« بيـت تركـي ، الفجـر »
قفّـل جواله يتمدد ونظره على فهد وتركي اللي يلعبون قدامه ، تفكيره بالكوفي وأحداثه يلي تتركه يبتسم لكن بنفس الوقت يبي يثبّت أشياء كثيرة قبل يتعمق وإنتبه تركي لإبتساماته يترك لعبه ويراقبه لأنه يبتسم بدون سبب ، يفكّر ويتأمل السقف بغرابة مستحيلة : عذبي ؟
لف فهد يرفع السماعة عن أذنه ويوقف لعب : تناديني ؟
هز تركي راسه بالنفي : إنت تلعب وإنتبهت لكني ناديت خويّنا سارح ما يدري عن شيء ، شفيه ؟
رفع فهد أكتافه بعدم معرفة يوجه نظره لعذبي ، يرجع يفتح جواله : مريض ، قصيد فتحت سناباتك تركي ؟
هز راسه بالنفي ، وتنحنح عذبي يستوعب : أنا لا ، وكلمتها بعد ما ردت علي طوّلت ، كلمتكم إنتم ؟
كشّر فهد مباشرة : إيه لا صار الموضوع قصيد صرت تسمع تركي له ساعة يناديك ، ما كلمتنا وما فتحت شيء
رفع حاجبه : غريب ، تركي وش عندك تناديني ؟
هز تركي راسه بالنفي : بدون سبب بس فيك شيء ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : وش تبي يكون فيني بس ؟
ناظره فهد لثواني يأشر على عقله : الحمدلله والشكر
ضحك عذبي يتمدد وهو ضحك من كل قلبه من جمعتهم أساساً ، من مواقفهم ومن وجودهم بالكوفي جميعاً كانت تنقصهم قصيد يلي يبي يسولف لها بشكل مطول عن أشياء كثير كلها تخص ودّ ، وشعوره هو ، ويبي يفهم أشياء كثير ورفع فهد حاجبه : ما تدرون قصيد وذياب بيسافرون وإلا لا ؟ يمكن تبي لندن ما راحت لها كم
رفع تركي أكتافه بعدم معرفة ، وإبتسم عذبي : إذا جات نصادفها هناك ونرجّعها معنا ، الله لو تجي
هز فهد راسه بالنفي : ذياب يسافر ؟ ما أذكر عنه
هز تركي راسه بالنفي : ما يحب ، يروح قريب ما يبعد
إبتسم عذبي : يصير يحب لجل قصيد ليه لا ؟ هي تحب
سكت فهد لوقت طويل يلف نظره لهم : متى نروح لها ؟ -
'
« بيـت حـاكـم »
وقفت تنتظر منه كلمة ما حصلت لأن باله مشغول ، وهزت راسها بالنفي لثواني : حاكم وش صاير ؟ من دخلنا وإنت غريب والحين كلامك مع ورد أكثر من غريب وش صاير ؟ فيه شيء ؟
هز راسه بالنفي يسكر جواله ، داخله قلق بشكل لا يُصدق لأنه يدري بحياة ذياب ، ويسمع بشكل مكثّف ومستمر عن كل شيء ذياب مو ناويها رحمة ، ولا خفاء على بن مساعد ولا عن طارق وهذا الكلام كله يوصله ووصله بالصور من بن مساعد يلي تلطخت ياقة ثوبه بالدم " طلع من حي ذياب طال عمرك " وعرف إن ولده ما قصّر فيه لكن هذا مقتل حاكم ، بن مساعد شخص ضعيف " ودنيء " نفس حدّه يخدع ويحاول ينافس والكلمة تخوّفه لكن ذياب بيوصل لمواصيل أخرى معه : مافيه شيء
هزت راسها بالنفي بإستحالة تمشي بإتجاهه : الكلام يلي صار مع ورد ؟ وشرودك ؟ وش فيك حاكم
تنهّد من أعماق قلبه : يضيق قلبي ياملاذ ، يضيق يالحيل
رفعت حاجبها لثواني تمد يدها لكتفه : بسم الله عليك بس من وش ؟ الحمدلله كل شيء بخير ذياب ومبسوط ، نهيّان ومافيه أسعد منه ، وورد مع الليّ يستاهلها وتستاهله ومثل ما تبي هي وإنت وأكثر ، وش يضايقك ؟
أخذ نفس من أعماقه : الله يحفظهم ، ويحميهم
إبتسمت تشدّ على كتفه بهمس : ونعم بالله ، ثم ونعم بأبوهم وراهم شفت مقاطعك مع ذياب بالزواج واليوم كله يسولفون عنكم ، تأسر الله يخليه لك ويخليك له
ضحك من داخل روحه هالمرة يهزّ راسه بإيه ، يقبّل يدها : ويخليك لنا ، وش يسولفون عنّا به ؟
ضحكت تتوجه لبعيد : كل شيء تتوقعه ، أمك اليوم كله تعيد المقطع آخر شيء قالت وراء ما جبتوا من ذياب عشر ؟ بعدين قالت ذياب يجيب من نسله عشر خلاص
ضحك يمسح على ملامحه : الله يحفظه
إبتسمت لثواني لأنها تشوف شعوره : ليه فيك خوف عليه دايم ياحاكم ؟ ليه ما تترك الخوف ؟
هز راسه بالنفي : أحد يترك الخوف على عياله يا ملاذ ؟
هزت راسها بالنفي : خوفك على ذياب غير خوفك على ورد ونهيان ياحاكم ، خوفك يردّك لا تحسبنا ما نشوف
هز راسه بإيه : نهيان وورد أنا معهم ، وحولهم بكل شيء
هزت راسها بإيه ، ورفع نظره لها بهدوء : وذياب ، بيني وبينه قوّته ودنيته وأنا بعيد شفتي وش صار لنا وين أقرب
هزت راسها بالنفي : لأنك مو راضي تفصل كونه ذياب ولدك عن شغله ياحاكم ، إنت مو راضي تفصل هالشيء
هز راسه بإيه بهدوء : الله يستر عليه ويحفظه هذا المهم
_
« قصـر ذيـاب ، الفجـر »
فتحـت عيونها تشدّ اللحاف عليها لثواني طويلة من البرد يلي مسّ أكتافها ، تغرق بعطره وعطرها يلي تخالط عليها من شدّت اللحاف يذوّبها بدون مقدمات ولفت نظرها ما تحس بوجوده ، ما تحس بثقل يده على خصرها مثل ما كان إحساسها طول نومها ويمكن هذا سبب صحوتها الحين ، ودّها تقوم لكن بنفس الوقت ودها تغرق داخل السرير وتسكّت عقلها وتفكيرها يلي يخجلها بشكل غير طبيعي من كل الإتجاهات من الأمس وآخر لهيبه يلي حسّته بشكل مضاعف لأنه بعد تمنّع طويل ، أخذت نفس طويل من أعماق قلبها تجلس ، تسحب الروب على جسدها ، تشدّه يموّتها الخجل لأنها أول ما ربطته ، أول ما إستقرّت قدمها على بارد الأرض كان على خروجه يجفف شعره بهدوء وما وقفت خطوته إلا وقت لمحها تشتت نظرها عنه مباشرة ، ونطق بهدوء يهز قلبها : صح نومك
تُوردت ملامحها ما تشوفه نهائياً ، ما تقوى توجه نظرها له لأنه لابس شورت فقط : صح بدنك ، كم الساعة ؟
وقف بمكانه يتأملها لأنها تتأمل كل مكان إلا هو : الفجر
حاولت تسوي نفسها طبيعية مباشرة ، ترجع جزء من شعرها خلف أذنها وتمنّت ما سوتها من نظرته : صليت ؟ يعني رحت المسجد ؟ ما حسيت
هز راسه بالنفي بهدوء يتأملها شدّت عروق قلبه بهالحركة لأنها تبيّن له عنقها : ما صحيت للصلاة
رفعت نظرها له كانت على وشك تستنكر ، تستغرب لكن سكتت حروفها مباشرة من نظراته ما يحتاج يتكلم ، ما يحتاج يقول شيء هي تشوف إنّه واصل أقصاه وتدري بهالشيء من الأمس ووضح كله من نومته ووقفت يفز قلبه لأنها ترنحت : بك شـيء !
هزت راسها بالنفي تعدل وقوفها ، تعدل الروب يلي كشف قدمها وفخذها يحرقها خجل : لا مافي شيء الحمدلله
إنتبه إنها ما تشوفه نهائياً ينطق بهدوء : إرفعي عينك لي
عضّت شفايفها لثواني ودّها ، لكنها تخجل والحين تخاف من نبرته حتى وهي تدري إن مقصده يشوفها وبالفعل رفعت نظرها له تسوي إنها - عادي - وهي يذوب قلبها خجل لأن نظراته غير طبيعية : أنا بتحمم ، وأجيك
هز راسه بإيه يترك منشفته : ما ودك ترجعين تنامين ؟
تغيّرت ملامحها مباشرة تتأمله وسكت من إنتبه إن فهمها راح بإتجاه آخر لأن ملامحها تشعّ خجل ، لأنها ما تنفّست أصلاً ومد يده يمسح على طرف أنفه بهدوء ونطقت مباشرة : لا بصحى معاك
هز راسه بإيه ينتبه لخطوتها من مرّت جنبه ، إنتبهت إنه يراقب كل خطوة منها وما أبعد لو مسافة بسيطة وهي كانت نيّتها تتوجه للدولاب من مرّت بجنبه لكن يده يلي مسكت خصرها وقّفتها قدامه تخجل ، تنتهي من خجلها بشكل يشوفه صريح من إحمرار ملامحها وإنها مسكت ذراعه مباشرة : من البارح تخجلين مني وتمسكيني
شدّت على ذراعه لثواني وهي تحس بشدّة نبضها مستحيلة ويحسّها هو وتوتّرت يتلعثم لسانها : أنا تـ
هز راسه بإيه بهدوء يوتّرها متعمد لأنها سكتت غصب تناظره كانت متوقعة الوضع عادي لكن إن لسانها ضيّع بين اللغات بهاللحظة ، يوتّرها وسكنت ملامحها من صوت الجرس يلي ما هز ذياب ، ما رمشت عينه أساساً وتشك إنه يسمعه أو يستوعبـه : الجـرس
كان يسمع ، ويستوعب لكنه " مسحور " بوقوفها أمامه كأنه لو رمش بتضيع من يديه ولا يدري وش سبب هالشعور كله ما توقّعت يذوب قلبها كله ، وكل داخلها من إنحنى يقبّل عنقها للمرة الألف ، يقبّل نابض عنقها تحسّه لوقت طويل وشدّت على ذراعه لأنها تعرفه وتعرف وش ممكن يصير لكنها ما تكلّمت ، رُبطت حروفها كلها تشدّ على ذراعه من رنّ الجرس من جديد : أحد جاء !
هز راسه بإيه ما يهتم ، فعلاً ما يهتم : وعليـك منه ؟
ما عاد تكلّمت لأنها أصلاً ما تتنفّس من قربه ، من إنها تحس نطقه بعنقها : يمكن أحد مهم ، ذيـاب
شدّت على ذراعه يعرف بإنها تموت خجل ومن رنّ الجرس من جديد يربكها هو تمنّع بهدوء لأنه يحس رجفتها تحت يدّه ولأنه يدري لو بقيت خطوته لحظة ما عاد بيحسب للدنيا ، ولا لأي شيء آخر يحرر خصرها من يدّه ولا رفع نظره لها : روّحي
توجّهت لدورة المياه - الله يكرمكم - مباشرة تتنفّس ومدّت يدها لقلبها يلي ما خفّ خفقه : بسم الله علي !
رجّع توازنه بالقوة يمدّ يده ينزع تيشيرت من أقرب ما يكون وهو صار يعترف فيها مو لنفسه ، من بعد حادثة فستان قصيد فقط ونزل للأسفل بهدوء يتوجه للباب يتمنّى يكون شيء يسوى : مـن
نطق محمد المرتبك مباشرة : أنا محمد ياعم ، محمـد
فتح الباب وملامحه ساكنه تماماً لأن محمد ما يجيه إلا بمصيبة ولهالسبب حتى ما كان منه السؤال " عسى ما شر ؟" كان منه السكون فقط ، كانت ملامحه ساكنه بشكل ترك محمد ينتفض : أنا آسف ياعم ، لكن فيه شيء
ناظره ذياب بهدوء ينتظره يتكلّم ، ورجف محمد لأنه فعلاً خاف وما قدر يتكلّم : تشوف بنفسك ياعم ؟
_
طلعت تجففّ شعرها ، تاخذ نفس من أعماق قلبها توقّعت يكون قدامها لكنّه ما كان تتنفّس بهمس : عشان نستوعب ، بس عشان نستوعب وعشان ما أنهار خجل
توجهت للدولاب ودها تختار لبس ، تتأمل كل فساتينها يلي هي تحبّها لكنها هزت راسها بالنفي بخجل غير طبيعي لأنها صارت تشوف بنظرته هو ، مو نظرتها وتعرف إنها هلاكه : ما بنستوعب لو كذا ، لا
أخذت لبس بيدّها تنتبه إن ثوب من ثيابه مو موجود ، من إنتبهت للعلاقة الفارغة وما تذكر كانت له نية خروج أو إنه بيبدل وهمست : عشان الصلاة يعني ؟
ما طوّلت التفكير تلبس ، تعدّل نفسها وأخذت نفس من أعماقها بتوتر لأنها هي معجبة بنفسها وتدري كيف وقعها ، كيف هو وهمست : حاولت شوي بس مو ذنبي
رجعت شعرها للخلف يبيّن لها عنقها ، تبيّن لها أفعاله وأخذت نفس لأن كل ملامحها تكتسي بالإحمرار : يعني
سكنت ملامحها من سمعت صوت الباب بالأسفل توقف : ذيـاب ؟ نزلت للأسفـل ما تشوف له وجود يرتبك قلبها ، عرفت إنه مشى لكن لأي مكان هي ما تعرف ولا كان منه خبر ولهالسبب هي ترتبك ، رجعت تركض للأعلى مباشرة للشباك : وش صـ
سكنت ملامحها من لمحت وقوفه بنص الشارع وعينه للسماء ، سكن قلبها وهي تشوف محمد يلي يتكلّم ويشرح وذياب مو حوله كل نظره للسماء كأنه ينتظر شيء لكن وقوفه بنص الشارع محيّر : يارب خير !
وقف نفسها من لمحت إن كل شخص يمرّ يسلم عليه ويوقف لحد ما صاروا حدود العشـر رجال وتلمح من حركة أكتافه إنه يحطّ شيء مده له محمد بيدّه لكنها ما تشوفه من زحامهم وتشوف إنهم يسولفون له ، يكلّمونه وهو يجاوب ويبتسم لهم وهي من ملامح محمد المفجوع تعرف إن ذياب المفروض يكون معصّب ما يبتسم ، ويحيّرها إن نظره يرتفع للسماء كل شوي كأنه ينتظر شيء : وش يعني ؟
_
لو ماكان حب قصيد لهالطير بالذّات يحلف إنه من أول ليلة وأول جرح نتف ريشه ولا بقّاه بعصيانه الغير عادي لكن لأنها طلبته ما يمسّه ، هو للآن ما مسّه ولو مو حبّها له كان هو بنفسه صاده يرديه ولا يتركه يحوم للحين ورجف محمد بتوتر يهمس لذياب من جديد بالألف عذر : والله ياعم مدري وش صار ، يأذي الحلال ويطير واليوم رموه الـ
أشّر له ذياب بالسكوت لأنه صدّع من حركة محمد الأخيرة وإنه جايبه معاه ، لكنه ما ربطه يثبّته ولا بقّى البرقع على عينه إنما فتحه فجأة يفجعه وطار من بعده ما يشوفونه والحين ملّ صبر ذياب من وقوفه وإن الصقر مو ناوي الجيّة ولا بينتظره أكثر والحين أعصابه ما تتحمل وقوف الرجال عنده يلي نطقوا " عسى ما شرّ " ومحمد سبقه بالكلام يبيّن لهم إن صقره طار وكلهم واقفين عنده الحين : خلاص يا محمد ، عوّد للخيام ناقصكم شيء ؟
هز محمد راسه بإيه بتردد ، ورفع ذياب حاجبه لأنه ما يذكر قصّر بشيء نهائياً ولا يذكر ناقصهم شيء : وش ؟
تردد لثواني ما نطق ، وحس ذياب إنه شيء بيعصّبه لهالسبب مسح على ملامحه فقط : لزام بخير يا محمد ؟
هز محمد راسه بإيه : بخير الحمدلله ياعم بخير بس
هز ذياب راسه بإيه بإستغراب ، وتردد محمد لأن كلهم ينتظرون وش بيقول : خلّصت الـ
هز ذياب راسه بإيه بنسيان قبل يكمّل محمد : إيه الليلة أرسل لك ، شيء ثاني ؟
هز محمد راسه بالنفي وهو للآن مو مستوعب طلب ذياب منه ، بإنه يمشي لمكان بالبر يحرقه كله " وإن كان تراب خالي ، شبّه " ووقفت خطوته من لمح إن الصقر رجع يحوم بالمدى فوقهم هالمرّة من صارت الأنظار له بالأعلى يأشّرون لذياب عليه " هذا هو ؟ " ومن رفع ذياب عينه للسماء للحظة فقط يتأمّله وسكن محمد : يا عم سكن محمد من نزول الصقر المرعب يلي ما رفّ له جفن ذياب لو ثانية وحدة لكنه فرّق وجود الرجال حوله ، من نزل يوقف على يد ذياب يلي ما مدّها له نهائياً لكن بمجرد نزوله ، هو رجّع البرقع على عينه بهمس : ضامنها إنت ، ما قصّرتوا الله يحفظكم
ضحك واحد منهم يعدل شماغه : ابو أحمد قالها ما يضيع الطير وراعيه صقّار ، الحمدلله على سلامته
ضحك ابو أحمد يبتسم من شدّه ذياب يثبته : مبيّن عليه عاصي عنيد فرّقنا يومه نزل ، توصي شيء ياذياب ؟
هز راسه بالنفي : ما قصرتوا الله يحفظكم ، الله معكم
كان المشهد كله تحت نظر قصيد يلي خفق قلبها بذهول لأنها خافت وقت بعدت خطوات الرجال كلهم عن ذياب فجأة ونظرهم للسماء تتوقّعها مصيبة وما إنتبهت للصقر يلي نزوله أرعبها هي لكن ذياب ما تحرّك ولا تكلّم ، وقف نبضها من توترها ومن إن ذياب يحاور الرجال طبيعي بعده ولمحت محمد يلي مدّ يده بإشارة لإنه ياخذ الصقر معه لكن كان من ذياب الرفض ، توجهت للأسفل مباشرة من لمحت محمد يتوجه لسيارته ، وذياب داخل بإتجاه بوابتهم وبالفعل كانت دقائق لحد ما فُتح الباب يدخل ذياب يلي الصقر على يده للآن لكن عينه كانت تدورها هي وهذا الواضح : ذيـاب
هز راسه بإيه يوجه نظره لها : معـي محمد ، خلّك
رجعت تجلس عالكنبة وعينها تراقبه من دخل مكتبـه ، من طال دخوله تستغربه وسكنت ملامحها من خروجه وبيده شيء ما تشوفه لكنها لمحت يد محمد يلي مُدت تاخذ منه ما كانت إلا فلوس : صاير شيء ذياب ؟
سكّر الباب خلف محمد يلي مشى ومرّت عينه على الصقر يلي للآن على يدّه وعليها هي من ترقّبها وإنها تبي تفهم يهز راسه بالنفي : بيصير بالعاصي الليّ تحبيـنه
هزت راسها بالنفي تبتسم مباشرة : إشتـقـت له !
رفع حاجبه لأنها نطقتها بحب مستحيل ما توقّعه ومن من تحرّك الصقر بيده هو شدّ عليه بهمس : إهجد
رفعت حاجبها لثواني لأنه مبرقعه للآن : نزّله عنه ذياب
هز راسه بالنفي لأنه يعرف قلّ الصّح يلي بطيره ، يعرف إنه لو لمحها بيختلف وإبتسمت لثواني ما تصدقه لأن نظرته فضحته بشكل مجنون : وش يعني ؟ لا ؟
هز راسه بإيه بهدوء : ما تشوفينه من سمعك وش صار به ؟
هزت راسها بإيه تناظره : ويشوفني كمان ليش لا ؟
ناظرها لثواني بذهول ، وإبتسمت : ما يعني إنه بيجيني
هز راسه بإيه : بيجيك ، وإن جاك نتّفت له ريشه
ميّلت شفايفها لثواني بهدوء : ما تسويها
جلس يلف نظره لها بإثبات إنه يسويها ، وجلست بجنبه وإنتبه إن ودها تلمسه لكن يدّها ما تطاوعها : مدي يدك
هزت راسها بالنفي وهي ما تبي تلمسه بدون يدّه معاها لكنها ما بتقولها : لا ، يشوفني أول بعدين أمد يدي هز راسه بالنفي بهدوء : ما يشوفك ، ولا تشوفين عينه
ناظرته لثواني لأنه صادق تماماً وما يمزح : ليش طيب ؟
نزّل نظره للصقر لثواني ، ما يستكين ولا يهدأ ويحرقه بإنه يقرّب قصيد بشكل يأذيها دايماً وهي تحبه وهو يوقف عند هالحب : عاصي
هزت راسها بالنفي تبتسم لثواني : سميته عاصي ؟
هز راسه بالنفي بهدوء شديد : ما سميّته بشيء
إبتسمت تتأمله ، تتأمل هدوئه على يد ذياب : ما يليق عليه عاصي أساساً ، يليق عليه شـ
قبل تكمّل إنتبهت إنه رفع حاجبه ، وإبتسمت تهز راسها بالنفي بتأكيد وتتأمل الصقر : شجاعة ، مو عصيـان
لف نظره لها لثواني يبيها تكمّل كلامها لكنها سكتت ، سكتت تخجل منه وهز راسه بإيه بهدوء : شجاعـة ؟
إبتسمت لأن حتى طرق النطق بينهم تختلف ، هي تطلع الكلمة منها خفيفة وهو دائماً تطلع منه الكلمات غير ، يشدّ على حروف ، ويكسر حروف هي تنطق " شَجاعة " وهو ينطقها " شِجاعة " هي تقول " راح " ، وهو يقول " روّح " وغيرها كثير ولأنها وبطريقة ما تشوف المنظر كله بعين الشاعر الحين وتشوف وجوده جنبها بثوبه ، وكيف الصقر على يدّه كثير عليها بعد ما شافته أول صحوته بهيئة أخرى مختلفة تماماً وإبتسمت تسولف قبل تغرق ، تتنحنح وعدلت جلوسها بجنبه : شجاعة لأنه يحبّني ، ويجيني مع إنه يدري تكرهه ويدري تنتظر زلّته بس
كمّل يهز راسه بإيه لأنه يتوقعها : بس ما يهابني ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : يهابك طبعاً بس مو هنا الكلام ، الكلام إنه يدري إنك تحبني أكثر من إنك تكـ
قطعت حروفها مباشرة تخجل ، تنتهي من خجلها وضحك ذياب فعلاً لأنها شدّت عروق قلبه من أول ما ضحكت ترجع شعرها خلف أذنها وبتفهّمه إن شجاعة الصقر من حبّه هو لها ، مو من عدم خوفه وإنها سكتت بخجل تقطع حروفها ، ضحك فعلاً لأنها أنهته ولأنها خجلت تسكت ويبيها تكمّل الحين : أكثر من إني ؟
هزت راسها بالنفي تغيّر الموضوع : ما تقهوينا !
كانت تحاول تشوف كل مكان إلا عيونه ، ولفت نظرها له من كانت يدّه تمر على جناح الصقر وهز راسه بإيه : شجاع ؟
هزت راسها بإيه تمثّل إنها ما تخجل نهائياً : يليق عليه
هز راسه بإيه بهدوء يبيها تمدّ يدها له : أقربي ومدّي يدك
هزت راسها بالنفي تشدّ يدها على فخذها : لا ، ما شفته
مدّ يده ليدها يتركها على جناح الصقر يلي رفّ جناحه يرعبها مباشرة، وهز ذياب راسه بإيه لأنه نفض جنحانه وبعّدت قصيد عنه : أقربي ، هذا وهو ما يشوفك ، لا شافك ؟
هزت راسها بالنفي كانت على وشك تتكلم لكن سكتت حروفها من إنتبهت إن نظره لها ، يتأملها ونطق بهدوء لأنها لابسة بلوزة تغطيّها كلها بأكمام طويلة ، وبنطلون وما يبيّن منها ولا شيء : برد ؟
'
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
كانت تتأمل ورود أمها يلي على مد النظر بحديقتهم تمثّل شخصيتها هي ، تتأملّها وكلها تسرح بالجاي والأيام الجاية وإنها شافت من نصّار غرابة لامتناهية بخصوص الحادث وتشوف إن بجوفه شيء غريب ، وهي بجوفها أشياء من أبوها يلي ما نطق الخطبة لها من البداية ، تذكر حيرتها وتذكر شتاتها وتذكر الألف ظن يلي دخلها على نصار، ودخل نصّار عليها والشكوك منها هو بإنه ما جاء ، والشكوك منه هو بإنها ما تبيه ولا تحاول عشانه وأخذت نفس من أعماق قلبها قبل تتنهده هي إنكتمت من نصّار يلي دخل بوابتهم : نصّـار !
رفع نظره لها مباشرة : ليش ما تردين طيب دامك هنا ؟
رفعت حاجبها لثواني لأن ملامحه غريبة وقبل تتكلّم توجه نظر نصار لعمه حاكم الخارج مع البوابة الداخلية ، وخلفه نهيّان يلي يسولف له : السلام عليكم ياعمي
هز حاكم راسه بإيه وهو كان بإنتظاره أساساً : وعليكم السلام ، تعال يا نصّار
بنطقه " تعال يانصّار " هو لمح ورد يلي يشوف فيها ضياع غير طبيعي ، لمح إن نصار ما لف نظره لها إنما توجه له مباشرة والهيئة ما سلّم عليها ولمح نظرات بنته يلي ما تخفى عليه بمجرد ما قرّب نصّار جنبه هو مد يده لكتفه بهدوء : وش مسـوي ببنتي يا نصّـار ؟
ضحك نهيّـان يلي سمع : ياويلك يانصار ، يا ويلك ويلاه
إبتسم نصّار بهدوء : كل خير ما سويت شيء
هز حاكم راسه بالنفي وهو يشوف من نصّار إختلاف غير طبيعي : تكذّب علي ؟ يبي لك ذياب يعدلك وش فيك
ضحك يهز راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان يلي يعدل ملابسه : طلع يعرف يبتسم يوم قلنا ذياب ، تشوف إنه مو صاحي يابونهيّان ؟ ..
هز حاكم راسه بإيه وإبتسم نهيّان : أنا رايح التمرين تبون شيء توصون شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : الله يحفظك ، جبت لورد اللي تبيه قبل تروح ؟
رفع نصار حاجبه لثواني بفضول : وش تبي ورد ؟
هز نهيان راسه بالنفي يرفع حاجبه بتقصّد : لو يهمك عرفت ، جبت لها إي
ضحك نصّار بذهول من حركة نهيّان : روح الله يخلف علـ
أشّر نهيان لأبوه مباشرة يقاطعه : تسمع ؟ مزعل ورد ويقول روح الله يخلف عليك وعلى عينك ! على عينك !
ناظره نصّار بذهول وضحك نهيّان لأن حاكم ضرب على ظهر نصّار بيكلمه لكنه أفزعه يستغفر ويبرر وأشّر حاكم لمكتبه : أدخل الله يصلحك ، أدخل
دخل نصّار يعدل أكتافه لثواني ، وأخذ نفس من أعماقه لثواني يدري إنها خطوة مؤلمة ، وما بيسامحه ذياب عليها هذا الغالب لكنّ ما يعجبه هالوضع نهائياً وجلس حاكم : وش بحلقك يانصار ؟
تنحنح لثواني يمسح على جبينه : بن مساعد جاء لي أمـ
نطق حاكم مباشرة يقاطعه بذهول : سوا لك شيء! ضحك نصّار يهز راسه بالنفي بتوتر ضحك نصّار يهز راسه بالنفي بتوتر : يخسى وما كان فيه حيل ، طلع ذياب مفقّـ
إستوعب إنه يكلم عمه حاكم يتنحنح : جاء يقول تدخّل ، قل لذياب مالي ذنب وإنت بعد أعرف إن مالي ذنب بالحادث كلّه كان من طارق ولا يبي يطلع من الرياض هو و لا أهله وذياب حالف ما يخليّه ، يقول فهمه إنت وتوسّط بينّا
هز حاكم راسه بإيه بإستغراب من طريقة نطق نصار كأنه ناوي وقاطعه مباشرة : كلام فاضي ، وإنت وش قلت له ؟
عدل نصّار جلسته لثواني يمسح على ملامحه بتردد : قال لك اللّي تبي ، وعنده شيء أبيـه أنا ياعمي الصدق
رفع حاكم حاجبه لثواني : شيء تبيه من بن مساعد ؟
هز نصّار راسه بإيه وهو يدري ذياب ممكن يقتله ، ممكن يمحيه ويدري إنه يلعب بالنّار وزعله لكن داخله ما يستكين ، ما يهدأ وهز راسه بالنفي هو إن طلب بن مساعد حرب ، وإن طلب حاكم حرب أخرى ومسح على جبينه : عنده مقاطع الحادث ، وأبيها
ناظره حاكم بهدوء : ذياب ما يبيك تشوفها وأدري به
هز نصّار راسه بالنفي يتعدل وقبل يتكلّم كان من حاكم الكلام : وتطلبها من بن مساعد ، وش تبيه يسوي بعدها ؟
هز نصّار راسه بالنفي بهدوء : ما طلبتها من بن مساعد لكنها عنده وأبيها وهو خيار ، أطلبها منك الحين ياعمي
ناظره حاكم لثواني متعجّب ، مذهول وضحك يرجع جسده للخلف لأن نصّار وذياب فيهم إسلوب سياسي عجيب ، فعلاً عجيب حتى وقت يتكلّمون ويطلبون ويناقشون ما يكون النقاش عادي وهز راسه بإيه : تطلبها مني طال عمرك ؟ طلبتها من ذياب وما وافق يانصار ؟
هز راسه بإيه وهو يدري إنه غلط ما يغفره ذياب من كبره لو حصل ، يدري إن ذياب يرضى بكل شيء إلا إنه يتعدّاه وهو قد تعدّاه مرة بخصوص ورد ، والحين بتصير الثانية لكنه مسح على جبينه ورفع حاكم حاجبه : ليش يابـوك ؟ وش تبي بها شيءّ يخليك تخالف قوله يانصّار ؟
عض شفايفه لثواني وهو يدري إن عمه حاكم فاهمه ، ويدري إن إحتمال ما يعطيه غايته لكن بنفس الوقت هو ما وده يدّور من دروب أخرى وهز حاكم راسه بإيه : المقطع عندي ، وأعطيك إياه لكن بشرط يانصّار
مسح على جبينه بتوتر : ما فيه شيء بدون شروط ياعمي
هو نطقها عفوية لكنها حكت داخله ، وتنحنح لأنها صارت خطوة ما فيها تراجع : المعذرة ياعمي ، سم
_
كانت تحاول تسمـع لكن عبث ما يبيّن أبسط الصوت وفزت كلها برعب من حست بيد تُمد لها من الخلف : بسـم الله !
ناظرتها ديم لثواني : وش فيه سلامات عالباب كذا
هزت راسها بالنفي بهمس : نصّار جاء ولهم ساعة يسولفون ولا أدري عن وش ولا أسمع شيء
هزت ديم راسها بإيه : يطلعون وتعرفين ورد ؟ ليش القلق هذا كله يسولفون يمكن بس
كانت على وشك تتكلم لو ما كان صوت مقبض الباب وأصواتهم تتركها تركض هي وديم لبعيد ، من الذهول لأنهم ما توقّعوا خروجهم بهاللحظة وعرف حاكم إن ورد كانت عند الباب ، وبالمثل عرف نصار يلي تنحنح ومد حاكم يده لظهر نصّار يضرب عليه ، ومشى نصار للخارج يوقّف داخل ورد لأنه غير معقول ، غير معقول خروجه مع أبوها بهالشكل وغير معقول إنه ما يدّورها وإنتبه حاكم لشرودها : ورد
تنحنحت ديـم : بروح للمطبخ ، عمي تبي قهوة معنا ؟
هز راسه بإيه ، وجلس حاكم يبيّن إن الموضوع عادي وهو يدري إن نصّار ينتظر ورد لكن وضع بنته ما يعجبه ، نهائياً ما يعجبه ولهالسبب نطق بهدوء يرعبها : ورد حاكم لا صار ودها تعرف شيء ، تدخل وتعرفه وتسأل عنه ما توقف وراء الباب يا ورد ، ما توقف وراء الباب يابوك
هزت راسها بإيه وهي تعرف بمعرفته : بطلع غرفتي
هز راسه بالنفي يرجع جسده للخلف : ولا تمشي دام الموضوع بخاطرها ، ورد
لف نظره لها وهي إحتمال لو يقول كلمة بتنهار لأنها ما تفهم هالغرابة كلها ، إنتبه لتقلّب ملامحها وهز راسه بالنفي بهدوء : نصّـار عند الباب ، روحي له يبيك
لو بس قالها قبل دقيقة ، قبل ما تحس بشعور لا يُصدق بداخلها كان هوّن على قلبها كثير ولف حاكم نظره لها وهو يعرف بنته ، ويعرف قلبها أكثر من كل شيء ولا يبيها كذا ، يبيها أقوى : شدّي حالك يا ورد الدنيا ماهي كذا
نزلت ملاذ على كلمة حاكم بإستغراب : تشد على وش
هزت ورد راسها بالنفي تاخذ نفس : طول عمري بنت حاكم كل شيء يشدّ نفسه ، الحين صار كل شيء يبي له شدّة ومني فجأة ؟ لا مو مقبول
هي صعدت للأعلى تترك حاكم بذهوله ، وضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : تبيها ترضى بالأمر الواقع الحين ؟
هز راسه بالنفي يتنهد : الله يكون بالعون
-
دخلت غرفتها وهي كلّها عزم إنها ما تنزل هذا الوضع ما يناسبها ، هذا الوضع غريب عليها تماماً من نصار وإختلافاته لأبوها يلي يبيها تتقبّل كل شيء وتشدّ كل شيء وهي أصلاً ما تدري عن شيء ، أخذت نفس تغطي ملامحها : تحطين نفسك بمواقف غبية ياورد ، غبية
وهي فعلاً تكره إنها توقف على الأبواب وتسمع وتعرف إنها مو حركة لكن ما بيدها غير هالشيء ولمحت جوالها اللي يرنّ بإسم نصار تردّ ، وقبل تتكلم هو نطق : إطلعي لي
هزت راسها بالنفي لكنه تكلم : ماني ماشي لو ما جيتي
عضّت شفايفها تعدل نفسها : بنزل عشان أفهم
نزلت للأسفل تشوف إنه دخل سيارته للداخل ، تشوف إنه واقف ويده على جواله ونطقت بهدوء : وش ؟
هز راسه بإيه : يعني معصبة علي الحين منفسة ؟
ناظرته لثواني لأنه يستعبط ، لأن يده مُدت تفتح باب المعاون وسكتت ورد من لمحت كمّ الورد يلي بداخلها ، تنحنح يهز راسه بإيه : ما ركزت معك أمس ، آسف رفعت نظرها له لثواني وهي فعلاً بآخر مكالمة لهم كان يبيها تكلّمه عن الحادث وكلّمته فعلاً ، شرحت له كل النواحي والإتجاهات وكل شيء شافته لكن ما كان كافي بالنسبة له ، وقت طلبت تقفّل بعده كان منه الرفض " إجلسي معي ، سولفي " ووقت جلست فعلاً ، ما كان حولها ولا بعالمها والحين باقـة الورد قدام عينها تسطّر إعتذاره ورفعت نظرها له : أصفر ؟
هز راسه بإيه بغرور بإختياره : أصفر ، تحبينه إنتِ أدري
ما كان كافي لتمام الرضا وهمست : إنت تحبه
سمع همسها يهز راسه بإيه وضحك : آسف ، طول حياتي مقابل ذياب وذياب جلف وجيتي عليّ حنونة والعادة أنا الحنون
ضحكت تهز راسها بالنفي : ذياب جلف وإنت الحنون ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : ما بتفهمين قصدي الحين وش
هزت راسها بإيه ، وإبتسم يتنحنح : الأمور طيبة الحين؟
ميّلت شفايفها لثواني ، وضحك يسرق قُبلة وحيدة من خدّها : تعالي إجلسي معي شوي
ولو إنها ما كانت بترضى ، لكنه سحب يدها لمقعد المعاون تجلس بميلة لأنّ الورد بالأسفل ، وركب هو بمكانه : وش تقولين لو آخذك ونمشي الحين ؟
رفعت حاجبها لثواني : صدمات زيادة ؟ لا يكفي شكراً
إبتسم يمسح على جبينه فقط ، وناظرته لثواني : أدري التوتر هذا مو مننا إحنا ولا علاقتنا ، بس نصّار كل شيء تمام ماشاءالله يوم الزواج كنت مبسوط وذياب مبسوط ويضحك لك وكل شـ
هز راسه بالنفي يقاطعها مباشرة : ما بتفهميني بهالشيء
ميّلت شفايفها تناظره ، وضحك لأن حتى هو مو فاهم قلق داخله : صدق ، لأن حتى أنا ماني فاهمني الحين عند ذياب الأمور طيبة وماعليه ، بس أنا هنا ماني راضي
كان يأشر على قلبه ، وضحكت تهز راسها بإيه : المفروض يكون كامل الرضا بما إني بحياتك ، بس وش نقول ؟
ناظرها لثواني يهز راسه بإيه ، قبّل يدها لأنه يدري يخلط كثير ويدري يحتاج " كفّ " من ذياب ويدري إن هذا الشعور كله من داخله لداخله لأنه للآن ما تخطى كونه غلط بحق ذياب بخصوص ورد وللآن مو جالس يفصل ويفرّق وللآن كل شيء ، يقلقـه : ماعليك من شيء
ناظرته لثواني لأنها تشوف كيف هو غريب ، تشوف كيف هو متخبّط وهي مثله بينهم شيء ناقص مو راضي يكمل رغم الرضا ولهالسبب مدّت يدها للورد تتأمله ، تبتسم له وتنتظر وش الجاي يلي رُسم كله أمامها من طلع أبوها يكلّم بجواله وكانت منه نظرة لها ، نظرة تبيّن لها رضاه ، وإنها تقدر على كل شيء وأخذت نفس من رفع حاكم حاجبه من الورد : وراك إجتمـاع يانصّار
عض شفايفه بهمس : وش يفكّنا من غيرة الفريق الحين
ضحكت فعلاً لأن أبوها يراقبهم ، وتنحنح ينزل : توصي شيء ياعمي ؟
_
أنت تقرأ
انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎
Romance- للكاتبة : ريم الاوطان🇸🇦 " عندما تصبح القيُود حناناً وتمرّ السُنون مثل الثواني .. عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .." يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا...