بارت ٤١

16.6K 324 63
                                    


'
-
'
رفعت علياء نظرها وهي تحاول تشوف من بين دموعها : قصيـد ؟
هزت راسها بإيه تعضّ شفايفها مباشرة وقرّبت تنحني تقبل راس علياء الجالسة على الكنب : قصيد يمه ، سميّ
شتت ورد نظرها مباشرة لأن كتمتها دموعها ، كتمتها ما تقدر تسكت عنها تنهار كلها مباشرة ومدّت درة يدها ليد ورد تقومّها عن إنحناءها بالأرض تجلّسها بجنبهم ، وإنحنت قصيد لعلياء اللي تقبّلها للآن تحس حرارة دموعها وهمست براجف الصوت : عظم الله أجركم ، والله يرحمه ويغفر له
هزّت علياء راسها بإيه كانت على وشك تتكلم ، لكنها أجهشت بالبكي من جديد تضم قصيد لها وتبكيه ، تبكيه بجُملها بحروفها بكلامها ومسكت قصيد نفسها رغم حارق الدمع على خدها : أمي قولي لا إله إلا الله ..
_
« آخـر الليـل »
صار وقت رجوع الرجال بعد مهُلك اليوم وطويله ، علياء نامت وأخيرًا وسكن البيت ، سكن رغم إنه مليء بآل سليمان وبقيت قصيد وأمها معاهم لكن تأثير الموت والعزاء للآن أخذ منهم كثير ، كثير ما يردّه أحد وجلست درة بجنب ديم تهمس لها : روحي غرفتك إرتاحي ، أمي علياء طيبة مافيها شيء وحنّا كلنا موجودين روحي فوق
هزت راسها بالنفي تشد يد درة وهي أفزعها الموت ، أفزعها ولازال يفزعها السكون الغير عادي بجلستهم رغم إمتلاء الصالة بنساء آل سليمان وإن ما بقى إلا الأهل لكن فيه شعور " مؤلم " بملامحهم الباهتة ، بإنها تشوف أمها متمددة على فخذ ملاذ ، تشوف توق وجود الجالسين بصمت ، وسن المتمددة بأحد الكنبات وجنبها بنتها النايمة ، ورد المرتكية على كتف قصيد بجنبها ، وسلاف الساكنة بجنب قصيد وأم نصار جنبهم ونزلت نظرها لجوالها من وصلتها رسالة من نهيّان " كلنا جايين " تقفل جوالها : الرجال جايين
تنهّدت ملاذ من أعماق قلبها : الحمدلله ، كلهم ياديم؟
هزت راسها بإيه ، وتنهّدت نهى : جهزي لهم شيء ياملاذ
قامت ملاذ فعلاً تقوم خلفها توق وجود ولفت قصيد نظرها لورد يلي إحترقت محاجرها من جديد وبدون مقدمات بهمس : وردي
هزت راسها بالنفي تغطي عيونها : ماعندي إستعداد
عضّت قصيد شفايفها لأن أصوات الرجال ضجّت بالمدخل الخارجي توصلهم ، يوّدعهم أبوها تسمع صوته وتميّزه بينهم وذياب ماله صوت تلفّ سلاف بإتجاه قصيد بهمس : هذا أبوك .. تجين معانا ماما؟
ما تعرف ، وش الوضع كله ما تعرف هي المفروض تجلس وتلاقيه ، وإلا هو بيجيها ، وإلا هو بيكلمها أساساً ما تعرف لكن وسط إنهيار ورد هذا هي ما بتمشي وتتركها : لا
هزت سلاف راسها بإيه فقط ، ومسحت ورد على عيونها لثواني من وقفت درة تقفّل جوالها : نروح ورد ؟
هزت راسها بإيه لأنهم بيشوفون آبائهم ، ووقفت ديم معاهم تمسكها درة : مافيك حيل إرتاحي
_
« جهة الرجـال »
وقـف نصّار بجنب نهيان بالحديقة الخارجية يمسح على راسه ، يمسح على جبينه وهو يرسل لورد ما ترد عليه ولف نظره لنهيّان الشارد تماماً : نهيّـان
نزل نهيان شماغه عن راسه ياخذ نفس من أعماق قلبه : يسلّمون على أبوي وعمي الحين أكيد يعزوّنهم
هز راسه بإيه يلف نظره للخلف : ذياب بالمجلس ما طلع
تنهّد نهيان من أعماق قلبه لأنه وقت ما شالوا جنازة جده ، لأنه شاف موقف يمكن محد لمحه إلا هو لكنه نفّض صدره بشكل غير طبيعي من شاف أبوه " تعب " لوهلة ، وهُزم لوهلة وشاف ذياب اللي تبدّلت ملامحه كلها كأنه ما حس موت متعب إلا بعد ما تبدّلت ملامح أبوه تغرق عيون نهيّان يضغط عليها من جديد : يارب
تنهّد نصار يضرب على ظهره ، ياخذ نفس من أعماق قلبه من لمح تركي خرج لسيارته : ما قصر أبوعذبي ، ما قصّر
هز نهيّان راسه بإيه يمشي للجهة الخلفية : يطلعون أهله الحين أكيد ، تعال
-
وقفت على مدخل المجلس تحس رجولها ما تشيلها ، تحس رجولها ما تحملها ورجعت خطوة ديم ، ودرة من تنحنح ذياب قبل خروجه تتسمّر ورد بمكانها : ذيـاب
سكنت ملامحه لأنه كان خارج من المجلس وده ياخذ نفس لكن وقت سمعها هي خطفت كل النفس عنه ، زلزلت الأرض تحته من نبرتها : معك أحد ؟
هزت راسها بالنفي ترجف بمحلها وما تكلّمت ، ما قوت تتكلّم بكلمة يرفع نظره يدوّرها : ورد ؟
عضّت شفايفها مباشرة لأنها بتبكي ، لأنها ترجف ولأنه بمجرد ما طلع كله يصير أمامها هي ما عاد قدرت تمسك دموعها ومدّ يده مباشرة لها من إرتمت بحضنه يشدّ عليها ، يُشل لسانه بمثل هالمواقف لكنه ضمّها من أعماقه يمكن يهدي روعها ، يمكن يهدّي خوفها اللي يعرف كل أسبابه وكل مافيه ينطق : أبوي طيّب ، وصابر وواقف ومسلّم لله وبحيله ورد حبيبتي .. طيّب أبوي
هزت راسها بالنفي تشهق مباشرة : كيف بسلّم عليه كيف بشوف عيونه ذياب ما أقدر ! ما أقدر
كيف يلومها وهو طول وقوفه ما قوى يحط عينه بعين أبوه ، طول وقته حوله وجنبه وخلفه لكن ما قوى يشوف عينه لو لحظة لأنها بتهدّه ومسح دموعها على وشك يتكلّم ، على وشك ينطق لكن فُتح الباب ينطق حاكم : ذيـاب
كان ودّها تصرخ ، ودها تنهار بمحلها لكن ما لقت إلا إنها تغطي ملامحها كلها بيد ذياب اللي يمسح دموعها ، تتوارى خلفه لأن ماعندها قدرة ولا طاقة تشوفه وإبتسم حاكم بهدوء : بنتي ورد
بكت ، من أعماق قلبها بكت ورد لأنها تعرف إن أبوها يحزن ويرسم طيف الإبتسام عشانها هي بشكل يحرقها وما قوت حتى تسلّم عليه يمسح حاكم على جبينه لأن ذياب تسمّر بمكانه يشدها ، يحاول يخفّ إنهيارها وهو إنتهى كله لانه لمح نظرة أبوه لورد المنهارة يمسح دموعها ، يقبّل جبينها بهمس : روّحي له ..
أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تدري بمجرد ما تسلّم على أبوها بتهلّ دمعتها من جديد وبالفعل من أول ما مسكت يده ، من أول ما رفعت نفسها تقبّل راسه وشتت ذياب نظره من قبّل أبوه راس ورد يهمس لها : الحمدلله على كل حال ، والله يرحمه ويغفر له إدعي له ياورد
شتت ذياب نظره لأن ورد تبكي جدها ، وتبكي حزنه من حنانها وهزت راسها بإيه ترجف نبرتها : الله يرحمه ..
طلع فزاع من المجلس يشوف ورد اللي مسحت دموعها بعشوائية تناظره وحاكم اللي يحاوطها بشدّة تحت جناحه يحنّها من الشعور كله : ورد
عضّت شفايفها تمدّ يدها تسلم عليه ، تقبّل راسه بهمس لكن ما بعّدها حاكم عن جناحه تنطق هي : عظم الله أجرك عمي ..
هز راسه بإيه يتنهّد : أجرنا وأجرك يابنتي ، الله يرحمه يابوك
دخلت ريف تلف نظرها لدرّة وديم ، وسكنت ملامحها من لمحت حاكم وفزاع ودموع ورد وذياب : البنات هنا
هز ذياب راسه بإيه لأنه بيخرج ، ومشى بإتجاه الباب ينطق حاكم بشكل ما توقّعه هو من نفسه : لا تروح ياذياب
لف نظره لأبوه لأنه ما بيروح ، ومستحيل يروح ويتركه يهز راسه بإيه : أبشـر
طلع يحتاج يتنفّس ، يحتاج يوّقف صداعه شوي لأن العواقب وخيمة لو طوّل بنفس الضغط ويدري بها وطلع يتنفّس ، طلع يحاول يستوعب وهو ما وده بالإستيعاب وأكثر من مر عمّه عناد بجنبه : ما بقى أحد يا ذياب ، مشى عمك تركي وأهله وأصحاب أبوك بعد .. بروح الحين تبون شيء ناقصكم شيء يابوك ؟
هز راسه بالنفي يمسح على عيونه : ما قصرت ياعمي
ضرب عناد على كتفه يمشي ، ورفع ذياب نظره لثواني يستوعب " مشى عمك تركي وأهله " يلف نظره لبيت أبوه من جديد هي جات ، ومشت ، أو ماجات ، أو وينها بالضبط مايدري ونُفض صدره لوهلة لأن هي مع أمها وأبوها مستحيل يمشون وتبقى هي يضغط على عيونه : يارب
كان على وشك يطلع جواله من جيبه يكلمها لو ما جاء له نصّار ، وجاء نهيّان بجنبه يمسح على جبينه : بروح داخل
هز ذياب راسه بإيه فقط ينبهه بعينه إن فيه أحد ، يهز نهيّان راسه بإيه وناظر نصّار ذياب لثواني طويلة : تشوف؟
هز راسه بإيه رغم إن مرّت عليه لحظات يحس الدم يسيل على جبينه ونظره " إحساسًا " فقط من قوة صداعه والألم ، مرّت عليه لحظات تظلم عيونه من شدة الضغط كأنه بيطيح من طوله لكنه يتماسك وشتت نصّار نظره : كانت تبي تشوفه ورد .. ليه رديّتوها ذياب؟
رفع نظره لنصّار لثواني لأن أخته " حنونة " ، أخته رقيقة بشكل ما تتحمّل بسيط التعب يمسّ حبايبها كيف تتحمّل إنها تشوف الموت بوجه جدّها اللي تعشقه ، كيف تتحمّله وما تحمّله أبوها ، ولا تحمّله هو ولو رُمى هالشعور ومنظر متعب على الجبال هدّته كيف بأخته ورد : عشانها
تنهّد نصار لثواني لأنه يعرف لكن بنفس الوقت يسأل ، وهز ذياب راسه بالنفي يمسح على جبينه : أبوي أدرى نصار ، يدري هي وش بيجيها لا شافته ووش بيصير بها ..
ناظره نصّار لثواني لأنه يعرف لكن بنفس الوقت فيه جزء منه " ينهار " وشتت نظره : إنت طيب ؟
كان منه الإيجاب بإنه طيّب ، وناظره نصار لوقت طويل يمسح على عيونه ونطق ذياب : ورد مع أبوي بالمجلس
_
« الداخـل ، الأعـلى »
دخل يلف نظره لها من دخلت خلفه مباشرة ، من سكّرت الباب تمد يدها لبطنها ينطق بقلق مباشر : تعبتي صح ؟
هزت راسها بالنفي وهي حسّت المسافة من عند المجلس ومن بين ورد وحاكم وأبوها لغُرفتهم عُمر لكن وأخيراً إنتهى اليوم ، وأخيًرا إنتهى تتوجه للسرير وسكنت ملامح نهيّان مباشرة لأن يدها صارت لظهرها : تعبتي إنتِ
توجه قدامها بعد ما نزّل شماغه ، وسكنت ملامحه ينحنيّ أمام جلوسها اللي على طرف السرير : ديم ؟
عضّت شفايفها لثواني تشتت نظرها : كنا عارفين .. وكنا نقول لا إله الا الله ومتأكدين إن بتجي لحظة يقولون فيها توفّى .. ليه يوم توفى صدق ماتحمّلنا نهيان ؟ كلنا
سكتت ملامحه لأن تعب متعب بآخر أيامه كان مؤلم ، مؤلم عليهم هم بشكل غير عادي لأنهم يعرفون إن الموت راحته وحق لكن ما يقوون ينطقونه ، ولا يقوون يصرّحون به ويدعون حتى له يقبّل يدها لأن ما عنده ردّ ، وعضّت شفايفها لثواني تغرق عيونها بالدموع : أمي علياء ما بقّت دمعة بعيونها وأخاف عليها نهيان ، أخاف من كثر مابكت اليوم تـ
وقف يسكّتها مباشرة لأنها بتفكر بالسيء والاسوأ ، وقف يجلس بجنبها يقبّل راسها بمحاولات للتماسك : وتبكي ، تبكي تفرّغ ولا تكتم بقلبها وحنّا حولها ، حنّا كلنا حولها ودامها تقول لا إله إلا الله كل مابكت .. لا تخافين عليها
أخذت نفس من أعماق قلبها تمد يدها لبطنها ، وشتت نظره لثواني يمد يدّه معاها : لا تبكين إنتِ ولا تتعبين وإن كان يضايقك الجو تحت لا تنزلين ، محد يلومك ديم
هزت راسها بالنفي لكنه أصرّ يأشر على بطنها : عشانه ، عشانها ، لا تتعبين بالحيل ما تشيلين نفسك وبس ديم
تجمّعت دموعها بمحاجرها بشكل يحرق ، بشكل ذاب له داخل نهيّان يقبل خدها لوقت طويل يضمّها يواسيها ، وتواسيه بعد طويل الهلاك والتعب ، وكثير الدموع منه ومنها
« بالأسفـل »
دخل من سمع صوت عمه حاكم يسمح له بالدخول ، ووقف فزّاع يمسح على ملامحه : بروح البيت ياحاكم ، العصر إن شاء الله نصليه ببيت أبوي
هز حاكم راسه بإيه يوقف : إن شاء الله ، تعال يانصّار
دخل نصار يتوجه لجنب ورد اللي كانت جالسة بجنب أبوها لحد ما وقف ، وشتت حاكم نظره بعد ما كانت منه نظرة وحيدة لنصّار يشد على كتفه وتعدّاه لفزاع اللي يمشي للباب تغرق عيون ورد بالدموع مباشرة لأن أبوها توجه يدخّل أخوه تحت جناحه وجلس نصار بجنبها بهمس : إرحمي عيونك من الدموع تكفين ، تكفين
هزت راسها بالنفي تغطي ملامحها : مو بيدي ، مو بيدي نصّار أشوفه وأحس ودي بيدي شيء عشانه وما بيدي
يدري إنها تقصد أبوها بشكل هزه يشتت نظره ومدّ يده ليدها : ورد ، حبيبتي
خنقتها عبرتها بشكل مجنون تحتقن ملامحها بالإحمرار : يبتسم لي ، يبتسم لبنات عمي ، يكلّمنا كأن ما صار شيء وراح لعمي يواسيه ولعمتي ويواسينا كلنا وهو أبوه نصّار ! أعرف أبوي وأعرف وش يحس بس ما أقدر أواسيه ما أقدر أسوي ولا شيء عشانه
رجف قلبه لأنها بكت ، بكت تشرح له بعجز يضمّها وما قوى ينطق كلمة وحدة لأن هذا حنانها ، هذا تفكيرها كيف يردّه وشتت نظره يمسح دموعها : يبتسم لك يبيك تشوفين إنه بخير وطيّب وراضي ورد ، وهو ما يبي يشوف دموعك يبي يطمّنك عليه
هي تعرف إنه كذلك لكن ما تقدر تكتم دموعها ومسحت بيدها على قلبها ، على عنقها تاخذ نفس : تعبت ، تعبت ما ودي أبكي قدامه بس ما أقدر ما أقدر نصّار
هز راسه بإيه يشدّ يدها ، يحاول بكل مافيه يسكّتها لأنها هلكت بالبكي وهمس يقبّل يدها اللي يشدّها بيده : أدري ، والله أدري بس قلبك رهيّف ، قلبك حنون وش نسوي به حنّا والأكيد أبوك أكثر من يدري به ورد لا تفكرين تكبر لا فكرتي فيها ، قولي لا إله إلا الله ورد
أخذت نفس من أعماق قلبها تحاول ، ومدّ يده للمويا أمامه يمدّها لها بتأكيد : حال الدنيا ورد ، الله يرحمه ويغفر له ويعوّضه بجنة النعيم عن تعبه ووجعه وأبوك طيب الله يطول بعمره ولاهو ضعيف إيمان ياورد يكفيّك
هزت راسها بإيه تاخذ نفس : آمين

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن