:: الفصل الرابع ::

1.7K 174 59
                                    

- جلسة فتيات -

" لا شيء أجمل من الصمت حينما تخيب الظنون "
#أثير_عبدالله_النشمي

انهيت اوراقي بأسرع وقت و قد توجهت مباشرةً حيث اقمنا المشروع ، فالأغراض هناك و لا بد من أنهما هناك كذلك ، احياناً اشعر بأن كثرة العدد قد تكون سبب عدم قدرتي على الحديث بأريحية ، ربما أجد الحديث أكثر سهولة إن كنا ثلاثة فقط و سأجد نفسي اتحدث في مواضيع قد تناسبهم !!

وصلت بسرعة و قد وقفت امامها ألتقط أنفاسي المتعبة ، ثم ابتسمت

" من الجيد أننا متفرغات .. فقد كنت اترقب البقاء معاكما لتبادل الاحاديث !! "

ابتسمت بيلا و وقفت

" و نحن كذلك اشتقنا لبقائنا معاً "

مدت يدها لمساعدة سيرافينا على الوقوف و أنا اقف امامهما متعجبة

" ماذا هناك ؟؟ "

اجابتني سيرافينا مباشرة

" نود الذهاب لشراء مأكولات خفيفة "

تعجبت من كلماتها فبإعتقادي ذهاب احداهما فقط كافي !!

لكنني فكرت بطريقة أخرى و تحدثت

" لنذهب ثلاثتنا اذن !! "

حركت بيلا رأسها نفياً و اردفت

" لا يمكنك ، كنا بانتظار من يجلس مع الاغراض الخاصة بالمشروع !! "

زفرت و جلست ففي النهاية هي مجرد وجبات خفيفة و لن يطول الأمر كثيراً حتى عودتهما ، اختفتا عن انظاري و هما تتبادلان أطراف الحديث ..

حركت انظاري لتلك الاغراض و انا ارى بأن تركها هنا ليس بذلك السوء ، فهي لا تحوي شيئاً ذا قيمة كبيرة ، و بما أن هواتفنا المحمولة برفقتنا فلا يوجد ما نخشى عليه !!

زفرت فأنا اعرف أن هذا تفكيري وحدي ، مضى الوقت و لم تعودا !!

اخذت انقل ابصاري بين الساعة الكبيرة المعلقة اعلى الجدار و بين الطريق الذي سلكتاه !!

المكان ليس بذلك البعد ، كما أنها مجرد مأكولات خفيفة !!

أخذ الأمر يثير غيظي ، فأنا و للتو اخبرتهما بمدى رغبتي للبقاء معهما ، ليس من المعقول أن تختفيا هكذا !!

اتصلت عدة مرات على هاتف سيرافينا فهاتف بيلا كان مغلقاً ، لكن دون جدوى ..

تملكني شعور غريب بالحزن ، فالوقت متأخر بالفعل و بالتأكيد لن نبقى هنا لفترة اطول ، كما انني متعبة و اشعر بالنعاس فلا مجال لمرافقتهما لمكان آخر خارج الجامعة ..

تعرفان جيداً أنني اتعب بسرعة و لا امضي الكثير من الوقت في الجامعة و غالباً ما اعود للسكن مباشرةً بعد الدوام بسبب الارهاق .. ندمت على حماستي .. يبدو أنني الوحيدة التي كانت تترقب محادثتهما !!

غلب الحزن على مشاعري .. لم اكن غاضبة من كوني ارافق الأغراض وحيدة ، و اذهب احياناً لشراء المأكولات الخفيفة وحيدة كذلك ، ما احزنني فعلاً هو عدم قدرتهما على امضاء هذه اللحظات البسيطة المتبقية برفقتي .. لا وقت لدي و هما تعرفان ذلك فهو موضوع يتكرر بشكل يومي !!

اجتاحني الآسى على حالي ، فقد كنت اتجنب الشكوى لهما و اكبتها في نفسي و ذلك لاعتقادهما بأنني متذمرة ، توقفت عن الحديث عن اهتماماتي لأنها ليست مما تهتمان به بل على العكس تشعران بالضيق منها ، فعلت الكثير لأبقى برفقتهما ثم اعامل بهذا الشكل ..

رغم أنني كنت احاول تجنب الوقوع في موقف يتسبب لي بخيبة الأمل ، لكنني بالفعل خائبة الأمل الآن و بشدة .. زفرت و انا انظر لساعتي ، فجسدي مرهق تماماً و لا يزال عليّ مرافقة هذه الجمادات !!

جلست متكأة على الجدار حتى وصلتا ، رغماً عني ظهرت علامات الضيق على ملامحي ، خاصة و انهما لم تشتريا وجبات خفيفة فقط ، بل ذهبتا لشراء اغراض متنوعة من اماكن مختلفة و التجول غالباً يحتاج لوقت طويل ، تعرفان أنني سأغادر إن تأخرتا لكن الحقيقة تقول بأنهما غير مهتمتين ..

بقيتا معاً طوال مدة تعديلي للأوراق ، ألم يكن بإمكان إحداهما مراعاة كوني متشوقة للبقاء معهما ، و لمرة تترك صديقتها تتبضع وحدها .. وقفت بهدوء

" سأعود ، تأخر الوقت "

نطقت سيرافينا بسرعة

" لكننا لم نتحدث معاً بعد "

حاولت التظاهر باللامبالاة و لا يبدو أنني نجحت

" أنا ايضاً ، لكنكما تأخرتما كثيراً !! "

استدرتُ و اخذتُ اسير دون أن انتبه لما حولي ، فقد اكتشفت اليوم أنني لا امثل شيئاً لأي منهما .. الأمر الذي اعتصر قلبي حزناً و ارغمني على ذرف دمعات الوحدة ، حالما عدت استلقيت على سريري ، ظللت افكر بكيفية

التصرف في الوقت الحالي ، لم يكن ما حصل سيء سوى لي شخصياً .. ظللت افكر و افكر و الشعور بالخذلان لم يفارقني .. فاليوم اكتشفت شيئاً لم يكن عليّ معرفته ابداً ..

انتهى الفصل ..

ما رأيكم في الفصل ؟؟

ما اكثر مقطع نال اعجابكم ؟؟

توقعات ، اقتراحات ، آراء ؟؟

مو حابة اطفشكم و اطلب تعليقات و من دا لأني اعرف الاغلب مشغول - مع اني و الله انبسط و اتحمس بيها - بس ع الأقل ابغى اعرف عدد الي قرأوا فحطوا فوت من فضلكم 💓

المقدر لي .. ( الرواية قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن