بارت ٣٦

15.3K 250 35
                                    

-
« بيـت حـاكـم ، العشـاء »
دخل حاكـم يشوف كيف صار بيته يضجّ حياة لمجرد وجود قصيد بين علياء وملاذ وبينهم ، إنه ما يفرق بينها وبين ورد لأنها تقوم مع ملاذ كل شوي وبهاللحظة تصبّ الشاي وتسولف مع علياء وتضحك لها وإبتسمت من لمحته ، لمحت نظرته تخجل : معانا عمي ؟
هز راسه بالنفي يمشي بإتجاه جلستهم لمكانه : لا يابنتي الله يعطيك العافية ، إرتاحي يابوك إرتاحي
إبتسمت وهي يضج داخلها بتردد بتسأل عن ذياب ، وإنتبه حاكم لهالشيء : جاي وراي ذياب مع أبوي ، جاي
إبتسمت فقط تجلس بمكانها ، ولفت ملاذ لحاكم : تقول مواعدين أهلها ، المحامي كل شوي يسأل وينها وينها قل له ماله بنت عندنا خلاص بنتنا !
ضحك حاكم من إبتسامة قصيد ، من ضحكت قصيد بنفسها من نطقت علياء يلي تشرب شاهيها : إي والله وش يبي يحاشرنا ؟ بنيّتنا الله يحفظها خلاص اليوم لنا
ضحكت تحمّر ملامحها لأن علياء نطقتها بطريقة قتالة ، وضحك حاكم بنفسه أكثر رغم إنه حاول ما يضحك : ويصبر عنها لا قلنا بنتنا ؟ يجي ياخذها من بينّا
هزت علياء راسها بالنفي بذهول : وإنت هيّن ياحاكم ؟
هز راسه بالنفي : ماني هيّن ، بس المحامي ماهو هيّن
إبتسمت قصيد لأنها تعرف مقدار حب حاكم لأبوها من سنين ، تعرف عظمه وإبتسمت من دخل ذياب يلي يدّه بيد متعب والواضح يخاصمه وهو بالفعل ينطق لجده : ما قلتلك ؟
هز متعب راسه بالنفي وهو بالقوة يلقط أنفاسه ولأنها لمحت ملامح ذياب ، لمحت إنحناءه على جده هي أخذت مويا من قدامها تتوجه لهم بهمس : فيك شيء ؟
إبتسم متعب المرهق لأنه سمعها : ما فيه غير إنه معصّب على شايبه ، معصّب علي
ناظره ذياب لأنه فعلاً معصب ، فعلاً ميت غضب لأن لأن جده ما سمح له يصلّي بالبيت معه ، ولا رضى يروحون المسجد بالسيارة وهذا كله يتعبه هو تبتسم قصيد بهمس : يبي راحتك ذياب ، كلنا نبي راحتك الله يخليك لنا
إبتسم يرقّ قلبه مباشرة لأن ذياب يلي يشرّبه من رجفة يديه رغم وقوفه ، وإنتبهت قصيد على لمعة عيونه ترفع نظرها لذياب بمعنى " فكّ تكشيرتك " حتى لو كانت لأنه يأوي له ويحنّ عليه ويزعّله تعبه ، وأخذ متعب نفس يشد يده : ما بي شيء يابوك ؟ ما بي شيء يا ذياب الحمدلله
ما كان منه كلام لأنه قبل دقائق بسيطة وقف جده بنصف الخط يعجز يلقط نفسه ، ويرفضه يشيله وإنحنت حتى قامته وهو باقي بالرفض ويحلّفه ما يقربه : بك عناد ما شفته بأحد الله يطول لي بعمرك
ضحك متعب يكح بين ضحكاته ، يرقّ قلب ذياب له وسكر حاكم جواله : يقول نهيّان هم بالطريق جايين
هز ذياب راسه بإيه فقط لأنهم بيمشون ، وتنحنح حاكم يمسح على طرف أنفه : تعال معي المكتب ذياب
لف نظره لأبوه لثواني فقط ، وهز راسه بإيه يناظر قصيد يلي فهمته بإن وقت رجوعه من عند أبوه هم بيمشون وإبتسمت علياء من لمحت نظرات قصيد تراعي ذياب لآخر دخوله : الله يخليه لك ، ويخليك له يمه
كانت على عين متعب بالمثل ، وخجلت بشكل غير طبيعي تشتت نظرها فقط ترجع شعرها للخلف ..
_
دخل المكتب يسأل أبوه مباشرة : متى آخر مرة شافه الدكتور ؟ يوم سألته قال قريّب ولا ظني قريّب
هز حاكم راسه بإيه : بعد عرس ورد جاء له ، وعصب عليه ما يبي يقيس لا ضغط ولا سكر ولا يبيه يقربه ولا حتى كيف الحال يسأله يقوله خلّني بس أنا طيب وما بي شيء
سكت لأن عناد جده غير طبيعي ، سكت يمسح على ملامحه لثواني ورفع نظره لأبوه الليّ جلس بقلق فقط وكثير الأسئله بلسانه نطق أولها مباشرة : وش صار عليها وعلى بنت أخوها يا ذياب ؟ بنت صلاح ؟
سكت فقط يناظر أبوه لثواني ، وهز حاكم راسه بالنفي : تخاف ربك أنت ؟
هز راسه بإيه بهدوء يبيّن له إنه كذلك : بالليّ يخاف ربه
سكت حاكم لوهلة يتأمله : وعمك عناد ؟ يترددّ علي من يوم العرس ساكت ويجي يتقهوى ويمشي حتى أمك مستغربته وأنا لو ما دريت العلم من ديم ما ر
طقّت أعصابه مباشرة لأن هالموضوع ينرفزه ولا له علاقة به ويشوف حاكم هالشيء لدرجة تثير تساؤله : يعني لا تسأل يابوذياب ؟ هذا اللي يقوله وجهك الحين يا ذياب
هز راسه بالنفي : غلطت بحق أحد ؟ ما ظني غلطت بنت صلاح أنا حذّرتها مرة وحذّرتها ثانية ولا قرّبتها لين هي جات لدياري ، ماني ظالم ولاني طاغي وأخاف الله بالّلي يخافه لكن الليّ ما يخاف ربه يدي ماهي قصيرة عنه
سكت حاكم يناظره لأن هالشخصية من ولده بالذات حتى لو يعرفها يجهلها ورجع ينطق : وكله عشانها
هز حاكم راسه بإيه بتأكيد : وكله عشانها وأنا لا شفت يرجع لي الطاري يابوك ، أذكر يوم قلت لك ما تستاهل بنت الشاعر ولا إنت كـ
مسح على جبينه مباشرة لأنه ما يتحمّل هالموضوع من أبوه : تأخرت على أهلها قصيد ، توصي شيء تبي شيء ؟
ناظره حاكم لثواني لأنه يشوف إن باقي جزء " مكسور " بعلاقتهم وكل ما تكلم هو جرّحت أطرافه ذياب نفسه ، هز راسه بإيه فقط يبقى ذياب بمكانه بدون خروج ورفع حاكم نظره : روّح يابوك ما حولك أحد
هز راسه بالنفي يشتت نظره فقط : يمكن جاء نهيّان
سكت حاكم لوهلة يستوعب ، تغيّرت على ذياب أشياء كثير مو بس بعلاقته معه ، تغيّرت عليه أشياء كثير حتى ببيت أبوه ما إختلف على نهيّان ، ولا على ورد لكن عليه هو إختلف لحد الجنون وهز راسه بإيه فقط يطلع : درب
إبتسمت ديم ترفع طرحتها على شعرها ، ولف حاكم نظره لذياب يلي بمجرد سماعه لصوت نهيّان هو نطق : نهيّان ما دخل ؟ بروّح له
هز حاكم راسه بإيه يناظره : بيروّح السيارة ذياب خلّكم
طلع بدون لا يلتفت تشوفه قصيد ، وإبتسمت ديم : والله تو الناس ! ما دريت إنكم جايين لو دريت ما طلعنا !
إبتسمت قصيد تعدل عبايتها : الجايات إن شاء الله ! بعدين قريب إحنا بأي وقت إن شاء الله بنتلاقى !
إبتسمت ديم تهز راسها بإيه وكلهم من وقت الزواج " ميّتين فضول " لأن بعد آخر موقف هم ما لقيوها ، ولا سمعوا عنها خبر نهائيًا والحين تشوفها قصيد ، على ماهي وأطغى ولا كأن مرّها شيء : إن شاء الله
قبّلت رأس علياء ، وسلّمت على ملاذ ورأس متعب وحاكم يلي جاء لها تودّعهم كلهم " لوحدها " بشكل ذوّبها لأن ذياب بالخارج مع نهيّان ولأن عمها مشى بجنبها : ياولد
ضحك نهيّان بتأكيد : قل تم إنت طيب ! بسرعة
هز ذياب راسه بإيه يبتسم له فقط : نشوف إن شاء الله
دخل نهيّان من الجهة الأخرى يشوف ذياب إن قصيد نزلت وبجنبها أبوه ، يشوف نظرات أبوه له وركبت بجنبه تهمس مباشرة : كيف تغيب عني كل هالوقت ذياب ؟
لف نظره لها ، وإبتسمت تحاوط يدّه يلي مُدت بإتجاهها : يسّلم عليك جدك ، لآخر لحظة يقول طمّني ولدي عني
_
« أسبـانيـا ، مدريـد »
وقفـت تتأمل ساحر الإطلالة ، عمارة مدريد العتيقة بساحر مبانيها وصار لها من وقت مجيئها للآن مفتونة بهالمنظر اللي يقابل كل صحواتها بأيّ وقت ، الصباح أول طلوع الشمس ، العصر ووقت المغيب ، أو حتى آخر لليل وشديد الهدوء فيه وما تملّ منه : ساحرة ، ساحـرة بالجمال
إبتسم وهو من شاف وقوفها بهالمكان جاء يحاوطها : ما تعجبني
لفت نظرها له بذهول : هالجمال والفتنة كلها ما تعجبك !
هز راسه بإيه : فتنة الأرض وجمالها كله قدامي ورد!

انت الهوى ، كل الهوى برد ولهيب🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن