عذبي سلّمت ياود تبارك له تقول له زينة البنات عروسك
تعالت الضحكات على خجل ودّ ترفع ملاك حاجبها: شنو يعني المفروض ودّ تغار من خالتي أم ناصر ؟ حسبة أمه
لفت نيّارا نظرها لقصيد لثواني : قصيد ما بيتغيّر شيء وش فيك كل شوي تفتحين الجوال وتقفلينه ؟
داخلها يقلق ، داخلها " خائف " بشكل ما تلقى له مبررات وإبتسمت تهز راسها بالنفي من وصلتها رسالة عذبي " بنمشي الحين ، تمشين معنا ياويلك تقولين لا " تلف نظرها لأمها : عذبي يقول هم بالسيارة
هزت سلاف راسها بإيه تعدل عبايتها : معانا قصيد ؟
كان منها الإيجاب تتعالى الأصوات لأن بدري ، لكن ودّهم يرتاحون بعد وسلاف ودها تلقى عذبي وتركي تاخذ الأخبار ورفعت قصيد طرحتها لأعلى راسها تجاوب سؤال أمها : لا بالسيارة بس ، برجع البيت
هزت سلاف راسها بإيه تضحك : أقول ما يخليّك الذيب
إبتسمت وتوجهت تركب أمها قدام يسوق تركي أبوها ، وهي وعذبي بالخلف وإبتسم من أول دخولها : ممنوع دخول الرجال أجل ؟ حتى علينا ؟
رفع تركي أبوه حاجبه بإستغراب : وإنت مو رجال ؟
_

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن