بارت ٣٩

14.5K 238 38
                                    

« بيـت حـاكـم »
جلسـت تتقهوى وعلى مسامعها سوالف ديم ونهيّان ، شرود حاكم ، وسكونها هي وإبتسم نهيّان يرد على جواله : هلا حبيبتي ، هلا يا كل الورد ياورد
ضحكت ورد : يا أهلين ! كل هذا الترحيب لي لحالي ؟
إبتسمت ديم لأن نهيّان قرب الكام لها : وحشتينا !
إبتسمت ورد مباشرة بحب ، بشوق لامُتناهي وبسرور أكثر لأن جلسة نهيّان بهالشكل وديم جنبه ، توضح على ملامحها الإرتياح ، وتوضح على حركتهم الراحة أساسًا ما بينهم كثير المسافة تغرق عيونها وضحك نهيّان : بدري ! بدري ما شفتي شيء ما شفتي إلا أنا وديم الحين نبكيك
لف الكام على أمه تحتقن ملامح ورد مباشرة ، وضحك لأن ملاذ إبتسمت بحب : وحشتيني يا أمي !
ضحك نهيّان لأن أمه " بتبكي لو بعّد الكام عنها " : ورد
كانت مركزة بالكام وهي تمسك دموعها بالقوة ، كانت تمسكها بالأصح من لفها لكل زوايا البيت وصُولا لأبوه الجالس على الكرسي المفرد ويده على دقنه يسمع لها لكن وقت لفّ نهيان الكام بإتجاهه هو عدل كل جلوسه يتقدّم ، تتكي يدينه على ركبه وإبتسم : هلا بنتي !
بكت مباشرة تبعد الكام عن ملامحها ، وضحك نهيّان : والله يفز لها حاكم حتى جلسته عدلها عشانك !
إبتسم حاكم : كيف حالك يا ورد
أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح دموعها بعشوائية ، ترجع للكام : الحمدلله تمام ، كيف حالك إنت كيفكم
إبتسم يهز راسه بإيه : بخير الحمدلله يابوك ، بخير بس إنتِ كل ما دقيتي علينا بتبكين يا ورد ؟ كل ما شفتينا ؟
إبتسمت تاخذ نفس من أعماق قلبها : توحشوني ما أقدر
ضحك يهز راسه بإيه : وكيف حاله نصار ؟
إبتسمت ورد بإرتياح : الحمدلله بخير يسلم عليكم
إبتسم حاكم : الحمدلله ، الحمدلله سلمي لنا عليه
_
« قصـر ذيـاب »
حضنت جوانا لآخر مرة لأنها ما قصّرت معاها ، لأنها رتبت كل شيء فعلاً وبنزول ذياب للقهوة والغداء هي صعدت غرفتهم بالأعلى تجهّز لها ملابسها وتحط ملابس ذياب بالشنطة لأن قصيد جهزتها : شكرًا جوانا
إبتسمت جوانا تضمها ، تنطق لها بلقبها المفضل " بيبي " تضحك قصيد خلفه : كبرت جوانا ، كبرت خلاص !
ضحكت تضرب كتفها تودّعها لأن السواق بإنتظارها ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها عينها تنتظر ذياب اللي هز لها قلبها كله من طلع بيده شنطتهم ، وشنطة يدّها اللي عليها لكن سكن قلبها كله من الكاب اللي بيده تُذهل لأنه كابها ، لأن بعد الحادث كان معاها لكن تركته بالدولاب وما توقعته يدري بمكانه ولا يدوّره : ما نسيته ؟
هز راسه بالنفي يقفّل الباب : أدري به ، ما نسيتي شيء ؟
إبتسمت لهدوئه لثواني ،
لأنه بثوبه لكن بدون شماغ وبديله أسود الكاب اللي بيلبسه : هادي أكثر من اللازم
رفع طرف حاجبه تناظره لثواني : وما قلت لي لا
إبتسم بإستغراب : وإنتِ تبيني أقول لا قصيد ؟
ما تدري ، لكن تدري بإن حيرتها منه كثيرة وتزيد كل شوي لأنه هادي ، هادي لدرجة الجنون وتوجهت تركب لمكانها يركب بجنبها : ما قلت لي شيء بشكل غريب مره يعني
رفع حاجبه لثواني : ما صحيت قلتي طيارتنا بعد ساعتين؟
هزت راسها بإيه : قلت بس إنت بس قلت تمام وبس
ضحك يناظرها بذهول : وش أقول قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : يعني إنت ودك ؟ عادي ؟
حرّك عن بيتهم يستودعه ربه ، ونطق : لا ما ودي من قال
كشّرت مباشرة لأنه ما يرد عليها بجدية لكن ما بتعلق تبي تشوفه ، بس تشوفه وفعلاً ما بعدت عينها عنه طول الطريق اللي مرّ بالسكوت منها لأنها هي ودها تشوفه ، ودها تعرف شعوره للرياض قبل كل شيء بما إنهم يودّعونها ولو كان لمدة بسيطة ، ولو كان لوقت بسيط لكن بالنسبة لها ولشخصية ذياب هذا وداع - ما يليق بالرياض - ، ما يليق بشخصيته " نهائيًا " لأن الوقت ما يسمح يمرّون أهلها ، ولا أهله وطول الطريق من بيتهم للمطار يدّها بيده ، ما تفارقه لكن بالسكون الرهيب منها تسمع مكالماته لمحمد ، لأسامة ، توصياته وفعلاً تبي تعرف شخصيته ، تبي تعرف أطباعه بالسفر لأنها حاولت تتوقع لكن ما تلاقي الإجابة إلا بمواضيع تخصها : ذيـاب
لف نظره لها وهو ساكن ، فيه سكون غير طبيعي من وقت قالت له للآن لدرجة إنه ما تكلم بشيء : عونك
قصـيد : فيك شيء ؟ لأن من البيت للآن ما قلت شيء
إبتسم يهز راسه بالنفي فقط : ما بي شيء ياحبيبتي
عضّت شفايفها لثواني ترفع أكتافها بعدم معرفة وتكلّم هو قبلها : تراقبين كل حركة مني ، إنتِ بك شيء ؟
رفعت قصيد أكتافها بعدم معرفة : مدري ، أحس غريب
ما علّق لأنهم وصلوا المطار ، لأنه وقف سيارته بالمواقف ينزل ، ياخذ شنطتهم من الخلف ونزلت هي تحس " خفق قلبها " ما يخفّ من جاء بجنبها يمسك يدها : غريب ؟
لأن يدها ترجف ، هو لف نظره لها : وش فيك قصيد !
ناظرته لثواني لأنها ما تعرف ، فعلاً ما تعرف وما تخيّلت وقت يصير الجد ، وإنهم بالمطار فعلاً يكون شعورها بهالشكل : خفت ذياب !
رفع حاجبه يوقف وسط مشيه ، يلف نظره لها : نعوّد ؟
ضحكت لأنها ما تعرف ، فعلاً ما تعرف لكن الخوف اللي تحسه بهاللحظة مو طبيعي : لا ، لا تشوفني كذا ذياب
إبتسم فقط لأنه يفهمها ، يهز راسه بإيه يكمّلون مشيهم للداخل ولصالة الإنتظار المخصصة لهم تاخذ نفس من أعماق قلبها لأن باقي وقت : نرسل رسالة ؟
هز راسه بإيه يتأمل الصالات بهدوء : اللي تبينه قصيد
عضّت شفايفها تناظره ، وطلّع جواله من جيبه لأنه ما يقدر ويدري بأبوه بشكل كافي : بدق على أبوي
هزت راسها بإيه يسكن داخلها : بكلمه معاك
ناظرها يجلس بجنبها ، ودق على أبوه يشتت نظره لأنه حتى الرد ما يضمنه حاليًا ونطق من رد : السلام عليكم
رد حاكم السلام بكل هدوء الأرض يرفع ذياب يده لجبينه لأنه يعرف حتى نبرات أبوه ، وتكلّمت قصيد : كيفك عمي
رفع حاكم حاجبه بإستغراب : قصيـد ؟ هلا بنتي الحمدلله كيف حالكم إنتم يابوك عساكم طيبين
إبتسمت بهدوء تراقب ملامحه : الحمدلله طيبين وبخير
نزل ذياب يده عن جبينه يسأل : أمي حولك أبوي ؟
كان من حاكم النفي : لا ، راحت مع ديم لبيت عمك
هز راسه بإيه : حنّا بالمطار قلنا نسلم عليك وعلى أمي دام الوقت ما سمح نمرّكم ، تبون شيء توصون شيء ؟
سكت حاكم تمامًا يسكن داخل ذياب لأنه يعرف أبوه ورجع حاكم ينطق : ماشاءالله ، أستودعكم الله يابوك سلامتكم وتروحون وترجعون بالسلامة إن شاء الله
إبتسمت قصيد فقط : الله يسلمك عمي ، تفهمنا صح ؟
إبتسم حاكم بهدوء : معذورين يابوك ، معذورين الله يحفظكم ويستر عليكم وإن وصلتوا عطونا خبر
لف ذياب نظره لها لأنها سلسة ، لأنها تتعامل مع الموضوع بسلاسة مستحيلة وتكلم أبوه بطريقة هو ما يتخيّلها ولا يتوقعها ونطق حاكم : أستودعكم الله ياذياب
هز راسه بإيه : الله يحفظك ويخليك ، مع السلامة
سكر من أبوه يلف نظره لقصيد : تدقين على أبوك إنتِ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم : من جوالك مافي فرق
نزل بالأسماء لعمه تركي تبتسم ، فعلاً تبتسم لأنه مسميه " عمي تركي " بشكل حرّك شعورها ما تدري ليه وإبتسم تركي يرد : يا هلا ، جانا العلم يا ذياب قصيد جنبك ؟
ضحكت قصيد مباشرة يبتسم ذياب : من قال لكم
إبتسمت سلاف : جوانا ، ما تحمّلت وقالت مسافرين
إبتسمت قصيد : كل شيء صار فجأة بدون مقدمات
هز تركي أبوها راسه بإيه : دامكم طيبين وبخير الحمدلله وتوصلون بالسلامة إن شاء الله يا بابا ، إنتبه لبنتي ذياب
ضحك ذياب : لا توصي حريص ياعمي ، لا توصي
سلاف : ما قلتي لنا المكان للآن يا قصيد لعلمك
إبتسم ذياب لأن حتى هو ما يدري وضحكت قصيد : إذا وصلنا ان شاء الله أرسل لكم
إبتسمت سلاف يتدخل عذبي بالمكالمة : ما تتوبين من حركاتك اللي فجأة ؟ أمس كنا عندج يبه قولي ترى بسافر وبسحب عليكم ، شكلنا مشينا من عندج قررتي ، صح ؟
ضحك ذياب تبتسم قصيد : الإنسان يحتاج يغيّر جو عذبي
إبتسم عذبي : توصلون بالسلامة يبه !
قفّل بعد ما ودعهم يلف نظره لها : إنتِ شلون ؟
إبتسمت بإستغراب لأنها ما فهمته ، ولأن النداء صار لرحلتهم تسكن ملامحه لأنه ما توقع تكون وجهتهم
ما جات بباله " دبـي " نهائيًا وما صدقها لو ما عدلت جلوسها تمسك شنطتها بتوقف : تبين دبي إنتِ ؟
إبتسمت لأنها مو وجهتها ، ولا توجهها لكنها فعلاً وقت فتحت دوّرت أقرب حجز ، أقرب مكان بس يبعدون عن هذا الضغط كله وبعدها هي تبي شيء آخر لكن تطول إجراءاته بطريقة ما : دبـي ، وأبي مكان ثاني غير دبـي
هو وقف معاها يتوجّهون للطيارة ، لمقاعدهم تجلس ، ويجلس بجنبها وهو وقت نطقت " دبـي " ما يدري وش صار فيه : وين تبين غيـر دبي ؟
مدّت يدها ليده : مدريـد ، حاولتها أمس وما قدرت بس
أشّر على خشمه فقط ، وإبتسمت تاخذ نفس من أعماق قلبها : ما كانت دبي بالحسبان ، ما كانت لدرجة أفكر ما ودي نجلس بالرياض بس بنفس الوقت ما ودي مكان إلا مدريد
ناظرها لثواني لأنها رهيبة ، لأنها فعلاً " رهيبة " ويقولها بيقين تام إن مثلها مستحيل يتكرر وإبتسمت : وفكرت ، تحب دبي إنت غالبًا وتنبسط فيها ما نسيت لما كنا نلعب بادل ، رسل لي عذبي مقطع لك تلعب سلة والأبراج وراكم
إبتسم لأنه يتذكر ، وهز راسه بإيه : كانت مع نصّار
إبتسمت قصيـد : يغيّر جوك نصار ، ومن هنا تركت الموضوع بيدك بما إنها دبي ، وتعرف لدبي وتحبها خلاص
ضحك لأنها لهالسبب بالذات كانت تتأكد منه كل شوي : عندي ، لا تشيلين هم
_
« مدريــد ، الليـل »
وقف على البلكونة يتأمل ، يفكر بالرياض بدون غيرها وما يدري وش الحنين اللي مرّ صدره بهالشكل الطاغي يدق على ذياب لكن مقفّل جواله يتنهد : والله إشتقت
طلعت ورد له تستغرب وقوفه : نصار ؟
إبتسم يلف نظره لها ، وتوجهت تدخل تحت ذراعه لأنه مكانها المعتاد بكل وقوف : إشتقت لوش بالضبط ؟
إبتسم يرفع أكتافه بعدم معرفة لأنه فعلاً ما يدري وش بالضبط من كثر شعور الشوق بصدره : لك ، الظاهر
ضحكت لأنه يستعبط ، وإبتسمت : كلنا ندري إنك نصاب
ضحك يشد أكتافها ونطقت هي : تعال ، ساعدني بالعشاء
هز راسه بإيه يشمر أكمامه : جاهز ، وين المطبخ بس
ضحكت تمشي قبله للمطبخ ، يدخل خلفها لأنها مشتهيه " بيتـزا " ومن البيت : متأكدة تعرفين ورد ؟
ضحكت تطلع الأغراض : متأكدة ، البيتزا بسيطة أساسًا
هز راسه بإيه : اليوم بيتزا ، بكرة كبسة وحشنا هالأكل
كشّرت تمشي له ، وقبّل كتفها يسمع رنين جواله : كنت بساعدك ، بس شفتي زوجك كيف مشغول يعني ؟
ناظرته لثواني بذهول : تتهرب يعني ؟
توجه ياخذ جواله ، ورجع عندها تسمع إنها مكالمة لدوامه لكن إبتسم قلبها بطريقة ما لأنه واقف قدامها ، واقف بعادية تترك يده تلعب بالطحين قدامها ، يرسم عليه ، ويسولف بكل جدية العالمين بخصوص شغله لكن من جات قدامه هو مسح أصباعه على أنفها بدون مقدمات وما قدرت تشهق '
لأنه يكلم لكنه ضحك مباشرة يتنحنح بتدارك : مثل ما قلنا طال عمرك
ضحكت لأن فعلاً الطحين صار على أنفها من يده اللي يتأملها ، وقفّل يضحك مباشرة : لا تجين قدامي والله مدري وش جاني حسيت ودي أحطه بوجهك
ضحكت تهز راسها بالنفي : مروقة ما بتهاوش معك
ضحك نصّار يهز راسه بإيه : بعد الدموع يوم كلمتيهم ؟ الأكيد تروقين حبيبي ما قصرتي
ضحكت لأن هذا سبب ، لكن الأساس بروقانها هو شعورها بالإستقرار من كل النواحي ، شعورها باللّذة اللي ما تقدر توصفها لكن هذا المشهد حنون ، وجودها معاه بالمطبخ ، عينه تتأملها بشكل تعرف إنه يفتنه لأنها لابسه فستان أحمر يوصل طوله لأعلى ركبتها وأعلاه حبال رفيعه فقط على أكتافها ، تترك شعرها بحريّته وهو بدوره " أسباني " تماماً بأبيض قميصه ، وشورته السماوي وإبتسم نصار : وش تفكرين فيه ؟
هزت راسها بالنفي تتأمل البيتزا : خلصت ، وما ساعدتني
ضحك يهز راسه بإيه يتوجه لها : لا جات من يدك بتصير حلوة ، الخطوة مني تخربها ما ودك تجربين
ضحكت تغسل يديها ، وأخذها نصار يدخلها بالفرن ترجع ورد لجنبه لكن سكن كونها كله لأنه إنحنى يقبّلها ، يكمّل حنون المشهد بعقلها بدون لا تقوله تبتسم ، يبتسم قلبها فعلاً لأنها دائمًا تتأكد بإن هذا مكانها الصح ، وهذا كل الصح بحياتها رغم ماضي الصعوبات كلها ..
_
« دُبــي »
ما خفّ ذهولها بالطيارة ، وما خفّ وقت وصولهم المطار ووصول سيارتهم وما خفّ الآن بدخولها للفندق يدّها بيدّه لجناحهم ولو تحكّي أحد عن ذياب ، ذات الشخص اللي يُقال عنه " بدوي " بشكل قاسي وكل علمه بر وإبل يمكن ما يصدقها أحد لأن من وقت وصولهم ، للآن وهي تنبهر بكل تفصيل وكل ما حسّت بالإنبهار تذكرت إنه بدوي فعلاً ولا يخفي بداوته ولا يستحي منها ويفخر بها ، يفخر لأنها ما تنقصه ولا تحطّ منه وهذا أصله وضحكت من وصلوا لجناحهم تشوف رقمـه " 222 " : كثير ومو معقول
لف نظره لها لثواني يفتح الباب : وش اللي مو معقول ؟
هزت راسها بالنفي فقط تدخل معاه ، تنزّل عبايتها ورغم إن الرحلة قصيرة ، بسيطة ما حسّتها أو هي من كثر حماسها ما حسّت شيء ما تدري ومسح على أنفه : قريّب أنا بس بروّح أخلص كم شغله وأجيك ، تبين شيء أجيبه ؟
هزت راسها بالنفي تنزل عبايتها ، تسمع صوت خروجه وعضّت شفايفها مباشرة : خيالي إنت خيـالي
ما تدري وش كانت توقعاتها لكن تدري إنه جاء يفوقها وهذا الأكيد ، وأخذت جوالها تصّور صورة وحيدة للأبراج اللي أمامها ، تخصّ الصورة بقلب بُني فقط وعينها تتأمل بهمس : يارب تكمل
عدلت شكلها لثواني تفتح شعرها ، تتأمل المكان وأخذت نفس تنتظر رجوعه اللي
اللي حصل فعلاً بعد ربع ساعة يدخل : يا أهلاً ، ما طولت
هز راسه بإيه وهو نزل يرتب وضعه فقط ، يكلّم أسامة وتوجه يغسل يديه على ما ترتب هي مكان لجلستهم يبلّغها : شوي ويوصل العشاء
لف نظره يشوف إنها عند البلكونة تعدل ستايرها ، يشوف إنها تتأمّل وجففّ يديه ما تصدق اللهفة اللي بداخله لها لكن صار ممُكن تخمينها من جاء لها تبتسم : ذياب
هو حاوطها من الخلف يقبّل كتفها ، يضم يديها تحت يدّه وإبتسمت لثواني : من أول شوارع دبي للحين وأنا جالسة أتذكر أشياء كثيرة مره ومدري تتذكر زيي أو لا
سكت لأنه يتذكر ، لأنه يدري هي وش تتذكر لكن يبي يسمع منها ، يبي سوالفها : وش تتذكرين ؟
لأن الباب طُرق يقطع حديثهم ، إبتسمت هي : ما بقول
رفع حاجبه فقط يتوجه للباب ، ياخذ العشاء منه ورتبت قصيد مكان لجلوسهم على الكنبة : وعلى ذوقك يعني !
إبتسم فقط يترك الأكل على الطاولة : على مستوى
إبتسمت لأن هالراحة منه رهيبة ، فعلاً رهيبة من جلس يقابلها وذياب بالأكل خصوصاً " يعجبها " لأنه هو يمد كل شيء لها ، هو يعدّل كل شيء لها وهو يهتم بطريقة تحسّها " تخصه وحده " وحنونة بشكل ما يصدقه أحد : ريحة الأكل تشهي أساسًا ، جربته هنا قبل ؟
ضحك يهز راسه بإيه : عرفناه أنا ونصّار مرة ومن يومها وحنّا غداء وعشاء ولو يفتح فطور بعد أخذنا منه
إبتسمت من مد لها شوكتها ، وضحكت : بتراقبني ؟
هز راسه بإيه بجدية : يمكن ما يعجبك أجيب لك غيره
ضحكت تتلذذ ، يبيّن على ملامحها إن الأكل لذيذ فعلاً يبتسم هو فقط : وش كنتي تتذكرين تقولين لي ؟
قصيـد : لا ياحبيبي ، إنت تقول لي الحين
إبتسم بهدوء لأنه فعلاً يتذكر ، ومسح على جبينه : آخر مرة جيت بها دبي ، جيت عشان السيارة طيران وأخذتها برجع بها بنفس الليلة
هزت راسها بإيه لأنها تذكر ، وتتذكر بشكل مو عادي كمان : أتذكر ! أشغلتني وقتها لأنهم كانوا عندنا وكنت أسمعهم كيف شايلين همك ويقولون لك نام ما نمت إلا ساعتين وإنت مصر على رايك ، من وقتها عرفت كيف تحب تتعب نفسك بشكل مو طبيعي
إبتسم فقط لأنها ما تدري كيف كانت كل تفكيره بوقتها ، ما تدري كيف إن رغبته برجوعه عشانها مو عشان الرياض ولا همه إرهاق نفسه : إنتِ السبب طال عمرك ، أتعبتيني
رفعت حاجبها بذهول ، وهز راسه بإيه : صدق قصيد ، ما أطيق الإنتظار وما قصرتي بي أبد
خجلت لوهلة لأنه لأول مرة يتكلم بهالشكل ، لأول مرة بيعبّر لها وتشوف هالشيء : وقتها سألتك ، قلتلك كم باقي لك وتوصل وكنت بس أبي أتطمن عليك على طول قلتلي كم باقي وتوافقين بدون مقدمات ، ومن العدم
هز راسه بإيه يعترف : كنت متشفّق عليك ، كنت ملهوف أبيك لأنها وقت حسّت إنها بتخسره ، وإن الضغط عالي عليه بشكل ما يتصّوره أحد هي ما ترددت ، ما رفّ لها جفن بإنها تستغّل محبته لها بشيء بصالحه مو ضدّه ، ما ترددت تاخذ بيدّه وتقرر إن صار وقت لهم لوحدهم ولهالسبب ذياب ما يستوعبها ، وكل ما حاول يستوعب حبها له يوقف مذهول عندها وإبتسم فقط من كانت تخجل ، من كانت تتلون ملامحها وتغرق بالأكل لأنها ما تبيه يسولف ومسح على طرف حاجبه : وقتها قالت لي ورد ، قصيد كان ودّها بشيء موجود بدبي وتدرين وش سوّت بي يوم قالت وإلا ما تدرين قصيد ؟
ما خفّ تورد ملامحها لثواني ورجع يكمّل بشعوره وقتها : وشلون أدري باللي بخاطرك بدون لا اسأل حتى ورد هذا اللي سوّته بي وديّتها يمين عيّت ، وديتها يسار عيّت لين آخرها قلت ذياب ، لا صارت حلالك تاخذها بيدها وتجيبها لليّ تبيه بدبي وغير دبي تاخذه
ضحكت تغص بأكلها فعلاً ، ضحكت يضحك هو ببسم الله عليك يضرب على ظهرها " بخفّة " بسيطة وتُوردت ملامحها تغرق بالذهول : يعني كيف ؟ كنت تفكر كذا ؟
هز راسه بإيه بتأكيد : بخاطرك شيء وما أدري به شلون تبيني أفكر ؟ ما ودي يقعد بخاطرك شيء وأنا موجود
إبتسمت لأنها ما تدري ليه تشوف المواضيع منه دائماً بمنظور الشاعر ويصرخ عقلها بأغنية وحيدة وسط كلامه : متى ناخذ فرة ؟
_
« بيـت تركـي »
طلع من بيـن فوضى كتبه دفتر وحيد غلافه من الجلد البُني والأكيد إنه من أحد سفراته ، تركه على مكتبه يجلس ، يعدل سماعته بأذنه من رنّ جواله قدامه بإسمها يبتسم مباشرة : على الموعد ، ما تأخرتي ماشاءالله إبتسمت لأنه فتح كام مباشرة ، فتح تشوف فوضى شعره ، نظارته اللي على ملامحه وجلوسه على المكتب وخافت نور الغرفة : تذاكر ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : لا ، تذكرين هالدفتر ود ؟
رفعت حاجبها لأنه رفعه يوريّها لكن ما تذكره ، ما يطري ببالها ولا تتصّور له وجود : شفته بغرفتك قبل لكن لا
إبتسم لثواني يهز راسه بإيه : جلست مع أبوي اليوم ، جلس يسولف لي عن أشياء كثير ، عنهم أول ، عن عمي حاكم ، عن أيامهم قبل وعن دنيتهم ودّ متخيلة من العصر للعشاء وحنّا نسولف ؟ نصلي ونرجع نسولف
إبتسمت لأنه يتحمس : واضح وإلا ما فتحت الدفتر
هز عذبي راسه بإيه يمسح على جبينه : مليان أفكار ، مليان كلام أبي أنثره ، أبي أكتبه ومدري كيف بكتبه لكن
إبتسمت ود لثواني : أول ما تكتب كلمة ، بيجي الباقي
قفله لأنه ما يبي يكتب وقت جات هي ، ما يبي وضحكت لأنه تكى يعدل أكتافه : وش عذبي ؟
إبتسم لأنه صح ما يشوفها ، وصح هو اللي فاتح كام فقط لكنه ما يتخيّل متى ينتهي الترم ويخطبها : سلامتك ، وش طيّحنا ببعض ودّ ذكريني ؟ غير إنك بنت عمتي
ضحكت لأن قواسمهم المشتركة كثير ، كثير لدرجة ما يحصيها أحد ونادر يجتمعون المتشابهين لكن هي وعذبي ، بطريقة ما صارت علاقتهم أعمق من كونهم عيال عم وقرابة عادية لأنها كانت تهتم له بصمت ، ويهتم لها بصمت ، تجمعهم الصدف بنفس المكتبات ، بنفس الذوق حتى بأبسط الأشياء ، وبنفس الكلمات وقت يسولفون لدرجة " مضحكة " : جمعتنا الصدف
إبتسم يهز راسه بإيه : ما قصّرت إي والله ، ما قصّرت
ضحكت لأنه متحمس لدرجة تبيّن على ملامحه : وش
ضحك يهز راسه بالنفي : ود تعرفين شعور اللي يوم توصلين لنهاية شيء ؟ يعني مثل المسلسل يوم يقولون يوم الحلقة الأخيرة وتتحمسين ، الكتاب وقت توصلين لآخر جزء فيه لآخر صفحة عرفتي الشعور ؟
ضحكت ودّ بذهول : عرفته ، بس وش طاريه ما عرفت
إبتسم لثواني : مدري ، بس بعد ما سولفت مع أبوي وإنتهت السوالف يقول والحمدلله هذا أنا ، وهذا حاكم ، وهذا إنتم بخير ونعمة ومستقرّين حسيت كنا نركض وصار وقت الراحة ، وقت السكون ويوم جلس أبوي يشرب شاهيه على الكنب وهادي ما وراه شيء
صرخت لأنها فهمت ، لأن وصلتها المعلومة تماماً وإبتسم عذبي : الحمدلله يعني ، حتى والحكاية مو لي الحمدلله
_
« بيـت حـاكـم ، العشاء »
جلس حاكم بالمقلط يبتسم ، يرحّب من أعماق قلبه لأن من العدم تركي دق عليه يسأله لو فاضي ، ولو أم ذياب موجودة يجي هو لحاكم ، وتدخل سلاف لملاذ وإبتسم لتركي : مبطي ما سيّرت علينا بدون موعد وبدون حجز
ضحك تركي : والله طلعنا أنا وأم عذبي ناخذ لنا فرة شوي يوم جيت جهتكم قلت مالك خاطر تمريّن على أم ذياب ؟ قالت إنت لك خاطر تمر على حاكم الحين وفهمتني
ضحك حاكم يهز راسه بإيه : أعز من يجي ويمرّ ياتركي بيتك ومكانك ياخوي متى ما بغيت اكسر الباب وادخل
إبتسم تركي وهو مرتاح بشكل ما يتصّوره أحد على وجه الأرض : لا ما بكسره إنت بتفتح لي ياحاكم
ضحك حاكم لأن هذا غرور : ما كبرت إنت ياتركي ؟
ضحك تركي يهز راسه بالنفي ، وإبتسم حاكم من إرتياحه : ماشاءالله ، جايّك علم يسرك الظاهر شاركنا عطنا
ضحك تركي يهز راسه بالنفي : يوم صحيت اليوم ، كلّمت قصيد حبيبتي أقول لها كيف دبي تقول لي عسل يابابا
ضحك حاكم مباشرة لأنه يعرف كيف يحب قصيد ، وإبتسم تركي بإرتياح : والله يا حاكم ، وماهو عشانه ولدك ولا أمدحه عندك لكن ذياب ، ذياب ماشاءالله عليه
إبتسم حاكم يهز راسه بإيه فقط ، وهز تركي راسه بإيه بتأكيد : ونعم الرجل ياحاكم ونعم الولد لكن إذا إنت أبوه
ضحك حاكم لأنه بيمدحه : إذا إنت عمه لا تدوّر غيره _
« بالداخـل »
إبتسمت ملاذ تمد لسلاف قهوتها : والله حيّ الله من جانا
إبتسمت سلاف بحب : الله يبقيك حبيبتي ، تركي يوم جينا جاه الحنين لحاكم كأن صار له عمر ما شافه قلت ما بقوله رجعني البيت وتعال لحالك أنا ما شفتك بعد
ضحكت ملاذ بذهول : أزعل منك لو تسوينها أهل ياسلاف
إبتسمت سلاف لأن حاكم وتركي بالمجلس القريب منهم وتسمع ضحكاتهم ، وضحكت ملاذ : لا ماشاءالله رايقين
هزت سلاف راسها بإيه : رايقين وبس ؟ تركي مروّق لدرجة لو تبينه يروّق لك الرياض كلها اليوم مو بس حاكم يروّقها
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : إيه يسوي خير ما يقصر
نزلت ديم المبتسمة تسلم على سلاف يلي إبتسمت مباشرة : يا أهلاً ، كيفك ديم كيف صحتك ؟
إبتسمت ديم : الحمدلله تمام كيفك إنت خالتي ؟
هزت سلاف راسها بإيه ترد عليها ، وإبتسمت ملاذ بحب لأن صار الحمل يوضح على ديم أكثر وأكثر : نهيّان عنده مباراة ؟
هزت راسها بإيه : إيه طلع من العصر أكيد ساعة ويخلص
هزت ملاذ راسها بإيه تستودعه ربه ، ورنّ الجرس تتنحنح ديم بشبه إحراج : أكيد البنات ، بدخلهم فوق تمام ؟
هزت سلاف راسها بالنفي مباشرة : تعب عليك أمي أنا مو غريبة ولا حنّا مطولين ، لا تستحين مني
إبتسمت ديم بإحراج مباشر تضحك ملاذ لسلاف : تحشّم ديم مره ، خجولة لدرجة تحسين ما بالدنيا أحد يفكر كذا إلا هي حبيبتي تشيل همي وتشيل هم عمها وهم نفسها
إبتسمت سلاف : الله يحفظها ويخليها ماشاءالله
دخلت وسن اللي شهقت من منظر ديم مباشرة بفستانها الشبه واسع باللون الوردي ، يبيّن بطنها ببروز خفيف وضحكت درة مباشرة تصرخ : فديت الوردي !
ضربتها ديم مباشرة تسكتها : عيب ! عيب سلاف موجودة
سكنت ملامح توق مباشرة لأن آخر مرة قابلتها كان وقت زواج ورد ، وسكتت جود لثواني : سلاف ؟ وقصيد
هزت ديم راسها بالنفي : قصيد مسافرين مو موجودة
إبتسمت درة لثواني : حركات ماشاءالله جود ما شفتي من سناباتها ؟
كشّرت جود مباشرة : ما تنزل شكلها تخاف من العين !
ضربتها ديم بذهول لأن حتى والكلام عفوي وعادي ما صار بمحلّه ، ونزلت توق طرحتها : ما بدخل عندكم ، بطلع
ناظرتها وسن لثواني : توق ، عن الدلع وسلّمي وإنتهى
دخلت وسن تسلّم أولهم ، ودخلت جود ، ودخلت درّة خلفها توق الساكنة تماماً حتى سلامها على سلاف ما حسّته لأنها ما رفعت عينها لها ، سلّمت حتى سلاف عليها بعادية تامة تكمّل حوارها مع ملاذ على ذات إبتسامتها ، وذات ضحكتها وإبتسمت درة تقرصها بهمس : تنفّسي ، إنتهى الموضوع من زمان تنفّسي خلاص وإعقلي
_
« دبــي »
كانت عينها تتأمل الأبراج ، يدها بيدّه وتسمع معاه " الود ودي أجيب لك .. روحي روحي على يدّي .. وأغزل لك نجوم الليل .. وأخلّي لونها وردي " بإختيارها يبتسم هو لأنها تشرح حُبه لها فعلاً ، لأنها تريحه من جزء الشاعر وهي تشوفه بنفسها : هذا أنا قصيد ؟
إبتسمت تهز راسها بالنفي لأنها تخجل ومستحيل تقول بالصريح إنها تشوف جزء من حبه فيها ، وضحك لأنها تخجل ، لأنها فعلاً بهالأغنية بالذات صرخ بها عقلها ألف مرة بهالسفرة بكل أيامها من وقت كان يسطّر إعترافاته هو كيف يحبها ، كيف يعشقها لليوم ولقبل ساعات من وقت تسوّقهم كيف يمشي معاها بكل هدوء ، يبتسم لذوقها بكل شيءّ ويوافق على كل شيء تبيه له ، أو لها ويضحك لو مثّلت هاللبس وين يكون مثل قميص بالأسود إبتسمت له فيه " صار ودي أشوفك فيه ، بأسبانيا طبعًا مو هنا لأنك تستغل إننا بدبي وما تغيّر عن الثوب " ، ووقت كانت تتأمل الشورتات تلتفت له " ما تلبس شورت إلا بالبيت عندي ، تلبس هناك ؟ " ولفت نظرها له تسولف : بكرة بنودّع دبي من غير شر ، تصدق ماودي ؟
لف نظره لها تضحك مباشرة : يعني ودي ، بس أقصد ما توقعت أحبها كذا ، أو يمكن حبيتها لهالدرجة لأني شفتها من منظورك إنت زي ما شفت الكويت لما جيتني
هز راسه بإيه يمد يده لعبايتها : لبسك خفيف إنتِ ؟
ما توقعت تشهق لأنه مد يده بدون مقدمات : اسألني !
هز راسه بالنفي : وليه اسألك دام يدي قريبة ؟ نرجع تبدّلين ، وأبدل أنا باخذك لمكان ثاني دامها وداعية
هزت راسها بإيه : وش المكان عشان أعرف وش ألبس
ضحك لأنه عشانها ، لأنه يعرف أطباعها ويعرف دلالها اللي يتركها تبدّل لكل شيء بلبسٍ يخصه : تعرفين ، تعرفين
هزت راسها بإيه من وقف سيارته يتركها للعامل ، من أخذ الأكياس بيدّه من الخلف ومد ياخذ يدها : لاحظت إنك هنا بالذات ، ما تترك يدي لو شوي ؟
رفع حاجبه لثواني : وأنا وإنتِ بالرياض وين نطلع ؟
ضحكت تهز راسها بإيه لأنه منطقي ، وتوجه لجناحهم يفتح الباب ، يترك الأكياس ونزّلت عبايتها : وين ؟
توجه لشنطة ملابسهم ياخذ لبسه اللي هي مجهزته بين الملابس ، وضحكت مباشرة تغرق ملامحها بالخجل لأنها توقعت ما إنتبه له : قلت ما راح أقول لك إذا فهمت من نفسك تمام ، وإذا لا يعني
هز راسه بإيه يقاطعها : إذا لا ، بتزعلين مني وما بتقولين ليه لأن وش عندك ما يجيك الوحي يا ذياب وتفهم إن ودي أشوفك تلعب سلة قدامي ، تلعب سلة معي
ضحكت لأنه يعرف إسلوبها بشكل مضحك ، يعرف يقلّدها حتى بالكلام وإبتسمت من قرب منها : لأن فعلاً ليه ما تفهم من نفسك ؟ ليه ما تقول بسوي لك كذا ؟ لأنها العادة ، وكل ما قرّب منها وقابلها يدها تتوجه دائماً لأزرار ثوبه ونزل نظره لها : تعرفين تلعبين إنتِ ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : جهّزت لنفسي لبس ، هذا المهم
ضحك فقط لأنها " رهيبة " ينحني يقبّل خدها ، فكها ، بجوار أذنها وضحكت تشدّ ثوبه : مشينا لا نتأخر
هز راسه بإيه يتوجه يبدل لشورته الأسود ، والتيشيرت الواسع بنفس اللون يعدل أكتافه ودخلت هي بعد ثواني تعدل شعرها فقط : حلوة ؟
لف نظره لها لأنها خيالية مو بس حلوة ، خيالية حتى ولبسها رياضي بحت يرسم جسدها باللون الرمادي ، ينساب شعرها وعدلت أكمامها تعدل أكتافها لأنها تشوف من نظراته وش ممكن يقول أساسًا وضحكت : خفيف
ضحك بذهول لأنها طلعت عنه للصالة تلبس عبايتها ، وطلع بعد ثواني يمد يده للجاكيت اللي تاركته له على ذراع الكنب : تلعبين بالنار إنتِ إنتبهي لنفسك
إبتسمت تعدل طرحتها لأنه ترك الجاكيت على ذراعه فقط تبتسم ، ينهار قلبها لأنها ما تشبع من منظره بالثوب ، ولا من منظره بالشورت ، ولا من منظره بهاللحظة كيف هو يختلف ، يتبدّل ، يليق ومثل ما إنهارت وقت شافت الفيديو هي تنهار أضعاف بالواقع وإبتسم من نظراتها فقط : ما ودك نمشي صح ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : لا بنمشي ، بنمشي مشينا
لأنها توجهت للباب قبله هو إبتسم مباشرة يمشي خلفها ، ينزل معاها للسيارة ورجف قلبها لأنها تعيش نعيم بشكل ما يتصّوره أحد ولا حتى هي نفسها من شخصيته ، رهيبة شخصيته بعيد عن الضغوط وركب بمكانه تركب بجنبه كلها حماس ، كلها لهفة للمكان وإستوعبت : بيكون فاضي ؟ لأن يعني ما باخذ راحتي لو فيه أحـ
ضحك لثواني يهز راسه بالنفي : قصيد ، أنا ذياب حبيبتي
إبتسمت بذهول : وغرور كمان ! وش يعني أنا ذياب
هز راسه بالنفي فقط لأنه يحسب حساب لراحتها ، ويحسب حساب لغيرته من قريب وبعيد لدرجة هي ما تتصورها ولا تتخيلها وسكن داخلها من دخلت السيارة لمكان يمتلي بالأشجار اللي تغطي الطريق الهادي بخفيف الإنارة ، مكان " رائع " يفوق الوصف وخيالها يسكن قلبها من لمحت ملعب وحيد فيه : كيف طحت بهالمكان !
إبتسم لأن موقعه خورافي ، خلفه الأبراج بإطلالة خيالية لكنه معزول بين الشجر ونطقت : مكان أحلامي على كذا
ضحك فعلاً يوقف ، ينزل ونزلت هي يلف نظره لها : خلّي عباتك هنا ، ما به أحد ولا حولنا أحد لا تشيلين هم
تركت عبايتها فعلاً تشوف كورة السلة اللي بنص الملعب ، وإبتسمت تعدل نفسها : المكان والملعب وكل شيء يحمّس مرة ! ، لما لعبنا بادل ما تتخيّل كيف كان ودي تكون موجود
إبتسم ذياب ينحني للكورة : الحين أنا موجود ولعبة تسوى مو اللي تقولينها ، تبين الأولى لك ؟
إبتسمت قصيد لثواني بذهول : لا تغلط على البادل هذا أولاً ، وثانيًا بس كذا ؟ بدون قواعد بدون شيء خذي وإرمي وإذا دخلت تمام ؟
هز راسه بإيه : القواعد عندي ، والنظام عندي إنتِ بس حاولي تجيبينها والأمور طيبة بعدين
ضحكت تاخذ الكورة من يده بإعجاب : وما تغشّني يعني ؟
ذيـاب : بي قلّ صح أغشك إنتِ ؟ حاولي وماعليك
ناظرته بعدم إعجاب لثواني : ذياب مغرور على كذا سهلة بدخلها وبس والفوز لي يعني وين المتعة ؟
إبتسم يهز راسه بإيه : دخليها طيب بشوفك
ناظرته لثواني من ثقته تعدل الكورة بيدها بكل غرور : سهلة طيب مستحيل ما بتدخل يعنـ
لأنها رميتها ، ولأنها مالت ما دخلت تضرب بطرف السلة وترجع هي سكنت ملامحها تسمع ضحك ذياب اللي مد يده ياخذ الكورة مباشرة قبل تهدأ ، ويرجع يرميها تدخل : مستحيل ما بتدخل إيه أكيد ، دخلت ما تشوفين ؟
كشّرت مباشرة لأنها ما توقعتها فعلاً ما تدخل تمسك الكورة من جديد : الأولى حظ ، دايمًا كذا أساسًا
هز راسه بإيه يتكي وعينه تتأملها من دوّرت الكورة بيدها تتأمل السلة ، ولفت نظرها له : غمض عينك أول
ضحك يهز راسه بإيه يغمض ، ورميتها تدخل بالذهول مباشرة : لأنك ما تشوف ! لأنك ما تشوف دخلت ذياب
هز راسه بالنفي ياخذها : والمفروض أصدقك الحين ؟
كشّرت لأنها حتى هي ما توقعت تدخل ، وإبتسمت مباشرة من دخّلها هو للمرة الثانية ، الثالثة ، والرابعة ما يترك الكورة تبتعد إلا وياخذها مباشرة يدخلها : يوم لعبت مع نصار ، الأخيرة قال والله مو منك من البل
كانت على وشك تسأل ليه ، لكن تمثّل لها الجواب كله من نط يرتفع يدخّلها ، ويده تمسك طرف السلة نفسها يرجع للأرض : ولك وجه تلومه يعني ؟
رمى الكورة بإتجاهها تمسكها مباشرة : كم صاروا الحين ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : وياخذ اللعب بجدية بعني !
هز راسه بإيه : نافسيني مافي منافسة للآن
ميّلت شفايفها : ما علّمتني جالسة أرميها بالحظ والحظ يخسّر أحيان ، ما أحب أعتمد عليه
ضحك يهز راسه بالنفي : ووش تحبين تعتمدين عليه طال عمرك ؟
إبتسمت قصيد مباشرة : على نفسي وقت أعرف ، وعليك
ضحك لأنها تلعب به بالكلام بشكل مو طبيعي : ماشاءالله شلون فزتي علي ؟
ضحكت مباشرة لأنها توقعت تعدل وقوفها : سهالات ، يالله كيف لو مسكتها كذا تمام ؟
هز راسه بإيه يوقف خلفها ، يعدل الكورة بيدها ويده على خصرها : لأنك واقفه هنا وبعيد ولا بترتقين لها ، إمسكيها من هنا ما تميل وركزي بس
إبتسمت لأن تركيزها كله مع يده ، مع وقفته معاها بهالشكل ولأنه متحمس يشرح لها لكن هي ما سمعت كلمة وحدة وشدّ على خصرها يهمس : وأدري ما سمعتي كلمة وأدري وش تفكرين به ، إنتبهي
رميت الكورة بدون مقدمات ما تدخل لكن من توترها وإنها بتبيّن له العكس ، ولفت نظرها له وهي تحس نبض عنقها الشديد : تعليماتك فاشلة مره مره !
ضحك يهز راسه بإيه ينحني للكورة : فاشلة ، إيه لأنك سمعتيني أكيد !
كشّرت مباشرة لأنه رماها بسرعة ودخلت ، ولأن واضح إن المنافسة جدًا شديدة تعدل وقوفها لأنه على وشك يرميها مرة ثانية من أخذها بيده : ذياب إذا ماودي أنتبه ؟
رماها يخطي لأنه لف نظره لها ، وإبتسمت تاخذها مباشرة تسبقه يضحك هو : كذا نظامك يعني !
إبتسمت ترميها هي ، تدخل فعلاً وصرخت بإعجاب تناظره يضحك لأنها تنافسه ، وتضحك له وقت دخلت عشان يفرح لها : وش تسوين إنتِ قصيد ؟
_
« بيـت حـاكـم »
عضّت شفايفها من الألم تمسك ظهرها ، طوّلت بجلوسها اليوم لكن ما توقعت تحس بكل هالألم بدون مقدمات وعجزت تجلس منه ، عجزت تعرف للجلوس طريقة لأنه يشد عليها بطريقة غير منطقية ويدّها تدور جوالها فقط ما رجع نهيان للآن ، وعمها تعرف إنه مو موجود ، وما تدري ملاذ وين أرضها لكن ودها تصرخ من الألم وما تقوى الصراخ : يارب .. يارب
رجفت يدها من الألم اللي داهمها بشكل تركها تصرخ بالغلط على دخول نهيّان اللي سكنت ملامحه من وقوفها بجنب الطاولة ، من صرختها ومن يدها اللي تمسك بطنها يطيح اللي بيده مباشرة : ديـم ! ديـم
شدّت يده بألم ما قدرت حتى توصفه ترفع نظرها له : نهيّـان
لأنها رجفت بإسمه بهالشكل هو ما يدري وش يسوي ، ما يدري وش يتصرف بالضبط شُلّت أقدامه : وش ! وش وش يوجعك وش ديـ
صرخت للمرة الثانية من الوجع اللي تحسه وإن بدون مقدمات صار يشد هالألم تحتقن ملامحها بالإحمرار وما قدر ، ما عرف يفكر غير إنه ياخذ عبايتها بأسرع ما يكون بيطير للمستشفى وهذا اللي حصل يركض بها للسيارة وسط وقوف حاكم المذهول اللي توه نزل من سيارته : نهيـان !
لأن ملامح ولده مخطوفة ، ولأنه شافه كيف ترك ديم بمكانها ما بقى بحاكم عقل يرجع لسيارته مباشرة يتبع ولده برعب : على مهلك لا حول ولا قوة إلا بالله !
ما تكلّم نهيان لأنها تتألم ، تتألم وعينه عليها من ذهوله يحس الطريق ما ينتهي وما عاد ينتهي من لمح دموعها برعب : وش ديم ؟ وش ديم
ما تدري ، ما تدري وبعقلها ألف فكرة من رعبها تمسك بطنها : بيروح ؟ بيروح نهيّان صح ؟
هز راسه بالنفي بذهول يصرخ : وش يروح ما بيروح ! ما بيروح وصلنا وصلنا ، وصلنا ديم !
لأنها تحس ألم غير طبيعي هي ما تصّورت ، ما جاء ببالها خيال إلا إن طفلها اللي متهلّفة تعرف جنسه بيضيع من يديها قبل تعرف حتى ، قبل تكتمل مشاعرها بشكل يرجّفها رعب يناظرها نهيّان : لا تخافين إنت ، لا تخافين
وقف حتى كلام أبوه ما يسمعه لأنه عاش رعب بلحظات ما عاشه بحياته ، عاش رعب ما حسّه بحياته لأنه جاء مشتاق لها بشكل غير طبيعي ووقت شافها تتألم ، وقت لمح هي كيف تتألم ما عاد يدري أرضه من سماه ووقف فزّاع مع حاكم بممر المستشفى : ووش قالت الدكتورة ؟
هز حاكم راسه بالنفي يشد كتف أخوه اللي جاء بعد مكالمة منه هو : قالت طيبة وقالت إرهاق وتعب الظاهر ، طيبة الحمدلله ماعليك
هز راسه بإيه يلف نظره لنهيّان مخطوف الملامح : نهيّان؟
رفع نظره لعمه يستوعب ، يحاول يستوعب بالأصح : سم
ناظره فزّاع لثواني يصحصح نهيّان ، يضغط على عيونه بسؤال لأبوه : هي وش قالت الدكتورة ؟
ناظره حاكم بذهول لأنه للآن هو عاد له كلام الدكتورة سبع مرات لكن الواضح ما يستوعب ولده : قالت طيبة ، الحمدلله طيبة والجنين طيب فيك شيء إنت بك شيء ؟
هز نهيّان راسه بالنفي تطلع الممرضة : تقدرون تدخلون
دخل فزّاع أبوها أولهم تسكن ملامحه من لمحها بهالشكل ، من كانت ممددّة يبين على ملامحها شديد الشحوب والتعب ويدّها على بطنها فقط : ديم ؟
سكنت ملامحها لثواني تحاول تعدل جلوسها لكنها ما قدرت حرفيًا ، ما قدرت لأن ما أخذ منها الألم قد ما أخذ منها رعبها : مين قال لـ
جلس أبوها بجنبها مباشرة : دق علي عمك حاكم وطلعت ، ما لقيت نفسي إلا هنا ولا قلت لا لأمك ولا لأختك وش جاك يبه ؟ توها درة كانت عندك وتو سألتها عنك قالت طيبة ومبسوطة وبخير وش جاك ؟
غرقت عيونها لأنها حتى هي ما تدري : ما أدري ، ما كان فيني شيء كل شيء كان تمام فجأة صار كل شيء وتـ
هز حاكم راسه بإيه : إرتاحي يابوك ، إرتاحي المهم إنك طيبة الحمدلله ومرّت سلامات بس المهم لا تخافين
هز فزاع راسه بإيه لأنه يشوف إن اللي فيها خوف مو غيره ، ووقف يقبّل راسها : إرتاحي ، إرتاحي يابوك !
طلع فزاع ، وطلع يتبعه حاكم للخارج وبقى نهيّان بوقوفه لأنه للآن ما إستوعب هي كيف تعبت ، كيف صار هذا كله وتوجه بجنبها يشوف إن بصدرها كلام : ديم
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها لثواني ، وإنتبه ليدها اللي على بطنها يمدّ يده فوقها ، يجلس بجنبها على السرير وغرقت عيونها بالدموع لثواني : خفت ، أول مرة بحياتي أخاف كذا نهيان ما قدرت أسوي ولا شيء ! ولا شيء لو ما دخلت إنت يمكـ
هز راسه بالنفي يضمها مباشرة ، يضمّها لأنها بكت فعلاً رهبة الموقف وتألمها لوحدها بعد ضجيج الناس كان مرعب لها فعلاً ، مرعب لأن ما حولها أحد ولا قدرت حتى تصرخ وشدّ على ظهرها لثواني : موجود أنا ، موجود ومرّت سلامات ومافيه شيء إنتم طيبين هذا أهم شيء
أخذت نفس تهز راسها بإيه وهي ما تدري وش أسباب التعب المفاجئ لأنها كانت بخير ، كانت جالسة مع البنات طول الوقت وما كان فيها شيء نهائياً ووقت تعبت بهالشكل تحس الألم بظهرها وببطنها ما توقعت إلا إنها بتخسره لأنه لأول مرة يجيها بهالشكل ولأول مرة تحسه : الحمدلله
قبّل يدها من رعبه يتمتم بالحمدلله مثلها ومسح على ملامحه يشوف إنها غمضت عيونها تتمدد ، يشوف إن مافيها حيل ورجع يطلع لأبوه بمجرد مانامت وغفت بدون مقدمات من قلقه : وين الدكتورة ؟
ناظره حاكم لثواني : وش تبي فيها يابوك ؟ ديم وطيبة الحمدلله أنا سألتها وأنا تطمنت عليها وإنت معي
هز راسه بالنفي يمد حاكم يده لكتفه : التعب وارد لكن لا تخاف إنت وتخوّفها ، ما شد عليها التعب إلا من الخوف لا تزيدها
عض نهيان شفايفه يمسح على ملامحه : ما كان حولها أحد ، ما كنت موجود إنت ولا أمي ولا ورد ولا أحد ولا أنا أنا لو ما جيت يمكن هـ
ناظره حاكم بذهول لأنه يزيد خوفه بتفكيره : نهيّان ! خلاص يابوك خلاص صرت يمّها وجبتها وتطمنا عليها لا تفكر بالشين وتحطه ببالك ! الحمدلله على سلامتهم
لأنه أكثر من يعرف جانب نهيان الهَلِع ، لأنه أكثر من يعرف كيف نهيان يخاف بشكل جنوني تجاه أي شيء يمس أحد حوله ويخاف فعلاً مو خوف يتبعه قوة ، يخاف بشكل يشلّه لهالسبب هو يحاول دايمًا يبعد مخاوفه : خلّها ترتاح الحين على ما قالت الدكتورة ، وشويات وتطلعون
هز راسه بإيه يمسح على ملامحه : أمي كسرت جوالي إتصالات ما قدرت أرد عليها ، كلمتها إنت ؟
هز راسه بإيه : كلمتها وطمنتها وبرجع لها الحين وإنت شد حيلك لا خلصت أموركم تعال البيت وعلى مهلك
هز راسه بإيه يضرب حاكم على كتفه ، وتوجه للخارج يشوف بين الأرقام رقم ذياب يشتت نظره فقط ودخل جواله بجيبه ما توقع مرّة بشبابه ، ولا مرة تخيّل وتصور هالأحداث يتنهّد : الله يحفظكم ويخليكم ولايوريني بكم مكروه ولا شيءّ يضركم .
_
« دبــي »
جلست بنصف الملعب تضم أقدامها لحضنها ، تتأمل ذياب اللي يلعب بالكورة بيده وصّورته كثير ، صوّرت لعبه كثير بدون ما ينتبه لها أو ممكن إنتبه لكن يتركها براحتها وأخذ الكورة بحضنه يتوجه لها : تعبتي ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم من جلس بجنبها : لا ، بس جلست شوي حسيت الجو رهيب ، وودي أشوفك بس
هز راسه بإيه يجلس بجنبها ، ياخذ نفس من أعماق قلبه يتكي يده للخلف ، خلفها يميل بإتجاهها : وش تشوفين
إبتسمت لأنه صار يقابلها ، لأن وجهه صار مقابل لها تماماً تمد يدها لوجهه لثواني تسكن ملامحه مباشرة ، يسكن داخله لأن حنان لمستها دائماً غير عادي وعضّت شفايفها لثواني تبتسم : مبسوطة ، مبسوطة بشكل ما تتخيله ذياب مبسوطة معك ، وفيك

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن