القهوة الموجوعة

موافقة بدون حكم قوي

مسكتني منى من تلابيب كندورتي وقالت : إلى أين ذاهب ؟
صرخت عليها : ابتعدي أنا لا أكلمك.
تركتني وقالت : سترى يا علي !.
تجاهلتها كلياً فلن تستطيع فعل شيء ،
ركبت سيارة الرنج الجديدة عوضاً عن تلك التي تحطمت في الحادثة ، أشعر ان أثر الحادث مرسخ في جسدي ، فأنا بالكاد أمشي كسائر الناس ، أشعر بحروق شديدة في أجزاء متفرقة من عظامي وكأن جحيم دنيوية تطوف في دمي ، لم ادرك كيف حللتٌ أمتحاناتي في الفترة السابقة .. كنت استلقي على السرير واسحب كتابي محاولاً التركيز ، وتأتي أمي للعناية بي دائمة حفظها الله .. تدهن جسدي بالمراهم وتعطيني الأدوية المخففة حتى غددت أفضلاً ، والحمدلله نجحت كذلك ؛) وتخريجي غداً .. قولوا آمين أن تكون هيام معي ، لعل وعسى ان يتقبل من أحد منكم الدعاء .، جلست بالقرب من أبي ؛ نظر خلف نظارته المأطرة وقال بصوت أجش : ابني انا فخور بك ، اعلم ان سعادتك اهم شيء .. لكن يجب ان تعرف ان الزواج ليس بسرير فقط إنما أكبر بكثير من ذلك ، ولكي اكون صريحا. .. اعتقد ان هيام لا تناسبك .. ولكنها حياتك فأنا أهاب ان أمنعك منها فتذهب للتزوج اي فتاه لا تستحق ويحترق قلبي ومالي كما حدث لأبو جاسم عندما تزوج فتاة عادية فقط لان والده منعه عن ابنه عمه التي كان يهيم بها ، فهو معترض لان ثمة هناك خلاف حاد بين الأب والعم ، أنا احترم عمك وأقدره فهيام من صلبه وحامله لاسمه ، لست كجدك يحتقرها المسكينة فقط لانها بذرة حب عمك مع ابنه الخادمة ، فإنه يتذكر كيف أحترق قلبه حينما يجول بنظره لهيام .، أومأت برأسي وانا احس ان ثمة هناك كهف من الخوف يعتلي جسدي.