راسها بإيه وهي تعدل نفسها لآخر مرة : وإنتِ ؟
رفعت ورد نظرها لقصيد : وش أنا
ميّلت شفايفها لثواني : فيك شيء يعني تبين شيء ؟
إبتسمت لثواني لأنّ قصيد تراعيها ، إنّ قصيد جاء على بالها كل شيء قبل بخصوص إنّ نصار شافها وإن البنات قالوا الموقف عندها وكانوا يحرجونها والحين بسؤالها هذا هي كانت بتشوف خاطرها لو يبي شيء ، لو فيه شيءّ وما تدري إن خاطرها هي بنفسها ما تدري وش صار له من بعد ما قالت لها أمها علياء كلام تناقضه أفعال أهل نصّار وسواليفهم هي تقول يبونها عروس لكن ما جاء الطاري وكان كلام أمها علياء لخبطة لمشاعرها فقط وتحاول تخفيه : مافي شيء وأبي سلامتك بس
هزت راسها بإيه ، وسمعت ورد أصوات البنات لكن ما ودها يقابلون قصيد بهاللحظة لأن واضح خاطرها هشّ وهي لاحظته من أول ما فتحت الباب ، وحتى قصيد نفسها ما كان ودها تقابل أحد : بطلع عند جدتك وأرجع أسلم عالكل ، تمام ؟
هزت ورد راسها بإيه وهي تتوجه بعيد ، وعدّلت قصيد لبسها تتوجه للكراسي البعيدة ورقّ كل قلبها من طريقة جلوس علياء ، من سكونها وتأملها للجو : حلو الجو ؟
لفت علياء نظرها للصوت يلي وصلها وسرعان ما عرضت إبتسامتها : زان الجو الحين ، زان يا حبيبتي يا أمي
سرّعت قصيد خطوتها لأن علياء تحاول توقف عشانها ، وإبتسمت : إرتاحي ما بتقومين عشاني ، إرتاحي بس
إبتسمت علياء بحبّ شديد تشد على يد قصيد يلي مسكتها : إن ما قمت لزوجة ذياب أقوم لمين يا أمي ؟ لمين أقوم ؟
غمرتها بشعور ما تدري كيف توصفه ، ما تدري كيف تعبّر عنه من مسكت علياء راسها بالفعل تقوم ، من قبّلت خدها ألف قبلة ومن أخذّت ريحتها لداخل أعماقها وإنهار داخل قصيد كله لأنها حسّت بحرارة دمع علياء على خدها يلي تقبّله ورقّ قلبها توزن نبرتها وتمسح دموع علياء بيدها مباشرة : لا ليه البكي ليه الدموع أمي ليه
'« مكان آخـر »
رفع راسه المُهلك من الصداع عن مكتبه وهو يمسح على كلّ ملامحه : يارب
صار له شهر ونصف الشهر ما يعرف وش يصير بالخارج والدنيا حوله ، من أوّل ما دخل حدود هالقصر تصادرت منّه كلّ ممتلكاته والحين ما عنده إلا لابتوب شغله المراقب ، شاشات بقنوات محددّة ، وهاتف وحيد بمكتبه يوصّله لكل غرف القصر والخدم والحرّاس مو غيرهم ، كلّ أغراضه الشخصية سلمها للحرّاس قدام البوابة قبل يدخل بمكانه ويسلّم نفسه بنفسه لشيءّ ما يعرفه لكنّ ما يخوّفه بالوقت ذاته ، توجه للشباك بهدوء يتأمّل النخيل ، والمدى الواسع أمامه كلّ هالقصر تحت أمره ولوحده يسكنه مو رفاهية ، إنمّا درس يؤخذ ببطيء الوقت وتعليم له كيف يغيب وما يحضر وقت يسأل عنه صاحب السمو ورغم الرفاهية بكلّ مكان حوله وضجّيج الفخامة إلاّ إن هالمكان مو مكانه ويعرف إنها مجرد لعبة منّهم يقيسون فيها أعصابه لكن أعصابه فصلت اليوم ، كان يمشيّ كل ورقة تمر على يده يعرف إنّ كلها إحصائيات مزيفة وبرقيّات مزيفة وكلّ غايتهم يشوفون طريقة تعامله وهل هو كفو يصير بجنبه وإلاّ ما يدري عن الدنيا وكلّ قهره إنّ المطلوب منه يعاملها بأهمّية وجدية كأنها بتوصل ليد صاحب السمو والأساس من أول ما يدخل السكرتير ياخذها منّه ، تمر لمكتب صاحب السمو ومستشارينه ، ومن مكتبهم للمهملات - الله يكرمكم - لكنّ طفح الكيل اليوم بالذات ..
توجه للهاتف يلي جنب سريره وهو يتصّل على رقم المكتب بهدوء : قل لطويل العمر ذياب وده يقابلك
هز راسه بالنفي : مالي صلاحية وصول طال عمرك لكن بحوّل المكالمة لأمين المكتب تقدر تتناقش معاه
هز راسه بإيه وهو يشتت نظره للمدى ، مرّت أيامه ما يدري كيف مرّت غير إنها سرقت منه نفسه ، عافيته ، صحّته يلي بالقوة يتداركها وكتّمت عليه أكثر من ظنه هو بعمره ماهو أول بُعد يصير بحياته عن أهله وبيت أهله لكن بعمره ما أبعد هالمدة كلها عن خيامه ومتنفسه بالخصوص وما كسر ظهره إلا قصيد هالمرّة ، ما كسر ظهره إلا هي من كلّ شيء يحسّه ويعيشه ما معاه منها إلاّ كاب رماه عن راسها مرّة وهزّ نفسه قبل يبعثر شعرها ، كاب زلزل الأرض تحت أقدامه من كان فوق شماغه ولو إنّه عادي مافيه تفاصيل لكنّ شعوره ووقعه على قلبه ماهو عادي ولا تمرّه ذكرى عادية تخصّه ، تخصّها هي وكل مقتله من الذكريات هو ما عاش معاها مدّة لكن يجزم إنّه رجع يبتدي عمره يلي وقّف بعد نهيّان على يدها هي مو غيرها ..
دخلت خادمة تحمل بيدها ملابسه ، وطقّت أعصابه لأنه ألف مرّة حذرهم من دخول غرفته وجناحه ومن إنهم يتواجدون معاه أو يمرون قدام عينه وكلهم حرص بالعادة وشدّ لسانه بالقوة لأنها تعانده دائماً ويشك إنها تفهمه لأنها من جنسية أخرى ما تتقن عربي ويتكلم لسانها بقليل الإنجليزية غير عن نظراتها المستحيلة له : إطلعي !
هزت راسها بإيه وهي تطلع ، طال الرد يلي ينتظره من الهاتف وما كان متوقع غير هالشيءّ لكن بدت تفلت أعصابه أكثر وأكثر من دخل أحد الحراس يتنحنح ، يمد له رسالة مختومة بالخصوصية ما يفتحها أحد : طال عمرك لو تبي تكلّم أمين المكتب ترى مالهم نية يوصلون الكلام له ولا لطويل العمر اليوم إجازتهم
ناظره ذياب يهز راسه بإيه فقط وياخذ الرسالة منه : تقدر تطلع
فتحها وهو يدري إنها من سكرتيره الخاص ، يدري إنها أخبار أهله وبالفعل كان من وضّح له بطريقة غير مباشرة وما تُفهم إن مجالس أبوه مفتوحة ، إنّ آل سليمان كلهم مجتمعين ، وإن المحامي وأهله معاهم وهنا هو وقّف كل قلبه لأن ما قدر من غيرته يقول للسكرتير يسرق له أخبار قصيد لكنّه وصاه بطريقة غير مباشرة إنّ لو حصل شيء يوصّل له ، إنتبه على الحارس يلي باقي واقف : ما قلت لك إطلع ؟
الحارس : المعذرة تبي شيء طال عمرك ؟
صدّ عنه ذياب مباشرة بإجابة كافية وطلع الحارس يسكر الباب خلفه ..
نزع ذياب تيشيرته مباشرة يدخل للغرفة الداخلية يبدّل ملابسه ، ويطلع مفتاح سيارته الإحتياطي من بينها لأن طفح الكيل وما عاد يتحمّل وضحك بسخرية يشوف ساعة يدّه قبل كل شيء : تبونها لعب أنا أعرف أصوله ، تبشرون بي
نزل الدرج بدون ما يصير منه رد على أحد ولا حتى بسيط الإلتفات وسكنت ملامح الحارس يلي جالس بإستراحته من طلع ذياب : طال عمرك تحتاج شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يأشر له بالجلوس بصرامة : استريح
ناظره الحارس وهو جلس بمكانه ما يدري كيف ، وتوجه ذياب لسيارته المركونة ويلي يحركونها الحراس داخل حدود القصر من فترة لفترة لكن هو ما ركبها ولا ساقها مرّة والفضيع يلي عرفه طول هالمدّة إن الحبس أنواع ، ما يفرق لو كان بسيء الزنزانة أو أفخم القصور شعور الحبس واحد من بشاعته يلي هو ما عاد يطيقها ولا يطيق اللعب يلي يحصل ولا يطيق الشوق وهلاك كلّ صحواته وغفوته ما يطيقه ..
كان الحارس يراقب واثق مشيه بعدم إستيعاب لحد ما صرخ بذهول : قفّلوا البوابة ياحارس ! قفل البوابة !
ذابت عظامه كلّها لأنه هو المسؤول ولأنه تو يستوعب إن كل البوابات مفتوحة لأنه وقت رجوع العاملات الإسبوعي ووقت دخولهم وما كان منه إلا الصراخ يركض خلفه من رعبه لأن الف توصية صارت له وهو يوصيّ نفسه طول المدة وما توقّع لو جزء بالمية يكون مع ذياب مفتاح ، جدّ رعبه من فتح ذياب الأنوار بعاليها يعمي عينه عشان ما يتصرف أي تصرف ، يرعب القصر بعالي صوت سيّارته يلي نفّض القصر كله قبل الحرّاس ، صرخ من رعبه يحاولهم يقفّلون البوابات يصدّونه وما كان يقدر يصدّه أحد ، فعلاً ما كان يقدر يصدّه أحد وذابت عظام الحارس لأن كل أمانه بوقت حراسته إنّ سيارة ذياب عندهم وما معه مفتاح كلّها مصادرة وهو يعرف صيت ذياب من قبل لا يكون بهالقصر وتحت حراسته ، يعرف إن ما يطرحه أحد ولهالسبب هو ركض يحرّك السيارات خلفه كلها ، يحرّك الحرس ويوصل الخبر كلّه للي أكبر منه ..
_
« بيـت حـاكـم »
تقفّل موضوع الخطبة كله من أساسه صارت جمعة رجال ، ما يُطرى فيها الطاري ولا تُقال كلمة لو وحدة بخصوص الموضوع وهالشيءّ سبب حرقة لا مُتناهية بجوف نصّار يلي ما تحركت خطوته من المجلس لأنه يعرف لو طلع ما عاد بيرجع لهالمكان لو وش ما يصير ولا تعتّبه رجله بدون ذياب ، بدون ثباته يلي ضاع منه ..
جلس نهيّان وأخيراً بجنب نصّار ، قدر يوصله بدون ما يلفت الإنتباه ولمح إن مزاجه مو بمحلّه : خطبت ورد إنت ؟
ناظره نصّار لثواني ، وتنحنح نهيان : ترى من الحين أقول لك شوفة شرعية ما عندنا ، ولو تبي أقولك تشبه من هي تشبهني بس هي بنت ويحصل لك ؟
جاء جدّه متعب يضرب رجله بعكازه : ولد !
ضحك نصّار لأن نهيّان بإسلوبه كان يبي يضحّكه ويدري إن ورد ما تشبهه أبد : صادق ؟
هز راسه بإيه ، وهز متعب راسه بالنفي : تشبه ذياب ورد
ضحك نهيّان لأن جده يجاريه وسرعان ما سكنت ملامحه : ليش قلتها بإعجاب يعني لا ترى ما تشبه هالشين تشبه ذياب ؟ يعني ذياب حلو وأنا مو حلو صح هذا قصدك ؟
هز متعب راسه بإيه : أكذب عشانك بعد هالعمر ؟
ناظر جده بذهول ، وضحّك نصار يلي لمعت عينه : الله يجيبك بالسلامة ياصاحبي
_
إبتسمت وهي ما ملّت الجلوس مع جدته ، ما ملّت كثير الحكاوي عنه وصار لها أكثر من الساعة هنا بدون ما تدخل ولا تلاقي أي أحد لكن تحسّ بالراحة ، تحسّ بالشعور يلي ما تقدر توصفه وإبتسمت علياء : تحبينه يمه ؟
رفعت نظرها لجدته ، وسُرقت حتى من نفسها كيف تسألها هالسؤال يلي ورّد كل ملامحها خجل وبالوقت ذاته هزّ عرش قلبها بأكمله وإبتسمت علياء : يمه لو تحبينه خفي عليه لو بيدّك ، خفيّ عليه يمه أدري بك كثيرة على قلبه وأدري بقلبه ما يجبرك لكن ما ودك تعيشين معه ؟ ما ودك يصير بيتكم واحد ينام بحضنك وتصحين بحضنه ؟
رجّفت لها قلبها ترجع تكسي كامل ملامحها بالإحمرار هي لو تدري عن كم الندم الهائل يلي أكلها بعد وداعه ، بعد ما حسّت إنه فعلاً غايب وحسّت إنها لو قالت طيب على زواجهم ما كان بيغيب ما كان رجعت الندم واللّوم ينهشونها ووقفت : بجيب مويا
سكنت ملامح علياء ، وملامح قصيد كلها من حست بيد على ظهرها هي ما هي ما حست بمجيء أحد ولا حسّت إلا بيد على ظهرها حتى وقت كان ودها تخففّ ، تقول يد ورد يد ملاذ يد أي أحد كانت اليد كبيرة وقفت فيها نفسها ، نبّضت فيها عنقها قبل كل شيء وسكن قلبها بذهول من الصوت يلي سمعته : ما دخلتي عندهم للحين ؟
رجعت توقف لهفتها بخيبة للمرة الألف بشكل فتتّ خاطرها ، أنهى كلّ أملها ورفعت يدها لملامحها : لا
هزت علياء راسها بإيه بهدوء : ما دخلت عندهم لأني أبيها عندي ، أبي أحس بولدي فيها ياحاكم أشوفه بمرته
رجف قلبها وسط ضلوعها من حسّت بضغط مستحيل ، من عرفت إنها ما بتداري بحر عينها بالصد ولا بتداري رجفتها إن يد عمها حاكم للآن على ظهرها بسبب إنه جاء وهي كانت بتلفّ وتمشي وماوقفتها إلا يده يلي ثبتت مكانها ، رفع حاجبه بهدوء لأن أمه تناظره بشديد الغضب يلي ما يهدأ وقالت له ورد عن إنها - شايلة عليه - بسبب إنه ما قال لها عن ذياب شيء وإنها ما شافته : أم حاكم
عدلت عكازها وهي توقف بنفسها بدون مساعدته ، ورجفت قصيد بمكانها ما توزن خطوتها ولا ثبات نفسها من الشعور يلي صار بكلّ جسدها ينفضها وما خفّ إحمرار ملامحها لو ثانية وأكثر من حسّت بمجيء شخص آخر ما كان إلا متعب جده يلي إبتسم بحنان ما كان ودّها فيه : ماشاءالله ، ماشاءالله على بنت تركي وبنتنا ، ماشاءالله
إبتسمت علياء لثواني لأن قصيد سلمت عليه بشكل تركه يبتسم لها ، يبتسم وسطّر لسانه جملة وحدة : عرف يختار ولدي ، عرف يختار الله يحفظك قلب لقلبه وكحلٍ لعينه
إبتسمت علياء من حنان دعوته يلي طلعت من أعماق قلبه ،وأخذت قصيد نفس من أعماق قلبها هيّ تحس بالحصار ولا غير الحصار شعور وحس عمها حاكم بهالشيء لهالسبب رفع يده لأعلى ظهرها : إن تعبتي وأنا عمك إدخلي ريحي الغرف كثار ما حولك أحد
هزت راسها بالنفي ورجع صوتها يتغيّر من جديد هو من زكامها والحرارة يلي شدّت عليها ، أو من كتمها لشوك شعورها يلي تحسّه يقطع حبالها الصوتية : لا ما يحتاج ، مرتاحة الحمدلله
ناظرتها علياء لثواني بهمس : غرفة ذياب فاضية يمه رفعت نظرها لعلياء مباشرة ، وضحك متعب بهمس مسموع : ووش تفيد الغرفة وراعيها ماهو موجود !
وسع حاكم عيونه بذهول وهو يتنحنح ، وشد على ظهرها من إختفت بالخجل وتعالت ضحكات علياء تناظره بذهول : متعب ! تخجل البنت ويزعّلك ذياب لا درى
تنحنح وهو توه يستوعب وش قال ، وش نطق وإبتسم لثواني : وأكذّب الحين يابنتي ! حفيدي وأنا أدري به وإنتِ بنتي الحين الحياء ماهو بيننا يابوك
-
عضّ لسانه ، وشعوره جمر يلهب جوفه كلّه من لمحها بينهم ، من لمح يدّ أبوه وإن الخجل يسرقها حتى من نفسها ، من لمح تغيّر حالها وإنّ يلي جنبها هالمرة أبوه وكلّ مقتله كان من إنها سلمت على جدّه ، ورجعت يد أبوه لأعلى ظهرها هو يشبّ ما يمزح مو شك ولا أي شيء آخر إنما شعور ما يقدر يسيطر عليه وولّع كله ما يحس إلا بشديد اللهيّب من حركت الريح مع يدها شعرها تكشف كل عنقها وكل شيءّ يحبه هو وهلكت له عروقه من رجعت جزء من شعرها خلف أذنها وإستراح كلّه على ظهرها يلي باقية يد أبوه عليه للآن ، وده يصرخ لأنها فوق إحتماله وكلّ قدرته وتمّكنه وضرب الجدار يلي قدامه من شدّت عروق قلبه كلها لأنها رفعت راسها تبتسم لأبوه ما يتخيّل شيء إلا إنها ترفع راسها له هو وهو يعرف تصرّفه ، يعرف الفعل يلي يطلع منه بمجرد ما تهلك له قلبه بهالحركة يقبّلها وما يكف التقبيل وضرب الجدار قدامه هو إشترى له من الوقت بدون ما يداهمونه نصف ساعة ، أوهم كاميراتهم وكلّ مراقباتهم بإنه تعدّى للخيام وبيتوجه لها لكنه رجع يشقّ طريقه بإتجاه الرياض وبإتجاه بيت أبوه من جديد يسابق خطوته وزمانه ويسوق رجله ما تركها للزمن ، ما ترك نفسه هالمرّة ويتمنّى إنه تركها لأنه يموت من حرقته ، يموت من ناره وضرب الجدار لآخر مرة لأن رجل تسوقه يرجع مكان ما جاء قبل ما يقرّبون هم ويفزعونها ، ورجل ساقته غصب يقّرب من مكانها من مشوا جدّانه وبقت هي وأبوه بوقوفهم ويمسك خطوته غصب ، وعناد ما يدخل الحين ويهدم كلّ شيء سعى له من شهر وأكثر ، يهدم كلّ شيء نزل دموعها لجله ..
تنهّد حاكم : لا ترهقين نفسك ريّحي
قصيد وهي تعدل نفسها : لا تشيل هم
هز راسه بإيه : الله يحفظك ياعمي البيت بيتك
إبتسمت ولمح ذيّاب عينها يلي غيّمت بلحظة بمجرد ما إبتعد عنها أبوه ، لمح إنها عضت شفايفها الراجفة تشتت نظرها للمدى ووقف قلبه لأنّ رجع الإحمرار يحاوط محاجرها ، وجنتها ، وحتى أنفها ومن رجفت قدمها على الأرض هو ما عاد له إحتمال ولا قدرة ساق خطوته ناوي الدخول ورجع يثبّتها من سمع أصوات البنات وشتم يخضّع نظره يلي أصلاً ما زاح عنها ..
عدلت نفسها وهي تكح ، وعضّت ورد شفايفها تسبقهم : أمك وصّتني تقول لا تجين المجلس إلا وقت يخفّ العود عشان ما يكتمك ، وعبايتك وشنطتك تركتها بغرفة ذياب لأن تحت بكل مكان ضيوف وفوق درة نايمة بغرفتي ووسن تنّوم شدن بغرفة نهيان وقلت تاخذين راحتك لو ودك تجلسين لوحدك غرفة ذياب ما يدخلها أحد
هزت راسها بإيه وقلب كل داخلها من نظراتهم الغريبة ، زيفّت الإبتسام ونطقت جود : تعبانة قصيد ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء : لا الحمدلله
ما طوّلت وقوفها لأنّ كل ملامحها مقلوبة وماهي غبية تشوف إنهم ما يتفحّصونها حتى وهي بخير كيف الحين وتحججت تدخل ونطقت جود : تحيّر صعدت الدرج كلّه تتوجه لغرفة ذياب مباشرة تدري إنّ ما لمحها أحد ، وإنّ ما يدري بوجودها هنا أحد إلا ورد يلي كانت مُنقذ لها ولشعورها لأنها بمجرد ما سكّرت الباب هي خفق قلبها بشكل مستحيل تتصّوره ، مستحيل تتخيّله ومستحيل تتخيّل إنها ترجف برد بضلوعها ، ويغلي جسدها من الحرارة يلي رفعت يدّها لجبينها بمحاولة إنها تداريها ما كان جبينها الحار ، كلّ جسدها كان يغلي وجلست تداري رجفتها ، تدّور البنادول بشنطتها لأن ودها تصرخ من الألم يلي تحسّه بقلبها وشعورها قبل لا يكون بجسدها : يارب ! يارب بس ساعة يارب
طلعت البنادول بالقوة لكن رجفت يدها من أول ما مسكته يطيح من يدها للأرض وما حركت ساكن غير إنها شتت نظرها للبعيد مباشرة تردّ سيول دموع تعبها ، وشوقها ، وهلاكها الأعظم لكن شدّتها ورقة وحيدة على الطاولة بجنب سريره يلي هي تجلس عليه بهاللحظة وما منعت يدّها ، ولا فضولها تاخذها بين أناملها لكن ما قلبتها لوهلة كأنها حسّت بإنها بتهلك قلبها وبالفعل كان ، بالفعل حصل من كانت رسمة له ، لظهره وهيئته بدون ملامحه وسرعان ما سكنت ملامحها ، ضحكت من ذهولها لوهلة وهي تمنع شفايفها بنفسها هي ما تتصّور الرسمة يلي قدامها ، ما تتصّور إن عظيم أكتافه وظهره تشكلّ قدامها برسمة بسيطة لكنها غرّقتها ، غرقت عيونها وغمرت قلبها بالشعور لأنها للآن تموت بكل لحظة تذكر فيها شكل تعبه بالكويت ، وقت طلع تنساب قطرات الماء من شعره لأكتافه وظهره والحين قدامها رسمة تبيّن وقوفه ، ترسم هيئته بدون ملامحه وترسم حتى تفاصيل قطرات الماء يلي على ظهره وأكتافه وما تمنّت شيء وهي بالكويت وبعدها بحياتها كثر ما تمنّت تحفظ منظره السابق بالتحديد والحين صار بين يديها بورقة بكّت قلبها دم تنّزفه ورفعت نظرها للبعيد : يارب ليش أنا قلت لا وأنا مو قده يارب
-
ما يدري كيف دخل بدون يلمحه أحد من الباب الخلفي ، صعد من الدرج الخلفي ووصل غرفته يسابق زمانه وخطوته كلّه تمني وفتح الباب ، فتح الباب يقتله شعوره يلي غرّقه ما حسّه إلا بارد الماء على شديد نيرانه من كانت هي ، هي بنفسها جالسة على طرف سريره تحاوط يدها شفايفها تشدها ، وتبكي ملامحها بدون دموع وبيّدها ورقة : قصيـد
رفعت نظرها للباب من أول ما فُتح وسرعان ما سكنت ملامحها تناظره ما إستوعبته ، ما إستوعبت وقوفه على الباب ولا نطقه لإسمها ولا لهفته يلي سبقته كلّه وسرعان ما شهقت توقف بكلّ حيلها لحضنه ، لحضنه مو غيره وشدّ عليها بكل قوته ما بقى لها على الأرض مكان يسكر الباب خلفه وبكت هي بشكلّ رجف كيانه يقبّل عنقها ، خدها وراسها ألف مرة يشدّها من لهفته المستحيلة : أبوي إنتِ أبوي رجف قلبه وسط ضلوعه تمكّن منه الخوف ، تمّكن منه الخوف يلي ما حسّه طول عمره لو مرّة وحدة وحتى بحال دنياه المقلوب ما حسّه هو ياخذها عناد ، وياخذها قوة وياخذ دنياه ومشاعره كلّ مأخذ لكنّه الحين يحس بالخوف ، يحسَ بشعور ما جرّب يحسه لأنها بمجرد ما لمحته هي تركت كلّ شيء بيدها تركض لحضنه يحملها من الأرض على قدّ لهفته وأكثر ، تزلزل فيه كلّ ضلوعه لأنها إرتمت شوق ، وإرتمت حبّ ، وإرتمت تقتله بالشوق والشّعور يلي يحكمه ماله سلطان عليّه هو رفعها كلها من الأرض لحضنه يشدّها ، يشدّها يدفن نفسه بين عنقها وريح شعرها يلي للأبد هلاكه ، وجودها من كلّ شعوره بإنها بحضنه الآن وإنها حاوطت عنقه تضمّه وشدّت حتى نبرته يقبل عنقها بكل شوقه : لا تبكين ، لا تبكين ما قلت أجي لعينك أنا ما قلت أرجع يمّك ؟ ما قلته ياقصيد ؟
هزّت راسها بالنفي وما كان منها كلام غير إنها تحترق وأكثر وهز راسه بإيه وهو يحسّها لأنها تشد عليه ، قبّل بداية عنقها وتحت أذنها ، خدّها يحاوطها كلّها بيد وحدة ويده الأخرى لفت بإتجاه الباب تقفّله بالمفتاح ما يكتفي بتسكيره الأول فقط ونزع الكاب من على راسه يرميه على السرير ونزل يده مباشرة لملامحها يمسح دموعها بهمس يحاول يهديها بالحروف ، يتمتم لها بإنها تكفّ دمعها وشحبت حتى عينه يتحسسّ حرارتها : لا تحرقيني بالدموع ، لا تحرقيني كلميني أول كلميني بدونها
هزت راسها بالنفي وهي كانت على وشك تتكلّم لكنها عضت شفايفها من حسّت إن حروفها ما تطيعها ونبرتها مستحيل تطلع منها ، عضّت شفايفها توقف له قلبه مباشرة يمد يده لها يحاول تطلع منها حروفها لأنّ كل ملامحها تزعل ، تزعل تموت من الزعل يلي يوقّف قلبه : لا ، لا ما تزعل هالعين أبوي ما تزعل وش ودّك وش بخاطرك كلّميني تعاتبيني ؟ ودك تعاتبيني
ضحكت وسط دموعها وهي تهز راسها بالنفي وبرد له كلّ قلبه لأنها مدت يدها لوجهه ، لنار وجهه من كلّ مشاعره وكان منها همس وحيد : لا تروح
ما كان منه الرد ، ورجفت حتى نبرتها بسؤال رجّفه لأن كل نبرتها إختلفت فيه وحتى عرق عُنقها شدّ يوضح له: بتمشي ذياب ؟ بتروح ؟
عضّ شفايفه مستحيل يرّد بالحروف وهي بهالشكل قدامه ونبض عنقها مع سؤالها وشدّه من إنحنى يقبّلها ، يرجع خطوتها معاه وما ردّته هالمرّة هلكت له كلّ قلبه من كان منها مثل ما كانّ منه ومن بين عشر قُبلاته هي مدّت يدها لطرف شنبه كان يتوقعها هُلكت ودّها يوقف ، يتوقعها هُلكت ومدّ يده لعنقها يخضّع نفسه : قصيـد
ما كان منها ردّ بعد ما حاوط إبهامه شفايفها قبل تنزل يده لعنقها ونبضه ، جمّعت شجاعتها ، شوقها المُهلك تقبّله هي لوحدها توقّف فيه نبضه ، تسببّ له شيء ما يتصّوره بكل مشاعره وعرفت إنّه هلاكها ، وهلاكه معاها ، حاول يمسك زمام أمره ، حاول يمسك شعوره وحاول يكبح جموحه الطاغيّ لكنها فاقت قلبه ، كلّ إحتماله ، وكلّ شيء ممكن يصبر عليه ..
_
« بالأسفـل »
دخلت ورد لعندهم من جديد وهي بكلّ مرة تصيب قلبها الرهبة من أول ما تفتح الباب لأنّ تتحول النظرات لها تلقائياً بشكل مريب والأكثر ريبة الهمسات يلي مالها حدّ ولا حل ، إبتسمت لها أمّ نصار : ما جلستي معانا ياورد
إبتسمت علياء مباشرة لأنّ حفيدتها ما بتعرف ترد : أشغلتها معي أنا تداري جدتها
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : وزوجة ذياب سألنا عنها يقولون مع علياء ، تخبيّن بناتك عنّا يا أم حاكم ؟
ضحكت ملاذ مباشرة ، وإبتسمت علياء : تبونهم إنتم ؟
توّردت ملامح ورد مباشرة بذهول تناظر جدتها ، وضحكت أمّ نصار لأنها فهمت تلميح علياء وإنها فاهمة حتى سبب زيارتهم يلي ما نطقوه بالصريح للآن : يحصل لنا ؟
تنحنحت ملاذ : ورد لو ودكم تروحون المجلس ، البنات ياخذون راحتهم كمان وتنبسطون أمي وش تقولين ؟
هزت راسها بإيه ، وإبتسمت من قامت وسن تخففّ عنها إحراجها وتتوجه للمجلس تفتحه ووقفت ورد يلي همست لها توق مباشرة : أوضح من كذا شيء تبين ؟
ناظرتها لثواني ، وإبتسمت أم نصّار لثواني بلهفة : ورد حبيبتي تشوفين لي الطريق ؟ بطلع لنصّار عشانه بيمشي
هزت راسها بإيه وهي تعدل نفسها ، وإبتسمت جمانة بحبّ شديد لأنها بتموت وتعرف وش صار معاهم بالمجلس لأن نصّار رسل لها رسالة وحدة " أبوي قال له " وكان يقصد عمه حاكم وإن أبوه تكلّم وما قال شيء بعده حتى وهي سطرت ألف سؤال ورسالة لكنه ما رد عليها ورسلت له بالأخير " مرّني قبل تمشون " لأن الرجال يمشون بدري وهم حلفت عليهم ملاذ يجلسون عندهم ، يسهرون معاهم وطلعت تتبع خطوات ورد يلي وصلتها للمدخل الثاني يلي تعرف إنّ نصار يعرفه والأكيد بيجي لأمه عنده وبالفعل كان نصّار يتنحنح ويدق الباب بطرف يده : أمي ؟
رجعت خطوتها بعد ما إبتسمت لجمانة ، وسكنت ملامحها لأن بنت خالته جات تلبس جلالها وتطلع مع جمانة باللحظة نفسها ما تدري ليش وقفت لثواني تستوعب إنّ أمه طلعت له ، وإنّ بنت خالته طلعت له ونفضت أفكارها من كانت على وشك تقرب خطوتها تسمع حوارهم لكنها بعّدت قبل تستوعب وقبل تقلب كلّ ملامحها أكثر تبيّن عليها ، سكنت ملامح جود يلي كانت متوجهة للمجلس لكن لمحت المشهد ولمحت إستغراب ورد : ما يغطون عن بعض هم ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تتوجه للداخل بدون أي حرف ومشيت خطوتها للشباك يلي يكشف مكانهم ودها تشوف ، وودها تستوعب وش يصير لأنها ضاعت بما فيه الكفاية إبتسمت أم نصّار بلهفة مستحيلة تعاتب ولدها : الحين وش يضرّك لو قلت إخطبي يا أمي خلاص قولوها خطبة إنت تدري وش شعوري الحين ؟ ودي أخطب وودي أقول يا أم ذياب نبي شوفة ودي تشوف بعينك إنّ هي صح ونعم النسب ونعم الأصل والعز والأهل لكنها إحلّوت تبارك الرحمن تليق فيك ، تليق وخلاص أنا تعبت لو بجلس بقول ترى جايين نخطبك لنصّار ونصار رافض يقول ما تخطبون الحين
ما كان منه كلام ، وإنتبهت سحاب على ملامحه : صار شيء بالمجلس ؟ ليش مسرّح كأنك ما تسمعنا ؟
هز راسه بإيه : لا تقولون كلمة ، ولا تجيبون طاري حتى
رفعت جمانة حاجبها لثواني بإستغراب : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي ، ورفعت سحاب حاجبها : تقنعنا إنّ كلام أمك يلي قالته توها عنّ البنت ما يهمك وما يعنيك ؟ ليه تبيها لو ماهمّك هي وش تكون وما قلت شيء حتى إبتسامة ما طلعت منك تشوف عروس أحلامك وتعرفها ؟
رفع نظره لها بحدة غير مقصودة منه وسرعان ما نزل عينه لثواني : إنتم لا تجيبون الطاري وبس وصل ؟
كشّرت جمانة مباشرة : الله يصلحك يا نصّار الله يصلحك تأجل وتأجّل وتأجل إلى متى طيب لين تروح البنت وإلا لين أسحبك أدخّلك معي الحين تشوفها وتستوعب ؟
عصّب بدون ما يستوعب نفسه : أعرفها ! أعرفها
سكنت ملامح سحاب لثواني ، وحتى جمانة يلي ما إستوعبت لوهلة : تعرف مين كيف تعرفها ؟
عضّ شفايفه بإستيعاب هو وش قال ووش نطق ، وشتت نظره للبعيد يشدّ على يده : أعرف إنها حلوة ! أسمع ماني أصمّ وأخت ذياب وش بتكون يعني !
ضحكت سحاب لثواني بسخرية : ياخوفي تاخذها عشان ذياب بس وهذا يلي نفكّر فيه ، للحين إحنا مو فاهمين
ناظرها لوقت بسيط ، وتنهّدت أمه تسطر طويل الدعوات : الله يصلحك ويهديك الله يصلحك يلي مانعني ما أتكلّم الحين وهي حتى جدتها تقول تبونهم ! ما تدري وش صار لي أرّد الكلمة عشان خاطرك يا أمي !
عصّب بذهول لأنها تردّ الخطأ عليه : ما عطى ! ما عطى
سكنت ملامحها لثواني ، وتمتم بالإستغفار يشد على يده : أمي تكفين ، فضّي الموضوع كله ولا تتكلمين عنّه ولا حتى تقولين لأبوي كلمة طيب ؟ تكفين خلاص
ناظرته أمه لثواني بذهول ، ما إستوعبت لوهلة غير إنها رجعت تدخل للداخل بدون أيّ رد هي تبي جوالها وبتكلّم أبوه نفسه ومسح على ملامحه : خذي جوالها منها
هزت راسها بإيه : شلون ما عطى ؟ ماله نية يعطي يعني
ناظرها لثواني ، وهزت راسها بإيه : عشان نفهم
تجاهل يتوجه لدبابه ورجعت خطوتها هي للداخل تنزل الجلال يلي كانت تغطي فيه لبسها وشعرها كله تتركه بعيد وتتبع خالتها وطاحت عينها بعين ورد لثواني بسيطة ما تدري ورد كيف صار وقعها غريب بقلبها ، نظرات نظرات أخرى مو نظراتها الأولى وقبل ما تطلع لنصّار وكمّلتها من صدت تدخل للداخل بشكل حيّر ورد أكثر : ما تنتهي الغرابة يعني ؟
رجعت نظرها للشباك الآخر من لمحت إنه توجه للدباب وما كانت إلا لحظة وحدة شُدّ فيها قلبها بذهول لأنه ماسك خوذته بيدّه ، ولأن أبوها صار قدامه وحتى لو ودها تسمع حوارهم هي ما تقدر ، مستحيل تقدر وتتجرأ تفتح حتى طرف الشباك لكن رجعت خطوتها للخلف من لمحت نظرةّ نصار الأولى لأبوها ، ونظرة أبوها نفسه ومرّت ديم خلفها : بنت ؟ وش موقفك هنا
قفلت الستارة مباشرة وهي تلف نظرها لديم ويستغفر داخلها من غرابة اليوم وتصرفاتهم الغريبة وضياعها هي من هالزيارة جدتها علياء قالت كلمة كبيرة وجملة كبيرة ونظرات أمّ نصار لها غريبة لكن للآن ما حصل شيء يأكّد كل هالتلميحات ورجع لعقلها شيء واحد فقط ، شيءَ واحد ما غاب من أوّل سفره المفاجئ للآن هو ماله نية ولا رغبة ويمكن حتى المواقف يلي حصلت بينهم تنتهي بلحظتها عنده ما تعني له ويتصرّف بطبيعته هو ، طبيعة إنه نصّار وإنها هي أخت ذياب مو أكثر ولا أقل : جيت
توجهت جنب ديم يلي وقفتها لثواني : وش صار ؟
هزت راسها بالنفي : ما صار شيء وصّلت أم نصار له ، تبي تشوفه وبرجع الحين أدخل عندكم
هزت راسها بإيه بإستغراب : طيب روحي شوفي وجهك بالمرايا أول بعدين تعالي بما إنّ ما ودك بالأسئلة
ناظرتها لثواني ، وهزت ديم راسها بإيه وبمجرد ما لفت ورد لملامحها بالمرايا هي إستوعبت إختلافها ، إستوعبت إنه واضح عليها عكس ظنها وتنحنحت فقط من لمحت سلاف جاية بإتجاههم ورفعت سلاف حاجبها : ورد تدرين عن قصيد وين ؟ لأني أرسل لها ودورتها ما لقيتها
هزت راسها بإيه : تو كانت معي ، قالت شوي وتجي تسلم
هزت راسها بإيه بإرتياح : تمام أمي ، لا تطوّل قولي لها
هزت راسها بإيه ، ورفعت ديم حاجبها بدون كلام أكثر وحاولت ورد تلّم نفسها بنفس عميق تاخذه ، وتزفّره لأنهم بيدخلون عند البنات : دخلنا ..
هزت ديم راسها بإيه وهي تشوف رسالة من أبوها من الإشعارات " وصلك الخاتم ؟ رسلته مع نهيّان " وسكنت ملامحها لثواني هي لمحته ، لمحت إنّ شنبه أخفّ من أول وما تدري عشان كلمتها أو هو وده يخففه لكنّه حيرها وحيّرها الحين أبوها إنه رسل الخاتم من مدة معاه لكنه للآن ما وصلها : يارب ما تصادفني ولا تقابلني يا نهيّان ..- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦
_
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...