بارت ٩

31.4K 317 38
                                    


شوي قالت لو سمعتي خبر قولي
‎فتح الدرج يلي بجنبه : ببيت عمي تركي أنا إطلعي الـ
‎شهقت وسن بدون إستيعاب تقاطع كلامه : بتملّك ! لا
‎عضّ شفايفه مباشرة وهو يسكر الدرج بدون رد ، وضربت درة وسن يلي غطت شفايفها أصلاً بإستيعاب وعضّت توق شفايفها بهمس لأنها سمعت صوت الدرج : عصبتيه
‎رفعت ورد إيدها لشعرها ترجّعه للخلف بتوتر : تسحب على وسن وتسوي نفسك ما سمعتها ؟ كمّل بطلع فوق
‎كملّ طلبه بدون رد على وسن : إطلعي غرفتي الحين
‎صعدت لغرفته للأعلى وهي تشغّل الأنوار ، وإنتبهت لكمية الأوراق يلي على سريره وبالأرض وبكل مكان وهذا منظر ما تشوفه دائماً إنما لأوّل مرة تلمح غرفته مبعثرة بهالشكل وإستوعب إنه ما كمّل طلبه وهو يفرك جبينه : دوري مفاتيح يمكن على الطاولة
‎هزت راسها بزين وهي تدّور ، وهزت راسها بالنفي : مافي
‎عضّ شفايفه لثواني بتفكير وهو يحاول يستوعب وين ترك المفاتيح بآخر مكان ، وهز راسه بزين : طيب إنزلي بيت الشعر يمكن تلقينها وتلقين محفظة نصّار طلعيها معاك إتركيها على العتبة الخارجية زين ؟
‎هزت راسها بزين : طيب والمفاتيح لو ما لقيتها ؟
‎تنهّد وهو ينزل من لمح أبوه وعمه تركي طالعين : خلاص
‎سكّر يترك بعقل ورد علامات إستفهام مالها نهاية ، ونزلت وهي تشوف محفظة نصّار بزاوية وبالزاوية الأخرى مفتاح سيارة ذيّاب وباقي مفاتيحه ورفعت حواجبها لثواني بإستغراب إن كانت سيارته هنا هو بسيارة مين لكن ما طال تساؤلها أخذت المحفظة بيدها وهي تطلع للخارج تترك المحفظة عند الباب من الداخل مع المفاتيح لأنها لمحت عمّال بالخارج ، ورجع ذياب يرسل لها رسالة لمحتها بدون تدخل المحادثة " تلقين جاكيت ببيت الشعر طلعيه " رجعت لبيت الشعر وهي تدور الجاكيت يلي يقصده وطلعت بعد ثواني من لقيته تاخذه بيدّها وسكنت ملامحها من صوت الدباب يلي تسمعه وما تدري ليش خافت لأنّها ما تركت الجاكيت ، ولأنها ما طلعت الأغراض بالخارج إنمّا خلف الباب ولازم يفتحه لجل ياخذها ..
‎رجعت خطوتها لداخل بيت الشعر من فتح طرف الباب الخارجي وهو ينحني لمحفظته والمفاتيح ، وردّ على جواله بصوت وصلها هي : لبيه ، إيه لقيتها بس الجاكيت ناظرت الجاكيت يلي بيدها برعب : يارب ما تجي يارب
‎هز راسه بزين : طيب طيب ، إسمع إنت وين بتروح ؟
‎كانت تقرب خطواته لناحية بيت الشعر ، ورجفت ورد بذهول هي ما بتقدر تنطق حرف دامه يكلّم ذياب ، وما بتقدر تطلع من الباب بدون يشوفها ولفت أنظارها تدّور مخرج لكن نهائياً ما بتقدر ، ضحك وهو يهز راسه بزين : زين بس بعد العشاء أنا ماني فاضي ، عندي مقاومة
‎وتعالت ضحكاته من عصبية ذياب المباشرة لأنه يكره سباقات الشوارع بالدبابات جداً : ما بموت ياصاحبي لا تخاف دباباتهم مافيها حيل الوحش يلي معي ولا حيلي
‎رجفت وهي تسمع خطوته تقرّب لباب الشعر وما تدري وش التصرف يلي تسويه غير إنها مدت يدها من طرف بابه تطلّع الجاكيت وسكت نصّار تماماً ما يدري وش ينطق أكثر هو يخاف من الجاكيت يلي إنمدّ له بدون مقدمات ، أو يخاف إنه لمح يدّها ويجزم بالعشر إنها ورد أو يخاف إنه يكلم ذياب ما يدري ..
‎قفّل من ذياب لثواني وهو يتأمّل الجاكيت بعدم إستيعاب ، ومد إيده ياخذه وما يدري ليه وقف بخطوته لثواني لكن إستوعب وهو يرجع يتصل على ذياب ونطق لها هي قبل ذيّاب وفهمت هالشيء : مشيت
‎وقف قلبها وهي تبعد بلوزتها عن جسدها شوي لأنها تحسّ بحرارة غير طبيعية صارت بالجوّ وبداخلها هي من التوتر يلي حسته وتصّورها لموقف وحيد لو دخل هو ولمحها وهو يكلّم ذياب هي كيف بتتصرف وهو كيف بيتصرّف مستحيل يكون الوضع عادي ، طلعت من بيت الشعر وهي تحاول تسويّ نفسها طبيعية وسكنت ملامحها من شَدن يلي جات تركض بعبايتها : بنطلع
‎ناظرتها ورد لثواني بإستغراب وهي تاخذ العباية منها : مين
‎طلعوا البنات من خلفها بعباياتهم وعرفت ورد إنهم خططوا لطلعة ولبست عبايتها تخبيّ نفسها ، وناظرتها شَدن لثواني : إيش صار ليش لونك أحمر
‎هزت راسها بالنفي وهي تناظرها لثواني ، وسمعت شدن صوت الدباب وشهقت : نصّـار !
‎طلعت ركض للخارج ، ولبست ورد عبايتها وهي تحسّ بقلبها بيوقف نبضه من التوتر ومن سؤال شَدن ولفت أنظارها للبنات : ننتظر لما يمشي نصّار ؟
‎هزت وسن راسها بالنفي : دام شدن راحت له ما بتتركه يمشي إلاّ لا شافت إننا مشينا بدونها
‎فتح نصّار خوذته من طلعت من البوابة تدوّره ، وضحك من إنتبهت له وهو ينزعها عنه : حيّها
‎إبتسمت وهي تمشي له : إنت قلت شيء لورد ؟
‎هز راسه بالنفي بذهول ، وميّلت شفايفها بتفكير : لونها أحمر ليش صار لونها أحمر ؟ ذياب مو هنا
‎ناظرها وهو يغيّر الموضوع : وش تسوين هنا ؟
‎مدت إيدها له بمعنى " شيلني " ، وهز راسه بالنفي بذهول : لا ذياب ماهو هنا كيف آخذك ؟
‎هزت راسها بالنفي : لو ما شلتني بقول ورد تستحي منك عضّ شفايفه لثواني بهمس : لا تحرقينا تكفين
‎ناظرته بإصرار يمنع منه كل محاولة رفض ، وكانت ثواني لحد ما طلعت ورد يلي الواضح إنها كانت مُجبرة تنادي شَدن وتطلع : تعالي
‎هزت راسها بالنفي : بركب مع نصّار بعدين أجي عندكم
‎رفع نصّار عينه للحظة بذهول لكنه رجع يخضّعها من إستوعب وهو يشد على خوذته : باخذها شوي بالحيّ
‎هزت شدن راسها بالنفي : لا مو على كيفك هم بيطلعون كمان ، عند الإشارة تتركني عندهم تمام ؟ تمام
‎ما كانت تنتظر منه رد من رفعت نفسها شويّ تجبره يشيلها ، وسكنت ورد من ركّبها أمامه وهو يناظرها لثواني وإنتبهت إنه يبي موافقتها وهزت راسها بإيه بإرتباك : تمام عند الإشارة ناخذها إحنا ، تمسّكي
‎أخذ الخوذة الثانية من الخلف وهو يلبّسها شدن وضحك من كانت كبيرة عليها : أشتري لك وحدة؟
‎إبتسمت وهي تتعدل ، وضحك نصّار وهو يناظرها ويحاول قد ما يقدر ما يرفع أنظاره لأن يعرف بخروج بنات آل سليمان الحين وبالفعل وقت طلعوا كلّهم السيارة هو لبس خوذته يستعدّ إنه يحرك ، إبتسمت وسن وهي تسمع ضحكات بنتها : عبيطة هالبنت مو طبيعي تعبت أربيّ وأعلم
‎ربطت ورد الحزام بتوتر وهي تناظر درة : إمشي وراه عشان نلحق الإشارة بس لا تصدمينه
‎ناظرتها درة بذهول : شفيك مو واثقة فيني الحين
‎إبتسمت جود بإعجاب كبير وهي تشوف نصّار وشدن وكيف ماسك شدن وتوّه يحرك : تطقطقون لو أقول لكم أمنيه حياتي ؟ مو إني أسوق بنفسي لا ودي أصير شدن
‎لفت ورد أنظارها لها لثواني ، وضحكت ديم بذهول : ياساتر ودك تصيرين شدن مره وحده ؟ هدّي حبيبي
‎ما تكلّمت ورد وهي تشد على يدها من التوتر يلي تحسّه ، ووقف قلبها من حرك قبلهم وهي تسمع أصوات البنات وحماسهم ووسن يلي توثق كل شيءّ بالتمام والكمال لأنها مبسوطة على منظر شدن على الدباب بشكل مو عادي ، وقّف نصار بالإشارة وهو ينزل شدن وإبتسمت جود وهي تناظره لثواني بهمس مُعجب بشكل طغى على نبرتها ، حتى على نظرتها : يابنات !
‎سكنت ورد لأنّه حاوط شدن كلها ينزّلها بيد وحدة ويدّه الأخرى تشد على دبابه ووقت فتحت لها ديم الباب الخلفي وصلها صوت ضحكته وضحكات شدن يلي ركبت وهي مبسوطة جداً ما يساويها أحد بالشعور يلي تحسه : قال لي الخوذة خليها معاك بعدين ياخذها ..
‎إبتسمت وسن وهي تناظرها : مبسوطة إنتِ يعني ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تناظر ورد يلي رفعت عينها له وإصطدمت عينها مع عينه لثواني لكن ما طال من نزلّ هو نظرته يمشي على أقلّ من مهله يتجاوزهم بسيارة لجل ما يكون جنبهم بالضبط إنما يتعداهم بصفّ ..
‎شهقت وسن وهي تشوفه يكلّم راعي سيارة بجنبه : بنات أعرف هالمواقف وش تعني يارب ما يوافق ويسحب عليه لفت لها ورد لثواني بإستغراب : وش يعني ؟
‎ناظرتها وسن لثواني بدون رد ، وهزت درة راسها بإيه وهي تشوف نقاشهم وحركة نصّار : واضح الله يستر
-
‎رفع نصّار غطاء الخوذة عن ملامحه وهو يناظر يلي بجنبه : ياحبيبي والله إن تكره سيارتك بعدي لا تحاول
‎هز راسه بالنفي وهو يشد على الدركسون بإصرار : والله إن تكره هالسيكل يلي تركبه إنت جرّبني ، قل تم ؟
‎ناظر نصّار سيارته وهي فعلاً قوية لكن متأكد إنها مو بقوة دبابه نهائياً ، وكان بيرفض لكن إستفزّ كل شياطينه من صوت سيارته وهو يناظره لثواني من كمّل كلامه : بس بوريك إنّه ريال ما يسوى بشوارعنا ، تهويشة سيّارتي ذي عن دبابك كله تدري ؟
‎إبتسم نصّار بسخرية وهو يأشّر له بمعنى تم وإستكثر عليه حتى الحروف هو مضيّع من ورد والجاكيت بشكل يحاول يمحيه وآخر نظرة هي كانت بالغلط بين عينه وعينها لكنّها وترته والحين هالبني آدم " يستظرف على راسه " ورجع يسكر خوذته يأشر على المكان يلي يوصلونه ومن يوصله بدون تمسكه الإشارات يلي بعده ..
‎شهقت ورد بدون مقدمات من صوت دبّاب نصار وصوت السيارة يلي بجنبه هي تعرف إن السباقات تكون بأوقات غير وشوارع غير مو بنصّ الشارع العام ووسط الناس لأن صعب التدارك فيها وهذا رعبها ، هذا خوفها وسكنت ملامح درة بذهول من غاب نصّار عن مدى رؤيتهم بلمح البصر من فتحت الإشارة : بسم الله !
‎رجفت ورد بذهول وهي تحاول تلمحه لكنه صار بعيد ، بعيد حيل ما تقدر تشوفه بشكل واضح وعضّت وسن شفايفها وهي تشوف راعي السيارة الثانية بمسافة بعيدة عنهم شوي لكنّه خلف نصار بكثير : مسويّ يتحداه أبو هالوجه الفاشل الله يستر على نصّار بس ليته يرجع ويتشمّت فيه يعلمه إن اللّه حق
‎رجفت ورد بشكل ما تصّورته يوضح عليها بهالشكل وهي تحاول تغيّر من نفسها وترتيبها بدون ما يلاحظونها البنات وهي وقف كل نفسها من حركته قبل تفتح الإشارة وكيف كان يغيّر وضعيته لجل يصير توازن الدباب من توازنه وهنا إختلّ توازنها هي ، هنا تبدّلت موازينها من كانت منه حركة تجزم إنها تلقائية منه يشيّك على دبابه من الخلف وقت إلتفت لكنّه هز كيانها كله ما تدري ليه حسّت إن الإلتفات لها هي وحتى لو مو هي المقصودة ولا المعنيّة ..
‎كانت تدّور منه أبسط طيف بالشارع لأنها إرتعبت من منظر الدباب وسرعته لكن للأسف ما حصل لها الشوف ولا تقدر تسأل أو تريّح بالها وعضّت شفايفها فقط هي بتعرف متأخّر لو كان بخير أو لا ، بتعرف من ملامح ذيّاب لو كان عادي فالدنيا بخير ولو ما كان عادي ما تدري وش التالي
‎ « بيـت تركـي »
‎توجهت للدولاب وهي تطلع لنفسها عباية وبالقوة قدرت تقنع أمها إنها ما تبي تطلع مع أحد نهائياً لو تبي تطلع فهي تبي تطلع معاها ويروحون لمكان ما تضطر تسولف فيه وهنا تبدّل رأي سلاف تماماً من إنها تجبرها تروح مع البنات لإنها تستمتع بعجز بنتها عند مشاعرها وإحراجها وتاخذها معاها يتسوّقون ، عدلت نفسها وهي تاخذ شنطتها ونزلت للأسفل وهي تناظر فهد : أمي طلعت ؟
‎هز راسه بإيه : تنطرج بالسيارة
‎أخذت نفس من أعماقها وهي ما تدري ليش تحسّ بقلبها ينبض بشكل غير طبيعي وعزّت هالنبض لإنها تقرب منه بالمسافة وتقرّب من مكانه ، طلع أبوها من المجلس وهو يدخل للداخل وما إنتبه لها : قصيد وينها
‎إبتسمت لثواني : ما عاد تحسّ لو أنا موجودة وإلا لا ؟
‎إبتسم وهو يهز راسه بالنفي : الكبر له دوره يا أمي ، بس إنتِ وأمج بتروحون ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تكره وقت يقول أبوها إنه كبر بالعمر : ما كبرت ، لا تقول الكبر له دوره
‎إبتسم وهو يهز راسه بزين ، وطلّع بطاقته من جيبه وهو يمدّها لها : لا تعطينها أمك ، إنتِ حاسبي
‎ناظرته لثواني بإستغراب ، وفهمت إن أمها زعلانة منه وما أخذت منه شيء ولا مرّته : ليش تزعل سلافنا تركي ؟
‎تنهّد وهو يناظرها لثواني : رجّعيها لي راضية
-
‎تكّى راسه على الدركسون وهو مُرهق بشكل ما يقدر يوصفه ، من إجتماعه الأوّل مع المستشار يلي راح له هو بنفسه بدون أبوه وترددّه على الوزارة والديوان لوقت طويل بين الإثنين ما يدري وين يثبّت خطوته ، ما يدري الصح وين هو يوافق على عرض صاحب السمو يلي عرضه عليه لأوّل مرة إنه يترك الوزارة وينتقل للديوان ، عرضه عليه وقت كان عنده إجتماع بالديوان وناداه لمكتبه والحين ما صار العرض وعلمه قاصر على ذيّاب وصاحب السمّو إنما وصل لمسامع المستشار ووصل حتى لمسامع أبوه ما بقى مخفي عليه ، ما يدري يوافق عليه أو يحاول يلغي قيده قبل يتثبّت لجل يبقى بمنصبه وبالوزارة والصعب عليه إن بالحالين كلها هو بيقطع كلّ لسان يتكلم عنه لكن المسؤوليات تكثر على ظهره ، ما يبي يرتبط بمنصب يتأثّر من أبسط أفعاله الغير موزونة بهالفترة ..
‎نزل من السيارة وهو ودّه يدخل يبلّغ أبوه ويودّع عمه ويهرب بنفسه للبر والخيام يلي محد يدري مقدار شوقه ولهفته لها ، وسكنت ملامحه من تبدّلت أفكاره لشيء آخر من لمحها طلعت من الباب الثاني البعيد عن مجالسهم وكان كلّ عذابه من تبدلت إيدها من مقبض الباب يلي سكّرته خلفها لمعصمها مباشرة ومن لمح شرودها ومحاولاتها للتوازن ولو كانت له معرفة وصدق إحساس بشيء فهو بإنها ما لقيت وقت فراغ تستوعب فيه ذاتها وبالقوة الجبرية منع خطوته ما تتقدّم لها لكنّ لكن هي رفعت عينها وكأنها حست بوقوفه وهنا نبض قلبها كلّها من فعلاً صارت عينه بعينها ، من بمجرد ما رفعت هي عينها لمحت بداخله كلّ شعور ما قدر يغطيّه بستار الثبات يلي تبدّلت له نظرته بعد لمحها ، كان واضح لها داخله بشكل يوقّف خطوتها وشدّت على معصمها بعدم إنتباه لكن هو تغيّرت نظرته من شدّتها ولا يدري كيف نطق بدون لا ينتبه لكلامه ، لنداه : بـنت
‎وإرتعب كل داخلها هي كيف يعرفها بهالشكل الأكيد ما يتردد وعضّ شفايفه لأن مؤلم الشعور يلي حسّه بهاللحظة إن خلف ظهره أبوه وأبوها ، وقدامه هيّ تمسك معصمها بهالطريقة يلي طقّت بكل خلايا عقله هو ما يحب كثير التمنّع والصد بوقت هو يبي يكون قريب فيه ، نزلت يدها عن معصمها وهي تسمّرت فيها خطوتها ما عاد تدري ترجع بخطوتها للداخل ، أو تكمّل طريقها أو أضعف الإيمان تنزّل عينها عن عينه هذا يلي تبيه لكن ما قدرته ، ما طالته أبداً إلاّ وقت صد هو بنظره يكمّل ، يتدارك موقف السكوت والوقوف الطويّل يلي ماهو بمحلّه : روحـي
‎أخذت نفس وهي تنزل أنظارها لشنطتها ، تدارك نفسها لو ثانية وحدة هي ما بتقدر تمشي وتتخطّاه لكن هو كان سبّاق ، دخل لناحية المجالس وسمح لها حرية المشيّ يلي ما عاد تعرف له لكنّ أخذت نفس بهمس وهي تهدّي نفسها بكلمة أبوها المعتادة : بالهون ، بالهوّن ..
‎توجّهت للخارج وهي تشوف أمها تنتظرها بالسيارة وعلى جوالها ، فتحت الباب لكن صوت تركي من الخلف منعها تركب وهي تلتفت له لكن ما توقّعت إنه خلف إلتفاتها بتلمح ذياب ، وتلمح حاكم أبوه بجنبه وهنا سكنت ملامحها من نظرته يلي إخترقت روحها رغم إنها كانت سريعة المفروض هي ما تنتبه لها لكنّ هي لأبسط شيء منه تنتبه ورجف قلبها من ردّ على جواله يتوجه لسيارته هي ليه لمست منّه غضب يعذّبها ما تدري ، هزت راسها بالنفي بشبه أمل إنها تتوّهم ووقف تركي أمامها وهو يمد لها محفظتها ويرد على صاحبه يكمّل مشيه لسيارته لكن هي وقفت خطوتها من نظرة ذيّاب يلي كان بجنب سيارته لكنّها حسّت بشرارة نظرته ما تقدر تنكرها وما تدري ليه كانت هالنّظرة منه ، نزّلت أنظارها مباشرة وهي تركب بجنب أمها وعضّت سلاف شفايفها لأنها شافت ذيّاب من المرايا الجانبية للسيّارة لأنه كان بداخل السيارة ووقت ناداه أبوه فتح الباب ينزل وما لمحت هي باقي الأشياء ونظرته الأولى تجاه قصيد وتركي : مو راضيين يفكّون ذيبك يابنتي ما تكلّمت ولا ردت على أمها هي تحاول توازن نفسها لكنّ أمها ضيعت كلّ محاولة لو كان فيها محاولات من نطقها " لذيبك " وكيف خصّته لها لوحدها هي ما تتصوّر هالشيء ولا بعمرها تجرأّت تتخيله هو كثير ، كثير أكثر من إنه يكون محصور لها لحالها وهنا صار منها الإستيعاب إنها خطيبته وإنه خطيبها ، هنا صار منها الإستيعاب إنه فعلاً مثل ما نطق أخوها عذبي " الذيب حقك " وإنّه فعلاً مثل ما نطقت أمها " ذيبك " وما عاد تدري وش صار بنفسها وقلبها هي رجّعت جسدها بأكمله للمقعدة تسند نفسها ، أو تتمنى الغرق بداخلها ما تدري لكنّ هي تو تستوعب وتنهمر عليها فيضانات من الشّعور ما لها نهاية ولا حدّ وضحكت سلاف بإستمتاع شديد وهي تحاوط يدّ بنتها الراجفة يلي صارت قطعة جليد : يمّه من الذيب وفعايل الذيب يوتّر بنتي ! نقول لتركي ما نبيه خلاص يوتّر بنتنا ؟ بس لو قلنا ما نبيه ظنيّ يطقّ ماعاد يتمنّع وياخذج من بينّا ومن يرد الذيب وقتها ؟
‎ناظرت أمها لثواني بذهول لأنها توترها ما تخففّ عنها أبداً ، وضحكت سلاف بتعقّل لحظي طمّن قلب بنتها لكن أهلكها بنهايته بشكل جمّع دموعها بمحاجرها : شوفي من رؤيتي للنّاس عامة ، وللذّيب خاصة خصوصاً الحين إستوعبت إنّ هو بكيفه مو جالس يعجّل بموضوع العقد وإلا كان جاب جدّته من مكة بنفسه وعقد ..
‎ناظرت أمها بذهول مرعب ، وهزت سلاف راسها بإيه بإستمتاع : نفهم شويّ من الحال أو نقول توّقعات لكن صدقيني ، الذيّب رجل سياسة وجالس يتعامل فيها شويّ شويّ ما خطفك مباشرة لكن وقت يقول هيّا معي بتجيّ قوية ، قوية حيّل ما بعد هدوئه إلا عواصف صدقيني ..
‎ناظرتها لثواني وهي تزيد فيها لهيب ما تتوّقع تطفيه جبال الثلوج لو مرّت عليها وعضّت شفايفها فقط تشتت أنظارها للسيارات بالشارع وهي تسمع دندناتها وروقانها المستحيل ومدّت يدّها لجبينها تحاول تسترجع نفسها لثواني وتمنع دموع الإستيعاب الكثير وأخذت نفس من أعماقها تناظر أمها وتغيّر الموضوع كله قبل تداهمها بطاري ذياب من جديد : ليش زعلتي من تركي
‎هزت سلاف راسها بالنفي : ما زعلت منه
‎ناظرتها بشكّ ، وإبتسمت أمها بهدوء : لو زعلت فهي زعله تمرّ وسلام مثل ما يقول أبوك ، تمرّ وسلام ياماما
‎إبتسمت قصيد لثواني وهي تناظرها : تقولين مثل كلامه من أوّل ومو طبعك تزعلين من أحد وتقولين كلامه ، يعني إنّ الرضى صار من نصيبه ورضيتي عليه ؟
‎ناظرتها أمها ، وضحكت قصيد من عرفت إن الرضى حصل بينهم فعلاً ولهالسبب هي مروقة وما تدري وش الطريقة يلي راضاها أبوها فيها لكنّها متأكدة تتضمّن شيء فيه شعر ومافي مثل عذوبة أبوها بالأشعار ، مافي مثله لو تلفّ الدنيا كلها
‎« بيـت تركـي »
‎نزل من السيـارة وهو ما كان ودّه ينزل بعد ما لمح تركي ولد عذبي وإنه توجه لقصيد يترك بيدّها شيء ويكمّل دربه وحاول قدّ ما يقدر يداري نفسه لأنه شاف إرتعابها منّه ومن نظرته يلي ما خفيت عليها وحاول يخففّه من منطق إنها خطيبته وله وهذا المهمّ باقي الأمور ما تساوي أعصابه لكنّه يطق ، يفصل بشكل يوضح على ملامحه من قرّب منه أبوه يلي همس : وش صار لك ؟
‎هز راسه بالنفي بعدم رد ، وتفحّصه حاكم لثواني ومتيقّن إنه يخص قصيد لأن سمع تركي ولد عذبي وقت طلع لها وناداها وناظره لثواني بحزم : إمسك أعصابك
‎قفّل تركي الملف يلي بيده : مثل ما قلت لك كلّه خير يابوذيّاب وأبد ماله شيء عندك ولا يقدر يقول شيء وإن جرّب ، يلقاني بوجهه ياخوك لا تشيل هم
‎هز حاكم راسه بإيه : أنا قلت هالولد صغيّر ما يقواني بس جاب لي سبب زيارة لك ونسيّر عليك
‎ضحك تركي وهو يهز راسه بالنفي : ما تحتاج أسباب يابوذيّاب حنّا أهل لو تفتح الباب وتدخل بيتك ..
‎إبتسم حاكم وهو وده يجسّ نبض ولده بجنبه : وقت تصير قصيدك حرم لذيّاب ، بفتح الباب وأدخل لا تشيل هم ..
‎ضحك تركي وهو يناظره لثواني ، ومسك ذيّاب زمام نفسه بالقوة لا ينطق يقول إنه يبيها حَرمه الحين ولمح أبوه التعصّب ، وشدّ الأعصاب يلي صار بقلب ولده وعقله ونطق قبل يفصل ذيّاب وينقلب الوضع بدل ماهو مجرد جسّ للنبض لحقيقة وواقع يجبره يملّك له مثل ما أجبره يخطب : ما قصّرت ياخوك ما قصّرت
‎إبتسم تركي يودّعهم ، ولف حاكم أنظاره لولده يلي ما هزمه إرهاق الوزارة ولا هجولته بمشاوير شغله وسيارته إنما هُزم تماسكه الحين من طاريها وطاري العقد لكن الغريب على حاكم ما كانت النار يلي حسّها من تمنّع ولده ، كانت نار غضب يحسّها بداخله لكن ما يعرف سببها ونطق ذيّاب يمنع أي كلمة من أبوه : بمشي الخيام
‎ما كان من حاكم ردّ غير إنه توجه لسيارته ووقت قرّب من بابه نطق بهدوء تامّ يزوّد بذياب غضبه : تلحقني البيت
‎ركب السيارة وهو وده يهج قبل تطقّ أعصابه توضح عليه أكثر لكن ما ودّه يشب بأبوه غضب جديد بينفّذ غايته يتبعه للبيت يبيّن له إنه ما عارضه ، ووقتها بعد ما يشوف حاكم إنه ما كسر كلمته ما بيعانده ويسمح له وحرّك خلف أبوه متوجهيّن لبيتهم ، مرّ حاكم من جهة المسجد لكن ذيّاب غير طريقة يدخل للحيّ من الجهة الأخرى لجل ما يمرّ من المكان يلي كلّ ما مرّه ينعاد منظر سيّارته قدامه بشكل يعصبه وهو الحين ما يحتاج ثورة أعصاب ، نزل من السيارة وهو يشوف أبوه يناظره بتفحّص وقبل ينطق بكلمة منع أبوه حروفه يرجّف داخله ويشدّ عقله وإنتباهه من نطق بشكل غريب ما يُصنف تحت أي شعور : تبي العقد ؟ طال صمته هو يعرف إن أبوه ما سأل من باب إنه لو قال له " أبي العقد " بيقول له تمّ على خشمي هو سأل من باب آخر لكن ما يعرف خفاياه ، مسك أعصابه وهو يناظر جواله يلي رنّ وصمّته وهو يرجع أنظاره لأبوه وفهم حاكم إن ما وده ياخذ قرار بعجلة من تأخّر رده : عطني الرد
‎رجع جواله لجيبه وهو يفتح باب السيارة خلفه : وقت وديّ بالعقد بيتمّ
‎كانت إجابته مقتضبة ، معقّدة مثل عقدة جبيّنه يلي تشكّلت من أوّل سؤال أبوه يلي ثوّر بداخله أشياء ما يبيها تثور لأنّه يبي العقد أكثر منّهم كلهم ، يبيها تصير حلاله ولا يمانع إنها تبقى ببيت أبوها للوقت يلي تبيّه لكن وقت يشوفها وتقابله ما يكون بينهم قيد الحدّ والعادات والتقاليد ودّه هي حلاله وحقّه تنتهي بينهم الحدود والحواجز ، طغت أعصابه عليه تلوّن ملامحه باللون الأحمرّ وسكت أبوه هنا يتأمّله من رفع يده لعيونه ، ولجبينه من الإرهاق يلي يحسّه : بدخل لأمي
‎أبعد عن طريق ولده هو يعرف مقدار الضغط يلي مرّ فيه وسمع به لكن ما بيعلّق على شيء ، ما بيتصرف بشيء نهائياً ودخل للداخل خلفه من لمحه يغسّل يدينه بالطرف الآخر ، ونادى هو : مـلاذ
‎طلعت وهي تجفف يديها وإبتسمت : ذياب ماجاء معك؟
‎رمى نفسه على الكنبة وهو يتنهّد من أعماق قلبه ، ولمست مستوى الضيق يلي وصل له ومن عدل أكتافه وهو يمسح على ملامحه وجبينه لثواني بسيطة وأشّر على المغاسل ، مدّت إيدها لكتفه تشدّ عليه لثواني بسيطة وتوجّهت للمغاسل وهي ترسم بثغرها إبتسامة : ذيـابي
‎جففّ يدينه ، وملامحه وهو ينحني لأمه يقبّل خدها لثواني طويلة توضّح لملاذ فيها إرهاقه ومحاولته لإستجماع أمره وشتاته منّها ، وإبتسمت بهمس خجول : عقبال ما تكون قصيدك
‎لمح حاكم إنحناءه لأمّه وكيف قبّلها وكيف إرتخت أكتافه لمجرد إنه طلع من جهة المغاسل وكانت هي قدامه ، كيف حاوطت ذراعه تشدّ عليها ويسمع همسها له لكن ما يعرف وش تقول ويكفيّه من عدم المعرفة ، الإبتسامة المُرهقة الخفيّة يلي رسمتها بملامحه وشدّ ذياب على قبضة يدّه من عرف إنها تحاول تكشف حصونه ومشاعره : خلاص !
‎إبتسمت برجاء : طيب بس سؤال واحد ، آخر سؤال !
‎ناظرها لثواني وهمست : من وهي صغيرة تبيها ؟ وإلا توّ
‎ناظرها بمعنى تقطع سؤالها وتلغيه لأنه ما بيجاوبها ، وإبتسمت : آخر سؤال ، تبي تشوفها وقت نروح ؟ نقول لهم شوفة شرعية ؟ وبشوفها أنا معاك كمان
‎هز راسه بالنفي وهي تلعب بعروق قلبه لكنّه قدر يتخفّى ، قدر يلّون نفسه بألوان الثبات والسكون : تشوفينها معي ؟ ما شبعتي منها شوف ؟
‎هزت راسها بالنفي : وقت تشوفها ، بتعرف وش رديّ ..
‎وما قدر هزت راسها بالنفي : وقت تشوفها ، بتعرف وش رديّ ..
‎وما قدر يمنع إبتسامة تعبه وهلاكه بسبب طيفها يلي زاره يعرّفه بردّ أمه قبل تنطقه " ما ينشبع من شوفها " ، إبتسمت ملاذ وهي تناظره ولفت أنظارها لأبوه هي ما عاد لها قلب تتحمّل كثرته عليها وإنه يشبه أطباع أبوه بشكل كبير لكن يخالفه بالوقت ذاته ولا تعرف تعبّر عن هالشيء أبداً ، جلس وهو يفرك جبينه من وصله إتصّال وقبل يقوم نطق أبوه : رد هنا ، ما جهّزتي قهوة ؟
‎هزت راسها بإيه : جاهزة القهوة ، أنتظر نهيّان يجي
‎توجّهت ملاذ للمطبخ ، ورد ذيّاب بهدوء تامّ وهو يعرف إن أبوه مُنصت تماماً لحواره حتى لو كان يمثّل إنشغاله بسبحته : إيه يلي حددّتها نفسها وهاليومين مثل ما قلت
‎كان حاكم يحاول يسمع حتى الطرف الآخر وش يقول ، وعضّ ذياب شفايفه لثواني : إنتّ تعجل بالوكالة ما يهمني كيف تعجّلهم أبيها عندي هاليومين ! إنت تدري إني مستعجل ما بنتظر إسبوع ، ما تقدر قول لي ما نقدر إلا بعد شهور وبدبّر نفسي مع غيرك أنا لا تقول لي متوفر شيء ثاني
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يصّدع بشكل مو عادي من محاولات الطرف الآخر لإقناعه بالإنتظار وتاهت فيه الحلول لآخر حلّ إقترحه الشخص الآخر وهو يرفع حواجبه : أستلمها من دبيّ ؟
‎جلست ملاذ بعد ما تركت القهوة على الطاولة وهي سمعت إستلام ومن دبي وما فهمت وش الموضوع ، وبالمثل حاكم يلي كان يخمّن مواضيع كثيرة لكن ما رسى على برّ يقين إن ذياب يتكلم عن موضوع محدد ، ورجّع ذياب جسده للخلف بهدوء : جهّز لي أوراقها
‎سكّر وهو يفرك جبينه لثواني ، وأخذ حاكم قهوته وهو ما يبي يسأل لكن ذيّاب ترك جواله بجنبه بعد دقائق بسيطة وهو يرجع جسده للخلف وداهمته أمه بالسؤال وهي تمد له فنجال : وش دبي ووش إستلام ؟ صاير شيء ؟
‎هز راسه بالنفي بهدوء : الصباح بمشي دبي ، بستلم سيارتي من هناك وأرجع نفس الليلة إن شاء الله
‎ناظره حاكم وهو يمنع حروفه بالقوة ، وناظرته ملاذ لثواني بذهول : يا أميّ سيارتك ما صار لها شيء طيب يومين ويرجعونها لك مثل ما كانت ليش غيرها !
‎ناظر أمه لثواني كيف تقترح عليه يرجع ياخذ شيء مسّته يديهم ولطّخته ، وسكت حاكم هنا لأنّ تأكد له قول المستشار يلي كان متأكدّ منه من قبل لكن صار واضح له بشكل مرعب الحين وقت وصف له ولده بإنه صاحب دهاء ، صاحب سياسة ما تُضيّع لكنها بتضرّه لو كانت واضحة كل الوضوح وهزت ملاذ راسها بالنفي بمعارضة شديدة : لا حرام كذا والله ! ما تبيّن الضعف بإنك بعد فعلتهم تركتها وأخذت غيرها ؟
‎هز راسه بالنفي وهو ما يحب يبرر أفعاله لكن النظرة المذهولة المُتسائلة بعيون أمه أجبرته وجاوب بهدوء هم ما قرّبوها إلا ويدرون إنها غالية عندي لكن مثلهم يفهم بالمناطح ، قرّبوها وهي غالية عليّ بعتها تشليح وباخذ غيرها بخشم الريّال ما يفرق معي لكن هم يفرق عندهم ، هم يوتّرهم يوريهم مكانهم الأصلي
‎هزت راسها بالنفي وهي تتنهد لثواني : ما أبيك تصير إنفعالي ، تجاهلهم لا تناطحهم ويهجدون
‎إبتسم بهدوء وهو مرهق لكن تجبره على الكلام : ما بيني وبينهم كلام ولا علم ، هم يسمعون الأخبار ويكفي ..
‎هز حاكم راسه بإيه بهدوء لأوّل مرة بحياته يثبّت فعله وينهاه عن آخر بطريقة هادئه : ما أخطيت ، لكن لا تكمّل على هالدرب وتسري بصيت الغرور ما يرحمونك
‎ناظر أبوه لثواني بسيطة فقط وهو يهز راسه بإيه ، وقبل يوقف ويطلب الإذن دخل نهيّان يلي بيده أكياس كثيرة بسببها فتح الباب بكوعه ، ودخل يسكرّه برجله وهو يبتسم : ياساتر مجتمعين ماشاء الله وين ورد ؟
‎رفع حاكم حواجبه : وليش تسأل عن ورد ؟
‎ترك الأكياس وهو يقبّل رأس أمه وخدها : ما اسأل عنها ؟
‎هز راسه بالنفي ، وتمتم نهيّان : إعداداتك ملخبطة يافريق سألت عن ورد ماهو عن أمي لجل تغار وتمنع
‎نزّل الأغراض بجنب أمه : تذكرين يومك تقولين لي فيه حلا تبينه ومدري وش رحت المحلّ قبل شوي وما عرفت وش يلي تبينه ، جبتهم كلهم
‎رفع حاكم حواجبه لثواني : ما تعوّدنا عليك الكرم
‎ميّل شفايفه بشبه زعل : أفا ! أمي بخاطرها شيء وما أجيبه ؟ أصير حاكم الطائي لعيونها يابوذياب الله يهديك
‎ضحكت ملاذ وهي تناظره : إسمه حاتم الطائي طيب
‎هز راسه بالنفي : لا أنا متعمّد أقصد شايبك يابعدي إنتِ
‎إبتسمت وهي تناظر حاكم لثواني ، ولف نهيّان لأخوه : الذيب ، وش آخر الأخبار لا تكون ملكت وأنا مدري
‎إبتسم بهدوء وهو يهز راسه بإيه ، وهزت ملاذ راسها بالنفي : نعلن عليك شديد الخصام والله لو سويّتها
‎إبتسم وهو يهز راسه بالنفي : قال لك أبوي ما تصير بدونك ، بجهّز أغراضي عن إذنكم وبمشي الخيام
‎هزت راسها بزين : ما تبيني أجهّزها بدالك ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يناظر نهيّان ، وفهم نهيّان وهو يوقف بهمس مغرور لأبوه وأمه : ما يستغني عني
‎ناظره أبوه بطرف عينه ، وإبتسمت ملاذ وهي تناظرهم : الله يديمكم لبعض ياحبيبي ..
‎إبتسم وهو يصعد الدرج خلف ذياب : آمين ويديمكم لنا
-
‎دخل الغرفة خلف أخوه وهو يسكر الباب ، ورمى نفسه على السرير وهو يدندن : وش صار على السيارة
‎رمى شنطته على السرير بجنب نهيان : بمشي دبي
‎ناظره بذهول لثواني : مافيك صبر لين الوكالة هنا يجيبونها ؟
‎هز راسه بالنفي ، وتمدد نهيّان بإستغراب : صدق ؟
‎دخلت ورد وهي تناظرهم لثواني ، وإبتسم نهيّان : يا هلا ! يا هلا وين الناس إبتسمت وهي تتنحنح : تبوني وإلا أرجع للبنات ؟
‎ناظرها نهيّان بذهول : والبنات معاك للحين ! شفيك إنتِ ما تعيشين بدونهم وإلا كيف
‎شهقت بذهول : إنت مو حولي يانصّاب ! أربع وعشرين ساعة تمرين مباراة تمرين مباراة وش أسوي لحالي يعني
‎أشّر على ذياب وهو كان بيقول عندك ذياب ، وتراجع وهو يدخل إيده خلف راسه : هذا ماهو حولك صدق بس الحين ما عندي شيء صرّفيهم يروحون بيوتهم
‎ترك ذياب تيشيرته الأخير بالشنطة وهو يناظرها لثواني : شفتي نصّار اليوم إنتِ ؟
‎بردت ملامحها مباشرة ليه توجّه لها السؤال بهالطريقة ، وإنتبهت إنها علّقت بصمت ما طلعت منها حروفها وهي تستوعب : إيوه ، شدن راحت معاه بالدباب وأخذناها
‎هز راسه بإيه لأن نصّار قال له ، ورفعت حواجبها وهي تناظر شنطته لثواني : بتمشي مكان ؟
‎هز نهيّان راسه بإيه وهو يتكي : دبي ، وبروح معاه أنا
‎شهقت مباشرة وهي تناظر ذيّاب ، ومشى لناحية أدراجه البعيدة بهمس يرد كلمة نهيّان : تعقب
‎إبتسمت ورد لثواني : ذياب ودك أقترح لك إقتراح ؟
‎رفع حواجبه بإستغراب ، وتنحنحت : يعني لو ما بتكون مشغول مره ، بسبق الأحداث شوي بس أحس عادي
‎رفع نهيّان حواجبه وهو فهم مقصدها كله قبل تنطق : بتقول لك عاجبها شيء يبيعني ويشتريني ومو متوفر بفروع الرياض تبيه من دبي عشان كذا تسألك شغل وإلا لا لأن حضرة الأخت ما توفّر ولا عندها صبر تنتظر وتذكرني بواحد يبدأ إسمه بحرف ذياب
‎ناظره ذياب لثواني بذهول من سرعة كلامه وهو يمد له مويا من جنبه ، وضحكت ورد بنفس الذهول : لا تغار !
‎هز راسه بالنفي وهو يشرب من المويا : ما أغار بس ذيّاب مو فاضي لتفاهاتك عنده إبل وخيام وبرّ يرجع لها مو بيروح لجل عينك محلاتك السخيفة الدلع هذا ماهو عندنا
‎شهقت لأنه زعّلها فعلاً ، ومن كان ذياب متفقّ معاه حتى لو ما نطق وهي تناظره بتوعّد : كان يخص زوجتك المستقبلية لكن هيّن والله ما أقول كلمة كنت أبيك تصير سبّاق قبل آل نائل وتاخذ قلب البنت بدري بس ماش
‎رفع نهيّان حواجبه بذهول : سبّاق وكلام فاضي بنت وش يعلمك بالحركات ذي ! بعدين ذيّاب إن مرة يبي ياخذ قلبها يسمي ناقته عليها لا تخافين إتركي هالحركات
‎ناظرته بذهول وهو حطم كل آمالها بشكل عجزت تستوعبه ، وناظرت ذياب يلي أخفى ضحكته يكمّل تجميع أغراضه وتمدد نهيّان : وش الأحلام الوردية ذي
‎ناظره ذيّاب لثواني : شفيك على البنت ما قالت كلمة
‎هز راسه بالنفي بمعنى ولا شيء : من واجبي كأخو كبير أوريها إن الحياة لونها ماهو وردي وأشياء أطـفـ
‎ما كمّل جملته من رميت عليه جوالها كله وهي تمشي ، وضحك بذهول وهو ياخذه ويلحقها : بنت لا تزعلين
‎هزت راسها بالنفي من من مسك نهيّان معصمها وهي تضربه مباشرة من الزعل : وقح إنت وقح بشكل أكرهك
‎إبتسم وهو يقبّل راسها : آسف خلاص آمري وش تبين
‎كشّرت بوجهه ، وأخذ يدها وهو يرجع لغرفة ذيّاب معاها : وربي تبي أبوي يدفنني هالبنت أول مكشّر ليه اسأل عنك والحين لو يدري إني زعلتك وش بيسوي ؟
‎ما ردّت وهي تناظره لثواني : يدفنك ، حقيقة مو كلام
‎ضحك ذياب : ما ظنيّ يدفنه وإنتِ تحبينه ، إلا إنتِ
‎إبتسمت لثواني وهي تشوف أبوها دخل غرفته ، وناظرت ذيّاب : ما بتطول بدبيّ يعني ؟
‎هز راسه بالنفي ، وتمدد نهيان وهو يمد يده للقلم يلي بجنب سرير ذيّاب على الطاولة : تدري ، أمنية حياتي أفهم ليه دايم فيه قلم بجنب سريرك وثابت ما يتغيّر مكانه وش تسوي فيه ؟ تكتب شيء ؟ توقّع شيء ؟
‎هزت ورد راسها بإيه : حياة المهمين يانهيّان شفيك
‎مد نهيّان إيده للدرج يلي بجنبه وهو يفتحه وإنتبه لرسمة بداخله : الله يرزقني كثر ما ترسمك أمي يارب
‎إبتسم لثواني وهو يعرف إن عيون أخوه طاحت على الورقة الأولى بالدرج ولهالسبب هو ما يهتم لأنها رسمة أمه له وعادي لو تطيح عيون نهيّان عليها ، ورفع نهيّان حواجبه : وش هالملفات الكثيرة ذي مدمن شغل إنت ؟
‎ضربته ورد مباشرة : قول ماشاءالله تعلّم !
‎ناظرها بذهول لثواني : شفيك إنتِ بحسد أخوي يعني ؟
‎هزت راسها بإيه ، ولف نهيان وهو يتمتم بالإستغفار وكانت نيته يتعمّق بالتفتيش لكن ذياب مد يده يسكر الدرج بهدوء ويرد على نصّار قبل يكون من نهيّان سؤال أو إستغراب ، ناظرته ورد لثواني بهمس : شيء مهم المفروض إنت ما تشوفه ، عرفت كيف ؟
‎كشّر مباشرة : ما ودك تسكتين تبيني أزعّلك غصب ؟
‎ناظرته لثواني بتحدي ، وإبتسم بخفيف : تتحدّيني ، تعرفين إني ما أقدر يابنت حاكم وش هالثقة تكفين
‎ضحكت وهي توقف : بروح للبنات بعدين أجيك
‎هز راسه بزين وهو يلف أنظاره لظهر أخوه يلي جلس على طرف السرير بجنبه : يالطيب حجبت رؤيتي ممكن تبعد
‎لف ذياب أنظاره له لثواني ، ومد نهيان يده من الطرف للدرج لكن مد ذياب يده بنفس الثانية يمنع يده وكشّر نهيان : بشوف يابن الحلال ما باكل ملفاتك والله
‎وهم ذيّاب ما كان الملفات ، كانت أوراق ما وده تطيح عين شخص عليها وحتى هو يتمنّع عنها ولهالسبب منع يد أخوه وتجاهل تماماً يكمّل مع نصار : خلّك بالرياض
‎إبتسم نهيّان لأن ذياب للآن ماسك معصمه : أدري تحبني بس فكّني لو سمحت بروح تو أتذكر أمك ما مدحتني
‎نفض ذياب يد نهيّان يلي كشر يوقف ويسبّه ، وعدل تيشيرته وهو يطلع من الغرفة وحتى تفكيره كان بصوت عالي يسولف لنفسه : يعني يا غبي جايب لها طاري حاكم وتبيها تركّز إنك جايب المحل كله عشانها وش هالثقة لف ذياب وهو سمع عتاب أخوه لنفسه وسوالفه ، وإبتسم وهو يستغفر وأخذ أغراضه وتنهّد نصّار المُكتئب : صادق ما تبيني أجي معاك الخيام ؟ ولا دبي ؟
‎هز راسه بإيه وهو يطلع من غرفته : صادق ، وراك إجتماعات إنت وبرجع من دبي عليك لا تشيل هم
‎ميّل شفايفه بعدم رضا : تحلف ؟
‎نزل ذياب وهو يسمع أصوات البنات وغيّر وجهته : وش أطفال حنّا تحلف وأحلف ؟ بجي عندك وإن ما جيت
‎قاطعه نصّار مباشرة : لا بتجي إن شاء الله بتجي روح بس
‎ضحك وهو يسكّر منه ، وطلع بدون يودّع أحد لأنه جلس معاهم وهالشيء يكفي وسمع أمه يلي وصله صوتها بمجرد ما فتح الباب تستودعه الله ، دخل سيارة نصّار وهو يتنهد من أعماق قلبه كل إحتياجه الحين ساعات هدوء ووحدة يفكّر فيها بكل شيء مرّ فيه بيومه هذا وباقي أيامه ، وساعتين نوم ما يطلب الأكثر هو متأكد بتجي عليه أيام يرتاح فيها لكن لابُد يشقى وإن كان شقاه يثبّت مكانته ويرفع قدره هو مستعد يشقى سنين ماهو يوم وبس ، نزل بإستغراب وهو يشوف الراعي نايم قدام بيت الشعر وإنحنى له لثواني بإستغراب لكن ما صحّاه من نومه أبداً إنما غطاه وهو يتوجه لناحية الشبك يتأكد من الإبل والخيول لكن متغيّره عليه أشياء كثير وماهي من غيابه كم يوم إنه ما جاء للمكان إنما أشياء ما يعرف كيف يشرحها ولهالسبب هو يتفقّد كل شبر يمكن يلمس الإختلاف الواضح وسكنت ملامحه من لمح مكان الصقر خالي وما يدري كيف صابه الفزع مباشرة يرجع للراعي يصحيّه : وين راح الصقر !
‎فتح الراعي عيونه لثواني بعدم إستيعاب ولف أنظاره للمكان حوله من رجع ذيّاب يوقف يدوره بين الشباك ووسط الخيام وما كان يعرف وش يدوّر هو ، ما سمع سؤاله أبداً ، صحى وهو يوقف خلفه : ذياب ! ذياب !
‎دخل عند خيله وهو يناظره لثواني وما يدري ليه صغر كل شيء بعينه الحين لو فعلاً فقد الصقر وماهو موجود لكن السؤال كيف يفقده ، كيف يغيب وما له أثر ..
‎ما كان ذياب يسمع نداء الراعي المستغرب من دورانه بالمكان هو عقله وباله كلهم مشغولين لكنّه يسمع سواليفه عن مرور ناس عليه اليوم ، إعجابهم بالخيام والحلال والصقر وأسئلتهم عن لو كانت بعض الإبل للبيع ، ولو كان الصقر للبيع بالسوم يلي يبونه وهنا وقف عقل ذيّاب لوهلة : قلتلهم للبيع !
‎هز راسه بالنفي وهو يأشر له على أغراض ولوازم جديدة للإبل والخيام ويعطيه العلم إنهم جابوها بعد ما عرفوا إن الخيام لآل سليمان ، وكمّل : يعرفون العم حاكم كلمّوه وكلمني قال إكرمهم يامحمد
‎تغيّرت كل نظرته بهاللحظة وهو يناظره بذهول وما يدري كيف كان يرتجي لحظة هدوء وصفاء وهو كان يبي يشوف الصقر وياخذه بيدّه والحين ماله أثر وعضّ شفايفه غضب : الصقر وينه ناظره الراعي لثواني : قلت للعم إنك بتعصب لو الصقر راح بس قال عطهم إياه يـ
‎ناظر الراعي بذهول وهو يرصّ على أسنانه : محمد إنت ما أسمح لك تلمسه كيف تطلّعه من مكانه وتعطيه ناس فهّمني ! وين مكانهم
‎رفع أكتافه بعدم معرفة : هو كلّم العم حاكم ، قال له بنته تبي الصقر لو ليلة وقال له العم خذه عادي
‎رفع جواله مباشرة يتصل على أبوه بدون كلام أكثر هو ما عاد يحسّ بشيء بالدنيا حتى نفسه وإرهاقه ما عاد يحس فيهم ، ما عاد يفهم شيء وما رجع بباله إلا طاريها وقت طلبته ما يمحيه وهالشيء يحرق جوفه كلّه هو قاوم رغبته بإنه يمحيه لأنه أذّاها لجل عينها ولجل طلبها والحين كيف يضيّعه من يديه وتمسّه يد غيرها هذا سبب جنونه كلّه وما عاد يثبّت خطوته وهو يتأمّل المكان حوله وبالقوة ، بالإجبار يمسك أعصابه من وصله صوت أبوه ونطق هو بعدم شعور ولا وعي يُرتجى : الصقر وينه
‎رفع حاكم نفسه لثواني عن مكتبه : تسألني عن الصقر ؟
‎ما رد وهو يحترق داخله بشكل ما يقدر يوصفه ، ما يقدر يوصف لأبوه كميّة الجمر يلي رماها بصدره إنه أعطى صقره بدون ما يشاوره لكن الحين كلّ هالإحتراق ما يهمه ، يهمه صقره يرجع يمّه وبس ومد حاكم إيديه لعيونه من إختفى صوت ولده ما عاد منه نطق : ذياب
‎عضّ شفايفه وهو يحاول يكتم قهره قد ما يقدر : الراعي يقول عطيته ناس ، من الناس ووين مكانهم
‎ناظر حاكم ساعته لثواني : إيه عطيته ناس ، ما شريته للصيد إنت وهم ما بيصيدون فيه ليه القلق
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يحاول يجمّع حروف ينطقها ولا يدري ليه حسّ حاكم بمقدار القهر يلي بجوف ولده : ولد
‎ما كان منه كلام وهو يضغط على عيونه : عن إذنك
‎قفلّ من أبوه لكن يلي ما حسب حسابه هو إنه رمى جواله بكبره لأبعد مدى عنه ورجع الراعي بخطوته من ضرب ذيّاب باب الخيل يلي قدامه يثّور الخيل ويرعب الإبل كلها من قهره والشعور يلي إرتمى بداخله هو ودّه يصرخ من قهره بهاللحظة ولا يدري كيف الحلّ ولا الطريقة وحتى النوم يلي كان يتمنّاه صار بعيد عنه هو ما يدري ينهش عقله الأرق ، أو يحرق قلبه القهر ولحُسن حظه إنه لحاله ما حوله أحد لأنّه مو قادر يتحمل حتى نفسه كيف يتحمّل غيره وإختفى الراعي عن أنظاره تماماً وهذا الصح الوحيد يلي يسويه إنه ينزوي عنه بمكان بعيد لأنّه مو بحاله الطبيعي ، هو مرة عبّر عن حر جوفه لو يركي الدلة على صدره تفوح الحين لو تجي على صدره جبال من الثلوج وتصير من حرارته ماء بتتبخّر ولا بتطفي جزء من النار يلي بصدره ..
‎أخذ نفس من أعماقه وهو يرفع يده لراسه من الشعور يلي ما بيخففه عنّه أي شيء لأنه كوى داخله من القهر يترك آثار بوسط قلبه .
‎إنحنى الراعي ياخذ جوال ذيّاب من التراب وينفضه ورجع ينزوي لمكانه بعيد عنه لأنه ما يبي يتقابل معاه نهائياً ومن وصايا حاكم له وتحذيراته الدائمة إن وقت يعصّب ذياب ، الأفضل يترك له الخيام فاضية أو يجلس بخيمة لحاله مو لجل إن ذياب يأذيّه ، لجل إن ولده ما يستكنّ داخله إلا وقت يكون لحاله وبدون أي شخص وطلع من طرف الخيمة يناظر ذيّاب يلي ما تحرك من مكانه ولأوّل مرة يشوفه بهالوضع كان جالس على الأرض قدام باب خيله وكل يديه على راسه هو يخفف صداع نفسه ، أو يتمالك أعصابه ما يدري لكن يرعبه هالوضع ورجع بخطوته لداخل الخيمة وركنها وهو يتصل على حاكم : عمي حاكم ..
_
‎« بيـت حاكـم »
‎قفّل وهو يضغط على جبينه لثواني طويلة ، وتمتم بالإستغفار من ملاذ يلي تعاتبه : يعني ما لقيت إلا صقره تقول لهم تمّ عليه وإنت تدري إنه شيء يخصّه بحر ماله ملكيته له كيف تقول تم على شيء ماهو لك فهّمني !
‎ناظرها لثواني بشبه غضب : أنت ومالك لأبيك وإلا ما يرضيك هالكلام الحين ؟ يعني وش تبيني أردّ الرجال ! أقول له لا توكل الله يحفظك ما بعطيك شيء وهو يقول شيباتي ياحاكم إن كان لها قيمة بنتي تبي الصقر لو ساعة وما طلبنا إلا أهل الكرم ، أقول له لا ؟
‎هزت راسها بإيه ولأول مرة بمثل هالمواقف بغضب : ما تلقى إلا شيء يخصّ ذياب يعني ؟ أبوها قادر يجيب لها صقر من أي مكان لكن إنت تبي تراضي بنته وتكسر بخاطر ولدك كأن ماله كلمة ولا له قرار بشيء يخصّه ؟ هو ذياب عدّوك يعني وإلا غصب تمشيّه على كيـفك وما يحق له يقـو
‎ضرب الطاولة يلي قدامه بغضب يمنع كل كلمة ممكن تقولها وتكمّلها ، ورفعت يدها لنصف ملامحها مباشرة تحاول تمنع حروفها لكن ما منعت نظرات الحُنق يلي ما يوصف من عينها ولا كانت لها قدرة أساساً لأنها سمعت معاه كلام الراعي وإحترق كل قلبها من قال إنه عاتبه بمعنى إنّه هو وهو الراعي ما يتركه يلمس الصقر كيف يسمح للناس ياخذونه وما عاد فيها حيل سماع من وصف حال ولدها إنه حتى جواله رماه من غضبه وإنه جالس عند الخيول فقط بدون ما يتحرك ، عضّت شفايفها وهي تاخذ نفس من أعماقها ولو إنها ضد إنها تقهر حاكم بشيء ، وضدّ إنها تكون بهالطريقة معاه لكنّ رجفت يدها من القهر يلي حسته والحرقة يلي رُميت بجوفها من كلام الراعي يلي يعيد ويزيد بعقلها : رمّدت داخله وإنت تراعي غيره ! راعيه هو لو مرّة وحدة بس كثر ما يراعيك ولو إنك صدق ما تبي تكسر بخاطره ولا خاطر بنت الشايب ، عطيت أبوها صقر غيره ماهو صقر ولدك الغالي عليه وما ظنيّ يخفى عليك إنه غالي دامه حتى للصيد ما يبيه لكن إنت تبي كذا ، إنت تبي تحرقه كأن ما يكفيه قرف شغله وإستقعادهم يلاقي حتى أبوه يهلكه ما كان منّه كلام ولا رد من لمح دموعها بوسط عيونها وعضّت شفايفها وهي تحاول تمسك نفسها لثواني بسيطة : بس بسألك شفت كيف يراعيك إنت ؟ شفت كيف يسألك عنه ووقت أعطيته جواب يكرهه بإسلوب يكرهه طلب منك الإذن وإنت حرقته كله ما قوى يقول لك كلمة ؟
‎كان بيتكلم لكن هي غصّت بحروفها والعبرة يلي خنقتها كلّها وهي رفعت عيونها للسقف ، لكل مكان بعيد عنه لكن نزلت دموعها غصبٍ عليها : راعي يلي تبي وخذ بخاطر يلي تبي حتى لو على حسابي بس مو على حساب ذياب !
‎تمتم بالإستغفار وهو يرفع يده لجبينه فقط ويدرك إن صار منه غلط ، يدرك إن كل كلمة قالتها ملاذ هي صح وما كانت لجل الصقر نفسه كانت تراكمات قلبها على طريقته مع ذيّاب كلها وعلى إرهاق ولدها وهو حُرقة قلبه الآن إنه حسّ بغلط صدر منه هالمرة والحرقة الأخرى إنه حرق قلبها هي ينزل دموعها حتى وهي تحاول تمسك نفسها وتمسحها لكنّها تكمل بالإنهمار مالها قُدرة عليها ، طلع من مكتبه مباشرة هو ما بيقوى تقول له كلمة ولا بيقدر يوقف بمكانه لأنه حسّ بقهر ولده وقت همس له " ولد " يحاوله يردّ عليه الصوت ويطمّنه ووقت نطق له " عن إذنك " كان متوقع ، متأكد أكثر من كل أكيد بحياته إن ما هان عليه غياب الصقر يلي وقت سلّمه هو وما رد الشايب راجع نفسه ألف مرة هو يذكر حواره مع ذيّاب عنه " ما شريته لغرض الصيد " وتأكيد ولده لأول مرة بإنه ما إشتراه لجل يصيد فيه أو شيء آخر وهنا كان غضب حاكم من نفسه إنه ترك طلب الشايب وطريقته ينسّونه حتى خاطر ولده ، هو ما كان بينام بعد ما سمع " عن إذنك " من ولده والحين ماله قرار بأرض بعد ما رميت ملاذ كلّ أخطائه بوجهه تبيّن له إنه فعلاً غلط هالمرة والغلط منه لوحده ما كان لذيّاب نصيب منه ..
‎رجعت خطوة ورد يلي سمعت أصواتهم مباشرة من الغضب يلي لمحته بملامح أبوها ، وبالمثل نهيّان يلي كان نازل للمطبخ لكن توجه للمكتب مباشرة : أمي
‎أخذت نفس بهدوء وهي تجمّع نفسها : عيوني
‎سكنت ملامحه مباشرة وهو يناظرها من إحمرار ملامحها ، ودخلت ورد يلي كانت أنظارها للخلف بتسأل عن أبوها وأسباب غضبه لكن قُطع كل سؤالها من ملامح أمها يلي رسمت إبتسامة على ملامحها تخفي ندمها من قسوة كلامها على حاكم ، وتخفي قهرها منّه بالوقت ذاته وحرقتها على ولدها : ما صار شيء يعني ما تعرفونا ؟
_
‎« الخيـام »
‎ما خفّ قهره ولا بردت حرقته لو دقيقة وهو كل ما حاول يتماسك ويقول بيرجع له الصقر ما بيغيب عنه يرجع يحترق أكثر لأنه ما يبي حتى الراعي يمسكه كيف أشخاص ما يعرفهم وحتى لو يعرفهم وأقرب له من نفسه محد له حقّ يقرب شيء يخصّه ..
‎رفع أنظاره من صوت السيارة القريب منه وهو يوقف ووقّف العكاز يلي كان يركيه على كتفه وهو يبعد أنظاره من عرف من يكون ، ومن ممكن يكون غير أبوه لكن تبدّلت أنظاره للسيارة الغريبة يلي دخلت خلف أبوه وقربّت من حدودهم ، نزل حاكم وهو يسكّر الباب وراه وأنظاره على السيارة ، وقرب ذياب خطوته لأبوه لأن ما يشوفون من داخل السيارة شخص نهائياً لحد ما فُتح الباب ونزل منه ذات الشايب يلي أعطاه حاكم الصقر ، كان يرسم بثغره إبتسامة خفيّة وبالقوة تطاوعه خطوته يسكر باب سيّارته خلفه لكنه سعيد بشكل ما يوصف وهو يضحك لحاكم : وكتب لنا الكريم نشوف ولد نهيّان
‎إبتسم حاكم وهو يقبّل راسه : الله يحييّك ، الله يحييّك
‎إبتسم وهو يمشي للباب الخلفي لسيارته يفتحه ، كان يضحك بين الكلمة والثانية من سروره برؤية حاكم : صقرك عنيد يابن سليمان ، صقرك عنيد ما رضى يرقى يدينا ولا رضى ينزل من السيارة كلّ من قربه توجّع
‎ناظر حاكم ولده ذيّاب وشروده بالرجّال ، ومشى خطوة قدامه من نفض العمّ يديه : ياولد نهيّان تعال له ما يبيني
‎هز حاكم راسه بالنفي وهو يناظر ذيّاب ولده : يبي راعيه ياعمي ، عليه برقعه ؟
‎هز راسه بإيه ، ومد حاكم يده يساعده يرجع جنبه من تمتم له الشايب بإستغرابه من الصقر وعنفه : عليه برقعه ما شلته بس ينفّض كل من يقربه ، بنيّتي راعية صقور ومقناص ولا قدرت عليه الله يصلح قالت تبيه وهو ما يبيها بلشناكم وبلشناه ، قلت أردّه لدياركم إنتم أدرى به
‎هز حاكم راسه بإيه وهو يناظر ذيّاب ، وشدّ العم على يد حاكم قبل يتحرك ذياب : هذا ولدك ؟
‎هز راسه بإيه : ولدي الكبير ، ذياب ..
‎ناظره لثواني وهو يراجع ذاكرته : إيه إيه أذكر طاريه ، شفته بمكان ولدك ذكّرني
‎ناظره حاكم لثواني وهو ما يدري وش يقصد ، وصرخ بتذكّر سعيد إن ما خانته ذاكرته : له طواري بالدولة ولدك عرفته ، خذ الصقر وأنا أبوك خذه
‎قرب ذيّاب من السيارة لكن رجعت خطوته من لمح جسد بالمقعد الأمامي وضحك العم وهو يناظره : روح وأنا عمك إنت تبي الصقر ماهو النظر ، رجّال ووش بيطلع من نسل سليمان إلا الرجال ما لك بالردى ..
‎ناظره حاكم وهو لهالسبب ما رفض طلبه ، هالشخص أجداده عاصروا أبو جده سليمان الأول ، وأبوه وهو عاصروا نهيّان نفسه وما كان يقطعهم ، من أهل ديرته وكمّل حاكم بنظره لولده المتمنّع عن إنه ياخذ صقره من داخل السيارة دام البنت موجودة فيها وسكت من لمحه يغيّر إتجاهه بأكمله لجل يفتح برقع الصقر بدون لا يدخل بكامل جسده ياخذه لأنه يبيه يشوفه ويجي يمّه ، لبس الدس على يده وهو يهزها وكانت ثواني لحد ما رقى الصقر على متن يدّه وضحك العم بإنبهار : مدري هو الصقّر ترك عناده ، وإلا صَقّاره ذيب ما يقواه
‎« بيـت تركـي ، قريب الفجـر »
‎شدّت وشاحها وهي تنزل للأسفل وعضّت شفايفها من صوت الباب يلي تسكّر بقوة خفيفة لكن بالنسبة لها مزعجة بما إن كل بيتهم نايمين والهدوء فضيع بشكل يسري فيه الصوت ، أخذت نفس بخفوت وهي ما تدري وش المشاعر الغريبة يلي تداهمها من بداية اليوم وما خفّت لكن قدرت تشتتها وقت طلعت المول لأمها يلي ما جابت طاري لذيّاب أبداً كانت تحاول تسعدها هي وبالفعل رجعت بسرور لا يوصف لأنها لقيت مساحة مختلفة تماماً عن مجرد التفكير بالخطبة وذياب وخطوات المستقبل ولقيت سرور أكبر وقت كان رجوعهم من المول وأبوها على الباب ينتظر أمها ، أو يخطفها منها بالأصحّ وهي طلعت مع البنات يتركون البيت فاضي مافيه إلا أمها وأبوها فقط لأن البقيّة كلهم طالعين ، إبتسمت وهي تشوف الكرسي المفضّل لهم يلي قدام مكتبه لكن إلتفاتها ما كان للكرسي ذاته كان لأعقاب السجائر يلي بالطفاية عليه وجلست لثواني وهي تتأملّ الرماد يلي حول السجائر يلي تناقص حجمها وسكنت ملامحها من اليد يلي صارت على ظهرها وهي تلف لناحيته ، وجلس أبوها خلفها وعضّت شفايفها مباشرة وهي تناظره لأنها تعرف هو وش صحّاه من نومه ومباشرة إختلفت نظراتها : صوت الباب ؟
‎هز راسه بإيه وهو يناظرها ، ومد يده يعدل الوشاح عليها لكن نظراته المتفحّصة لها كانت ترهبها شوي ونطق بتساؤل : وش مسهّرك
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وإبتسمت بخفوت وهي تناظره لثواني : تصحى أمي وما تلاقيك جنبها
‎إبتسم بخفيف وهو يناظرها : ودك أمشي ؟ ليش تصحيني بصوت الباب من الأوّل لو ودك أمشي
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة : صوت الباب ما يصحّي إلا يلي نومه خفيف ياحضرة المحامي ، يلي قلبه ما ينام
‎إبتسم وهو يناظرها لثواني : إنتِ قلبك ما نام ؟
‎توّردت ملامحها مباشرة وهي تناظره ، وإبتسم وهو يمرر يده على ظهرها : لا تخجلين ، كلّميني وش صار
‎هزت راسها بالنفي وهي تشبك يديها : ما أخجل منك
‎هز راسه بإيه : ما تخجلين مني ، قولي لي وش أرّقك
‎ناظرته لثواني وعبّرت نظراتها وإبتسامتها إنها ما تبيه يضغط عليها بهالشكل لأنها تُحرج ، وضحك وهو ياخذها تحت ذراعه يشدّ عليها لكن هي كان منها تساؤل آخر من وجهت أنظارها للسجائر لثواني بسيطة ورجعت تناظر أبوها : تجاوب فضولي ؟ كل هالسجاير لك لوحدك ؟
‎رفع حواجبه لثواني : ومين قال لك إني أدخّن ؟
‎ناظرته بشكّ بسيط وهي تهمس : صح توّبت من زمان ، لكن نقول ما تخفى علينا حكاياتكم ؟
‎إبتسم لثواني وهو يناظرها ، وتعرف إن مستحيل يرجع النوم يجيه لو هي بتجلس بالخارج ولهالسبب ناظرته : ندخل ؟
‎هز راسه بالنفي : إجلسي كثر ما تبين ، بدخل أنا
‎ناظرته لثواني بشكّ أكيد ويجيك النوم ؟
‎ميّل شفايفه لأنها تكشفه : من يعلّمك بأسراري إنتِ ؟ إجلسي مافيني النوم يابابا بجلس بالمكتب ثم أطلع ..
‎هزت راسها بزين وتوجه تركي للداخل وضمّت هي الوشاح عليها مو طبيعية كميّة المشاعر يلي تحسّها ولا تدري وش حلولها وأخذت نفس من أعماقها وهي تسمع صوت الآذان ودخلت للداخل ، لغُرفتها تصليّ وتغرق بسريرها ممكن يجيها النوم وتختفي طواريه عنّها وعضّت شفايفها لثواني من كثر الشعور الغريب يلي بقلبها ، رفعت جوالها وهي تمنع يديها بكل قوة من إنها تدخل المؤتمر يلي حفظت كل كلمة نطقها فيه ، كل نظرة طلعت منه وكل مرة رجع فيها للخلف هي يتوجع قلبها من كثر الشعور يلي تعيش فيه ..
‎رفعت كمّ يدها وهي تناظر الضماد لثواني ومُستحيلة رغبتها بفتحه وتشوف الآثار بنفسها لكن ما تبي تفتح لفّته نهائياً ، أخذت نفس بخفيف وهي ودها بس تدري مكانها من هالأيام لأن كم الأرق يلي تحسّه مستحيل يكون عادي وطبيعي ، كم المشاعر يلي تعايشه أكبر منها بكثير لأن مهما حاولت تدخلّ عقلها ، وتفكر من باب العقل والمنطق بالجاي يتدخلّ عقلها بالذكريات يلي تهز شعورها ، تلهب كل حواسها بشكل ما تعرف له طريقة تخفيف وجلست مباشرة من رسالة من ورد تبلّغها إن جدتها رجعت من مكة ، وإنهم جايين العصر لكن تبدّلت ملامحها من كانت تريّحها " ذياب ماشي الإمارات يعني بس بتقابلينا إحنا " ونفضت عقلها من تصارع الأفكار والمشاعر يلي ما تبيها ، ما تبي تفكّر فيها نهائياً ..
_
‎« الخيـام »
‎فتـح عيونه على صوت أبوه يأذّن لصلاة الفجر وسكنت ملامحه مباشرة من إستوعب إنه غفى والصقر على يده ، ولا كان منه إستيعاب لشيء غير إنه ترك الصقر ورفع الفروة عن أكتافه يتوجه للمواضئ يتوضأ ويصفّ بجنب أبوه والراعي للصلاة والغريب إن أبوه ما صحّاه أبداً ، ما إستوعب هو كيف نام للآن لأنه من بعد حكي الشايب هو تمدد يترك المركى خلف ظهره والصقر بيده وكان يتأملّ صقره فقط لكن كيف نام ، وكيف غفى وليه أبوه للآن موجود جنبه وهو كان بالخيام داخل ما يدري لكنه يدري إن طغى عليه تعبه ووقت لقى راحته برجوع صقره وتأكيد الشايب إن ما مسّته يديهم هو نام بدون شعور منه ، سلّم وهو يجلس بمكانه لثواني بسيطة ووقف يرجع لمكانه الأول ، يرجّع صقره لمكانه ورجع يرتكي ويرجع الفروة على أكتافه باقي على رحلته وقت وقطع الصمت الطويل صوت أبوه يلي ما لفّ لناحيته : أجّل رحلتك وإعقد اليوم جدتك رجعت من مكة
‎ناظر أبوه لثواني بسيطة ، ولف حاكم أنظاره له لكن كان غريب الشيء يلي لمسه من ولده كأنه ينتظر موافقة غير موافقته ولجل هالشيءّ هو مو جالس يستعجل بالعقد ما كان من ذيّاب الرد هو شتت أنظاره للمدى حوله ، للريّح يلي تهب تثّور تراب الأرض ويلي الواضح إنها بطريقها للإشتداد ما بتكون ساكنة أبداً يعرف إن طريقة أبوه بالمراضاة عمرها ما كانت بالكلام ومن وقت دخل عليه قبل الشايب هو عرف إنّ أبوه يحس بالغلط ويحاول يقوّمه ، يحاول يصححه ومجيء الشايب مع بنته إختصر على حاكم حتى أقلّ التبرير لأن ذياب شاف بنفسه هو ليه ما ردّ بنته وقت عبّر عنها " ما رديّتها وهي تقول يبه هالصّقر مب عادي ودامها شافته مب عادي وعظيم بدار الكرم ، قلت كود ما يردّوني ولا يكسرون خاطر بنيتي وصدقت بهقوتي لكن الصقر له طواري غير ويوم شافت إنه ماهو حولها ولا هو يمّها قالت قم يبه نرجعه لداره هم أولى به وعاد عيني هالبنت ما يمديني على السيارة والليّل بالبر بدونها هي تدلني يميني من شمالي لين وصّلتني خيامكم " وطال حوار أبوه مع الشايب يلي إكتشف ذيّاب إن كل ذريته بنات وهالبنت يلي معاه هي أصغرهم وأعزّهم على قلبه حتى وإن كان يكرر كل بناته فيهم الخير والبركة كانت نظرته تنطق للبنت يلي معاه بإنها الغير عنده لأن كل أخواتها تزوجوا وصارت لهم أشغال إلا هيّ ، هي ما جاء نصيبها مثل ما يقول أبوها ومثل ما تمتم بهمس " الله يغفر ذنبي يوم إنيّ ما أبيها تروح عني لكن يشهد الله ما رديّت واحد جاها هي تردّ لجل عيني لكن الخوف ياولد نهيّان لا غابت شمسي ، هي من لها " وردّ أبوه عليه بإن ماعليها خوف كان يطمّن قلب الشايب وبنفس الوقت عرف إن أبوه ما بيترك لا الشايب ولا بناته بعد هالموقف هو بيصير ظلّ لهم بدون ما يكون لأحد العلم ، حتى لهم ..
‎رفع يده لجبينه من رجع أبوه يتكي على مركاه مُقابل له وما خفّ تأمل حاكم لولده لو ثانية وحدة هو ما يراضيه بكلامه هو جلس جنبه طول الوقت يناظره ، يتأمّله حتى لو ما كانت بينهم حروف وجمل وكلام وحتى وقت غفت عين ذيّاب حاكم ما غفى نهائياً وجه أنظاره للخيام ، للفرش الصغير يلي ينام عليه ولده ويلي يفضّله عن كل قصور الدنيا ونعيمها هو يحبّ هالحياة ، يحب إن فرشه الثرّى ولا يدور لها بديل ، يحب الهبوب تصحيّه وإن ثارت الريح وثّورت الأرض وترابها هو ما يختلف ، ما يكره ولا يتضايق أبد بالعكس هو يفضّل هالمكان عن باقي الأمكنة كلها وإن كان حاكم يعرف إنه يفضّل هالمكان لسبب إنه يكون بعيد عن العواصف يلي يحصل بينهم وأسباب خفيّة عليه لكن الكل ترك الخيام من بعد نهيّان ، إلا هو ..
‎طال ردّه على أبوه بخصوص العقد والرحلة هو يبي شوفها هي بالأول ولا يدري كيف الطريقة ولمح أبوه هالتفكير منّه بإنه ينتظر الوقت المناسب وكان بالقوة يمنع حروفه لأنه مرُهق ، مُهلك لو صح التعبير يردّ حروفه لأنه على وجه اليأس وعلى بُعد خطوة من إنه يطلب من أبوه شوفها لأن الطلب هو الطريقة الأسهل لكنّها درب جمر بالنسبة له لو طلب من أبوه وصارت الحكاية واضحة له مثل شعاع الشّمس يلي بدأ ينّور سماهم ورجّع حروفه لجوفه لو تجمره هو ما يبي شوف لأبوه أو لغيره دخل فيه ولمح حاكم منّه غرابة غير عادية وصار الوقت إنه يتركه ولهالسبب أخذ مفاتيحه : نام ، وإن كنت تعبان أجّل الرحلة وأرسلك أحد يستلمها
‎هز راسه بالنفي وحتى صوته كان شديد الغلاظة من تعبه وإرهاقه : بروح بنفسي وبرجع ، والعقد
‎ناظره أبوه ينتظره يكمّل جملته ، وهز راسه بالنفي وهو يرخي جسده فقط وغطّى وجهه بشماغه هو يبي شوفها ما يبي يقرر شيء من كيفه لكن كيف يشوفها ، وكيف يقدر بدون لا تجمعهم الصدفة يلي ممكن تحصل وممكن لا وعضّ شفايفه فقط بعد إيمان تام منّه ، ماله نصيب بشوفها ولا له نصيب بإنه ياخذ الموافقة منّها هي لكن بيعطي نفسه يوم ، هاليوم يلي بيروح ويرجع فيه من الإمارات وبعدها بيعقد حتى لو ماكانت موافقتها عنده لأنه صاحب تمنّع شديد بخصوصها وخصوص إن أحد يعرف بشيء بينهم أو يمهّد دروبهم بشوفة أو حتى إتصال مسموح بينهم بما إنها خطيبته وله لأن لو يبي ، من حقّه لكن لازم يطلب من غيرها وهو ما يحبّ الطلب نهائياً وعنده إستعداد يلهب نفسه بنار التمنّع ، ولا يكون لأحد تدخلّ بينهم بوصل أو غيره إمّا يصير كل شيء من كيفه وكيفها أو ما يصير من الأساس هو يقدر يصبر ..
_
‎« تسـعة الصبـاح »
‎فتحت عيونها وهي تحس صار لها ساعات طويلة نايمة لكن الحاصل إن ساعات نومها كانت تنعدّ عالأصابع من لمحت الساعة بجنبها تأشّر لـ9 صباحاً وأخذت نفس بخفوت هي ما بيرجع لها النوم مرة ثانية ولهالسبب ودّها تصحى ، تقوم تخفف من التوتر يلي بيحصل لها بهاليوم من مجيء نساء آل سليمان كلهم ويلي ما بيكون هيّن عليها أبداً وكيف يكون ، أخذت شاور وهي تحاول تعدّل من نفسيتها شوي وكان عندها بصيص أملّ إن أخوانها صاحيين لكن الحاصل إن البيت كلهم نايمين هي وش صحّاها هالوقت ما تعرف ، نزلت للأسفل وهي تشوف مكتب أبوها مفتوح وسكنت ملامحها من أصوات الرجال بالخارج وما تدري ليش دبّ الخوف بقلبها بدون مقدمات لأنها ميّزت صوت أبوها بينهم ورجعت لمكتبه مباشرة بتنتظر بما إنه ترك باب المكتب مفتوح فهو بيرجع قريب وما تسمع تعالي الأصوات بالخارج لكنّ يصيبها القلق ، كثير القلق ..
_
‎« بالخـارج »
‎دخل أغراضه بسيارته وهي آخر جلسة له بقضية بن سالم يلي رجع يضرب فيهم بالقوة المؤلمة بعد تعديّهم الأخير على بيته وحتى الأمور يلي كان بيتناساها ويتغاضى عنها بحكم إن مالها دخل بقضية موكله صار لها دخل بقضيّته هو ، ناظر جموعهم وتحليّهم بالعقل هالمرة يطلبونه الصلح " ماله داعي المحاكم والفضايح " لكنّه ضحك بسخرية : الحين ماله داعي المحاكم والفضايح ؟ لا حنّا بنتقابل عند الشيخ وإنتم تدرون الخسارة لمن من الحين لكنّ ودي أسمعها ، ودي تصير على كل مسمع بالرياض لجل كلّ من تسوّل له نفسه يقرب بيتي ، ياخذ العظة منكم ، من بن سالم وعياله ..
‎هز بن سالم راسه بالنفي بغضب : إنت تبيها كذا ؟ زين أنا بعلنها قدام الشيّخ وقدام كل رجال الدولة يلي أقابلهم إنّ المناصب تربيّ أشخاص لكنها تزيد همج أشخاص أوّلهم يلي جاء يقابلنا هنا عند بيتك ، تحسّبنا ما نعرفه ؟
‎إبتسم تركي بسخرية وهو يناظره ، وتكّى على سيارته فقط : إيه سمّ وش بتقول للشيخ ورجال الدولة عنه ؟
‎ناظره بن سالم لثواني وهو كان يتكتّم عن الموضوع حفظاً لماء وجه ولده وإن ما ينتشر الخبر دامه ما طلع من جهة ذيّاب ما يبونه يطلع منهم وبيسترون عليه لكن الحين تركي مو ناوي يبقيّ لهم ستر وهم ما عندهم إلا ذيّاب يضغطون عليه منّه ورجع تكلّم من جديد : ندري إنه سياسي ، بالدولة وإنت تدري مناصبهم كيف صعبة توصل لكن سهل يطيرون منها ما ودّنا نطيره ياتركي
‎ناظره تركي لثواني بذهول وهو يشوف سيارة ذيّاب دخلت الحي ورغم إستغرابه إلا إنه أشّر عليه : بتطيّره من منصبه ؟
‎هز بن سالم راسه بإيه ، ونزل ذياب من سيارته وهو يرمي السلام بهدوء وردّ تركي يلي مد يده يصافحه ، وحتى هم من باب إن رد السلام واجب إلّا شخص منهم : وعليكم السلام حيّ الذيب ، ياعميّ هالرجال يقول بيطيّرك من منصبك ، وش مسوي لهم ضارب ولدهم ؟
‎لف أنظاره لهم لثواني وهو يناظر بن سالم وولده بنظرة وحيدة فقط لأن هم بخطر أكبر لو صار لتركي العلم بالموضوع كله وهدّ حيل ولده لجل منّ وقتها ما بيرحم فيهم حتى العاقل وناظرهم بهدوء : هم أدرى وش مسويّن ، وهم أدرى وش رديّت أنا ياعمي ..
‎شدّ تركي على يدّ ذياب وهو يحاول يخفي إبتسامته من طريقة ردّ ذياب يلي تركت الهمسات تنتشر بينهم : أوراق أبوك بالمكتب ، الدرب فاضي والمكتب تلقاه بالصدر أول ما تدخل مع الباب الله يسهّل رحلتك
‎هز راسه بالنفي وعرف تركي إنه ما بيفارق جنبه دامه شاف هالناس وهو يهمس له بإبتسامة: أمرهم هيّن ما تعرف عمّك تركي ؟ خذ الأوراق لا تتأخر
‎نزل تركي الصغير من سيّارته وهو يناظر الرجال يلي قدام البيت ، ومشى لجنب عمّه وهو يشوف ذياب دخل أسوار البيت الداخلية : شفيهم !
‎إبتسم تركي وهو يهز راسه بالنفي وقبل ينطق له بكلمة ، نطق بن سالم بغضب بعد ما شاروا عليه عياله : بتقطع الشّر ياتركي ماودك نصير خصومك ما تحرّكت من مكانها بجنب الشباك هي تحاول تسمع ردودهم أكثر وفتحته كلّه لجل يصير لها السماع الأوضح لكن كان العدم ، كانت أصواتهم تتخالط عليها ما تميّزها وأخذت نفس بشبه إرتياح إن إنتهى الموضوع من السكون يلي حصل ونزلت الجاكيت يلي كانت لابسته تكتفي بالبدي لجل تتأمّل معصمها ولأنها تحسّ بحر ما توقعته ، رفعت أنظارها للشباك لكن وقفّ نبضها من سمعت الجملة يلي ما حسبت حسابها ولا حساب علّوها منهم " بتقطع الشّر ياتركي ما ودّك نصير خصومك " وهي ما تدري ليه هالرّعب يلي حسّته ، هالإرتباك والشعور الفضيع بالخوف رغم إنها تعرف أبوها ما ينخاف عليه لكنّ هالمرة قلبها كان ينبض بسرعة مهولة مستحيل يكون سبب صحيتها على مثل هالموقف عادي ومستحيل يكون سماعها لمثل هالجملة الوحيدة عادي ، وقفت وهي تسكر الشبّاك رغم يديها الراجفة وقلّ الثبات يلي تحسّه وأخذت نفس لثواني وهي تمدّ يدها لشعرها ترجعه للخلف وعدّلت نفسها بمحاولة للهدوء ، قليل الهدوء بهمس لذاتها : ما يسووّن شيء ، مستحيل
‎توجهت للباب يلي سكّرته تحاول تلاشي أنظارها عن الشباك لكن ما بتقدر تبقى بخطوتها هنا ، بتروح لو خلف الباب الخارجي لجل تتطمّن وتكون قريبة مسافة من أبوها ، لجل يهدأ بالها ومدت يدها على مقبض الباب يلي فُتح بهدوء لكن هي من خوفها سبقتها حتى حروفها بالنداء : بـابا !
‎سكنت ملامحه من فتحت هي الباب من ناحيتها ، ونزلت يده عن المقبض هو كان يغضّ أنظاره بشكل ما له وصف لأنه ما يبي يشوف شيء من البيت من عرف مكان المكتب وتوجّه له مباشرة لكن ما توقّع ولا حط إحتمال إنه بيلاقيها ، يشوفها قدامه ويشوف منها رعبها يلي أجبره ينطق بدون وعي منّه من تركت يدها المقبض بشكل وضّح له خوفها : بنت !
‎ما كان منّها رد من الذهول يلي تحسّه ، من قلبها يلي تتوقّع إنه صار يسمع صوته من قوّ نبضه خوف على أبوها ، وذهول برؤيته يلي ما توقّعتها ولا طرت على بالها إن ممكن الصدف تجمعها معاه بمكتب أبوها ، رجف قلبها من الأصوات يلي بالخارج وهي تناظره بذهول ، وزاد إشتعال ملامحها يلي صابها شديد اللهيّب من شوفه والحين من صوت تركي أخوها القريب منهم : تركي جاء !
‎لف أنظاره للخلف وهو فعلاً تركي قريب مسافة منّه لو قدم خطوة أكثر بيلمح قصيد إنها أمامه ورجف داخل قصيد كلّه من مد يده لخصرها يدخلّها للداخل معاه ويسكر الباب خلفه ، نبض عُنقها بدون مقدمات من فتح تركي الباب لكن هي مُلاصقة لذيّاب يلي ما لفّ لناحيته أبداً هو يعرف ما بيلمحها معاه ، ناظره تركي لثواني بإستغراب وهو يشوف جاكيت قصيد على الكنبة يقولك عمي الأوراق بالدرج الثاني مقفّل عليها
‎هز راسه بزين من نظراتها المتعلّقة فيه بشكل يوضّح خجلها ، رعبها بشكل ضيّع منه إستيعابه وأكثر من شدّت على ذراعه بدون وعي منها من سكر تركي الباب يخرج لأنها كانت مُرتعبة من فكرة إنه يشوفهم حتى وتوازنها ضاع منّها وقدرت ترجعه من مسكت ذراعه تثبّت خطوتها على الأرض بمساعدته ، ما قوت عينها تشوفه وبالوقت نفسه هو ما طاوعته أنظاره تبعد الشّبر عنها ، ما طاوعته يده تبتعد عن خصرها ، ولا طاوعته عينه تغضّ لو ثانية عن كل تفصيل منها ، رجف جسدها من مد يده لمعصمها ورجفّت تعضّ شفايفها من الرهبة يلي تحسّها وتجرّأت ترفع عيونها له : ذيـاب بيجي تركـ
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يرفع أنظاره لها يبتر جملتها لأنها تشتته هو مبهور بالعرق يلي ما خفّ نبضه بعنقها : أعقد ؟ عشان ما تقولين لي بيجي إبن أمه ؟
‎سكنت ملامحها من عينه يلي تواجهت مع عينها تثبّت جدية كلامه ، ورجف جسدها من نظراته هو يبي منّها ردها وموافقتها لكن بنفس الوقت يبي يشوفها الحين بدون كلام ، بدون ينطق الحرف لأنها كثيرة عليه ، كثيرة بهالقرب وإنه يقدر على الألف شيءّ لكنّ هي منها الخوف ، منها شديد الإرتباك يلي بمجرد ما حرّك يده هي رجعت تشدّ على ذراعه ، رجعت تحترق باللهّيب يلي تحسه من يدّه يلي تحاوطها للآن ومن كمّلت إيده الأخرى لمعصمها تتبدّل لمسته من الضماد لبشرتها هي بشكل رجّفها ، بشكل وتّرها عجزت ترد حروفها عنّه ولا حتى نظراتها المترجيّة يلي أصابت قلبه قبل عينه من همسّت : ذياب
‎خضّع نظره بالقوة لكن رجعت تتقّد نظرته يلي ما تميّزها هو معصب ، هو يتمنّع ، هو وش شعوره الأكيد لكنّها تعرف إنه يحترق من نطق : نعقد
‎هزت راسها بالنفي بإرتعاب من فهمت مقصده إن بهالوقت وعضّت شفايفها بهمس : مو هالوقت
‎شدّ على قبضة يده وهو يحاول يتمنّع قد ما يقدر لكنها ما تستوعب إن كل شيء هي تسويه يزيد فيه لهيبه ، ما تستوعب إن يدّها يلي بعدم إدراك منها تشدّ على ذراعه تربك فيه كلّ حواسه وصحيح تطلبه التمنّع لكنها تحرقه ، رجفت يدّها من كان يخضّع نظره يحاول يستوعب ورجّع نظره لها بطلب أشدّ : الحين ، قبل أمشي
‎وكان من عينها شديد الرفض ، شديد الخوف يلي لمحه قبل تنزّل أنظارها لكل مكان إلاّ عينه يلي تنتظر ردها ، خفّت قبضته على خصرها من خوفها وهو ينتظر منها ترجّع أنظارها له لكن طال سكوتها وخجلها يلي كان يحسّه من يدها يلي تشد على ذراعه لكنّها راجفة وهنا هو تبدّلت يده الساكنة لوجهها لأوّل مرة يرجّعه لناحيته ، يرجع أنظارها له وعضّت شفايفها من الشعور العظيم يلي تحسّه واللهيّب يلي بترميه له : نأجّل لفترة ناظرها لثواني بذهول من لمح صدق طلبها بالتأجيل ، وترك خصرها ويدّها يحررها وبالوقت نفسه يستوعب ويتدارك لأن ما بقى وقت وبيستغرب منّه حتى عمه على هالتأخيّر كله وهو آخر شيء يبيه إن تتعقّد عليه الأمور أكثر ، ما يبي يطوّل أكثر ويكشف الباقي لهم كلهم وما يصير الوضع محصور بينه وبينها ، يصير للعلن يلي هو ما يحبّه ورجعت قصيد أنظارها له من أخذ الأوراق وهي ودها تختفي من خجلها وأكثر من مشى بإتجاه الكنبة ياخذ الجاكيت يلي عليها وياخذ جوالها وسكنت ملامحها مباشرة من رجعت أنظارها له وكانت أنظاره على معصمها ومن رجع يسألها لآخر مرة : نأجّل ؟
‎هزت راسها بإيه من الإرتباك يلي تحسّه وهي تمد يدها للجاكيت ، ولبسته وهي تحس بإحتراق تامّ بملامحها وبتفاصيل جسدها من نظراته المتأمّلة لكل حركة تسويها ويلي ما تعرف شعورها ، رجّعت شعرها للخلف لجل ما يدخل بداخل الجاكيت وهنا كان مقتله لأنّ كل تفصيل بعنقها كان مكشوف له من حركتها وشتت أنظاره مباشرة وهو يتمنّع بشكل مستحيل يكون طبيعي أو عادي ونزلت أنظارها للأسفل لجل تسحب السحّاب وتسكر الجاكيت كامل لكن رجفت يديها بشكل ما تركها تدخّل أطرافه مع بعض لجل تسحبها للأعلى وتسكّره وعضّت شفايفها من الإحراج يلي تحسّه وأكثر من شد على الأوراق بيده يقرّب خطوته منها ، وقف نبضها كلّه بإرتباك من مسك جاكيتها من الأسفل تمنعه : بقفّله بعدين
‎ما كان منّه كلام من دخّله مع بعضه يسكره ، ورفع أنظاره لها وهو يكمّل جملته رغم إنّها تسكّت حروفه من الرجفة يلي يشوفها منه ويحسّها بجسدها يلي تمرّ عليه يده مع السحاب وما كان منّه رد الحروف : أول ما أرجع
‎ما قوت تقول الحرف من قربه منّها ويده يلي تسكّر الجاكيت ويسحبه للأعلى لكنّ ترك مسافة بسيطة توضّح له عنقها ما سكّره للنهاية تماماً ورجفت يدّها وهي تناظره من وقفت يدّه ما أبعدها : ذياب
‎هز راسه بالنفي بهدوء وهو يوجه عينه لعينها بتأكيد ما يقبل النقاش ، ونزّل يده : أول ما أرجع الشيخ معي
‎ناظرته لثواني هي ما تعرف تتفاهم معاه لكن كان منّها الرفض يلي تركه يبقى بخطوته لثواني ، ورجف قلبها من إتصال جواله ونظراته هي تتمنّى ما يطول نقاشهم أكثر وعرفت إنه صار يعصّب من تمنعها يلي ما بيقدر ياخذ أسبابه بالتمام والكمال وشتت أنظارها لبعيد ، رد على جواله من إتصال آخر وهو يمدّ لها جوالها يلي بين أوراقه وسكرته بدون نظر وهي تدخله لجيبها الخلفي ، نزّل أنظاره لها لثواني بسيطة وهو يتوجه للخارج فقط ويعرف إن بينهم طويل النقّاش لكن بالهدوء وبالوقت المناسب هو ما بيرضى بكلمة " نأجّل " بدون أسباب ، ولا بيرضى يوقف يطوّل النقاش بوقت يكشفهم عضّت شفايفها مباشرة من طلع من المكتب وهو يرفع جواله لإنه يكررّ نفس الحركة يلي سرقت منها هدوء قلبها وقت لمحها خلف بيتهم ، وقت تبدّلت نبرته بشكل مُهيب لمسامعها وإختلاف واضح بين إنه يكلّمها بالهدوء والمساير ، ويكلّمهم هم بإسلوب آخر لكنّه بالحالين يهزّ قلبها هو ما يختلف كثير لكن نبرته وقت ينطق بالرّد لهم " إيه ذياب " أو مثل ما ردّ وقت كان خلف البيت معاها ووقت إبتعد ولو إنها كانت كلمة وحدة منه " سمّ " وحتى هي جافّة قاسية كلمتين ما تزيد عنها هي أول أسباب التيه عندها لأنّه كثير عليها وكثيرة طريقة نطقه على مسامعها ، أخذت نفس وهي تسمع صوت الباب الخارجي وفتحت باب المكتب بدورها تركض للأعلى ، لغرفتها قبل تلقى أحد ثاني وتوجهت للشبّاك مباشرة من لمحته يقبّل رأس أبوها ويبتعد للسيارة ، فتحت الجاكيت وهي تحسّ بحر غير مسبوق ولهيب مستحيل من تحرّكت سيارته خلف سيارة أبوها ، لهيب أجبرها تنزع حتى البدي عن جسدها من الحر يلي تحسّه ، من اللهيب يلي أحرق خصرها وظهرها وحتى عنقها هي ما عادت تعرف قرار لذاتها ونفسها ورفعت يديها لعنقها تهديّ من مشاعرها يلي تحسّها هو وقت حاوط جسدها ، وقت سكر الجاكيت وكانت يده على بُعد شبر من عنقها هي شافت منّه تمنّع مستحيل وما تنكر إن يدّه أرعبتها بالقرب كيف لو فعلاً لمس عنقها ولو فعلاً لمس عنقها هي بتقول تمّ عالعقد مباشرة لأنها ما بتقدر ترفض أكثر ولا بتقدر تمنع شعور فائض من الظهور على ملامحها قبل كلّ شيء آخر ، سكّرت كل الأنوار وهي ترمي نفسها على سريرها تغرق بداخله ممكن يخفف عنها مشاعرها وبثانية وحدة رجف كل جسدها من برودة اللحاف على لهيب جسدها يلي ما خفّ لو ثانية وحدة وما تعرف وش الجاي ، لكنّها تخافه أكثر من إنها تفكر فيه وأكثر من إنها تاخذ نفس منّه ، رجف قلبها كلّه من شمت ريحة عطره وما تدري هي تتوّهمه أو فعلاً حولها ، وعضّت شفايفها برجاء لكنّ تبدلت من عضّة لشفايفها للمخدة يلي بجنبّها بهمس : لا تجيني كثير كذا
‎وحاولت ، قد ما تقدر حاولت تخففّ من كل شيء آخر لكن هي مو قادرة تفكّر إلا بتمنّعه ، تمنّعه يلي لو ما كان هو يمسكه بكيفه بتصير نتائج تحرك قلبها .
‎سكن كل جسدها من فُتح طرف باب غرفتها وما تحرّكت لو أبسط حركة هي ما تعرف ليه ، لف تركي أنظاره لسريرها ، ولبرودة الغرفة ورجع يسكّر الباب من لمح شعرها لأن هي غارقة بالسرير واللحاف ما كان يميّز لو هي بداخله أو لا ورجع لغرفته لأنه طلع من المكتب مباشرة لجنب عمه من جديد ووقت مشوا الرجّال هو صعد للأعلى ، لغرفتها يمرّها ثم غرفته
'
‎« المطـار »
‎ترك الأوراق بداخل السيارة وهو يرمي المفتاح لنهيّان أخوه يلي جاء يمّه ويكره التأخير لكنه تأخّر ، حيل تأخّر لأنه نص الطريق يسهى ويفكّر ما يستوعب وبالإجبار ساق خُطاه للمطار بدون لا يلفّ ويرجع مرة ثانية ما يبقى من خوافيه شيءّ يصير البيّن ، البيّن مثل شمس النهّار يلي حرقت جسده بحرارتها غير عن حروقه الداخلية من لهيب التمنّع ، من عذاب الصّد يلي ما يوده والنقاش الناقص يلي ما يحبّه : رجّع السيارة لنصار ، والأوراق ودها لأبوي
‎هز راسه بزين وهو يضمّه : متأكد ما بتحجز لي معاك ؟
‎ناظره لثواني ، وإبتسم نهيّان وهو يشد على كتفه : تكفى لا ترجع بالسيارة ، أحجز لك أنا والسيارة نشحنها قل تم
‎هز راسه بالنفي وهو ياخذ أغراضه ، وفتح نصّار شباك سيّارة نهيّان الأمامي : ياحبيبي طيب قول نصّار وينه ، أنتظرك تسأل عني ما تدّورني أبد ؟
‎ناظره ذيّاب لثواني وهو يرجع أنظاره لساعة يده : وش جابك إنت ما وراك إجتماع ؟
‎إبتسم لثواني : وش الإجتماع يلي يردّني عنك ؟ بعدين قل الله يحييه وياهلا وش وش جابك إنت ليش جافّ
‎كشّر نهيان وهو يأشر على الساعة : طاقّ عقلك إنت ؟ تراك نصّار مو زوجته تدّور كلام حلو ويحييّك ويرحب فيك بس ذيّاب يعني الحين شفت إن عنده إجتماع وساحب عليه وما شفت إنك تأخّرت ؟
‎تنحنح نصّار بثقة : ما أقولك يحبني أكثر من نفسه بس ما يقول ؟ طول الطريق مسويّ فيها ياعمي شفت بعينك
‎رد نهيّان على جواله من كان إتصال من أبوه : لبيه بوذيّاب آمر ، إيه عند المطار أنا وذياب معي الحين بيمشي بس نصّار ماسكه يحلف عليه ما يـ
‎ضربه نصّار مباشرة ، وهز نهيّان راسه بالنفي وهو يعدل كلمته : نصّار يحلف عليه يروح وما يتأخر ، بتدق خشمه ؟ حلالك نصّار وخشمه وراسه كل شيء دقّه بوذياب ما يغلى عليك أفا وتستاهل صح نصّار وإلا مو صح ؟
‎ناظره نصّار بذهول من حط سبيكر على صوت أبوه وهو ينطق بقلّ صبر " ولد " وما يدري كيف نطق هو : صح
‎إبتسم ذيّاب وهو يناظر صاحبه يلي ما يدري كيف نطق من الرعّب يلي حسه ، ورجع نهيّان الجوال لإذنه وهو ياخذ الأوراق ويرمي مفتاح السيارة لنصّار : جاي الله يحفظك جاي أخذت الأوراق من ذيّاب الحين وجايك
‎أشّر له ذياب وهو يمشي للداخل لكن نصّار كان ظله ، جنبه ما فارق خطوته لو ثانية : فيك شيء متغيّر
‎لف ذياب أنظاره لنصّار وهو يعجّل بخطوته لجل يلحق : ووش الشيء طال عمرك ؟ ما تغيّر شيء
‎ناظره لثواني بشك : بدخل معاك للداخل إذا ما تدري عندك وقت تقول وقبل تهاوش ونتهاوش ما بسافر معاك ما حجزت بس عدلت الوضع شوي لين أوصّلك لباب الطيارة ويمكن مقعدك ، الله أعلم على حسب
‎رفع ذيّاب حواجبه لثواني رفع ذيّاب حواجبه لثواني : إنت لك يومين عادّنا أطفال يعني ؟ أمس إحلف واليوم توصّلني للباب شفيك ؟
‎كشّر وهو يناظره : إنت وش دخلك شفيني ؟ خلّني ياخي
‎تمتم بالإستغفار وهو يناظره لثواني ، وسمع نصّار شتيمة خافتة طلعت من بين شفايفه وسكنت ملامحه مباشرة وهو يوقّف خطوته : دقيقة وش سويّت إنت ؟ وش مسويّ
‎ناظره ذياب لثواني بإستغراب : وش سويّت ؟
‎هز نصّار راسه بالنفي : شوف أنا من الباب ومن نزلت شايف إن ذهنك ماهو معاك رايح بعيد وشكله سابقك لدبيّ لكن الحين فيه شيء ثاني ، فيه شيء موتّر أعصابك
‎وإلا ما تكلمت كذا وش صاير تكلّم ، الوزارة ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يسمع النداء : نصّار حبيبي توكّل
‎هز راسه بتمنّع شديد : قسماً بالله ما أتحرّك شبر إن ما قلت وأدخل أطير معاك كمان نوصل دبي سوا وش صار
‎ناظره ذيّاب لثواني بسخرية : تبيها إنت ، تبي دبيّ والروحة بس مو عارف شلون صح ؟
‎إبتسم لثواني وهو يهز راسه بإيه : شوي ، لا تتكلم وخلّني أروح معاك نسوي نفسنا معصّبين وش تقول ؟ أنا بمشّي كلمتي وإنت تسوي نفسك تبيني أجي ونتصافى هناك
‎ناظره لثواني من إبتسامته المتوسّعة ، وما قدر يسكن ما يضحك وهو يمسح على ملامحه وإبتسم نصّار : دامك ضحكت أجل الدنيا بخير الحمدلله ، أروح ؟
‎هز ذيّاب راسه بإيه وهو يأشّر على بوابات المطار الخارجية : تروح ، هالدّرب ماهو معي
‎تنهّد نصار وهو يدخل يده بجيبه بخيبة : يعطي أمل ويقول إيه ثم لا ياحبيبي يانصّار وين طرت لسابع سما إنزل للقاع إيه إنك تروح بس تروح درب ما جيت ماهو تروح معي دبيّ ، كثر خيرك ياغالي فمان الله
‎إبتسم ذياب من دخل نصّار معاه للداخل فعلاً حتى وهو قال " فمان الله " وودّعه عند باب الطيارة مثل ما وعده يرجع نصّار أدراجه وترجع لذيّاب هواجيسه وأفكاره يلي رفعهم نصّار عن ظهره شوي ، ورجعت ترتكي فوق ظهره وتنهش عقله بمجرّد ما عمّ الهدوء حوله وإختلى بنفسه رغم كثر البشر حوله ولأنهم كثير هو ما يبي تطغى بعقله ، ما يبي توضّح عيونه إن بنت الشاعر سرقت نظرته ، ما يبي توضّح خطوته إن بنت الشاعر توّهت دربه وما يبي يوضح بباطن كفّه ، إن بنت الشاعر لمسته ولا يبي يوضح برموش عينه ، إن بنت الشاعر هزّته وقت تأملتها ولو تحرّكت الرموش تترك عيونه هي بتدور يديها ولا بتلتفت له ، ما يبي يوضح بقلبه إنّ بداخله قصيد يحرّك ضلوعه ما يهدّي نبضه ولا يطفّي بجوفه لهيب ..
‎رجّع جسده للخلف ولأوّل مرة ، يتمنى تطّول الرحلة ويبقى بالسماء بس للوقت يلي يرجّع فيه نفسه ووقتها ما عنده مشكلة ينزل وضحك داخله على تناقض نفسه من كان يبي كلّ الوقت بالسماء وبالوقت ذاته يبي ينزل بأسرع وقت ممكن لجل لجل يرجع بأسرع وقت ما يطوّل جلوسه ، كانت أنظاره تتأمّل جواله لدقائق طويلة كان يفتحه ويرجع يقفله بذات اللحظة ما يتأخّر وبعد صراع طويل ، شدّ عليّه يقفله وينهي كل درب ماهو وقته لكن كانت شدّته قوية ، كانت شدّته للي يشوفها يقول بيكسر الجوال بين يدّه ورجع يشتت أنظاره ويمسح على ملامحه بيدّه الأخرى ينتظر الوصول ، وينتظر الرجوع وينتظر كلمة منها لجل تخفّ قيوده ووقتها بيقدر يتفاهم مع الديوان ومع الوزارة ومع كل شيء..
‎.... : ياوليـدي
‎ما كان منّه رد لكنه سمع الصوت وما يتوقع لو لحظة وحدة إنه المقصود بالكلمة ، ورجع يتكرر الصوت الهزيل " ياوليدي فيك العافية تكسر الجوّال ، مافيك الحيل ترد عليّ ؟ " وإنتبه إنه المقصود يخفف قبضة يده على جواله ، مدّت له علبة المويا يلي تغيّر شكلها ، إنحنى أعلاها من كثر ما كانت تحاول تفتحها : فكّها لي
‎مد يده ياخذها منّها رغم الممر يلي بينهم ، ما رفع نظره تجاهها ، ولا لمست أصابعه غير أسفل العلبة وكان يحسّ بنظراتها لكنّه ما رفع عينه ، فتحها وهو يرجع يمدّها لها وسكنت ملامحه من مسكتها لكن شدّت على أطراف أصابعه معاها وهي تناظره تجبره يرفع عينه لها : من ولده إنت ؟
_
‎« بيـت تركـي ، العشـاء »
‎رجفت أطرافها من الضجة يلي صحيت عليها بالظهر وهي ما تدري كيف نامت أساساً لكن أخذتها الأفكار لكل مدى بعيد ضيّعتها ، توهتها ، وأحرقتها تصحى على أصوات أخوانها بدون شعور ولا تستوعب إنها كانت نايمة هي نامت عينها صح ، لكن كلّ باقيها كان يسمع ويستوعب ، هي صحيت من أصوات هواش فهد وعذبي ورفعت نفسها تدور الجاكيت يلي رميته وصار قرارها من وجوده وبقائه بمكانه وضحكت من نفسها بأوّل صحوتها تدور جاكيت ؟ بأوّل صحوتها تتطمن من وجود جاكيت ولو ما كان موجود ما تدري وش ممكن يصير ولا ودّها تفكر ، أخذت نفس بخفيف وهي تعدل شكلها لكن رجفت كل خطوتها من صوت الجرس وإحتقنت كلّ ملامحها باللون الأحمر وأكثر من دقّ عذبي الباب : يابنت إنزلي جوّ الضيوف
‎رجف قلبها كلها وهي تبيه يدخل ، مستحيل يكون عذبي أخوها لو ما دخل وهو ما شافها من وقت وبالفعل فتح نصف الباب ومباشرة وقفت من على الكرسي من فتحه كلّه يدورها بعينه ، مدت يدها بشكل بسيط لكن هو لمح رجفتها ولمح إنها تبيه بجنبها وبالفعل دخل ياخذ يدّها بين يديه : وش من وين طلعتي ليش باردة كذا !
‎ميّلت أسيل شفايفها لثواني من حاوط يدها بين يديه يحرّكها ، يدفيّها ورفعها حتى لشفايفه لجل تدفى : يعني قصيد ما أفهم ليش تتزوجين وتتركين أخوانك قايمين بالدور ماشاءالله
‎رفع حواجبه وهو يلف لناحيتها ، وسكنت ملامح قصيد وهي تشوف ملاك ترتب الغرفة وأخذت وأخذت لبسها الأوّل يلي كانت لابسته بالمخيّم وقت حاوطتها فروته ، والجاكيت يلي سكّره بيده وهزت راسها بالنفي مباشرة : خليهم
‎ناظرتها ملاك لثواني بإستغراب : يعني الجاكيت بخليه مو مشكلة بس هاللبس ! كل ما دخلت الغرفة وهو مكانه دخّليه الدولاب طيب
‎هزت راسها بالنفي وهي تشد على يد عذبي بدون إدراك : بعدين بتصرف معاهم ، بس إتركيهم
‎ناظرها عذبي لأنها توتّرت ويعرف هالشيء من كانت حروفها ما تطاوعها تطلع ومن شدّت على يده تنطق جملتها الأولى بالعربي ورجعت لأطباع طفولتها تجمع بين اللُغتين ، مد يده الأخرى لظهرها بهمس : شفيج !
‎هزت راسها بالنفي لثواني بتوتر ، ودخلت نيّارا تنادي البنات : يلا يابنت ، قصيد شويّ وبتطلع لك أمك تمام ؟
‎هزت راسها بزين وهي تشدّ على يد عذبي من التوتر يلي تحسّه ، من وصلتها ضحكاتهم بالأسفل وما عاد فيها قرار لنفسها لكنه ناظرها بذهول : بنت ماهو طبعك ليش كذا
‎جلست على الكرسي وهي حتى النّفس ودها تاخذه مو قادرة هي تخاف كبارهم يشوفون ذيّاب بعينها ، يعرفون إنه ما نطق يبيها إلّا من شيء بينهم مو من آثار طفولة وغيرها ، تخاف إنها تقابلهم هم يعرفون إنها تخبيّ معصمها لأن فيه شيء يخصّها ويخصه ، تخاف يشوفون ظهرها المكشوف يعرفون إنّ مرت عليه يده ، تخاف يشوفون عنُقها يعرفون إنّه تمنّع عنه بالقوة الجبرية وتخاف كلّ الخوف يعرفون إنها هي يلي ينتظر موافقتها على العقد وهي يلي يخالف حرارة دمّه لجلها ، وتخاف يوضح لهم الفرق يلي بينهم بشكل يزوّد التساؤل كيف تجتمع هيّ وهي لها أطباع الدلال الكثير مع شخص كلّ حياته بر وخيام ورجال ، رجف جسدها كلّه وهنّا كان رعبها هي وقت يكون هو ما تشيل كل هالهم لأنها تعرف هو ما يضغط ، ما يشدّ عليها وتحسّ إنها تعرفه وقت يجيّ يمها ما تحس بالفروق لكن هم ما تعرف أطباعهم عدل ، ما تعرف هم وش بتكون نظرتهم عنّها ورجفت شفايفها بهمس : نطلع ؟
‎دخل تركي أخوها على هالكلمة وبالمثل دخل فهد يلي نطق نفس أخوه بنفس الكلمة من الذهول : ما تبينهم !
‎ناظرهم عذبي لثواني وهو يرجع أنظاره لها : إسكت إنت وياه ، قصيد ليش نطلع ؟ ينتظرونك هم تحت ليش
‎ناظرته لثواني هي ما تدري وش تبي ، وإبتسم فهد وهو يتكيّ : هوّني تكفين وخلينا نمشي الكويت ، نردّ هناك
‎ناظرته لثواني وهي تهزّ راسها بالنفي ، ووقفت على حيلها وهي تعدل فستانها ، ولبسها وشكلها لآخر مرة ولفت أنظارها لهم : ما بتقولون شيء ؟
‎هز عذبي راسه بالنفي ، ودخل أبوها : قصيد أبـ
‎وقفت حروفه مباشرة وهو يناظرها ، وإبتسم عذبي من مسك أبوه شماغه : إذا الشاعر مسك شماغه ما طاوعته حروفه ، حنّا الغلابة وش يطلع منّا ؟ إبتسمت لثواني من ناظرها أبوها وهو يبتسم ، وتوّردت كل ملامحها خجل من طغيت نظراته حتى على ظاهره هو تنحنح للمرة الأولى ، وللثانية يحاول يجمّع حروفه وتعالت ضحكات أخوانها من غطّت ملامحها هي بتبكي من خجلها ومن ضحك أبوها يمشي لناحيتها ، يقابلها يبعد يدينها عن ملامحها ويهمس بإبتسامة خطفت قلبها كلّه : أمك قالت لي ياتركي قلّبك ما يتحمّلنا وراء بعض لا تشوف قصيد الحين وتخجلها تبكيّها ، بس تركي يسمع ؟ تركي ما يتحمّل ما يشوف بنته ، قصيده المغرور الخجول ما يتحمّل
‎ضحكت غصب عنها وهي تحاوط أكتاف أبوها من ضمّها يقبّل عنقها ، وخدّها ويحصّنها ، يهمس لها بكلّ شيء ممكن يسعدها ويضحكها يزيل منها التوّتر والخجل ورجع يعدّل أكتافه من هديت هي : إيه كذا بنتي
‎شبّكت يديها لثواني وهي بتسأل عن عذبي أبوها ، وإبتسم من لمح سؤالها بعينها يجاوبه : يتهاوش مع الخياط خرّب ثيابه ، وقت يمشون ضيوفكم يكون عندك
‎إبتسمت بخفوت وهي تشوف أخوانها المبتسمين بهدوء من طلع أبوها : يعني مؤدبين عشانه ؟ ما فهمت
‎هز عذبي راسه بالنفي وهو يعدل شماغه ، وتنحنح فهد يصرّف : دايم مؤدبين حنّا إخلصي إنزلي يمّهم
‎هز عذبي راسه بإيه وهو يدوّر بعطورها ، وعدلت هي نفسها لآخر مرة وكل إنتباهها لسكوت تركي يلي كان يتأمّلها فقط ، تقدّمت بخطوتها لناحيته ورجّع يده خلف ظهره يمدّ يده الأخرى وإبتسمت بهمس : ما نسيت ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يقبّل يدها ، وترك عذبي العطور وهو يمسك راسه ويلف أنظاره لبعيد من دوّرها تركي ومن ضحكت هي : الله لا يقهرك قلت بسويها أنا هالمرة وبسبقك ودخلت هنا فهّيت فيها ونسيت
‎ضحكت قصيد من كان يعاملها مثل ما تحبّ هي ، يدوّرها مثل ما تحبّ هي ومن ضحكت بإرتياح زال عنها جزء كبير من التوّتر يلي ما تبيه ، قبّل خدها بخفيف من شدّها بجنبه وهو يحاوطها : كل شيء تمام ؟
‎هزت راسها بإيه ، وطلعت من نادتها أمها وهي تعدّل نفسها لآخر مرة وغصب عنها إبتسمت من تكيتهم على الباب خلفها ينتظرون نزولها ثم يخرجون من الجهة الأخرى ، رجفت رجلها وهي تشدّ على يد أمها بهمس من وصلت لها أصواتهم وأحاديتهم : مين فيه
‎هزت سلاف راسها بالنفي هي ما تبي ترعبها وإبتسمت بهمس : فيه أهل الأصول بس ، مافي أحد غريب ..
‎دخلت مع أمها وهي تسلّم لكن توّردت ملامحها مباشرة لأنها بمجرد ما نطقت ، خفّت ضجة المجلس الأولى صارت ردّ سلام لها ومن ضحكت علياء ، جدّة ذياب وهي تناظرها : تخجل ! البنت تخجل ياملاذ الله يهديك هذا وحنّا الحريم شلون لا صار ذيّاب قدامها وحنّا نعرف ذياب تبين ذنبها ؟
‎إبتسمت ملاذ بذهول ، وتعالت أصواتهم بالضحك والرّد عليها من من إشتعلت ملامح قصيد من خجلها لكنّها مجبرة تسلّم ، مجبرة تداري خجلها وسط نفسها هي ما تقدر تصد وما تقدر ترجع خطوة للخلف لكنّها تحس بنبض قلبها أشدّ من أصواتهم لأنها بكل همسة والثانية ، وكل جملة والثانية هي تسمع إسمه يُنطق بين جملهم وإكتشفت إن هي كل خوفها وخجلها مو منهم بذاتهم ، هي خوفها وخجلها التأكيدّ يلي بيصير قدام عينها ما تنكره ويزوّد إستيعابها بإنها له ، إنه هو لها وهالشيءّ يرجف فيها كل خليّة ، كل ضلع وكل ثبات لكنّها تتماسك ، بالقوة تتماسك من إبتساماتهم وضحكاتهم وسوالفهم يلي ما خفّت ولا خفّت ضجتها ، من ترحيبهم يلي ما وقّف ويرجّفها هم ينادونها قصيد المحاميّ ، والأخوف لمسامعها ينادونها زوجة الذيب..
‎إبتسمت وهي تقبّل رأس علياء يلي وصلت عندها بالسلام وكان منها الإرتياح اللحظي من إبتسمت تشدّ على يدها بهمس : الله يعين دمّ الذيب دامك خجولة
‎توّردت ملامحها مباشرة ، وضحكت علياء تنهي كل ذرة ثبات فيها وتهمس : وعذاب الذيّب لا صار حتى الخجل منك حلو لكن يبي لنا نقول له بشويش عليها
‎ما بقّت علياء بعقلها عقل من كملّت وهي تضحك ، تخالف جملتها بإن ذياب لو قالوا كلمة بيسمع كلامهم : لكنّه ذياب ونسل حاكم ومتعب ولا وديّ أكمل الحين ، وقت تصيرين حلاله أعلّمك بالباقي لا تخافين
‎شهقت ملاذ من إنتبهت إن علياء تسولف لقصيد يلي وضح خجلها بشكل طاغي ، وسكنت ملامح قصيد من حسّت بيدين ملاذ تحاوطها من الخلف ومن ضحكت تكلّم عمتها بهمس : عمتي تخوّفين البنت ! أمس تقولين لنا طبعها حياوي ما بقول لها شيء واليوم كذا الله يهديك
‎رفعت علياء أكتافها بمعنى هذا كلامي ما بغيّره ، وإبتسمت ملاذ لقصيد بهمس : لا ياخذك الخجل لدربه
‎إبتسمت ما تدري كيف تردّ من طغت حنية ملاذ يلي توضح فرحتها بعيونها قبل حروفها " لا تخجلين خلاص صرتي بنتنا " وما كانت تحتاج تقول كلام أكثر كانت عيونها تنطق بكل شيءّ ، جلست بمكانها وأخيراً وإبتسمت سلاف لثواني وهي تناظرها ، ودّها تصرخ بصوتها كلّه وتبلّغ تركي إن بنتهم رغم إنّ الخجل يتملكها ، ويوّرد ملامحها إلا إنّها أكلت قلبها هي ولولا الحياء وإنّ كلهم موجودين هنا تورّمت أصابعها من كثر رغبتها بعضّها لأن بنتها كثيرة ، كثيرة عليها هيّ كيف عليهم وهي بتصير زوجة لولدهم ورقّ قلبها كله من هالتفكير ، جلست قصيد بجنب أمها وهي كانت تدور مهرب عن الخجل لكن لمحت نظرات أمها وعرفت إنها تواجه شعور أكبر منها وهمست بإرتعاب إن يفيض هالشعور قدامها ، أو ما تتحمّل وتعضّ أصابعها أو تمسك خدّها مثل العادة : ينفع تروحين لأبوي ؟
‎ضحكت وهي تهز راسها بالنفي ، ومدت يدها ليدّ بنتها يلي كانت كانت تحاوط باطنّ كفها تخفف من توترها ، وإبتسمت نهى جدّته لثواني : ترى الذيّب شديد الغيرة
‎ضحكت سلاف لثواني : ويغار من أمها يعني ؟ ما يجي
‎إبتسمت ريف - عمّته - وهي تناظر قصيد لثواني ، وكانت تحاول تمنع حروفها لكن ما كان منّها القدرة : أول ما قالوا لي ذيّاب خطب قصيد ، ما توقّعت ، يعني صدق ما توقّعت يكون بنفسه طلب وبنفسه خطب ومن وقتها للحين ما يطري على بالي إلا موقف واحد ، كنتي توّك صغيرة ما تعديتي الخمس سنين وتوّكم جايين السعودية تسولفين له عن الثلج وجمال الثلج ، للحين أذكر الدلع والحركات وكيف تنطقين له رجل الثلج ثم سألتيه ليش ما تسويلي رجل من التراب
‎تعالت ضحكات المجلس قبل تكمّل ، وذابت عظام قصيد من الخجل هي ما تذكر هالشيء لكنّها الآن وصلت أقصى مراحل الإحراج يلي ما تحبّه هي تخجل من الموقف يلي يتشكّل قدام عينها لأنها تعرف دلعها وقت كانت صغيرة كيف كان طاغي على الكلّ أكثر من الخجل وما يحتاج تتخيّل باقي الموقف ، تعالت ضحكاتهم وهم يسألون عن تصرّف ذياب لكن عمته إبتسمت : باخذ تصرّفه الحين والخطبة بإنها كمالة الموقف بس
‎عضّت ملاذ شفايفها من عرفت إن ولدها ما أعطاها مطلبها وهي صغيرة ، وإبتسمت من تعالت ضحكاتهم على سؤال جدّته من جديد : متى نقول للشيخ يجي ؟
‎إبتسمت ملاذ من علّقت نهى أمها على علياء بهمس : طلع العرق مو بس بمتعب وحاكم المساكين ، حتى الأم
‎ضحكت ملاذ وهي تناظرهم لثواني وإبتسمت قصيد لأن الخجل كان بدايات دخولها ، وسلامها لكن الحين ما صار للخجل الشديد داعي من أريحيتهم بالكلام ما كان الوضع رسمي بحت مثل ماهي رسمته لكنّ للآن هي ما خفّ توردها ، ما خف تأمّلها لكلّ فعل منهم هو مجيئهم يلي رغم كثرتهم إلا إنهم خفاف على قلبها ، هداياهم ، والسرور يلي ما توقّعته يكون واضح عليهم لهالقد وسكنت ملامحها من نطقت أمها بشيء هي ما تبيه نهائياً " البنات لو ودكم تاخذون راحتكم المجالس مفتوحة ، أمي قصيد " ، ما تبيه بهالوقت هي ما تتحمّل ذياب ، ثم كلامهم عنّه ، وإنها تبقى مع البنات لوحدها بيوم واحد لكن نطقت علياء برفض شديد : لا ، ما تقوم البنت من عندنا وياخذونها البنات بعيد إمّا ياخذها ذياب ، وإلا ما تاخذها حتى إخته
‎ضحكت جميلة - جدّة قصيد - وهي تناظر علياء : ماهو حفيدك يلي يغار يا أم حاكم ، إنتِ تغارين
‎تعالت ضحكاتهم من تكتّفت علياء ترجع جسدها للخلف تبيّن صدق كلام جميلة وإنها فعلاً هي تغار ما تبي قصيد تروح مكان بعيد
‎قامت ورد من مكانها تجلس بجنب قصيد من عرفت إن مستحيل يكونون لوحدهم اليوم ، ورجعت قصيد شعرها للخلف وهي تناظرها وإبتسمت ورد وإبتسمت ورد : بنتصافى وآخذ منك العلم الأكيد بعدين لكن
‎هزت قصيد راسها بالنفي بهمس : مافي علم أكيد ، هو العلم منّك من البداية كيف يصير وما عندي خبر
‎ميّلت ورد شفايفها لثواني : هو كان لي علم ؟ الموضوع كلّه كان عند ذيّاب مو عندنا
‎ناظرتها قصيد لثواني ، وتنحنحت وسن يلي كانت تشوفهم يسولفون لكنّها بعيدة مسافة عنهم : أمي علياء الله يهديك إتركينا نروح مجلس ثاني وناخذها معانا ! يرضيك أشوفها هي وورد يسولفون الحين وأنا ما أسمع ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تأشر لها بالجلوس ، وإبتسمت قصيد لثواني من دخلت شدن يلي توّها تجي من الخارج لكنّها ما مرتها إنما ركضت لأمها تهمس لها ، عدلت فستانها لثواني وهي تناظر قصيد يلي توّردت ملامحها مباشرة لأنها من نظرة شدن هي عرفت نواياها وبالفعل ركضت يمّها تمسك يدها : باس يدك وإلا لا ؟
‎ناظرتها ورد لثواني بذهول ، وتّوردت ملامح قصيد وبالمثل المجلس كله لأن صوت شدن كان عالي يسمعونه كلّهم لأن بمجرد ما قرّبت شدن خطواتها من قصيد هم خفّت أصواتهم ودهم يشوفون وش تسوي ..
‎شهقت ملاذ بذهول وهي تناظر علياء المبسوطة عليها وتناديها : ليش يبوس يدها يا أميّ تعالي قولي لي
‎إبتسمت شدن وهي تهز راسها بالنفي ، ورجعت تسأل : متى ياخذك معاه البيت ؟
‎صرخت أمها من الإحراج يلي تحسّه وهي منهارة ضحك ، وضحكت علياء وكل آل سليمان من كان ببالهم شيء واحد نطقته علياء " لو بيده من زمان أخذها " ، " وشيخنا صاحي كل الأوقات بس الذيب ما بعد قال "
‎إبتسمت شدن وهي تناظرها ، وناظرت ورد يلي كانت بتتكلّم : لا تتدخلين بيننا ! عشان ما أقول إنّ
‎سكتت ورد وهي تهز راسها بالنفي ، وناظرتها قصيد بذهول هي ما عاد تعرف تقول الكلمة وتسمع صوت نبض قلبها بكلّ جسدها ، إبتسمت شدن وما تكلّمت لكن نظراتها ولّعت داخل قصيد كلّه هي تعرف بترمي عليها كارثة لا تتُدارك لكن الكارثة هالمرّة كانت من نساء آل سليمان مع أمها وعمّاتها ويلي ما ميّزت من حوارهم شيء إلا إن هالجيّة رُحمت قصيد فيها لأن لو شافها ذيّاب ، ولو لمحها ، هو بيصير ذيب آل سليمان ما بيطلع إلا والعقد تمّ ورجف قلبها هم يتكلّمون بأشياء تحرقها خجل ومالها مهرب منهم ، كان المفروض تجلس عندهم شوي وتصعد لكن الوضع كلّه حسب رأيهم وعاداتهم مو حسب المعروف والشائع .
‎جلست ديم بجنبها ودرّة ، وحتى وسن يلي تنحنحت : قولي لنا كيف علّقتي ولدنا عندك ؟ ليش بنتي تدور منكم بوسة وش شافت ؟
‎توّردت ملامحها بدون رد ، وضحكت ورد وهي تسمع صوت جوال قصيد يرنّ بيدها : إتصال مهم صح ؟ رديّ
‎إبتسمت شدن بعبط وهي تناظر قصيد وتكرر كلام سمعته من البنات : بتصيرين حقّته صح ؟ رفعت الجوال لإذنها من أوّل ما رحمتها ورد من الخجل والإحراج وبيّنت لها إن الإتصال بيكون مهربها ، إتصال مهمّ مثل ما قالت عنه ورد يطلعها من المجلس لو دقائق بسيطة تاخذ فيها نفس لكن سؤال شدن ونطقها حطّم كل موازينها مو بس هي يلي سمعته هي ردّت لكنّها ما نطقت كلمة شدن ضيّعت منها حتى حروفها ، طلعت من المجلس بعد ما طلبت منهم الإذن وهي مليانة إستغراب ليش ما وصلها من الطرف الآخر صوت ورفعت يدها لحواجبها هي كانت على وشك تقول كلمة لكن كانّ منه هو النطق بهدوء : تصيرين لمن ؟
‎سكنت ملامحها مباشرة هي مستحيل ما تميّز صوته ، رجع يكرر سؤاله من جديد ونزلت يدها لعنقها مباشرة ، للحرارة يلي تحسّها بجسدها كله هي ردّت بدون وعي أو إدراك وما طرى على بالها لو أبسط إحتمال يكون هو : ذياب !
‎رجع ظهره للخلف هو من ردّت وسمع الضجة حولها عرف إنها مو مدركة لشيء ولهالسبب ما نطق بكلمة ، ما نطق كان يحسب خطوات كعبها من بعد ما نطقت " عن إذنكم " لهم وسمع وداع المجلس لها وضحكاتهم ونزّل أنظاره لباطن يده بهدوء هي جاوبت سؤاله بدون ما يكون لها النية والإدراك ، وعضّت شفايفها مباشرة من الإحراج هي نطقت إسمه مصدومة من كونه هو يليّ يكلمها لكن صدف يكون بعد سؤاله وما تحسّ بشيء بهاللحظة إلا إنها ما عاد تثبّت خطوتها من الخجل ، ما عاد نطقت بحرف ودّها تعض نفسها مو بس شفايفها لجل ما تنطق بكلمة زيادة ولا تقول إسمه من جديد ..
‎إبتسمت ملاذ يلي كانت خارجة من المجلس للمغاسل ولمحت خجل قصيد الشديد : يا أمي بشويش على نفسك ! ياكلك الخجل ووش يبقى لنا منّك بعدين ؟
‎ما قدر يكتم إبتسامته هي وقت نطقت إسمه ، وكان منها السكوت عرف إنها إستوعبت متأخّر إنها جاوبت بدون قصد ونطقت إسمه على وزن السؤال لأن لمن بتصير هي لو ما كانت له ؟ وعدّل أكتافه من سمع صوت أمه يلي وصف حياها ، يلي رسم شكلها كلّه قدامه هو يعرف خجلها ، يعرف كيف تخجل ونطق بهدوء : كلّميني
‎رجف قلبها وسط ضلوعها هي مستحيل تقدر تتحمّل كل هالكثرة الشعورية عليها ، كل هالطُغيان على مشاعرها وآخرها مستحيل تتحمّل صوته ، مستحيل تتحمّل إنه يكلمها ورجفت نبرتها من محاولة إنها تنطق بشيء طبيعي بدون ما تقول إسمه ، وكمّل هو من إختفت حروفها : بنت
‎رفعت يدها لجبينها ، لشعرها ترجّعه للخلف من التوتر والحر يلي تحسّه ومشيت بخطواتها للمجلس الداخلي تسكّر بابه خلفها : كيف
‎عرف إن تساؤلها عن رقمها ، كيف صار عنده وهي لو قفّلت منه وركّزت دقيقة وحدة بس بالمكالمات والإتصال يلي كان الصباح من جوالها على رقمه ، بتعرف كيف أخذه من قدامها وما كان منّه ولا منها كلام من من دخلت أمها تتطمّن عليها ، ترجّفها بإبتسامتها ونُطقها لحكي جدّته " لا تخجلون زوجة ذيّاب " يلي يرجّف قلبها هي كيف قلبه ، عضّت شفايفها بهمس من طلعت أمها تسكّر الباب خلفها لكنها رجعت تفتحه بنفس الثانية : ماما روحي جيبي لي الشاحن من غرفتك
‎هزت راسها بزين وهي تطلع ، ورجّع ظهره للخلف هو للآن ما مشى من دبي ولا حرّك منها ينتظر باقي أموره لكن توقيت إتصاله كان على أساس إن أهله ماشيين من وقت من عندهم لأن أمه قالت له ساعة ما بيطوّلون فيها لكن الواضح زانت بعينهم الجلسة وهالشيء ما يعجبه هو كانت له خطط أخرى ، أخذت نفس وهي ما تدري لو كان باقي معاها أو لا لأن ماله صوت وإضطرّت تتكلم هي : ذياب
‎نزل يده عن عيونه هو وقت دخلت أمها صابه شديد السكون من كلامها عنّهم ونطقهم " زوجة ذياب " يلي على تمنّع بنتها بيمر وقت طويل قبل تصير حقيقة والحين بما إنهم موجودين عندهم بيمرّ وقت أطول هو ما بيقدر ياخذ أسبابها ، كان يسمع صوت صعودها للدرج ، ويسمع الباب يلي سكّرته خلفها ويسمع ضجة الأصوات لكن ما يسمع صوتها هي وعرف إنه ماله نصيب هو بيبقى وقته إنتظار ما يحبّه ، شغّل سيارته وهو يحرك : إرجعي يمّهم ..
‎ما كان منها الإعجاب وهي سمعت صوت سيارته ، وقبل صوت سيّارته نبرته يلي تبدّلت بشكل حسسها بشعوره لكنّها ما تبي تكون بمحل الإنتظار هي ما تدري ليه إتصلّ ، ما جاوب سؤالها كيف ، ولا كان منه نطق آخر ولا فرصة إلا إنّه يفكر بشيء آخر من قوله " إرجعي يمّهم " وهي ما تعرف خطوته الجاية ، ما تعرف وش بيسويّ ولا تعرف شيء غير إنها بتنتظر وما كان منها الإعجاب ولا الإعتراض بالوقت نفسه هي تعرف إن الوقت ضدّها وضدّ التفاهم بينهم وما نطقت إنما قفّلت بالوقت نفسه معاه وتركت جوالها بجنبها تاخذ نفس من أعماقها ، ما صار ودها تنزل وتقابلهم ، ما ودّها يشوفون تبدّل حالها من خجل لشيء أعظم بكثير ما كان سببه إلا هو ، وإتصاله ..
‎عدلّت نفسها تاخذ الشاحن بيدّها لكن مالها رغبة بالنزول ومدّت يدها لجوالها من جديد تفتحه ، ترجع على المكالمات من جديد مكالمتهم كانت دقائقها بسيطة ، وحروفها أبسط إلا إنها توّهتها بشكل ما توقّعته وسكنت ملامحها من إستوعبت إنّ رقمه مكرر مرتين ، مرّة كان إتصال من جوالها له الصباح ، وإتصال منّه لها الحين وإحترقت ملامحها كلّها هي عرفت كيف صار جوالها عنده ، وعرفت إن وقت قال بينهم نقاش هو ما كان يقول كلام بدون فعل وصار الفعل قدامها لكن هي كيف يكون لها عقل ، أو قلب تركّز وتستوعب شيء بعد بعد عصف الصباح يلي للآن باقي شعوره ما خفّ أثره ولا يمكن يخفّ ، رفعت يدها لعنقها هي تحسّ بنبضه أشدّ من إنه يكون خافي عليهم لكنّها مو قادرة تبعد هالشيءّ عن تفكيرها ، أخذت نفس من رجف كونها كلّه من طاحت عينها على الجاكيت وهزت راسها بالنفي هي ما تذكر وقت تشوف الجاكيت إلا يدّه ، كيف جمّع أطراف جاكيتها كأنه يجمع قلبها وقلبه وعضّت شفايفها مباشرة من تجدد فيها تفكير هالمرة لإتجاه آخر هي حللّت كل لمسة وكل كلمة وكلّ تمنع وصدّ لكن ما حللت تفصيل بسيط وهي أطراف الجاكيت وعضّت شفايفها لو بتقضي ثوانيها بالتحليل بتصير ثوانيها ليالِ طويلة مالها نهاية ، فزت من يد على ظهرها وهي تشوف أبوها عذبي خلفها يلي إنتبه لشرودها ، لتوّرد ملامحها الشديد ولنظرة ما غابت عنّه من عينها ولهالسبب كان منّه الكلام : شفيج !
‎هزت راسها بالنفي من رجع شعرها للخلف هي ما تبي ينتبه لعنقها ونزلّت راسها للأسفل مباشرة : باخذ الشاحن لأمي ، مافيني شيء ليش تهاوشت مع الخيّاط إنـ
‎هز راسه بالنفي من عرف إنها تراوغه : يبه لا صار عمري ١٥ سنة راوغيني وقولي ليش تهاوشت مع فلان الحين واقف على الباب يابنت يابنت يابنت ولا سمعتي صوتي ؟ من شغل بالج حتى عنّي ما تسمعيني ؟
‎إبتسمت وهي تناظره لثواني بمعنى لا تعاتبني ، وتنهّد ينطق بجدية أكيدة : مو صاير شيء متأكدة ؟
‎هزت راسها بإيه ، ودخلّت نيّارا يلي أعلنت الخصام على زوجها مباشرة ليش يأخّر البنت عن النزول وميّل شفايفه من عرف إن قصيد طوّلت هنا لكنه ياخذ الهوشة لجل عينها : شنو ما يحق لي أقعد مع بنتي وإلا شلون ؟
-
‎« دبـي »
‎أخذ الأوراق الأخيرة الخاصة بسيّارته وهو كان يبي تتماسك أعصابه يلي طقّت من الطيارة أساساً وقت إتصّل عليها لكن الواضح إنها طقّت أكثر من غلطه بالتوقيت يلي حسبه أكثر من عمره ، بالطيارة كان على بعد خطوة من إنه يتصل وياخذ سبب تأجيلها ما ينتظر لكن أشغلته الإنسانة يلي كانت جنبه وغموضها الفضيع ، ما قالت له من تكون وقت كان منه السؤال بحجة كيف يجاوب إنسان ما يعرف غايته لكنّها ماجاوبته ، ما جاوبته وجابت من يكون بدون ما ينطق الكلمة هو ويجاوب سؤالها قالت " دمّك من آل سليمان " ولا كان له وقت نقاش عرف نهايته من تمنّعها هي بتثوّر أعصابه وقت لمست يدّه ، ووقت نطقت عن حيله بإنه يكسر الجوال لكن ما يرّد عليها ، ووقت كانت نظراتها عليه الرحلة كلها ولو قالت هي من تكون ، كانت بتوفّر على نفسها وعليه شقاء التفكير والتفكّر فيها وبالصدفة الغريبة هي ما عرفت يكون ولد من ، وما عرفت هو وش إسمه لكنّها عرفت عروقه لمن ترجع وأصله لمن يرجع وهالشيء يحيّره كيف تعرفه بدون ما تكون تعرف إسم أبوه دام لها العلم فيهم وتاه تفكيره طول الوقت لو كانت من جماعتهم هي ما بتتجرأ تلمس يدّه حتى لو هي كبر جدته ، ولو كانت من جماعتهم مستحيل يغيب إسمه أو إسم أبوه على الأقلّ عنها ومال تفكيره لإتجاه آخر يمكن هي فعلاً من جماعتهم ، ويمكن هي تعرف إسمه وحتى إسم أبوه لكنّها تعمدت تقول آل سليمان مو شيء ثاني ويمكن لها غاية غير لكنه كان يحاول ، يطرد سوء ظنّه وتفكيره ويميّل الموقف لكونه عابر مع إنه مستحيل يكون وبتوضح تبعاته بالجايّ لكنه ما يبي الجاي يلي يخصّهم هو يبي الجاي يلي يخصّه هو ونفسه وقراره بأرضّ لأنه على التيه يلي هو فيه وعلى البعثرة يلي يحسّها بداخله هو ما بيتقدم بخطوته بيرجع للخلف دايم ، والخلف ماهو له ..
‎دخل سيارته وهو يرد على جواله يلي يرنّ : لبيـه
‎عضّت شفايفها بإرتعاب وهي تشدّ على يد ورد يلي قدامها : الله يصلح قلبك يا أمي خوّفتني ليش ما ترد !
‎أخذ نفس لثواني وهو يعدّل نفسه : نزلت آخذ الأوراق والجوال بالسيارة ، آمري وش تبين
‎تنهّدت برجاء شديد : أبوك كلّمني يقول من نهارك ما نمت إلا ساعتين وبالطيارة إنت ما تنام ، نام اليوم بدبيّ والصباح إن شاء الله تنزل يا أميّ لا تنزل الحين
‎هزّ راسه بالنفي بهدوء : لا تشيلين هم إنتِ ، تبين شيء ؟
‎تنهّدت بإصرار : إيه ! يا أمّي إسمع مني الله يخليك ونام
‎تنهّد لثواني وهو يناظر الخط حوله ، وحسّت إنها ضغطت عليه لكنّها ما ترضى ينزل مسافة خطّ بعيدة بالساعات ولوحده مامعاه أحد يمسك عنه ، أو عالأقل يكلّمه يطير النوم عنه ولمست قصيد هالشيءّ كله مع سماعها لحوارهم وإضطرّت تدخل المجلس من طلعت توق من جهة المغاسل ولو إن قلبها باقي عند ملاذ وكلامها معاه ، هي كانت نازلة من فوق وقت سمّعت حوارهم وما كانت نيّتها السماع لكن غصب عنها وقفت خطوتها شويّ ، غصب عنها مرّت حروفهم لمسامعها وبدون ما تحاول هي من أول جملة فهمت إن ملاذ تكلّمه ومن أول جملة كانت تحاول تجبر خطوتها تتقدّم لكن كان لعقلها ومنطقها رأي آخر تبي تسمع الحوار لآخره وتتمنى ما سمعته الحين من يشيل نبرته عن بالها وقت حسّت بإختلافها بمكالمته القصيرة لها ، ومن يهديّ قلبها هي من بعد " من نهارك ما نمت إلا ساعتين " ، رفعت أنظارها لدخول ملاذ وورد يلي تسولف مع توق وكان جلوسهم قريب منها وإشتعل قلبها لهيب من ذهول توق " طيب حرام سيارته عالأقل لو ما يهتم لنومه ! توّها جديدة يحرقها مسافات من البداية ؟ " ومن رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة تجاوبها " ما يبي ، قال له أبوي الرجال يستلمونها وقال له نهيان نحجز لك عودة ولو إنه ما يحتاج أحد يحجز له بس هو يبي كذا رغم علوّ النقاشات والأحاديث كان سماع قصيد كلّه لحوار ورد وتوق وعضّت شفايفها بهدوء من رجع لبالها إن ذيّاب شافها لكنّها شتتت أنظارها مباشرة تبي ترمي هالأفكار من عقلها ما تبي تفكّر بتفاهات مالها أصل وتحرقها زودّ على الأشياء يلي بتفكيرها وبشعورها هي مو ناقصة شعور زيادة لكن ملامح ملاذ يلي كانت تكتب بجوالها ما ريّحت بالها نهائياً ، ما طمّنت قلبها ومن شفايفها وقت همست لعمتها علياء هي فهمت همسها " قلت لحاكم يكلّمه " وعرفت إنه هو المقصود وما ريّح بالها إلا إبتسامة علياء وهمسها يلي ما عرفته لكن إبتسامتها كانت مريحة ، مريحة تبيّن إن همهم ووساوسهم مالها داعي لكن مع ذلك ، بمجرد ما زالت إبتسامة علياء من ملامحها ولو إنه زوال طبيعي بحكم إنها بتتكلم ، وبتاخذ وبتعطي لكنّ كان لقصيد إشارة خوف ترجع فيها شكوكها ، ترجع قلقها يلي ما يوقّف لكن هي لها درب الحين يوديّها له ويوصّلها له ، لها درب غير الإنتظار بإنها تكلّمه هي تطمّن قلبها بنفسها بدون ما تسمع من أحد لكنها ما تتجرأ ، ما تقوى وما تدري كيف سرقتها الأفكار من بينهم ، من وسط مجلسهم ما كان لها الإستيعاب إلا من ناظرتها أمها : قصيـد !
‎إنتبهت إنهم بيمشون ، وإن الزيارة إنتهت هنا لكن مع إنتهائها إنتهى فيها كلّ حيل هي ما تركز من كلامهم إلا على الجمل يلي تتضمّن إسمه ، ووتتكلّم عنه ونبض قلبها من همس علياء لملاذ " تخافين عليه من الخطّ إتركي زوجته تكلّمه ، منها يعرفها وتعرفه ومنها ما يسهى " لكن كان من ملاذ الخجل " كيف أطلبها وأقول لها وهو ما طلب ويمكن يبي يكلّمها بعد ما يملكون ، ما تعرفين ذياب ياعمتي يعني ؟ " وضحك داخل قصيد المهلوك هي تعرف ذيّاب ، وتعرف إنه ما يطلب هو ياخذ بيدّه لكن ما يقرب الطلب بشيء وتوّردت ملامحها من نادتها علياء تودّعها بطريقتها ، تقبّلها وتبتسم لها ونظراتها بدون حروف كانت تحكي لها قصص ، حكايا تخجلها هي لكن ملاذ ما سمحت لعلياء تقول حروف أكثر : ما بنطوّل الغيبة أمي قصيد المرة الجاية بإذن الله وإنتِ زوجة ذيّاب حقيقة ماهو إستباق أحداث منّا ، زين ؟
‎ضحكت علياء من خجل قصيد وهي تكرر نفس الجملة : وعذاب ذيّاب من هالخجل ياملاذ كيف يشيله بقلبه !
-
‎إبتسمت درة وهي تشوف علياء تحرك عكازها : لو بيدها دخّلت البنت بشنطتها عشان توريّها ذياب لجل يعجّل
‎إبتسمت ورد لثواني بتمنّي : يارب ! يارب تسويها ويعجّل
‎رفعت ديم حواجبها بعدم إعجاب : وش هالتفكير يعني بيعجّل لو شافها لأنها حلوة ؟ طيب هو خطبها لأنه يبيها وبيعجّل وقت يبي يعجّل لأنه يبيها ماله دخل الشوف
‎ناظرتها درة لثواني بإستغراب : من زعّلك طيب ؟ كشّرت ديم وهي ترجع جسدها للخلف ، وإبتسمت وسن يلي توّ تركب : جدة علياء مو عادية ! ياويلي تركت البنت تذوب من خجلها تقول لها متأكدة ما تبيني أعطيك رقم ذيّاب ؟ متخيلين الحركات ؟
‎شهقت ورد وهي تناظر وسن : تستهبلين !
‎هزت راسها بالنفي : والله ! تخيلي تقول لها يمّه إنتم راعيين طويلة وأنا أدرى بحفيدي هو ما يقول يبي ووقت قال إنه يبيك حنّا نفهمه كيف يبيك ، يبيك ببيته وعنده وحلاله ما يحبّ الصد والتمنع بس شكله لجل عينك والدلال الأوّلي هو يمسك أطباعنا ودمّه
‎ضحكت جود لثواني : والدلال الأوّلي ! يعني تدّق البنت ترى لجل سواياك بالطفولة هو جاء يمّ بابك ! تفهم والله تضبطه وهو ما يدري ولو إني منه رجعت من دبي عشان أبوس راسها على هالحركات
‎ضحكت وسن وهي تاخذ نفس من أعماقها : بس والله رحمتها بنات ! أنا وأنا منهم وأعرف أطباعهم أكلني الخجل وهي ياعمري عليها خجولة بدون شيءّ وتوها تتعرف على أطباعنا مع إن كان ودي ذيّاب يعرفها بنفسه
‎ناظرتها ورد بذهول : تبين البنت تنهار ؟ لا ياحبيبي يعطونها تمهيد بالأوّل لازم
‎إبتسمت جود وهي تتأمل الشارع من حرّكت درة : وسن صرّفتي بنتك معاهم إنتِ ؟ ليش بتجين معانا
‎هزت وسن راسها بإيه : قالوا بيروحون بيت عميّ حاكم قلت بطلع مع البنات أنا دامنا بنرجع على مكان واحد والبنت إنتم أولى فيها خذوها
‎ضحكت درة وهي تدندن : ياعزتي لها هالشدن
‎رفعت وسن حواجبها وهي ترجع جسدها للخلف ، وما وقّف نقاشهم لو ثانية وحدة على كل شيءّ وكل تفصيل وناظرتهم ديم : هالمكان مو حلو ؟ ننزل هنا ؟
‎هزت درة راسها بإيه : نوقف هنا ، وإذا ما خاب ظنّي فيه مكان وراء عندهم آيسكريم ما يتفّوت
‎رفعت وسن حواجبها : من متى تثبّتين الأماكن ؟ بعدين هنا حارة تقريباً شلون فيه مكان
‎ناظرتها درة لثواني وهي تنزل ، ونزلت ديم وبالمثل باقي البنات صحيح فيه محلّات قليلة لكن المكان يلي تقصده درة بالخلف وناظرتها وسن : طلع حقيقي ما تكذبين
‎إبتسمت جود وهي تشوف ملعب صغير بالخلف :، إشتقت أشوف ناس كذا تدرون ؟
‎ناظرتها ورد لثواني : وش ناس كذا يعني ؟
‎رفعت جود أكتافها : ناس يلعبون كورة يعني ، مو بالملاعب الكبيرة ولا الشاشات لا بالحواري
‎ميّلت ورد شفايفها وهي تدخل : تعالي بيتنا كل عصر تشوفين نهيّان يلعب بالحديقة ومع الجيران
‎ناظرتهم ديم : ودي أقربّ أشوف من بعيد
‎دخلت درة بعد ما طقطقت على جملة ديم " ودي أقرب ومن بعيد " وبالمثل البقيّة هم ما بيقرّبون منهم أكيد لكن ديم كان لها رأي آخر هي مشيت بخطوتها للشارع المقابل لهم ، تقرّب صح لكن من بعيد ما تجاورهم وسكنت ملامحها من لمحته بينهم ، قربت أكثر تتأكد إنّ تأكدّ لها إنه فعلاً هو بعد آخر هدف يحسم المباراة بينهم وكان من نصيبه ، من صافح أحد أصحابه يضرب على كتفه ، ومن رمى نفسه على العشب بتعب وشهقت من صاحبه يلي جاء يفرّغ علبة المويا كلّها عليه هيّ فسرته عبط ما يتركه ياخذ نفس ، لكن بالنسبة لنهيّان كان أجمل شيء يمرّ فيه هو يحتاج شيء يبرّد على نفسه وعليه وجلس وهو يضحك : هات ثانية ما بللّت مني شيء
‎كانت تسمع ضحكاتهم لكن ملامحها تورّدت مباشرة من مدّ يده لخلف عنقه يمسك تيشيرته ، وكانت ثانية وحدة لحد ما نزعه بوسط الملعب يرميه بجنبه بدون إهتمام لشيء ومن توجه للمويا يلي بأحد أركان الملعب يتركها تصب على وجهه ، على جسده كلّه هي ما تدري ليه توترّت ، وليه صابها الإحراج هو شيء طبيعي بالنسبة للحرّ واللعب تكون ردة فعله كذا ، ما كانت تشوف أحد منهم إلا هو وتسمع صوته هو لكن سكنت ملامحها من صوت الدباب خلفها ووقوفه بجنب سياره نهيان ، نزل نصّار وهو يترك خوذته على دبابـه : نهيّـان
‎إبتسم وهو يلف أنظاره له : حيّه ، هات شنطتي
‎رجعت خطوتها للخلف من فتح نصّار سيارة نهيان يطلع منها شنطته ، ومن مشى معاه للمسجد القريب للمواضئ منه ومن قبل يمشي هي رجّعت خطوتها للخلف أكثر من ضرب نصّار على ظهره يمشي معاه والواضح إنه يطقطق عليه ..
‎ناظره نصّار بذهول وهو يشوف شنطته فيها منشفته وكل أغراض إستحمامه : صادق إنت ؟ بيتكم مقصّر ؟
‎هز راسه بإيه : حدّتني الظروف ياحبيبي
‎ناظره لثواني من دخل بزاوية يتحممّ يكون ، يبدل ملابس لعبه لملابس أخرى وتكّى نصار يلي كان ينتظر إتصال من ذياب : كلمت ذياب إنت ؟
‎أبعد الشامبو عن عينه : لا ، كلّمه الوالد
‎ميّل شفايفه بعدم رضا وهو يتأمّل الشارع : ووش قال ؟ بينام بدبيّ اليوم وإلا نازل وش وضعه
‎جففّ شعره وهو يطلع : كلّمه الحين أتوقع فاضي
‎هز راسه بإيه وهو يشوف رسالة منه " بجلس بدبي " ولف أنظاره لنهيّان : يقول بيجلس
‎إبتسم نهيّان بإرتياح : والله إنت وجهك مهلوك بشكل والظاهر ما كان بيجيك النوم إلا وقت يوصل ، دامه بينام بدبيّ نام إنت لا تهجول واجد
‎هز راسه بإيه : والله حيل ، توصي شيء تبي شيء ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يرجع أغراضه لشنطته ، يتأكد إنه ما ترك شيء خلفه ويتأكد إنه ترك المواضئ مثل ما دخلها ما كأنّه مرها ، عدل بلوفره وهو يشرب من مويته ورفع حواجبه بإستغراب من طلع على منظر ما يحبّه ، من كانت إنسانة تحاول تمرّ لكن شخص يوقف قدامها يمنع خطوتها وعضّت شفايفها بغضب : ما ودك تبعد يعني ؟
‎هز راسه بالنفي وهو يأشر على الشارع الفاضي : يعني تقنعيني جيّتك هنا لحالك مو عشان يلتفت لك أحد ؟ عيال وشارع فاضي ما به شيء وش تبين ؟ ناظرته لثواني بذهول وهي تأشّر على عقله : فيه جزمة هنا ؟ وش هالتفكير الغبي بيني وبين نفسي ما أقوله توكّل
‎هز راسه بالنفي من كانت بتمر لكنه رجع يوقف قدامها ، يقرّب خطوته منها بشكل أجبرها تتراجع للخلف لكنها عصّبت مباشرة هي تبي تمشي قبل يطلع نهيّان أو نصار أو غيرهم : مريض إنت متخلف ؟
‎ناظرها لثواني بذهول من نبرتها : يعني تصارخين بتخوفيني ؟ إنتِ يلي جيتي هالطريق
‎ما كان منّها الرد هي توجهت للطريق الآخر بتبعد عنه لكنه وقف قدامها من جديد يسحب ذراعها ، وقبل ينطق بكلمة هي شتت أنظارها لبعيد لجزء من الثانية لكنها ما تمالكت نفسها نهائياً كانت رده فعلها مختلفة ، كانت ردّة فعلها كف تطبعه على خده تنفض نفسها وتنفضه عنها : لا تجرّب تلمسني مرة ثانية ! وإذا صار شارع أبوك حاسبني وين أمشي وليش أمشي
‎تقدم بخطوته مباشرة من لمح الكفّ يلي وقفه لثواني هي ما تحتاجه يتدخّل ولا هو بيتدخل لأنها تحتاج لكن بيتدخلّ لأن دمّه يثور عند هالمواقف يلي ما يرضاها ، قطع نبرة كلامها كلها هالشخص بتقدمه بخطوت رجّعتها هي للخلف وعرف إنّ رد فعل الشخص الآخر ما بيكون هيّن وقبل يخطي أي خطوة تجاهها كان من نهيّان النطق الغاضب لأنه بقربه توضّحت له ملامح الشخص أكثر ويعرفه من بعيد : لا تجرّب تقرب خطوة
‎رفع أنظاره لنهيّان وهو يناظر ديم يلي تجمّدت بمكانها : وإنت لك شيءّ هنا ؟ رح إسترجل وراء الكورة مب عندي
‎ضحك بسخرية لثواني : لا صدق مالي شيء هنا ؟ ما تبيني أسترجل على ملامحك بدل الكورة وش تقول ؟
‎نزل نصّار خوذته وهو كان لابسها وعلى دبابه بيمشي لكن من لمح نهيّان كيف ترك شنطته من يده وتوجه للرصيف البعيد صابه القلق مباشرة ينزل وينزّلها : نهيّـان
‎أشّر له بمعنى مافي شيء وهو يعدل نفسه لأن ماله خلق محارش نهائياً : توكل الله يستر عليك توكل
‎ناظر نهيّان لثواني بسخرية : إنت تبيها حرش يعني ؟
‎هز نهيّان راسه بالنفي : لا ، أبيها دق خشوم دامك موقّفها بنص الشارع ما قلتلك توكل أنا ؟ وش موقّفك ؟
‎هز راسه بالنفي بتعجّب لثواني : إن صارت إختك ولا أمك تعال قول لي توكل الحين مالك شـ
‎ما كمّل كلمته من مسكه مع ياقته بدون مقدمات وهو يشدّ عليه ، وركض نصّار مباشرة بعكس ديم يلي تسمّرت بمكانها هي ما عاد نطقت حرف من الذهول يلي صابها وشهقت بدون مقدّمات من هز أركان فكّه كلها بلكمة وحدة توسّطت وجهه ، من دفّه يبتعد عن الرصيف كلّه بغضب : إن قرّبت هالمكان ما أكون نهيّان إن ما طبعت ملامحك برصيفه ، توكّل لا أكفر فيك الحين
‎وشهقت بذهول من تغيّر الموضوع كله للشّتم يلي هي ما تستوعبه ، من قوّ كلماته على نهيّان ومن ومن قوّ كلمات نهيّان له كان يسبّه بشكل قاسي ، بشكل وضّح لها إنها بتشبّ بينهم بشكل ما بتتحمله هي ، مسك نصّار نهيان مباشرة بذهول من صار تناطح بينهم : إستغفر ياولد !
‎هز نهيّان راسه بالنفي وهو يشوف هالشخص يتوجه لسيارته لكنه باقي يشتم ، باقي يسبّ بشكل يجننّه ولف أنظاره لديم وهو يخضّعها : روحي الله يستر عليك
‎ما نطقت كلمة هي تعرف إنه ما عرفها ، ومتأكدة إنه ما عرفها ولا بيعرفها أصلاً وتوجّهت تمشي مباشرة لكن وقفت خطوتها من تعالت أصواتهم ، من فتح هالشخص شنطة سيارته يطلع حديدة بطول ذراعه هو ما يبي الأمور تكوّن هينة وسمعت علّو نبرته توصلها " مسوّي فيها لجل إنك ولد الفريق تقول الكلمة ونقول سمع وطاعة لا تعقب ، تعقب إن ما بكيته عليك ما أكون سلطـان " ومن تعالت أصواتهم بالغضب يلي ماله حدّ ، مسك نصّار نهيّان يلي ناظر هالشخص هو يحاول يفضّ الهوشة قبل تبدأ ونطق بغضب : رجّعها وتوكل قبل لا أدخّلها بخشمك ! توكل ماهو بصالحك والله
‎هز نهيّان راسه بالنفي بذهول وهو يمسك نصّار بهمس لأنهم بنصّ الشارع : لا إنت لا تكلمه ! العيون كثار هنا يوصل خبر لا
‎ناظره نصّار بغضب وهمس : إن رفعها قسماً بالله ما تحرّكت إلا ودخلتها بخشمه ! تبيني أمشي وأتركك ؟
‎إبتسم الطرف الآخر بسخرية وهو يناظره ، وأشّر على ديم يلي واقفة بعيد وهو يناظر نهيّان : مسوي أسد قدامها
‎طقّت عروق عقله كلها هو حتى والبنت إبتعدت ما خفّت قلة أدبه عليها جالس يأشّر عليها ، ويحّور الوضع بكيفه والأدهى والأمرّ هو تلفظ مرتين وناظره نهيّان هو ما عاد يتحمّله نهائياً : ما تكون سلطان أجل
‎ما عادت تشوف منهم شيء من التجمهر المستحيل يلي صار حولهم من أصحاب نهيّان ويلي كانوا يلعبون معاه توّهم وهنا تاهت خطوتها ، تاهت خطوتها بشكل رجّف قلبها هي تسمع أصوات ، تشوف أيادي ، وتسمع صراخ ورجعت خطوتها للخلف بشهقة من صوت الحديدة يلي رُميت لمكان بعيد عن جمعهم وآخر الأصوات كان صوت الدورّية يلي فض الجمع كله لكن هي ما قوت تشوف شيء أكثر هي كانت بتمشي للسيارة لكن خروج ورد من المحل قاطعها : ديـم ! وش هالصوت !
‎رفعت أكتافها بعدم معرفة هي تحرقها يدّها من الكف يلي طبعته على ملامحه هالشخص ، وتحرقها ذراعها هو كيف سحبها كرّهها بخروجها كله وبشوفها كلّه ويحرقها عقلها من الهوشة يلي صارت بسببها ومو لأي شخص إنما لنهيّان ، ناظرتها ورد بذهول من رجف جسدها : ديم !
‎ما كان منها كلام خنقتها حروفها بوسط جوفها ما تطلع وترحمها ولا تختفي ما تتجمّع ورمشت عينها لأوّل مرة من وقت وصولها لعند ورد لكنّها ما رمشت خالية إنما رمشت تنزّل دموعها يلي كانت تحاول ما ترمش لجل ما تنزل وشهقت ورد مباشرة وهي تضمّها : بنت وش صار !
‎ما كان منها نطق الحرف من الشعور القبيح يلي حسّته بداخلها وأكثر من صوت الدورية هي تعرف مستحيل يبقى الوضع عادي بما إنّه وصل لوجود الشرطة وقربهم ويمكن حتى لمسامع عمّها حاكم يوصل ، طلعت درة من المحل وهي شايلة الآيسكريم بيدها : ديم كنت بطلب لك بس قلت مدري وش تبين ، تعالي شوفي وإختـ
‎ناظرت أختها لثواني وهي تستجمع نفسها ، وسكنت ملامح درة مباشرة ما كمّلت جملتها من لمحت يدّ ديم يلي بوسط كفوف ورد والواضح إنها تهديّها : تبكين !
‎هزت راسها بالنفي وهي ترفع يدها لعيونها ، تعدلّ نفسها لثواني ونطقت حروفها بعد نفس راجف طويل : هاتِ المفتاح بنتظركم بالسيارة
‎ناظرتها درة لثواني وهي مصدومة تماماً كيف أختها تحاول تخفي من نفسها شيء كثير ، شيء يرعبها هي لكن تعرف ما للنقاش معنى بوسط الشارع هو بيفجر ديم أكثر ، بيعصّبها أكثر ويمكن يحرق محاجرها يلي تشتعل إحمرار أكثر ومدّت لها المفتاح : أجي معاك طيب ؟
‎هزت راسها بالنفي وهي تاخذ المفتاح بيدّها ، وسكنت ملامح ورد وهي تشوف نهيّان أخوها جاء يركض من الطرف الآخر لكنه ما إنتبه لها هو كمّل ركضه خلف ديم يلي غابت عن أنظارهم هم تلفّ للجهة يلي فيها السيارة ، عضّ شفايفه بغضب وهو يقرب بخطوته خلفها وما يدري كيف ترك الجمع كلّه والهوشة كلها لمجرد إنه لمح جوالها على الأرض وإنحنى ياخذه ويتمنّى إنه ما إنحنى هو ثار دمّه كله من نوّرت شاشته وكلّ صدمته كانت من خلفيتها ، خلفيّة جوالها يلي ما كانت إلاّ صورة لعمه فزاع بأيام شبابه ولطفلة معاه وهنا طقّت كل عروقه من إستوعب إن الإنسانة يلي تعرّضت للموقف هي بنت عمه ، بنت عمّه يلي ما عرفها وحتى نيّته بإنه يسمح للشرطة تفضّ الجمع تبدلت لشيء آخر تماماً هو رمى تهديده " والله لأبكيك دمّ والله " وأخذ الجوال بيدّه من لمح طرفها تبتعد وترك كل شيء يركض خلفها ، نطقه الغاضب وقّف خطوتها وهي فتحت السيارة لكن ما ركبت ، ما قرّبت أكثر منها من رصّ على أسنانه هو كان يحاول ما يغضب لكنّه ما قوى تجمّع بلسانه الغضب ، والعتاب والذّهول يلي ماله نهاية : تعرفين إنّي نهيان ولد عمك وما تناديني !
‎لفت أنظارها له لثواني هي ما تبي تكلّمه ، ما تبي تقول له كلمة وكمّلت مشيها بإتجاه السيارة لكن خطوته سبقتها هو طقّت أعصابه بشكل ما يستوعبه ، وركضت ورد مباشرة تمنع خطوته عنّها من إشتدّ فيه غضبه بشكل ما يوصفه حتى الباب يلي فتحته هي هو مدّ يده يقفله بكل قوته وشهقت ورد : نهيّان إنتبه لخطوة ديم يلي رجعت للخلّف من قو ضربته للباب ، وعضّ شفايفه هو ما يحبّ يرفع صوته بهالشكل وسكنت ملامح ورد من نظراته يلي ما نزلت عن ديم لكنّها لأول مرة تشوفه يطق بهالشكل ، عضّ شفايفه لثواني وهو ما ودّه يعصب لكنه يحترق من إنها كانت خلف ظهره وما قالت إنها بنت عمّه : وراء ظهري وما تقولين نهيّان ! ما تقولين يا نهيّان ما تدرين بي !
‎رجف جسدها هو مو مستوعب إنه دقّ خشمه بدون ما يعرف لكن بالنسبة له لو كان يعرف بيتغيّر الوضع كله هو ما بيكتفي بدق الخشم بس هو بيكرهه مكانه والشارع كلّه وإحترقّت حروفه بجوفه وهو يشوف محاجرها تحترق ما يدري كيف طلعت كلمته ، ما يدري كيف ضرب السيارة بجنبه من جديد : لا تبكين ! لا تبكين يلعن شنبي هدّيت حيله لا تبكين !
‎ما تكلّمت ديم لكنّه يروعها هو ما ينتبه لكلامه ، ما ينتبه إنه جالس يلعن ويشتمّ ويسب ويطلع عن طوره بطريقة ما تعرف لها قرار ولا هي تدري لو كانت عيونها تدمّع أو لا هي شهقت من ضرب الباب ، ورجعت خطوتها للخلف ورفعت يدّها لوجهها ما تعرف تقول شيء ولا تتصرف بشيء لكنّها إنتبهت لجرح على جنب راسه وسكنت ملامحها ما كان منها الرد نهائياً ، جاء نصّار من الخلف من إبتعد نهيّان يرد حروفه عنهم هو مقهور بشكل ما يقدر يوصفه ، ما يقدر ينطقه وإحتدّت نبرة نصّار : ولـد
‎لف نهيّان أنظاره لنصّار من صار بدل الدورية الوحدة ثنتين بالخلف ، وعضّ شفايفه لثواني : جاي الحين
‎هز راسه بالنفي وهو يشد على يده المتجرحة وأعصابه يلي كان بالقوة يتمالكها : ما جيتك لجل ترجع لهم
‎رجف داخل ورد كلّه هو نصار ما إنتبه لوجودهم ولأوّل مرة تلمس الحدة منه بهالشكل ، ما ميّز وجودهم إنما جات خطوته مباشرة لنهيّان ينطق بهالحدة يلي من مسك راسه يشيّك على جرح فيه هي عرفت إنّ حدته من خوف على نهيّان مو من شيء غيره وإنه إنتبه لجرح برأس أخوها هي ما إنتبهت له ، رجف قلبها من تعكّرت ملامحه وهو يشوف جرح نهيّان ويهمس بعد ما رسم إبتسامة خفيفة بثغره : ياويلي من الذّيب جاك الجرح وأنا يمّك
‎سمعت ورد همسه يلي رجّفها هي ما تخطّت ولا إستوعبت وقوفه بهالشكل أمام نهيان يداري جرحه قبل ينتبه أصلاً إن هو يده مجروحة ، دخلت ديم تجلس بالسيارة ووقف فيها كل نبضها من جاء نصّار يناديه بهالشكل هي إرتعبت ، نسيت إنه صاحبهم وتوقّعت جاي يكمل الهوشة هنا ووقت شافته يداري جرحه هي إستوعبت إنه صاحبهم لكن بمنحنى آخر ، إستوعبت إنه جُرح بسببها
‎هز نهيان راسه بالنفي من طلّع نصار منديل من جيبه يمسح بها جرح نهيّان يلي كان يناظره لثواني بسيطة ، وكمّل نصّار بجدية : لا ترجع لهم ، جاء الضابط يميّ يكلمني ولا يحتاج تعطي هويتك ولا شيء
‎هز نهيّان راسه بالنفي ، وناظره نصّار ينهي النقاش كله : قلتلك كلّمني ، ونعرفه ويعرفنا لا تروح وإهجد
‎لفت ورد أنظارها لديم يلي غطت ملامحها كلها وهي تركب بجنبها لثواني تشدّ على يدها فيها وما تدري وش تتصرف هي بذات نفسها ما عاد بقى لها قلب وهي مو فاهمة الموضوع كلّه كيف ديم نفسها ، لمحت نهيّان يلي يأشّر لها تجي يمّه ونزلت من السيارة وهي تشوف نصّار مشى للإتجاه الإخر وما حسّت إلا بشدة نبضها من ميّل عنقه يرفع يده لخلف رأسه هي ما تفهم ليه كانت منه هالحركة ، وليه صارت منّه وليه لفتتها بالنهاية هو مجرد شخص عادي كان يمشي ومد يده لخلف عُنقه لثواني بسيطة يحني راسه ثم رجع يرفع أنظاره للشارع ويعدّل أكتافه لكن هي ليه ركّزت بهالطريقة ، وليه سكنت بهالطريقة ما تدري ..
‎توجهت لجنب نهيّان يلي ناظرها لثواني : وين الباقي
‎ما إستوعبت سؤاله يلي كان عن باقي بناتهم وين يكونون وهي تشوف الجرح يلي براسه ، ومدّت يدها له لثواني بهمس : ليش عصّبت كذا وكيف صار كل شيء ؟ هي راحت تمشي شوي وش صار بكم دقيقة غابت فيها عننّا ؟
‎ما كان منه ردّ وناظر المكان : وش جابكم هنا ؟
‎طلعت لصق جروح من شنطتها وهي تتركها على جبين نهيّان : درة تعرف محل يبيع آيسكريم هنا ، جينا له
‎هز راسه بزين وهو يتنهّد لثواني من سمع ضحكات بنات عمّه لكن هو ما راح عن باله إنها بكت بسبب هالشخص وإنّه هو زوّد عليها : تعالي
،
‎أخذ خوذته وهو كان بيلفّ يتطمن على نهيّان فقط قبل يمشي لكن سكنت يده على الخوذة من لمحها هي قدامه ، كانت ترفع نفسها لجرح أخوها تداريه بشكل وقّف خطوته هو المفروض يصد بأنظاره لأن يقابله وجه نهيّان أصلاً وظهرها هي لكن ما قوت عينه لوهلة ، شد على خوذته وهو ما إنتبه إنه بشدّته زود على نفسه خدوش الحديدة يلي سحبها من بينهم يرميها صارت جروح نازفة مو مجرد خدوش وعضّ شفايفه يركب على دبابه وقبل يلبس خوذته هو كان يحاول يمسكه بيدّه المتجرحة لكن الحاصل إنها توجعه مستحيل يقدر يسوقه بدون لا يغطيّ جروحه أول ، شد على خوذته وهو يرد على ذياب : حيّ عينه ، سم
‎وقف على جنب وهو صابه قلق ما يوصف من عدم ردّ نهيان وعدم ردّه هو : وينك فيه إنت ووين نهيّان
‎ناظر نصّار حوله وهو يقرأ إسم الشارع : نهيان كان يلعب كورة الله يسلمك وأنا عنده ، آمر وش تبي بس بالأول وينك الحين بالفندق ؟
‎ما كان من ذيّاب الإقتناع : متأكد ؟
‎هز نصّار راسه بإيه بإستغراب : بالسيارة إنت ؟ كان إحساسه غريب ما يتوقع إن نصّار يقول له الحقيقة ولا يدري ليه هالإحساس وما كانت منه إجابة لسؤال نصّار : تبي شيء ؟
‎كان يحاول يسمع أصوات السيارات بجنبه لكن ما كانت ، وطمّن باله القلق من عدم سماعها بإنه باقي بدبيّ أكيد بما إنه قال " بجلس " وذيّاب يلي يعرفه ما تختلف كلمته : سلامتك ، لا صحيت كلمني
‎قفّل من صاحبه وهو يناظر يدّه لثواني بسيطة ولف لدبابه وحوله يدور شيء يربط جروحه قبل يلبس القفاز لكن ما كان من نصيبه حتى المناديل يلي كان معاه خلّصه على جبين نهيّان وميّل شفايفه لثواني بتفكير يده مستحيل تمسك مسافة طويلة وهي بهالحال ومستحيل يغامر بمسك الدباب فيها ..
-
‎وقفت بجنب نهيّان بإستغراب إنه رجّعها لمحل الآيسكريم من جديد ، ولمحت إنه يلتهي بجواله عنّها لكن هي للآن ما فهمت مقصده وغايته وناظرته لثواني : طيّب كلمني مو تعالي وبس ، تبي شيء يعني وإلا كيف ؟
‎هز راسه بالنفي لثواني وهو يرفع يده لجبينه ، لحاجبه هو ما يبي يبقى الموقف كذا لكن ما يقدر ينطق بالصريح : يعني سحبتك من بينهم بتأمّل عيونك ؟ كيف صرتي بنت حاكم إنتِ إخلصي عليّ وإختاري لك ولأمّي و
‎وطال صمته لثواني لكن هي إبتسمت تنتظر منّه يكمل جملته ويقول لها ، وشتت أنظاره عنها : إخلصي بمشي
‎ميّلت شفايفها : كمّل طيب ، أو من البداية ليش تجيبني معاك لو نيّتك مراضاة يعني مو فاهمة
‎ناظرها لثواني بحدة ، وميّلت شفايفها : إنتبه لعينك
‎قبل ينطق كلمة هي قطعت حروفه تتوجه بعيد عنه ، تختار بما إنه هو بيدفع وناظرها لثواني : بس ؟
‎هزت راسها بإيه وهي تحاول تتذكر : نسيت هي وش تحبّ دايم وأخذت لها أكثر من نوع ، عادي ما يهزّك ؟
‎ناظرها بطرف عينه لثواني هي تطقطق على ميزانيته ، وإبتسمت بخفيف من تقدم يحاسب ويرجع لها : دام قلبك حنون ليه تعصّب من البداية ؟
‎ناظرها لثواني وهو ياخذ الأكياس : تحبين الهرج واجد ؟
‎هزت راسها بإيه : شفيك منفّس علي أنا طيب ليش
‎ناظرها بطرف عينه وهو يتقدّم بخطوته ، وناظرته ورد : وسن تبي لبنتها آيسكريم ، باخذ لها وأجي تبي تحاسب ؟
‎هز راسه بالنفي : لا ، ما نسيت وش سوّت فيني بنتها
‎ناظرته لثواني وهي تحاول تتذكر ، وضحكت لأن ما صار بينه وبينها إلاّ موقف وحيد قبل إسبوع تقريباً كان يلعب معاها هو ووقت دخل ذيّاب هي ما عاد تذكّرته وتوجهت لأخوه تنساه تماماً ، رد على رسالة أبوه يلي يطلبه ضروري وهو يناظر ورد : بتركها لك قريب السيارة ، لا تطولين وإرجعي يمّهم وإنتبهي لنفسك
‎هزت راسها بزين ، وطلع نهيّان يترك الأكياس قريب منهم ويركض لسيارته تحت أنظار نصّار يلي كان متوجه للمحل ذاته ورفع حواجبه وهو يشوف نهيّان راح يركض لسيارته ولو يعرف شخص واحد ممكن يركّض نهيان بهالسرعة ، فهو أبوه وطلبه ، فتح الباب وهو يرمي السلام بجهورية هو ما توقّع موجود أحد بالمحل إلا الموظفين : يا حبيبي
‎قبل يكمّل طلبه إنه يبي مناديل بس بُترت جملته من لفّت هي لناحيته مصدومة من السلام العالي ، ومصدومة من كلمته وإنه بترها لكنّ رجع يكمّلها ، ينهي الموقف المحرج قبل يزيد عليه وعليها : مناديل عندك؟
‎تقدّم ياخذه من العامل نفسه ، وربطت حروف ورد كلّها من ضغط على يده فيه ورجع يتوجه للباب بدون لا يرفع عينه لها نهائياً هي عرفت إنه ميّزها ، لكن تصرفه الأخير وضّح لها العكس وشتت أنظارها لبعيد وهي تتوجه للباب تفتحه لكن وقفت خطوتها من كان باقي أمام المحل وهالمرة جات عينه بعينها هي ما تدري ليش وقفت بمكانها ، ولا هو يدري ليش وقف بمكانه وبرد قلبها كلّه من كان يلف المناديل هو يّده ووقت شافها طلعت ترك المناديل يلتفت لها ..
‎إنتبه لنفسه هو كان ينتظرها تطلع من المحلّ لأنها صارت لحالها بداخله من طلعت آخر بنت كانت موجودة قبل يطلع هو ، وشتت أنظاره لبعيد وهو يلبس قفازه ويتوجه للدباب فقط بعد ما مشيت هي للبنات لكن قلبها ذابّ تماماً هي فهمت مقصد حركته ، فهمت إنه وقف ينتظر لجل يتطمّن ورجعت تتأكّد من جديد إنه عرفها ، ميّزها وشتتتّ أنظارها لبعيد ما تبي تغرق ببحر الأوهام والتفكير يلي هي ما تعرف تخبيّه لأنّها شفافّة قدام الكل وهالشيءّ ما تحبه ، شفافة طريقتها الوحيدة لإنها تخفي مشاعرها بإنّها تميّلها للعاديّة البحتة يلي هي ما تقربها بشيء لا وقعاً ، ولا شعوراً ..
_
‎« مكـان آخـر »
‎رجع ظهره للخلف يتأمّل الخط الطوّيل بهدوء وصمت الليّل قاتل عليه ، قاتل لأنه ما يسمع إلاّ ضجة أفكاره وهواجيسه تجاهها ، تجاه شغله ، تجاه آخر حواره مع أبوه يلي كان يأمره بالبقاء بدبيّ وهو ما كان منه عناد لأوّل مرة ما كان منه مخالفة أو حتى محاولة كلام ، كان منّه قول إبشر وحيدة ما يعنيها لأنّ أعصابه كانت تثور من الإرهاق يلي يحسّه ، ومن الموقف يلي مرّ فيه مع يلي بالطيارة ، ومن إتصاله يلي ما أخذّ منه غايته وآخرها ، من القلق المُستحيل عليه والمدارة يلي ما يحبّها هيّ إنما تعصّبه حتى لو هي من محبةّ ، ما يتقبّل شعور القلق المبالغ منهم ولهالسببّ بلّغ أبوه بإبشر يريّح خاطره وخاطر أمه ، وبلّغ نصّار إنه بيجلس بدبي لجل ينام هو بدوره لأن ما بيغفى له جفن وهو يعرف إنه بالخطّ وبالمثل أمه وأبوه ، لأوّل مرة بحياته يقول كلمة هو ما يسويها ، ولا له نيّة ينفذها هو يبي الرياض ، ولا غير الرياض يستقرّ فيها هو مسك الطريق شدّة وحدة ما فكّه وتوقف بسيط كان منه وقت مكالمة نصّار ومع ذلك ، باقي له ساعات طويلة ممكن ينهش نفسه فيها قبل يوصل .
‎وجه نظره للساعة يلي تأشّر على 2 صباحاً ومو لأن الوقت صار قريب الفجر ، ولا لأنّه يحسب الوقت إنما لأنّها جات غريبة لعين قلبه ، جاء وقعها غريب رغم إنها مجرّد ساعة تتبدل دقائقها وإختفت الأصفار من جنبها تعلن دخول أولّ الدقائق بعدها هو ما يدري ليه يركّز معاها ، مد يده يرجع مسكته ، ويرجّع جسده للخلف وإيده الأخرى تحاوط طرف وجهه يتأمّل الخط من جديد وكلّ تفكيره ، متى تنهيّ هي إنتظاره يلي ما قدّ مر بمثله هو عمر وقته ما كان مرهون بشخص ، وعمر الإنتظار ما كان بسبب شخص وهنا توضّحت له فروق كثيرة وإنّ كان ما يحب الدلال ولا يتحمّله ، هي تركت وقته إنتظار بدون ما تنطق بشيء إلا إنها تقول رغبتها بالتأجّيل يلي فعلاً صار مرهون بكيفها ..
_
‎تمددت على سريرها بعد يوم مُتعب ، مُرهق كان البرد الوحيد يلي حسّته فيه وقت بدلت ملابسها تغرق بداخل بجامتها ، وقت فتحت الفستان تحررّ ضغط ياقته على عُنقها ، تحرر معصمها والضماد من أكمامه ولو إن الفستان بحد ذّاته ما كان ضغط هي ضغطها بشعورها ، ولهيبها بشعورها حتى ياقة الفُستان البسيطة صارت تضايق عُنقها وهي من أوّل خروج آل سليمان صعدت لغرفتها ترتجي برد الجسد بقلّ الإحراج والناس، وبرد الشعور يلي دربه طويل هي ما قطعت نصّه ..
‎توجهت لباب غرفتها تقفّله لكن سكونها كان من شعورها الفائض تجاه كل شيء هي حتى مقبض الباب البارد وقت لمسته بباطن كفّها تخالط عليها برده واللّهيب يلي بكفّها ورجعت لداخل سريرها تغطّي نفسها باللحاف ، ترتجي البرد من الوسادة يلي تلمس ظهرها وأخذت نفس هي كانت تمنع يدها عن جوالها لكن وصل التمنّع لأقصاه هي مدّت يدها له ولو إنّ أخذها له هو أقصى أفعالها هي ما تقوى الإتصال يلي ما تعرف أول كلمة لو ردّ وش بتقول فيها .
‎عضّت شفايفها من حالها هي كانت تتوقّع الأمر هيّن لكن ما عاد للهيّن مكان هي حفظت رقمه من تأملّها ، حفظت ساعة إتّصاله الأول بالصباح وإتصاله الثاني يلي كان أوّل كلامه فيه سؤال " تصيرين لمنّ " وشدّ نبضها من ركزت على صدفة جديدة تغرق فيها بإتصالاته الإثنين كانت دقائقها بعد الساعات المختلفة إثنين وعشرين وإرتفع نظرها لزاوية جوّالها تتأمّل الساعة يلي تأشّر على 2:21 وما تدري ليه نبض قلبها ، رجف جسدها من تبدّل الواحد الأخير لإثنيّن يشد فيها نبضها بشكل ما عرفت له سبب تبدّلت الدقيقة ، ليه تبّدل نبضها يشتدّ وتحوّلت شدتّه بكامل جسدها لنبض ما يبقيّ فيها قرار من نوّرت شاشتها برقمه يخطف كل نفس كانت ناوية تاخذه تهدّي من نفسها ، رجفّت يدها هي ما ودها تختفي الدقيقة ويتغيّر الوقت قبل ترد ، وما ودها تردّ مباشرة لكنهّا عضت شفايفها هي كانت تكابر إنها تتصّل عليه بنفسها وكانت تكابر اللّهفة يلي كانت على وشك تقتلها من الحيرة ليش ، تكابر مين ولجل مين وردّت لكن هي وقف نبضها من سؤاله المباشر : صحيّتك ؟
‎سكنت ملامحها لوهلةّ كيف له عقل يتوقع إنها نايمة أو زارها النّعاس وهي قلبها وتفكيرها كلّه بالخط يلي هو بيقطعه : لا ، ما نمت
‎عضّ شفايفه لثواني هي نطقت رفض ، وجملة بعده وبهاللحظة بس كره تمنّعه كله لأن عقله كان يجبره ما يتصلّ ، يحرقه ما يتصّل ورمى جواله بعيد عنّه فوق المرة ثلاث لكن ما غابت أنظاره عن الساعة ولا يدري ليه وإتصّل وقت وصل لأقصاه من التمنّع ، والصد ، والغرابة الغير طبيعية هو يمكن يمشي على قيد شعوره ، ويمكن عقله ماله كلمة ويمكن هو مو مستوعب لكنّه إتصل والباقي ما يهمّه يرجع جسده للخلف ورجّعت هي شعرها لخلف أذنها لثواني بسيطة ترتجي الحروف ، تمنع الخجل وتنطق بسؤال هز كل أركان قلبه لو إنه عادي : وصلت الرياض ؟
‎ما كان منه جواب مباشر هو حوّر السؤال لإتجاه آخر يعرف فيه مستقبل مكالمتهم : متى تنامين ؟
‎عضّت شفايفها لثواني بتوتّر : ما بنام ، ذياب
‎كانت ترجّف قلبه بدون ما تستوعب هو ما توقّع تحاكيه ، توقّع يكون منه الحكي وهي يكون ردّها على قد سؤاله وكلامه كلمة أو كلمتين لكنّها للآن قالت أكثر من كلمة ، ونداء بإسمه هو مستحيل يصدّق إنها هي وسكن كونه لا يكون يحلم يمكن غفت عينه من إرهاقه وهي جات بحلمه توعيّه لكنه ما حرك ساكن ، لو كان يحلم ما يبيّ شيء يصحيّه يبي يعرف هي وش تقول لّه ، ويبي يسمع صوتها وإن كان بحلمه وتلاشت هالأفكار من عقله من حسّ بيده على عيونه ، ما كان منّه الرد بشكل رجّفها ، بشكل وترها تمدّ يدها للحافها تغطيّ حتى نحرها من التوتر وترجع تكرر إسمه : ذياب ؟
‎إستوعب إنه ما رد وهو يمد يده يلي كانت على عيونه للدركسون من جديد : لبيّـه
‎إنتبهت إنه بالخط ، وإنتبهت لشروده ورقّ كل قلبها بالنهاية من نطقه " لبيّه " يلي بعالمها هي ، ترتبط بأعذّب الحكايا وأعذب الردود لكن هيّ قلبها كان لشيء آخر ، كان لصوته المُهلك بشكل يرجّفها ، كان أقسى من كل مرة يكلمها فيها وقسوته مو عليها ، قسوته من الإرهاق يلي هي تعرفه من ساعتين النهّار يلي نامها وعضّت شفايفها لثواني هي أحرقّت باطن يدّها من تمريرها لإبهامها عليه : كم باقي وتوصل ، كم ساعة ؟
‎عضّ شفايفه لثواني وهو يشتت أنظاره للطريق ولا يدري كيف طلعت منّه جملته ، وسؤاله : كم باقي وتوافقين ؟
‎رجعت جسدها للخلف وهي تتكيّ رجعت جسدها للخلف وهي تتكيّ على السرير من توتّرها من سؤاله : قلت لي بنتفاهم
‎هز راسه بإيه بهدوء : تفاهمي معي الحين ، هاتِ متى
‎ما كان منها رد لثواني طويلة ، وعرف ذيّاب إن مافيه أسباب ولهالسبب كان منه السّكوت لكن هي غيرت رأيها بتردد لثواني : كذا بنتفاهم ؟
‎ما كان منّه تفكير نهائياً من عرف إنها ما تبي تتفاهم معاه بهالطريقة ولا يدري كيف طلعت جملته : أجيك ؟
‎سكنت ملامحها لثواني من سرعة سؤاله يلي هي ما تعرف له جواب ، ما تعرف جوابه هيّ وش تقول تجاه هالشيء وما تدري كيف كان منها التساؤل : تجي ؟
‎عضّ شفايفه هو يبي يفهمها هيّ لكنها تخاف ويفهم خوفها من سؤالها المفاجئ " تجي " هي مو قصدها تعال ، هي قصدها ذُهول كيف يجيها وكررّ بجديّة : لو فيها التفاهم يلي تبينه ، أجي
‎عضّت شفايفها لثواني وهي تناظر حولها : كيف تجي ؟
‎ما كان منَه رد لثواني طويلة وصل لها الجواب فيها وغباء سؤالها بالوقت ذاته كيف تسأله كيف يجي وهو لو قالت تمّ بس بيكون قدامها ، سمعت تنهيدته المكتومة ، وحسّت إنه يمسك أعصابه وكان منه نُطق آخر بهدوء : وش أسباب التأجيل يلي تبينه ، كم فترته
‎عضّت شفايفها لثواني وش الأسباب يلي عندها هي ما عندها أسباب إلا إنها تبي تستوعبه ، وتستوعب نفسها هي مو مغفّلة عن الفروق بينهم ، ولا هي صمّاء ما تسمع الهمسات عنهم وعن صعوبة إجتماعهم : ودي أستوعب
‎رجع جسده للخلف لثواني ، وسكنت ملامحها من إستوعبت إنها وضّحت له وهي ما كانت نيّتها وكمّل بهدوء : تستوعبين ، وغير سبب الإستيعاب ؟
‎رجفّت نبرتها لثواني وهي ترفع يدّها لجبينها : ذياب
‎كان منه الهدوء الشديد بنبرته : قولي
‎ما كان منّها كلام هي شعورها يتأججّ بشكل يمنعها من الكلام هي ودها تسأله ، ودّها تكلّمه مثل ما يبي هو لكنّ يحرقها الخجل يلي ما تعرف لغيره درب وعضّت شفايفها لثواني من سكونه هو بالمثل هي تسمع صوت الخطّ معاه ، وتعرف إن السكوت موحش لكنّها بالوقت ذاته ما تعرف وش تقول له ولا ودّها تسكر بدون شيء ، ولا ودّها يسكر هو لو تسمع صوت الخط معاه وتتأكّد إنه يوصل بيكفيّها عن كل شيء ، أخذت الروب يلي بجنبها من صوت الباب يلي يدقّ وسكنت ملامحها من نطق هو يقطع صمته بهدوء : لا تقفلين..
________________________________________________

- البارت الجاي مرهههه نااررر🔥
-للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن