اهتم

251 4 0
                                    

و حينما خرجتا الى الباحة الخلفية وقفت منى بسبب رسالة من تسنيم :
تعالي يا منى بسرعة .. وحدكٍ بلا هيام :)
ردت منى : حسناً.
كانت هيام تنظر الى منى بعينين بريئتين; و لعل السبب كان الاضواء الساطعة من عامود الانارة فوقهم مما جعل عينها تدمع و محمومة اللون., تقدمت منى الى حيث هيام , فداعبت أناملها , و ابتسمت ابتسامة صفراء جعلت عيناها تبدوان خطين عريضين ثم قالت بصوت حنون : هيام يبدو انك متعبة .. اذهبي الى الغرفة ., تطأطأ هيام رأسها و ترد بطريقة غير مبالية: لا لستُ بناعسة., تزفر منى: اذهبي يا هيام عني قليلاً .. ارغب بالتنفس ., ترد هيام بتهجم: و هل اخنقك مثلاً ؟! ., تجيب منى و هي تهز شعرها الكستنائي الطويل : نعم , تخنقينني بوجودك ., تصمت هيام عن منى و قد بدا على ملامحها الانزعاج., كأن قلبها انغرز بإبرة ما ., فأستلت بهدوء من عند منى ., عندها شعرت منى بتأنيب الضمير و لكنها ما ارادت ان ترضي هيام الآن ., فذهبت هي الى مبنى تسنيم آخر مبنى الكائن بجانب الحديقة المعتمة ., دخلت منى الى المبنى فشعرت بالألفة من تلك الرائحة العطرة التي تذكرها بالبيت ., كانت الكنبات الوردية منتظمة في الطابق الارضي , و لا توجد غير فتاة ترتدي النظارات تقبع عليها , و كان بين يديها دفتر رسم., قد حاولت منى النظر بطريقة خاطفة على ما رسمته الفتاة فما رأت إلا شاباً عريض المكبين يحمل وردة على ما يبدو بين صدره., ابتسمت منى لنفسها مدعكه لجفنيها , توجهت الى جناح تسنيم, و دخلت الغرفة .

2

كانت هيام تبدو كالتائه فأن قلبها يعصرها بشدة فها هي إبنة عمها و صديقتها المفضلة منى تبدي امتغاضها منها ., لا تستطيع هيام التي تحمل شخصية مفرطة الانتحاب وذات الحساسية الشديدة تقبل هذا., فقد كانت أيام الثانوية تبكي بشدة عندما تحدث مشكلة معها و مع إي من زميلاتها لانها تشعر ان هذا طعن في شخصيتها كما ان الخلافات تشعرها بعدم الامان , و كأن ذلك نهاية العالم بالنسبة إليها ., و قد كانت عند إذن منى تدافع عنها , و تشعرها بالأمان .
قبعت هيام في مبنى 5 على البلكونة , و راحت تبكي بشدة , و قلبها ينتفض و كتفها ينهران, و هي تحاول ان تسد مقلتيها من الدمع ., هنيهة حتى توقفت لان صوتاً جميلاً تماهى الى مسمعها.
انه صوت ناعم جميل ،و له طبقات دافئة و يعود لفتاة حالمة تقبع في الطابق الثاني .، تسآلت هيام عن هذه الفتاة المجهولة فما سمعت قط بأجمل من هذا الصوت .، هنيهة حتى شعرت هيام بخوف و رعدة عندما توقفت الفتاة عن الغناء قائلةً : حمدالله انك توقفتي عن البكاء عزيزتي هيام ، احتضنت هيام ذراعها و راحت تدعك جفنيها و أنفها المستعر ، و هذه حركتها الغريبة التى تفعلها على الدوام .،. عندها حاولت ان تصدر صوتاً و لكنها أخفقت ... تمالكت نفسها و أخذت نفساً عميقاً ثم قامت عن الكرسي و اتجهت ناحية الشرفة .،كان هناك خيط يحمل ورده حمراء مع بطاقة صغيرة .، تعجبت هيام حالما رأته ثم التقطت الجعبة . ، البطاقة مكتوب عليها رقم جوال بقلم كحل ، بدا على هيام السكينة و هي تدخل البطاقة و الوردة في جيب بنطالها ثم همت تزمع للسلالام راجعة الى مبنى 12.

القهوة الموجوعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن