معتم

47 1 0
                                    

أهز هيام بكلتي يدي ...
هيامي حبيبتي ما بك ؟!
هيام ... هيام
ادركت ان هيام جسد بلا روح .. تفيض عينيها بالدمع .. وتكسو حمرة وجهها ... أغمضت عينيها ووضعت رأسها في حضني فحتضنتها ... ثم نامت كالملاك .. مرت ثلاث فتيات يحملقن بِنَا من بعيد ويبدو أنهن يتهامسن .. ثم اختفين وما سُمع الا غمغمات ...
خرجت فتاة من المصعد .. خمنت انها منى ليس لان هيام أرتني أيها عندما كنّا نفضفض قبلاً،ولكن لانها خافت عندما رأت هيام في حضني وصعدت المصعد مرة أخرى .، لا اعلم لماذا منى عاملت هيام بتلك القسوة ؟! ... ماذا حدث للتو ... لا اجد له تفسير ؟! .، رحت أداعب شعر هيام الذي بدا رطباً حتى ان جبهتها تتفصد بالعرق ... غطاء رأسها كان يقيد رقبتها .. ففكته بهدوء .. بالطبع ان صالة مبنى 5 في السكن الجديد ليس مكاناً مناسباً للنوم .. وخاصتاً على الارض الباردة .. ولكن ... (اي دونت نوه)
انظر للظلال امام ماكينة الحلويات ... الشمس سحبت أشعتها بروية ... غيرت هيام وضعيتها في حضني ،وأصبحت تهلوس .. بكلمات غير مسموعة .. لكن يا أصدقائي ... انها تهذي بمنى ... :( .
ماذا سأفعل الآن كي أيقظها ونذهب معاً للحافلات ؟!
هههيام ... أصحي.. هيا ..
ماما ..!
ماذا بها هيام تهذي ؟! ماما !
احتضنتها بقوة ثم وقفت .. معها .. بدت ثقيلة جداً .. !
فتحت عينيها ببطء .. وقالت بجملة متقطعة : ف ..رح اين نح.. ن
هيام هيا بسرعة سيرحل الباص عنا ..
مشيت معها في ذلك الطريق المعتم .. حتى بلغت الإستقبال وأنا أتنفس الصعداء .. فساعدتني جزاها الله خير العاملة في إسناد هيام المسكينة :'( .، والحمدلله وصلنا للحافلة .. كادت هيام ان تقع قبل ان نجلس في اول مقعد ... ثم تداعت نوماً على كتفي ! .

القهوة الموجوعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن