الفصل الخامس والسبعون (هذا كان الحبيب)

75 10 0
                                    

"الفصل الخامس والسبعون"
_حرب الأعداء_

__________________

إذا ما كنتَ مُفْتَخِرًا فَفَاخِرْ،
بِبَيْتٍ مِثْلِ بَيْتِ بَنِي سَدُوسَا،

بَبَيْتٍ تَبْصُرُ الرُّؤُسَاءُ فِيْهِ،
قِيَامًا لا تُنَازَعُ أو جُلُوسَا،

هُمُ أَيْسَارُ لُقْمَانِ بنِ عَادٍ،
إذا ما أُجْمَدَ الماءُ القَرِيسُ.

_امرؤ القيس.

___________________

لا تُراهن على صبر الأسد فلا تعلم في أيُ دقيقة سيُهاجمك..
الصبر لا يطول كثيرًا، فللصبر حدود، وإن أنتظر الأسد اليوم فالغد لن ينتظر كثيرًا وسيفقد السيطرة على نفسه ويهجُم على فريسته لإفتراسها فإن صمت اليوم فلن يصمت الغد وسيُعلن عن نصره أمام مملكته..

<"وإن شيبت رأس الفتىٰ،
فلا تشيبُ روحه المرِّحة.">

العُمر ليس مقياسًا للتعبير عن النضجُ..
فإن كان المرء في مقتبل العُمر تجد فِكرُه واسع، هذا العُمر كان مجرد رقمٌ لا أهميةَ لهُ، فالنضجُ ليس بمقياس العُمر مثلما يعتقد البعض، إنما هو فِكرٌ ووعيٌ كامل، فإن شيبت رأس الفتىٰ، فلا تشيبُ روحه المرٍّحة..

ولثانِ مرَّة يبتعد "ليل" مُسرعًا عن "روز" وكأن أحدهم قد أمْسَكَهُ بالجُرمِ المشهود ليس وكأنهُ الآن برِفقة زوجتهِ، إزدادت خَفقات قلب "ليل" إثر زُعرُه مِنْ ولوج "مُـعاذ" المُفاجئ الذي مازال يُعَكِر صَفوه حينما يجتمع مع زوجتهِ بعيدًا عن موضعهم، ابْتَلَعَ غُصَّتهِ بتروٍ ومسح بكفه الأيمن على وجهه مُحاولًا تمَالُك نفسُه، فيما كانت "روز" لا تَقِلُ عنهُ شيئًا بعد أن داهَمَها "مُـعاذ" وأفْسَدَ لَذَّة تلك اللحظة التي أصبحت نادرًا حدوثها..

تعالت ضحكات "مُـعاذ" ترن في أرجاء الغُرفة بعد أن رأى حالة والديه وخجل والدته خصيصًا برغم أنها متزوجة ولكنها مازالت تخجل، وبعد هُنَيْهة تمالَك "ليل" نفسُه قبل أن يصرُخ بهِ ويُعنفهُ لينظر لهُ نظرةٍ حادة يكسوها الغضب تجاهه ليَّكسِر حِدَّة هذا الصمت حينما قال بنبرةٍ حادة:

_وبعدين معاك يا "مُـعاذ" يعني؟ هتبطَّل تعمل الحركات دي أمتى بجد مش معقول كدا يعني !!.

عاد "مُـعاذ" يضحك وهو يشعُر بالسعادة حينما قام بكشف والدهُ للمرَّةِ الثانية على التوالي ليُجاوبهُ بنبرةٍ ضاحكة قائلًا:

_كان نفسي أبطَّل واللهِ بس مش عارف، مبقدرش مقفشكش يا حجوج واللهِ بحِّس بالسعادة وأنا بخُضك كدا كُلّ شوية.

_تصدق وتؤمن بالله، أنتَ مشمتش ريحة التربية، غور ياض شوف بتهبب إيه يَلا.

هكذا جاوبهُ "ليل" بنبرةٍ حادة وهو ينظر لهُ نظرةٍ غاضبة بالطبع فأفعال ولدهُ لا تروقُ إليهِ وفي منظوره يرى هذا تطفُلًا على مساحتهِ الشخصية مع زوجته التي كانت تشعُر بالخجل الشديد في تواجد ولدها وسماعها لحديثه ذاكَ، وفي هذه اللحظة ألقى "ليل" نظرةٌ سريعة عليها ليجدها تغرق في بِحَار خجلها ولذلك لم يحتمل أن يراها هكذا ولذلك نظر إلى ولدِه وقال بنبرةٍ حادة مقتربًا مِنْهُ:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن