« عنـد الرجـال »
رغم مدّة السفر وصحون الذبايح يلي تُفوح حرارتها ، رغم تعالي الأصوات بين اقلط وحيّاك إلا أن ما كانت من أبونصّار حركة يمتلي استغراب تمامًا : هو ذياب وينه ؟
هز حاكم راسه بالنفي : موجود ذياب ، حياك يابونصار
هز راسه بالنفي : الله يهديه شكلنا تعبناه ما شفته من يوم جينا ولا جلس وأنا قصدت الخيام به ما قصدتها لتعبه ياحاكم ، كلمه يا نصار قول له ترى ما بنقلط لين يجي
هز نصّار المرتاع راسه بإيه يسحب نهيّان قدامه : وش صار ؟ أبوك وجهه أعرفه والشاعر ساكت وذياب أنا شفته يوم لف ورجع وش صار ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو حتى الرصاصة ما بيتكلم عن صوتها وإنه سمعها لأن الغالب ما سمعوا : والله ما أدري
توجه عذبي لأبوه الواقف بكل سكون : أبوي ؟ فيه شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يشوف طالب وبقية العمال معاه ينسحبون بعد مكالمة غالبًا كانت من ذياب ، وهز عذبي راسه بالنفي يمد يده ليد أبوه وسرعان ما سكنت ملامحه لأنه ما يحركها ، لأنها متصلبة تماماً : وش صار !
ركض ينحني للمويـا ياخذ منها ، يفتحها لأبوه يمدها له وبالفعل ارتوى الشاعر يحاول يشدّ حيله ، يحاول ولمح عذبي إتصال أمه على جواله : هلا أمي
نطقت سلاف بهلع : أبوك وينه عذبي ؟ قصيد وينها ؟ أسمع صوت العمال هنا وأكلمهم يقولون لا تطلعين
هز راسه بالنفي من رعبها : أبوي هنا وقصيد مدري وش عمال وش لا تطلعين
هز تركي راسه بالنفي يبعد : قصيد مع ذياب ، قل لها
سكنت ملامح عذبي من إبتعد أبوه عن جموع الرجال ينطق لأمها : سمعتيه ؟
هزت سلاف راسها بإيه وهي سمعته ، سمعت نبرته أساساً ما يقر كونها ولا يهدأ ولا يرتاح لها بال نهائياً : سمعته
_
« خيـمة ذيـاب »
غسـل يديه ويديها عن الموت ، عن آثار التراب يذوب لأنه يحس شحوبها ، يحسّه كله ومع ذلك هي رافضه تمامًا بإنهم يتركون الناس ويمشون وبتشدّ حيلها ، يدري إنها بتشد حيلها لكنها تعبت ، تعبت ترهقه كله : قصيـد
هزت راسها بالنفي تتوجه لشنطتها ، شنطتها اللي تضمّ ملابسهم بالعصر شماغه وثوبه ولبسها وجاء طالب يعلّق لذياب ثوب جديد على باب الخيمة من الخارج : متأكدة
هزت راسها بإيه بهدوء تتأمل الشنطه : ما تبي شيء من هنا ؟
هز راسه بالنفي يدخل ثوبه من الخارج ، وتركت شنطتهم تشوف الشنطة الأخرى يلمح إنها تطلع لها ملابس : تبين شيء من البيـت أجيبه لك طيب ؟
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها لثواني ولمح إنها تبي تشدّ حيلها لكنها مشتته يتوجه لها : قصيد
هزت راسها بالنفي تاخذ نفس من إنحنى للأرض يقابل جلوسها ، يصير قدامها وهزت راسها بالنفي تمد يدها لصدره ، تكلّمه بالثبات : نبدّل ، ونجلس ما كأن شيء صار ما أبغى يعرف أحد ذياب ، يكفي بابا وأبوك .. يكفي هم
هز راسه بإيه يشتت نظره عنها لثواني على جلوسها بهالشكل بالأرض قدامه وشبه جلوسه هو وإرتفاعه وهذا الفرق ، الفرق الجلي يلي كل ما إستوعبه يشدّ عقله من الجنون قصيد معه هو تجرّب أشياء أكبر منها ، أكثر منها وما تعوّدتها بحياة الدلال ، بحياتها المستقرّة وكان يتأّملها ، يتأمل ومدّت يدها لخده لأنه واساها بشكل مستحيل ، لأنه ذوّب قلبها بالحنان وبقيت عينها هي تتأمّله ، تتأمل أسرار عينه وداخله يلي شتته يبعده عنها مباشرة لأنه متألم بالمثل لكنه يسكت ورجف قلبه وسط ضلوعه من كانت يدها باقية على خده ، مكان جرحه وما عاد يتحمّل من حس شفايفها تلامس خده بجنب يدها ، من قبّلت خده لوقت طويل تبدّل لهيبه ولف يقبّلها لوقت مطوّل وأخذت نفس لثواني : لا تخاف ولا تشيل هم
هز راسه بإيه ياخذ يدّها من على خده يقبّل باطنها من أعماق قلبه ووقف يتركها لكن بقيت عينه عندها من تعدّلت تبدّل لبسها تحت أنظاره يبدّل هو ثوبه الممتلئ بالدم لثوب آخر لكن عينه عليها ، عينه عليها من بدّلت من عذابه كله ، بدّلت دلالها لشيء المُفترض يكون " عادي " لكن كيف يصير عادي وهو عليها ودخلت سلاف بدون لا تفكّر : قصيـ
بترت حروفها من إستوعبت إن ذياب موجود عندها وهي جات على خوف ، جات على رعب بعد نبرة تركي ما سمعت كلام أحد تاخذ جلال يغطيها عن العمّال وطلعت بدون لا تشوف شيء غير إنها تبي بنتها يذوب قلبها مباشرة ، وتنهار من الإحراج من لمحت إن بنتها تعدل بلوزتها ولبسها -
'
: حياك أنا طالع ، قصيد لا بغيتي شيء كلميني
هزت راسها بإيه فقط ، وسكنت ملامح سلاف لوهلة تشوف خروجه وإنحناءه للخارج تحس بشديد الحر : طبيعي طالع ماشاءالله عليك ، طبيعي
ناظرتها قصيد لثواني بعدم فهم ، وأخذت سلاف نفس من أعماقها تهز راسها بالنفي : أنا قلت فيكم شيء ، قلت صاير شيء وجيت ركض نسيت إنكم عرسان توكـ
صرخت ملامح قصيد مباشرة بذهول : ماما !
رفعت سلاف أكتافها بعدم معرفة تمسح على ملامحها : عادي ياماما عادي بس أنا خجلت ، أنا نسيت الأدب ما
ناظرتها قصيد تبيها توقف لكن سلاف تخجل بشكل مجنون ، تخجل بشكل مجنون ومن لمحت لبسها بالأرض هي شرقت بالخجل والضحك لأن كان منظر بنتها باهي بالدلال بفُستانها الشتوي بلونه ، بستايله يلي يرسم جسدها ويوسع من نهايه طوله يلي يوصل لفوق ركبتها والحين بدّلت لبنطلون هادي وتوب : أنا قلت ذياب معقول ما يقولك يابنت أغار ؟ طلع ما يقولها بس يجيبها بطريقته
_
وقفـت عينه تراقب طالب والعمّال اللي يحاولون يرجّعون المكان لحاله الأول ومشى طالب بإتجاهه : ياعم
ناظره لثواني من لمح بيدّه شيء وسرعان ما سكنت ملامحه من مدّ له جوال قصيد المهشّم تماماً يلف نظره بإتجاه الخيمة لأنها ما قالت له : به شيء ثاني ؟
هز راسه بالنفي وهز ذياب راسه بإيه يستعجله : عجّل
توجه طالب يستعجل العمّال وشتت ذياب نظره ياخذ نفس من أعماقه يدخّل جوال قصيد بجيبه ، وطلعت ملاذ من جلستهم تمشي وتشد جلالها لأنها تدور سلاف ووقفت من لمحت ذياب يفز قلبها مباشرة : ذياب
لف نظره لها وهو كانت عينه على الخيمة ينتظر خروج قصيد يبي يتطمن عليها لآخر مرة : أم ذياب ، سمي ..
هزت راسها بالنفي بإستغراب وهي مليانة قلق تقابله هو : وينها سلاف ؟ وش صاير يا أمي عساكم طيبين ؟
هز راسه بالنفي يقبّل راسها من جات عنده : طيبين ، مكان عشاكم جاهز يدخلون الذبايح لكم الحين ؟
هزت راسها بإيه : ما راح له أحد ، مجهزينه إنتم ؟
هز راسه بإيه يتبسّم داخل ملاذ كله من سمعت صوت قصيد تنادي ذياب لأنها لمحته ، ورفع يده لطالب : روّحوا
إبتسمت ملاذ تنزل الجلال عنها : تعالي يا أمي قصيـد
طلعت خلفها أمها يرق قلبها كله لأن نظراته تتفحّصها ، نظراته ما تطمّنت عليها للحين وهمست ملاذ : تبارك الرحمن لو تسمع مديحهم عليها ، تقول لي أم نصار تبارك الرحمن ختّمت الدلع والجمال والذرابة والسنع حظ الذيب فيها وجدتك منهارة تقول ذياب وينه عنها
هز راسه بإيه وهو أمنياته يدخلها بقلبه ما يشوفها أحد لأنها كثيرة ، كثيرة بكل لبس ولون وشكل وكثيرة هي كلها وجات قصيد جنبهم تبتسم لعمتها يلي بديت الحوار : وين هالغيبة يا أمي كلٍ يسأل عنك وخوّفتي سلاف بعد ! كلنا نقول مع ذياب وما رضيت ولا إرتاحت لين جاتك
إبتسمت قصيد تحس يد ذياب يلي إستقرت خلف ظهرها ولفت نظرها لأمها يلي لمحت يد ذياب وما عاد تتنفس من إحراجها : حبيبتي ماما ، ناقصكم شيء ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي : ناقصنا جيّتك بس كلٍ يسأل
شبكت سلاف يديها تتوتر : نرجع عندهم ملاذ ؟ طولنا
كانت على وشك توافق لكنها تذكّرت : العشاء كيف يا ذياب ؟ كيف ترتيبكم يا أمي تبون شيء نسوي شيء ؟
هز راسه بالنفي : أبد سلامتك روّحوا إنتم ، الحين بدخله ولا قضيت تشوفونه على ماتبون
توجّهت ملاذ مع سلاف لجلسة الحريم ووقفت قصيد جنب ذياب يلي نزل نظره لها : بدّلتي ، ما كنتي لابسته
كان يقصد التوب يلي عليها وهزت راسها بإيه لأنها كانت لابسة بلوزة بأكمام طويلة وعالية : حر ، وما حبيت الأول
هز راسه بإيه يأشّر لها بالإنتظار وشتت نظرها لثواني ، لمكان الحرب يلي صارت آثار لا تُذكر ما عاد للزام ولا للناقة أي وجود تحس داخلها يحترق وشتت نظرها مباشرة من حسّت فيه يترك الفروة على أكتافها وشتت نظرها لثواني ما عاد فيه مجال لأي شعور وأي تفكير غير الواجب واللازم : تأخرت على الرجال
هز راسه بالنفي يناظرها ، يرجّع عينها له لأن الإحمرار باقي بمحاجرها : حرّ الحين لكن شوي وتبردين لا تنزلينها ، أروّح متأكدة تبينا نقعد ؟
هزت راسها بإيه تشتت نظرها لثواني : متأكدة ، مافي شيء ذياب خلاص بس كيف عشاهم ما فهمت يعني
أشّر لها على المكان : هنا مكان عشاكم بدخّله الحين لا قضيت ناديتك تشوفين إن بقى شيء تبونه وإلا شيء
أخذت نفس لثواني وهو ركّز على نطقها لـ " عشاهم " يشدّها قبل تبتعد : وتعشّي معهم ، ما أكلتي شيء
قصيـد : الأكيد بجلس معاهم لأن لازم ، لكن مالي نفس
_
طلع من جهة جلساتهم لطالب وبقية العمّال يلي يشيلون صحون العشاء ، يأشّر لهم على مكان الجلسة وجاء نصّار يلي يشدّ يده ووقت لمح ذياب غيّر إتجاهه يجي له : الذيـب ! وينك الله يهديك وش صاير لك
هز ذياب راسه بالنفي : جايك الحين يا طالب جاي روّح
شد ذياب على كتف نصّار يلي جاء جنبه ونصّار يلي شال الليلة فعلاً : ما صار شيء ، ذيب ما قصّرت يانصّار
إبتسم نصّار بقلق يحاول يتفحّصه ويفهم : واجب طال عمرك قلت مدري وش صار لكن الأكيد ما تبيني أرجع ويوم دقيت على نهيّان قلت كمّل وجيب العشاء لا يتأخر أكثر
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نصّار يأشر له بيده يلي ما غسّلها للآن وكثر الله خيرك تعشيت عني وعنك يوم طولّت ما يحتاج تاكل خلاص بس أبوي ملزم لا يشوفك بيجلّسك تتعشى معه غصب ، قلتله أكلت عني وعنه قال بعد بشوف ذياب
إبتسم ذياب : روّح ما تعشيت زين ، بدخل عشاهم الحين
هز نصّار راسه بإيه بإعجاب : تبيني أساعدك شيء طيب
هز راسه بالنفي يشدّ كتفه ودخل خلف طالب والعمّال يشيك لآخر مرة ، وتنحنح فهد يلي لمحه مع نصّار ولمح إنه دخل لإتجاه الحريم يرفع صوته : ذياب تبي شيء
لف ذياب نظره لمصدر الصوت : تعال يافهد
فرح قلبه بشكل مجنون إنه ناداه فعلاً يبتسم ، يدخل له : قلت يمكن تبي شيء أساعدك بشيء ما شفناك اليوم
هز راسه بالنفي : ذيب ما تقصر ، تعشيت ؟
إبتسم يهز راسه بإيه : فللّت الله يكثر خيرك ماشاءالله
هز ذياب راسه بإيه ، ودخلوا عذبي وتركي بالمثل ينطق ذيـاب يناديها من بينهم : يا بنـت ، قصيـد
طلعت بعد ثواني بسيطة من نداه تشوف فرحة فهد قبل ما تشوف ذياب نفسه ، تحس فرحته وإبتسمت : فهودي؟
هز راسه بإيه : قلتله تبي أساعدك بشيء قال تعال
إبتسم ذياب بهدوء وهو ما يبي مساعدة فهد ، يبي ضحكة قصيد وحصلت له من إبتسامتها بأول خروجها وقت شافته وإبتسمت : يعرف إنك ما بتقصر وتساعده
هز ذياب راسه بإيه يتأملها : بقى شيء تبونه ؟
كان إحساسها إنهم ما يبون شيء ومع ذلك وقفت تتأمّل الجلسة مكان العشاء ، صحون الذبائح الممدودة على السفر وكل شيء ممكن يبونه حولهم " مأدبة " وإبتسم تركي فقط من لمح إنها ما تدري أصلاً ، ولفت نظرها لذياب بهمس : يعني كذا كل شيء تمام ؟
هز راسه بإيه : باقي شيء تبينه شيء يجيبونه ؟
لأن تركي سمع هو هز راسه بالنفي يكتم ضحكته : لا هي ما تقصد باقي شيء ، هي تقصد كذا المعتاد وإلا شنو
ضحكت ترفع أكتافها بعدم معرفة : لأن وش يعرفني
توجه عذبي بعيد عنهم كلهم بإتجاه الخيول ، ومكان شجاع بالأصح يشوفه : ذياب ، هذا ليه شكله معصب ؟
رفع ذياب حاجبه لثواني وسرعان ما حصل له الإستيعاب بإنه الأكيد ما أكل شيء : تعرف له ؟
هز راسه بالنفي : اللي ما يعرف الصقر يشويه ، تبي أشويه ؟
ضحكت قصيد لأن عذبي يستكشفه ، وتوجه له ذياب تتبعه قصيد وفهد وتركي بالسكون من طلّع له ذياب " حمامة ميتة " من صيده ونطقت قصيد بذهول : ياكلها كذا
غطى تركي عيونها لثواني : صايدها أكيد بياكلها وش يعني
مدت يدها تنزل يد تركي عن عيونها : بشوف عادي تركـ
ما كمّلت جملتها من كسر ذياب عنق الحمامة بيده ينطق عذبي بالذهول لأنه ما توقع لو لحظة وحدة : اسلم !
ضحك فهد يشوف قصيد المذهولة : شلونج قصيد ؟
ضحك تركي يضمها ، وإبتسم ذياب فقط يترك شجاع يلي روّق تمامًا على فريسته يلف نظره لها : تبين شيء؟ هو يدري إن أخوانها بيضحّكونها ، بيغيّرون جوها وبالفعل توجه لإتجاه جلسات الرجال بعد ما أكّدت إنها ما تبي شيء يغسّل يديه وطلعوا بعده يسمع ضحكاتهم والأكيد ضحكت معاهم ، هذا الأكيد ومقصده من البداية ياخذ نفس من أعماقه وقف بمكانه يسمع ضجيج أصوات الرجال وإنتبه له أبونصّار : ذيـاب ! وينك يابوي وينك
توجه له ذياب يصافحه ، يشدّ على يمينه : موجود الله يحفظك ويخليك ، عساك ارتحت وتعشيت ؟
هز أبونصار راسه بإيه : كثر الله خيرك بس إنت ما جيت يابوك ، ما تعشّيت
إبتسم ذياب يهز راسه بالنفي : إنت تعشيت كنّه أنا ، ماهو واجبكم والله الله يطول بعمرك ويخليك
إبتسم أبونصّار يهز راسه بإيه : عاد الحين تزين الجلسة والسوالف وياويلك إن بعّدت خطوة يا ذياب ياويلك
ضحك يأشّر على خشمه له ، وإبتعد عنه يتوجه بإتجاه الجلسة ووقف أسامة القلق مباشرة بهمس : وش سمعت طال عمرك ؟
لف ذياب نظره له بهدوء : ما سمعت شيء ، وذياب ماهو طال عمرك من وصلّ لك العلم إنت من كلمك ؟
ناظره أسامة بحسرة لثواني لأنه قريب منه ، لأنه حوله وما درى عن شيء ومشى خلفه : ذياب ما تقول لي ؟
_
« جـهـة الحريـم »
ما خفّت الضحكات بينهم لو لحظة وحدة من ضجيج الأصوات ، شتّى أنواع السوالف والضحكات يصدح صداها بكل مكان وضحكت ورد تتوجه لقصيد : وش يعني خيرنا وخيركم ؟ وش يعني مو واجبكم ؟ وش يعني بالعافية وش كلام الكبار هذا متى تعلمتي بدوني متى !
ضحكت ودّ : تشوفين ؟ بس ورد مثلها يعني شفناك مع أهل زوجك وش هالروح وش هالذرابه ؟
ضحكت ورد : يجي تلقائي صدقيني مدري كيف ، عقبال عندك ونشوف طلاقة اللسان الحقيقية يليق عليك مره
إبتسمت قصيد تلف نظرها لودّ لثواني : يليق عليها فعًلا
ضحكت ودّ تشتت نظرها : يبي لها توثيق هالجلسة ، حنونة بس قبلها ، وش شعورك ورد ؟
ضحكت ورد تهز راسها بالنفي : وش شعوري ؟ ليش
إبتسمت ود لثواني : إنتِ العروس يعني بتفرق معاك
هزت راسها بإيه تتأملهم : فرقت والله ، أحس راح كل التوتر والبنات مبسوطين بعد يعني صدق يوم مثالي
إبتسمت قصيد تهز راسها بإيه وضحكت من تعالت أصوات الأغاني عندهم ، من إختاروا الجلسة الخارجية قدامهم لأن الجو رائع وإنتبهت قصيد على نظرات درّة وتوق يلي من أول مجيئها للآن على نفس النظرة ونادت علياء : ياورد ، يا قصيـد ! وراء ما تجون عندنا
ضحكت قصيد تشوف عمّتها لتين يلي ترقص ، ونيّارا وسلاف يلي يغنّون بالمثل تتعالى أصواتهم بالتصفيق والصراخ والرقص يلي يصرخون به " ما قبل الزواج " وضحكت أكثر من جات سحاب تمسك ورد مع يدها : ومعقول العروس ما ترقص يعني ؟ معقول ؟
ضحكت تصرخ بالخجل من أصوات التصفير من درّة ، ديم ، جود ، وسن ، ودّ ، ملاك ، وأسيل وسحاب والكل بدون إستثناء عارم المسرّات بينهم ، تجتاحهم ، يصرخون بكل الصوت ، تصرخ قلوبهم محبّة للعروس ، وللجمعة المهيبة ..
_
« جـهـة الرجـال »
بقوا الرجال بالجلسة يسولفون كالعادة لكن الشباب كان منهم التفرّق كلٍ بمكان ، نهيّان وعيال آل نائل عند السيارات ، ذياب ونصّار وأسامة يشبون النار أكثر لأن الجو بارد وأقرب من البقية للرجال يسمعون أحاديثهم وإبتسم نصّار ينفض يديه : تعال معي تكفى ، معي شيء
هز ذياب راسه بالنفي : لا تقول لي تكفى
ضحك أسامة يهز راسه بإيه : لا تقول له تكفى ، يشيلك
ضحك نصّار يتوجه لسيارته يتبعونه أسامة وذياب ، وإبتسم فهد الجالس بشنطة السيارة المفتوحة بجنبه عذبي وقدامهم تركي ونهيان يستعبط على ذياب : الذيب ، الخوي
ضحك نهيّان بذهول من الميانة المستحيلة من مد فهد يدّه يصافح ذياب يلي شدّ عليه وسرعان ما ضحك : اسلم
ضحك فهد : شفيك الله يهديك صاحبي أخوي حبيبي
إبتسم ذياب وهو يشد على يده متعمد : فيك شيء فهد ؟
هز راسه بالنفي لأنه يفهم هالعبط ، وضحك أسامة من أعماق قلبه من مد عذبي يده لكتف فهد : فهودي حبيبي
هز فهد راسه بالنفي ينطق سؤاله وسط الألم يلي يحسه : الحين حليب البعير كذا يسوي ؟ إذا إيه أبي شربني
صرخ نهيّان من ضحكه : حليب البعير أجل الله يخلف
ضحك ذياب يبتسم نصّار مباشرة : ذياب يضحك لك ويستهبل معك ؟ فهد وش مسوي بحياتك ؟
هز فهد راسه بإيه : الأكيد ذنب ما عرفت توبته الله يغفر لـ
تعالت ضحكاتهم كلهم لأنه شاد على يدّه ، وضحك ذياب يتركه ، يهز راسه بإيه : الله يغفر لك ويغفر لنا جميع
إبتسم نصّار يترك الفروة على أكتاف ذياب بعد ما لبس هو فروته بنفسه يسأل العيال : بالله كيف ؟ مب حلوة ؟
ضحك تركي يهز راسه بإيه بإعجاب : ذويق الولد ماشاءالله
إبتسم نصّار بغرور ، وضحك عذبي على ذياب المستغرب : كيف تعرف إن الذيب مب متعود
هز نصّار راسه بالنفي بإثبات يلبس الهُودي يلي منها وفيها : يتعوّد ، شوف كيف أصلاً وين تلقى فروات مرتبة مثلها ؟ ذياب يلبس الفروة ويلف الشماغ مشوار خلاص التطور عندي منها وفيها ما يحتاج إضافات ولا شيء وجبت له بني بعد نفس فروته الأولى ، بالله كيف ؟
ضحك أسامة يأشّر لنصّار بإنها مثالية ، وإبتسم نصار : عاد إذا تبون إنتم ما تغلى عليكم كلكم بس عطوني خبر وتم لكم كلكم بخصم ٥٠٪
ضحك نهيّان : لا حول ولا قوة الا بالله ما تغلى عليكم وآخر شيء خصم ، إنت بخيل دايمًا كذا مو شايف خير وإلا وش وضعك ؟
هز نصار راسه بالنفي : لا مو بخل بس طبعًا ما بهديك ، تستاهل الهدايا ؟ تعالت ضحكاتهم على المحارش المستحيل بين نهيّان ونصار المُصرّ على رأيه بإن هذا أفضل عرض ممكن يصير وهز راسه بالنفي يلف نظره لذياب : ذياب حبيبي ، عطها حقها نجّح مشروعي بترك أسبانيا وأبيع فروات ورّهم
ضحك فهد من كان نصّار يعدلها على ذياب : يعامله معاملة المودل شنو مشتاق تعيش بكتف واحد ؟
شرق تركي بمويته يضربه أسامة اللي ضحك من أعماق قلبه لأن حتى نصّار حصلت له لحظة الإدراك يهز راسه بالنفي ويعدل بالفروة أكثر : تستهبل ؟ ما يخربها الذيب بعدين ما زانت إلا عليه أبيكم تشوفون
هز فهد راسه بالنفي يوجه نظره لذياب بذهول : راعي صبر عليه بس علي لا ؟
ضحك نصّار بذهول : ورع فهيد تقارن نفسك معي !
شهق فهد يناظر ذياب بذهول ، وضحك ذياب من أعماق قلبه لأن فيهم عبط غير طبيعي : لا تحارشه يانصّار
هز عذبي راسه بإيه : يقصد لا تحارشه لأنه هو مو مقصر مو حبًا فيه ، الجو برد صدق أسامة تدفى كلنا متدفين
هز أسامة راسه بإيه : متدفي ماعليك والجو زين ماهو برد
هز ذياب راسه بالنفي يلف نظره للنار ، يأشّر لطالب عشان يفهمه : اقربوا يمّها ، يا طالب
إبتسم فهد من جاء القهوجي بالشاي لهم يمررّه عليهم وجاء طالب بالفروة لأسامة يبتسم ذياب له : تدفى
توجّهوا قريب النار يتدفّون ولمح نصّار إن نظر ذياب بإتجاه الرجال : ذياب إن رحت عندهم والله ما يتركونك
هز راسه بالنفي لأنه بيروح : ما قعدت معهم
ضحك نهيّان يهز راسه بالنفي : المعزّب ، لا بد يروح
هز نصّار راسه بالنفي بتذكر قبل يمشي ذياب يقرب له : ذياب ، حولنا أحد من البدو ؟
رفع حاجبه من السؤال لثواني : شفت أحد ؟
هز راسه بإيه : شفت بنت ومعها ناقة الظاهر ، اسأل ورد قلتلها من حلال ذياب وردت علي هي تقول لا من حلالنا بس كانت غريبة مرة هي وناقتها قلت أعطيك العلم
هز راسه بالنفي بهدوء لأن بعد وش ، وإنتبه نصّار إنه شد على كتفه فقط يودعهم : يا علم ماله داعي يا قلته متأخر يا يدري به
بقيت عينه تراقب ذياب يلي فعلاً مشى للرجال ، ووسط مشيه نزل الفروة تنزيله للبشت يتركه بذراع طالب يلي مشى له وإبتسم تركي يشوف نظرات عذبي : وش ؟
هز عذبي راسه بالنفي يلف نظره لفهد ، يأشر له على إتجاه الحلال ولازالت إبتسامته موجودة : تبينا نروح لهم ؟ جالسين بالأرض نايمين كلهم
دخـل ذياب لجلسة الرجال يسمع التراحيب من أول مجيئه أساساً لكن كانت نظرته لأبوه يلي يتأمله بشكل مهيب وإنتبه لجده متعب يلي يأشّر له بعكازه : سـم
توجه يشد يده من لمح إنه يحاول يتكلّم ، وإبتسم تركي بهدوء من لمح إنه جلس بين جدّانه اللي يبعدون له المكان ويكلّمونه بالهمس ما يسمعونهم كلهم وتعالت الضحكات من ضحك متعب ينطق فزاع بذهول : أبوي ! الحين من اليوم مكشّر علينا معصب وتو نسمع ضحكتك
إبتسم متعب يلف نظره لذياب ، وإبتسم أبونصّار يهز راسه بالنفي : عاد بناخذه معنا أسبانيا يامتعب ، يترك الرياض وأهلها وإن بغيتوه تعالوا له لكننا بنشيله معنا
هز متعب راسه بالنفي بثقة : ما يترك ديرته ولدي
ضحك أبونصّار يهز راسه بإيه : الديرة بالقلب يابوحاكم ، لكن خيرٍ له وذياب إن ما كنت تدري به تراه ماشاءالله رجّال قد حاله وزود والله إنه بمقام نصّار عندي ولا أبي له غير كل خير
إبتسم ذياب بهدوء : ما عزيّت إلا اللي يعزك ياعمي الله يحفظك ويخليك ، لكن يقولها لك عني عمي أبوعذبي
ضحك تركي يهز راسه بإيه وهو تجاه ذياب يصرخ بالأشعار لكن بباله شعر وحيد ، يخبيّه بقلبه لوقته ونطق غيره بهاللحظة : يقولك أصلي أنا بيتي شعر .. والبرّ هو ديرة هلي
فرشي ثرى وسقفي سماء وترابها غاليّ علي يابونصار
تعالت ضحكاتهم من هز أبونصّار راسه بإيه ولأنه يعرف بالأشعار لف نظره لذياب : هو يكملها يقول الضوّ تقدح بالجمر والنجم يقدح في سماه ما تبي مناظر أحلى ؟
ضحك ذياب يهز راسه بإيه : ما به أزين الله يحفظك أبد
تفرّقت المواضيع لألف موضوع وموضوع بجلستهم ، بالساعات كانت السوالف يلي ما تسكت بين الرجال كلهم وكل شوي يمشي أحد يودّعونه لأن الفجر قرب وقته ، ولأن الأغلب " تعب " ويبي الراحة ببيته ، بمحلّه كل شوي يودّعون أحد بالإبتسام وقدركم أعلى والردود كلها " كثر الله خيركم .. وعساها ديار عامرة بالأفراح " وما بقى إلا نصار وأبوه وأسامة ضيوف ، وآل سليمان ، وتركي وعذبي وعيالهم من آل نائل فقط والبقية ودّعوهم ..
_
« عنـد الحريـم »
لأن ما بقى إلا آل سليمان وبناتهم ، وأم نصار وسحاب ، ونيّارا وسلاف وودّ من آل نائل والأكيد قصيد راعية المكان كانت الجلسة أحنّ ، هادية من ضجيج الصوت طول اليوم وإبتسمت أم نصّار تاخذ نفس : يقول لي نصّار أبوي يقنع ذياب للحين على أسبانيا ومصرّ عليه ، يقوله مالي بديل عن ديرتي ووالله ما ألومه الجو كل ماله يرد الروح
إبتسمت سحاب تهز راسها بإيه بإعجاب : صدقًا قصيد ، تبارك الرحمن يعني ما توقعت ولا واحد بالمية كذا تكون الخيام وإلا كذا يكون المكان لكن تبارك الرحمن ماشاءالله الله يزيدكم ويكثر خيركم ويسعدكم زي ما أسعدتونا وأكثر .. أخذتوا عننا وعن العروس توتر الزواج الجاي
ضحكت ورد تهز راسها بإيه ، وإبتسمت قصيد رغم مزعج إحساسها تجاه توق ونظراتها طول الجلسة لكن ملاذ ردّت عنها: الله يديم هالجمعات على الفرح والسرور إن شاء الله
وقفت ودّ تأشر لقصيد يلي بالمثل وقفت تبتسم :عن إذنكم لفت ديم نظرها لدرة أختها تطلبها توقف وبالفعل وقفت درّة يطلبون الإذن بالمثل يتوجهون لمكان عباية ديم وناظرتها درة بذهول : بتمشين ! بدري نبي نفطر هنا
هزت راسها بالنفي تسكر جوالها : تعبت مره خلاص
ناظرتها درّة لثواني وسرعان ما سكنت ملامحها : ديم ؟
إبتسمت ديم لثواني تصرخ درة بذهول لأنها فهمت ، من ملامحها فهمت وضحكت بذهول تغطي فمها : بشـويـش !
ما حملها عقلها إلا إنها تضمّ أختها مباشرة وضحكت درك من أعماق قلبها تستوعب : عشان كذا ما قمتي معانا مكان اليوم ! وكل شيء مالك خلقه وأمي تنبهّك كل شوي
هزت ديم راسها بإيه : قلت لأمي بس قلتلها ما تقول لأحد وماشاءالله من تصرفاتها يبيّن ، حتى أبوي ما قلت له ولا نهيّان ولا أحد قبل نجي الخيام مرينا الدكتورة حللّت بس
سكنت ملامح درة لثواني : قبل تجون الخيام مريّتوا بس نهيان ما يدري ؟ ما قلتي له ليه ؟
هزت ديم راسها بالنفي بتغيّر الموضوع لكن درة شدّت على يدها مباشرة لأن داهمها شعور غريب ، لأن داهمها خوف ولأن ديم متكتمة دائماً : ما يبـي نهيّـان ديم ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة : لا ! لا بس أنا ما قلت له عشان ما يشيل هم لكن الحين بقول له كيف ما يبي درة !
رفعت أكتافها بعدم معرفة ورجع السرور يخالط ملامحها بشكل مستحيل بلحظة ، وضحكت ديم من رنّ جوالها إنه نهيّان جاهز للمشي : قولي لأمي لا تشيل همي ، نهيّان جابنا على مهله وبيرجعنا على مهله وكل شيء تمام
جات نادين على الطاري ، وإبتسمت ديم من ملامح أمها : لا تشيلين همي ! أبدًا
هزت راسها بإيه : بكلم نهيّان ببارك له طيب وين أبوك
ضحكت درة تهز راسها بالنفي : لا بدري ، حتى الأبو نفسه ما يدري لسا عطيهم فرصة يمكن بنتك ببالها فكرة حلوة
ناظرتها ديم بذهول ، وإبتسمت نادين تقبّل بنتها : أستودعتكم الله على مهلكم وطمنيني ، طيب ؟
هزت راسها بإيه : قولي لأبوي لما تكونون بالبيت
ضحكت درة تغمز بإن ديم تخجل من أبوها ، وكشّرت ديم من توجهت أمها لبعيد : درة يا سخيفة خلاص ، المهم بسألك عن شيء .. توق فيها شيء اليوم وش فيها؟
هزت درة راسها بالنفي : توق تبي أحد يكسر راسها واليوم كانت أول البوادر ، أكلت لها كف محترم بشكل من قصيـد
شهقت ديم بذهول ، وهزت درة راسها بإيه تُبتر السالفة من كان صوت سلاف يلي بتدخل للجلسة قريب وإبتسمت ديم تبتر الموضوع : سلمي لي عليهم تمام ؟
هزت درة راسها بإيه ، وإبتسمت سلاف : بدري ! الله يحفظك ويستر عليك يا أمي أستودعناك الله
إبتسمت تمشي لإتجاه سيارة نهيّان اللي قرّبها وما تصدق إنها كتمت من أول نُطق الدكتورة بحملها للآن ، كتمت عنه ، كتمت عنّهم كلهم ولو ما كانت جلستها معاه بنتيجة يمكن ترددّت أكثر وأكثر وما قدرت تصارح كان حوارهم عادي ، طبيعي ما تطرّق للحمل بأي موضوع وبأي ناحية وما تطرق لهم أساساً كان حوار طبيعي وعادي ، سوالف عادية عن المكان ، عن الأحوال ، عن شخصيته يلي هي دائماً تحاول تفهم كيف عكسها بكل شيء ومن وقت نطقت لها الدكتورة بحملها هي ما إستوعبت ولا شعور إلا شعورها بإن نهيّان لا يعرف ، وهذا اللي نطقته للدكتورة يلي طاوعتها بالمثل وطول وقتهم بالخيـام وهي تحاول تستوعب فقط وحصل تقدر تقوله الآن ، إبتسم نهيّان من ركبت بجنبه : ما تبين تجلسين معاهم خلاص ؟
هزت راسها بالنفي ترجع جسدها للخلف بتعب : أبي البيت
إبتسم يهز راسه بإيه : نرجع البيت ، كيف الحال والأحوال
هزت راسها بإيه تاخذ نفس من أعماق قلبها ، وإبتسم يمدّ يده لها يبسط كفّه وبالفعل مدت يدها بعد ثواني بسيطة لأوّل مرة تنتبه لهالشيء بمسكة يدها ويّده ، لأول مرة ممكن تستوعب هالشعور أساساً وشتت نظرها لثواني : إنت مهدي اليوم ، حتى وقت دخلنا للخيام
هز راسه بإيه : تعبانة إنتِ ، خايف عليك غصب بهدي
هزت راسها بالنفي : بس الدكتورة ما قالت حامل
هز راسه بإيه : ما قالت ، بس يعني لا صرتي حامل بهدي ولا صرتي مو حامل وتعبانة ما يهم ؟ من يهمني أنا
لفت نظرها له لثواني ، ورفع أكتافه بعدم معرفة يبتسم : تصدقين ، دايم الوضع عندي فلة ووناسة وسهر ولعب ولا علي من شيء مشينا من الخيام ؟ بروح للعيال ، نمت عند العيال نمت بالبيت ما علي العلم لأبوي بس وخلاص واليوم كل شوي بجي لك ، بجي عندك وكل شوي أنتظر متى تقولين مشينا ، هذا شعور الإستقرار اللي تقولين عنه؟
ضحكت تهز راسها بالنفي ، وإبتسم : أجل وش ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وهز راسه بالنفي بمنطقية شديدة : صدق ديم ، والله شيء رهيب ما تعودته
هزت راسها بإيه تتأمل هدوء الخط ، سكون المكان كله وإبتسم لأنها هادية : وش هالهدوء
لفت نظرها له بكل هدوء لثواني بسيطة : أنا حـامل
سكنت ملامحه لثواني يلف نظره لها لثواني ، وضحك يهز راسه بالنفي يشوف يدها يلي على بطنها : الدكتورة قالت لا مو حمل ديم وش فيك ؟ تطقطقين علي الحين ؟
كانت تشوفه بس من ضحك مرة ثانية بشكل أشدّ ، وهز راسه بالنفي : تبين تجدولين علي تشوفين وش بقول يعني
هزت ديم راسها بإيه تبتسم ، وضحك من أعماق قلبه يهز راسه بالنفي : عيديها شلون ؟ أنا حـامـل
ضحكت تلمع عيونها وسرعان ما تنّفس يستوعب ، يمسح على عيونه يلي دمّعت من ضحكه بإستيعاب شديد : إنتِ صدق حامل يعني ؟ صدق ؟ الدكتورة تكذب ؟ شتت نظرها لثواني : ما تكذب ، قالت لي وما قلتلك ..
هز راسه بالنفي لثواني يناظرها ، وضحكت تهز راسها بالنفي : تأمل الخط وش تبي تتأملني ؟
ما كان يصدّقها بطريقة تتركها تضحك ، تضحك بدون توقّف من نظراته ومن إنه يحاول يستوعب ويربط الموضوع بعقله تنهار من ضحكها لأنه جديًا ما يستوعب وضحك لثواني : لا تضحكين علي إصبري ، حامل ؟
ضحكت تهز راسها بإيه وهز راسه بالنفي يوقف على جنب لثواني : حامل صدق ؟ يعني أبوي بيصير جد
ضحكت لأن هذا إستيعابه بهاللحظة : إنت بتصير أبو
ضحك بذهول يستوعب فعليًا ، وضحكت من أعماق قلبها لأن عكس كل كلامه والجنون والعبط هو مدّ نفسه يضمها ، يضمّها بشكل إرتاح له داخل ديم بجنون تشدّ على ضمته بشعورها هالمرة ، بكامل شعورها وأكثر يمكن لأنه يستوعب ، يمكن لأنه يفهم وضحك لثواني يقبّل كتفها : وش نقول طيب ما حددنا شيء أم مين ؟ أبو مين
ضحكت تناظره لثواني وإستوعب إنه ما عاتب ليه ما تقولين لي لكن لأنه يفهم شخصية ديم هو كان منه السؤال : وقبلها ما قلتي لي
هزت راسها بإيه لكن ما ودها تفتح هالموضوع ، وإبتسمت من حسّت بيده على بطنها لثواني : قلتلك الحين ، نهيّان والبيت ؟
هز راسه بالنفي يضحك : مالي حيل بستوعب ، وش يعني الحين تسع شهور وتصيرين أم وأصير أبو ؟ ذياب بيسمي حاكم ياخذ السماوة وإلا نشيلها حنّا ؟ نهيان أبوحاكم ؟ وإلا نهيان أبوفزاع ؟ وإلا نغير عنهم كلهم بس لو جات بنت بنسميها زَهر من الحين أقول لك ، أمي تحبه
ضحكت تهز راسها بالنفي : وعمي حاكم يصير جد بعد وأبوي يصير جد ويصيرون جدّات ملاذ ونادين ، والاسم لاحقين عليه بعدين مو الحين لا تفكر بدري مره بدري
ضحك يستوعب من كل النواحي بشكل مضحك ، بشكل يضحّك فعلاً وإبتسم لثواني يناظرها : مبروك طيب قبلهم
هزت راسها بإيه تاخذ نفس من أعماق قلبها من كمّل طريقهم : بتقول لأهلك الحين ؟ قلت لدرة وأمي أنا
هز راسه بإيه يمد يده وسط يدها : بقول لهم لا شفتهم
إبتسمت لثواني تاخذ نفس من أعماقها على الخوف يلي نفض داخلها نفض تجاه الحمل ، تجاه علاقتها هي ونهيّان وتجاه شعورها بإنه " مو وقتـه " لكنّها قررت تختار أسهل الطُرق وتسلّم أمرها ، تاخذ نفس بالهدوء والراحة بإن كل شيء بسيط ، كل شيء سهل وإبتسم تشوف إنه يفكر تسأل هي : وش تفكر فيه
هز راسه بالنفي : أفكر بشخصية الأبو ، تدرين أبوي يوم يسولف لي يقول تدري يانهيّان كل ما لقيت أحد قال لي إنت ما تهاب ولا تخاف ، قلتله صادقين ما تخاف قال كل رجال عنده عيال ، يخاف ويجرّب الخوف بهم لا تقول عن رجال عنده عيال ، ما يخاف
إبتسمت لثواني ، وهز راسه بالنفي يستوعب : يعني بصير خوّاف ؟
'
« الخيـام »
إبتسمت ودّ توريها تصوير البنات لأن قصيد بلحظة إستوعبت إن جوالها مو معاها ، وضحكت : إنبسطنا بالمرايا أكثر منك تقريباً كلنا تصورنا فيها
هزت راسها بإيه : وطالعين حلوين الإضاءة حلوة مره جات سلاف يلي تدندن بكل روقان تضمّ الوشاح عليها ، تغنيّ لبنتها تقصدًا : توزّع البسمة على الليّ معها إيّاك أعني وأسمعي ياجارة ..
ضحكت ودّ لأن سلاف جات تتمايل وتغنّي وإبتسمت لقصيد تفهّمها : إنتِ الجارة لعلمك
إبتسمت قصيد تمسك يدّ أمها يلي تغنّي للآن ، تتمايل وتبتسم بشكل مليان مشاعر : وش هالدلع سلافي !
إبتسمت سلاف تضمّها ، تقبل خدّها لثواني طويلة وضحكت ودّ لأن غريب فعلاً : مشاعر آخر الليل غالبًا
ضحكت قصيد تلف نظرها لأمها ، تقيس حرارة جبينها وضحكت سلاف : ما أغني لك يعني ؟ ما أشوفها إلا عليك
هزت قصيد راسها بالنفي ، وأكّدت سلاف : أبوك لا يسمعني ، يقول سلاف لا بغيتي تتغزّلين تغزلي بشيء راقي ومعناه خَفي ماهو صريح بالحيل ، على المستور يعني
ضحكت قصيد بذهول ، وهزت سلاف راسها بإيه تطّق بأصابعها : مافيه غزل ومدح أحلى من تحرق صدور المترفّات إن مرت أكثر من السيجار والسيجارة
ضحكت قصيد بذهول تناظر أمها : وش هذا يعني
إبتسمت سلاف وضحكت ودّ لأن سلاف تتمايل طرب فعلاً : تبين نشغلها ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم لبنتها : لا حبيبتي ، كلمتي عذبي
بردت ملامح ودّ لثواني وضحكت سلاف تكمّل : ياقصيد ؟
تعالت ضحكاتهم بلحظة وضحكت ودّ : بشوف خالتي
هزت راسها بإيه تبتسم سلاف ، تتأمل الخيام وأخذت نفس تعدل الفروة على بنتها : فروة الذيب ، تليق عليك ويليق عليك كله أصلاً
إبتسمت قصيد : ماما فيك شيء ؟ برد ؟
هزت راسها بالنفي تاخذ نفس من أعماق قلبها هي ما تدري كيف تصيغها ، وما تدري كيف تعبّر : يتكلمون بالجلسة ، يسولفون عن الخيام عن خير الخيام وتسولف لهم علياء عن حكايات أول والخيام بحياة نهيّان ، وجابت طاريّك تقول كل ضيوف الأرض بكفة ، ولا جات قصيد يفز لها نهيّان وقلبه كله يدور علومها وين ما كانت والله يرحمه ، راح ما شاف إنها صارت صاحبة خيامه وهو يحبها من كل قلبه وضحكت نهى تقول شافها ذياب
شبّكت قصيد يديها لثواني لأنها ما تحب الوضوح ، ما تحب هالكلام عنهم وإبتسمت سلاف : عرفتي ؟
أخذت قصيد نفس : كانت ليلة حلوة ماما ؟ إنتِ جلستي معاهم أكثر مني كل شيء تمام ؟
إبتسمت سلاف بذهول : طبعًا ، طبعًا وإلا ما كانت هالضحكات كلها ما كان هالسرور وما كان هالمدح يعشقونك آل سليمان ، يعشقونك
هزت راسها بإيه ، وشتت سلاف نظرها لثواني من لمحت إن نظرة من بنتها مرّت على يدها وباطنها تنطق بهدوء : وش سبب الكف لتوق ؟ ضحكت قصيد تتأمل قدامها لأن هذا سبب غُناها ، هذا سبب النظرات توّ وهذا سبب الدلع لها وعضّت شفايفها لوقت طويل لكن سلاف نطقت بهدوء : ما جيت أغني لك بدون سبب وما جيت أقول ولا شيء حقك ، بس ليش ؟
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها بهدوء ، وكان من سلاف النطق : يخص ذياب الموضوع ؟ عشانه الكف ؟
أخذت نفس من أعماق قلبها بهدوء تدخل يديها بجيب بنطلونها الأمامي : ما أحب الناس قليلة الأدب
هزت سلاف راسها بإيه : بس مو عادتك ، كف يا قصيد ؟
هزت راسها بإيه : يصير عادتي ، ويصير بدل الكف عشره
أشّرت سلاف على فمها بالسكوت بإنها ما بتعارضها ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها تشتت نظرها لكن سلاف تكلّمت بتنهيدة : عشان هذا الزعل بالضبط أنا سألتك ، ما تحبين الناس قليلة الأدب أعرف ويصير عادتك تمام حقك ويصيرون ألف بدل العشر بس لا يصيرون إذا يزعّلونك يا ماما ، لا يصيرون
هزت قصيد راسها بالنفي فقط لأن الموضوع يزعجها لمجرد الكلام عنه وسكنت ملامحها بلحظة من صوت ذياب من خلف الحواجـز والجهة الأخرى : يـا بنـت
شتت نظرها لثواني بهدوء : ذيـاب
هز راسه بإيـه يشتت نظره : أقربـي ، تعالي لي
توجهت له يتأكد إنّ مزاجها مو بمحله نهائياً ولا تتحمل نقاش يشتت نظره يشوفها بس ما تشوفه وهز راسه بإيه : يمّي أحد ؟ باخـذ شجاع
أخذت قصيد نفس من أعماقها : جالسين بالجلسات هنا ، بيشوفونك يقدرون
هز راسه بإيه وهو يشوف عينها وتهربها : من معك إنتِ
رفعت نظرها له لثواني : ماما ، تبي أجيبه لك ؟
هز راسه بالنفي لأنه يخاف عليها ، لأنه ما يضمن شجاع معاها لأن حبه عنيف بشكل مجنون : ريّحي ، قصيد
كانت تسمع أصوات الرجال القريبة ولفت نظرها له : إنت تبي شجاع ؟ مو بالجلسة إنتم ؟
هز ذياب راسه بالنفي : ما يشوفك أحد ، يبون الحلال
ناظرته لثواني طويلة تشتت نظرها : تبي شجاع أجيبه؟
هي تدري إنه يخاف عليها ، ولا بيطلبها تجيبه ومسحت على جبينها لثواني : تقدر تجي تاخذه ، ما بتشوفهم من هنا بس يشوفونك بعطيهم خبر عشان لو ودهم يتغطون
هز راسه بالنفي يمسك ذراعها من كانت بتمشي : بنت ، ما تبيني أدخل ؟ ما دخلت ويقعد شجاع وش نبي به
كان من قصيد النفي : ما قلت لا تدخل ، عادي بتدخل
قبل يتكلّم هي لفت نظرها لإتجاه أمها : قولي لهم ذياب بيدخل
ناظرها بذهول لأنها ما سمحت له مجال يتكلم وإنتبه إنها ما تشوفه نهائياً يسأل : من زعّلك إنتِ
هزت راسها بالنفي تدخل وهو خلفها ، ورغم إنها لمحت كونه ما رفع نظره ، ولا لفّه ودربه كان لشجاع مو غيره إلا إن داخلها يشتعل بشكل مجنون لأنها تعرف بإن أكيد ، بدون لا تلتفت هي نظرات توق عليه وعضّت شفايفها لثواني من مشى وشتت نظره لأنها بعدت عن مساره ما يقدر يقربها أساساً وهو كان ناوي يطلّعها معه وما لحق يفكّر من ما تركت له مجال تبتعد حتى عنه وإنتبه إن نظراتها بإتجاه جلسات الحريم من وقفت توق من بينهم وسكنت ملامح سلاف لأنها تنتبه لكون بنتها " تشتعل " غضب ولأنها وصلت للكف هي ما تأمن غضبها : قصيـد تبين نروح نمشي ناخذ لفة ؟
هزت قصيد راسها بالنفي تعضّ شفايفها لثواني ، وسكنت ملامح سلاف على إن ودها تدندن " الغيرة عذروب خلي " وتاخذ بنتها بالضحك لكنها ما تقدر وهزت راسها بإيه من صوت ذيـاب اللي يناديها : يناديك ، حتى هو شافك
أخذت نفس من أعماق قلبها لثواني وهي تحس بحر غير طبيعي ، ونزلت الفروة بمشيها تتركها بخيمتهم وتتوجه له : ذيـاب
هز راسه بإيه يمسح على شجاع يلي نفض جناحه مباشرة من سمع صوتها : وش فيك ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء ، وكان منه الرفض : وش فيك قلت ؟ الفروة نزلتيها والعذر حر والجو أبرد منه مافيه
هزت راسها بإيه تتكتف : أحس حر ، وين المشكلة ؟
عض شفايفه لأنه تجننّ كل عقله وقت تزعل ، وقت تغضب ، وقت تصير بهالشكل يراجع نفسه ووده يراجع الدنيا كلها : قصيـد ، وش زعّلك من زعّلك ؟
هزت راسها بالنفي من سمعت أصوات الرجال تناديه : روح لهم
هز راسه بالنفي بغضب : أسمعهم الظاهر ، وش فيك !
ناظرته بذهول لثواني : وش يعني بتعصب عليّ ذياب ؟
شتت نظره بهدوء : ما أعصب عليك ، وش فيك قولي
هزت راسها بالنفي ترفع أكتافها : مافي شيء ! ما في !
ناظرها بذهول لأن ملامحها غاضبة ، لأن ملامحها زعلانة ولأنها تحترق من شعور الحرّ يلي تحسه وشتت نظرها من لمحتهم بالثياب بين الحلال ولف ذياب نظره من حس بنور السيارة يقرّبها منه بيدّه ما تبيّن نهائياً : مـن ؟
فتح عمه عناد الشباك يبتسم : عناد ، معك أحد ؟
هز راسه بإيه يلف نظره له : إيه يجونك أهلك بمحلّك ، خلّك
كانت على وشك تترك ذراعه لكنها شدّته بذهول من نطقت توق تعمدًا وبكل هدوء قبل أمها : بنطلع لأبوي
إنتبه لثورة الغضب يلي حصلت منها يثبّتها بمكانها وعضّت شفايفها ترد : تمشون مسافة من هنا بالخلف هو
رميت الطرحة على راسها بهدوء تمشي مع أمها قريب من نهاية الحاجز : أمي تبي تمشي ، مو مشكلة
لأنها حسّت برغبة توق بإنها تطلع من جهتهم ، وبإنها تحرقها على الكف هي ما تكلّمت تدخل بنفسها بالإتجاه يلي بيطلعون منه توقف بوجه توق ونطق ذياب مباشرة بجهورية تسمعه توق ، وتسمعه أمها : الدرب وراء يمّكم ماهو هنا ، أنا هنا
ركضت سلاف من الخلف لأنها إنتبهت وعضّت قصيد شفايفها بهدوء تأشر على الإتجاه الآخر من داخل الجلسات بتأكيد : من هناك سيارتكم والمشي من هنا ما يطيحكم ، أوضح لكم ، توق تبين تقولين شيء ؟
تلعثمت سلاف مباشرة لأنها لمحت غضب بنتها : قصيد
شدّت أم توق بنتها تبتسم : لا وش بتقول ، صادقة ظلام ما نشوف وأصلاً ذياب هنا ، فمان الله الله يسعدكم
كان منها السكوت تبتسم مجاملة لكن هي ودها تنتف توق كلّها بهاللحظة لأنها مستفزة وتبي تقهرها بأي شكل ولو كان دنيء لهالدرجة ، وأخذت سلاف نفس من أعماق قلبها من مشيت توق وأمها للجهة الأخرى تنطق هي مباشرة لأن نظرات بنتها غير طبيعية : أمي قصيد ، عيب أمي عيب ! عيب لو العيون ترمي قتلتي البنت عيب !
عضّت شفايفها لأنها ما تبي تتكلم ونطقت سلاف ترصّ على أسنانها : يعني تبين تعطينها كف ثاني بس هالمرة لا مو بالخفاء ، هالمرة قدام أمها وكل أهل زوجك ؟ عيب بحقك إنتِ عيب !
نطق ذياب مباشرة لأنه سمع ، لأن الواضح سلاف ما تدري بوجوده للآن ونطق يهز ضلوعها من نطقه : قصيـد !
سكنت ملامح سلاف مباشرة تغطي فمها ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها ترجّع شعرها كله للخلف لأنها تحترق من شعور الحرارة وطلعت له تترك أمها يناظرها لثواني طويلة ونطق بكل هدوء يمد يده لفكّها ، يرجع نظرها له من بعدته عنه مباشرة : ما تبعّدين ، وش تقول أمك ؟
عضّت شفايفها لثواني كانت على وشك تتهاوش معه شخصًا لكنها فضّلت السكوت من سمعت صوت أحد يقترب لكنّها ما بقتها بخاطرها إنما نطقت بشكل حرق له قلبه مباشرة تضرب على صدره بأصباعها : ما بتكلم ، وما بقول ولا شيء أبي اليوم يخلص ، يخلّص !
رجعت تدخل للداخل تتركه بوقوفه ، ولو ما يعرف إن شجاع بيترك كل الأماكن ويتبعها هي كان نفضه بكل غضبه من يدّه ومسح على ملامحه ، على شنبه ياخذ نفس من أعماقه بغضب : إيه بيقضي اليوم ، بيقضي !
لف نظره لنصّار يلي يمشي وعينه بالخلف لكنه شهق من لمحه : بسم الله ، وش هالعصبية وش فيك ؟
هز راسه بالنفي يناظره لثواني ، وأشّر نصار بالسكوت : جيت أدورك ، آل نائل ينتظرونك بالجلسة
هز راسه بإيه فقط يتوجه لمكان آل نائل ، جلس وشجاع على يدّه يسمع أحاديثهم مع أبوه وله عن شجاع ويرد لكنه يحلف بإنه ما يدري وش يقولون ، ولا يدري هو وش يرد أصًلا ولا يستوعب لأنه ثاير غضب ، ثاير ..
-
طلعت من رنّاته المتكررة ونداه بإستغراب : وش ؟ وش هالإتصالات والعجلة '
إبتسم نصّار لثواني : جاي باخذك ، ربي يحبني وحقق أمنياتي بنروح عند الحلال صح معنا ضيوف بس ماعليه ، بس ذياب وش فيه معصب تدرين ؟
ناظرته بذهول لأنه متحمس وضحكت : وش مين ! لا ما أدري وش فيه مين قال معصب
هز راسه بإيه : بس أبوي وجدانك وأبوك وحنا بس
ناظرته بذهول لأنه صادق أخذ يدّها بيده يمشي بإتجاه الحلال وشهقت بذهول : طيب آل نائل موجودين !
هز راسه بالنفي : بجيبك بينهم يعني صاحية ؟ آل نائل بالجلسة مع ذياب وجدك فارس يبيك قال جيبها وتعال
هزت راسها بإيه تبتسم من لمحت جدّانها فعلاً بين الحلال يلي ينتثر بشكل " مُستحيل " بالأرض وهز نصار راسه بالنفي بعدم إرتياح من إعتلى صوت ناقة مرّوا من جنبها : دقيقة ، بنادي ذياب يجي بعد ما أضمنهم
ضحك متعب يناظره : الحين بتاخذ أخته وإنت رفيقه طول عمرك ملازمه وبتناديه ما تعرف لهم ؟ نصّار ؟
إبتسم نصار بوهقة : لا أعرف لهم الله يطول لي بعمرك ، بس ذياب ؟ بناديه يجي يسلم على ورد ما لقاها اليوم
ضحكت ورد تسلّم على جدانها ، على فارس يلي ضمّها يبتسم وهي أحب أحفاده له : وينك يا بنتي وينك ؟
إبتسمت ورد تقبّل راسه : مقصرة بحقك صح ؟ تعذرني
هز راسه بإيه ، وأشّر متعب على الحلال : وين الناقة ياورد
ضحك أبونصّار لأن ورد ما تميّز لكنها ردّت : اللي تبيها ، ما يفرق
إبتسم أبونصار لثواني : والله ماشاءالله ، ليلة كاملة من كل النواحي وآخرها جية بنتي زانت الليلة وكملت
إبتسمت ورد بخجل لثواني : الله يحفظك لنا ياعمي ما كملت الليلة إلا بوجودكم ، كلنا مبسوطين فيكم
جاء حاكم يمشي مع نصّار يلي يبرر له : المقصد مو عدم المعرفة ياعمي ، بس المقصد إن أهل مكة أدرى بشعابها
هز راسه بإيه : وتقول حكم ماشاءالله عليك ، طيب يانصار
ضحك لأن كانت تبيّن على ملامحه الوهقة وقت جاء عندهم ، وإبتسم حاكم لورد يلي بين فارس ومتعب وأبونصاّر الواقف معاهم بالمثل يسولفون : ما زانت السوالف إلا يم البل يبه ؟ بنتي ورد مكانها ماهو هنا
ضحك أبونصّار يهز راسه بإيه : إي والله ورد ، يقولها أيّهم الناقة قالت له والله إنت وش تبي أي وحدة ؟ ما يفرق
ضحك حاكم يهز راسه بإيه : ما لها بها ، ولا لنهيّان أبد
هز أبونصار راسه بإيه : عاد نهيّان السمي ، المفروض هو
إبتسم نصّار : نهيّان ما كبر عند نهيّان ، ذياب كبر عنده
هز حاكم راسه بإيه : جاب لك الصقر يابو حاكم ، تروّح ؟
هز متعب راسه بإيه يمد يده لحاكم ، ورجع حاكم مع أبوه للجلسة وما كانت إلا ثواني رجع فيها فارس مع أبونصّار بالمثل وإبتسم نصّار لأنهم بيمشون : وش رايك آخذك معي أرجّعك الرياض دام الكل بيمشي ؟
ميّلت ورد شفايفها : يسمحون لك؟ هز راسه بإيه : ليه ما يسمحون زوجتي ، حلالي وبرجّعك بيتهم ما باخذك بيتي وأصلاً الجماعة كلهم مشوا خلاص
هزت راسها بالنفي : ما يوافق حاكم لو ترعى هالإبل كلها
ناظرها لثواني : بنت ، وش ترعى ما ترعى أنا دبلوماسي راقي مالي بهالعلوم أحبها عشان أخوك بس علومي غير
ضحكت بتعجّب لثواني : طيب ياراقي ، وش علومك ؟
إبتسم : تشوفين علومي بأسبانيا إن شاء الله ، رُقي تام
ضحكت بذهول لأنه صادق بقوله ، وإبتسم يسرق منها قُبلة على ما يتمنّى بين الحلال وشهقت بذهول تضربه لكنه صرخ بإنتصار : الحمدلله يارب ! الحمدلله
ضحكت تشتعل ملامحها خجل ، ضحكت تتعالى ضحكاته معاها ياخذها تحت ذراعه تسطيًرا لنهاية يومهم : عاد تخيّلي بودعك الحين تروحين لهم ، وبلقاك بعدين عروستي إنتِ تودعينهم وتجلسين معي ، عدل
إبتسمت من وصّلها لمكان الحريم ونطق : تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي تضحك : ما طلبت تقييمي لفروتك ؟
هز راسه بإيه ياخذ لفة : شفت التقييم من عيونك
ضحكت تهز راسها بإيه : أبي سلامتك ، إنتبه لنفسك
إبتسم لأنها دخلت بإتجاه جلساتهم وضحك من أعماق قلبه بحب : أنتبه لأبوي بعد ، أعشقك
_
سكر أسامة جواله وهو إحتفظ بداخله صورة تسطر معاني عظمة مستحيلة ، صورة أخذها بدون لا ينتبه له أحد لذياب والصقر بيدّه ووقف : أستودعناكم الله ، كثر الله خيركم ونلتقي على الأفراح دايم إن شاء الله
وقف ذياب يترك شجاع على وكره يسمع وداعياتهم لأسامة ، ينزل الدّس من يده يودّعه هو بمشيه معاه ويدّه على ظهره : ما قصرت يا أسامة ، ما قصرت
هز أسامة راسه بإيه : كلّموني الرجال ، عطوني العلم بس
قاطعه ذياب بهدوء : بس لا تفكّر والأمور طيبّة ولا تروّح
ناظره أسامة لثواني فقط : طال عمرك واجبي أنبّـ
هز ذياب راسه بإيه : إنت خويّ لي ، خل الواجب بعدين
هز أسامه راسه بإيه يرسل الصورة لذياب ، وإبتسم يلف له جواله يوريه : نعم الخوي والمهم إنك طيب وتدري وش تسوي وأنا والله ما عندي غير أوقف معك يا ذياب
هز ذياب راسه بإيه يبتسم له ، للصورة : وافي يا أسامة ، وافي ورجّال ما يخيب الظن به ولا توقف معي إلا بخير
ضحك أسامة يهز راسه بالنفي : ما تسمح نقرّبك بالوقفات الباقية ، تسدّها لحالك الله يطول بعمرك
إبتسم ذياب : على مهلك ومثل ما قلت لك
أشّر أسامة على خشمه يركب سيارته ، ولف ذياب للخلف ينتبه لنظرات أبوه يلي الواضح بعقله كلمات كثيرة ، الواضح من نظراته كلمات كثيرة وبالفعل مسح حاكم على أنفه بهدوء يودّع نصار وأبوه وإن الكل صار يمشي : الله يحفظكم ، أهل يابونصّار أهل خيرنا وخيركم واحد توجه نصّار لذياب : مسوين لك جلسة تصوير وما تدري وأنا تصيدني من بعيد وتقول نصّار يعني استرجل بس تستحي تقولها !
إبتسم ذياب بهدوء : ما قلتها ، لا تحطها بلساني
ضحك نصّار : يمديني ؟ ما يمديني المهم شفتك مروّق الحين والعصبية راحت الحمدلله تبي شيء توصي شيء؟
هز راسه بالنفي يضرب على كتفه : وافي ما قصرت ، الله يحفظك على مهلكم
توجه أبونصّار ونصار لسياراتهم يودّعونهم ، وما بقى من الرجال إلا متعب وفارس من آل سليمان ، وعذبي وتركي وعيالهم من آل نائل وهو وأبوه فقط والبقية كلّهم ودعوهم ولف حاكم نظره لذياب يتوجه له : متى بتقول ؟
هز ذياب راسه بالنفي بهدوء لأنه مصدع ، ولا فيه حيل وهو يدري بإن أبوه بيسأل ومن حقه : العصر ، أجيك وأقولك اللي تبيه
ناظره حاكم : ذياب ، البنت وعمتها ماهم مثل الرجال تعاملهم نفس المعاملة به فروق كثيـر إنتبه لها
ذياب بهدوء : تربية نهيّان ، وتربيتك أحتاج هالكلام؟
حاكم بهدوء : ما تحتاجه ، بس أبوك وواجب علي أقولك
قبّل ذياب راسه : أبوي على عيني وراسي ، غلط ولدك ما يغلط لكن عن حقه ما يسكت
ناظره حاكم وهو شاف أكثر شخصيات ذياب " رُعبًا " بالنسبة له كأبو ، شافها بالصريح يلي ما وده يفكر فيه ولا ينطقه لأنه يبي يكمّل هالليلة بدون لا يستوعب كم الطُغيان ، بدون لا يستوعب كم القوة يلي كانت قوّته يومًا ما لكن " لأنه عسكري " واليوم يشوفها بشكل مفجع بولده لكن ولده ما دخّله بالسلك ، ولده ما دخّله بالسلك عشان لا يشوف هالقوة والجبروت فيه يلي بيجبره السلك عليه ومع ذلك شافه على طريقة دنياه وعالمه يلي كان يخاف منه وتمتم بهمس : الله يهديك ويصلحك ، الله يهديك ويصلحك
دخل ذياب للجلسة يسمع نقاشاتهم مع تركي وعذبي وإنهم نزلوا شماغ تركي عن راسه وفهد يناقشه بحجة شديدة : شنو ما تبي يعني ؟
ضحك تركي يهز راسه بالنفي ، ولف فهد نظره لعذبي أبوه : يغار هذا بعد لـ
ضربه عذبي مباشرة لأنه قال " هذا " ، وشهق فهد يقبّل راسه أكثر من مرة بإعتذار : والله آسف بالغلط حقك علي يبه آسف أثول أنا ، آخذه ؟
ضحك تركي يناظر عذبي : الولد ينطق قبل يفكر ، عذبي
هز عذبي راسه بإيه يعطيه شماغه : على منو طالع إنت على منو ؟
ناظره فهد لثواني يكتم كلمته لأنه كان على وشك يقول عليه ، وضحك تركي لأن عذبي أبوه ينتظر الزلة من فهد عشان يضربه وفهد بالقوة يمسك نفسه : إيه شاطر فهد
ضحك عذبي الصغير يدخل جواله بجيبه : بتجون إنتم ؟
هز أبوه راسه بالنفي : شوي ، روحوا إنتم بس إنتبهوا
هز تركي راسه بإيه : إذا توهقنا ننادي الذيب
إبتسم سمّيه يناظر ذياب : يقولون دام ما بقى أحد بناخذ قصيد ونروح للحلال أخذت نفس من أعماقها : ودّ مالي خلق مره
ناظرتها ودّ برجاء : جوالك مو هنا ؟ قصيد كلنا تصورنا باقي إنتِ ويبونك وما أرضى لما نجمّع الصور بالنهاية يكون مالك ولا صورة ما أرضى ، يرسلون لك وما توصل
إبتسمت قصيد بإرهاق : يرسلون لي وما توصل ؟
ناظرتها ودّ لثواني ، وضحكت قصيد تأشر بالسكوت : ما بقول شيء بس أعرف ، ولمّح لي عذبي كثير بس ما صارت فرصة للآن نجلس ونسولف بس ما يخفى علي
ناظرتها ودّ لثواني تمشيّها لآخر حد ممكن توصله : روحي
أخذت قصيد نفس من أعماقها تمشي بإتجاههم ، تشوف من قرّبت إن أخوانها فقط الموجودين ولأن ما بقى داخل إلا ورد وملاذ ، ونيّارا وسلاف وودّ هي تتنفس الصعداء وتوجهت تمشي بكل هدوء لأخوانها اللي بجنب الحلال توقّعت ، توقّعته يكون معاهم لكنها شتت نظرها بهدوء من ماكان تبتسم لتركي يلي لمحها يهلّي وردّت : يا أهلاً
إبتسم عذبي : يا أهلاً إنتِ ، الصوت راح خلاص تعبتي ؟
إبتسم تركي يهز راسه بإيه ، ياخذها تحت جناحه : ما قصّرت من العصر وهي هني ، صاحبة المكان
هز فهد راسه بإيه تنتبه لإنهم يجهزّون الشُمغ بيديهم يبون يعصبونها ، وإبتسمت من قرب عذبي أخوها بشماغه يبي يعصبه على راسها : ليش يعني !
إبتسم يناظرها : المعزبة ! راعية حلال وبر وعلوم غانمة نبي صورة لك بين حلالك وبنتصور معك بعد بس بينهم
إبتسمت تلف نظرها لفهد يلي يتكّلم مع أحد النياق : مبين عليج بنت ناس طيبة ، بس بنصور يمج زين ؟
لف نظره لأخوه بعدم إرتياح : ننادي ذياب ؟ ما ترد علي
أشّر عذبي على ذياب الواقف بعيد يشوفهم أساساً : وتحسب إنه ما يشوفنا ؟ يدري قصيد معنا
رفّ قلبها لأنها لمحته فعلاً ، لمحت وقوفه البعيد ولمحت شجاع يلي على يدّه ولمحت جدّه يلي جاء عنده يسرق إنتباهه له ترفع نظرها لعذبي : خلصت ؟
هز عذبي راسه بإيه يبتسم : تركي وش رايك ؟ راعية بر ؟
إبتسم تركي يعدل شعرها ، يعدل الشماغ على راسها لأن عذبي فعلاً عصبها على راسها بشكل صحيح : راعيته
هزت راسها بإيه من مسك تركي يدها تشد عليه بتردد قبل يمشي : راعيته بس ما أقرب منهم لحالي ، وما بقرب إذا فهد ينتظرها ترد وتقوله تفضل
ضحك يهز راسه بالنفي : لا ، فهد يبي الإذن منه بيلبسه شماغ يصوره مالنا علاقة فيه
ناظرت فهد المُصرّ فعلاً ويناقش الناقة للآن ، وإبتسم عذبي يجلس بالأسفل على التراب وجلست قصيد نفس جلوس تركي إرتكاء على أحد النياق بالقوة تحاوطها يدّ تركي وخُلدت صورة يسمع ضحكها ذياب البعيد من العيال لكن ما يسمع ضحكها هي ، صورة ضمّت عذبي المبتسم بالأسفل ، تركي المبتسم بالمثل وتحت جناحه قصيد مرتكين الناقة وبالخلف فهد الواقف يضحك ومغزى الصورة كلها كون الناقة لفّت تشوف " الجنون " يلي يصير حولها وش وإبتسمت توقف ، تنفض يديها بمساعدة تركي يلي ضمّها يبتسم ويسمع مدح عذبي على الصورة : برد عليج ، ما بقى شيء ويأذن ويبرد أكثر
إبتسم عذبي يتأمل الصورة ، ومستمّر يصورها : بوري أبوي بعد شوي صورتك بلندن وصورتك هنا ، أبي ترتفع أسهمي عنده اليوم بيقول عذبي أفضل ولد لا محالة
إبتسمت من قرّب يصورها تمد يدها للجوال تحجبه : ترفع نفسك على حسابي يعني ؟ خلاص يا عبيط
ضحك يلفّ الكام بإتجاهه هو لكن يقرب منها ، يأشّر على خده بإنها من زمان ما قبّلته وصرخ فهد بغشّ شديد من قبّلت خده : ما تخلّي الواحد يعرف يشتغل ! عذبي روح
ضحك عذبي تتعالى أصواتهم بين خصام فهد على إستغلال عذبي للفرص ، وإبتسام تركي اللي يتأمل الحلال ، ويتأملها وإنحنى فهد يعدل الشماغ : لا تتحركون ! خلاص
كانت إشارة له بالأدب يعدل الشماغ على الناقة فعلاً وفز قلبها من صوت عذبي أبوها المذهول من شماغه ومكانه : هذا شنو ؟ فهـد ؟
إبتسم فهد يأشّر على الناقة بإنجاز : يبه مزيونه ، صح ؟
ناظره عذبي يذهول لأنه فعلاً لبسها الشماغ حول راسها ، وقبل ينزل عقاله يضرب فهد كانت من فهد الحركة الأسرع ياخذه منه : تبي تكشخها بعد ، تحب الزين حبيبي
ضحك تركي يشدّ على كتف عذبي : خلّك منه ، شوف
إبتسم عذبي أبوها بحب ، إبتسم كلّه من الشماغ على راسها : عاد بنتي ، برد يبه تدفي ! روح جيب الفروة لأختك
هزت راسها بالنفي تشوف نظرة فهد المصدوم ، وإبتسمت : لا مو برد فروتي هنا أنا تركتها ، عاجبني الجو
إبتسم تركي يلف نظره لذياب ، ومتعب ، وفارس وحاكم يلي يمشون بإتجاههم : جاك الذيب ياقصيد
إبتسم تركي : تركها الذيب ؟ عينه عندنا من أول أصلاً
ماكان منها كلام من لمحت شجاع للآن بيده يلف عذبي أبوها نظرها له : عاد بنتي تحب الصقور ، دريت ياذياب ؟
هز راسه بإيه يبتسم تركي أبوها : تشيلينه قصيد ؟
هزت راسها بإيه تلمح إن نظرات ذياب تشوف كل مكان ، ما تشوفها وإبتسم فارس من عصبة الشماغ على راسها : ماشاءالله تبارك الله ، جينا نشوفكم قبل نمشي
إبتسمت قصيد تشير بالإمتنان فقط من تعالت أصواتهم هي تخجل من فارس ، ولا هو قريب منها مثل متعب يلي نظراته تكفّي عن كلامه أساسًا وبالفعل نطق متعب : الله يديم الأفراح ، ويديم هالإجتماع بعزك وخيرك يا ذياب
هز ذياب راسه بإيه بهدوء : عزّكم وخيركم الله يطول لي بعمرك ويخليك تدوم على عينك .
كان داخلها يُستنزف من هالوقوف بينهم ، من إنها تعرفه ، وتعرف كم الغضب ، كم التعب ، آخر الخصام فيهم إثنينهم وأخذت نفس من لمحت نظرات عمها حاكم يلي نطق بمجرد ما تنهّدت : تعبتي ياقصيد ، تعبتي يابوك
هزت راسها بالنفي تبتسم : مسرورة ، ما تعبت
ضحك تركي أبوها وهز فهد راسه بالنفي يرمي كلامه بظنه همس لكن كان بصوت يُسمع : لو تتأملوني مثلها بتعب
تحوّلت النظرات له ، وإبتسم يأشّر على الناقة والحوّار الصغير يلي جاء جنبها : هذا ولدها ؟ يقولون لو أخذت ولدها عنها تثور بس بعد ما لبستها حبتني ، تراهن ؟
إبتسم ذياب بهدوء يهز راسه بإيه ، وناظره فهد يقرّبه لحد ما قوّمه يبعده عن أمه تتعالى أصواتهم بإنه أذّاه ، وإبتسم فهد بإنتصار : ما قلت لك ما تقوم ؟ تعرفني خلاص تحـ
إبتسم ذياب من كانت تبي توقف ينزل نظره لشجاع بكل هدوء ، يمسح على ريشه : تعرف تركض يا فهد ؟
ناظره فهد لثواني لأنها قامت ما تسوي شيء : شحقـ
ما كمّل كلمته من حرّكت خطوتها تجاهه ينتبه ذياب إن يد تركي تحاوط قصيد تضمّها وتعالت ضحكاتهم على ركض الناقة خلف فهد يلي يصّور : مستهين فيها ، لا تروح له يا ذياب ما يدري عنها فهد وش تسوي !
هز راسه بالنفي يرد على أبوه : ما تروّح له ، ما تأذيه
كانت نظرات تركي أبوها عليها بدون زوال ، عليها يشوف الحكايات بينهم : عطيها الصقر يا ذياب ، بشوفه بيدها
رفعت نظرها لأبوها لثواني ، وترددّت لأنه ما بيجي جنبها كون تركي بجنبها ونزّل الدس كله من يده عليه شجاع يستغربونه ونطق متعب : طيّره ثم يروح لها يا ذياب !
هز راسه بالنفي بدون ولا حرف هي تعرف سبب هالحركة ، تعرف إنه خوف عليها تمدّ له يدها من قرّب يلبسها الدس ، يوزنه على ذراعها يصير شجاع عليها بسكونه ، ببرقعه وإبتسم عذبي : تخافين منه قصيد ؟
هزت راسها بالنفي تشوف إن ذياب رجع لمكانه بجنب جده متعب وجده فارس يوتّرها هي : أحبه
رفع نظره لأنه يعرف نبرتها وأكثر كان يبيها تشوفه من رجّف شجاع جنحانه يرجّف دواخلهم بالإنتباه تُحرج ، تتورد ملامحها من خوفهم ونطقهم به تبتسم بحرج شديد لأنها كانت تشوف عين ذياب : ما يسوي شيء
إبتسم فارس يهز راسه بإيه : يحبها ، يعبّر عن حبه
إبتسم تركي ما قدر يمسك لسانه من حرّك الهواء شعرها يزعج ملامحها ورجّعه سميه للخلف عنها ينتبه ذياب الساكن ، ونطق تركي أبوها من كان إنشغال متعب وفارس مع حاكم لأنهم بيمشون بتأكيد : تحبّها حتى الهبايب والسّحاب ، واللي معه عقلٍ لبيب يحبها
تعالت ضحكات العيال ، تصفيرهم بإنه ما تمالك لسانه رغم محاولاته وكانت عينها لذياب فقط يلي كل هالإجتماع أساساً يرجفه من أوّله ونطق الشاعر مقتله بالنهاية ، ذياب اللي مسح على عنق الناقة يلي رجعت وجاء فهد يلقط أنفاسه وعينه عليها : شتبي مني هي ؟ إبتسم ذياب يشد على كتفه فقط ، وتوجه لجده متعب يلي يناديه هو وقصيـد : آخذه عنك ؟
هزت راسها بالنفي تمشي جنبه يتركون العيال خلفهم بين الحلال وكان منها شديد الإستغراب من ما مدّ يده خلف ظهرها نهائياً يوتّرها ، يوتّر قلبها وأكثر من كانوا أهله يبون يودّعونهم لكن صرخت ورد مباشرة من لمحت الصقر بيدّها : قصيـد ! وش هذا !
إبتسمت لثواني ، وضحكت ملاذ من عصبة الشماغ : يالله لو تجي سلاف وتشوف ، صاحبة المكان كله ياقصيد كله !
إبتسمت علياء : متى يصير بدل هالطير ولدكم يا ذياب ؟
مدّ يده خلف ظهرها من ضحك متعب يدعي ويجيب العيد بكلامه ، وإبتسم حاكم بهدوء : يالله يمه ، نلحق نوصل قبل الفجر ، يا ذياب بقى شيء تبي شيء ؟
هز راسه بالنفي : سلامتك ، على مهلكم الله يحفظكم
إبتسمت ورد لأنها صوّرت قصيد وشجاع بيدها ، وتعمّدت تصورها بطريقة قصيد بالتصوير وشتت نظره بهدوء يناظر أبوه عن حديث ورد وقصيد : توديّهم بيوتهم ؟
هز راسه بإيه : بنمرّ بيت جدك متعب ثم جدك فارس
هز ذياب راسه بإيه لكنه مسح على طرف حاجبه : أبوي متعب خلّه ، أوديهم أنا لا تروّح مشوارين ما تلحق الصلاة
هز راسه بالنفي : بقنعه يبات عندنا الليلة ، لا تشيل هم
ناظره ذياب لثواني ، ومد حاكم يدّه يشد كتفه فقط ، يودّعه : إن بغيت شيء دق علي ، ما أنام الحين
هز راسه بالنفي : سلامتك ، على مهلكم بالسلامة ..
هز راسه بإيه لكنه ما تحمّل يمشي بإتجاه أبوه يلي ركب يسكر الباب : أبوي ضيق عليكم ، خلهم أوديهم أنا
هز حاكم راسه بالنفي : خلّك مع زوجتك وأهلك ماعليك
لف نظره للخلف بوجود جده فارس ، وجداته علياء ونهى وملاذ وباقي ورد ما ركبت : ورد خلّها معي طيب وإلا الحين أعطي طالب السيارة هو يروّح وراكم يمشي وراك
إبتسمت ورد تهز راسها بالنفي : ذياب ، يكفيني المكان لا تشيل هم ومرتاحين حنا ما قصرت اليوم كله خلاص
ناظر أبوه لثواني بعدم رضا ، وإبتسمت ملاذ : الله يرضى عليك ويرضيك يا أمي ، أستودعناك الله
سكّر الباب تراقب عينه سيارة أبوه يلي إبتعدت يودّعهم ، وأخذ نفس من طلعت سلاف تلفّ الطرحة على راسها وتكلّم ودّ ونيّارا خلفها : تمام يا ودّ خلاص بس كلـ
شهقت تبترّ جملتها مباشرة : قصيـد
نفض شجاع جنحانه يرعب سلاف يلي صرخت ، وإبتسمت قصيد بذهول : ماما ! ما يبي لها خوفتيه
ناظرتها سلاف لأنها ما تستوعب كونه على يدّها ، وشتت ذياب نظره بهدوء : خذوا راحتكم
لفت نظرها له من كان بيبعد لكنه نطق ينزل نظره لشجاع ، مو لها : آخذه عنك ؟
لو كانت عينه لها هي بتقول إيه وأكيد لكنها ردّت بالنفي وهز راسه بإيه يشدّ برقعه بهمس : لا تنزلينه أبد ، إنتبهي '
ناظرته لأنه بيتركها ويمشي فعلاً ، وبالفعل مشى يتوجه لأبوها والعيال يلي يشغلّون سياراتهم تعرف إنه واجبه ، والمفروض والمُفترض ولفّت نظرها لودّ المفتونة تماماً وتقرّب على أقل من مهلها : قصيد لو لمسته عادي ؟
هزت راسها بإيه ، وإبتسمت سلاف بذهول من عصبة الشماغ على راسها للصقّر يلي بيدها تحتار بين الضحك والذهول : والله عشت وشفت ، وش هذا قصيد وش !
إبتسمت نيّارا : صوروك العيال بعد يقول لي فهد
هزت راسها بإيه ، وقرّبت السيارات لهم تتغطى ودّ يلي لمست شجاع لوهلة تصرخ ويصرخون كلهم من نفض جنحانه لكن قصيد عضّت شفايفها فقط : لا تصرخون!
ضحكت سلاف : تركي تشوف !
إبتسم تركي أبوها يلي فتح الشباك : أشوف ياسلاف ، صقّارة بنتي .. زوجها ذيب ما تخاف من الطير يا أمها
إبتسمت سلاف بذهول تودّعها ، تركب مع تركي وودّ راحت مع خالتها نيّارا وعذبي والعيال بسيارتهم يودّعونها، وأشّر تركي أبوه : ذياب أكيد ينتظرنا نمشي ويجي لك ، تبين شيء بابا توصين شيء ؟
هزت راسها بالنفي تنزل شماغه من على راسها تلبّسه ، وضحك يقبّل خدها من قربت : أستودعناك الله حبيبتي
بعّدت عن السيارة يودعونها بالتلويح ، بعبارات الوداع تشوف إبتعادهم عن مدى الخيام وبقيت تراقبه ، بقيت تتأمّله يحرّك الريح شعرها ، يحرّك شعورها لأن وأخيًرا تقدر تتنفّس ، تستوعب هاليوم كله ونزلت نظرها لشجاع يلي على يدها من ما جاء ذياب : ما يبي يجينا صح ؟
رفعت نظرها تسمع أصوات العمّال ، وعضّت شفايفها لثواني فقط تدخل لداخل الجلسات ، تكمّل مشيها لمكان شجاع ووقفت بحيرة لوهلة : شجاع ، وصلنا بيتك
حرّك جناحه لثواني تشتت نظرها بحيرة : شوف هنا مكانك وصلنا عشان تنزل
كان كله تحت عينه ، وإستوعبت لوهلة إن البرقع يقفّل عيونه تبتسم : منطقي ، كيف بتشوف يعني ؟
كانت على وشك تبعده من نطق يتركها تفز لأنها ما توقعت وجوده ولا توقعت ينطق بهاللحظة : إتركيه
لفت نظرها له لثواني بهدوء لأنه ما جاء من أول مشيهم ، لأن توه يجي وما ردّت بكلمة وحدة من جاء ياخذ شجاع والدّس من يدها يتركه بمكانه وعينه له تشتت نظرها فقط ، تبتعد عنّه ومدّ نظره لها بهدوء : خذي الفروة
هزت راسها بالنفي ما تشوفه ، ونطق بهدوء : الجو بارد
كان منها السكوت فقط تسمع صوت طالب يناديه ، ولفت نظرها له من توجه لطالب يتركها بوقوفها ، بحيرتها لوهلة هي ما تصدّقه وما تدري على آخر الغضب هي ما تدري موقفه زعل ، غضب ، تعب ، أو وش يكون بالضبط ما تدري لكن بالنهاية كلهم ، ما يعذرون إنه يجافيها بهالشكل تشتت نظرها لبعيد فضيت الخيام ، راح ضجيج الصوّت وما تحمّلت تجلس بالخارج لوهلة تدخل لداخل خيمتهم لأنه راح لطالب وطالت المدة ما جاء عندها وشتت نظرها تاخذ نفس من أعماق قلبها يراجع عقلها كل أحداث اليوم من غمّضت عينها لثواني بين سرور العصر ، رضا العصر ، ضحك العصر ورجف قلبها بسكون العالمين لأنها تمّكنت من قلبه وسط أرضه ، وتمّكن منها ألف مرة بكل مكان يعشقها ، تشوف من عينه عشقه لها وشتت نظرها فقط تاخذ نفس ، تمرر عينها على الخيمة يلي شهدت سكونهم ، شهدت دلالها ، شهدت رضا قلبها منّه ورضاه كلّه منها مثل ما أخذ رضاها غصب وقت ماكان الزعل بأسبابه وعضّت شفايفها تقصد هالجمعة بالذات وختامها السيء بهالشكل والجفاء : لهم ، ما كانت لنا
كتمتها الخيمة توقف ودّها تخرج ، وكان منها النداء تستغرب عدم مجيئه نهائياً : ذيـاب ؟
ما وصلها صوته لثواني ، ووصلها بهدوء : ما حولك أحد
سكنت ملامحها تشتت نظرها لبعيد ، وتوجهّت بمشيها لذات المكان اللي ودّعت لزام فيه ، لذات المكان يلي صارت فيه طاحن الحرّب ومرها شديد البرد يرعش جسدها من تذكّرت إنها بهالمكان بالذات بكيت تشكي له ، تشتكي له يغرّقها حنانه وما طوّل الحال يتبدّل لشديد الغضب والخصام بعده بسبب توق ، بأسباب توق وتعكّر مزاجها مباشرة تاخذ نفس ودّها تضم نفسها على تحمّلها ، على صبرها هاليوم : كل هذا مرّ بيوم واحد ؟
وقف يرمي آخر أجزاء الخشب من يديه من لمح وقوفها ، من لمح نظرها اللي يتأمل باطن يدها بهاليوم مرّت على يدها فقط أحداث ما تحبّها هي ، تجرّحت ، وسطرت غضب على خد آخر للآن ما يستوعبه ذياب ونزل شماغه بهدوء يمشي بإتجاهها بتكرار : الجو برد ، لا تتعبين
هزت راسها بالنفي بهدوء : ما بتعب ، ولو تعبت ما بقولك
ترك شماغه على أكتافها بهدوء : ما يحتاج تقولين ، عيني عليك وأشوفك
ناظرته لثواني فقط من كان يناظرها بكل هدوء ، وهزت راسها بالنفي بسخرية : ما شفتني قبل شوي
شتت نظره بهدوء يهز راسه بالنفي : لا تكلميني بهالنبرة
وجّهت نظرها له لثواني ، ونزل نظره فعلاً لها بكل هدوء يزعل قلبها ، تزعل كلّها مباشرة ونزلت شماغه عن أكتافها : ما بكلمك ، ولا بقول لك ولا شيء أصلاً
رجّعها لقدامه يشدّ شماغه عليها ، يحكم وجوده على أكتافها وده يصرخ من إنها تجننّ عقله بهالطريقة ونطق يبي هالخصام ينتهي ، يبيها تثور مرّة وحدة : ضربتي توق
ضربت صدره مباشرة تناظره بذهول لأنها ما تصدقه وهو نطق إسم توق تعمدًا فعلاً يعصبها : لا تسألنـ
ناظرها بشبه غضب ينطق : بسألك يوم إنك تثورين علي أنا وتقعدين على عيني تتأملين يدك بسألك ! بسألك يوم تزعلين غصب بسأل وبتردّين ناظرته لثواني بعدم تصديق تزعل كلها ، تزعل كلّها مباشرة وهزت راسها بالنفي فقط تبعد عنه : ذياب اتركني
هز راسه بالنفي يمسكها : قصيد ، إفهـمي !
صرخت مباشرة تبعده : ذياب اتركـني ! اترك لا تقربني
عض شفايفه بغضب يمسح على ملامحه من مشيت خطوة: كلّميني هنا ! كلّميني لا تمشين ! لا تثّوريني مرّتين !
لفت نظرها له لثواني قبل تمشي بذهول ، وهز راسه بالنفي بعدم إحتمال فعليًا لأنها تحرقه وقت تتركه وتمشي وما تفهمه : والله ما بي حيل ، والله !
ما كان منها الكلام تشتت نظرها لثواني فقط : ولا أنا بي حيل ! ولا أنا بي حيل بعد هذا اليوم كله ماتشوفني ، ما تمسكني وتشوف كل مكان إلا أنا ! تلمس كل مكان إلا أنا لأني عصبت على توق ؟ لأني ضربت توق ؟ لأني ما تكّلمت ؟ تزعل وتقرر ما تشوفني حتى بينهم لا تشوفني
ناظرها لثواني بذهول ، بذهول يمسح على ملامحه : وش عليّ منها أنا وش علي سألتك عنها ! سألتك عنك إنتِ سألتك وش تقول أمك عشانك إنتِ ارثعي باللي تبيّن وش يردك ! وش يردك عنيّ ما تقولين لي تصرخين اليوم يخلّص وهو ماهو بيدي إنتِ قلتي يكمّل ذياب وكمّل على ما تبين ! على ما تبين كمّلته مشيته وتزعلين مني بعدها !
هزت راسها بالنفي يمسح على ملامحه ، : حطيتيها زعل وحطيتيها عشانها وما عديتيها شلون أشوفك بينهم ؟ وين أشوفك بحضن من ؟ تحت ذراع من ؟ من يشوفك ؟ من يمدحك ؟ من يتأملك ؟ وين أشوفك قولي لي وين أشوفك كلٍ يداري بك تعب ياقصيد ! بك شيء يا قصيد ! وأنا اللي أدري ، أنا اللي أدري بك وإن شفت ما أسكت ما أعضّ جمر وأسكت آخذك من بينهم ويقضي اليوم !
هزت راسها بالنفي ، وضحك لثواني يمسح على ملامحه فقط : لا تطلبيني شيء ما أقدر له ، لا تطلبيني !
هي تعرف بإنه ما يتكلّم بهالشكل إلا وقت يوصل أقصاها ، وعضّت شفايفها فقط تتوجه لداخل الخيمة وشتت نظره لبعيد لأنه قبل شوي نفس الشيء ، كان راجع لها بعد ما كلّم طالب كلمة وحدة لكن وقت دخلت الخيمة هي كتمته يرجع لطالب والحين ما بيقول ولا شيء غير إنه ياخذ نفس من أعماق قلبه , يمسح على ملامحه وعينه تتأمل الخيام لثواني فقط : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ..
لف نظره للخيمة يعرف إن غضبه مستحيل ، ويعرف إن زعلها هي مستحيل لكنه يكرهه بشكل لا يُطاق ولهالسبب ساق خطوته للخيمة يبي ينهي الغضب ، يبي ينهي الزعل وسكنت ملامحه مباشرة من لمح إنها تتأمل يدها : إلى متى ؟
شتت نظرها مباشرة تعدل جلوسها وعضّ شفايفه لثواني : كلميني ، ما إنتهى الكلام يوم مشيتي
عضّت شفايفها لأنها تزعل ، لأن الكلام كله يخرس وقت تستوعبه ، ويستوعبها ، كل الكلام يصير سكوت لأنها تستوعب الموضوع عليهم الإثنين وتنفّس من أعماق قلبه يعرف زعلها بدون لا تقوله ولهالسبب دخل بهدوء : قصيد
ما ردّت تبعد نظرها عن يديها وشماغه يلي بينهم ، وإنحنى بهدوء قدامها يمدّ يده لركبها وينتبه إن ملامحها تحتقن بالإحمرار لأنها تستوعب اليوم كله وتستوعب غضب الخارج : تعوذي من الشيطان ، وكلّميني
هزت راسها بالنفي وهي ما تحتاج تتكلّم ، ما نحتاج تقول حرف يبيّن تعبها ، يبيّن زعلها من عينها وهز راسه بالنفي يمدّ يده يعدل جلوسها وعضّت شفايفها لثواني : ذياب
هز راسه بإيه يشوف إنها تحاول لكنه هو يشوف من عينها كل الكلام أساساً ، يشوفه كله ومع ذلك يبيها تتكلّم ياخذ نفس من أعماق قلبه : عونك ذياب ، قولي
رفعت نظرها لعينه بالذات تسكن روحه ، تسكن روحه برجاء ما يطيق زعلها ، ما يطيقه وما يتحمّله وما يتخيل بعد طول هاليوم عليه وعليها يبقى خاطرها زعلان ما يضمّه ولمح إنّ زعلها مضاعف وأكثر ، أكثر بكثير عشانه وهزت راسها بالنفي تحترق عيونها ، تشتت نظرها مباشرة : أبي نمشي البيت ، نروح بيتنا يكفينا
هز راسه بإيه يثبّتها بمكانها من كانت على وشك توقف : بنروّح ، لا كلمتيني وش يرضيك ؟ وش يخفف عنك
هزت راسها بالنفي تتأمله لثواني ، تشوفه هو كيف يتأمّلها وترحم قلبه وقلبها من كلّ اليوم وأكثر تمدّ يدها لخده وما تكلّمت هي إختارت درب يفهمه تقّبله لوقت طويل ، تقبّله بشكل يفهمه هو تلمس يدّها خده لوقت طوُيل وحرق قلبه مباشرة من حس بحرارة دمعها تبتعد ، مدّ يده يمسح دموعها مباشرة : لا تبكين ، لا تبكين !
رجعت شعرها للخلف تعضّ شفايفها لثواني : ما كان يكفي طول اليوم وكل شيء صار فيه تكون النهاية كذا بيننا ذياب ؟ كثير ! كثير علينا والله كثير وما أبي أقول شيء خلاص ، خلاص بس أبي نرجع البيت ، ناخذ شاور ، وننام ينتهي كل شيء كان بالخيام هنا ، بالخيام ما يجي معانا
مسحت دموعها بعشوائية لكنها فعلاً هُلكت ، هُلكت من إن هاليوم مو لهم قد ما كان حمل كبير على ظهورهم ، حمل مستحيل كمّله الغضب ، كمله الخصام وكمّلته عليها توق بأكمل وجه ممكن وغطّت وجهها بيدها لأنها تحرقه بزعلها وهي تدري بهالشيء : خلاص
هز راسه بالنفي ينزّل يديها ، يقبّل يديها بعمق الأرض كله تاخذ نفس من أعماقها وأخذها كلّها يضمها لأنها تعبت ، لأنها أُرهقت : نروّح بيتنا ، وتنامين تريّحين حنّا بخير ، والدنيا بخير والزعل ؟ وش الزعل تعرفينه ؟
ناظرته لثواني ، وضحك لأنه يبي هالنظرة منها بالذات : ما نعرفه كلنا ، ما نعرفه أعرف الرّضا وأحبه وتحبيّنه تركت يدّه من يديها ترجع تضمّه ، ترفع نفسها كلها تضمّه وقبّل عنقها بكل مافيه لأنها تحبه ، تحبّه تصرخ له بحبّها ويدري كل زعلها الآن على الخصام عشانه ووقت تجيه بهالشكل تسطّر مقتله وأكثر : نوصل بسرعة ؟
هز راسه بإيه من رجعت تشوفه وتسأل يمسح على ملامحها ، يقبّل ملامحها لثواني وأخذت نفس من أعماق قلبها تتأمله يهز راسه بإيه : نوصل ، أشوف طالب وأجيك
هزت راسها بإيه من كانت على وشك تطلع خلفه لكنه هز راسه بالنفي تسمع صوت طالب بالآذان : هذا طالب ؟
شتت نظرها لثواني : تمام ، تصلي على ما أشوف الأغراض ونمشي بصلي بالبيت لأن ما حسبت حسابي هنا
إبتسم بهدوء يقبّل يدها يلي كانت على ملامحه : خذي أغراضك بس لا تقربين شيء ، العمال يشوفون الباقي
أخذت شماغه لأنها بتتبعه لكن كان منه الرفض يأشر : إطلعي معي بالفروة ، برد عليك والله برد
توجهت تاخذ الفروة تلبسها ، وطلعت تتبعه من توجه لمكان الوضوء يبدأ وضوئه وبيدّها شماغه كانت تتأمله ، فعليًا تتأمله وتفكر باليوم كله ومدّت له الشماغ بمجرد ما جففّ يديه : عشان الهواء ، بتطول عند طالب ؟
هز راسه بالنفي يلف الشماغ على راسه : لا ، تجهزي
توجه يمشي بإتجاههم على عين قصيد يلي بقيت بوقوفها تتأمل الخيام ، تتأمل ولا يكفيها التأمل لدقائق طويلة يهز ضلوعها شُعورها تجاه هذا اليوم وشتت نظرها فقط تتوجه للخيمة من جديد ، تقفّل على أغراضهم بشنطتهم لآخر مرةّ وشتت نظرها لثواني ترجع تخرج لأنها تنتظره ، لأنها تسمع صوت توصياته لهم وإنتبهت للمرايا قدامها ضمّت صور الكل بهالليلة ، وما ضمّت صورة وحيدة لأهل المكان ومعزّبه ومعزبته ولأنه من مدة واقف بمكانه يشوفها ، يتأمّلها ويعرف الحزن بعينها ويميّزه : قصيد
إنتبهت تعدل وقوفها : جيت ؟
هز راسه بإيه يمشي لها ، ومدّ يده لجيبه يطلع جوالها منه ، وما يدري كيف ينطقها : جابه لي طالب من أول ، قلت بوصيه بداله أول ما جابه ثم قلت لا آخذك أنا وتشوفين وش تبين
إبتسمت لثواني تشوفه كيف تهشّم ، وطلع جواله يمدّه لها لكنها ما قبلته تردّه : ما بحتاج جوال الحين ذياب
هز راسه بالنفي باستغراب : وكيف تصورين ؟
ناظرته لثواني ، وضحكت بعدم تصديق : وش؟
كان منه التأكيد يأشّر على المرايا : تحبين تصورين إنتِ
سكنت لثواني تتأمله ، وعضّ شفايفه لثواني : أنا الكلام مالي فيه بس أدري بك ، صارت ليلة العرس وصوّرتي رضيتي قلتي لا تروح الليلة ، واليوم أقولك لا تروح الليلة ..
ضحكت لثواني لأنه يشرح لها ، وأخذت نفس تعترف فعلاً لأنه يعرفها أساساً : تدري أول ما شفت المرايا ، قلت بنصور فيها أنا وإنتِ وشجاع ولـز
ضحك لأنها تفكّر ، لأنه يفهم تفكيرها وهز راسه بإيه يقاطعها ، يمسح على خدها مباشرة : ونصّور ، أنا ويّاك وشجاع وبه حوّار صغيّر أجيبه لك لو تبينه ، تبينه ؟
هزت راسها بالنفي تتأمل جواله يلي تركه وسط يدها ، ونطق بتأكيد : أنا كلام الشاعر ما أعرف له ، بس رضاك أعرف دربه وأمشيه ولا أتعبه ولا تزعلين على عيني ، لا يبقى بخاطرك شيءّ ما تقولينه دامي موجود قصيد
عضّت شفايفها لثواني تشتت نظرها ، تضغط على جواله بيدّها وهز راسه بإيه بتأكيد : أبوي ، قصيد
ضحكت لثواني بإنه لا يراضيها أكثر يصرخ عقلها هي بالأشعار بطريقة ما كأنه الشاعر وتلبّسها لكن لأنه كثير ، لأن ذياب أفعاله مالها حدّ ويفهمها بشكل ما يتوُقع من بعيد للي يشوف شخصية ذياب وأخذ رضاها فعلاً يتوجه لشجاع ياخذه بيدّه تتأمله هي ، لو تجلس تستوعبه يمكن ما توقّف دموعها ولهالسبب نزلت الفروة من شعورها بالحرّ الشديد ، وعدّلت نفسها ، لبسها تفتح الكام وما إختارت تصّور صورة هالمرة ، إختارت يكون فيديو للحظة إبتسامه من وقف قدام المرايا ، وعلى يدّه شجاع ويدّه الأخرى حاوطت خصرها من قرّبت خطوتها تعكس مشيها ، تعكس محاوطته ومحلّ يده ،وتعكس إرتكائها على كتفه يُوثّق هالفيديو بأعماقها قبل جوال ذياب من فتحته تشوفه ، ويشوفه معاها وإبتسم لأنه " تكامل " منها ومنّه :تعرفين له إنتِ
إبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي وقلبها "يذُوب " بكل ما للكلمة من معنى لأن جاء وجودها جنبه غير عادي ، جات يدّه يلي حاوطتها غير عادية تصرخ الأشعار بداخلها منُ إرتكت على كتفه : أعرف له ، وإنت جاهز للتصوير دايمًا طال عمرك
كان منه التأمل ولسانه ينطق " جاهـز لك " خفية ، وعادت الفيديو وإبتسم لأنها تغرق فيه : وش ؟
كانت تتزاحم الأشعار بعقلها وأكثر من حرّك شعرها بيده ترفع نظرها له : تعرف وش يقول الشاعر ؟
-
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
عدلـت فستانها ، عدّلت شكلها وأكتافها ودخل نهيّان المبتسم بحماس شديد : ينتظرون كلهم تحت
شبّكت يديها تتوتر ، تمدّ يدها لبطنها ولف نظره : على بالهم بنقول شيء عن السفر ، صح أجّلته
هزت راسها بإيه ، وكمّل : شفت إنه ما ينفع الحين ، لكن إذا عديتي كم شهر وقالت الدكتورة عادي نروح
ناظرته لثواني ، وضحك لأنه لابس ثوب : تدرين عندي تمرين الحين بس قلت أول نشوف الأهل ونعطيهم العلم
أخذت نفس بتوتر : نهيّان يفشل ، صدق مدري يعني دايم قهوة العصر طبيعية بس اليوم أحس توتر وإنت مفضوح يعني يدرون وبكل وضوح إن ورانا شيء بنقوله
نهيّـان : إي لمحت لهم ، بس قلتلك يحسبونه عن السفر
أخذت نفس ، وإبتسم : ما بقول لهم لحالي ، إنتِ تقولين معي عشان يباركون لك
ديـم : طيب أمك وورد عادي مو مشكلة بس أبوك ! كيف أقوله عمي والله أنا حامل حتى أبوي ما قلتله
ضحك يشبّك يده بيدها يخرجون من جناحهم للأسفل ، تركت يده من لمحت نظرة عمها حاكم يلي معقّد حاجبه " ومبيّن مشغول باله " وحتى حديث ورد وملاذ المُبهج هو مو حوله ونطق نهيّان : السلام عليكم
رد حاكم ، وردّت ورد ، وإبتسمت ملاذ : وعليكم السلام يا أمي يا هلا ، يا هلا وينكم طوّلتوا ما بقى عالمغرب شيء
إبتسم نهيّان يجلس : جينا ، وينها قهوتكم صبوا لي
صبّت له ملاذ فنجال تمدّه ، ومدّت لديم المتوترة بالمثل وإبتسمت من سكونها الغير معتاد : فيك شيء أمي ديم ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم ، وإبتسمت ورد تترك جوالها من يدّها : بابا بتلبس بشت أسود ؟ وإلا وش لونه
هز راسه بإيه ، وأشّرت ملاذ بالهمس لديم ونهيّان تطمنهم : يبي ذياب وما جاء ، عشان كذا معصّب
إبتسم نهيّان : مبيّن ما يعصب به كذا إلا ذياب
إبتسمت ملاذ لثواني تشوف إن ديم على وشك تشرب فنجال قهوتها ونطق نهيّان مباشرة : تصلح لك ؟
رفعت ورد نظرها لثواني بإستغراب : قهوتنا المعتادة و
ضحكت ملاذ بذهول تترك فنجالها : حامـل ياديم !
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه من شعللت ملامحها خجل ، من تعالت ضحكاتهم وإبتسم حاكم يشدّ يده بهدوء : مبروك يانهيّان ، مبروك يابنتي ديم الله يتمم لكم
هزت راسها بإيه يهتز صوتها خجل : الله يبارك فيك عمي
ضحكت ورد تضمّها : وتخجل يعني ! طيب مبروك حبيبي وش يعني أول حفيد لعيال متعب الإثنين؟
إبتسم حاكم يهز راسه بإيه : أول حفيد لي ولفزاع سوا
ضحكت ملاذ تبتسم ، تتعالى أصواتهم بالضحك والسرور يلي يبيّن على ملامحهم وإبتسم نهيّان من ضحكاتها لورد وملاذ يلي يسألونها عن حالها ، عن الأمس وهز حاكم راسه بإيه : وإرتاحي ياديم ، يا نهيّان إن كان الدرج يتعبكم جهز الجناح تحت وإجلسوا به أقرب لديم ولا تتعب
إبتسم نهيّان فقط يرقّ داخل ديم كله ، ووقف حاكم القَلق يضغط على جواله فقط ذياب كلّمه على وعدهم بإن العصر يجيه ويصلّي معه وإعتذر منه بإنه ما يقدر للصلاة لكنه بيجي ، أكيد بيجي وهذا إنتظار حاكم يلي فز قلبه من صوت طرق الباب : هذا ذياب أكيد
إبتسم نهيّان من فز حاكم كله يتوجه للباب ، وكان ذياب الهادي فعلاً ويلي سلّم على رأس أبوه : السلام عليكم
هز حاكم راسه بإيه يتفحّصه كله : وعليكم السلام ، وينك أبطيت يا ذياب ؟
شتت نظره بهدوء : بسلم على أمي ، ونروّح سوا أعطيك العلم
جات ملاذ المذهولة : ليه واقف على الباب ما دخلت تتقهوى وليه ما جبت قصيد معك بعد تسهر مع البنات اليوم ومع ورد ! ذياب !
قبّل راسها يناظرها حاكم : سلّمي ثم عاتبي يا ملاذ
قبّل راسها لثواني يردّ عليها سلامها : الجايات إن شاء الله
لف حاكم نظره للداخل : يا ورد ، هاتي شماغي ونهيّان تعال سلم على أخوك
نطقت ديم بإرتباك : عمي إذا ذياب بيدخل يتقهوى أنـا
هز حاكم راسه بالنفي ياخذ شماغه من ورد يلي سلّمت على ذياب : لا يابوك إرتاحي ماشيين أنا وذياب ، إرتاحي
إبتسم نهيّان : ما تجي بيت أهلك إلا عند الباب يعني ؟
لبس حاكم شماغه يراقب الحوار ، وإبتسم ذياب فقط لكن نهيّان نطق يبتسم ، يشدّ يد أخوه : قل مبروك ؟
هز ذياب راسه بإستغراب : مبروك يانهيّان
ضحك نهيّان : وما تسأل على وش تبارك ؟ أبوي ولدك طبعه خايس وش يعني مبروك ولا يسأل وش ؟ قل وش
إبتسم ذياب : مبروك يانهيّان وش ما كان الشيء مبروك
ضحكت ورد : بتصير عم ياذياب ، يجيك مخلوق صغير يناديك عمي ذياب عمي ذياب
هز نهيّان راسه بإيه بسرور عارم : وأنا يناديني أبوي نهيّان
ضحك ذياب يهز راسه بإيه ، يشدّ مصافحته وضمّه من حماسه الشديد : مبروك الله يتمم لك ، مبروك يانهيّان
إبتسم نهيّان : الله يبارك فيك حبيبي وعقبال عندك ، شد حيلك أبي لولدي وإلا بنتي ولد عم يلعب معه ويفزع له
إبتسم حاكم من تعالت ضحكاتهم : الله يحفظكم ..
هز ذياب راسه بإيه بهمس : ويحفظكم لنا ، نمشي ؟
هز حاكم راسه بإيه يعدل شماغه ، وتوجه يركب بجنب ذياب يلي ركب سيارته يلف نظره لأبوه : تشوف وتعرف
هز حاكم راسه بالنفي لأول مرة بحياته : لا ، الشوف بشوف إيه لكن العلم بسمعه منك إنت يا ذياب ، منك بسمعه وش تكون ووش تبي بك ووش مشكلتها معك البارح كله أدور هي من ولا لقيت لها علم ولا خبر ، ثم
وراك تأخرت ما صليت العصر معي ؟
شتت نظره لثواني : وديت قصيد لأهلها ، وجيت لك
ناظره حاكم بهدوء : أمورك طيبة يا ذياب ؟
نطق الحمدلله يسكت بعدها ، يسكت تمامًا لحين وصولهم لأحد الأحياء يلي حاكم يعرفها ، يعرف سكانها ويعرف أهلها لكن ما عرف القصر يلي وقف عنده يلف نظره لولده : قلت بعرف سالفة العجوز أمس وبنت أخوها ، ما قلتلك ودّني لطويل العمر يا ذياب
ناظره ذياب بهدوء : ما يخصّ طويل العمر ولا يدري به
نزل حاكم بذهول يناظر ولده : ذياب ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : من حريم البدو ، كانت تجي لنهيّان وأنا صغيّر عنده وما تجي إلا لا صار مابه بالخيام إلا أنا ونهيّان ، عطاها ، سلّمها بيت بالإمارات وقال لها روّحي وتزوّجي هناك وراحت ، تزوّجت ولا لها عيال وعوّدت لبنت أخوها هنا
ناظره حاكم لثواني لأنه ما يستوعب ، وشد ذياب على راسه يتذكّر : كان نهيّان يقول لي عطها تكفيك شرّها ، ولا أذكر كثير لكن ما كان يخلّيني أسلم عليها ، ولا أقعد على عينها وإن دوّرتني يقوم وراها وقالت له هذا اللي بيورث هالأرض منك ؟
سكت حاكم لثواني ، وهز راسه بالنفي يدخل خلف ذياب وساكن تمامًا من لمح كمّ الورق ، من لمح أسامة وبقية الرجال يشدّ ذراع ولده مباشرة : إنت تعرف وش تسوي؟
هز ذياب راسه بإيه بهدوء : سوء إستعمال سلطة ؟ مالي سلطة لا بالداخلية ولا بمكتب سموّه أنا ذياب هنا .
ناظره حاكم بذهول لأنه يتكلّم عن شخصه هو ، عن إن هالفعل كله من شخصه هو وتوجه للداخل لمكان جلوسها هي يسكت حاكم تمامًا : من إنتِ ؟
رفعت نظرها بهدوء : أنا عزّني نهيان بحياته ، وذلّني حفيده يوم مات
شتت ذياب نظره بهدوء ، وناظره حاكم يشوف إن ولده ما يشوفها أصلاً : ووش تبين من حفيده إنتِ ؟ ما عزّك نهيان ؟ ما عطاك العز والخير وكرّمك تجازين إحسانه بالأذى ؟ ما يثمر بك المعروف ؟
إبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي : معروف ؟ أي معروف يوم رماني للإمارات تحت حراسة أهله هناك لا تقرّبني ؟ يوم إنه رسم لي دنيا على كيفه ويوم وصلت كنّه يدري بالغيب جاني عريس ما أعرف أصله من فصله وتزوجته ؟
تمتم حاكم بالإستغفار ، وشدّت كلامها : نهيّان عزني ، إيه نعم لكن عزّني لجل إنه يشوف إني مو مقامه ، يشوف إنّي غريبة عليه وهو أعزّ مني وتراب خيامه أعزّ مني كنت أجيه ، أخدمه ، أقوم فيه وهو شايب على فراش موتـ
ضرب ذياب الباب بغضب يسكّتها : إعدلي لسانك
ضحكت لثواني : كنت بعمره يوم طلعت من ديرتي للإمارات ، طلعت لا أعرف أهل ، لا أعرف ربع ، لا أعرف صاحب ولا خوي أعرف كلمة نهيّان يوم قال روّحي
وبوجهي ما دريت وجهه يبي يردّني عن الرياض وديرتي
وردّني ، إي بالله ردّني عن أهلي وديرتي والبر وعن كلّ شيء ، لو تسأل العرب اليوم من تكون بنت صلاح يقولون لك الله يرحمها ، ماتت بشبابها بالبر ولا لقوها أهلها
سكنت ملامح حاكم لثواني يلف نظره لذياب الساكن تمامًا ، وضحكت ينطق ذياب بهدوء : ما كانوا يبون يذبحونك أخوانك ؟ ما ردّوه رجال نهيّان عنك ؟
سكنت ملامح حاكم بذهول يلف نظره لذياب ، ورفعت نظرها له فقط لكن ذياب حرقها بنظرته ، بحدّتها الأكيدة على كلامه : ما طلتي اللي تبينه بحياة نهيّان ، ولا تطولينه بحياتي ولا على عيني وتعقبين تطولينه إفهميها بس
ناظرته لثواني ، ولفت نظرها لحاكم بهدوء : بتبكيه قريب- اعذروني على التأخير و استمتعوا بالبارت الطويل🤎
- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...