« بالطـرف الآخـر »
ما خفّ إنبهاره يلي تركه يصرخ من العظمة يلي يشوفها ، من الهواء يلي داعب عروق قلبه ، مخيّلته الشاعرية صرخت من كم المناظر الشاعرية الليّ مرها ما تتركه حتى يستوعب صعوبة الحال يلي هم فيها من مجيئهم من المطار مباشرة للخيام وعضّ تركي شفايفه يلف نظره لعذبي المبهور تماماً ، المفتون ولا يسولف لهم حتى ولا إستوعب : هذا اللي كنت خايف منه ، ماشاءالله
هز فهد راسه بإيه وهو نظره للآن معلق بالخلف يقفّل جواله ، يرجف قلبه : أبي قصيد أنا بسرعة بس ولا علي
أشّر تركي بذهول لكم الرجال الجالسين قدامهم : ما تستوعبون ؟ شايفين الثياب وحنّا وش لابسين ؟
هز عذبي راسه بإيه : وش نسوي يعني دقوا يقولون من المطار علينا ما قالوا عزومة ما قالوا شيء طبيعي ما ندري ما يكفي تعب الرحلة ؟ معذورين بعدين المهم لابسين
ضحك فهد يلي رهبة الشعور ما وقفت بصدره يبي قصيد ، وهز تركي راسه بإيه من وقف سميّه من بين الرجال ووقف أبوه : تفضل ، قاموا لنا تفضل !
ضحك عذبي ينزل من وقف تركي السيارة ويكلّم أبوه يلي يمشي لهم : دليل الشوق ياحبيبي ما تدري ؟
نزل فهد بالمثل ، ونزل تركي يلف نظره للخلف بإنتظار وإبتسم تركي من توجه له عذبي مباشرة يضمه ، يسلّم على راسه ويده : الحمدلله على السلامة يا قاطع !
ضحك عذبي يبتسم من بعثر أبوه شعره : الله يسلمك
هز تركي راسه بإيه بعدم رضا شديد : الحلاق يدورك
هز عذبي راسه بإيه ، ولف تركي نظره لكم الرجال يلي صارت نظراتهم لهم : لو قلتوا لنا نجيب ثياب معنا عالأقل ، عاجبكم وضعنا ؟
ضحك عذبي أبوه يهز راسه بإيه : دليل إنكم ذيابة من المطار لهني على طول ما عندكم وقت ، روحوا سلموا
هز فهد راسه بالنفي وهو يسمع الصوت باستعجال : أبي قصيد أول
رفع تركي الكبير حاجبه : وش يدريكم إننا رايحين لها ؟ يابوذيـاب
رفع تركي صوته عشان يتأكد من حاكم ، وضحك حاكم : تعال يابوعذبي ، تعال ما بـه أحد إلا أنا وبنتـي
دخل تركي يتبعه عذبي الكبير والعيال يلي علّق مخهم لوهلة كيف بنته لكنهم إستوعبوا بسرعة ، ونطق فهد بذات اللحظة مع أبوه من خجل قصيد الشديد يلي تصرخ به ملامحها : وش مسـوي لها !
ضحك تركي بذهول يلف نظره لهم لأن يلي بقلبهم على يلي بقلبهم على لسانهم ، وضحك حاكم اللي مثبّت المرايا بيده : وتقول فهد ماهو عليك ، ما كلّمني أحد بحياته كذا إلا المجنون وأولهم إنت والحين ولدك
ضحك عذبي يلف نظره لفهد المترقّب ، وإبتسم تركي يذوب قلبه من بنته يلي ياكلها الخجل لكنه نطق يبي يحرجها : هذا الغرض اللي مع طالب ؟
ضحك حاكم يهز راسه بإيه : عشت وشفت إي والله
قبل حتى يعلّقون على الموضوع فز قلب قصيد من تعالي الأصوات عند الرجال ، وهز فهد راسه بإيه يركض لها مباشرة ، ياخذها من يدّها وسط ذهولهم بـ "ياولـد " ويركض بها من بين الخيام يبي يورّيها المنظر يلي شافته عينه وبالفعل تبعوه كلهم يعرفون المنظر ، لكن فهد المذهول وقف شعر راسه من أول لمحة ويبي يشوف هي قصيد مثله ، أو مثلهم متعوّدة على مثل هالمنظر لوهلة ما إستوعبت هو وش مقصده يركّضها لهالإتجاه تشد يده : فهودي وش يعني؟
أشّر لها بالإنتظار : أبيج تشوفين ، شنو هذا قصيد ؟
ما كانت تستوعب وهي تسمع ضحكات أبوها وعذبي الكبير وحاكم يلي صاروا خلفهم ، تركي وعذبي يلي يطقطقون على فهد وضحك تركي : بسم الله عليك فهد
أشّر له بالسكوت يراقب قصيد ، والمكان يلي صار يشتد الصوت منها وبالفعل خَفق قلبها ما يبي محلّه داخل صدرها من فاضت الإبل تتبع بعضها ومو همها الإبل ، همها يلي طلع من بينهم تشوف إبتساماته لإتجاه الرجال ، يمينه يلي رُفعت تلوح لهم وترجع لصدره والظاهر ترد على ضحكات المديح و" ماشاءالله " يلي لفظ بها كل لسان لكن داخلها صرخ من هيبته هو ، من منظره هو ومن إنتبهت إنه لداعي الرسمية وضد الريح ، هو دخّل طرف شماغه بين أزرار ثوبه وفز كل قلبها من لف نظره ينتبه لوجودهم بهالإتجاه وإبتسم لها ، إبتسم لها على مهله خفية عنهم كلهم لكن فهد لفهّا تجاهه : قاعد أصور الخط وفجأة وقف تركي وفجأة جذي ، جاء هو لنا
لف جواله بإتجاهها يوريها المقطع يلي كان يصوره ، إن تركي وقف الخط من الإبل يلي كانت تمشي قدامهم وفتح الشباك من لمح ذياب : الذيـب
إبتسم ذياب بهدوء : يالله حيَهم ، الحمدلله عالسلامة
إبتسم عذبي : الله يسلمك ، من المطار عليكم ع طول
إبتسم يهز راسه بإيه لأن ملابسهم توضح أصلاً : وافين ، علومكم عساكم طيبين وبخير ؟
هز تركي راسه بإيه : الحمدلله بخير وأفضل حال وإنت ؟ هز راسه بإيه يلف نظره لفهد : الحمدلله ، علومك يافهد ؟
هو نطق علومك يافهد لأن فهد مسروق كله بين ذياب والإبل ، وضحك عذبي من فهد يلي هز راسه بإيه فقط : إركب معنا ؟
هز راسه بالنفي : روّحوا إنتم الرجال قدامكم ، جايين حنا
ومن مرّوا هم يرجع فهد الكام على ذياب يلي ضاع بين الإبل وبالظلام وعذبي يلي يطقطق عليه بتقصد لأنه يخوفه : سمعت وش يقول يافهد ؟ مو جاي أنا لحالي ، جايين حنّا
ضحك تركي بمعنى إنه ما يقصد الإبل ، وضحكت قصيد من إنتهى المقطع تلف نظرها لفهد : ما سلّمت طيب ؟
تذكّر شوقه لها ، كم إشتياقه القتال وإنه آخر مرة كلمها فيديو كان يبتسم لها ويسولف لها وهي تتأمله بشوق لأنه يستعبط على كل الناس وهز راسه بإيه من إنتبه إن ذياب مشغول ما يشوفهم : ما سلّمت عليج !
ضحكت كلها من ضمها يستوعب ، ورقّ قلبها مباشرة لأنه وهو يتمشى ويكلمها إستوعب يوقف بزاوية "لندن ماهي حلوة بدونج ، هني تضاربنا عالايسكريم تذكرين ؟" ويصور لها الزوايا وإبتسمت تنطق بلغتها المحببة : إشتقت لك
هز راسه بإيه يرد بذات اللغة وضحك تركي يدخل يديه بجيوبه لأنها ما سلمت عليهم للحين : ذياب ناقد علينا بدون شيء يسمعج الحين وش يقول علينا ؟
إبتسمت تهز راسها بالنفي وإنتبهت لذياب يلي بين الإبل يبيها تجلس ، يجلّسها فعلاً : شنو يعني غيران ؟
ضحك عذبي أخوها من هز تركي راسه بإيه بإعتراف تضحك له قصيد ، تضمّه وضحك عذبي بإستعجال : اخلصوا أبي دوري قبل يشوف !
ضحك تركي أبوه بذهول : أفا ! روحوا سلموا عالرجال بس
هزت قصيد راسها بإيه تسلّم على عذبي أخوها يلي إبتسم بإعجاب كبير : قلت ما بمدحك بس ما يمديني
ضحكت بذهول تمثّل الزعل مباشرة بهمس : لو ما مدحتني يعني مين ممكن يمدحني ؟ تبخل علي يعني؟
ناظرها بذهول مباشر : يا دلوعـة !
ضحك حاكم أولهم لأن صوت عذبي مسموع ، وتعالت ضحكاتهم كلهم لأنها خجلت مباشرة توجه نظرها لذياب ينطق عذبي الكبير : يبه العين له وحنا يمج شحقه ؟
هز حاكم راسه بإيه يكلم عذبي : عاد الدلع ماله حل وأنا عمك ، من وهي صغيرة نقول لأبوك وش هالدلال ياتركي
ضحك تركي بذهول : ما كنت تقول يحق لبنت الشاعر اللي مايحق لغيرها ؟
ضحك عذبي يلف نظره لأخته يلي ودها تذوب وقبل ينطق تكلّم عذبي الكبير : روحوا سلموا طولتوا !
هز راسه بإيه وهو يشوف ذياب يمشي بإتجاههم بعد ما سكن حلاله ، سكن يستقر بالأرض : بنسلم ونجيك
هزت راسها بإيه ونفض ذياب يديه يشوفهم : بكم شيء ؟
هز تركي الكبير راسه بالنفي يبتسم : لا ، جايين نشوفك ياطويل العمر ، فهد سحب قصيد من بيننا يبيها تشوفك
هز فهد راسه بالنفي : مو صحيح أبيها تشوفهم هم
ناظره ذياب لثواني يشوف إن يده تمسك قصيد وإن العيال راحوا يسبقونه : روّحوا عنك
لف فهد نظره لتركي وعذبي يلي بعدت خطوتهم خطوة وحدة بس ، وهز راسه بإيه لأن عشان يده بيد قصيد هو تكلم وإبتسم ذياب فقط لأن صار لفهد الفهم فعلاً
'
: إيه ابشر إن شاء الله !
توجه فهد لأخوانه يبتسم تركي لثواني ولف نظره لقصيد ، لبنته يلي تخطف النفس بروعتها الدائمة وكل إرتياحه ، كامل إرتياحه الواقف حولها : ما تبونّا نجلس يعني ؟
تكلّمت وأخيراً تغلب الخجل : ما بترجعون للرجال ؟
كان منهم النفي يأشر ذياب على الدكة المفتوحة ، المفروشة : هناك ، به قهوة وبه الليّ تبونه ولا حولكم أحد
إبتسم حاكم يمشي مع تركي وعذبي ، ووقفت قصيد يخفق نبضها مباشرة بخجل مستحيل : تعال معي
مد يده خلف ظهرها ، ينزّل نظره لها يمكن غيرته مستحيلة ، وشديدة بشكل غير طبيعي لكن يدري إن هذا لبسها ، هذا شكلها وبهالشكل حياتها وهو ضدّ كل جبروت طاغي يغيّر الأطباع وإن كانت تغار عينه وإن كان يموت بلهيبه لأن الحب لها فيّاض ، المحبة لها تُرسم من العيون وتنطق وتبيّن بالتصرفات وهي ترفع نفسها لحضن كل من يضمّها لكنها لحضنه بس وإنتبهت لصمته : ذياب ؟
هز راسه بالنفي يشتت نظره : بغسل يديني ، بك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وعينها على شماغه يلي بين أزرار ثوبه : ما برجع هناك عندهم ، بجلس هنا وأكيد يجون العيال
هز راسه بإيه : عند الحريم ما بترجعين ؟
هزت راسها بإيه ، ورفع حاجبه لثواني تتكلم بالفعل : بجلس هنا بعدين برجع لهم ، يعني أكيد برجع دخلت شدن تقول جدو حاكم يبيك معاه المرايا و
هز راسه بإيه ينتبه إنها زعلت ، أو خجلت ما قدر يحدد : ما قلتي ذياب البر مافيه مرايا ؟ قلتلك جاي بها طالب
إبتسمت تهز راسها بإيه لأن مو هذا مقصدها ، ولأنها بالحقيقة ما طلبته لكنها تعجّبت إن كل شيء موجود إلا المرايا ووقت كان يلبس شماغه قال طالب وقال جاي : قلت ، وجبت لأني قلت بس كلهم يعرفون ..
_
« عنـد الرجـال »
كانت الأصوات صاخبة بشكل مستحيل لكن سكنت كلها من دخل عذبي أولهم يرمي السلام ، من سكت المجلس كله بلحظة إستيعاب على الأشكال يلي يشوفونها ، على إن وسط هيبة الثياب والشمغ كان عذبي ، وتركي ، وفهد بشكل آخر تماماً بالبلوفرات وفهد أكثرهم " قدحاً " من إنه لابس بلوفر ، وشورت ، وشرّاب طويل يبين برسمة عضلات عليه وهذا كان مقتل نهيّان يلي تنحنح بالقوة : يالله حيهم
ما تأثر عذبي واثق بنفسه لحد ما إنتبه لملامح نهيان يلي يشرب قهوة ونظره يبيّن إنه يبي يضحك بس ما يدري شلون وصرّف الموضوع بالترحيب تتعالى الأصوات خلفه ، يسلّمون على كامل المجلس يلي وقف لهم وضحك تميم : من المطار علينا ؟ عز الله رجال
إبتسم عذبي وهو توه يتنفس بهمس : والله ياهم ناقدين علينا بشكل ، بس الحمدلله واثقين وأولنا فهد
مد فهد يده يسلّم على خاله يلي ضحك له : فهد مو مقصر وش هالشراب يافهد ؟ هذا بين الرجال ؟ سكنت ملامح فهد يستوعب ، ونزلت أنظارهم كلهم للأسفل بشكل شد إنتباه المجلس كله تتعالى ضحكاتهم بدون مقدمات وضحك فهد بذهول لأنه ناسيه والحين فعلاً هو ختمها يستسلم : يعني شسوي خلاص صارت
ضحك تركي لأن أخوه اُحرج فعلاً يمد يده لعنقه ، يضرب عليه بإن الأمور عاديّة وإبتسم المجلس من جديد من دخل نصار يشدّ الإنتباه له بسلامه : السلام عليـ
كان بيشدّه له فعلاً لو كمل سلامه وما قطعه من طاحت عينه على الثُلاثي ، وضحك تركي يتداركون آل نائل الموقف برد السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !
إبتسم نصّار : أهل لندن منورينا ، الحمدلله على السلامة !
زادت إبتسامات المجلس وضحكاتهم بدون مقدمات تُكسر رسمية الأحاديث من بدري ، تزيد الإبتسامات من بدري وإبتسم نصار من كم الإحراجات الهائل يلي وصله بسلامه على كل شخص بـ" يا هلا بالعـريس " ووقت إنتهى من سلامه هو توجه لنهيان وفهد وتركي وعذبي يلي إبتسم : لا تخليها بخاطرك تفضل حبيبي تفضل
ضحك نصار يهز راسه بالنفي : لا أمورك طيبة وش فيك ؟ مافيك شيء بس لا بغيت الزواج لا تخطب من بناتهم
ضحك نهيّان يمسك صرخته بالقوة ، وضحك فهد يلف نظره للرجال والمجلس وصرخ نهيّان من ضحكه فعلاً من جاء القهوجي ينظر فيهم بكل إستغراب ونطق فهد : حقك علينا ، جايين من سفر وإلا حنّا ذيابه والله
ضحك نصّار يهز راسه بإيه : ذيابه ، ذياب وينه ما شافكم؟
نطق نهيّان يولول : يافضحي بين العربان أخوان مرتي
ضحك تركي بذهول لأنهم استلموهم فعلاً ، وهز نصار راسه بالنفي : المهرج بين العسكر ؟
تعالت ضحكاتهم بالصراخ يهز فهد راسه بالتفي : شنو مهرج لا حبيبي مارشملو بين الكباب قط عدل
تعالت ضحاتهم لأن كلهم يطقطقون على ذات الموضوع ، وشرق فهد بقهوته من نظرات نهيّان يلي تردد كلمة وحدة مستحيلة يهز راسه بالنفي بذهول : نهيّان !
ضحك نهيّان يحاول يمسك نفسه : والله هم ناقدين ويقولونها مب أنا
ضحك نصار يهز راسه بالنفي : هم ساكتين ما تسولف عينهم إنت عينك وصخة يانهيان ، وين ذياب أقول ؟
_
« الجهـة الأخـرى »
توجّهت تمشي بإتجاه جلوسهم ، بالمكان يلي جالسين فيه يرتفع بشكل بسيط عن الأرض ، دكّة مسوّرة بجدار قصيـر من خلفهم وتُفرش مثل ما يُفرش برّه ومثل ما تفرش جلساته ، بوسطها موقد للنار تشوف الحطب منه ، دّلال القهوة المهيبة وفناجيل وكلّ ما يحتاجونه بجلوسهم ولفت نظرها له لأنهم يشوفون الإبل من جهتهم ، ويشوفون توجهه يغسل يدينه ومقتلها كله إنه ينتبه للتفاصيل بشكل غير طبيعي لدرجة يدّه ، يوم بعدها من خلف ظهرها لمحت إنه ما كان يمسكها ولا كان يبسط باطنها على ظهرها هي كان بالعكس وظهر يدّه يلامس ظهرها وإبتسم حاكم : يا هلا بك يابوك
إبتسمت بخجل غير طبيعي لأنها جلسة أرضيه وتُجلس بوضعية وحدة لكن هي تخجل : ما بتروحون للرجال ؟
هز عذبي راسه بالنفي : ما تبينّا يبه ؟ حنا نبيج بنشوفج قعدنا معهم سلمنا تقهوينا وصار وقتج الحين
كان جلوس أبوها ، وعذبي الكبير ، وحاكم كلهم بنفس الوضعية ما يرتكون عالجدار مستقيمين إنما يميلون بالعرض بتكية على المراكي جنبهم ولفت نظرها لذياب يلي وصلته نظرتها العابرة فعلاً يجفف يديه ، ويتوجه لهم لأنها تكلمهم واقفة وما جلست وإبتسم عذبي من جاء ذياب يدخل بجلستهم بعد ما نزّل جزمته بالخارج لكنه لف لقصيد بهمس : تعالي به ، لا تنزلينه ما يضرّ
هزت راسها بإيه وهي فهمت إن نظراته الأولى كانت صريح غيرة مستحيلة وكتمها والحين ما تدري كيف تقوله تبي تجلس ، بس تخجل من إنها جلسة أرضية بهالشكل وما تدري كيف تقول لكنها ما إحتاجت من جلس يتكي ظهره على الجدار خلفه ، ومدّ يده لها يبيها تجي تجلس جنبه وبالفعل جلست هو خالف طريقة جلوسهم يجلس بالطول ، يخالف طريقتهم وتصير هي جنبه ما تبيّن كلها وإبتسم تركي بإعجاب صريح : ما قصّرت بالمكان يا ذياب ، ما قصّرت به ما أشوف إلا عز نهيان وأيام نهيان الله يرحمه والرجال كلهم شهود ، كلٍ يثني عليك يابوك تبارك الرحمن
هز راسه بإيه وهو مد يده تستقر على فخذ قصيد : الحمدلله
عرف إنه وتّرها كلها من لمح نبض عنقها وإنهم ما يشوفون لكنه لف نظره لها لجزء من الثانية ، وإبتسم تركي يتأمل المكان ولف نظره لبنته : المفروض الذيب عند الرجال لكن شفنا من يبيه ، تحسّبينه خافي علينا ؟
ضحك عذبي بزعل شديد : إي والله ، شنو يبه لهالدرجة ؟
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي : خجولة بنتك ياتركي ، هناك الصغيّرة قالت بينهم جات لك المرايا ياقصيد وحنّا هنا نقول عشنا وشفنا ، ما تبي جلستنا بدون ذياب تخاف
ضحك تركي يهز راسه بإيه : ومن العصر هني بعد ، وينك ما جيتي جنبي توريّني وش صورتي ووش سويتي ؟
هز عذبي راسه بالنفي يفتح جواله : ما صورت شيء ؟
لف ذياب نظره لها ، وهز عذبي راسه بالنفي بذهول : إيه شنو يعني تصورين ولا توريّنا ؟ هاتِ تلفونج وينه
ضحكت قصيد تهز راسها بالنفي لكن أبوها تركي نطق بالإصرار : لا لا ، حنّا شفنا الدنيا بعيننا وإنتِ ما شفنا شلون جات عليك ووشلون شفتيها ولا نبي كلام
هز عذبي أبوها راسه بإيه : هاتيه لا تقوّميني شيبت
ضحك حاكم من إبتسم تركي : والله متغيّرة علي ، شنو يعني وراء ذياب وجنب ذياب وحول ذياب ؟ آخذج منه
ضحك ذياب لأنها هزت راسها بالنفي بهمس مستحيل من الخجل : لو أخذت الجوال تشوف ، تبطّل ؟ ضحك تركي يغمز لها ، ومررت جوالها لهم يضحك حاكم لأنهم يستعبطون على بعض وعلاقتهم ما تُصنف تحت أب وبنته فقط : الله يخليهم لك ، ويخليك لهم يابنتي
إبتسمت بحب تشدّ يد ذياب : آمين ويخليك لنا عمي !
ما كبر عذبي ، وما كبر تركي يلي يتفرّجون مع بعض زي أيام شبابهم بالضبط ووقف تركي لدقائق طويلة عند مقطع بعينه ، مقطع صّورت فيه ذياب ونزوله للإبل ووجوده بينهم وإبتسم يمدّ الجوال لحاكم يبيه يشوف لأن داهمته أشعار مستحيلة من لف نظره لذياب الساكن ، من طرت عليه حكاية ذياب كلها ، كل عذاباته ، كل إنتصاراته : تعرفين وش يقول الشاعر يا قصيـد ؟
هزت راسها بالنفي تدري أبوها بيسرق قلبها ، وسرق قلبها ذياب يلي نظره لناقة قامت من بين الحلال تتجه لهم يلف نظرها لها : لا تخافين !
ما تحرّكت من تركها تجيه من الإتجاه الآخر بعيد عنها ، من مد يده لها يبتسم عذبي بإعجاب : وش يعني ياذياب؟
إبتسم حاكم بهدوء : تعرف صاحبها ، لكن وش حاجتها الله أعلم ! وش يقول الشاعر ياتركي عطنا
ضحك تركي بإعجاب مستحيل من كانت غاية الناقة يمسح عليها فقط ، من كانت قصيد مذهولة لكنها ثابتة بشكل يهيبه : يقول يا بنـت أنا للشمس في جلدي حروُق
لف ذياب نظره لعمه تركي يلي خطف نَفسه هو هالمرّة لأنه يعرف هالقصيدة وتمثّله بشكل مجنون ، تمثّله وخطفه من كمّل بنبرة الشاعر المهيبة يتكيّ بإسترسال :
يابنت أنا للشمس في جلدي حروق .. وعلى سموم القيظ تزهر حياتي ..
أطرد سراب اللال في مرتع النوق .. ومن الظمأ يجرح لساني لهاتي
عاري جسد ، والليّل هتان وبروق دفاي أنا والبرد سمل العباتي
إن عذربوني بعض خلاّنك صدوق يابنت أنا عشق الخلاء من صفاتي
كان يلقي بنبرة مهلكة ، يتكيّ بنبرة مهلكة وسكت لأن هالجزء يلي يوشك يكمّله هو أكثر ما يُوصف ذياب ، أكثر ما يوصفه بشكل يعرفه تركي ذاته ، يعرفه حاكم ويعرفه حتى ذياب وكمّل يبتسم لذياب لأنه المعني والمقصود :
أنا بدوي ، ثوبي على المتن مشقوق ومثل الجبال السُمر .. صبري ثباتي
ومثل النخيل خلقت أنا وهامتي فوق .. ما أعتدت أنا أحني قامتي إلا فصلاتي ..
وإلا إفتخر بأفعال يمناه مخلوق ، يا بنت أنا فعلي شهوده عداتي
الله خلقني وكلمة الحق بوفوق .. وملكت الأرض ورأس مالي عصـاتي ..
كانت يدّه تمسك يد قصيد يشدّ عليها هو لو ما يحفظ حكايته كلها شافها من عين تركي ، شافها من عين أبوه ، ونزلت يده الأخرى عن عنق ناقته يتركها من تلاقت نظرته مع أبوه يلي سمع بقلبه ، سمع بقلبه يضيع ويشتت عينه تتأمل البر بمجرد لقاء لحظي مع ولده وإبتسم عذبي بإعجاب : صح لسانك كانت أحاديث جلستهم بلا توقف ، أصوات ضحكاتهم صادحة بلا توقف بمختلف الأحاديث ، بمختلف أنواع الكلام ضمّت الخيام وجودهم بشكل ممتع ، وجود الثلاث عائلات بأحاديث طويلة عن سوالف الماضي ، الحاضر ، والمستقبل القريب اللي أول أفراحه قريبة جدًا بزواج نصّـار وورد ، العروس الخجولة يلي تبتسم لأحاديثهم بالخجل الكثير يلي ودها تتنفس منه لو شوي عشان تعيش ، عشان تستوعب حلاوة هاليوم العظيمة وبالفعل وقفت : عن إذنكـم
إبتسمت أم نصار بمحبة كبيرة : إذنك معك ياحبيبتي
توجهت للخارج وهي تشوف البنات يطلعون أساساً ، يتركون الجلسة للحريم وودهم يشوفون المكان والجو وبالفعل تفرّقوا لأنواع الجلسات ، تشوف ورد التصوير يلي حللّوه البنات بكل طُرقه ، تسمع الضحكات وسواليفهم وإبتسمت بهمس : وكنت ناوية أفوّت !
لمحت ديم الشاردة بعيد عنهم على جوالها ، تبتسم للبنات يلي يسولفون جنبها لكنها ساكنة بشكل غريب على شخصيتها ، على حيويتها الدائمة بطلعاتهم وقبل تتكلم جات سحاب المبتسمة : الحين هنا حياتكم صدق ؟
إبتسمت جود لثواني : وش يعني حياتنا هنا شلون ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : قصدي متعودين عالمكان ، ما أذكر متى آخر مرة جيت بر وإلا شفت تراب وخيام كنت أتوقع كل الناس مثلنا خلاص ، ما عاد أحد يهتم للبر
إبتسمت وسن بتعجب : وش ما عاد أحد يهتم للبر ، بدمّنا البر كبرنا فيه وأهلنا كبروا فيه قبلنا شلون ما نهتم
ضحكت تهز راسها بإيه : الصراحة ، كنت متوقعة شيء ثاني تماماً وانصدمت ، مبهورة والله تبارك الرحمن
إبتسمت درة : وش متوقعة يعني فرشة ومكان مبهذل ؟
ضحكت سحاب تحرج لأن هذا توقعها فعلاً ، وضحكت درة تهز راسها بالنفي : عز آل سليمان هنا لو سمحتي
إبتسمت سحاب تهز راسها بإيه : أقدر أفهم ليه ما يبي نصار يبعد عن هالمكان ، غير عن كل مُتنفّس بالدنيا
خجلت ورد من طاري نصّار وهي تفهمت من مدة وتصالحت مع إن بنات أقاربه ، بنات خواله وخالاته بمقام الأخوات فقط وبينهم حدود كثيرة لكن لأنه وحيد أهله ، ولأن جمانة علاقتها من أقوى ما يكون بأهلها الكل يعد ولدها منهم وفيهم وبمقام الأخو والابن ولهالسبب يعرفونه مو من نفسه ، لكن من سوالف جمانة المحبة عنه ولفّت سحاب تتفرج بالمكان : إلا قصيد وينها ؟
كان عدم المعرفة منهم ، وضحكت سحاب على الأصوات يلي تسمعها بذهول : قال نصّار فيه بس ما صدقته ووقت ما شفت قلت يكذب علي
ضحكت ورد تهز راسها بالنفي : فيه ، حلال ذياب أخوي
هزت درة راسها بإيه بهمس : والديت عند الحلال رهيب
لأن الكل يعرف مطلب نصّار وطقطقته بإن اللقاء عند شبك الحلال ، كانت منهم شديد الضحكات على ورد يلي صرّفت الموضوع
'
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...