القهوة الموجوعة

بيتزا

3

صدرت أصوات من معدة هيام بينما هي تشق طريقها الى المبنى فخطرت لها ان تطلب بيتزا كي تراضي منى على الرغم ان منى هي المخطئة .، فقامت هيام تّركب رقم المطعم .. صدرت موسيقى من الجوال للانتظار ثم رد عليها رجل صوته خشن : اهلًا و سهلا ، هل صاحبة رقم منطقة مرخانية عشارج ؟ .. ردت هيام بصوت غير واثق : نعم .، هيام كانت دائماً هكذا مترددة بسبب انطوائيتها .، حسنا ما هو طلبك ؟.. آنسة عفراء صحيح ؟ ..، ردت هيام : نعم .. اريد بيزا متوسطة فقط .، كانت هيام تكذب باسمها وهذا ما يفعله البعض ، و لا ندري السبب ذلك .، شئ آخر ؟ حلويات .. عصائر ؟ يوجد وجبة جديدة لذيذة ، قاطعته هيام : لا . ، حسنا بعد عشرون دقيقة .، اغلقت هيام الهاتف بسرعة .، ثم راحت تركب السلالم بوهن .. كانت أمامها فتاة سمراء مدهوشة من الوردة في جيبها .، فخجلت هيام ، فانه لابد ان تنتشر الإشعاعات ..ستغضب منى لا محاله .. و لكن لا بأس فأنا أحبها كثيراً يجب ان تعرف ذلك، هذا ما دار في خلد هيام .، و بعدما وضعت الورده تحت وسادة منى ذهبت للوضوء لتؤدي صلاة العشاء .
، و بعدما رجعت تعجبت ان منى هاتفتها مرة ، فتجاهلت هيام المكالمة بصعوبة و راحت تصلي ، وقد كانت آنذاك ساهمة .، لبست عباءتها و ذهبت الى البوابة على الرغم ان الطلبية لم تصل بعد ، و لم تنس محفظتها الجلدية السوداء التي تحمل بها مئة درهم فقط على عكس من منى التي يعطيها والدها خمسمئة كل أسبوع .، أجالت هيام ببصرها على الاضواء الملونة التي تزين الشجيرات المصفوفة على رصيف شارع الباصات الذي يطلق عليه اسم شارع الحب للسبب مجهول .، فشعرت بدوخة لأن بصرها أولاً : ليس ستة على ستة بل ثلاثة على ستة .، ثانياً : نست نظراتها ذوات الإطار الأسود في المنزل ، ثالثاً : لا تحب ان تشاهد شيء :).، ملكتها الرغبة في الجلوس فقبعت على الرصيف بجانب شجيرة، و عندما تمعنت النظر على الزهيرات الشبه مزيفة ؛لانها لم تنبت من تلقاء نفسها ،شاهدت انها ورود حمراء بإستثناء واحدة الأحده بيضاء فتذكرت منى, وقالت بإعجاب : إن هذه تشبه منى كثيراً .، و بعد خمس دقائق شعرت بالسآمة فأخذت تدّون رقم الفتاة المجهولة من البطاقة الى هاتفها النقال الأيفون 5 ثم سجلتها بإسم بلكونة مبنى 5 .,و ما لبث ان ظهر على الشاشة ان السائق قد وصل بالطلبيه . ، أخذت هيام الكيس و راحت تمشي بلا هدى إلى المبنى .