أبي

57 1 0
                                    

حان وقت الرجوع الى البيت ، و ما أردت الذهاب عن منى حتى لو كنت سأراها غداً في الحافلة ، و ستجلس بجانبي ! .، ذراعي منهارة ، راسي يؤلمني بشدة ، مسكت تلابيب فستان منى الأرجواني فغضبت و همست بإنزعاج : هيام كفي عن هذه الحركات قليلاً ! لن اطير عنك .. لن اموت ! .، تشبثت بها اكثر خائفة ، فقامت عني بانزعاج هائج الذي بدا بوجهها المتهجم الأحمر .، قالت زوجة والدي مزون : هيا يا هيام والدك في الخارج .، ذهبت الى الباب الكبير الذي يتوسط الصالة بتثاقل ، دخلت الى السيارة و قد كان ابي خلف المقود .. ذراعيه ترتجفان و ووجه زهري ..عينيه ، يا للهول لابد انه بكى ، انا خائفة اذ ما اخبره علي انه قبلني !. لا مستحيل ، لا يعقل o-: ، ابي حبيبي لا أحب ان يكون حزيناً أبداً ، صرخ ابي على اماني لانها تأخرت ، ثم قال لمزون : لن نأتي مرة اخرى الى هنا . ، فصمت مزون لانها تدري ان ابي حليم و عندما يغضب يقتلع قشور الشخص الذي أمامه كلها .، ( لا تحدث حليماً عند الغضب ).، ثم ادار مشغل السيارة و انطلق بسرعة .، و حينما وصلنا الى إشارة المرور انفجرت قنبلة ابي ... تخيلي يا مزون ان عادلاً يريد مني ان ازوجها لعلي سنة ثم يطلقها .. تخيلي .. اين عقله ! .. انها ابنتي .. أحب الناس إلي .. كيف يريدني ان ان .. آه ، انهم يريدوني ان ارضى ان يتكرر الغلط في عائلتنا ، عندما تزوجت والدتها و طلتقها .. أليس للمرأة مشاعر ؟! ، و حين سيطلقها يريدون تزويجه تسنيم .. ليكتب لابنتي لقب متطلقة في هذا العمر الصغير .، لن اسمح بهذا لو تطلب الامر موتي ، سأزوج أبنتي لافضل من علي و سيرون .، لو كان يحبها فعلاً لتركها لكي تعيش الأفضل ، الذي يحب يضحي بالعلاقة برمتها كي يتسنى لمحبوبته الأفضل ، و بالطبع نزلت دموعي رغماً عني فرحت اشاهد الشوارع و الانارات التي باتت مشوهة إثر ماء عيني كما كانت إنارات المركبات .، تمنيت ان نصل بسرعة و اغرق رأسي بالوسادة و أنام .، كانت اماني تجلس بقربي ، و بطريقة مسحية تنظر الي من أعلاي حتى أخمص قدمي ، وكأنها تقول : ما الذي يعجبه علي فيها؟! صدرها صغير و جسمها نحيل و شعرها قصير .، و بلا وعي مني نمت .

القهوة الموجوعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن