« بيـت حـاكـم »
عضّ شفايفه يدخل يده بشعره مو معقول الشخص يلي زُرع قدامه قبل وقت ، الشخص الغريب يلي ما نزّل كمامته لكن طاع نهيّان أمره بدون إدراك يدخّله لمكتب أبوه وكله فضول ، كله صدمة من إنه قال " أنا من طرف ذياب " وطاع نهيّان أمره مباشرة حتى وهو ما لمح ملامحه : يارب إني ما عطبتها ، يارب إني ما عطبتها لكن مستحيل .. طلب إني أشيل الصور يعني صدق خوي ذياب
جلست ديم على الكنبة القريبة منه لأنه يهوجس وودها تسأله حتى والأوضاع بينهم سيئة : صار شيء ؟
لف نظره لها وهز راسه بالنفي : لا
رفعت حاجبها بإستغراب : ليش متوتر لو ما صار شيء !
مد يده يخلل أصابعه بشعره : ما أدري ، بيصير شيء
رفعت حاجبها وإنتبهت لأكوام الصور جنبه توقّعتها السبب ومدت يدها لها بفضول " لحظي " تمّنت تبتر يدها خلفه ، كانت صور متعددة لورد والبنات وهم صغار لكن ما كان إهتمامها هالصور ، كان إنتباهها لأن الصور أغلبها لقصيد ولف نظره لها من رسُمت إبتسامة ساخرة بملامحها ، من تركت الورق وعضّ شفايفه لثواني بغضب : وش ! ما تبنا للحين من هالموضوع حنّا !
هزت راسها بالنفي ترجع جسدها للخلف وتركت صورة قصيد بجنبه على الصورة نفسها : إستمر ، رهيب إنت
رفع حاجبه لثواني بذهول يناظرها ، وقبل حتى يتكّلم كان صوت الباب يلي تركه يوقف من قوته : إدخلي
فتح الباب ، وسكن قلبه مباشرة من الحرس قدامه لكنه رفع حاجبه بإستغراب : الوالد ماهو موجود
هز راسه بإيه بسخرية : ندري ما جينا عشانه ، إمش قدامنا وإفتح لنا مكتب حضرة الوالد الموقّر
رفع نهيّان حاجبه لثواني ونبرة السخرية ما عجبته : ومن إنت طال عمرك تبي مكتبه وناويه ؟ علّمني ؟
ناظره العسكري مباشرة بحدة ، ورفع نهيّان حاجبه : بيت أبوك هو ؟ ما به مكتب عمي ولا بتدخل الله يسهّلك
ناظره لثواني : برضاك أو بدونه بدخل لا تقاوم
ضحك نهيّان يهز راسه بالنفي : ما تعرف وين جاي إنت ؟ ما تعرف هالبيت بيت من والمكتب الليّ تبيه مكتب من ؟
ضحك العسكري لثواني : أعرف وبدخله غصباً عنك وعن صاحب البيت نفسه ، وسع لا أسحبك الحين
ناظره نهيّان بذهول لأنه يغلط على أبوه : إيه توكل بس
سكّر نهيّان الباب بوجهه لكن العسكري ترك رجله ترّد الباب قبل يُقفل تماماً ، ودخل واحد منهم مباشرة يقيّد نهيّان يلي ضرب الآخر بدون مقدمات : ماهي فـوضى !
دخل نصّار ركض من بينهم مباشرة يمسك نهيّان وكله ذهول: ولـد ! خير عسى ما شرّ ! وش فيه !
نطق العسكري مباشرة بغضب : المكتب ويـنه !
نطق نهيّان بغضب : قلت لك تبطي ما تدخله !
مسك نصّار نهيان بجنبه يبعد العسكري عنه مباشرة ويثبّت نهيان يبي يفهم : وش فيه ! وش فيه !
نطق نهيّان بعدم معرفة : شاد حيله يبي يدخل المكتب ما أدري عنه ! عمي مكتب ما بتدخل ما تعرفنا إنت !
ناظره العسكري بغضب : المكتب وينه !
نطق نصّار بغضب : تصريحك وينه يومك تدخل كذا !
أشّر العسكري بعدم صبر مباشرة : إفتحوا كل الغرف !
ضحك نهيّان لثواني بسخرية : لا تعقب عاد !
مسكه نصّار مباشرة من ضرب العسكري يلي قربّ يكلبشه وهو يردّ العسكري عنه ويأشر لأكبرهم : المكتب هناك
ناظره نهيّان بذهول وشدّه نصار بغضب يهمس له : الأكيد إن به شيء وأبوك عنده علم وخبر ، هدّ إنت لا يتلّونك ! تقدّم العسكري للمكتب يأمر البقية على نهيّان : شيلوه
عضّ نصار شفايفه من بالفعل تكلبش نهيّان يلي ما وقّفت شتائم لسانه وتوجه ركض خلف العسكري يلي فتّش المكتب كله كله بفوضى مستحيلة ، فتّش كل الملفات بدون إستثناء كلّ ورقة بالمكتب نفضوها نفض كأنهم يعرفون وش يدّورون عليه وما وقفت حركتهم إلا بعد مكالمة وحدة سحب العسكري كل أتباعه وخرج ما كأنه موجود ، ما كأن حصل إعصار بلحظة بقى الباب مفتوح وبقى كل شيء على حالة الفوضى وصار هدوء ، هدوء مخيف وقف نصّار بنص البيت من ذهوله وهو للآن مو مستوعب ويدّور رقم ذياب فقط : وهذا وش الحين ! هذا وش الحين
خرجت ورد من الغرفة وهي منهارة تماماً إن أمها شهدت الموقف ، وإن ديم شهدت الموقف وما كان من ملاذ إلا إنها تغيب عن وعيها وديم من ذهولها ما عاد نطقت غير إنها تمسك ملاذ وهي الوحيدة يلي ما إستوعبت للآن : نصّـار
لف نظره بدون مقدمات من صدمته ، وسكنت ملامحه مباشرة من إنتبه إنها ورد حتى وهي لابسة جلالها ما يلمح منها إلا عيونها إلا إن قلبه وقّف ورجفت نبرتها بدون مقدمات : وش صار ! مين هم ووين نهيّان ليش أخذوه !
هز راسه بالنفي مباشرة من ربكته : ما صار شيء ، ما صار شيء كله عادي بس كان لازم يصير نهيّان يرجع للبيت الـ
هزت راسها بالنفي بعدم تصديق ، وعض شفايفه مباشرة من لمح إن عيونها ترجف : ورد
_
« الجـلسـة »
تشنّجت يد تركي لأن الكلام كثير على قد الشهود مع حاكم ، على قدّ العداوات لذياب وعضّ شفته لثواني : إنت مقصود ، لكن ذياب المعني ياحاكم .. ذياب المعني
ناظره حاكم لثواني وهو يمد يده لوجهه فقط إستوعب هالشيء ، إستوعب إن هو ما يقدرون يطيّحونه لأنه قد عاش وعمّر وبنى وصيته ما يُهد بيوم وليلة والشهود معه كثار لكن ذياب هو يلي " مرمطته " الدنيا بين الوزارة والديوان والحين ودّهم يمحونه تماماً قبل يبدأ وقبل يصير له مركز ثابت وصيت هذا الهدف ، هنا الغاية والخوف منه مو لأنه يغلط ، لأنهم يخافونه ودهم ينمحي .
رفع سمّوه حاجبه لثواني يفتح الملف لأن نظرة ذياب توجّهت له ، ونطق ذياب بهدوء يعدل جلسته : هذا الملف الليّ يشهد عليه بن مساعد ويحلف به بالفساد
توتّر الدم بعروق تركي من ذهوله : وش يسوي !
عضّ حاكم شفايفه فقط يناظره ، ونطق ذياب بهدوء : هذا هو الملف يلي صار بالمكتب اليوم طال عمرك
سكنت ملامح بن مساعد مباشرة بغضب : كذاب !
هز سموه راسه بالنفي بغضب : بن مسـاعد !
رجع يستكّن بمكانه ، وكمّل سموه يتأمل الملف بتشكيك : هذا توقيعك وأوراقك يا ذياب
هز ذياب راسه بإيه وهو يغلي ، فعلاً يغلي : توقيعي وأوراقي وأنا كنت المسؤول عنه ، كمّل الورق
بردت ملامح تركي لأن ذياب يشهد كل شيء ضدّه : بروح له كل كلامه غلط وضدّه ! كل شيء غلط
شدّ حاكم يد تركي قبل يوقف يجلّسه بجنبه وبمحلّه ، وسكنت ملامح سمّوه مباشرة يوجه يوجه الجهاز يلي قدامه ويلي تركه له أسامة لمساعدينه ، وعضّ شفايفه لثواني يأشّر بإشارة وحدة تغيّرت كل البروتوكولات بعدها ، طلّعوا الحرس أغلب الحضور بعدها حتى تركي ، حتى حاكم يلي فار دمه مباشرة لأنه يحس بالسوء ولأنهم خرجوه غصب يترك ذياب وبقية حضور قليل خلفه ونطق يهزّ الثياب كلها من نبرته : بـن مسـاعد
مسكه تركي مباشرة لأنه لو توّجه لبن مساعد بيدفنه وهم مو ناقصين : مو وقـتك ! مو وقـتك ذياب باقي داخـل ركز ! حنّا طلعنا ولا ندري وش النهاية ذياب باقـي !
غضب حاكم بهاللحظة غير مقبول وسط جموع الرجال ، المناصب ، الحرس ، الشخصيات والمكان كله أساساً كل الوضع أشبه بالحلم ، بالخيال الغير ممكن من أول القصر لهالمكان كله فيه شيء غير ممكن ، فيه شيء ماهو بمحلّه ولا يدري تركي وش هالدنيا يلي هم فيها لكنها تحيّره وإن بلحظة تبددّ الجمع كله تصير جلسة مغلقة هذا شيء مُرعب والإطمئنان الوحيد إنهم باقي مع ذياب بنفس المكان وإن كانت بينهم جدران ما يشوفونه منها وإن باقي الشخص يلي ترك الملف قدام سمّوه موجود مع ذياب كان يطمّن قلب تركي شوي ، يطمّنه شوي وتبددّ هالإطمئنان كله من طلع أسامة بعدهم بمدّة من الداخل يعجز عن النفس من قو الخفقان يلي ضرب قلبه ، من إنه مُرتعب بشكل مجنون يوضح بعينه ولا يدري وش يتصرف بهاللحظة لكن بقت عينه معلقة على الباب يلي سُكّر خلفه وسكنت ملامح تركي : بقى ذياب لحاله ياحاكم
لف حاكم نظره تجاه البوابة ، وإنتبه للشخص يلي كان معاه يلي للآن ما يعرفون من يكون لكن هيئته المرتعبة وترته ، عكّرت له كل أمل كان عنده ويبي حاكم ينتبه له : حـاكم به شيء يصير ، به شيء يصير ولاهو زين أبد
توجه أحد رجال حاكم مباشرة يركض له : فتّشوا المكتب طال عمرك ، والكاميرات كانت متعطلة مثل ما توقعت وعطلها خارجي يدورون سببه الرجال الحين ماعرفوه
عضّ حاكم شفايفه غضب لأن أعصابه بتنفجر وبينفجر هو كله وتوتّر مساعده بشكل ملحوظ يبي يكمّل وما قدر لكن تركي نطق لأن حاكم مو معاه : وش صار بعد !
عضّ المساعد شفته لثواني وهو كله رعب من حاكم : نهيّان ، ضرب عسكري وأخذوه معهم ما عـاد له أثـ ..
سكنت ملامح حاكم بذهول يلف له : نهيّان معهم !
هز راسه بإيه من ربكته ، وتغيّرت ملامح تركي مباشرة لأن حاكم يشبّ غضب ، حاكم يحترق ومن تحرّكت خطوته بيتوجه للسيارة تغيّرت ملامح تركي بذهول : وذيـاب !
كان أسامة المرتجف أقربهم للباب لأنه سمع الحوار وآخر كلمة طلعوه بعدها ، كان أسامة المرتعب يرتجي الباب يُفتح فقط يعرف متى آخر مرة نام فيها ذياب ويعرف أن أعصابه ما عاد تطيق شيء ويعرف إن الضغط كبير هو قادر يتنفس منه كيف ذياب نفسه ، لفّ نظره للرجال الباقيين بالساحة الشاسعة وتوجه نظره لـ بن مساعد وحزب الوزارة فقط يعضّ شفته : والله ، والله إن صار شيء وما زانت إن مقتلك على يديني والله ياكلب !
كان كل جنون أسامة إن الخوف واضح بعيونهم وترتعد نظراتهم مثل اللي عنده شيء يخبيّه ، يتهامسون مثل الليّ ناوي له على نية وهو بتطق أعصابه يبي يكون جنب ذياب بأيّ طريقة وما قطع هواجيسه إلا صوت واحد نطق بدون مقدمات : وش المـلف يلي مدّيته لهم ؟ وش بـه
سكنت ملامحه لأن الشخص يلي صار قدامه هو تركي آل نائل ، هالسؤال كان من تركي آل نائل له وهو موصّى من ذياب إنه ما ينطق بحرف لكن كيف يتجاهله : ما أدري به
رفع تركي حاجبـه لأن عيون أسامة مألوفة : من إنت ؟
تمنّع أسامة عن الرد يشتت نظره لبعيد ، ونطق تركي يلي صار الوضع يوتّره بشكل مجنون وإن حاكم مو بعقله : إن كان الملفّ به شيء يفيد ذياب ضد سامي أبيـه تفهم عليّ ؟ أبيه ينشغل بنفسه
سأل أسامة بعدم تفكير من توتره : كيـف ؟
رفع تركـي حاجبه بإستغراب : شلون ؟ ما تعرفني ؟
توتّر أسامة لأن الباب ما يفتح ولأن عينه على بن مساعد والهمسات بينهم ونطق تركي : هالصغيّر مغرور بالوزارة وأنا ودي ينمحى منها فهمتني ؟
هز أسامة راسه بالنفي - بغباء - : ما يحتاج طال عمرك ذياب بيمحيه من الوجود ماهو الوزارة وبس ، لا تـ
بتر جملته مباشرة يستوعب هو وش نطق من توتره ، وسكنت ملامح تركي : إنت عندك علم شيء
ما نطق أسامة بكلمة من وصله صوت من سماعته يستفسر عن الوضع وتوجه خطوات بعيدة عن تركي بعد ما إعتذر له بعينه : باقي ما إنتهت الجلسة ، بلغه
لف أسامة نظره يتأمل الناس حوله وهو يضيق فيه النفس بشكل مجنون إن الدقائق تمشي وذياب ما خرج للآن ، إن حاكم متوتر ولا تثبت خطوته قدامه كأنه ناوي يمشي لو مو جموع زملائه حوله وهز راسه بالنفي : مستحيل !
من وقفت السيارة خلف حاكم ، ومن مد يده يصافح الفريق أول سعد وقف شعر رأس أسامة كله لأنه فعلاً توجه للسيارة خلفه يركبها لكن قطع تفكيره شخص آخر : عمك توّرط ماله مخرج ؟ حتى سموه قال توقيعه وأوراقه
ناظره أسامة ، وشتت نظره لبعيد بشكل حرق الدم بعروق بن مساعد يلي ودّه يتأكد هل فعلاً الملف ذات الملف يلي رسلوه ومعاه دليل إنه منهم أو مجرد شيء عابر وضدّ ذياب لأن سموه نطق له " توقيعك وأوراقك " ومن طال وقوف بن مساعد نطق أسامة : توكـل
لف بن مساعد نظره بفضول لأسامة : أقصاك حارس مبيّن عليك ، النهاية ترى صاحبك بيودّع ولا ودك تعادينا !
ما كان إهتمام أسامة له لو بنقطة إنما بمجرد سماعه لأصوات الـحرس خلفه هو رفع يده لسماعته مباشرة يبتعد عن بن مساعـد ويقرب من البوابة الداخلية صار فيه أمل إن خروج ذياب قريب من أصواتهم : قرّب السيارة وقرّبوا حولي ، لا يبعدّ منكم أحد نبي نمشي ما أبي يلمحه أحد وصل ؟
وقف حاكم يمسك باب السيارة بطرف يدّه رغم جلوسه بداخلها ، رغم إن رجاله حوله بكلّ المحاولات يحاولون يعرفون نهيّان وينه وباقي نظره على البوابات ، تغيّرت ملامح أسامة مباشرة من الصوت يلي وصل لسماعته : لا لا قل له لا يجي لا ! ذياب قال لا ما يحتاج عطه علم
وقّف الدم بعروق أسامة من دخلت السيارات تتبع بعضها للبوابة بدون مقدمات ، من وقفت بلحظة ينزل منها شخص يتقلّد بشته يبين عليه إنه " صاحب سمو " ، ويبيّن عليه الإستعجال مع حرسه يدخلون للداخل وقف النفس بتركي يلي لمح إن الموضوع كبر أكثر من اللازم ، وتغيّرت ملامح حاكم كلها ما فهم ، ما عاد يستوعب لكن من لمح إن أسامة تكررت منه نفس الحركة يلي حصلت لذياب وإنه يحني راسه بشكل بسيط لهالشخص هو شبّت ضلوعه مباشرة يكلّم سواقه : حرّك
شابت نظرة أسامة مباشرة من فُتحت البوابة لسمّوه يدخل مع ذياب بنفس الجلسة لكن تغيّرت ملامحه وضجّت الأصوات بلحظة من خرج ذياب وبجنبه الحرس بشكل ضيّع نظر تركي من كثر الثياب ما لمح ذياب وضيّع خطوة أسامة مباشرة ، بشكل ترك الضجيج يسري لأنهم ما يلمحونه وكل الظن إنه " مكلبش " والكل يحاول يشوف وأول من لمح الوضع كان أسامة يلي ركض مباشرة يخترق صفوفهم يوقف بجنبه بذهول : طال عمرك
لمح ذياب بن مساعد يلي كان قريب منه وشدّ نظره برعب من خروجه وإن نظرته مرتعدة منه للآن كيف يخرج بهالطريقة ورفع ذياب يدّه بتهديد بسيط فقط لكنه مرعب ، لكنه يزلزل من الحركة يلي صارت منه ونظرة عينه لـ بن مساعد وكل شخص حوله : قربوه مني
دخلت يد شخص بذراع بن مساعد مباشرة يدخله بإتجاه ذياب يلي يمشي ما وقّف مشيه لكن وده يقول كلمة لـ بن مساعد ما بيكتفي بالإشارة ، نطق بن مساعد مباشرة من ذهوله كيف صار جنب ذياب وبين الثياب حوله بلحظة : ما تقـدر تسوي شـيء !
إبتسم ذياب يحرق دمّ سامي كله ، يستفزّه كله رغم صداعه ورغم إنه عارف النهاية لكن ما بيخضع : ما بسوي شيء ، أنا بربطك مربط الناقة يا....... تذكّرني
أشّر أسامة لهم يسحبون بن مساعد بعيد عن ذياب مباشرة لأن ذياب قال كلمته وإنتهى ورجّف بن مساعد المرتجف من أول خروجه ، رفع ذياب نظره لأسامة رغم الضجة والاصوات وكثر الثياب يلي ما يحبها حوله لكنه نطق مع ذلك من ما لمح أبوه : أبوي وينـه
نطق أسامة مباشرة من توتره من وضع ذياب وإن الوضع صار متوتر كثير : مشى طال عمرك ما توقع ، لو لحظة وحدة ما توقع لكنه هز راسه بإيه فقط بدون تعبير ، بدون أيّ رد آخر ولمح وسط مشيه عمّه تركي المرتعب ، المذهول من كلّ هالدنيا ورفع يده يثبّتها على صدره فقط يأشّر لعمه إن " الأمور طيبة " حتى وهي العكس لكن يبي يطمّنه ، يبيّ يخفف عليه رغم إنها ما تخفّ ولا يمكن يحصل ..
_
« بيـت حـاكـم »
رفع نصّـار الواقف على البوابة الداخلية للبيت يده لنهاية عنقه ، يرتعد داخله من إنه واقف على بوابة البيت ولا حاكم ، ولا ذياب ، ولا نهيّان موجودين لكنه ما يقدر يترك ويمشي بعد ما شاف خوف ورد ، بعد ما لمح رعبها وقتلت كلّ داخله من كثر الأسئلة يلي لمحها بعينها لكنها غطّت يدها ، بترت حروفها ورجعت تبعد لمكتب أبوها فقط وهالشعور يسبب له نفضة بصدره كلّ مرة حتى وقت تبعها للدوام ما قدر يكمّل هي صدت ، وهو رجع بخطوته وباقي التردد يلي ماله حل للآن : يارب ، يارب الصبر وإلا هذا حال ؟ هذا حال يميّ تخاف ولا أطمنها ؟
ضغط على جواله ينتظر خبر ، ينتظر يعرف نهيّان وينه ، عمه حاكم وينه .. وذياب وينه أساساً كل داخله ينفض من عدم إرتياحه وبردت ملامحه من صوتها خلفه : لبيـه
رجفت شفايفها مباشرة من لفّته ، الإلتفات والفزة منه هزت داخلها يلي كانت تجمّعه : متـى يرجعون
رفع أكتافه بعدم معرفة من توتره : يوصلني العلم بعد شوي ، لا تخافين إنتِ إلاّ وما يوصل العلم ماعليك
ناظرته لثواني ، وبردت ملامحه مباشرة يرفع يده لملامحه برجاء : يوصل العلم ، والله يوصل لا تخافين شيء
عجزت تتطمن ويهدأ بالها وصدّت مباشرة ترجع خطوتها للخلف لكنه لف بكامل جسده : ورد !
لفت نظرها له ولأول مرة يحس نصّار بهالكم من الحرقة بداخله هي قدامه ، على بعد خطوة منه وهي ترجف خوف وترجف شعور آخر يشوفه من عينها لكن ما يقدر ، ما يقدر يمّد يده حتى وعض شفايفه لثواني : آسف
من كثر ما سطّرت عينه أسف هي ضجّ داخلها ، آسف عليها ؟ على الصدف ؟ على إنه ما خطى لها خطوة ووقت سكنت لوقت طويل هو حسّ ، حس بإنها تفهم الخافي وراء إعتذاره على هالوضع صحيح ، لكن عليهم هم مع الوضف لكنها أعدمته من نطقت بكل هدوء : ما يهم
تغيّرت ملامحه لثواني من نظرتها ، من إنها صدت بتدخل للداخل ومد يده مباشرة يمسك ذراعها : ما يهم !
نطق بعدم تفكير مباشرة : وش ما يهم ! شلون ما يهم
رجف قلبها من إن يدّه تمسك ذراعها ، من إنه مسكها بدون إدراك هي تعرف هالتصرف وبرد داخل نصّار كله يده بذراعها ولو نزلت شوي ، شوي هي بتحاوط كفّها لكنها تركت ، بعّدت خطوة تطيّح يده عن ذراعها وخُطفت نظرتها مباشرة من لمحت أبوها يلي دخل مع البوابة ، أبوها يلي صار بلحظة بساحة البيت أمامهم ويلي نزل من السيارة مباشرة ما يوعي حتى نفسه : نهيّـان ما رجع !
هزت أكتافها بالنفي بعدم معرفة ، ورفع نصّار يده لعيونه لكن إنتهى كون حاكم كله من لمح دموع ورد ، إن عيونها تفيض بدموعها وغرق كلّه من لمح ملاذ يلي تسندها ديم بالداخل ولفّ نظره لنصار : إنت ما تحرّكت مكان عنهم
هز راسه بإيه : من وقت كان نهيّان هنا ومن وقت شالوه
رجفت خطوة حاكم لثواني يرفع جواله يلي رنّ لأذنه مباشرة وبينتهي من توتره : تكلّـم !
دخل نهيّـان مع البوابـة لكن سكن قلبه مباشرة من لمح أبوه ، من لمح ورد يلي باقي للآن على عتبة الباب ونصّار الواقف على آخر درجة يمشي خطوته لعمّه : أبـوي
لفّ حاكم كلّه مباشرة : نهيّـان !
توجه نهيّان مباشرة لأبوه يضمّه لأنه لمح الخوف والفزع يلي بعيـنه وغرقت ورد بدموعها مباشرة من شد أبوها على نهيّان بكل قوته ، إحتقنت ملامح نصّار من رد واحد وصله من ذياب "وصلكم " وما يدري وش صار بقلبه لأنه كتب لصاحبه مباشرة كلّ شيء حصل ، وما رد ذياب إلاّ توه يقول " وصلكم " ويعني رجوع نهيّان وبالفعل حصل ، ضجّ داخل نصار كله يمشي بخطوته لهم : عن إذنكم
ناظره نهيّان لثواني يشدّ كتفه بإمتنان : أخو ذياب ، إي والله أخوه يانصّار .. ما قصرت ياحبيبي ما قصرت
بالقوة قدر يرسم إبتسامة على ملامحه ، يشدّ على يد نهيّان وتوجه لبعيد مباشرة بدون أي كلمة أخرى رجف قلبه ما يمزح ، رجف كلّه ما يمزح وما لف نظره لو لحظة وحدة تجاه بيت عمه وده يبعد ، وده يختفي ..
-
دخل نهيّان للداخل بعد ما حضن ورد تحت جناحه لأن أبوه تركه يجري مليون إتصال عشان يعرف من الليّ كلبشه وليه تعرّض له : نترك الفريق حاكم يسترسل بحثه ، إنتِ تبكين عليّ ؟ ما صار شيء دغدغوني وضحكت لهم ورجعت لكم قلت لهم ورد إشتاقت لي بالحيل
مسحت دموعها وهي تمتلي لخبطة مشاعر : المفروض ديم إشتاقت لي بالحيل ماهو ورد ، ديم زوجتـك
رفع نظره لديم وهو ترك كتف ورد لأنه بيروح لأمه : من عينها يوضح الشوق ديم
توجه لأمه يقبّلها ، يضمها من بكت وإبتسم : لا تخافين ، وراي ذيابة يا أم ذياب .. وراي ذيابـه وأنا ذيب
ضحكت تناظره لثواني من همس يضحك لها " نصّ ذيب على ما يقول السمي " لكنه ما همسها علن قدام ديم وإبتسم يقبلّها : لا تخافيـن ، يزلزلهم الفريق حاكم الحين من يلمس ولده ! من يعتدي على دياره علميني بس
أخذت ملاذ نفس من أعماقها تشد على يده : يزلزلهم لف نظره لديم لثواني ، وعضّ شفايفه فقط هو لمح إحمرار عيونها ، أنفها ، التوتر يلي يحاوطها لكن " ملّ صبره " ولا وده بالأكثر من الغضب يقرب لها : روحي نامي
هزت راسها بالنفي بدون نطق لأنه قريب منها بشكل يوتّرها ومع ذلك ما شتت نظرها عنه لو ثانية وحدة وتوتّر نهيان ما ينكر هالشيء : تبين شيء؟
بعد ثواني صمت طويلة وتّرت الدم بعروقه هي هزت راسها بالنفي فقط تتوجه للأعلى بدون ولا كلمة ، وحسّ نهيان بحرارة غير طبيعية تحاوط جسده ينزل تيشيرته بشكل صدم خطوة ورد يلي كانت بتطلع للأعلى : نهيّـان !
إنتبه لنفسه مباشرة : الجو حار ، ما عندهم مكيفات هناك
ناظرته ملاذ لثواني ، وتوجه للمطبخ ياخذ مشروب ورجع لغرفته يلي بالأسفل يفتح السوني فقط ، يلعب ويغيّب نفسه عن كل العالم بدون إستثناء لأن أفكاره تلعبّ به بشكل مخيف وما توقع يحصل له هالشيء كانت ساعة زمن لعبها ، ونفض نفسه وأعصابه يطلع من غرفته ، من البيت كله تحت أنظار ديم ، وتحت أنظار أبوه حاكم يلي يشتعل داخله ما طفى للآن ولا يتوقع إنه بيطفي قريب ..
نهيّان طلع لأن ما وده يخطي ، وهالخروج لوحده فسّره حاكم بمعنى شبّ ضلوعه غضب .. وفسّرته ديم بمعنى آخر تماماً تركها تفكّر " إلى متى هاللعبة " فقط..
_
« بيـت تركـي »
أخذت نفس من أعماق قلبها ما خفّ رهيب شعورها ، ما خف نبض عنقها لحظة وحدة وتعبت تمدّ يدها له تحاوله يخف ترجف يديها ، ويرجف قلبها ، ولا قدرت تنام من رهبة الشعور يلي تحسّه ويلي يرهقها كلّه من أول أمسها معاه لهاللحظة ، لهالفجر أو بالأصح لكل غريب أيامها معاه ..
دخل أبوها للبيت على أقل من مهله وجلس على أول كنبة قابلت دربه ولا إنتبه لها ، ما حس على وجودها بشكل تركها ترفع يدّها لشفايفها فقط هي حست بالسوء وحال أبوها بهاللحظة يشرح لها كثير ما يحتاج تسأله ، أبوها وقت يدخل يتطمّن على كل زاوية بالبيت بعيونه وهالمرة بس جلس بمحلّه كأن ما عنده توازن وما يبي يطيح ..
أخذت نفس لثواني تحس بالألم بقلبها بشكل مُهلك ، تحس بشعور مُغاير لكل شعور قد حسته ولا تخطّت أي شيء حصل بينهم ما حست ، لكن دموعها كانت تنزل من عيونها بشكل متواصل كلّ شيء فيها يبكي ، من أول عيونها لقلبها يلي تحسّه بيخرج من ضلوعها هي خرجت من غرفتها تجلس بالصالة على أمل تقوّي نفسها ، وتنام بالصالة بدون ما تغرق وتاكل نفسها بالأفكار لكن عجزت والحين بوسط البيت المكشوف من كل الجهات هي تبكي ولا لها سيطرة على دموعها برد قلبها وقت سمعت صوت الباب يلي دق باليدّ مرة وحدة ، وتغيّرت ملامح تركي يوقف : مـين
نطق بهـدوء تام يخفي ضجة نيرانه ، يخفي لهيبه : ذيـاب
تحرّكت هي مباشرة من سمعت صوته من ذهولها ، وفتح تركي الباب ما يصدّقه : ذيـاب !
كان بصدره كلام ودّه يقوله لكن ضيّعه كله من رفع عينه لها هي خلف أبوها بمسافة بعيدة بداخل البيت ، من ضاع فيه كلّ كونه من شكلها وهُد كله لأنه جاء يحترق يبي بردها هي ردّ خطوته ألف مرة ، حاول ينام ألف مرة لكن صدره كله ينفض من الرهبة يلي يحسّها ، عقله كله يودّيه ويجيبه قلّ نوم ، وقلّ صحة وألم يعصر ضلوعه يحسّ بالموت ، يشمّه من الوجع وكثير أفكار ما بقت له عقل ولا قلب ما لقى إلاّ خطوته تسوقه هنا لها يمكن يلاقي بحياته شيءّ يخففّ عنه ، يمكن يلاقي حياته كلها أساساً ونطق تركي : وش صار اليوم يا ذياب ؟
ما كان إنتباهه لعمه نهائياً كله لها : عمـي
هز تركي راسه بالنفي : وش صار هناك ؟ وش هالدنيا وش هالبشوت وش هالقصور يا ذياب ! وش هالمكان يلي إنت به ما تعرف إن طيحتها الطيّحة ؟
رجف قلبه وسط صدره يرفع عينه لعمه وتدمّر كله من مشيت هي للبعيد : أدري بها
عضّ تركي شفايفه : دنياك يا ذيّاب ، دنياك بتهدك
هز راسه بالنفي يرسم بملامحه إبتسامة جمّدت كل ملامح تركي لأنه يعرف هالإبتسامة ، يعرف الوجع خلفها ونطق ذياب بهدوء : ما تهدّني دنيا ، والله ما تهدّني الدنيا
نطق تركي يحترق قلبه : ما جيت هالوقت إلا ببالك شيءٍ ودك تقوله ، إن كان تفسير لليّ صار تسوي خير ، وإن ما كان بعد خير دامه كلام منك لكن ودّي تعرف إني ما بضغط عليك يا عمي ، ما بضغط لكن ماني راضي ولاني مرتاح ولا بتحمّل
كان على وشك ينطق لكنه عضّ شفايفه يمنع حروفه ، يبرز فكه من قو شدته وناظره تركي ينتظر منه النطق لكنه يسكت ، يبتر حروفه بشكل يخوّف وما يدري تركي إنّ الواقف قدامه إنتهى ما بقى منه شيء والكلام يلي بجوفه ماهو إلاّ " ما بتتحمل ، ولا بنتك بتتحمل ياعمي إنت قلتها ، وأنا أقول تم وراها " ويدمّر آخر ذرات صبره ، يكسر قلبه ، يكسر نفسه قبل كلّ شيء لكن هي قالت ما تبي قلبه ، وهيّ صدت بشكل مؤلم عنه وهي الحين ، الحين هي تعرف إنه جاء يمّها وعشانها هي ولمحته تبكي لكنها ما إختارت صدره ولا قرّبته : جيت أقول ماعليك لوم ، لا الحين ولا بالطلب الأوّلي ياعمي إنت عرفت الصح يومي جهلته ، وإنت عرفت الحق وأنا عاندته
سكنت ملامح تركي من لمح إن عين ذياب تحكيه ، بلحظة تشتعل نظرته غضب ، بلحظة يأس ، بلحظة تهزمه نفسه وبلحظة يهزمها : ذيـاب
رفع يده لشنبه بيحترق ، بينفجر داخله من الشعور يلي يحسّه لكنه ما عاد يطيق : حقك علي ما أجيك بالردى ولا جيته ، ولا قربته يشهد الله وحقّك علي الحين تعرف إنيّ واحد دربه صعب ، ومستقبله مجهول ، ودنياه عسرة وبنتك وبتر الكلمة والحرف والجملة من شبّت ناره بلحظة بيقول " بنتك تستاهل الطّيب وتستاهل دنيا أحسن من دنياي ؟ دروب أسهل من دروبي وحياة تتهيّا لها على ما تشتهي؟ " ما قوى لأنه يحرق الأرض ومن عليها لو فكّر ، مجرد التفكير يتركها أو مجرّد التفكير إنها ما تكون له وتصير لغيره رجعت خطوته للخلف يحترق ، يحترق من قهره ولا به شيء حوله يفرّغ به وهمس لنفسه وهو ودّه يصرخ هالوجع : ما عاد بي ، ما عاد بي والله
كان تركي على وشك يتكلّم لو ما حس بيد على ظهره ، على أول كتفه ووقفت خطوة ذياب مثل ما وقفت حروفه لأنها هي مو غيرها ، هي رغم باكي الملامح وهي رغم كل شيءّ وبرد قلب تركي وسط ضلوعه لأنه يحس وما كان منه إلا يرجف قلبه يمد يدّه لظهرها يقربها : تعالي ، ذياب يبيك .. البيت بيتك يا ذياب والبنت زوجتك ، البنت زوجتك
هزت راسها بإيه فقط ومشى تركي لمكتبه بدون أي كلمة لكن نظرة لذياب ، رجف قلبها وسط ضلوعها من شكله ، من هيئته ، من وقوفه ومن النار يلي ما بقّت منه ملمح تعرفه ما ترددّت لو لحظة وحدة تضمه ومن شدّ عليها ألم هي نزلت دموعها تبللّ ثوبه ما كأنها طلبت البعد وخيرته فيه وأصرّت عليه ، ما كأنها قسيت عليه قسوة ما توقّعتها منها لكن من لهيب قلبها منه ، ما كأنها هزت فيه كونه لكن هي رجف كل كونها من لمحته ، من حسّت إنها هي ناره وهي لهيبه وهي جروحه وهي ألف شيءّ بحياته ، هي كل حياته بكت لأنه يشتعل نار ، لأنه يحني راسها بطريقة صارت مألوفه لها ما يتوسّد عنقها وتنحني قامته إلا وقت يشتدّ عليه تعبه وما يبقى به حيل ، قبّل عنقها وبكت لأن حضنهم هذا بالذات به مشاعر مؤلمة ، به مشاعر قتّالة هي تموت ألف مرّة .. وهو قد مات وإنتهى كلّ ما به وأخذت نفس مباشرة تمدّ يدها لوجهه ، تحاوط النار ببارد كفوفها وهمست رغم رجفتها : ذيابـي
ما تدري إنها نطقت مقتله ، نطقت كلمة هدّته من أوله لآخره تلعبّ به حاول يرفع راسه ، حاول يمسك نفسه وملامحه لكن ما بقى به حيل وضيّعته كله من نطقها ، من عضّت شفايفها لثواني هي تمسكه بهالشكل ولازال للآن ، للآن بكل مرة تلمس فيها خدّه يلي إحترق من كف أبوه يحس بشعور ما يقدر يوصف ، ما توسعه ضلوعه وشكى لأول مرة بحياته : ما عادت تاسعني الأرض ياقصيد ، والله ما تاسعني الأرض
هزت راسها بإيه مباشرة وهي ينبض عنقها ، يرجف قلبها من بكاها ومنّه : أعرف ، والله أعرف ذياب ما يكفي؟
-
قفل تركي الستائر بمجرد ما لمح هالحضن منهم وتقطّع قلبه لأنه يعرف هالشعور ، وقفّلت سلاف يلي كانت طول الوقت بالمكتب ولمحت مجيء ذياب جوالها تبتعد عنه وهي إمتلت خوف ورهبة لكن ما قدرت ما تصّورهم ، ما قدرت تتحملّ شكلهم أبيض ثوبه ، بلوزتها الصوف طويلة الأكمام ولونها البيج وإنها تُربط من نهاية ظهرها تكشف أعلاه كله ، بني شعرها يلي لامس يدّ ذياب وأخذت نفس : يا أمي عليه هالولد ، يا أمي عليه الله يعينه كيف مهلوك
أخذ تركي نفس من أعماقه يرفع يده لملامحه : تخوف دنياه ، تخوّف دنياه والله العظيم إن الثياب يميّ تنتفض من هيبة المجالس يلي يدخلها وهو ولا همّه ، هو ولا همّه يا سلاف وهالشيء يضرّه ما يفيده ، يضرّه الله يحفظه
ناظرته لثواني ، وأخذ نفس يمسح على ملامحه : وحاكم
ناظرته سلاف ، وأخذ تركي نفس : حاكم ، حاكم يضيّعه من يدينه ولا هو جالس يشوف يبي يحميه ولا هو الليّ يحميه ولا هو الليّ يمه عالأقل ، يارب عفوك يارب
ناظرته سلاف من لمحت همّه يلي صار جبال ، ونطق تركي يرجف قلبه : أنا أظلم قصيد ؟
_
هز راسه بإيه وعضّت شفايفها تمسك يدّه قاسية الملمس من كثر الجروح ، قاسية بشكل مُخيف والأخوف رفضه لبيت الشعر ، وإنها تروح معاه لبيتهم وإختياره كان مجلس أبوها يلي دخلته هي الحين وهو خلفها ، فتحت نور وحيد تلف نظرها له : ليه قلت المجلس ، مو عادتنا
هز راسه بإيه من رجعت تخجل لأنها قالت " مو عادتنا " ، وعضّ شفايفه فقط يجلس : ماهو عادتنا ، تفهمين بعدين
كانت على وشك تخرج من المجلس لكنه نطق : تعالي
لفّت نظرها له لثواني : ما تبي شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يحاول ، بكلّ ما عنده من محاولات إنه يصدّ نظره عنها وإنه ما يقابل عيونها والأهم إنه ما يستوعب ظهرها ولا شكلها ما ودّه بنار جديدة : تعالي لي
توجهت تجلس بجنبه وسكن قلبها كلّه من نزل جزمته - الله يكرمكم - وتعدل عشان يتمدد بحضنها وبدورها هي عدلت جلوسها كله ، برد قلبها من صار راسه فوق فخذها وعضّت شفايفها : ما تشوفني
ما فتح عيونه ولا جاوب ، ومدّت يدها بعد تردد طويل لحواجبه ، للإنتفاخات المرعبة تحت عيونه وما كان منه ردّ فعل واضح رغم داخلي عذابه لكن من صارت على رموشه هو نُفض صدره ينطق : ترفّـقي بي
ناظرته لثواني ، الملامح يلي تحت يدّها " تخوّف " من الهلاك يلي فيها لكن هي ما تخافها ، ما تخاف شيءّ كثر ما تخاف عليه وما إنتبهت إن يدها كانت تقطّع داخله لأنها تمر على رموشه لحدّ ما مد يده هو يثبت يديها كلها على عيونه يغطيّها ، ويفتح عينه بعد ما غطّاها بيديها وحسّت من لامس رمشه باطن يدّها : تفتحها بعد ما تغطي بيدي ، ما ودك أشوفها أو ما ودك تشوفني؟
نزل يدها تستقر على صدره ، ورفع عينه لها لثواني مهلوك ، ميّت من هلاكه لكنه عدل جلوسه بهدوء يتأملها ، قرّبها تصير تتكي على صدره : قولي ما عاد عندها كلام من قرّبها بهالطريقة له ، من جلس بهالطريقة يرجّع حيله ومن هالقرب الشديد منه وإن يدّه تحاوط ظهرها كأنه يضمها ، إنه يقرّبها منه بهالشكل وإن نظرة عينه المهلكة باقي لها يهلكها بكلّ الأحوال ما تنكر ، لكن حاله هذا بالذّات ما تقدر له من أوّل إنتفاخات عينه ، لحاله المبعثر وطول لحيته يلي ما خففّها للآن : خصام الديرة ليش كان ذياب ، ليش حصل بيننا هذا كله ؟
ناظرها لثواني تتكلّم عينه ، وعضّت شفايفها فقط تتأمله لوقت طويل ما تخطّت ، تكذب لو تقول تخطّت كل شيء حصل وقتها ، قسوته ، غضبه ، تعبه ، إنها هي قالت كلام ما تعنيه وهو طلعت منه أفعال ما يعنيها وشتت نظرها لبعيد لكنه نطق : كل شيء ممكن وكل شيء وارد
ناظرته لثواني بعدم إعجاب ، وناظرها لثواني من نطقت بهمس : لسانك يقول كلام ، وعينك تقول كلام ذياب
هز راسه بإيه : تقولين شيء وفعلك يقول شيء ثاني
ما تكلمت لثواني ، ورجع جسده للخلف بهدوء ما ودّه يذكر أي حدث حصل بالديرة لكن قصيد مرّها كل شيء ترجع له ، كل شيء لأن شعور قلبها كثير ، كثير وطاغي ..
'
" بالديـرة ، قبـل بوقـت "
أخذت نفس من أعماقها بعد ما نطق " ما تبيـنه " كأن ما يفرق معاه ومدّت يدها لعينها تصدّ عنه ، تبعد عن صدره خطوة : ما أبيـ
ما كمّلت من لمحت العالم يلي خلف البوابة يلي خرج من وراها العامل وتركها مفتوحة ، ترك طرفها مفتوح يسكن قلبها وهمست لثواني : مشتل ورد هنا؟
رفعت نظرها له بنسيان تامّ لكل شيء آخر لكن قسوة نظرته سكّتت كل رغبة كانت لها ، عضّت شفايفها لثواني ترفع يدها لطرف حاجبها : ما بسألك ، طبعاً ما بسـ
من حاولت تتخطّاه هو مسك ذراعها يرجعها قدامه مباشرة : وش ! وش الحين وش قولي به شيءٍ تبينه !
إرتعبت عينها بدون مقدمات منه ، وتمتم بالإستغفار مباشرة يترك ذراعها : وش تبين ! قولي وش تبين إن جيتك شمال جنّبتي وإن جنّبت لك تـ
ما كمّل إنما مسح على ملامحه يستغفر ربه فقط ، وناظرته لثواني من ذهولها منه لكنها عضّت شفايفها : مستحيل ! والله مستحيل ومو منطقي ذياب مو منطقي ويكفّي حتى المكان المهجور يلي مافيه أحدّ باقي فيه شيءّ حنون ! باقي فيه لون باقي فيه شيءّ يعطي أمل إنت
كانت بتقول " تقسى " ، وكانت بتقول إنها تدوّر نقطة لون واحد يشفع له ونطق بغضب : أنـا ! إيه أنـا وش بلاي أنـ
عضّت شفايفها تضرب قدمها بالأرض : يكفي ! بس يكفي ما راح أقول شيء لكن راح نرجع الرياض ! راح ترجّعني
هز راسه بإيه : برجّعك ، حاضر على خشمي أرجّعك
ركبت السيارة تسبقه ، تلمح كابها وتلمح شماغه ولمحت حتى قلبه وسط ضلوعه لكن كمّ الغضب يلي فيه مُرعب وهي تبيه يتدارك نفسه ، تبيه يستوعبها فقط ما تبي أكثر ووقت ركب جنبها وهو يكلّم بجواله هي فقدت كامل الأمل ترفع يدها لجبينها فقط : ما أفهمك ، صدق ما أفهـ
رمى جواله عنه بدون لا يوجّه عينه لها لكن صوت ضربته بالسيارة مرعب وبعده هو سلّ طويل الصمت وأشدّه وما عاد تكلّمت بكلمة لأنها لفّت نظرها له من هالحركة لكنه ما نزّل عينه لها ، ما تدري كيف قضت المسافة من الديرة لبيت أبوها بدون ولا كلمة وكلّ نظرها للجوال وكثير الإتصالات يلي توصله رغم إنه صامت وما حرق قلبها إلا كون المسمى للشخص يلي يتصّل عليه بإستمرار وما قطع هو نقطة وحدة فقط : ماراح ترد ؟
لف نظره لها لثواني وهو يمسك نفسه : لا تشدّين معي
هزت راسها بإيه تفتح الباب : ما راح أشد معك ، ولا راح أكون معـ
مسك يدّها بغضبه يجلّسها غصب : قصيد لا تلعبيـن معي ! لا تلعبين بالهرج وش جايك إنتِ وش فيه !
تألّمت يدها من مسكته ، من إنه شدّ عليها بهالشكل ومباشرة إمتلت عيونها دموع : مو كذا ذياب ، مو كذا بُعد بعدين تجي غريب ما أعرفك كل الناس موجودين ، كل الناس موجودين حتى صاحبك وأخوك وإنت مو بينهم ولا لك وجود بيننا ليش ! كل الناس يعرفون عنك كل شيء وأنا ما أعرف ولا شيء وفوق هذا تزلزل الدنيا قدامي وما تخفّ ! ما تخفّ وتعصب حتى عليّ أنا ذياب ؟
عضّ شفايفه لثواني حرقته ما يمزح بهالشيء ، وخفف قبضة يدّه ينزل نظره كان على وشك يتكلّم لكن برد كونه من آثار الجروح الباقية بكفّها ويلي يعرف إنها من بعد البادل لكن من غضبه ما شافها أول شيء وسحبت يدّها هي مباشرة : ما أعرف ، ولا أقدر ذياب يكفي
هز راسه بإيه يتركها ، ونزلت هي تسمع ردّه على جواله المباشر يلي حرقها ولأنّ الصوت كان بكل السيارة هي سمعت أول كلمة " طال عمرك " وما سمعت الباقي ..
-
رجعت للواقع تنفض الأوّل كله : ما خففّتها ولا حلقتها
هز راسه بإيه وهو تركها عشانها هي ، لخاطرها ولأن بالديرة كان ودّها تلمسها يشوف من عينها وما تتجرأ من غضبه والخصام : مدي يدك
نبض عنقها لثواني تناظره يتأملها بشكل مرعب من الهدوء يلي فيه ، من السكون يلي فيه ومن الهلاك ومدّت يدها بالفعل لأسفل لحيته : أول مرة تتركها تطول ويتغيّر شكلك منها ، وأول مرة تجيني كذا ذياب ، هادي
ناظرها لثواني ، وما نزلت يدها عن لحيته ترتجي منه الإجابات ولمحت بعينه سكوت ما يرضيها : ثلاث أسئلة وتجاوبني عليها تمام ؟
هز راسه بإيه يعدل أكتافه : وبعد الأسئلة ؟
أشّرت على شفايفها بالسكوت ، وضحك من هلاكه ومن حركتها : وأبي سكوتك أنا ما أبيك تسولفين ؟
هزت راسها بالنفي بمنطقية : الأكيد ما تبيه لكن تبي تنام
هز راسه بإيه ، وعضّت شفايفها لثواني من رجع راسه كله للخلف يتكي ويغمض عيونه : قولي ، وش الاسئلة
أخذت نفس لثواني لأن كلامه دائماً قليل ، ولأن هي ودها تفهم وتعرف بالتفصيل الممل : خاطرك وش فيـه
جاوب بهدوء تام وبدون أي تفكير : إنتِ
عدلت جلوسها لثواني كأن الإجابة ما هزتها لكنه شد بيدّه على ظهرها بهدوء ولا فتح عينه : الثاني
نزلت يدها من لحيته لصدره ، قريب من أزرار ثوبه ما تدري ليش : كيف أيامك ؟ يومك أمس وقبله وكل الأيام
جاوب بنفس الهدوء رغم إحساسه بيدها : عاديـة
ما عجبتها إجابته نهائياً : أكثر كلمة سمعتها بهالأيام ؟
نطق بهدوء مرعب ما توقعته : طال عمرك
سكتت لوهلة ، ونطق يشد ظهرها : خلصت أسئلتك
هزت راسها بالنفي مباشرة هي نطقت أسئلة خفيفة توها ما تعمّقت وتوّه ما رد : لا ! لا ذياب باقي أسئلة كثيـ
قاطعها مباشرة بنبرة ما قصدها نهائياً : قلتي ثلاث
همست بعدم رضا : طيب ما قلت تجاوبني بثلاث كلمات
فتح عينه لأنه سمع همسها ، ولأنها سكتت مباشرة تخاصمه ورجع يغمض عينه بهدوء ويقربها : الرابع
عضّت شفايفها لثواني تكمّل : ليش بيت الشعر لا ؟
فتح عينه يناظرها كان عدم الفهم مرسوم بملامحها فعلاً وسؤالها جدي إلى آخر درجة : لأنه بيت الشعر وأنا ذياب
ما فهمت ، ورجع يغمض عيونه فقط : هاتي يدك
رفعت يدها لعينه تغطيها : يزعجك النور ذياب ؟
هز راسه بالنفي ، ورفعت حاجبها بإستغراب : ايش تشوف
ما تكلم ، وتذكّرت طفولتها : تشوف طيف ألوان ؟
هز راسه بإيه وهو ما عاد يستوعب شيء من هلاكه وفعلياً كل ضجة الألوان صارت تدور بعينه ونطقت : أيش اللون
جاوب بعدم وعي يختفي نص صوته : أحمر ، وأزرق
غفى بعدها بدون إدراك فعلاً ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها تحاول تعدّل ثقله عليها وبردت ملامحها بلحظة من عدّلها هو يتمدد بحضنها ما تنفّست من الرعب يلي بلحظة حصل لها ، وسكن قلبها لوقت طويل تمدّ يدها لشعره وعضّت شفايفها لثواني بهمس : يكفينا البعد ؟
طوّلت نظرها له ، لشعره ولوجوده بحضنها وأخذت نفس من أعماق قلبها تتزاحم مشاعرها بشكل فائض من وجوده بحضنها ، من رمشه يلي تتأمله ولا تمّل منه وهمست بطبع الشاعر تتذكّر الحكاية : رمشه أنا أخاف من باسه ، ردّته ولو كنت ما أريده ..
عدلت نفسها لثواني بسيطة تتأمله ، تضيع بالتأمل وتعلق بـ " ردته ولو كنت ما أريده " وهي دائماً تبي رمشه ، من طفولتها تبي رمشه وتحبّه لكنها أمس همست له ما تبيه ، والحين همست إن لو كانت ما تبي ، هي تبي بالحقيقة وإبتسمت ، ودّها تحضنه داخل قلبها من كلّ شيء بدنيته وكل هالأطباع غريبة عليها : مو أطباعي ، بس أحبّ '
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
عدلت ورد جلوسها تسكّـر جوالها ، وتعدّلت ديم بالمثل على أساس إنها جلسة قهوة لكن كلّ ما حاولت تفتح موضوع ، أو تفتح ديم موضوع ، أو حتى ملاذ الساكتة يرّن جوال حاكم وهالمرة ما وقف ولا راح عنهّم يرد وهو بوسطهم ولا يتحرّك ، فتح نهيّان الباب يدخل ، ورفع حاكم عينه له مباشرة : وين كنـت ؟
ناظر أبوه لثواني بهدوء يترك أغراضه : بالملعـب
نطقت ملاذ من لمحت ملامحه : تعال تقهوى معانا أمي
توجه يجلس جنب ديـم بالتحديد ، وعدل جلوسه بهدوء يرجع كامل جسده للخلف وهي متقدمة عليه يصير ظهرها يقابله ووقفت ورد تمدّ له فنجال بهمس : طيب تحمم وغسل ترتّب بعدين تعال إجلس معانا !
ناظرها لثواني : جلست جنب زوجتي ماهو يمّك ولا اشتكت ! إسكتي لا أرمي التيشيرت على وجهك
كشّرت مباشرة ، ولفّت ديم نظرها له لثواني : وش تدورين زلّتي معها ؟ شميني تعالي
هزت راسها بالنفي : ما قلت شيء ، وبعدين شعرك مبلول
عدلت ورد جلوسها : مبلول بس لا تسمين الشاور يلي ياخذه بالنادي شاور أبداً ، لا يغرّك وشوفي الفرق بين الشاور هناك والشاور هنا يصير مختلف كلياً بالإثنين
ناظرته ديم لثواني ، غريبة نظراته إلى مالا نهاية ونطقت ملاذ تناظر حاكم المشغول بجواله : حاكم وش صار أمس
قفّل جواله يناظرها لثواني ، وعدّل نهيان جلسته : وش صار ؟ الليّ صار إن الدنيا شدت يدخلون بيتنا كأنّهم داخلين مداهمة دعارة وإلا مخدرات على من ؟ على من
سكتت ورد ، وتغيّرت ملامح ديم وعضّ نهيان شفايفه يمسك أعصابه بهدوء : كلّ البيوت لها حرمتها ، بيت الفريق يدقّون التحية لجدرانه ما يدخلونه كذا
ناظره حاكم لثواني فقط يمسح على يدّه : ما صار شيء
هزت ملاذ راسها بإيه لأنه ما راح يقول طبعاً : وذيـاب
ما تكلّم نهيان يشتت نظره لبعيد فقط وكان حاكم يبي فعل آخر من نهيّان ، ونطقت ورد : ذياب فيه شيء؟
رفع حاكم أكتافه فقط بعدم معرفة ، وعضّت ملاذ شفايفها تشتت نظرها للبعيد بدون أي كلمة أخرى لكن نهيّان حُرق جوفه تماماً من عينها : أمي لا تزعلين
هزت راسها بالنفي ترسم إبتسامة مالها معنى تحت نظر حاكم يلي يقيس الوضع فقط ، وشتت ورد نظرها لبعيد صار دوامها مقسوم بمركزين مختلفة وللآن أبوها ما عنده خبر ، ولا هي قدرت تنطق له ووقفت من دقّ البـاب لكن هز نهيّـان راسه بالنفي يوقف هو : إجلسي
توجـه للباب يفتحـه ، وسكنت ملامحه مباشرة من كان ذيـاب الواقف مثل الغريب : ما معـك مفتاح !
نطق حـاكـم لأنه ما يشوف : من يـا نهيّـان ؟
إستوعب نهيّان مبـاشرة : ذيـاب ، ديم إدخـلـ
نطق ذياب بهدوء : خلّها تقعد ، ناد أمـي قل ذياب يبيك بدون لا يناديها نهيّـان ملاذ وقفت وجات من أول ما قال إسمه يجاوب أبوه ، برد قلبها كلّه من ولدها يلي لأولّ مرة ما تلمح منه شيء ، ما تشوف من عينه أيّ تعبير ، ولا من ملامحه شيءّ يوضح هو تعبان ، مرهق ، مرتاح ، مبسوط ، ولا شيءّ فعلياً كأنه جدار صامت لو ما رسم إبتسامة لها يطلّع يده من جيبه ، يقبّل راسها ونطق : أم ذيـاب
إبتسمت من أعماق قلبها : يا هلا يا أمي ، يا هلا تعال
هز راسه بالنفي يمسك يدها : ماشي ، جيت أسلّم عليك وأشوف حالك ، عساك بخير والأمور طيبة ؟
هزت راسها بإيه يرجف قلبها : أنا بخير الحمدلله ، ذياب أمي وش صاير ؟ أبوك ما قال شيء وأمس صارت أشيـ
نطق بهدوء : الفريق يعرف يتصرف ، لا تشيلين هم إنتِ
كان نهيّان يناظره لثواني لأن ذياب يخبّي لكن هو سمع وعضّ شفايفه بهدوء : وإنت تعرف تتصرف
ناظره ذياب لثواني يقطع له حروفه ، وشتت نهيّان نظره لبعيد لكن ملاذ همست : أمي ذياب وش صاير معك ؟
هز راسه بالنفي يبتسم لها : ماهو صاير إلاّ كل خير الحمدلله ، ما به شيءّ تشيلين همه إرتاحي ولا تزعلين من شيء أبد زين ؟
هزت راسها بإيه لكن بداخلها خوف : إنت بخير أمي ؟
هز راسه بإيه يناظر عينها هالمرة : راضية عليّ إنتِ ؟
رجف قلبها مباشرة ، وإبتسم لأنه أخذ جوابه : توصين ؟
هزت راسها بالنفي : سلامتك ، الله يحفظك يا أمي بس ذياب ، تعال سلم على أبـ
ما نطق كلمة إلتهب جوفه بدون مقدمات يبتر حتى نطقها بـ " أبـوك " لأنّه سمع وشاف بما فيه الكفاية ويدري إن دخوله هو شبّة نار جديدة بتبكيّ أمه ولا عاد يبيها تبكي على علاقته مع أبوه ، ما عاد يبي الغضب ولا عاد يبي الديار كلّها دام فيها غضب وفيها شيءّ ما يُطاق وملّ صبره هو ، ملّ حيله : جدي متعب جايكم بالطريق ، عن إذنكم
ترك أمه ، وتبعه نهيّان : إنت وش تسوي ذياب ؟
لف ذياب نظره له ، ونطق نهيّان مباشرة بخوف : من إنت ؟ يومهم تلّوني ما طلّعني أبوي كنت أسمعهم يقولون الفريق يدّور والفريق يدّور ولا يدرون بي ، إنت طلعتني جاء منهم واحد يقول طلّعك الذيب ، من إنت وشلون ؟ ..
ناظره ذياب لثواني يتعداه ما وقّف : روّح عند أمي
هز نهيّان راسه بالنفي يوقّفه : صلاحياتك ماهي أعلى من صلاحيات أبـ
قطع ذياب حروفه : ماهو أنا اللي طلّعتك ، روّح
مسك نهيّان صدره يوقف قدامه : لا تكذب علـ
نطق بغضب مباشر يزلزل ضلوعه كلّه : نهيّـان !
ناظره نهيّان ، وعصّب ذياب ما يمزح : قلت لك ماهو أنا الليّ طلعتك ! روّح عند أبوك وقل له من طلّعني
نطق نهيّان بذهول : صار أبوك ! بس أبوي لحالي يعني !
طلع حاكم من الداخل يفتح الباب لأنه كان شاهد على الموقف كله ونطق : نهيّـان كمّل ذياب خطوته للخارج بدون لا يلتفت ، وعضّ نهيان شفايفه يرسم القهر بملامحه فقط لف نظره مرّة وحدة لأبوه يشب جوفه كله أضعاف ، وتوجّه للخارج يجلس على عتبة البيت ينتظر مجيء جدّه ، ويخفف عن نفسه الموقف الحاصل وإنه يجهل أخوه ما يعرفه : نهيّـان
عضّ نهيان شفايفه لثواني : إنت تعرف ولدك ؟ أنا ما أعرفه وش فيه ؟ وش الدنيا يلي هو فيها يجي غريب ويمشي غريب ولا نعرف عنه شيء حتى وين يداوم لو عنده دوام ما ندري ! كم شهر له على هالحال الحين أول كنا ندري به هو بالوزارة ونعرف دربه الحين وينه ؟
ما نطق حاكم من دخلت سيارة أبوه قدامه ، ونزل متعب يرتكي على عكازه ويبتسم بأريحية مريبة : السـلام عليكم
وقف نهيّان يرد السلام على جده ويتوجه للداخل ، وتنهّد حاكم يمسك أبوه بدل عكازه : وعليكم السلام والرحمة
إبتسم متعب فقط يمشي مع حاكم ، وقبل لا يدخلون أسوار البيت نطق متعب بهدوء : صلّى معي ذياب اليوم
ما تكلم حاكم يهز راسه بإيه ، ودخل متعب : ماشاءالله ماشاءالله ، السلام عليكم يا بنت حاكم ، وبنت فزاع بعد
ضحكت ورد توقف ، وإبتسمت ديم : وعليكم السلام
توجهت ورد تسلم على جدها ، ووقفت ديم عنده تسلّم عليه لكنه مسكها : إنتِ ما حملتي للحين ؟ علامك
سكنت ملامحها لثواني من ضحكت ملاذ وحتى ورد وميّل متعب نظره لنهيان بعدم إعجاب : إنت من صلبي ؟
إبتسم نهيّان يناظره ، ولمح إن ديم تمثّل الجنون وهو يبي الطّقة الأخيرة منها لجل يتحرّكون : قريب إن شاء الله
نزلت نظرها له مباشرة ، وعدل جلوسه يرتكي بينما جدّه جلس بمساعدة ورد جنبهم وإبتسم بإرتياح شديد رفع حاكم حاجبه من وراه : إنت عندك علم شيء أبوي ؟
إبتسم متعب يهز راسه بالنفي : قهويني ياورد
وقفت ورد تقهويه ، ومدّ نهيان فنجاله لكن ورد قد جلست ولف متعب نظره لديم يجلّس ورد يلي كانت على وشك تقوم : ما تقهوين زوجك ؟
إنتبهت لإن جدّها يكلمها ، وما عاندت لأوّل مرة بحياتها توقف أخذت الفنجال من يدّه ، وصبّته ترجعه بكل هدوء لداخل يدّه وحتى تلامس يديهم هالمرة ما سبب لها شيءّ مثل العادة وهنا علّق عقل نهيان كله : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي ترجع شعرها للخلف ، وترك فنجاله على الطاولة يعدل جلوسه بهمس : متأكدة ؟
لفت نظرها له لثواني ومع إنه قريب منها بشكل مستحيل لكنها ما نفرت لأول مرة : إي ، المفروض يكون فيه شيء ؟
هز راسه بإيه : المفروض تهاوشين !
ناظرته لثواني فقط ، وسكنت ملامحه : وش تعني هالنظرة
ما نزلت عينها عنه ، وتوتّر نهيان بشكل مجنون لو ما نطق جده : بعّد عن البنت ماهو قدام عيني يا نهيّان
بردت ملامحه لأن ديم غريبة ،ديم صايرة تشوف عينه وتوتّره بشكل بشكل مجنون ماهي أول مرة ، حتى وقت رجوعه بعد سالفة مكتب أبوه هي وتّرت الدم بعروقه لأنها غريبة والحين نفس الوضع يبيها تطّق وتنفجر من غضبها عليه لكن هي تاخذ درب ثاني ، درب فيه أمل بسيط إن حياتهم بدايتها أو نهايتها ماهو بعد غضب ، إن فيه حل غير الهواش والشك بينهم ويبيه ، يحلف إنه يبيه ..
لف متعب عينه لنهيّان : نصّار خوي ذياب وين أرضه ؟ كل هواجيس الذيب الليلة عنه والظاهر شابّه نيرانه عليه
هز نهيّان راسه بالنفي : بخير نصار وموجود بالرياض ليش
رفع متعب أكتافه بعدم معرفة ، ولف متعب نظره لورد ثم لحاكم لوقت طويل لكن حاكم شتت نظره ونطق متعب : نعم الرجل نصّار ، والله نعم الرجل الله يحفظه لأصحابه
ما تدري ليش ورد حسّت بشعور آخر بقلبها ، ونطق نهيّان : ماشي من الرياض نصار قريب بيروح لأهله ويرجع
نطق متعب بهدوء : أجل رايح يخطب ، من خواله
بردت ملامح ورد تشتت نظرها مباشرة ، يرجف قلبها وسط ضلوعها بعدم قدرة ولمحها أبوها مباشرة من رجعت شعرها للخلف ، من عجزت تثّبت عينها على شيء محدد بعينه ولأنه حاكم ، أعلم الناس بورد هو رجع جسده للخلف فقط فاضت به : ورد
حسّت إنه يضغط دمها ، ونطق نهيّان من حس إن ورد متوترة : أبوي الحين ذياب ما دخل سلم على ورد صح
نطق متعب : قومي جيبي لي شيء بارد أشربه ياورد
وقفت مباشرة بإرتباك لكن حاكم نطق : قلت يا ورد
نطقت من حست إنها صارت ورقة مكشوفة : سم
حاكم بهدوء : روحي جيبي لجدك الليّ يبيه ، جايك
ناظرته ملاذ لثواني ، وتوجهت ورد للمطبخ مباشرة لكن نطق متعب : إجلس ، ما علّمت البنت إنه طلبها ورفضته والبنت ماهي غبية ما تدري عن العلم يوم جوّ أهله
سكنت ملامح ديم بذهول ، وعدل نهيان جلوسه يهمس لها : لا تقولين شيء ، للحين ورد ما تـ
لفت نظرها له بذهول : خطبها وهي ما عندها علم !!
عضّ شفايفه لثواني من لمح نظرة أبوه الحادة له ، ومسك يدها يوقف مباشرة : عن إذنكم
مشى للمطبخ يناظر ورد : بجيك أنا مو أبوي ، بجيك أنا
ناظرته ديم بذهول وهو للآن ماسك يدها ، ودخل للغرفة الأخرى : ليش إنصدمتي ؟ وليش ورد صار لها كذا ؟
ناظرته لثواني بذهول : نهيّان هذا يلي يهمك ؟ ورد خطبها نصار بس ورد ما عندها علم مستوعب معي هالنقطة ؟
ولا فوق إن ما عندها علم أبوك قال لا وما عطاها خبر !
عضّ شفايفه لثواني لأنها توتره بنظراتها : ما قال لا ! ما قال لا شرط عليه شروط ونصّار ما رد للحين ويعني إنتهى
ناظرته بعدم تصديق ، ورفعت يدها لجبينها : وش شرط
رفع نهيّان أكتافه وهو يعرف كل شيء : الدباب ومكان شغله ، ما قال له شيءّ تعجيزي لكن نصار ما رد للحين
ناظرته ديم بعدم تصديق ناظرته ديم بعدم تصديق : وإنت ما قلت لورد نهيان ؟
هز راسه بالنفي : ذياب ما قال لها أنا أقول لها ! ماهو بيـ
ضربت صدره بعدم تصديق تتوجه للباب لكنه مسك يدها يرجعها : أبوي أدرى ! أبوي أدرى يمكن نصار قايل له مابه نصيب وإنتهى الموضوع بأرضه تفتحينه لها ليش ! وهي وش يهمها أصلاً ! وش يهمها جاء وإلا ما جاء نصّار وإلا غيـ
عضّت شفايفها لثواني تنفض يدها منه ونطقت بعدم وعي : إنت ما فهمتني أنا ، بتفهم نصّار وورد يعني ؟
سكنت ملامحه لثواني يمسك ذراعها : ديـم !
ما حاولت تتكلم كانت تناظره فقط ونطق بتوتر : لا تناظريني ! لا تناظريني كذا ما أعرف وش أسوي ! ما أعـر
هزت راسها بالنفي : تعرف وش تسوي بكل شيء إلاّ
مد يده يغطّي فمها مباشرة ، ولمحت إنه صد بنظراته للبعيد لأول مرة ترجف بهالشكل ، لأول مرة ترجف عينها بهالشكل لأنها حسّت بشيء آخر ، بشيء مجنون منه كانت تشكّه لكن الحين تأكدت منه نهيّان يضعف لها ، نهيّان فيه ضعف بداخله لها وبردت ملامحها من إحمرار ملامحه وإنه حاول ينطق ، حاول وتتحرك شفايفه بمحاولة للنطق لكنه تركها يتوجه للباب مباشرة : لا تقولين لورد شيء
_
طلعت ورد من المطبخ وهي قد رجف كلّ داخلها من الغرابة يلي حصلت توّها ، من الرهابة المرعبة وإن نهيّان أخوها طلع من الغرفة أحمر الملامح يطلع من البيت كله طيّح قلبها : ديم وين راحـت !
رفع متعب أكتافه بعدم معرفة وضحك يبي يطمّنها : تعالي ما ناكلك
توجهت تجلس بجنب جدها وتتمنى ما يناظرها أبوها فقط لأن يكفيها ، ورفع حاكم جواله يتصل على نصّار : تعال صلّ المغرب معي بالمسجد ، لا تتأخر
رفعت ملاذ حاجبها لثواني بإستغراب : ذياب ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : نصّار ، ذياب جاء للباب ومشى
خرجت ديم من الغرفة بعد بوقت ، وإبتسم متعب ياخذ نفس من أعماقه : الله يرضى عليه هالذيب ، الله يرضى عليه صلّى معي اليوم ، سلّم علينا وجلس معنا
إبتسمت ملاذ لثواني ، ورقّ قلبها مباشرة يبيّن بنظرتها وهز متعب راسه بإيه ياخذ نفس من أعماقه : الله ينوّله مراده ، الله ينوله مراده ويوصّله عسى ما تغيب شمسه
رجف قلب ملاذ لثواني ، وهز متعب راسه بإيه : جالس معنا يردّ على سوالفنا ، يبتسم ويقهوينا لكن ما تدرين له هو مبسوط ، هو مهموم ، هو وش بقلبه ما تدرين له على ما يقول حاكم الخافي البيّن والظاهر ماعاد به شيء بين كلّه خوافي ، ما عاد هو لنا ولا هو الليّ تزوج تصير بنت الشاعر عنده تقررّه بأرضه ، أخذته دنيا الله يستر منها عساها ما تفنيه وتهدّه والله إني أكرهها ولا أطيقها
ناظرته ورد برهبة وكل خوفها يلتفت لها أبوها من جديد وهي مالها مهرب : جدي لا تقول كذا ناظرها لثواني : الحق ينقال يابوك ، الحق ينقال أخوك وين تشوفينه ؟ من متى لمتى تشوفينه من متى لمتى تلقينه ؟ حتى زواجه ماهو قادر له للحين ولا يتكلّم عنه ولا يشتكي نقول له بنت الشاعر ويسكت هذا ذياب ؟
حزن قلب ديم لثواني طويلة ، ولمح حاكم إن أبوه يدري عن أشياء كثيرة : قال لك شيء ذياب ؟
هز متعب راسه بالنفي : ما قال ، إنت ما شفت حاله ؟
ناظره حاكم لثواني فقط ، وشتت ملاذ نظرها للبعيد لكن ورد إستوعبت : ما باقي على رمضان وقت وهو مشغول ما نشوفه ، معقول يصير أول رمضان بدون ذياب !
نطقت ملاذ مباشرة : من غير شر ! أمي وش هالكلام !
إبتسم متعب يناظر ديم لثواني ، ورجع نظره لحاكم : بنت الشاعر ما تجي يمكم ؟ يشتاق لها القلب والله
_
« بيـت نصّـار »
مسح ذياب على ملامحه فقط يشتت نظره لبعيد ، يشتت نظره لدباب نصّار يلي بالزاوية بغضب : قلت لا تتواعد مع أحد ! قلت لا تتضارب مع أحد ما تسمعني وفوق منّه ما تقول ! ما يوصلني العلم يعني ما يوصلني !
عضّ نصار شفايفه لثواني يحاول يفهمه : ذيـ
مسك ذياب وجهه يأشّر له على الجرح يلي خطّ نصف وجهه : هذا وش ! هذا وش الحين ما ألعن ثواه أنا ما أشّرط له وجهه الـ..... ! علمني !
عضّ نصار شفايفه : ما بتسوي شيء ! ما بتسوي شيء لأني أنا بدق له خشمه وبطريقتي أنا إنت ما بتسوي له شـ
نفضه ذياب بغضب يأشر على الدباب : ....... طريقتك لا تقلقني ! دباب ومقاوم مافيه يعني مافيه إقعد بأرضك
ناظره نصّار لثواني فقط بدون أي كلمة ، وأخذ ذياب نفس من أعماقه صحى من نومه بعد ثلاث ساعات بالضبط من إتصال من أسامة يبلّغه إن نصار تضارب مع شخص ومن وقتها وهو يحاول يوصل لنصّار لكنه مقفل كل البوابات وكلّ وقته راح قلق في قلق ووقت عرف إنه بخير وكان نايم فقط هو قرر يهدأ لكن وقت جاء عنده الحين ، ووقت لمح هالجرح يلي بملامحه هو عصّب بشكل مجنون ما يتداركه وتمتم يستغفر فقط ، يمسح على ملامحه وإبتعد يرّد على جواله بقروشة مباشرة : قـل
أسامة : طال عمرك لازم تجي القصر الحين ضروري ، طويل العمر يبيك يقول تواصلت معاه اللجنة عجّل
هز راسه بإيه يعض شفايفه لثواني : قل له جايّه قريب
سكّر جواله يلف نظره لنصّار يلي قفل جواله بالمثل ، ونطق يرجف قلبه وسط ضلوعه : أبوك
ناظره ذياب لثواني فقط ، ونطق نصّار : يقول تعال صلّ المغرب معي
هز ذياب راسه بإيه يقفّل جواله ويدري إن جده فتح الموضوع لأنه قال له : روّح له ، سمعت وش قلت أنا ؟
عضّ نصار شفايفه بسخرية : أمرك طال عمرك
كان ذياب على وشك يمشي لو ما سمع هالكلمة منه وإبتسم يهز راسه بإيه بسخرية : تبيها طال عمرك الحين ؟ ما نطق نصار كلمة لكنه حسّ بإنه شبّ ذياب بشكل مجنون ومن توجه ذياب لسيارته هو عرف إنّه ولّعت بداخله ، رمى جواله مباشرة يعضّ شفايفه : يقلعك دنيا ، يقلعك دنيا إي والله
ركض يبي يلحق ذياب لكنه عض شفايفه من ما لمح حتى طيفه : قدّ إنك وصلت يمهم ، قد إنك غبت من يلحقك إنت ؟
_
« مسجـد الحـي ، المغـرب »
نزل نصار جزمته - الله يكرمكم - عند البوابة وهو يحسّ بتوتر غير معقول من غريب طلب عمّه هو سمع خبر ، صار معه علم عن شيء ، بيقول له عن سالفة الهرج الشائع بمجتمع الوزارات وإلا وش موضوعه بالضبط ما يدري وأخذ نفس من أعماقه يبرد قلبه من لمح حاكم وجنبه أبوه يلي يسنده وتنحنح : السلام عليـكم
رد متعب السلام ، ونطق حاكم : وش اللي بوجهك ؟
عدل نصار كتفه لثواني بتوتر : بسيطة ، عارض
ناظره حاكم لثواني قليلة وعدل نفسه بدون أي كلمة أكثر يترك نصّار يتعدل بالمثل لأن صار وقت الصلاة ، دخل نهيّان ركض يوقف بجنب نصار يلي يجاور أبوه ويكبّر معاهم ، يصلي معاهم متعب الأوّل ، ويجاوره حاكم ، يجاوره نصّار ، ويجاوره نهيّان وعجز نصّار يقر بصلاته من الهواجيس يلي نهشته من نظرات عمّه وغرابته لدرجة إنه بمجرد ما سلّم مسح على وجهه : آمرني عمي
ناظره حاكم لثواني : إستغفر وقرّ ، ما يفرّون بعد السلام
هز نصار راسه بإيه بتوتر لأنه نسى هالشيء : أمرك
إبتسم نهيان لثواني يهمس له : متوتر إنت ؟ لا تتوتر
عضّ نصار شفايفه لثواني يناظره بغضب ، وسكنت ملامح نهيّان توه ينتبه للجرح يلي بملامحه : هذا وش !
نصّار بسخرية : مخطط ، وش تشوف يعني ؟
إبتسم نهيّان : يليق عاد عندك مساحات واسعة ، سلامات
ضحك نصّار يهز راسه بإيه : الله يسلمك
رفع نهيّان نظره من بعض رجال الحيّ يلي يسلمون على أبوه ، وجزء آخر يتهامس بإنها " آخر أيامـه بالمسجد لأنه متورط بموضوع فساد " ونفس هذا الجزء كان يهمس شيء مخيف " ولده الكبير ما عاد بيّن ، هو كان السياسي وشكلهم تلّوه "
وإنتبه إن أبوه ساكت فقط ، وإستوعب يربط باقي الأحداث بعقله وسرعان ما نفض صدره : إنت تدري عن ذياب ؟
ناظره نصّار لثواني وإنتبه لأنه سمع نفس الكلام وهز راسه بإيه يبي يطمّنه : لا تخاف
وقف حاكم يوقّف أبوه معاه ويبي يطلع من المسجد فقط لأنه صار يعصب من الأسئلة عن ذياب : مشينـا
طلع حاكم للخارج لكن لفت نظره سيارة سوداء مُعتمة بالكامل بمجرد ما لمحت خروجهم توّجهت للبعيد تختفي عن الأنظار وعضّ شفايفه بغضب فقط الأكيد إن السيارة لها طرف بذيّاب ، والأكيد إنه يبي يشوفهم ..
مشى حاكم مع أبوه خلفهم نصّار ونهيان يلي كل واحد منهم يضجّ داخله بشيء نصّار يحس بشعور غريب ما يدري كيف يوصفه ، ونهيّان ما وده يدخل البيت لأنه صاير يضيّع من ديم ولا وده بزيادة أخطاء بينهم نهائياً ..
بردت ملامح نصّار من لف متعب نظره له وسط مشيه وكمل للداخل : أقول ، السلام عليكم أنا ماني جاي
مسكه نهيّان مباشرة : أقول إقعد ! إقعد جدي ناوي له نية والظاهر إنه وده يزوجك خلاص ما بحرق عليك بس يمكن
بردت ملامح نصّار بذهول يناظره ، وهز نهيّان راسه بإيه : فتح الموضوع مع أبوي اليوم ، وقال ورد لازم تدري يعني
بردت ملامح نصّار بعدم تصديق : ورد ما تدري !!!
ما إنتبه إن صوته عالي يلفّ له عمه حاكم من وراه ، شعوره بشع إلى مالا نهاية وسرعان ما عزّت نفسه على نفسه من رجع له كلّ شيء صار من ورد ، كلّ ردة فعل كانت منها وقُهر داخله بلحظة يرفع يدّه لجبينه بهمس : تحسّبني ما جيت ، تحسبني ما قلت شاري وتشوفني ....
ناظره نهيّان لثواني بعدم فهم : من الليّ تحسـ
ما سمح له نصّار يكمل ، وعضّ شفايفه لثواني ما بيقعد لو لحظة وحدة لأنه ما إستوعب ولا وده يفجّر بنفسه أو بعمّه إنه قلب كل الموازين لأن ورد ما عندها علم : قل لأبوك نصار تأخر على شغله
ناظره نهيّان بذهول من توجه نصار للبعيد مباشرة بدون مقدمات ، وما تكلم حاكم غير إنه يشبّ داخله فقط يشدّ على يد أبوه يلي نطق بهدوء : ما عدت تفهمهم يا حاكم ؟
ناظره حاكم لثواني فقط ، ودخل متعب يبتسم لورد وديم الجالسين لكن تعلّقت نظرة ورد بأبوها لوقت طويل تشبّ ناره ، تشبّه من أوله لآخره ولمحت ملاذ هالشيء لكنها ساكتة ، ما بتنطق كلمة لأنه بيستوعب بنفسه ..
-
« بيـت تركـي »
رفع تركـي حاجبه لثواني يتحسس جبينها : معج حرارة؟
هزت راسها بالنفي ، وعدلت نفسها : لا تروحون الكويت
جلس فهد بمكانه : تدوّرينا الحين إنتِ ؟ بعد شنو
ناظرته لثواني ، وضحك عذبي يجلس على كنبته : ما تخطّيت للحين إنت ؟ صحصح فهودي راح ذياب خلاص
أخذ فهد نفس من أعماقه : والله تروّعت ، تروّعت عليه شكل ولا بعد معصّب توقعت لو أقوله سلام عليك يصكّني طراق ما صار ولا استوى وبعدين مطّول دقنه ليش يروّع
هز عذبي راسه بإيه : شكلها تستحي منه ما تنشب له عدّل وخفف وسو وإفعل ولا تطول اللحية وخلّك بس شنب
هزت راسها بالنفي تجاوب بعدم تفكير : لا عاجبتني
لف فهد نظره لها بذهول ، وضحك تركي : لا تطلع عيونك
صرخ من ذهوله : شلون ! شلون يرحم والديج يروّع
إبتسمت تخجل بشكل مجنون ، ورجع فهد جسده للخلف بعدم تصديق : ما أعرفج ولا تعرفيني ، والله ما أعرفج
دخلت سلاف : ماما قصيد ، أبوك يبيك بالمكتب
لفت نظرها لأمها وسكنت ملامحها من شتت أمها نظرها عنها لبعيد ولمح عذبي هالشيء : ربنا يستر ، سلاف عندها خبر والظاهر إن تركي مولع وإلا ما كان هربت عينها
وقفت قصيد مباشرة لأنها حسّت إنه خبر عن ذياب ما تعرف ليش ، وتوجهت سلاف للبعيد مباشرة تترك قصيد تدخل لمكتب أبوها لوحدها : ناديتني
هز راسه بإيه يسكر جواله : تعالي وقفلي الباب وراك
دخلت ما تدري ليش تحس بثقل خطوتها ، وعضّت شفايفها لثواني هي تسبق أبوها بالكلام : عشان ذياب ؟
ناظرها لثواني ، وتكلّمت مباشرة : شفت الأوراق يلي كانت بمكتبك هنا ، ما فهمت منها شيء كثير بس فهمت إنّ فيه شيء يصير وماهو بصالح ذياب ولا صالح عمي حاكم
رفع تركي حاجبه لثواني بإعجاب لأنها تكلمه : إي؟
عضّت شفايفها لثواني ترفع أكتافها : شفت إنك مشيت ومعاك مساعدينك ، مع عمي حاكم وما أعرف الموضوع لكن أعرف إن كل شيء له حل ، صح ؟
هز راسه بإيه بهدوء يصدمها بجملته : ذياب ماله حل
ما توّقعت كلمته لوهلة ، ما توقّعتها نهائياً تسكن لثواني بذهول : تدرين إنه غير عن كل الأضرار هو كسر خشم شاهر وإلا ما تدرين ؟
ناظرته تتوقعه يمزح ، ولف لها جواله يوريّها التقرير الطبي وسرعان ما حسّت برهبة وسط قلبها وقفّل تركي جواله : ما أخوفك شاهر يستاهل ولو ما كسر له خشمه ذياب كسرته أنا ، لكن ودي تعرفين إن ذياب يلعب بالنار بكل الإتجاهات إن كانت حياته ، وإن كان شغله ، وإن كانت علاقاته ، اليوم وبكرة وبعده الدنيا معه حتى موضوع شاهر وإنه راح وده يشتكيه مات بأرضه وظني شاهر هج خارج الرياض بعد لكن
رجف قلبها تقاطعه بتوتر مباشر قبل يكمل جملة ما تبيها : الدنيا بتكون دايماً معه لأنه راعي حق
ناظرها أبوها لثواني يعدل جلوسه ، وعضّت شفايفها لثواني بتوتر : بابا إذا الكلام بيرجع لنفس النقطة لا نقوله
هز راسه بالنفي يناظرها لثواني ، وبردت ملامحها لأنها أول مرة ما تخجل وتقول يلي بخاطرها مباشرة لكنها توترت من نطق : ذياب يقولك شيء عن دنيته طيب ؟ عشان نوقف معه عشان نكون معه ونعرف وش له وش عـ
هزت راسها بالنفي : ما يقول شيء ذياب
ناظرها لثواني ، وشتت نظرها لبعيد تشدّ خاتم يدها ونطق يرحمها : روحي لأخوانك خلاص
طلعت قصيد مباشرة من المكتب رجف قلبها كلّه ، رجف كونها لأن نظرة أبوها وكلمته " ذياب ماله حلّ " رجّفتها لأنها لمحت هالشيء وقت صحوته وقبل تضيع سحبتها سلاف مباشرة : روحي إلبسي عبايتك بنطلع
ناظرتها لثواني ، وهزت سلاف راسها بإيه : بسرعة يلا
من صدمتها هي ما إستوعبت إنما هزت راسها بإيه فقط تتوجه لغرفتها ، تبّدل ملابسها ، تعدل شكلها وتلبس عبايتها تنزل لأمها من جديد وكلها إستغراب من إستعجالها ورسلت لذياب رسالة وحيدة إنها بتخرج مع أمها لكن من كان صح واحد فقط هي سكن كيانها من جديد ، بيرجع لبُعده كالعادة ؟ ما تدري ..
دخلت الجوال بشنطتها تتوجه للباب لكن شهق فهد بذهول : على وين ! لا يكون الحبيب عند الباب بعد
لفت بإنتباه إنها ما ودّعتهم وإبتسمت : لا مع ماما
رفع حاجبه بإستغراب : وين رايحين طيب ؟ نروح معاكم
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وميّل شفايفه : زين توكلي
كشرت له مباشرة تطلع ، ورجع فهد لأخوانه وأشباله : راحت قصيد مع سلاف ، ما قالت وين
سكر عذبي جواله يرفع يده لشعره : طوّلنا عن الكوفي خلونا نروح نتكي هناك اليوم ، وتجي قصيد بعدين
هز فهد راسه بإيه يضم أشباله لحضنه : يلا ببدل ونمشي عذبي تشيل معك هالكتاب قطعته على راسك والله
_
« عنـد قصيـد وأمـهـا »
جلست سلاف تتقهوى بكل هدوء وقصيد تنتظر كلامها فقط ، تعرف إنها جابتها لهالمكان بعيد عن البيت وعن الناس ويتقهوون لوحدهم لموضوع بتقوله لكنها للآن ساكتة : مامـا
ناظرتها سلاف وعدّلت جلوسها : الكلام مو مني
أخذت قصيد نفس من أعماقها تشتت نظرها لبعيد ، وعضّت سلاف شفايفها من لمحت إن قصيد ما بتتكلم : ماما والله العظيم مو أغبياء إحنا ، ولا عميان ما نشوف ، ولا قاسين قلب ما قد حبينا ما تقولين لنا شيء عنكم تمام على عيني وراسي لكن الزواج متى ؟
ناظرتها قصيد بصدمة ، وعضّت سلاف شفايفها : مو منطق ولا طبيعي الشيء يلي يصير حبيبتي ، تبينه وش يسوي أكثر بطاقته تركها بين يديك يقولك كمّلي بيتك يا قصيد وتعالي له ، يترك دنيته كلها على جنب ويجي جنبك ماما حتى خيامه ديرته أرضه حلاله كله راح ، كله ماهو موجود ويبيك إنتِ ليه هالتعقيد كله ؟ ليه وأنا أشوفك تحبيّنه تتلهفّين له ، وتضمّينه أمي خايفة من شيء يردّك؟
ما تدري ليش غرقت عيونها بالدموع مباشرة : لا تكلميني كذا
عضّت سلاف شفايفها بقهر : طيب لو ما كنت خايفة عليك من هالنقطة ما قلت شيء ولا تكلّمت تركت الموضوع براحتك لو تبين زواجكم بعد عشر سنين من يقولك لا لكن أمي حبيبتي تبينه ؟ تحبينه ؟ يبيك وشاريك هو قولي له تم وأنا أدري هالتأخير كله منك مو منه ، يكفي يا أمي أبوك سكت مرة ومرتين وثلاث بقولك لا ترى الشاعر حنون ما بيفرّق بينكم ؟ والله والله والله وأنا أعلم الناس بأبوك إنّ لو زاد هالوضع عن حدّه بيفرّقكم غصب ياقصيد ولا تتوقعين وقتها بتكون لذياب سلطة دامك تحت جناح أبوك للحين ، وقتها تدرين وش بيصير أمي ؟ وقتها بتكون له قوة يكسر نفسه ويكسر أبوه وأبوك والعوايل إيه لأنه يحبك وشاريك لكن ما بيقدر على الأكثر ليه ؟ لأنك مو ببيته أمي ، لأنك تاركة مجال للتدخل باقي ما صار بس إنتِ وياه وباقي للحين ، للحين يغرق أبوك بالأسئلة هو ظلمك ، هو تعجّل بالموضوع ، هو وش يتصرّف وللحين ، ما يدري إننا هنا وإني أخذتك عشان أفهّمك لأنه يقول إتركيها براحتها وأنا أدري راحتك وينها ليه العنا أمي ؟ ليه تشقين نفسك وتشقين ذياب أكثر ماهي نهاية الدنيا الزواج لو يخوفك
عضّت شفايفها لثواني ، وأخذت سلاف نفس من أعماقها من لمحت إنها حرقت روح بنتها : ماما عشانك ، والله العظيم عشانك يا حبيبتي قولي لي يردّك شيء ؟
رجفت شفتها لوهلة تحترق روحها من جدية أمها وحزنت سلاف مباشرة : قولي لي ، يخوفك شغله ؟ دوامه ؟
عضّت قصيد شفايفها بهمس : كل شيء يخوفني
ناظرتها سلاف لثواني ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها لكن قُطع النفس ، وقُطع قلبها كله من نوّرت شاشتها بإسمه لأول مرة ما ودها ترد لكن سلاف نطقت : ردي
أخذت نفس من أعماقها لثواني تناظر أمها ، وضحكت سلاف بعدم تصديق : ليش كل هالدموع كلهم كلمتين قلناهم ! كلهم كلمتين بس ردي لا ينشغل باله
مسحت دموعها بطرف كفها تاخذ نفس : لا
ناظرتها سلاف بذهول وما سمحت لها مجال من مدّت يدها هي ترد وتترك قصيد تحت الضغط ، تحت الأمر الواقع ورفعت الجوال لأذنها مباشرة ونطق من تأخرها : وينـك فيـه ؟
عضّت شفايفها لثواني تحاول ما تبيّن : مع مامـا باقي
سكنت ملامحه مباشرة من نبرتها : شلون ؟
ما قدرت تنطق كلمة من نظرات أمها ، من إبتساماتها المستحيلة وشدّت يدها ما قدرت تنطق فعلاً فاض كلّ داخلها ، وبرد الدم بعروقه : بـنت !
مدّت سلاف يدها تاخذ الجوال من قصيد لأنها غرقت بدموعها وغرقت من إنها تحس بالضغط ما تقدر تتكلم معاه : أمي ذياب قصيد شوي وتكلمك ، مافيها شيء ترى
هز راسه بالنفي برفض شديد : شلون مافيها شيء ! عمتي
أخذت قصيد نفس من أعماقها تعدّل نفسها ونبرتها ، وقبل حتى تتكلم سلاف نطق ذياب : ما فيها شيء ، طيب
ضحكت سلاف من قفّل بذهول تهمس لقصيد : هو عصبي لهالدرجة ؟ مافيها شيء طيب وقفّل
ناظرت أمها لثواني فقط ، وضحكت سلاف ما تعطي الموضوع بال : كفّي دموع ، كفّي ما قلنا لك شيء توّنا
ناظرتها قصيد لثواني وهي تحاول تخففّ الشعور يلي تحسه وإحساسها بالحرّ يلي لّون كل ملامحها : قلتي كل شيء ماما ، قلتي كل شيء مرة وحدة بدون نفس شكراً
أخذت سلاف نفس من أعماقها : عشان مصلحتك وبس
ما عاد تكلّمت هي شتت نظرها لبعيد فقط تعرف إنه عصّب ، وتعرف إنه فصل وودها تكلمه لكن مو بحضور أمها نهائياً وشتت نظرها لبعيد تفكّر ، يحرقها التفكير وأخذت سلاف نفس من أعماقها تبي تغير جوّها : كلهم متجمعين بالكوفي ، تبين نمر عليهم بعد شوي ؟
هزت راسها بالنفي ، وناظرتها سلاف لثواني طويلة مرّت ربع ساعة كان كان سكوت تام من قصيد يلي تلّونت محاجرها باللّون الأحمر لأنها تتذكر كلام أبوها ونظرته ، وكلام أمها يلي كله صحيح والأكثر ، تتذكر الحال بينها وبين ذياب هم مو مستقرّين ، مو موجود بكل الأوقات هو وباقي بينهم مسافة ولا لها قلب يقول تم وهي تعرف أطباعها وتعرف إنها شديدة الخصام لكل غيبة وبُعد لو صارت معاه تحت سقف واحد ولا تتوقع يتحمل باقي ولمحت سلاف كل هالتغيرات ببنتها ولهالسبب هي ممنونة لتفكيرها يلي أخذها هنا ، بعيد عن البيت وبعيد عن كل الناس يتفاهمون لوحدهم : أمي الحياة يبي لها قوة ، الحب يبي له قوة ، كلّ شيء يبي له قوة الدنيا ما تتهيأ على كيف أحد ومثل ما يبي لكن يلي يبقى بالخوف والتردد والحذر والضّعف متى يعيش أمي ؟ متى يعيش اليوم الأمر بيده بكرة كل شيء ماهو بيده والندم ماهو حلو
أخذت نفس من أعماقها ترفع نظرها للمدى لكن بردت كل ملامحها من لمحته واقف بعيد ما عاد تكلّمت من صدمتها ونطقت سلاف : البنات يكلمونك شوفي جوالك
هزت راسها بالنفي بعدم تصديق : ذيـاب هنـا
لفت سلاف نظرها للخلف : مستحيل محد يعرف هالمكـ
تغيّرت ملامحها مباشرة ، ووقفت قصيد تتوجه له لأن الواضح إنه يغلي لأنه ما تحرك من جنب سيارته : ذياب
ما نطق كلمة هي ضيّعت له قلبه وأكثر من نبرتها وقت إتصل ، من كلمة سلاف له ولا يدري كيف صارت خطوته عندهم تجيب مكانها ووقت وصل ، وقت صار يقابلها بالضبط ولمحها ولمح جلوسها ولمح إنها بهالمكان لوحدها مع أمها ومافي داعي للخوف ، مافي داعي للريبة هو نهش نفسه لأنه مو طبعه ، مو طبعه يدّور مكانها من غيرها ويجي من غير علمها وكل هالأطباع أطباع أبوه ، مو أطباعه : أمورك طيبة
ناظرته لثواني ولمحت إنه موّلع ، إنه يغلي وسرعان ما سكنت ملامحها لأنه ما يحط عينه بعينها : ما شفتني
هز راسه بالنفي يشتت نظره لبعيد : شفتك
قرّبت خطوتها له مباشرة : ذياب ما شفتني ، لا تـ
رفع عينه لها وهي بترت كلمتها مباشرة ، بترت كلمتها تشتت نظرها لبعيد وعدل وقوفه مباشرة يمد يدّه لخدها لأن ملامحها تحترق بالإحمرار ، حتى عيونها تلّونت بالأحمر يلي يبين بُكاها وسكن قلبه : وش صار ؟
_
« الكـوفـي »
كان عذبي يحاول يمسك ضحكته على فهد يلي صار محطّ التصوير هو وأشباله وعلى ملامحه يلي تبيّن شديد خجله ، إن ودّه يهج من بينهم لأنهم ما يصورون الأشبال لحالها يصورونه حتى هو معاها وتوتر : أبوي طوّل ما رسبن هنا
ضحك عذبي : صارت نيران السمي أهون من هالوضع ؟
وقف فهد بتوتر لكنه صرخ مباشرة من كان على وشك يصدم ببنت هو فجع نفسه ، وفجع البنت ، وفجع عذبي يلي توجه لبعيد ما يعرفه وضحك تركي أخوه : تعال توتر بشكل غير معقول يشتت نظره لبعيد : آسف
نطقها وركض مباشرة تجاه العيال ، وضحك عذبي يرجع جسده للخلف : الأغراب صوروا باقي بناتنا يا فهد
رفع نظره للأعلى لطاولة البنات : والله ما يصورون صراخهم يفجّر الأذن لا قربوا منهم ، مافيه لهم تصوير
ضحك عذبي يمسك أحد الأشبال يلي قرب منهم ، ولف تركي من لمح إن الإثنين الباقيين صاروا يضايقون الزوّار : فهـد
لف فهد نظره لثواني بسيطة ، وقبل حتى يتكلم جات بنت بإتجاه طاولتهم : لو سمحت هالحيوانات لكم صح ؟
بردت ملامح فهد مباشرة لأنها تقول " حيوانات " ولا شعوري هو نطق : احترمي نفسج !
ضربه عذبي من تحت الطاولة ، وهز فهد راسه بإيه : إيه طال عمرج لنا ، لا يكون مضايقينج وإلا شيء إختي ؟
هزت راسها بإيه : إيه لأن حسب معرفتي هنا كوفي مو حديقة حيوانات لو سمحت ، ماودي أكلم المسؤول
ناظرها لثواني يرجع ظهره للخلف : شنو يعني تهدديني بالمسؤول الحين ؟ حضرتي المسؤول سمي قولي
نطق تركي بشبه حدة يسكّته لأنه تكّى لها : فهـد
ناظرته من فوق لتحت فقط تتوجه لبعيد ، وضحك تركي على ملامح فهد المصدوم يصد بنظره : معها حق ياطفل
رفع فهد أكتافه يقلدّها : لكم ؟ شنو يعني شايفتنا من أول وهم بحضني وواحد مع هاللوح عذبي يعني بتكون لمنو غيرنا ؟ ومسويه تذب بعد هنا مو حديقة حيوانات وتهدد بالمسؤول وهم ما قربوها
لف عذبي نظره من لمح إنّ ود نزلت من الأعلى ، ووقف يضم الشبل لحضنه لأنها تبيه وجات عشانه : حيّـها
إبتسمت لأنه جاء لها مباشرة : كيـف عرفت ؟
نطق يمثل عدم إهتمامه : واضحين إنتم ، كلكم يعني
هزت راسها بإيه : يعني لو نزلت أسيل الحين بتعرف ليش؟
هز راسه بإيه ، وميّلت شفايفها بعدم إعجاب : طيب بصور الشبل مع فهد لو سمحت ، شفتهم يصورون معاه
رفع حاجبه لثواني : إيه أنادي لج فهودي الحين ، فهـد
ناظرته بذهول ، وإبتسم فقط لأنه يدري فهد ما بيجي : جاي لك وتقولين أبي فهد ، بقولك لا ؟
ناظرته لثواني فقط ، وإبتسم : خلّصينا وبعدين إرسليها لي
نزلت أسيل من الأعلى بإستغراب : إنتم وش بينكم ؟ شفت مقطع البادل لو ما تدرون وعذبي ترى ودّ قصت المقطع يلي تسولف فيه مسوية تخبيه علينا وتركـت لنا الباقي والثاني بس عندها هي حاطته بالمخـفـ
ضربتها ود مباشرة بذهول لأنها ما سكتت ، وإستوعبت أسيل : المفروض ما أقول !
كتم ضحكته لثواني طويلة يبتسم فقط : روحي وتحجبي
هزت راسها بالنفي : مافي أحد غريب ، مافي رجال يعنـ
ناظرها بذهول ، وهزت راسها بالنفي : لا تتحسس إنتم رجال بس رجالنا يعني تتـ
ناظرتها ود لثواني بذهول لأنها تجيب العيـد : أسيـل !
إستوعبت تسكت مباشرة إستوعبت تسكت مباشرة : طيب لا تطولين ملاك محتواها إنتِ وعذبي وما أضمن لك ستر لأنها تصور وترسل
هزت ود راسها بإيه ، ولف عذبي نظره لدخول مجموعة جديدة : عجلي وإطلعي للبنات فوق ، كثروا الناس
ناظرته لثواني فقط ، وعدل وقوفه يعطي الباب ظهره وتصير ودّ قدامه وضحكت : طيب يعني ما فهمت غطيت كل شيء ما أشوف إلا إنت والشبل هذا
أشّر لها بالسكوت : ما تبين تصورينه ؟ صوري خلصيني
هزت راسها بإيه ، ونطّ الشبل من حضنه بدون مقدمات يترك ودّ تصرخ برعب لكن عذبي لف نظره لركضه ووقف فهد ، وحتى تركي مباشرة لأنّ ثلاثتهم يركضون للباب وللداخل خلفه ولأنّ يلي دخلت كانت قصيد وسكنت ملامحه من لمح اليد يلي فتحت لها الباب خلفها ، إبتسمت ود بذهول لأن خطوة قصيد رجعت للخلف صح لكن خطوة ذياب كانت جنبها : إيـوه ياعيني !
لف نظره لها : روحي فوق خلاص مالك نصيب تصورينه
سكنت ملامح ودّ مباشرة من شكل الداخل جنب قصيد وإنه متغيّر بشكل مهوول ما عرفته : هذا ذياب !
هز راسه بإيه بتوتر لأنه ما توقعه يجي : روحي فوق إنتِ
ناظرته لثواني بذهول : ما صّورت طيب !
لف نظره لها يستوعب : طيب أجيبه لك بعدين روحي بس
-
وقّف قلب قصيد لأن هي دخلت قبل ذياب لكن ركض الأشبال لناحية الباب وناحيتها رجّع خطوتها لو ما وقفت يد ذياب خلفها وإنحنى ياخذ أقربهم منها بحضنه : روحي
ناظرته لثواني وهي حسّت بتوتر العالم كله فيها بلحظة ، وجاء عذبي أخوها يبتسم : حيّ الذيب ، تعال تقهوى
توتّرت قصيد لأنه يتأمل المكان بعينه : بروح للبنات
هز راسه بإيه ، وتوجهت تبتعد مباشرة تراعيها عين ذياب ونطق عذبي :لا تتوقع بتطلع وإنت ما تقهويت ، حلفت عليك لو أسوي قهوتك بنفسي وما تردني قل تم
ناظره ذياب لثواني ، وجاء تركي يسلّم على ذياب وقرب فهد بالمثل يتنحنح : حيّ عينه ، ذياب تتقهوى معانا ؟
لف عذبي نظره لأدب فهد : شلون ؟
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه فقط لأن قصيد طلبته ، ولأنّ لمح نظرتها له ولأن فهد ضحّكه بالأدب الحين : أتقهوى
إبتسم عذبي بسرور مباشر : حيّـه ، حيّه تو ما نور المكان
تنفسّت قصيد مباشرة من لمحت إنه بيجلس مع أخوانها وأخذت نفس من أعماق قلبها وسرعان ما إستوعبت : وش تسوون !
ضحكت أسيل تقفّل جوالها : مش ئادر من ريحة الحب بالأجواء ! عذبي وود بعدين إنتِ وذياب يارب عقبالي أنا و
ضحكت ملاك تناظرها لأنها سكتت بتفكير وكمّلت هي عنها : إنتِ وفهودي يهّال تليقون لبعض
كشّرت أسيل مباشرة : وع ! إنتِ وياه كلكم كويتيين على بعضكم تنادينه إبن عمي وتعيشون بسرور يارب
ملاك : ومنو قالج ننادي إبن عمي مخربطة حبيبتي
إنعدم إستيعاب قصيد من لمحت إن وحدة من لمحت إن وحدّة تصور ذياب يلي يبتسم ويداعب الشبل بيده وحتى سوالف البنات ما إستوعبتها : طيب يارب ينكسر جوالك لأن مالك داعي !
مسكتها ودّ : والله ما تروحين ولا تتحركين أصرّخ !
إبتسمت أسيل مباشرة : الغيرة عذروب خليّ والله ! يارب عمتي لتين تجي بتنبسط وقصيد البنت ترى بس صوّرت وضحكت ما صّورت زوجك
هزت قصيد راسها بإيه : إيه صح لأن فيه إثنين قدام عينها بالأرض بس ما عجبها التصوير إلا للعيال سبحان الله
ضحكت ودّ بذهول : طيب لازم سلاف تجي والله العظيم ! وتقول العيال يعني ترى مو بس زوجي
إبتسمت أسيل بحماس تعضّ يدها : مو عادي أحس نار
هزت ملاك راسها بإيه تضحك : هذا وتو الليّل بأوله
ضحكت ود تاخذ نفس : كنتي مع سلاف نعرف شلون صار ذياب يلا قولي لنا أول وإلا ما تتحركين من مكانك لو أيش
نطقت قصيد لأنهم يتكلمّون بنفس الوقت وهي ما عادت تستوعب باقي عينها تحت : طيب شوي شوي بستوعب كلامكم ووش تقولون
هزت ود راسها بالنفي تغيّر الموضوع : إحنا بنفهم على أساس تجون إنتِ وأمك شلون صار مع ذياب ؟
توترت قصيد : ماما قالت بيتجمعون بمكان ثاني
هزت ود راسها بإيه : وهو شلون صار معاك حبي ؟
ناظرتها قصيد لثواني ، وهمست أسيل : تحاول تضيّعك عن موضوعها هي وعذبي إستوعبي
إستوعبت قصيد مباشرة : ودّ ! تسأليني والمفروض السؤال مني حبيبي صاير شيء ما أعرف عنه أنا ؟
ضحكت ملاك مباشرة : تو تستوعب وتطلع شخصيتها الحقيقة ، يلا إفهمي منها بس أول براويج
لفت قصيد نظرها لملاك وإبتسمت أسيل لأنها صّورت إن ذياب فتح الباب لقصيد ،إنها دخلت قبله وإنّه وقف جنبها وكلّ دخولهم حتى إنه مد قدمه يردّ الشبل كله كان واضح : والله العظيم جنتل مان ما شفت زيه !
إبتسمت ودّ لثواني : راعي بر وحركات وش تتوقعين
هزت أسيل راسها بإيه : بس يخوف شكله قصيد لو يخففّ اللحية شوي أحس صاير ثلاثيني وأكثر أكبر من عيالنا
ضحكت ملاك تناظرها : وهو ثلاثيني ياغبية ! صح قصيد ؟
ضربت ملاك مباشرة لأنها ما عاد تستوعب سوالفهم : تسولفين كثير ! إسكتي شوي بفهمكم
ضحكت أسيل بصوت عالي هالمرة لكنها غطّت شفايفها مباشرة : ياويلي صار موجود هذا أخاف أضحك أحسه عصبي
وصلت لقصيد رسالة من فهد " تعالي " وعدلت نفسها : بروح عندهم وأسيل حاولي ما تسولفين أبداً ولا أشوف جوالاتكم تصور أبداً
هزت أسيل راسها بإيه : المهم البنت مالها دخل يمكن تصور الديكور ما تدرين عن ظروفها
كشّرت قصيد تنزل للأسفل ولمحت إن ذياب بمجرد نزولها هو لمحها يتّوتر قلبها من عينه لكن ضاع كل التوتر من قرّبت نفس البنت من طاولتهم قدام ذياب تقطع نظراته لها ووقّف إستيعابها : تستهبلين معي شهقت ملاك : إذا ما طلعت سلاف منها ما أعرف شيء
قرّبت ود بالمثل تشوف ، ومشيت قصيد بكل هدوء تتوجه لطاولة أخوانها وذياب ووقفت بجنب البنت يلي باقي تبتسم : صورة وحدة بس ماشاءالله جذبني الشبل هذا عكس الباقيين هادي ويجلس بالحضن قلت أجي وأقولكم صورتكم وودي أصور من قريب مع صاحبه
رفعت قصيد حاجبها مباشرة : هادي صح ؟ ماشاءالله
لفت البنت نظرها لقصيد بإستغراب : عفواً ؟
عضّ فهد شفايفه ، وإستوعب تركي إن قصيد إحتمال تدفنها بأرضها وتعلن شديد الخصام وهمس : عذبي
هزت قصيد راسها بإيه : أنا صاحبته ودك تصورينه معي ؟
ناظرتها البنت لثواني بإستغراب : مين إنتِ معليش ؟
نطق ذياب بهدوء يبي قصيد تستوعبه ولأنه أصلاً عصب من مجيء البنت حتى وهو ما رفع عينه لها : قصيـد
لفت البنت نظرها له لثواني وإبتسمت مع إنّ عينه لقصيد ما توجهت لها لو لحظة : أصّور ؟
ناظرتها قصيد بذهول : لا ما راح تصورين تخيلي ! ما أفهم بس ممكن أشوف جوالك لحظة لو سمحتي وتكرمتي ؟
ما سمحت لها مجال لأنها مدّت يدها تاخذه منها ، وإبتسمت قصيد لأن البنت كانت بتعصّب وتهاوش لكنها مسكت نفسها وتعرف قصيد هالحركات عدل ورجعت تمدّ جوالها لها ، كتم فهد ضحكته بذهول لأنها عصبت صدق ، ولفت البنت نظرها لقصيد بعدم تصديق : مو طبيعية مين سمح لك تحذفـ
إبتسمت قصيد مباشرة تقاطعها : فيه إثنين عالأرض لو حضرتك ودك تصورينهم ، بلاش العبط وصدقيني مو بصالحك تناقشيني أزعّلك
ضحكت البنت بذهول تمشي لبعيد : مو طبيعية !
عضّت قصيد شفايفها بغضب غير طبيعي : طيب أنا مالي دخل وأبيه يعضها الحين الحين الحين !
مسك فهد الشبل يلي جنبه يأشر له عالبنت : تصرّف !
نطق عذبي بذهول : طيب والله ودي أصير شبل وأعضّها أمرك ، لا تعصبين خلاص راحت الله يستر عليها
هز تركي راسه بإيه من لمح إنها زعلت : لا تزعلين ! خلاص
وقف فهد مباشرة لأنها كانت بتمشي : تعالي والله ما تروحين أطردها لعينج الحين وش تبين بس قولي
رفع ذياب نظره لها لأنها جلست جنب فهد لكن محاجرها رجعت تحترق من جديد بشكل مجنون وإبتسم فهد : طيب إسمعي تدرين اليوم صوروني كثير ؟ غاري علي تكفين كلهم يصوروني مع الأشبال أنا وهم سوا
إبتسمت تحاول تخفف على نفسها ، وعلى فهد يلي " إنخرش " فعلياً حتى وهي تغلي : إستحيت إنت ؟
ضحك عذبي يهز راسه بالنفي : صرخته تشبه صرختك
ضحكت مباشرة ، وإبتسم تركي : إنتبهي له يقرب منج
لفت نظرها للشبل يلي يقرّب منها ، ورفعت نظرها لذياب لثواني وفهم بدون مقدمات : تعـالي يمي ما يجيك
ناظرها فهد لثواني بغضب وذهول : طيب أبعّده عنك لو ما تبينه قولي لي ليش هو ! أنا يمج مو هو تستهبلين ناظرته لثواني بذهول ، وإستوعب يقبّلها : حبيبتي آسف
عدل ذياب جلوسه بهدوء وهو داخله " يموت " من كثرها عليه وكثر أطباعها وتمنّعه : تبي تاخذ لك لفة بالمحل
هز فهد راسه بإيه يوقف : كيف عرفت ؟ قصيد ما تقهوت عيب لازم نقهويها الحين وإنت تبي مثلها وإلا شيء محدد
ناظره ذياب لثواني فقط ، وضحك تركي من مشى أخوه يبتعد عنهم مباشرة وإبتسم عذبي : تعالي جنب ذياب هنا
وقفت تجلس جنبه ، وناظرها لثواني فقط : قولي
عدلت نفسها تحاكيه على قد نبرته لكن بأشدّ أنواع الخصام يلي ما يخفى عليه : ما راح أقول شيء
هز راسه بإيه بذهول : شلون ! تزعلين مني أنا الحين !
عضّت شفايفها مباشرة : ما راح أعصّب ! ما عصبت
ناظرها لثواني ، وعضّت شفايفها تناظره : ما أعرف
هز راسه بالنفي : نروّح لمكان تعرفين تعصّبين فيه تم
ناظرته لثواني ، ولف تركي نظره لعذبي ما يسمعون همسهم لكن نظرات ذياب " تخوّف " وتنحنح عذبي بإستغراب لكن قبل يتكلمّ عصبت قصيد : ما أحب وبس
ناظرها ذياب لثواني فقط ، ورجّعت جسدها للخلف بزعل شديد فعلاً لكنه ناظرها بهدوء : قربي مني لا تبعدين
ناظرته لثواني فقط ، وعضّ شفايفه مباشرة يهمس لأنها تزعل فعلياً وهو يعصّب من هالزعل : وش أسوي ! وش أسوي أقوم أضربها وهي حرمة يعني ما كلمتها ما ردّيت عليها ما شفتها من أصلها عيني يمّك ولك وش أسوي !
عضّت شفايفها : أنا أضربها مو إنت ! بعدين ما تهم
تنحنح عذبي لأن النقاش واضح حاد بينهم حتى وهم يحاولون يهدّون أصواتهم ومن لمح نظرة ذياب الحادة هو نطق بعدم وعي لأنه إرتعب كيف قصيد : تتهاوشون إنتم ؟
شتت تركي نظره لبعيد لأنه يدري عذبي نطق وما إستوعب إنه نطق ، ورفع ذياب نظره له : من يتهاوش ؟
هزت قصيد راسها بالنفي وإبتسمت : خايف علينا أو مننا؟
ناظرها لثواني : تخوفين ؟ ما تخوفين قطو إنتِ
ناظرته بذهول ، وعضّ شفايفه من نظرتها ونظرة ذياب له : تخوفيني ، والله تخوفيني آسف ما قلت شيء
جاء فهد يلي معاه قهوة لقصيد ، وقهوة لذياب : الذيب ما عرفت إنت وش تشرب الصدق جبت لك هذا وعاد إن ما كنت تبيه نسوي لك شيء ثاني كم ذياب عندنا
هز ذياب راسه بالنفي : تقهوى إنت يا فهد أنا مالي بها
ناظرته قصيد لثواني ، وناظره عذبي : ما تشربها كلها ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : لا هي ولا غيرها أبد إرتاح
فهد : طيب تبي شيء ثاني ؟ أسوي لك أنا
هز راسه بالنفي : إستريح إن بغيت شيء قلته
ناظرته قصيد لثواني من لمحت إنّ البنت باقي تتأمل ، وعضّت شفايفها بغضب : لا تعدل ظهرك !
ناظرها لثواني بهدوء : تبين أروح السيارة بعد ؟ قولي
ناظرته لثواني لأنه هادي وتو تنتبه إنه مبسوط ، إن داخله مبسوط ولمحت إنّه يخبي إبتسامته ومن مسح على شنبه هي هُلك قلبها بعدم تصديق : طيب زعلت
ناظرها بهدوء : أراضيك على خشمي ، وش تبينه قولي
توتّر قلبها مباشرة لأن ما يهمه شيء ، ولأن نظرته تحولت لشيء آخر تعرفه يوتّر قلبها من وضوحه لها : لا توترني
ناظرها بهدوء وعدم إهتمام : قولي ، وش يرضيك
عضّت شفايفها لثواني بتوتر ، وعدل جلوسه يمد يده لظهرها يقرّبها منه ضاع كل منطقها من صارت تلاصقه بالضبط حتى عينها ما نزلت عن عينه من صدمتها ومن بدون مقدمات ترك الشبل بحضنها رجف قلبها لوهلة ما نزّلت عينها له نهائياً ، ما قدرت : ذيـاب
ناظرها بهدوء يشدّ يده على ظهرها : عونك ذيـاب
ما نزلت نظرها للشبل لو لحظة كل إنتباهها وإحساسها ليد ذياب يلي على ظهرها ، كل شعورها فاضّ للمرة الثانية بوقت بسيط وعضّت شفايفها فقط تنزل نظرها للشبل وليد ذياب يلي عليه هي مدّت يدها لفوق يده وضاعت أسيل يلي عضّت شفايفها بالأعلى كلّ شيء صورته ، من إلى كل شيء صّورته لكن ودها تصرخ من هالحركة بالذات هزّت لها قلبها وعضّت ود أصباعها : يا أمي على الحب
رجف قلب قصيد لوهلة لأن توّه راضاها بطريقته هو والحين تشوف كلّ عالمها بيده ويدها والشبل يلي بينهم ولفّت نظرها له من جديد بهمس: وراها معنى هالحركة ؟
وراها ألف معنى لو كانت تفهمه البنت جات تبي صورة وما حصّلتها ولا حصلت لها نظرة وحدة من ذياب ، وهي لها الشبل ولها المكان كلّه ولها ذياب كله : وراها وإفهميه وترّفقي ما عادت تكفي السبحة يوم تتركينها بيدي ، ما كفّت قبل ساعة تردني ، ولا بتكفّي الحين ولا بعدين
ضيّعت الموضوع كله تهمس بموضوع جديد : الصقر وينه ذياب ؟ مو موجود بمكان
نطق " موجود " وشتت نظره لبعيد ، وعضّت شفايفها لأن نظره دار للمدى : ما أبيـه خلاص
مد يده يبعد الشبل عنها ، ورجع جسده للخلف ما توّقعت لو وهلة ، لو لحظة وحدة إنه يرجع يمسك يدّها يتركها على فخذه مع يدّه وحتى وهي تخجل من أخوانها ، من البنات فوق لكن الواضح هو ما يخجل وقبل تتكلم إنتبهت إن السبحة بيده الأخرى وسكن قلبها كلّه : ذياب
لف نظره لها وهو وصل أقصاه : قولي تم وحددي متى
كان يسأل عن الزواج بشكل هز قلبها لأنه قال لها ما عاد بيسأل وهي بنفسها بتحدده لكنه رجع عن كلامه هالمرّة وقبل تتكلّم رن جواله ، وطلعه من جيبه كان نفس الإسم " نقطة " وعضّت شفايفها لأنه قفله بدون أي كلمة وضحك فهد : شوفي وش يسوون
لفت نظرها بإتجاه الشبل يلي راح يركض للبنت يسحب طرف عبايتها ، وعضّت شفايفها : يارب يعضّها طيب
لف ذياب نظره لها ، وضحك تركي من صرخت البنت لأن الشبل ما بعّد عنها إنما يحارشها : فهد قوم شيله عنها !
هز فهد راسه بالنفي : إذا قصيد قالت شيله أشيله
هزت قصيد راسها بالنفي : لا ، خليها مو تسوي تعرف وبصور وحركات ؟ هي تتخارج بنفسها مالنا فيها
إبتسم عذبي المبسوط لأنه لمح يد ذياب مع يدّ قصيد وتنحنح : حرام قصيد ، نشيلها إحنا مو ذياب
ناظرته لثواني ، وهز فهد راسه بإيه من صرخت البنت يوقف : طيب بروح لها بس بتغارين علي وإلا لا ؟
إنتبهت إن كل هالحدث ، وكل هالضجة ذياب ما إلتفت لو لحظة كل عينه لها وكل إحساسه لها ونطق ذياب : روّح
لفت نظرها له لثواني طويلة ، وراح فهد ياخذ الشبل معاه ولمحت إنّ جواله ما سكت من الإتصالات والرسائل لكنه ما يفتحه إنما يقفّله كل شوي وهمست : مشغول؟
هز راسه بالنفي بهدوء : ما قلتي تعال معي اليوم؟
ناظرته لثواني فقط ، وإستوعبت إنهم وسط الناس لكن عين ذياب ما عادت تبي ناس نهائياً وما تفرّق هم يستوعبون نظراته مثلها أو لا : ليش تتأملني كذا
شتت نظره لبعيد فقط بدون رد ، وإستوعبت إنه يتمنّع بشكل مهوول ويوضح عليه ما صار خافي نهائياً ولا تدري متى الوقت المناسب تقول له تم ، وتقول له يحددّ بكيفه
وباقي فيها رهبة مستحيلة على نظرات عينه يلي تشوفها لو تقول له تمّ إحتمال يقوّم الرياض على قدم وساق ويصير الزواج العصر وهي تكره العجلة ، تكرهها وسكنت ملامح ذياب من لمح دخول أسامة للكوفي وإنه تلثم مباشرة بس كان يبيه يلمحه : جاييك
رفعت نظرها له ، ووقف يتوجه لأسامة يخرج معاه للخارج ورجف قلب أسامة : طويل العمر يبيك ضروري ، معصّب
رفع حاجبه لثواني : صار شيء ؟
هز راسه بإيه : صارت أشياء ، عن اللجنة وعن أبوك وعن كل شيء طال عمرك لازم ترجع له الحين وإلا مدري وش يصير ، طال عمرك أنا عرفت دنيا تخوف بعد والصدق
بتر أسامة كلامه من طلعت قصيد من الخلف ، وعض ذياب شفايفه : روّح ولاحقك أنا وقل له جاي وراي
هز راسه بإيه يتوجه لبعيد ، وتغيّر مكان قلبها لأنها لمحت أسامة ولمحت الرعب بعينه : ذياب صار شيء ؟
هز راسه بالنفي ، وسكنت ملامحها تناظره : لا تخبي
ما كانت له قدرة يخبي ، أو يقول ، أو حتى يستوعب من رن جواله هالمرة برقم جديد عليه لكن من تميّز أرقامه هو عرف صاحبه وعضّ شفايفه فقط يلف : طال عمرك
نطق سموه مباشرة : الآن تكون بمكتبي يا ذياب ، الآن
هز راسه بإيه فقط يعضّ شفايفه : سم
قفّل جواله يدخله بجيبه ، وسكنت ملامحها لأنها لمحت الشخص يلي كان قدامه باقي ما تحرّك إنما بسيارة والواضح ينتظره ومن جمود ملامح ذياب لمحت إنه مو قادر يقول لها بيمشي : ينتظرك ؟
هز راسه بالنفي يشد سبحته من هز راسه بالنفي يشد سبحته من توتره : لا ، قصيـد
إنتبهت لمعضلته ، إنه مو قادر يقول لها بيمشي وإبتسمت لثواني : تحسب لخاطري لهالقد وإلاّ خفت الدموع أوّل؟
تنفّس بشكل مُريح لأول مرة بحياته لأنها فهمته ، لأنه ما حس بالحاجة للتبرير ولا حس بالذنب وهمس : يخسى الخوف لكن دموعك أخافها إي والله ، أخافها
ناظرته لثواني تسمع همسه ، ورنّ جواله من جديد يتركه يكتم كلامه ونطقت قصيد : لا تتأخر عليهم ، على مهلك
هز راسه بإيه : إن نقصك شيء علميني وإلا أوديك البيت؟
هزت راسها بالنفي ، ومسك يده بالقوة ما يمسكها لأنهم بوسط الشارع : طيب إن بغيتي شيء علميني ، إدخلي
هزت راسها بالنفي : بدخل بعد شوي ، على مهلك
ناظرها ، وميّلت شفايفها : ما بتمشي إلا لما أدخل ؟
هز راسه بإيه ، وما يدري ليه حسّ إنه بيطّول هالمرة : بتقولين لي شيء قبل أروح ؟
ما توقّعت لكنها شدّت يدها فقط : إنتبه لنفسك
ما كان قصده توصيّه لكنه هز راسه بإيه وكل هالموقف كان على عين شخص آخر ، توجّهت قصيد للداخل بعد وقت ، وتوجه ذياب لسيارته بعد ما تأكد من دخولها وإنها مع أخوانها يغيب اللقاء بينهم وتغيب سيارته عن أنظار ناس يراقبونه من وقت طويل ما درى بهم ولا درى أسامة..
عضّ سامي شفايفه يهمس لطارق : ما أقول لك ماهو طبيعي مسيّر الدنيا على كيفه ؟ تقول مكتب خاص وقصر سمو وكلام فاضي وهو يسرح ويمرح بكيفه ما كأن به دعوى ولا كأن تشكلت لجنة وتحقيق الليّ يدخله يروح وراء الشمس هذا واحد محققين معه ومتوعّدينه ؟
ضحك طارق لثواني : سموّه يحبه ، بس عطه إسبوع زمان إن ما شبّت بينهم ، وإن ما صار الحب قتّال ما أكون طارق
همس سامي بتوتر : إلعب بالليّ تبي لكن زوجته ماهي موضوعنا ولا بأيّ شيء ولا ودي نقربها بشيء أبوها تركي ونعرف من تركي ، وغير أبوها تركي تخيّل هو ذياب يدري ؟
هز طارق راسه بالنفي بهدوء : أبي راسه هو ما أبي أحد
هز سامي راسه بإيه : تطوله لكن لا تنسى إن باقي أبوه ، وصاحبه نصّار وكلهم واصلين ولو وصل لهم العلم إنّ حنا
أشر له طارق بالسكوت مباشرة وهو وصل لنصّار من مدة وما علّم : ما بيوصل لأحد ، بيضيع
_
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
جلست ورد على العتبـة تتأمـل أخوها يلي يلعب بالكورة بطرف ، وأمها يلي تسقي الزرع بطرف آخر وأخذت نفس من أعماقها تمر أيامهم تشبه بعضها بشكل مخيف ، مليانة صمت ومليانة صد صار لهم إسبوع بالضبط ما جلست مع أمها وأبوها بمكان واحد وإسبوع بالضبط تشوف نهيّان يهرب من جدران البيت مو بس ناسه ، جلست ديم بجنبها : ورد
لفت ورد نظرها لها لثواني : لا تكلميني ، إذا ما راح تقولين الشيء يلي لفت ورد نظرها لها لثواني : لا تكلميني ، إذا ما راح تقولين الشيء يلي تخبيّنه من إسبوع لا تكلميني ديم
عضّت شفايفها لثواني : بقول لك والله بس إفهميني أول
كشّرت ورد فقط : ما بفهم شيء ولا عاد بدور الفهم وراء شيء يلي عنده كلام يقوله بوجهي أو يصد عني غيره لا
تنهّدت ديم لثواني : لك إسبوع ما تكلميني إلا كذا
ناظرتها ورد لوقت طويل ، وشدّت يدها : لا تقولين لي شيء ديم ، إنتِ تعرفين شيء ومخبيّته تمام ما بسألك لكن خلاص يعني بجبرك تقولين ؟ ما بجبرك
ناظرتها ديم لثواني ، وعضّت ورد شفايفها : تدرين ، ودي أطلع قلبي من مكانه وأغسّله لأنه صار يمتلي عليكم كلكم ، منكم كلكم صار مليان ومو طبعي أتحسسّ منكم كلكم لهالقد لكني أعرف ، وفيني إحساس أوف ياكثره إن كلكم مخبيّن شيء يمسني أنا ولا تتوقعين لو كان إحساسي صح بسامح ، وبقول معليش مصلحتي وهم أدرى
ناظرتها ديم لثواني وهي يتقطّع قلبها لأنها تلمح ورد كيف تذبل كل مرة أكثر من يلي قبلها لكنها ما تقدر تقول لأنّ نهيان حذّرها ، وعمها حاكم حذّرها والأهم هي ما تبي ينكسر خاطر ورد إنه جاء وأبوها ردّه وعضّت شفايفها : طيب ولو قلت وما كان قولي يغيّر شيء ورد ! بس يزعلك
ناظرتها ورد لثواني : وأزعل ! أحسن من الحيرة ياديم
وجّهت ورد نظرها لأمها ، لنهيّان يلي تعلقت نظراته فيهم لوقت طويل : ولو ما بسامحك على شيء ثاني ، فهو نهيّان
سكنت ملامح ديم مباشرة تناظرها ، وعضّت ورد شفايفها : يقضي عمره أسف عشان ترضين ديم ؟ وش يسوي إذا حتى عينه تعتذر لك كل لحظة وكل ثانية ؟ ما يكفيّنا دمار إنتِ ما تشوفين وضع البيت ما تشوفين إنه متغيّر حتى أنا مو مثل أول معي ؟ قولي لي إنتِ يعجبك وضعي طيب بدون ما تكون أمي معي بدون ما يدري أبوي عن ولا شيء عني وبدون ذياب عشان أقول له شيء وبدون حتى عالأقل نهيّان يضحك معي لأنه صار ينهش نفسه ويفكر طول الوقت فيك وبحالكم هذا ؟ يرضيك إن بكرة جمعة وآخر جمعة قبل رمضان وقدّ مرت مليون مرة الجمعة بدون لا يضحك ببيتنا لو شخص ؟ يرضيك ؟
لأول مرة تتكلم ورد لهالقد ، لأوّل مرة تفضفض بهالشكل ولأوّل مرة ، لأوّل مرة يسمع حاكم بنته تتكلم بهالشكل يلي حرق له قلبه كله ، حرق له جوفه بدون مقدمات ووقفت تتوجه لسيارة السواق لدوامها بدون أي كلمة أخرى حتى حاكم يلي كان ناوي يتبعها عجزت خطوته بمحلّه لأوّل مرة يحس إنه كبر ، إن الزمن شاب فيه فعلاً ورفع جواله يرد : سم
نطق مساعده : وصلت ورقة إستدعاء لك يتمنون منك سرعة التجاوب وإنك تكون موجود
قفل بدون أي رد ، وشتت نظره لبعيد باقي ما إنتهت دعوى الفساد للآن رغم إنّ ماله فيها لكن توصل لمسامعه إنها تنهش ولده نهش غير طبيعي ولا يقدر يتدخل بشيء نهائياً ، توجه لمكتبه ينتظر ورقة الإستدعاء توصل له وسكنت ملامحه بعد دقائق بسيطة من وصلت فعلاً ، ومن كانت طلب حضور لمقر الداخلية بالقريب العاجل : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله
دخل نهيّان يلي كل ملامحه تعبر عن سوء غير طبيعي : أبوي
سكنت ملامح حاكم يرفع عينه له ، ودخلت ديم المفجوعة خلفه بالمثل بشكل وتر حاكم : وش صار !
توجه نهيّان لأبوه مباشرة يوريّه بجواله ، يوريه الهاشتاق يلي وصل ترند بدون مقدّمات يحمل إسمه ، يحكي فساده ، وفساد ولده وتغيّرت ملامح حاكم كلّها من رجفة نهيّان : أبوي وش هالكلام ! وش هالكلام تكفى !
نطقت ديم من لمحت إنّ عمها مو ناقص : نهيّـان
رفع نهيّان جواله يقرأ وصرخ بذهول : يجحدونك ! يجحدون كل السنين أبوي شلون ! شلون !
رجفت يد حاكم مباشرة لأنّ هذا الموضوع خطير ولا يدرون به العامّة نهائياً لكنه وصل : جـوالي ، وينه
مدّت ديم يدها مباشرة تعطي عمها حاكم الجوال ، ودخلت ملاذ يلي رجف قلبها من منظره وركض تركي يلي دخل أسوار البيت بشكل بيّن لها مساوئ كثير : تركي جاء
طلعت ديم من المكتب مباشرة ، وطلع نهيّان المذهول بعد دقائق من دخل عمه تركي عند أبوه يقفّل الباب هو ما عادت تشيله خطوته من ذهوله : يقولون أبوي حرامي ، يقولون أبوي منظر يقولون ما طلع منه خير للعسكرية أمي !
عضّت ملاذ شفايفها بهدوء : كله كذب أمي ، كله كذب
هز راسه بإيه بعدم تصديق : أدري به كذب ! أدري كذب شلون يصير شلون يطلع إسم أبوي كذا أمي تكفين
ناظرته ملاذ لثواني ، وعضّ شفايفه يرجف قلبه لكن تبدّلت كل ملامحه من لمح " نسخة مصّورة " من قيد ذياب السابق وضاعت كل حروفه يقرأ : مكشوفة اللعبة من زمان وإلا وش داعي القيد إن ما كان الفساد بالإثنين ؟
مدّت ديم يدها تقفل جواله تتركه بجيبها ، وما رمشت ملاذ من سمعت صوت تكسير بالمكتب : أبوك يحلها
ما عاد تكلّم من قهره ، وإنتبهت ديم إنها ماسكة ذراعه من أوّل ، إنها خايفة عليه من إنهياره ومو بسبب كلام ورد لها إنما من داخلها هي وهالشيء ما حسبته لو لحظة ..
-
صرخ حاكم من قهره يضرب الطاولة ، أو بالأصح رمى كلّ شيء عليها يكسره : والله إنها سواياه والله إنّ ما كسرت ضلوعه ما أكون حاكم والله ، أنا يستلموني ورعان الوزارة؟
عضّ تركي شفايفه فقط : ما حنّا ناقصين ! ما حنّا ناقصين يرحم شايبك فكر معي الغضب ماهو حل هي شبّت
ناظره حاكم بغضب : تشبّ علي أنا ؟ أنا آخر عمري يطلع علي هالكلام يا تركي ؟ أنا يطعنوني بسمعتي ؟ يسمّعون عيالي هالكلام عني ياتركي أنا وش قصرت به تمتم تركي بـ " لا حول ولا قوة إلا بالله " ، وعضّ حاكم شفايفه يطلع سلاحه من درجه : بس ماهي كذا ، ماهي كـ
فز تركي مباشرة يمسكه : ما تنحل كذا وإنت تدري ياحاكم
عضّ حاكم شفايفه بغضب لا يطاق : هي بقت حلول !
شدّ تركي يد حاكم يمسك سلاحه : بقت ! بقت حلول ماهو ميدانك إنت تحلّه .. الوزارة ماهي مكانك ياحاكم طلع الكلام عنّك وعن ذياب لكن من المقصود ! من المقصود إنت قد خدمت والدنيا كلها تدري بك لكن ولدك وينه هو فكر معي ! فكر معي أول إفهم بأوّل شبابه هو بأوّل حياته إنت راضي بها تندمر قبل تبدأ ! راضي !
_
« بيـت تـركــي ، آخر الليـل »
كانت كل عظمة بجسدها ترجف من رسالة من رقم غريب ينبش حكاية مرّ عليها وقت ، يرسل لها صورة بشعة للفرس يلي قتلها ذياب بنفسه بدمّها ، بجرحها بشكلها المفجع وتحتها رسالة وحدة " ترى ما بيروح دمها هدر " وما كانت الرسالة تحتاج شرح أكثر من أمسها وهي تهوجس فيها من رعبها ولا شافت أبوها ولا كان من ذياب رد واليوم صحيت تغلي من الحرارة لأن كل كوابيسها شكل الفرس ودمّها وكوابيس تروّعها على كل شيء وفزّت بمجرد ما فُتح باب البيت : بـابـا
سكنت ملامحها من لمحت عمها حاكم خلفه ، وتغيّرت ملامح تركي مباشرة لأنه يعرف فزّتها : صـار شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي توترت من نظرة عمها حاكم : لا ، ما لقيت ماما وعذبي بالبيت .. ما لقيت أحد يعني
هز راسه بإيه : تعالي سلمي على عمك وسوي لنا قهوة
رجفت يدها لثواني تتوجه لعمها ، وسكنت ملامح حاكم من سلّمت عليه يحسّها : تعبانة إنتِ ياقصيـد ؟
رفع تركي نظره مباشرة وتو ينتبه لإحمرار ملامحها ، تو يفز قلبه من مد حاكم يده لجبينها : نار يابوك وش فيه !
هزت راسها بالنفي بإرتباك من قرّب أبوها ترجع للخلف : لا الحمدلله مافي شيء ، أسوي لكم قهوة الحين ؟
هز حاكم راسه بالنفي : لا تسوين شيء إرتاحي بس
ما كانت توجّه عينها لأبوها نهائياً ، وتغيّر داخل تركي كله يكفيه السوء يلي صار والفوضى المستحيلة يلي حصلت عن حاكم وموضوع سمعته والحين إنه ما إنتبه لبنته ، ولفزّتها ، وإنها تعبانة هذا شيء آخر وتبعها مباشرة للمطبخ : قصـيد
رجفت يدّها مباشرة : بسوي لكم قهوة عمي حاكم يستنـ
ترك العلبة من يدها مباشرة وغرقت عيونها بالدموع بنفس اللحظة ما قدرت من التعب ، ولا قدرت من الخوف يلي بداخلها إنّ يمس ذياب شيء ولا عاد تقدر تخبي من رُعب أبوها والحنان يلي حسّته بوجوده كانت تهرب عن عينه لكنه نطق برجاء : إن صار شيء تكلمي
هزت راسها بالنفي ، ومدّ يده لجبينها يحس حرارتها ، ويحسّ الدموع يلي حرقت محاجرها لكنها همست برجاء لكنها همست برجاء : بابا تكفى ، مافي شيء والله العظيم لو داريتني كذا بتعب وبيعجبني التعب ، مافيني شيء لا تشيل هم
ناظرها لثواني بقلق ، وإبتسمت تناظره : والله مافي
هز راسه بإيه : جوانا تجي تسوي القهوة ، روحي إرتاحي
هزت راسها بإيه فقط مستحيل تعارض وهي كلّ ذرة بجسدها ترجف وخرج أبوها لعمها حاكم الجالس بالصالة ويدّه على راسه بشكل ضيّع كل منطقها مرّت تطلع لغرفتها لكنّها بقيت بوقوفها تنتظر الصوت منهم ومن ما كانت كلمة ، من مدّ أبوها يده يشد على كتف عمها هي برد قلبها الموضوع سيء لأبعد حدّ تفهم هالشيء وتغيرت ملامحها من رعبها من رمى عمها حاكم جواله يفتته بلحظة وحدة وعضّ تركي شفايفه لأنه شاف الفيديو مثل ما شافه حاكم وما كان إلا لذياب يمشي بمكان ما عرفه حاكم لكن من أول نزوله ، مُد له بشت يلبسه من جديد ويدخل وسط جمع من الحراس وهمس : قلت لك ماهو ميدانك إنت تحلّه ، قلت لك ماهو مكانك
عضّ حاكم شفايفه بغضب : ويحلّه هو ؟ هو يحلّه صح ما تشوفه وش بقى منه ؟ وش بقى منه يلبس البشت يحسّبونه قوة وهو منتهي ! هو ضاع يا تركي ضاع
هز تركي راسه بالنفي : ضاع ؟ ما ترجف الثياب لا مرّ يمها يا حاكم ما شفت الموضوع شلون إندفن بأرضه يومه جاء ؟ وين طار الهاشتاق علّمني ؟
عض حاكم شفايفه فقط بهمس وهو إحترق جوفه من إستدعائه لوزارة الداخلية ، إنه وقف يدافع عن نفسه مثل المجرمين بالضبط قدام جمع من أصحاب السمو وما حرق جوفه هالشيء ، حرق جوفه ولده يلي دخل عادي رمى كلمتين يقولها ، وطلع يتقلّد البشت يمده له أحد حرّاسه بدون أي شيء آخر : وما يهمّه شيء ، ما يهمّه شيء
ناظره تركي لثواني ، وعضّ حاكم شفايفه فقط يحترق جوفه بشكل غير طبيعي لكن من نظرة ذياب له هو ينتظر شيء واحد فقط ، ينتظر صلاة الجمعة لأنها الأخيرة قبل رمضان بيصليّها معه ، وإلا بيغيب عنه يأكد له إنه ما عاد يشوفه شيء ..
_
« عنـد ذيـاب ، قبـل صلاة الجمعة »
فتـح أسامـة الباب رغم إنه ما سمع ردّ من ذياب يسمح له بالدخول وتوقّعه نايم من شدة البرودة : طال عمرك
لف ذياب نظره له لثواني فقط ما عاد يُدرك شيء من الألم يلي براسه ، وسكن داخل أسامة يعرف قسوة الإسبوع يلي مرّ على ذياب وأمسه الغير عادي من القسوة ، غضب سموه المستمر عليه وإنّ كل شيء إشتد ما لان نهائياً : عساك نمت وإرتحت طال عمرك ؟ ما بقى شيء على الصلاة بتصليها بمسجد القصر مع طويل العمر ؟
هز راسه بالنفي يعدل ثوبه ، يحاول يلمّ نفسه يلي صارت تنهشه بشكل غير معقول من كل الإتجاهات ووقف بكل هدوء يتوجه لشماغه البعيد وتذكر أسامة وهو يقفّل التكييف لأن شعر ذياب مبلول صح طال عمرك الدكتور جاء ، بعد صلاة الجمعة بيجي يفحصك بإذن الله وآخر كشف يقول عشان نتطمن إن الأمور طيبة وكل شيء بخير مع إن تقرير المستشفى طلع وكل مخاوفهم من الإرهاق والإجهاد بس والباقي سليم الحمدلله لكن بيشوف وقلت له عن موضوع نومك طال عمرك إنك ما تنام ويقول بيجددون الفحص ويمكن يعطونك حبـ
بتر كلامه من إستوعب إنه تكلم كثير لكن ذياب ما نطق بحرف يسكّته ولا حتى بنظرة كإنه ما يحسّه : طال عمرك فيك شيء ؟
ما لفّ له ذياب ، وتذكر أسامة : وطال عمرك ، العصر اليوم حفل عائلي لأهل سموه ووصل بشتك الخاص توّه
ناظره ذياب لثواني فقط ، ونطق أسامة : إنت مرافقه ، قال لي أعطيك العلم إنّك بتروح معاه بدون باقي رجاله يبيك
هز راسه بإيه فقط ، وبردت ملامح أسامة من لمح إنه يجهز نفسه بيطلع : طال عمرك باقي على الصلاة وقت
مد يده ياخذ مفتاح سيارته بدون ولا كلمة ، ونطق أسامة برجاء : إن ما كان مشوار خاص بروح معك ، تكفى
حُرق قلبه لأن وده يروح يصلي بمسجد الحيّ ، بجنب أبوه ويرجف قلبه من كثر ودّه لكنّه ما يقدر ، ما يمديه ورجع يشدّ صداعه من جديد يمد مفتاحه لأسامة يلي وقف نبضه لأن ذياب ما يسمح لأحد يسوق عنه نهائياً ولا يسمح لأحد يرافقه بكثير أوقات : تبيني أسوق عنك طال عمرك ؟
هز راسه بإيه فقط ، وتوتّر أسامة يراقب ملامحه : تم
أخذ نفس من أعماقه فقط يقفّل جواله بعد ما رسل لقصيد رسالة وحدة ، ولمح أسامة إن ذياب يحترق بشكل غير معقول وبينفجر : طال عمرك صار شيء ما ودك به ؟
مشى قبله بدون ولا كلمة ، ورجفت يد أسامة على مفتاح ذياب بهمس : أنا مدري من وين تلقاها لكن الله يمدّك بالصحة ، والعافية ، والقوة أنا وأنا مالي دخل إنكسر ظهري شلون إنت .. ويارب تفضفض وش داعي الكتمان
_
« مكـان آخـر »
وقف أسـامة على إشارة ذياب لكن رجف قلبه وسط ضلوعه من المكان ، من نزل ذياب كأن زاد على عمره عُمر من الهم يلي يهدّه ، من نظرة عينه يلي شابت بشكل مجنون ونزل أسامة مباشرة يفتح المظلة : طال عمرك شمس ، وإنت صداعك ما يخفّ تكفى بنزل معك
تلثّم ذياب بشماغه فقط ، ولمح أسامة إن عينه ما تحتمل الكلام : يرحم شايبك ، بجي معك تكفى أو خذها مني
مدّ ذياب يده لصدر أسامة يضرب عليه وبالقوة طلعت منه الحروف : خلّك بالسيارة يا أسامة ، خلّك بالسيارة
هو نطق هالكلمتين ومشى يدخل مع بوابة المقبرة لكنه رجّف ضلوع أسامة من شكله ، من إن حيله مهدود بشكل مستحيل ، من إنه تلثّم بشماغه وإن حار الهواء يهبّ ويلفحه والشمس لهيب من قوّها لكن الواضح إنه ما يحسّها ، الواضح إنه ما يستوعبها من عينه ومن نبرته يلي رجّفت أسامة يالله يارب إنك تهوّنها ، يالله يارب ..
-
دخل يحترق قلبه مع كل خطوة بشكل غير عادي ، تثقل خطوته مرّة ، ومرّتين ، وثلاث ، وأربع لحدّ ما حس إن ركبه ما عاد تشيله .. إنّه ما عاد بالثلاثين من عمره هو شايب ، وعمره فوق السبعين وينتظر متى يتوارى تحت الثرى من قوّ حموله مشى يمرّ بين القبور ، يسلم على أهلها ويدعي لهم ووقف عند قبر ما عاد حملته رجوله عنده ، ما عاد حملته ياخذ نفس وجلس بجنبه فقط إنتفخت عيونه من كثر جحوظها ، وتحشرج صوته من الألم : عثت بي ، والله عثت بي ولا عاد لي على حملها قوّة يا نهيّان ، ما عاد بي
مدّ متجرح يده على حارق الترّاب يلي يغطي أحبّ الأشخاص لقلبه ، دليل عمره وكان يرجف مع كل حجرة تحرق باطن كفّه لأن قلبه أساساً يحترق وحتى نيّته بالحكي طارت يمسح على قبر جدّه ورجف صدره من قو الألم بداخله يحترق من إنّه بالأمس مات من قهره ألف مرّة على موضوع الهاشتاق وأبوه وقيده وكل شيء ، على إنه توجه للوزارة يخفي الموضوع كلّه ودُفن كل شيء بأرضه ما طلع للموضوع خبر من وقت أنهاه ، على إنه توجه لبن مساعد بوسط بيته تركه يعضّ الأرض من كثر ما ضربه وتجرّحت يدينه من هالشيء ، على إن سموه يحسّ النار عليه بسبب ضربه لبن مساعد وإنه بالمستشفى من وراء هالضرب وإن الغضب ماله آخر ، ولا للحزن آخر وعضّ شفايفه : والله ما تجبّرت ، والله ما تجبّرت ولا طغيت أسايس الدنيا وعيّت تسايسني ، عيّت تهتدي لي ، عيّت تخف علي يا نهيّان شدت وشدّت وشدّت وخلّها تشد لين الفنا دامها عليّ أنا لكنها تضرب من كل صوب وأنا واحد يا نهيّان ، أنا واحد يابوي هي على الفريق ، وهي على نصّار ، وهي على قصيدي
وإختفى صوته من القهر يلي فاض به يكتم حروفه هو ما رضى الشّد على أبوه وصارت شياطين الأرض كلهم قدام عينه وقت درى عن موضوع الهاشتاق وإستدعاء الوزارة لأبوه وما تردد لحظة وحدة يروح ينهي الموضوع ، يتقلّد بشته ويبين للعلن كلّه إنه طلع من الوزارة صحيح لكنّه باقي شيء ما يطولونه ، إنه راح يهدّ حيل بن مساعد بشكل ما بينساه طول عمره وكُسر ظهره من جديد من جات بباله قصيد : لكن ما تشدّ عليهم ، ما تشدّ عليها يانهيان ، خوّفوها بشيءّ أنا سويّته ، خوفوها بي وبأفعالي يا نهيّان ووالله بعالي سماه ، ما أتركها لهم والله يبونها بالدم هي دم والله وما يطولونه ، ما يطولونه ..
مدّ يده يدعي لجدّه بالرحمة ، بالغفران ، بالجنة مع أوسع أبوابها ويموت داخله بكل لحظة ، مسح على ملامحه ، على لحيته يلي حلقها لكن رجعت تطول ما عاد يحس من الشمس ، من حرقة قلبه ومن حس بيدّ تحاوط كتفه هي هلوساته ، أو هو شايب عمره يلي إبتسم بحنان غامر عزت عليك الدنيا يابوك؟
رجف قلبه بلحظة من ذهوله ، من عدم تصديقه من الواقف خلف راسه بأبيض الثوب ، وشماغه الأحمر ، وعكّازه البُني يلي يسنده دائماً وتغيّرت نبرته : نهيّـان
ضحك نهيّـان يمد يده : عاونّي ، جلّسني يمك يابوك
مدّ ذياب يده بلهفة الدنيا يجلّسه جنبه ، وضحك نهيّان من عدل ذياب ظهره يسدّ عنه حار الهواء : أشوف ظهرك دوم حامي لبنت الشاعر ، ظنيّت شايبك ما يشقيك !
ضحك نهيّان لأنه يحس قلب ذياب يتقطع وسط صدره ، وهمس يبتسم بحنان طاغي يفيض بحر من كلّ تجعيد بملامحه : إشتقت لك يابوك ، إشتقت لك ياولدي
تغيّرت ملامح ذياب بلحظة من يدّ نهيّان يلي تحاوطه ، من التجاعيد يلي يعشقها كلّ عمره ومن مد يده يقبّلها مباشرة يسمع صدى ضحكات نهيّان يلي إبتسم من أعماقه : الله يرضى عليك يابوك ، الله يرضى عليك ويرضيك لين يتفجّر الرضا حولك ويغرّقك ببحوره
تحشرج صوته من الألم يلي يقطّع ضلوعه من الشوق ، من نهيّان يلي رفع نظره للمدى ورجع نظره لملامح ذياب المهلوكة ، المقهورة وسكنت نظرته لوقت طويل : تعوّذ بالله من قهر الرجال ياذياب ، تعوّذ بالله من هالقهر يابوك قل الله أكبر ، قل الله أكبر وخفّ على هالقلب ما يطيق
ما عاد نطق ذياب كلمة مات كلّه من يد نهيّان يلي إمتدّت لصدره ، ونطق نهيّان : أبوي ، قل لي وش بك وش بخاطرك ، قل ترى الكتمان قتّال ما قلناه من زمان ؟
رجف صدره ينطق " نهيّان " ينتظر ردّه يلي يطمّنه وضاع كلّه يتقطع من الألم من سكوت طيفه وتحشرج صوته مباشرة : ما عادت عونك نهيّان ، ما عادت عونك نهيان !
ضرب حارق الأرض يجرح باطن يدّه من حجرها ، وتأكدّ يقينه إن الطيف جنبه وهم من صوت أسامة وراجف يدّه يلي مُدت لكتفه : طال عمرك
رجع لواقعه ، لحارق الشمس يلي تفوح حرارتها من ثوبه ومدّ أسامة له مويا ينزّل المظلة عليه يوقّيه اللهيب وهو رجف قلبه من لمح إنّ ذياب مثل الجثة الهامدة بجلوسه قدام القبر ما حسّ بالأشخاص يلي مروّا عليه ولا حس حتى بالشخص يلي لمسه وسط مروره وما كان منه إلا يجيه يركض خوف من تعبه وخوف من إنه يطيح ووقت ضرب الأرض هو إرتبش بس يبي يطلّعه من هالمكان : طال عمرك نرجع القصر تشوف الدكتور ، ونصلي بالقصر
ما تكلّم ذياب ك ثوبه ينتفض من رجفة صدره ، من إنّ ماله قوة يقوم ومن الألم يلي هدّ حيله هد مدّ أسامة يدّه يسنده يقوّمه : تسنّد علي طال عمرك ، تسنّد يمك أنا وما قال أسامة " يمّك أنا " عبث قالها لأن ذياب متوغّل بأعماقه فعلاً وحتى كلامه ، صار كلام ذياب ونفس مصطلحاته بالضبط وكلّه مايحسه أسامة ولا يوعيه لكن يوعي إنّ ذياب كبير بحياته ، ومكانه كبير ماهي علاقة طويل عمر وحارسه فيه جوهر خفي ، وشيءّ يتركه يبي يكون مع ذياب بكل خطوة ويعزّ عليه أكثر من كل شيء : طال عمرك
شدّ ذياب يد أسامة لأوّل مرة بمثل هالقوة ورجف داخل أسامه كله : ما نرجع القصر ؟ أوديك بيتك طال عمرك
هز راسه بالنفي ، ورجف أسامة : بيت الوالد ؟
بالقوة طلعت من فمّه كلمة وحدة فقط ومكان واحد ودّه يقصده وسكن داخل أسامة من وراها : طال عمرك تكفى لا ، لازم ترتاح وراك يوم طويل والجمعة توها بأولها
_
« العصـر ، بيـت حـاكـم »
ما كان لقصيد أدنى الرغبة بإنها تكون موجودة هنا وهي تعرف إن ذياب ماهو موجود ، ذياب يلي وقت رسلت له الرسالة وبيّنت خوفها عليـه وإنها تبيه ينتبه فقط رد بكلمة وحدة كالعادة " لا تخـافين " وتعرف إنه بيتصل بعدها لكن طال إنتظارها وللآن ما سمعت منه خبر ، تستنشق أعماقها ريحة معتّق العود ، تسمع ضجّة أصوات البهجة لكن هي داخلها مطفي بشكل غير معقول ، هالمرة أوّل رمضان وهي حرم ذياب آل سليمان والمفروض ذياب موجود قبل كل آل سليمان لكن الكل موجود وهو لا ..
إبتسمت علياء تمشي جنب قصيد يلي واقفة عند الشباك تتأمل الحديقة الخارجية : تنتظرين جيّته ؟
إبتسمت قصيد لثواني بهمس تشد خاتمها : يمكن
إبتسمت علياء تتأمل أبيض الثياب الداخلة والخارجة ، ضيوف آل سليمان وأفراد آل سليمان كلهم وإبتسمت : يجي ، يكمّل ليلتك اليوم ويجي ما يفوّت ذياب ، وصيّة نهيان هالجمعات ولا يضيّع الذيب لنهيان وصية
كانت كلمتها على دخول عمها حاكم من الخارج ، وتوتّر الدم بعروقها يغلي ، يلوّن ملامحها يلي ما خبّت اللهفة وإبتسم حاكم يخفي داخله : حيّ الله بنت الشاعر ، تنتظرين أبوك ؟
هزت علياء راسها بالنفي تضحك : أبوها طول الوقت قدامها الله يخليه لها وش تبي به ، تنتظر قلبها وما سيّر عليها للحين ياحاكم ولا مرّ علينا الله يسامحه
توجهت تصافحه ، تقبّل راسه وشعّت ملامحها من كلام علياء وجاوبت سؤاله : الله يبقيك ياعمي ، بخير الحمدلله
شدّ يدها بهدوء : ما عندك عنه خبر ؟ ما قالك جاي ؟
هزت راسها بالنفي لأنه يقصد هالوقت وطلعت ملاذ من الداخل : يسألون عنك بالمجلس قصيد ، ينتظرونك
هزت راسها بإيه ، وإبتسمت علياء تضحك لها : كلهم أهلك ، أهل الذيب أهلك يمه والخجل ماله لزوم
إبتسمت فقط ماهو خجل ، نهائياً ماهو خجل لكن تنتظر جيّته بلهفة العالمين وهو ماله أثر : عن إذنكم
شتت ملاذ نظرها لبعيد وتنهّدت علياء مباشرة : قل حنّا شوي متعودين على غيابه ، هالبنت وخاطرها وش ذنبهم البنات داخل يضحكون ويسولفون وهي بخاطرها شيء ولا هي مع العرب تنتظره متى يجي
شتتّ ملاذ نظرها لبعيد يحترق قلبها ، ورفعت يدها لعينها يلي غيّمت بشكل مجنون : خوفي ما يجي ولا يمرّ
ناظرها حاكم لثواني ، ودخل نهيّان يسأل عن ذياب بالمثل : نصار يقول ذياب ما يرد عليه ، كلمتوه إنتم ؟
دخلت ورد ومعاها شدن بيدها ويلي سألت مباشرة : ذياب ما جاء للحين ؟
كانت كل الأسئلة على مسمع حاكم يلي أساساً جوفه يشبّ من وقت ، من وقت سلّم بعد آخر ركعة بالجمعة وما كان الكتف يلي يجاوره كتف ذياب ، من وقت تلثّم يمشي للبيت على أمل تقابله سيارة ذياب بالطريق وما كان موجود لكن هالوجع المرسوم قدامه ، كل هالألم وكل هالأسئلة ومن نطقت علياء بحزن : وقصيد ، والله إنها كاسرة قلبي هالبنت تعبانة وتحامل على تعبها وهو ما بيّن
كلّها كانت تشب حاكم ، تشبّه قهر وتشبه ألم ووجع مهما وصل الجفاء بينهم هو ما يحقّ له يجافي كل هالقلوب وبرد قلبه بلحظة من وصله فيديو واحد يبيّن له مكان ذياب ، إنه بقصر لصاحب السمو ويرافقه بمناسبة تخصّ أهله وهالمقطع بالذات ، من تقلّد البشت ومن كان يمشي بكل هدوء بجنب سموه هو ثار نيران مالها حل ، مالها آخر وأكثر من وصله مقطع آخر إنه وقت صلاة الجمعة ، هو كان بالخيام وشافوا سيارته هناك حول كثير إبله يلي عددها مهوول ما إستوعبه حاكم ولا عدّه ..
بردت ملامح نهيّان من مشى أبوه بدون مقدمات : وين رايح !
دخل متعب يلي ملامحه تعبّر عن سرور مستحيل يمسك بهزيل يدّه جواله : وينه حاكم ؟ نهيان ، تعال شف يا نهيّان
قرب نهيّان من جده ، وإعترى الذهول ملامحه ، السرور بالأصح وصرخ مباشرة : عزّ يامال العز ، عز يامال العز
ضحكت علياء على حماسه بإستغراب : وش تشوفون !
لف نهيّان يوري جدته بحماس مستحيل : ذياب رجع الخيام ، ذياب رجع الحلال كله يا أم حاكم رجّـعه !
إبتسمت ديم يلي توها خارجة من الداخل : وش صار ؟
توجه لها مباشرة يوريّها ، وضحكت لثواني : طيب وش يعني ؟ أشوف الحلال والخيام بس ما فهمت وش هذا
إبتسم بسرور غير معقول : ما تعرفين وش يعني ؟ يعني ذياب راجع يا حبيبتي ، يعني بيرجع يصير فيها دايم
إبتسمت لثواني ، ولمح نهيّان إن جده يمسح دموعه بأطراف شماغه وإبتسم بذهول : أفا يابو حاكم أفا !
ضحكت علياء تاخذ نفس من أعماقها ، وإبتسمت ديم لأن ملاذ من الداخل تسأل وش صاير : أمك تسأل بوريها
مدّ لها الجوال ، ودخلت ديم مباشرة تصادف شدن يلي توجهت أول وحدة تشوف وضحكت درة : وش فيه وروّنا إبتسمت ديم : أحد مصور الخيام ، الحلال والخيول والصقور يقول نهيّان ذياب رجع الخيام على ماهي
رجف قلب قصيد وسط ضلوعها من وقفت ملاذ تشوف ، من وقفوا كلهم يشوفون وصرخت درة : خلاص بتشوفون دقيقة بس كلنا بنشوف وش عيونكم تكفيّكم هالشاشة !
أخذت الجوال تشبكه على الشاشة ، توريّهم كلهم وترجّف قلب قصيد يلي ما خفّ ذهولها يطغى بنظرتها وإبتسمت وسن بحماس : قصيد ما قد شفتي حلاله وإنتِ حرمه ، يعني ما قد رحتي للخيام معاه وشفتي شخصيته صدق
لفت قصيد لها لثواني ، وتذكّرت جود : صدق ما تعرفينه للحين بهالشخصية ! أحسك بتنصدمين واجد لأنه غريب له شخصية بالرياض ، لكن وقت يكون بالخيام ومرتاح شخصية ثانية ما تعرفتي عليها للحين
نطقت توق : نعرف تاريخه ، لو ودك نعطيك لمحات
ما عرفت وش ترد لكن دخلت علياء تشدّ الإنتباه لها ، علياء يلي تسمع ضجّة أفراحهم وتتمتم بالحمد وأخذت نفس من أعماقها يرجف عكازها بيدّها تهمس وتهزّ قصيد يلي تسمع لأنها قريبة ولأنها تدّور الخبر عنه : بكى متعب يقول طلبته يدخّل الفرح على آل سليمان وقال على هالخشم ونفّذه ، فرّح له قلبه الله يسعده
أخذت ملاذ نفس من أعماق قلبها شوفتها للخيام ، الحلال ، إحساسها إنه مكان ذياب صابها بشعور غريب ، شعور يخالطه الأمل إنّه مثل ما رجع خيامه ، هو راجع يلمّ شتاتهم ، ويدخل الفرح على قلوبهم مع رمضان وترجع هادي الأيام عالأقل ، وينتظرون سعيدها ماهم مستعجلين عليه : الحمدلله ..
_
« قصـر صاحـب السمـو »
وقف أسامة بجنب السيارة ، وعضّ شفايفه يتذكر أحداث الظهر والصباح من لمح ذياب الواقف بكل هدوء جنب سموه ويصافح أقاربه وثابت بوقوفه تماماً وأخذت أسامة هواجيسه بتفكّر بالواقف قدامه : وش إنت ، وش إنت صدق كنت ميّت يوم وصلنا الخيام ما بك روح ، ثم حييت ، ثم قويت توتّرني ، ثم هزيّت الأرض غصب ماكان حلال عادي ، كان جيش ووراه قصد لكن وشهو ؟ ووش إنت محد له علم للحين وأنا والله إني محتار ولا فهمت
رفع نظره أكثر يدوره بين البشوت وسكنت ملامحه من إنتبه إنه يكلم سموّه على جنب بشكل شبه حاد ومن مدّ سموه يده يمسك يدّ ذياب بردت ملامح أسامة مباشرة يوقف : يارب إنك ما تعانده أنا بعمري ما شفت سموه يمسك أحد ! الله يستر يارب الله يهدي شياطينك يارب
بردت ملامحه بلحظة من مشى ذياب عن سموه ، من نزل بشته يطويه على ذراعه وتغيّرت ملامح أسامة كلها ما إستوعب حتى إنه صار قدامه لحد ما نطق ذياب بكل هدوء رغم إن داخله يحترق من طلب سموه : دربك تدله
مسك أسامة باب المعاون مباشرة : والله بروح معك ، لا تكسر حلفي والدنيا صيام بكرة
ناظره ذياب لثواني فقط ونطق أسامة : حتى لو بتروح عند الأهل ، بقعد بالسيارة طال عمرك تكفى لا تقول لا
ركب ذياب بدون أي كلمة ، وركب أسامة : أسوق عنك طـ
بتر كلمته مباشرة من ما نظر ذياب فيه أساساً بس حرك ، وهمس يتمتم : الحمدلله جاء رمضان وكل الشياطين تتربط ، هانت الله يبلغنا صيامه وقيامه حنّا والجميع
مدّ يده لجواله يشوف الرسائل ، ولمح رسالة من نصّار " دقيت ما رديت ، إن شفت الرسالة ترى السباق اليوم بعد المغرب وماشي بعده أنا .. لا أمشي وما شفتك ذياب تعال لو إنت معصّب علي ألف ، المهم تعال " ولمح أسامة إن مزاج ذياب يتعكّر ما يخف : طال عمرك تبي شيء ؟
هز ذياب راسه بإيه بهدوء : أبيك تسكت أسامة
إبتسم أسامة يأشر على خشمه ، وفزّ قلبه من وصلته رسالة منها " بتجي بيتكم ؟ " ، ما كان ودّه يرد بالحروف كان وده يتصل عليها لكن مستحيل وأسامة جنبه " وينه بيتنـا " وردّت بنفس اللحظة " بيت أبوك يعني " ، ودّه ، ويحرقه ودّه لكن وهو بهالحال ما يقدر وما عرف للرد درب غير إنه يقول " إن شاء الله " ، ورسالة أخرى يسطّرها " أمورك طيبة ؟ " وردّت بجواب مستحيل يقنعه ولا يهدي قلبه لأنه ما يسمع نبرتها " تمام الحمدلله " ، رمى جواله بمكانه وناظره أسامة من إنتبه إنه ماسك خط الخيام وسكت فقط الوضع ما يحتمل مزح ، ولا يحتمل شيء آخر وهو أكثر من شاف وضع ذياب بهاليومين ويشوف إنّه يصير بعالم آخر تماماً لا صار بين حلاله وللآن باقي أسامة على منظره بالصباح ويتمنى ما يتكرر من جديد نهائياً لأنه هز له قلبه ..
نزل ذياب من السيارة ، ونزل أسامة بالمثل ومن لمح إنه إبتعد يدخل بعيد توجه أسامة للخيمة يجلس بداخلها فقط ، ويراقب كل حركة تحصل من ذياب يلي إنهارت كل حصونه من أوّل ما علق شماغه وعقاله على طرف الخيمة ودخل وسط إبله يداري نفسه ، يشدّ عزم نفسه وأخذ نفس من أعماقه يحترق قلبه وسط ضلوعه وما ترنّ بإذنه إلا جملة وحدة " أنا قد قلت لك يا ذياب أشوف بك ولد ، وأشوف بك رجّال بيتي عنده أمانة ولا يخونها وصار العالم كله يدري دامك معي الحين وإنت فهمك كافي " ما قالها سمّوه بالصريح ، لكن وقت رجع ينطق له " سحورك اليوم معي ومع الأهل بإذن الله " ووقت كررّ عليه " أنا أدري مملّك ، لكن باقي ما تزوجت " وهالكلمة شبّته نار لأن كل المقاصد واضحة وما كان منه إلا ينطق عن إذنك ويضيع بالمدى يوصل هنا ودّه يلم شتاته ثم يحاول يكمّل ويوصل لأهله ويلاقيهم ، يحاول يبيّن إن أيامه بخير وهو ما قرّب له الخير من ولا إتجاه وعضّ شفايفه بهمس : القوي دايم صواديفه قويه لكنّها شدت ، والله شدّت وأشمّها .. أشمّها والله يعين ، الله يعين
'
-
« قبـل المغـرب بوقت بسيـط »
دخلت سيارته أوّل مفرق الخيام وعينه تعدّ أفواج الإبل يلي مرّ يمها ، الجموع الهائلة أكثر من عادي حلال نهيّان الأول بكثير وأكثر من حلال ذياب يلي إشتراه بعد ما صار يلي صار بحلال نهيّان لو صدقت عيونه فالليّ قدامه لوحة مرسومة من الكُثر والتوزّع وما كانت كلها مجاهيم ، كان من بينها وضح شدّت عينه وشبّت ضلوعه لهيب لأنه ما يدري ومن إنتبه إن ولده بجنب أحد الشباك يشد أسوارها ونزل بكل هدوء : عاجبك حالك يابوك ؟
لف ذياب نظره وهو حسّ شخص جاء حوله لكن ما توقع لو لحظة وحدة إنه أبوه ، ما حسّ لو ثانية وحدة ووصل فيه التعب أقصاه من الصداع يلي نهش له راسه : سم
ناظره حاكم لثواني بعدم تصديق لأنه يقطع خشب بيديه : إنت وش ناوي توصل له يا ذياب علّمني ؟ وش ناوي توصل له وأنا معك به وش تبي ؟
ناظره ذياب لثواني يعرف إنها بداية غضب ومو مطلوب منه الكلام نهائياً ونطق بهدوء : آمرني إنت وش تبي مني
عضّ حاكم شفايفه ما يصدقّه ، ما يصدّق الواقف قدامه حتى وهو مهلوك من تعبه : برّك ما به مرايا تشوف بها حالك ؟ ما به شيءّ تشوف به وجهك وش به من الهم ! وش ترتجي علّمني ؟ وش الليّ بيرفعك وين بتوصل ؟
ناظره ذياب لثواني ، ونفضت يديه الخشب يلي جرّحته أشواكه : ما به مرايا ، أشوف وجهي بالبيت بعـد الصـ
ضحك حاكم بسخرية : إيه قررت تفضى لأهلك الحين ؟ بعد ما شديّت الأرض فزيّ لي ترى محد قدّي ولا جابته أمه الليّ يناطحني ؟ بعد وش علمني يابوك ؟ علمني تبي صيت القوة ؟ تبي صيت العز أكثر يومك تركض لأفراحهم وترجع للبر يعني ما تغيّرت ؟ تزيد الحلال يعني كله إنت بتقوم به كم راس صاروا ميتين ؟ ثلاث ميه ؟ كم علّمني ؟
ناظره ذياب لثواني ما يصدّق إن هذا تفكير أبوه به ، وعصّب حاكم : لا آسف طال عمرك ما يحق لنا السؤال عن فلوسك وعن مالك وعن حلالك ، الأرض أرضك والزمان زمانك يابوك ماعليك تجي أسد وتمشي أسد وحنّا
ناظره ذياب لثواني ، وعضّ حاكم شفايفه بغضب فقط : يقول نهيّان إنت الولد البار ووين برّك يابوك ؟ وينه وين راح ؟ أمك بدموعها وأخوك يسأل عنك وإختك تدّورك كل لحظة ووينك إنت ؟ يا أخوهم الكبير ؟ يا بكر حاكم ؟
كانت نبرة السخرية من أبوه قتّالة ، وعض حاكم شفايفه بغضب من إتصل تركي يوريه إسمه : قل ما تهتم لهم ، ولا تهتم لأبوك الجمعة ما تصليها يمّه ، بنت تركي وش ذنبها ؟ وش ذنبها الحين ووش ذنبها أول يومها تطيح وتقوم بالمستشفى ولا سيّرت عليها ! يومها تنتظرك الحين والحين ما عندك علم إنها ماهي طيبة ولا هي بخير وتجامل تحشّم أهلك وعزومة أهلك يلي إنت ! إنت ما حشّمتهم ! أنا وش أقول لتركي وهو وش أقول لتركي وهو شايل هم بنته ؟ أقول ولدي ماهو كفو ؟ ولدي عنده أولويات ولا هو رجّال يـ
نفض صدره من كلام أبوه ، وعضّ حاكم شفته يمنع كلمته لكنه عصّب فعلاً ما يمزح : قصور وخيام ودنيا ...... وأهلك ! أهلك آخر شيء ولا تدّورهم ! يشدّون العشم ذياب ما يضيّع لنهيان وصية ووش بقى ما ضيّعته إنت ؟ وش بقى ما ضيّعته إن كانها الجمعة ما صليّتها جنبي ، وإن كانها أمك ما نامت ليالي تدّورك وإن كانه أخوك ! أخوك تلّوه يوم إبتلينا بالفساد وسألت عنه إنت ؟ دوّرته ؟ أبوك ؟ أبوك ما قصّرت به عقب كل هالشيب ، وهالعمر كلّه وين دخلته من وراء البشوت ؟ محاكم ؟ فساد ؟ دعـ
شتت ذياب نظره مباشرة وصرخ حاكم بغضب : ردّ ! ردّ علي لا تبّعد عينك أبوك ! أبوك لو يدعس رقبتك تقول سم يبه ما تصّد عينك عنه ما تتكبر عليه وتجفاه !
قُهر قلبه ألف مرّة ، ألف مرة يرجع نظره لأبوه ونطق بحرقة : إدعس علي لو تبي لكن لا تـسـ
ما سمع له حاكم كلمة إنما توجه لسيارته ، ونُفض صدره كله من عضّ حاكم شفايفه من قهره : والله ! والله يا ذياب إنّ على هالحال يلي إنت به فـ إنت ولد نفسك ، والله وجاك العلم لا عنك راضي ولا بدّورك ليلة واللـ
ما عاد يشوف من ألم راسه ، من الوجع يلي حرق له قلبه وطلع أسامة من الداخل كان يسمع حدة النقاش ولا يصدّقها لكن من هالكلمة هو طلع بسرعة : طـال عمـ
ووقف حاكم لثواني يستوعب هالملامح المألوفة عليه لكن ذياب أشّر لأسامة يرجع ، ورجفت شفّته يبددّ كل شيء وده يصرخ وجعه : وين كـنت يوم مات نهيّـان
حاول أسامة يمسك ذياب لأنه بحال أشدّ من الصباح وهذا يرعبه بشكل مجنون ومن ضرب ذياب يده يأشر له بالرجوع ولا يوعيه هو إنتفض من خوفه ونطق حاكم : خلّك محلك إنت ! أعـرفـك
نفضه ذياب كله يتركه يمشي للخيام غصب ، ورجع حاكم نظره لولده يلي شحبت نظرته مباشرة يكرر: وين كنت
قفّل حاكم باب سيارته ، وقبل حتى يتكلم ويرد رجف قلب ذياب يسأله ، يهذّب نبرته يلي قسيت غصب ويخفف رجفته : يوم مات نهيّـان بين يديني ! إنت وين كنـت !
ناظره حاكم لثواني ، ورجف صدره ينفض ألم ما عاد يقوى الوقوف ولمح حاكم هالشيء : كـنت مـ
ضرب الشبك خلفه يجرح يده من بارز أسلاكه ، ودّه يصرخ من ألمه ولا ودّه ينطق كلمة لكنه أشّر بيده : شهر ! شهر أنا هنا وإنت ما تدري حيّ وإلا مقبور ، إنت ما تدري بي ضرب صدره بألمّ تقطع قلبه يحسّه ، يحس بنزيفه من الألم : ما كـنت ولد نفسي يومه صار جثّة بيديني ! يومه تشهّد ما كنت ولد نفسي ويـن كـنت إنـت ! وين كـنت ! أخذت راس من تواسيه مسكت منّ ! مسكت من وتركـتني أنا ما كـنت ولـد نفسي ! ما كـنت !
ما عاد نطق حاكم بكلمة ، ورفّ جفن ذياب من القهر يلي بداخله دخل وقت المغرب ، وبجوفه نار ما تُوصف من قوّها ما عاد يثبت خطوة ، ولا عاد يثبّت أرض وحتى لو نطق لأبوه كلمة وحدة عن حياته أبوه ما يسمعه ، أبوه ما يشوفه من مدّة وما كان أول جرح بحياته منه الكفّ كان جرح أعمق ، جرح ظنّ إنه نساه وكمّل بدونه لكن باقي ينهشه ولا يطيق عليه صبر ولا قوة ..
تغيّرت نبرة حاكم مباشرة من توجه ذياب لسيارته : ذيـاب
ما نطق كلمة غير إنه يركب سيارته ، وركض حاكم يحسّ التراب يسحبه لداخله ما يساعد ركضه ولا يطيع خطوته وطلع أسامة من الداخل ركض هو رفع يديه لفوق راسه فقط بيأس : لا تكفى ما حسّبت تقوم على حيلك تكفى !
هُز صدر حاكم كلّه لأنه كان موجود ، لأن كل الذكريات هجمت عليه بلحظة تدمّر قلبه وتوّه بعد هالسنين ولأوّل مرة هو يستوعب إن باقي الأثر بذيّاب ما تخطّى وقت جاء يجاوره بصلاة الجمعة بعد شهر ، وتوه يستوعب إن ولده ضايع من وقتها ضاعت خطوته للحظة ، للحظتين ما عاد يدري وش يسـوي بأرضه غير إنه ركض لسيارته مباشرة بالمثل ودّه يتبعه وهو يدري إن ولده يضيع سراب ما يُتبع ..
_
« بيـت حـاكـم »
نزل نهيـان من الأعلى يعدل لبسه ، ووقفت ورد بطريقه : البنات موجودين ، ليش غيّرت ثوبك الرجال مشوا ؟
عدل تيشيرته : لا موجوين بس أنا بمشي بلحق على نصار ، عنده مقاومة بعد شوي وقال تعال
قرّبت ديم من وقت سمعت إنه يتنحنح ، وإستوعبت ورد : مجلس أبوي فاضي طيب ؟ ذياب مو موجود ولا أبوي أصلاً ولا إنت شلون مين يقابلهم ؟ عيب سلامات
رفع حاجبه بإستغراب وإبتسم : ووش المجلس ينحسب علي ؟ ماهم كلهم أهلنا من الغريب ؟ وأبوي راجع بعد شوي وأكيد ذياب ألقاه عند نصار هناك ونرجع مع بعض
ناظرته ورد لثواني ، وتنحنحت ديم : أشوف لك درب ؟
هز راسه بإيه ، ومشيت ديم قبله وتبعها : ليش غيرتي طاري نصّار وصرّفتي بشوف لك درب
إبتسمت بإستغراب : صرت تفهم ؟
مسح على أنفه لثواني : فهمت ، بس ترى الموضوع ماهو بكيفي وقت قلت لك لا تقولين لأن لا هو بيدك ولا هو بيدي .. حتى نصّار نفسه ساكت وش يفيد تقولين لها ويمكن هو عاف وما يبي ؟
سكنت ملامح ديم : عاف وما يبي ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : يمكن ! أبوي شرط عليه والحين عنده مقاومة وش تفسيرها ديم ؟
هزت راسها بالنفي بهمس : الليّ يحب ما يعوف
رفع حاجبه لثواني يناظرها ، وتوتّرت لوهلة تشتت نظرها لبعيد وما كان من نهيّان كلام إلا بعد ثواني : أحب ورد ، وخاطرها غالي ، وأحب نصّار وهو غالي وخاطره غالي لكن هالموضوع أنا قبلي فيه أبوي وقبلي فيه ذياب وكلهم ماهم موجودين ، أنا يوم إني أبي أسوي صح أغلط وتبيني بمثل هالمواضيع أتكلم ؟ ما تناسبني ولا يزعل مني أحد
ناظرته لثواني فقط يصير بينهم تواصل بالنظر أكثر من العادة ، أكثر من دائماً من فترة ومن أول المشاكل وشتت نظره لثواني من حس إنه بيضيّع : تبين شيء ؟
هزت شدن راسها بإيه من الخلف : تبي بـوسة لازم
لفت ديم نظرها لها ، وضحك نهيّان : إنتِ على كيفك تسولفين دايم ؟ ديم تبي بوسة وهي ما قالت ؟ وديم تكرهني قبل وهي ما قالت بعد ؟ وش تبين منّا إنتِ ؟
ناظرته شدن لثواني بذهول :لازم تكون إنت ذكي وتفهم عشان بعدين والله ديم تسحب عليك خلاص
مدّ يده لصدره يمثل الوجع : ديم تسحب علي ؟
هزت شدن راسها بإيه بجدية : لأنك ما تحبها هي تسحب
رفع حاجبه لثواني : ومن قالك ما أحبها ؟
طلعت علياء من الداخل : يحبها ، لكن قلبه خواف ياشدن
لف نظره لجدته ، ولديم يلي تمثّل إنها ما تسمع ولا كلمة وناظرته شدن : ديم تسحبين عليه ؟ ماما دايماً تقول لبابا إذا ما إهتميت لنا عدل بنسحب عليه ونرجع لجدي جابر وعشان كذا بابا صار يسمع الكلام يبوسني ١٠ مرات ومـ
غطّت ديم فمها مباشرة ، وضحك نهيّان : كبّت العشاء ، الله يحفظك ياعمي بس حنّا إتركينا نعرف نتفاهم
كشّرت له شدن تدخل ، وقبل تتكلم ديم رنّ جوال نهيان بإسم نصّار يرد عليه : هلا حبيبي ، جايك لا تخاف بالطريق خلاص عطني عشر دقايق وأكون عندك ولا تبدأ قبل أجي
قفّل منه يدخل جواله بجيبه ، وبقيت خطوته بوقوفه لوقت طويل لحد ما نطقت ديم تذكّره : بتروح
هز راسه بإيه كان يقيس إحتمالات إنه يقرب منها لو شوي ، لو شوي لو قُبلة خد وحيدة لكنها تبهره دائماً كيف ما تهزها المشاعر نهائياً ولا تتخبط ، ما تضيع لكنها تضيّعه ورفع يده لعنقه لأن إحتمال لو قرّب يمحي كل سلام مر على ماضي أيامهم ، وإحتمال تطبع أناملها على خده ، وإحتمال يهدم كل شيء وهو وده يبني : حلوة السلامة
رفعت حاجبها لثواني ، وأشّر لها بالوداع يتوجه لسيارته ركض وإبتسمت هي لأول مرة لأنها فهمت ، لأنها حسّت : مو بالساهل والله
_
« عـنـد ذيـاب »
أخذ نفس يحاول يشوف الطريق وهو قلبه يحترق ، كلّه يحترق من الوجع ، من الألم المستوطن ضلوعه ومن تعب جسده المستحيل من إنه يحس العواصف يحس النار ولا له قرار ولا مكان ضغط الشغل بإتجاه مختلف تماماً ، النار المتّقدة بصدره من من سود النوايا والبشوت يلي تضغط عليه ، من طلب سموّه الواضح وضوح الشمس وآخر ضغط كسره كلّه كان من الكلّ بالنسبة له ، كان من أبوه يلي كلّ كلامه بكفّة ، ونظرة عينه يلي تقول كلام أقسى بكفّة أخرى تماماً هو يركض بكل إتجاه عشان تزين دنياه لجلهم قبله وآخر شيء يشوف بعين أبوه كلام كثير ، هرج كثير يبيّن إنه " دنيء ، أناني ، مو رجال ، ولا كفو .. ولا يستاهل بنت الشاعر " وهنا حرقته المستحيلة ضرب الدركسون من غضبه ، صرخ من وجعه ولا يدري عيونه تبكي وإلا ما نزلت دموعها لكن يدري إنه يموت من الألم ولهالسبب هو وقف على جنب فقط ، نزل من السيارة ودّه يجمع نفسه يجمّع حيله ياخذ نفس وبرد كل حيله من رنّ جواله بإسمها ما كان وده يرد ، لكنه ردّ من إصرارها وإنها ما قفـلت ونطقت حتى قبل يتكلم من لهفتها : ذيـاب !
حاول يهذّب نبرته لكنها طلعت قاسية مستحيلة : عـونـك
رجف قلبها وسط ضلوعها من نبرته : كيف جـات ؟
رفع يده لعيونه متدمّر ، كله متدمّر ويحترق تماماً ورجف قلبها وسط ضلوعها من سكوته وخوفها المستمر يلي ما يخفّ : صوتك غريب ، وتسكت ما تجاوبني .. طوّلت ما جيت مع إنهم شافوا الخيام وترد كتابة ما إتصلت ذيـ
نطق يقاطعها بعدم وعي : بشـوفك .. الحيـن
لفّت نظرها للمدى مباشرة : جيـت هنا ؟
هز راسه بالنفي كأنها تشوفه ، وبرد قلبها لوهلة لأنها تحسّه وتفهمه وتوجهت للكرسي القريب تجلس : وريني
فتحت هي الكام عشان يشوفها وحس بقلبه يذوب وسط ضلوعه يبي منها الحيل ، يبي يقرر نفسه بأرضه ويبي شوفها الحين قبل كل جاي الأوقات لكن المسافة صعبة وكلّ شيء ، كل شيء واقف بالنّص بين إنه يروح لها وبين شعوره ونفسه ، عضّت شفايفها لثواني ترفع يدها لملامحها كانت عينها تتكلم ، كانت عينها تجبره ونطقت تأكّد له فهمه على نظراتها : ذيـاب
مسح على ملامحه لثواني يفتح بالمثل ، تشوف الخط وتشوف سيارته وعضّت شفايفها : ما قلت أبيهم هم
عدل جواله يسنده ، وذاب قلبها كله لأنه مهلّوك ، لأنّ كل ملامحه منتهية تماماً ولأن عيونه تحسّها دم من إحمرارها ، من رفع يده لملامحه بكل هدوء وعدّلت هي جلستها كانت عينها مذهولة ، كان قلبها يرفّ وسط ضلوعها ونطقت بعدم تصديق : ذياب وش صار معاك
رنّ نصار ، وضاع قلب ذياب كلّه بين خوف قصيد وقلبه هو ، بين الدنيا يلي وراه وبين هالإتصال من نصّار ما خفت نفضة قلبه ، وعضّت قصيد شفايفها من منظره لكنها قبل تنطق هو مسك الجوال : جاي ، ساعة وجاي
_
« عنـد نصّـار »
أخذ نفس من أعماقه من توتره ، من إن الشخص يلي جنبه " يكرهه " ومغرور بشكل لا يُطاق عليه ومن إنّ هو أعصابه فصلت لدرجة إنه تهاوش معاه أكثر من من مرة وكبرت توصّلهم هنا ، لأيام المراهقة والطيش بشارع مهجور من أوله لآخره وشارع يكرهه ذياب كُره الويل ولا يحبّه لكن نصار يعشقه ، نصار وصل فيه التمنّي بمراهقتهم يضحك لذياب " لو ذبحني الدباب مثل ما يقولون ، أبيه يذبحني بهالشارع عالأقل " ونفض كل ذكرياته يلفّ للخلف ، أصوات الدبابات يلي أشبه بالزئير من قّوها كل شخص يستعرض قوة دبابه ، كلّ شخص يسمّع الكل " سطوة " دبابه مثل ما يسمّونها وأخذ نفس ما كفّت يدينه تعرّق : ذياب ما جاء للحين ؟
هز أحد الأشخاص راسه بالنفي ، ووصل نهيّان يلي نزل من سيارته بذهول تام وتوجه لنصّار يلي على دبابه : إنت ما قلت السباق بينك وبين هالسلتوح ؟ وش هالجيش كله !
رفع نصّار أكتافه بعدم معرفة : ما عندي علم ، جيت ولقيت المكان مولّع يبي يندق خشمه قدامهم الحبيب
إبتسم نهيّان لثواني : ذياب وينه ما جاء ! ما تشدّ بدونه
هز نصّار راسه بإيه وهو " حزّت بخاطره " : إن شاء الله يجي ، كلّمته وما ود وشاف رسالتي ولا رد لكن عنده علم إن عندي هالشدّة ماله داعي ما يجي
إبتسم نهيّان يمسك وجه نصّار : لبى عينه زعلت إنت
هز نصار راسه بإيه : تبي الصدق ؟ والله بزعل
ضحك نهيّان يبعثر له شعره : يجي ، والله يجي ما يقدر على زعلك شفيك نصّار إنت تحسبه ما يدري بتزعل
ناظره نصّار لثواني ، وضحك نهيّان يأشر على عقله : ياولد شفيك زعلان صدق ! يجي والله يجي
ناظره نصّار لثواني وتنهد من أعماقه زعلان من أيامه ، من حظه ، من شغفه ، ومن إن صاحبه " ترثع " به الدنيا مثل ما وصف له : وحشني .. والله وحشني يا نهيّان وحشتني روحه ووحشتني دياره وأرضه ومحلّه ما وحشك إنت
ناظره نهيّان لثواني وكأن نصّار ضرب له على وتر : وحشني .. هو وحش نفسه ما تشوفه ؟ ...... الدنيا ضيّعته
ضحك نصار من شتيمة نهيّان ياخذ نفس : ضيعته ، ما هدّته الدنيا وعساها ما تهدّه بس هذا الليّ أبيـه
إبتسم نهيّان يشد كتفه وهو يقلب داخله لأن أخوه عمره ما تغيّب عن سباق لنصار دائماً أول الحضور ، أول الموجودين ومن وقف شخص يطلبهم يعدلون دباباتهم ، يعدلون وضعيّاتهم هو ضرب على كتف نصّار : قدّه
هز نصار راسه بإيه يلبس قفازاته ، يلبس خوذته ولف نظره للخلف لآخر مرة : إذا ما جاء ، لا تقول له شيء
هز نهيّان راسه بإيه : بيجي والله العظيم بيجي ما يخليّك
هز نصّار راسه بإيه ياخذ نفس ، يضرب قلبه بشكل مجنون لأول مرة وتقدّم بدبابه لمكانهم بعيد عن الدبابات وتجمّع السيارات شوي وما لفّ لو لحظة كانت عينه على الطريق ، على دبابه يلي مّد يده له يضربه : تكفى .. تكفى وهي الأخيرة بهالشارع ياوحش .. هي الأخيرة
لأول مرة بيدخل نصّار لأول مرة بيدخل نصّار سباق وذياب مو بظهره وهالشيء ما تعوّده لأن رغم كره ذياب للدبابات وعالمها لكن حرصه على نصّار يتركه يتواجد بكل مرّة ، نطق خصمه بسخرية : بتنتهي الليلة تدري؟
إبتسم نصّار يشدّ صوت دبابه فقط ، وتعالى صوت التصفيق والتصفير ورجف قلب نهيّان لكن برد بلحظة من صوت السيارة يلي تركت نصّار يلتفت ، ونهيّان يبتسم توّه يحس بالأمان : حيّ عينه الذيب
فرّق جمع الجمهور غصب بصوت السيارة ودخلته يكون فالمقدمة بعد نصّار وخصمه ، ونزل من السيارة من ركض له نهيّان : قلت لنصار ما تغيب عنه
هز راسه بإيه يأشّر لنصار بإنه يمّه ، إنه موجود وقريب : الورع الليّ يمه من يكون ؟ من هو ؟
رفع نهيّان أكتافه : الظاهر إسمه هجاد
هز ذياب راسه بإيه فقط : إركب سيارتك
ناظره نهيّان بإستغراب : ليش ! إنت موجـود
عضّ ذياب شفايفه من بدأ سباقهم : روّح !
ركض نهيّان لسيارته مباشرة يشغّلها ، يفتح الباب وينزل يوقف بجنبه مثل حركة ذياب بكلّ سباق يحصل لنصار يبقى على أعصابه وجنب سيّارته لأنه يخاف ، لأنه يخاف يصير لنصّار شيء وهو مو حوله وردّ على جواله بدون ما يشوف المتصل : ذيـاب
رجف أسامة بنفضة مستحيلة : طال عمرك طارق حولك ، طارق ورجاله حولك أنا جاي بالطريق جـ
عضّ نهيان شفايفه كله توتر ووده يسأل ذيّاب لكن ماهو قادر من تركيز ذياب ومن المكالمة يلي هزت توازنه لأن كل ملامح ذياب تغيّرت بشكل يرعبه ونطق نهيّان : طيب وش أسـ
بلحظة وحدة ركب ذياب سيارته يصدح صوتها ، وركب نهيّان سيارته بالمثل ما يدري وش يسـوي لكن ضاع قلبه كلّه من أصوات الصراخ ، من أصوات السيارات لأوّل مرة يحس ذياب إن كل شيء ضاع منه بلحظة وصرخ نهيّان بنفس اللحظة من طلعت سيارة من العدم ما تقصّدت ولا شيء بالشارع غير إنها تخلّ توازن نصّار كله تترك دبابه يرميه ، تترك دبّابه يطيّره بالسماء صرخ ذياب من قهره ، وصرخ نهيّان يلي ما عاد يدري وش يسـوي غير إن عينه صارت لأخوه يلي يضرب الدركسون بكلّ قوته ويأشر له على نصار وبالفعل وقّف عنده وضاع كلّه من لمح إن أخوه ما وقّف ، إن أخوه زلزل الشارع بصوت سيّارته ونزل هو يركض : نصــار ! نصّـار !
ما فقد نصّار وعيـه للآن ، ومسكه نهيّان مباشرة من ذهوله ، من رعبه وقت نزل الخوذة بعدم وعي كان الدم يسيل من جبينه ، من ملامحه وبردت ملامح نهيّان لأنه وجهه تغيّر يحاول ياخذ نفس لكنه مو قادر ، بردّت عظامه يصرخ من ذهوله لأن عيونه تبيّن إنه بيفقد وعيـه : نصّـار ! نصّار لا نصّـار
صرخ بكلّ صوته ينادي ذيـاب ، بكل صوته صرخ ينادي أخوه وهو يرجف وما طالت صرخته من صوت حادّ الإصطدام يلي عدم الشـارع كلّه صرخ تتقطع حباله بلحظة من نصّار الطايح بحضنه ، ومن المنظر قدامه وما كان منتبه إن أكبر مصيبة هي خلفه ، ما كان مستوعب إن أبوه كان خلفه جاء يسوق خطوته كلّها ركض ووقف بالسيارة خلفه ما إنتبه إن ذياب قدّ شد وراء السيارة يلي صدمت نصّار ، ما إنتبه إنه صار قدامها يصدمها يعدم نفسه ويعدم السيارة كلها وضاع حاكم كله من نزل ولده من السيارة متلطّخ بدمه تترنّح حتى خطوته : ذيـاب !
صرخ نهيّان بعدم تصديق يبكي نصّار يلي قدامه ، وإلاّ يبكي المنظر يلي قدامه وإلا وش يسوي غرق بدموعه بصراخه بنحيّبه ومات كلّه من ركض أبوه ما يدرّك الخطوة لأن ولده بيموت لا محالة كان يصرخ من جنونه ، من ألمه ومن حرقته المستحيلة من عدم وعيه بلغ به القهر شيء لا يُطاق ، تركه ينزّل الشخص يلي صدم نصّار وهو غارق بدمه من سيارته ، تركه يلكمه بكلّ ما طاعته يديه من القوة حتى وهو بيطيح كان الصراخ ، وكانت الدموع وكان ركض الثيّاب يلي ما تدري تتدارك نصّار ، وإلا ذياب يلي بقى بوقوفه ثواني ، ذياب يلي مشى خطوتين بعد ما ترك الشخص الآخر جثّة هامدة كان يمشي بإتجاه أبوه يلي يركض له لكنه ما يوعيه ، ما يوعي شيءّ وهزّ الأرض كلها وقت طاح من طوله كلّه صرخ حاكم بكلّ حرقـة الدنيا يركض له ، يرتمي بجنب ولدّه يلي غرق الدم ثوبه ولا عاد به وعي ولا قوّة وقـوف : ذيـاب ! ذيـاب !
نزل أسـامة من سيارة الحرس بذهول ، بعدم تصديق كانت عينه تدّور ذياب لكن ما عاد به وعي من لمح حاكم ، الفريق حـاكم يصرخ بكل قوّة الأرض تقطّعت حبال صوته يضم ولّده جثة هامدة بحضنه : لا لا لا لا لا
بكى حاكم لأوّل مرة ، بكى ترجف الرياض كلها من بكاه حتى وقت حاول أسامة يمسك ذياب هو ضرب أسامة ، دفّ أسامة يبعده كان يصرخ بكل حرقته ولا عاد يستوعب شيءّ غير إنه يمسك ولده ، غير إنه يمسح نازف جبين ولده وعيونه يحاول يصحيّه : ذيـاب ! ذيـاب أبوي ذيـاب
_
« بيـت حـاكـم »
ما هدأ قلبها ، ولا صار لها سكون من إختفى تماماً ما عاد يردّ وهو قال لها ساعة ، ومرّت الأكثر ومو عادته يخلف مواعيده ، رفعت طرحتها لأعلى راسها تسبق أمها بالخروج لأن ما عاد عندها قدرة تجلس أكثر وحزنت ملاذ لأنها تشوف بعين قصيد كلّ شيء : أكيد طلع له شغل وطوّل
هزت سلاف راسها بإيه وهي ودّها تضم بنتها وسط قلبها وشتت قصيد نظرها لبعيد فقط لكن شحبت نظرتها من دخل نهيّان يلي يتلطّخ ثوبه بالدم ، نهيّان يلي تبين ملامحه بكاه وللآن تنزل دموعه بعدم توقّف ، للآن ترجف خطوته ما إستوعبته ولا إستوعبت شهقة ملاذ وبلحظة رنّ بأذنها صوت أبوها المذهول يلي كان توّه خارج من المجلس : نهيّـان
تغيّرت ملامح ملاذ من توجهوا الرجال يركضون لنهيّان ، من كان صراخ الأسئـلة مستحيل ومنظر ملابسه ، الدم ، ملامحه كلّ شيء مستحيل ونفضه عمّه فزاع من رعبـه يسأله : هالدّم دم منّ نهيّان ! دم منّ !
شهق من تكرار المشهد عليه وما كان منه شيء واضح غير إنه يكرر الكلام من قوّ شهقاته : دم نصّـار ، نصّار صار له حـادث ، نصار بالمستشفى وذيـاب
تغيّـرت ملامح متعـب كلها يرجف عكازه ، يصرخ من رعبه وإن الشهقة حرقت قلبه بعد ما نطق نهيّان إسم أخوه : ذيـاب وش فيـه ! وش فيـه وينـه
صرخ بكل حرقة قلبه يضرب على صدره مرة ، مرّتين ، يصرخ بإسم أخوه يتمتم موت ، حياة ، ما يتحرك ، ما يتنفس وصرخت ملاذ تركض بعدم وعي بينهم هي مسكت نهيّان : أخوك ويـنه ! نهيّان أخوك وينه نهيّان !
ضاعت قصيد من لمحت إن نظرة أبوها صارت لها هي من بين الكل ، ضاعت لأنها تسمع أصوات الضّجة وتسمع صراخ ملاذ يلي مسكها عمّها وهي تصرخ من عدم تصديقها الخبر ، تشوف بكي نهيّان يلي جلس ما عاد يقاوم شيء ولأولّ مرة ، لأوّل مرة تنخطف ملامح تركي بهالشكل ودّه يركض يلحق حاكم بالمستشفى لكن شكل بنته ما تخطّاه ورجفت قصيد تلفّ لأمها ما عاد تستوعب حتى نبرتها يلي ترجف : ذياب ؟ ذياب صار له شيء ؟
رجفت سلاف تمسك بنتها لأنها بتنهار لا محالة : مامـ
قبل حتى تكمّل سلاف نطقها طاح عكّاز علياء وهي كلها من طولها ، قبل حتى تكمّل ركضت ورد يلي ما عاد بقى بعقلها عقل : وش صار ! وش صـار !
دار الكون كلّه قدامها من لمحت أمها تصرخ ، تضرب نفسها وتصرخ لأوّل مرة تشوف هالحال منها كان ودّها تركض ، ودّها تروح لأمها لكن تسمّرت خطوتها كلّها منّ ضحكت قصيد وسط دموعها بعدم تصديق تبعد يد أمها عنها : ماما ذياب توه يكلمني ، توه يكلمني قبل شـوي ذياب مامـا ! توّه يكـلمني ما صار له شيء مستحيـ
وبترت كلّ حروفها صرخة شدن يلي كانت بكلّ صوتها تصرخ ركضت لها وسن تغطّي فمّها ، تغطّي عيونها عن المنظر المرعب يلي صار بالأخبار بلحظة كانّ حادث نصّار ، وكان الأشدّ ذياب الواقف يمشي على حيلّه غارق بدمّه يضرب شخص وشحبت ملامح قصيد كلها من المنظر ، من لفّتها أمها تبعد أنظارها عنه : قصيـد مـ
كان الأشدّ طيحته يلي تركت قصيد تتدّمر تماماً ما تصدّق ، تركت تركي يترك كل شيء ويركض لبنته لأن سلاف صرخت تناديه ، تركت ورد ترجف بعدم تصديق هي لفّت تحاول تفهم صراخ أمها وسط الرجال ، وتحاول تفهم كل شيء وضاعت كلها من المنظر يلي يتكرر بإستمرار كان ودها تتكلم ، رجفت شفّتها كان ودها تتكلم بعدم تصديق وركضت لها جود من إنتبهت إنها ترجف : ورد !
كان ودّها تتكلم ، ودها تصرخ لكن ودها تصرخ لكن ضاع منها كلّ حيلها هي الوحيدة يلي إنتبهت لظهر الشخص يلي ركض لذيّاب ، هي الوحيدة يلي ميّزت إنه أبوها وبهاللحظة بس هي إنهارت كلّها ما عاد تصدق ودّها تكلمهم ، تقول أبوي جنب ذياب ما بيصير له شيءّ لكن إنهارت كلّها من البكي من لمحت جدّها متعب يحاول يركض للباب مع الرجال كأن كلّ دنيته تنهدم ، من لمحت إن أمها إنهارت ما يلمّها أحد ومن لمحت إن نهيّان مو قادر يوقف على رجوله ، من لمحت إنّ تركي يمسك بنته بكل قوته ما حصل إلا إنها فقدت وعيها بدون أيّ مقدّمات ..
_
« المسـتشـفى »
جلس حاكم بعد ما مات حيله ، بعد ما تدمّر داخله كله يحس بالوجع بصدره غير عادي ، تتكرر بعقله جملة وحدة " يوم مات نهيّان بين يديني وين كنت ! " وتهزّ فيه جسمه كله ما هزّه شيء بعمره والحين ، الحين إنكسر ظهره كلّه يشد راسه ، يحاول يمسك نفسه وتحشرج صوته من ألمه برجاء : لا تكسر ظهري .. لا تكسر ظهري يا ذيّاب لا تكسره
ودّه يصبر نفسه ، ودّه يقوي نفسه لكن إن لفّ يمينه هنا ذياب بين الحياة والموت ، وإن لفّ يساره نصّار بين الحياة والموت بالمثل وهالشيء يحرقه ، هالشيء ينفض ثوبه من نظرة ولده يلي قتلته كلّه لأن فيها كلام مستحيل ، فيها غضب مستحيل ، وفيها تعب مستحيل غطّى عيونه من إنهار حيله لأنّ مثل ما قال " نهيّان جثة بين يديني " هو صار جثّة بحضن أبوه بلحظة ونُفض حاكم كلّه يغطي كل ملامحه بشماغه يموت حسرة ؟ أو يموت ندم ما يدري لكن مافيه ذرّة القوة ، ولا ذرّة الحيل يلي تتركه يوقف حتى ويستوعب الدنيا : تلطّف يارب ، تلطّف يارب
ركض متعب يلي وقف العمر قدام عيونه من لمح ولده ، من لمح حاكم منهار تماماً وضاعت كلّ الأماني قدام عينه من لمح الدكاترة يركضون بكلّ إتجاه ، من لمح إن حاكم رفع عينه يحسّهم لكنه منهار عاجز يوقف على حيله : حـاكم ! حـاكم وينه ذيـاب ياحـاكم
رفع حـاكم نظره للأعلى ، لأبوه يلي منهار تماماً ، لآل سليمان يلي زُعزع أمانهم كلّهم وقبل حتى يستوعبهم تبّدل شعوره كله من لمح الثياب يلي تقرّب لهم ، أشخاص غير آل سليمان يعرفهم من ثيابهم ، من ملامحهم ، من تقفّل الجناح كله ووقف بغضب يمسك ياقة شخص منهم : لا أشـوفكم هنا وش تبـون أكثر ! وش تبـون !
كان أسامة يركض بالإتجاه الآخر مع دكتور القصر يلي ركض بكلّ مافيه يدخل لقسم ما يشوفونه وما كان من حاكم إلاّ يمسك أسامة بعدم تصديق : هذا من ! من ليش تدخّله عنده !
ما كان أسامة بوعيه ولا يستوعب عقله توقّف على طيحة ذياب ، كلّ عقله توقف على طيحة ذياب فكّ يدين حاكم عنه يبعد ما يحسّ شيء ، ما عاد يحس غير إنه يشد راسه فقط راسه يعوره ، راسه كان يعوره راسه دايم يعوره دايم ، ما ينام هو ما ينام يعوره راسه .. دايماً يعوره راسه دايم
كان حاكم يسمعه ، يسمع تمتمته وإرتجاف الحروف من شفايفه ، يشوف إنهياره لكن ضاع كلّه من لمح الدكاترة يركضون للجناح الآخر لنصّار وركض هو بعدم وعي يمسك أحد الممرضين : وش ! وش صار وش فيـه !
شدّ الممرض على يدّه بعجلة : إدعي له ياعم ، إدعي له !
شحبت نظرة حاكم كلّها يناظره بعدم تصديق ، حاول يلحقه يسأله وش الموضوع لكن إنتهى كلّه من حسّ إنه بيفقد واحد منهم لا محالة وهم كلّهم عيالهم ، كلهم أخذوا نصيبهم من سكوته وكلّهم بأوّل شبابهم أخذ نفس لمرة ، لمرّتين ، لثلاثة يحاول يمسك نفسه : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلاّ بالله .. لا إله إلا الله
وقف أسامة بمساعدة الحرّاس لأنه هو الأساس ، لأنه لازم يوقف لكن ضاع كلّه من لمح المحامي وبنته لأنه يعرف هي وش تكون عند ذياب ، ضاع كلّه من لمح إن أم ذياب أساساً جات وصدّ بنظره يأشر للحراس يبعدون شوي وإنتهت ملاذ تضرب صدر حاكم : قول إنهم بخير ياحـاكم
نزّل نظره لها ، ضربت صدره يتحشرج صوتها بعدم تصديق : ذياب وينه يا حاكم ! ذياب وينه !
بكت من كثر دموعها تعجز تستوعب ، بكت تمسك راسها فقط ما تدري وش تسوي غير إنها تبكي ، تُحرق ويحرق قلبها من جاء فزّاع يلي تلثّم بشماغه : أبو نصّار يتصل
بكت ملاذ ما تتصّور الحرقة يلي بقلوبهم هي وهم قدّامها تموت من حرقتها كيف هم ببعد الدُول عن ولدهم ، شهقت من بكُاها ما يسعفها الحيل لو لحظة : يا أمي يا ذيـاب .. يا أميّ يا نصار .. يا أمّي ياعيـالي يا أمّي
شدّ تركي كتف بنته برجاء وهو بيموت من ألم كتفه ، من تشنجّه ومن شحبت نظرة حاكم تجاه قصيد يلي تتعلق عيونها بالمكان يلي خلفّ جدرانه ذياب ، بالدمار يلي مسّهم كلهم هو مسك ملاذ تحت جناحه يهديّها لكن مات حيله من لمح إن قصيد ضمّت أبوها تشهق ولا توسعها الأرض ومن لمح إن تركي تدمّر تماماً كلهم مُدمرين لكن هالوجع وهالمنظر مؤلم ، مؤلم بشكل مستحيل وصار الوجع صارخ من دخل أحد الحرّاس بيده شماغ ذياب ، كابه ، عكّاز جده ، وبُني سبحته ووقف قدام تركي وقصيـد بإشارة من أسامة وضاع كون قصيد كلّه مدت يدها للسبحة أول شيء ترجف يدّها ، يرجف الكون كلّه بعينها وما قدر أسامة يكمّل نظرته لأنها بكت بشكل ترك أبوها يضمّها كأن ودّه يدخلها وسط ضلوعها ، لأنها بكت تترك سموّه الواقف بالخلف وتوه يجي تتسمر خطوته ولأنها ضمت شماغه لحضنها ما سكتت ، ما خفّ بكاها ولا بقت الطرحة على ملامحها كان صدر أبوها هو غطاها مو غيره
'
« بيـت حـاكـم »
ما جفّت دموع ورد تنتظر إتصال منهم ، تنتظر كلمة تطمّن قلبها منهم وحتى وكلّ بنات آل سليمان عندها وحولها هي يرفّ قلبها بشكل غير معقول ترجف ، ترجف بشكل لا يُعقل لأنّ الحادث ومدّت يدها لشفايفها ، لعيونها تمسح دموعها : يارب سلّم .. يارب سلّم يارب
رجفت علياء يلي تصحى وتطيح : ما دق أبوك ياورد
هزت راسها بالنفي ونزل نهيّان من الأعلى بعد ما بدّل ، بعد ما نزع آثار الدم عنّه لكن ما نزع الرهبة والنفضة يلي بقلبه ، بعد ما مرّ الوقت ما يحسه من إنهياره وإنّ للآن بعد كل هالساعات ما وصل خبر منّهم هو يستثقل الخطوة وإنه يروح لهم لأنه بيموت لا محالة لو كانت شكوكه حقيقة ، لو كان واقع لابُد منه ورجف صدره من بكت جدّته أول ما لمحته تحاول توقف : يا نهيّـان
بكى قلبه لأنه لازم يكون ثابت عشانها ، عشان ورد يلي لمح نظرتها هو توجه لجدّته يمسكها ، يقبّل راسها حتى وهي إنهارت بالبكي : ما رجع منهم أحد يانهيّان .. ما جاء منهم أحد يطمّنا
تغيّرت نبرته لأن بكاها مؤلم ، ونظرات ورد يلي إحترقت عيونها مؤلمة أكثر : إن شاء الله إنهم طيبين بروح لهم الحين أنا وأطمّنك عليهم بإذن الله , لا تبكين يمّه
جلست علياء بمساعدة وسن وجود ، وتوجهت شدن لنهيّان : مافي ذياب ونصار خلاص ؟ كلهم بيروحون ؟
ما حبست ورد دموعها نهائياً ترجف ، ومدّ نهيان يده لشدن يشدّ كتفها فقط ما يدري وش يرد لكنه توجه لورد يلي أجهشت بكي تغطّي ملامحها هو إنحنى يقبّل راسها لوقت طويل ، لوقت نزلت فيه دموعه على راسها حتى وهو ماسكها بيديه وذاب قلب ديم لأنها لمحته ، لأنها لأول مرة تشوفه بهالمنظر ومن مسح دموعه بشكل عابر يوقف يتوجه للباب هي ركضت وراه مباشرة : نهيّان
لف نظره لها لثواني هي للآن ، ما صارت جنبه ولا حتى بكت لو دمعة وحدة رغم الأهوال ماهو قسوة منها هي تحترق ويموت قلبها لكن عالأقل ، وسط كل هالإنهيارات لازم يكون بينهم شخص متماسك : أجي معـاك؟
هز راسه بالنفي لكن ديم كانت تشوف التشتت يلي فيه ، تشوف الألم الكامن بوسط ضلوعه ولا يُلام عليه هي تقرأ الصدمة يلي ما يغيب منظرها عن عينه ومن كلّ هالمشاعر هي ما لاقت نفسها إلاّ جنبه ، قدامه ، مسكت يده لثواني وكلّ التماسك يلي كانت تلتزم فيه بأمسها صار ضايع من مسكت يدّه : بيصيرون بخير الإثنين ، إنت طمنت أمي علياء وإنت لازم تصدّق إنهم بيكونون بخير
هز راسه بإيه فقط هو شدّ يدها لثواني ، وتوجه يطلع مع البوابة يقتل قلبها لأنه ميّت ألم ، ميّت وجع يخبيّه وهالشعور مؤلم إلى مالا نهاية : يارب لطفك يارب '
_
« المسـتشـفـى »
مرّت ساعات وهم على نفس الإنتظار ، على ذات الشعور القبيح ما يطمّنهم أحد ولا يخفف الحمل عنهم أحد غفت ملاذ على كتف حاكم ، ومات المحامي يداري قبيح شعوره والألم إن بنته تموت بين يدينه وهو ماهو قادر يردّ عنها شيء ولا هو قادر يبعدها أساساً لأنه حقها ..
لفّ حاكم نظره للمدى لوقت طويل يبكي مين ، وينهار حيله على ميـن ما يدري على أبوه الواقف بالقوة على حيله ولا رضى يتحرّك مكان قبل يتطمن عليهم ، على أخوه يلي يمسك أبوه كل شوي ما يطيح ، وإلا على ملاذ يلي إنهارت بدموعها وقت كافي يتركها تغفى بدون إدراك على كتفه ، وإلاّ على تركي يلي حاكم أكثر من يحسّ شعوره لأن بنته تموت بين يدينه ولا هو قادر يردّ عنها شيء وضاع حيل حاكم كلّه من دخل نهيّان يلي توضح ملامحه بكاه ولأوّل مرة ، لأول مرة يرتجف صدر حاكم كلّه من إنحنى نهيّان يقبل راسه يحسّ ذياب ، وشعوره ذيّاب من جلس نهيّان بجنب أبوه بدون ولا كلمة وهنا كان شديد الشبه بأخوه طريح الفراش .. ذياب يجلس بدون ما يتكلم ، ونهيّان دائماً تسبقه حروفه وهالشيء قتل حاكم بشكل غير معقول يرفع يدّه لراسه ، وبرد كونه من طلع الدكتور يلي دخل قبل مدّة وكان مجاور لأسامة لكنه ما ركض له ، ولا ركض لأيّ فرد من آل سليمان ركض لسمّوه يهمس له بإذنه وبرد قلب نهيّان مباشرة : هذا من ؟
مدّ حاكم يده يسنّد ملاذ بهمس : إمسك أمك ، إمسكها
وقف حاكم يتوجه لسمّوه ، لأسامة يلي تغيّرت ملامحه بشكل مؤلم يكتسي بشديد السواد من كتمانه وتوجه لبعيدّ يعدل سماعته فقط لكن بردت ملامح حاكم : وش ؟ وش تمرّ من يمي وما تقول لي كلمة من أبوه ؟
نطق سموّه بهدوء : حاكم .. نعرف بعضنا يا حاكم إستهد بالرحمن وصل على محمد ، تعال معي
هز حاكم راسه بالنفي يرجف قلبه وسط ضلوعه ، يرجف قلبه بشكل غير معقول ولفّ نظره للدكتور : وش فيه ذياب ؟ وش فيه ولدي دكتور ؟ وش فيه ؟
كانت نظرات الدكتور يائسة ، يائسة بشكل غير معقول ونطق سموّه يمسح على ملامحه : إن كنت موافق ، بحوّله لألمانيا ما عاد يطمّن الوضع ياحاكم
تغيّرت ملامح حاكم يناظره لثواني ، قبل حتى ينطق الكلمة ، قبل يقول حرف واحد طلع الدكتور من عند نصّار وما كان واحد ، كان معاه إثنين وهالوضع مُرعب ، هالخروج مرعب : دكتـور
شبّك الدكتور يدينه من وقفت ملاذ على حيلها بالقوة ، من كانت نظرات متعب متأملة بشكل غير معقول : نصّار ربه أرحم عليه منّا وألطف به منّا .. إدعوا له ..
رجفت ملاذ بعدم فهم : وش ؟ وش يعني ؟
نطق الدكتور يمسح جبينه : حضرتك والدته ؟
ذابت عظام حاكم ما عاد يصدّق من دخل أبو نصّار ، من دخلت أمه تركض ما تصدّق وأوّل مرة يحس حاكم إن خطوته ما عاد تشيله ، أوّل مرة يترنح بهالشكل حتى وهو كان واقف بشكل طبيعي وتوجه أسامة مباشرة يمسكه : طال عمرك
صرخت جمانة من وجعها تضرب الدكتور ، ما تصدق الكلام يلي يقوله وما تصدّق إنهم يردّونها بهالقوة عن ولدها ضاعت ملاذ بلحظة لأن هالحال موجع ، لأن هالألم كبير ولأن هالصراخ كثير ما يردّه أحد ومن طاح حاكم من طوله هي عرفت إن فهم هالوجع ، إنّه حس هالوجع وإنه ما عاد يقدر يبقى بخطوته أكثر لو ما كان أسامة جنبه يجلّسه يمكن صار هو والأرض واحد تنتفض أكتافه ، ترجف أكتافه مرّ كل شريط نصّار ، وذياب بلحظة قدام عينه ما عاد يقدر أكثر : يالله يارب .. يالله يارب يالله ..
رجف أسامة لأنه يسمع صراخ جمانة ، يسمع نفضتها ونطقها بإسم ولدها ، يشوف الإنهيار يلي حصل بلحظة وما يلومهم عليه لكنه لمح رجال سموّه ، إنتفض لأنه لمح الإشارة يلي توجّهت له من سموه يبي يطلع ذياب من المستشفى بأسرع وقت ، يبي يحوله لألمانيا بأسرع وقت وقد سمع أسامة رجفة الدكتور يلي كان يشرح لسموّه صعوبة وضعه ، عن الإحتمالات وإن صحوته شبه مستحيلة ونُفض قلبه يشدّ كتف حاكم ويتوجه لسمّوه مباشرة لأن الوضع مستحيل : طال عمرك تكفى ، تكفى لا تطلعه من الرياض ننتظر شوي .. ننتظر لين تـ
صرخ سمّوه من قهره : بيموت بالرياض إن ما طلع !
رجفت قصيد لوهلة لأنها سمعته وهي الوحيدة القريبة منهم لأن أبوها راح لحاكم وهي بقيت لوحدها ووقفت بالقوة : كيف ؟
توتّر أسامة يرفع يده لجبينه : طال عمرك ، إرتاحي
هزت راسها بالنفي بعدم تصديق تناظر سموه يلي مسح على جبينه يكررّ كلمته : يجهزون كل شيء ، ذياب بيطلع من الرياض الحين يا أسامة وإشرح لأهله الوضع
ناظرته قصيد بعدم تصديق لأنه تحرك بدون أي ردّ يتوجه لخارج المستشفى وإنهار قلبها هي تمسك جبينها ، تدّور أبوها بعينها : مو بكيفه ، مو بكيفه يقول كلام ماله داعي ليش يقول كذا .. بشوف ذياب أنا الحين هذا كلام فاضي
نطق أسامة برجاء من توتره : طال عمرك تكفين
جاء أحد الحراس يركض له : سيارة طويل العمر صارت عند بيته ، راحت تالف بس أخذناها من المرور واللي صدمه وضربه طويل العمر تو يوصلنا خبره ، صارت قضية لحالها وسموّه يقول
أشر له أسامة بالسكوت بعدم تصديق لأنه تكلّم وما عاد سكت ، ولفت قصيد نظرها للحارس بعدم تصديق : قضية لحالها ؟
تجمّد الحارس بمكانه ما تكلّم ، وضاع أسامة ما عاد يصدّق شيء لفت قصيد نظرها للمدى كله أبوها يشد حاكم يحاول يقوّيه ، متعب إنهار ما يلمّه أحد وجات ممرضة تساعدهم ينقلونه لغرفة أخرى ، ملاذ جلست تبكي تغطّي راسها بيديها ، ونهيّان واقف مثل ونهيّان واقف مثل المجنون يتأمل الباب يلي وراه نصّار تتمتم شفايفه بـ" أخو ذيـاب ما يروح .. ولا ذياب يروح " ما يصدّق شيء وهي ما تصّدق كل شيء وكلّه بإتجاه و" قضية لحالها " رعب آخر وإنتهى كلّ عقلها ، كلّ داخلها ضاع من فُتحت البوابة قدامهم تشوفه جُثة على سرير يسُحب من كل طرف بالممرضين كان مقتلها هالمنظر ، كان كلّ إنهيارها راسه المغطّى بالشاش بشكل كامل ما توضح من ملامحه شيءّ ورجفت نبرتها بعدم تصديق : ذيـاب !
بردت ملامح أسامة يتسمّر بمكانه من خروجهم ، من نُطق قصيد يلي هزّ كونه ومن فز حاكم يمسك طرف سريره بذهول ، يشوف كلّ نهايته بحال ولده هذا كان يكررّ إسمه ، يحاول يصحيّه وترجف يديه بهالمحاولات لكن ولده ما يحسّه وهالشيء موته ، هالشيء تركه ينهار وضاع نهيّان تماماً من رجاء أبوه يلي مسك طرف السرير لآخر رمق ، من بكت أمه تنطق " يا أمـيّ .. يا أبوي يا ذيـاب " بكل حرقتها ، من توجه الشاعر يضمّ بنته يغطي راسها بصدره ومن شدّة مسكتها بثوب أبوها هو حسّ الألم ، حسّ من إنتفاض ثوب أبوها من شدّة يديها ، وإنتفاض يدّها هي هو حس الألم ، من سكن نحيب جمانة على ولدها تشهق على ذياب ما تصدّق عيونها ووقف حاكم بمكانه ما يصدّق الخطوة ولا وقوفه ، وقف وقفة المهزوم بدون حراك لأنهم يركضون به لمكان آخر ولا طاعته الخطوة يركض أو يلحقهم كلهم وراء ظهره ، كلهم يبكون ذياب حوله وهو واقف على حيله يلي تهشّم ما عاد يطاوعه الوقوف لكن إشارة الدكتور يلي وقف بآخر الممر تركته مُجبر يشدّ خطوته ، يمشي للدكتور يلي ما كان يحتاج يقول حروف كانت ملامحه تعبّر ورجفت نبرة حاكم برجاء : طمّني
_
« بيـت حـاكم ، المغـرب »
ما كان لهم نصيب من سحورهم ، من التفكير بالسحور أساساً داهمتهم الأحداث تقتل فيهم كلّ روح ، كل شعور برمضان كان مُختلف دائماً رمضانهم بهجة ، دائماً رمضانهم تحوفه مشاعر مختلفة ودائماً أوّل يوم شعوره مختلف يجمعهم كلّهم وهالمرة كلهم غياب ، هالمرة هُجر بيت حاكم لأنه ما يطيق الأفراح ولا يحتمل وسط كلّ هالأحزان مجاملات أو إن " الوضع عادي " وهو مو عادي ..
نزلت ورد من الأعلى تشوف طاولة الطعام المجهّزة لكن ما حولها أحد ، يذوب قلبها من لمحت أمها الواقفة تصليّ بزاوية ، أمها يلي من وقت رجوعها من المستشفى ما جفّت دموعها وأبوها يلي ما رجع البيت من وقت أساساً كانت تشوف أكتاف أمها يلي تبيّن بكاها : أمـي
مسحت ملاذ دموعها بشكل عابر ، وإنهار داخل ورد من دخل أبوها للآن ما فك اللّثام عن ملامحه وتعرف هالأحوال ، تعرف هالأحوال وتتذكرها للآن هذا كان حاله وقت وقت توفّى نهيان وهالشعور قبيح إلى مالا نهاية كان ودها تتكلم لكن غرقت بدموعها بلحظة ونطق حاكم يفتح لثام شماغه ، ينزًل الشماغ كله عن راسه : تعالي ، تعالي ياورد
توجّهت لأبوها يلي دخّلها تحت جناحه ما كفّت دموعها تنزل ، ما كفّ بكاها لو لحظة وحدة هالمرة أوّل مرة يرجع فيها أبوها للبيت بعد الحادث ، بعد كل شيء شهدت كل إنهياراتهم ، شافت أمها ونهيّان برجوعهم والحين أبوها لوحده بكفّة مختلفة تماماً ، قبّل راسها يشد كتفها : قولي لا إله إلا الله ياورد ، قولي لا إله إلا الله يابوك
أخذت نفس من أعماق قلبها من مدّ أبوها يمسح دموعها بيدّه يهمس لها إن الأمور طيبة إن شاء الله وهي تشوف من إحمرار محاجره ، من الضياع يلي فيه إنه يطمّنها وهو أكثرهم خوف ولف حاكم نظره لملاذ : وين نهيّان وزوجته
نزلت ديم من الأعلى تشبّك يديها : نهيّـان ما
نطق حاكم بهدوء يغسل يديه بدون ما يسمع : لا يتأخـر
رجعت ديم للإعلى تناديه لأنّ نبرة عمها كانت حاسمة ولفّ حاكم نظره لملاذ الواقفة بعيد ، لورد يلي تمسح دموعها وما نطق كلمة غير إنه يجفف يديه ، يسحب كرسيه ويجلس بدون أيّ كلمة أشّرت ملاذ لورد تجلس بجنب أبوها تفطر معاه ، ونزل نهيّان من الأعلى بجنب ديم لكن وقفت خطوته من كان أبوه جالس لوحده على طاولة الطعام يفطر بدون لا يرفع راسه لأيّ شيء ، من كانت أمه منهارة بالطرف الآخر تشيل سجادة صلاتها من الأرض ، ومن كانت ورد تمسح دموعها لكن رجفة جسدها تفضحها إحترقت محاجره بلحظة ما ودّه ينزل وهمست ديم : عشان أبوك .. نهيّان
لف نظره لها لثواني وتوه ينتبه إن يدها على كتفه من وقت لأنه متقدمها بخطوة من الدرج ، هزّ راسه بإيه يمسح على ملامحه : تعـالي
نزلت تجاوره وجلس نهيّان بثاني كرسي على يد أبوه اليمين وجلست ديم بجنبه ، ما رفع حاكم نظره لو ثانية وحدة وجلست ملاذ على يساره تتأمل كرسي ذياب الفاضي وبمجرد ما لمحت ورد نظرات أمها لمكان ذياب هي رجعت تغرق بدموعها مهما حاولت تداريها ، كانت على وشك توقف لأنها بتنهار بالبكي لكن نطق أبوها : إجلسي يا ورد
جلست بمكانها تحاول توقّف دموعها ، تحاول تقرأ من أبوها ملامح تبيّن إن الأحوال بخير لكن ما كان ومن قامت الصلاّة وترك أبوها مويته يلي بيده هي برد قلبها ، إنهار قلب حاكم المتماسك كلّه لأن دائماً يقوم هو وذياب قبل ما تقوم الصلاة يتوجهون للمسجد ويتبعهم نهيّان أول ما تقوم وهالمرة ما إستوعب الوقت ، هالمرة غاب عنه التوقيت وشتت نظره لبعيد فقط يشوف ملاذ يلي ما تكلّمت بشيء كانت تمسك جبينها بكلّ مرة وقطع طويل الصمت سؤال نهيّان الراجف : وش بيصير الحين
ما تكلّم حاكم بكلمة يحسّ معلق العيون عليه ، معلّق الآمال ووقف يترك كل شيء : الصلاة يانهيان ، الصلاة
_
« بيـت تركـي »
جلس عذبي يتأمل أمه الجالسة بجنب أبوه تحاول تخفف عنه تشنّج يده وكتفه بيدها ، تضغط عليه وترخي عشان يهدأ وللآن هو ما يصدق ولا شيء ، ما يصدق حادث ذياب ونصّار ولا يصدق الأمور الحاصلة ولا يصدّق إنهيار أخته وهمّ أبوه بهالشكل ونطق تركي : حاكم ما يفكر
عضّت شفايفها لثواني : مفجوع على ولده .. وصاحب ولده كيف تبيه يفكر ؟ كيف تبي يكون عنده عقل؟
عضّ تركي شفايفه بحسرة : لأن ولده ما طاح ولا طلع عليه الصوت وهو بصحّته ، ولده وقت طاح نبحت الكلاب حوله ياسلاف الخبر بقى ساعات بالتلفزيون وبالأخبار ويتكرر مشهده حتى حصره ما صار إلا بعد ساعات وبالقوة ، بنتك للحين بيدها طيحته ياسلاف حاكم ماهو الأوّلي
ناظرته سلاف : كيف تبيه يكون الأوّلي تركي ، كيف تبيه يفكّر الله يكون بعونه
داخله يعرف إن هالشيء مستحيل ورفع يدّه لجبينه : ما تفهميني حاكم شديد ، حاكم يتقطّع وأكثر من يحزن هو إيه لكن ما يترك الدنيا ترقى على ظهره وما ينتبه
هزت راسها بالنفي ، وأخذ تركي نفس من أعماقه يتنهّد : لكن من يلومه ، حتى شغل ذياب ورجال شغله متخبّطين كأنهم ما يعرفون يتصرفون وهالشيءّ أ
قاطعته سلاف تشدّ كتفه : يحبونه ، شفت حالهم
تقطّع داخل تركي يضغط على عيونه : بنتك تحبّه
شدّت كتفه لأنه منهار ، لأن داخل يتقطّع وبالفعل ضاعت نبرة تركي ترتجف : كسرت لي ظهري قصيد .. والله كسرته
سمع عذبي هالكلمة ، شاف حرقة أبوه يلي ما خفّت خوف على ذياب ، وموت على حال بنته وما يلومه للآن ما حملت عذبي الخطوة يشوف أخته كأن غياب أهل الكويت ما يكفيّ بأول مشيتهم صارت هالمصيبة وما يدري عندهم خبر أو لا ، أخذ نفس من أعماقه يمسح على ملامحه ولفّت سلاف نظرها له : شوف أختك
هز راسه بإيه يتوجه لغرفتها ، إرتعشت أقدامه من أوّل ما دخل من شدّة برودة الغرفة وسكن قلبه من إنتبه على نور جوالها وسط الظلام : ما نمتي
ما كانت تتكلم ، وتعدل عذبي يجمّع نفسه ويتوجه لعندها ، يجلس على طرف السرير بجنبها : وش تشوفيـ
سكنت ملامحه لأنها تشوف الحادث يلي كان بالأخبار للآن ، لأن دموعها ما جفّت ولأنّه يحس حرارتها بجلوسه جنبها وعضّت شفايفها بهمس : بروح عند ذياب عذبي
رجف قلبه لأنها أوّل مرة تتكلم بهالشكل ، بهالنبرة ومدّ يده يمسك جوالها : تروحين بس قـ
مدّ يده يمسك جوالها يلي بيطيح من يدها ، يبي يطلع من المقطع لكن كان إشعار واحد صار بالأعلى يرجّف ضلوع عذبي كلها ما يصدّقه ، وضحكت قصيد بعدم تصديق تمسح دموعها يلي ما تركتها تقرأ الحروف : عظم الله أجـرك ؟ أخذ الجوال من يدّها يتأكدّ الحروف يلي هزت كل كيانه ، هزّت كل عمره من إنهارت أخته بلحظة وهو ترجف ضلوعه وأفشل شخص ممكن يتصرّف بمثل هالمواقف ما عاد يعرف يتصّرف يشوف إنها بتنهار ولا يقدر : أبـوي
ما كان نداء عذبي يلي وقف يركض للباب هو يلي جاب تركي ، كانت شهقتها ، كانت صرختها هيّ يلي تركته يركض ما يثبّت ولا شيء بدنيته ووقت شاف ولده المفجوع على الباب ، وقت لمح إنّ بنته بتنتهي من بكاها هو ركض بعدم تصديق يمسك أكتافها ، يحاول يفهم: قصيـد !
ما نطقت كلّمة هي شهقت تعّور له قلبه ، توقّف النفس عنه تبكي وعيونها ترتجي منه يكذّب لها هالخبر بشكل تركه ينطق بعدم إدراك : وش يا أبـوي ! وش يا بنتـي وش
تقّطع قلبها ترجف يديها تبي من أبوها يكذّب لها كل شيء بكت كلّ حروفها إسمه وكلّ إشارات وجعها على قلبها ترتجيه ..
ضاعت سلاف يلي تسأل عذبي يلي ما عرف وش ينطق ، ما عرف وش يقول لكن وقت قال ما يصدّق حروفه : يقولون لها عظم الله أجرك ، يعني ذياب مـ
ضيّع كل منطق تمسكه سلاف ، كلّ كلمة تمسكها هي سكّتت ولدها بلحظة لأن قصيد إنهارت تضرب صدر أبوها ما تصدّق شيء ، لأن تركي تقطّع يمسكها هي ، يمسك جوالها بيّده يبي يفهم وما عاد للمنطق مكان بعقله وقع الفجعة أقوى بكثير وإنّ سبحته ، شماغه ، والكاب بجنب بنته على سريرها والأكثر من لمح عكّاز نهيان هو تقطع قلبه يضيّع كل شيء : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا ربّ
_
« المسـتشفـى »
ما تحرّكت جمانة من قدام بوابة العناية بيدّها قُرآنها ، سبحتها ، على خدها نازف دموعها يلي خطت آثارها بخدها وبالطرف الآخر زوجها يلي يبي الدنيا كلها تقوم وما تقعد لكن يقوم ولده بالسلامة ، يقوم ولده على حيله كلّ الأصوات حولهم تقول " إدعوا له " ، " حادثه كان خطير والنزيف أخطر " ، " بالإسعاف توقف عنده النفس لمدّة وتوقف نبضه ، الخطر باقي وللآن إحنا خايفين " وكلّ الهمسات مرعبة ووقعها له رهبة على نفوسهم وما قررّت السكوت من لمحت زوجها جلس بجنبها يتأمّل صورة وحدة ، يتأمّل صورة دباب نصّار التالف ومن طلع من المحادثة كلّ كسر قلبها كانت خلفيته يلي من سنين ما تتغيّر ، خلفيته لولدهم وهو طفل بيدّه ألعاب دبابات من صغره يحبّه ، من صغره يحبّه وغرقت جمانة بدموعها : كان المفروض تمنعه
رفع يده لجبينه ، وشهقت جمانة : المفروض تمنعه ، المفروض تحلف عليه ما يتهّور بـ
رجفت نبرته مباشرة : عمره ما يتهّور نصّار ولا طيّحه الدباب ، ولدي هم طيّحوه ، هم ضروّه
ناظرته من إنتبهت إن القهر وصل فيه أقصاه ، ورجفت ضلوعه : أمنعه من شيءّ يحبه ويفرح به ؟ شيءّ يفرّحه وأنا عندي فرحته بالدنيا قولي لي شلون ؟ ما تكلّمت جمانة هي تعرف هالشيء يقين وهي ما مانعت الدباب أساساً لكن قلبها يعّورها ولا بيدّها حيلة : بـس
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماقه : الله يعين
تقطّع قلب جمانة من لفّت نظرها للجهة الأخرى تنتبه إنّ متعب يمشي على عكازه على أقلّ من مهله ، يمشي خطوة وتعصيه باقي الخطوات بشكل مؤلم ، من لمحت إنّ ملامحه باكية وهُز قلب أبونصّار يوقف : عمي متعب
وقف متعب تدّور عينه بالمدى : ذياب ولدي وينه
رجفت جمانة تمسح على عيونها ، وشدّ متعب يد أبونصّار يلي قرب يمسكه كانت ترجف نبرته ، تضيع نظرته كلّ شوي يدور بالممرات بعينه : ذياب ولدي وينه ؟ مواعدني يجي وما يطّول طوّل اليوم ، قال نصلي التراويح سوا
بكت جمانة ما تمسك بكاها ، وضاع متعب يرجف عكازه : وينه حاكم أنا قلت له ، قلت له الولد يحترق ياحاكم
كان هالمنظر على دخول حاكم للممر ، على خروج أسامة من مصلّى القسم ووقف كلّ عقل حاكم من إرتجاف أبوه يلي هو بنفسه رجّعه للبيت قبل ساعة وما يدري كيف رجع لكن من إرتجاف عكّازه ، من إنه يرجف ويتمتم بكل كلمة تخطر على باله عن ذيّاب ويجيب من الماضي والحاضر ما يساعده عقله وتغيّرت ملامح حاكم يلي ما لحق يستوعب من توجه الدكتور ركض لمكان ذياب وكانت الممرضة بإستقباله بكلّ رعب تدخل معاه للداخل يتهيّأ له ، أو هو فعلاً سمع صوت جهاز يكرهه ما يعرف لكن هالشعور مُرعب : أبـوي ذياب ما قـ
قاطعه متعب يرجف بكل كلمة يقولها ، يسأل عن ذياب ووينه ذيّاب ويجيب من الماضي والحاضر عنه ووسط هالكلام هو يستوعب إنه طريح وينهار ومدّ حاكم يدّيه يمسك أبوه : ذياب طيّب ، وبخير وقوي ما تعرف ذياب
نفض متعب عكّازه من حرقته : حتى القوي يطيح ياحاكم ! حتى القوي يطيح طاح نهيّان قبله وطيّحـ
ما كمّل متعبّ من إنتفض أسامة يعدل سماعته ، ما كمّل متعب لأنه يرجف ويتمتم بكلام ماهو مفهوم وبردت ملامح حاكم من أسامة يلي تبيّن كتمته بملامحه يعدّل سماعة أذنـه : وش عنـدك علم ؟
هز أسامة راسه بالنفي وهو ضُغط من سمّوه إلى مالا نهاية ، لآخر رمق كان سموّه يشددّ على الدكاترة يبلغونه من أول إستقرار وضع ذياب لأنه أوّل ما يستقرّ بيحوّله على ألمانيا مباشرة وعجز أسامة يفهّمه إن هذا حدّ من حدود ذياب يلي ما يقربها أحدّ ولو كان بوعيه وله القرار كان فضّل الرياض ما طلع ، إن أبوه ما راح يوافق بهالوضع وإنهم هم قادرين يوصلّونه وإنّ كلهم رافضين لكن سمّوه رفض كل إحتمالات الدكاترة يلي تتنبأ بأشياء مؤلمة عن ذياب ، عن عقل ذياب وداخله وعن إن كل الأفكار تقول مشكلة ذياب مو الحادث بشكل أوضح رغم إنه تضررّ منه ، مشكلته رأسه وكلّ التوقعات نتائجها مخيفة ، ومرفوضة من سموّه يلي شددّ بالحرف الواحد من رعب الإحتمالات وتوقعات الدكاترة عن إنّ أضعف الإحتمالات راح تكون تشوشّ بالرؤية عنده لكن الباقي أعظم ، الباقي مؤلم يكلّمونه عن إحتمالية جدية بإنّه وقت صحوته ممكن ترتعش يديه بشكل خفيف يتفاقم مع الوقت لحدّ ما يوصل إنه ما يقدر يتحكّم ، ممكن ما يسيطر على حركات جسده ووقتها تشخيص آخر مخيف تماماً وهو توّه ببداية عمره وهالشيء يلي ترك سمّوه يرتعب ، تركه ينطق بسبب هالإحتمالات وإحساسه هو بالذنب قبل كل شيء " كلام ماهو من الإستشاري بألمانيا ما أقبل يا أسامة ! التوقعات ما أبيها أبي الأكيد وفهّمهم ! كلّمهم نبي مصلحته حنّا ما نبي ضرره ما نبي يجيه شيء "
جلس أسامة على الكرسي بإنتظار كأنّ مرّت عليهم شهور وسنين بهالإنتظار المؤلم وما يتخيّل كيف ممكن يصير الوجع أكبر لو حصل أيّ شيء أكثر : أعوذبالله .. أعوذبالله
رفع أسامة نظره على دخول تركي يلي يركض بشكل غير طبيعي كأن وصله خبر مفزع ، من لمح إنّ ولده خلفه هو وقف مباشرة وتغيّرت ملامح تركي من لمح حاكم يشدّ أبوه إهتزّ كل كونه يلي كان يكذّبه توه من إنهيار متعب : حـاكم !
سكنت ملامح حاكم مباشرة من رعب تركي ، من الحاصل بعينه وكونه وإن حتى لونه خُطف : صـار شـيء !
لف عذبي نظره لأسامة الواقف يحاول يفهم الموقف ، يحاول يفهم رعب تركي يلي كان مكذّب الرسالة ومع ذلك جاء يركض لكن شوفته لمتعب وحاكم بهالشكل شككته ومن تمتم متعب يبكي : ضاع ولـدي .. ضـاع ذيـاب وهو ماعاش ياحـاكم ، ما عاش يالله رحمتك ، يالله رحمتك
نطق أسامة مباشرة من حس إن تركي بينهار وماهو قادر يسأل عن شيء وحتى حاكم ما عاد ينتبه من تمتمات أبوه يلي صارت بغير وقتها : ما تغيّر شيء لكن الدكتـور عنده ، يطلع ويعطينا خبر وإن شاء الله إنه بخير ياعمي ، إن شاء الله
ما طمّنت نبرة أسامة تركي ، ولا هدّت باله لكن عذبي كان بجنب أبوه يمسكه كأنه يحاوله ما يوضّح ، ما يقول شيءّ ونطق تركي يهز راسه بإيه : إن شاء الله ، يارب ياجبّار
رجف أسامة يلي يحاول قد ما يقدر يمسك هالوضع وهو أكثر الخايفين لأنه عاشر ذياب ، لأنه شاف صداعه بأشدّ حالاته وشافه وهو شبه ميّت بخيامه بعد ما راح لقبر جدّه وهنا كل مخاوفه لأنه كان يضرب الأرض من ألمه وبعدها غفى ما له حراك ..
_
« بـيـت حـاكـم ، العشـاء »
ما عاد للرفض مكان بقلبها ، ولا إحتمال ولا حتى طاقة مرّت الأيام تسمع أخبارهم لكن ما تشوف ، ما شافت هي بعينها وش يرجّع أبوها مهدود الحيل يومياً ، وش يبكيّ أخوها كل ما جلس لوحده مع أمها ووش يترك أمها تذبل بكل مرة هي يُخفى عليها كل شيءّ وهالموضوع مؤلم ، هالشعور مؤلم يقولون لها " ذياب بخير .. ونصّار بخير " وكل ملامحهم تبكي هالكلمة وقت يقولونها تعرف إنها ماهي حقيقة وتعرف إن الخوف أكبر وما عاد يوسعها أخذت لبس دوامها ، ونزلت للأسفل تخرج مع الباب الخلفي ما ودّها تشوف أحد أساساً لكن وقفت خطوتها من لمحت ديم ونهيّان خارجين للسيارة وإنتباههم كان لها ، نطق نهيّان : عندك دوام ؟
هزت راسها بإيه ، ونطقت ديم : حلو ناخذك معانا بدل السواق ، ما قلتي لنا إن عندك دوام كنا نحسبك نايمة
هز نهيّان راسه بإيه : إيه بتروحين معنا ، بعدين طالعة من وراء ما تبين تقابلين أحد يعني ؟
هزت راسها بإيه : وإنتم طالعين من وراء تبون تقابلون أحد
إبتسمت ديم لثواني ، وبالمثل نهيّان يلي لأن أخلاق ورد " قافلة " بشكل غير طبيعي وتسددّ بنفس الوقت : حيّاك
ركبت معاهم بالفعل ، ونطق نهيّان : متى يخلص دوامك
نطقت " متأخر " وإلتزمت شديد السكوت يلي ما بعده كلامّ ولفت ديم نظرها لنهيان لثواني فقط ، علاقتهم صارت هادية أكثر من قبل بدون سوء ظن ، بدون ترصّد ، وبدون خلافات متكررة لكن مع ذلك ، هم بنفس المكان ما تطّور بينهم شيء باقي حواجز الخوف كثيرة وتتوقع لو ماكان غياب نهيّان كثير وإنه ما يرجع البيت إلاّ وقت النوم كان ممكن يصير بينهم حوار ، أو يقول لها عن داخله ..
نزلت ورد يلي ما كانت معاهم إلا جسد ، ونطق نهيّان من أول نزولها : إنتبهي لنفسك وتحصني
هزت راسها بإيه تتوجه لداخل المركز ، وأخذت ديم نفس من أعماقها بهمس : تعوّر لي قلبي ، نهيّان
لف نظره لها لثواني ، ونطقت ديم : ما تحس لازم تدري ؟
ما فهم لوهلة ، وعضّ شفايفه ما يبي يفتح هالموضوع نهائي : وش يفيد لو درت ؟ الله يقومه بالسلامة
هزت راسها بإيه وهي صاحبة الفكرة إنهم يخرجون مع بعض للشوارع لأن نهيّان مكتوم ، لأنه ما فضفض طوّل الفترة الماضية وبالقوة تخطّى صدمة ما بعد الحادث لأنه ملازم لأبوه طول الوقت واليوم أوّل يوم يجلس بالبيت ما يخرج بعد الفطور مباشرة وإستصعبت فتح موضوع لأول مرة حتى وهو مرّ ياخذ لهم مشروب : نهيّـان
ترك الكوب بمكانه : تبين شيء غيره ؟
هزت راسها بالنفي ، وعدل جلسته : تبين تروحين مكان ؟
هزت راسها بالنفي مرة ثانية : لا ، قلت نطلع والباقي عليك
ناظرها لثواني فقط ، بينهم صمت طويل مرعب ويفهم هالشيء لكنه مريح وعدلت جلستها لثواني طويلة من توجه للملعب يلي أغلب ذكرياتهم فيه ، الملعب يلي إستوعب فيه إنها بنت عمّه لكن ما ميّزها مين ووقّف بمواقفه يشوفهم يلعبون ويتقهوى بكل هدوء ومرّت لحظة الإستيعاب على ديم : ما عاد تلعب نهيّان
هز راسه بالنفي : ما عاد ألعب ، كبرت
ناظرته لثواني ، وإبتسم : ما كبرت ، لكنّ ما عاد ودي
رفعت حاجبها لثواني : ما عاد ودك وجايبنا للملعب ؟
هز راسه بالنفي : أقطع عنها كلّها ؟ ما يمديني
ناظرته لثواني ، وأخذ نهيّان نفس من أعماقه : يمكن ماهي مكتوبة ، كنت مرتاح وقت كنت بالحواري مثلهم ، هنا مكاني ومثل هالملاعب أبدّع فيها لكن الملاعب الكبار يا هي ما تبيني .. يا إني ما أبيها ما رضت تتيسر لي
هزت راسها بالنفي لثواني : كيف يعني ؟ عقدك بتلغيه ؟
هز راسه بالنفي : عقدي موجود للحين لكن أنا ما عاد ودي ، بكلم عمي تركي يلغي العقد يشوف أيّ طريقة لكن ملاعب كبار ما عاد ودي ولا ظني الأندية ودها بواحد يحضر مباراة ويقطع خمس ، ماهو لعب ولا هو إحتراف
يتكلّم وبداخله شيء عجزت توصلّه ، وعض نهيان شفايفه لثواني : تدرين ، أول كان ذياب معي أغلب المباريات بالحواري ومعه نصّار ، إن ما كان ذياب يكون نصّار وكانت لها متعة ، كنت أستمتع وأنا ألعب وحتى وأصحابي موجودين وللحين موجودين لكن ذياب ونصّار غير
إبتسمت لثواني ، وضحك نهيّان : تشوفينهم يتركون اللعب كله ويتهاوشون ، فجأة تلقينهم يضحكون وأحيان تسكّتهم الهواجيس وفوق هذا وما يحضرون إلا بثياب وشُمغ كإنهم بإجتماعات ونصّار يشطح أحيان يلبس ويشجعني لكن ذياب ينقد عليه ، يكرهه عمره
إبتسمت لأنه يسولف بحب ، وضحك : مرة فصل نصّار على الحكم ، وذياب جالس وراء مستمتع تدرين ليش
ضحكت لثواني لأنه هو يضحك : ليش ؟
ضحك نهيّان من أعماق قلبه : الحكم كان خويّهم بالمدرسة ، وكان صاحب نصّار بعد راح له يهاوشه وإنتهى الهواش ونصّار عازمه على العشاء وما دفع هو بعد ، وقت درى إن ذياب يدري إن الحكم كان معاهم وخويّهم وما قال له لا تتهاوش معه ، طلع السيارة قبل ذياب يخلي الحساب عليه وتخيلي إنه طالب المنيو كامل مسوي كريم
إبتسمت لثواني : ما عصب عليه ذياب ؟
هز راسه بالنفي : ذياب بارد راح له مروّق وودّاه الخيام يقول له تدري وش أفضل شيء تشربه قبل تنام ؟
أشّرت ديم بتقرّف مباشرة لأن الأكيد يقصد حليب الناقة ، وضحك نهيّان ياخذ نفس من أكوام الذكريات الكثيرة ، وإبتسمت ديم لأنه يضحك ومبسوط لكنه أخذ نفس من أعماقه : تدرين ، عمري ما عديت نصار واحد غريب ، من يوم الدنيا دنيا وهو مع ذياب ومعي بكل وقت ، يعني حنا بالترتيب ذياب ، ثم نصار ، ثم نهيان ، ثم ورد ، هذا اللّي أحسه تصدقين ؟ ويوم خطب ورد وقال يبيها حسيّت إيه هذا الصح بعد ، عشان يصير أقرب ولأن ما فيه أرجل منه أحد لورد
ناظرته لثواني ، وحسّ نهيان الوجع يتجددّ بقلبه ناظرته لثواني ، وحسّ نهيان الوجع يتجددّ بقلبه : أمس أذكرهم يضحكون ويمزحون واليوم أمرّ عليهم كل واحد بحال ما يعلم به إلا الله وكلّ واحد حاله سيء أكثر من الثاني ما يحسّون حتى باللّي حولهم ، متخيّلة ؟
عضّت شفايفها لثواني ، وشتت نظره لبعيد يرفع يده لأعلى شفايفه : بينتهي رمضان ولا واحد منهم قام وصحى ، الإستشاري جاء من ألمانيا لذياب وكلهم ساكتين ما يقولون شيء للحين ، نصّار كل أهله صاروا هنا بالرياض لأنه ما يحس بأيّ شيء حوله وأمس ، لقيت أبوي واقف على الشباك يتأمّل ذياب والفحوصات أوّل مرة بعمري أشوف أبوي مكسور لهالقد ديم ، ماله خاطر شيءّ ولا يعصب على أحد ولا يزعل ولا هدّ الدنيا ، بس ساكت
كانت تدّور حروف ترد فيها لكن عبث ، وأخذ نفس من أعماقه يرفع يدّه لعيونه : الله يزيّنها ، الله يلطف بهم وبنا معهم والحمدلله بكل الأحوال ، الحمدلله
هزت راسها بإيه : يارب
عدل نهيّان جلوسه يرجع لإرتباكه : وإحنا ، يعني إنتِ
ناظرته تهز راسها بإيه : أنا ؟
هز راسه بإيه يرفع يده لجبينه ، لحاجبه : إنتِ تحملتي كثير ، وأدري ماهي حياة لكن بنحلها قريب وتنتهي خلاص
_
« المسـتشـفـى »
كان يُقبض قلبها بكل خطوة تخطيها مو لأنّ ما ودها يشوفها أحد ، لأن هالجيّة موجعة وكيف صار هذا الحال ما تدري لكن تدري إنّ الصبر ملّ ، وإن كل ما فيها فاض تبي الأكيد وتبي تشوف أخوها ، ونصّار حتى لو بيتدمر داخلها بعده هي تبي تتطمّن ولا تطمنها الحروف ..
وقفت الممرضة قدامها لثواني من لمحت ضياعها ووقوفها بوسط الممر : أساعدك بشيء أختي ؟
هزت راسها بإيه : جيت أشوف ذياب ، لكن
هزت الممرضة راسها بإيه : للأسف ممنوعة الزيارة ، الدكتور موجود عنده وقت يطلع تقدرين تتطمنين عليه
هزت ورد راسها بالنفي لثواني ما تخيّلت طول حياتها يكون ذياب طريح وهي تتطمّن عليه ، عمرها ما تخيّلت ووقف كل نبضها من لمحت خروج جمانة وزوجها من الجناح الآخر كانت جمانة تمسح دموعها ، وتعلّقت نظرات أبونصّار بالباب لآخر لحظة ، لحدّ خروجهم من الممر كلّه وبرد قلبها بتردد : أقدر أشوف نصّار ؟
ناظرتها الممرضة لثواني ، وغرقت عيون ورد بالدموع بلحظة من تفاقم كلّ شيء بقلبها وهزت الممرضة راسها بإيه : أكيد ، لكن لا تطولين لأن الدكتور راح يمره بعد شوي ويتضايق لو لقى عنده زوّار .. ما يشوفون شر إن شاء الله
هزت ورد راسها بإيه تدخل للقسم ، تجهّز نفسها وكل ذرّة بجسدها ترجف لأنها ما تخيّلت هالموقف ، ما تصّورته فُتح الباب ، ودخلت هي لكنها ما رفعت عينها كان ودها تجمّع شجاعتها ، تجمّع جزء من حيلها يلي مات كلّه بلحظة من رفعت نظرها له ، من كان ممددّ على سرير تحاوطه الأجهزة كلّه ، من كانت رضوض الحادث أخفّ على ملامحه لكنها مخيفة للآن وغيّرت ملامحه ، رفعت يدّها لملامحها تكتم شهقتها ، تكتم بُكاها يلي سيّل دموعها أنهار ما توقّف : يا الله !
نصّار يعرفون آخر أخباره بشكل أكيد تأثير الحادث والصدمة والنزيف جمّعت عليه كلّ شيء تتركه بهالحال ما يصحى ولا يحسّ بأحد غير عن الكسور والرضوض يلي من أثر صدمته بالأرض بعد إرتفاع كان يستلزم تدخل جراحي بكتفه ، وبيدّه الأخرى تُجبّر وأخذت ورد نفس من أعماقها تمسح دموعها تقرّب من سريره : نصّـار
ما كان تفكيرها إنّ ممكن يدخل أحد ، ممكن يجي أحد كان قلبها يذوب وسط ضلوعها بحرقة وحتى هي حاولت تتكلّم ، حاولت تقول شيءّ عجزت من منظره ، عجزت من إنّه جثّة هامدة يرعبها : المفروض كلّ شيء غير ، كلّ شيء غير لو إنت جيت خطوة وحدة بس ، خطوة وحدّة بس ما كان وقفت أنا هنا وما قرّبت نصّار .. يا الله !
شدّت شنطتها يلي بكتفها للآن ، للآن باقي حبل فستانها المربوط بحلاوته نفس ماهو وطلّعتها وسط يديها ترجف وضحكت لثواني : سخافات ، وأكره السخافات لكن حطيّت أمل ، ضحكت وبنيت أمل قلت مو شيءّ عابر ، قلت فيه نهاية حلوة وبتشوفها معي نصّار
كان يتقطّع قلبها لأن شعورها بالأحقيّة بهالمكان صفر ، لأنها ما تعرف هي من تكون بحياته ولا تعرف شيءّ حتى لو حاولت تقول إلاّ وتحط ظنون تبقى ظنون ، وتبقى هي ورد أخت ذياب ، وهو نصّار صاحب ذياب مافي أكثر وعضّت شفايفها تمسح دموعها وأخذت نفس من أعماقها تخرج لكن ضاعت خطوتها ، تاهت كلّها من لمحت إن أبوها بالممر مع مجموعة رجال كثير شاب عزمها من الخوف ، من الرعب إنّ فيه شيءّ صار لذياب .. وإنّه يلمحها ثانياً مشيت للحمامات - الله يكرمكم - مباشرة تدخلها ، وأخذت نفس من أعماق قلبها تغسّل ملامحها ، تاخذ نفس وما خفّت دموعها من التوتر يلي تحسّه يرجف ضلوعها ونطق صوت من خلفها : ورد ؟
لفتّ ما تستوعب ، وسكنت ضجّة داخلها بلحظة من كانت سحاب باكية الملامح : سحـاب !
مسحت سحاب دموعها : الله يصبركم يارب ، ويصبّرنا
أخذت ورد نفس من أعماقها ، وعضّت سحاب شفايفها برجفة : ما صدقت وقت شفت المقطع ، وما صدّقت وقت قالوا لي نصّار بالعناية ما قدرت أصدّق وأنا ما شفته كله كيف إنتم الله يصبّركم يارب ، دخلتي عند ذياب ؟
هزت راسها بالنفي ، وبكت سحاب ما تجمّع الحروف : دخلت عند نصار أنا ، ما تخيّلت يوم أشوفه بهالمنظر ما تحمّلت صار لي ساعتين بالضبط هنا مو قادرة أطلع وأرجع عنده ومو قادرة أمسك نفسي لا أبكي عليه
لأنّ سحاب كانت تدّور حضن ، ضمّتها ورد فعلاً ممددّ على سرير تحاوطه الأجهزة كلّه ، من كانت رضوض الحادث أخفّ على ملامحه لكنها مخيفة للآن وغيّرت ملامحه ، رفعت يدّها لملامحها تكتم شهقتها ، تكتم بُكاها يلي سيّل دموعها أنهار ما توقّف : يا الله !
نصّار يعرفون آخر أخباره بشكل أكيد تأثير الحادث والصدمة والنزيف جمّعت عليه كلّ شيء تتركه بهالحال ما يصحى ولا يحسّ بأحد غير عن الكسور والرضوض يلي من أثر صدمته بالأرض بعد إرتفاع كان يستلزم تدخل جراحي بكتفه ، وبيدّه الأخرى تُجبّر وأخذت ورد نفس من أعماقها تمسح دموعها تقرّب من سريره : نصّـار
ما كان تفكيرها إنّ ممكن يدخل أحد ، ممكن يجي أحد كان قلبها يذوب وسط ضلوعها بحرقة وحتى هي حاولت تتكلّم ، حاولت تقول شيءّ عجزت من منظره ، عجزت من إنّه جثّة هامدة يرعبها : المفروض كلّ شيء غير ، كلّ شيء غير لو إنت جيت خطوة وحدة بس ، خطوة وحدّة بس ما كان وقفت أنا هنا وما قرّبت نصّار .. يا الله !
شدّت شنطتها يلي بكتفها للآن ، للآن باقي حبل فستانها المربوط بحلاوته نفس ماهو وطلّعتها وسط يديها ترجف وضحكت لثواني : سخافات ، وأكره السخافات لكن حطيّت أمل ، ضحكت وبنيت أمل قلت مو شيءّ عابر ، قلت فيه نهاية حلوة وبتشوفها معي نصّار
كان يتقطّع قلبها لأن شعورها بالأحقيّة بهالمكان صفر ، لأنها ما تعرف هي من تكون بحياته ولا تعرف شيءّ حتى لو حاولت تقول إلاّ وتحط ظنون تبقى ظنون ، وتبقى هي ورد أخت ذياب ، وهو نصّار صاحب ذياب مافي أكثر وعضّت شفايفها تمسح دموعها وأخذت نفس من أعماقها تخرج لكن ضاعت خطوتها ، تاهت كلّها من لمحت إن أبوها بالممر مع مجموعة رجال كثير شاب عزمها من الخوف ، من الرعب إنّ فيه شيءّ صار لذياب .. وإنّه يلمحها ثانياً مشيت للحمامات - الله يكرمكم - مباشرة تدخلها ، وأخذت نفس من أعماق قلبها تغسّل ملامحها ، تاخذ نفس وما خفّت دموعها من التوتر يلي تحسّه يرجف ضلوعها ونطق صوت من خلفها : ورد ؟
لفتّ ما تستوعب ، وسكنت ضجّة داخلها بلحظة من كانت سحاب باكية الملامح : سحـاب !
مسحت سحاب دموعها : الله يصبركم يارب ، ويصبّرنا
أخذت ورد نفس من أعماقها ، وعضّت سحاب شفايفها برجفة : ما صدقت وقت شفت المقطع ، وما صدّقت وقت قالوا لي نصّار بالعناية ما قدرت أصدّق وأنا ما شفته كله كيف إنتم الله يصبّركم يارب ، دخلتي عند ذياب ؟
هزت راسها بالنفي ، وبكت سحاب ما تجمّع الحروف : دخلت عند نصار أنا ، ما تخيّلت يوم أشوفه بهالمنظر ما تحمّلت صار لي ساعتين بالضبط هنا مو قادرة أطلع وأرجع عنده ومو قادرة أمسك نفسي لا أبكي عليه
لأنّ سحاب كانت تدّور حضن ، ضمّتها ورد فعلاً يبكي قلبها دمّ من الوجع غير المحتمل ، من إنّ سحاب بنت خالته كانت عنده قبلها ومن أوهام عقلها الكثيرة يلي مالها حلّ ولا لها آخر ، ضمّتها وهي ودها تصرخ من الشعور يلي بداخلها بكل الإتجاهات ومسحت دموعها بعشوائية تهمس لها : الله يقومه بالسلامة يارب ، لا تبكين
هزت سحاب راسها بإيه تبتسم وسط دموعها : تقولين لي لا تبكين ودموعك على خدّك ؟ ما تعوّدت أبكي قدام أحد لكن وقت دخلتي تشهقين ما قدرت ، ما قدرت ، الله يقومهم بالسلامة إثنينهم ويصبّرنا يارب .. يارب
وقت قالت " لا تبكين " هي تقطّع قلبها ما تدري كل شيء يشبه أخوها ، أو هي مصرّة تربط حتى نفسها بأخوها لكن الشعور موجع جمّعت جزء من نفسها تخرج من المغاسل لكن سكن قلبها ، والكون كلّه من نظرة أبوها يلي تعدّت كل الرجال كانت لها هي يختلف كونه : ورد !
مسحت طرف عيونها بعشوائية تعدل نقابها ، وسكن قلبه ما يصدق : نهيّان قال تركك بالدوام وش جابك هنا !
أخذت نفس تهدّي رعبها من نظرة أبوها للمكان كله : جيت أشوف ذياب لأنكم ما تقولون لي عنه شيء
نطق بشبه غضب : وأخذتي حق وإلا باطل وإلا شفتيه ؟ وما تعطيني خبر إنك طالعة من دوامك جاية هنا ؟
شتت نظرها لبعيد : ما قلت أدري بيوصلك الخبر ، بتدري إنيّ جيت وشفت ذياب ما بيخفى عليك وبيقولون لك
ناظرها لثواني هالرّد مؤلم ويعرفه ، وعضّت شفايفها يحترق قلبها داخل ضلوعها لكن هديت نبرة أبوها يلي كانت مندفعة ترعبها وتوه يستوعب إن الخوف مع الغضب منفر : ما تبكين ذياب إنتِ يابوك ، ما شفتيه ما تبكينه
عضّت شفايفها يرجف قلبها ، ترجف ضلوعها ورفعت يدها لعيونها تحاول تخففّ دموعها : ما شفته ، لكن يكفي عرفت إنّه مو بحالة عادية وإلاّ كانت الزيارة مسموحة وقدرت أشوفه ، ما شفته بس تصّورت كيف وضعه أبوي ، تصّورت كلّ شيء ما كان يحتاج أشوفه وإلاّ ما كانوا كل هالرجال هنا وما كان الدكتور كل وقت عنده أبوي
ناظرها لثواني لأنها ترجف ، لأنها ميتة من البكي ومن الخوف وأخذ نفس من أعماقه يتمتم بهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله
وقت ضمّها يقربّها لصدره هي بكت ، بكت تعضّ شفايفها وتحرق قلبه من أوله لآخره هو شاف ببنته أشياء ، مو شيءّ واحد وهالشعور لوحده نهّاش غير عن كل هم على ظهره ، غير عن جموع الرجال يلي خلفه ولده طايح صحيح ، لكنّ صدمته بمجيء رجال اللجنة غير عادي ونظراتهم إنّه ساكن ، إنه ضعيف غير عادية نهائياً وقبّل راسها لثواني يطلع مفتاح سيارته من جيبه : قولي لا إله إلا الله وروحي السيارة بجيك ونرجع البيت ، أخوك بخير وطيّب ما وجه نظره لعينها نهائياً هو شدّ كتفها : تلقين السيارة قدامك ، ما تضيّعينها
ما تكلّمت غير إنها تخرج للخارج ، وأخذ حاكم نفس من أعماقه كُسر ظهره ، كُسر حيله حتى إنه يفكر مين سبب الحادثة كلها ماهو قادر ، حتى إنه يتناقش ويجادل ويعصّب ماهو قادر محد بيلمس الخوف يلي بداخله ، ولا أحد بيفهمه ماهو خوف من الناس ، ولا خوف من الضعف ، خوف من الحسايف يلي على وشك تهدّه لو ما هدّته وبيّنت ، خوف على ولده وصاحب ولده وعلى بشع الإحتمالات يلي ما تتركه يذوق النوّم ورغم هذا يحاول يبيّن إن الأمور بخير لبيته ، يحاول ما تظهر الإحتمالات يلي بعقله لأحد لو قام ذياب بالسلامة وش بيحصل ، ولو طوّل نصار وش بيحصل ، لو رجعت تنتكس حالة نصّار وش بيحصل ، كلّها محصورة تحت إحتمالين لو ما كمّل نصار وصحى ذياب وش بيتغيّر ، ولو ما كمّل ذياب وصحى نصّار وش بيحصل وهالتفكير بكل مرة يرجّف صدره : أعوذبالله من كلّ شر ، أعوذ بالله ..
لفّ نظره لجموع الرجال الباقية للآن ، للشخص يلي دخل توّه ما كان إلا أسامة يلي الإنتفاخات تحت عينه توضّح إنه ما ذاق النوم من مدة ، يأس نظرته والوجع فيه كان مختلف وما رفع عينه لأحد هو توجّه بوجهه لمكاتب الدكاترة ما لفّ ، وعضّ حاكم شفايفه ياخذ نفس من أعماق قلبه كلّ شيء ضايع ، وهو أول الضايعين ..
طلع أسامة من الداخل يتوجه لرجال اللجنة : طويل العمر ينتظركم بالقصر تتقهوون عنده ، حياكم
توجه حاكم لأسامة مباشرة ، ونطق أسامة : وينتظرك إنت بعد طال عمرك ، يبي يشوف الوضع معاك ومعهم ..
ناظره حاكم : وضع وش ؟ وهم وش جابهم لي
شتت أسامة نظره : ملفات ذياب السابقة بالوزارة وضح فيها مجموعة إختلاسات وعشان هالشيء هم جايين يتوقعون إنه بوعيه ، حسابات ذياب سليمة مليون بالميّة لكن ودّهم يتأكدون منه وفيه شيءّ ثاني سموه وده يقوله بس يبيهم عنده
ناظره حاكم ياخذ نفس فقط ويتمتم بتوعّد غير عادي : إختلاسات ؟ إيه إن شاء الله دامها كذا
-
« بيـت تركـي »
تركت سلاف الكوب من يدّها تتأمل باب غرفة بنتها لثواني طويلة قصيد تعيش أشياء قد عاشتها سلاف من قبل لكن بوقع أقسى ، بوقع أقوى للآن ما تخطّت الرعب يلي دبّ بقلب بنتها ، الموت يلي لمحته بعيونها من الرسالة الواهمة يلي وصلت لها ، للآن ما تتجرأ تحاول تضغط عليها عشان تعيش وتحس بالأيام لأنها مرّت بشيء مو سهل ولأن مجرد التفكير سيء تذكر كيف لبست عبايتها ، كيف مشيت هي بنفسها وبكت تحرق قلب تركي كله لأنها طول الوقت تأشرّ على نفسها ، على قلبها كأنها رجعت لرعب طفولتها بكلّ مرة بيمشي عنها أبوها " أنا بشـوفه بعيني أول ! أنا بشوفه أنا مو أحد وكان عذبي يترجّى أبوه تشوفه هي فعلاً لأن خاطرها ما بيهدأ ولأنه يخاف يصير لها شيء ، لأن فجعتها ما تخفّ وما كانت صدمة سلاف من بنتها هالموقف ، كانت وقت رجع تركي يدّه على جبينه ونطق لها " بنتك رفضت ألمانيا ، رفضت سموّه ذياب ما يروح مكان ما يحب المستشفيات ولو راح تقول لي بروح معاه ما بجلس "
ووقت نطقت له سلاف بعد رجوع بنتها ساكنة ما تتكلّم بكلمة " تطمّنت عليه ؟ " ونطق تركي وقتها محروق قلبه" دخـلت عنده " ومن وقتها للآن ، ما تجرأتّ سلاف تسأل كيف لقيته ، وما كان من تركي سؤال لبنته هي دخلت عنده بحال ، وطلعت من عنده بحال آخر ما تتكلم ، ما تتجاوب مع أيّ أحد كل وقتها بغرفتها ولا تبي أدنى شيءّ حولها يدخل أبوها عندها يكلّمها ، يحاول يصبّر قلبها لكنها بكل مرة تمسك دموعها لوقت ، بكلّ مرة تحترق محاجرها بشكل مؤلم يشوف عروق الدمّ بعيونها كل مرة وتنهمر بشكل قاسي وبكلّ مرة يخرج تركي مهدود حيله لأنه يلمح سبحته بين يديها بكلّ وقت ، يحاولون أخوانها بشتى الطرق تبتسم لهم شوي لكن قلبها يتوجّع بشكل غير عادي وما تقدر تمثّل غيره ، أو تخبّي عليهم كل الناس تحسّ ذياب بإتجاه ، وقصيد تحسّه بإتجاه آخر تماماً ولهالسبب ما تحسّ بقلبها إلا اللّهيب الشديد مهما حاولوا يبرّدونه ، لهيب ..
جلست نيّارا بجنب سلاف : ما طلعت قصيد ؟
هزت سلاف راسها بالنفي ، وناظرتها نيّارا لثواني بحزن : البنات يجهّزون للعيد ويسألون عنها ، لازم تقوم على حيلها قصيد كم مرّ وهي على هالحال ما حاولت
عضّت سلاف شفايفها : قوّميها ، روحي لها
ناظرتها نيّارا لأن سلاف نطقت جملتها وهي متأكدة من الإستحالة ، وتنهّدت سلاف تتمدد : الله يقومه بالسلامة ، ويقرّ قلبها بضلوعها لأنّ كثير هذا كله عليها ، والله كثير ويحرقنا إحنا ما بالك هي وقلبها ؟
طلع عذبي الكبير يتنحنح مع الدرج : قدامي أحـد ؟
نيّـارا : لا ، ما كنت خارج إنت تبي شيء وإلاّ وش رجعك ؟
هز راسه بالنفي ، وسكنت ملامح سلاف وبالمثل نيّارا هو ما ردّ إنما توجه لغرفة قصيد يدخل بدون لا يدقّ الباب ، والأكثر إنه قفّل الباب خلفه تغيّرت ملامح نيّارا مباشرة : يارب ما يعّور لها قلبها ويتصرف بدفاشة زي دايم
هزت سلاف راسها بالنفي بتنهيدة : يمكن يقدر يطلّعها لنا ويقنعها إن ذياب بخير وإن شاء الله بيقوم بصحته
لفّت نيارا نظرها لسلاف لوهلة : وهو ذياب بخير ؟
كان تركي يصعد الدرج وإختار هو يردّ على إخته بهدوء لأنه سمع حوارهم : لا
تغيّرت ملامح سلاف كلّها بعدم إستيعاب : كيف لا !
ما صدّقت نيارا لوهلة وسرعان ما علّق منطقها : لا ! لا تقول إن عذبي يلي بيقول لها تركي قفّل بارد التكييف أول دخوله يفتح النور : قصيـد
سكن قلبه بلحظة لأن سريرها فاضي ، لأنّ كل أركان الغرفة فاضية بلحظة وحدة هُزّ قلبه لكن رجع يسكن من جديد من لمح إنها جنب الشباك ما إنتبه لها ، برد قلبه لأنها ما تحسّه ولا حسّت بدخوله من أساسه : قصيـد حبيبتي
لفّت نظرها له لثواني ، وتوجه يجلس بجنبها على الأرض لمكانها لكن سكن قلبه ، رُدت كل الحروف يلي كان ناوي ينطقها لأنه بمجرد جلوسه هي تكّت راسها على كتفه ولأولّ مرة بتاريخه ، يرجف عذبي من روعته لأنّها أول مرة تكون جالسة بالأرض بهالشكل ، وأوّل مرة تستند عليه بهالشكل وعضّ شفايفه لثواني من لمح سبحته بين أناملها : قصيد بنتي ما يصير ، ما يصير يبه شفتيه ، وما تكلمتي بعدها وتدرين إن الزيارة ممنوعة كم مرّة مريتي عبث وش بيدينا أكثر يبه ؟ وش نسوي وما عاد تبكين
ما كان منها كلام كان قلبها يوجعها بشكل غير طبيعي ، بشكل غير معقول يوجعها ما خفّ نبض عنقها ، ولا خفّت رجفة يديها وأخذ عذبي نفس لثواني : بيقوم ذياب بالسلامة لا زعلتي ؟ لا حرقتي نفسك وحرقتينا معك يكفيّنا ، يكفينا كلنا وش نسوي علمينا وش نسوي
ما كانت تتكلم ، وأخذ عذبي نفس من أعماقه : الدنيا ما تصفى لأحد اليوم حنّا موجودين وبكرة لا ، ماهو بيدينا
لفت نظرها له من لمحت إنه يلمّح لشيء ، من إنتبهت إنّه يتكلم بلسان ماهو لسانه وسكن قلب عذبي : قصيـد
رجعت شعرها لخلف أذنها لثواني تناظره ، ورجف قلبه لأنها فهمت بدون ما يتكلّم هو : ذياب ما به شيء لكن
هزت راسها بالنفي يتوجّع قلبها : لكـن ؟
ضاع كله من نظرة الرجاء بعينها ، من الحرقة يلي نطق فيها لسانها ورجفت يدين قصيد تهز راسها بالنفي : لا تقولون لي شيء .. أنا بشوفه بنفسي ذياب يكلمني أنا
ناظرها لثواني برجاء : يا بنتي ذياب ماهو حاسّ باللي حوله يكلمك إنتِ شلون يبه ، يكلّمك إنتِ شلون ؟
حُرق قلبها لأن ذياب ما يلتزم الصمت معاها ، لأن ذياب ما تهون عليه دموعها وهي تحترق من كل الإتجاهات : يكلمني ، أنا أعرف ذيـاب إنتم ما تعرفـونه
كلّ منطق كان بعقل عذبي ضاع من كلامها ، ضاع لأنها إمّا تهوجس ، وإمّا إنها منكرة وبشدّة ما تستوعب الحاصل وإن ذياب ما صحى من وقت الحادث كيف بيكلّمها وشتت نظره لبعيد لوهلة : لا تعذّبين نفسك ، لا تعذّبينا حنا معك يبه حرام عليك نفسك وحرام عليك حنّا ، حرام هالحال كم صار لك هنا ما تغيّر شيء ، ما تغيّر كلنا نحب ذياب وكلنا ميتين على قومته وما نبي غيرها لكن ماهو كذا حرام تحرقينا عليه وعليك قصيد
يعرف عذبي إنهم ما يهونون عليها ، وودّه يفهمها هالشيء عشان تستوعب نفسها مو فعلاً عشانهم لكن لكنّ إنتبه إنه ما يفيد ، إنّ كل تفكيرها ضايع وهو يبيها تمسك صبرها لو شوي لأن كل الإحتمالات مفجعة وتركي ميّت على ذياب ، وميّت على وش بيصير ببنته ولا يتحمّل أكثر : عشان أبوك ، عشاني لا تكبّرينا ما بيدينا شيءّ وحنا طول عمرنا كان بيدينا
ما عاد تحمّلت حرقة قلبها لأن كل شيء كبير ، كل شيءّ يوجعها وهم ما يفهمون هالوجع حاولت إنها تقوّي نفسها عشانهم لكنها عجزت تمرّها ذكريات وتمرّها حسايف ويمرّها ألف شعور مؤلم وكل شيءّ فوق طاقتها ، فوق إحتمال قلبها يلي من وقت دخلت عند ذياب بأوّل مرة للحين ما عاد تدري وينه وضاع عذبي يرتجيها تكفّ دموعها لكنها صدت يده هي تمسح دموعها ، هي تشتت نظرها ودها تصرخ الألم يلي قطّع قلبها قبل عنقها لكن ما يمديها ما راح يستوعبون إنها وقت دخلت عنده هي دخلت ترجف خطاويها خوف لكن يسبقها قلبها ، ما راح يستوعبون إنها بكت منظره يلي ما تخطّته للآن ما عمرها لمحته إلاّ بمنظر الشديد القوي حتى وقت ينام ولمحته بأشدّ حالاته رعب وضعف وجروح ، ما راح يستوعبون إنّه شدّ يدها وما راح يستوعبون إنها بكت كلّ عمرها وعمره بجنبه وما راح يفهمون الشعور يلي حسّته وقت مسكت مجرّح يده بين يدّه ويدها كانت سبحته ، وفوق يدّها ويده أمطار دموعها ، قبلاتها هي لجروح يدّه وترجيّات بكاها بإنه يشوفها أو يحسّها مو أكثر ، ما راح يستوعبون الوجع يلي ذاقته كانت بكلّ مرة تتأمل غفواته تردد " عيون ترسم دربنا ، يزهى بها الرّمش الظليل " وآخر مرة كانّ كل أعلى راسه مغطى بالشاش ما تلمح رمشه ، ولا تشوف لدربهم آخر وهالشعور قتّال نهشت نفسها ألفّ مرة وجع على التأخير ، نهشت نفسها مليون مرّة ندم وكل شيءّ تبيه من أعيادهم ، ومن أيامهم ، إنها تكون جنبه ويكون جنبها أوّل ما خرج عذبي من الغرفة بعد ما قبّل راسها هي بكت شديد نارها ، بكت لوعتها من الحرقة ولا تعرف لهذا الحزن آخر لكنه قتّال هذا الأكيد ..
_
« بيـت حـاكم »
قفّل جواله غضب بن مساعد خارج الرياض من مدّة ، وتقطّعت به الخيوط بالوسط يمسك أطراف وهو ما يبي الأطراف يبي الأساس ، يبي الليّ عثى بحياة ولده وما أوجعه شيءّ كثر الإجتماع يلي حصل مع سموّه بقصره ، من إنه حسّ بإن ضعفه هو خطر وصارت فيه تدخلات أكثر بعد نطق سموه " كلّ إجراءات اللجنة من هاللحظة توقّف ما ودي نوصلها للمقام السامي لكن أيّ إجراء وأيّ تحقيق وأيّ حركة ، ما يباشر بها إلاّ بعد ما يقوم ذياب بالسلامة يعني الآن ، يُدفن الموضوع تماماً " والمؤلم أكثر إنه قرأ الأسئلة بعيون البقية " لو ما قام " لكن ما تجرأ ينطقها أحد ..
دخل نهيّـان بعد ما دق الباب ، طال تردده لوهلة : الصبح عيد ما كان إستيعاب حاكم بمحلّه زمانه واقف على إجتماعه مع سموّه بالقصر ومع رجال اللجنة ، على إن باقي أيامه راحت بحث ومحاولات وما إستوعب الوقت نهائياً ، باقي عقله موقّف على آخر كلمة قالها الإستشاري بعد كمية فحوصات مرعبة لأن كلهم حيرة هو وش صدمته بالضبط ، هو وش علّته بالضبط وكان عند الإستشاري رأيّ غريب " تأييدي للتدخل الجراحي أكثر قليل لأنّ الأدوية راح تكون كفيلة بإنها تخفف ضغط الدماغ وأثر الصدمة وراح تكون إحتمالات الرعاش أعلى وأشد لو تدخلنا جراحياً مرتين ، العملية الأولى كانت سهلة كان موجود ضغط على عصب بالدماغ والحمدلله نجحنا فيها وللمعلومية ذياب صحى مرتين متكررة بعد الحادث مرة لأقل من دقيقة ، ومرّة لثلاث دقائق بدون أي إستيعاب لكن ما يقدر يشوف النور قدامه يتوجّع وهذا سبب الشاش وفحصت تاريخ العائلة المرضي فيه إحتمال مطمئن إنه ما يُشخص بمرض مزمن لكن مع ذلك ، كل الإحتمالات واردة " وكلّ مخاوفه كانت تجاه أمراض أخرى ممكن ما توضح الآن لكن مع السنين توضح خصوصاً إنه حسب تاريخ ذياب المرضي هو يعاني من صداع دائم ، إنقباضات شديدة زادّت شدتها بالفترة الأخيرة وهالموضوع له تفريعات كثيرة وكلّ هالكلام ما كان يوعيه حاكم هو كان يسمع كلام يشيّبه بإن ولده ممكن يرفض الواقع وهذا سبب شدّة مقاومته للصحوة وهالشيء ماله تفسير علمي صريح لكنه نهش حاكم لأنه يحسه صحيح ، لأنه فعلاً يعده صحيح ولده متدمّر نفسياً ، عقلياً ، مُهلك ومنهك وشاف صاحب عمره يموت قداّم عينه وصداعه متكرر حسب ما سمع كلّ شيء منطقي وبمكانه وما يتمنّى إلا صحوته ، رفع نظره للباب ينتبه إن نهيّان خرج من وقت ، وسكن الكون كله بعقله من دخلت ملاذ يلي تعبّر ملامحها عن شديد الهدوء : نروح لذيـاب ؟
هز راسه بإيه يدور مفتاحه وطلعت هي بدون ولا أي كلمة تسبقه للسيارة ، تدخل قبله ما تصّورت كيف مر رمضان بلمح البصر ما يحسّونه أساساً وما عندها قدرة تتصور إن صباحهم راح يكون العيد وهمست : يارب ، يارب قوّمهم بالسلامة يكمل علينا العيد ونحسّه يارب ، ياجبّار أجبرنا
ركب حاكم بجنبها يعدل أكتافه ، ولفت ملاذ نظرها له : حاكم وش يشغلك ؟ وش شاغلك هالأيام كلها ؟
ناظرها لثواني ، وهزت راسها بإيه : رجعنا للإتصالات والبال البعيد ، وش يشغلك عشان نعرف معك
هز راسه بالنفي يناظرها ، ملاذ تكلّمه دائماً بطريقة تهجمية وهالشيء ما يطيقه : إنتِ تعرفيني ملاذ ؟
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها للشارع ، وعض شفايفه لثواني بهدوء إعرفيني ، إن ما تعرفيني حاكم أبوذياب وما ودك تعرفيني إنتِ تعرفين من الفريق حاكم ، اللي صار بذياب ما بيجلس بالأرض يا ملاذ ، ما يجلس دامني حيّ ما جلس على الغريب ، وما بيجلس لا صار الموضوع ذياب
ناظرته لثواني ، ودّها توثق فيه من جديد لكن تخبّطات حاكم كركبت كيانها هي كلّه ما تعرف خطوته الجاية وما تتوقعه ، إنه يضعف بالأوقات يلي المفروض فيها يقوى وإنه يعكس الدنيا بكلّ وقت هي تحتار : حاكم
أخذ نفس من أعماق قلبه : حاكم ودّه يهد الدنيا ويصحى ذياب يا ملاذ ، يقوم ذياب ويشوفه بعينه ذياب إن ما كنتي إنتِ تدرين بالوجع الليّ بي من بيدري بي ؟ علميني ؟
تجمّعت دموعها بمحاجرها مباشرة ، وشتت حاكم نظره للشارع : جاني نهيّان بنومي البارح .. يقول ما قلت لك تعوّذ من قهر الرجال ؟ ما قلت لك قل لذياب يتعوّذ منه
رجف قلبها بلحظة ، وشتت حاكم نظره لبعيد يتمسّك بأمل ضئيل : أوّل مرّ علينا رمضان أنا ما كنت موجود به لكن وقت صلاة العيد ، أنا جيت وجاورت نهيّان ياملاذ ، صفيّت يمّه وصليّت معه وهو كان يائس وإن قالها الله ، بيجاورني ذيّاب صلاة العيد ، والجمعة ، وكلّ صلاة مثل ما تعودّته ما يشوفني نهيّان ، لكن أنا أشوفه حاكم ..
وقت نطق هالعبارة هي رجف قلبها ، وشتت حاكم نظره لبعيد لوقت طويل : ولو إنه أحسن من حاكم بمليون مرّة ، لكن إنتِ تفهمين المقصد
ما كان ودّها تسأل هالسؤال ، ما كان ودها نهائياً : حاكم يوم صار الحادث إنت كنت معه ؟ قبلها كنت معه ؟
سكن كونه بلحظة يناظرها ، وعضّت ملاذ شفايفها لثواني : إنت فيك شيءّ سكتك طول هالفترة ، فيه شيء يعّورك حاكم وقت ركضت له ، إنت ركضت ودّك تتفادى غلطك لكن وش غلطت به الكفّ ؟ وإلا كف ثـ
قطع كلّ حروفها بعدم تصديق : مـلاذ ! ملاذ إنتِ أكثر من يدري الكفّ حرقني قبل يحرقه هو ما أكرره عليه ! ما أكرره
ناظرته لثواني ، ويدري إنه لو قال لها وجع ذياب الأساسي بتُقهر ، بتموت من قهرها لأن ما كان حاكم الوحيد الغايب عن ذياب بفترة موت نهيّان ، كانت ملاذ بالمثل وعضّ شفايفه يشتت نظره فقط ونطقت ملاذ : وش سويت
هز راسه بالنفي يوقف بمواقف المستشفى ، ونزل قبلها ياخذ نفس من أعماقه بين كلّ إحتمالات صحوة ذياب من عدمها حاكم يرجف ندم إنّه قهر ولده ، إنه وصله لآخر حدّ من القهر وإن كل ما تعمّق بتفكيره كل الإحتمالات تقول وقت يصحى ذياب ما بيبقى بالرياض ، ولا ممكن يحطّ عينه بعين أبوه لأن وش أكثر من هالجروح ؟
ناظرته ملاذ لثواني من لمحت إنّ أهل نصار كلهم حوله ، إن جمانة بيديها ورد وإنّ التهاني كانت توصل لجمانة بشكل مُبهج يحسس فعلاً بفرحة العيد قبل مجيئه ، قرّب أبونصّار يلي تركهم كلهم ويبتسم بشكل عميق لحاكم : أبوذيـاب ، الله يفرح قلوبكم مثل ما فّرحنا
رجف قلب حاكم مباشرة يصافحه بلهفة : قل نصّار بخير !
هز راسه بإيه يبيّن من ملامحه إنه قد بكى : الدكتور من إسبوع قال الحمدلله صارت حالته مستقرة ومخاوف النزيف ما عادها موجودة واليوم يقول إنه يستوعب ، إنه يتفاعل وممكن يصحى قريب بإذنه الحمدلله ، زال الخطر
ضحك حاكم بإرتياح لأن أبونصّار سعيد لدرجة إنه ما يثبّت خطوته ، لدرجة إنه ضمّه وشد حاكم على كتفه فعلاً : الحمدلله ، الحمدلله الله يبشّرك بالخير ! الحمدلله عقبال ما تشوفه واقف على حيله بإذن الله
إبتسم أبونصّار بشديد الإرتياح ياخذ نفس من أعماقه ، يبتهج قلبه بشعور غير عادي ما فيه على وجه الأرض مخلوق أشدّ سعادة منه : الله يقوم لك ذياب بالسلامة ويطمّن قلبك عليه مثل ما طمّن قلوبنا على نصار
إبتسم حاكم يشدّ يده : يارب ، يارب روّح لأهلك وتحمّد لهم على سلامته عقبال ما يقوم على حيله إن شاء الله
توجه أبونصّار لأهله ، وإبتسمت ملاذ تلمع دموعها بعينها لأنّها لمست من دواخلهم الإبتسام قبل ملامحهم ، لمست اللهفة والحُب الشديد بقبلاتهم لجمانة يلي كانت مع كلّ شخص يسلم عليها من أهلها وأخوانها تبكي من فرحها ، من سرورها وأخذت ملاذ نفس : الحمدلله يارّب
توجه حاكم جنبها ، يعدل أكتافه لثواني : ندخل ؟
هزت راسها بإيه ، وتقدّم حاكم قبلها يدخلون للقسم لكن سكنت ملامحه من لمح سموّه جالس بجنب ذياب ، وأسامة الساكن خلفه ووقت إنتبه لهم هو نبّه سموه يلي رفع نظره يشدّ على يد ذياب : أبوذيـاب
ناظره حاكم لثواني قُبض قلبه ، قُبض كله لأن أسامة شكله مريب ولأن وجود سموه جنب سرير ولده بهالشكل بدون حراسة وبدون أي شيء آخر مريب أكثر : أبونايف ؟ ما عطيتني خبر إنك جاي ولا وصلني عسى ما شر ؟
هز راسه بالنفي يدور أغراضه يلي بيدّ أسامة : جيت أتطمن على ذياب وأعيّد عليه ، عن إذنكم الحين المعذرة
خرج سموه يسبق خطوة أسامة يلي كان بيخرج لكن مدّ حاكم يده يمسكه مع ذراعه برهبة : وش فيه يا أسامة !
ناظره أسامة لثواني ، وشتت نظره لبعيد : ولا شيء
لمح حاكم نظرة غريبة من أسامة ، نظرة كأنها تعاتبه ، تخاصمه ، أو تلومه وعضّت ملاذ شفايفها لثواني تشتت نظرها : الله يسخر لك الطيبين من خلقه ، الله يسخّر لك الأرض ومن عليها والسماء وكلّ من فيها ويشفيك ، يعافيك وتقوم لنا بالسلامة يا دنيتي
كانت تتمتم هالدعوات وهي تمسك يدّه ، تقبّل جبينه يلي بمجرد ما لامسته هي نزلت دموعها بهمس : طوّلت علينا يا ذياب ، طوّلت علينا يا أمي وحشتنا ما يكفي جلس حاكم يتأمّل ولده ، يتأمل ملاذ يلي جلست بجنبه تمسك يده وإبتسمت تشتت نظرها وسط سيول دموعها : نصبح عيد وإنت تركتنا رمضان ما كمّلته لنا ولا حسينا فيه ، قلوبنا تزعل وإنت ما ترضى الزعل لنا يمرّ العيد عادي ونزعل فيه ؟ وبقول لك شيء ، رسمت لوحة جديدة حلفت ما يشوفها قبلك أحد وتعرف وش أول كلمة بتقولها لما تشوفها ؟
هُزت نبرتها تبتسم ، تشدّ على يده بهمس رغم شديد دموعها : ماشاءالله ، زي ما قلتها على لوحتنا قبل
بما كان ذياب يستوعب ، ولا حتى يسمع كان جُثة هامدة على سرير أبيض يحاوط الشاش عيونه ، تسكن كلّ حركته بعدم حراك ما أحد يدري عن داخله ، عن المقاومة يلي بداخله وعن عقله يلي يقتله ألف مرة محد يحسّ بإحساسه لكن مرّ حاكم شعور غريب ، شعور غير عادي يمكن ما تصّور مرة بتفكيره يكون ولده بهالشكل قدامه ، يمكن لأوّل مرة تمره كل ذكرى بلحظة وحدة كلّ مرة جاء ذياب فيها من مدرسته ، من دوامه ، من الخيام كلّها مرته بلحظة ، كل مرة دخل فيها المسجد لو كان متأخرّ عنه وهو شيء نادر ، وكلّ مرة قبل راسه وسط جلوسه لوهلة رجف صدر حاكم لأنّه تو يستوعب الوقت القاسي يلي مرّ بينهم وعليهم ، لأنه تو يدرك كل شيء وما عاد ينتبه للوقت ، ولا للزمان كان يتأمّل ولده على أمل لحد ما همست ملاذ يلي سكّرت جوالها : ورد تقول ضيوفك عند الباب وطلع لهم نهيّان ، أكيد بيتطمنون على ذياب
لف نظره لها لثواني يهز راسه بإيه ، ووقف يمسك يدّ ولده لثواني فقط يشدها ويخرج للخارج بعد ما تمتم بكلمة وحيدة " أستودعتك الله " وما وقّف خطوته إلا وجود أسامة يلي لهاللحظة ما مشى وينتظر ، والأشد يلي جنبه : محمد !
مسح محمد دموعه وبيده يشيل ولده الصغير : عمي
سكنت ملامح ملاذ لثواني ، وشتت أسامة نظره لبعيد لكن توتّر الدم بعروق حاكم : الخيام بها شيء ؟ حلاله به شيء؟
رفع أسامة نظره لحاكم لثواني من السؤال يستنكره ، ورجف محمد يهز راسه بالنفي : لا ، لا الحمدلله
قطع كل الحوار أسامة يلي مد يده يأشر لمحمد : تفضل
توجه محمد بعيد مع أسامة ، وشتت حاكم نظره لبعيد لكن ملاذ همست : أسامة فيه شيء عليك إنت ؟
_
« صبـاح العـيـد »
توجه نهيّـان يسرّع خطوته عشان يصير بجنب أبـوه يلي طلع من المصلى على عجل لأول مرة ما بقى ينتظر أحد ولا بقى يسلّم على أحد ويستقبل تهاني : أبوي
لف حاكم نظره له ولآل سليمان خلفه ، أخوه ، عيال عمامه ، عيالهم ، أحفادهم ، الوصية الباقية بإنهم ما يمشون مع بعض ولا يدخلون جماعة ، لف للفقد يلي يحسه وسط ضلوعه وقت غاب هو عن نهيّان ما غاب نهيّان عن صلاة العيد لأنّ كل شخص المفروض يبتهج بالعيد ، كلّ شخص المفروض يعظّم كل شيء من شعائر الدين وكان بحاكم أمل ، كان كلّه أمل وشعور مُريب إن صحوة ولده بتكون بهالوقت ، إن الإتصال بيبشّره ترى ذياب فتح عيونه وما يكذب لو يقول طغى عليه خياله كان كلّه أمل يلف يلاقي ذياب مجاوره زيّ ما جاور هو نهيّان قبل سنوات : إفتح المجالس ، لا تردون أحد
ناظر نهيّان أبوه لثواني بعدم فهم : لا تردون أحد ؟ وإنت
توجه حاكم لسيارته بدون أي كلمة ، وسكنت ملامح نهيّان يسأل رغم إن أبوه مشى : طيب إنـت وين بتروح !
ما لمح إلا إن سيارة أبوه صارت بعيد عن مدى نظره ، ولف يسند جدّه متعب : تعال جدي ، بنروح البيت
ناظره متعب لثواني بتساؤل من العدم : ذياب جاء ؟
هز نهيان راسه بإيه لأن جده يضيّع ، تروح ذاكرته وترجع : إن شاء الله يجي ، إن شاء الله ما يطوّل ويجي
ركب بجنب جدّه تتحرك سياراتهم كلهم لبيت أبـوه ، للبيت يلي كُل عيد وكل مناسبة تضجّ مجالسه بالضيوف والمهنين والعسكر - يلي ولائهم ما ينقص - تجاه أبوه وكلهم خريجين من تحت يدّه وبكل مرة يكون نهيّان فخور لكن هالمرة بقلبه رهبة ، بقلبه شعور مستحيل إن مابيمشي ولا شيء مثل العادة كل شيء بيكون مختلف وتمتم : كيف ما يختلف ، كيف ما يختلف ؟
فتح مجالس أبوه يدخلون آل سليمان كلهم ، وهرب هو بوجهه لجناحه يتوتّر ، يتوتر ويتفاقم شعوره بإن كل شيء مكركب كل شيء غلط أبوه مو موجود ، ولا ذياب موجود والقرار يلي كان بروحه من كلام أبوه عن إن نصار بخير وحالته مستقرة ويلي شجّعه إنه يلبس ثوبه ويعيّد كله تلاشى الحين من الرهبة يلي يحسها ، دخلت ديم جناحهم بإستغراب من دخوله وإنه ما لمحها بالصالة : نهيّـان ؟
مسح على يديه لثـواني : أحد يسـأل عني ؟
هزت راسها بالنفي بإستغراب تسكر الباب خلفها : لا
هز راسه بإيه يفتح ياقة ثوبه ، يجلس بمكانه : أبوك موجود بالمجلس تحت ؟
هزت راسها بإيه تسكر جوالها : توه أرسل زوجك وينه
تلعثمت بنطق زوجك بشكل لاحظه هو ، بشكل تركها تعدّل جملتها وتنطق إسمه وسكنت ملامحه مباشرة : هي ثقيلة كلمة زوجك للحين ؟
شتت نظرها لبعيد فقط ، وعدل وقوفه بهدوء : ديـم
ما وجّهت نظرها له : لا نفتح الموضوع من جديد نهيّـان ، الرجال ينتظرونك تحت وأبوي يسأل عنك وخـ
ضحك لثواني يمسح على ملامحه : الرجال وأبوك ، وإنتِ؟
لفت نظرها له لثواني ، ورفع أكتافه بعدم معرفة : ما أدري إنتِ ما تشوفين ، ما تسمعين ، ما ودك تشوفين أو ما ودك تسمعين لا تلينين معي يوم وترجعين تصدّين اليوم يلي بعده ! لا تلينين معي وترجعين غريبة إفهمي خلاص
عضّت شفايفها لثواني تنطق مباشرة : لا تلومني ! مرة تستوعب إني ديم وألف مرة تنسى أنا زي الباقيين عندك بالضبط ويمكن الباقيين أفضل ، ومعليش برضو مين ديم عشان أقولك تتذكر إني أنا ديم
ناظرها لثواني بعدم تصديق : أنا تكلّمت لمين وقت طاح ذياب ؟ وقت طاح نصّار أنا كنت عند مين ! عند مين ما كنت عندك ! ما كنت أترك كل الناس وأسولف لك إنتِ ! ما كنتي تحطين يدك على كتفي كل وقت ما كنتي تكلميني وتحاولين ؟ كنت أرفض أنا ؟ كنت أردّك وإلا كنت يمّك ؟
ما تكلّمت ، وعض شفايفه لثواني يرفع أكتافه : ما تشوفين ، إنتِ تبين تتأكدين من شيء وأنا ما عاد عندي شيء أأكده لك إن ما فهمتي بنفسك ماهو ذنبي ، والله ما هو ذنبي إن كان ببالك للحين إني أشوف الكل ولا أشوفك
قرّب بيطلع لكن أصوات البنات ردّته ، وشتت نظره لبعيد : إطلعي شوفي الدرب قدامي
عضّت شفايفها لثواني ، وناظرها بعدم تصديق لأن ما ودها تتحرك : صدق يعني ؟ صدق يعني ديم ؟
ضحك من خيبته يعدل شماغه : قلت بس ، قلت أنا وإنتِ وصلنا لمرحلة تفاهم وبتتعدل الأوضاع ما تختلف بس تدهورت ، تدهورت حتى ما ودك تشوفين لي درب ووين ما تروح روح يا نهيّان صح ؟
شدّت الطاولة خلفها لثواني : إنت قلت ننتهي ! ننتهي
ضرب الباب بذهول يرجع قدامها بلحظة : ما قلت ننتهي ! ما قلت ننتهي قلت الأمور بنحلّها بيننا ! قلت بنحلّها وتنتهي الأمور مو حنّا ! مو حنّا لا تحرّفين كلامي !
ما تكلّمت هي بعدت عيونها عنه مباشرة ، وعضّ نهيان شفايفه لثواني : تبين الصدق ؟ أنا ما ودي ننتهي ، إنتِ ما ودي تنتهين ولا ودي تروحين تعوّدت ، وتـ
قطعت كلامه تبتسم بسخرية : ما ودك ننتهي لأنك تعوّدت ؟ يعني تتعود على شـ
ناظرها لثواني بعدم تصديق : ليش تستعجلين كل شيء !
شتت نظرها لثواني ، وهز راسه بالنفي ما يصدّقها : ما ودك تفهمين إنك تعنين لي يعني ؟ إني أبيك غير عن هالوضع ما قدرتي تفهمين ولا قدرتي تشوفين وش تسوين لا صرتي جنبي وما قدرتي تستوعبين إن كلّ شيء ! كلّ شيء أنا ما أسّويه ما أبي بيننا جرح زيادة ما أبي
توتّر الدم بعروقها لأنه يتكلم بطريقة أوّل مرة تحسها ، أول مرة تستوعبها وشتت نظره لبعيد : ما تشوفين ؟ كله ما تشوفينه ولا تشوفين إني أتوتر لا صرت جنبك صح ؟
هزت راسها بالنفي لثواني دخلها خوف ، فعلاً دخلها خوف وشتت نظرها مباشرة : أنا باقي ما تأكّدت من شيء بعقلك ، باقي ما تأكّدت من إنك تـ
قطع كلامها كلّه بلحظة وحدة يسأل بكل هدوء : إنتِ تبيني وإلا ما عادت تفرق معك ولا ودك تعدّلينها ؟
ناظرته لثواني بذهول : ما تسألني كذا ماهو لعـ
ضرب الطاولة خلفها بغضب : جاوبيني ! جاوبيني ! خلّيك واضحة معي خليني أفهم وخليني أستوعب ! تبيـني ؟ كان الرد من ديم هي شاحت بنظرها لأبعد مكان عنه ، للبعيد يلي تركه هو يتأمل نفسه حسرة يبي قربها ، ولمّح هالشيءّ ألف مرة مو لغاية بعيدة كثر ماهو لها هي ، لأنها غريبة وما يتوقعها : إيه أو لا !
عضّت شفايفها لثواني توجه نظرها لعينه ، لداخل عينه هي تعرف ضعفه اللانهائي تجاهها لكن بنفس الوقت فيه مكان بقلبها مافيه ثقة للآن إنّ هالضعف لشخصها هي مو لجبر الظروف لأوّل مرة يصير نهيّان بهالوضوح قدامها ، لأوّل مرة تشوف منه مثل هالنظرات وشتت نظرها لبعيد لكنه رجّعها لعينه مباشرة ما كان يتكلم ، كانت عينه تتكلّم ورجف قلبها تمد يدها بمحاولة لإبعاده : مو كل شيء سـ
كانت بتقول " مو كل شيء سهل عشان تصير الإجابة سهلة لا وإلا إيه " ، لكن تصعّبت كل الأمور من منع هالحرف منها لأوّل مرة ، لأول مرة يتجرأ نهيّان وما يرد نفسه نهائياً إنما فعلياً يقبّلها ما تدري كم طالت المدّة لكن تدري إنها صدت مباشرة برعب بإتجاه كتفه من فُتح الباب بدون أي مقدمات ، لف نهيّان نظره للباب من كانت شدن يلي تبتسم : أيش تسوون ؟
رجفت ديم ما تمزح لأنها ما أستوعبت قُربه ولا قُبلته والأكيد ما بتستوعب شدن يلي دخلت من العدم وصوت الباب كان مرعب ، نزل نهيّان نظره للأرض لثواني ، لإنتباهه للبسها توّه وإنه يكشف جزء من فخذها : إطلعي
هزت راسها بالنفي بعبط : ماما قالت نادي ديم ضروري
ناظرها لثواني ، وميّلت شفايفها تكشّر : ماراح أخرج لو ديم مو معي ، يلا ديم كلهم يقولون إنتِ وينك تأخرتي هم نزلوا للمجلس تحت عند الحريم وبس باقي إنتِ
نزل نظره لديم مباشرة يقلّد نبرة شدن : يلا ديم
ما كانت تتكلم نهائياً رغم إن داخلها ودّه يغضب ، ودّه يضربه لأن هالحركة غير متوقعة منه ولا جات بشكل طبيعي وماكان منها إلا تبعد عن جنبه ، تتوجه لشدن مباشرة وتنزل لهم وللآن ، ديم ما إستوعبت الحاصل ..
رفعت درّة حاجبها من إنخطاف لون أختها : ديم؟
إنتبهت ديم تلف نظرها لها : وش
إبتسمت وسن لثواني بإستغراب : سلامتك ، شدن تعالي
مسكتها ديم مباشرة بجنبها : لا ، شدن تجلس جنبي
ضحكت جود تصبّ لديم قهوة : دارسين بعض ، وسن تبي العلم من شدن وديم تبي الستر ، شدن حبيبتي قولي لنا
إبتسمت شدن لثواني تناظر ديم ، وضحكت توق : ياسلام
تنهّدت وسن وهي تشوف ملاذ يلي وقفت والواضح إنها ضيّعت وش قامت له ، وقامت لها ورد تساعدها : يارب يقوم ذياب بالسلامة .. ملاذ كبرت فوق عمرها عمر
شتت توق نظرها لبعيد لثواني : يارب ، مرّة تشوفين ؟
عضّت ديم شفايفها بحزن : حتى ورد ، كبرت كثير
هزت جود راسها بإيه بتنهيدة : ما تنلام ، أخوها وحبيبها
ضربتها وسن مباشرة : بـنت ؟ جلست ورد بجنبهم : وش تقـولون ؟
تكلّمت شدن مباشرة : يقولون عن نصار وذياب ، تدرين بس جمعت عيديات قليل ؟ كلهم يعطوني عشرة وخمسة وخمسين حتى نهيان أعطاني خمسين بس مو زيهم
ضحكت ورد لثواني : طيب الخمسين حلوة وإلا تعّودتي على الخير ؟ يقومون بالسلامة وإنتِ تعيّدين عليهم
إبتسمت وسن لأن ورد تتكلم بأريحية ، كأنها واثقة : لو تنبسط شدن شوي بالعيدية أنا أنبسط على سخافتهم أكثر ، إذا أعطى ذياب مية نصار يعطي مية وخمسين وإلّا ويزيد عليه وأنا أكثر المبسوطين الحمدلله
إبتسمت شدن : نصار مرة أعطاني خمسمية وريال
ضحكت ورد تهز راسها بإيه : قال لي ذياب ، بس قال إنتِ سحبتي الخمسمية من جيبه أصلاً ما شاورتيه ونصّار
ضحكت شدن تسبقها بالكلام مباشرة : نصّار ما كان معاه إلا زي ذياب وأخذ من ذياب ريال عشان يصير أكثر
ضحكت جود بذهول : يعني الريال من ذياب ويصير أكثر !
إبتسمت ورد ، وناظرتها توق : ورد هم بخير الحمدلله ؟
هزت ورد راسها بإيه تشبك يديها : هم بخير الحمدلله ، وإن شاء الله كل الأمور تصير بخير
هزت وسن راسها بإيه : قال أبوشدن إن الدكتور مبسوط من حالة نصار الحمدلله ويقول إنتظروه ويصحى قريب إن شاء الله ، عساه يقوم بالسلامة هاليومين وذياب بعد
هزت ورد راسها بإيه توقف : يارب ، يـارب ..
توجهت ورد لأمها ، وشبّكت توق يديها تكلم البنات : رحت الخيام قبل كم يوم مع أبوي
تنهّدت درة مباشرة : كل ما بغيت أروح وأشوفها أخاف ، يالله كيف إنه رجّعها وضحكنا كلنا وفرحنا وبنفس اليوم صار يلي صار يخوّف ، يخوّف الله يقومه بالسلامة يارب
ديم : كيف لقيتي الخيام توق ؟
شتتّ نظرها لثواني : تخوف ، فعلاً تخوف حتى الإبل تخوف مو زي أول أبداً ، الراعي محمد وقف يناظرنا من بعيد ورفع يده يسلّم على أبوي من بعيد وكمّل تخيلي ما جاء حولنا أبداً
هزت جود راسها بإيه : أبوي راح قبل كم يوم ويقول لقيت تركي أبوقصيد هناك ، يقول سولفنا وقلت له عن الخيام إن كل شيء فيها لكنها موحشة تخيلوا وش قال له تركي
ناظرتها ديم لثواني ، وتنهّدت جود : قال له عمار الدار ذياب ياهذام ، يقول أبوي تركي يحب ذياب من أول مرة
هزت وسن راسها بإيه : من زمان ، من زمان مرة معروف
إبتسمت توق لديم بدون مقدمات : ديم أجي أبوسك ؟
رفعت ديم حاجبها لثواني : سلامات ؟
ضحكت توق مباشرة تعالى الصراخ بلحظة من ضحكت شدن تهرب ، من كانت واضحة لهم ومفهومة تماماً وكشّرت ديم بإستيعاب : ياثقل دمكم
-
« بيـت تركـي »
رغم إجتماع كلّ آل نائـل إلا إن الفرحة ناقصة يوُضح هالشيء ، رغم وجودهم كلهم إلاّ إن فيهم نقص مستحيل بسبب إن قصيد ما نزلت ، ما جات وما سلّمت عليهم ، فهد يلي مع أشباله وكله سكون لأول مرة بكل عيد مرّ عليهم ولا هو مع أخوه وإلا عيال عائلتهم ، كل الرجال مجتمعين بالصالة أحاديثهم عن الشغل ولا غيره والمحامي باله مشغول بموضوع آخر تماماً ، باله مشغول بالشخص يلي ضربه ذياب وصدمه حاكم قدر يوصل له ووقف فيهم النفس وقت وصلوا له لأنّه على وجه موت ولو مات كلّ شيء بينقلب ، كل شيء بيصير مستحيل ، حاكم قدر ينبش الحادث كله ويساعده تركي ومع ذلك
طلع الموضوع معقّد أكثر من ظنهم ..
تنهّد خالد - أبوسلاف - بعدم رضا : لقيت البنات كلهم ولا لقيت قصيد ياتركي ، ماودها تنزل تسلم علينا ؟ الحزن بالقلب وزوجها إن شاءالله إنه بخير وطيّب ماعليه خلاف
لف سلطان نظره لحفيده عذبي : روح شوف الدرب ، هي ما تبي تجينا إحنا بنروح لها اليوم عيد ما يصير هالحال
رفع تركي نظره ما يلومهم ، وبنفس الوقت خاطره - ماش - ولا وده شيء يكدّر قصيد أو يكدّرهم : أبـوي
هز سلطان راسه بالنفي : بنشوفها ياتركي ، وحنّا زعلانين على زوجها مثلها لكن ما تغيب
عذبي الكبير : عمي البنت هي تنزل بنفسها لكن تـ
هز خالد راسه بالنفي يقاطعه : البنت تنعزل مثل ما إنعزلت أمها قبلها وإنتم راضين وسامحين
رفع تركي نظره لعمه هو يقصد فترة سجنه ، يقصد الفترة يلي غاب فيها تركي ويلي غابت فيها سلاف عن الكلّ وهالجملة وقعها مؤلم ، هالجملة تركت السكوت يملأ المكان ما كانت إلا نظرة تركي لعمّه ما نطق حرف ، ووقف عذبي ما يدري يطلع يشوف أو يسكن بمحله من صمت أبوه ونظرته وإرهاقه الطاغي أساساً ..
رجف قلب عذبي وسط ضلوعه لأنها نزلت مع الدرج ، لأن صوت كعبها كان يسبقها ونطق بشديد الإبتهاج : حيّ بـنتي
لف تركي نظره لبنته النازلة مع الدرج يحسّ العيد طلّتها فعلاً ، يحس العيد إبتسامتها له بهاللحظة ونظراتها له مايكذب تركي لو يقول توّه يتنفس ، توه يبتسم من ما حسّها إلا حوله تقبّل راسه هو قبل الكلّ : عاد عيـدك
رقّ قلبه كله لكن ما وده يطلع ذرّة من مشاعره لأن وقتها هي بتبكي ، إكتفى بالإبتسام رغم ضجة داخله وضجة الأصوات عليها : وعيدك ياحبيبتي ، وعيدك يا دنيتي ..
وقف أبوها عذبي من توجّهت له ، من إبتسمت له وضحك هو مباشرة : دنيتي هالضحكة يا هلا
إبتسمت تقبّل راسه ، تبتسم من قبّل خدها سرّت كل خاطره من دلالها : كل عام وإنت بخير
إبتسم يقبّل خدها الآخر : وإنتِ بخير وصحة وسلامة يبه
إبتسم فهد يحضن الشبل : ضاعت علومه حبيبتا
ضحك عمها تميم يوقف : تشوف ؟ خلاص ياعذبي دورنا
ضحك جدها سلطان : عذبي ما وده يفكّها تقول ما بالدنيا غير قصيد
هز تركي راسه بإيه : والله مابه بالدنيا غير قصيد ، صدقت إبتسمت تخجل ملامحها من سرورهم فيها ، من شديد الإبتسامات لها ومن إنقلاب حال المجلس من الصمت ، لطاغي السرور يلي تركها حتى هي تضحك وتخجل على كل كلمة منهم تقّلب داخلها ألف مرّة لكن وقت دخلت سلاف عندها تقولها إنّ شاعرها حزين هي ما لقيت نفسها إلا تلبس الفرح ، والسرور ، وتنزل لأن خاطره كلّ شيء وأول شيء وهي ، هي ببالها أشياء كثيرة وتنتظر أشياء كثيرة قلبها يتقطع كلّ لحظة إن هالعيد بدون ذياب ، وبنفس الوقت بداخلها أمل ، بقلبها أملّ يتجدد كلّ لحظة وهي بكل قوتها تتمسك بهالأمل وهو سبب تماسكها ..
بعد ما إنتهت من سلامها على جدّانها ، عمامها ، خالها ، وإنتهت من الإحراج ومن الإبتسامات منهم هي توجهت لأخوانها ، لعذبي يلي إبتسم يقبّل خدها : حلاوة العيد
كشر فهد مباشرة : حلاوة العيد ، غزل مُبتذل الصدق
إبتسمت قصيد لثواني : عندك غزل غيره ؟
هز فهد راسه بإيه : أكتب لج أشعار لو تبين ، حيّ خشمها
ضحكت تتوجه لتركي أخوها ، تركي يلي كان يبتسم من أوّل نزولها لآخره ودخل يده داخل جيبه يترك عذبي يشهق مباشرة : نسـيت ! نسـيت نسـيت
لف فهد نظره لتركي أخوه يلي دخل يدّه داخل جيبه وكشّر مباشرة : ياخي إنت كريه ! إنت كريه
ضحكت قصيد لأنه كما العادة طلّع لها حلاوة العيد من جيبه وهالعادة من وقت طفولتهم ، من وهم صغار دائماً جيب تركي مليان حلاو ومو له ، لها هي لأنها فجأة تتذكر وتبي وضحك تركي يقبّل خدها : عاد عيدج يبه
إبتسمت تشدّ على كتفه : بوجودكم يارب ، تركـي
قبل تنطق رنّ الجرس ، ونطق فهد : جوانـا الباب
كشّرت تمر للباب لكنها إبتسمت لقصيد وبعد ثواني ، هي رجعت دخلت توجّه نظرها لقصيد من بين الكلّ بشكل هز ضلوعها كأنها تخصّها هي بالشخص الجاي وهالشعور غريب ، هالشعور غريب بلحظة رفعها لسابع سماوات الفرح يمكن ذياب ؟ معقول ذيـاب
قُطع التوقع كله من نُطقت كلمة وحدة : درب ياولد
وقف تركـي مباشرة : أبوذيـاب ! حيّاك ما به أحد حيّاك
رجف قلبها لأن عمها حاكم بأحيان كثيرة يذكّرها بذياب ، لأن نظرته توجّهت لها من بينهم ولأنه أخذ راس أبوها يسلّم عليه : الله يبقيك ، عاد عيدكم كل عام وإنتم بخير
شدّ تركي على يده وهو يحس بصاحبه شيء ماهو طبيعي
ردّ يجهر بردّه ، ويهمس بسؤاله : وإنت بخير وصحة وسلامة ، عساك بخير والأمور بخير ؟
هز حاكم راسه بإيه يشد يده بهمس : جاي من عند ذياب ، غيّروا له جناحه ولا أعطوني خبر ياتركي
شدّ تركي على يد حاكم مباشرة ، على كتفه وشتت حاكم نظره لثواني : تذكر يومك تقول لي حاكم إنت ما تخاف شيء ؟ قلتلك كان الخوف إني أفقد نهيان وتساوى بعده كل شيء ما أهابه وكلّ شيءّ بعده ما يهم؟ رجف قلب تركي لأن واضح حاكم أكلّ فجعة حياته للمرة الثانية : ما بتفقد ذياب ، ما بتفقده ولا تفكّر إنت قوّ عزمك ياخوك ، قل لا إله إلا الله
هز حاكم راسه بإيه وهو جنّ عقله ، طار قلبه لأنه دخل الممر على ركض الدكاترة ، على السكون الشديد بجناح نصّار يلي بجنب ذياب ووقت فتح يبي يشوف ولده هو ما شاف إلا أبيض السرير الخالي والممرضة يلي تطوي شرشفه وقت سألها ، وقت إرتعب قلبه يسألها هي قالت " المريض اللي هنا ؟ المستشفى تواصلت مع أهله تبلغهم " وما وصل لحاكم شيءّ كانت الكلمة مرعبة ومستحيل يكون خرج من المستشفى مثلاً وحاكم ما لمحه لأن عينه ما تغيب عن المستشفى حراسة ، وما تغيب عن كل مخرج فيها وما وصله خبر من رجاله نهائياً : بـنتـي
رجف قلب قصيد بلحظة تتوجه لعمها ، تقبّل راسه وما تدري ليش هالمرة شعورها غريب مو شعورها المعتاد تجاه عمّها ، شدّ حاكم على يدها : عاد عيدك يابوك كل عام وإنتِ بخير ، عساك بخير وطيّبة ؟
هزت راسها بإيه برجفة : وإنت بخير وصحة وسلامة يارب ، الحمدلله إنت كيفك عمي كيف صحتك ؟
إبتسم يهز راسه بإيه : الحمدلله ، الحمدلله الله يحفظك
ما ترددت بالسؤال لحظة لأنها لمحت الهمس بينه وبين أبوها ، لمحت النظرات وعضّت شفايفها لوهلة : عمي
هز حاكم راسه بالنفي مباشرة : الأمور طيبة يابوك
ما إرتاحت لو لحظة صار الإرتباك أكثر ، وأشّر لها أبوها تركي من لمح إن ودها تمشي : تعالي ياقصيد ، تعالي
توجهت تجلس بجنب أبوها فعلاً ، ونزل نظره لها لثواني يمسك يدها : الخوف ماله داعي يا بابا ، الخوف ماله داعي الليّل تطمنتي على ذياب وشفتيه أنا أدري وهو بخير الحمدلله إنتِ عليك تدعين له ، والله يقوّمه بالسلامة
ما عمرها مرّة قالت لهم وقت خروجها إنها بتروح لذياب ، وما عمرها مرة سُئلت هي وين بتكون هي تخرج وكل وجهاتها ذياب بأوقات يعرفونها وأحيان لا وما يضغطون عليها من هالناحية أبداً لأنها ما تُلام ، لأن اللوم بعيد عنها..
_
« بيـت حـاكم ، العشاء »
من أوّل العيد للآن هي ما عاد قرّبت له ، هي نامت عند ورد تهرباً وهو ما كان منه سؤال وهالشيء ثّور شياطينها بشكل غير معقول ما تعرف له طريق لأن كذا شخصيته ، يتصرفّ وبعدين كأن ما صار شيءّ وهالطبع ما يناسبها هي ومررت نظرها عالمطبخ بتأفف : ولا قطعة آيسكريم ؟
دخل المطبخ يمسح على ملامحه يلي تتصببّ عرق ، سمع تأففها قبل دخوله أساساً : تبين ؟
سكنت ملامحها لثواني أول مرة من أول العيد يصيرون بمكان واحد من جديد بدون أحد ثاني : مين ؟ مين يبي
لف نظره لها لثواني ، لعينها : إنتِ تبين ا
قاطعته مباشرة برعب إنه يفهم شيء مختلف : لا ما قلت أبي شيء ما إستوعب لوهلة لكن كانت ثواني لحد ما فهم يكتم ضحكته ويقرّب للثلاجة ، لها هي يتركها تفزّ رعب لأنها بجنبها وأخذ مويا يفتحها : ما تبين آيسكريم يعني ؟
إستوعبت توّها إنه سمعها ولهالسبب هو تكلّم : لا
هز راسه بإيه : بكيفك ، إذا تبين قولي لي ونطلع نجيب
طلع من المطبخ وسرعان ما وقف الدم بعروقها تسمع صوت عمها حاكم يكلّمه ، يسأله " زوجتك وينها " وما تدري وش جاوبه نهيّان لكن الصمت يلي حصل بعدها كان مريح بشكل تركها تتنفس : الحمدلله يارب
أخذت مويتها تخرج من المطبخ ، كانت نيتها الدرج وتطلع لورد لكن قطع شديد الصمت عمها حاكم يليّ تكلم من العدم : نهيًـان يلعب بغرفته ، ما طلع فوق
هزت راسها بإيه : بروح عنـد ور
قاطعها مباشرة : إيه قال نهيّان بتروحين عنده ، روحي
طلعت ملاذ من المكتب تسمع هالحوار ، وتوجّهت ديم فعلاً لغرفة نهيّان يلي بالأسفل تحترق ملامحها خجل لأن وش تقول أكثر ورفعت ملاذ حاجبها : نهيّان قال كذا ؟
هز حاكم راسه بالنفي : ما قال ، لكن المفروض يقول
جلست ملاذ بجنبه :المفروض إنها تروح عنده كل وقت
يعني ؟
هز راسه بالنفي : المفروض إنهم يصلحون حالهم ، وضعهم ماهو عاجبني من أول العيد وهي نايمة عند ورد ونهيّان يقول من ناحيتي ما به شيءّ ، أنا ما عندي نيّة يقعدون معنا هنا طول الوقت لكن ودي يفهمون ويتفاهمون ولا بيفهمون وهي تشرد عنه وهو تعرفينه
-
عضت شفايفها غضب : كيف تقوله إني بجي عندك ؟
أبعد السماعة عن أذنه لمح شديد الغضب منها لكنه ما سمع : وش قلتي ؟
كشّرت بغضب مباشرة : أقول ماله داعي تقول لأبوك شيء ما بيحصل وديم بتجي عندي كأننا مدري وش
هز راسه بإيه يأشر على الباب ولا بيقول إنه ما قال له : طيب الباب وراك
عصّبت ، فعلاً عصبّت تبعد السماعة عن أذنه غصب : الباب وراك ؟ يعني إطلعي ؟
عصّب مباشرة بغضب : وش تبـين إنتِ وش تبيـن ! وش تبين ما أفهمك ما تبين تقربين ولا تبين تبعدين ما تبين تجلسين ولا تبين أقولك روحي إذا تبين وش تبين ! وش !
آخر شيء توقّعته هو هالإنفعال منه ، هالغضب منه وهالنظرة يلي إخترقت ضلوعها لأوّل مرة وزفّر غصب لأنها تركته : إعتقيني ! إعتقيني خلاص كرّهتيني نفسي مهما سويت ما تشوفينه مهما فعلت ما تشوفين أكلمك بالليّ تبينه وما يرضيك أقرّب وتشوفين إني أبيك وشاريك ولاهو تعوّد هو شيءّ أكثر منه لكن ما تبين !
رجع السماعة ما تكلّم أكثر يوضح عليه قهره ، حرقته وما تحرّكت هي صح لكن لمحت إن المكان ما عاد يوسعه ووقف ياخذ مفتاحه : إبعـدي
رفضت لأنه ميت قهر هي تعرف ومن وقت حادث ذياب ونصّار هي تهوجس : لا
هز راسه بالنفي : والله والله إني ماني عدوّك هي تعرف إنه مو عدوها ، وتعرف إنّ كل شيء بينهم ينهار ما يتماسك وقت بعّدها يخرج ، هي عرفت إنها هدمت كل شيء بلحظة حتى لو ودها تلحقه ما يمديها شتت نظرها لثواني ونطقت ملاذ يلي كانت بتمرّ لغرفتها : ما أدري وش بينكم للحين ياديم ، ولا هو موضوع يخصّني لكن إن جاك شيء من نهيّان ويضرك وما تبينه ، قولي وحقك علي ، حقك علينا كلنا ولا تفكرين إلاّ بنفسك
توجعت هي من هالكلمة ، إنهم يتوقعون الغلط من نهيّان وهو مو نهيان لوحده هم كلهم على بعضهم غلط لكن إنه يكون غلط علني للكل بهالشكل هالموضوع مؤلم : لا
هزت ملاذ راسها بإيه : قلت لنهيّان قبلك لا يقهرك ، ولا يقهر نفسه والحين أقولك لا تقهرين نفسك ولا تقهرين نهيّان ، القهر ما يوصّل لمكان يسرّنا يا بنتي ..
_
مرّت أربع ساعات بالضبط ما بيّن فيها نهيان ، ما رجع وقلب ديم بكلّ لحظة ينهار من التوتر ، من تأنيب الضمير بجنب الشباك هي من أول خروجه للآن ما هديت ، أخذت جوالها تدقّ عليه توقّعت ما يرد ، فعلاً توقعت لكن سكن داخلها كله من كان منه الرد فعلاً : نهيّـان !
رد بهدوء ما ميّزت نبرته منه : بغيتي شيء ؟
هزت راسها بالنفي تبعد الستارة من دخلت سيارته أسوار البيت ، ما قدرت تقول بتطمن عليك نهائياً : لا
نزل من السيارة ما تلمس من ملامحه شيءّ ، ونطق " طيب " يسكّر خلفها ، يدخل الجوال بجيبه وبرد قلبها كله من دخل : وش ؟ وش يعني بدون ولا كلمة
توجهت لجنب الباب مباشرة تحاول تسمع صوت لكنها ركضت بلحظة للسرير تدخل بداخله من حسّت إنه قرب ، تغطي نفسها كلها ولا تدري وش هالتصرفات والأكيد إنه مو غبي يصدّق إنها نامت بخمس دقائق لكن مع ذلك هي ما تراجعت عنها ..
ما ترك مفتاحه على الطاولة كالعادة ، ودخل بدون أي صوت ما تعرف السبب وما طوّل دخوله ولا هي لمحت شيء لكن سمعت الباب يتسكّر من جديد ورفعت نفسها مباشرة ما كان موجود بالغرفة ، ولا له أثر : نهيّـان ؟
ما رُد عليها الصوت ، وسكن قلبها مباشرة وش التصرف الصّح ، وش الأكثر ، وش الليّ بيصير ما تدري لكن تدري إن كله بيدّها الحين وما تدري بعد ساعة وش يتغيّر لكن مستحيل ، مستحيل هي تقوم وتتبعه ما تحبّ ...
عضّت شفايفها لثواني بهمس : كل شيء غلط ، كلّ شيء غلط أنا ما أنلام بكل هالخوف ، بكل هالتصرفات ما أنلام هو حدّني والزواج الغبي والتبرير الغبي كل شيء غبي .. كل شـ
وسكتت تعضّ شفتها فقط لأن فعلاً تفكيرها ما يتغيّر عن إتجاه واحد ، عن أول الخطأ وهالشيء يتركها تدور بنفس الدائرة ما تتقدم خطوة وتبعد عنها ، ما ترسم مسار بيّن وهالمرة بس عضّت شفايفها : لو يجي الحين ، بنتفاهم
ما توقّعت إنه يفتح الباب من جديد و ما توقّعت لدرجة إن نبضها إختلف من الذهول تمثّل إنها نايمة ؟ هي صاحية وجالسة وكانت كلمتها لو دخل بتتفاهم معه لكن دخوله ، وإن عينها كانت بعينه بالضبط هالشيء وتّر كل نبضها ومن شتت نظره بنفس اللحظة ، من دخل للدولاب ياخذ لبس آخر بدون ولا كلمة هي برد قلبها وأكثر من توجه للباب من جديـد : نهيّـان
لف نظره لها ، إختلف نبضها كله ما تدري وش تقول والإعتذار مو منطقي ولا جات أي كلمة منطقية بعقلها ولا أي حرف ومع ذلك هو ينتظر ، بقى ينتظر منها كلمة لكنها نسيت كل الحروف لحد ما ملّ صبره يمشي ويسكر الباب خلفه وسكن كونها ، سكن كونها بعدم تصديق لأن نظرته الأخيرة إختلفت كأنه كان متأمل وطفيت فيه آخر ذرة أمل ، توها تستوعب كل نظراته لها من فترة طويلة ، وتوها تستوعب إنّ هالنظرة الأخيرة منه هي نظرة البرود وهي نظرة الليّ ما تهمه هي ديم أو غيرها ودائماً كل نظراته إنها تهمّه ، إنها تعني له وهالشعور مؤلم : وقت إنك المفروض تتكلمين سكتتي ؟ سكتتي يا ديم هذا الصح ؟ هذا ؟
بقيت ساعة بأكملها تحاول تنام ، تحاول تغفى لكن الشعور بقلبها غير طبيعي والتفكير قتّال ، قتّال إلى مالا نهاية هي رسمت النهاية كلها لكن هل هي مرضية ؟ ما أرضتها من هاللحظة والأكيد ما راح ترضيها وقت تستوعب كلّ شيء وعضّت شفايفها بهمس : ما أقدر أروح
وتعنيها ، لأنها ما تقدر تروح هي باقي بعقلها إن المفروض الجيّة ما تكون منها تكون منه فقط وهالشيء تعرف إنه غلط ، من وقت تعرف إنه غلط وإن كل العلاقات المفروض كلّ الطرفين يبادرون فيها مو طرف واحد ، مو طرف واحد يعطي والثاني ياخذ ويكتفي وقبل حتى يسرقها كلّ تفكير هي خرجت من الغرفة تنزل للأسفل ، لغرفته ولا إستوعبت نزولها لحدّ ما فتحت الباب ، لحد ما إنتبهت إنه يتفرج على جواله وسط الظلام وما رفع عينه للباب أصلاً ونطقت بعد معاناة : بتنـام؟
هز راسه بإيه ، وإحترقت خطوتها ما ودها تتقدم ولا ترجع وعضّت شفايفها تتأكد : بتنام هنا يعني ؟
هز راسه بإيه للمرة الثانية ، حُرق قلبها كله لأن هي تشوف هالجيّة لوحدها مبادرة مستحيل تقدر عالأكثر : طيب
رفع نظره لها ، ما يدري ليه حسّ وده يقول " تعالي " ويجرّب لآخر مرة لأنه لمس فيها الحيرة لكن بنفس الوقت قلبه يعوّره على نفسه ، على محاولاته يلي ما تُشاف وعلى إنه ما يبي يعيش دمار أكثر : بتجيـن ؟
شدّت على قبضة الباب تحس قلبها يتدمّر بشكل غير معقول لأن الشتات مؤلم ، وحيرة القرب والبعد موجعة ، والأكثر إن قلبها يحبّه من مدة طويلة جُرحت منه وهو جُرح منها لكن ما قلّ هالشعور يصحى كلّ وقت ، وقت ما تحركت خطوتها هو فعلاً تألم لكن ما يدري وش يسوي وقبل حتى ينهشه قلبه هي دخلت تسكّر الباب خلفه ، تجلس على طرف سريره : نهيّـان
عدل جلوسه صح الظلام حالك لأنه طفّى جواله وغاب نوره الوحيد لكنه يميّزها ، يعرف جلوسها ونطق : مو نهيّان كل شيء بيدك إنتِ ماهو بيديني ، ماعاد هو عندي
عضّت شفايفها لثواني : وإني جيت عندك الحين مو واضح ؟
هز راسه بالنفي : ماهو واضح ، بالقلم نشرح يوضح
توتّرت فعلاً لأنه يبي كلام صريح وهي تكره الصريح ، تخاف تجرحها صراحتها وتخاف الجرح : المفروض يكون وا
قاطعها مباشرة يبتر حروفها : وضحي لي ، تكلمي
وتّرها ، فعلاً وتّرها وهو يستقصد هالشيءّ ورجفت يدها مباشرة بتوقف : ما بوضح شيء أكـ
قبل حتى توقف ، قبل تبتعد أصلاً هو رجّعها لمحلها يرجّف قلبها ، يتركها تنطق بلحظة وحدة : نهيّـان أنا
ما كمّلت جملتها لأنه رجع يقبّلها للمرة الثانية ، لأنه ما يحتاج الصراحة منها هو عرفها ، وعرف كلّ شيءّ بينهم ما صدته ، ولا ردّته ، ولا حتى مانعت وجات لعنده وهالشيء يعني أكثر من القبول من ديم والباقي يجي تباعاً ، وجاء تباعاً فعلاً لأنها شدّت على يده ، لأنها ما مانعت أيّ تصرف منه حتى وهي تعرف كل الجاي ، ما ردّته تعطيه كل غاياته ، تصير أقرب له من نفسه يقبّلها مرة ، ومرّتين ، وثلاث والألف على قدر لهفته ، وعلى قدر رغبته كان الوصل ، كان الشيء يلي يلغي كل الشكوك والمخاوف ودفاعات الهجوم الدائمة منه ومنها ..
_
« المسـتشـفـى ، قبل الفـجر »
كان يمشي بتثاقل فممرات المستشفى يعرف هالوقت مافيه أحد وهو ما يبي أحد فعلاً ، دخل يسكّر الباب خلفه وحيله ميّت ، فعلاً كل حيله ميّت من الهموم يلي تترامى عليه من كل جهة وثقيل الأيام يلي ما عاد يطيقه : طـال عمـرك
كالعادة وعلى حاله ما كان ذياب يستوعب وجود أسامة يلي عض شفايفه حسرة وإبتسم:عاد عيدك طال عمرك ، قلتها لك ٨ أيام ولا قمت وردّيت علي تقول وعيدك يا أسامة ، ماهو عيب؟
سحب الكرسي يجلس بجنب ذياب ، وعضّ شفايفه لثواني : ما كان ودي أسولف لك ، كان ودي أسألك وتعطيني الجواب بس يمكن ما تجاوبني ، سألت غيرك طال عمرك وإعذرني لكن والله ، والله كثير يلي ببالي
شتت أسامة نظره لثواني بشبه حرقة ، وضحك : إنت تدري طال عمرك إني ما جربت يكون عندي أبو ، أبوي توفّى يوم كان عمري ٨ سنين الله يرحمه ولا أذكر عنه كثير لأنه ما كان حولنا وتدري إن ما عندي أخوان بعد والوالدة ماهي بالديرة ومرّ علي العيد وحيد ما عيّد علي أحد
كان يتأمل ذياب يلي ساكن تماماً ما يحسّه ، وعضّ أسامة شفايفه لثواني يعدل أكتافه ، يشتت نظره لبعيد : دايم فيني فضول الولد وأبوه شلون تكون علاقتهم ، شفت كثير ، والله شفت كثير شفت الصالح والطالح مع عياله شفت الأبو يلي يغني عن بلد ، وشفت الأبو يلي وجوده وعدمه واحد وباقي بعقلي أسئلة واجد ، واجد وزادت من عرفتك إنت ، وعرفت إنك ولد الفريق حاكم تهيّبت ، قلت ولد الفريق حاكم ؟ تسائلت طال عمرك تحيّرت دايم يقولون الفريق حاكم وعياله ، يصّورونكم بصورة تهيب إنه ما يرضى عليكم شيءّ ، ولا يحب الغلط عليكم ، سمعت عنه كثير ونعم الأبو ، والله نعم الأبو يلي يحفظ عياله عرفت ولا يرضى عليهم الضرر آمنت ، نعم الأبو ونعم الفريق بس تحيّرت من طول المدة بالقصر ، أكلتني الأسئلة طال عمرك
رفع أكتافه يسولف كأن ذياب يسمعه : ولا أقصد شيء ، لكن مدري طال عمرك أعرف الفريق حاكم سند الدنيا كلها شلون ما يصير سند عياله وأنا من عرفتك وإنت لحالك وقلت لا يا أسامة طويل العمر خافي ما تعرف عنه شيءّ لكن ، لكن بعقلي أشياء واجد والله بنفجر منها وإنت طولت ما صحيت تردّها عني وأسكت وأقول مالك دخل
عضّ أسامة شفايفه لثواني يخلل يده بشعره ، وضحك لثواني يمسح على عيونه : يعني قلت أسامة إنت ما كان لك أبو شلون تعرف شلون تفكر ؟ بس طال عمرك يوم فكّرت ، أوجعني عقلي يوم فكرت وكلام عمي يعيد ويزيد براسي عجزت أوخّره ، عجزت أوخّره والله ويوجع أنا توجّعت منه وهو ماهو لي ، وإنت توجّعت منه أنا أعرف إنت شلون تتوجع .. طال عمرك أنا أنحرق لا توجعت إنت
مسح على عيونه من صارت تحترق بلحظة : إنت قلت لي مرة ، قلت لي ما يقهرك شيءّ غير شيءّ واحد وسألتك وش هو ، قلت ما أقوله ولا ودي تشوف قهري يا أسامة وبعدها سألتني ، قلت إنت تتكلم بدون لا تدري يا أسامة ؟ قلت لك لا طال عمرك .. وقلت إيه هالطبع لا تقرّبه ، لا تتكلم بدون لا تدري والحين عرفت إنت وش تقصد ، الحين عرفت وش يقهرك ووش يحرقك
كان أسامة يتكلم بتجمّع الحرقة بداخله : أنا شفت قهرك سكوت وشفته غضب طال عمرك ، شفته بوجهك يوم طلعنا من دعوى الفساد أوّل مرة وسألت عن أبوك ما كان موجود ، وشفته بوجهك أشدّ ثاني مرة بالخيام ، بالخيام
مسح دموعه بلحظة يتوجع قلبه : والله ودي إني ما سمعت ، ودّي إني ما سمعت عجزت أنام ! عجزت أنام كل ليلة ودي أروح أقول لأبوك ياعمي وش هالظلم إنت ما تعرف ذياب ، ما شفت ذيـاب إنت شلون تضربه بهالكلام شلون توجعه وإنت ما تدري عن شيء تقول يبي صيت العز وهو ما يدّوره وتقول ماهو بار وهو أكثر واحد به برّ شفته بحياتي ويقول تركض لأفراحهم وتترك أهلك وإنت كله ما تطيقه ! ماتطيقه أنا أدري إنت ما تلقاهم علن إنت كلّ شيء يبونه أول من ينفّذه إنت ، إنت وأنا أدري من طلع نهيّان يوم أبوك راح يركض له وتركك ، أدري بكلّ شيء تسويه مسح على عيونه للمرة الثانية : رحت لمحمد ، سألته إنت ليش زدّت الحلال ، كنت أبي أعرف أبوك يتكلّم عنه كأنه ذنب وكأنك تفتخر به عليهم ليش وش الداعي يقول صيت عز وصيت فخر وإنت خيامك بعيدة ما يدري عنها أحد وأكثر من تأذى بموضوع حلاله بالقصر وسط البشوت يلي أبوك يقول تبيها إنت ، تحيّرت ومحمد قال يحب الحلال ذياب ومات حلاله الأولي وجاب هالحلال بديله ولا أفهم للحين ، ليه الغضب دامه كذا ؟
تنفّس بالقوة أسامة : لو ما أدري إنك ما ترضى ، ولو ما أدري إنّك ما عاد بتشوف وجهي بعدها كان رحت أنا كلّي لأبوك ، رحت عدّلت صورتك عنده لأنها توجع ، والله توجع طال عمرك وأنا ما أحب الإتهام ولا إنت تطيقه ، أنا ما أحبّ القهر وإنت ، إنت غيّر ملامحك القهر أنا شفته
مسح على دموعه يهدي نفضته : كان يقول الجمعة ما صليتها جنبه وإنت كنت تموت وتحيا بعد ما زرت قبر جدّك وقبله ، إنت كنت ما تحس بالدنيا طال عمرك كنت تعبّان وأنا ! أنا توقّعتك ميّت يوم طحت ، يوم صرخت من الوجع وفوق هذا عن كل القصور للخيام لو ترتجي العز مثل ما يقول أبوك ما كنت إخترت حارّ الأرض عن باردها ، ما إخترت النار طال عمرك
تنهّد وجع من أعماقه يكمّل : والله فاضت طال عمرك ، إنت ما تصحى وأنا ما ببالي غير قهرك وكلام أبوك ولا أقدر أقول شيء ، ما أقدر أقول ترى كل كلمة رميتها بوجه ذياب ماهي حق ، أعرفني بعصّب وبثور لأن ما عاشرك أحد مثلي وكلامه ثقيل ، كلامه ثقيّل هد حيلك إنت وإنت هدّيت كل شيء قرّبه ، كلامه ثقيل حرق قلبك إنت وحرقني ما أرده عنك وهو أبوك ، أبوك وأنا من تصرّفاتك إنت له عرفت إنك ما ترضى عليه ولا أقدر أسوي شيء ، هدّيت حيلي ما أقدر وأموت لأني ما أقدر على زعلك إنت ماهو على شيءَ ثاني ، على ضيقة خاطرك إنت لكن ودي أقول ، والله ودي أقول له كل كلمة نطقتها يا أبوه ماهي حق ذياب ما ترك أهله ، وما ترك زوجته يومها تعبت دخل عندها بجنبها ولا تركها وأنا شاهد ، أنا شاهد إنها هي عنده بكفّة وباقي الدنيا عنده بكفّة وأنا أدري باللي إنتم ما تدرونه ، أنا أدري وأنا أسمع كلام إنتم ما تسمعونه ، ما تدرون باللي يصير بالقصر ما تسمعون كلام الرجال يومهم يقولون سموّه يبي يزوج ذياب لبنت بنته ، لحفيدته وما يقدر يصارحه لأنه يخافه يقدر يلمّح له وما تشوفون حال ذياب ، ما تشوفون غضبه ويقول إنت مو كفو بنت تركي ، أنا أكثر من يعرف وأكثر من يشهد إن ما بعدك رجال وإلا ما تمنّاك سموه من بين رجاله اللي معاه عمر تصير إنت زوج لحفيدته
كانت هالكلمة يلي ضيّعت خطوتها ، يلي نفضت صدرها كلّه ، قلبها كله كانت تسمع تسبقها دموعها مع كلّ حرف نطقه أسامة يلي ما حسّ بدخولها من أول سوالفه للحين لأنه يرجف ونطق يسطّر مقتلها كلّه : وأدري إن حرقتك يوم الحادث منه ، أدري إن بقلبك شيءّ كبير وأدري إنك لو قمت ونصّار ما قام إنت بتحرق نفسك لأنك تحمّلها ذنبه ، كثير عليك
رفع أسامة يده لأعلى راسه ترجف نبرته لثواني : عرفت عن نهيّان جدك ، عن علاقتك فيه وعن علاقة أبوك قبلك فيه وبموت ، والله بموت من حسرتي ومن قهري لأن ما يرنّ بإذني غير صوتك تسأل أبوك وين كان يوم مات نهيّان عنك ، بموت لأني عرفت كل شيء ولأنّك كل مرة ضربت فيها صدرك قهر كنت تكسّر ضلوعي أنا ، ضلوعي أنا ذياب
كل حرقة سولف فيها لذياب كانت تموتها بكلّ كلمة تشلّ عقلها ذهول ، كانت تكتم شهقتها بكل كلمة ينطقها لو رجّفت أسامة مرة هي رجّفتها ألف توجّع قلبها بشكل غير معقول من حروف أسامة إحترقت محاجرها ، ولّعت محاجرها حرقة بشكل غير معقول ما تستوعب الألم يلي سولف فيه أسامة عن كل شيء ، عن كلّ شيء يحطّم صورة عمها حاكم كلها بشكل مؤلم يجرّحها حطامه من قو الألم ومحاولات التصور ، عن آخر شيء نطقه أسامة هنا موضوع آخر تماماً توجّعت ، تألمت بشكل مرعب ولا تبي أسامة يحسّها هي خرجت تسكّر الباب يُسمع صوته ما راعته ، وتغيّرت ملامح أسامة يمسح دموعه : وش هذا
وقف مباشرة يلف نظره للباب المقفّل ، يعدل ملامحه هو من الصداع وقلّ نومه صار يشك بأي شيء ما يصدق عقله إلا لو صار واضح قدام عينه لكنه مع ذلك خرج يتأمل فاضي الممر ومسح على عيونه : مابه أحد
-
دخلت المغاسل ما عاد تعرف لقلبها محلّ وسط ضلوعها ، ما عاد تعرف لقلبها مكان أخذت نفس مرة ، مرّتين ، ثلاث تحاول تشوف خطوتها لكنها عجزت لا تطيقه شهقت حُرقة مستحيلة ، لوعة مستحيلة تموت ضلوعها من الألم بيدها سبحته وكلّ لهفة العالمين بصدرها لكن ودّها تصرخ وجع ، ودها تصرخ ألمّ كلّ عالمها هُد فوق راسها تتزلزل كل أركان أمانه كل هالشيء كان بداخله ويعايشه ويقاسيه وهي ما تدري ؟ هي ما عندها علم أجهشت بكيّ تنحني عالأرض ما تطيعها أقدامها بالوقوف ، بكت دمّ قلبها وجع هالشعور المؤلم ما كانت تحسّ الألم وهي تعضّ يدها حتى تغيّر لونها ، حتى أثّرت فيها بقوة تخلّف دم كله لأن ودها تصرخ من الشعور يلي حسّته وما إنتبهت إلا صوت العاملة يلي نطقت بإرتعاب تحاورها بالإنقلش : مـدام ؟ إنتِ بخير
هزت قصيد راسها بإيه تصدّ نظرها مباشرة من دخلوا مجموعة حريم ، حاولت تخفف دموعها ووجعها ونطقت أكبرهم بحزن على حالها المرعب : الله يهون عليك يابنتي
ما كانت تقدر تخبيّ دموعها لكنها شدّت نفسها بالقوة تمسحها بأطراف يديها ، تغطّي ، وتخرج تبي غرفته ، تبي جناحه وتبي جنبه ولا يهمها شيء غيره ، ما يهمها لأن كلّ شيء إختلف ..
فتحت الباب تدخل فعلاً ، ووقف أسامة يشوف مين هالشخص لكنه صد بنظره مباشرة : طال عمرك !
ما كان منها كلام كان يموت قلبها رهبة وشعور ما تعرف تحددّه ، ما تعرف تصنفه ، وتنحنح أسامة يستوعب ويبعد مباشرة : حيّاك حيّاك آسف ، تفضلي طال عمرك
مّر أسامة من جنبها يخرج لكنه رجع قبل يسكر الباب من كثر رعبه وعدم توقعه لو وهلة وإنه توه يستوعب شيء : السموحة بس إنتِ توك جيتي وإلا من أول تنتظرين ؟
هزت راسها بإيه عرفت غاية سؤاله : توي جيـت ..
هز راسه بإيه يخرج ، كان على وشك يسكّر الباب لو ما كان إنتباهه إن خطوة قصيد واقفة بمحّلها ما تحركت وتثبّتت نظرته للأرض لكنه نطق : طال عمرك تحتاجين شيء ؟
كان وقوف قصيد بمحلّها لأنها توّها توجه نظرها على ذياب ، توها تقرأ صريح أسباب وجع روحه قبل وجع جسده كلّ مرة تشوفه متوجع من كل النواحي تعرف وجع الجسد لكن وجع روحه خوافي ما تعرفها ، حاولت تاخذ نفس لكن ما كانت إلا دموعها يلي تنزل بشديد الصّمت وجوده هو على هالسرير مؤذي ، مؤلم وما لقيت إلا خطوتها تمشي لجنبه ، يتقطّع قلبها لأن الشاش يلي على راسه ما عاد هو موجود وتشوف رموشه ، عيونه ، كلّ ملامحه بكل وضوح يقطّع قلبها شوق ولهفة : ذيـاب
جلست على طرف السرير بجنبه ، جلست تترك أسامة يسكّر الباب لأن قلبه تقطّع حتى وهو ما لمح شيء لكن وقوفها ، وإن خطوتها تسمّرت ما تحرّكت له إلا بعد وقت ، وإنّ يدها حاوطت يده من أول جلوسها ونطقها ، كلّ هالأشياء مؤلمة عضّ شفايفه يسكر الباب ، يهمس : الله يديمك له
-
تقطّع داخلها وجع هالمرة ما تركت حتى سبحته تصير بينها وبينه هي مسكت يدّه تكرر نداها من جديد : ذيـابي
يموت قلبها بنطقها ، تحترق لهيب بالحروف يلي قطعت حنجرتها من كثرها ولا تقدر على نطقها : أبي نرجّع الوقت ، كل الوقت ذياب ، كل الوقت أبي من البداية ما عاد أبي لا ، ولا وقت ، ولا إنتظار ولا زعل ذيابي
عضّت شفايفها تشدّ سبحته بيدّها : أحبها ، أحب عطرك فيها تدري ؟ أحب إنها تدور بيني وبينك بكل مرة وما أحبها بدونك ذياب ، ما أحبها بدونك تعّورني أحبها بيدك
تألمّ داخلها وجع لأقصى حدّ تشهق كل ألمها ، كلّ داخلها ألم هي شدّت يده تنتظر منه ردّ وترجّته : ذياب والله بموت حسرة ، بموت حسرة تكفى يكفّي ، يكفيّنا تكفى ..
تحرّكت من جنبه جلوس تتمددّ بجنبه ولا يهمها شيء آخر ، تمددّت جنبه وجع تترك يدها على صدره ، تسند راسها لصدره وتحس دموعها يلي أحرقت خدّها نار تصير على صدره كل الكلام يلي قاله أسامة ، كلّ حرف هدّني ذياب لو سمعته منك إنت أهون ، لو عرفته منك إنت أهون ليش جاء كلّه مرة وحدة وليش أنا ما شفته ، ليش أنا ما عندي علم ذياب !
كانت يدّها على مكان قلبه رغم نار الحروف يلي تحاول تخففها : أموت على الكلام ؟ على صورة عمي حاكم وإن عقلي ما عاد يستوعب أكثر لأني كل مرة أشوفك بعمّي حاكم كيف أشوف الحين ؟ كيف أقدر ذياب ؟ وإلا أموت على قلبك يلي شايل هذا كلّه وما قد كلّمني ، ما قد شاركني أبكي عنه أنا ، والله أبكي عنه أنا !
رفعت نظرها له تشوف منه دقنه ، أسفل ملامحه لأنها متمددة على صدره وما خفّت رجفة شفايفها تقبّل دقنه فعلاً كلّ ذكرياتها تمرّها لأقوال ، لأفعال ، لكل حدث وكلّ وجع قلبها إنه ممددّ ما ضمها كالعادة ، ولا شدّت عليها يديه وعضّت شفتها ما بتنطق موضوع حفيدة سموّه حتى لو ما كان يسمعها لأن هالموضوع ما تعرف له قرار ووقت كُشف كمّ عبايتها يبين لها أثر عضّتها والدم ، تسترجع أوّل الحكاية وجروح الصقر ومدّتها بهمس : ما شفتني
وهي نطقت ما شفتني عمداً لأنها تعرف هالكلمة وش تسوي بقلبه وكلها أمل إنها بتلمسه بهالكلمة وضحكت وسط دموعها بهمس : ضاع العدل بالناس لو تظلميني ، متأكد للآن ما ظلمتك ؟
-
" قبـل مدّة "
رجف قلبها لأنه حاوط خدّها ، لأنه منزوع قلب وبداخله غضب تشوف هالشيءّ لكن دموعها ، تكرارها لإنه ما يشوفها تركته يكرر همسه : وش صار ؟
شتت نظرها داخلها يمتلي كلام بشكل مخيف من بعد كلام أمها ، عتاب أمها وخصامها لها بخصوص الزواج وما توقعت إن يُنزع قلبه من محلّه لأن عروق محاجرها تلّونت بالأحمر الشديد يلي تركه ما يثبّت : قصيد وش فيـه ! أحد كلّمك ؟
هزت راسها بالنفي ، ووجه نظره لسلاف يلي جمّعت أغراضها تسلّم عليه من بعيد وتودّعه وإنهار كله لأن مشيت أمها من جنب ، وهدّت هي حيله يستند جبينها على صدره يدري تبي تمسك نفسها وهو يبي يمسك حيله من الرهبة يلي صابته قبّل أعلى راسها ، وهمس لأنه يلعب بقلبه هالطبع وإنه جاب مكانها من غيرها : لا أدوّر مكانك من غيرك قصيـد
هزت راسها بإيه تشتت نظرها ، تمسح دموعها بكلّ عشوائية ونطقت من إختلاط كلام أمها عليها : ذياب أنا ظلمتك ؟ أظلمك ؟
رفع حاجبه من السؤال وإنه بدون سبب : ظلمتيني ؟
هزت راسها بإيه وفهم إنها بتبكي لو يقول إيه ، إنها فعلاً بتنهار وهز راسه بإيه يجرّبها : إيه ظلمتيني
ما لحق يكمّل الكلمة لأنها صدّت بأنظارها لبعيد ، لأن رجعت دموعها تتجددّ من جديد وإنتبه إنها بتنهار فعلاً : ظلمتيني قصـيـد
رجعت نظرها له لكنها عضّت شفايفها ما تبي تتكلم ، ولا هو كان يبي منها كلام هو قبّلها يسرق نفسها من نفسها ، من دموعها لأنه عرف كل خوافيها ولأوّل مرّة يحسها تقبّله بالمثل أبعدت تاخذ نفس ، تلمّ قلبها وقلبه بيدها يلي تركتها على صدره وإنها ما وجّهت نظرها له نهائياً سندت راسها على صدره من جديد ، وقبل راسها يثبّت يده على ظهرها بهدوء : ضاع العدل بالنّاس لو تظلميني
رفعت نظرها له لثواني ، ونزّل نظره يوتّر الدم بعروقها : وإجابته قبله لو تبينها بالصريح
ولأنها هي قصيد ، وتعرف كلّ سطر شاعري هُز قلبها كان سؤالها " ظلمتك " ، وجاوب " ضاع العدل بالنّاس لو تظلميني " لكن مقصدّه كله ، كلّ مقصده الكامل " لا يابعد كلّ القرايب والأحباب .. ضاع العدل بالنّاس لو تظلميني " وجّه نظره لها يوتّرها ، يوتّر قلبها لأنها تتوقع منه كل الأطباع لكن طبع الشاعر ما توقّعته ، وجاء بطبع يخصّه هو لوحده وهالشيء يغرّقها ، يهلكها لأن كل شيء يختلف معه إختلفت الكويت يلي كل طفولتها فيها معه ، وإختلف طبع الشاعر يلي هي تربّت بكنفه معه كله يختلف معه ، كله يصير يخصّه ما رُحمت من نظراته ولا رُحم قلبها حُب له عرف المكان يلي ما يعرفه أحد بالدنيا من هجرانه إلا هي وأمها ، وجاء لحزنها وهالشيء كبير عندها..- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦
![](https://img.wattpad.com/cover/360353439-288-k840568.jpg)
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...