:: الفصل الأول ::

4.6K 162 56
                                    

- مجموعة من ستة -

" بشخصيات و احداث من عالم الخيال تبدأ القصص و الروايات ، نندمج مع عالمهم .. نعيش شخصياتهم .. نشعر بمشاعرهم  كما لو كان واقعاً نحياه !! "
#Sofy_Ali

غزى الأسى قلبي و تدثرت مشاعري بغطاء الحزن .. و رأيت التفاؤل و هو يغلق ابوابه بوجهي ..  لم يكن لجفوني الضعيفة القوى الكافية لتزيل تعبها عن عيناي اللتان تحاولان بجهد إلتقاط بصيص أمل دون جدوى ..

لم يكن من السهل علي تقبل حقيقة الوحدة التي يجب أن اعيشها خلال هذه الفترة من حياتي .. قررت أن اكون اقوى لكن الوحدة صعبة .. و عدم وجود من يواسيك و يفهم مشاعرك أمر ثقيل على القلب .. زملائي من حولي فلم اكن شخصية منطوية منعزلة بل كنت احب التعارف و تكوين الصداقات ..

كلما حاولت أن اتحدث إليهم أو اشكوا لهم وجدتهم غير متفرغين أحياناً .. أو غير متفهمين دائماً .. أياً كان ما كنت اتحدث عنه يرونه كنقص في شخصيتي أو ضعف بها رغم أنني فعلياً لم اكن كذلك !!

كل ما في الأمر أن تراكم الشكاوي بداخلي تزيدني ضعفاً .. لكن كلماتهم المنتقصة اجبرتني على اغلاق فمي و كف حديثي معهم .. شكوايا ظلت حبيسة الأعماق .. ظلت وحدها دون أن يستمع إليها أحد .. و بما أنني غير قادرة على الافراج عنها ..

لا إرادياً كانت احاديثي قد تضائلت بشدة دون أن يدرك من حولي أنهم بكلماتهم زادوا من حزني و وحدتي .. بل هم لم يعرفوني ابداً .. اعتقدوا دائماً أنني تلك التي لا تملك حلولاً لمشاكلها .. رغم أنهم لم يساعدوني قط على حل أي منها !!

لكنهم لم يحتملوا سماعها مني .. يعتقدون أنني انتظر الحلول منهم رغم أنني فعلياً لا اريد سوى مستمع يصغي لي قليلاً !!

هذه حالي منذ انتقلت لدراسة الجامعة في مدينة آخرى بعيدة عن اصدقائي و عائلتي .. افتقدهم بشدة فقد كانوا يعرفونني جيداً .. لا يدعون معرفتي كزملائي الحاليين بل يعرفونني حق المعرفة .. بإمكانهم ادراك مشاعري بمجرد النظر لملامح وجهي !!

كم افتقد وجودهم بحياتي .. افتقد حقيقة كونهم اكثر من عرفني و اشعرني بالانتماء !!

تجول هذه الأحاديث برأسي رغماً عني في لحظات الصمت التي امضيها بجوار زملائي الحاليين .. عدد من طلاب الشعبة التي ادرس بها .. مجموعة من ستة أشخاص .. شبان و فتيات و من بينهم أنا ..

لم يكن لأي منهم معرفة مسبقة بالآخر إلا أنني اكتشفت مؤخراً أنهم مجموعة متراكبة بدأت الصداقة تغزو مشاعرهم عوضاً عن كونهم مجرد رفاق من الشعبة ذاتها .. كعادتهم يلهوون أمامي بمرح .. بينما اجلس بهدوء اراقبهم بتحركاتهم و نزاعاتهم الطفولية حيناً و اعود للقراءة حيناً ..

المقدر لي .. ( الرواية قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن