يبدو ان فرح ذهبت الى غرفتها ، فتفرغت هند لي ، بدأت تسألني عن نفسي و ما شابهه .، و لكنني ما زلت اشعر بالريبة ؛ فبكاء فرح و حضنها لي ، حتى منى يحال ان تفعل هذا لي ، لان فرح بدت لي ان عشقاً دفيناً في صدرها حيالي .، اقتربت سميرة و جلست في الأسفل بجانبي .، بينما كانت هند تقبع أمامنا ، قلت لهند : انا احاول ان افهم الموقف ، ولكن لا أستطيع .، مسكت هند تلابيب قميصها العنابي فعرفتُ انها رياضية مثلي من شعار اديداس اورجينال :) .، ثم بدت تنظر إلى سميرة التي كانت تحاول ان تحكي شيئاً بعينيها لهند .، بدأت ألاحظ الاختلاف بين الأثنتين فسميرة ترتدي فستان بشق جانبي زيتوني اللون .، هنيهة وضعت سميرة أناملها الرفيعة على كتفي و قالت : هل يمكنك ان تكوني صديقةً لفرح ؟.، لم أتمالك نفسي و حتى من فرط حياءي ابتسمت و ضحكتُ ملأ شدقي .، ملامح هند بدأت تنكشر ، ففهمت انها انزعجت ، فقلت : انا لا اعرف من تكونون ؟ ، و لا كيف تعرفونني ؟، و لا حتى كيف تحبّني فرح ؟! و لكنني أستطيع ان أكون صديقةً لها ، لٍما لا ؟! ، ولكنني اريد ان استوعب الشئ أولاً .، ردت هند : بالطبع فهذا من حقك ، و لكننا لا نعلم لماذا تحبك فرح بتلك الدرجة الجنونية ، لقد جلسنا معها وتحدثنا ، و لكنها أبت ان تقول ، و نحن لا نعرفها حقّ المعرفة لأننا تعرّفنا عليها في السكن ؛و ذلك لأنها في غرفتنا ، فقط علاقتنا سطحية معها ، و هي كانت دائماً تحدثنا عنك ، فأنتي دائمة البكاء ، تجلسين في البلكونة الطابق الأول و تنتحبين .، لربما اشفقت عليك و تحركت عواطفها حيالك .، غضبت من كلامها و قلت : انا لا اريد ان يشفق علي احد ، قالت سميرة : نحن نفترضُ يا هيام .، هند : على كلن عندما ستكونينً صديقتها ستعرفين كل شئ .، برد غضبي و قلت : حسناً .، ثم رحنا ندردش و تعرفت عليهما عن قرب .، و عندما أصبحت الساعة 12 رجعت إلى غرفتي ، و صُدمت ؛ لان منى ليست موجودة ، فرحت أكمل كتاب مزرعة الحيوان .. اقتل الوقت انتظاراً لها .، دائماً يُقال ان الانطباع الاول هو الغالب ، كان انطباعي جيد عن سميرة و هند ، ولكن فرح لا اعرف ، اشعر بالغرابة و الألفة كذلك !، على كلن عندما يحبني الغرباء أُسعد كثيراً ؛ لان من وجهة نظري ، ان الذي لا يعرفك و يحبك سيتعلق بك كثيراً ، و لن يتركك وحدك ... تنام وحدك اليوم كمنى :( ، اين هي ؟ لقد تأخر الوقت كثيراً .. لن أستطيع النوم ، امزح ولكنني أؤمن ان التعلق ينشأ عن الأشخاص الطيبين الذين رأيناهم في حياتنا ، و الصفات التي نريدها بالاشخاص المقربين منّا ، ولكنها غير موجودة ، فنحب شخصاً ما لا للسبب .، فمثلاً عندما كنت صغيرة كرهت منى في البداية ، أساساً كنت مع علي كثيراً للدرجة شديدة ، و منى تغار كثيراً فتعلقي بأخيها اكثر منها :) .، و عندما كبرنا تغير كل شىء ،و كانني رأيت فيها أمي التي تركتني ، كانت تهتم و تهديني الحب و الحنان ، لقد ملأت الفراغ الاحتياجي بداخلي فأحببتها كثيراً للدرجة اذ ما ارادت عيني أعطيتها بلا تردد :'( .، وفي معظم الأحيان أمارس الرياضة فقط لكيلا أفكر بأمي ، اني اشعر بالسوء في داخلي لأنها تركتني نتيجة تصرفاتي السيئة ، علاوة على ذلك كنت اقرأ كتب تطوير الذات للأصلح من نفسي كيلا تركتني منى كذلك ، وتصرفاتي بدأت تتحسن ، و لكن هل تكفي ؟! ، ... اتصلت لها .. لم تجب ، فتداعيت انهاكاً و نمت .
أنت تقرأ
القهوة الموجوعة
Teen Fictionيعشق هيام كأنه إنسان ميت داخلياً دونها ... وهي حياتها كئيبة حد الوجع .. فهل سيتوافق روحها بروحه .. بعدما كشفت الفحوصات ان الزيجة لا تصلح ... فهل يتزوجان رغم ان العالم بآسره ضدهم ؟..