ّعاصفة الهوى (٧٣)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
# شيموووسبيدو، بعد ما سمع كلام عز، مكنش عارف هل السؤال ده بجد ولا هو فعلًا عنده علم بتعب همس؟ وقف محتار، مش عارف يجاوب، فعز قرب منه:
يا ابني مالك ساكت ليه كده؟ بقولك عرفت بتعب همس ولا لأ؟ أنا لسه قافل مع والدها وقالي إنهم في المستشفى.
عز سكت لحظة، وبعدها علّق باستيعاب:
انت لو مش عارف، جاي الصبح في حاجة حصلت؟ المصنع حصل فيه حاجة ولا الشركة؟
سبيدو بسرعة:
لا لا يا عمي، الحمد لله كل حاجة بخير. - أضاف بحرج - أنا بس كنت مواعد آية نفطر مع بعض، آسف يا عمي بس...
قاطعه عز بأسف حقيقي:
بتتأسف على إيه يا ابني؟ انت يدوب لسه مرتبط انت وآية، ومن أقل حقوقكم تفرحوا بارتباطكم ده، فلو حد المفروض يتأسف، فأكيد مش انت.
سبيدو بتأثر:
يا عمي حضرتك بتقول إيه بس؟ سيف أخويا بعيد عن آية وارتباطي بيها، المهم، تحب تعمل إيه حضرتك دلوقتي؟ عايز تروحله؟
عز بحرج:
هبلّغ نصر وأروح...
قاطعه سبيدو بسرعة:
والله عيب يا عمي أكون موجود وتقولي أبلغ نصر، حضرتك اطلع جهّز وهتروح أنا وانت نطمن عليهم ونقف جنبه، وربنا بإذن الله هيقومها بالسلامة.
طلعت سلوى اللي سمعت آخر جملة، فعلّقت باستغراب:
مين هي اللي تقوم بالسلامة؟ مين تعبان؟
عز جاوبها بزعل:
همس تعبت، وسيف خدها المستشفى.
سلوى شهقت:
البيبي حصله حاجة؟ طمّني يا عز!
سبيدو اتضايق إن حماته اهتمت بالبيبي أكتر من اهتمامها بتعب همس، آه حفيدها، بس برضه المفروض تهتم أكتر بصحة همس. بص لعز اللي جاوبها:
ما نزلش الحمد لله، بس الدكتورة متخوفة وحجزتها.
سلوى اقترحت:
خلينا يا عز نجيبها هنا جنبنا ونهتم بيها، همس مجنونة لسفرها بالشكل ده وشحططة ابني معاها بالشكل ده.عواطف طلعت لآية بتصحيها، فتحت عينيها بكسل:
بتصحيني ليه يا عواطف دلوقتي؟ سيبيني شوية كمان.
عواطف مبتسمة:
جوزك تحت، هو اللي بعتني أصحيكِ.
آية فتحت عينيها على آخرهم:
بتتكلمي بجد ولا بتشتغليني؟
عواطف ضحكت:
هشتغلك ليه؟ هو يدوب واصل وقال هتفطروا مع بعض.
آية قامت بسرعة وهتطلع من الأوضة، بس عواطف وقفتها:
انتِ طالعة بالترنج؟ غيري هدومك الأول.
آية برفض:
أسلم عليه الأول وبعدها أطلع أغيّر.
نزلت جري، قابلت سلوى في وشها اللي مسكتها من دراعها:
انتِ عارفة إن سبيدو هنا؟ إزاي نازلة بلبس البيت كده؟
آية ببساطة:
علشان سبيدو جوزي، مش حد غريب، بعد إذنك.
شدت دراعها وراحت لعنده، وأول ما شافته رمت نفسها في حضنه كأنه غايب من سنين، مش من كام ساعة سايبها. حضنها ورفعها من على الأرض وهو عنده نفس الإحساس ده، همس لها أخيرًا:
وحشتيني، أنا مش عارف أنا كنت عايش إزاي أصلًا من غيرك؟
ابتسمت وعلّقت:
فعلًا تحس إننا مكنّاش عايشين.
نزلت على رجليها بس إيديها حوالين رقبته:
هنطلع نفطر أنا وانت بره؟
ابتسم بأسف:
لأ، للأسف يا روحي.
بصتله بصدمة:
ليه؟ طيب انت جاي ليه لو مش علشان نفطر مع بعض؟
وضّحلها اللي حصل، وهي اتفاجئت:
أنا هاجي معاكم، هطلع أغيّر هدومي وآجي معاكم.
سبيدو مسك دراعها قبل ما تتحرك:
حبيبتي، بلاش انتِ، خليكِ في الشركة مكان أخوكِ بما إن والدك رايح وسيف مش موجود، فانتِ تسدي مكانهم، وهطمنك بالفون أول بأول، اتفقنا يا روحي؟
وافقت على مضض، بس هو عنده حق. أخدها في حضنه وهي استكانت بين إيديه، وبعدت نفسها عنه ومسكت إيده لإنهم واقفين في نص الريسبشن، أخدته بعيد عن المدخل وقعدوا الاتنين جنب بعض:
هتيجي على طول ولا هتعمل إيه؟ يعني لو بابا وماما قعدوا، انت هتعمل إيه؟
جاوبها وهو بيلعب في خصلات شعرها:
هارجع أكيد، علشان المصنع كمان فيه طلبية جاية لي في الجمارك وعايز أروح استلمها.
ابتسمت وقربت منه أكتر وبدلع:
أروح استلمهالك أنا؟ أنا بقيت خبيرة في تخليص الطلبيات من الجمارك وبدأت أعرف الناس هناك وأتعامل معاهم.
داعب خدها بحب:
مش هينفع يا روحي.
بعدت عنه بغضب:
ليه إن شاء الله؟ مش واثق فيا؟
شدها عليه تاني:
الموضوع مالوش علاقة بالثقة يا قلبي، بس هتروحي الجمارك تقوليلهم إيه؟ أنا مراته، افرجولي عن طلبيته بالحب؟
كشرت بغيظ لإنها مفكرتش بالشكل ده، وهو ابتسم ومسك وشها وباس خدودها:
ما تكشريش يا روحي، لو تحبي أخلي الأستاذ إمام المحامي يعملك شريكة معايا في المعرض بحيث تبقي معايا في كل حاجة، إيه رأيك؟
فرحت بعرضه:
انت بتتكلم بجد؟
رفع دقنها تواجهه:
طبعًا، أنا عندي كام آية؟
بصت لعينيه كتير، ونظراتها كلها حب:
أنا بحبك أوي، بس مش محتاجة تاخد خطوة زي دي معايا، المعرض بتاعك وهوايتك المفضلة، بس عرضك يعنيلي كتير أوي، حبيبي، ربنا يخليك ليا دايمًا.
قرب من شفايفها، عايز يلمسهم، بيحلم بيهم من بعد ما سابها بالليل وهو بيتخيل نفسه بيلمسهم من تاني، ومش عارف إزاي بيقدر يبعد عنها، ولا إزاي يعرف يستغنى عن شفايفها.
آية قلبها بيدق بسرعة، أصلًا طول الليل بتحلم يقرب منها تاني، وبتتمنى لو في فرصة تشبع من قربه منها.
غمضت عينيها منتظرة لمسة شفايفه ليها.
اندمجوا الاتنين مع بعض، وغابوا عن العالم حواليهم، لحد ما سمعوا صوت عز:
هتيجي معانا يا أمي؟
هوليا ردت بسرعة:
طبعًا هروح لحفيدي.
سبيدو وقف بسرعة متوتر، وشد آية وقفها، بص لوشها وبإيده بيلمس شفايفها وهمسلها:
اطلعي انتِ ارتاحي شوية قبل ما تنزلي الشركة.
وافقت بدماغها، بس قبل ما تبعد، رجعت مسكت ياقة قميصه:
هشوفك تاني إمتى؟
مسك إيدها من على قميصه، باسها بخفة:
أول ما أرجع بإذن الله هجيلك مكان ما انتِ موجودة.
نزل عز وراه سلوى اللي علّقت:
انتو لسه هنا؟
عز هو اللي رد عنهم:
هيروحوا فين؟ سبيدو هيوصلنا، وآية هتطلع على الشركة، صح يا روحي؟
آية ابتسمت لأبوها:
صح، بس كنت عايزة آجي معاكم، سبيدو قالي خليكِ بالشركة مكانكم.
عز ابتسم:
وهو ده عين العقل، وإحنا هنكلمك ونطمنك يا روحي.
عز لف دراعه حواليها بحب:
ربنا ما يحرمني منكم أبدًا.
نزلت هوليا:
أنا جاهزة أهو، يلا.
خرجوا كلهم، وسلوى سألت:
هنروح بعربيتنا، صح؟
سبيدو علّق بلباقة:
لا، هنروح بعربيتي، اتفضلوا.
سلوى وقفت قدام عربيته وعلّقت باستنكار:
عربيتك "تسلا"؟
سبيدو بصّ لها باستغراب:
آه، ليه؟
سلوى معلّقتش، بس مكنتش متخيّلة إنه معاه عربية بالشكل ده وبالسعر ده، ما تخيلتوش غني للدرجة دي.
سبيدو فتح لها الباب:
مالها التسلا؟ مش عاجبة حضرتك، أغيّرها؟
حسّت إنه بيتريق عليها، فردّت تضايقه:
لا، بس ما تخيلتكش معاك عربية بالسعر ده؟
ضحك بصوت عالي وعلّق:
أنا لعبتي العربيات، إزاي ما تخيلتيش معايا عربية بالشكل ده؟ تعرفي إن عربية ابنك البوجاتي أنا اللي جايبها له؟ - قرب وشه منها - العربيات بكل أنواعها لعبتي، ابقى نوريني في المعرض عندي أي وقت وشوفيه.
سلوى دخلت مكانها:
هبقى آجي أكيد، خلينا نطمن الأول على حفيدي.
هوليا صححت:
نطمن على همس الأول، وابنك، مش حفيدك، وبعدين ممكن تكون حفيدتك، مين قالك إنه ولد؟
عز شاور لسبيدو:
يلا يا ابني، دول مش هيخلصوا، إحنا طريقنا طويل بيهم، يلا.

أنت تقرأ
عاصفة الهوى
Romanceعاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطالها الرواية حصريه و ممنوع نشرها او نقلها في اي جروب بقلمي : الشيماء محمد أحمد #شيموووو