عاصفة الهوى (٧٠)

45.2K 3K 398
                                    

عاصفة الهوى (٧٠)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

رجالة سبيدو أخدوا جيسيكا وحاتم معاهم وهي كانت متوترة مهما حاتم يطمنها: "حبيبتي ما تقلقيش دول لو تبع سيف فاطمني."
بصتله بغضب: "شو يعني اطمن ها؟ بتعرف سيف منيح؟ بتضمنه؟ نسيت شو عمل فيني؟"
حاتم مسك إيدها: "ما نسيتش بس ده ما يمنعش إنه مش شخص وحش، سيف حد محترم و..."
قاطعته بغضب: "انت سامع حالك شو عم تحكي؟ هالمحترم اغتصبني! شو بدك أكتر من هيك ليعمل فيني؟ وبعدها حبسني هو وأبوه حتى ما أقدر أثبت شي، وهلأ بتقلي محترم؟ أي احترام هيدا اللي عم تحكي عنه؟"
حاتم سكت وما عرفش يرد لأن جزء صغير جواه رافض قصة إنه سيف يغتصب حد. طول عمره البنات بتترمي تحت رجليه وعمره ما تخطى حدوده معاهم، فليه يغتصب حبيبة صاحبه؟ بعدين جيسيكا كانت في البداية معجبة بسيف مش بيه هو، وهو رفضها وده كان واضح، فليه الاغتصاب؟ ليه دلوقتي بتتفتح قدامه علامات استفهام؟ ليه دلوقتي؟

نادر مع ملك بيحاولوا يخرجوا همس من حالتها بس هي متقوقعة حوالين نفسها. نادر طلب غدا، ويدوب حطوا الأكل، فهمس قامت رجعت. نادر و ملك بصوا لبعض بذهول، نادر قام وراها وهي خارجة من الحمام، فوقف قدامها: "انتِ حامل يا همس؟"
همس عيطت ورمت نفسها في حضنه بدون ما ترد. أخدها وقعدها جوه بعيد عن الأكل وقعد قدامها: "انتِ عارفة من إمتى؟ وليه مخبية؟ سيف يعرف؟"
همس هزت دماغها: "سيف يعرف، لسه يدوب عارفة قبل الحفلة وهو عرفته فيها، وملحقناش نقول لحد."
نادر بحيرة: "طيب انتِ زعلانة منه ليه؟ كل اللي حصل غرضه الشوشرة عليه، ليه انتِ بعيدة عنه وليه واخدة موقف منه؟ ليه انتِ مش معاه؟"
همس عيطت: "علشان تعبت يا نادر، تعبت من الحروب والبيزنس والشركات وكل العالم ده. نفسي أرجع لحياتي البسيطة أيام ما كان أكبر حلم أطلع معيدة وبس. دلوقتي مبقتش عارفة نفسي ولا بقيت عارفة أنا عايزة إيه. قتل وسرقة وحرق وحرب وسباقات ومحاكمات ودارك ويب، أنا مبقتش حمل الصراعات دي، أنا مش عايزة العالم ده، أنا حبيت راجل بسيط، دكتور جامعي وبس في نفس مجالي، مكنتش أعرف إن وراه إمبراطورية بالحجم ده ولا هو داخل في حرب بالشكل ده. أنا تعبت يا نادر."
عيطت وهو أخدها في حضنه يطبطب عليها.
ملك دخلت عندهم وبصت لجوزها: "نادر أنا جيبتلها شوية فاكهة لو مش قادرة تاكل."
نادر ابتسم: "هاتي يا ملك، حلو الفاكهة لها فعلًا."
ملك قعدت قدامها وقطعتلها تفاح وموز وكذا حاجة وحطتهم قدام همس: "حاولي تاكلي أي حاجة يا همس تقويكِ يا قلبي."
قعدوا الاتنين جنبها يأكلوها ويتكلموا معاها علشان تخرج من حالتها شوية.
جرس الباب رن، فنادر قام يفتح، كان أبوه وأمه اللي علقت: "أختك فين يا نادر؟"
دخلهم عندها كانت ملك قاعدة قدامها بتحاول تأكلها، فاتن دخلت حضنتها وملك وسعتلها. فاتن بصت حواليها للفاكهة ولاحظت الغدا بره اللي محدش لمسه، استغربت، بس قبل ما تعلق خاطر دخل يسلم على بنته وياخدها في حضنه هو كمان، بعدها بيسألها: "انتِ ليه مش في بيتك يا همس مع جوزك؟"
همس بعياط: "علشان تعبت يا بابا، ينفع نروح بيتنا؟ ينفع تاخدني أوضتي وسريري؟ عايزة أفصل فيهم عن العالم ده كله اللي دخلته برجليا."
فاتن مسكت دراعها: "وهتسيبي جوزك يا همس؟ هتسيبي سيف لوحده؟ بدل ما تقفي جنبه وسط أزمته بتهربي؟"
همس عيطت وما ردتش، أبوها اللي رد: "خلينا ناخذها بيتنا طالما هي عايزة تروح."
فاتن باعتراض: "هي بتهرب يا خاطر."
خاطر بتفهم: "عارف، خليها تهرب لحضننا ترتب أفكارها وترجع براحتها، بيت أبوها هيفضل مفتوح لها."
فاتن برفض: "الصح تكون مع جوزها." (بصت لهمس) "هو مش كل اللي حصل في المحكمة كنتي عرفاه؟ وحصل من سيف بسببك يا همس؟ مش كان في حرب مع الدنيا كلها علشان يوصلك؟ دلوقتي انتِ اللي حارب علشانها بتسيبيه؟ ولا علشان حكاية البت اللي اسمها جيسي دي ولا اسمها إيه؟ أكيد كدب مصدقش عن سيف كل الهبل اللي قالته."
همس عيطت بزيادة وغمضت عنيها وفكرت لو قالتلهم إنه مش جوزها هو بس اغتصبها وحبسها واتخلى عنها، هيعملوا إيه؟
انتبهت على أبوها: "بصي يا همس، كل اللي اتقال عن سيف الواحد ما يصدقش حرف منه، بس طالما انتِ عايزة تهربي من كل ده وتيجي بيت أبوكِ، فبيت أبوكِ مفتوح."
فاتن بصت لنادر ابنها: "الغدا محطوط بره ليه؟ ما اتغديتوش؟ وليه بتأكلوا همس فاكهة؟ ما تغدوها معاكم؟"
محدش فيهم رد وهي نقلت نظراتها بينهم بحيرة، بعدها بصت لهمس: "ليه مش بتتغدي معاهم؟ مخبيين إيه عني؟"
همس عيطت بزيادة ورمت نفسها في حضن أمها اللي ضمتها وبصت لابنها: "أختك مالها يا نادر؟ انطق!"
نادر اتنهد باستسلام: "ملهاش يا أمي هي بس... حامل."
الخبر نزل عليهم صدمهم وخاطر علق: "هو وعدني إنه... إزاي يخلى بوعده معايا؟"
همس دفاعًا: "هو مالوش ذنب، أخدني للدكتورة وكتبتلي برشام، أنا اللي كنت بطنشه، هو مالوش دعوة."
خاطر بصلها بحيرة: "ولما هو مالوش دعوة وهو حبيبك، ليه بتهربي منه وتتخلي عنه في أزمته؟"
همس عيطت: "علشان أنا أضعف من إني أقف جنبه وأدعمه."
خاطر شدها وقفها: "انتِ مش ضعيفة وأنا مربتش عيال ضعيفة، محتاجة تبعدي شوية ترتبي أفكارك نبعد، لكن هترجعي وتقفي وتواجهي." (كمل فجأة) "إلا لو انتِ شايفة إن جوزك ما يستاهلش تقفي جنبه، فدي حاجة تانية يا همس."
الكل بصله بذهول، بعدها بصوا لهمس اللي فضلت مكانها ساكتة. فاتن قربت منها: "همس، هي البت اللي ظهرت في المحكمة دي لها علاقة بجوزك؟ علشان كده انتِ زعلانة منه؟"
همس رفعت وشها لأمها: "كانت معاه بره لكن بتتبلى عليه، سيف مالوش علاقة بحد غيري."
فاتن اتنهدت بارتياح: "وقعتي قلبي يا شيخة، خوفت يكون كلامها صح وعلشان كده انتِ زعلانة منه." (فجأة سألتها) "مين يعرف إنك حامل؟ جوزك يعرف وأهله؟"
ردت بحزن: "جوزي يعرف، بس لسه مقولناش لأي حد."
خاطر قعد جنبها: "ليه يا همس استعجلتي الحمل يا بنتي؟ يعني وسط كل اللي انتو فيه شايفة إن ده وقت حمل؟"
فاتن اتدخلت: "ما خلاص بقى يا خاطر، الحمل حصل وخلاص، هتفضل تقطم فيها لإمتى؟ يلا قومي كلي لقمة صغيرة حتى لو مالكيش نفس، اغصبي نفسك. يلا يا حبيبتي."
همس برفض: "ممكن نمشي ونروح بيتنا؟ علشان خاطري، بابا خلينا نروح بيتنا يومين بس ونرجع، عايزة أرجع بيتي وأوضتي وحياتي القديمة."
خاطر ضمها: "هاخدك حاضر، بس حياتك القديمة يا همس انتهت بارتباطك بسيف، معدش ينفع ترجعي ولا هتقدري ترجعي، ومع حملك فانتِ خلاص ربطتي نفسك مدى الحياة بسيف الصياد. يلا بينا."

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن