إبتسمت توق لثواني فقط : وش وضعك إنتِ ؟
ناظرتها بهدوء : ما ودك تبعدين وينتهي اليوم بسلام ؟
هزت راسها بالنفي : ينتهي اليوم بسلام إذا صار بكيفك ، بس إنه مو بكيفك اليوم مررتها بالخيام بمزاجي لـ
ضحكت قصيد تشتت نظرها عنها فقط لأنها عرفت ، لأن جاها سبب النظرات طول اليوم بوقوفها أمامها بهالشكل وكلامها : خلصتي طيب ؟
ناظرتها توق تهز راسها بالنفي ، وكمّلت كلامها بجزء من الحدة : ما خلّصت ، وما بخلّص شيء لين تطلعين من آل سليمان كلهم تدرين ؟ برضاك بدونه أنا ما أتشرف تكونين منا وفينا بشكل ما تتخيلينه
إبتسمت قصيد لثواني : ومن إنتِ ذكريني ؟
ضحكت تتكي : أشفق عليك ! وعلى ورد كيف حتى بليلتها باقي ودّك يكون النظر لك بس إنتِ لهالدرجة متخلفة ؟ تتوقعين كل النظرات نظرات إعجاب وهم ناقدين عليك بس كيف تسمعينهم ؟ كيف تسمعين وإلا تدرين يسألون هي ذي زوجة ذياب وما يسألونها محبة لعلمك
لأنها أشّرت بيدها بإستصغار غير طبيعي هي إستفزّت قصيد فعلاً لكنها باقي تمثّل الهدوء ، وضحكت توق تكمّل ذات الإشارة عليها بأُصباعها : مو من ثوبه ، إذا ودك تعرفين هم وش يقولون عنك لأن هذا كله ؟ يشوفونه بنظرة رخص وينقدون عليها واسألي علياء تعلمك لو ودك تقولين توق تغار وتكذب ، اسألي علياء حبيبتك
هي بعدتها بطرف شنطتها فقط تخرج للخارج ، وضحكت توق تخرج خلفها تنتبه درة لهم مباشرة وركضت لتوق : توق ! وش تسوين مع قصيد لحالكم وش سويتي !
إبتسمت توق بسخرية : ما سويت شيء ، مو متخلفة لدرجة أمد يدي زيها بس عشان تعرف قيمتها ورخصها المريضة وهي من تكون
وقفت سلاف لأنها سمعت : تتكلمين عن بنتي ؟
سكنت ملامح درّة ينخطف وجهها مباشرة ، تتلّون ملامحها بكل أنواع الإحراجات وردّت سلاف بنبرة " ترعب " تسألها وما نزّلت عينها عنها لو لحظة : هذا الكلام يلي قلتيه وتضحكين وراه ، تقصدين فيه بنتي ؟
هزت درة راسها بالنفي تنخطف ملامحها : لا ! وش بينها وبين قصيد تقصدها هي تسـ
قاطعتها سلاف بهدوء : درة ، ما سألتك يا أمي هي قالت كلامها وهي تكون وراه لو ودها تكلّمي حبيبتي ، تقصدين قصيد ؟ عشان نعرف ونفهم ونشوف تفضلي
طلعت ديم من الداخل توقف قصيد يلي كانت على وشك تدخل : أمك فيها شيء ؟
ناظرت قصيد حولها لوهلة : لا ! ما شفتها أصلا وش فيـ
أشّرت ديم على وقوف سلاف أمام توق ودرّة تنخطف ملامح قصيد مباشرة وما قدرت تتكلم ، شدّت على يد ديم لوهلة بإنها بتتركها وفعلاً تركتها تركض مباشرة لأمها لأنها تعرف وش ممكن يبدر من أمها وحتى ملاذ لمحت الركض يلي صار من قصيد يلي مسكت ذراع أمها بهدوء توقف بجنبها : مامـا
هزت سلاف راسها بالنفي بذهول : تبيني أنادي أمك تقولين لها وتوصل لي الكلام عشان نفهم لأن الواضح ما بتقولين شيء لي ودامك تخجلين ، دام ما تتجرأين ليه تقولين كلام أكبر منك يا ماما ليه ؟ ممكن تفهميني ؟
توتّرت درة لدرجة ودها تدخل بالأرض وتبلعها ولا تشهد هالموقف ، وشدّت قصيد ذراع أمها بذهول : ماما !
رنّ جوالها بإسم ذياب تردّ مباشرة لأن بهالطريقة بتسكت أمها ، وسكنت ملامح ديم لأنها حسّت بحر الجو ولمحت ملامح درة أختها كيف كُتمت ، كيف خُنقت وسحبت قصيد أمها ترفع جوالها لأذنها بهدوء : ذيـاب
سكنت ملامحه من توتّر صوتها : عونك ذياب ، بك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشوف أمها تشتعل غضب ، تشوف أمها ولّعت بشكل غير معقول : لا
_
رفع حاجبه لأن صوتها غير طبيعي ، لأنه ما قفل بمجرد ما قالت له أكلمك بعدين إنما سمع غضب سلاف بـ" قلة أدب " ووسكّر بعدها يشتت نظره لبعيد لكن ما نزل حاجبه من لمح عمه عنـاد نازل من لمح عمه عناد نازل من سيارته يمشي للداخل ما كانت مشيته المعتادة كان يلمس منها الغضب ومسح على جبينه فقط يتمنّى ، يتمنّى طرف الموضوع ما يمسّ قصيد بأي شكل من الأشكال رغم إنه شبه تأكد من غضب سلاف يلي سمعه يرجع يدق عليها من جديد ..
_
« بـالداخـل »
وقفـت تاخذ نفس من أعماقها ومزاجها ضرب بشكل ما يتصوره أحد لأن الموضوع كبر على إنسانة " تافهه " مثل توق ، لأنها بإنتظار وش يصير لكن داخلها كله يغلي إن ليه ما مرّت هالليلة بسلام ، ليه لابُد يخربها شيء حتى وإن كانت ورد غير موجودة وأمها راحت للداخل أساسًا لكن بقيت قصيد بوقوفها هنا يحترق داخلها فعليًا وسكنت ملامحها من دخل ذياب يلي نطق " درب " بشكل جهوري مفجع تشدّ يدها : مافي إلا أنـا
دخل ، ودخل خلفه تركي أخوها يلي يقفّل جواله ويبتسم لها : قالوا لنا إنج هني أصلاً
سكنت ملامحها مباشرة من جات شدن تركض : مين قال
كان يتفحّصها من أولها لآخرها ، وقرب أخوها تركي يسلّم عليها ، يقبّل خدها لأنه ما لقاها : وينج ندق ما تردين ؟ لو ما صادفت ذياب عند الباب الحين يعني ما ألقاج ؟
هزت راسها بالنفي وهي توّتر قلبها من نظرات ذياب بدون شيء : بكلمكم أكيد ، بس بالي مشغول شوي
هز راسه بإيه يبتسم : إيه قالوا ما تنسى قصيد ، بس قلت أشوفج قبلهم
إبتسمت وهي تحس بقلبها يرجف من نظرات ذياب لها ، وسكنت من إنشغل تركي مع شدن يأشر ذياب بإن العلم وش لكنها إكتفت بالسكوت ، بالإشارة إن ما به علم..
_
رجفت درّة لأن صح صار التكتم بشكل مجنون إن ملاذ لا تدري ، ولا يدري أحد رغم شديد إستغرابها لكن للآن يرجف جسدها للآن من نُطق سلاف وغضبها وإن توق ، توق ما قالت شيء هيّن : قصيد ما تبي الموضوع يكبر
نطقت وسن بغضب : لا ويكبر ، يكبر ياحبيبتي ما حشّمت لا نفسها ولا حشمتنا ولا الزواج ولا الفرحة ولا شـ
هزت جود راسها بالنفي تقاطعها بذهول : وتقوم سلاف تحط راسها برأس هالبزر ! إذا قصيد تجاهلتها هي و
ناظرتها وسن بذهول تنتظرها تقطع حروفها : وتسمع غلطها عن بنتها وتسكت ! أنا لو قالها أحد عن شدن نتفت شوشته ما جلست أكلمه بإحترام وليه يا أمي تدرين وإلا ما تدرين ؟
عضّت ديم شفايفها تاخذ نفس من إتصال نهيّان :طيب ؟ وعمي عناد داخل وش الوضع الحين وش صار ؟
رفعت درة أكتافها بعدم معرفة لأن أم توق أخذت بنتها للجناح ، ودخل عناد من الجهة الأخرى يدرون بهالشيء لكن وش - النهاية - ما يدري أحد : ما أحس الموضوع بيمر بسلام لكن يارب ، يارب توق ما تكبّرها وتقول لأبوها لأني لو أعرفها هالقد هي بتقول هم غلطوا علي وقصيد توها بالخيام أعطتني كف والحين أمـ
شهقت جود بذهول لأنها أكثر من يعرف هو وش يسوي لعينها ، وعشانها ، وعشان رضاها هي كانت أكثر المتخوّفين من معرفته يلي زلزلت ضلوعها ، رجّفتها تحس خفق قلبها وأكثر من بعّد عن عمه يرجع بإتجاه مكانهم ويرجع لها ونطقت سلاف فقط : الليّ مثله كل لسان يبتره عشانك لا تسكتين ما تقولين له وش يضرّك ، لا تسكتين يا قصيد
ما يفهمها أحد ، ما يعرفها أحد هي ما تسكت لسبب غير إنها تحّنه من الغضب ، تعرف وش يسوي الغضب فيه وكيف ينهش جوفه وهي تحنّه من هالشيء لهالسبب كانت عيونها على مكان دخوله يرق كلّ قلبها وتوجهت سلاف للداخل تتركهم هي قصيد توجّهت أمامه مباشرة ، توجهت تمسك يدّه يلي قبضتها مرعبة وشّد حرارتها من الغضب أرعب : ما قلت ماله داعي !
نزّل نظره لها هي كيف تطلبه يسكت عن شيء يزعلها ، شيء يمسّها ، كيف تطلبه السكوت وهو على وشك يموت بأرضه من قهره ما كملت لها ليلة وحدة بدون لا تزعل ، بدون لا يضيق خاطرها ولأنها حسّت هي رفعت راسها تقبّل طرف دقنه فقط لوقت طويل وبعّدت بالخجل من صوت تنحنح عمها حاكم وأبوها الليّ كانت منه الضحكة ، والإبتسامة : إيه بعّد عن بنتي شوي يا ذياب !
_
« مكـان آخـر »
إبتسم وهو للآن مو مصدق وجودها عنده ، مو مصدّق إن إلتفاته تجاهها حرمه بغُرفة وحدة ، تحت سقف واحد ، وعلى ذات الكنب يجلسون من جات بجنبه تمدّ له عصير ولها وإبتسمت : مو مصدق إنت وإلا كيف ؟
هز راسه بإيه يضحك : لا والله ماني مصدق !
إبتسمت ورد تاخذ نفس من أعماقها ، لأن كل شيء مُتفق عليه مسبقًا هي تحس بهالقد من الإرتياح يلي تركها ترجع جسدها للخلف من تعب اليوم وهز راسه بالنفي بذهول : قلنا سهالات بس تتكين على الكنب وأنا موجود ؟
ضحكت تخجل ملامحها لوهلة لأنه صادق ، ليه تتكي عالكنب بينما حبيبها جنبها وكتفه موجود ، وإبتسم يضحك : عالجتيه ، معقولة ما ودك تتكين عليه ؟
تعالت ضحكاتها لأنه ينطق بطريقة " غريبة " ، وعينه للآن مو مصدقة ويبي قربها بأيّ طريقة وفرح قلبه ، فرح لدرجة الجنون يبتسم من عدلت جلوسها ترجع ظهرها للخلف يرتكي على صدره ، على كتفه ويدّه مُدت تحاوط خصرها بهمس وإنحنى يقبّل راسها ، ياخذ ريحة الورد منها لأعماقه : أنا مستعد يروح عمري جلوس دامك هنا
إبتسمت لوهلة تمد يدها ليده ، تلمس يدّها يده وما تكلّمت من حست إنه إنحنى يقبّل عاري كتفها راح يومهم بالسرور فعلاً ، بالضحكات ، بالفرح الشديد يلي تكون نهايته " عاديـة " مثل ما تبيها هي ، تكون عادية ببجامتها ، ويكون عادي ، يشربون عصير ، يسولفون سوا ، وما بعد هالأمور أكثر لدرجة إن النوم يلي ما عرفوه أمس ، ورغم تعب يومهم ما داهمهم للآن وإبتسمت : وش هالهدوء ؟
هو مو هدوء ، هو طغى عليه شعوره لين سكّت ضحكه وعبطه كله من صارت بهالقرب منه : ورد
ما لفت نظرها له لأنها صارت تدري إن كل كلام ماضي ، وكل إتفاق حصل بينهم بيضيع بمهبّ الريح وحسّته من أول ما قبّل كتفها أساسًا تلتفت له وما مسك نفسه غير إنه يقبّلها لوقت طويل ، يقبّلها ما يبي نهاية يومه سوالف ولا يبي يبقى تحت الإتفاق يبي وصلها ، يبي يوُصلها ويبي يتمم أفراحه كاملة يطُول ورد عمره تصير كلّها له ، له على ما تمنى وعلى ما تخيّل ...
_
« بـيـت حـاكـم »
دخلت وهي مرهقة بشكل غير طبيعي تتمددّ على أقرب كنبة عندها وإبتسم عمها حاكم من حاولت تتعدل : إرتاحي ياديم لا تطلعين ما حولك أحد ، إرتاحي يابوك
إبتسمت بإحراج شديد لأنه طلع لجناحهم بالأعلى مباشرة ، وبعد بدقائق بسيطة دخل نهيّان يلي شايل لأمه شنطتها وكعبها يسولفون ويبتسم لها : تبيني أشيلك ؟
إبتسمت ملاذ : فيني حيل الحمدلله ، لكن ديم الظاهر طفى حيلها عساك ما تعبتي يا أمي ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم : لا الحمدلله ، بس قلت بجلس هنا شوي لكن ما تعبت الحمدلله
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : الحمدلله ، تمسون على خير
إبتسمت ديم من أخذت ملاذ شنطتها من نهيّان يلي ترك كعبها بمحله : وإنتِ من أهله
توجـه لها من توجهت أمه للأعلى يسأل : تعبتي صح ؟
هزت راسها بإيه : مالي حيل مره ، بس تعبت تعب ؟ لا
جلس بجنبها ، وإبتسمت من أخذ يدّه بيدها تسأل بشديد الفضول : بكيت لورد صح ؟ كم دمعة
ضحك يهز راسه بالنفي : بنت ! نهيّـان يبكي !
إبتسمت تناظره بطرف عينها بمعنى " إيه " ، وضحك يبيّن لها إن مستحيل لكنه إعترف بالنهاية : هي ورد
إبتسمت ترجع شعرها للخلف : لأنها ورد أقولك كم دمعة
أخذ نفس من أعماق قلبه فقط ، وضحكت تشدّ يده بإن ودها تقوم : ميتة تعب ودي تصير ساعة النوم خلاص
نزل نظره لساعة يدّه : تو الناس بدري
كانت منها نظرة ذهول تضحكه ، وأشّر لها تمشي قدامه : لو ودك أشيلك إنتِ بعد ما أقول لا
ضحكت تأشّر بالنفي ، تصعد للأعلى وهو بجنبها تشوف إنه يراقب خطواتها وحماسه هذا ، خوفه هذا - رهيب - على شخصيته وتوجه يبدل : يقول نصّار ، أنتظر جيّتكم ما تصبرون عني ولا عن ورد يعني يصير الشوق ثلاث أضعاف وتجون غصب قلتله إي والله مانصبر وبنسيّر ماعليك
إبتسمت : مبسوطة ورد ، أصلاً اليوم كله يشبهها خفيف مليان ورود وناس مبسوطة والكل كان مبسوط ومشى لو ما صار آخر موقف بس لكن الحمدلله ما كانت موجودة تشوف وإلا تعكر مزاجها مر
رفع حاجبه يعدل تيشيرته ، وجلس على طرف السرير : وش
سكتت لوهلة تستوعب ، تشوف من المرايا إنه مركّز يبي يسمع وتكمّل وكمّلت فعلاً : تهاوشوا ذياب وعناد
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...