« بيـت حـاكم ، قبل الفجـر »
إبتسمت ورد تتمّدد وعينها على فستانها ، على كل شيء صار جاهز بأكمله ، البنات حولها وبينامون عندها كلهم بعد طويل الصراخ ، والضحك ، والسوالف بخصوص حمل ديم يلي غمُروها بدافي الأحضان ، والتوصيات ، والنصائح من وسن أولهم ، وكثير التجهيز للعروس نفسها يلي تمددت بهاللحظة بيدّها شاي : الله يتمم على خير
إبتسمت ديم توقف : آمين يارب ، جاء نهيّان تبون شيء؟ '
كشّرت وسن المتمددة على سرير ورد بالمثل : يعني جاء زوجك خلاص بتروحين تنامين عنده ؟ روحي ما نبيك
رفعت درة نفسها عن الأرض : وسن ، إنتِ نايمة بالسرير مرتاحة ديم وين تنام يعني ؟
ناظرتها وسن بذهول : تجي تنام معانا بالسرير يكفيّنا ! بعدين لا تدافعين لا أخرب ملامحك الحين ما كلمتك
ضحكت ورد من رميت درة المخدة على وسن تصدها : عيب ، لا تتضاربون على عيني روحي حبيبي ديم إرتاحي
إبتسمت جود : معاملة ولا بالأحلام وش يعني عشان وحدة عروس والثانية حامل صرتوا طيبين ؟
شتت توق نظرها عن الشباك بهدوء وهي تلمحه ، تشوفه وكان من ورد السؤال : جاء أبوي توق ؟
هزت راسها بإيه فقط وقامت درة تشوف لكن يدّها مُدت تلقائيًا تقرص ذراع توق بكل قوتها بهمس : ما أشوف عمي هنا عشان تجلسين تشوفين ، روحي مكانك ..
هزت توق راسها بإيه بهمس : بروح مكاني ، وصدقيني أنتظر زواج ورد ينتهي لأن هي مالها ذنب تتنكّد قبله
ناظرتها درة بذهول من تعدّتها تمشي مكانها وكان كامل تركيز ورد وإنتباهها على الحوار بين درة وتوق يلي فزت تتألم بمجرد ما جات درّة جنبها والحين تعدتها : توق فيك شيء إنتِ ؟ من الخيام مو عاجبتني ولا درة عاجبتني طول الوقت همس كأن عندكم مصيبة وش فيه ؟
هزت درة راسها بالنفي : أهددها ، ديم ووسن حوامل ما يمديهم يرقصون ويشيلون الليلة لكن هي ما عندها شيء مو تسوي نفس زواج ذياب وما تحرك ساكن
ضحكت ورد تاخذ نفس من أعماق قلبها : مايهمني الرقص أهم شيء لاتغيبون عني كثير خليكم حولي بتوتر
_
ما عاد تكلم يشدّ على حواجبه فقط ، وراه موعد الظهر مع نصّار " العريس " ولف نظره لأبوه : قضيت ؟
هز حاكم راسه بالنفي يناظر ولده واللي كان على مسمعه اليوم أكثر من إستيعابه بشكل ما ، أكثر بكثير ولمح رنين جواله بيدّه بإسم " قصيـد " : روح ياذياب الله يحفظك
هز راسه بإيه فقط يتوجه لبعيد تحت أنظار أبوه ، وتنهّد حاكم يجلس ونظرته تراقب ولده لآخر لحظة بخروجه ينطق " أستودعتك الله " وداخله يرجف فعلاً ، يرجف وهي رثعت بداخله كلّه بكلمة وحدة نطقتها " بتبكي عليه قريب " وكانت تأكدها ، تضحكها بطريقة مريبة وسط جلسة تحقيقه معها وعقّد حواجبه بغضب يمسح على ملامحه : استغفرالله العظيم ، استغفرالله ..
رفع نظره لباب الشارع : ليتك صليت الفجر معي يا ذياب
إبتسمت ملاذ لثواني : ليه ما قلت له ؟ يفرح لو قلت
رفع نظره وهو من كثر إنشغاله ما حس بجيّتها : دقت عليه قصيد ما بشغله ، نهيّان جاء ؟
هزت ملاذ راسها بإيه : جاء ، أول ما شافني قال أمي تكفين تعبان من التمرين مره بتحمم وأصلي وأنام
سكت بهدوء لثواني : وديم كيف حالها ؟ وورد ناقصها شيء ؟ جلست بجنبه تضم وشاحها : ديم بخير الحمدلله تو راحت من عند البنات لجناحهم ، مبسوطة حبيبتي
هز راسه بإيه : قولي لنهيّان يخفف طيشه وينتبه لها
إبتسمت ملاذ : حنون نهيّان ، الحين يوم جاء يدورها على طول قال كيف حالها ديم ويتطمن عليها ، منتبه لها
هز راسه بإيه يمسح على جبينه ، وكان منها النظر لثواني : من يصدق إنك بكرة تزف آخر عيالك ياحاكم ؟ تزوّج ذياب ، وتزوج نهيّان ، وبكرة تزف ورد لزوجها مايبقى لك هم ولد تشيله يصيرون كلٍ وزوجه وبيته
إبتسم فقط يتمتم بالدعوات لهم ، وإبتسمت ملاذ تنتظر على أحر من جمر لحظات الزواج وأوقاته ..
_
« بـالأعـلى »
تمدد على سريره لثواني وتراقب عينه ديم يلي تجهّز نفسها للنوم ، يفكّر رغم تعبه ورغبته بالنوم لكنه لازال يفكر بكثير الأفكار بعقله من أول معرفته بحمل ديم وهو كل تفكيره بالحمل ، بالمستقبل ، بالجاي كله : ديم
لفت نظرها له تعدل بجامتها ، وتوجهت تجلس بجنبه : ما كنت تعبان وميت نوم ؟ ليه صاحي للحين ؟
مسح على ملامحه لثواني : بنام الحين ، بس قلت أشوفك
تمددت رغم إحساسها بغريب وضعه ، وتأكدت منه من قرّب يضمها ، يحاوطها وإرتكت يده على جسدها تسكن فقط ونطق هو بدوره : شايل هم ديم
عضّت شفايفها لثواني من حست بيده على بطنها ، ونطق نهيّان يرجع حروفه ، يكتمها فعليًا : نامي
لفت بإتجاهه بدال ما كان ظهرها يلاصق صدره ، تقابله كلها : شايل هم وش نهيان ؟
إبتسم بإرهاق لثواني : شايل هم نفسي ، مو هم شيء ثاني
ما تكّلمت لأن الواضح ما وده يتكلم ، ماوده يقول شيء من إبتسامه فقط ومن قبّلها لوقت مطول ينهي النقاش وما كان ودها هي تتكلم لأنها ما فهمته صح ، ولأن ما ودها تفهم بهاللحظة ويتحول الحوار لخصام ما تبيه
_
« بيـت تركـي »
طلعت للحديقة تشدّ وشاحها بعد يوم مليء بالضجة ، بالضحك والصراخ والإبتسام والأغاني والتجهيز لزواج ورد يلي ما بقى على شمس يُومه إلا وقت بسيط وتشرق وإبتسمت من لمحته بالزاوية : توقعتك نايم
قلب الكتاب يلي بيده يبتسم : لا ، ما مشيتي ؟
إبتسمت لثواني من نزل نظارته عن عيونه : لا ، ما عاد تشاركني وش تقرأ ولا تقول لي قصيد شوفي معي ليه ؟
ضحك عذبي يناظرها : وألقاك أنا ؟ ما أشوفك إلا معهم
جلست بجنبه تضمّ الوشاح عليها : لو رسلت لي ، ماما قالت العيال نايمين قلت أكيد نايم معاهم جلست لحالي
إبتسم فقط ، وضحكت قصيد : متى بتسولف لي عذبي ؟
إبتسم عذبي أخوها لثواني : وحشتيني قصيد ، والله
ضحكت تشتت نظرها لبعيد ، وضحك عذبي يبتسم لأنها بتتأثر مباشرة ويعرف هالشيء : الحين وقتي للعيال ، ووقتك لذياب والبنات وما عاد نلتقي ولا تدورّيني
إبتسمت قصيـد : بس لا تجحدني كذا دايمًا لك مكانك عندي يعني ما تعرف ؟
هز راسه بإيه : وكيف الحال ما قلتي لي ، كيف ذياب معك
إبتسمت قصيد : لا مو كيف الحال عني الحين عنك إنت
إبتسم عذبي يناظرها لثواني : بتسألين عن شيء أشوفك
ضحكت تهز راسها بإيه : بسأل عن ودّ ، بعرف أكثر
أخذ نفس لثواني وهو قرر خطوته من زمان لكن ينتظر الوقت المناسب ، ينتظر لأنه ما يحب " الهيام " بالعدم ولا يناسب وضعه معها : بخطبها ، بكلم أبوي عنها
سكنت ملامحها لثواني تناظره لأن ود ما نطقت لها هالشيء ، ولأن أبوها رافض تمامًا فكرة زواج عذبي بأي طريقة وأي وسيلة : كيف ؟ يعني الحين هالفترة ؟
هز راسه بإيه بهدوء : أحبها قصيد ، أحبها ما ودي يمر إسمها بدون لا يقولون عذبي معها وينطقونها لحالها
لف نظره يبتسم : الزواج خطوة كبيرة إن كانت لي وإن كانت لها ولا حنّا قدها وتو الناس لكن أدري إنها هي اللي أبيها زوجة ولا بيتغير ظني ولا رأيي وأبي رابط بيننا
إبتسمت بذهول لثواني مرّة من تفكير عذبي ، ومرّة من صراحته بالكلام : تستاهل ودّ المحبة وعرفت تختار
إبتسم لثواني فقط ، وضحك : تقول لي ، أبوي بيتعبك لين يوافق بيرد الثأر ووش سوى فيه أبوك وعمك تميم قلت راضي دامك وافقتي ، هاتي سعود أعرف له زين
ضحكت لثواني تمدّ يدها لكتابه ، وإبتسمت لأنه يقرأ بنهم دائمًا ، لأن من صغرهم هدايا أبوه له كتب ، هداياهم له كلهم كتب وفعاليتها المفضلة تفتح وتشوف تخطيطه على الجمل ، العبارات ، السطور والنصوص يلي يحبها وتجذبه وغرقت لوهلة بنصوص الكتاب تقرأ ، عين عذبي تراقبها ويقرأ معاها من جديد وإبتسم تركي يلي طلع توّه من البيت يشوفهم جالسين على ذات الكرسي ، الكتاب بيد قصيد وعيونهم تقرأ ودخل ذياب يسكر جواله من البوابة الخارجية بالمثل لمح قصيد ، ولمح عذبي يلي يبتسم ، يقرأ لها ويأشر بيده على السطور يرفع نظره لعمه تركي اللي يهلّي به : هلا بـك
رفعت قصيد نظرها تشوفه ، ورفع عذبي نظره بالمثل لحرارة السلام بينهم ويديهم المتشابكة : يحبه أبوي
إبتسمت قصيد لأنها حقيقة ، يعشقه الشاعر مو بس يحبه وبنفس اللحظة سكن داخلها لأنها لمحت نظرته لها بوسط سلامه على أبوها تتأكد من كل شكوكها بخصوص نبرته وقت كلمها وإن فيه تعب ، وأكثر وإبتسم يشد على يد عمه بسكون : والله ، الأمور طيبة ولا به خلاف
هز تركي راسه بإيه وهو تفحّصه كله : دامك تقول طيبة فهي طيبة ، وإن بغيت شيء لا ترد نفسك يا ذياب بحسبة أبوك أنا واللي يهمك يهمني والدرب واحد يابوك ، واحد
إبتسم يشدّ على يد عمه بيده الأخرى : ما تقصر الله يطول عمرك ويخليك ، ما تقصر ياعمي وأدري بك
هز تركي راسه بإيه يسمع صوت آذان الفجر ولمح تمتمة ذياب بـ " حقّ ، الله أكبر " : نروح المسجد سوا ياذياب
كانت منه الموافقة يتوجه تركي للداخل يتوضأ ، توجه عذبي يسلّم عليه ويمشي للداخل بالمثل ومشى هو لقصيد يتأملها كلها بكل خطوة : طولت عليك ؟
هزت راسها بالنفي تعدل وقوفها قدامه : أعرف مع أبوك ، بس ما رسلت لي أي شيء إستغربت ، ليه تتأملني كذا ؟
مدّ يده لخصرها ينحني ، يقبّل خدها لثواني طويلة هزّت داخلها بشكل ما وعدل وقوفه ينطق : أصلي ونسري
ناظرته لثواني فقط تحس بغريب وضعه ومدّت يدها لصدره لأنه محاوطها : نسري ، فيك شيء ذياب ؟
نزل نظره لها لثواني فقط تحسّه ، تحسه بشكل نبّض عنقها وأكثر من رفع نظره لأبوها يلي طلع مع الباب مع عذبي تنزل يدها من على صدره وسط إحساسها بيده خلف ظهرها ونطق تركي أبوها يلمح خجل ملامحها الغير طبيعي : قصيد ، إدخلي داخل لين يصلي ذياب ويجي
هزت راسها بإيه فقط ، وتوجه للخارج مع أبوها وعذبي يرجف قلبها لوهلة لأنها تفهمه ، ولأنها تعرف نظرته يلي لو ما كان خروج أبوها بتنفّذ رغبته بتوتر : وما يخجل ، كأنهم ما يعرفون وما يفهمون
طلعت جوانا بيدّها عبايتها وشنطتها ، وهزت راسها بالنفي ترجّع شعرها للخلف وتحاورها بلغتها : بدخل أصلي وقف قدام سيـارته ينتظر خروجها ، طوّل اليوم بشكل غير طبيعي يهد حيله وفتح لها أبوها باب السيارة من خرجت يبتسم : الله يحفظكم ياذياب ، على مهلكم
إبتسمت قصيد تركب ، تلّوح لأبوها بالوداع وسكّر الباب يركب ذياب جنبها بعد ما ودّع أبوها : أبوك مانام أبد ؟
هزت راسها بإيه : ماينام ، عذبي كان جالس بالحديقة ونزلت عنده أنا لكن الحين بعد الصلاة ينامون خلاص
هز راسه بإيه يشتت نظره فقط : قال لك شيء ؟
عدلت طرحتها على أعلى شعرها فقط : بابا ؟ لا ما قال
كان يتطمن على أمس ، ويمدحك عندي يقول لأنه ذياب
هز راسه بإيه : الله يطول بعمره ويخليه ، ما يقصّر ويفهم
كان ساكن لدرجة غريبة ، ساكن تفهمه وتعرفه هي وما طال الوقت ولا طالت المسافة بين بيت أبوها ، وبيتهم يلي نزل له ذياب يمدّ يده لها تنطق هي : فيك شيء ؟
هز راسه بالنفي : أكلتي شيء وإلا تبين فطور ؟
إبتسمت لثواني لأنه مرهق وتدري ما نام بالأمس بشكل كافي : لو قلت إيه بتروح تجيب وإنت تعبان هالقد ؟
لف نظره لها ينزل المفتاح من الباب ، ودخلت قبله يهز راسه بإيه قبل يتكلم تقاطعه : ما أبي شيء ، أبدًا
هز راسه بالنفي : بروّح بس قولي لي وش تبين ومن وين
رجعت طرحتها على أعلى راسها : بروح معاك إذا كذا مع إن يالله مالي خلق ميتة تعب وبس ودي أروح للسرير و
ضحكت من نظراته ، من إبتسم يبتسم قلبها بإثبات : والله ما ودي ، وما تعشينا بدري وأبيك تسولف لي بس
هز راسه بإيه لكنها سألت بتذكر : إنت تبي شيء طيب ؟ إذا تبي شيء بيصير لي خلق ونروح ناخذ فطور ليه لا
ضحك يهز راسه بالنفي : روّحي فوق جاي وراك
صعدت للأعلى لغرفتهم يتوجه ذياب للمطبخ ، أخذ بيده مويا لها وله يطلع للغرفة وعينه تشوفها من كانت عند الدولاب تطلّع لها ملابس ولفت بإتجاهه : ببدل وأجي
هز راسه بإيه يلف نظره لها ينزّل ثوبه بهدوء : بدلي هنـا
إبتسمت لثواني تناظره ، ومدّت له الشورت : ما أخجل ؟ إنت ما تخجل أعرف ويبيّن عليك أساسًا
رفع حاجبه لثواني ياخذه من يدها بإستغراب : تخجلين ؟ لك سوابق معي يا قصيد ماهي أول مرّة
توّردت ملامحها من الخجل بذهول تضحك : مستحيل ! مستحيل ما أغير ملابسي قدام أحد أنا
هز راسه بإيه يناظرها فقط ، وشتتّ نظرها لبعيد من ذهولها من نظراته تضحك : وش يعني ؟ لأن بالخيام بدّلت شوي قدامك يعني ماكان فيه مجال لشيء غيره وما كنت مركز معي كنا مفجوعين
هز راسه بالنفي يعدل شورته : مركز معك بكل حال لكن ما أقصدها أقصد قبل الخيام ، قبلها قصيد
ضحكت بذهول لأنه صادق ، لأن نظراته غير طبيعية
وسرعان ما خنق الخجل حروفها وسرعان ما خنق الخجل حروفها : يعني إنت زوجي الحين شوي طبيعي ببدّل قدامك بس قبل ما أبدلّ مستحيل ذياب لا تشوفني كذا كأنك تقول شيء حقيقي !
ضحك لأنها تتوتر ، تخجل : بدّلي ، بدّلي غمضت عنك
توجّهت لغرفة الملابس تبدل ملابسها وكانت دقائق بسيطة لحد ما رجعت له تتنحنح : نسيت الموضوع ؟
إبتسم فقط يمدّ لها مويتها بعد ما فتحها لأن الخجل ضيّع ملامحها ، وجلست بجنبه ياخذ عطرها لأعماقه وما يكتفي ونطق من جلست مقابله له : لا تبعدين قربي
هزت راسها بالنفي : لا ، أول تسولف لي بعدين بفكر
إبتسم فقط يناظرها ، تعرف تاخذه من قاع أرض همومه لسابع سماوات الانشراح بضحكتها بس ، بإسلوبها ، بإبتساماتها ويدري إن كلها له ، متعمدّة عشانه وعشان يغيّر جوه وتعرف له ، تعرف له فعلاً : وش أسولف لك عنه
قصيـد : أولها كلامك العبيط يلي قلته قبل شوي كيف وتشرح لي
إبتسم يتذكّر ، كله يتذكّر ومسح على جبينه : وإنتِ صغيّرة ، كانت أمي فاطمة تبي تلبّسك مثلها تقولك يمه نغيّر هدومك وذياب يشوف ؟ تقولين لو طلع ذياب ما أغيّر
صرخت بعدم تصديق تتعالى ضحكاته ، تتعالى فعلاً لأنه يتذكّر بشكل طاغي ويتأكد إنه حصل واقع ما كان من هلوسات حرارته وقت شاف أوراقه ، وحكاياته وهزت راسها بالنفي تخجل : وإنت مبسوط يعني ذياب عيب !
إبتسم فقط لأنه كان يخجل ، كان يخجل بشكل قتّال وهي كانت عكسه وقُلبت الآيه الحين : عيب ، وش العيب ؟
خجل قلبها بشكل مجنون تبي تغيّر الموضوع لكنها ما تقدر ، ما تقدر وضحك من كانت تشرب مويتها : أقربي
هزت راسها بالنفي لأنه يتكلم بشكل طبيعي تمامًا : لا ، ما بقرب ما تخجل الحين وما تخجل زمان وما خجلت حتى قبل شوي ببيتنا كنت على وشك تـ
هز راسه بإيه ينتظرها تكمّل : كنت على وشك ؟
ضحكت بذهول تناظره لأنه يبيها تكمّل ، لأنه يبيها تتكلّم وإبتسم فقط كل إرتياحه ومستراحه هي ، كلّ دنيته هي وصرخت من نظراته : نظراتك واضحة وصريحة وموت ما تخجل لدرجة أنا فهمت والأكيد هم فهموا ويعرفون
إبتسم ذياب لثواني : تدرين بالخافي قصيد ؟
هزت راسها بالنفي تتعدل بجلوسها : أعرف نظراتك مرة !
رجع ظهره لظهر السرير يسنده وتشوف إبتسامه ، تشوف تأمله لها وتعرف حبه يلي تصرخه عينه لها دائمًا وإبتسمت : وش الخـافي ذياب ؟ ما يظنه خافي من إبتسامتها ، من نظراتها له ولا يخفى عليها إذا كانت نظراته بكل هالوضوح لها دائمًا : ما بقى بي خافي يمك وتدرين ، يعجبك إنك تدرين قصيـد
إبتسمت ترجع شعرها للخلف ذياب إذا تكلم طاغي ، وإذا سكت أكثر لأن نظراته تعّبر بشكل مجنون عن شوقه وضحك بتساؤل : وش تسوين بـي قصيد ؟
هزت قصيد راسها بالنفي : ما قلت لي ، ما كان مزاجك بمحله اليوم رغم إنك مشيت من هنا تمام ، إشتقت لي؟
ضحك لأنها تتكلم بعفوية تخجلها هي بالنهاية وفعلاً سكتت لثواني تشتت نظرها وما كان منها إلا تعدل جلوسها ما تقابله ، يستند ظهرها على صدره بوضعية معتادة بينهم لسوالف اليوم وضحك : ما تبين تشوفيني
هزت راسها بإيه : عينك ما تصدق تلقى زلة عليّ
لو تدري بسرور قلبه ، كم حبه ، شعوره لها ما كان بخلت عليه بتأمله يلي يخضّعه عشانها فقط ، لأنها تحبه يسولف وتحب ما يبقى بخاطرها شيء ولهالسبب هي دائمًا تجلس بحضنه بهالشكل ، تحاوطها يدّه وظهرها يلاصق صدره ويديها ، يديها تلعب بيدّه تتأمل باطنها دائمًا : بتروح مع نصّار الظهر ؟
هز راسه بإيه ينزل نظره لها ، ولفت نظرها له لثواني من سكونه : بخاطري أسئله كثيره مره بس مالي حيل ، ومالك حيل أعرف ومافي وقـ
ما تماسك نفسه لو وهلة يقبّلها لوقت طويل ، يقبّلها لثواني طويلة ما توقّعتها هي لكنها سكتت ، فعلاً سكتت لين نطق هو : قـولي ، وش بخاطرك وبه وقت
هزت راسها بالنفي تخجل ، تشتعل خجل : مافي وقت ، بتصحى الظهر لنصّار والوقت أساسًا تأخر الحين وإنت مـ
شتت نظره مباشرة تعرف ، تفهم ونبض عنقها تكمّل جملتها : ما نمت أمس عدل
سكت لوهلة يناظرها وبمجرد ما إستقرت عينه على عنقها هي مدّت يدها تضمه فقط لأنها خجلت ، خجلت بشكل غير طبيعي وإبتسم يشدّ ظهرها : به وقت ، طويل الوقت بين الحين ووقت صحوتك
تعرف إنه ما يوقف عند خجلها ، وتعرف إنه ملهوف من عينه قبل كل شيء وتعرف إنّ لهفته كثيرة عليه ما يطيقها وأكثر من قبّل عنقها يبتدي ، وما ينتهي إلا بحقه يلي كلّ لياليه هنيّه به مهما كان شقاه وتعبه ، كل إرتياحه إن نهاية يومه دائمًا بوصلها ، بحضنها ، بحُبها وحولها
« الظهـر قريب العصر ، بيـت أبونصّـار »
إبتسـم نصّار يمد الشاي لذياب بعد ما خلّص حلاقته وكل أموره : بالله كيـف ؟ مو شكل
ضحك ذياب يناظره لثواني لأنه حلق لحيته كلها يترك شنبه فقط يفتله ويليق عليه : تليق للأسبان ولدهم
ضحك يرقص ، كلّه يرقص من سروره بهاليوم وبديت الإحتفالات من هالوقت به : ذياب ، بترقص لي ترى
إبتسم نهيّان : والله أتحداك ، قول له بتعرض عشاني
ضحك ذياب فقط ، وإبتسم نصار : بروح أسبانيا عنه ، العرضة ضامنها وبيعرض لي لكن الرقص أبيه ، أبيه
دخل أبونصّار المبتسم : أبوي ذياب ، تعال أبيك
هز ذياب راسه بإيه يطلع معه ، وإبتسم نصّار يلف لنهيان : يقول لي أمس ، كل شيء رجعت لأخوك الكبير به
إبتسم نهيّان يهز راسه بإيه : وإنت جاهز ياعريس خلاص؟
هز راسه بإيه وهو يشوف الصور يلي مرسلتها له ورد عن كم الورود بغرفتها من هداياهم " ما شفت وردتي بينهم " وتعالت ضحكاته من رسلت له شاشة سوداء فقط بإنه بأحلامه ومسح نهيان على ملامحه : لا تضحك قدامي عالأقل ، تحسبني مدري قاعد تجرحني
ضحك نصّار من طلع نهيّان يتبع أبوه وذياب لأنه يدري هالضحكات لورد وهو من الظهر عنده كل أصحابه ، كل أقاربه يتعدّلون معه ويتجهّزون معه وصار التوتر كله من أذّن العصر : الله أكبر ..
-
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
عاطفية- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...