بارت ١٣

32.5K 318 29
                                    

‎أخذت نفس من أعماق قلبها تخففّ شعورها ، رجفتها ودموعها يلي ما وقفت لكنها رفعت يدها لجبينها ورقّت حتى نبرتها بتساؤل : طيب كلكم تخبّون ! كلكم تخبّون ليش حرام أنا أخبّي ؟ حتى يدك الحين أكثر من أمس وأشوفها بس ما أقدر أقرب وأقول ليش لأنك ما بتجاوبني ولأني أزعل ! مرة أزعل وما أقدر أجبر حروفكم زي ما تجبروني ذياب ما أقوى
‎شيّبت قلبه كله بدموعها يلي ما وقفت ، إنها تكلّمه بعقلانية يعجز عقله يستوعبها ، حرقت كل عروقه من جملها يلي ترجّفها هي قبل تنطقها ، من أكتافها وحركتها وهي تشرح له ورجفتها يلي وقّفت له كل قلبه وقت تاخذ نفس تجمّع نفسها وتسكت ثانية لكن ما وقفت دموعها ، ولا خفّ إحمرار ملامحها ووقت قال لها يمشي يخيّرها كانت كلمته قطرة تركت كأس شعورها كلّه يفيض وما عرف للكلام درب هالمرة هو ما ضمّها لصدره وإكتفى ، هو ودّه وسط ضلوعه يدخّلها لأنّ يلي ما صار من قسوة أحداث يومه ، صار من دموعها هيّ وحيله يلي يبطي يهدّه بن مساعد ويلي مسّ حلاله ، كان سهل عليها تهّده كله بدموعها وبالحال يلي وصلته من أسبابه هو وأسبابهم ، أخذت نفس بمحاولة إستدراك لكنّها دُمّرت من صوت الباب يلي طُرق وفُتح نصفه بدون إنتظار للإذن خلف ظهر ذيّاب يلي نطق مباشرة يثبّتها هي قدامه ويرفع صوته للي خلفه : مـن
‎مسحت قصيد دموعها لثواني بعشوائية وهي تجمّع نفسها قدام صدره قبل تبعد ، وما طلع صوت من خلف الباب وقرّب هو يطلع لكنها مسكته بهمس : بشوف أنا
‎هز راسه بالنفي وهو يبقيّها بمحلّها ويبقى معاها ، وتكلمت العاملة بتساؤل تدخل : بيبي هنا ؟
‎سكنت ملامح قصيد مباشرة من الدوخة يلي حسّتها متى رجعت عندهم عاملتهم ما تدري وتتمنى ما يفهم ذيّاب إن المقصود بسؤال العاملة هي نفسها قصيد لأن ما تتخيّل بعد سيول العواطف والإنهيارات يلي قالت إنها مو دلال ولا دلع يلاقي العاملة تناديها بيبي ، رفع ذيّاب حواجبه وهو يناظر قصيد لدقيقة : مابه أطفال هنا
‎العاملة وهي تأشّر على كعب قصيد : إلا كعبها هنا ، مين إنت ؟
‎عضّ شفته لثواني من القروشة يلي حسّها بدون مقدمات وهمس لداخله : أنا اللي باخذها وبهجّ ما تقاطعوني
‎جمعت نفسها لثواني وهي إنتبهت لقروشته لأنّ العاملة ما سكتت طغيت أفكارها على صوتها تتسائل قصيد وين ، وتسأل عن عذبي وتركي وفهد وتتردد أنظارها بين بيت الشعر والخارج ورفعت قصيد يدها لجبينها مستحيل تطلع لها لأنها بتقول لأمها كل تفصيل مملّ ، وكل حركة ، بتشرح كل دموعها وبتهز كونها كله وسلاف ما تحتاج شكوك زيادة تزوّد عليها فيها ولهالسبب كمّلت وقوفها قدام صدره تتوارى عن عينها بهمس : كلّمها
‎من تواريها قدام صدره هو حسّ بشعور غريب ما يدري وش يوصفه ، مسكت ثوبه بعدم إدراك من قربت خطوة العاملة تتعدى العتبة وحسّتها هي تقرب منّه أكثر ، ردّ مباشرة وهو ما إنتبه لكل سوالفها الأولى : وش تبين ؟
‎رفعت العاملة حواجبها ما عجبها ذياب عشان ترد عليه ، وسكنت ملامح سلاف يلي دخلت من البوابة الخارجية لكنها لمحت العاملة خطوت أول خطوة وسط بيت الشعر يلي بلّغها تركي إن قصيد وذيّاب بداخله : جوانا !
‎لفت جوانا لصوت سلاف وهي تبتسم : مدام
‎إرتخت أكتاف قصيد مباشرة وهي تسند راسها على صدره لثواني ، وجمّعت باقي حيلها وهي تعدل نفسها لكن سكن كونها من يده يلي تحاوط خصرها وما طرى ببالها إلا موقف وحيد ، المكتب وقت كانت تحتمي بصدره عن عين أخوها تركي خلفهم وضاعت بشعورها من إستوعبت إن ظهره دائماً يغطيها وما كانت تنتظر وسط إنهيار مشاعرها من الكتمان إنهيار جديد من مشاعرها له ، غطّاها ظهره عن باقي الناس وعن كلّ عين عند الصيدلية مرة وكان هو يمسك ذراعها وهو قرّبها منه ، والمرة الثانية مكتب أبوها وقت كان تركي خلفهم وقرّبها منه هو لكن كانت يدها تمسك ذراعه هو إختار خصرها ، المرة الثالثة قبل ساعات بسيطة غطّاها عن أبوه يتمادى بلمسه لأوّل مرة لأنها لأوّل مرة لأنها حلاله ، مسك عنقها ، وقبّل جبينها وهو يعرف إنه يغطيّها وسكن قلبها كله هالمرة يغطي بكاها ، وإنهياراتها ، ويغطيّها هي لكن هالمرة ما تمسك ذراعه ولا يمسك ذراعه ، هالمرة يدّها على صدره لأنه لها بدون حدود ، ويدّه على خصرها وضاع باقي كونها كلّه من قبل رأسها من جديد لثواني طويلة حسّت فيها بكمية أساه وأسفه على الحال يلي وصلت له لكنه للآن يحتاج منها جواب وحيد ، هي ما ودّها يعرفون وش بالضبط وتمثّلت الإجابة قدامه من مدّ يده لمعصمها لكنها لا إرادياً أبعدته عنّه وسكنت ملامحه مباشرة : ما ودك يعرفون الجروح
_
‎« بيـت حـاكم »
‎وقف حاكم وهو يتصل على ورد من جديد ويطلع أوراق من دولابه : إدخلي سوي قهوة
‎سكنت ملامحها لأن أبوها ثاني مرة يتصل عليها بأقلّ من عشر دقائق ومو عادته : طيب
‎حاكم بتشديد : إنتِ بنفسك تدخلين المطبخ وتسوينها
‎ما كان منها كلام من قفّل كالعادة بدون سلام ، وترك حاكم الأوراق على مكتبه يناظر تركي : المحامي
‎رجع تركي جسده للخلف وهو يبعد يده عن عيونه يلي كان يفركها ، وتغيّر موضوع حاكم : صار شيء ؟
‎هز راسه بالنفي : لا ، إنت وش صار معك ؟ الذيب لقيته بس قلت ما بسأله ما بزيد عليه
‎هز راسه بإيه : لا تخاف عليه يتدبّر ، بس الحين
‎ناظره تركي وهو يعدل جلسته : عندك شيء ؟
‎هز راسه بإيه : ماهو قصور بذيّاب ، ولا إني أدري ما يتصرف إنت تعرفه وأنا أعرفه ما يختلف عليه إثنين وبيحّلها بإذن الله لكن أنا عندي شيء ثاني ، إن قدّر الله وما سلم من التدخلات يلي نعرفها بدخّله الخارجية
‎سكنت ملامح تركي من جديّة حاكم يلي هز راسه بإيه بتأكيد لكنه قاطعه : الناس قايمة قاعدة عليك إنت وولدك واسطات وفساد وقضايا ما توقّف وحكي له أوّل ماله تالي والحين تقول لي بدخّله غصب ؟ تثبّت عليه كلام ماهو فيه !
‎هز راسه بالنفي : ما أثبّت عليه شيء ، هو ما يبيني أساعده ولا يبي أحد معه لكنّ أتركه للناس ؟ ما أتركه هو يعرف يدق خشوم بطريقته وأنا أعرف أحطّه بمكان يستاهله غصب على كلّ صعلوك شدّ حيله الحين ، هذا ملفّه وإنت قل لي ، مثله يتنزّل به قيد وينترك ؟
‎تركي : ما ينترك وهو أدرى كيف يتصرفّ ما تقوم تثبّت عليه هرج عذّاله
‎طلع حاكم من المكتب يتوجه للمطبخ لكن رفع حواجبه من لمح القهوة على النار وورد ماهي موجودة بالمطبخ وتوجه لشبّاك الصالة وهو يشوفها طلعت من الملحق تعدل جلالها عليها ووسط مرورها مرّت عينها على دباب نصّار ، دخلت وهي تتسحّب حتى الباب تفتحه على أقلّ من مهلها ما ودها تصادفه بتجهّز له القهوة بسرعة وترجع للبنات لكن وقف نبضها كلّها من نطق بكل هدوء : تتسحّبين عن من ؟ ناظرت أبوها لثواني ، ورفع حواجبه إنه خطف نظرتها : وش فيك خفتي ؟ من موجود عشان تتسحّبين عنه كأنك حرامي ؟
‎هزت راسها بالنفي : عمي تركي مو عندك ؟ يعني قلت عشان ما أزعجكم
‎رفع حواجبه لثواني من رنّ جواله بجيبه : تزعجين عمك تركي صح ، ما تزعجين عمك
‎سكنت ملامحها من توجه لشاشة الكاميرات يفتحها ، وتوجهت للمطبخ لكن نظرها كان باقي على أبوها يلي شيّك على الأبواب الخارجية فقط وبعدم إدراك منها هي ضربت بالطاولة يلي قدامها ، سكنت ملامحها من ما لفّ أبوها إنما قفّل الشاشة : عينك قدام ياورد
‎هزت راسها بإيه وهي تدخل للمطبخ ، وما وسع أبوها إلا الإبتسام لأنها تضحّكه وقت تخبيّ عنه شيء لأنها ما تعرف مهما حاولت يبيّن عليها إما تفرط بالإبتسام ، أو تفرط بالخوف حسب الموقف وتوجه للمطبخ : ورد
‎إبتسمت لثواني : عادي أفهم ليش كل الإصرار إن حضرتي شخصياً أسوي لك القهوة ؟
‎ميّل شفايفه لثواني : لأن راسي ما يبي قهوة تمشيّ حاله ، يبي مثل قهوة أمك وقهوتك ماهي بعيدة عنها
‎إبتسمت لثواني : أكيد ما بتكون بعيدة عنها بنتها طيب
‎إبتسم بهدوء وهو للآن مستغرب من جلالها لكن يعرف وش وراه وبيصيدها ما بيتركها لكن مو الحين ، كمّلت تجهيز القهوة ورفع حاجبه : نصّار ما جاء لدبابه اليوم ؟
‎ناظرت أبوها : لا ! يمكن جاء مدري بس لا مدري ماشفت
‎ما ردّ يتصل على الحارس ، وعضّت لسانها مباشرة أبوها عنده إختلاف كلمتين يعني كذب وهي ما قصّرت رصّت ألف كلمة بين لا ويمكن ومدري ، سكن قلبها من نبرة الإستغراب منّه : جاء وما أخذ دبابه ؟ قال شيء ؟
‎الحارس : لا ياطويل العمر ما قال ، طلع بسيارة نهيّان
‎ميّل شفايفه : طلع وأخذ سيارة نهيّان يرجع بيته ؟ طيب ما قصرت ياجهاد ، ما قصرت تبي شيء ؟
‎سكّر من الحارس ومدّت ورد الصينية لأبوها تدوّر الهروب : تبي شيء ثاني ؟ برجع للبنات لأن ما ودي يمشون ويمكن ينامون هنا عندي
‎هز راسه بإيه يسمح لها من مشيت : ودك ينامون إسبوع هنا بس وين تروحين مني يا ورد حاكم
‎دخل مكتبه يترك القهوة على الطاولة وتوجه للملحق ..
‎طلعت درة يلي سكنت ملامحها من لمحت عمها : عمي
‎هز راسه بإيه : عمك ، بتكذبين عليّ الحين بعد يادرة ؟
‎هزت راسها بالنفي : عمي ما يعتبر كذب الله يهديـ
‎قاطعها وهو يسمع أصوات من الخلف : من وراء
‎جاوبت بكل صراحة : ورد وديم ، الباقين بالملحق يجهزون
‎ما تركها تكمّل كلامها توجه يمشي لمكان الجلسة خلف الملحق ورفع حواجبه : ماشاءالله !
‎سكنت ملامح ديم لأنها هي بالكرسي يلي يقابله ، وتغيّرت ملامح ورد وبدون تلتفت هو هزّ ضلوعها بصوته ونطقه بماشاءالله يلي عند الكل تعني الإعجاب إلا أبوها حسّت بوجوده خلفها والرحمة الوحيدة لها إنها من برودة الجو حاوطت نفسها بوشاحها من الأعلى وكانت تضمّ أطراف فُتحة فخذها يلي قررت فجأة بدون مقدمات تكشف بعضها على عين أبوها يلي إنحنى يجمّعها من جديد ، وتنحنحت ديم تغيّر الموضوع وترحم ورد : عمي بتجلس عندنا ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يمسح على شعر ورد وإبتسم بهمس : ما بقول شيء أمك موصّيتني ما أتكلّم
‎ورفع صوته بالنفي إنه بيمشي وبالفعل مشى لكن ورد غطّت ملامحها مباشرة من الحرّ يلي حسته والإحراج المستحيل : درة أكرهك
‎درّة : إنربط لساني ما عرفت أكذّب ، بعدين وش هالغرابة يعني ليش جاء كذا ومشى كذا
‎أخذت ورد نفس : ما تعرفين يعني ؟ لأني أسوي نفسي مجنونة قدامه يجي على حين غرّة عشان يفهم ويطقطق وينبسط على غبائي ما عنده جدول بس عنده ورد عن كل جداول الدنيا
‎ضحكت ديم وهي ترجع جسدها للخلف ، ودخلت درة لوسط جلستهم تترك الحطب بوسط مكانه وتعبت محاولاتها بإشعاله : البدوي حقكم مو موجود ؟ يشبّ نارنا
‎ناظرتها ورد بطرف عينها ، وضحكت درة : تعرفين إني أحبّه وما أقصد إهانة بالعكس يعجبني !
‎دخلت توق : مين يعجبك ؟
‎إبتسمت درة : البدوي ولد عمي يعجبني ، أقول لورد ناديه يشبّ النار وما عجبتها
‎إبتسمت توق بتذكّر : مشى مع قصيد هو ؟
‎غصّت وسن يلي كانت جاية جهتهم : من ! ذياب مشى مع قصيد ؟
‎رفعت ورد يدها لجبينها ما تدري يكفيها صداع الموقف الأوّل مع نصار يلي للآن ما إستوعبته وإنه كان على عين البنات ، أو صداع أبوها وحركاتها المكشوفة أو الصداع يلي بيحصل الحين وبيكون أشدّ لأنه يتضمن كلام البنات ، عن قصيد وذيّاب ..
‎رفعت توق أكتافها : اسأل أنا لأن سمعت صوت سيارته بالوقت يلي قلتلكم قصيد بتمشي
‎درة : دامه كذا ما أتوقع أمس عاقدين واليوم يجلس عندها ؟ مو البدوي حقنا
_
‎« بيـت تركـي »
‎إمتلى قلبها شعور تتأمّل فنجال قهوته بجنب فنجالها ، المركى يلي كان بينهم وشاله بعيد ما يبي بينهم حاجز وأخذت نفس هو كثير ، كثير أكثر من إنّ يوسعه قلبها ورجعت تغرق بأحاسيسها هي كانت تشوفه أبعد شيءّ بمداها لو ركضت كلّ سنين عمرها ما توصله لكن الحين هي تعدّت وصله هو متمدد على فخذها ، يضمّ يدّها صاحبة الجروح على صدره ورفع كمّها يتأمّل كل جروحها وهي غرق كونها كلّه من تأمّلها لرموشه يلي ما منعت عينها عنه ، ما خفّت مشاعرها بين الإنهيارات وشديد الشعور : ذياب
‎رفع عينه لها ، وسكن كونها من إحمرار محاجره وإحساسها بالذنب يلي توضّح بنبرتها : حتى عينك تقول إنك تبي النوم ليش تقاومه ، ما يكفيّ ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء وتغيّر كل شعورها من تبدّل مكان يدها من على صدره لشفايفه : بنام هنا عجزت حتى تتكلّم من صار نبضها كلّه بيدها ، زوّد لهيب روحها من قبّل يدها لثواني طويلة هي تشوف منه إرهاق مستحيل ومع ذلك ما قصّر أخذ قلبها لأعلى سماوات الشعّور مثل ماهي جابته من أقصّاه حتى حروفه ما يدري كيف كان يسطّرها معاها ، كيف يتبدّل لشخص شفاف يتكلّم بقلبه وشعوره معاها ما يقرب عقله ولا يعطيه مجال ، رجفت يدها لثواني وهي تناظره من رجع يدّها على صدره وبالفعل غفى وغرقت هي بشعور قلبها يلي ما هديت نبضته ، ولا خفّ عرق عنقها بنبضه لو ثانية ، كانت دقائق تأكّدت فيها من نومه ورفعت يدها الراجفة لرمش عينه تهزّ شعورها هي قبل شعوره وتغرق بين الرمش ، وأفعال صاحبه بالساعات الأولى القليلة ..
-
‎" قبل ساعات بسيطة "
‎ناظرته لثواني ، وسكن كونه من إستيعابه المباشر إنها تخفي عنهم هالجروح من وقتها وهالشيء صار يرهقها ويستنزفها وبدون شعور منه هو رفع يده الأخرى يمسح دموعها : من يعرفها ؟
‎هزت راسها بالنفي بمعنى إنه ولا أحد ، و ما إستوعب لوهلة : حتى أبوك ، ما يعرفها ؟
‎ما خفّت دموعها وهزّت راسها بالنفي : ما يعرف
‎هنا توّهت فيه قلبه هو يعرف ركضها له على أبسط الجرح من صغرها وللآن لو يدخل بقلبها أبسط القلق هي تتصل وتشكي له ، يدللّ قلبها وخاطرها وعينها ووقت قالت إنه ما يعرف هالجروح هو عرف مقدار المعاناة يلي تعانيها وشعورها ، هو تعوّد يخبي على الكل كل شيء ويعاني وقت يوضح شيء منّه ، وهي عكسه ما تعودت تخبيّ لكنها تخبيه وتخبي كلّ شيء بينها وبينه وتوضّحت له صورة مشاعرها كلها هي ما تبيهم يعرفونه ويعرفون شعورها ولهالسبب حاوط وجهها لثواني يتكلّم بجدية : وتستاهل دموعك هي ؟ ما تستاهل الدمع من عينك ما تبين الجواب قولي ذيّاب هاتي السؤال لي
‎هزت راسها بالنفي ورقّت حتى نظرتها ، ونبرتها ترفع يدها ليده يلي على وجهها : ما ودي يعرفونها ويعرفونك ذيّـ
‎هز راسه بالنفي بمقاطعة : ويعرفوني ، قولي ذياب ما صرت ليّ ؟ ذياب ما صار لك من يقدر يقول كلمة الحين ؟ أبوك يدري بي ويدري بك إن كنت معاك هنا هو إحترام لأبوك ولأنّك باقي تبين بيته وأقدّره لكن ما بيردني عنك محد بيردّني عنك لو أنام هنا ! الحقّ إنك تكونين ببيتي ويختفي هالشعور كله يلي ما تبينه لكن دامك تبين بيت أبوك لا تحرقيني بشعور إنتِ تفكّرين فيه ويحرقك وهو ماهو حق
‎عضّت شفايفها لثواني لأنها تحسّه يخاصمها ، ورقّت نبرته يمد يده لشفّتها بهدوء : الحقّ إنك تركّزين بإن الشرع ما يردّك ولا يردني ، وتهدّين هالشعور عشان ما تضيّعين مني عقلي ، تركّزين إن بالدنيا ذي كلها ما به أحد يردّني عنك ولا به أحد يردّك عني حتى وإن كنتي ببيت أبوك إنتِ لي به أشياء نحترمها إيه أبيك بجيك هنا هذا الحق يلي أبوك يعرفه ويلي أنا أعرفه وأرضاه لك دامك ما قلتي تم للزواج للحين ، لكن إنّك تحسيّن بالغلط لو جيت جنبك بمكان هذا ماهو شعور ولا هو حق لا عندي ولا عند أبوك وأهلك ولا هو بشرع الله !
‎ما تكلّمت بكلمة من كلامه ، عقلانيته المستحيلة ورجع لبالها كلام أبوها لهم " أنا ما عندي مشكلة لو ذياب ينام ويصحى هنا ، أعرفه مثل ما أعرف كفّ يدي حتى وهو زوجك الحين وإنتِ حلاله هو صاحب مبدأ ورجّال ماله بالردى حاجة ... " وإنّه فعلاً ما عنده مشكلة بكل شي لكن توسّط قلبها شعور إن أبوها يعرف ، وذيّاب يعرف لكن هي قلبها ما يعرف وما يفهم وما يوعي باقي تبيه سرّ لها وما تدري وش توصف هالشعور يلي خالط عليها أكوام المشاعر لكن هو ما تدري كيف رسم دربهم بهالسهولة كلّها ، كيف يتكلم بالمنطق ولا غير المنطق يحاول يشرح لها إنها ما تخطي ، وإن كّل شيء يصير وبيصير هو ماهو خطأ هو حق لهم إثنينهم وأخذت نفس من أعماقها وهي تعدل نفسها لثواني بسيطة لكنّه وقف نبضها كله من نظراته ، وهدوئه المستحيل وهو يفتح كمّ فستانها : ولا تخجلين من الجروح وأثرها لو فيها خجل ، إكشفي الجروح وخوافينا لنا حنّا ما يجبرك عليها أحد ..
‎عدلت نفسها لثواني : أقهويك ؟
‎إبتسم داخله لأنها قالتها بطريقة تشبه شعور الرساوة على بر بعد طويل العواصف وشديد الموج : قهويني
‎هزت راسها بإيه وهي تبعد خطوتها عنه ، وتوجه لمكانه بينما هي توجهت لطرف بيت الشعر تعدل شكلها من إنعكاس الشباك وما قدر يخفي إبتسامته على حركتها ، رفع حواجبه وهو يسمع صوت الباب من جديد لكن لفّت قصيد هالمرة : مين ؟
‎توسّعت إبتسامة جوانا يلي فتحت الباب وبيدها صينية القهوة ومستحيل تتعامل مع قصيد بالعربي : إشتقت لك
‎إبتسمت قصيد لأنها ما قالت بيبي : أنا كمان ، ماما قالت لك ؟
‎هزت جوانا راسها بإيه ، ومدّت قصيد يدها بتاخذها لكن رمقتها جوانا بنظرة وحيدة تركتها تميّل شفايفها وترجع يدها لخلف ظهرها وضحكت جوانا : عشان كذا بيبي
‎سكنت ملامحها مباشرة وهي تحسّ بدوخة غير محتملة الحين مستحيل ذيّاب ما ركز للمرة الثانية ، وضحكت جوانا وهي تهمس لها : ماما قالت ، هذا زوجك إنتِ
‎هزت قصيد راسها بإيه ، وتورّدت ملامحها من إبتسامات وإشارات جوانا لها وغمزاتها المستحيلة : جوانا !
‎إبتسمت وهي تناظر ذيّاب ونطقت بجملة سكّنت ملامح قصيد خلفها لأنها نطقتها بجدية وأشبه بالتهديد لذيّاب تأمره يكون " رجل مهذّب مع طفلتها " ولو ما داخت قصيد من شيء هي داخت من ختام جوانا لمجيئها يلي ما كان من ذياب رد عليه إنما إبتسم يمسح على شنبه ، وتلعثمت قصيد : القهوة ؟ أشّر على الصينية يلي أمامه : جابتها وش تجيبين أكثر
‎إستوعبت لثواني ، وهزت راسها بإيه : تمام ببدل ملابسي
‎هز راسه بالنفي لكن ميّل شفايفه لأن فستانها قصير لفوق ركبتها ، وظهره مفتوح وما شبع شوفها: بردتي ؟
‎هزت راسها بالنفي ، وأشّر لها ترجع لمكانها جنبه ورجعت بالفعل لكنه ما إكتفى بوجودها جنبه وبينهم مركى هو شال المركى كلّه يتركه بعيد وقرّب بدل ما ترجع جسدها تستند لظهر الجلسة ، صارت تستند على صدره وسكن كونها كلّه من حركته ، من يساره يلي إستقرت على مكانها خلف ظهرها ومن إنها لو رفعت راسها ونظرها لليمين بيكون وجهه لكن الهدوء يلي سكن كونها ما توصفه هو بجنبها ، هي شبه بحضنه من إستنادها على صدره وإنها إستوعبت هالحركة منه كانت لسببين أولها القرب منها ، وثانيها إنّ يده تكون تلاصق ظهرها مثل عادته وهلاكها المستحيل كان من فنجالها يلي بيدّها ، وفنجاله يلي بيمينه جنب بعض لكن الفرق بين يدّها ويده المتجرحة مستحيل وبعد تردد طويل ، مدت يدها لجرح طويل أثره بيدّه : ما كان موجود أمس ، بتقول لي متى صار وكيف ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء : صار اليوم من شباك الحلال
‎ناظرته لثواني بتساؤل : يعور ؟
‎هز راسه بالنفي كانت حرقة قلبه أكثر من إنه يستوعب جروح جسده ، وما تكلّمت أكثر تتركه يتقهوى براحته لكنها غلطت بإنها بعدم إدراك منها لفت لناحيته تتأمّله ولو عرفت شيء تحذره بقادم أيامها وعند أي أحد ، هو إنها ما تطول بنظرها له وهو قريب منها مسافة لأنّه ما يعرف شيء إسمه تمنّع ولا تنبيه ..
_
‎رجعت لوقتها الحاضر وهي تحس بحرارة ملامحها من خجلها ، تذكّرها لجلوسه وطريقة تركه لفنجاله وفنجالها ، يدّه يلي تخللت بشعرها وقبلاته يلي ما إنتهت ، شعورها الطاغي وشعوره الأطغى وعضّت شفتها لثواني تستدرك نفسها لكنها غرقت من تأملاتها لرمش عينه ومن ماطرى ببالها إلا شيء وحيد من كلّ أحداث يومهم وهمست : عيون ترسم دربنا ، يزهى بها الرمش الظليل
‎وأكلت قلبها بنفسها على رقة كلامها وتذكّرها لهالوصف بالذات وصحّته ، عيونه وقت كان يكلّمها رسمت دربهم كله بالفعل تبيّن لها مكان خطوته وخطوتها وإبتسمت لرمش عينه لثواني لكن وسط إبتسامها ووسط سرحانها قررّت خصلة من شعرها تنزل من على أكتافها لوجهه تعقّد حواجبه وترعبها هي ، رفعتها مباشرة وهي ما تدري ليه وقّف فيها نفسها تنتظره يصحى وبمجرد ما رجعت حواجبه لحالها هي قدرت تتنفس ، ما إنتبهت إنّ مرت ساعة وهي تتأمّله بدون إدراك منها للوقت وإن زاحت عينها عنه شوي هي تغرق بمشاعرها وسكن قلبها كلّه من إرتفع صوت الآذان وتحرك هو معاه لكن للآن ما فتح عينه لكنّها لمحت إحمرار آذانه انت دقائق لحد ما رفع يده لوجهه يجلس وعضّت شفايفها لثواني من مسح على ملامحه وهو يدوّر بنفسه حيل لو ما إخترق صوت الآذان مسامع قلبه ما صحى وبقى على نومه ، لف أنظاره لها لثواني بسيطة وهلك قلبها كلّه من نظرته ، من إحمرار محاجره المستحيل وما تدري كيف رقّت نبرتها : ما نمت باقي
‎هز راسه بالنفي وهو يرجع أنظاره للأمام ويطلع جواله من جيبه ، ورد على أبوه بهدوء : سم
‎سكنت ملامح حاكم وهو يسمع قسوة صوته وضيع كل سؤال كان بيسأله عن عدم رده : إنت نمت ! وين نمت
‎فرك عيونه لثواني بهدوء : عند زوجتي
‎جلس حاكم على كرسي مكتبه رغم إنه كان واقف ، ورفع ذياب حواجبه من ما طلع لأبوه صوت : تبي شيء ؟
‎إستوعب حاكم إن صدمته طغيت على صوته : تعال
‎هز راسه بإيه بهدوء وهو يوقف : أصلي هنا وبمشي البر
‎قفل من أبوه بعد ما قال له يتقابلون هناك ، ووقفت قصيد معاها شماغه : تتوضأ من هنا ؟ أفضل
‎هز راسه بإيه ، وطلع من بيت الشعر معاها وهو يشوف الهواء صار أكثر وحرّك شعرها ووقفت له قلبه من مدت شماغه له : بلبس الكعب
‎جلست على عتبة باب الشعر عشان تلبس كعبها ، وقف قدامها بهدوء وما فهمت سبب وقوفه وسرعان ما إستوعبت إنه يغطيّ حركة فستانها وجلوسها وقصره عن أي أحد ممكن يدخل ، مد يده لها يساعدها على الوقوف وفتح شماغه من العقال يتركه على ظهرها المكشوف يلي ما عاد شعرها يغطيّه لأن الريح تحرّكه ، ويدفيّها بالوقت ذاته بشماغه من برودة الجو الشديدة وسكن قلبها تضمّ شماغه عليها وتتوجه معاه للمغاسل الخارجية من وقف يتوضأّ وهي بجنبه ، تكّت على الجدار بجنبه يحاوطها شماغه ، وهو يتوضأ أمامها لكن إستوعبت إنها ما جابت له شيءّ يمسّح فيه ودخلت لداخل البيت تاخذ مناديل وما إنتبهت من إستعجالها على وجود أمها بالصالة ، رجعت عنده وهي تمد المناديل له وبالفعل جففّ وجهه ، وشعره وإبتسمت لكن رجع يحرّك فيها كل شعورها من إقترب يقبّل خدها لثواني طويلة ، طويلة تحسّه ياخذ كلّها لقلبه وبالفعل كان مقصده ، مدّت يدها لصدره من الشعور يلي حسّته ومن نبض عُنقها بدون تحّكم منها لكنه همس يجبر عروقه : ردّيني
‎سكنت ملامحها لثواني بعدم معرفة وبدال ما تسأل كيف تردّه ، هي رقّت نبرتها تجيب أجله : ليش أردّك
'
‎« العشـاء ، بيـت حاكم »
‎دخلت ورد بعد يوم طوّل غيابها فيه وطوّل دوامها لوقت طويل لأول مرة تداوم من قبل الظهر لهالوقت ، ما تشوف من تعبها وإرهاقها وتنفّخت فيها حتى عيونها بعد ضحك الأمس هي بكت دموع كانت تحاول تخفيها طول الوقت وتتداركها من بدري ما ودها تُكشف لأبوها ، نزل نهيّان من سيارته من نزلت هي من سيارة السواق : أخيراً
‎إبتسمت رغم تعبها الشديد ، ومدّ يده كالعادة ياخذ شنطتها مثل ما تعوّد بكل سنوات دراستها وقت يمرّها هو من دوامها ، أو يصادفها وقت رجوعها مستحيل تشيل شنطتها وهو موجود : تعبتي واجد الواضح
‎هزت راسها بإيه من دخلها تحت ذراعه : بنهار من التعب
‎إبتسم بخفيف : حاكم بيصير أسعد شخص لو يسمعك ، تبيني أشيلك أوديك غرفتك ؟
‎إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي : أخاف تطيّحني
‎رفع حواجبه لثواني : إعقبي ولد حاكم ما يطيّح أحد ، وما يطيح ورد حاكم بالخصوص لأنّ لو طيّحها ما بيلمّ عظامه من الأرض وشويّ هالنهيّان مو ناقص كسور
‎ضحكت بخفيف ، وإبتسم نهيّان : بس قولي كالآتي نهيّان لا تشيلني لأني صرت ثقيلة ووزني زاد ، هنا صـ
‎مدت يدها مباشرة تضربه بذهول : نهيّان !
‎ضحك لثواني وهو يهز راسه بالنفي : آسف ، آسف
‎كان الحوار كلّه تحت مسامع نصّار يلي تنحنح ينادي : نهيّان
‎تغيرت ملامح ورد مباشرة وهي تشوف أبوها طلع من بوابة البيت والواضح إنه يبي نصّار ونصّار جاي عشانه ، وحسّت بصداع بعروق رأسها كلّها من صوت نصّار يجاوب سؤال نهيّان " أبوك مناديني "
‎رفع نهيّان حواجبه بإستغراب : عسى ما شر ؟ الدباب ؟
‎رفع نصّار أكتافه بعدم معرفة ، ومرّ حاكم من جنب ورد : لا تطلعين غرفتك أبيك
‎وكان أمره لها يكفيّها إنها ترتعب أكثر وركضت لداخل البيت رغم إنها من ألم رجولها وطول وقوفها ماكان لها الحيل تمشي ، دخلت مباشرة تفتح الستارة من دخل نهيّان ودخل نصّار ودخل أبوها ورغم شعورها كلّه ما قدرت ما تضحك على جدية وقوف نهيّان الملغيّة بينهم بسبب شنطتها المتقلّد بها بشكل تركها تبتسم على عفويته الدائمة ، رفعت حواجبها من مشى نهيّان يدخل لداخل البيت وما إنتبه لوجودها بالصالة إنما ضاعت علومه يدخل لأمه بالمطبخ : ملاذي
-
‎كان عدم إعجاب حاكم واضح وشديد من نصّار يلي ما يرفع عينه له بشكل غريب لكنه بيمشيها له ، بيحاوره ومصيره يرفع عينه له ويناظر بعينه : وراك ما أخذته
‎رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يلمس دبابه : قلت يمكن عندك شيء بتقوله ، لأن الورشة قالوا إنت إتصلت عليهم
‎رفع حاكم حواجبه وهو يتنرفز : عينك وراك ما تحطّها بعيني ؟ رفع عينه لعمه لكنه ما قدر ومباشرة مد يده يفركها ويدور حجة : ملتهبة عيوني ياعمي تحرقني
‎ناظره لثواني ، وما زوّد عليه بالأسئلة من صوت السيارة يلي دخلت خلفهم وتنفّس نصار الصّعداء من كان ذياب لأن حضور ذياب عند حاكم يلغي بقيّة الناس كلهم ويتمنى يلغيه وبالفعل كان من نزل ذياب من سيارته ورفع حواجبه مباشرة من وجود نصّار : وش عندكم ؟
‎هز حاكم راسه بالنفي بسخرية : صاحبك ملتهبة عينه ، ما تدري عنه ؟
‎رفع حواجبه وهو يناظر نصّار لثواني ويدري إن عيونه ماهي ملتهبة ولا شيء : ملتهبة عينك وش تبي بالدباب ؟
‎هز حاكم راسه بإيه بسخرية : علّمه ! بعدين إنت هالدباب وش تسوي به ؟ مو توّه جديد ماله كم شهر ؟
‎حسّ نصار بالإلتهاب بعروقه يلي جفّت : ما أسوي به شيء ياعمي أمشي به بس
‎هز راسه بإيه بسخرية : أمشي به بس ياعمي ؟ العامل له كلام ثاني بس بختار تصديقك الحين ولو شفت إنك على عيني تحرق عدّاده يانصار حرقته كله ، سمعتني ؟
‎هز راسه بإيه : إبشر
‎لف حاكم أنظاره لذيّاب وهو يرص على أسنانه : والكلام لك إنت معه دامك تخاف على صاحبك من دبابه خاف على نفسك مثله
‎ما كان من ذيّاب كلام ، ولف حاكم أنظاره لنصّار تتصادم نظرتهم لثانية ما تخيّل فيها نصّار بحياته كلها يصير يخاف من عمه حاكم لهالدرجة المرعبة حتى عينه ما يرفعها له بس لأنه شاف بنته وإرتعد مباشرة هو ينوي موته وقت فكّر وسط ذياب وحاكم وعينه قد تصادمت مع عين عمه ، جلس على دبابه يوازن نفسه وناظره حاكم بصرامة : لا تحرّكه
‎فهم نصّار ولأوّل مرة شيء صحيح من كلام عمه حاكم إنه يقصد لا تحرّك الدباب وتمشي به دام عينك ملتهبة ومشى حاكم للداخل بينما ذياب عدل أكتافه بهدوء وهو يدري فيه شيء وما بيخفاه : راجع لك ..
‎هز نصّار راسه بإيه وهو يرفع يده لعنقه من الخلف ، وحمّرت كل ملامحه برفض مباشر يوقف من وراه عن دبابه ويطلع من البوابة الخارجية ودّه يثبت خطوته وعضّ شفايفه لثواني : ذيّاب يعاند الدرب يحلف إن الوصول عناد أنا ما أعانده ولا أحاوله ولا أحلف عليه ، ماهو أنا ولا أقواه مبسوط بحالي كذا
_
‎سكنت ملامح ورد لأنها لمحت دخول أبوها لكنه دخل من البوابة الأخرى ما بيقدر يشوف إنها عند الشباك وما طاوعتها يدّها تستر نفسها وتقفّل الستارة بدون ما تشوف الباقي ، تحرّك قلبها من مكانه وقت جلس على دبابه بالبداية ، ومن رفع يده لخلف عنقه من مشى ذيّاب ووقفت عينها من وقوفه للخارج كأنّ مسّه شيء زحزحه من مكانه وتزحزحت هي من مكانها من صوت ذيّاب : وش تسوين هنا ؟
‎ناظرته لثواني بعدم إدراك : فيكم شيء إنتم ؟
‎رفع حواجبه بتعجّب تورّدت ملامحها مباشرة : يعني حسّيت وقلت بسأل
‎هز راسه بالنفي وما تكلّم إنما صوت نداء حاكم لورد خطف روحها ولمح ذيّاب هالشيء بعينها لكنه رفع حواجبه : وش جايّك إنتِ ؟ يناديك ما بيقصّ رقبتك
‎هزت راسها بالنفي ، ودخل حاكم للصالة وهو يشوف ذيّاب وورد يتناقشون لكن لمح بعين ذيّاب نظرة عدم إعجاب ورفع حواجبه : وش عندكم ؟
‎هز ذيّاب راسه بالنفي وهو يمشي لأمه بالمطبخ ، وجلست ورد بجنب أبوها يلي فتح يدّه لها : أسمعك
‎إستوعبت توها إنّه أبوها ، وبيسألها عن دوامها مثل عادته لكن هالمرة لأنّ نصار كان موجود هي حسّت بالغلط وإرتعبت وإبتسمت لثواني : تسمعني كيف ؟
‎رفع حواجبه : مثل ما أسمعك دايم ، وش صار بالدوام وش جاء ووش ما جاء وش سويتي اليوم
‎رقّت نظرتها مباشرة هي لو تكلّمت لأبوها عن المناظر يلي شافتها بدوامها اليوم بتغرق عيونها ، وبتبكي لأنها باقي ما تعوّدت : ما قلت لي مرة ، كل ما شفتي شيءّ قولي الحمدلله على نعمة الصحة والعافية ؟ قلتها كثير اليوم أنا
‎إرتخى كتفه مباشرة من رقّت نظرتها ، ومن رجعت تاخذ نفس لثواني : بس تدري ، تذكر الولد الصغير يلي قلتلك عنه ؟ اليوم صار يمشي خمس خطوات متواصلة مايطيح
‎إبتسم بخفيف وهو يشد على كتفها : الحمدلله
‎كمّلت إبتسامتها وهي تناظره لثواني طويلة ، وأخذ نفس لأنه يكره إنه يعرف هي كيف تتأثر من أبسط منظر : ورد
‎هزت راسها بالنفي : ما بقول لك شيء أكثر لأنك ما تحب
‎هز راسه بالنفي بجدية : ما أحب الشيء يلي يأثر فيك يابوك ، باقي الأشياء ما تعني لي من دراستك قلت لك ياورد أصلك هيّن ليّن ما يتحمل المناظر وسوئها بس يلي تبينه أنا معك فيه ، والخيار الثاني ؟
‎أخذت نفس وهي تهز راسها بالنفي ، وشبّكت يديها لثواني من تجمّعت دموعها بعينها : لو ما قدرتي ، قولي ما ودي أكمّل أكثر وعلى خشمي كلّ حياتك الجاية ما تحتاجين تحرّكين فيها الورق من قدامك
‎هز راسه بإيه : لأنك من ؟
‎إبتسمت ، وسط إحمرار ملامحها : لأني ورد حاكم بس
‎ضحك حاكم من مدت يديها تحاوط عنقه ، وضمّها من أعماق قلبه يشد على ظهرها : قويّ قلبك يابوك ، قويّه ما يخيفك شيء ، ولا تهابين شيء ، رقة القلب ماهي عيب بس العيب يأثّر فيك وحاكم ما يدري ، وصلت ؟
‎إبتسمت لثواني طويلة وهي فعلاً بعد فواجع اليوم ما كانت تحتاج إلا كتف أبوها ..
‎طلع نهيّان من المطبخ ووقف بمكانه : ياخي وش الظلم هذا أمي دايخة عند ذياب ماعادت تشوفني ، وإنت مع ورد هنا بالأحضان طيب وأنا ؟ والله توجع
‎إبتسمت ملاذ من المطبخ : لا تصير غيّور يانهيان أخذت حقك وزيادة تركت ملعقة الطبخ من يدّها وهي تلف أنظارها لذيّاب المتكي على الدولاب ويناظرها لثواني عرفت فيها إنّ حيله ضايع يبي يستجمعه من إنه يشوف سرورها ، وإنبساطها وهي وعدت حاكم تمسك كل إنهياراتها بخصوص الحلال ، وبخصوص قيد شغله لكنّ بدون إدراك منها طغى اللون الأحمر يتسلل لأنفها ، ومحاجرها لكنها حاولت تثبت : أمي ذياب
‎هز راسه بإيه وهو إنتبه ، ولاحظ إنه من وقت دخل المطبخ وقبّل راسها وسط إنشغالها خطف قلبها رغم إنها كانت تضحك مع نهيّان قبله وحتى ضحكاتها وإبتساماتها له كانت تراعيه ودّها تعرف قلبه : عين ذيّاب
‎أخذت نفس وهي تحاول تتماسك وما تجيب طاري لشيء ولو إنها تعرف بتخبّطاته الشديدة لكنه ما يحتاج كثرة السؤال كثر ما يحتاج العاديّة بكل شيء ، حتى بالنظرات وإبتسمت لثواني : ما قلت لي عن بنت الشاعر شيء ، ولا عن غيبتك أمس ما يصير نتقهوى وتقول لي ؟
‎إبتسم بخفيف : حاكم يضيع عند القهوة ، أنا ما أضيع
‎ضحكت وهي تهز راسها بإيه ، وهمست : ووش تضيع عنده إنت ممكن تعلّمنا ؟ لأن كمية الثبات والخفايا ما بتناسبنا أكثر من كذا
‎دخل نهيّان يلي توجه للثلاجة مباشرة : ماشاءالله ما خلصت سوالفكم ؟ ما عندك شغل تمشي له إنت ؟
‎سكنت ملامح ملاذ مباشرة ما تدري ليه هي تحسسّت من كلمة " ما عندك شغل " حتى ولو ما كان المقصد فيها الوظيفة وطردت أفكارها من نطق ذيّاب يسأله : متى مباراتك الجاية ؟
‎سكنت ملامح نهيّان ، وطلع له عصير وهو يجلس على الطاولة : ليش ؟
‎رفع ذياب حاجبه : وش ليش ؟ بحضرها متى
‎هز راسه بالنفي : لا ، لا ما يحتاج الجو حر والملعب زحمة ما تحبّ إنت ومو أكيد ألعب أنا بجلس بالدّكة
‎ميّل شفايفه وهو يناظر أمه ، ورفع حواجبه من طلع نهيّان يتوجه لغرفته بالأسفل وسكنت ملامح ملاذ : أخوك فيه شيء ؟
‎ذيّاب : مافيه شيء ، تبين شيء إنت توصين شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي من قرّب يقبل رأسها : إجلس معانا اليوم ، صار لي وقت ما جلست معاك حتى الحين لا تمشي تتعشون معانا إنت ونصّار ؟
‎هز راسه بإيه وهو يأشّر على خشمه ، وطلع يدخل غرفة نهيّان بدون لا يطرق الباب وما إلتفت نهيّان يبين إنّه ما إنتبه لكن غصبٍ عليه ينتبه من نزع ذياب السماعة عن راسه : ورع ، وش العبط يلي سويّته توك ؟
‎ناظره نهيّان وهو يمد يده بياخذ السماعة ، ورجعها ذيّاب للخلف : تكلّم إخلص عليّ ! وش صار
‎عضّ شفايفه وهو يناظره ، ودخلت ورد تقطع عليهم لكنها إنتبهت بإختلاف شيء سماعة نهيّان بيدّ ذياب والواضح إنه نزعها منه ، ونظرة نهيّان تبين إنه جالس يُجبر على شيء ما يبي يُجبر عليه لكن قُطع الموضوع كلّه من نطق ذيّاب يحوّل الإنتباه لها : ورد
‎إستوعبت إن ذياب يكلمها : وش ؟ شفيكم ليش كذا
‎هز نهيّان راسه بالنفي وهو يعدل كرسيه يعطي أخوانه ظهره ووجهه يقابل الشاشة يبين إنه بيلعب وما بيعطيهم الأهميّة ورفعت حواجبها لثواني بعدم إعجاب : طيب ما جيت عشان سواد عينك بس بسأل عن شيء ، المفتاح ليش قلت للحارس يعطيه ديم بالذات ؟
‎رفع ذيّاب حواجبه وهو يناظر أخوه ، ورفع نهيّان حواجبه بالمثل لكنه يناظر ورد : وش ليش ؟ وش قصدك يعني ؟
‎شات ذياب كرسيه عشان يتعدّل بنبرته معها ، وأخذ نفس من أعماقه قبل يعصّب ذياب وقبل تزعل ورد أكثر : مدري ، أبوي قال لي إتصل على الحارس يعطي البنات المفتاح ولا يعطيه ورد وجهاد عنده نظام عطني إسم وأسلّمه لك بالتحديد وقلت له ديم ، بها شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي : طيب ليش طرى عليك إسم ديم ؟ دايم تقول وسن يعني غرابة شوي
‎ما كان منه أبسط الإهتمام : لأنها هي إتصلت على أبوي وسمعته يقول ديم وإلا وش يدريني عنها ، شيء ثاني ؟
‎ناظرته لثواني بإستغراب : طيب ليش تكلمني بهالإسلوب ؟ صاير شيء ؟
‎هز راسه بالنفي ، وطلعت بدون تنتظر منه جواب أكثر من رجّع جسده للخلف بعدم إهتمام وعضّ شفايفه بغضب من نظرات ذياب الهادئة : ذياب ما بقول كلمة ! قلتلك المباراة ما يحتاج تجيها
‎هز راسه بإيه بهدوء : ما يحتاج تقول ، إنت ما تعصّب من الخلاء ودام نظرتي ثوّرتك وش عاد لو تكلّمت ؟
‎ما سمح ذيّاب لنهيان ينطق الكلمة من رمى السماعة لصدره يطلع ، وعضّ شفايفه لثواني هو كان على وشك يشتم لكنه تماسك نفسه يرجّع سماعته لإذنه ويبدأ لعبته كالعادة ..
-
‎وقف نصّار عن دبابه من جاء ذياب يلي نطق مباشرة : وش فيها عينك إنت
‎ناظره لثواني بعدم إستيعاب ، وتدارك وهو يهز راسه بإيه : عيني ، عيني مدري كانت ملتهبة قبل شوي بس
‎رفع ذياب كشّاف جواله يصوبه لعين نصّار يلي ضرب صدره مباشرة : ماهو كذا يشوفون الإلتهاب ياغبي
‎هز راسه ذياب راسه بالنفي بجديّة : أشوف عيون نياقي كذا مافيك إلا العافية
‎ناظره نصّار بذهول : يعني عيني وعين الناقة واحد ؟
‎هز ذيّاب راسه بالنفي بسخرية : لا عين غزال ماشاءالله
‎هز راسه بإيه يبتسم برضا ما إستوعب إنه يطقطق عليه : لأن مافيني إلا العافية وش رايك تدخل لأبوك تقوله نصّار يبي دبابه لأنه بيمشي يرجع البيت ؟
‎هز راسه بالنفي : عشاك عندنا اليوم ، إدخل
‎ناظره نصّار لثواني : ذياب تستهبل ؟ أقولك بمشي الحين وإنت تعال معي
‎هز راسه بالنفي ، وإبتسم نصّار : يكون أحسن بعد لأني إشتقت للرجال الطيّب هذا وبروح عندي مشروع وعرض بجهز له هز ذيّاب راسه بالنفي : الرجال الطيب هذا لو تبيه ، تدخل وتسمع كلامي تعيّن من الله خير وتهجد يشوف إن عينك ما بها شيء ويعطيك مفتاحك
‎تنهّد نصار من أعماق قلبه لثواني طويلة : الأبو يهاوشني من جهة ويسحب مفتاحي والولد يقول عينك وعين ناقتي وحدة ياخي وش جابني عندكم أنا وش مطيّح حظي عندكم ؟
‎رفع ذيّاب حواجبه وهو يناظر الرقم يلي نوّر شاشته : هرجك كثير حاول تخفف منه
‎ناظره نصّار بذهول ، ومباشرة تلبّس الجو الحزين يدخل بداخله : قلت رفيقي ، ما يتغيّر لا تزوج والواضح إنّ ما بعد صارت ببيتك وما عاد تبيني ؟ هرجي كثير ؟ أنا كثيـ
‎ما رد عليه ذياب يرفع جواله لأذنه بهدوء : إي نعم ذياب
‎قطع نصّار حروفه وهو يعدل كتفه ورفع حواجبه من نهيّان يلي طلع مستعجل ولمح بيدّه ملف إستغربه وما لحق يسأله أو يتبعه من مشى ، قبّل يدّه : يارب لا تبليني وش العائلة الغريبة ذي وش هالمجتمع الفوضوي
‎تنحنح من تذكّر ورد وهو يشوف ذياب بالزاوية يكلم وهمس يرفع يدّه لعنقه من الخلف : أو يارب تبليني بالقرب شوي ، شوي وللدرب الصح ماهو هالجلوف يارب
_
‎« بيـت تركـي »
‎وقفت على عتبة الباب تودّع عمها تميم وأهله آخر الماشين من عندهم وما بقى ببيّتهم بهاللحظة إلا هم ، عائلتها الصّغيرة وهي تحطّم قلبها من إن كلّ آل نائل رجعوا لبيوتهم ما بقى أحد رغم إنهم بإجتماعهم هالمرة هي كانت غائبة بأكثر الأوقات عنهم ما تستوعبهم ولا تجلس معاهم كثير لأنها كانت تصارع عالمها وحكايتها بكل الأوقات من أولّ الشعور والتيه لرساوتها بهاللحظة بإنها صارت زوجته وما يحتاج تتوه أكثر ، حاوط الحزن قلبها بإنها ما شبعت من البنات باقي ولا لاقتهم ودخلت للداخل وإبتسم أبوها عذبي من لمح حزن عينها : ولو مشينا حنّا الكويت وش بيصير بهالعين ؟
‎عضّت شفايفها وهي تمد أطراف بلوفرها الطويل يغطيّ كل ذراعها وحضنته من فتح لها حضنه : بجي معاكم ما أحبّ ، مشيوا هم وزعلت كذا كيف لو تمشون إنتم ؟ أموت من الزعل
‎قرص خدّها مباشرة بشبه حدة : ما قلنا هالطاري ما نحبه ؟
‎ضحكت وهي تهز راسها بإيه ، وإبتسم بخفيف : ناخذج الكويت حنّا ما نقول لا ، بس الذيب وش يقول ؟
‎رجّف قلبها من طاريه ، وإبتسم من غرقت بصدره من خجلها وضحك بعالي الصّوت من ذهوله : وش هيبته الذيّب يسكت بنت الشاعر عند طاريه طّيب ؟
‎غرقت بخجلها وهي تدور حروف وقررّت تصرف الموضوع : نطلع بعد شوي ؟ تخيّل إن عذبي وفهد وحتى تركي طلعوا وما قالوا لي ؟ ولا يستأذنون مني حتى بس يطلعون ويروحون
‎ضحك وقبل يتكلّم طلع تركي المستعجل من مكتبه : عذبي إفتح الباب لنهيّان دخلّه المجلس قل له الحين أجيه رفعت حاجبها لثواني بسيطة ليش نهيّان بالذات وما طوّل تفكيرها من تركها أبوها عذبي يتوجه للباب يفتحه لنهيّان وكانت دقائق بسيطة لحد ما طلع أبوها من مكتبه يعدل ثوبه ونفسه ويتوجه للمجلس ..
‎عضّت شفايفها يذبحها الفضول صحيح ، لكن مستحيل تقرّب ومال تساؤلها له هل نهيّان بالبداية جايّ وهو بيتبعه ؟ أكيد وش الموضوع يلي بيكون بين أبوها ونهيّان لو ذيّاب أو حاكم مو موجودين ‎طلعت جوالها من جيبها وهي ما تشوف منه رسالة ولا أي شيء آخر وميّلت شفايفها فقط تعرف إنه مشغول وما كانت تتوقع إنه يكلّمها اليوم بما إنه ما مشى إلا الفجر بعد عواصف لكن بالوقت ذاته حسّت كأن ودّها ، ودّها وقت رفعت جوالها يكون منه رسالة أو إتصال ..
‎أخذت نفس وهي تجلس بمكانها بالصالة ، ورفعت كمّ بلوفرها لثواني تتأمل آثار يدها وأخذت نفس بخفيف بالقوة مسكت زمام نفسها وشعورها عن أبوها ، وعن أمها وكلّ عين طاحت عليها بعد لُقاها معاه ، بعد ما أخذّ قلبها بليلة وحدة عشر مرّات ، مليون مرة بالأصح من كل حركة كانت منه ..
‎ما إنتبهت إن أمها كانت على باب المطبخ تتأمّلها ووقت إنتبهت هي توّردت كل ملامحها من الخجل لكن سلاف إبتسمت وهي تجلس جنبها : نرجع حلوين ؟ بس بعد ما تجاوبيني على سؤال واحد
‎شدّ نبضها مباشرة أكيد الجروح بما إنها شافتها تتأمّلها وبالفعل كان سؤالها لكن مو مثل توقّع قصيد : تخجلين منها ؟ عيوننا إحنا تخجلين منها ومو هنا همي ، عين ذيّاب تخجلين منها ؟
_
‎« المجـلس »
‎صافح نهيّان عمه تركي وهو يخجل ، يخجل شديد الخجل إنه كلّمه وهو يعرف إن عنده قضايا لكن ما يعرف يتصرف هو لوحده وصابه التوتر إن ذيّاب يحضر المباراة ويفهم الحاصل : إعذرني أزعجتك ياعمي بس قلت ليش باب الغريب وإنت موجود الله يطول بعمرك
‎هز تركي راسه بإيه : أكسّر راسك لو رحت ، ورّني
‎مد عقده لعمه ، وكانت دقائق بسيطة نبّش فيها تركي بالعقد وسكنت ملامحه : وريّته أبوك قبل توقعه إنت ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يرجع جسده للخلف : لا ، أبوي كان عنده خبر قبل يتم التعاقد إني بكون مع هالفريق وما قال لي شيء ، أنا ما قلتله شيء وهو لو ما وريّته وقلتله بنفسي ما يسأل ، أنا وقعته عشان صاحبي وحاجة أبوه
‎عضّ تركي شفايفه لثواني : عشان صاحبك توقّع شيء يضرك إنت ما يفيدك ؟ الشروط نصّها مجحفة لك يابوك إنت توّك أول المشوار ما صار لك سنين عشان توافق على هالشروط !
‎هز راسه بإيه : ما تهمني الفلوس أنا ، عشان كذا قبلت بس أعصابي تطقّ عمي ، تطقّ فصلت على المدرب قبل كم يوم وعصّب يحلف أنا وإلا هو بالفريق وقرروا يراضون عينه على حسابي يقولون نهيّان دكّة إحتياط ما حضرت مباراتهم إيه يجيني يقول راجع البنود ترى التعويض عليك وقت تغيب من كيفك ؟ متى صارت ذي ؟
‎هز تركي راسه بإيه : ما تهمك الفلوس يانهيّان فهمت ، بس زود إنها ما تهمك تصير التعويضات عليك لو حصلت ؟ كم مباراة غبت عنها للحين ؟ ومتى تنتهي فترتك الأولى معهم ؟
‎عضّ شفايفه لثواني : مباريتين ، والثالثة جاية قريب
‎ناظره لثواني : والمباراة الوحدة كم تعويضها ؟
‎رجع نهيّان جسده بهدوء : مباراتهم الأخيرة ، إتصّل علي يصارخ يقول ربع مليون النصّاب ليش ؟ لأنّها بطولة وإحتاج لي وغصب عليه لازم ينزّلني الملعب أغطيّ على المطرود حقهم وما كنت موجود ! أنا أنا ما آخذ منهم هالمبلغ عشان أدفعه لهم ما يحق ، ماهو حق يغطي خساراته على ظهري ووقت حاجته يجي يقول تعال
‎هز تركي راسه بإيه وهو يأشّر على توقيعه : يحق لهم
‎ناظر عمه لثواني بعدم تصديق : عمي وش يحق لهم ؟ كيف يحق لهم الحسبة على كيفهم واللعب على كيفهم ماهـ
‎قاطعه تركي بهدوء من إنتبه إنّ دخله الخوف : قلت يحق لهم ، ما قلت بيشمّونه
‎ناظر عمه لثواني ، وكمّل تركي بركود شديد يبيّن لنهيّان إن قلقه كله بدون داعي : بس الحين إنت كمّل الفترة ولا تشيل هم ومباراتك الجاية لا تغيب عنها
‎ناظره بعدم فهم كيف يطلبه يحضر المباراة وهو ناويها حرب معاهم على هالعقد وحركاتهم ، وهز تركي راسه بإيه وهو يبتسم: بدّع يانهيان ، خلّ الخسارة لهم أضعاف وأنا عمك دامّها فترة ونفّض هالعقد من أساسه
‎هز نهيّان راسه بإيه : ولو إنها صعبة ياعمي ، بدخل الملعب وأنا داري هم لهم فلوس على ظهري توصل نص مليون ويمكن يزيدها النصّاب وشلون بمسك الكورة ؟
‎ضحك تركي وهو يهز راسه : تمسكها ، قل وراء ظهري تركي وتمسكها وإن حضر أبوك وإلا ذياب الملعب معك يكون أحسن ، يشدّون حيلك ويرهّبون غيرك وش تقول ؟
‎ضحك نهيّان لثواني : تقول أنا بالملعب وهم بالمدرج ؟
‎هز راسه بإيه : ووش حيلة ضعيف النفس وقتها ؟ مالهم إلا البكاء ياعمّي بدّع والحسايف لهم ماهي لك يانهيّان
‎إبتسم وهو يقبل رأس عمه وأخذته الحماسة كأن بجيّته لتركي هانت بعينه مشكلته وتأكد إنّها ما يحتاج توصل لمسامع أبوه ولا يحتاج يشيل الهم أكثر : وإنت ما ودك تحضر معهم ، كل هدف لو جبته يصير لعينك إنت وش تقول ؟
‎ضحك تركي وهو يشدّ على كتفه : ودّي ، ودي بس ماشي الكويت أنا ما بلحق لكن الجايات بإذن الله
_

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن