القهوة الموجوعة

موناي

شعرت بحرج شديد و انا أسوِّق نفسي الى الداخل ، اشعر باني عاريه من الداخل ، و تعلمون كيف تكون دقات القلب التي تتهاطل كأنها تطرق على طبل ما .، رحت بيدي المرتجفتين أتشبث بحقيبتي ، لربما هذا طبيعي لأننا لم نكن نزرهم منذ تلك الحادثة ، فمن الغريب الشعور بالغرابة في بيت أليف ترعرعنا فيه ! ، و شعرت بالرهبة عندما رأيت لمى الصغيرة ، جاءت إلي و احتضنتني ، كانت رائحتها  كرائحة فراولة ، يا لها من ظريفه ! تشبه منى عندما كانت صغيرة ، ثم ذهبت الى والدتها ، شعرت بحرج شديد ، تقدمت والدة منى ناحيتي فرحت تطوق راحتي على ذراعي ، عندها أنقذتني زوجة والدي بتقبيلها للأم منى ثم ألقت اماني السلام ، و رحت استجمع قوتي كي اسلم عليها بدوري ، بدأت نبضاتهم تتسارع فهمت الي تحتضنيني ملأ صدرها ، فشعرت انها وسادة كبيرة (: .، يا للهول كيف فعلت !، كانت تكرهني ، لابد ان علياً كان محقاً .، ثم قبلتني قبلة على رأسي بأقوى عاطفة لديها .، فجلست مترنحة على الكنبة ذات لون يشبه الشوكولاء الغامقة ، و كان بجانبي محمد الذي يبدو عليه إمارات الدهشة ، فأخذت بأناملي أمسد شعره الحريري البني الذي يتماثل مع شعر منى ، الا ان شعرها كستنائي طويل .، اني اترقب منى بفارغ الصبر فأين هي ؟، و فجأة دخل ضوء من الباب فأنصبت نظري اتجاهه ، و اذ بتسنيم و أمها و اخواتها ، كانت تسنيم جميلة جداً بمكياجها المبالغ فيه ، و قد وضعت بعينيها عدستين ملوتنين ذاتا لون سماوي , هي جميلة بطبيعتها و لكن زينتها أظهرتها اجمل بكثير !، و قد كانت عباءتها ملونه غامقة خضراء ، و قد وضعت قرطين دائرين في أذنيها .. ذهبيان ، و شعرها متوسط الطول يبدو انها صبغته بلون الاشقر و بعض خصلاته غريبة بلون الاخضر ، دائما كانت نظراتها توحي لي انها متكبرة ، و لا سيما عندما تراني و تتحاشاني ، اما والدتها فكانت عادية لا تضع الكثير من الزينة كخالتّي مزون و ام منى ، عندها سلمت علي ببرود ، حتى تسنيم فعلت .، اما اخواتها فكانو كل المرح .، ذبت من فرط الخجل ! اين هي منى ؟.
بعد عشرة دقائق ثقيلة ، تقدمت منى وسلمت على الجميع عداي ): ، لا بأس فهي تعتبرني اختها :) ، كانت رائعة كعادتها ، احبها كثيراً ، أراها اجمل ما في العالم ، لانها دنيتي كلها .، و لكنها آلمتني عندما جلست بجانب تسنيم ، لا اعلم لماذا احقد على كل شخص يسرق ثواني من منى ؟!