لا تصاحبيها مرة أخرى

42 1 1
                                    

بعد عدة أيام أشعر بغرابة شديدة ، لأن إحساسي بنفسي قد توقف ، أيعقل أن نزيفاً داخلياً قد أصابني ، كل هذا بسبب منى !.، أنا لا اعلم ما قد حدث ، لربما كنت نائمة وسقطتُ على سلالم .. لا أعلم .، يقول أبي أن علياً أصابه حادث متزامناً مع حادثتي .، خفت عليه كثيراً وعلى شعور منى أكثر .، بكيت ..'هل يبكي هابيل على قابيل ؟! .، مسح أبي دموعي وقال : إذ كنتي تحبينه ، سأزوجك إياه .. ثم أشاح نظره إلى الباب وأكمل: ... المهم راحتك وسعادتك .، وسأقف معترضاً أبي إذا جرحك واهانك ، مسكت كفة يد أبي المكسوة بالشعر وقلت : لا أريد .. أنا أبكي من أجل منى ،فهذا أخوها ، كذلك هو ابن عمي وله معزة خاصة .، قال : حسناً .
أريد الرجوع إلى الجامعة يا أبي .
قبلني أبي على رأسي .، وفجأة دخلت عمتي الشيماء وبيدها باقة ورد مُشكلة .. يبدو عليها الأعياء والشحوب .، جلست على سرير وقبلتني واحتضنتني متجاهلة وجود أبي .، ثم دخل عمي عادل وعلي ! .، يديه بها ضمادة ويمشي مع عصا وقد كان شعره مقصوصاً على شكل ستايلي ، وضعت غطاء الاخضر على شعري .، شعرت بخجل شديد ، لماذا يحرجونني هكذا ؟! . : أين منى ؟ قلت بتلعثم .
قال علي بصوت غاضب :لا تصاحبيها مرة أخرى يا هيام .
قلت : حمدلله على سلامتك .
: تقول الممرضة أن معصمك يدل ان أحداً قد رماك.
لمس عمي يد علي الأخرى وقال : لا عليك يا علي ، المشكلة بينهما لا شأن لك ، ومنى أقسمت انها لم تقصد جرح هيام .
ثم نظر إلي وقال : تتفاهمان انتي وهي عندما ترجعين إلى الجامعة ، المهم انك بخير .
قال ابي وهو ينظر إليهم بتعجب : ما الأمر ؟
قالت عمتي : نشبت مشكلة بينهما قبل سقوط هيام .
.. وعندما رحلوا .. صدى كلمات علي تبادرت إلى ذهني ...
لا تصاحبيها مرة أخرى يا هيام !.

القهوة الموجوعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن