_
« كامل الساحـة »
دخل نهيان يلي يسمع أصوات الضجة من الملاعب عن يمينه ويساره ولأن كلها زجاجية هو يحاول يغضّ بصره قدر المستطاع وصار يعرّق من هالشيء لكنه يسحب نصار المتوتر خلفه : نصار شفيك إمش عدل !
هز راسه بالنفي بتوتر : يرحم والديك ماهو مكاني هنا إنت إلعب معاهم ثم تجيني وين ما تبي تم ؟ تم السلام عليكم
طلع عذبي من الملعب من لمح إن نهيان ونصّار تايهين ونهيّان بكل قوته يتمسك بنصار يلي نيّته المشي : على وين
لف نصّار وبالمثل نهيان ، وضحك عذبي : حيّ عينهم
إبتسم نهيان يصافحه : شف شغلك معه وده يمشي
ضحك عذبي يهز راسه بالنفي : تعرف تلعب ؟
رفع يده لعنقه من الخلف من توتره : نعرف كل شيء
إنتبه عذبي إن نهيان ما يرفع عينه أبد وبالمثل نصار وضحك : مافيه أحد غير العيال
طلع فهد يلي معاه جوال ودّ : ما أخذته قصيد معاهـ
سكنت ملامحه من لمح نصّار ونهيان : ذياب وينه !
ضحك نهيان مباشرة : ماهو موجود شفيك خفت !
تنفّس الصعداء مباشرة يصافحهم : يعني أخوه وخويه قلت أكيد هو بعد بس دامه جذي الحمدلله
رفع نصار حاجبه ، وضحك عذبي يضرب كتف فهد : روح
توجه فهد للملاعب البعيدة لأن قصيد راحت عند البنات ، وطلع تركي يعدل بلوفره وإبتسم من لمح العيال : حيّهم
ناظره عذبي مباشرة : لا لا لا ما تلبس لي بلوفر من الحين ما لعبنا بعد ! الحين يجي وقت الجد يابن الحلال
هز تركي راسه بإيه وهو يشوف توتّر نصار ونهيان : نلعب
كانت تعرق يدين نصار بدون سبب لأنّ هنا مكان مختلف تماماً ، هنا عالم آل نائل يشوف هالشيء ويحسه والأكثر إنه مكان زوجة ذياب ويحس بدوخة كل ما فكر إنه هو موجود بمكان هي موجودة فيه وذياب ماهو موجود ، صرخ فهد من الجهة الأخرى بشكل ترك تركي يلتفت ، حتى عذبي يلتفت من صوته وسكنت ملامح نهيّان يلي توتر مباشرة : فيه شيء !
ركض عدي من الجهة الأخرى بشكل لمحوه كلهم ، وعدل عذبي أكتافه عرف سبب صراخ فهد : أطفال ، دشينا ؟
هز نهيّان راسه بإيه : بسم الله إدخل الملعب بيسارك
ضحك عذبي يدخل بيمينه قبلهم ، ودخل نصار يتبعه تركي وإبتسم عذبي من جاء فهد يلي نظره للخلف على عدي والواضح إنهم بيتهاوشون من جديد : إتركه خلاص
ناظر فهد نهيّان : عشان نكون واضحين أخوك ماهو جاي؟
ضحك نهيان يهز راسه بالنفي : ماظنتي ، إنت شفيك عليه هز راسه بالنفي يعدل أكتافه بإرتياح شديد : أبد واحشني
دخل عدي يرمي السلام ، وضحك نصّار من نظرات فهد له : وش فيك على الولد !
هز فهد راسه بالنفي يعدل المضرب يلي بيدّه ، وإبتسم نهيان : من المسكة المفروض نخاف منك ؟
هز راسه بإيه يبتسم : لسلامتك خاف مني ، أروّع
ضحك نصار يناظر فهد لثواني ، وتعدل فهد : إنت تناظرني مدري شلون تكفى لو ذياب هنا عطني خبر من بدري
ضحك نصار يهز راسه بالنفي : ماهو هنا يابن الحلال
هز فهد راسه بإيه : أصلاً ما يليق ، أتخيّله يلعب بادل
ضحك عذبي يعدل المضرب بيده ويتوجه لجنب فهد ، وإبتسم نصار يلي مرّته ذكرى : ما يعرف له يعني ؟
هز فهد راسه بالنفي : لا يعرف لكل شيء الله يحفظه شفته ، بس المقصد إن من بيصير خصمه أنا ؟ ما يقواني
ضحك نهيان : والمقصد عكسي ، إلعب ياحبيبي هات
ناظره فهد بذهول ولأن الضربة عنده هو رماها مباشرة بشكل ما ترك لا نهيان ولا نصار يستوعبون وضحك بشديد الغرور : ما قلت محد يقواني ؟
ضحك نهيّان ينحني للكورة يلي صارت عالأرض : تعرف يوم كان ذياب يلعب معي وش يقول ؟ يقول بدّع يانهيّان
ضحك نصار يعدل ملابسه وهو يعرف حكاية بدّع يلي دائماً ترتبط بإبتسامة مجنونة من ذياب ، إبتسم يعدّل المضرب بيده وإبتسم عذبي : شكلها بدّع بمعنى آخر
هز نهيان راسه بإيه بتأكيد : تعرف معناها بالنهاية
_
« عنـد البنـات »
جلسـت قصيد بتعب وهي ضحكت بشكل كافي يخفي جزء من صوتها ، من برودة الجو الشديدة ومن الصراخ ومن إن بقلبها شعور طاغي ما تعرف مصدره ولا تعرف توصفه لكنه يزيد بكل ساعة ما يخفّ ، إبتسمت من ودّ يلي تتأمل جوالها وضحكت بالنهاية : ودّ شاركينا
قفلت جوالها تحطّه بجيبها الخلفي ، وضمّتها أسيل تحت ذراعها : طيب صار وقتنا إحنا نصور ، ملاك تعالي
وقفت قصيد تعدل المضرب بيدها ، وتركت ود الجوال أمامهم توقف هي بدورها جنب أسيل ، وقصيد تحاوط ملاك وبيدّها المضرب يوثّقون اللحظة بعد السرور ..
دخلت ضجة جديدة للملعب ، وإبتسمت قصيد مباشرة : أهلين !
عضّت وسن شفايفها مباشرة من لفت قصيد تضحك لودّ وتحاورها بالإنقلش وسط مشيها لهم : تلوميني درّة ؟
ضحكت درة تهز راسها بالنفي : معك حق ما ألومك
إبتسمت تسلم عليهم ، تصافحهم بالخجل وضحكت ورد من قُبلات وسن يلي تركت ملامح قصيد تحتقن : يكفي !
إبتسمت وسن : وحشتنا البنت ما نعبّر عن الشوق يعني ؟
ضحكت قصيد تسلم على ورد آخر وحدة فيهم ، تضمّها لوقت طويل لأن لهم مدة عن بعض ولأنّها حست بشيء آخر ، ضحكت ورد تمسك مشاعرها : يعني كيف !
إبتسمت قصيد : يعني كيف الحال ؟ بخير ؟
قبل تجاوب ورد هي سمعت ضحكات نصّار من بعيد ولمحت قصيد ولمحت قصيد هالشيء بشكل تركها تجاوب : نهيّان ونصار هنا مع أخواني والعيال ، بالملعب الثاني يعني
رفعت ديم نظرها لقصيد من كلامها ، وإبتسمت ورد تحاول تبيّن إن الموضوع طبيعي : لعبته البادل نهيّان
هزت قصيد راسها بإيه تبتسم : ما توقعت تعرفين ؟
ضحكت وسن : وش ما توقعتي نهيّان يعرف يلعب ؟ المفروض ذياب يلي يصدمك لو طلع يلعب صدق
إبتسمت وهي تحس بشعور غريب وسط قلبها وأكثر من نطقت وسن بإسمه ، شتت نظرها لبعيد تورّي ورد جوالها وإن أخوها عذبي مصّور نهيان وهو يلعب وضحكت قصيد لأنه يضيع كثير وأغلب الرميات يرفع رجله كأن وده يشوت : يعني مكانه الكورة شوي مو عندنا
ضحكت ورد تنزل عبايتها : لا تلومينه متعود
رفعت قصيد يدها لجوالها من وصلها إشعار من عذبي أخوها ، مقطع بالأصح وسرعان ما خَفق قلبها من الرسالة تحته " شوفي وش يلعب الذيب ووين " ، خَفق قلبها لأنه كان ملعب كورة سلّة ، وبمكان غير الرياض وذاب قلبها بشكل تحسّه ، بشكل ورّد كل ملامحها لأنها سمعت ضحكته بالنهاية بشكل مُربك ولأنها ما إستوعبت شيءّ ولأن نبض عنقها بلحظة وحدة ودّها تحلل كل تفاصيله ، رفعت نظرها لجزء من الثانية وأربكتها نظرة ديم الغريبة بشكل تركها تسكر الجوال ، تستوعب نفسها : نلعب ؟
_
« مكـان آخـر ، الفجـر »
طاح المُرسام من يده من كثر ما حرق الورق لأن عقله يحترق ، لأن قلبه يحترق ، ولأنّ كل كيانه يحترق حفّر الورق يرسم ولا يملّ الرسم وهو ترك المُرسام وودّعه من سنين لكنه رجع بشكل طاغي لأنه يصدع ، لأنه يصرخ من صداعه ولأنه ما يقوى الكلام ما يلاقي نفسه إلا يخطّ على الورق كلّ كتمان قلبه ، رسم جده وملامحه كأنه يشوفه قدام عينه ولأوّل مرة يرجع يرسم ملامح ، لأول مرة يرجع يرسم ملامح واضحة والغريب إنّه رسم ساعات طويلة ما حسّها لكن وقت وقف ، وقت تلطّخت يدينه برصاص المرُسام ووقف يشوف رسمته هو سكن قلبه ، سكنت خطوته لأنه رسمه كأنه ما غاب عن عينه لحظة ، لأنهّ صرخ من شعور ولأنه ما قوى ورجع يشقّ الورق يهديّ نفسه لكن رجع يُهلك من لاقى نفسه يرسم سماه بكل الصفحات ، يرسم مدى عمره التالي والجاي ويرسم أساس صبره .. يرسم هيئتها هي بآخر وداع ، سماه يلي حُصرت كلها بفستانها وما يدري كيف تحملّ صبره يودعها ، يودّعها وضلوعه رمّدت من الغيرة ويودعها وهي تعاتبه بإن الفنجال حار والأكيد حرق جوفه وما تدري إنّ جوفه قد رمّد من كثر ما إحترق من حروفه قبل القهوة ، من كتمانه ، وردّ عليها ما منع نفسه يبيّن لها لهيب صدره ، يبيّن لها ناره بجملة كان يكررها قبل تصير له ويغار ، ووضح له إنها ملازمته حتى لو هي له " لو أركي الدلة على صدري فاحت ووسطّ كل ضجة الأفكار دخل أسامة يلي نطق بهدوء تام : طال عمرك .. أذّن الفجر على ما تتوضأ وننزل نصلي تحت
رفع نظره لأسامة وكأنه تو يرجع للواقع ، أو كأنه يشوف الواقع بعين أسامة المذهول ويلي عدل سماعة أذنه : الحين أطلبهم يجمّعون الورق طال عمرك وترجع ترتاح عندك إجتماع الساعة ٧ الصباح مع طويل العمر و
أشّر له ذياب بالسكوت وهو يحاول يستوعب نفسه ، أو قد إستوعب من الرعب المرسوم بملامح أسامة يلي يهرج كإن الوضع عادي وهو مُرتعب منه وما يلومه ، ما يلومه على إرتعابه لأن كمية الأوراق المبعثرة تحت أقدامه مُخيفة : الله أكبـر
قرّب أسامة له نية يجمّع الورق لكن من نظرة ذياب هو تسمّرت خطوته يرجع لمكانه قدام الباب ، ووقف ذياب على حيله بالقوة يجمّع نفسه من شديد الصداع ، ومن لحظة الإستيعاب ، ومن طاغي التعب : وش صار معك ؟
كان يلمح إن ذياب يترنّح : إسمه شاهر آل فاضل طال عمرك ، إثنين وأربعين سنة عمره ولاهو متزوج ومعلومات كثير ما تهمّك طال عمرك لكن
لف ذياب نظره لأسامة يلي كمّل : لكن قبل كم سنة هو ترك المحاماة ومكتبه وتعيّن بالجامعة وإنت أعرف بهالشيء ، المفاجأه ماهي هنا طال عمرك كانت آخر دعوى مسكها ضد تركي آل نائل وهي غالباً سبب تركه ما كان الحكم لصالح موكله وراجعت ملف الدعوى لكن ما فهمت شيءٍ كثير والله لكن بشكل عام العلاقة بينهم ما تعتبر عداوة ولا فيها شيء حتى طلابه يقولون إنه يشيد بالمحامي دائماً وينصحهم به كمرجع وإنه متعاون
هز راسه بإيه يتوضأ ، تقطّر المويا من لحيته يلي طالت بهالشهر ولا حلقها لو مرة وحدة : وعنوان بيته ؟
سكنت ملامح أسامة يناظره لثواني : طال عمرك تبي نـ
لف نظّره له بحدة مُرعبة ، وهز أسامة راسه بإيه مباشرة يأشّر على خشمه : سم طال عمرك
جففّ يديه ، ولحيته يتوجه للبعيد يلبس ثوب آخر للصلاة ونزل للأسفل هُلك دمّه من الأشغال وإنه صار مشغول بشكل مجنون وحتى وجواله معاه هو ما يكلّم قصيد ولا أي أحد نهائياً لأنه يعرف نفسه ، ويعرف صبره يلي صار أقلّ منه مافيه لكنه يتصبّر ، يتصبّر لأن رجوعه الأخير ما راح تكون هي ببيت أبوها أبداً ووضح لها هالشيءّ بشكل كافي ..
عدل نفسه يتوجه لخارج الغرفة ، ونطق أسامة يتبعه : بخصوص أبوك والدعوى طال عمرك ، واقفين معاه كثير من السلك وينفون الإتهامات عنه لكن الوضع ما يطمّن
لف نظره لأسامة لثواني ، وكمّل أسامة : ما أعرف النظام بهالأمور طال عمرك ولا أدري البروتوكول فيه وش يكون لكن أدري إنه ماهو عادي ولا هو تحقيق ولا قضاء مثل باقي القضايا بالمحاكم ، أعرف إنه صعب بالحيل
كان برود ذياب طاغي على مظهره لكنه يعرف ، يعرف الوضع كله ويعرف نهايته ويعرف إنّه بيحترق ويضيع لكن مايهمّه فيه شيء وحيد يهمّه وهو سبب كل هدوئه ، تهمّه سمعة أبوه أكثر من كل شيء آخر ولا راح يسمح لمخلوق يشكك بنزاهته ، بنزاهة الفريق يلي شال على كتفه جبال ما تُطاق وما كان يرتجي شيءّ لا جاه ولا صيت ولا حتى مدح ، كان يأدّي واجبه على أتمّ وجه وشكل ولا بيسمح لمخلوق ينطق كلمة عن الفريق حاكم إن ما كانت خير ما يسمح لإبن أمه ينطقها ، مسح أسامة على ملامحه : وطال عمرك الحين نصلي ، ثم الحلاق موجود بمكانه تعدل الـ
قُطع كلام أسامة من طلع من أحد الغُرف " طارق " يلي بيده آخر أوراق شغله ووداعه لهالمكان وإبتسم بسخرية : حياة القصور ، حلاّقين القصور ، خدّام القصور ، تعوّدت ؟
نطق أسامة يلي يتوتر من نظرات ذياب الهادئه : طال عمر
ضحك طارق مباشرة : تعوّدت طال عمرك صح ؟ ماهي حلوة يمرّ يوم وما تسمعها فيه ألف مرة وين ما تمشي طال عمرك وطال عمرك كلٍ يركض يلبّسك بشتك وين تجلس وين تقعد وين تروح وش تبي وش تامر عليه .. عزّ ما لقيت مثله بحضن أبوك ولا بالوزارة وإلا يا ذياب ؟
بردت ملامح أسامة لأنه توقع ذياب يعدمه بلحظة نطقه لـ" حضن أبوك " لكن ذياب ساكن تماماً يتأمله فقط وينتظره ينهي كلامه لأنه واقف بوجهه ، مد أسامة يده لصدر طارق كان على وشك يبعده لكن طارق نفض يد أسامة بغضب : لا تلمس أسيادك ! لا تلمس أسيادك أبد
شبّت ضلوع ذياب بهاللحظة بالذات : إنت سيّده ؟
إبتسم طارق يناظره : سيّده ، وسيّدك إنت تخيّل ما قلنا من الأول مكانك ماهو هنا ؟ ما قلنا من أول ولد فريق وداخل بصيت أبوه والحين أبوك وينه علّمني يحاكمونه ؟ بيطلّعون غروره من عينه ؟ فريق وفريق وفريق وآخر شيءّ وش نافخ ريشه على الفاضي ومسحوب فساد اللـ
بلحظة وحدة هدّ كل فكه من الغضب ، بلحظة وحدة هو نزّف أنفه يشدّه مع ياقته : كمّل كلامك
ما حرّك أسامة خطوة كان ساكن تماماً إلا وقت لمح سمّوه خارج نطق هو مباشرة بهمس : طال عمرك
شدَ ذياب على عنق طارق بكلّ قوته : جنّب دربي إن بغيت السلامة ، جنّب دربي ما يسلمك مني شيء والله
إبتسم طارق رغم نزيف أنفه ، رغم الألم يلي هشّم ملامحه لكن عنده شيء آخر يواسيه : هالخشم بينكسر
نفضه ذياب يتقدم بدون ولا كلمة أخرى ويتبعه أسامة ، وإبتسم طارق يمسح الدّم ، يوجه نظره لسمّوه ، ويخطي آخر خطوات وجوده بهالقصر ولا عاد يبيه أساساً ..
لف ذياب نظره لأسامة بهدوء : كيف حالك إنت ؟
يعرف أسامة طريقة ذياب بالمراضاة ، بإنه ياخذ أحواله ويسأله بطريقة غريبة ولأن ذياب فصل على أسامة كثير لكن بطريقة ما ، يعرف أسامة قدره عند ذياب ولو ولو ما كان ذياب يوضحه كثير لكن أسامة يعرف ، يعرف بشكل رهيب قدره عند ذياب ونطق بدون وعي : بتاخذ بذقني طال عمرك ؟
ناظره ذياب لثواني ، وإستوعب أسامة إنه نطق بصوت عالي لكنه للآن ما إستوعب المرة يلي مسك فيها ذياب ذقنه بحركة عرف أسامة إنها دائماً ترتبط بنصّار صاحبه وإنها طريقة منه للمراضاة ، لأنه بآخر مرة صرخ فيه بالغضب " توكل عن عيني لا ألمحك " هو كسر قلبه فعلاً لكن لما جاء بعدها يسأله إنت كيف حالك ، ومدّ يده ياخذ بذقنه بحركة سريعة وهو ماشي ويقول " الحمدلله " كانت كافية لأنها تراضي أسامة بشكل شديد ..
_
« بيـت حـاكـم »
كان جالس بالصالة كعادته ما يسمع إلا هواجيس أفكاره ، إلا عقله يلي ينهشه بين المنطق ، والعاطفة يلي شابت سنين عمره ما يعرف يتعامل معاها ..
فتح جواله يدخل على محادثة ولده ، المحادثة يلي قليل الكلام فيها لأن أغلبها تكون كلمة وبعدها تصير مكالمة لكن السكوت وقلّ الكلام ماهو عذابه ، عذابه الصورة يلي بالأعلى ويلي ما تغيّرت من سنين ، صورة نهيّان نفسه والعلاقة يلي تضيّق نفسه على نفسه دائماً علاقة نهيّان مع ذياب سابقاً ، العلاقة يلي ظاهرها بيّن للكل لكن خافيها ما يدري عنه أحد ولا يمكن يتصّوره أحد لأن أقرب شخص لنهيّان هو حاكم نفسه ووقت صار ذياب تدبّلت مكانته أكثر وأكثر عند نهيان لأنه ذياب ، ولأنه ولد حاكم وما كان يخفي نهيّان هالحب كان يتفاخر به وسط الكل وبكل مجلس " لي حفيد مثل النجم ليا بان كلّ الناس تدري به " وكان يقصد ذياب وهنا الفرق بين علاقة نهيّان معاه هو ، ومع ذياب ولده ... بين حاكم ونهيّان تغيب كل مسميات النداء الواجبة .. تغيب كلمة جدي ، وتغيب كلمة أبوي ، وتغيب طال عمرك وتغيب كلّ المسميات ما يكون له إلا نهيّان وبهالشكل يناديه لأنه يمينه وذراعه وسنده لكن ذياب ، ذياب كان نهيّان نفسه يطلبه يناديه " جدّي " ، ومرّات يطلبه يناديه " قل أبوي " ويضحك بعدها إنه ماهو أناني ياخذ مكان حاكم ويصير هو أبو لذياب ويذكر للآن إن وقتها ذياب نزّل راسه ما نطق كلمة يبيّن شيء ، أخذ نفس من حس إن صدره كله يوجعه ، كل كتفه يوجعه وحس بشخص يقبلّ راسه من الخلف : نهيّان
جلس نهيان بجنب أبوه : آمرني
حاكم بهدوء : روح لأمك وورد يرجعون البيت ، وآخر مرة التفت للي يميّ بالصلاة وما يكون إنت يا نهيّان
ناظر أبوه من لمح إنه فاتح على محادثة ذياب : ما تدّورني ولا كتفي يلي تبيّه ، أروح الحين
رفع حاكم حاجبه لثواني ، ونفضت قدم نهيّان : كلّمه كلنا ندري وش صاير ، حتى ورد وأمي يدرون ، إن جاورتك بالمسجد أنا ما أغطي مكان ذياب ولا أقدر إن جاورتك شمال إنت تدوره يمين رفع حاكم حاجبه ، ورجعت قدم نهيان تنفض للمرة الثانية لأن توه غضب إلى مالا نهاية على ديم وقال كلام ينفّضه كله مو بس قدمه : أبوي متى تزين ؟ الدنيا ؟
مد يدّه يثبت قدم نهيّان الراجفة : على مهلك ، بتزين ..
ضحك من حرّ جوفه هالمرة ، ضحك يمد يده لملامحه لثواني : عساها تزين قبل لا نطيح كلنا ، عساها تزين
وقف نهيّان يتوجه للخارج فعلاً ولأول مرة تطلع من صدر حاكم تنهيدة لأنّه حُرق بما فيه الكفاية ، لأنه مو قادر يسوي شيء يثبّته بمكانه وحتى الفساد يلي يقولون إنّه يرتبط بإسمه ويلي كلّ الدنيا تخاف منه هو ما يهمه هو ساكت ، كل الحاصل ما يهمه حتى وتركي يحاول يناقشه هو ساكت تماماً لأن يلي بقلبه وبعقله وبحياته أكبر بكثير من الفساد الكاذب يلي يتهمونه فيه ..
سكنت ملامحه من تركي يلي نوّر له شاشته برسالة
" الموضوع صار أكبر من الظن ياحاكم به جلسة قريبة "
_
« بالأعـلى »
للآن عجز عقلها يستوعب الغضب يلي لمحته منه ، للآن عجزت تستوعب الزجاج يلي تشوفه قدامها وإنها كانت تناقشه بشكل حاد لكن وقت رمى عطره من غضبه يكسره عشان تسكت ولا إستوعبه هي سكنت ملامحها رمى العطر ورمى آخر كلامه وطلع يضرب الباب خلفه وهالشيء مو طبعه ، الشخص يلي لمحته ما كان نهيّان ..
،
" قبل ساعات بسيطة "
دخلت تسبقه بعد صمت طويل بالسيارة ما نطق حرف لأول مرة ، ولا تكلّم بكلمة وحدة وصحيح إن ورد معاهم لكنه حتى ورد ما كان يكلمها ولا شغّل أي شيء يكسر السكون ، كان الصمت المُرعب فعلاً وهي تعرف سببه ، تعرف الصمت يلي حصل بعينه وقت لمحها بالملعب ، لمحت كتفه يلي إرتخى بدون مقدمات وقت لمحها هي وتعرف نظرتها هي كيف كانت لأن قبل خروجها هي كان خروج البنات وقصيد ، وخروجه هو كان خلفه عذبي وفهد وصحيح إن نظرهم كان بجهة أخرى ولا فيه إمكانية يلمحونها لكن إنه هو خرج ونظره كان لباقي الملاعب سبب لها قشعريرة لا مُتناهية بجسدها لأن هنا " كانوا " البنات يلعبون ، خرجت بعبايتها هي وصحيح كل البنات بعباياتهم لكن طرحتها كانت على أكتافها وكلهم كذلك لهالسبب لو خرج قبل بثانية ، ولو بقى نظره بهالإتجاه قبل بثانية كان لمحهم كلهم ، وما لمحها هي ..
دخل غرفتهم قبلها ، رمى كل الأغراض يلي بيده يخفف على نفسه الشعور القبيح يلي حسّ فيه : إنتِ دايم كذا ؟
لفت نظرها له تنزل عبايتها ، وعضّ لسانه يمنع حروفه لكن هي تكلمت : دايم كذا شلون ؟
ضحك لثواني : يعني لو ما شفتك بالملعب ما دريت إنك موجودة يميّ ؟ الليّ تبين توصلين له وش يكون علميني ؟
ناظرته لثواني بعدم رد ، وعضّ شفايفه : تبين النظام بينا كذا ؟ تبيني ما أشوفك شيء ؟
ضحكت بذهول ضحكت بذهول : متى طلبتك تشوفني ؟ متى قلت شوفني
ناظرها لثواني بعدم تصديق : إنتِ وش بلاك ! وش بلاك ساعة تضحكين معي وعشر تزعلين وش فيك !
ناظرته لثواني تصدّ بأنظارها لبعيد ، وعجز عقله يستوعب : كنتي معي ! كنتي معي قبل دقايق أنا بنفسي تاركك ببيت أهلك ما جاء ببالك تقولين نهيّان تراني بجي ؟ نهيّان تراني موجودة بالمكان يلي إنت فيه ما جاء ببالك ؟
إبتسمت لثواني : عشان تعيد نفس النظرة ؟ عشان تكتئب وتسأل نفسك وش جابها ذي ؟ مو غبية ولا ما أفهم يوم تطلع من مكانك عينك على ملاعب البنات ، ويوم تركض ملهوف من أول ما قالوا لك تعال حتى تدريبك ما كمّلتـ
ضحك بذهول : على ملاعب البنات كأني مدري بها إنها فاضية صح ؟ مهبولة إنتِ وهالتفكير ماله آخر صح ؟
ضحكت لثوانير: فاضية صح .. بس كنت أنا فيها للأسف
ناظرها لثواني " كنت أنا فيها للأسف " كانت نبرة تلميح بشيء آخر وضحك بسخرية مباشرة : إيه إنتِ على التفكير الأول للحين ؟ إنتِ على وضعك وتتوقعين لي نظر عند قصيد ؟
إبتسمت لثواني تناظره بسخرية : لك نظر بس ما تطـو
كسر العطر وكلّ شيء على الطاولة بلحظة من غضبه ، بلحظة وحدة من ذهوله : عند من لي نظر ! عند من !!!
قبل تنطق بكلمة هو صرخ فيها من الغضب : لا تتكلمين ! لا تتكلمين لا تهزيّن مكانك إنتِ بعيني إستوعبي وش تفكرين به إفهمي ! إفهمي ! قصيـد هي تعرفين من قصيـ
وقت لمح نظرتها هو سكن غضبه ، سكن غضبه بلحظة ما يصدق عينها وما يصدق الحوار بينهم وما عاد يصدق شيء غير إنه وضع غير طبيعي ومستحيل يكون ولا للكلام طايل ورفع يده لملامحه يشدّ نفسه بالقوة : لا تخليني أندّمك ، لا تحديّني ..
-
رجعت تتأمل زجاج العطر يلي عالأرض من لمحت إنه خرج بسيارة أبوه ، ومدت يدها لمخدتها وبطانيتها تخرج من غرفتها معاه لغُرفة ورد بدون أي إلتفات ، وأيّ حركة غير إنها دخلت تسكر الباب خلفها تحت نظر حاكم يلي كان يصعد الدرج ومع ذلك ما صارت منه كلمة طلع مفتاح من جيبه ، وتوجه يفتح غُرفة مقفّلة من فترة يدخل وسطها ، يجلس على طرف سريره وما يحس إلا بضيق شنيع ينهشه ولا له آخر : الله يعيـن
_
« بيـت أبومـلاذ »
وقف نهيّـان عند البيت وهو يدري إن أمه صاحية هذا الأكيد ومن سمع صوت ضحك جدّته وجده وخاله هو عرف إن الكل صاحيين ورسم إبتسامة خفيفة على ملامحه : أم ذياب
طلعت نبرته لأول مرة تشبه نبرة ذياب بالصوت ، تشبه نبرة ذياب بشكل ترك الإلتفات يصير بلهفة حسّها ولمسها من نظرة ورد قبلهم كلهم وإبتسمت جدّته : تشبه ذياب حتى بالصوت يانهيّان؟
إبتسم لثواني وهو يخنقه شعوره بشكل لا يُطاق وهمس : ماني ذياب ، لا بالمسجد ولا بالصوت لأوّل مرة يحترق قلب ملاذ بهالشكل مو لأنها لمست صوت ذياب بأخوه ، لأنها لمحت نظرة نهيّان يلي حصلت وإبتسمت تلف نظرها للأمام ودها توقف وتهلّي به وتضمه لأن ما ودها يمرّه هالشعور : هلا حبيبي ، ياهلا أمي حبيبـ
بُترت كلمتها كلها لأن كانت يد تحاوط كتف نهيّان من الخلف ، لأن كان فيه شخص آخر دخل من البوابة خلف نهيّان يلي سكن قلبه وسط ضلوعه ، يلي لمعت عينه بلحظة من حسّ بالشدة يلي حصلت على كتفه ومن إن الشخص يلي يجاوره ما يكون إلا أخوه ضحكت ورد وضحكت ملاذ وحتى فارس ما صار بيده إلا يضحك من السرور بإن ذياب موجود لكن نهيّان ما ضحك ، نهيّان شابت نظرته بشكل حرق قلب ذياب وأكثر من ضمّه نهيان بلحظة وحدة تركه ينطق مباشرة : على مهلك !
شدّ ذياب على كتفه بقوة شديدة يهمس له : من ؟ علّمني
هز نهيّان راسه بالنفي ضحك من حرّ جوفه ، كيف يقول لذياب وش بخاطره وهو شيء لا يُطاق ولا يُصدق وكل أسبابه ديم : قل لي إنت موجود وبزهل الباقي
هز ذياب راسه بإيه فقط ، ورفع نظره لأمه يلي جات ملهوفة تضمّه مباشرة يقبل راسها : حيّ أم ذياب
كانت كافية تهز قلبها من أوله لآخره ، كانت كافية تهدّ قلبها بلحظة من حاوطها ولدها ، بكرها وهي قد خبّت دموعها من فترة طويلة لكن وقت ضمها ذياب بهاللحظة ، وقت لمحت هيئته أساساً ولمحت كيف إحتوى أخوه مباشرة من أول مجيئه هي نزلت دموعها ، نزل نظره لها يواسي دموعها بيده : أم ذياب ..
ما صار بكي ودموع ، صار إنها أجهشت من بُكاها تقّطع له قلبه وتفضّ كل ما بجوفها هي بلحظة لأن كثير عليها ، كثير الحزن يلي كانت ولا زالت تلمحه بعين ورد يلي تشرد عن عالمهم كثير ، كثير يلي لمحته من نهيّان الضحوك .. كثير يلي بقلبها من حبيب عُمرها وحياتها حاكم وكثير كلّ شيء عليها ما تطيقه ووقت شافت ذياب هي فكّت كل شيء تنهار بلحظة وحدة حرقت قلبه ترمّده ، ومد يده يحاوط أمه ويمد يده الأخرى لنهيّان لجل يروح لورد يلي وقفت بمكانها تتأملهم من بعيد لكن كل ملامحها إختلفت وبالفعل توجه لها نهيّان يبتسم ، يضحك يغيّر جوّها عن بكي أمها : ما إشتقتي للبيت إنتِ ؟
كان قلبها محروق تماماً من إنهيار أمها بحضن ذياب وإن ذياب لفها للجهة الأخرى يداريها عن عينهم : إشتقت
إبتسم : يقولون إنّك بدعتي بالبادل أمس ، وريني ما شفت
ناظرته لثواني إن مو وقته ، وضحك : حلوة إنتِ تدرين ؟
ناظرته لثواني ومن نظرته هي غصباً عنها ضحكت ، غصباً عنها نزلت دموعها وسط ضحكها وضحك يضمّها مباشرة : حساسة
لف نهيّان نظره لجده وجدته يلي يتأملون بعيد ، جدته يلي إبتسمت وسط بحور دموعها : دايم الورد حساس يا نهيّان
كان قلب فارس المُحترق على كان قلب فارس المُحترق على بِكره يلي تبكي بحضن ولدها ، ومدّت نهى يدها له : يضمهم الذيب ، يداويهم ..
زادت قلبه إحتراق لأنه من أيام يلمح حال متعب أخوه يلي هدّه التعب وصارت كل هلوسته " ذياب " ونطق براجف النبرة : وهو من يضمّه ؟ من يداويه ؟
كان على وشك يقطع الأمل لأن الذيب مُحطم أكثر منهم لكن وقت لمح بنته ، وقت لمح إن ذياب مسح دموع ملاذ كلها وإنها إبتسمت هو تغيّر شعور قلبه وده يفكر بشيءّ يسعده : يارب .. يارب ولا عليك بعيد يالله زيّن الأحوال ..
'
مسح دموعها يقبّل راسها لوقت طويل ، يشدّ راجف يديها يقبّلها : تبكين من ؟ وش به بالدنيا تبكينه وش به ؟
كانت تلمس قبيح شعوره من عينه ، كانت تشوف ناره ورماده وتشوف فيه أشياء كثير ما تقدر توصفها لكنها نار بقلبها ، نار بقلبها من طاغي الحنان وإنه يداريها وهي تشوفه مُحطم بشكل مُفجع ، تشوف هلاك ملامحه وتشوف طول لحيته المُهمل وتشوف منه كثير أشياء لكن وقت إبتسم لها هي ضحكت وسط دموعها ما تقاوم ، ضحك يقبل راسها ، يضمها كلّها لعند يده : ما تهونين يا أم ذياب .. ما تهون هالدموع عليّ والله وش ودّك به آمريني
أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح دموعها ، تلمّ نفسها لثواني : ما جيت يمّي الحين ؟ ما عاد يبي خاطري شيء
هز راسه بإيه ، وإبتسم لثواني : أنا خاطري به شيء
سكنت ملامحها لثواني لأنه ذياب ، ولأنه نطق " أنا خاطري به شيء " هذا شيء غير ممكن ، غير ممكن وإبتسمت بلهفة مباشرة : وش ودّك فيه أمي ؟
إبتسم لثواني يناظرها ، يناظر قلبها المكسور ويشوفه ما كأنه وسط ضلوعها وتُوردت ملامح ملاذ لثواني تبتسم بالخجل : خاطرك به قصيد الشاعر ؟ ودّك بها ؟
ضحك ، ضحك لأن هو يقرأ قلبها لكن هي كيف قريت قلبه وحنينه المجنون ما يعرف وهمس داخله بإنها فعلاً قصيد كل خاطره لكن نطق بشيء آخر : أبوي ..
سكنت ملامح ملاذ لثواني من كلمته ، وهز راسه بإيه يشد يدها يلي كانت على وشك تبعد عن يده : حاكم العزّ
لمعت عيونها كلها ، وعضّ شفايفه لثواني يقبل يدها قبل يكون منها رفض أو ردّ : تعوّدين له ، لو الدنيا كلها تجهله إنتِ تعرفينه أمي ، نهيّان يعرفه وورد تعرفه ولا وّده الدنيا تدري به هو ودّه بكم ، ما تهمّه الدنيا ولا عمرها همّته لأنك جنبه ، والحين إن ما كنتي يمّه متى تصيرين ؟
رجفت نبرتها حسرة مُباشرة لأنه ما خصّ نفسه بمعرفته لأبوه : نهيّان يعرفه ، وورد تعرفه .. وأنا أعـ
بتر كلمتها مباشرة قبل تلعب بها الظنون ، قبل تودّيها وتجيبها وتحرقها : كلنا نعرفه ، حنّا نعرفه أم ذياب
ناظرته لثواني وقبل تنطق بكلمة هي لمحت لمحت عين نهيّان ، ولمحت عين ورد المتعلقة فيها بشكل مجنون وهزت راسها بإيه تعدل نفسها فقط ما بتقول شيء أكثر .. بتبتسم ، وتضحك لأنّ يكفي عيالها أحزان قبلها ..
مشيت أمه قبله لجلستهم ، ومسح هو على أنفه يرتجي صبره ويسكّر جواله يدخله بجيب ثوبه وإبتسم لجّده : عينك تراعيني لكن خاطرك وش به ؟
توجّهت ورد تسلم على ذياب أول شيء قبل يقرّب أكثر ، وتوجه ذياب يسلّم بعدها على جدته وعلى جده يلي ضحك من جاء ذياب يقبل راسه : خاطري به شيء .. خاطري من خاطر الورد يا ذياب وما تقول لا !
لفت ورد نظرها لجدها بإستغراب وسرعان ما حسّت بحرارة بملامحها من لف ذياب نظره لها بإستغراب : ورد بخاطرها شيء ؟ وش بخاطرها وما صار للحين ؟
نطقت ملاذ وهي تحاوط كتف ورد بهدوء : بخاطرها أشياء
رفع حاجبه بإستغراب لأن ورد تخجل بشكل غريب ولا يدري وش السبب ، وإبتسمت نهى : خاطرها بالخيام
هز راسه بإيه ، وعضّت ورد شفايفها بتضيّع الموضوع كله دام النظر صار عليها من ذياب : مو خاطري لحالي
رفع حواجبه من ترددها ، وإبتسمت : قصيد معي
ضحك نهيّان مباشرة يعدل جلسته بإستمتاع : قصيد خاطرها بالخيام ؟ والله قدرت يا الذّيب تدّور ديارك
ضحك فارس بتأكيد : والله وقدرت يا ذياب دام بنت لندن تبي الخيام ، عاد ترى الشاعر ما يبقيّ بخاطرها شيء
ضحك نهيّان : جات على الشاعر ياجدي الله يهديك ؟ قل آل نائل كلهم ما يبقون بخاطرها شيءّ تبي بالكويت بلندن بالرياض وين ما تبي هي ينصبون لها خيمة ما نعرفهم ؟
ضحكت ملاذ لثواني : ذياب تذكر ، مرة وإنتم صغار يوم جات الخيام تبي رجل ثلج لكن من التراب ، من الطين
إبتسمت ورد مباشرة بإعجاب ، وضحكت ملاذ : والذيب راسه والفين سيف ما يسويّ .. زعلت خاطرها يومها
ضحك نهيّان يناظره : هذا وهي الحبيبة تزعلها يا ذياب ؟
إبتسمت نهى لأن ذياب ما يعطي أيّ تعابير ، وضحكت ورد بعدم تصديق : وتركته قصيد بدون ما يسوي لها يعني ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي : زعلت منه يومها ما تحاكيه ، راحت الخيمة خاطرها زعلان والخدود والوجه كلّه أحمر من الزعل والعيون مليانة دموع منك يا ذياب
عدل كتفه لثواني من جات بباله وهي بعمرها الحالي وقت تزعل ، وقت يزعل خاطرها منه أو وقت تبكي ومد يده مباشرة ينزّل يد نهيان المُستمع بإستمتاع : تستهبل ؟
ضحكت ورد مباشرة على فهاوة نهيّان وإن ذياب فهى مثله لكن إستوعب وحوّل عليه ، وضحكت ملاذ بالمثل وتنحنح نهيان يتعدل : بسمع طبيعي ماعليك وش صار بعدها ؟
ضحكت ملاذ من لمحت إن ذياب " ضاعت علومه " بشكل غريب : وش صار ؟ ذياب يعرف وش صار خلاص
شهقت ورد بذهول : وإحنا مالنا نصيب نعرف !
إبتسم فارس من لمح إبتسم فارس من لمح تعقيدة خفيفة بحواجب ذياب كإنه ما يعرف : نهيّان ما ترك عنك شيء غايب .. تعرف يابوك
لف نظره لجده لثواني ، وإبتسمت نهى تشتت نظرها لبعيد .
" لُغز " وهذا كان الشيء الوحيد يلي يستوعبه كيف يقولون يعرف ، أو يذكر وش حصل وهو ما يذكر إلا ومضات بسيطة لكن كامل الحقيقة ما يذكرها أبداً وهو ودّه بكل تفصيل .. كل حرف دامه يخصّ قصيد وشد على باطن يده يلمّ نفسه ويحاول ما يبيّن إن شوقه صار قتّال من طُغيانه عليه ، إبتسم لجده : فارس وش بخاطرك ؟
ضحك يهز راسه بالنفي وتنهّد من أعماق قلبه : إسعدنا
هز راسه بإيه يوقف وإبتسم يريّح جده ، إبتسم ياخذ عهد على نفسه بإنه بيسعدهم ولأن ودّه يحل كل شيء ويروح : على هالخشم
قبّل راس جده ، وإبتسمت نهى : من هالشنب يا ذياب
ضحك يهز راسه بإيه : ومن هالشنب .. إبشري بي
لف نهيّان نظره لجدته : إنتِ وش فيك على شنب ذياب كل ما شفتيه تغزّلتي به ؟ شنب جدي ماهو عاجبك ؟
لف فارس نظره لنهى يخاصمها مباشرة ، وضحكت ملاذ بذهول لأن أبوها جدي بالخصام : يا فتّان يا نهيان !
إبتسم من وقفت ورد تاخذ جوالها : تعالي وين بتروحين
توجهت جنب ذياب توقف بجنبه ورفع حاجبه بإستغراب لكن بنفس اللحظة إرتخى هالحاجب وضحك نهيّان يتمدد بحضن أمه : ما يحتاج نسأل .. شفنا من الملامح
ما رفع ذياب نظره لو لحظة وحدة ، لو لحظة وحدة ما رفع نظره أوّل كان يدري إن قلبه وسط ضلوعه لكن وقت جات ورد جنبه ، وقت فتحت تصوير قصيد كلّه جنبه وأمسهم بالبادل .. وقت كانت الصورة الأولى لها هي بين أخوانها ، الثانية لمضربها ، الثالثة لها هي وخلفها تركي أخوها يلي يحاوطها ونظره للبعيد وهي " تبتسم " بشكل نزع قلبه من وسط صدره ، الرابعة لفهد وأشباله ما تعنيه ، والخامسة .. الخامسة لجروح بمفاصل يدها وضحكت ورد من مسك الجوال منها : تجرّحت يدها بالنهاية من الشبك بس قالت بتشوفها بالبيت وبسيطة ، وسن تحسدك عليها كثير لو ما تدري إنتبه
هز راسه بإيه ، ورفعت ورد نظرها له لثواني لكن بمجرد ما نزل عينه هي " إرتعبت " تشتت نظرها لبعيد وبالمثل شتت نظره هو يحسّ بأخته إختلاف لكن ما يعرفه : نهيّان
إبتسم نهيّان : فارس ونهى .. كنا ضيوف خفيفين عليكم لكن الحين أمي وأختي بيرجعون لديار حاكم إن ما تـ
هز فارس راسه بالنفي مباشرة : حاكم وينه ؟
ناظرت ملاذ أبوها لثواني : أبوي خـلا
هز راسه بالنفي بشبه غضب : لا ماهو خلاص ! يوم إن ودّه ترجعين يجي بنفسه يرجّعك هذا القدر والقيمـ
قطع ذياب كلام جده لأول مرة بحياته : أمي فوق كل قدر وقيمة عند أبوي ، ما جاء بنفسه وله أسبابه ما ينقّص قدر بكر فارس لكن أنا من ؟ ونهيّان من ؟ ناظر فارس ذياب لثواني ، ونهيّان الواقف وإن ملاذ كلّ عيونها عيالها وعض شفايفه لثواني فقط يوقف : رجال
وقفت ملاذ تناظر ذياب وهي نهائياً ما بتعلق على هالموضوع : معانا بالسيارة ذياب ؟
هز راسه بالنفي ، وترجّته عين ملاذ بدون ما تنطق لكنها نطقت بالعكس : الليّ يريحك يا أمي .. مثل ما تبي
ناظرها لثواني من توجهت لداخل البيت ، وتنهّد من قلبه يمسح على عيونه ويتوجه للخارج ينتظر خروجهم ونظره لسيارة أبوه فقط ، وشتت نظره لبعيد يطلع مفتاح سيارته من جيبه ويدري إن بيجي شخص جنبه وبالفعل جاء أسامة من أحد السيارات البعيدة وهو يبتسم بنشوة إنتصار : قلت لك بتحتاجني طال عمرك ما تصدقني
ناظره ذياب لثواني : ومبسوط إنت الحين ؟
ضحك أسامة من فرحته مباشرة : جداً والله آسف
إبتسم ذياب يعطيه المفتاح فقط ويفهمه أسامة بالباقي فعلاً ، يفهمه أسامة دائماً ويغير مزاجه أسامة دائماً بشكل غريب لكنه " مريح " وذياب من مدة ما عاد إرتاح لأحد والحين بداخله ضجّة لها أول مالها آخر لأنه يدري بحال أبوه أكثر من أيّ أحد آخر ويدري إنه مُهلك ويدري إنّه " مكتوم " إلى مالا نهاية ولمح هالشيء كله من زار البيت أوّل ولمح شباك غرفته يعلن نور بداخلها ، عرف إن أبوه " تَعب " ولا يتعب الأسد بحكايتهم وعرف إن خطوته ما تسوقه حتى لإنه يرجّع ملاذ لكن يوثق من شيء .. يوثق من شيء أكثر من إسمه أبوه رسل نهيان لأمه يرجّعها عشان يحسسها بإن عيالها هم الأساس ، ووقت تصير ملاذ يمّه حاكم ما يرجع يعيد الغلط مرتين وهنا كلّ أمنياته ..
خرجت ورد من خلف ذياب ولمحت سيارته تتحرك لبعيد ومباشرة إختلف نبضها بعدم وعي :كان معاك أحد ؟
هز راسه بالنفي يلف نظره لنهيان يلي جاء من الخلف : نصّار وينه ؟
إبتسم نهيان يفتح الباب لورد : منتهي صاحبك تدري ؟ أمس أخذته معي للبادل قلت يتونّس والصدق غيّر جو لكنه ملهوف على دبابه بشكل أول ما طلعنا قال بروح أنام عند الصيانة خلاص مافيني صبر أكثر وصدق راح هناك
طلعت ملاذ يلي خلفها أبوها وأمها يودعونها وإبتسمت مباشرة من لمحت إن ذياب موجود للآن : بتروح معانا ؟
هز راسه بإيه يلف نظره لأمه ويبعده عن ورد : معكم
ناظر نهيّان أخوه لثواني : تسوق إنت طيب وتجي أمي عنـ
هزت ملاذ راسها بالنفي : لا ، إنت تسوق وتريّح أخوك وأنا وراء عند ورد ، بشوفكم مع بعض يا أمي
هز ذياب راسه بإيه وهو يركب بالأمام وداخله - يخنقه - لأن اللقاء قدر محتوم لكن هو ما يبيه .. هو تطمّن على أحوال أبوه من بعيد لكن الشعور يلي صار بقلبه الحين ماله حدّ ولا ممكن يخفيه من شدّة الألم يلي يحسه يعرف طبعه ، وما توقّع يطغى طبعه حتى على أبوه وأماكنه حتى على أبوه وأماكنه لو ما كان حاضر لكن شعوره قبيح ، جداً قبيح ما يُدارى ..
مدّ يده لحاجبه يداري نفسه بأسرع ما يكون وهو يلمح إن ورد بالخلف " ساكنة تماماً " على غير العادة " وتخاف " منه على غير العادة لكن عجز يعرف السبب .. مد نهيان جواله بالوسط يفتح مقطع لنصّار وهو مفهي تماماً وسط لعبهم : هذا واحد صاحي بالله ؟
ناظره ذياب لثواني ، يبتسم قلبه بدون شعور من يلمح إن نصار يبتسم " ومسفهلّ " لأن نصار قلبه طيب إلى مالا نهاية وما يستاهل إلا الطيب ، وقفّل نهيان جواله : قال لك عن دوامه شيء هو ؟ شكل به قرارات جديدة وماهو فاهم
هز راسه بالنفي وهو يرفع نظره للمرايا ولمح إن نظرات ورد متعلقة فيهم بشكل غريب ووقت لمحت حدّة عينه - الغير مقصودة - هي شتت نظرها للبعيد وخُطف قلبها من قلبها لأن ودها تستوعب حال أخوها لكنها " تبطي " ما تفهمه هي آمنت بهالشيء وهي ما تفهم نفسها من مُدة ، من حكاية الغرابة اللاُمتناهية وشعورها الأغرب نصار وهي .. ولا به درب يجمع بالوسط بشكل يوتّرها بشكل يقلب كل كيانها ما كان الجاكيت يلي مدّته من وسط بيت الشعر عابر ، ولا كان الدباب عابر .. ولا كان حبل فستانها وحلاوته عابرين ، ما كان الشعور عابر لكن المزرعة ، صدّته ، صمته الطويل وإن فيه أشياء ما تتجمع بعقلها بين آخر زيارة لأهله " الغريبة " يلي كانت تتوقع من خلفها شيء لكن ما حصل ، وبين الأمس وقت خرجت هي من الملعب بيدها مضربها كانت النية تروح للزاوية البعيدة ولجهة المشروبات تاخذ لنفسها مشروب وبذات اللحظة بالضبط كان خارج نصّار من ملاعب العيال لنفس الغاية ولا هي الليّ أخذت شيء ، ولا هو الليّ أخذ شيء لمحها للمرة الألف ووجّه نظره للأرض قبل كل شيء من سرعة الموقف ما تذكر فيه تفصيل واحد يسوى لكن ما هي أول مرة يلمحها ويصد وهالشعور يقلب كيانها كله ما تفهمه هي رجعت للملعب وهو رجع للملعب الآخر ومرعب هالتشابه وهالغرابة كلها بدون حوار أو شيء يُذكر تصنّف على أساسه ، بس الصُدف والصُدف ما تكفي ..
_
« بيـت تركـي »
نزلت للأسفل بعد ما قرر النوم يجافيها تماماً بدون أيّ سبب منطقي هي مُرهقة ، ومُهلكة وتمر الأيام عليها غريبة ما تعرف شيء فيها إلا إنها تسايرها وإلا هي موقّف وقتها من وقت ودّعها وبخاطرها تساؤلات مالها حد تعيش وتضحك وتمرر أيامها لكن باقي بخاطرها شيء ما له حل ولا لقيت له جواب ، مدّت يدها لشعرها ترجعه للخلف كله ووقت لامس عاري ظهرها هي مررت نظرها على المدى تتأمله لوقت طويل ، ومسكت جوالها تشتاق له إلى مالا نهاية لكن ما راح تتصل ولا بتزعجه" السلام عليكم "وصلها الإشعار يلي قلب كل كيانها لأنها تتأمل محادثة ذياب وبدون مقدمات صار إشعار آخر بالأعلى بصورة شخص آخر وبالتحيّة وآخر شيء تتوقعه إن يكلمها أحد بهالوقت ..
ما ردت السلام ولا دخلت المحادثة ، ووصلت رسالة جديدة من نفس الرقم توتّر عروق قلبها بطلب من إنها تراجع مكتب الدكتور " شاهر " بأقرب فرصة وهالشيء وقّف عقلها لثواني لأن مافي ولا موضوع ممكن يُطلبها فيه أو ممكن يستدعي روحتها هي ماشية على خطتها ، وكل الأمور تمام بكل المواد وهنا كل إستغرابها يلي تدبّل وأكثر من وصلت رسالة ثالثة بمجرد دخولها للمحادثة " الساعة ٧ الدكتور بمكتبه وبإنتظارك بإذن الله " .
عضّت شفايفها لثواني توجه نظرها لمكتب أبوها وهدوء البيت الشديد يلي ينبّه إن كلهم نايمين : غريب
_
« بيـت حـاكـم »
نزل من سيارة أبوه يجبر خطوته بالقوة لأنه مو لوحده هالمرة ، لأن أمه يلي إمتلى قلبها شعور بسببهم ولأنهم قدامها خلفه ، ولأن ورد يلي أخذت نفس من أعماق قلبها خلفه ولأنّ نهيان يلي تغير كل حاله من قرّبوا للأسوار خلفه وهنا ينهدّ كل حيله هو ما يقدر ، ما يقدر يدخل البيت من جديد ولا يقدر يواجه أبوه الحين لأنّ ماله حيل ولأن قلبه شبّ نار من أول قُربهم للبيت ولا يطفيه شيء ..
مد يده لعيونه ، لصُداعه يلي صار أضعاف وهو كله رجاء إن أبوه ما يخيّب ظنه ويجي بنفسه يستقبل أمه : نهيّـان
لف نهيان نظره لذياب يلي ما تقدم بمشيه وترك ورد وأمه يسبقونه : سـم
دخلت ورد ، ودخلت ملاذ لأول الأسوار ومد ذياب يدّه يشد كتف أخوه : إن نقصكم شيء تبلّغني .. تم ؟
سكنت ملامح نهيان لثواني يناظره قبل يسأل هو لمح سيارة ذياب يلي دخلت الحيّ من جديد ووقفت بالأمام : بتروح !
هز راسه بإيه وأسامة يجي بالوقت الصح دائماً : راجع
ناظره نهيّان لثواني وسكن قلبه : وأبوي ؟ ما بتسلّم عليه
لف ذياب نظره للبيت هو نيّته يسلم على أبوه لكن ما يدري كيف وبلحظة وحدة سكن قلبه ، سكن عقله ، سكن كلّه من طلع أبوه مع البوابة الداخلية ، من طلع إنعكاس هلاكه كلّه للناس كلهم قوي ، شديد بأس لكن ذياب الواقف خارج الأسوار يعرف داخله ، يقرأ داخل أبوه كأنه يقرأ نفسه ولهالسبب شبّ كله نار ما تنطفي من الوجع يلي حسّه وما عاد بقى منه شيء من لمح إن نظرة أبوه توّجهت له هو قبل الكل ، وزاحت عنه بنفس اللحظة تتركه يموت بنار كوت له ضلوعه من قوّتها ووصله جواب رغبته بالسلام بدون لا يحرّك خطوته : إدخل
ناظر نهيّان أخوه لثواني ، ومن سمع ضحكة ورد يلي خالطتها الدموع هو لف نظره لها وشتت ذياب نظره للشارع فقط لأن حاكم أخذ برأس ملاذ يقبّلها ، يعتذر لها وهذا سبب ضحك ورد الباكي رفع نهيّان يده لأنفه يتنحنح : طيب
شدّ ذياب على كتفه يقويّه ويقوّي نفسه بالوقت ذاته من صار بمسمعه صوت ضحك ورد الباكي ، وضحك أمّه يلي خالط دموعها وعرف إن أبوه نال رضاها وهذا يهمّه ، هذا كله همه وهذا ظنّه بأبوه توقّع إنه ما جاها ببيت فارس لكن وقت تكون بين عيالها ووقت تجي هو ما بيقصّر بحقها ، هو بيثبت لهم قبلها بإنها أوّل شيء ، وأهم شيء ..
،
أخذ حاكـم ورد تحت جناحه وهو للآن تحاوط يده ملامح ملاذ الباكية ، ورد تحت كتفه وملاذ يلي يضم وجهها بيدّه أمامه إبتسم ، وسطّرت عينه روايات قديمة قبل لا ينطق لسانه بالإعتذار يلي من سنين شبابه يخصّها به : ما عاش من يزعلك لو إنه أنا يا ملاذ .. لو إنه حاكم
إبتسمت ورد تكفّ دموعها ، تاخذ نفس من أعماقها وهمست : ناقصة ، ما قلت لها يا مال الغَناة
ضحكت ملاذ تاخذ نفس من أعماق قلبها ، وضحك حاكم يرفع نظره للمدى كان على وشك يعدل جملته ويقول " لا تزعلين يا مال الغناة .. ما عاش من يزعّلك لو إنه أنا "
، كان على وشك ينطق حتى وهو رفع عينه للبوابة الخارجية عشان يشوف نهيان وذياب لكن سكن عظم لسانه بمكانه من لمح ظهر ذياب يمشي للبعيد بعد ما شدّ على كتف أخوه ، من لمح إن سيارته إستقرّت قدام عينه بلمحة عين وإن السوّاق كان على وشك ينزل يفتح له الباب لكن إشارة يد ذياب منعته وركب بجنبه يمشي للبعيد ، طُحن قلبه بمكانه وسُرق من نفسه لأول مرة بإدراك مرعب إن ولده جاء لبابه لكنه تعدّاه ، مرّ ولا سلم عليه وراح لدنيا ما يطيقها حاكم ولا ظنّ بيوم تغرّ ولده ..
دنيا البشوت وسكن كلّه يسمع ضحك ورد ، يشوف إنها تحت جناح أخوها ويحسّ ملاذ يلي كفّت دموعها ويدري إنها " ما رضت " تماماً ولا يلومها لكن قلبه حُرق ، غضبه رجع يشبّ نار من جديد بشكل ما يعرفه وعضّ شفايفه فقط يطلع جواله من جيبه : عطني المفتاح يا نهيّان
رفعت ملاذ نظرها له بإستغراب : بتخرج هالوقت ؟
هز راسه بإيه يقبل رأسها للمرة الثانية وسط مروره ، وتوجه للخارج بدون ولا كلمة أكثر لكن به غضب ، به غضب ما يوصفه شخص على وجه الأرض ولا يحسّه ووقت لمحت ملاذ مشيته ، وقت إنتبهت إن ذياب مو موجود ومشى حاكم بهالشكل هي سكن كونها كله بهدوء غير طبيعي هو حاكم تبع ذياب فعلاً وعضّت شفايفها برجاء : يارب ، يارب
دخلت للبيت وبقلبها شعور غريب ما توصفه ، شعور وحشة حاوط ضلوعها بدون مقدمات لكن ما بتسمح له إنما صعدت مباشرة للأعلى ، لغرفتها تحاول تتجاهل لكن قبل تدخل وقفت خطوتها من لمحت إن ورد رجعت فتحت باب غرفتها بنفس اللحظة يلي خرج فيها نهيّان " مفزوع " من جناحه ، خرج مُندفع وكأن ورد عرفت سبب هالإندفاع تهمس له عرفت سبب هالإندفاع تهمس له : ديم نايمة بغرفتي
ومن لمحت البرود يلي صار بنهيّان وإنه رجع لجناحه بدون أي كلمة هي سكنت ملامحها لوقت طويل ورجعت تدخل غرفتها فقط ما عندها شيء أكثر تسويه ..
_
« عنـد حـاكـم »
دخل لمهجور الأرض يلي ما بقى منها إلا الحطام كان متوقع ، جاء متأكد إن ذياب ما راح يكون موجود بالخيام ولا راح يتوجه لها نزل من سيارته يرمي شماغه بداخلها ، يترك جزمته - الله يكرمكم - بداخلها ومشى يدخل بأقدامه قريب الحطام ، قريب الخيام يلي ما بقت لها ملامح ما كأنها كانت عامرة ، ما كأنها كانت تصدح بالصّوت قبل سنين ، وما كأنها بالقريب الماضي كان لها صاحب متعهّدها بالعز ، بالهيبة ، بالوجود يلي ما يرتجي من وراه شيءّ وضحك من حرقته : وصيّة نهيان وهذا الحال يا ذياب ؟ هذا الحال يا ذياب هذا الحال يا أبوي !
ما يرد له صدى صوته أحد ، ما يرّد له حرقته أحد وعضّ شفايفه يشتت نظره للبعيد يحرقه شعوره ، يحرقه الرمل تحت حافي أقدامه تحرقه نفسه وتحرقه دنياه يلي قُلبت فوق تحت بدون مقدمات كأن كل شيء يحلف يندّمه على كل مرة طغى فيها وقال " أنا حـاكم " وسيّر بها الدنيا على كيفه كانت دقائق تأمل ، دقائق وقف فيها كونه يلقاها من التُهم والحال الغريب على ظهره وظهر ذياب ، أو يلقاها من الحال الأول أصلاً بينه وبين ذياب وهنا معضلته إذا هالجرح بينهم وكل هالبعد بينهم واضح للأعمى كيف ما يوضح لليّ يدورون عليهم بسيط الزّلة شتت نظره بلحظة عن الخيام للبعيد لكن رجع يعضّ شفته : قلت إنت حاكم ، وماعليك خوف من الدنيا لكن وش يصير لا صارت الدنيا ما تعتبر حاكم يا نهيّان ؟ وش يصير لا صارت الدنيا ما تشوف حاكم ودّها تطيحه غصب يطيح ؟ يطيح ؟ الفريق الليّ شال الدنيا على كتفه يطيّحونه الحين يا نهيّان ؟ يطيحونه ويطيّحون ولده متى صارت ؟ وين صارت من يقولها !
كان يتذكر تكرراهم الماضي لأن الحياة وقفة عز ، وقفة عز تثبّت المكانة وتثبّتهم بكل مكان وكل محضر وعضّ شفته : الحياة جهاد ، جهاد ما ينتهي ثم تصير عز ما تجي بالساهل لكن متى تخضع ! متى تلين متى
وقت لمح إنه يتهاوى بالغضب والحزن والشتات بخالي المدى هو رجع لسيارته مباشرة يمدّ يده لجواله يتصل على صاحبه : تعرف الراعي محمد إنت وإلا ما تعرفه ؟ أبيه لو هو تحت الأرض تطلع لي مكانه وينه
كان على وشك يقول وذياب ، تطلّع لي مكانه لكنه عض شفته يسكّر منه ويرسل رسالة لنهيّان فقط " كلم أخوك وينه وعطني العلم " وعضّ شفايفه لثواني يناظر الخيام لآخر مرة حاكم ما يبيّن ضعفه بمكان ، ما يسمح حتى للرمل يشوفه ولا بينهار الحين توّه ما جاه شيء ..
-
ما كان يدري بإنّ عين عليه ، بإن شخص يراقبه من بعيد مثل ما يراقب الخيام كل ليلة بكل وقت يحتري زوّارها وما يجي منهم أحد ، حركت عصاها لبعيد ترجع لخيامها هي ، تجلس بمجلسها هي للآن حرقة بنت أخوها على " عذبة " بأعماق قلبها لكن تعرف إن الصبر أفضل من جامح الغضب يلي ساق ذياب لإنه يقتلها ، وتعرف إن وراه أشياء تسعدها كثير ومن حال حاكم ، من حال ذياب ، من كل الأحوال هي تشوف غيمة سواد كبيرة بسماهم وتنتظر متى تهلكهم عواصفها ، ومن مين بتكون هالعاصفة ..
-
« عنـد قصيـد »
نزلت من السيـارة وهي تشك بصحّة خطوتها كثير ، تشكّ بالوضع أكثر من اللازم وشيّكت على جوالها لآخر مرة هي تركت لأبوها رسالة ، وتركت له ورقة على مكتبه في حال ما إنتبه للجوال لأنه أكيد بينتبه لمكتبه ولأنه شديد القلق يلي هي ما تتمناه يحصل له ، عدّلت نفسها ووقفتها ترتجي الثبات ولأن المكان شبه خالي من الموظفين ، المواقف فارغة وقليل الأشخاص الموجودين هي توجّست وزاد الرعب فيها صوت نطق بدون مقدمات : قصيـد
رجعت خطوتها للخلف لأن الصوت جاء قريب من يمينها وما تتصّور بمرة إنها بترتاح لأنها شافت مشرفتها : أهلاً
إبتسمت المشرفة : ينتظرك الدكتور موجود بمكتبه
هزت قصيد راسها بإيه وكلها إرتياح من صارت المشرفة تمشي قدامها للداخل ، لمكتبه لكن رجع يقلب كل كيانها من فتحت المشرفة الباب ترمي سلامها له ولمحت قصيد غريب هيئته وإنه يفكر بشكل مريب لكنها تجاهلت وكلها أمان إن المشرفة موجودة لكن سرعان ما تلاشى من توجهت المشرفة للبعيد وبقيت قصيد بوقوفها ، مسح على لحيته يناظر خلف الباب : ما بتدخلين يا قصيد ؟
إستوعبت وقوفها ، وعضّت شفايفها لثواني تتمسك بشجاعتها لأن الخوف يقوّي حتى الضعيف عليها وهذا كلام أبوها لها دائماً حتى لو حسّت بالخوف ، تتمسك بالشجاعة : طلبتني
هز راسه بإيه : طلبتك كثير لكن ما تلبّى الطلب إلا هالمرة ياقصيد ، ما تاخذين الطلب على محمل الجد ؟
رفعت حاجبها لثواني بإستغراب وقبل تنطق بكلمة هو نطق : بنت المحامي ، أنا أشد المعجبين به لكن هنا به قانون وبه نظام تمشين عليه مثلك مثل باقي الطلاب والطالبات ، على كيفك متى ما وّدك تجين ، ومتى ما وّدك تغيبين ومتى ما ودك تداومين ومتى صار مالك خلق ما تداومين هذا ماهو عندنا يا قصيد ، ماهو عندي أنا
كانت على وشك تنطق لكنه ضحك يقطع أول حرف ممكن تنطقه : قلنا بنت محامي ، وقلنا معرفتها واسعة ماشاءالله وهذا المتوقع من بنت محامي زيّ تركي آل نائل لكنه ما يغنيك عن الشهادة ولا يرفعك عن الباقيين .. إن ما حصل منك الإلتزام مال مميزات عن غيرك ولا به تساهل لك يا قصيد رفعت حاجبها لثواني بإستغراب من إختلاف إسلوبه : طيب ؟
وجه نظره لها بشكل شديد من كلمتها ، بشكل لأول مرة يتجرأ أحد يرفع عينه لعينها بهالشكل لكنها ما إهتزت هي قلب كل داخلها بشكل شبيه بالغضب إنه يكلّمها بهالطريقة الغريبة وإنه يهوجس بأبوها لهالدرجة ونطق هو بشبه غضب : طيب ؟ وش يعني طيب ؟ كلامي عليه طيب وش تبي يعني ؟
ناظرته لثواني بذهول ما تصدّقه وما قاومت عينها إنها تنظر له بسخرية فقط ولا بتتجادل معاه أبداً هي عرفت غايته ، وعرفت كلّ شيء من كلامه هو حاطها هي ، وأبوها بعقله وبباله لكن هي بتتجاهل هالشيء ، هي بتوريّه إنه ولا شيء ولا له حكم ولا كلمة عليها وبالفعل أعطته ظهرها تتوجه للباب من جديد لكنه ضرب المكتب بتحدي : إطلعي من هالباب وشوفي متى تتخرجين بعده
ما وجّهت نظرها له ولا لفّت من قهرها هي فتحت الباب بدون أي إهتمام تتوجه لخارج مكتبه ، تبيّن له إنه عدم لكنها مقهورة ، مقهورة يغلي قلبها بداخلها بشكل غيّم عيونها يرجّف خطوتها ، بشكل ترك يدها ترجف وما ترك لها إدراك على المدى كله ، حسّت بيد توقف خطوتها كانت على وشك تغضب ، على وشك تضرب لكن ذاب قلبها تشدّ ذراعه مباشرة من ذهولها : ذياب !
ما كان نظره عليها لأوّل مرة كان نظره للخلف ، لشاهر الليّ طلع من مكتبه ويلي ذياب يعرف عنه حكاية قصيد نفسها ما تعرفها ، سمع إسمه مرّة من عمه تركي وطلّع الأول والتالي عنه بسبب إن عمه ما يطيقه لكنه يتجاهله ويدري إنّ كانت له نية يقرب من تركي عن طريق قصيد ، يدري إن الورد يلي وصل لقصيد وقت تعبها ويلي حيّرها وحيّره هو كان منه ، كانت له غاية القرب وما درى إنّ ماله مجال به شبّ غضب لا متناهي من نظرته له ويتوقع إنه بيتعدّاه ويمشي لكن كان لذياب رأيّ آخر ، كانت له كلمة أخرى من طلع مفتاح سيارته من جيبه يتركه بباطن يدّها : روحي السيارة
ما نطقت بكلمة هي ترتعب من شكله ، أو ترتعب من حدّة صوته وخشونته يلي تبيّن إنه ما نام من مدّة طويلة أو ترتعب من الغضب يلي سُلّ سيوف بعينه بدون مقدمات ما تدري ، ما عادت تدري من مشى لمكتب شاهر بدون مقدمات هي لفّت كانت لها نيّة تشوف وش أول كلمة بتحصل بينهم لكن ذابت عظامها من لمحت إنه ما تكلّم هو مسكه مع ياقته بدون مقدمات وسكّر الباب خلفهم بقوة ترددّ صداها بالمدى كلها لو ما حصل قدام عينها ما صدّقته ، مستحيل تصدّقه ومستحيل تترك ذياب بهالغضب : لا ! لا لا
_
شدّ عروقه قبل ياقته يضرب الباب خلفه : إنت ما تتّوب ؟ ما تتوب بك قلّ صِح ؟ وش بك إنت علّمني وش علّتك !
ناظر ذياب بذهول وهو من ذهوله عجز يتصرف من أول ما جاء ذياب لناحيته ، ما حسّ إلا ويده تخنقه ولا يدرك شيء لأنه أشبه بالمجنون مو شخص طبيعي أبداً : إنت وش تسـوي هنا داخل كذا ما فيـه قانون مافيـه نظٰ
ما سمح له يكمّل من كثر إشمئزازه منه هو هدّ له فكه بلحظة وحدة ، بلحظة وحدة من غضبه يطرح عقاله بالأرض وشماغه : لا أسمع لك حسّ لا أكفر فيك لا أسمع !
ناظره شاهر بذهول ، بغضب مباشرة يصرخ فيه رغم نزيف أنفه وإن توازنه إختل أساساً : من إنـ
ما سمح له يكمّل من رجع يخنقه من جديد بغضب كان بوسط المكتب لكن بدون مقدمات صار بطرفه : ما تعـرفني ! ما تعـرفني الحين تجهلني من أنا ! الحيـن !
كان شاهر يحاول يضرب يد ذياب ، قبضته المجنونة لكن ذياب ما يحسّه ذياب كل إحساسه عيون قصيد يلي توّه لمحها ولا هو بوعيه لو ما سمع صوتها ، لو ما حاوطت يدّه يد تبعده عن شاهر يلي طاح على الكرسي بجنبه مباشرة يلقط أنفاسه ، يمد يده لعقاله يلي داسه ذياب بقدمه من غضبه مع يدّه كلها وتعمّدها : تعرف من أنا الحين وإلا ما تعرفني ؟
صرخ شاهر من ألمه من قدم ذياب ، وبردت ملامح أسامة من صرخ فيه ذياب بالغضب يرجّف عظام أسامة قبل شاهر المقصود " ما تعـرفني ! " ولأن قصيد عند الباب ولأن هذا المنظر لا يحتمل ، لأنه وقت دخل وشاف رعبها وإنها متسمّرة بمكانها وبيدها مفتاح سيارة ذياب هو عرف مباشرة إنها زوجته ، وقت توجهت تسّرع خطوتها للمكتب هو ركض قبلها " أنا أدخل طال عمرك " وبالفعل دخل هو لكن هي شهقت من أول ما شافت المنظر ونطقت بإسم ذياب مباشرة ، مسك أسامة ذياب بكل مافيه من لمح إنه يشبّ ما يهدأ وهمس مباشرة : طال عمرك زوجتك على الباب ، زوجتك هنا
عضّ شفايفه يتمالك جزء من أعصابه ، جزء من أعصابه وشدّ على يد أسامة يبعدها عن صدره ، يبعدها عنه إن لا يمسكه ونطق أسامة برجاء يهمس له : إترك كل شيءّ علي وروّح إنت تكفى خلاص بس روّح يرحم شيبانك ، تكفى
نفض ذياب نفسه من أسامة يناظره لثواني : قدامي تمشي
ناظره أسامة مباشرة بذهول يهز راسه بالنفي بهمس : لا ! لا يعرفون بعدين طال عمرك يدرون ما عليك من أحد أنا عليّ ما إنت ناقص ! والله ما إنت ناقص ولا حنّا ناقصين
عضّ ذياب شفايفه يناظره وهو من الغضب ما يطيق نفسه لكن من لمح إن قصيد إحترقت بنار مالها آخر ، إنها ترجف من رعبها وإنّ عيونها تّورمت من كثر ما كتمت دموعها من ذهولها هو رصّ على أسنانه : قدامي تمشي ، الحين ولا تخالفني مرّتين !
ناظره أسامة وهو بالفعل خالفه بهالجيّة أساساً ، قبل يجي ذياب هنا وقبل يعرف ذياب إن قصيد هنا هو كان طبيعي وكلّ تفكيره وهواجيسه بالقصر وسموه والجاي بخصوص أبوه لكن فجأة تبدّل حاله ، فجأة فجأة إختلف تماماً يترك أسامة بالقصر وطلبه ما يتبعه أبداً وغاب هو بلمح البصر وما فكّر أسامة بشيء غير إنه يتبعه لأنه مو طبيعي ولأنه صار يفهم متى ذياب بيهلك نفسه وفعلاً من حسن حظه إنه تبعه وإلا كان هالدكتور جثة هامدة ما بقى فيه نفس من غضب ذياب ..
هز أسامة راسه بإيه : مثل ما تبي ، تم طال عمرك
شدّ كتف أسامة قبله يحرق آخر شاهر بنظرات نشّفت الدم بعروقه ، ما يهتم لمكان ولا لزمان ولا لحضور وقت يُمسّ له شيء هذا ذهول أسامة الدائم لأنه تعامل مع شخصيات كثيرة من السياسيين ويلي لهم وجود بدنيا البشوت ويشوف حرصهم لكن ذياب ، ذياب واضح بشكل مرعب وبشكل كلّ ما تعمق فيه أسامة يوصل لنتيجة وحدة تهزّ الأرض تحت قدمه وهو إنه بيُهلك بالنهاية ..
توجه ذياب مباشرة لقصيد يمسكها مع ذراعها يمشي للخارج ، ولف أسامة نظره لشاهر لثواني طويلة يرمقه بنظرات بسيطة وكله سرور إن ذياب غيّر له ملامحه يلوّنها وما يعرف السبب صحيح لكن الأكيد إنه يستاهل وطلع يسكر الباب خلفه فقط يتركه بجروحه ، بدمّه وألمه وتوّعده ولأن ذياب غنّى بوجهه وبه موّال ما بينساه ..
_
لأوّل مرة يرجف قلبها بهالشكل ، لأول مرة ترتعب بهالشكل وإنها تشوفه غاضب للآن ما خفّ غضبه يرعبها هالشعور ، يرعبها يوّترها وعضّ شفايفه بغضب : آخر مرة ، آخر مرّة تعتبّين خطوة ما عندي خبرها سمعتيني !
عضّت شفايفها لثواني ما راح تناقشه ، مستحيل تتكلّم وهي بكل هالرعب منه وعضّ شفته بغضب : وش قال لك
ناظرته لثواني بذهول : عشان ترجـ
ضرب الدركسون قدامه بغضب يرعبها هي كلها وما كان منها إلا تصد نظرها بنفس اللحظة لبعيد عن عينه ، ما كان منها إلا تصد ورفعت يدها لعينها يلي ما كفّت دموعها لكنها حرقت جوفه كلّه بهالحركة ، كلّ جوفه حرقته ولا عاد توسعه كلّ الرياض ما يبي بيته ، ولا يبي مكان يقرّبه البشر ، ولا عادت خيامه موجودة هي حطام وهي ذكرى سيئة ببال قصيد وودّه يموت من قهره ، ودّه يشب من ناره ومن شعوره القبيح يلي حرق صدره ألم لأنه أكثر من عاشه : آخر مرة أعرف خبرك من مكان ماهو منك ! آخر مرة يصير
صرخت فيه بعدم إدراك من توترها ، من رعبها ، من خوفها من عصبيته ومن كلّ شيء تحسه : إنت مو موجـود ! مو موجـود !!
وقت ما تمالكت تغطي نفسها أكثر ، وقت نزلت طرحتها على أكتافها تكشف كل ملامحها هو شدّ نظرته لها بشكل مرعب مثل ما شدّ صوت سيارته خلفه ما رمشت لحظة ، ما نطقت كلمة غير إنها غطت نصف ملامحها براجف يدّها ولا تدري عن وجهته لكنها نطقت بشكل شبيه بالتهديد : بترجّعني البيت ، وما راح أروح معاك ولا مكـان ..
نطق بدون لا يفكر من كثر ما فصلت أعصابه : تحلمي لأول مرة يطلع منه لفظ بهالحدّة عليها هي شخصاً ، ودّعت بيوت الرياض كلها خلفها يقين بإنّ الوجهة ماهي لبيتهم ، ولا لبيت أبوها ، ولا حتى بيت أبوه هو وقت ودّع مفرق الخيام يتعدّاه هي حسّت الوجع كله يصير ببطنها : ذياب ما راح أروح معاك ولا مكان ، ولا مكان ما أعـرفه !
كان صداعه أقوى من إنه يسمعها ، أقوى من إنه يوعيها وهذا كل خوف قصيد يلي ما كمّلت حتى كلامها وسط دموعها يجلس بجنبها شخص كلّ أيامها ما تعدّه إلا حبيبها ، أحنّ قلب على قلبها حتى من طاغي الغضب وبهاللحظة ما تعرفه لا هيئة ، ولا قلب وتكرر عليها هالشعور كثير لدرجة تخوّفها رجفتّ شفتها من نظرته ، من إنها تعرف طُغيان البكاء على ملامحها وإن نظرته حادة ما لانت لها أبداً : أكرهك
عضّ شفايفه بغضب : إكرهيني ! دامك بتعانديني إكرهيني وين ما وّدك تروحين وذياب ماله خبر ! ذياب ماله علم وش يجيك أي كلب يكلمك ما عنده علـم ذياب صح !
ناظرته لثواني بذهول من غضبها : لا تخاصمني ! لا تخاصمني وإنت مو موجود مو ذنبـ
صرخ لأول مرة فيها بهالغضب كله : ويني أنا ! وينـي ماني قدامك الحين مانيب موجود ! يومك تقولين ذياب ما أجيك ! ما أجي قدامك أنا ما أجـيك !
رجفت شفّتها من ذهولها من صراخه ، من إنه ما كفّ الغضب عنها ووقت نزلت دموعها بدون إدراك هي شتت نظرها مباشرة عنه وحُرق قلبه يشيل نظره عنها ، حُرق قلبه بشكل ما يتصّوره بشر على الأرض لأن ماله مكان يرتمي له وهي تهمس له هالكلمة حتى لو ما تعنيها ، ماله أرض تلّمه هو أرضه البر ، الصحاري ، عند إبله وعند خيله وعند صقره وهو انسلخ من نفسه من دنيته من كلّ مكان يحبه بشكل مؤلم بأسبابه هو ، وبأسباب أبوه قبله تجمّعت صرخته خناجر بحلقه تقّطعه يعضّ جمر كل المشاعر ويسكت ، ودّه يسكت ودّه يخضع نفسه لأنّ نفسه ثوّارة ولا ودّه تُفلت لكنها ثارت نار من وصلت رسالة وحدة لجواله ، رسالة وحدة من نهيّان أخوه " أبوي يسألني عنك وعن مكانك ، كلّمه وعلمه وينك إنت " لمحت قصيد نصفها ، ووقت ضغط على جواله يقفّله وعرفت إنّ وده يرميه كله هي عضت شفايفها رعب من مجهول البيوت يلي بانت ملامحها من بعيد ترسم لها صورة مرعبة من هُجرانها ومن إنه توجّه لداخلها ما لمحت إبل ، ولا لمحت راعي ، ولا قال لها تغطّي عشان يرتاح هاجسها من هالمكان الغريب وتقول فيه ناس وفيه شيءّ يقصده مستحيل إنها بديرة مهجورة ومعاه لوحده بكل هالغضب ، فتح بابها يقطع كل هواجيسها : إمشي
عضّت شفايفها بتمنع مباشر : لا
ما شاورها ، مدّ يده يمسك ذراعها ينزلها معاه مباشرة يضرب باب السيارة خلفها : لا تعانديني ، لا تكثّرين العناد _
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
رجع البيت بداخله نيران من الغضب من إنه عرف مكان ذياب ، عرف الفيلم يلي حصل له كلّه وعرف إنّ قصيد معاه وما إكتفى بالمعرفة هو شاف الحدث كلّه يلي حصل مع الدكتور من أوله لين آخره يلي كان بسبب تدخّل شخص " شاطر " بإنه يخبّي نفسه ووجهه عن عيون كل الكاميرات ويعرف حاكم هالشخصيات بإنهم حرّاس وناس على مستوى عالي من المعرفة بالحماية ولكن ولده هو جمرته وهو ناره ، ولده يلي يوضّح نفسه ولا عليه من أيّ شخص ولا يخبّي ملامحه عن كاميرات ولا عن أيّ شيء وهم بفترة حساسة ، هم بفترة كلّ الدنيا تدور زلتهم بشمعة وهو يرسمها على وجه الشمس وبوضح النهار كأن ما قدّه أحد وهذا الغرور ، هذا غرور البشوت يلي يشوفه حاكم من ولده وهذا نار غضبه كلها : نهيّـان
نزلت ديم من الأعلى لابسة عبايتها ، ورفع حاكم حاجبه مباشرة بغضب : نهيّـان وينه ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : نايـم يمكن ، ما لقيتـه من أمـ
صرخ من غضبه فيها مباشرة : ما لقيتيه من أمس وطالعة بتمشين الحين وهو ماله علم ! ماهو زوجك هو صح !
بردت عظامها مباشرة بذهول ، وخرجت ملاذ من غرفتها على صوت حاكم هي لمحت ديم قدامه ، ولمحت إنه معصّب والواضح إن جام غضبه صُبّ على ديم قبل الكل ونزلت ورد بالمثل على صوت أبوها العالي وسكنت ملامح ديم : زوجـي هو ، لكن ما تـ
ما قدرت تكمّل من حدة نظرته عليها هي برد قلبها وسط ضلوعها ما عاد عرفت جواب ونزل نهيّان ركض : أبـوي
هو وقف جنبها ، ما تدري متى صحى ومتى صار جنبها لكن من حست بيده لجزء من الثانية جات عليها وإبتعدت هي ما تعرف ليه قدرت تتنفس وقت جاء جنبها ، أو عرفت من غضب حاكم يلي حرق بنظرته نهيّان يتوجه لمكتبه وتبعه نهيّان مباشرة لأول مرة ، لأول مرة تسكت ملاذ لأن دائماً هالنظرة تحرق ذياب ودائماً ذياب يلي يتبع أبوه عشان يحترق هو ولا يحترقون البقية والحين نهيّان يسوي نفس الحركة لأن غضب أبوه جاء على ديم ولأن ملاذ تحس بشيء غير طبيعي : إطلعي يا ديم
هزت راسها بالنفي من ذهولها ، من إن إنتابتها رغبة بكي غريبة على شخصيتها هي : برجع غرفتي
هزت ملاذ راسها بإيه تتوجه للمكتب مباشرة ، وسكنت ملامح ورد يلي جمعت أغراضها : ما ننتهي ، ما ننتهي
توجهت للخارج مباشرة كلها إمتنان لأن عندها دوام ، ولأنها مستحيل تطيق البيت بهالحال وبالفعل ركبت سيارة السواق تاخذ نفس من أعماق قلبها ، ووقف نفسها ما كمّلته من لمحت سيارة نصار قريبة ، من لمحت إنه فيها ويتأمل البيت والأكيد إنه لمح خروجها وركوبها ولمحها هي من البداية لكن السكون ، السكون مقتلها السكون منه وعضّت شفايفها لثواني منه وعضّت شفايفها لثواني : ما تهمني ، مستحيل تصير ولو تجي الحين ، لو تمرّ الحين ولو تصير مليون صدفة هي لا مني أنا ، وأنا ورد حاكم لو من تكون إنت والله ..
عوّرها قلبها بشكل مجنون من جملتها يلي طلعت بهالشكل لكن عجزت تتذكر صدفة وحدة صارت كل ذكرياتها عنه صدوده ، وإنه يهرب ، إنها ما توقّعته " جبان " لهالدرجة تحسّ منه شيء ، ويختبي وراء الصمت لكن نفسها ما تهون عليها ، أبداً ما تهون عليها ..
_
« عنـد نصّـار ، عند بيـت حاكـم »
يوجـعه قلبه لإنه إختار مكان غير الرياض ، لإنه إختار يكون من وفد الوزير المتوجه لقنصلية خارجية ويكون من مساعدينه ، يكون كل شغله هناك لمدة ما تقل عن ٤ سنوات ويدري إن ذياب قال له " لا تختـار الريـاض " وإن هذا الصح ويدري إن لازم يغيّر عشان يرجع لنفسه لكن قلبه يوجعه بشكل مؤلم ، إنه ساق خطوته ودّه يقول لعمه حاكم هو رجّال شاري أحلامه ، وشاري بنته بالوقت ذاته إن كان ودّه يعطيه ويشوفه رجال لكن طلعت ورد من البيت تقلب كل كونه تزلزل الأرض تحت قدمه : وش أسوي ، أنا يا نصّار يلي ما بيدّه شيء وش أسوي تكفون ! وش أسوي
كان على وشك يتصّل على ذياب لكنه عض شفايفه : تعال ما بقى غير أكمّل الأوراق وأوّدع الرياض ، تعال شف لأبوك حل وشف لقلبي حل وشف لصاحبك الغبي حل ؟ وش أقول وش تلمّ مني ووش تلم من الدنيا ووش تلم منك وإنت بك شيءّ ما يعلمه إلا الله ، يارب الصبر ياصاحبي يارب وإلا هالحال من يطيقه ؟ من يطيقه تكفى
تعوّذ من شيطانه ما راح يدخل ولا راح يكلّم عمه بدون لا يقول لذياب أول ، وعضّ شفته من خرج من الحي وإنتبه إن سيارة السواق قدامه وسكن عقله بإدراك : ليش ما منها رد ؟ ليش ما بيّنت
ما إنتبه إنه من هواجيسه وصل للمركز خلفها ، لمكان دوامها وعضّ شفته لأنها نزلت قدامه وهو ودّه ينزل : تصير ردي يا نصار ؟ أخو ذياب !
نزل بدون إدراك من قرّبت خطوتها لبوابة المركز بتدخله ، ما يوعي نفسه ووقف عقله من إنتبهت هي لوجوده وكمّلت طريقها بدون أيّ إلتفات يُذكر حتى عينها ما لحقت تلمحه بشكل كافي وسكنت ملامحه : وش صار !
_
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...