بارت ٨

22.6K 284 20
                                    


جلست على طرف سريرها وهي تحاول تهدّي من نفسها ، فوضى الشعور المستحيلة يلي تحسّها ولا تدري وش أسبابها تحاول تقنع نفسها بقولها إنه بعيد لكنّها تنهار لإنه بمجلس أبوها وحتى إن حاولت تميّل تفكيرها لإنه ماهو حولها هو مشغول بالرجال ومجيئهم لكنّ يختلف فيها حتى نبضها ، عضّت شفايفها وهي تتوجه لزاوية الكُتب بغرفتها تسحب كتاب ممكن يضيع منها شعورها وسط السطور وتغرق بحكاية شخص غيرها وتنسى نفسها ووجوده بقُربها لكنّها عجزت وتعرف إن إختلافها هذا بيفضحها لأن مو عادتها تبتعد عن البنات وتدخل غرفتها تقفّل على نفسها لكنّها ما تقوى الصمود جنبهم ولا تعرف تسوي نفسها طبيعية مع كمّ المشاعر واللهيب يلي تحسّه بداخلها ، بظهرها وبباطن يدّها وضماد معصمها وكلها نقاط لهيب ما تقدر تداريها عن الأنظار وتواريها سكنت ملامحها من صوت طرق أبوها على الباب ونداه لها " قصيدي " وهي ما عندها مشكلة تلقى أمها ، والبنات ، وحتى من ما يكون لكن ما تلقى أبوها لأنه يعرف وقت يهزمها شيء ويعرف يشوف وش هزمها من عينها ، عدّلت نفسها لثواني بسيطة وهي تسمع صوت أبوها عذبي بجنبه بالمثل وما عرفت تهدأ ولا تستقّر هي ما بتقدر على شوفهم الإثنين مع بعض نهائياً ..
‎دقّ تركي الباب للمرة الثانية بإستغراب : قصيـد بابا
‎تركت الكتاب على جنب وهي تعدل فستانها ، وأخذت نفس ترفع إيدها لجبينها : جاية يا بابا
‎توجهت لباب غرفتها وهي تفتح قُفله وتهدّي رجفتها وإبتسمت لأنها بمجرد ما فتحت طرف الباب وصلتها نظرة أبوها المتفحّصة يدور فيها أبسط شيء وما عرفت كيف قدرت تخبّي عنه لكنها ممنونة لهالقدرة .
‎فتحت الباب أكثر وسكنت ملامحها من عذبي يلي بجنبه ، عمّها تميم وأخوانها وجدّانها يلي جالسين بالصالة بالخلف لكن نظراتهم تجاه غرفتها وتغيّرت ملامحها من شافت أمها يلي واقفة بعيد : صار شيء ؟
‎إبتسم تركي وهو يهز راسه بالنفي ، ودخل مع عذبي لداخل غرفتها وسكنت ملامحها من أشّر لها بالجلوس وجلست على طرف الكنبة فعلاً وجلس بجنبها أبوها ، وإنحنى عذبي يجلس على ركبه أمام الكنبة وجنبها وتّوترت وهي تناظرهم لثواني : وش صار ؟
‎هز تركي راسه بالنفي وهو يناظرها لثواني طويلة لكنّ عجز يجمع حروفه يتأملها وسكنت ملامحها من مد إيده يفكّ تشابك يديها وياخذ يمينها بباطن يدّه اليسار ومد يمينه يمسكها وإبتسم لكنّها تلمح إختلافه مهما حاول يواريه خطف كلُ نفس بداخلها من رفع إيدها لشفايفه يقبّلها ورجع على نفس وضعيّته يجمع نفسه ، يعدّل أكتافه وتجرأ ينطق : يمكن أولّ مرة تسمعين مني هالكلام ، أول مره أقوله لك لكن لو ماكان يرضيني كان رفضته مثل غيره بدون لا يوصلك العلم لكنّ هالمرة القرار بيدّك ماهو بيدي ، بالمجلس توّ طلبك منيّ عمك حاكم لولده ذيّاب وقلت الرأيّ عندك وأنا معك فيه
‎ما نطقت كلمة هي إختلف كلّ داخلها من نطق أبوها ورجفت حتى يدّها يلي شد عليها مباشرة وهو يبتسم بحنانّ جمّع دموعها بمحاجرها يكمّل لها : لأني أرضى دينه ، وأصله ، وخُلقه ونسبه ورجولته أنا جيت أحطّ القرار بين يدينك تبينه وإلا قلت لا مثل غيره ولا ياخذك الظنّ لجلي بتوافقين ، ولجل إنه ولد حاكم وما ودّك تغيرين شيءٍ علينا ما بيتغير علينا شيءّ وإنتِ تدرين أهمّ ماعليّ خاطرك ، ورضاك إنتِ ما أهتم لغيره
‎رجف داخلها من إستوعبت جدّية الموقف ورفعت نظراتها لأبوها يلي رقّت منه حتى نظراته وهي تشكّ إنه يسمع صوت قلبها يلي لو بيّده يطلع من وسط صدرها ما بقى وهزت راسها بالنفي بهمس لا تحط القرار بيديّ ..
‎هز راسه بالنفي وهو يناظرها لثواني طويلة ويدري بكثرة الموقف ورعُبها منّه وما عاد صار يقدر يتكلّم هو ينتظر عذبي ينقذه لكن عذبي مثله مو قادر يجمّع حروفه على بعض هو يتأملها وبس ، هز راسه بالنفي من أكلّها الخجل يلمع بعيونها وإنهزمت فيها حتى حروفها ، شجاعتها يلي كانت تحاول تبقيّها قدّ ما تقدر لكنها هُزمت بشكل مؤلم ما تقواه ولا تعرفه من إهتّزت فيها حتى نبرتها ما قدرت تنطق وضحك تركي يضمّها ، يخفف من رهبة الموقف عليها وإحمّرت ملامحه من ضمّته هي تهدي رجفة يدّها بتمسكها بثوبه ، أحرقها الخجل إن كلّهم خلف الباب ينتظرون ردّها وإنها تحسّ كل مشاعرها يلي كانت تخبيّها عنهم من وقت طويل صارت أوضح من قمر ليلتهم قدامهم وهذا خوفها ، هذا رعبها يلي عجّزها تنطق بالموافقة أو حتى الرفض إن وافقت ما تعرف وش الخطوة يلي بعدها ، وإن رفضت بداعي الخجل وحفظ الأسرار بتزيد هلاكها لأنه خطى لها خطوة بالحلال ، خطوة تمحي كل أوهامهم تثبّت بدالها ركائز يقين إنه مو وهم ولا هي تتوهّم أفعاله ..
-
‎توجه عذبي لأمه يلي تتجمع دموعها بمحاجرها كل ثانية وترّدها ويلمح منها إختلافها الشديد ، لمح منها إرتعابها لأول مرة ورفضها إنها تكون مع تركي يكلمونها الإثنين هي رميت المهمة على عذبي وتركي إن ما بتغلبهم عواطفهم عندها بيشاورونها بالعقل ولا يهزّون فيها رأيّ وبيعرفون رفضها وموافقتها من عينها لكن هي لو دخلت بمجرد ما يقول لها تركي طلبوك منيّ بتبكي ولا يوقفّ بُكاها شيء من شعور قلبها المُهيب ، نزلت دموعها من وصلتها ضحكة تركي من حركة أكتافه وكيف حاوط بنته وهي تعرف إنها تركته بموقف صعب لكنّها لو كانت معاه بتحنّ وتتركه ما ينطق لأنه ما يقوى على دموعها وخجل بنته بنفس الوقت ، ضحكت وهي تعدل لثامها من حسّت بعذبي ولدها يحاوط أكتافها ويقبّل رأسها بهمس : ما ودك تكونين جنب تركي شوي ؟ قلبه رهيّف عندها
‎هزت راسها بالنفي وضحكت : إن كنت جنبه ما بيقول لها حرف يا أمي ما يقوى ، هي كثيرة عليه لحالها
‎طلعت نيّارا يلي من صدمتها من أوّل ما قالت لها سلاف أخذت جلالها وسجادتها تصليّ إستخارة عن بنتها لأنها عجزت تستوعب جاء الموضوع كبير عليها ، ثقيل بالحيل ولفّت سلاف لها من لمحت الإرتياح بملامحها وإبتسمت
‎طلع تركي من غرفة بنته يسكّر الباب خلفه ، يدوّر سلاف بعينه وعضّت شفايفها من وقف سلطان يسأله عن رأيها لكن ما كان من تركي الرد إنما رفع أكتافه بعدم معرفة وأخذت المويا يلي بجنبها تفتحها له : ما عرفت ردّها ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يناظر عينها لثواني بسيطة ما ودك تدخليّن يمها ؟ والله إن رجعت أنا مرّة ثانية بحطها وسط قلبي ولا بطّلعها لمن يكون ياسلاف والله ..
-
‎إبتسم وهو يناظرها لثواني من أخذت نفس من أعماقها تداري شعورها لأنها ما تحمّلت إن أبوها ما قدر يبقى أكثر بعد ما حضنها ، بعد ما رجّع شعرها للخلف يشوف منها كل ملامحها وهي حنّ قلبها من إبتسامته الخفية يلي يردّ وراها كميّة حنان لو طلّعها لها بترفض لمجرد إنها تبقى طول العمر جنبه وتحت جناحه وما قاومت دموعها من ضحك عذبي : ياحلو الحياء عليج بس تهلكينّا يبه
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظره لثواني وكان ودها تطلبه مهلة وقت تستجمع فيها نفسها لأن هم يتوقعون كثير عليها طلب يدها فقط لكن هي كثيرة عليها مشاعرها وكيف تبدّل كل تفكيرها بشكل تحتاج تستوعبه وقبل تطلبه إبتسم يقبّل رأسها ويوقف كأنه لمح من عينها إنها تحتاج وقت : اخذي وقتج وردي علينا متى ما تبين
‎إبتسمت من رجع يحاوط وجهها بين كفوفه يقبّل راسها للمرة الثانية ، وطلع يسكّر الباب خلفه وبمجرد ما سكّره هي غطت وجهها مباشرة من كثر شعورها يلي تعجز تنطقه ، وتعجز ترميه بنفس الوقت ما بعد إستوعبت ، ما بعد خفّ نبض قلبها من شوفته وسكن داخلها كله من إستوعبت إن إختلاف داخلها اليوم ما كان من فراغ إنما كان إحساس مُسبق ينبئها عن هذا الحدث وحصوله ..
‎عضّت شفايفها وهي توقف للمرايا ، تعدل شكلها وما تعرف كيف ترجع طبيعية قدامهم وهي يحرقها الخجل زود لهيب شعورها منّه وأخذت نفس من سكنت أصواتهم لكن دخلت أمها عندها وسكنت من لمحتهم باقي بالخارج ينتظرون منها ردّها وتسمع أصواتهم ومشاوراتهم ، إبتسمت سلاف بخفيف وهي تمشي لناحيتها : ما بقولك شيء أكثر من كلام أبوك أعرف إنه قال يلي يكفيّ وما بجي مثل كلامه لكن إنتِ وش كلامك
‎ناظرتها قصيد لثواني وهي تحترق خجل ، وإبتسمت سلاف وهي تاخذ بيدّها لأنها لمحت بعين بنتها شعور غريب لكن قصيد هزت راسها بخجل مستحيل وضحكت سلاف من عرفت إن خجل بنتها يمنعها من النطق وهي ما تبي تقول كلمة بناءً على شعورها وأفعال قصيد وهي ما نطقت لها بصريح العبارة : تبين تنزلين تحت تشمّين هواء وتقررين ؟ وإرسلي لي لو قررتي ولو إني أتمنّى تتركين الخجل شوي وتقوليلي وإنتِ قدامي
‎أخذت نفس تجمّع شجاعتها وناظرت أمها لثواني بسيطة بهمس لكن إحترقت ملامحها بمجرد ما نطقت : تمام
‎ناظرتها سلاف وهي إستوعبت نظراتها وكل شيء لكن ما إستوعبت نُطقها ، ورجعت تسألها من جديد : موافقة ؟
‎ناظرت أمها وهي هُلك داخلها إنّها توافق لكن ما تضمن شيء آخر هي لقيت ذرّة شجاعة قدام أمها وإن ضاعت منها ما بتلقى غيرها وبتنطق بالرفض حتى وهو مو رغبتها عدل نفسه وهو يسمع جوال أبوه ما وقّف إتصالات وبالمثل جواله ما هديت رسائله أبداً وكان إرتياح حاكم إن الرجال كلهم مشغولين بسوالفهم محد حول أحد ، عدّل ذياب أكتافه وهو يوقف ونطق حاكم بعد ما عضّ شفايفه يشد على سبحته بهمس : لا تطول
‎هز راسه بزين وهو يخرج للخارج وأخذ نفس لجل يمسك أعصابه ما يعصّب من أول مكالمة لأنه بيتعب ويشقى كلّهم ينتظرون خبر قيده صحيح أو لا ، ووش سببه ..
‎رفع جواله لأذنه وهو يشد على قبضة يدّه يكلم مساعده : ومن دخل المكتب الحين ؟
‎كان من مساعده التوضيح إن محد دخل المكتب أبداً ، وهز راسه بزين وهو يسأله عن أوراقه وبعض من أغراضه ولف أنظاره لتركي وآل نائل يلي دخلوا المجلس لكنّه مشغول الحين ما بيرجع حولهم ، رفع حواجبه لثواني بسخرية : لا ياشيخ يعني هو راح للمستشار يسأله طال عمرك إنت نزّلت قيد بذياب وإلا ما نزلته ؟ إرسل لمكتبه رقمي يتصل بنفسه وإلا هو أدرى وش يصير بعدين
‎طلع جدّه متعب من المجلس ، وسكنت ملامح ذياب لثواني وهو يرجع يمّه من رفع إيده لصدره : فيك شيء !
‎هز متعب راسه بالنفي وهو يطلع جوال أبوه من جيبه : أخذت جوال أبوك منه تلقى لك فيه حلول ، وإبعد عن المجالس إن كانه يخصّ شغلك يابوي لا يسمعك أحد
‎إبتسم وهو يقبّل راسه لأن جده حريص على منصبه ومكانه أكثر منه ، ورجع متعب للمجلس وإبتعد ذيّاب لأنه ما بيضمن أعصابه وكلامه ورفع حواجبه من رسالة وصلت لجوال أبوه " المستشار يطلب لقاء معاك ياطويل العمر " ليه يطلب أبوه لكنه سكره يرجعه بجيبه ويرد على الإتصال يلي وصل لجواله : سم
‎سكنت ملامحه من كان المستشار بنفسه : وعليكم السلام بخير الله يسلمك آمر
‎كان طلب غريب من المستشار يطلبه يجي مكتبه الصباح ، وهز راسه بزين يوافق على طلبه لكن الغريب إنه يبي بعض الملفات معاه ورجع يتصل على مساعده : جهّز لي آخر ملفات الديوان ومؤتمر الوزارات
‎هز المساعد راسه بزين : تلقاها جاهزة إن شـ
‎قطعت كلمته من نزع أحد المحللين الهاتف من أذنه وتغيّرت ملامح ذيّاب لأنه من سرعة الكلام وتشابك الأصوات ما فهم إلا " تحسّبه يمر بالساهل والله نوصلها للمحاكم " وضحك بسخرية : ما سمعت لك صوت وقت جيت الوزارة وراك شادّ حيلك الحين ؟وصلها للي تبي توصلها ما تهمّني
‎قفّل لأنه ما يبي يعصّب أكثر ، وتمتم بالإستغفار وهو لازم يرجع المجلس طبيعي ما يبيّن عليه الغضب ولا إنه جالس يُضغط من شغله وقيده..
‎رجع بخُطاه من إستوعب إنه وصل لخلف البيت بعدم إستيعاب منه وأخذ نفس من أعماقه يفتح قبضة يده ورفع أنظاره عن يده لكن لوهلة سكن فيه كل كوّنه ، حتى ملامحه كان منها السكون الشديد من لمحها جالسة على عتبة الباب الخلفي والواضح إنها طلعت بعد ما تعمّق هو بالمشي لأن توّه مر من هالمكان ما كانت موجودة . شدّ نبض قلبه كله من منظرها ، جلوسها وظهرها يلي يردّ الباب لا يُغلق من خلفها ، فستانها يلي يحركه الهواء الخفيف وبالمثل يحرك شعرها يلي كله يرتكز على ظهرها وما عاد يعرف شيءّ بقلبه ولا يعرف هي الريح تحرك فستانها وشعرها أو تحرّك قلبه وسط ضلوعه ، ما يعرف شدة نبضه لكنّه شد على باطن يده يتدارك نفسه من جمعت يديها لحضنها تتأمل لثواني بسيطة ورجف داخله كلّه من لمح إيدها تمرّ على معصم إيدها الآخر يلي يعرف إن تحت كمّها موجود ضماد جروحها ، عرف إن بداخلها شعور تيْه مستحيل تحاول تلاقي لها منّه درب وسكنت ملامحه يصد بأنظاره مباشرة من إستوعب إنه ما يدري هي وافقت أو لا ، ومن إستوعب إنه عاهد نفسه بيخضّع نظره قدامها مهما جمعتهم مواقف ومهما طغى فيه شعوره دامها مو حلاله لأنّه مثل ما قال هي بنت أصول وتستاهل منّه يجيها بالأصل والشكل يلي تستاهله ، وهو ماله بالدروب الملتوية ولا يحبّها : بنـت !
‎رفعت أنظارها لناحيته وسكنت ملامحها مباشرة وهي توقف ، تعدل فستانها وبردت كل ملامحها لأن بمجرد وقوفها ما بقى شيء يردّ الباب ما يتسكر وخضّع نظره غصب لكن ما خفى عليه إنها رجعت يدها خلف ظهرها وشدّ على أسنانه بمحاولة إنه يمنع سؤاله ويسكت لكن ما قدر ، ما قوى ولمحت إنه يحاول ما يناظرها قد ما يقدر لكن سؤاله وقّف الدم بعروقها ، أخفى منها كل نفسها " وافقتي ؟ "وما قدرت على الردّ هي بالقوة طلعت منها الكلمة لأمها وهربت من بعدها لهنا تهدّي من لهيب خجلها وشعورها ببرودة الجو والهواء الهادي وضاعت فيها كل حروفها من رفع عينه لعينها ينتظر جواب من شفايفها وعجزت حتى على الهمس لكنّه عضّ شفايفه يخضع نظره لثواني بسيطة يطلب فيها القوة لأنه يحسّ بخوفها ، يحس برعبها منه ومن الموقف ولا يقدر يلومها ولا يلوم نفسه بالوقت ذاته هو طلب إمّا يرتبط إسمها بإسمه ، وإما يشوفها وبادر بالأولى ولا يعرف جوابها وحصلت له الثانية الحين بشكل أكثر من إستيعاب قلبه وعقله ، وقف قلبها من قدّم بخطواته لناحيتها وهي تناظره لثواني ما قدرت تنزل عينها ولا قدرت تثبّتها هي ترجف ، ترجف بشكل ما تتوقع يفهمه وسكنت ملامحها من مد إيده يدخلها خلفه بزاوية البيت وهو مشى خطوات أكثر وذابت عظامها من سمعت صوت عمّها حاكم وهي ما سمعت خطواته ولا حسّت إنه بيجي ولا تدري كيف حسّ ذياب أو حتى سمع قربه ..
‎رفع حاكم حواجبه وهو يناظره : خلّصت منهم ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء : خلّصت
‎رنّ جواله إتصال من نصّار لكن ما لمح حاكم إسمه إنما ناظره بتفحّص لثواني وهو يتوقّعه من أهل الوزارة : خلّص من هالإتصال ولا تطول ينتظرونك بالمجلس ، هاك
‎ترك حاكم سبحته بيدّ ذياب من جديد وهو يناظره لثواني بسيطة ورجع لناحية المجالس وما نطق ذيّاب بكلمة إنما شدّ على سبحة أبوه يلي لها معنيينّ إما تركها بباطن يدّه لجل يستغفر ويوصل للمجالس وهو زال منّه غضبه ، وإمّا تركها لجل يذكّره بحدوده ونفسه لكن مستحيل يكون لأبوه العلم إنّ قصيد خلفه ، مستحيل ..
‎رجع لناحيتها بعد ما رسل لنصّار رسالة تبين له إنه بيكلمه بعد دقائق وهو يحاول ما يرفع عينه لكنّه لمح يدها يلي على معصمها وما يدري ليه تطقّ بأعصابه كل دقيقة إنه يبي يناظرها بدون لا يحسّ بينهم حدّ وهي مو جالسة تجاوبه ، مو جالسة تقول له وافقت أو رفضت لكنّه رفع عينه هالمرة بهدوء : جاوبيني
‎ما قدرت تاخذ نفس لكنّها تتمنى يفهم من عينها إن كل الشعور يلي تحسّه كثير عليها ، كثير أكثر من كل شيء هي اليوم كلّه تفكر إنه أوهام ، واليوم كله تردّ خطاها يلي ما تنردّ عن الشباك وشوفه وجاء هو بساعة قلب موازين الوهم كلّها ويسألها بنفسه إن كانت وافقت أو لا ينتظر الجواب منها هي ماهو من جموع الرجال يلي بالمجلس لكن كانت للذيب غاية أخرى غير النظّر هو وده يشوف معصمها يلي تأمّلته للآن بجنبه مرّتين ولا وده يمد يده وهي ما وافقت وناظرها لثواني بسيطة يركّز عينها بعينه لكن سكن كونها كلّه من نظراته ، من إنتظاره لجوابها وتدري بكل ثانية تمرّ هو يحترق وبالفعل عضّ شفايفه بهدوء لكنّه ما بيترك رفضها وموافقتها تحدّه من الفعل الليّ يوده أكثر من كل شيء وسكن كون قصيد كلّه من أخذ كفّها بباطن يده لكن ما كان غايته كفّها ، كانت غايته معصمها وبرد فيها كل كونه من حاوط أزرار كمّها : ذّياب
‎ما كان منه رد ، ورجف كونها كله تمدّ إيدها لإيده لكنّه رفع عينه يمسك غضبه يلي بيتفجّر بعروقه : قولي
‎عضّت شفايفها بهمس : ذياب الرجال بالمجلس
‎سكن كونه كلّه من رفع كمّها للأعلى ولمح حدّ الضماد وخطوطه على معصمها يلي تبيّن إنه مشدود بطريقة مو صحيحة ، إحمراره الشديد ورجعت خطوتها للخلف من قدّم هو بخطوته يرجّعها معاه وهمست من خوفها ولا تدري كيف طلعت منها : وافقـت
‎هز راسه بإيه بهدوء بدون رد وسكن كونها كلّه من كان يخفف من شدّة الضماد لكنها ما إستوعبت شيء من رفع عينه يناظر وسط عينها بهدوء لأنه من شدّة سكوتها وتلّون ملامحها بألوان الخجل حصل له شديد اليقين إنها وافقت إن ما كنتي موافقة ما قرّبتك ، ما نظرت يمّك وأنا أدري ما تصيرين لي ورجال المجلس ؟ رجال المجلس أدرى العالم بي ، وبك وبشرع الله وحدّه وإن ما كان يحلّ لكنّك خطيبتي ولو كانت منك موافقة جبت الشيخ الحين لجل ما تسألين عن رجال المجلس وغيره
‎ما كان منها كلام لكن كان منّها نظرات خوف رهيبة وصلت لقلبه ، وصلت لعينه بتفكيرها إنه هو ما يحسّ إنه يرهبها رهبة شعور ، ورهبة ثقة مستحيلة وإصرار إنه ما بيمشي لحد ما يشوف غايته معصمها ويتطمّن ولو يشوفه من ما يكون ، كان يحسّ بخوفها ولهالسبب ما كان يبي يتكلم أكثر هو يبي غايته قبل لا يسيطر عليه شعوره يتوهه بين الغايات وإنها قدامه ، ذاب كل داخلها من فك الضماد كلّه وهي ما حسّت بهالشيء وسكن كونها من مرّت إيده على آثار الجروح ، وآثار حد الضماد بأعلى معصمها ونهايته ونبض حتى عرق عُنقها يلي إنتبه له بمجرد ما رفع عينه لعينها ورجف كل قلبها من مد إيده يبعد شعرها للخلف لجل يشوفه وزاد قُربه منّها لدرجة إنها تحسّ عطره صار يحاوطها ما يحاوط ثوبه ونفسه بس وهالشيء يرجّفها ، يرجع فيه محاوطة فروته لها وكل شعور بليلتها وسكنت من منع يدّه بالقوة عن ياقة فستانها وإنه يتحسس نبضّ عرقها بيده ومن إحمرّت كل ملامحه بشكل أرهبها : ذياب
‎ما كان منّه كلام هو رجع يلفّ الضماد على معصمها لكن بشكل خفيف وهمس بكلمة وحدة فقط : لا تشديّنه
‎مدت إيدها لكمّها المرفوع بتنزله ، وسكنت من نزلّه هو بنفسه يرجعّه لوضعه الأول ويسكّر أزراره كأنه ما لعب بشعورها وضيّع كل ذرة ثبات بداخله ويمكن بشكل واضح لها حتى هيّ ، رجف داخلها وهي تسمع صوت أمها وبنات عمامها يقرب من الباب لكن هو نظرته لازالت على عرق عُنقها يلي ما خفّ نبضه ولا بروزه بشكل يحيّره وهزت راسها بالنفي بهمس : بدخل ، لازم ترجع عندهم
‎رد على إتصال نصّار بدون لا يرد عليها بكلمة إنما أعطاها ظهره يبتعد وذابّت من نبرته يلي تغيّرت ألف درجة تتحول للشدة ، تتحول للقوة عكس هدوء نبرته معاها وهالشيء كان يزوّد لهيب مسامعها هي ما إستوعبت شيء للآن ولا ودها تستوعب هي ودها تختفي من كمّ المشاعر يلي مستحيل تقدر تخبيّه على أمها أو حتى تداريه بين قلبها ونفسها وهو أكبر من قلبها ، أكبر من عقلها وأكبر منها كلها ما عاد تثبت فيها حتى خطوتها ..
_
‎عضّ شفايفه وهو مو مع نصّار أبداً إنما يجاهد نفسه لا يلتفت ، يجاهد نفسه لا يطغى فيه شعوره يلي توّ يستوعبه هو ماله قُدرة ولا سيطرة بجنبها شدّ على باطن كفّه وهو يسمع من نصّار كلام ما يستوعبه لكنّه نطق بكلمة تتركه بنفسه يستوعب : خطبتها
‎تغيّرت ملامح نصّار مباشرة : وش سويت عضّ شفايفه وهو ياخذ نفس من أعماق قلبه ، وضحك نصّار بذهول لأنه ما يستوعب شيء نهائياً ولا يدري قرارت صاحبه بمحلّها وإلا لا : تستهبل كيف خطبتها ! توّك عصفت بالوزارة ووصلني الهرج كلّه ما وقّفت الإتصالات عليّ نصّار شف ذياب نصّار وينه ذياب ويقولون لي دقيت خشم بن مساعد قدام بيت المحامي والحين وبكل برود تقول لي خطبت بنفس اليوم ؟ وش تسوي بسم الله عليك وراك فجّرت الدنيا كلها بساعة !
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يقرب للمجلس وما يسعفه الوقت يجاوب فضول نصّار يلي من صدمته ما بعد إستوعب شيء : وينك إنت ؟
‎علّق ثيابه بالمقعد الخلفي وهو يسكر الباب : أخذت ثيابي وراجع البيت الحين ، متى تخلّص من حفلتك
‎عدل أكتافه وهو قدر بمكالمة نصّار يشتت جزء من نفسه وتفكيره يشد على باطن يده بهدوء : ساعة زمان وأكلمك
‎هز راسه بزين وهو للآن ما إستوعب لكنه ضحك من سروره : والله وطحت يالذّيب الله يسلّم بس ، شدّ حيلك
‎إبتسم وهو يسكر منه وأخذ نفس يعدّل أكتافه ويرجع للمجلس يشد على سبحة أبوه ولمح أبوه يلي كان متكي ظهره للخلف ويحني راسه بهدوء يتأمل بيديه ووقت حس بدخوله رفع أنظاره له بثبات وهدوء مُرعبين وجلس بجنبه لكن وقف فيه كل نظره تجاه جدّه متعب يلي كان يتأمله من بعيد ولمعت عيونه بشكل ما يقرب العادي بأي حال كان يتأمّله بشكل سرق من ذيّاب حتى نظرته لأنه يدري بقلب جدّه وتركه غصب عنه يقوم من جنب أبوه لجنبه يثبّت يده الراجفة على عكازه ولمح حاكم هالشيءّ وهذا كان سبب لرسم إبتسامة خفيّة بقلبه لأن مهما صار التشبيه من الناس إن ذيّاب نسخة أبوه لكنّهم ما يعرفون إنه النسخة الأفضل منه وهذا بإعتراف حاكم نفسه لأن ذيّاب يغضب ، ويعصبّ ، ويحرق لكن قلبه كبير على جدّانه ، وعلى كلّ شخص يحبه ما يقسى ويجزم حاكم إن هالطّبع ماهو منه إنما من بِكر فارس أُمه ..
‎ووسط ضجة أصوات الرجال وسوالفهم عدل تركي أكتافه يرد على سؤال أبوناصر لو حصلت من قصيد الموافقة أو إنها تحتاج وقت يطول لأسابيع لجل توافق وإبتسم : الأسابيع والطويلة ماهي عندنا يابوناصر ولا هي بحقّ الرجال يلي ندري بأصلهم ودروبهم ما يحتاج نسأل عنهم ، أنا قلت كلمتي وشاورت بنتي وقالت كلمتها والله يكتب الليّ فيه الخير يابوذياب ، البنت بنتكم ..
‎كان إعلان منه بموافقة قصيد على ذيّاب وخطبته ولهالسبب ضجّت الأصوات بالمباركات يلي ما بقت على جلوسهم إنما إرتفعت أصوات القيام كأنه إثبات منهم إن لمثل هالحدث ما يُكتفى بمباركات الصّوت ، لمثل هالخطبة ما يكون للجلوس معنى إنّما الوقوف ، والمباركة بحرارة السلام وشديد الدُعاء بالتوفيق إبتسم متعب بهدوء وهو يشد على عكّازه ، يهمس لحفيده : ما ودك تشوفها ؟ تدقّ الحديد وهو حامي ؟
‎إبتسم ذيّاب وهو يناظر جدّه ، وأخذ منه عكازه يدخل يده تحت يدّ جده يسنده وأسرّ لنفسه " ما أقوى " وأعلن لجده بهمس : نثبت دمّ آل سليمان يعني ؟
‎ضحك متعب من فهم حفيده له وهو يناظره لثواني ، وإبتسم ذيّاب لكن بمجرد ما رفع عينه كانت نظرات أبوه عليه يلي كأنه سرح لوهلة ووقت إنتبه له ذيّاب كان شعوره مثل المجرم يلي يُمسك بالجرم المشهود ، جُرم حاكم هالمرّة نظرته وسكون كونه من إبتسامة ذيّاب لجده ، ومن يده يلي كانت تحاوط يد أبوه يسنده والشعور الليّ ما يوصف بداخله إنّه بمجرد ما لمح وقوف ولده بهالشكل رجعت له صورته بالسنين الماضية لكن الشخص يلي جنبه ما كان أبوه ، كان كلّ عمره وظهره نهيّان ولهالسبب طأطأ راسه لثواني يستردّ حيله ، شعور الغصة يلي وقف بوسط جوفه إنه خطب لولده لكن بدون نهيّان وما خفى على ذيّاب إرتخاء أكتاف أبوه لو ثانية حتى وهو رجع لوضعه الطبيعي بشكل يمكن ما لاحظه أحد لكن لأن حالهم واحد كلهم يفقدون الشخص نفسه ، هو أكثر الملاحظين لأي تصرف من أبوه وإن كان ثانية وجالت أنظاره على المجلس من أهل لندن يلي يعلنون إنتهاء زيارتهم رغم إصرار عمه تركي الشديد وحلفه إنهم يبقون الليّلة عنده لكن كان منهم الرفض والإستئذان ..
_
‎« عنـد قصيـد »
‎أخذت نفس من أعماق قلبها من إبتعد وهي تتوجه للباب تدقّه على أقلّ من مهلها وبكل مرة تحاول تتدارك فيها نفسها ولا تبيّن على ملامحها شيءّ ، وصلها صوت ضيّ تسأل مين وراء الباب وهمست بخفوت : أنا قصيـد
‎فتحت ضيّ طرف الباب بإستغراب وهي تناظرها ، وإبتسمت قصيد بخفوت لكن طغى التوتّر على ملامحها من ناظرت ضيّ المدى خلفها تسألها : كنتي لحالج ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تدخل على أقلّ من مهلها من سمعت أصوات البنات وأمها بالصالة القريبة ، وسكّرت الباب بهمس : عادي ما تقولين لهم إني دخلت ؟ بطـ
‎وقبل تكمّل نُطقها إنها بتصعد لغرفتها تعالت أصواتهم بشكل تركها تفزّ من دخولهم كلهم بوقت واحد وتركت الباب يلي ضرب يتسكّر من تركته يدها لأنها إنفجعت ، التصفير يلي ما وقّف ولا الضحكات ولا الذّهول الشديد منهم وضحكت عمّتها لتين : كبرتي وبتتزوجين يعني ؟
‎رجف فيها قلبها ونظراتها من أمها يلي تتأملها بتفحّص ، وضحكت أسيل وهي تضمّها : أحب الخجولين أنا ! بس قولي لي كيف إحنا بنفس البيت ولا ندري تمّت خطبة ووافقتي ولا عن شيء وما ظنّي كنا بندري كمان يعني لما تملّكين ندري ؟
‎كشّرت أمها وجد وهي تناظرها كشّرت أمها وجد وهي تناظرها : نايمين بالغرفة إنتم غصب ما تدرون عن شيء ، قصيد تعالي
‎وقف فيها كل نفسها من نظراتهم والمباركات يلي وصلتها وهي ما تبيّ هالشيء ودها تطلع غرفتها وتستوعب كل شيء ، أخذت نفس من جلوسهم بالصالة وإن مالها مناص منهم وهي تجمّع باقي ذرّات شجاعتها وتتوجه لهم لكن ضاعت فيها من نقاشهم إن كلّ شيء تم بسرعة ومن هزت أمها راسها بإيه : حتى تركي ما كان يدري ولا لمّح له حاكم بشيء
‎إبتسمت نيّارا من قربت قصيد منهم : دمّهم حار ياقصيد يمكن يجي أبوك يقول لك ترى شيخهم معهم بنملّك
‎هزت لتين راسها بالنفي بذهول : لهالدرجة ؟
‎هزت سلاف راسها بإيه بتأكيد وإبتسمت تناظر بنتها : آل سليمان ؟ صدق مثل ما تقول نيّارا دمهم حار ما يطولون
‎بردت ملامحها وهي تناظرهم ولا تدري وش الشعور يلي طاغي بملامحها الحين هي إنخطفت من نفسها ، أو أكلها الخجل والحرّ أو الخوف والإرتباك أو صارت واضحة لهم إنها لقيته وشافته أخذ الموافقة من لسانها يثبت لها إنّه فعلاً من آل سليمان ، إن هي تدري قبلهم إن دمّه حار وتو تستوعب كلامه " لو كانت منّك موافقة جبت الشيخ الحين " وأشّرت على الدرج ما عاد تدري : بصعد غرفتي
‎إبتسمت سلاف وهي تعضّ أصباعها من خجل بنتها ولا علّقت إنما تعالت ضحكاتهم على خجلها ومن صعدت قصيد وكانت تحاول تمسك نفسها ما تركض أمامهم لكن من وصلت لنصّ الدرج تغيب عن أنظارهم فضحها صوت كعبها يلي يبيّن ركضها ..
‎وقفت خطوتها وهي تسمع أصوات الرجال وصلتها ومنعت خطوتها ما تتوجه للشبّاك لكن ما قدرت تمنع فضولها ورجفت وهي تشوف رجالهم ورجال آل سليمان كلّهم والواضح إن إنتهت زيارتهم بتحقيق غايتهم ، سكن كونها من لمحته يشدّ على يد جده يراعيه ويمسك عكازه بإيده الأخرى ، ينحني لجل يسمع همسه ويبتسم يرد عليّه وهنا ما قدرت تحسّ إلا بلهيب يحرق كل عنقها من رجعت شدّة نبضه ومن تذكّرت يده يلي إمتدت لشعرها ونظراته وقبل تستوعب شعورها واللهيّب رفع هو نظره للأعلى يرجّعها خطوة للخلف بدون مقدمات خوفاً من إنه يشوفها رغم إنه ما يقدر لكن هي خوفها أكثر ، خوفها إنه يعرف بتأمّلها وهي ما تقوى تثبّت عينها وسط عينه وقت يكون قريب منها ، خوف من إنه يشوف شعورها لو ما شافها ذاتها ويرجع يأكدّ كلامهم وكلامه إنه ما ينتظر إنما بيملّك ، وما يردّ إيده عن عنقها وهالتفكير لوحده أغرقها خجل ، أحرقها لهيب ..
‎إبتسمت ومُهيب الشعور يلي حسّته من صعدت هي للأعلى ولمحتها تتأملّ من الشباك ومن رجعت خطوتها ورجف جسدها وعرفت إن ما رجّعها إلا ذياب يلي متأكدة إنه بالخارج وإن نظراتها عليه : هو الذيب قويّ لهالقد ؟ ما كان من قصيد كلمة إختنقت حروفها وسط حلقها من شعور الإحراج يلي حسّته ، إبتسمت سلاف وهي تناظر بنتها لثواني طويلة : روحي غرفتك ، ما جلستي لوحدك
‎وهنا الجانب المفضّل لقصيد بأمها ، أمها تقّدر الخصوصية وتقدّر إن كل إنسان يحتاج وقته الخاص بعيد عن باقي البشر وهذا أفضل شيء بالدنيا هي ما تضغط عليها ، هي تعطيها مساحتها ترتّب نفسها لجل تسولف لها بإحساس خفيف ما تسولف لها مُجبرة على الحكي ..
‎توجهت لغرفتها وهي تسكّر الباب خلفها ، تقفّله ومدت إيدها للزرّ المحكم على رقبتها من الخلف يشد الياقة تحرر عُنقها من شدّته وتفكيرها كلّه بملاحظته المهلكة لعُنقها يلي ما يلاحظه منّها كلّ أحد وهو بموقف واحد لمحه منها وتمنّع عن لمسه ، رميت نفسها على الكنبة ما بدّلت فستانها ، ولا سوّت أي شيء يُذكر غير إنها أهلكت عقلها ، وشعورها بتفكير ماله نهاية ولا حد وما إنتبهت إنها وسط هالتفكير كلّه كانت تتأمل شيئين ، أزرار كمّها وتتكرر عليها صورة يدّه ومحاوطتها لها كيف يفتحها ، وباطن يدّها يلي يربكها بدون محاولة منّه ..
_
‎« بيـت حـاكم »
‎تركت القهوة على الطاولة وهي مستغربة من طلب أبوها يلي رسل لها يسأل عن أمها ليه ما ترد على جوالها ووقت ردّت عليه بإنها بالمرسم ما كان منّه رد غير لا تزعجها ، وتجهّز القهوة بنفسها هي تنتظر مجيئهم ورفعت أنظارها من صوت المفاتيح وعرفت إن الشخص يلي يفتح الباب هو نهيّان وإبتسمت من كان فعلاً نهيان وهي بكل مرّة تميز أصوات مفاتيحهم عن بعض ، تميّز متى يكون أبوها خلف الباب ، ومتى ذيّاب ، ومتى نهيّان ومتى أمها وميّلت شفايفها بتفكير هم يميزّون صوت مفاتيحها أو لا لكن مو هذا السؤال المهم الحين وقفت وهي تمشي لأبوها : ملاذك ما نزلت للحين تبيني أروح أناديها ؟
‎هز حاكم راسه بالنفي وهو يقبّل خدها ، وتنحنح نهيّان وهو يتوجه للمغاسل يغسّل يدينه ورفعت ورد حواجبها وهي تسمع صوت ذيّاب بالخارج : ذياب معاكم ؟
‎هز حاكم راسه بإيه وهو ينزل شماغه وعقاله يتركه بيديها : بطلع لأمك ، إن خلّص أخوك قولي له لا يبعد
‎هزت راسها بزين وهي تاخذه منّه ، وأشّر نهيان على شماغه : تعالي خذي شماغي كمان
‎رفعت حواجبها لثواني وهي تعلّق شماغ أبوها وقبل لا تردّ وصلهم صوت أبوهم من الدرج لأنه ما يحب إسلوب الأمر والتأمّر نهائياً من عياله على بعض : لا أنزل لك
‎نزل شماغه وهو يتركه على الكنبة بجنبه : نمزح والله
‎ضحكت وهي تناظره لثواني ، وأخذت وشاحها من جنبها وهي تطلع للخارج لأنها تبي تشوف ذيّاب وإبتسمت بخفيف من كان يكلم وإيده تتأمّل باطن يده لكن سكن كونها من من رفع يدّه لجبينه ، لعيونه يضغطها وتعرف هالحركة منّه ومن أبوها بالخصوص هي تعبير على كميّة ضغط يحاولون يدارونها ومن عضّ شفايفه : يصير خير
‎ولا سمح للطرف الآخر بالرّد إنما قفل وما إنتبهت هي إنها شالت هم بشكل إنعكس على ملامحها لحد ما نطق هو من لمحها ولمح الهم يلي تحمله : ورد حاكم
‎إبتسمت بإستدراك إنه إنتبه لوجودها : مشغول ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يمشي لناحيتها ، وناظرته لثواني وهي ما تحبّ تسأله عن شغله لكن حسّت بضرورة السؤال لأن كلامه كان مُختصر وحاد بشكل غير معقول وحركته الأخيرة تجبرها على السؤال : أمورك تمام ؟
‎هز راسه بإيه وهو يبتسم لثواني بسيطة يدخّلها تحت ذراعه ، وإبتسمت لثواني بإستغراب : فيكم شيء ؟
‎ناظرها لثواني : فينا شيء ؟ من تقصدين ؟
‎ميّلت شفايفها لثواني من دخلت وهي تناظر نهيّان المتمدد على الكنبة يتفرج بجواله ، ورفعت أنظارها له وضحك من عرف إن مقصدها هو وأبوه وإبتسمت بدورها : يعني المفروض ما تسأل شوي
‎رفع نهيّان أنظاره لهم وسكنت ملامحه من كانت ورد تحت ذراع ذيّاب : ولد تراها حقتي خلاص إنت عندك
‎ناظره ذيّاب لثواني ، وسكت نهيّان وهو يتنحنح من إستوعب إنه كان بيعلنها : عندك شغل ليه ما تروح له ؟
‎رفعت ورد حواجبها وهيّ حست بشيء آخر ما يقولونه لها : وش تخبّون ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يتوجه للمغاسل ، وتبعته : ذياب
‎إنحنى يغسّل يدينه ويناظرها لثواني : تعرفين بعدين
‎رجعت للصالة وهي تجلس بجنب نهيّان : قول لي
_
‎وقف بمكانه ينتظر منّها تنتهي من رسمتها ، يتكيّ على الباب يلي فتحه على أقلّ من مهله ويشك إنه حتى لو فتحه بصوت عالي هي ما بتسمعه ولا بتدركه لأنه يعرف وقت تكون بأكثر أوقات إندماجها ما تستوعب المُحيط حولها ويذكر موقف وحيد إستوعبت فيه ، للآن يذكره رغم إنه كان قبل سنين طويلة وقت فتح هو الباب وبجنبه ذياب يلي ما وقفت دموعه مهما كان يحاول يمنعها ويكتم بكاه ، يذكر للآن إنه كان يحاول فيه يبكي قدامه وكانت عيونه تخونه فعلاً ما وقفت دموعه لكنّه ما شهق ، ما صرخ وهو يتألم بشكل كان يحرق حاكم يعصّبه ويذكر للآن هو ما طلع منه صوت ، ولا من ذّياب صوت لكن هي وسط إندماجها برسمتها دلها قلبها وإحساسها ووقفت فيها الدنيا كلها وقت لفّت تشوفه قدام أبوه يغطي الدم ياقته وثوبه ، تشوف أنفه ينزف دم وحاجبه وما وقفت عيونه بكي ألم لكن كان يشدّ على نفسه ما يشهق ولا يبكي قدام أبوه ووقتها هي حسّت ، حسّت بشكل للآن يذكره حاكم ورميت كل شيء من يدّها ما ثبتت فيها حتى خطوتها تاخذه بحضنها ووقتها بس شهق ذياب ، وقتها بكى من ألمه ، رجع لواقعه يعدل ظهره ينفض الذكرى من من طغت عليه بدون مقدمات وطغى فيه شعوره تجاه ولده لأن بحياته كلّها ما حرقه شخص مثل ذيّاب وأطباعه ، حتى وهو طفل كان يرفض كل أنواع مشاعر الضعف وتعابيرها قدام أبوه ، وحتى قدام أمه لكن لها حنيّة تختلف ، حنيّة أجبرته هو قبل ذياب وهدّت حصونه وأسواره يعبّر عن مشاعره ، وحنيّة تجبر ولدها من طفولته وقت يتألم ، تطلع مشاعره قدامها وهذا كلّ الخير عند حاكم لأن لو ما الله ولُطفه ثمّ حنية بكر فارس كان الزمن بيعيد نفسه بشخصية مؤلمة تشابهه لكن بدون نهيّان ، شيء ما يقدر يتصّوره كيف تطلع شخصية تشبهه بدون مُرشد يهذّب أطباعه ، شخصية مالها زمام يُمسك ولا تسمع أمر وتطيعه ..
‎طاحت الفرشة من يدّها من حسّت بإحساس غريب إن شخص يتأملها ووقت لفّت كان فعلاً حاكم عند الباب ورفعت يدها لصدرها تهدئ من الرهبة يلي حسّت فيها وقت لمحت شروده الغريب ومن كان شارد لكنّه عدل أكتافه بشكل أرهبها : بسم الله ، حاكم !
‎تنحنح وهو يرفع إيده لوجهه ، ومشى لناحيتها من إنخطفت نظرتها مباشرة من داهمها إحساس سيء من وقوفه بهالطريقة وشروده لأنه ما يشرد ويغيب ذهنه عنه من شيء هيّن ومباشرة رجفت يدها برعب : ذياب !
‎هز راسه بالنفي وهو ينحني ياخذ الفرشة من الأرض من ما قدرت حتى رجولها تشيلها توقف ومد إيده مباشرة يشد على يدها : مافيه إلا العافية ذياب هدّي ، بشويش
‎ما يعرف حاكم الشعور يلي إرتمى بصدرها وهي طول اليوم تحسّ بشعور غريب أجبرها تنثر مشاعرها بألوانها ورسمها وما كان شعور سيء أبداً لكن وقوفه الحين وطريقة تأملّه لها شككتها بنفسها ، بشعور يومها يمكن كان له إتجاه آخر وهي دّلها قلبها على مشاعر أخرى ..
‎أخذت نفس من أعماقها وهي تناظره لثواني ، وشدّ على يدها لثواني بسيطة وهو يقبّلها رغم فوضى الألوان يلي تحاوط يديها ، توصل لذراعها : تعالي ، كلّهم تحت
‎وقفت وهي تتوجه للمغسلة تغسّل يديها عن الألوان ، وأخذت نفس تعدل شعورها ورعبها لأن عيالها بيلمسونه منّها مباشرة وتسأله : ما كلّمتني اليوم ، صار شيء ؟
‎ميّل شفايفه وهو يهز راسه بالنفي : كلّمتك لكن رجعتي تنسرقين من هاللوّحات ، وش السبب ؟
‎إبتسمت لثواني وهي تجفف يديها : طغت عليّ مشاعر غريبة اليوم ، يمكن عندك سببها تبشّرني ؟
‎رفع حواجبه لثواني وهي مستحيل يكون وصلها علم أو خبر ، وهز راسه بالنفي يدخلها تحت ذراعه يقبّل رأسها : يبشّرك الخافي البين ، العلم عنده ..
‎رفعت حواجبها بإستغراب من سرور خفي بداخله يحاول يخفيه وما تدري وش الشيء يلي ممكن يبشّرها فيه ذيّاب ونزلت للأسفل معاه ، إبتسمت بإعجاب إن ورد سوّت قهوة : عندكم أخبار ما تمزح يعني ؟ سكن ذيّاب لأنه كان متوقّع أبوه طلع للمرسم يعطي أمه الخبر ، كان يتمنّى ويبي أبوه يقول لأمه لحالهم ما يرمي المهمة عليه لكن الواضح إن حاكم بيحمّله مسؤولية كل شيء ، جلست ملاذ لثواني وهي تناظر ذيّاب تنتظر منّه كلامه وعضّت ورد شفايفها : يخبّون شيء ، نهيان وذيّاب وحتى أبوي معاهم الحين يعرف وما يقول تدرين ؟
‎رجع نهيّان جسده للخلف ، وبالمثل حاكم ورفعت ملاذ حواجبها لثواني : العلم عند ذيّاب نفسه ماهو عندهم
‎ناظر أبوه لثواني ، ولف أنظاره لأمه وورد يلي ما يدري كيف ممكن يتقبّلون الخبر وصدمته وهم قبل يطلع كان كلامهم عن جار لندن وإنه بيخطبها ويجمّلون الحكايات وعض شفايفه من رجع يتذكّر " ويغار " ما يتذكر وبس وتنحنح يحاول يبعد شعوره لأن بتكون لهم أكبر صدمة بحياتهم بعد حلو الحكايات يلي سطّروها رجع هو يحمل بقلبه وعينه وحروفه خبر لهم إنه خطبها ، ما كان منّه كلام لثواني طويلة وحسّت ورد بقلبها يتغيّر مكانه لوسط بطنها من الإنتظار ومن أبوها ونهيان الهاديين : ذياب !
‎ضحك نهيّان وهو يقوم يجلس بجنب ورد بدل مكانه بجنب أبوه لأنه ما يتوقع ردة فعلها نهائياً ولأن من حماسها هي مو قادرة تثبّت رجلها ، عدل ذياب أكتافه بهدوء وهو يناظر أمه يلي كانت تحاول تقرأ حروفه من ملامحه قبل ينطقها ولمح عجزها لهالسبب نطق يرحم فضولها ، ويرحم نظرات ورد وتوترها: خطبت
‎سكنت ملاذ وهي توقّعت كل شيء إلا هالكلمة لدرجة إنها كانت بتتكلّم لكن ما طلع منها حرف ، وتغيّرت ملامح ورد يلي ما كان منّها رد هي رمشت تحاول تستوعب كلمته وبردت ملامح ملاذ كلّها من كانت بتسأل كيف وبالمثل كانت ورد لكنّه رجّع حروفهم لوسط جوفهم من كمل بهدوء يبيّن لهم صدمة أُخرى : بنت الشاعر
‎شهقت ورد بدون مقدمات ، وما تمالك حاكم ضحكته من صدمة ملاذ يلي تتأمّل ولدها بذهول مو مستوعبة كلامه وضحك نهيّان من صدمة أمّه يلي ما نطقت كلمة ونسيت كيف ترمش من ذهولها ، إبتسم ذيّاب وهو يوقف من رجفت يدها ومن عرف إن حروفها تتزاحم بوسط جوفها تحرّك شفايفها بدون النطق ومد إيده يقوّمها يضمها من بكت بدون مقدمات وهي تشد على كتفه ما إستوعبت ، ما إستوعبت لكن وقت جاء يقوّمها بنفسه يضمها ما مسكت دموعها أبداً وضحك هو بدوره لأن دموعها دموع سرور ما يوصف ..
‎ناظرت ورد أبوها بصدمة مُستحيلة تنتظر منه تأكيد وما أكّد لها شيء كثر إبتسامة نهيّان المبسوط على صدمتهم وعلى الخبر كأنه هو خطب مو ذياب ، ما تدري كيف رجعت تسأله عن إسمها : قصيد ؟ خطبتها لك إنت ؟
‎غطت ملاذ نصف ملامحها وهي تناظر ذيّاب بذهول ، ومدت إيدها لوجهه تتأمله لثواني هي حتى وجوده بجنبها وإنه يحضنها ماعاد تستوعبه وضحك نهيّان : ياحاكم جاك من يضيّع علومها غيرك
‎إبتسم حاكم بخفيف وهو يشوف نظرات ملاذ تتفحص ولدها بذهول ، بسرور مُستحيل وعرف ذياب إن كل مشاعرها تجمّعت بعيونها لأنه كل ما لف أنظاره لورد وإلا لنهيان هي تمدّ يدها ترجع وجهه لناحيتها وهمست وأخيراً بعدم إستيعاب : خطبتها ، خطبت قصيد ؟
‎هز راسه بإيه وهو يهمس لها : ووافقت
‎شهقت ورد لأنها سمعت همسه ، وذابت ملاذ بدون مقدمات وهي تناظر حاكم لأن ما تتوقع شيء غير إنهم راجعين وهي زوجته مو بس خطيبته : يارب الشيخ نايم
‎تعالت ضحكاتهم لأن هي نطقت فيها عفوية لكنّ تعبر كثير إن ما ودها العجلة وسرع الخبر يكون ضيّع عليها لحظات مثل هاللحظات من حياة ولدها وهز حاكم راسه بالنفي بهدوء : الشيخ ماهو نايم لكن ما تصير بدونك
‎إبتسمت وهي تاخذ نفس بإرتياح من كمّل حاكم : هي خطبة رجال بس والحين باقي الأمور عليكم تزورون أم عذبي وتحددون باقي الأمور ووقت العقد متى هي تبيه ..
‎ناظرت ملاذ ذيّاب لثواني وإبتسمت بهمس : تشوفها ؟
‎نزل أنظاره لأمه ، وناظرته هي ما تمالكت سؤالها ونفسها : من وقت وهي ببالك ؟ وإحنا ما لنا علم ؟
‎هز راسه بالنفي هو ما يبي يجاوب على شيء آخر بخصوصه وبخصوصها وإن كان فضح جزء كبير من حكايته معاها وقت عصف بأبوه يخطبها له وفضح جزء آخر لملاذ وورد إنه بعد حوارهم هو ما هدت فيه خطوته ولا قرّت روحه بداخله إلا بعد ما إرتبطت بإسمه قدام الدنيا كلها ، رنّ جواله بعد رسائل كثيرة وهو ياخذه بيدّه : عن إذنكم
‎ومشى بخطوته للجهة الأخرى تحت أنظار أبوه المتفحّص ، وتحت أنظار أمه وأخته المذهولين كيف صارت بالصريح منّه إنه خطب قصيد وليه وش الطاري بدون ما يقول لهم ، وبدون ما يشاورهم تكون خطبة مُمهدة لهم ولقصيد لكل الأطراف العلم فيها لكنّ سرورهم أكبر من هالأفكار وهم يعرفون إنها خطبة رجال وباقي أحداث المسرّة هم بيعيشونها وهم من شخصياتها لكن للآن كبير الحدث على إستيعابهم ، على الربط يلي ممكن يصير بعقولهم يعرفون منه جزء من الحكاية ..
‎مد نهيان يدّه لقهوته بسرور : طلع شعور الصدمة رهيب وإنك تصدم الناس بخبر إنت تدري به ، ذقته قبلكم
‎ناظرته ملاذ لثواني ، وضحك نهيّان يناظر أبوه : كيف صارت بدقيقة ؟ يعني أنا أدري وآل سليمان يدرون ما رحنا خطّابة لكن بنص المجلس تبدّلت موازينك وموازين ذياب وصح إنّنا ما خيّبناك وطلعت صدمتنا علينا لكن كيف ؟ من متى كانت نيّتكم تخطبون ولا قلتوا لنا ؟
‎ترك حاكم فنجاله على الطاولة وسكنت ملامح ملاذ من عرفت إنه هو بنفسه ما كان له علم ومن تنحنح هو يقول جزء من الحقيقة ويخفي آخر إنه حتى هو ما كان يدري وخطب مُجبر : من وقت ما نطق أخوك إنه يبيها صارت النية خطبة ماهي زيارة عادية
‎ناظرته ورد وهي حتى وقت تحاول تربط شيء تقول عنّه " هذا سبب خطبته " وتبني حكايا هي تعجز وكأنها مو قادرة تصيد على ذيّاب أو على قصيد زلة شعور توضّح لها إن الخطبة جات بعد أسباب ومو فجأة لكن يقفّل عقلها من كل الإتجاهات هي للآن مو مستوعبة قصيد تكون بجنبّ ذياب وكل ما قرّبت تستوعب تحسّ بشعورها كله ببطنها من التوتر ، وكُثر الصورة عليها ..
‎قامت ملاذ تجلس بجنب حاكم ، ودخل ذيّاب : بمشي
‎هز حاكم راسه بالنفي لأن وراهم جلسة طويلة ، طويلة أطول من كلّ شيء هو ما بيغرّه السرور وياخذه حلو الخبر ووقعه عليه قبل ولده عن السؤال وعن التحقيق لو صحّ القول هو بينفضه تماماً بيبدأ بشغله وأعياده وبينتهي ببنت الشاعر كيف صارت وسط الأمور ومعمعتها : ما بتمشي مكان ، وين بتمشي ؟
‎رجّع نهيان جسده للخلف : ذيّاب بتمشي ؟
‎هز راسه بإيه بهدوء وهو يوجه أنظاره لأبوه ، ووقف حاكم يخرج معاه للخارج وتبدّل كل سروره لتعكّر مستحيل بالمزاج : ما تشدّ الدنيا وتمشي
‎هز راسه بالنفي بهدوء ، وكمّل حاكم : البنت
‎ناظره ذيّاب لثواني ولمح حاكم إشتعال نظرته وعرف إن ولده من زمان مقيّد بقيد آخر ماهو قيد شغله : البنت ، وغير البنت موضوع الخطبة ما يطلع
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يناظر أبوه يلي كان يقصد ما يطلع موضوع إنها خطبة مفاجئة جات إجباراً عليه : هي ما جات بطريق الصح إيه لكنّها ما جات عليّ إجبار ، جات من رغبتي وكيفي وهذا المهم لها وللبقيّة
‎ناظره حاكم لثواني ، وطلعت ملاذ لأنها تحسّ بأشياء غريبة بين حاكم وذياب وما نطقت هي بس فتحت الباب وفضّ حاكم الموضوع كله يناظر ولده : لا تطول
‎هز ذياب راسه بإيه وهو يتوجه لسيارته ، ولف حاكم أنظاره لملاذ يلي تناظره بتفحّص : وش ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي كل ثانية تتأكد إنه فيه شيء آخر مغيّب وما تدري متى بينطقه حاكم : سلامتك
‎دخل وهو يصعد لغرفتهم ، وجلست ملاذ مع نهيّان وورد لكنّها صعدت خلفه تبي العلم منّه ..
‎دخلت وهي تسكّر الباب خلفها من كان جالس على الكنبة ويستغفر بسبحته وجلست على طرف السرير قدامه وما كانت تبي تسأله لأنه بينفعل هي تعرف هالشيء لكن لو تسولف ، هو بيسمع ويهدأ وتنساب منه إنفعالاته بعد سوالفها بشكل أهون : قبل فترة بالبّر ، وقت جلسنا أنا وإنتّ نتأمل خيامنا تدري وش جاء ببالي ؟
‎شد على سبحته لأن نفس الشيء يلي جاء ببالها وعجزت تقوله له هو جاء بباله لكن قرر إنه مو وقته المناسب : جاء ببالك متى يقرر ذيّاب إنه يتزوج ومن الليّ بياخذها ناظرته لثواني مستحيل تكون واضحة لهالقد لكن سكنت ملامحها من عرفت إنه هو كان تفكيره كذا باللحظة ذاتها وضحك حاكم بسخرية وهو يرجع جسده للخلف : كان الوقت ماهو مناسب ولازال ماهو مناسب لكن ولدك يقرر بكيفه ، ويختار بكيفه ، ويعجّل بكيفه ويرخي بكيفه
‎ذُهلت تماماً : ما كنت تعرف ؟ صدق ما كنت تعرف
‎ناظرها لثواني وهو يشد على سبحته وضحك بسخرية ، وهزت راسها بالنفي بهمس : ما كنت تعرف ، وخطبتها
‎ناظرها بشبه إنفعال لأنّه يحس بشعور يكرهه إنه مُجبر وما كان يعرف بخافي ولده : خطبتها بالطريقة يلي هي تستاهلها ، خطبتها قبل ينفّذ كلمته إن ما دخلت المجلس وطلبتها ليّ دخلت أنا وطلبتها بنفسي لأنّ ولدك
‎ناظرته وهي تحسّ أعصابه تطق مع كلمة ينطقها ومن قطع كلمته وباقي جملته وهو كان ناوي يكمّلها ، ناوي يشرح لها إنه يحرق نفسه وكل شيء حوله ومو مستوعب إن الوقت بيصير ضده لو إستمرّ على هالوتيرة وبالنهاية ما بيلقى إلا رماد نفسه ونطقت ملاذ من ردّ كلامه لجوفه يشد على سبحته : لأن ولدي وش فيه ؟ يبيها ومافيه بنت بالدنيا كلها تليق له مثلها صدقني ، الوقت ماهو مناسب لأيش ما فهمت هو مستقّر وبمنصبه وبخيره وعزّه وشخصيته ما تلقى عليه شيء ، ليش الوقت ماهو مناسب وليش كنت ناوي تحرمه ؟
‎ما كان من حاكم ردّ نهائياً إنما نظرة وحيدة شتتها مباشرة ، سكتت ملاذ تماماً لأنها عرفت حدة الوضع كله بين حاكم وذيّاب وهي تناظره لثواني ، وعضّ شفايفه وهو يستغفر ما وده يعكّر سرورهم ولا وده يفكر بشيء آخر لكنّه ينضغط كل ما حسّ إن فيه شيء يضغط على ولده ويكتمه وهو مكتّف اليدين ما يسوي شيء وهي مال تفكيرها لجانب آخر الآن ، جانب إن ولدها ما كتم وما أخفى إنّما طلب حقه بإصرار غريب وشبكت يديها وهي تناظر حاكم لثواني بسيطة رغم إنها تعرف ما بيفهم بحكي العواطف هو يفكّر بعقله قبل كل شيء ولهالسبب هو عقله وتفكيره تجاه شغل ذيّاب ومنصبه أكثر من قلبه ورغم إنها ما تعرف نوع الصعوبات يلي يواجهها ذيّاب ولا تعرف عن دنيا شغله شيء من تكتّمه هو وأبوه ، تعرف إن لكل منصب عثرات وعقبات لكنّها ترتاح من هالناحية لأنه بعينها هو قد كل شيء ، ولأن أبوه خلفه هي ما تضطر للقلق والتفكير والهم الكثير ورغم إنّ ببالها كثير الأسئله بهاللحظة ورغبة تحليل مُستحيلة تجاه كل شيء لكنّها تبي تستوعب بالأول بينها وبين نفسها ، ثم تروح لبنتها يلي ما يختلف حالها عنّها هي بنفس مقدار الصدمة والذهول وممكن أكثر لأنها تعرف قصيد وأقرب لها وما تتأكد من شيء حالياً كثر تأكّدها إن الخطبة ما جات هيّنة عليهم ، ولا على بيت تركي وآل نائل وتحتاج أيام طوال لجل يستوعبونها يستوعبون شعورها وحقيقتها وما قدرت تجلس بخطوتها إنمّا طلعت من الغرفة تسكر الباب خلفها وعرف حاكم إنها بتتوجه لورد وبالفعل دقّت الباب تسمع صوت بنتها يسمح لها بالدخول ، إبتسمت بخفوت : ما بتنامين الحين ؟
‎جلست على طرف السرير وهي تناظر أمها : تعالي ، لا
‎دخلت وهي تسكر الباب خلفها ، وضحكت ورد وهي تناظر أمها وتنهّدت بسرور رُسم بعينها قبل ثغرها : ما توقعت ، لو ثانية وحدة ما توقعت يالله كيف كذا !
‎هزت ملاذ راسها بإيه وهي تجلس جنب بنتها : ما توقعت مثلك ويمكن أكثر شوي ، عقلي يقول إنّا ضغطنا على أعصابه لو كان مركز بكلامنا ؟ عن جار لندن
‎هزت ورد راسها بالنفي بإستحالة : كان مضغوط من شغله أمي مستحيل ! يعني سمعت هواشه وكلامه والمكتب والوزارة وغيره كثير ما أتوقع كان فيه عقل يسمعنا وينتبه ، بعدين لو فعلاً كان مركز معانا وغار مافي غيرة بدون ما يكون يحبّها من زمان وهذا ما لاحظناه
‎ميّلت شفايفها لثواني وهي تناظر بنتها ، ونفضت كل الأفكار من عقلها ورأسها وهمست توضّح إن مهما وصلت فيهم التحليلات والأفكار هم ما بيعرفون شيء على وجه اليقين ولا هو بيكون منّه كلام : الخافي البيّن ..
‎إبتسمت ورد لثواني وهي تناظر أمها ، وتركت كل الأفكار والمشاعر على جنب : إنتِ وش شعورك ؟
‎رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : ودي ذيّاب يجي ويقول من جديد ، ثم بحاول أستوعب وأعرف وش شعوري
‎إبتسمت ورد وهي تاخذ المخدّة لحضنها وطغى فيها شعورها وضحكت تخففه : عادي أقول إني ما بقى فيني حيل شيء ؟ كيف قال خطبت بنت الشاعر مو بنت تركي ولا بنت المحامي وكيف إبتسم يقولك وافقت مستحيل والله مو عادي مو عادي !
‎إبتسمت ملاذ وهي تعضّ شفايفها لثواني وتضخّم قلبها من كثر شعورها ، حُبها لولدها وإعترافها بهالشيء : هو كله موعادي بس ما ينصاد ، ما تقدرين تاخذين منه كلمة لكن باقي ، إلاّ ما يبين باقي خطبتنا إحنا ، وباقي العقد يحسّب نفسه بينساني فيهم ويتممهم بين الرجال لا معليش الباقي عندنا ومعانا ..
_
‎« بيـت نصّـار ، قبل الفجر بدقائق »
‎وقف بسيـارته وهو مُرهق ، مهلوك لو كانت الكلمة تنفع وتعبّر طلع من البيت بوجهه على الوزارة من مساعدينه يلي يتصّلون عليه مع كل جنب وصوب وهو بدون شيء عنده إجتماع ولُقاء مع المستشار بالصباح كان يبي يرتاح قبله ، سكر باب سيارته وإنهدّ كل حيله من رُفع صوت الأذان يعلن دخول الفجر لكنه تنهّد يرفع أنظاره للسماء بهمس هو كانت خطته يوصل لنصّار قبل الفجر لكن ما كان بقدرته هو تأخر بأوراقه وشغله : حقّ ، الله أكبر
‎إبتسم نصّار وهو طلع من بيت الشعر وتيشيرته بيده : حيّ هالعين ! حيّ هالوجه رفع ذياب حواجبه لثواني ، ولبس نصّار تيشيرته : أنا قلت توصل قبل يأذن الفجر تلحق تجلس معي شوي ثم تصليّ مع أبوك بمسجدكم ، تأخرت بالخط وإلا كيف ؟
‎ناظره لثواني بتعجّب ، وضحك نصّار لأنّ ذياب ما يعترف بالتأخّر بالطريق نهائياً وتراجع عن خطأه : مستحيل تتأخر بالخط أدري ، وش العلم ياحبيبي ؟
‎ناظره ذيّاب وهو يرجع يده لخلف رأسه وزفّر بقروشة : العلم إني طايح بشيء له أوّل ماله تالي هذا العلم
‎رفع نصّار حواجبه : أفا ! وش الموضوع طيب هو بن مساعد وإلا غيره وإلا المستشار نفسه وإلا كيف
‎هز راسه بالنفي ، وأشّر له نصار : تعال بيت الشعر
‎هز راسه بالنفي وهو يناظر ساعة يده : لازم أوصل المسجد قبل تقوم الصلاة ، أكلمك بعدين ؟
‎هز راسه بالنفي : بلبس ثوبي وأجي بصلي معاك هناك
‎رفع حواجبه لثواني : ما عندك دوام إنت ؟
‎هز راسه بإيه : عندي ، بس إنت وعلمك أهم الحين وبسوق أنا إركب معاون إنت
‎ناظره ذيّاب لثواني بسخرية : خايف على روحك ؟
‎إبتسم نصّار وهو يدخل لبيت الشعر ، وبدّل لثوب وهو يطلع يركب بجنب ذيّاب يربط حزام الأمان : أجزم إنك تخاف على روحي أكثر ممّا تخاف على روحك
‎ناظره ذيّاب لثواني من ثقته ، وإبتسم نصّار وهو يهز راسه بإيه : هذا الحق ياحبيبي ، عشان كذا أنا مو خايف نوصل المسجد بدقيقة أنا خايف عليك من التعب بعد معارك اليوم تحتاج راحة
‎رفع ذيّاب حواجبه لثواني وهو يشوف أبوه كان يكتب بمحادثته لكن بمجرد ما صار هو موجود ومتصّل طلع من المحادثة وما عاد كتب شيء ورمى الجوال لمكانه : معارك اليوم ؟ ما صارت
‎هز نصّار راسه بإيه : ليتك تشوف نفسك ياصاحبي ، من زمان وإنت بجهة والقرار بجهة والحين قرّيت بعد ما عصفت ، الحين هجدت دقّيت خشم بن مساعد ، وخطبت ، لكن وش الجاي
‎رفع أكتافه بعدم معرفة وعدم إهتمام بالأصح : ما يهمّني الجاي يهمّني الحاضر
‎ناظره نصّار : الجاي مستقبلك كيف ما يهمك ؟
‎ما كان منّه رد ، وتنهّد نصار من دخلوا الحيّ لكنه رجع يبتسم بخفيف : والله ببالي كلمة من أوّل ودي أقولها لكن ودي نرسى على بر الأمان والحين بقولك قلبك ضعيف ياصاحبي ، ضعيف
‎ناظره ذيّاب ، وإبتسم نصّار وهو يفتح الباب ينزل لكنه رجع يستغفر ويثبّت كلامه : صار له حكمه ونطقت وإنت بعزّ إنشغالك تلبي مطلبه ..
‎ما رد ذياب من لمح أبوه وهو يعضّ على شفايفه بهدوء : نصّار ما ودك يكتمل ليلي عليك
‎إبتسم نصّار وهو يعدل أكتافه ، ويمشي لداخل المسجد وتوجه ذيّاب لأبوه يلي نطق : تأخرت
‎هز راسه بإيه بهدوء : كنت مشغول بالوزارة
‎ناظره أبوه لثواني ونطق بصرامة تبيّن عدم إستعداده للنقاش نهائياً : المستشار بروح له لحالي ، إنت ما بتجي ناظر أبوه لثواني ، ورفع حاكم أنظاره لذيّاب يلي كان يرد حروف التمنّع بشدة لجوفه ونطق المؤذن يقيم الصلاة ويمنع حرب كان أساسها النظرات بين ذياب وأبوه لأن مستحيل يسمح ذيّاب إن أبوه يروح لحاله للمستشار وإن كانت نيته حمايته وحوار وديّ مع المستشار ، هو يعرف التفكير يلي بينرمى والتقليل يلي بيصير من مقامه هو ويضرّه ذاته يثبّت باقي الأقاويل إنه ما وصل لكرسي بالوزارة إلا بسبب أبوه وصيته وإسمه ماهو لأنه يستحق هالمكان ، إستوت الصفوف والتصق كتفه بكتف أبوه تحت " الله أكبـر " وللمرة الثانية يقشعر داخل ذيّاب منها ، بالمرة الأولى وقت إرتخى حيله قدام بيت نصّار ونطق إمام المسجد بالآذان والتكبير ، والحين ببداية الصلاة وكأنّ كل ضجة بداخله تلاشت لأنّ وإن كانت أموره عظيمة ، كبيرة ، وثقيلة تهدّ حيله ربّه أكبر من كل دنياه ومُهيب الشعور المريح يلي يحسّه بصدره من هالفكر وهالتركيز والتأمل بالتكبير فقط كيف باقي الصلاة والآيات وفعلاً كانت نسَمة برد على لهيب صدره وعقله هدّت منه كثير وهذا الشيء يلي كان يحتاجه بنهاية يومه ، بنهاية جلوسه ودعواته يلي يرفعها لربّه وسكن داخله من أبوه يلي طلّع سبحة من وسط جيبه الأمامي ويعرف لمن تكون ولهالسبب رقّ قلبه لأن أبوه ما ترك هالعادة أبداً وإرتخت أكتافه بالمثل يرفع دعواته سرّا لربه ، سكنت ملامحه من ضمّت دعواته هالمرة شيء جديد وشخص جديد وشدّ على باطن يده يكمّل أذكاره ، يسترجع ثباته الشبه مُتلاشي وحيله يلي ما بقى منه إلّا القليل يلي لو إختلى بنفسه وجات هي بباله بتنهي كل حيل فيه ما يبقى له شيء ..
‎رفع حاكم حواجبه من ضجة الأصوات خارج المسجد ، وناظر ذيّاب يلي فهم نظرة أبوه وطلع بكل هدوء للخارج ووقفت خطوته قدام باب المسجد بدون حراك أكثر ، طلع نصّار خلفه وأنظاره كانت باقي للخلف : وش صـ
‎سكنت ملامحه من إلتفت وبُترت كلمته وجملته قبل يكمّلها بذهول ، نزل ذيّاب بخطوته أول درجات المسجد وما تحرك نصّار من الصدمة وهو يلف أنظاره لعمه حاكم يلي حسّ من وقوف ذياب وطريقته قدام باب المسجد إن فيه شيء غلط ووقت لمح الصدمة بملامح نصّار يلي لف لناحيته وشكله مو مستوعب هو عرف إنّ الشيء الغلط يخص ذيّاب نفسه ، وقف ولا يدري كيف وقف وهو يتوجه لباب المسجد ووللخارج وسكنت ملامحه بدون مقدمات من منظر سيارة ذياب يلي ترتمي فوقها أكياس من الزبالة - الله يكرمكم - وتتلطّخ بدهان أبيض شوّه منظرها ولونها الأساسي الأسود ولا يدري ذيّاب وش المغزى والمقصد لكنّه شب غضب ، شبّ نار يحاول يداريها بداخله وعضّ شفايفه بهدوء يلف أنظاره لأبوه يلي ما قلّت صدمته عن صدمة ولده ولا نصّار لمح كثير الوجوه حوله ، كثير الهمس والكلام والذهول لأن الحيّ كله يعرف سيارته وهالمنظر يلي قدامهم - مرعب - مو طبيعي من يتجرأ يقرّبها بهالشكل وما كان منّه الرد نهائياً هو ما بيرد بكلامه ، هو بيردّ بطريقة أخرى لكن إبتسم بسخرية يوصّل رسالة بإبتسامته وعدم إهتمامه ، ونطق أبوه بصرامة : ذيّاب
‎لف أنظاره لأبوه يلي لمح شخص ينسحب بين الجموع ونطق بإسمه يبين له إنّه يبيه يتكلم وبالفعل نطق مباشرة بجهورية تسمّع القاصي قبل الداني : ضعيف النفس يجي وحنّا نصلي بالمسجد هذا حدّه ، ظنّه يتغافلنا لكن بلّغوه وطيّروا له العلم ترى ما يخفى عنّا ونغضّ الطرف مره ما نغضّه مرتين ..
‎إنفضّت جموع الرجال من نطق حاكم خلف ولده : ما حصل شيء الله يسهّل دروبكم ، إذكروا الله وتيسّروا
‎توجه لجنب أبوه وهو يستغفر ورفع يدّه لحواجبه وجبينه من حسّ بعروق راسه توجعه من الأرق والضغط يلي يعيشه : إرجع وكمّل أذكارك ووردك لا تشيل همه الرديّ
‎هز حاكم راسه بالنفي وهو يشد على السبحة يلي بيده ، وناظر ذيّاب أبوه لثواني بسيطة فقط لأن مو عادة حاكم يخرج من المسجد قبل تشرق الشمس والحين بيختلف عادته لجل هالحركة وتنحنح نصّار من حس بمقدار التوتر الموجود بينهم لكن حاكم كان سبّاق بالكلام : مشينا يانصار ، لا تروح مكان والسيارة إتركوها مثل ماهيّ
‎هز راسه بإيه ، ومشى حاكم بجنبه ذياب ونصّار للبيت وبمجرد ما وصلوا حدود بيت حاكم قررّ نصّار التهرب لكن قبل ينطق ويحاول عرف حاكم نيّته وأنهاها تماماً بجملة وحدة : تدل درب بيت الشعر يانصّار ..
‎هز راسه بإيه وهو يمشي لبيت الشعر ، ودخل حاكم لداخل البيت خلفه ذيّاب يلي يتبعه وعرف إنّها النار بينهم من دخل أبوه المكتب ينتظره يدخل خلفه وبالفعل جمّع حيله يتبعه ، يسكر الباب ويقفله وراهم وعضّ حاكم شفايفه وهو يجلس على الكرسي خلف طاولته ورفع يده لشفايفه وشنبه من الغضب يلي يحسه ويحاول يمنعه : أسمعك
‎ناظره ذياب بهدوء لثواني بسيطة شبّت بداخل أبوه نيران ما تهدأ لأن نظراته عن ألف كلمة وكلمة وعصّب مباشرة : أسمعك وش الحل يلي بتسويه ! وش الحل الحين يومك تمنعني وتمنعني وتمنعني وهاك خذ وراء ظهري ووراء ظهرك كان عدّوك ولا درينا به ، وين الحلّ ؟
‎عضّ ذياب شفايفه وهو يبي أبوه يفرّغ غضبه ما بيتجادل معه بشيء نهائياً ، وتمتم حاكم بالإستغفار وهو يشد على قبضة يده يمنع سيول الغضب يلي يحسّها وطلع ذيّاب من المكتب هو ما يبي جدال أكثر ما يبي غضب أكثر ..
‎دخل عند نصّار وهو يشوفه متمدد وسكر نصّار جواله : حرّ وش هالنار يلي دخلت عليّ
‎ناظره ذياب ، وغطى نصّار عيونه : آسف خلاص فتح أزرار الثوب وهو يجلس لثواني وضغط على راسه من قوّ الصداع يلي يحسه وتنهّد نصار لأنه يدري الهم يقطّع صاحبه لكن يحز بخاطره بشكل ما يقدر يوصفه إنه هو توّه خاطب إنسانة يبيها والمفروض يكون من أسَعد الناس لكنّ الحاصل إنّ ما صفت له لحظة بدون ما يتكدّر وتضيق عليه من الوزارة ولسيارته الحين وهو ما ينطق ، ما يتذمّر ولا يشتكي وناظره نصّار لثواني طويلة من تمدد يتكيّ ظهره على المركى وسحب الشماغ من جنبه يغطي به وجهه فقط وتنهّد نصار لأنه يبيه ينام : تسحب ؟
‎هز راسه بالنفي وهو ينزل الشماغ عن راسه ويناظره لثواني : صحّني
‎هز راسه بزين وهو يعدل مكانه : يارب تنام بس ، إبشر
‎ما كان من ذيّاب تفكير هو يحاول كثر ما يقدر ما يفكّر بشيء ، هي ما بتطري بباله لأنّ نصار بجنبه وعنده ما يطيعه قلبه وعقله يفكّر وحوله أحد ، وباقي شغله وسيارته هو وقت يصحى يحلّها لكنه يحتاج قليل النوم ويرتجيه والغريب يلي ما توقّعه يحصل بدون صراع إنه نام فعلاً ، ناظره نصّار لثواني وهو يمد يده لشماغه يبعده عنه شوي وإرتاح داخله إنه فعلاً نام وما يتمنّى نصار شيء كثر إن المستشار يلغي موعد إجتماعهم لجل يرتاح ذيّاب فترة ، ويهدأ داخله ويستكن ثم يرجع لمعارك دنيته بسيفٍ جديد وحيل جديد بدون لا يكون هو الطرف المُرهق وباقي خصومه بكل حيلهم وخدعهم ..
_
‎« بيـت تركـي ، العصـر »
‎فتحت عيونها على صوت باب غرفتها يلي فُتح بهدوء وهي تعرف إن أمها خلفه لكن ما ودها تقوم ولا ودها تتحرك من مكانها ودّها تنام ، ودّها تهرب من تفكيرها والمشاعر يلي هي تتخطاها كثير عنّه وبخصوصه هو بكل صحوة يلازمها ، بكل حركة تتحركها وقت تفتح عينها من نومها ما يرجع يتجدد شيء بداخلها كثر وجوده ، خُطبته ووقوفه يمّها وما تحسّ إلا بتجدد اللهيب بكل مرة يطري فيها حضوره ، لمسة يده لظهرها بمعرض الصقور ، لمعصمها وباطن يدّها وقت جرحها الصقر ، وآخرها كانت لمسة ما حصلت لكن وشيكة لعُنقها وأخذت نفس من أعماقها هي ما تبي تفكر بوقوفه أمامها والمسافة الشبه معدومة بينهم هي ترتبك ، ترتبك لأنه كثير عليها وغمضّت عيونها بعدم رغبة بالتفكير وعدم رغبة بالإستيعاب من توجهت للستائر كما العادة تفتحها لكن هالمرة كانت تدندن ، وإحترقت ملامحها من إختيارها لشيء يلمسها ، شيء ما يذكّرها إلا فيه ..
‎" الرمش الطويـل ، أسود وجميل ..
‎يتحدّى الليل ، ودايماً بيميل " ..
‎إبتسمت سلاف بإستغراب من ملامح بنتها المتوردة ومحاولاتها للغرق بسريرها : للآن باقي الخجل !
‎ما كان منها رد هي ضمّت البطانية لعنقها ، وإبتسمت سلاف وهي تتوجه لدولابها : لو ودك سبب للخجل ، ترى الذيب بمجلسنا ما تكلّمت لكن وضح لأمها مقدار الخجل ، والرعب وكل مشاعرها صارت بشفافية الماءّ قدام أمها يلي إبتسمت : ما قلنا لك دم آل سليمان ما يمزح ؟ أمس قلتي له وافقت واليوم يقولك دامك وافقتي تعالي نملّك
‎ناظرت أمها لثواني ورجعت تستعيد جزء من توازنها من رُميت ثقة غريبة بصدرها لأنّه قال لها ، بلّغها إن متى ما كانت منها هي الموافقة الثانية هو بيجيب الشيخ ما بيستعجل بشيء ، إبتسمت سلاف من تلّون ملامح بنتها بكل الألوان وتجزم إنها بتحترق من خجلها وميّلت شفايفها بتفكير تتكي على الدولاب خلفها : تكلمينه ؟
‎بردت ملامحها وهي تناظر أمها لثواني رغم إنّ بحياتها ما كلمته ولا تواصلت معاه بالمعنى يلي تقصده أمها إلا إن الفكرة لوحدها مرُعبة وإنها جات ببال أمها هذا رعب أكبر ، هزت سلاف راسها بالنفي بإبتسامة تخفف عليها : مستحيل بكون بالغباء يلي يتركني ما أركّز لو كنتي تكلمينه قبل أو كان فيه شيء ، قصدي الحين يعني
‎ما تكلّمت ، وإبتسمت سلاف وهي تطلع لها ملابس : الحين بما إنك رسمياً خطيبته ما تبين تكلمينه ؟
‎ما تكّلمت هي باقي يطلع قلبها من مكانه من التوتر والإحراج يلي تحسّه ، وإبتسمت سلاف تغيّر الموضوع : كلّمتني ملاذ أمه ، تقول تنتظر أمها ترجع من مكة وبيجون يتممون
‎رفعت نفسها لثواني عن السرير بتساؤل : يتممون ؟
‎هزت راسها بإيه : أبوك يقول ممكن يتركون الإتفاق عندنا وبيننا مو بين الرجال ، وإحتمال يعقدون بالوقت نفسه ولو ما عقدوا ، إمّا شوفة وإما نقاش يثبّت باقي الأمور ..
‎ما ردت تتوجه للحمام - الله يكرمكم - تصحصح وتستوعب قبل ما تناقشها أمها بشيء يفضحها أكثر وقبل ما يوضح عليها شيء أكثر ، طلعت بعد دقائق وهي تجفف شعرها من سكون الغرفة وتوقعت إن أمها بالخارج لكن لمحتها بالطرف الآخر وتفكّر ما إنتبهت لها ، قفلت باب الغرفة وهي تتوجه لزاوية أخرى تلبس ملابسها وطلعت لناحية أمها : فيك شيء اليوم ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظرها لثواني : تخبيّن علي ؟
‎عضّت شفايفها وهي تعدل الكم على معصمها ودخل أخوها عذبي يلي تأملّها لثواني بسيطة : الذيب حقك تحت بس إن كان ناوي يصدمنا ويقول ملكة ترى أول من يرفض أنا جاكم العلم كلكم
‎نبض عرقها من نطقه بهالطريقة وهي تعدل الياقة على عنقها ، وإبتسمت سلاف وهي تتأمّل بنتها يلي توتّرت بشكل ما يوصف : وليش أول من يرفض إنت ؟
‎رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يناظر إخته يلي ودّها تصرخ من توترها وإحراجها وتمثّل إنشغالها بالكمّ : لأن بدري تروح ، بدري يصير كل شيء أصلاً ناظرت أخوها لثواني طويلة ، وإبتسمت سلاف : لا مو بدري يا أميّ ، جاها نصيبها وقالت تمّ بعدين ما بيخطفها الذيب من بيننا بدري لسا باقي وقت ..
‎عضّت شفايفها بهمس هم يحرقونها بدون شعور بكل كلمة يقولونها وإنهم يخصّونه بإسم " الذيب " بشكل يوتّرها : ما ودكم يتغيّر موضوعكم ؟
‎هز عذبي راسه بالنفي : بيمشي الحين هو ويتغيّر موضوعنا ، جاء من الوزارة لهنا على طول عشان أبوه
‎ناظرته سلاف مباشرة ، ورفعت قصيد أنظارها له بإرتعاب مستحيل لأنه نطق " عشان أبوه " وبتر جملته ، هز راسه بالنفي : بخير عميّ حاكم بس قصدي كلّمه قال له تعال ما قال له سبب ولا شيء وعلى طول جاء ماشاءالله
‎هزت سلاف راسها بإيه : دايم كذا الله يحفظه ، من صغره ما يرد لأبوه كلمة أول من يركض يمّه هو
‎ما تكلّمت قصيد هي تمثل الإنشغال وإبتسم عذبي : مسويه مشغوله ما تسمع وش نتكلم عنّه
‎هزت راسها بالنفي وهي تسحب أكمامها للأسفل من التوتر : يعني وش أقول مثلاً إنتم تسولفون بينكم
‎رفع جوالها من جنبه وهو يقرأ آخر إشعار قدامه
‎" بنتجمّع اليوم ومانقبل أيّ عذر ، بنرسل لك المكان وبعد العشاء مباشرة تكونين عندنا وإلا جينا أخذناك غصبّ ولو إنّا ما نقدر بس بنحاول " ..
‎إبتسمت سلاف وهي تاخذ الجوال من عذبي يلي هز راسه بالنفي يوجّه كلامه لقصيد : من ورد ، إسحبي عليهم وإطلعي معانا أنا وفهد وتركي
‎هزت سلاف راسها بالنفي : بتطلع مع البنات مو بكيفك
‎ناظرتهم لثواني بتعجّب : ما بطلع مع أحد مو بكيفكم !
‎إبتسمت سلاف بخفيف : بتطلعين معاهم ، تقول لك إنتِ وبنات عمامك بعد يعني يبونها جمعة لا تخافين
‎هزت راسها بالنفي وهي ما تتخيّل أو تتصور تقابلهم وهي ما بعد جلست مع نفسها وإستوعبت : بعتذر ما بروح
‎هزت سلاف راسها بالنفي وهي توقف لدولابها ، وعضّت قصيد شفايفها وهي تطلع من الغرفة ما تبي تجادلهم أكثر من سمعت ضحكاتهم وحماس أمها الشديد لأنها أوّل مرة بتقابل ورد ، وبنات آل سليمان بعد الخطبة ..
‎رجعت شعرها المبلول للخلف وهي ودّها بس يوم واحد ، تستوعب فيه كل شيء ثمّ ترجع تقابل كل شخص لو يبون ما عندها مشكلة لكن كثير عليها هالتفكير ..
‎مدت إيدها لمعصمها لثواني بسيطة وهي تحس بنبض عُنقها يهدأ ويخف لكن ما خفّت الحرارة يلي تحسّها نهائياً ، دخل فهد المطبخ وهو يشوفها جالسة على الكرسي وقبّل رأسها بتساؤل : صاير شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي بإستغراب إنه قبّل رأسها لأول مرة بحياته ، وإنحنى يقرب منها وإبتسم : شوفي بنفسج
‎مدت يدها لجبينه تتحسس حرارته ، وإبتسمت : فهد
‎هز راسه بالنفي مباشرة : ما بجيب لك شيء لا تحاولين
‎كشّرت لأنها كانت بتطلبه ، ولفت من سمعت باب خلفها وعرفت إنها غرفة تركي : تركي صاحي ؟
‎هز راسه بإيه ، ونزلت الكرسي تمشي لناحية غرفته لكن وقفت خطوتها من سمعت أصوات متداخلة ، كانت تحاول تميّز صوته من بينهم لكن الواضح إنه كان ساكت أو ما يشارك ، حسّت بيد على ظهرها وسكنت ملامحها تحاول تخفي رعبها ورفع تركي حواجبه : ليش فزّيتي ؟
‎هزت راسها بالنفي من قبّل خدها : لأن ما إنتبهت
‎هز راسه بإيه : وليش واقفة بنص الطريق مو مركزة
‎ناظرته بدون رد ، وإبتسم : من أمس ما كلمتينا
‎هزت راسها بإيه ، ودخل لغرفته وهو يأشر على جواله : إدخلي على المقاطع
‎جلست على الكرسي وهي تاخذ جواله ولقيت طريقة تمنع فيها سؤالها وش يسويّ ذياب وأبوه بالمجلس ، وبدّل تركي تيشيرته وهو يجلس بجنبها من فتحت آخر مقطع كان فيه وجه فهد أخوها ومن ثمّ وجه تركي وعذبي أخوانها يلي مركّزين مع الرجال ويناظرونه لجزء من الثانية ويلفّون عنه وعرفت من تداخل الأصوات إنّ فهد يستعبط بالمجلس ويصوّر بجوال تركي لجل يستفّزه وما يقدرون يتهاوشون قدام الرجال ، سكنت ملامحها من إنتبهت للوقت وإن هالمقطع بالأمس وعرفت إن تداخل الأصوات يلي تسمعه ماهو إلاّ تداخل أصوات رجالهم ، ورجال آل سليمان وناظرها تركي : كل شيء صار بسرعة وماكان لي نية أوريج لكن إسمعي ، وشوفي ..
‎رجفّ قلبها كلها من هديت الأصوات وإعتلى صوت عمّها حاكم لكن ما حسبت حساب إن الكلمات يلي بتسمّعها هيّ طريقة طلبه ، طريقة نُطقه من " جينا آل سليمان جماعة لجل بنتك نطلبها على سنّة الله ورسوله لولدي ذياب " لنهاية كلامه " تصير البنت بنتنا " ورجف داخلها كلّه من عظم الطلب ووقعه ومن نظرات تركي أخوها عليّها وتحولت رجفة الطلب وهيبته لتضخّم بمشاعر قلبها من صوت أبوها وردّه على الطلب بطريقة ما تلقى مثلها ، عضّت شفايفها من عرفت إن ملامحها تلّونت بالأحمر الواضح ومن غرقت عيونها بدموعها يلي تحاول تمسكها لكن تضخّم المشاعر يلي تحسه ماله حل ، ماله نهاية ..
‎عضّ شفايفه وهو ما كان وده يقول لأنه ما إستوعب للآن حكيهم بالأسفل : يمكن العقد قريب
‎ناظرته لثواني بعدم إستيعاب ، وهز راسه بإيه وهو يشد على يدها : ما فهمت وش نظامهم ويمكن فهمتهم صح ويمكن لا لكن بيعقدون ..
_
‎« بيـت حاكـم »
‎عدلت الورد يلي أمامها وهي تناظر البنات يلي من وقت ما وصلهم الخبر للآن ما كان من أي وحدة فيهم الإستيعاب إلا وسن يلي قررت إنها تبي تجتمع مع قصيد بأسرع وقت ، تكّت على الطاولة يلي خلفها وهي تناظرهم لثواني : طيب ؟
‎رفعت ديم أكتافها بعدم معرفة : ممكن تفهّموني سرعة ذياب بالأول ؟ كيف قرر يبيها كذا كيف خطبها كذا وكيف وافقت هي كذا فيه غلط والله هزت درة راسها بالنفي بتفكير : يمكن عمّي حاكم من زمان ناوي إنها لذياب ، يمكن مو ذياب بنفسه قال يبيها
‎هزت ورد راسها بإيه بمنطقية من تفكير درة لكن إستوعبت فهاوتها وهي تضرب جبينها من رجع حوار أبوها لعقلها " من وقت نطق أخوك يبيها صارت الزيارة خطبة " : لا ! ذياب نفسه يلي قال يبيها
‎لفت ديم أنظارها لتوق الساكتة تماماً : توق ، ما حللتي ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي ترجع يديها للخلف ، ورجعت تسألها ديم وتسأل البنات كلهم : ما تحسون غلط شوي ؟
‎هزت توق راسها بإيه : مو معقول بساعة وثانية يصير كذا بس تذكرين ورد وقت كنّا طالعين المخيم ؟ وقت وقفت سيارتهم وراء كيف رجع ؟ صح ذياب شخصيته طبيعي كذا لكن رجعته يومها كانت مستحيلة غريبة
‎ميّلت ورد شفايفها لثواني بتفكير ، وسكنت ملامحها من إستوعبت إنه فتح الباب يومها يطلب ورد تناديها تركب معاهم وسكتت مباشرة ، هزت راسها بالنفي بتنفض باقي أفكار الإستيعاب : خلاص الله يتمم على خير إحنا مالنا دخل كيف والطريقة وليش بهالسرعة المهم إنه خطبها وهو إختارها وهي وافقت ويارب يملكون بسرعة
‎ناظرتها توق لثواني : وافقت على طول هي ؟
‎ضحكت وسن وهي تناظرهم : ياعمري ياعمّي حاكم ما عنده نظام يطلع بدون ما تكون الموافقة بجيبه روّعوا البنت ، الله يستر لا يكون ذياب أخذ الموافقة منها هي
‎هزت ورد راسها بالنفي : مستحيل عاد مو لهالدرجة وما ندري إحنا لو كذا قال أبوي تراه شافها ووافقت له
‎ميّلت توق شفايفها لثواني ، وتكّت وسن المستمتعة بردّات فعلهم جداً : توق مو عاجبك الوضع ؟
‎هزت راسها بالنفي : غريب الوضع مو عن يعجبني أو غيره بس ما تحسون سلامات ؟ يعني وش جاب لجاب صدق ذياب حدّه الخيام والبر والوزارة وهي لندن والكويت والرياض ما أحس فيه تفاهم ولا تقارب أصلاً ! غير إنها صغيرة وهو قريب الثلاثين ماشاءالله بتصير قفزة إختلاف بالأفكار ما أحس قرار بمحلّه
‎ناظرتها ورد لثواني وهي تهز راسها بالنفي : إذا هو شايف إنها تناسبه وطلبها إحنا وش لنا بتفاهمهم !
‎ميّلت درة شفايفها بتفكير : بس معاها حق شوي ، يعني مو عن إنّ إحنا لنا قرار وكلمة لا هو كل شيء بيد الله ثم ذياب نفسه بس صدق فرق فرق وإختلاف كبير ما أتخيّله
‎كشرت وسن وهي تكشّ عليهم : مسوين محللين وراعين أفكار أقول الخلاء بس وش لكم فيهم
‎رفعت ورد جوالها وهي تشوف رسالة من ذياب يسأل لو كانت صاحية أو نايمة ، ورفعت حواجبها لثواني لأنها بمجرد ما كانت تكتب إتصلّ عليها وردت مباشرة : سم
‎طلع من المجلس وهو يعضّ شفايفه لثواني من القلق والإزعاج يلي يحسّه : نهيان وينه
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة كأنه يشوفها مدري ليش فيه شيء ؟
‎توجه لسيارة نصّار يلي معاه من الصباح وهو يدخل : مافيه شيء قال لك عنده تمرين شيء ؟
‎هزت راسها بالنفي بعدم معرفة ، وعضّت ديم أصابعها لثواني : سمعته يقول لأمك عنده تدريب العصر
‎ردت لذيّاب بحكي ديم يلي الواضح إنه ما سمعه ورفع يده لجبينه لثواني وهو يتنهد : طيب إسمعي
‎هزت راسها بإيه ومو بس هي تسمعه إنّما البنات كلهم : أسمعك ، بس قبل أسمعك إنت للحين بالوزارة ؟ أمي كانت تسأل عنك قبل..

- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن