بارت ٤٤

12.1K 215 42
                                    


-
'
هز راسه بالنفي ينزل نظره لها : كم باقي وتتخرجين قصيد
رفعت حاجبها لأنه يعرف ولأن هذا السؤال مو وقته : ماباقي شيء وإنت تعرف متى ، ليه تسأل؟
هز راسه بالنفي فقط يمسح على أنفه : أدري ،بس اسأل
هو يتوهها وصارت تكشف هالشيء ، كل ما سألته يرجع يسأل سؤال يخصها هي ويضيّعها وهزت راسها بإيه فقط تتركه ، توجهت لعبايتها ترجعها بالدولاب وتحسّ إنه ما تحرك من مكانه لوقت طويل يتأملها لين طاعته الخطوة وخرج من الغرفة تاخذ نفس من أعماقها : آخر شيء بنجنّ ، أعرف هالشيء بنجنّ وما أقدر أقول ولا كلمة ولا تروح وترى أعرف كل شيء ولا تمثل إنك مرتاح وإنت مو كذا !
عضّت يدها لأنها تُقهر ، يحترق قلبها وهي كل مافكّرت بحاله تتوقع الأسياب لكنه والجدار واحد مستحيل ينطق وأخذت نفس فقط لأنها تلاحظ عليه ، وبأطباعه كل ما كان حولها يحاول - يرتوي - فعلياً ، وينطق لها بالصريح إنه بحياته ما صار طمّاع بشيء كثرها تشتت نظرها فقط : مستحيل إنت ، مستحيل ذياب
توجهت للشباك تشوف أسامة اللي حوله : يارب أفهم
_
لف نظره لأسامة اللي عند السيارة يأشر له بالنفي : بروّح لحالي ، بك شدة تقعد هنا لين أعوّد ؟ ماني مطول
ناظره أسامة لثواني يطلع جواله : تم السواق يروح معك
هز راسه بالنفي تتحول نظرة أسامة للرجاء مباشرة لكن كان من ذياب شديد النفي : ماني ورع يا أسامة لا تخاف
ركب السيارة فعلاً ينطق أسامة بهمس : أستودعك الله
تنفّس بمجرد ركوبه للسيارة ، بمجرد إبتعاده يمسح على جبينه فقط بهمس لأنه يجامل أيامه : يارب
ما حسّ المسافة بين بيته وبيت أبوه نهائياً من وصل ، من لمح أمه وأبوه الجالسين بالحديقة يرتاح أكثر إنهم بمكان خارجي : السلام عليكم
رُد السلام من أمه وأبوه ، ومن نهيّان الخارج من الداخل يبتسم من لمحه : يا هلا !
إبتسم ذياب يصافحه بهدوء ، بهمس : أبوحاكم
ضحك نهيّان : ويمكن أبوزهر ، وش يدريك ياولد !
إبتسم ذياب : كلهم خير وبركة ، عساك طيب ؟
هز راسه بإيه : طيّب وبخير الحمدلله ، جاي للوالد ؟ اليوم كله يهوجس ولا هو معانا قلت الحب حقه ما جاء
ضحك ذياب : بتروّح مكان وإلا بتقعد معنا ؟
هز راسه بإيه : بروح أشتري كم شيء للأهل وأجيكم
هز ذياب راسه بإيه يضرب على كتفه ، وتوجه لجلسة أمه وأبوه تبتسم ملاذ : يا أهلين ! يا هلا !
لأنها وقفت ، قبّل ذياب راسها يسلم عليها وتوجه لحاكم اللي من أول دخول ذياب ، ومن الأمس والأفكار تاكله أكل بخصوص ولده وحتى بهاللحظة وهو يسلّم على أخوه ما سكت عقله ، وإنحنى ذياب يقبل راس أبوه اللي يلاحظ يدّه دائماً خلف ظهره وقت يقرّب منهم ونطق حاكم بهدوء : جيت لحالك ماشاءالله أسامة وينه ؟
'
جلس يلمح نظرة أمه لأبوه كأنها تطلبه ما يفتح الموضوع ، ولف نظره لأبوه بإستغراب تام : وليه يجي
سكت حاكم يشتت نظره فقط وهو بالأمس مرّته لحظة إدراك دكّت خاطره وقت صار يستوعب تعب ذياب وحاله مو تعب يوم ، ولا تعب ليلة هو تعب شهور متواصلة من مداراة خاطر أبوه نفسه وباقي الخواطر ، على حساب خاطره ومشاعره وما سمح له حاكم يعيش لحظة وحدة يستوعب فيها شعوره من بعد وفاة متعب كان شايل همه هو فقط وشتت حاكم نظره يشد نبرته : أبوي توفى الله يرحمه ، وأبوك لا زال حي ودّه يشوفك طيب وما عليك خلاف
سكنت ملامحه فقط يهز راسه بإيه : والله يطول بعمره أنا طيّب وماعلي خلاف من يقول غيرها ؟
هز حاكم راسه بالنفي بغضب : أنا من يا ذياب ؟
لأنه يعرف متى يكون حاكم أبوه ، ومتى يكون الفريق حاكم هو نطق بكل هدوء العالمين : الفريق حاكم
هز حاكم راسه بإيه بقهر شديد : وتكذب علي تقول طيّب وماعلي خلاف يوم سألت المستشفى قال صحيح ذياب له ملف عندنا لكن السرية تتطلب ما أطلعه حتى لأبوه ، وين صارت ذي إذا مو إنت ملزّم عليهم وإلا من يرد أبو بيتطمن على ولده ؟
ناظره ذياب بهدوء يشتت نظره فقط : والله ، والله لو كان بي شيء يسوى جيت وقلت لك لكن ما بي شيء ! الملف من وقت الحادث ما تغيّر به شيء وش بيستجد يعني
شتت حاكم نظره ينطق فقط : أشقيتني ، أشقيتني يابوك كل ما قلت بان رجعت تخفى إلى متى ؟
سكتت ملاذ تشتت نظرها فقط ، وسكت ذياب اللي إرتعشت يده بشدّة يدخلها بجيبه : الأمور طيبة أبوي
إبتسمت ملاذ اللي تفكّر بشيء آخر تماماً وتصدّق ذياب بقوله : أمي ذياب ، للحين ما تفكّرون بالولد ؟
لف حاكم نظره لذياب اللي هز راسه بالنفي بهدوء : لا
رفع حاكم حاجبه لثواني ونطقت ملاذ بتشفّق : لا تبطون يا أمي ترى بالدنيا كلها مافيه ولا شعور أحلى من شعور الولد ، وقصيد قربت تتخرج ما عندك عذر تقول صغيرة
هز حاكم راسه بالنفي يفهم ولده مباشرة : هو ما يبي
كان من ذياب نظرة وحيدة لأبوه ، وسكنت ملامح ملاذ تخجل السؤال لكن حاكم نطق يتأكد : ما تبي وإلا ما
لف ذياب نظره لأبوه فقط : ما ودي ولا قصيد ودها
إبتسمت ملاذ تفض الموضوع : بدري ، توّ العمر
لمح إبتسامة خفيفة فقط بثغر أبوه يعرف معانيها ووقفت ملاذ : بروح أشوف ديم ما ردت على ورد للحين
توجهت ملاذ يلف حاكم نظره لذياب اللي مد يده للفنجال يتقهوى فقط ، يتأمله ويعرف حاكم إن كل الخلل "منه " لأن وقت كان ولده بعيد ويعرف أخباره من غيره ما كان راضي ، والحين وهو ملازمه مثل ظله ما يسمع منه إلا أبشر وتم ماهو راضي وشتت نظره للبعيد فقط تطلع ملاذ : حـاكـم !
-
'
كان صوتها غريب ، كان ندائها مُفزع بشكل غير طبيعي يفز أبوه من عضّت شفايفها تحاول ما تصرخ لأن ديم - مخطوفة ملامحها - رعب وتأشر : دق على نهيّان ياذياب
سكنت ملامح حاكم مباشرة يفز : شفيها !
هي رجعت تركض للداخل وتوجه حاكم يركض لها مباشرة يوقف ذياب بالخلف يحاول يثبّت رعاش يده بغضب : ماهو وقتك ! ماهو وقتك
-
تسمّرت بمكانها تتغيّر ملامحها لأن الألم اللي تحس فيه مو طبيعي وبعّدت يد ملاذ عنها : ما بولد ! لا
دخل عمها حاكم مع الباب - مرعوب - فعلاً : بنتي ديم
هزّت راسها بالنفي وهي تنهار وجع ، وألم قلب لون ملامحها تماماً تبعد يد ملاذ للمرة الثانية : بروح أتمدد بـ
صرخت من الوجع تمسك يد عمها بدون مقدمات ما تدري تركز بالألم ، وإلا تركز بالخجل عجزت تعرف تركض ملاذ لعباية ديم وعبايتها : مشينا يا أمي مشينا !
سكنت ملامح ذياب من لمح خروج أبوه يسند ديم على يده ، وبجنبه ملاذ اللي تمسك يدها وتسميّ ينزلون الدرج بسرعة خيالية وردّ نهيان : ولد ذياب ! وينك
نطق مايعرف كيف يصيغ الحروف : نهيان ، تعال البيت
سكت نهيان لثواني بشبه تردد ينطق : ديم صح ؟
هز راسه بإيه يشوف أبوه اللي يأشّر له وما يفهمه : إيه أخلص رايحين هم أبوي وأمي معها روّح وراهم نهيان !
-
« المسـتشـفى »
ركـض يشوف أبوه وأمه الجالسين على الكراسي بإنتظار وهو من رعبه يحس إنه يسمع نبض قلبه بأذنه : وين ديم ! أمي ما دخلتي معها ! ليه خليتيها لحالها !
هزت ملاذ راسها بالنفي : ما رضيت يا أمي ما رضيت
لف نظره للباب اللي فُتح يسمع صراخها تبرد أطرافه مباشرة ، ووقف حاكم ياخذ بيده فقط : تعال
هز نهيّان راسه بالنفي برعب : أبوي وش ليه تاخذني !
ناظره حاكم بذهول يشد ذراعه : عشان تقرّ ، إمسك نفسك جايك ولد الخوف هذا وش له ! قل لا إله إلا الله
ناظر أبوه لثواني ، وإبتسم حاكم يضرب على ظهره فقط : بتقوم بالسلامة هي والصغيّر ، لا تشيل هم يابوك
توجهت ملاذ لنهيّان يجلس حاكم ، وسكت لثواني لكنه رجع ينطق من رعبه لأمه برجاء : أمي تكفين ، طول الأيام وهي تهوجس ما ودها تولد روحي عندها أمي تكفين
ضحكت ملاذ بذهول : وش ماودها تولد وين يروح الولد يعني ! الله معها يا أمي ما يخليها بس إنت تنفس
دخل فزّاع اللي يركض ، ونادين ودرة معاه كلهم على نفس اللهفة يسألون ونطق حاكم : ننتظر ، إن شاء الله خير
عضّت نادين شفايفها برعب تتأمل الغرفة بإنتظار من لمحت إن ملاذ بالخارج : عنيدة بنتي ، عنيدة أعرفها
_
صرخت ملامحها كلّها لأنها ما كانت مستعدة لهاللحظة اللي تبعدها عن بالها بكل الطرق وجاتها تشد عليها بأبشع الطرق لأنها كابرت على نفسها بإن مستحيل تصرخ وتعرف إنهم يسمعون صراخها ، تسمع صوت الدكتورة ، تسمع صوت الممرضات وتعرف إنها تضرب اللي حولها لكن ما تحسّ إلا بالألم اللي سكن كله ، إنتهى كله يتبدّل صراخها هي لصُراخ رضيع خَفق له قلبها مباشرة تحس بحارق دموعها على خدها وإبتسمت الدكتورة تضحك : شيخ الشباب ماشاءالله ! مبروك !
ضحكت ديم لأنها طول الشهور هي ما ودها تعرف جنس الجنين من سالفة الإسم وعنادهم عليه ، وذاب قلبها بلحظة من جات الممرضة تشيله بين يديها لها : بسم الله
رجفت شفايفها تحتضنه من الممرضة لحضنه ، قطعة من روحها بحجم ما تصدّقه من صغره ، بسكون ما تصدّقه من صغره وما وقّفت دموعها لو لحظة وحدة بدون إدراك منها ترجف : يا أهليـن !
_
إنقطع نفس نهيّان من صار ما يسمع لها صوت رغم إنه سمع بُكاء صغير رجّف قلبه من ضحكت ملاذ تضرب على ظهره مباشرة : مبروك يا أمي ! مبروك ما جاك !
ما صدّق يشوف نادين اللي تحضن درة ويبكون ، أمه اللي صارت تبكي مباشرة وأبوه وعمه المبُتسمين يصافحون بعض ولا يدري هو وش موقعه من الإعراب تخرج أحد الممرضات بإبتسامة : مبروك ماشاءالله ولد أحلى من القمر ! البيبي والأم كلهم بخير الحمدلله ننقلهم لجناحهم وتقدرون تتفضّلون عندهم ، مبروك مرة ثانية
ضحك نهيّان يلف نظره لأبوه مباشرة : ولد ! أبوي ولد !
ضحك حاكم يهز راسه بإيه يشوف إن ولده عيونه تغرق بدموعه : مبروك ما جاك يابوك ، مبروك ما جاك قرّت عينك بسلامتهم ويتربى بعزكم
تعالت ضحكات حاكم من توجه له نهيّان يضمه - بعدم تصديق - تضحك ملاذ اللي تمسح دموعها تضم نادين ، ودرّة تحت جناح أبوها المبتسم تصوّر الأوضاع وضحك حاكم يمسح دموع نهيّان بتوصية - حنونة - : صار عندك ولد تجمد عشانه ، قوّ نفسك أشوف لا جيت بتسولف له قل آخر عهدي بالدموع دمعة طاحت من فرحتي بك
ضحك نهيّان يضم أبوه للمرة الثانية : الحمدلله
-
عدلت نفسها وهي تنتظر متى يجيبونه لأنهم أخذوه عنها لكن قلبها متشفّق له بشكل غير طبيعي ، بشكل غير عادي رغم كل التعب إلا إن داخلها خفّاق له تعدل جلوسها بالقوة من فُتح باب جناحها : جبتيـه ؟
كان نهيّان يمشي أولهم يشيله بيديه ، خلفه حاكم وفزاع ونادين وملاذ ، وآخرهم درة اللي تصور تغرق عيون ديم بالدموع مباشرة من إبتسامة نهيّان وأحمر ملامحه لليّ باللفة بيده ، ولده : جبناه يا أمـه
ضحك فزاع من بكت مباشرة يتوجه لها يقبّل راسها : الحمدلله على سلامتك ياحبيبتي ، يتربى بعزكم وعزنا
سلّم عليها حاكم ، وملاذ ، وبقيت أمها بجنبها تضمّها ودرة تمسك يدها ما توقف دموعها وبقى الولد بيدين نهيّان اللي يتأمله بكل حنان العالمين : إنت ولدي
'
ضحك فزّاع : وحفيدي ، حفيد فزاع وحفيد حاكم بعد
إبتسم حاكم من توجه له نهيّان يمده له ، ولفت نادين لديم : ما قررتوا الإسم للحين ؟
هزت راسها بالنفي ، ولف نهيّان نظره لأبوه اللي يتأمل الصغيّر يلي صار بين كفوفه ، أول أحفاده من أوسط عياله ، من نهيّان اللي بين كثير الجنون ، والعقل بمواقف قليلة فقط ، بين المسؤولية واللامسؤولية ، وبين الحياة ، والحياة لا خيار ثالث يعيش أيامه وغُمر قلب حاكم بشعوره تجاه الولد ، وولد الولد اللي بحضنه الحين : لا تسمّونه على أحد ، لا علي أنا ، ولا على أبوي الله يرحمه
نطق فزّاع يسند موقف أخوه بإبتسامة : ولا علي ، ولا على عمامي عيال نهيّان الله يرحمه نبيه الأول من اسمه
تنهّد نهيان لأنه كان يدري : ما بيصير حاكم الثاني يعني ؟
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي بهمس ، يكتمه شعوره بالسرور وإبتسم نهيّان من رسالة ذياب له : جاء عمك
ضحك فزاع لأن حاكم مو مستوعب ووقت نطق نهيّان " جاء عمك " يقصد فيها ذياب ما إستوعب : إيه كبرنا ياحاكم ، نهيان أبُو ، وأنا ويّاك جدانه ، وذياب عمه
غرقت ملامح درّة بالدموع مباشرة من ضحك فزاع : وديم أمه ، وجدّاته حوله ، ودرّة خالته وورد عمته ياحاكم
ضحك حاكم يهز راسه بإيه تغُرق عيونه للي بين يديه فعلاً : وورد عمته ، يا هلا بك يا أبوي .. يا هلا بك
إبتسم نهيّان : ناخذه لذياب يشوفه ؟ ونجي لكم
هزت ديم راسها بإيه لأن ودها تتخفف من مشاعرها الكثيرة بهاللحظة وشديد تعبها ، وطلع نهيّان يفتح الباب لأبوه اللي يشيل الصغير بيدينه وإبتسم لذياب الواقف بالممر بسرور مباشر : الذيـب
إبتسم ذياب يشوف فرحة نهيّان من عيونه لكن تحرّك قلبه من مكانه من لمح أبوه خارج من الغرفة يشيل بيده ملاك صغير ، وأكثر من الملاك بصغير حجمه المستحيل يضحك نهيّان من نظرة ذياب مباشرة : هذا ولدي ذياب
ضحك ذياب بذهول : لا إله الاّ الله ، ماشاءالله !
توجه نهيّان تحت جناح ذياب اللي إبتسم بذهول : مبروك ماجاك ويتربّى بعزك ياخوك ، الحمدلله على سلامتهم
ضحك حاكم اللي يشوف الصغير فتّح عيونه : شكله يدري الذيب جاء له ، فتح عيونه عشان عمه والله ونعم القدر
ضحك نهيّان يصرخ : وإنت عمه ذياب ، يقولك عمي ذياب
ما صدّقت عينه لوهلة يتأمله بحضن أبوه بحجم كفّه ، أحمر الملامح تماماً ويُلف بلفة زرقاء تعبرّ عن جنسه وحتى راسه يُغطى بقبعة صغيرة بنفس اللون ، يبتسم وما عرف يصيغ الحروف بلسانه يكرر " ماشاءالله " وإبتسم نهيّان اللي يتأثر بشكل غير طبيعي للآن ويحاول يشد نبرته : يقول أبوي ، قول له آخر عهدي بالدموع دمعة طاحت من فرحتي بك ذياب ، لأنه ولدي وأنا أبوه
-
لف ذياب نظره لأخوه اللي تأثر بمشاعره مباشرة يضحك ، يضمّه : الله يقرّ عينك به ويبلغك فيه تشوفه ذيب يشبهك
سكت حاكم لأن جملة ذياب بهاللحظة رجعته لـ٣٠ سنة وراء ، ليوم ولادة ذياب نفسه واليد اللي شدّت عليه تضحك له " الله يقرّ عينك به ويبلّغك لين تشوفه ذيبٍ يساوي الدنيا " ولمح ذياب نظرة أبوه له لكنه ما دققّ فيها بالحيل يضرب على كتف أخوه : أبوحاكم؟
هز حاكم نفسه راسه بالنفي : يكفي حاكم واحد يابوك
حس ذياب بشيء آخر خلفها يتأمل أبوه ، ومسح نهيّان دموعه يحس يد ذياب اللي تشد على كتفه للحين : ما يبون يسموّنه عليهم كلهم ، نسميه ذياب على عمه ؟
إبتسم حاكم فقط ، وهزّ راسه بالنفي : وذياب واحد
إبتسم ذياب يشد على كتف نهيّان : تشاور إنت وأمه ، وحق السماوة مننا كلنا لو تسميه وش ما تسميه
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه : لا تعرف النوايا ياذياب ، لو سميّته حاكم بيصير حاكم بن نهيان بن حاكم بن متعب بن نهيّان ، ثقيلة حاكم ونهيّان مرتين
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان مباشرة : لكن شكل السماوة لك ،حاكم بن ذياب بن حاكم بن متعب بن نهيان
_
تلاشت الضجة من الكل وما تلاشت فرحة نهيّان الجالس بالسرير بجنبها ، ولا فرحتها هي وهي تشيله بين يديها بحضنها رغم إنها مهلوكة ومنهارة تعب إلا إن فرحتها فيه أكثر ، فرحتها فيه أكبر وإبتسمت لأنه نايم ما يحس فيهم وبقى الإسم ما إختارته ، ولا نهيّان إختاره : وش نسميه؟
إبتسمت تتأمله بحب ، ومد نهيّان يده بين يد ديم اللي عليه وبين لفّته يبتسم : ديم
رفعت أكتافها بعدم معرفة لثواني لكنها قررّت ، وإختارت : سعود ، نسميه سعود ؟
هز راسه بإيه تضحك ديم ، تغرق عيونها بالدموع للمرة الألف بهاليوم فقط : يا أهلين يا سعود ، يا أهلين أمك ديم ، وأبوك نهيان ، وإنت سعود بن نهيّان آل سليمان !
ضحك نهيّان غصباً عنه لأن الوقع جاء رائع لمسمعه وأخذه بيدّه عن ديم : ودك أمك ترتاح صح ؟ وبتجي جدتك وخالتك عندكم وأنا قالوا لي توكل
ضحكت ديم تريّح ظهرها : لأن مالك داعي تجلس هنا
هز راسه بإيه : إرتاحي إنتِ المهم ، عندك أمك ودرة
إبتسمت فقط ، وترك سعود بسريره بجنبها على أقل من مهله يبتسم له ، يمسك أطراف سريره ورجع يتوجه لديم يمسك يدها : وإذا تبين شيء دقي علي
هزت راسها بإيه يقبّل راسها ، ووقف يسمع دخول نادين ودرة لها : عمتي إذا تبون شيء أنا قريب ، كلموني بس
إبتسمت نادين تهز راسها بالنفي : ما نبي إلا سلامتك يا أمي الله يحفظك ، ولا تشيل هم
-
'
« أسبانيـا »
دخل يحس كل عظامه تألمه من طول جلوسه بالمكتب وسكنت ملامحه من لمح جوالها بيدها لكن دموعها تجري على خدها نهر ، من شهقت بمجرد ما لمحته يوقف قلبه لأن ملّ البكاء ، وملّته دنيته من كثير بكاء الشوق اللي هو أصعب شيء يمرّ فيه من ورد لكنها نطقت : نهيّان ، جاه ولد !
إبتسم مباشرة يرتاح إنه بكاء سرور وفرح : ماشاءالله !
توجه يمشي لها من لفّت جوالها له توريه ، وما عرف وش يبكيّها للآن لأن منظره بلفّته رهيب ورائع يضحك نصار مباشرة : ماشاءالله تبارك الله ! الحمدلله على سلامتهم بس وش يبكيك ما عرفت حنان العمومة يعني ؟
ورد : هنا كنت أبكي فرح ، بس هنا مدري وش صار
لفت له الجوال يفتح مقطع مصور من زاوية لغرفة لظهر عمه حاكم ، وظهر نهيّان يمشون للواقف بالممر يرق قلب نصّار مباشرة يضحك : يا حـبيبي !
شهدت عينه كامل الموقف ، ضحكات حاكم ، دموع نهيّان ، حضن ذياب لنهيان وإنه يشد ظهره وإنبهاره الشديد بالصغيّر بحضن حاكم يتأثر حتى نصار وتكّت ورد على كتفه : غرقت بدموعي غرقت ما قدرت ، متخيّل ؟ أبوي شايل أول أحفاده ويمشي له لأول عياله ونهيّان ! نهيّان حبيبي بيطير من فرحته حتى الأرض مو شايلته
ضحك نصّار يعيد المقطع لمرة ، ومرّتين ، وثلاث وأربع ورجع حتى لصور سعود يشوفها : الله لا يلومه ! ماشاءالله .. هذا حاكم الصغير ؟
ورد تبتسم : لا ، سموّه سعود ما وافق أبوي يسمونه حاكم ولا على أي أحد يقول الأول من إسمه
إبتسم نصّار يهز راسه بإيه : أسعدهم سعود إي والله ، يتربى بعزهم إن شاء الله وعقبال عندنا
ضحكت تغرق مشاعرها مباشرة فقط ، وإبتسم إنها ما عارضت بإستغراب : وش ؟ ما قلتي لا
نطقت يذوب قلبها من منظر سعود : آمين !
ضحك بذهول ، وأخذت نفس من أعماق قلبها : يعني تخيّل هذا المنظر كان ممكن يفوتني لو درّة ما صورت ، يفوتني كيف بابا يشيله كذا وكيف نهيّان مبسوط وكيف ذياب مبهور ! ما أتحمل
ضحك يهز راسه بإيه بإرتياح : الله يجزاها ألف خير والله
هزت راسها بإيه : تقول ماما ، أبوي مبسوط كل شوي يتأمل الصور ويبتسم يقول ما أغلى من الولد إلا ولد الولد
إبتسم نصّار : عقبال عيالنا وعيال ذياب !
_
« قصـر ذيـاب »
دخل يشـوف إنها على الكنبة تذاكر بكل هدوء لكن إما يسرقها التركيز ، أو تسرقها الأفكار لأنها ما حسّت دخوله وظهرها بإتجاه الباب يمشي لها ولوهلة ، حسّت برعشة جسدها من بعّد شعرها بطرف يده عن عنقها وظهرها تحس البرد ، واللهيب بلحظة من إنحنى يقبّل عنقها من الخلف لثواني طويلة بهدوء : ما فزّيتي
شتت نظرها بهدوء تنطق : مين بيقرّبني غيرك
نطق بشبه حدة مباشرة : بـنت ! ماهي كلمة تقولينها
عضّت شفايفها تعدلها : مين بيدخل البيت غيرك مع وجود طويل العمر أسامة يحوم بالأطراف ، تمّت ؟
توجه يغسل يدّه فقط وهو يعرفها وقت تعصّب عليه ، يعرفها وقت تزعل عليه ولف نظره لها لثواني تتجنب حتى تلف نظرها له تركز بالآيباد قدامها وبقى هو يتأملها فقط ، يتأمل وما يكف التأمل وشتت نظره بهدوء : لو تتأمل طول عمرك ما تكتفي ذياب ، والله ما تكتفي ولا يكفيّك
توجه يجلس بجنبها يلاحظ إنها بعدت لأنه جلس ملاصق لها بالضبط ينطق بهدوء : زعلانة مني يعني ؟
لفت نظرها له لثواني فقط : لا تعودت ، ليه الزعل ؟
ما تكلّم تضرب صدره مباشرة بايبادها : مو طبيعي ! أكـ
لأنها كانت بتوقف وتبعد هو مسك يدها يبتر كلمتها : أحبك
رجّعها لذات جلوسها ، ولذات وجودها يكمّل : تقصدين
ناظرته لثواني بذهول : ليه تسوي كذا ذياب ؟ وش يعني ؟
عضّ شفايفه لثواني يعترف : أخاف عليك قصيد
ضحكت لأنها ما تصدقه : لأن على رقبتي سكين أو باقي شهر وأموت !
نطق بغضب مباشر : قصيـد !
أخذت نفس فقط لأنها ما تصدّقه وتعرف إنه يكره تتكلم بهالطريقة : تخاف علي من وش حبيبي من وش !
لأنه سكت ، وتشوف إن أعصابه فصلت بمجرد ما جابت الطاري هي عضّت شفايفها برجاء : مو قلتلي ما نعيش بالخوف ؟ مو قلتلي لا تخافين ؟ ولا تخافيني ؟ كيف تـ
عضّ شفايفه يهز راسه بإيه : لا تخافين ، أنا اللي خايف وبي شيءّ هنا ماهو راضي يقرّ قصيد ، والله ماهو راضي
أشر على صدره ماتقدر تمنع كلمتها نهائياً لأنها حست بجديته وحسّت إنه يصدع : حتى بعد الايباد ؟
ناظرها لثواني لأنها تقصد ضربتها له توّها يهز راسه بالنفي : لو بالطاولة ما يقرّ
لفت نظرها تقيس الطاولة اللي قدامها لثواني ، وعضّت شفايفها فقط لأن حتى لو ودها تضربه بالطاولة مثلاً ما يمديها : طيب أنا هنا ، وطول الوقت معاك وحولك وتمام وبخير الحمدلله ومافيني شيء والأمور طيبة ما أعـ
هز راسه بالنفي مباشرة : لا تقولين لي الأمور طيبة
شتت نظرها بهدوء فقط : حلال عليك حرام علي طال عمرك صح ، نسيت
سكت لأنها تزعل منه ، لأنها صدت عنه بتكمل مذاكرتها لكنه عمداً قرب كتفه منها عشان ترجع ظهرها عليه ، وعمداً مد يده لخصرها يقيدها ونطق يحاول يشرح : والله ، والله ما هو بيدي قصيد والله
ما تكلّمت ، ونزّل ينحني بدقنه على أعلى راسها ياخذ عطرها لأعماقه من خصلات شعرها : ماهو بيدي وبي شيء مو طبيعي عليك إنتِ بالذات قصيد وتشوفيني !
هزت راسها بإيه لأنها من وقت وفاة متعب هي تشوف أحواله ، تشوف إن لو تنهشه الدنيا نهش هو كل إنتباهه لها خايف تضرّها الريح ولا يحس شيء إلا هي ، تشوف إنه صار - خوف - أقرب للهوس لكن ما لقيت مبرراته وما تكلّمت تكمل مذاكرتها فقط تحت أنظاره ، بوجودها بحضنه يشوفها تمرر الكلام كأنها تقرأ قراءة فقط : على وقتي ما أذكر كذا يذاكرون ويمررون
قصيد بهدوء : كلها أفهمها مافي ولا شيء جديد
نزل نظره لها وهي لو تفهم وش بصدره ، ووش بداخله ووش ينهشه من وقت وفاة متعب بتعذره ألف مرة مو مرة وحدة هو مشاعره ؟ ما يستوعبها للآن لكن الأحداث هو يدركها تماماً وكلها رجوعاً من أوّل مرة جرح فيها شجاع معصمها ، لأقسى مرة وقت زارت الخيام وحدها ، ولأبشع مرة وقت ثار لزام وثارت خيامه قدامها ، ولأمّر مرة وقت تواجهت مع حفيدة سموه تحرقها بالكلام وهي تحرق خدّها بالكف بالنسبة لذياب نفسه ،ولين آخر موقف وقت شهدت قصيد بنفسها بشاعة الموت كيف يضرب بقسوة وأكثر من يعرف بشاعة الموت ، وتغيّرات الموت وما يطيقها هو ذياب نفسه ، كيف قصيد تطيقها ؟ قصيد ما تستاهل ولا حدث من هالأحداث ، هي بنفسها ما تستاهل إلا الليّ يمهد لها الدنيا فجوج فضية مثل ما قال شاعرها وشتت نظره فقط : إعذريني قصيد
عضّت شفايفها فقط تقفل آيبادها ترميه بعيد عنها وتكتّفت ، تكتّفت يعرف إنها تحرق قلبها بهاللحظة لكنها ما تبعد عنه ودها تستجمع حروفها ونطق يحاول : ما رميتيه على صدري ؟
نطقت بهدوء تام : أخاف ينكسر ، ما يفرق معاك إنت
هز راسه بإيه بعدم إهتمام يستفزها : أجيب لك بداله
لفت عليه بهدوء : من وش تخاف علي ذياب ؟
جاوبها ، وشتت نظره : كل شيء قصيد ، كل شيء ما أقدره
لأن عينه كانت تسولف بشكل يرعبها ، عينه كانت تسولف أكثر من شفايفه بهاللحظة هي شتتّ نظرها فقط يكمّل : وأدري ماهو مبرر ، ولا هو شيء تطيقينه ولا أطيقه أنا لكن
هزت راسها بإيه تبعد نظرها فقط : لكن مو بيدك
عرف إنها بتبتر روحه ، بتقطع عنه نفسه وبالفعل هي حاولت بكل الطرق ما تفتح الموضوع لكنها ما قدرت : بس أنا أعرف الخوف ذياب ، أكثر من يعرفه أنا حبيبي
هي تقصد أبوها ، وخوف أبوها اللي تشوف إن خوف ذياب عليها بيتخطّاه بمراحل ونطقت تحاوله : وأعرف أعيش معاه وأتعايش معاه بس
صدّع راسه ترتعش يده يخبيّها ، يحاول يخبيّها لأن عيونها غرقت بدموعها ويشوف كيف تبعدها عنه عشان تحاوره بشكل طبيعي : بس ما أعرف أسكت ولا أشوف الخوف كأنه شيء عادي ، الإرتياب عادي ما أبـ
رنّ الجرس تشوف إن أعصابه شُدت ، وأخذت نفس من أعماق قلبها فقط توقف ، تتنفس : هذا محمد ، جاء يدّورك وأسامة كان بيصرّفه بس قلت له يدخل وطلبته يجيب شجاع أبيه وللآن ما جابه ما أعرف إنت ، ولا أسامة طلبتوه يتأخر لهالقد وما يجيبه إلا وقت ترجع
هو يحس رعشة يده ما تخفّ : وبتفتحين لمحمد إنتِ يعني ؟
'
وقف تشوف إرتعاش يده ، تشوف أعصابه اللي يشدّها وتشده بشكل يجننها بهمس : يموت محمد لو بفتح له ، ما يستاهل
هزت راسها بالنفي تسمح له يتوجه هو للباب يفتحه ، ياخذ شجاع من يدّ محمد لكنه مسكه بنفس اللحظة اللي نفض جنحانه فيها : قصيد
ما تكلّمت تزعل ، يزعل خاطرها فعلاً وهُلك قلبه يترك الدّس على يدها ، وترك شجاع على يدّها ببُرقعه للآن وتوجه يجلس فقط ، يجبر نفسه يجلس وما يهتم وتوجهت تجلس بجنبه تنطق بهدوء : بنجلس جنبك لو سمحت
ما تكلّم ، ولا رفع نظره لها لأنه يدري الخلل منه ، ويدري البلاء كله منه بشكل يحرق صدره وما تُلام هي ويعرفها وقت تحاول تداريه مثل ما يشوف جلستها بجنبه بهاللحظة إنها تلاصقه بالضبط ، ومدّت يدها تمسح على جناح شجاع بحب : وحشتني ، أكثر من كل شيء بالدنيا
لفت نظرها لذياب بتذكر : إشتهيت قهوة قبل شوي ، وسوّيت بس كنت أنتظرك ترجع عشان تتقهوى معي
هز راسه بإيه فقط تحاول تنزّل شجاع عن يدها عشان تروح للمطبخ هي وعجزت ، عجزت تشوف إنه يتامّلها ومد يده بعد دقائق حاولت فيها هي لوحدها ينزّله ، ونزّلت الدس عن يدها تمشي للمطبخ لكنها وقفت على بابه تشوف إن ذياب يمد يده يمسح على شجاع اللي بجنبه على الدسّ وما شاله من محله ، من نزّل برقعه عن عينه وما تحرك شجاع من محله تعضّ شفايفها لثواني : يعني حتى شجاع العنيد يخافك وتقول لي خايف ؟
-
فصل عقله فعلاً من كثر ما يفكر ، من كثر ما ينهش بنفسه بهاللحظة على زعلها وعلى دنيته وحاله يدري إن آثار الحادث كل إرتباطها بنفسيته والضغوط وأعصابه ، وهو ما يحسّ بنفسيته من أي إتجاه لكنه يتعب ، ما يحسّ لكنه " يتعب " بشكل ينهشه ولا يُرد بشيء ومن شهور وهو يتعب ويتدهور ووش بلاه ؟ ما يدري غير إنه يُهد ، ويشيب وترتعش يدينه ضعف وهو كل علمه بنفسه ، شديد ما يعرف الضعف وشتت نظره فقط على مجيئها من المطبخ تشيل القهوة بيديها ياخذ شجاع بيساره ، وجلست هي تبتسم لشجاع : تتقهوى معانا؟
صبّت لذياب تمده له يشربه ، وصبّت لنفسها تشوف نظرات ذياب لشجاع لكنها تعرف متى ما يكون بكامل وعيه : طوّلت ما رجعت البيت بدري
هز راسه بإيه يتذكر : نهيّان جاه ولد اليوم ، ما دريتي ؟
إبتسمت بذهول مباشر : لا ما شفت جوالي من وقت ! ماشاءالله !
هي ركزت على الخبر ، وركّزت على إنحناء شجاع لفنجال ذياب اللي بيدّه يشرب منه : راعي كيف يعني؟
ترك ذياب الفنجال على الطاولة يمد يده لجيبه يطلع جواله ، ومدّه لها يسكن قلبها مباشرة من كانت محادثة نهيّان اللي مرسل له صُور ، ومقاطع كثيرة إبتسم لأنها أخذت الجوال منه يذُوب قلبها ولا كأن الزعل كان ، ولا كأن الخصام موجود تتأمل بالإنبهار وصرخت من مقطع يصوّر لسعود المتمدد بسريره بإنه يفتح عيونه ويغمض تلتفت لذياب مباشرة : يفتح ويغمض ذياب ! وشو هذا يعني وشو ماشاءالله !
ضحك لأنها إنبسطت بشكل غير معقول وكان منها السؤال مباشرة : سموّه على عمي حاكم ؟
هز راسه بالنفي : سموّه سعود
إبتسمت بحب ، بإنهيار : بيبي سعود ، نوّرت الدنيا !
ما كان يتوقع لهفتها بهالشكل ، وما كان يتوقع " محبتها " بهالشكل تصرخ له عينها بعدم تصديق : ذياب ليش ما أخذته بجيبك ! ما أقدر ايش هذا يعني ماشاءالله !
إبتسم يهز راسه بالنفي يأشر على جيب ثوبه العلوي : يدخل هنا ، أجيبه لك
إبتسمت بحب تشوف مقطع آخر يرسله نهيّان وصرخت مباشرة : وش يعني نصوّر لعمو ذياب وش يعني !
ضحك يشوف إنّها ذابت تماماً من كل الصور ، كل المقاطع ، وسكنت ملامحها تماماً من لمحت إنه سعود بحضن عمّها حاكم ، ونهيان بجنبه يمشون بإتجاه ذياب نفسه الواقف بالممر فزّ قلبها ، هُلك قلبها تماماً لأن إنبهار ذياب وفزته كيف عدل حتى وقفته يطلع إيديه من خلف ظهره ما كانت عادية نهائياً ووقفت المقطع من أوله مباشرة تلف نظرها لذياب اللي إستغرب ، توجّه حوارها لشجاع : شجاع ممكن تبعد شوي حبيبي
إستوعب إنها تبي تضمّه يسكن خاطره مباشرة : وشفيك؟
هزت راسها بالنفي ترجع لجلوسها المعتاد وقت يكون جنبها ، يلاصق ظهرها صدره ومدّ يده يحاوطها ترجع تفتح الفيديو من جديد لكنها مسكت الجوال بيسارها ، ونزّلت يمينها لذراعه اللي تحاوط خصرها يشوف ملامحها اللي تنهار من حبها تهمس : ما أقدر !
خَفق قلبها من لمحت يد ذياب اللي تلمسه بحضن أبوه ، من لمحت إبتساماته ودموع نهيّان وكيف أخذ أخوه لحضنه يضحك له تغرق عيونها هي لأن ذياب غير عادي ، غير عادي تحبّ إنه حنون ، إنه إنسان ، وإنه كل طبعٍ يسرها تلاقيه فيه لكنّها تميّز ، وتشوف نظراته لعمه حاكم بكل لحظة حوار : أقدر أتخيّل مشاعرك وأشوفها كلها بس عادي توصف لي ؟ يعني أشوف كل شيء قدام عيني بس
يفهمها ، ولأنه يفهمها هو نطق : فزيّت له قصيد
عضّت شفايفها لأنها شافت ، وهز راسه بإيه بصدق : أقبل أبوي شايله يمشي لي ، وأخوي الصغيّر صار أبوه ومن فرحته به ما يردّ دموعه وأبوي يوصّيه عليه ، كثيرة
ما يدري كيف تكلّم لكن جملة أبوه للآن ترن بأذنه ينزّل نظره لشجاع اللي جنبه : أبوي يقول له ، لنهيّان قل لولدك آخر عهدي بالدموع دمعة طاحت من فرحتي بك
حسّت بشيء غريب فيها ، بإن ذياب نطقها يشتت نظره لشجاع لكنها إنتبهت ، ومع ذلك غيّرت الموضوع تبتسم بهدوء : كيف باركت له طيب ؟
ذياب : قلت له الله يقرّ عينك به ، ويبلّغك فيه تشوفه ذيبٍ يساوي الدنيا
لفت عينها له تبتسم لثواني : كيف جات ببالك ؟ أحس المفروض الناس يقولوها لنا ، يقولوها لك يعني بعدين
نزل نظره لها يبيها تلتفت له وبالفعل : شلون ؟
قصيد : يعني لو جاء لنا إحنا ولد ، لأنك ذياب يقولون لك الله يبلغك فيه تشوفه ذيب يساوي الدنيا وأكثر
هي بديت تشرح له ، وخجلت بنصّ الشرح يبيّن إنه ما إنتبه عشان تنتهي من شرحها : شلون ؟
رفعت نظرها له لثواني تحاول تفهم ، وضربت صدره مباشرة من إستوعبت : فاهم من الأول ذياب !
إبتسم فقط ، ونزّلت قصيد نظرها لشجاع اللي ساكن تماماً تمسح على ريشه : حبيبي شجاع ، جاء لك ولد عم
رفع حاجبه : كثّرتي علي قصيد ، كثرتي ترى أنتف ريشه
ناظرته لثواني بذهول : عيب أبوشجاع ! عيب
لف نظره لها لأنها إبتسمت لشجاع تمسح عليه ، تهمس له بإنه حبيبها وإن " أبوه " ما يقصد ينزل نظره لها فقط : ولدي صقر قصيد ؟
نبض عنقها لأنه نطقها بطريقة " غريبة " ، وهزت راسها بالنفي : أحبه محبة الولد ، ما تحبه ؟
هز راسه بالنفي ، وعضّت شفايفها لثواني لأنه يتأملها بطريقة غريبة وقفّلت جواله بيدها : وش ذياب ؟
كان منه النفي ينفض شجاع اللي توجه يطير لبعيد ، ومسح على شنبه فقط ينهي الحوار : خلصتي مذاكرة ؟
_
« بيـت تركـي »
جلس عذبي اللي يحس دقات قلبه مستحيلة لأن خطبته بعد بكرة ، فعلياً خطبته ، وشوفته ، بعد بكرة بدون جدال وبدون ما تتغيّر المواعيد وأخيرًا يعزّم ، وتعزّم ويقبل أبوه بإنه بيتوجّه لسعود يطلب بنته ودّ على سنة الله ورسوله وتنحنح يعدّل أكتافه للكتاب اللي بين يديه : نهاية الكتب ، نبي نسطّر عرض الرواية خلاص نبي الناس تقرأ مو أنا
لف نظره لدفتر بجنبه ، دفتر عنوان أول صفحاته كلمة وحدة " شاعـر " يبتسم له بهدوء لأن الحكاية بداخله ، حكاية شاعر فعلاً ، حكاية شاعر خُتمت بأبهى حُلة شافتها عينه واقعاً قبل ما يخصّبها خياله ويسطّر سطورها ، حكاية شاعر سارت به الأيام في غربة حياة ، سارت به على دروب شوك تجرّحه وما يودّها توصله للهلاك ، والجنون الوشيك ، حكاية شاعر كافح بأشعار يكررّها يأمّل نفسه ، وبأشخاص لاشدّت عليه دنياه لقى من بينهم حبيبته وسنده ، وعضيده ولد عمه ، وأخوه وكل قريب منه يجددّ به الأمل ما يوقف عند كثير المصائب وما وقف فعلاً ، ما وقف لين عانق غرّة الشمس ، ولثم خدها وضحك يقلب صفحاته بيديه : عزّتي للي بيقرأ حروفها خيال ما يدري إنك واقع أعيشه أنا وسمعته على لسان محبوبتك كلّه
-
'
كان يقصد أمه ، وإبتسم فقط لأنه يذكر إن الأُمنيات له كانت بكونه كاتب يميّزه أسلوبه ، يُعرف من بين ألف نصّ ونص إن هنا بهالسطور إسمه وعلى ما يشوف هو يتأكد إنه فارق تماماً عن الكل ويُميّز متى يكتب عذبي ، ومتى يكتب غيره ولف نظره للدفتر الآخر بعنوان " قصيـدة " وإبتسم : قصيدة فعلاً !
منغومات فنية ، ومقتطفات بسيطة عن حياة أخته المليانة " دلال " فعلي لكن على ما يشوف ، الدلال ما أثّر بكون شخصية أخته قوية جدًا ووقفت الفصول فارغة تماماً لأن ما عاد ودّه يشيد الحكاية لقصيد وحدها : أعرف إن الأسرار كثيرة وأعرف إنه مجنون بالعظمة لكن كيف تسولفين لي قصيد ؟ وكيف تجي لي التفاصيل كلها أو على الأقل بس بسيط الأحداث والتفاصيل لخيالي أعرف لها لكن شلون ؟ شلون بدون لا أصير مجنون لا سألت
قلّب فارغ الصفحات بيده يضحك : الخافي البيّن ، ما قالها عمي حاكم عبث أدري إي والله لكنه يجذبني
-
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
ترقص جدران البيت " طرباً " بمجيء أول أحفاد حاكم بهاليوم ، بإنه جاء بيت جدّه ، بيت أبوه ، بيته هو عن المستشفى والكل يجتمع على شرفه وإبتسمت ملاذ ترد على هتان : إيه اليوم خطبة أخوها عذبي بس قالت بتجي تتحمد لديم بالسلامة وتسلم على سعود بعدين تروح !
درة : ماشاءالله عليهم ما عندهم وقت على طول خطبة
هزت جود راسها بإيه : خطبة بس ، الزواج مو قبل ثلاث أربع سنوات تقريباً حسب مافهمت يعني
توق : أجل ليه مستعجلين لو بس خطبة يعني مو زواج ؟
إبتسمت نادين تتوجه لسعود اللي بحضن ملاذ : نصيب
إبتسمت ديم اللي تشوف أمها ، وملاذ يلاعبون سعود بينهم وجات وسن بإتجاهها : ريّحي ظهرك ديم
هزت راسها بإيه : مرتاحة ، كيف الشيخ ؟
إبتسمت وسن تتأمل جابر اللي بحضنها : مبسوط ، جاء له صاحب ماشاءالله يكيّف الحين
ضحكت ديم تعدل جلستها ، بصالة البيت الكل يجتمع سرور هالمرّة بسعود مو مثل آخر جمعاتهم وخفق قلبها من طلعت جدّتها علياء من الغرفة ترتكي على يد عمها حاكم اللي تنحنح يطلب الدرب ولفّت ملاذ : تعال حاكم
غطّوا كلهم عنه ، ومشى يجلّس أمه على الكنبة : عندك ملاذ يمه ، وعندك ريف بعد تبين شيء توصين شيء ؟
هزت راسها بالنفي فقط ، وإبتسمت ملاذ تاخذ سعود بإتجاهها من بعّد حاكم يتوجه لمجلس الرجال فقط : يمه ، شوفي سعود ولد نهيّان
ناظرته علياء لثواني ما تستوعبه ، وإبتسمت من تركته ملاذ بحضنها : ولد نهيّان وديم ، أحفادك يمه حفيد حاكم وحفيد فزاع
'
سكتت علياء لثواني طويلة تبتسم ، تغرق عيونها بالدموع ومسحت على جبين سعود تقبّل يدها بعد مسحتها فقط وإنحنت ملاذ تاخذه ، تشوف قلب ديم اللي رقّ كله على حال جدتها تنطق لهم : لقاها نهيان أول ما جينا ، أخذ لها سعود بس ما إستوعبته قالت له وزوجتك طيبة ؟ بس
تنهّدت ملاذ تبتسم لسعود : تروح عند ماما خلاص ؟
-
عدلت عبايتها تشوف نظراته وطويل الجدال اللي حصل بينهم بالبيت ومشى قدامها ينطق : درب يا ولـد
نزل نظره للأرض فقط يفتح لها الباب لكن باقي بصدره لهايب يبيها تمرّ قدامه ونطق بهدوء : تحصني
هزت راسها بإيه تتوجه للمغاسل ، تشوف إنه باقي عند باب البيت ما تحرّك ، وما دخل المجلس لكنه يبي يشوفها إلى دخُولها عندهم وتلمح إن صدره يشب ، وأكثر من عدلت نفسها تترك شعرها على أكتافها وما نزّلت عبايتها تضمّ أطرافها فقط : أكرهك
هز راسه بإيه فقط لأنه يعرف ، وبقيت خطوتها ما تحرّكت تسأل : ما بتدخل عند الرجال ؟
هز راسه بالنفي يعضّ شفايفه فقط : روّحي قصيد روّحي
كشرت له مباشرة تتوجه للداخل ، تسمع بُكاء سعود وتخالط أصواتهم وإبتسمت تعدّل الورد بيدها من صار كل النظر لدخُولها لأنها نطقت بالسلام يُرد من الكل ، ووقفت ملاذ ترحّب مباشرة : يا أهلاً بنتي ! يا هلا !
إبتسمت قصيد تسلم عليها : كيفك عمتي كيف صحتك؟
هزت ملاذ راسها بإيه : بخير الحمدلله كيف حالكم أمي عساكم طيبين ؟ كيف الوالد والوالدة مبروك لعذبي مقدماً
إبتسمت قصيد بحب : الحمدلله كلنا بخير ، الله يبارك فيك ويحفظك يارب ، يتربى بعزكم الله يحفظه ويحميه
إبتسمت ملاذ وهي ودها تقول شيء لكنها إستحت بهاللحظة ، وتوجهت قصيد تسلم عليهم تباعاً وإنحنت تاخذ راس علياء اللي ساكنة تماماً لأول مرة ، ما ترحّب فيها حتى ردت السلام فقط وتوجهت لديم تبتسم ، تنحني لها بالمثل تسلّم عليها : وش هذا الجمال يعني ماشاءالله ! الحمدلله على سلامتك ديم قرّت عينك الله يحفظه ويحميه لكم ويبلّغكم فيه يارب
إبتسمت ديم بحب للورد المُنعش اللي بيد قصيد ، لأن بيدها كيس آخر يبيّن إنه هدية لسعود : الله يسلمك ! آمين وعقبال عندك يارب لا تخلّون سعود لحاله يبي صاحب أو يبي صاحبة ما يفرق معاه بس يبي أحد !
ضحكت قصيد لسعود اللي بحضنها تمد يدّها له : حبيبي ماشاءالله بس وين راح جابر يعني يا ديم ؟
ضحكت ديم ، وكمّلت قصيد تسلم عليهم كلهم ، وتوجهت تجلس بجنب وسن وريف اللي تبتسم لها لأنها مدّت يدها تلاعب جابر ، تردّ على أسئلة الحال منهم كلهم ، مباركاتهم لعذبي وخطبته وتقدّمت ملاذ بإتجاهها : نزلي العباية أمي قصيد !

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن