استيقظت منى قرابة 8 و النصف ، فلكزتني على كتفي ، وقالت بنبرة عالية : لقد نمتُ كثيراً ، لماذا لم تيقظيني يا هيام ؟.، قلت لها : ما رغبت ان افسد نومك .، فهتاجت اكثر ، و هي ترتم بكلمات غير مسموعة .. راحت تنتزع عباءتها ثم أخذت إحدى البيجامات من حقيبتها ووضعتها فوق السرير ، ثم رتبت هندامها في الخزانة .، يا لها من نحلة :) !.، و بذلك تكون مرتاحة ضميرياً لتذهب للحمام و تلبس هندامها ، و عندما فرغت من طقوسها ذهبت معها الى الكانتين ، كانت تأمرني ان اربط شعرها الطويل على شكل ذيل حصان .. فكنت افعل ذلك كل يوم نذهب به الى الكانتين .، كان الجو طبيعي و نحن نشق طريقنا شاهدنا فتاة تبكي بجانب شجرة ، وصديقتها تحاول ان تهدهدها .، دخلنا الكانتين فشاهدناه فارغاً الا من مجموعة فتيات .. سحبنا البطاقة الجامعية في الماسح ليزر ثم اخذنا الصينية الزرقاء .، و أخذت النادلة تضع لنا ما نريد
..اخذنا البطاطس و الدجاج ، و فاكهة الأناناس ثم اخترنا عصير التوت .، مديت يدي لسلة الكاتشب و المايونز ، أخذتُ 4 من كل صنف .، ثم جلسنا على اقرب طاولة للبراد الماء .، بدأت منى تأكل بسرعة ، و السبب يكمن بالاختبار الذي سينهكها اليوم .، و بدوري اخذت آاكل بسرعة مثلها ، كي أكوّن انسجاماً متناغماً :)).، وعندما فرغنا من كل شي في الصينية ، توجهنا الى طاولة القهوة و صنعنا كوبين منها ، تحب منى القهوة ان تكون سادة بينما انا اغمرها سكراً ، وإلا سأموت من المرارة :) .، و بما ان منى تحمل كتابها الكالكوس و دفتراً و قلماً منذ بداية قدومنا الى هنا ، ذهبت مباشرة إلى تسنيم ، و انا رحت امشى على استحياء الى مبنى 5.،و قبل ان ادخل الى الداخل ، ارسلتُ رسالة الى الفتاة المجهولة مفادها انٍ سأكون في البلكونة بعد قليل .
تصاعدت نبضات قلبي ، وانا اصعد الدرج ، هذه اول مره اعبر الى البلكونة بغير تشويش و ألم و ماء عين .. فبدا المكان غريباً بعض الشي .، رجلي تهتز و بطني تتقلب و كأن علي جاثم خلف ستائر البلكونة ؟.. اخذتُ اطرق الزجاج بطرقات ضعيفة ، كانت ستائر بيجية مبقعة بالوسخ .، ادركتٌ ان ثمة هناك فتاة سمراء تنظر إلي بطرف الستارة .، تبدو عيناها لامعة .، فَتحت الباب الجرار وزجاجي ، فأستطعت ان ارى شعرها المرفوع الى أعلى .، يا إلهي هل هذه التي أهدتني الوردة الحمراء ! ، او هذه التي تجلس على الكنبة الخضراء أم تلك التي تقبع على الارض ؟.، مسكتني من ذراعي وقالت : انا هند .، ثم اشارت للفتاة الجالسة على الارض و عرفتني عليها : هذه فرح ، و اشارت على اخرى : و هذه سميرة .، وقفت فرح بطريقة فجائية و راحت تحتضنيني بقوة حتى كادت ضلوعي تتحطم :( .. كنت اسمعها تنتحب ، يا إلهي ماذا فعلت بالفتاة لا اعرفها ! .، و لكنني أحببت انها تحبّني :) .، و بينما هي غارقة في بكاءها راحت هند تنتزعها مني .، و تقدمت سميرة وقبلني على وجنتي و قد ادركت انني أصل الى كتفها طولاً ! ..كما كان شعرها طويلاً و داكناً يجمل وجهها الحنطي .، كانت فرح تتمم بكلمات لا افقه منها شيئاً .. و هند تحاول ان تكفكف دموعها .، كانت فرح تمتلك عينان صافيتان بلون الأزرق خلف دموعها .. و بدت رموشها طويلة في وجهها الطفولي الصغير .، أما شعرها فهو بني و يصل إلى كتفيها .
أنت تقرأ
القهوة الموجوعة
Teen Fictionيعشق هيام كأنه إنسان ميت داخلياً دونها ... وهي حياتها كئيبة حد الوجع .. فهل سيتوافق روحها بروحه .. بعدما كشفت الفحوصات ان الزيجة لا تصلح ... فهل يتزوجان رغم ان العالم بآسره ضدهم ؟..