_
« وسط الصحـاري »
شد فروته وهو يسمع حكاوي الرجال بكل إصغاء ، يتأمل جده نهيّان الكبير لدقائق طويلة ورجال جماعتهم يلي ما يعرفهم لكنهم قرروا الزيارة بهالوقت وسمح لهم جده ، مرر أنظاره عليهم جميعاً ووقف تأمله والزمن وقت صادف عيون أبوه ، أبوه المتلثمّ بشماغه ويتغطى بفروته وتتعلق نظراته بنهيّان وكأن البشر والمدى كله فراغ ولا به حيّ إلا نهيان ، كانت نظرات أبوه مؤلمة ، مرخيّة ، تتوارى عن الرجال ولأول مرة ما تكون بحدتها المعتادة ، كانت نظراته تداري نهيّان ولا غير نهيّان .
نهيّان يلي من قبل سنتين بالتحديد وقت ودّع تركي آل نائل وأهله للديار البعيدة ، صابه فُتور غير طبيعي من الرياض ، صارت البيوت تكتمه ، والأماكن تضايقه وتضيّق عليه ما يتحملها ، سمع حواره العابر بمرّة مع أبوه وهو يطلبه شيء واحد فقط " أبي البر ، خيامي وحلالي الأول ياحاكم " ووقت سأل حاكم عن السبب ، رد عليه بجملة مُستحيل ينساها ذياب طول عمره ومداه " ذكّرني الذيب إني ولد البر ، إننا أهل البر وتركناه وهو الليّ يميزنا ، تضيق عليّ الديار ياحاكم والخيام تريحني "
ووقتها شيّد حاكم الخيام كلها لجل نهيان ، رجّع له حلاله الأول من إبل وصقور وكل شيء يوّده ويتمناه كله لجل تزول عنه الوحشة والضيقة من الديار والرياض ..
صحى من ذكرياته وخط تأمله من سمع صوت السيارات بالخارج ومباشرة وقف لجل يشوف من أصحابها ، رجع يدخل وهو يناظر أبوه يبلّغه إنهم أهلهم : آل سليمان
هز حاكم راسه بزين ، ونطق نهيّان يناديه : تعال يمي
تقدم لجده يلي وده يعتدل بجلسته ، وكان حاكم بينطق لكن سكت من كان ذيّاب عارف وش يتصرف وكيف يساعده لجل يجلس عدل ونطق نهيّان : الذيب أنا أشهد ..
جلس ذيّاب بجنب جده وهو يحس بسكون المجلس والنظرات يلي تتوجه له وقطع سكون المجلس حوار توجه له من أحدهم : ماهو مكانك الصحاري يا ذيّاب ، مكان الرجّال الشداد ماهي للوراعين ! ناظره ذيّاب بهدوء لثواني فقط بدون رد ، وإبتسم نهيّان وهو يناظره ويوجه كلامه لصاحب السؤال : رجالٍ شديد ذياب ، ما يختلف عن حاكم يابوماهر وإنت تدري بحاكم
هز راسه بالنفي : الأبو أسد ما يختلف عليه إثنين لكن هالجيل يختلف يانهيّان ، يختلف بالحيل وإلا ما كنت رديّت عنه ، يا ذيّاب ما ودك ترد ؟ عيش الصحاري ومجالس الرجال يربون البني آدم ويجمّدونه تعلّمت شيء وإلا راعي دلع ؟
عضّ ذياب شفايفه بهدوء : تعلّمت كثير إنت بحاجة له
ضحك أبوماهر لثواني وهو يناظره وكان مقصد ذيّاب واضح للمجلس كامل وسبب بعض الضحك والإبتسامات بينهم بإن ذيّاب وهو توه ، تعلم كثير أبوماهر ما تعلّمه : قم صب لي قهوة ياولد قم ورني وش تعلمت
ما تحرّك ذياب من مكانه وهو يدري إن أبوه بيتكلم لأنه لمح نظرات الغضب بعينه وبالفعل نطق حاكم : يابوماهر لو قام يصبّ فهو يحشمك وعشاني ، وإنت ما تستاهل حشيمة إن تبي رأيي
سكت المجلس مباشرة من نطق حاكم الجامد ، وتراقص داخل نهيّان فرح من كمّل حاكم : وإن كان صغير سن المجالس بالعقل وإنت قلتها قبل سنين ، إن تغيّر الجيل عليك وتغيّرت تربيتك حنّا تربية الرجال عندنا ما تختلف ، إن غلطت عليه إنت بتزعل يابوماهر ماهو حنّا
وقف حاكم بهدوء وهو يسمع أصوات عمامه ورجال آل سليمان : إجلس بمكاني يا ذيّاب
سكت المجلس للمرة الثانية من كلمة حاكم يلي تزامنت مع دخول رجال آخرين من جماعتهم ، جات بوقت يبين لهم إن ذيّاب قيمته ومكانه بصدر المجلس ماهو الليّ يحركونه لجل صغر سنه ويجلّسون الأكبر منه محله ..
كان يتمنّى نهيّان يفهم ذياب هالشيء ويقدّره لكن ما كان من ذيّاب أدنى تعبير على ملامحه ولا بحروفه ..
-
وقف خارج الخيام ياخذ نفس من أعماقه ويزفّره مره أخرى لجل يخفف من غضبه ، يتلاشى بُخار البرد من فمه من قو البرد وأنظاره تجول على المملكة الصغيرة يلي شيدها وهي كانت صحراء ما تقرّبها الحياة لجل نهيان ، شيّد بها ثلاث خيام متفرقة وخلف ظهره بيت شعر كبير لأنه يدري بنهيّان يصبر عن الرياض لكن ما يصبر عن الناس والضيوف ويبي لهم مكان يليق فيه وبإسمه وبكونهم ضيوفه ، قدامه شبك الإبل وبجنبهم راعيهم ، وقدامه مشبّ للنار حوله الصخور من كل مكان ويرتمي فيه الحطب متى ما زانت القمرا طلع نهيّان مع ذياب وجلس فيه ، طلّع جواله من جيب ثوبه وهو يرد مباشرة من كان تركي : حيّ بوعذبي ، بشرني وش الأخبار
إبتسم تركي بهدوء : إن كان نهيّان حولك ، بشّره وقل له قصيد الشاعر جات على الدنيا بخير وسلامة سكنت ملامح حاكم لوهلة بعدم إستيعاب وسرعان ما تغيّرت ملامحه : قصيد بنتك ! ولدت أم عذبي !
ضحك تركي وهو يهز راسه بإيه كأن حاكم يشوفه : إيه قصيد بنتي !
ضحك حاكم مباشرة وهو يفرك عيونه أكثر : وإنتم بخير ! إنت وعذبي وأمه وهي ؟
إبتسم تركي بخفيف وهو يتأملهم قدامه : كلنا بخير ونسلّم عليك ، بشّر نهيان لا تأجله وكلمني بعدين
طلع نهيّان من بيت الشعر وبجنبه ذياب يلي يسنده ، وإبتسم حاكم وهو يناظر نهيّان : إتصل عليّ المحامي
رفع نهيان أنظاره مباشرة ، وهز حاكم راسه بإيه : يبشّرك جاته بنته قصيد ، وزوجته بخير وسلامة وكلهم بخير !
ضحك نهيّان وهو يشد على إيد ذياب : يالله لك الحمد والشكر ، لا مشوا الرجال إتصل لي عليه بكلمه
إبتسم ذياب من فرح جده اللامُتناهي وكأن الدنيا ضحكت له ما بشّرته بخبر مُفرح وبس إنما صارت بين يديه بشكل تركه يحبها من أول وجديد ، بشكل تركه يذبح الذبايح ويعلن سروره بـ" صارت لي حفيدة " ، رفع ذياب حواجبه من لمح طرف شخص صغير يتمشي بين الخيام ، ومشى وهو ياخذ العصا يلي عالأرض : ولد !
مد إيده يسحبه بعيد عن الإبل ، وضحك نهيان أخوه بعبط : ذيّاب خفت مني ؟
كشر ذياب مباشرة وهو يناظر حوله : إنت ليش جيت ؟
إبتسم نهيان وهو يناظره : مو بس أنا ! كلنا جينا
رفع ذياب حواجبه لثواني بإستغراب ، وسحبه نهيّان معاه للخيمة البعيدة وإبتسم من أعماقه من إستوعب إنه مو بس عمامه والرجال الحاضرين حتى أُمه وعماته وأخوانه معاهم ، توجه لأمه يلي إستهّلت ملامحها وقبل ملامحها رقّ قلبها من منظره ، العصا الصغيرة يلي بإيده وفروته يلي على طوله والشماغ المُلتف حول راسه : ذيّابي
كشرت ورد لأن أمها نسيتها مباشرة : ماما نسيتيني؟
هزت ملاذ راسها بإيه وهي تاخذ عبايتها ، والفروة يلي خلفها : نسيتكم كلكم دام ذيّاب جاء ، تعال ياماما
رفع نهيّان حواجبه : عادي نجي معاكم طيب ؟
هز ذياب راسه بالنفي من لبست أُمه فروتها : لا إجلس عند ورد أمي شوي وترجع عندكم ، تبين أبوي ؟
ضحكت ملاذ وهي تهز راسها بالنفي وتمشي معاه لخارج الخيمة : أبي أخبارك أنا أبوك بشوفه بعدين
جلست خلف الخيمة ، وجلس ذياب بجنبها وهو يناظرها ويعرف ملامح أمه وقت تتأثر وكثير وفعلاً كانت ثواني لحد ما عبّرت عن تأثرها : بحفظ هالأوقات كلها لجل أحكيّها لك وقت تكبر ، رغم إني طرف متضرر فيها وتاركني عشان هالبر بس بحفظها
هز راسه بالنفي بهمس : بس ما تركتك ، دايم أزورك
ضحكت ملاذ بخفيف وهي تحاوطه تحت يدها ضحكت ملاذ بخفيف وهي تحاوطه تحت يدها : ما تكفيني زيارتك ، لازم تصير دوم الدوم عندي بس بشفع لك لأنك تحبّهم ، وتحبّ حياتهم ، وأحب إنك تحبهم وأقوّل لك سر ؟ مرافق جدك نهيّان وأبوك والبر وكل هالحياة هنا ، بيعطونك معنى أكثر للحياة من أي مكان ثاني بالدنيا ..
إبتسم فقط وهو يشتت أنظاره بعيد ، وتأمّلته أُمه بعدم إكتفاء لأن كثيرة على قلبها أطباعه ، كثيرة تقدّمه عن كل شخص بسنه وعمره وإن حياته مو مثل الباقين بين أقرانه ، حياته مع أبوه وجده والمجالس لدرجة وقت هي تحاكيه ، ما تحس إلا إنها تحاكي شخص بعُمرها وبعقلها ، من وقت قرر نهيّان إنه يرجع لحياة البر صارت أوقات حاكم بالرياض قليلة ، دوامه وساعات بسيطة معاهم وباقي الوقت كله مع نهيّان ، كان يحترق ذياب من هالوضع رغم سكوته لكن هي كانت تلاحظ عصبيته السريعة وإنفعالاته وإحتراقه حتى وهو يواريه عن أنظارها لإنه مُرتبط بدراسته وأبوه وجده ومجالسهم بعيدة عنه ما يقدر يزورهم إلا بأوقات بسيطة ، كان أغلب الأوقات يرجع من مدرسته ويتوجه لبيت جده متعب أبو أبوه ووقت النوم يرجع لبيتهم عندها وعنده أخوانه ، من وقت بدأت إجازته توجه بنفسه لمكتب أبوه يعطيه العلم " بتاخذني معك " وما كان يستأذنه نهائياً كان مقرر ومنتهي إنه يبي يعيش معاهم هناك وبالفعل ، نومه وصحوته وقومته كلها بالبر مع جده ، حاكم يغيب ويرجع للرياض وذيّاب يبقى مع جده ورجاله وهالشيء يسبب لملاذ شعور فضيع بالشوق لكنّها ترتاح وقت تشوفه ، وترتاح أكثر وقت تشوف راحته بهالحياة رغم صعوبتها وصلابتها عليه ..
حرك عصاته عالأرض وهو يناظرها : الفجر دايم نصلي جماعة ، أنا وجدي وأبوي والراعي والموجودين من عمامي وعيالهم وحتى ناس ما نعرفهم يجون ويصلون معانا ، بعد الفجر ينام الراعي ، ونطلع أنا ونهيّان أكثر شيء مع الحلال ووراهم لين الظهر ثم نرجع نصلي وينام نهيّان ، وقت يصحى يجلسون هو وأبوي والموجودين من الرجال وأحيان يطلع يمشي لحاله ثم يرجع يجلس
إبتسمت بخفوت وهي تناظره : ويقول لك حكاويه ؟
إبتسم ذياب لأنه يستمتع بحكاوي جده أكثر من كل شيء ، وضحكت ملاذ بتنهيدة من أعماقها : الله يديمه تاج لنا ويديم حسّه ووجوده بينا ..
إبتسم بخفوت وهو يأمّن بداخله وجده همس له بطلعتهم بالأمس بأشياء كثيرة لكنّها بتصبره دايم وبتشد بأسه : المحامي إتصل على أبوي ، جاته بنت ..
إبتسمت ملاذ بحب وهي وصلها الخبر ، ومدت إيدها لجيب فروتها تطلع جوالها : وصلني الخبر ..
سكنت ملامحه مباشرة من لفت الجوال بإتجاهه توريه إياها ، بمهدها الأبيض وبلفّتها وملامحها شديدة الإحمرار وهمس بخفوت : ماشاءالله ضحكت لأنه وقت ما يلقى كلام يقوله ، يذكر الله بدون مقدمات وهذا أحلى من كل الكلام والحكي برأيها ..
ميّل شفايفه وهو ما تكلم بشيء نهائياً حتى عن حادثة بيت الشعر قبل شوي ، كُل تفكّره بكلام نهيّان وقت نطق له " الدنيا تعلمنا دروس ياذياب ، سرع سنينها أكبر درس وإلا من يقول مرّت سنتين على وداعنا للمحامي ، تمرّ السنين مثل الثواني وتتوارى وراها ذكرياتها لكن الصاحي يابوك اللّي ينقش كل ذكرى تهمه لو على الصخر ، يبقيّها حية بعقله ، وحواليه متى ما صابه الحنين يرجع لها يقول الله على ذيك الأيام .. "
إبتسمت ملاذ وهي تشوف شُروده وقررت تقاطعه : أمس كنت عند جدتك فاطمة ، سألتها سؤال يدور ببالي من فترة عنك ، وعن أخوانك
رفع ذياب حواجبه لثواني ، وإبتسمت ملاذ بهمس : سألتها عن خوفي وخوف أبوك عليكم وتبعاته ، بيمنعكم من أشياء كثير ويمكن مو بقصد منّا يمنعكم عن حياتكم وحكاياتكم ، تدري وش جاوبتني ؟
هز راسه بالنفي بفضول ، وكمّلت وهي تسمع أصوات أخوانه : قالت بيعيشون حكايات هم أبطالها ، ذيّاب بطل بحكايته ، ونهيّان بطل بحكايته ، وورد بطلة بحكايتها بدون قيدك وبدون قيد أبوهم ..
قبل لا يكون له نصيب الرد ، ضاعت حروفه بزحمة الأصوات من جو أخوانه يمّهم ومن تعالت أصوات الرجال ، ما كان منه رد لكن تعّلقت بباله جملة وحيدة " بدون قيد أبوهم " وهذا شيء مُستحيل بعينه لأسباب يعجز يحصيها من كثرها ..
_
« لنـدن »
إبتسمـت تتأمل الثلج المُتساقط ، تحاوطها ذراع عذبي أخوها ويتأمل معاها ببرودة الجو القارس يلي يحسّونه من خلف الزجاج رغم المدفئة يلي تدفي الشقـة خلفهم ، حست بإيدين أبوها تحاوط عذبي وتحاوطها ببطانية أخرى وحسّت بإبتعاده بعدها ، لفت أنظارها لوقوفه بالزاوية وإيده يلي على جواله تتصل وتعيد الإتصال لمرات عديدة لكن ما يوصله الجواب ، كانت تلمس القلق بملامح أبوها يلي إيده مشغولة بجواله وإيده الأخرى تدور جاكيته بالعلاقة بجنبه ، نزلت من على الكنبة تترك البطانية وتتوجه له بهمس : إيش فيها ماما ؟
هز راسه بالنفي مباشرة وهو يقفل جواله ، وإنحنى لعندها وهو يلاحظ نظراتها يلي تتفحص ملامحه القلقة رغم محاولاته لإخفائها ، قبّل رأسها وهو يرسم طيف إبتسامة بشفايفه : مافيها شيء ياحلوتي
هزت راسها بزين وهي تعدل له وشاحه بإيدها الصغيرة ، وإبتسمت بخفوت تلمس خده وترجع لعند عذبي يلي فتح لها البطانية من جديد تتدفى معاه ويراقبون الثلج لكنها كانت تراقب أبوها القلق يلي ما قدر يسكر جاكيته من كثر رجفة يديه ، مد إيده لقبضة الباب يفتحها رغم رجفته وسكنت ملامحه مباشرة من كانت قدامه ، من إبتسمت بوهقة وملامحها من وملامحها من أشد ما يكون من الإحمرار من البرد يلي تحسه وهمست : تجمّدت !
ضمها مباشرة وبدون مقدمات وهو يدفي ملامحها الباردة ، يعدل لها الهودي يلي عليها ويغطي شعرها المتناثر والواضح إن البرد وقو الهواء بعثرها كلها ما كان هيّن عليها من أغراضها يلي تضمها لها ومفاتيحها يلي طاحت من يديها ، رجفت وهي تشد على جاكيته من أعماقها وأخذت نفس بإرتياح من حست فيه يحاوطها ، يدخلها معاه ويسكر الباب خلفهم وهمس : لا تحلمين أتركك بهالجو مره ثانيه ولا تجربين تقنعيني
هزت راسها بالنفي وهي ترجف ، وغمضت عيونها وهي تاخذ نفس من أعماقها : ما بجرب ولا بحلم بطّلت ..
مد إيديه ياخذ كفوفها بين كفوفه ، يدخلها بجاكيته ويضمّها تاخذ حرارة إيده وتدفى ، إبتسمت بإرتياح وهي تسند نفسها على كتفه ، وزادت إبتسامتها من عذبي وقصيد يلي يتأملونهم : نسوي شيء دافي نتدفى كلنا ؟
هزت قصيد راسها بإيه مباشرة وهي تعدد الإختيارات يلي ببالها لحد ما رسّيت على " الهوت شوكلت " وهي تبتسم لأمها وأبوها ، ميّل تركي شفايفه بعدم إعجاب مباشرة لأنها ما نطقت كلمة وحدة بالعربي : تكلمي عربي يابابا !
ميّلت شفايفها لثواني ، وضحكت سلاف وهي تنزع جاكيتها وشالها تتركهم عالكنب وتاخذ شال تركي يلي على عنقه تضمه عليها ، إبتسم بهدوء وهو يعدل شعرها : إجلسي معاهم إنتِ وتدفيّ ، بسوي لكم شيء تشربونه وتتدفون ..
إبتسمت قصيد له ، وإبتسم تركي من جات تمشي له وهو يشيلها : لا تتدلعين عليّ بالحيل ، طيب ؟
ميلت شفايفها وهي تتكي على كتفه وإبتسمت تتركه يبتسم بدوره ويدخل المطبخ يتركها على الدولاب ويحاورها وتحاوره رغم تنبيهاته المستمرة لها على كلامها القليل بالعربي والكثير بالإنقلش بحكم تعلّمها وروضتها ومن وقت ولادتها وهم هنا،إبتسمت سلاف من عذبي يلي جلس بجنبها وهي تضمه معاها بالوشاح : إشتقت للرياض ؟ وإلا الكويت ؟ وين ودك نرجع هالمرة ؟
إبتسم وهو يناظرها ،وتكى عليها وهو يحاوط إيدها بيديه : المكان يلي تحبينه ، وأحس تحبين الكويت مثلنا
ضحكت وهي تهز راسها بإيه : أحب كل بقاع الأرض يلي تحبونها ، يلي إنت تحبها بالذات بس لا تقول لأحد ..
إبتسم وهو يضمها ، وإبتسمت سلاف من جات قصيد تمشي على مهلها وبإيدها الكوب يلي يغطي كل كفوفها لأنه كبير : قصـيدنا المغرور ، تعالي ..
إبتسمت وهي تجلس بجنب أمها ، وإبتسمت سلاف من أبعد عذبي مكان لأبوه لجل يصير بجنب أمه على الكنبة ، جلس تركي بجنبها وهو يترك إيده خلفها تحاوط أكتافها وإبتسمت وهي تناظره لثواني وترجع أنظارها لقصيد يلي منغمسة بكوبها ، ولعذبي يلي دخل تحت ذراع أبوه الأخرى يشغل التلفزيون :قصيد إبتسمت مباشرة من كان كرتونها المفضل وهي تلف أنظارها لعذبي يلي يبتسم لها ، وضحك تركي من سولفت له : سلاف قولي لها تسولف عربي !
إبتسمت بخفيف وهي تمد إيدها لصدره : إتركها براحتها ، نرجع الرياض وتسولف عربي مثلنا بس الحين إختلاطها كله غير لا تضغط عليها
ميّل شفايفه وهو يناظرها لثواني ، وإبتسمت بخفيف وهي تحاوط إيده : بكل مرة نجلس فيها على هالكنبة وبهالشكل ، يجي بقلبي شعور يوجع من حلاوته تدري ؟
إبتسم وهو يناظرها لثواني بهمس : إشرحيلي كيف
هزت راسها بالنفي : اليوم كله كنت معاهم وإنت مشغول بإجتماعاتك ، ودك بشرحي كمان ؟ ودك يزيد صداعك ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها ، وإبتسمت بهمس : هالسنين يلي قضيناها هنا ، ولادة قصيد هنا ، إنها كبرت هنا ، إننا إبتعدنا عن الرياض هالمدة كلها وإنك تركت كل أشغالك عشان تكون معي هنا ، تركت آل سليمان ولو إنه ما كان هيّن عليك ولا هان عليّ ، إنك مثل دايم بدّيتني على كل شيء وإني الحين أنهيت دراستي هنا وما تغيّر حلمي بالعكس حققته بألذّ شكل حتى خيالي ما كان يقدر يوصل له ، أنهيته وإنت بجنبي ، عذبي بجنبي ، وقصيدنا بجنبي والأهم ، إنّ صارت لنا حياة مثل ما نتمناها وأخذنا وقتنا الطويل والبعيد عن كل شيء تحملناه قبل ..
إبتسم بهدوء وهو يناظرها ، وزادت إبتسامته من خجل قصيد يلي إحمّرت ملامحها وتلعثمت بين اللُغتين قبل تطلع منها جملة وحيدة : عيونك لذيذة لماما ..
ضحك غصب عنه لأنها تحاول تشرح كيف نظراته حلوة لأمها ، وإبتسمت سلاف وهي تضمها لعندها وتتابع معاهم من خجلها من إبتسامة عذبي لها بالمثل ..
أخذ تركي نفس بخفيف وهو يقبّل كتفها : نحجز ؟ للرياض ؟ وإلا للكويت أول ؟
ميّلت شفايفها بتفكير ما طال من نظرات عذبي لها : للكويت أول ..
إبتسم وهو يتوجه لغرفتهم ، وإبتسمت سلاف من تكت قصيد عليها وبالمثل عذبي يلي بجنبها وهي تتأمل شقتهم هالمرة ، شقتهم الثانية بلندن والمُلك مو نفسها يلي كانت أول فترات سفرهم فيها ، الشقة يلي دخلتها لأول مرة قبل تحمل بقصيد فترة بسيطة وتذكر دخولهم للآن ، تذكر عذبي صاحب السنتين يلي كان يستكشف الشقة قدامهم ، تذكر جاكيته الكحلي الصغير ، الهودي يلي على راسه والشال ، تذكر يديها يلي إمتّدت لأزرار الأنوار تشغلها ، تذكر تركي يلي كان خلفها وبإيده شناطهم ، تذكر شعور الدفء العظيم يلي إعترى صدرها وقلبها رغم البرد الشديد يلي كان بالأجواء ، تذكر مخاوفها يلي سطرتها لتركي أول ما تمددت بجنبه إنها تخاف تكون إستعجلت ، تخاف تكون ظلمت نفسها وظلمته بهالقرار إنها قررت السفر والإكمال بمدينة أحلامها ، مدينة الضباب لندن ، تذكر وقتها تذكر وقتها عجز النوم يجيها وطلعت من الغرفة رغم نومه ونوم عذبي بينهم ، طلعت لوحدها تجلس بزاوية تحت الشباك وكانت دقائق بسيطة لحد ما طلع يدورها وعلى أكتافه فروته ، وقتها جلس بجنبها يضمها لفروته وله ، يقبّل كتفها ويهون الغربة وقرارها عليها ، يبيّن لها إنه ترك المكتب والوزارة لرغبته إنه يكون معاها لأنه هو بمثل إحتياجها ويمكن أكثر للبُعد ، هو بمثل إحتياجها لحياة كل أشخاصها هي ، وهو ، وعذبي خصوصاً بعد كل شيء مرّ بحياتهم وأرهقهم ..
تذكر لحد هاللحظة إبتسامتها الخافتة وتعابير خوفها يلي كانت ترتسم بملامحها قبل تنساب من حروفها وقت صدمته بقرارها يلي قررت تشاركه فيه هالمرة ، رغبتها بالحمل بعيد عن الرياض وأُمنيتها تكون بنت قلبهم ، رغم تخوّفه وتعقده الشديد من بعد عذبي وحالها وحاله يلي ذاق فيه المرّ وقت حس إنه بيخسرها لكن يقينها كان أكبر ، يقينها ورغبتها وإبتسامها وقت تقول له إنها ما تبي يكون بين عذبي وأخوه أو إخته فرق كبير بالعمر ، ما تبي يتكرر الفرق يلي بينها وبين أخوها سيف فيهم وما تبي عذبي يكبر لوحده ، كانت بداخل تركي تخوّفات وتساؤلات كثيرة عن إنها جات لدراستها ولا وده تنشغل بالحمل لكن ما تغيّر رأيها ولا قرارها كانت قدّه ، وبيّنت له وقتها إنها ما تشيل هم حمل ولا ولادة ولا أي شيء دامه هو بجنبها ، ودام إنهم بعيد عن الرياض وفعلاً صار مثل ما تتمنى وحملت ، وولدت بقصيدتهم المغرورة يلي يوم عن يوم تصير أحلى بكل تفصيل ، وتاكل قلوبهم أكثر وأكثر..
صحيت من ذكرياتها على صوت عذبي يلي يناظرها : بنترك لندن خلاص ؟ بنرجع الرياض دايم ؟
هزت راسها بإيه بإبتسامة خفيفة : بنرجع الرياض دايم ، مالنا غنى عن ديرتنا وأهلنا وناسنا وإلا وش تقول ؟
هز راسه بإيه وهو يناظر قصيد يلي تتأملهم ، وإبتسمت وهي تمسح على شعره : سولف مع إختك شوي وأجيكم
هز راسه بإيه ، وقامت سلاف تتوجه للغرفة لكن إبتسمت من حكي قصيد مع عذبي وهي تدخل لعند تركي : تاكل قلبي وقت تسولف بهالرقة وهالعبط ! تقول لأخوها بتوحشني لندن وبتوحشني كنبتنا وجيراننا وكل الناس !
ضحك تركي وهو يناظرها لثواني : وتكلّمت عربي ؟
ميّلت سلاف شفايفه وهي تجلس بجنبه : ما تكلّمت عربي لكنها تعرف وهذا يكفي وبنرجع للرياض ويصير العربي أكثر بلسانها لا تضغط عليها ، مو لذيذة لما تسولف بهالطريقة ؟ ما تحس ودك تصفقها كف ؟
هز راسه بإيه وهو يسكّر اللابتوب يلي قدامه : ودي أصفق أمها كف على هالطبع ! وش هالكفوف يلي تحبينها عشانهم ولا كنتي تطرينها إلا بعد عذبي !
ميّلت شفايفها لثواني بتفكير ، وإبتسم فقط من دخلت قصيد تشتكي له من عذبي لأنه ما لأنه ما يحط البطانية عليه والجو بارد ، عضّت سلاف أصابعها مباشرة : الحنيّة هذي وش طيب !
إبتسمت قصيد وهي تصعد السرير عندهم ، وتجلس بحضن أمها وميّلت شفايفها وهي تخاصم تركي على نظراته لأمها ، ضحك وهو يفرك عيونه : والله يابابا خاصميني من اليوم لآخر مدى ما بكفّ النظر ، وخاصميني بالعربي لا تقولين ليّ هرج ما أحبه
رفعت أنظارها لأمها يلي ضحكت ودخل عذبي يلي تمدد بحضن أبوه : متى نرجع الكويت ؟
ميّل تركي شفايفه : ديرتك الرياض قبل الكويت ياعذبي
هز عذبي راسه بالنفي : ديرتي عند عمي عذبي !
إبتسمت سلاف من قصيد يلي طغى حبها على عيونها وظاهرها من طاري عذبي يلي تعشقه وقليلة كلمه العشق عليه ، ضحك تركي وهو يشوف الفرح بعيونهم الإثنين وسوالفهم عنه ، وهمس : ومن ما يحبه ؟
كانت ثواني بسيطة لحد ما نوّر جوال تركي بإسم عذبي ، ورد عليه سميّه مباشرة وإنضمّت له قصيد بدون مقدمات وكانت سلاف تراقب إبتسامة تركي ، مشاركته لعياله بالحديث مع عمهم عذبي يلي ما تغيّرت أطباعه للان ، عذبي يلي فجأة يضرب بمخه بوسط دوامه ويمرّ نص اليوم يلقونه بقلب لندن عندهم ، عذبي يلي يرخص الغالي النفيس لجل تركي وعياله ولقصيد بنته ، عذبي يليّ رغم السنين البعيدة ويلي ما رجع فيها تركي للرياض إلا مرات متفرقة ومو لهم ولا للكويت كان موجود دائماً ، ما تمرّ السنة ولا الثلاث شهور إلا وهو عندهم بنيّارا زوجته أو بدونها أحيان لو كانت مشغولة ، صار لهم بالغربة ٧ سنوات تقريباً كبر فيها عذبي وصار له من العمر ٧ سنين ، كمّل فيها تركي أشغاله من بعيد لبعيد ، إنتهت سلاف من دراستها وصار لقصيد منها ٥ سنين والحين صار وقت الرجوع ، وقت العودة للديار ولأهلهم .
وقفت قصيد وهي تترك أبوها وأخوها يكلمون عذبي الكبير ، وتتوجه للدولاب بجنب أُمها يلي طلعت الشنطة لجل تشيل أغراضهم وملابسهم وطالبت أُمها بالإنتظار وإنها بتسوي شيء مهم ونطق تركي يلي ما كان معاهم بموضوعهم ولا يدري عن شيء لكن عدم إستخدامها لأي كلمة عربية تركه ينطق : عربي يابابا
كشرت قصيد وهي تناظره لثواني بحنق : لا تكلمني !
ما ناقشت أبوها أكثر وهي ترجع أنظارها للدولاب تطلع لها ملابس ، تشرح لأمها إنها بتلبس هاللبس بالمطار ، وتتوجه لدولاب الشوزات - الله يكرمكم - تختار وبكل إختيار تاخذه بإيدها تشيّك لو أمها عندها مثله أو لا وميّلت سلاف شفايفها بهمس: متأكدة ؟
هزت قصيد راسها بإيه وهي تبعد شعرها عن عيونها ، وتنرفزت مباشرة لأنه يرجع لها وضحكت سلاف :تعالي أرفع لك شعرك
هزت راسها بالنفي وهي تمشي لأبوها بتشكّي : بابا شعري !
عضّت سلاف أصباعها وهي منهارة تماماً على حركات.. الدلع يلي تسويها ، مشيتها العبيطة ويدها يلي ترفع أطراف شعرها بعشوائية والغرور الغير طبيعي من لفت ظهرها لأبوها لجل يرفع شعرها : ياماما حرام عليك
إبتسم عذبي وهو يتمدد وأنظاره على قصيد الواقفة أمام السرير وظهرها بإتجاه أبوها يلي جالس عالسرير ويرفع شعرها ، أمه الجالسة عالأرض قدام الدولاب وملامحها تعبّر عن عظيم الحب فيها لقصيد : أمي أنا ولا قصيد ؟
ضحكت سلاف وهي تناظره ، ونطق تركي وهو يرفع قصيد لحضنه من عرف إنه يقيس مراتب الحُب بقلب أمه : قبلكم أنا ، ثم إنت وإختك
ضحك عذبي وهو يناظر قصيد يلي تلعب بإيد أبوها ، ونزل من على السرير يتوجه لأمه : أساعدك ؟
هزت راسها بإيه من إنحنى لناحيتها وهي تقبّل خده : الشنطة يلي بغرفتك شوف ملابسك وملابس أختك
نزلت قصيد من حضن أبوها وهي تتوجه لعذبي تمسك إيده وإبتسمت سلاف من دخّلها عذبي تحت ذراعه يتوجهون لغرفتهم ، غرفتهم يلي المُفترض قصيد تنام فيها مع أخوها لكنها ما تعرف النوم إلا وسط أمها وأبوها ..
-
« الكـويـت ، العصر »
مشيت سلاف مُتقدمة عن تركي يلي بقى بالخلف لجل أغراضهم ولجل تبقى مع عذبي وقصيد يلي من حماسهم يدورون البوابة ويعرفون إن خلفها عمهم عذبي ، ضحكت غصب عنها وهي تسمع صوت عذبي العالي ويلي إنحنى يشيل قصيد وعذبي إثنينهم بحضنه ، إبتسمت قصيد وهي تقبّله مباشرة ورجع يقبلها فوق المرة عشر وبكل قبلة تتوّرد ملامحها أكثر وتضحك : حيّ بنتي !
تعلّقت بعنقه مباشرة ، وإبتسمت سلاف : تعبتوا عمكم إنزلوا
هزت قصيد راسها بالنفي وهي تلمس ذراع عذبي وتناظر أمها بتعجّب " عنده عضلات ما يتعب " ، ضحك عذبي وهو يقبّل راسها بإفتخار : تفهمين يابوي تفهمين
جاء تركي يلي شايل الشنط خلفه : بوتركـي
إبتسم عذبي وهو ينزلهم من حضنه ، ومشى لناحية تركي وهو يضمه مباشرة : حيّ هالوجه ! ما بغيت تنورنا ياخوك
ضحك تركي وهو يضمه ، وجات قصيد من جديد لعمها عذبي وهو ترفع يديها وهز تركي راسه بالنفي : عمك بيساعدني على الشنط ، روحي مع أخوك يمسك يدك وإمشي زيه ما بيشيلك أحد
كشرت مباشرة ، وعض عذبي شفايفه وهو يناظر تركي بهمس : لا تكسر بخاطر بنتي عشان ما أكسر بخاطرك
ناظره تركي بتعجب من إنحنى عذبي يشيلها فوق أكتافه وتمسكت قصيد بدورها براسه ، مد يديه ياخذ الشنط يلي خلفه وضحك تركي : عشانها تطّلع الحلول غصب ؟
هز عذبي راسه بإيه بتأكيد : صاحي تسألني ؟
إبتسمت قصيد بغرور وهي تلوّح بإيدها لأخوها وأمها ، وميّلت شفايفها من توجه أبوها لأمها وتلاحظ إيده يلي صارت خلف ظهرها وقربه منها كانه يهمس لها بسر ، عرفت نظرات أمها وإن ودها تقول له " لا " وتمنعه لكن
لكن ما قدرت والباقي إنها تعرف الموضوع بس ، وش الشيء المُستعجل يلي ترك أبوها يهمس لأمها بهالشكل وضاع تفكيرها كله من لمحت عيال عمها عذبي " تركي ، وأخوه الأصغر منه فهد " وإبتسمت تنزل من على كتف عمها وتتوجه معاهم يسبقون أهاليهم للسيارة ، إختارت المكان بجنب تركي ولد عمها هالمرة وعن يمينها فهد ثم أخوها ثم أمها ، وقدام أبوها وعمها عذبي يلي يسوق السيارة متوجهين لبيته ، بيته المليان بعمامها مثل ما حكت لها أمها بالطيارة إنها بتلاقيهم كلهم وأخيراً مو متفرقين ..
نزل تركي ولد عمها أولهم من السيارة وهو يمد لها إيده ، وإبتسمت وهي تنزل معاه وتمشي قبلهم كلهم وضحك تركي أبوها بخفيف : يمون السميّ يمون
إبتسمت سلاف وهي تتأملهم ، تركي ولد عذبي أصغر من عذبي بأقل من سنة ، وفهد أصغر من قصيد بشهور ..
قصيد يلي وقت قربت من الباب توقفّت عنده ، وصار تركي خلفها ياخذ منها شنطتها من نزلتها ورجعت تمسك إيده وهو يمسك شنطتها بإيده الأخرى .
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...