صديقة سيئة أنا

103 2 0
                                    

ذهبت منى لحمل حاجياتها من الحافلة، و رحت انا أتشبث بتلابيب عباءتها البيجيه و عندما خرجت رأيت ان وجهها غدا احمراً .. يا للهول لابد انها غاضبة من هذا التصرف فنزعت يدي المرتجفة من عباءتها ثم رحت احضر حقيبتي السفرية البنية .. مسحت الإرجاء ببصري أبحث عن أبي .. لم اعثر عليه . رحت ابحث عن منى التي كادت تسقط من حقيبتها الثقيلة فرحت أساعدها لكنها ابت بحركة من رأسها ممتعضة .. صرخت فيها : اتركيني أحملها .. ردت علي : ارحلي هيام ابوك سياتي الان ، عندها رِن جوالها الذي يقبع في حقيبة اليد الجلدية حينها راحت تتأفف ، قلت لها بصوت خفيض : حبيبتي منى ردي سأتولى حقيبتك هيا !.، عندها راح وجهها يهدىء و ابتعدت عني .، آه يالها من حقيبة ثقيلة ، يا ترى ماذا وضعت بها ؟! لقد كنت نائمة أمساً و لم اشعر بها الا بعد ان ارتدت ملابسها و رتبت أغراضها .. لا اعلم سبب نشاطها الغير مفهوم، وكأن الطائرة سترحل عنها .، المهم انزلت الحقيبة من صندوق الحافلة بصعوبة و رحت أجرها الى منى .، كانت عينا منى حمراوتان لعله نتيجة البكاء .. لا بد انها بكت في الحافلة ياه ! كنت نائمة لم احس الا حين قدومنا ( آه مني .. صديقة سيئة أنا ) .، رحت احاول بسط ذراعيا كي اضمها لكنها دفعتني وقال بلهجة صارمة : والدك لن يقدم .. اخي علي سيأخذنا .، شعرت بتقلب معدتي بشدة ... آه علي اخوها كان سيكون خطيبي لكن الفحوصات كشفت اننا لا نستطيع ان نكون مع بَعضُنَا فلم نكون ، أساساً كان صديقي المفضل منذ الطفولة ، دائماً ما كنّا نلعب مع بَعضُنَا ،و اعلم انه يحبني كثيراً لكنه ليس نصيبي ، المهم لم اره منذ ذلك الحين الذي اكتشفنا اننا لا نستطيع ان نكون .، ( و بكيت كثيراً ) :( .، المهم ماذا سيحدث الان .. اخاف ان انفجر .، مسكت يدّي منى و قلت :انا خائفة .، انزلت منى رأسها وقالت : ماذا هناك؟ لماذا الخوف ؟ .، قلت: لا اعلم بطني تتقلب .، لامست اشفاقا من عينيها عندما بدأت تعانقني .، استطعت ان ارى علي خلفها .. ارتعدت ، انه وسيم جداً .. اللعنة ماذا سأفعل ؟! ، قال : افتقدك يا هيام !.، شعرت قلبي يفور ألماً .، كانت عيناه حمراوتان مما زاد من جمالها ، شعره الطويل المتدلي الى كتفيه( أطول من شعري :) ، و الزغب فوق شفتيه أحبه ، لديه قسمات لا تنسى ، آه لو يقص شعره فقط ، كان يرتدي قميصاً اخضر و فاقع عار الأكمام مما اظهر عضلاته المفتولة قليلاً اما الاسفل من جسده كان بنطال قصير أسود ، و كان ثمة قبعة صفراء فوق رأسه مكتوب عليها i dont care .، التفت منى لآخيها و راحت تقبله على وجنتيه .، ثم تقدم علي ناحيتي فابتعدت عنه احمل حقيبتي .، قال : هيام اتركي الحقيبة ، لم ارفع بصري اليه فراح يرفع ذقني عندها شعرت برعشة .، رأيت عينيه بشكل أوضح ، اشعر اني ساسقط .. مسك يدي و قال بصوت حزين : اشتقت إليك كثيرا .. افتقدك .، ثم أخذ حقيبتي و تبعه بحقيبة منى و وضعها بصندوق السيارة .، رحت اركب على المقعد الخلفي ، التفتت منى الي من المقعد الأمامي قائلا : ما كان ذاك ؟ ، أجبتها ثملة من الحياء : لا ادري .، هنيهة حتى دلف علي السيارة و قاد ، كان يتمعنني بالمرآة الأمامية فغيرت مكاني ، و عندما بدأ علي يتحدث ، و تجنباً للحرج رحت اخرج هاتفي , و اضع سماعات الاذن ، مشغلة أغنية حزينة .، شعرت بتأنيب الضمير :( .،انا احبه كثيرا ولكن لا اعشقه .. في معظم الأحيان احس اني أحب منى اكثر من اي شي .، بعد دقائق صعبة وصلنا الى بيتنا ، راح علي يحمل حقيبتي و يقول مبتسماً : حقيبتك اخف من حقيبة منى .، أخذت الحقيبة مبادره أجرها جراً الى الداخل .، قال علي : انتظري هيامي، تعالي لمنزلنا غداً فأمي مشتاقة إليك ، لا اصدق هذا ، دخلت بسرعة حتى يغرب عني .

القهوة الموجوعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن