المكان بعيـد ويمـ
سكنت ملامحها من توجهوا لطاولة بعيدة يسحبون كراسيها ويجلسون وتغيّرت جملتها وهي تتنحنح : أو بيجلسون ماشاءالله عليهم بس شدعوه خساير طاولات يجون معانا ليش لا
هزت ورد راسها بالنفي بضحكة : هم مو موجودين هنا وش يدريك إنتِ ؟ يبونا ناخذ راحتنا أصلاً
هزت قصيد راسها بإيه وسكنت ملامحها من مجموعة رجال جوّ يمهم يسلمون عليهم : يوتّر شوي طيب
عضّت ورد شفايفها من جلسوا معاهم هالأشخاص والواضح إنهم يعرفونهم : طبيعيين إحنا صح ؟
هزت قصيد راسها بإيه : متعودين قصدك مو شيء جديد
وفعلاً كان التعود منهم ولا يتضايقون منه نهائياً ،أخذتهم السوالف مع برودة الجو وجمال المكان المستحيل ، جلساته الخارجية والمشّبات يلي يتركونها بين جلسة والأخرى والدفايات يلي تمليّ الجو دفء عليهم ، إبتسمت قصيد وهي تتأمل القمر وضحكت من رسالة أبوها : يقول معانا فروات بالسيارات تبونها ؟
ضحكت ورد وهي تناظرهم : الله يديمهم لنا يارب
إبتسمت قصيد وهي ترد لأبوها إنهم ما يحتاجونها وإنهم متدفين وتركت جوالها على جنب وهي تتكي : أحبّ
إبتسمت ورد بالمثل وهي تتذكر : بطلع مع البنات بكرة للمخيّم ! ضروري تجين وما أقبل لا نهائياً ولا أرضى
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي وتشد على وشاحها : توترني المخيمات وإنتِ تدرين لا تجبريني
هزت راسها بالنفي بإصرار : ما بتقولين لي لا نهائياً
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بزين : يصير خير
عضّت ورد شفايفها بتوّعد : لو ما جيتي ياويلك ، أنا باخذك معي أصلاً يعني تخيلي أكون عند بيتكم وإنتِ مو ناوية تروحين ؟
ضحكت قصيد وهي تناظرها بعبط : بتخطفيني ؟
هزت راسها بإيه : إي ومسموح لي صدقيني ، كل البنات تعرفينهم صحباتي من الجامعة وبنات عمامي يعني مافي أحد غريب عليك ، لازم نفك عقدتك من المخيمات ..
إبتسمت بخفيف وهي تتأمل باطن يدها لثواني ، وإبتسمت ورد : آخر مره جيتي مخيماتنا تذكرينها ؟
هزت راسها بالنفي وهي تاخذ قهوتها : هزت راسها بالنفي وهي تاخذ قهوتها : ما أذكر شيء نهائياً ، بنروح للمخيمات حقتكم ؟ يعني بتروحين لها
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : مخيماتنا ملكية خاصة لذياب ما نقربها إحنا ، بنروح مخيم ثاني ..
إبتسمت قصيد وهي تناظر ورد : أصدمك بشيء ؟ صاير عندي شغف مو عادي للصقور وأتوقع تذكرين كيف كنت أخاف منها ما أحبها
ضحكت ورد بإعجاب : فيه تطوّرات حبيتك ! وش سرّ الشغف طيب ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : شغف بيوم وليلة لا تسأليني كيف جاء ولا شلون لكنه جاء ومو عادي أبداً صدقيني
_
« أحـد الملاعـب »
صرخ بنشوة إنتصار مستحيلة وهو يرمي تيشيرته بعيد عنه لأن طول الوقت وهو على أعصابه من نتيجتهم المتعادلة مع خصمهم وبآخر الدقائق قدر إنه يسجّل وينهي النتيجة لصالحهم ، ضحك ذياب وهو يشوف إنبساط أخوه وفريقه المستحيل وهو يصفّق له ، وإبتسم نهيّان من لمحه بالمدرج بمكانه المعتاد يصفّق له ودق له تحية مباشرة وهو يتوجه لغرفة الملابس وكانت عشر دقائق لحد ما طلع وهو شايل شنطته على كتفه ويركض بإتجاه أخوه ذياب يلي ضمّه مباشرة وهو يعدل له الكاب على شعره المبلول : ما قصّرت وش هالمرجلة !
ضحك نهيّان وهو يشرب مويا : أعصابي إنتهت إنهلكت
إبتسم ذياب وهو يدخله تحت ذراعه : قلنا لك مستقبل ياوحش بس إكتفيت بهالدوريات البسيطة ، صار لها إسم من بعدك عاد وإلا ما كنا ندري عنها
ضحك نهيان وهو يهز راسه بالنفي بغرور : تدري بي ما أحب الظهور الإعلامي ، الحين وأنا مخفي ياكثر المعجبين كيف لو صرت مثل ما تبوني لاعب كبير ؟ ما تنام من إزعاج المعجبين بعدين وأنا أهمّ ما علي راحتكم
ضحك ذياب وهو يميّل شفايفه : ترى ما يعرفك غيرنا
إبتسم نهيان وهو يركب بجنبه : الله يعزّك ، أبوي وينه
رفع أكتافه بعدم معرفة : على وقت إنه قال بيودي ورد ما عندي علم عنه
ضحك نهيّان بذهول وهو يشوف ورد مصورة أبوهم لهم بأحد الكوفيهات ولف الجوال لذيّاب : تصدّق !
إبتسم ذياب وهو يأشر على تركي : إذا عُرف السبب
إبتسم نهيّان غصب عنه : يعني أدري بأبوي يموت عند ورد لو قالت هات عيونك عطاها إياها بس لهالدرجة حب جالس معاهم هناك ؟ حتى المحامي شكله مو قليل
هز ذياب راسه بإيه وهو يدري كيف تركي يقدّس قصيد بشكل مستحيل وكيف إن كل أسباب دلالها أبوها وإبتسم نهيّان : نزورهم نشيّك على الكوفي حقهم ؟ وش تقول ؟ نار وحطب وجوّ خارجي تحبه إنت قل تم
ضحك وهو يناظر أخوه لثواني ، وإبتسم نهيّان : قل تم هز ذيّاب راسه بزين : تم لكن ماهو بلبسك هذا تحلم
نزل نهيان أنظاره على لبسه : شفيه
هز ذياب راسه بالتفي لأنه لابس تيشيرت وشورت وجاكيت : شفت الرجال يلي يمّ أبوي ؟ ما تقابلهم كذا
كشر نهيّان : ياعمي بتزوج بناتهم وأنا مدري ؟ ودينا بس
ضحك ذياب وهو يناظره : متأكد ؟
هز نهيان راسه بإيه : حاكم آل سليمان جالس بكوفي وحركات شباب وأفوّت هالمنظر ؟ ما بفوته والله
إبتسم ذياب وهو يحرك ومستغرب من روقان نهيان الشديد يلي تذكر : بكره ورد بتروح مخيّم مع صحباتها ، قال أبوي هو عنده كم إجتماع ويا أنا يا إنت بنجلس قريب منهم
هز راسه بزين بدون رد ، ونزل نهيّان وهو يناظر المكان : إيه الحين عرفنا الفريق ليه نزل وداخل الكوفي
إبتسم ذياب لأن فعلاً المكان بعيد ، ومشى نهيان بجنب أخوه يلي وقف عند المدخل وهو يرد على جواله : سم
سكنت ملامح ورد وهي تشوف أخوانها ، وصار نهيّان فقط من لف ذياب يرجع لأدراجه : شوفي !
لفت قصيد أنظارها للمدخل وضحكت ورد من توجه نهيّان لأبوه : نهيّان وما يجي ؟ مستحيل
إبتسمت وهي تناظرهم من سحب نهيان الكرسي يجلس معاهم بكل أريحية : الكوفي يحق لهم يطردونا شوي
هزت ورد راسها بإيه بموافقة وهي ترسل لذياب تسأله ليه ما دخل ، وكانت ثواني لحد ما وصلها الرد منه إن أمه كلمته وبيرجع يوديها ووصلتها رسالة من أمها بالمثل : يحق لهم وبس ؟ ، أمي تقول هي رايحة لبيتكم وياليت نرجع إحنا كمان ونجلس معاهم دام الوقت توه
هزت قصيد راسها بإيه وهي تشوف رسالة من أبوها يسألها إذا بترجع معاه أو بتبقى مع ورد : بروح مع أبوي ، تجين معي ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشوف رسالة من نهيان : نهيّان يبي يقول لي عن المباراة حقته ، نتلاقى هناك
هزت قصيد راسها بزين من أبوها يلي وقف وهي تعدل وشاحها وتمشي بجنبه : تركي وش هالحركات الحلوة ؟
إبتسم بخفيف وهو يشد على كتفها : وش ؟
إبتسمت لثواني : عادي أقولك معلومة بسيطة ؟ لو تلف الدنيا والعشر كواكب ما تلقى لك بنت زيي
إبتسم من فتحت الباب لنفسها : لو تلفين الدنيا والستين كوكب والمجرات كلها ، ما تلقين أبو زيي ..
إبتسمت وهي تشوف عمها حاكم ونهيان وورد يلي متوجهين لسيارتهم : حتى عمي حاكم بيجي هناك ؟
هز راسه بإيه : بيجون عندي ببيت الشعر ..
_
« بيـت تركـي »
دخلـت ملاذ للداخل ، وعدل ذياب وضعية سيارته لجل يمشي لكن وقف من الشخص يلي يدق على شباكه ، نزل من جاء عذبي لناحيته وهو يسلم عليه ويشد على إيده : تراك بتدخل وتجلس جايين أبوك ونهيّان وأبوي بالطريق
هز ذياب راسه بالنفي ، وشد عذبي على إيده بإصرار : والله بتدخل ما بتروح مكان جاك العلم
إبتسم وهو يهز إبتسم وهو يهز راسه بزين : بوقف السيارة وأجيك
إبتسم عذبي من حرك ذياب يوقف سيارته بعيد ويمشي معاه لبيت الشعر وكانت ثواني بسيطة فقط لحد ما دخل تركي وبجنبه قصيد ورفعت حواجبها من إبتسامه أبوها وأنظاره على بيت الشعر : جاء أحد ؟
إبتسم وهو لمح ظهر ذياب يلي دخل بيت الشعر : روحي يم أمك خلاص وقولي لها الرجال عند أبوي
توجهت للداخل وهي تنزل طرحتها على أكتافها ، وعدلت نفسها لآخر مرة وهي تدخل وإبتسمت أمها :
يا هلا ! ورد ما جات معاك ؟
هزت قصيد راسها بالنفي : ورانا مع عمي حاكم وأخوها
إبتسمت ملاذ وهي توقف وتسّلم عليها : بنت الشاعر ، وش هالغيبات ما بغينا نشوفك ؟
إبتسمت بإحراج مباشر لأن " بنت الشاعر " لقب يقولونه لها عمها حاكم ، وزوجته ملاذ بشكل يوتّرها ما تدري ليه ، ضحكت سلاف وهي تناظرها : نزلي عبايتك وتعالي تقهوي معانا لا تطولين ، حيّ الله وردنا !
إبتسمت ورد يلي دخلت مع الباب بإحراج : الله يبقيك
لفت ملاذ تجاه ورد يلي سلّمت على سلاف وجات تجلس بجنبها ، تنزل عبايتها ونزلت قصيد من الأعلى وهي تبتسم لورد وتذكرت : ماما عمي حاكم ببيت الشعر
هزت راسها بإيه : عرفت ، جهّزت لهم القهوة من وقت إرسلي لأخوك لو يبون الشاي أقوم أسويه لهم
_
« بيـت الشعـر »
دخـل حاكم وهو يسلم وإستهّلت ملامحه بشكل ما يقدر يخبيه من طاحت عيونه على ذياب : الذّيب
إبتسم ذياب وهو وقف يقبّل راس أبوه ، وجلس حاكم بجنبه وهو يشد على إيده ويناظر تركي : الحين نرتاح الحمدلله ليتهم دايم يتوّبون من هالأماكن ويتجمعون هنا
ضحك نهيان وهو يتنحنح : ما يحتاج يتوّبون وإنتم وراهم
لف عذبي أنظاره لأبوه : كيف ؟
تنحنح تركي : حنّا كنا بنتطمن عالوضع يابوك ، الكوفي بعيد وزحمة ناس قلنا ننزل ونشوف وضعهم لكن قدّر الله وجلسنا لكن بعيد عنهم تعرف نحترم الخصوصيات فوق كل شيء
ضحك عذبي وهو يناظرهم بذهول ، وتنحنح نهيّان بهمس : زين إن محد منهم جرّب يناظر وإلا وش يسلّم عظامه المسكين
سكت عذبي يلي كان على وشك إنه يشرب قهوته لكنه وقفها من سمع نهيّان ، وضحك تركي وهو يشوف ملامحه تميل للإحمرار من محاولاته لأنه يكتم ضحكته : ما سمعنا نهيّان وش قال لكن الواضح إنت سمعت
ضحك نهيّان وبالمثل عذبي يلي نزل فنجاله وهو يضحك ، وإبتسم حاكم : الله يخلف عليكم
إبتسم نهيّان وهو يناظر السوني المشبوك خلفه ، وتنحنح لكن كانت لعذبي المبادرة : حنّا مكاننا هناك ؟
هز راسه بإيه بموافقة شديدة من كان مقصد عذبي عالسوني ، وضحك تركي من قاموا الإثنين كلٍ منهم ياخذ له مركى يحطه خلف ظهره وكانت دقائق لحد ما بدأت مباراتهم ، وإستمّرت سوالف حاكم وتركي وشوي من ذياب وصرخات من نهيّان وعذبي ومباراتهم لحد ما إنتهت بفوز عذبي ..
_
« بيـت حـاكـم »
تمددت ورد عالسرير وإبتسمت من فُتح بابها وهي تعرف حق المعرفة إن أُمها خلفه ، إبتسمت ملاذ وهي تجلس على طرف السرير : سولفي لي ، وش صار معاكم
هزت راسها بالنفي وهي تضم مخدتها : جلسنا نسولف عن الجامعة ، بعدين قلت لها باكر بتروح معي للمخيّمات مع البنات وما أقبل منها رفض حتى والمخيمات توترها مثل ما تقول بس باخذها
هزت ملاذ راسها بإيه بإبتسامة : زين ما سويتي
ضحكت ورد : تدرين صاير عندها شغف بأيش ؟ الصقور ! تقول لي شيء مو طبيعي بيوم وليلة
إبتسمت ملاذ بإعجاب : ماهي هيّنة بنت الشاعر ، شكلها ما صارحت أبوها إن عندها هالشغف وإلا شفنا صقور الدنيا عندها الله يحفظه لها
ضحكت ورد وهي تهز راسها بإيه : قالتلي ما قالت لأبوها ولا لأمها ، أمها ما تحب حتى الخيول
هزت ملاذ راسها بإيه : تخاف منهم حيل سلاف
رفعت ورد حواجبها بإستغراب : ليش تخاف منهم ؟
رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : من طفولتها أتوقع ، صار لها موقف مع الخيول وكرهتهم ولا عاد تقرب حيوان بحياتها عكس قصيد ماشاءالله عليها أذكر وقت تجي مخيماتنا تموت عند الخيل البني
رفعت ورد حواجبها : خيل ذيّاب ؟ كيف كانت تقربـه ؟
رفعت ملاذ أكتافها : ما كانت تنتظر إذن من ذياب وما كان يكلمها أو يمنعها عنه ..
دق ذياب الباب ووصله صوت ورد يسمح له بالدخول : أمي عنـ
قطع كلمته من إبتسامة أمه : تعال عندنا أسئلة
رفع حواجبه وهو يجلس بجنبها ، وإبتسمت ملاذ وهي تحاوط أكتافه : توّ أنا وورد جبنا طاري ، يمكن تذكره إنت أفضل مننا بس بنت الشاعر كانت تحبّ خيلك البني ما كنت تردها عنه ؟
إبتسمت ورد وهي تناظر ملامحه : ما تذكر ؟
هز راسه بالنفي ، وكشرت ورد : وقت سألت قصيد اليوم هي وش تذكر من مخيماتنا ، قالت لي ولا شيء بعد وأحس مستحيل هي آخر مرة جات وقت كانت كبيرة شوي يعني أكيد تذكر وإنت دايماً فيها !
عدل أكتافه ، وإبتسمت ملاذ وهي تشد على كتفه : بلانا ياورد من الخافيّ البين ، ذياب بقولك موقف وأتحداك ما تذكره هذا كلنا نذكره ..
إبتسمت ورد : وقت رجعت قصيد مع أبوها من الكويت لحالها ، تذكر وش سوّت فيك ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت ملاذ : مديت لها إيدك تساعدها تركب السيارة ، وقت النزول كنت تبي تمشي قبل تمّدها لك لكنّها مشّت كلمتها هي ..
هزت راسها بإيه وهمست ورد : وقت رمى نهيّان المويا عليّ ، أخذتها عندك لجل ما يجيها شيء
سكنت ملامح ذياب ، وإبتسمت ملاذ وهي تمد إيدها لرموشه : وجلست تتأمل رموش صاحب الرمش الطويل بيديها ، كلنا نذكر هالموقف إنت ما تذكره ؟ هز راسه بالنفي بهدوء وهو يمنع إيده عن باطن إيده الأخرى : ما أذكر مواقف الدلال ولا أهتم لها وإنتم تدرون
هزت ورد راسها بالنفي : مو منطق إنك تكره الدلال ذياب
ما كان منه رد من دخل أبوه يلي وقف لوهلة : وش عندكم مجتمعين هنا ؟
إبتسمت ورد وهي تتعدل : نسولف ، والحين نتمنى
هزت ملاذ راسها بإيه بإبتسامة : نتمنى تنوّرنا ، تعال
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romantizm- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...