التعلق المرضي

62 1 0
                                    

مدة بقاءنا في الحافلة لم نتبس ببنت الشفا .. حاولت أن لا اتذكر غياهب الذكرى وأسترها بالنسيان .، ووجدت معذبتي من النافذة مفراً وتصدياً لي .، اما عن الأفضل في الأمر انه عندما نكون مع الذين نحبهم حتى ولو لم يكن متبادلاً ذلك الحب هو عدم التفكير بهم لأننا نراهم بجانبنا فلا نقلق عليهم وبالمقابل غيابهم يجعلنا نتخيلهم فنكون نعيشهم ..لا نعيشنا !.، كنت أريد أن أضع رأسي على كتفها ولكن هيهات فالأمر سيان الآن.، سمعت إحدى البنات تتحدث عن خطوبتها وكان فحوى الموضوع أنها ما أخبرت صديقاتها فغضبن عليها ، فلقد أشعرتهن أنهن حسودات وحقودات !.. وما لبثت المحادثة حتى أصبحت مجرد غمغمات لم استطع معرفة المزيد منها ،. تذكرت علي وقبلته المحرجة ثم أستطردت الفكرة ،وحاولت الاختلاس على قسمات منى الغاضبة .. يا لها من عديمة إحساس .. أنا المظلومة هنا ، تمنيت لو أنها مثل علي .. لا يشعرني اني إنسانة سيئة بتاتاً ، هو صحيح أنه يشعرني بتأنيب الضمير دون قصد منه ،ولكنه لا يزال ماضٍ جميل .

عينيه الواسعتين وكأن الصهد المحمر يشع منهما ، وهذا أكثر ما أتذكره .، كما أنني أتمنى أن يتزوج ويحب أخرى وينساني .. لأنني أحبه !.، وأحب أبي كذلك ، لهذا عليه أن يخرجني من عقله كيلا يتنازع مع والدي وجدي الذي لا يطيقني .، أما عن موضوع الأبناء فهذا أمر مهم كذلك ، فأنا أريد التزوج بشخص انجب معه أطفالاً سليمين .، كل الأمور ضد علي حتى أنا ، وأقسم بالله اني لأحبه ولكن ليس لدرجة شديدة أُحزن بها أبي وأضحي فيها بأولادي المستقبلين ونفسي .، قطار أفكاري وصل إلى ما قاله أبي سابقاً: (( لو كان يحبها فعلاً لتركها لكي تعيش الأفضل ، لربما حبي لعلي أكبر من حبه المسمى بالتعلق المرضي ! :( .

القهوة الموجوعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن